Thursday, April 25, 2024

وجود الله رهين الأخلاق

وجود الله رهين آلأخلاق يُعتبر (ديفيد هيوم) و (رينيه ديكارت) و (إيمانوئيل كانط) أعمدة ألنّهضة الغربيّة ألحديثة ألتي بدأت منذ آلقرون الوسطى بعد ثورة (الرينوسانس) .. عبر ثلاثة مراحل(1) لتحقيق آلجّانب ألمدنيّ و آلحضاري بعد مراحل و تطورات عديدة و رغم إعتقاد الناس بخلاصهم من ظلم ألكنسيّة مع آلنظام الملكي و آلثيوقراطي و كان واقعاً حقاً؛ إلّا أنّ وقوعهم أليوم أسرى بيد (ألمنظمة الأقتصادية العالمية) رويداً رويداً كتحصيل حاصل بسبب (فخّ) ألدّيمقراطيّة ألمُستهدفة, لا ألهادفة لأنتخاب حكومات تديرها الأحزاب ألمُوالية في واقع الأمر لتحقيق أهدافهم التي هي أهدف (المنظمة الأقتصادية العالمية)؛ هذا الواقع يكشف في آلحقيقة ألمظالم ألتي و قعت و تقع و لم ينتبه لها آلنّاس حتى يومنا هذا بسبب ألجّهل و ألفراغ الفكريّ و الفلسفيّ الذي تركه الفلاسفة أنفسهم في مسألة (فلسفة ألقيم و الكرامة الأنسانية) التي كشفتها الفلسفة الكونية العزيزية مع مطلع الألفية الثالثة. إنّ روّاد النهضة الأوربيّة ركّزوا وإنحازوا عند تطبيق مبادئهم الفلسفيّة على آلجّانب ألماديّ خارج مدار ألدِّين – ألعرفانيّ لا التقليدي ألّذي إعتبروه بآلخطأ سبَبَاً للتّخلف بسبب تسلط ألكنسية و آلفؤداليستية ثمّ البرجوازية إبان القرون الوسطى, لذلك كان سقوطهم في أحضان ألمنظمة الأقتصاديّة ألعالمية اليوم مسألة طبيعية وحتميّة أكثر بؤساً و خطراً مِمّا كانَ عليه الوضع قبل ذلك بسبب أستخدام التكنولوجيا والحروب والمال سندأً لمصالحهم الأقتصاديّة على حساب أخلاق وقيم الناس! و رغم إعتراف (كانط) علناً بقوله؛ [أنّ (هيوم) صاحب نظريّة (الشّك) قد أيقضني من سباتي]؛ إلّا أنّ (كانط) يُعتبر بنظري رائد ألنهضة الأوربيّة بلا منازع بإستثناء فشله و أقرانه عبر جميع المراحل في طرح نظريّة فلسفيّة كونيّة شاملة تُحقق الهدف من وجود الأنسان و الخلق لأسباب زمكانيّة وعقائديّة, و ربّما كانت مشيئة الله لجعلها بإسمي بعد مرور القرون على تلك الأطروحات الفلسفيّة ألأحاديّة ألجانب الممتدة بجذورها عبر العصور ألفلسفيّة ألخمسة(2) ثمّ إعلان (فلسفتنا الكونية) مع بدء الألفية الثالثة, لكن آلأجمل الذي كشفه (كانط) و سيبقى في فلسفته, هو إعتقاده بأنّ [المعرفة نتاج ألعلاقة بين آلذّهن و آلأحساس في زمكاني مُعَيَّن] مختلفاً عن الفلاسفة الأسلاميين سيّما المُلا صدرا ألذي تأثّر بإبن عربي - لذلك إتّخذتْ فلسفتهِ - أيّ كانط - من (آلعقل و آلأدراك) أصلاً لكلّ الفلسفة على مذهب (هيوم) و حاول تطبيق الأشياء عليها وليس ألعكس كما إدّعى آلفلاسفة من قبله, وبذلك أبْطَلَ آلبراهين ألتقليديّة ألتي ما زالَ بعض ألعُلماء يعتقدون بها, مُعتبراً كُلّ الأدلة ألواردة حول إثبات (الله) ليست تامّة وليست حُجّة, ومن آلمستحيل (إثبات أصل ألذات - ألدّليل ألوجوديّ - ألذّهنيّ أو بقاء النفس أو الأختيار) عن طريق الأستدلال ألعقليّ, لذا حين لا يكون آلذّهن و آلوجود دليل كافٍ على الله, فلا بُدّ من وجود دليل ثالث و هي الأخلاق! فما هي آلأخلاق ألتي تكون مقدّمة للتّدين و لوجود الله؟ : هي قتل الذّات و آلتّحليّ بآلفضائل ألحسنة - بعد آلتّجرّد من الحالة البشرية و خبائثها و آلتّحلي بآلطيّبات – حتى مكارم الأخلاق و بعدها نكون مُتديّنيّن, وهذا يعني بطلان إدّعاء ألدِّين مِنْ أيِّ كان حتى لو كان عالماً أو شعباً أو أمّة لم تُهذّب أخلاقها و سيرتها بتطهير ذاتها من آلنّفاق و آلكذب و آلنّميمة و آلفساد و آلتكبر, و بآلتّالي و بحسب نظر هذا آلفيلسوف ألكبير يُعتبر كلّ مُتديّن لم يُزكيّ نفسه و لم يعرف حدودهُ و روح رسالته ألسّماويّة - كلّ ألرّسالات لا فرق - خارج عن ألتّديّن وآلدِّين مهما إدّعى و قال! و مجمل هذه الفلسفة تتوافق مع آلنّبأ العظيم على لسان الخاتم(ص)؛ [إنّما بُعثّتُ لأتمّمَ مكارم الأخلاق]! و قد تمّ ترجمته و خلاصته من خلال فلسفتنا بعد طي المحطات الكونيّة السبعة(4)؛ لنتخلص أولاً من الحالة البشرية التي تدور على البشرة و السطح, للأنتقال إلى الحالة الأنسانية التي يتحلى فيها العبد بصفات راقية تمهيداً لنيل مرتبة الآدميّة. و هكذا إعتقدَ (كانط) بأنّ الأخلاق(3) هي آلتي تصنع ألدِّين, و آلعقل ألعمليّ(5) هي آلتي تصنع ألأخلاق الممهدة للآدمية و التي بها يكون الله موجوداً في الأرض من خلال الملتزمين بها! خلاصة نظريّة هذا الفيلسوف هي : [بدون إعْمالِ ألأخلاق في آلحياة يغدو كلّ ما يتظاهر به و يدّعيه أو يُمارسه البشر في مرضاة الرّب زَعْمَاً دينيّاً و عبوديّةً كاذبة و مُفتعلة], و هذا هو حال ألمُدّعين أليوم للأسف, لهذا لا مستقبل لشعوبنا و العالم بدونها – بدون الأخلاق. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لمعرفة التفاصيل راجع الحلقة 3 من[فلسفة الفلسفة الكونية]. (2) لمعرفة تفاصيل(المراحل الستة), راجع ألحلقة 3 من[فلسفة الفلسفة آلكونيّة]. (3) ألأخلاق؛ دراسة معياريّة للخير والشّر, تهتمّ بالقيم المُثلى، و تصلُ بالإنسان إلى الارتقاء عن السّلوك الغريزي - البشري بمحض إرادته ألحرّة؛ بعكس ألّذين قالوا؛ بأنّ الأخلاق ترتبط بما يُحدّدهُ و يفرضهُ الآخرون كعرف أو قانون و ترى أنّها تخصّ الإنسان وحده، و مصدرها ذاته (ضميره) ووعيه, و يعتقد (أفلاطون) بأنّ الأخلاق تتمثّل في كبح شهوات الإنسان، والتّسامي فوق مطالب الجسد بالالتفات إلى النفس والرّوح وتوجيههما لتحصيل الخير و المعرفة و محاربة الجهل والأمية الفكرية ليصل مرحلة الآدمية. أمّا (آلأخلاق) بنظر الأنبياء و أئمة المسلمين(ع) فإنّها تتغذى بآلطاقة من القوة الغيبية التي تُوجه عقل و روح الأنسان لأن تحفظ في النهاية الكرامة الأنسانية من خلال القول و الفعل و النيّة, و لهذا يمكن إعتبار تعريف (أفلاطون) ثمّ (كانت) و (شوبنهاور) و غيرهم من أقرانهم الأسلاميين: (بأنها زبدة و روح ما جاء به ألعرفاء والأئمة والأنبياء وهي (إتمام مكارم الأخلاق) بحسب النصّ مع فاصل الزمن بين الفئتين, بإختصار الأخلاق في العقيدة الإسلامية هي التخلص من الحالة البشرية إبتداءاً ثم آلسّير للوصول إلى الأنسانية و من بعدها الآدمية. (4) المحطات الكونية السبعة للعطار النيشابوري, هي على التوالي : [الطلب – العشق – المعرفة – التوحيد – الإستغناء – الحيرة – الفقر و الفناء]. (5) العقل النظري والعقل العملي، مصطلحان يجري استخدامهما في بعض العلوم؛ فالعقل العمليّ في اصطلاح المناطقة هو المعبَّر عنه (بالحسن والقبح) عند المتكلّمين، والمعبَّر عنه (بالخير والشرّ) عند الفلاسفة ، والمعبَّر عنه (بالفضيلة والرّذيلة) في اصطلاح علماء و أئمة الأخلاق, أما المراد من العقل النظري فهو العقل المُدرك للواقعيات التي ليس لها تأثير في مقام العمل إلاّ بتوسّط مقدّمة اخرى، كإدراك العقل لوجود الله، فإنَّ هذا الإدراك لا يستتبع أثراً عملياً دون توسّط مقدّمة اخرى كإدراك حقّ المولويّة وانَّ آلله هو المولى ألجدير بالطاعة, والمراد من العقل العمليّ هو المُدرك لما ينبغي فعله وايقاعه أو تركه والتحفّظ عن ايقاعه، فالعدل مثلا ممّا يُدرك العقل حُسنهُ وانبغاء فعله والظلم ممّا يُدرك العقل قبحه وانبغاء تركه، وهذا ما يُعبِّر عن إنّ (حسن العدل وقبح الظلم) من مُدركات أو بديهيات العقل العملي وذلك لأنَّ المُمَيّز للعقل العمليّ هو نوع المدرَك فلمَّا كان المُدرك من قبيل ما ينبغي فعله أو تركه فهذا يعني انَّه مدرك بالعقل العمليّ هذا ما هو متداول في تعريف العقل العملي، وجاء السيد الصدر بصياغة اخرى لتعريف العقل العملي وحاصلها؛ إنَّ العقل العملي هو ما يكون لمُدركه تأثير عملي مباشر دون الحاجة لتوسّط مقدّمة خارجيّة. عزيز الخزرجي

Wednesday, April 24, 2024

كيف ننهض بواقعنا ؟

كيف ننهض بواقعنا؟ منبر العراق الحر : لا يمكننا ان نفهم البناء والتنمية والتاريخ والحضارة والوطن والهوية والمصير والسيادة والارض والمستقبل الا من خلال التغيير المبني على تحويل النصوص والمواعظ والافكار والتربية الى سلوكيات راقية ومفاهيم عظيمة تؤثر في الاخر وهذه من حتميات انتشار سرعة الافكار بين الامم . لا تستطيع الذهنية الخاوية والخاطئة والمعطوبة والعائمة ان تفهم او تقف امام تحديات الحاضر . لكن ثمة عناصر مهمة للنهضة والبناء الحضاري تتلخص بمجموعة من الاسس والعناصر تمثل قدرة واهمية هذه النهضة على مستوى دورنا ووجودنا الحقيقي بين الامم الاخرى وامكانية تحديد خططنا القادمة حتى ننتقل مما نحن فيه الى واقع اخر ورؤية جديدة . لا بد ان نسأل انفسنا ايضا اين نحن امام ما يعيشه العالم من تحولات ونهضة وبناء وتنمية . في كل حقبة توضع امام العراقي تحديات جديدة وخانقة تجعله في حالة عدم استقرار وعدم التركيز في الافكار . مع اننا لو راجعنا سنجد ان الافكار هي احد اهم الاسس في نهضة اي مجتمع او امة . لابد ان نفرق هنا بين الفكر والمؤسسات ‘ المؤسسات هي ما يتعلق بمرافق الدولة من تقديم خدمات وصحة وكهرباء ومدارس وقوانين ‘ والفكر يعني المرونة والعقلانية والتجديد . لا يمكن لعمل المؤسسات ان تثمر من دون جذور فكرية . لا يمكن للانسان دائما ان يعلق على الظروف والتحديات التي تحيط به بل يجب ان يكون هو مساهما وخالقا لظروفه وهذا هو الفارق بين الفرد العاجز والمحبط وبين المتحرك والفاعل والمبادر والواعي لظروفه ومصيره ومستقبله. التحدي الاخر الذي يقف امام نهضتنا هو ازمة العقل والقيادة . لا يخفى على احد اهمية ودور القيادة في نهضتنا لكن السؤال هل لدينا احزاب او تيارات تمتلك برامج لتدريب قيادات واعدة وجديدة او مراكز علمية تؤهل بعض الاشخاص من خلال خطط علمية مدروسة . يقينا هذا الامر مرتبط بالعقلية السائدة وملاحظة بعض التفاصيل اليومية في احترام الوقت ‘ احترام الاخر ‘ احترام الحقوق الفردية ‘ بنفس الوقت ملاحظة تراجع واقع التعليم والادارة والصحة . سبب ذلك يعود الى انحسار الانتاج العام في المؤسسات والشركات والوزارات. ما هي الاهداف البعيدة والقواعد والافكار للوصول للنهوض ؟ يمكننا ان نضع في مقدمة ذلك وحدة الامة وصلابتها وقوتها وتماسكها وضميرها الحي . لكن لا يمكن وضع الاهداف من دون وسائل حقيقية وجادة ورصينة . قد تفشل الاهداف بسبب عدم فهم الوسائل . وعليه لابد ان نفهم الواقع لكي نعرف كيف نؤثر فيه . قد تحتاج الى مسافة طويلة لكي تقطعها من اجل ان تغير او تحطم الكثير من الصور السلبية والقناعات المغلوطة. لا يمكن ان تنهض وانت تحت تأثير الخوف والفقر والطبقية والكذب (والدكة العشائرية) والناس المسلحين بالحقد ونزعات الثأر وثقافة التلقين من المهد الى (المنزل والمدرسة والحزب والمقهى والطقوس وصولا للنظام السياسي) . كيف ننهض ونحن وسط الحمقى واعداء العقل والاطعمة المغشوشة والمستوردة و اللانظام و الرشوة و الفوضى و النصب و الاحتيال و الادمان و السفه و السطحية و الافكار النمطية و هيمنة الثقافة السياسية الشعاراتية التي تفسر كل شي من دون ان تفهم اي شي . كيف تنهض وسط جمهور مسيس يفسر الامور بشكل جماعي كما لو اننا قطيع نفكر بلغة سياسية واحدة . في حين غابت الرؤية الفكرية والثقافية وهذه اللغة لا وجود ولا حضور لها في القاموس السياسي . كيف ننهض ونحن وسط هذه الامواج العاتية .لقد برعنا بأمتياز في الهوسات والعراضات والسطو ومعارك الجيران ومنصات التواصل الاجتماعي التي تكتظ بالاسماء المستعارة والانتحال وهي تعكس صورة من صور الواقع الحقيقي . لم نتبنَ لحد الان خطاب العقل والحداثة والدولة العادلة . اذن كيف نريد ان ننهض ونبني ونحن نقتل الفكر والمعرفة ‘ نقتل عفويتنا ‘ نقتل اطفالنا عبر التلقين المبكر والعقاب والتدجين والزجر ونعتقد خطئا ان التفوق المدرسي هو مقياس للنجاح وشاهدنا لاحقا كيف تحول اصحاب الشهادات الى لصوص وقتلة وتجار وطن .

شروط النهضة الحضارية :

شروط النهضة الحضارية : و في مقدمّتها حلّ ألأزمة بين المثقف و السياسي .. أو وجوب أن يكون السياسي مُثقفاً وهو الحل الأمثل. أو على السياسيّ إتّباع المثقف الذي عليه هو الآخر إتباع الحكيم. وفي كل الأحوال يجب إتّباع الجميع للعارف الفيلسوف الحكيم عند تقريراتهم أو بياناتهم .. تنحصر الأزمة الثقافية في بلادنا و التي هي منشأ معظم الأزمات و الأشكالات و الفوضى داخل دائرة (السّاسة و الحُكّام و القضاة و أصحاب السلطة) الذين يتسبّبون بتدمير البلاد و العباد عادة نتيجة الجّهل و الأنانيات و التحزبات و الأخطاء المتكررة التي تؤدي إلى هدر المال العام و ضياع الشعوب و كأنّ البلد أمامهم مختبر لأجراء التجارب تلو التجارب و العمل كيفما شاؤوا حسب رأيهم للتوصل إلى الحل و النتيجة المطلوبة التي يبحث عنها دون النظر و الألتفات لما يتركه من مآسي و خراب و خسائر نتيجة التكرار العبثي, و لو كان هذا السياسي مُثقفاً مخلصاً لما حلّت كل تلك الخسائر والفوضى و الفساد المالي - المادي و الأخلاقي و الزمكاني و بآلتالي تفريق و تفكيك أواصر العلاقة بين فئات و كيانات و تيارات المجتمع إضافة للتبعية و الخذلان و كما هو حال بلادنا و العراق خير نموذج. من هنا تأتي أهمية, بل وجوب أن يكون السياسي مثقفاً و أميناً و كفوءاً و مخلصاً أو تابعاً للمثقف, و بغير ذلك, ليس فقط لا تنهض الأمة بل لا يمكن أن تبنى البلاد و الحضارة ليسعد المجتمع .. مهما كان البلد و (المجتمع) غنيّاً بثرواته و موقعه و قدراته و تأريخه و يمتلك الموارد المختلفة من المال و الطاقة؛ بل المشكلة الأكيدة التي ستصيب هذه المجتمعات هي إصابتها بآلشلل و بآلطبقية و زيادة الفواصل و الفوارق الإجتماعية و الطبقية بين أبناء المجتمع الواحد, بمعنى بدل أن يكون الغنى و الثروات و حتى العِلم سبباً لإسعاد المجتمع ؛ يكون سبباً لشقائه, لسوء تدبير الساسة و الأدارة و فقدان القيادة المثقفة الحكيمة لتنفيذ الخطط الإستراتيجية, لمحدودية الفكر و الثقافة الحزبية و العشائرية و القبلية و الدّينية المتحجرة و التفاخر بآلتأريخ دون النظر للحاضر و المستقبل؟ يقول بعض النخب ؛ أنه منذ القدم كان موضوع المثقف و السياسي بالمقابل مثاراً للجدل و النقاش و توليد الأزمات، وكانت تدور حروب باردة خفية مرّة و حروب حامية و معلنة مرات أخرى بينهما!؟ و ممّا لا يخفى هو أنّ الاختلافات العميقة بين الطرفين التي تفرض على المثقف تحدّيات لا بدّ من مواجهتها, خصوصا و نحن نعلم بأن المال و السلطة و الحماية تدور لصالح السياسي و الحاكم! لذلك فالأزمة التي يُعانيها المثقف لنشر الحقيقة والمعرفة لأسعاد المجتمع و كشف المزاعم التي تنشرها جماعات حزبية و سياسية و مغرضة تكون عادة مكلفة وقد تسبب خسارة المثقف و المفكر و الفيلسوف الذي من الصعب تعويضه بآخر بسهولة ممّا يؤدي لحدوث أزمات و خسائر مختلفة و كبيرة على جميع الأصعدة! و إنّ الموقف العام يتأزم أكثر فأكثر حين تظهر طوائف دينية وأحزاب مختلفة تتستّر برداء العفة و التأريخ و الجّهاد و العراقة و الثقافة الشكلية؛ فتتسبب بخلق و تعاظم ذلك الصراع بين الطرفين و بين جهات عديدة .. كالحاكم ورجل الدين وأشباه المثقفين وأذيال الساسة بعضها مع البعض و خطورة أنصاف المثقفين أعظم و أكثر من باقي المؤثرات (1). إلّا أنه من خلال رؤية ثقافيّة معمّقة يدعمها القانون .. تقوم على حقّ التعبير والنقد؛ الرأي والرأي الآخر؛ الحقّ في الاختلاف؛ وجوب احترام ألآخر؛ الدّفاع عن الحرية؛ ألأبتعا عن الانحيازية الضيقة لصالح الثقافة والنقد الموضوعي للأخطاء والثغرات؛ الإشارة للعيوب بجرأة الحرّ الذي لا يتعدى حدود النقد البناء باحترام اختلاف الحضارات؛ و تنوع الشعوب والدفاع عن القيم البشريّة والاهتمام بحقوق الإنسان؛ والتقيّد بأخلاق المبادرة والمحاورة؛ ألأبتعاد عن المناورة و المؤامرة بطرح القضايا وإخضاعها للنقاش والتحليل المنطقي بغض النظر عن حجمها, كل تلك المحاور و المبادئ كفيلة بتغيير الوضع و السير بإتجاه البناء و التآلف و المحبة لتحقيق الحضارة و السعادة في نهاية المطاف. أما ما يتعلق بعلاقة (السياسي والمثقف) وإجلاء الحقائق بكل شفافية و توضيح التطورات السياسيّة ذات الأثر على الحياة المجتمعية و الثقافية والالتقاء في المواقع المتعارضة لإيجاد حلّ يخدم القضية المصيرية المطروحة ليصب في مصلحة المجتمع بإثبات الدور الايجابي للمثقف و المفكر والذي قد يلقي ضمنياً على عاتق المثقف تهم إنتمائه لأحزاب وطوائف و مذاهب دافعاً بذلك ثمناً لموقفه المستقل!؟ ففي السياسة الكثير من الأمور المعقدة و المتشابكة التي قد لا تتيح للمثقف أن يتّخذَ موقفاً صريحاً أو معارضاً وفي نفس الوقت لا يمكنه الوقوف دون تحديد موقفه للدفاع عن بلاده و مبادئه؛ كرامته؛ و حريته .. لربما كان عليه إتخاذ لغة الحقائق والمنطق دون الانزلاق إلى المهاترات و الطعن؛ الاسترزاق من الأزمات بغطاء وطني وتقصي الحقائق و نشرها دون إعطاء الفرصة للمتربصين لاستغلاله رصاصة في صدر الوطن و المواطن معاً. إن محاولة إيجاد نقطة التقاء بينهما و إيجاد لغة حوار مشترك تخدم المصالح العامة؛ هي من أهم أهداف المثقف الذي يسعى لتحقيقها و إثباتها على أمل تخطي الأزمات السياسية والفكرية. يقول الباري تعالى و هو أصدق القائليين و أنفعه لمصلحة و عاقبة البشر و المجتمعات و الخلق لأنه هو الخالق والعارف بطبيعة خلقه, يقول : [قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ] (سورة يوسف / آية 8). ولا يعطي أي عمل خصوصا في المجال الأجتماعي و السياسي ثمره و نتائجه الطيبة؛ ما لم يكن بنية سليمة و صادقة و تعاون جاد و مثمر بين العاملين. و الحمد لله رب العالمين. حكمة كونيّة : [ألثقافة هي التي تحدّد ألسّياسة]. العارف الحكيم عزيز حميد مجيد

Tuesday, April 23, 2024

شروط آلبناء الحضاري؟

شروط آلبناء الحضاري؟ و في مقدمّتها حلّ ألأزمة بين المثقف و السياسي : تنحصر الأزمة الثقافية في بلادنا داخل دائرة (السّاسة و الحُكّام) الذين يدمرون البلاد و العباد عادة نتيجة الجهل و الأنانيات و الأخطاء المتكررة التي تتسبب بِهدر المال العام و كأن البلد أمامهم مختبر لأجراء التجارب تلو التجارب للتوصل إلى الحل و النتيجة المطلوبة اتي يبحث عنها, و لو كان هذا السياسي مُثقفاً مخلصاً لما حلّت كل تلك الخسائر والفوضى و الفساد و بآلتالي تفكيك أواصر العلاقة بين فئات و كيانات و تيارات المجتمع إضافة للخسائر الماديّة .. من هنا تأتي أهمية أن يكون السياسي مثقفاً و أميناً و كفوءاً, و بغير ذلك لا تنهض الأمة و لا يمكن أن تبني البلاد و الحضارة ليسعد المجتمع .. مهما كان البلد و (المجتمع) غنيّاً بثرواته و يمتلك الموارد المختلفة و المال و الطاقة؛ بل المشكلة في مثل تلك المجتمعات أنها ستُصاب بآلشلل و بآلطبقية و تزداد الفواصل و تكبر الفوارق الإجتماعية بين أبناء المجتمع الواحد, بمعنى بدل أن يكون الغنى و الثروات و حتى العِلم سبباً لإسعاد المجتمع ؛ يكون سبباً لشقائه, لسوء تدبير الساسة و الأدارة و فقدان القيادة المثقفة الحكيمة لمحدودية الثقافة الحزبية!؟ يقول بعض النخب ؛ أنه منذ القدم كان موضوع المثقف و السياسي في المقابل مثاراً للجدل و النقاش و توليد الأزمات، وكانت تدور حروب باردة خفية مرّة و حروب حامية و معلنة مرات أخرى بينهما!؟ ومما لا يخفى هو الاختلافات العميقة بين الطرفين التي تفرض على المثقف تحدّيات لا بدّ من مواجهتها, خصوصا و نحن نعلم بأن المال و السلطة و الحماية تدور لصالح السياسي و السلطة! لذلك فالأزمة التي يعانيها المثقف لنشر الحقيقة والمعرفة وكشف المزاعم التي تنشرها جماعات حزبية و سياسية تكون عادة مكلفة وقد تسبب خسارة المثقف و المفكر و الفيلسوف الذي من الصعب تعويضه بآخر بسهولة مما يؤدي إلى الأزمات و الخسائر المختلفة على جميع الأصعدة! و إن الموقف العام يتأزم أكثر فأكثر حين تظهر طوائف دينية وأحزاب مختلفة تتستّر برداء العفة و التأريخ و الجهاد و الثقافة؛ فتتسبب بخلق ذلك الصراع بين الطرفين وبين جهات عديدة .. كالحاكم ورجل الدين وأشباه المثقفين وأذيال الساسة بعضها مع البعض. إلّا أنه من خلال رؤية ثقافية معمّقة تقوم على حق التعبير والنقد؛ الرأي والرأي الآخر؛ الحق في الاختلاف؛ و وجوب احترام ألآخر؛ و الدفاع عن الحرية، مبتعداً عن الانحيازية الضيقة لصالح الثقافة والنقد الموضوعي للأخطاء والثغرات، والإشارة إلى العيوب بجرأة الحرّ الذي لا يتعدى حدود النقد البناء باحترام اختلاف الحضارات وتنوع الشعوب والدفاع عن القيم البشرية والاهتمام بحقوق الإنسان والتقيد بأخلاق المبادرة والمحاورة مبتعداً عن المناورة والمؤامرة بطرح القضايا وإخضاعها للنقاش والتحليل بغض النظر عن حجمها. أما فيما يتعلق بعلاقة السياسي والمثقف وإجلاء الحقائق بكل شفافية و توضيح التطورات السياسية ذات الأثر على الحياة المجتمعية والثقافية و الالتقاء في المواقع المتعارضة لإيجاد حلّ يخدم القضية المطروحة ويصب في مصلحة المجتمع بإثبات الدور الايجابي للمثقف و المفكر والذي قد يلقي على عاتق المثقف تهم إنتمائه لأحزاب وطوائف و مذاهب دافعاً بذلك ثمناً لموقفه المستقل!؟ ففي السياسة الكثير من الأمور المعقدة والمتشابكة التي قد لا تتيح للمثقف أن يتخذ موقفاً صريحاً أو معارضاً وفي نفس الوقت لا يمكنه الوقوف دون الدفاع عن بلاده ومبادئه، كرامته وحريته حينها .. لربما كان عليه اتخاذ لغة الحقائق والمنطق دون الانزلاق إلى المهاترات والطعن، الاسترزاق من الأزمات بغطاء وطني وتقصي الحقائق و نشرها دون إعطاء الفرصة للمتربصين لاستغلاله رصاصة في صدر الوطن و المواطن معاً. إن محاولة إيجاد نقطة التقاء بينهما و إيجاد لغة حوار مشترك تخدم المصالح العامة؛ هي من أهم أهداف المثقف الذي يسعى لتحقيقها و إثباتها على أمل تخطي الأزمات السياسية والفكرية . يقول الباري تعالى و هو أصدق القائليين و أنفعه لمصلحة و عاقبة البشر و المجتمعات: .[قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ]سورة يوسف / آية 8 ولا يعطي أي عمل خصوصا في المجال الأجتماعي ثمره و نتائجه الطيبة ما لم يكن بنية سليمة و تعاون جاد و مثمر بين العاملين, و الحمد لله رب العالمين. العارف الحكيم عزيز حميد مجيد

الكلمة موقف ؛ فارسها القلم

الكلمة موقف ، فارسها القلم …. د . أنور ساطع أصفري . الأقلام الصادقة الوفيّة التي تبتغي النبل في العطاء الإعلامي والسياسي والفكري والثقافي ، هي تماماً شئنا أم أبينا مثل الخيول العربية الأصيلة ، الحياة عندها لا تعني شيئاً أمام الجموح والشموخ كشجرةِ سنديان منتصبة ، وإثبات الذات ورفض الخنوع والاستكانة . وهذه الأقلام التي تنشد الحقيقة الإعلامية والثقافية والفكرية ، لا يمكنها إلاّ أن تعيش في جوٍ حقيقيٍ وصريح من التنافس الشريف ، من خلالِ سمو الكلمة ، نحو هرمِ الإبداع النبيل ، لما فيه مصلحة الإنسان والوطن والأمّة . تماماً أعودُ لنفسِ التشبيه الذي بدأتُ به ، فالخيول الأصيلة تُمارسُ رغبتها في الصهيل في الأجواء الرحبةِ الواسعة ، ولكنها لا تعتدي على أحد ، بل تعكس شعور الإرتياح ومزاج الفرح عند الآخرين . وإذا افتقدت الأقلام الصادقة ثقافة الصهيل ، فإنها تتحوّل إلى أقلامٍ عرجاء ، مكسورة الخاطر ، شبيهة بالأغصان اليابسة ، وتتحوّل إلى أقلامٍ مريضةٍ ومُعاقة تنتظر رحمة خالقها ، أو من يُموّلها . إنّ الذين يودعون أقلامهم و أوراقهم و دفاترهم وكتبهم وذاكرتهم في مزادٍ علني ، أو في بورصة تزييف الحقيقة الإعلامية والسياسية ، فإنهم يدقّون المسمار الأول في نعشِ أقلامهم ويُعجّلون في دفنها ، أو ينتظرون القتل الرحيم من جهةٍ ما ، لأنها ، أي هذه الأقلام وُلِدت مُشوّهة عاجزة وكسيحة ، لأن أول صفةٍ من صفات الأصالة هي الولاء والإنتماء للإنسان وللوطن . إنّ الأقلام التي تنمو على الطحالب والوشايات ، وتتعكّز ليلاً نهاراً على همسات الجدران الخرساء ، وتلدُ لنا بعد عمليةٍ قيصرية مقالات ليس لها أي علاقةٍ بهمومنا و جراحاتنا وصراعنا الإنساني والقومي ، ومعاناة الإنسان اليومية بكاملِ مجتمعه ، حيثُ الفساد المتفشي والعهر السياسي ، ومصادرة حريات الرأي من كلّ صوبٍ وجانب ، فهذه المقالات لا يمكن ولا بأي شكلٍ من الأشكال أن تكون محسوبة على الأقلام النبيلة ، أو الخيول الأصيلة ، بل يتحوّل نتاجها وبكلِ صراحةٍ إلى رجسٍ من عملِ الشيطان . إنّ الكتّاب الذين يُمارسون الترفِ الفكري ، تُعتبر كلماتهم غير مسؤولة ، لأنهم لا يكشفون الحقائق ولا يفضحون الواقع الأليم الذي تعيشه الأمّة بسبب جرائم قوى الشر والعدوان ، وتقاعسهم هذا سوف لن يسكت عنه الإنسان والتاريخ ، بل ستقوم الأجيال الحالية والقادمة بفضحهم وكشف النقاب عن نواياهم المشبوهة . اليوم ، نحن أحوج ما نكون ، وأكثر من أي وقتٍ مضى إلى أقلامٍ صارخةٍ ومسؤولة ، تصهلُ بأعلى صوتها ، وتُواجه الواقع الأليم الذي تعيشه الأمّة ، بدونِ ستائر مُزيفة أو خوف ، بعيداً كلّ البعد عن أقلام المُهرّجين الذي يُمارسون هوايتهم في السيرك المهترىء والرخيص ، وفي صالونات السلطان . نحن بأمسِ الحاجةِ إلى أقلامٍ تحسُّ بأمانةِ الكلمة ، والهدف النبيل منها ، إلى أقلامٍ عفويةٍ صادقة ، لا نطلب منها سوى كشف الحقيقة وعدم التستر عليها ، أو تحريفِ الواقع ، إلى أقلامٍ نبيلةٍ تُجيد العزف على وتر الحقّ ، وتُجيد إيقاع جري وصهيل الخيول الأصيلة ، ولا تقع أو تنحرف إلى المستنقعات التي يسكنها البعوض والوباء والحشرات والضفادع والأفاعي ، وكتبة العهر السياسي . إنها الفوضى والعبث بمشاعرِ الآخرين وبالمواقف ، إنّه الصمت المريب لآلة السياسة العربية وصمتها المشبوه أمام آلة الجريمة والإبادة التي تشهدها غزّة البطولة ، وغزّة الحرّة . والأقلام الوسخة التي تقف إلى جانب الأشرار ، ما هي إلاّ إسطبلات رخيصة لحميرٍ كسيحةٍ لا تعرف لماذا تعيش . إنّ الكلمة إذا صدرت بعيداً عن الولاء والإنتماء للإنسان وللوطنِ وللأمّة ، ستكون كلمةً مهترئة رعناء ، كرصاصةٍ طائشة قد تقتل صاحبها أو أبرياء آخرين . كلّ الذين تاجروا ويُتاجرون بثوابت أُمتنا مهزومون ، وصوت الحقّ والشموخ ، وإرادة الإنسان في الحريةِ وفي البقاء هي المنتصرة .

إقترب أجلنا المحتوم :

إقتربَ أَجَلَنا ألمحتوم!؟ ميزان الحقّ و الباطل في العالم ؛ لم يعد يُعرف أو يُقييم حسب المنطق و القيم السّماويّة بآلنسبة للمؤمنين و لا حتى لغيرهم عبر الموازيين الأرضية حسب آراء ألعلماء و الفلاسفة الأنسانيّون و العلمانيون الأرضيون؛ إنّما بات المعيار و(القانون) يتحدّد و حسب مصالح الأغنياء الكبار في (المنظمة الأقتصاديّة العالميّة) و السّاسة وأهل السلطة كأذرع تنفيذية لها, فآلذي ينصهر ضمن بودقتهم و مناهجهم التي تملأ جيوب الرؤوساء والتجار- سواءاً كانت دولة أو حزب أو أو فيلسوف "مُنحاز"؛ يكون مُرَحّبَاً بها و من الناصرين المقرّبين لـ (ألحقّ) الذي يَدّعونه حسب مَعَاييرهم والعكس صحيح حسب قانونهم الفاصل؛ [أمّا معي أو ضدّي]! ألمحنة : هي أنّ معظم الصحفيين و الأعلاميين كما أهل الخبرة و الأختصاص و المبادئ باتوا يعرفون ذلك, بكون (الدولار) و (إقتصاد العالم) و 99% من منابع القدرة و المال في الأرض بيد طبقة الواحد بآلمئة1% في الدول الرأسمالية التي تُدار من قبل (المنظمة الأقتصادية العالمية), و باقي الدول و الناس و الشعوب و أحزابهم؛ مجرد عبيد خاضعون و يخدمون ضمن حكوماتهم و أحلافهم و مناهجهم حسب القانون العالميّ السائد(العولمة) التي نظّر لها(يوشيرو فرانسيس فوكوياما) عمداً مشيراً لإنتصار الرأسمالية الحتميّ على مدّعي القيم و الحضارات, سبقه بذلك مهندسي النهضة الأوربية الثلاثة(كانط و ديكارت و إستيوارت ميل) بغير عمدٍ أو قصد إبان إنبعاث النهضة التي عُرفت بـ (الرينوسانس) خلال القرون الوسطى, لتصورهم بأنهم سينقذون الناس المضطهدين بسبب الأباطرة و القساوسة, محاولين بدعوتهم للناس إلى آلديمقراطية و الأنظمة البرلمانية و حصر الدّين داخل الكنائس! و لم يكونوا(مهندسي النهضة) الذين تركوا أثراً مميّزاً لحد الآن يعلمون أنذاك بأنّ تنظيراتهم الفلسفيّة فاقدة لأصل محوري سيُسبّب و ينتج للعالم (الطبقة البرجوازيّة العالمية) التي ستُسيطر و تخلق طبقة رأسماليّة منظمة تستعبد العالم من باب تحصيل حاصل عبر الشركات الكبرى و البنوك و التكنولوجيا و الأعلام و المال بالتسلط على منابع النفط و القدرة و الزراعة و كما هو واقع الحال اليوم في معظم الكرة الأرضية!؟ المهم ما تمّ عرضه أعلاه عبارة عن مُقدّمة مختصرة و مكثّفة هامة تفيدنا كتمهيد لما نُريد بيانه من حقائق معاصرة و معقدة نسبياً يجهلها أكثر الناس بِمنْ فيهم المثقفين و الأعلاميين أنصاف المثقفين (نص ردن) و السياسيين الشياطين بشكل خاص!؟ بآلنسبة لي كعارف و فيلسوف ورث أسرار الحكمة و الوجود و الفكر الأنسانيّ منذ أنْ ظهرت بوادر الثقافة (عندما قرّر رجلٌ غاضب و لأوّل مرّة إلقاء كلمة بدلاً من حجر) كما يقول (سيجموند فرويد) الذي أعتقد أنّهُ لا يُمانع من الأستشهاد بمقولته الكونيّة هذه؛ و التي بها و مثيلاتها إستخلصتُ (الفلسفة الكونيّة العزيزية) كختام للفلسفة في الوجود, و التي عاهدت من خلالها نفسي من لحظة بيانها ؛ أنْ أنشر تلك المبادئ الفريدة و الرائدة التي فيها نجاة و حياة و تحرر البشرية في الدارين, حيث لا تضاهيها أية مبادئ أخرى , و دأبتُ منذ نهاية القرن الماضي(الألفية الثانيّة) لكتابة المقالات و البيانات وفتح مختلف المراكز و الوسائل و المكتبات و مئات المنتديات و الدورات و الحركات الثقافية لنشر الوعي بين الناس في مختلف البلدان, كما فتحت بحدود 30 صفحة كمواقع على شبكة الفيسبوك و تويتر و اللنكدوم و غيرها إضافة إلى مواقع شخصيّة ومنهجيّة عامّة؛ تمّ إغلاق معظمها للأسف و في كلّ مرّة كانت إدارة(الفيس) وتويتر يرسلون العبارة التالية: [After careful review, we determined your account broke the X Rules. Your account is permanently in read-only mode, which means you can’t post, Repost, or Like content. You won’t be able to create new accounts. If you think we got this wrong]. و عندما كنت أعترض على فعلهم المعادي للثقافة و حرية الرأي و الفكر مع الدليل و البيان الواضح؛ كانوا أحياناً يعيدون الموقع من جديد .. لكن سرعان ما يتمّ غلقه مجدداً بعد مضي أيام أو ساعات بحجج واهية ..! بل وفوق ذلك تدخلت الحكومة الأمريكية - و - الكندية ؛ و قد غيّروا لهجتهم المعادية و الأعتراضية - التبريرية لغلق مواقعي و تحجيم نشاطاتي الفكرية - الفلسفية.. و ذلك بإرسال رسالة خاصة معنونة كل مرّة من قبل الحكومة الفدرالية ذاتها تقول فيها : [غير مسموح لكَ بآلنشر لأنّ موضوعاتك تخالف القوانين الحكومية الكندية], حتى وصل الحال أخيراً بمنعي من مشاركة موضوع ثقافي أو حتى خبر من موقع لآخر, مدّعين بآلقول : [لا يمكن مشاركته حسب القوانين الحكومية المتبعة]!؟ و كلما كنت أستفسر عن سبب ذلك الأجحاف و المنع, وعلّة ذاك الهجوم وعن الفقرة المُحدّدة أو القانون الذي يأمر بذلك؛ كان يأتيني جواباً عامّاً مفاده : [يخالف (الدستور الكندي أو الأمريكي أو القوانين المتّبعة)؛ و كثيراً ما كانوا يمتنعون عن الجواب]ٍ!؟ و هكذا لا أملك الآن أيّ موقع على الفيسبوك أو تويتر أو اللنكدوم أو الشبكة العنكبوتية وغيرها بإستثناء(الواتسآب) و أَ تَسَاَ أَ ل: إذا كانت دولاً عظمى كأمريكا و كندا و غيرها؛ تخاف من فكري و فلسفتي الكونيّة الداعية للسلام و المحبة و الوحدة و الحقوق و المساواة و الأنتصار لمفاهيم العدالة والحرية و السلام و الأمن و المحبة و تحرير الأنسان من الظلم و التبعية و الإرتزاق المُذلكحالة مشتركة بين كل البشرالذين باتوا طفيليين و مستهلكين لما تنتجه الأرض من خيرات و بآلتالي سبباً لتلوث البيئة و خراب الأرض)! فهل تحرير الأنسان من الظلم و التبعية و الطفيليية و الأرتزاق المُذلّ الذي بات حال كل البشر تقريباً حسب ما عبر عنه (شارلي شابلن) في آخر فيلم كان أول فيلم ناطق أنتجه عام 1939م بعد ما كانت جميع أفلامه من قبل صامتة كما يعرف العالم!؟ و كيف يمكن أن تكون مستقبل البشرية على خير وسؤدد و وئام و سلام مع هذا الوضع؟ فأنا متردّد وأكاد لا أصدّق للآن بكون ذاك الأصل الكونيّ يبغض تلك الحكومات و الأحزاب الداعية للديمقراطية و الحرية !؟ إنّها كارثة عظمى, و لا أدري لماذا القليل القليل من أهل الكروش و العروش لا يدركون ما يعيشه البشر من مآسي و حروب؟ و هل مسخ العالم بسبب أكل الحرام سيكون من صالحهم – من صالح اهل الكروش و العروش!؟ و إذا كانت تلك القوى العظمى التي تسيطر حتى على الفضاء تخاف من فلسفتي الكونيّة و نشر الوعي و تحترز منها لهذا الحدّ و لا تسمح حتى بمجرد نشرها و هي تدعي العدالة و الديمقراطية والحب و السلام ؛ فهل هذا يعني و يدلل على : - خوف و معاداة الّلوبيات و الجّهات المغرضة في الدول العظمى و حكومات العالم المؤتلفة بظلهم للفكر و بآلذات لفكرنا الأنساني ألآدمي الكونيّ الذي يعتبر خلاصة ثمرة الفكر الأنساني منذ نشأة أول جملة مفيدة في مجال الفكر و التحرر و العدالة و الأحياء!؟ و إذا كانت تلك الأنظمة و أحزابها المتحاصصة و أذرعها العسكرية؛ تخاف من ذلك حقّاً؛ فهل هذا يعني أنّها لا تريد الحقّ والعدالة أن تحكم الأرض أبداً .. بل تريد نظاماً حسب معاييرها المعروفة للتسلط و الهيمنة على العالم !؟ و ما الفائدة أو اللذة من أسر العالم و إستعباد الناس و التسلط على 8 مليارات من البشر !؟ و نتسا أَ ل أيضاً و هذا الحال الذي ينذر بحرب نووية لا تُبقي و لا تذر حسب مؤشرات الواقع : نتسا أَ ل ممّن عرف نفسه و بقي في وجوده شيئ من الوجدان ؛ ما هو الدور المطلوب من الطبقة الكادحة و المثقفة المميزة خصوصاً تلك التي ما زالت تملك الوجدان و الضمير لأنها أبت أن تنخرط مع المرتزقة أو تأكل لقمة الحرام معهم مقابل جيوش الفاسدين الداعمين لحكومات العالم الظالمة, خصوصاً الحكومات العربية و العراقية و أحزابها العاملة للمستكبرين!؟ و أخيراً ؛ هل يُمكن أن تتحقق الوحدة لظهور دور شامل و منظم لحركة التغيير بين أوساط المثقفين و المفكرين عبر توحيد المراكز و المنتديات و المقاهي الفكرية و المجتمعيّة لإدارة الحكومات من اجل الحرية و المساواة و العدالة!؟ أم إقترب أجَلنا جميعاً بترك هذا الأصل الذي يحدد عالمنا و دُنيانا و آخرتنا!؟ العارف الحكيم عزيز حميد مجيد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملاحظة : يمكنكم الأطلاع على خلاصة نظريّة المعرفة الكونية لـ (فلسفتي الكونية العزيزية) عبر الرابط التالي : download book cosmic philosophy theory pdf - Noor Library (noor-book.com) أو : https://www.noor-book.com/u/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A/books تسبقها قراءة كتابين من أهم الكتب التي ألّفتها و تضمن فتح آفاق الفكر و الوعي في عقل و قلب القارئ, هما: - محنة الفكر الأنساني: - الجذور الفلسفية للنظريات ألسّياسية(جزئين):

Monday, April 22, 2024

بوتين في مواجهة أمريكا : أدوار و مناورات :

أدوار و مناورات بين روسيا و أمريكا : https://www.youtube.com/watch?v=nGvHD5HOaWo&ab_channel=AsharqDocumentary%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82%D9%8A%D8%A9

هل إقتربَ أجَلنا؟

هل إقتربَ أَجَلَنا ألمحتوم!؟ ميزان الحقّ و الباطل في العالم ؛ لم يعد يُعرف أو يُقييم حسب المنطق و القيم السّماويّة بآلنسبة للمؤمنين و لا حتى لغيرهم عبر الموازيين الأرضية حسب آراء ألعلماء و الفلاسفة الأنسانيّون و العلمانيون الأرضيون؛ إنّما بات المعيار و(القانون) يتحدّد و حسب مصالح الأغنياء الكبار في (المنظمة الأقتصاديّة العالميّة) و السّاسة وأهل السلطة كأذرع تنفيذية لها, فآلذي ينصهر ضمن بودقتهم و مناهجهم التي تملأ جيوب الرؤوساء والتجار- سواءاً كانت دولة أو حزب أو أو فيلسوف "مُنحاز"؛ يكون مُرَحّبَاً بها و من الناصرين المقرّبين لـ (ألحقّ) الذي يَدّعونه حسب مَعَاييرهم والعكس صحيح حسب قانونهم الفاصل؛ [أمّا معي أو ضدّي]! ألمحنة : هي أنّ معظم الصحفيين و الأعلاميين كما أهل الخبرة و الأختصاص و المبادئ باتوا يعرفون ذلك, بكون (الدولار) و (إقتصاد العالم) و 99% من منابع القدرة و المال في الأرض بيد طبقة الواحد بآلمئة1% في الدول الرأسمالية التي تُدار من قبل (المنظمة الأقتصادية العالمية), و باقي الدول و الناس و الشعوب و أحزابهم؛ مجرد عبيد خاضعون و يخدمون ضمن حكوماتهم و أحلافهم و مناهجهم حسب القانون العالميّ السائد(العولمة) التي نظّر لها(يوشيرو فرانسيس فوكوياما) عمداً مشيراً لإنتصار الرأسمالية الحتميّ على مدّعي القيم و الحضارات, سبقه بذلك مهندسي النهضة الأوربية الثلاثة(كانط و ديكارت و إستيوارت ميل) بغير عمدٍ أو قصد إبان إنبعاث النهضة التي عُرفت بـ (الرينوسانس) خلال القرون الوسطى, لتصورهم بأنهم سينقذون الناس المضطهدين بسبب الأباطرة و القساوسة, محاولين بدعوتهم للناس إلى آلديمقراطية و الأنظمة البرلمانية و حصر الدّين داخل الكنائس! و لم يكونوا(مهندسي النهضة) الذين تركوا أثراً مميّزاً لحد الآن يعلمون أنذاك بأنّ تنظيراتهم الفلسفيّة فاقدة لأصل محوري سيُسبّب و ينتج للعالم (الطبقة البرجوازيّة العالمية) التي ستُسيطر و تخلق طبقة رأسماليّة منظمة تستعبد العالم من باب تحصيل حاصل عبر الشركات الكبرى و البنوك و التكنولوجيا و الأعلام و المال بالتسلط على منابع النفط و القدرة و الزراعة و كما هو واقع الحال اليوم في معظم الكرة الأرضية!؟ المهم ما تمّ عرضه أعلاه عبارة عن مُقدّمة مختصرة و مكثّفة هامة تفيدنا كتمهيد لما نُريد بيانه من حقائق معاصرة و معقدة نسبياً يجهلها أكثر الناس بِمنْ فيهم المثقفين و الأعلاميين أنصاف المثقفين (نص ردن) و السياسيين الشياطين بشكل خاص!؟ بآلنسبة لي كعارف و فيلسوف ورث أسرار الحكمة و الوجود و الفكر الأنسانيّ منذ أنْ ظهرت بوادر الثقافة (عندما قرّر رجلٌ غاضب و لأوّل مرّة إلقاء كلمة بدلاً من حجر) كما يقول (سيجموند فرويد) الذي أعتقد أنّهُ لا يُمانع من الأستشهاد بمقولته الكونيّة هذه؛ و التي بها و مثيلاتها إستخلصتُ (الفلسفة الكونيّة العزيزية) كختام للفلسفة في الوجود, و التي عاهدت من خلالها نفسي من لحظة بيانها ؛ أنْ أنشر تلك المبادئ الفريدة و الرائدة التي فيها نجاة و حياة و تحرر البشرية في الدارين, حيث لا تضاهيها أية مبادئ أخرى , و دأبتُ منذ نهاية القرن الماضي(الألفية الثانيّة) لكتابة المقالات و البيانات وفتح مختلف المراكز و الوسائل و المكتبات و مئات المنتديات و الدورات و الحركات الثقافية لنشر الوعي بين الناس في مختلف البلدان, كما فتحت بحدود 30 صفحة كمواقع على شبكة الفيسبوك و تويتر و اللنكدوم و غيرها إضافة إلى مواقع شخصيّة ومنهجيّة عامّة؛ تمّ إغلاق معظمها للأسف و في كلّ مرّة كانت إدارة(الفيس) وتويتر يرسلون العبارة التالية: [After careful review, we determined your account broke the X Rules. Your account is permanently in read-only mode, which means you can’t post, Repost, or Like content. You won’t be able to create new accounts. If you think we got this wrong]. و عندما كنت أعترض على فعلهم المعادي للثقافة و حرية الرأي و الفكر مع الدليل و البيان الواضح؛ كانوا أحياناً يعيدون الموقع من جديد .. لكن سرعان ما يتمّ غلقه مجدداً بعد مضي أيام أو ساعات بحجج واهية ..! بل وفوق ذلك تدخلت الحكومة الأمريكية - و - الكندية ؛ و قد غيّروا لهجتهم المعادية و الأعتراضية - التبريرية لغلق مواقعي و تحجيم نشاطاتي الفكرية - الفلسفية.. و ذلك بإرسال رسالة خاصة معنونة كل مرّة من قبل الحكومة الفدرالية ذاتها تقول فيها : [غير مسموح لكَ بآلنشر لأنّ موضوعاتك تخالف القوانين الحكومية الكندية], حتى وصل الحال أخيراً بمنعي من مشاركة موضوع ثقافي أو حتى خبر من موقع لآخر, مدّعين بآلقول : [لا يمكن مشاركته حسب القوانين الحكومية المتبعة]!؟ و كلما كنت أستفسر عن سبب ذلك الأجحاف و المنع, وعلّة ذاك الهجوم وعن الفقرة المُحدّدة أو القانون الذي يأمر بذلك؛ كان يأتيني جواباً عامّاً مفاده : [يخالف (الدستور الكندي أو الأمريكي أو القوانين المتّبعة)؛ و كثيراً ما كانوا يمتنعون عن الجواب]ٍ!؟ و هكذا لا أملك الآن أيّ موقع على الفيسبوك أو تويتر أو اللنكدوم أو الشبكة العنكبوتية وغيرها بإستثناء(الواتسآب) و أَ تَسَاَ أَ ل: إذا كانت دولاً عظمى كأمريكا و كندا و غيرها؛ تخاف من فكري و فلسفتي الكونيّة الداعية للسلام و المحبة و الوحدة و الحقوق و المساواة و الأنتصار لمفاهيم العدالة والحرية و السلام و الأمن و المحبة و تحرير الأنسان من الظلم و التبعية و الإرتزاق المُذلكحالة مشتركة بين كل البشرالذين باتوا طفيليين و مستهلكين لما تنتجه الأرض من خيرات و بآلتالي سبباً لتلوث البيئة و خراب الأرض)! فهل تحرير الأنسان من الظلم و التبعية و الطفيليية و الأرتزاق المُذلّ الذي بات حال كل البشر تقريباً حسب ما عبر عنه (شارلي شابلن) في آخر فيلم كان أول فيلم ناطق أنتجه عام 1939م بعد ما كانت جميع أفلامه من قبل صامتة كما يعرف العالم!؟ و كيف يمكن أن تكون مستقبل البشرية على خير وسؤدد و وئام و سلام مع هذا الوضع؟ فأنا متردّد وأكاد لا أصدّق للآن بكون ذاك الأصل الكونيّ يبغض تلك الحكومات و الأحزاب الداعية للديمقراطية و الحرية !؟ إنّها كارثة عظمى, و لا أدري لماذا القليل القليل من أهل الكروش و العروش لا يدركون ما يعيشه البشر من مآسي و حروب؟ و هل مسخ العالم بسبب أكل الحرام سيكون من صالحهم – من صالح اهل الكروش و العروش!؟ و إذا كانت تلك القوى العظمى التي تسيطر حتى على الفضاء تخاف من فلسفتي الكونيّة و نشر الوعي و تحترز منها لهذا الحدّ و لا تسمح حتى بمجرد نشرها و هي تدعي العدالة و الديمقراطية والحب و السلام ؛ فهل هذا يعني و يدلل على : - خوف و معاداة الّلوبيات و الجّهات المغرضة في الدول العظمى و حكومات العالم المؤتلفة بظلهم للفكر و بآلذات لفكرنا الأنساني ألآدمي الكونيّ الذي يعتبر خلاصة ثمرة الفكر الأنساني منذ نشأة أول جملة مفيدة في مجال الفكر و التحرر و العدالة و الأحياء!؟ و إذا كانت تلك الأنظمة و أحزابها المتحاصصة و أذرعها العسكرية؛ تخاف من ذلك حقّاً؛ فهل هذا يعني أنّها لا تريد الحقّ والعدالة أن تحكم الأرض أبداً .. بل تريد نظاماً حسب معاييرها المعروفة للتسلط و الهيمنة على العالم !؟ و ما الفائدة أو اللذة من أسر العالم و إستعباد الناس و التسلط على 8 مليارات من البشر !؟ و نتسا أَ ل أيضاً و هذا الحال الذي ينذر بحرب نووية لا تُبقي و لا تذر حسب مؤشرات الواقع : نتسا أَ ل ممّن عرف نفسه و بقي في وجوده شيئ من الوجدان ؛ ما هو الدور المطلوب من الطبقة الكادحة و المثقفة المميزة خصوصاً تلك التي ما زالت تملك الوجدان و الضمير لأنها أبت أن تنخرط مع المرتزقة أو تأكل لقمة الحرام معهم مقابل جيوش الفاسدين الداعمين لحكومات العالم الظالمة, خصوصاً الحكومات العربية و العراقية و أحزابها العاملة للمستكبرين!؟ و أخيراً ؛ هل يُمكن أن تتحقق الوحدة لظهور دور شامل و منظم لحركة التغيير بين أوساط المثقفين و المفكرين عبر توحيد المراكز و المنتديات و المقاهي الفكرية و المجتمعيّة لإدارة الحكومات من اجل الحرية و المساواة و العدالة!؟ أم إقترب أجَلنا جميعاً بترك هذا الأصل الذي يحدد عالمنا و دُنيانا و آخرتنا!؟ العارف الحكيم عزيز حميد مجيد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملاحظة : يمكنكم الأطلاع على خلاصة نظريّة المعرفة الكونية لـ (فلسفتي الكونية العزيزية) عبر الرابط التالي : download book cosmic philosophy theory pdf - Noor Library (noor-book.com) أو : https://www.noor-book.com/u/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A/books تسبقها قراءة كتابين من أهم الكتب التي ألّفتها و تضمن فتح آفاق الفكر و الوعي في عقل و قلب القارئ, هما: - محنة الفكر الأنساني: - الجذور الفلسفية للنظريات ألسّياسية(جزئين):

Sunday, April 21, 2024

مواصفات المسؤول العادل :

مُواصفات ألمسؤول ألعادل: أقدّم لكم .. خلاصة جلسة من جلسات المنتدى الفكري بكندا/تورنتو كما وصلنا, حيث تمّ مناقشة و بحث ألمبادئ الكونية العلويّة في السياسة و الحكم و مواصفات ألمسؤول المطلوب و المرشح للأنتخابات, مع مشاهدة فيدو يكشف جانباً من الفساد المالي و الإداري و نذالة الرؤوساء الفاسدين من الأحزاب الجاهلية التي حكمت بلادنا بإسم الإسلام والوطن و الدّعوة؛ فجعلوه رهيناً و لعبة بيد الأستكبار العالمي, و نأمل من الأخوة الواعيين المخلصين تكرار مثل هذه الجلسات في منتدياتهم لتعميم الفائدة. يقول سيد العدالة الكونيّة: من علامات زوال الدّول؛الظلم ألذي يُجَسَّد من خلال 4 مُؤشرات: [ترك الأصول و آلعمل بآلتكبر و تقديم ألأراذل و تأخير الأفاضل]. و حديث آخر: [الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، و لا ينصر الدّولة الظالمة ولو كانت مسلمة]. و قد تحققت العلامات ألعلوية الأربعة في العراق بوضوح و تفصّيل , فكلّ دولة تأتي سرعان ما تزول! كما تحقّق آلنّصر للدّولة الكافرة لأنّها كانت عادلة ولم تنصر الدّولة المسلمة لأنها ظالمة كدولة العراق. و تحقيق المبادئ (ألعلويّة الأربعة) يكون بمعرفة الأصول و المبادئ الواردة أدناه و لجميع المستويات, بدءاً بمرشح رئاسة الجمهوريّة و البرلمان و الحكومة أو وزير أو عضو برلمان وحتى المؤسسات الأخرى؛ حيث يجب أن يحمل و يعرف كلّ رئيس و مسؤول و وزير الأختصاصات الأساسيّة ألتالية لإدارة ألوزارات و اللجان ألحكومية أو المحافظات أو مؤسسات ألدّولة أو حتى دائرة فرعية, لأنّ معرفة رئيس الجمهورية أو باقي الرؤوساء لتلك المبادئ من شأنها تحصينهم و سدّ الثغرات التي يتسبّب الفساد من خلالها بظل المسؤول والوزير و النائب, و بغير تلك الكفاءة ؛ فإنّ الفساد سيستمر كما الآن و كما شمل جميع المرافق و المؤسسات و ما زال قائما و يتفاقم و لا يستطيع المستشارون ولا المعنيون و لا أكبر قوّة أنقاذ الموقف و الله يستر من المستقبل إن لم تطبيق هذه آلمواصفات الكونية وهي: معرفة فلسفة الفلسفة الكونيّة. معرفة أصول العدالة العلويّة الكونيّة. قواعد ألأدارة الحديثة. مبادئ الهندسة الصناعيّة و الزراعية. إدارة و تنظيم القوى الأنسانيّة. تنظيم ألميزانية و مراعاة الأولويات. ألتخصص في التأريخ و معرفة السُّنن. معرفة علم النفس الأجتماعي. مبادئ ألسّياسة و الأقتصاد الأسلامي و الرأسمالي. التخطيط و البرمجة ألأستراتيجيّة للخطط الخمسيّة والطويلة الأمد. معرفة جواب الأسئلة الأساسية ألستة لترسيخ الأمانة بجانب الكفاءة. فهل وجدت تلك المواصفات أو حتى نصفها .. لا بل ربعها .. لا و الله بل واحدة منها .. في شخصيّة مسؤول عراقيّ حكم في الدولة او البرلمان أو القضاء أو حتى الوزارات و المؤسسات .. ليستحق أن يكون رئيساً أو وزيراً أو برلمانياً أو محافظاً أو مسؤولاً؟ أم الجميع تقريباً نُصبوا و عُيينوا بآلمحاصصة و الواسطات و الحزبيات و العشائريات!؟ طبعا ألجواب معروف و هو: لا , بل المحاصصة و الواسطات هي التي حكمت و كما شهدناه عملياً في خمسة أفواج من الفاسدين الذين شكّلوا الحكومات و البرلمانات و رئاسة المحافظات و تصدّوا للمديريات و المؤسسات و الرئاسات والوزارات و البرلمان بعد 2003م, و لا نتحدث عن زمن حكومات البدو البائدة وثقافة القرية ! و فوق هذا أَ تَعَجَب .. كيف إن السّادة ؛ هاشمي؛ علاوي؛ حلاوي؛ جعفري موصلي؛ عبادي؛ مالكي نُجيفي؛ جبّوري؛ مشهداني؛ طالباني؛ بارزاني؛ صالحي؛ خزاعي؛ حلبوسي؛ كاظمي,؛ علّاقي؛ شبّريّ و أمثالهم مع أنواع و أشكال وزراء و نواب و حتى مراجع دين سمحوا و يسمحون لأنفسهم بتحديد المسؤوليين و المسؤوليات و هم يجهلون أسس تلك آلمبادئ الكونية و حقيقة العلوم التي أكّدها النهج آلكوني و القرآن المهجور لأدارة الدولة و تلافي ألفساد و سقوط الدولة, حيث رشحوا و تقدّموا .. بل و قتلوا أنفسهم للفوز بقيادة الدّولة و الأحزاب و آلحكومات و الوزارات و المجالس النيابية بلا حياء و دين و أنصاف لنهب و سرقة دولة بأكملها لعلمهم بأنهم لن يأتوا بعدها؟ لذا كانت ألنتيجة كما شهدتم و ما كانت لتكون أسوء ممّا كان حيث تسبب أخيراً في مسخ الشعب! خراب ؛ فساد ؛ ظلم ؛ نهب ؛ سلب ؛ قتل ؛ عمالة ؛ نذالة ؛ تكثير الدّيون المليارية ؛ تكثير الجواسيس؛ سرقة الاموال؛ تحطيم القوى الأنسانيّة ؛ هدر طاقات الشباب ؛ هدر الميزانيات, و الأهم و الأخطر من كل هذا هو تشويه ثقافة الناس و تسطيح فكرهم و كما حدث زمن صدام و قبله و بعده و سيستمر لو لم يعلن المذكورين توبتهم و محاكمتهم لإرجاع الأموال المنهوبة! يجب في خضم هذه الأوضاع إبتداءاً : إجراء إختبار علميّ و عقليّ و روحيّ وإختصاصي لكل مرشح للبرلمان و للحكومة و الرئاسة و الوزارات و غيرها, قبل الموافقة حتى على الترشيح والمشاركة في الأنتخابات لنيل منصب معين والعارف الحكيم لديه الأمكانيات الفكرية والفنية والكونية اللازمة لتحقيق ذلك لتأمين السلامة في إدارة الحكم و إصدار القرارات. و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم. العارف الحكيم : عزيز حميد مجيد. ألفيدو أدناه يُبيّن ربع الأموال المسروقة(350 مليار دولار) خلال 10 سنوات فقط بحسب التحقيقات التي سبّبت ضمنياً شهادة الجلبي و قتها, علماً أن مجموع الأموال المسروقة الكلية لحد اليوم بلغت ترليون و ربع الترليون دولار: https://www.facebook.com/messenger_media?thread_id=3062319863893502&attachment_id=170789354758532&message_id=mid.%24gAArhKeetDf58ansG912OTTr5OXyD

ألكتابة الكونيّة النافذة :

الكتابة الكونيّة النافذة : بقلم العارف الحكيم : أساليب و طرق مختلفة ظهرت مع مرور الزمن لكتابة المقالات الصحفية و العلمية و غيرها من مناهج كتابة البحوث و المقالات, و تختلف تبعاً للكاتب و مدى قدرته و تفاعله مع ما يكتب, قبل تفاعل القُرّاء, و العالم لم يعد يستطيع ألأستغناء عن الكتابة حتى بعد تطور التكنولوجيا لدورها الكبير في تحقيق الأهداف و المشاريع و تحقيق التواصل الأجتماعيّ بل بوصفها (الكتابة) العالم الذي يجد المرء فيه ذاته و ضالّته و حياته، فعندما تقرأ لكاتب جيّد أو يُجيد الكتابة بصدق و واقعية، فإنك تشمّ رائحة الأمكنة والفصول والمطر والشمس والنوافذ والناس و الحقائق و كل شيئ مذكور و كأنك تعيش معهم تلك القصة و تشاركهم أحداثها .. بل تشمّ رائحة الكاتب نفسه و كأنك تعيش التفاصيل و تسمع همسات القلوب أو المعارك والخطابات و ترى الحقائق التي تقرأها وكأنها متجسدة أمامك و في أعماق وجدانك و خيالك الخصب لرسوم مجازية, لهذا قالوا ؛ [المجاز أبلغ من الحقيقة] أو [الكناية أبلغ من التصريح]، كما يمكنك لمس حنين قلوب أبطال الروايات و الموضوعات المذكورة في الكتب! مثل هؤلاء الكتاب المتمكنين يأخذوك لعوالم لا متناهية، عبر كتاباتهم الأبداعية الشفافة الصادقة ألمُكثّفة بآلمعرفة و التي تحتاج للمطالعة و الموهبة والمهارة والدّراية و تحديد الهدف، إنها العالم الوحيد الذي يسعنا عندما تضيق بنا الدّنيا, و هنا تبرز مقدمات الفلسفة و الأصول الخاصّة المعتمدة لدى أؤلئك الكُـتّاب المتميّزيين, و التي تسبّب عادةً إنتاج نظريّات جديدة تضاف لنظريات الفلاسفة الكبار المرموقين عبر التأريخ كفلاسفة اليونان الكبار أو فلاسفة الأندلس أو الفلاسفة الذين برزوا في عصر النهضة و عصر ما بعد المعلومات أي مع الألفية الثالثة التي ختمنا فيها الفلسفة بـ [الفلسفة الكونية العزيزية] أو [ختام الفلسفة], لكنها تحتاج بآلتأكيد إلى التركيز و الإغناء و التفكر العميق و المطالعات الواسعة و معرفة أكثر من لغة لأنّ اللغة وحدها باب واسع للدخول منه إلى الثقافات الأخرى وهضمها بشكل جيّد و بآلتالي لتكون إنسان آخر يضاف لإنسانيتك الأصليّة فـ )كل لغة إنسان), ليكون حجمك بتعدّد اللغات التي تتقنها, أي بعدد الثقافات التي تحويها بوجودك! و المُرتكز الآخر الأهم الذي يجب الإستناد إليه لتكون مُميّزاَ و مُبدعاً و مُؤثراً و جذّاباً في أوساط الناس و في مُقدّمتهم المثقفين المميزيين؛ هو رسم منهج خاص و إسلوب مميّز و أساس منطقي جديد يقترب .. ليكون قاعدة للكتابة الكونيّة النافذة, و قد بحثنا هذا الموضوع بشكل منهجيّ و فلسفيّ بليغ في كتابنا الموسوم بـ [فن الكتابة و الخطابة](1) , و الذي بمطالعته يفتح أمامك آفاقاً و متاهات في الفكر الكونيّ النافذ ؛ لكن لا تنسى بأنّ أمراء الكلام هم الأنبياء و خاتمهم(ص) ثم الصحابة والأئمة الطاهرين (ع) و من بعدهم الفلاسفة و العلماء بلا منازع حتى ظهور الأمام المهدي المنتظِر لدورنا و المُنتظَر من قبلنا. عزيز حميد مجيد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) download book the art of writing and rhetoric pdf

Saturday, April 20, 2024

كتاب ما بعد القرآن: أول كتاب يماثل القرآن ولا يتحداه!!

كتاب ما بعد القرآن: أول كتاب يماثل القرآن ولا يتحداه!! قراءات ودراسات زينب إبراهيم قراءة في كتاب “الكراس كتاب ما بعد القرآن” للكاتب محمد علي صاحبُ الكراس هذه مراجعة لأول كتاب شامل، في تاريخ المسلمين، يماثل القرآن في أسلوب بيانه ويُكتب على طريقة آياته اقتداء وليس تحديا. وإيمانا به وليس كفراً. وحباً له وليس عداوة. فكتاب “الكراس كتاب ما بعد القرآن” يقترب كثيراً من مطابقة الأسلوب القرآني في طريقة النظم والبيان، حتى أن كثيرا من الذين اطلعوا عليه لا يكادون يميزون، للوهلة الأولى، بينه وبين القرآن الكريم، سواء في عذوبة الإيقاع وحلاوة اللغة أو في كلماته المنتقاة بعناية ودقة رائعة في معظم “بيناته” التي تجاوزت الثمانين بينة، وإشراقاته التي بلغت أكثر من ثلاثة آلاف إشراقة. وقد صدرت الطبعة(الورقية) الأولى من هذا الكتاب في بريطانيا في العام 2022. هذا وإن “الكراس” الذي يزخر بكثير من القصص الواقعية والرمزية وبكثير من الأمثلة والحكم التي تأتي في سياق سلس وممتع، أصبح يُعتَبر إضافة نوعية مميزة لـ “المكتبة الإسلامية” ويستحق القراءة والتأمل، كما يُعتَبر كتابا مثيرًا للجدل من ناحية الأسلوب المستوحى من أسلوب البيان القرآني. إذ يتبع الكراس نهج القرآن في استخدام اللغة والبيان وطريقة السرد. ويُقدم الأفكار والمعاني بشكل مثير وجذاب. فهو يُعبّر عن الأفكار والمفاهيم بأسلوب جميل ومباشر، مشابه ومماثل للأسلوب الذي نجده في الآيات القرآنية الكريمة. وبذلك فهو يستهوي قلوب وأفئدة عشاق القرآن الكريم. وأما من ناحية المضمون، فالكراس يقدم رؤية “تصحيحية” لما يأتي بعد مرحلة تنزيل القرآن. ويتناول مفاهيم وموضوعات حساسة ومثيرة للنقاش والجدل، مما يجعله محط اهتمام وتساؤلات متعددة من قبل القرّاء واصحاب الرأي. وأما مؤلف الكراس “محمد علي” والذي أصبح يُعرف الآن بـ”صاحب الكراس”، فهو فقيه في مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو الشيخ الذي ارتأى أن ينزع عن نفسه ثياب “المشيخة” وسرابيل “الهيمنة والسلطة الدينية” منذ أمد بعيد، بعد أن وجد أنها تضفي على مرتديها هالة من “القدسية الإلهية” المزيفة، ونوع من “التمييز الطبقي” الذي يحاول إحتكار فقه الدين ويجعله محصورا في فئة معينة وقليلة من الناس. كما لو أن “بيان المبين” قد أصبح وكأنه حرفة أو علما واختصاصا او طلسما لا يعرف غموضه إلا من كان يتَــزَيَّا بزيِّ المشايخ الدين الذين هم، في الأغلب الأعم، أبعد الناس عن فقه الدين، بل وأكثرهم ضررا عليه، وذلك من بعدما جعلوا “الفتوى البشرية” التي يصدرونها بمنزلة “وحي الله” العظيم”. ولكي نكتشف اهمية كتاب الكراس كتاب ما بعد القرآن ومدى الحساسية التي من المتوقع أن يثيرها في المجتمعات والاوساط المسلمة، لابد لنا من تبيان العلاقة بينه وبين التحدي الذي أطلقه القرآن الكريم، ليس للبشر وحدهم فحسب بل ومعهم معشر الجن أيضا، والذي مازال (هذا التحدي) مستمراً ومفتوحا إلى يومنا هذا، والذي على أساسه يتوقف(حسب عقيدة المسلمين) إما الإيمان بالإسلام دينا منزلا من عند الله في حال لم تتم الاستجابة لهذا التحدي وإما الكفر به في حال تمت الاستجابة ونجاح التحدي بالإتيان بكتاب يشبه القرآن. إذ يقول القرآن وفي الآية 88 من سورة الاسراء: “قُل لَـئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْـجِنُّ عَلَى أَن يَأتُوْا بِـمِثْلِ هَذَا القُرآنِ لَا يَأتُونَ بِـمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِـبَعْضٍ ظَهِيراً”. لقد خاطبت الآية القرآنية، الآنفة الذكر، جميع المشككين والكفار برسالة الإسلام وطالبتهم بأن يأتوا بكتاب يماثل القرآن الكريم ويشبهه في اسلوبه وبيانه وسرده إن أرادوا تكذيب نبي الإسلام والطعن برسالته. وعندما لم يستجب الكفار والمشركون لمثل هذا التحدي ولم يأتوا بكتاب يماثله، في حينه، فإن القرآن وفي مرحلة تالية خفض من مستوى تحدي الخصوم، زيادة في اظهار قوته ودلالة على سماويته وإيمانا بعدم مقدرة الخصوم على منازلة هذا “الإعجاز الإلهي” ولو في الحد الأدنى، إلى درجة أنه بدأ يطالب المخالفين بالإتيان ولو بسورة واحدة تماثل وتشبه سُوَر القرآن، اذ قالت الآية 23 من سورة البقرة: “وَإِنْ كُنتُمْ في رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوْا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِن دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين”. ومنذ ذلك اليوم، والقرآن، ما يزال يتحدى غير المؤمنين، في الإتيان ولو بسورة واحدة مشابهة لِسُوَره، ناهيك عن الإتيان بكتاب شامل فيه عشرات السُّوَر. ومن هنا وبناء على ذلك، فإن الإتيان بكتاب مماثل للقرآن أو حتى ولو بسورة واحدة مماثله له تشبهه، أصبح أمراً ذا حساسية فائقة لدى المؤمنين بالقرآن الكريم، كما لو أن الذي يريد أن يأتي او يحاول أن يأتي بكتاب او بسورة مماثله، يضع نفسه في موضع تحدي “الإله” وتفنيد دعوة رسول الاسلام واثبات بطلانها. وهذا ما لا يقبله وحتى لا يطيق التفكير به أي مؤمن بدين الإسلام، بل ويعتبره هجوما صارخا وتحديا لا يغتفر، مهما كان الشخص الذي يقبل بالتحدي ويأتي ولو بسورة واحدة تشبه القرآن، سواء أكان المؤلف كافرا، كما في محاولات سابقة لم يكتب لها النجاح، على مدى القرون الماضية، أو كان المؤلف مسلما ومؤمنا بالقرآن، كما هو حال مؤلف كتاب الكراس الذي صرح مرارا وتكرارا وقال: “إنه قد كتب كتابه حبا واقتداء بسنة كتاب الله وليس تحديا”. وقال في معرض دفاعه عن اختيار طريقة الكتابة المشابهة لآيات القرآن:”إنّ القرآن الكريم الذي فتح الأبواب بكل صدق وعدم خشية، وأعطى الحرية لكل من يريد أن يتحدى ويأتي ولو بسورة واحدة من مثله، فإنه، في نفس الوقت، لم يمنع ولم يُحَرِّم على المؤمنين، لا تصريحا ولا تلميحا، الكتابة اقتداء برَوْعَة أُسلوبه وجمالية بيانه”. وقال:”لم نجد آية قرآنية تقول مثلا: حرام على مسلم أو مؤمن أن يكتب بمثل هذا القرآن. وقد دل ذلك على الإذن المطلق بالجواز ومن يعترض فليس لرأيه او فتواه قيمة شرعية ولا حجة إلهية على أي أحد من الناس وكلامه ليس إلا فقه البشر”. وإذا ما تم عرض كتاب الكراس على المسلمين(المقلدين في دينهم) فإن ردود أفعالهم، للوهلة الأولى، عادة ما تتسم بالإستغراب والصدمة، أو الإنكار المقرون بعدم قبول نفسي وذهني و وجداني حتى قبل ان يتدبروا ولو قليلا فيما يقرأونه. وإن تسنى لهم الإطلاع فإن ذلك سيأتي من باب التحفز للرد مع إقرار مسبق في أعماقهم ببطلان كل تحدي للقرآن، بل وإنكار عميق حتى لفرضية او لإمكانية حدوث مثل هذا الأمر. وأما المسلمين العقلانيين والمعتدلين فإنهم سرعان ما يقرون بوجود شبه كبير بين كتاب الكراس وبين القرآن الكريم، ولا يرون أية اشكالية او تعارض، في مثل هذه الكتابة، مع كتاب الله العزيز، بل ويرحب الكثير منهم بوجود مثل هكذا كتابات توسع من دائرة استخدام لغة القرآن الكريم خصوصا في اوساط الأجيال الجديدة التي باتت بعيدة كل البعد عن اللغة العربية الفصحى. وبنظرنا فإن المؤلف هنا، قد ابتعد عن نهج التحدي السافر وآثر عدم الاستفزاز وإثارة مشاعر إخوته المسلمين في مثل هكذا موضوع غاية في الحساسية. وبدى(المؤلف) للكثيرين كما لو أنه قرأ ردود الأفعال العنيفة مسبقا واتخذ قررا بالتسلل الهاديء الى الأذهان، طمعا ربما بكسر الحاجز النفسي للقاريء دون إستثارة عناده. ويتمظهر منهج الإعتدال هذا الذي ينتهجه الكاتب ليس فقط بعدم الرغبة في اعلان التحدي للقرآن وإنما يشمل عموم الاسلوب الرصين. فالمؤلف إذ يكتب فهو لا يكتب من موقع المعادي أو الكافر بل يكتب من موقع المسلم الذي يكن كل الاحترام والتقدير للقرآن الكريم بل ويقول: “إنه يؤمن به ويدافع عن مقاصده السلمية ويهاجم اولئك الذين اتخذوا منه عقيدة للغزو والسبي والرعب، تلك العقيدة التي اشاعها ونشرها المفسرون واهل الحديث وأهل السلطة والخلافة والصقوها بالقرآن عنوة”. ومع كل ذلك يقول المؤلف: “فلا عجب إذا رأيتم كثيرا من “مشايخ التَّكفِير” وهُم يصطرخون ويهاجمون هذا الكتاب ومؤلفه بلا هوادة، فلأنهم لا يريدون أن يروا إمكانية أن يأتي أحد بمثل القرآن، ولأنهم، ايضا، خائفون من نهضة الإصلاح الديني الذي ينشدها مضمون الكراس والتي تهدف إلى تحرير المسلمين من هيمنة مشايخ الدين وسطوة فقههم الذي ضاعف أحكام الحلال والحرام مئات المرات واصبح ثقلا زائدا حتى على الشريعة التي جاء بها القرآن الكريم”. وسواء رغب المؤلف أو لم يرغب في اجراء المماثلة بين الكراس والقرآن، إلا أن الكراس ربما هو الكتاب الفريد من نوعه في اللغة العربية وبهذه الشمولية، وببيناته البالغة “86 بيِّنة” وبإشراقاته البالغة “3336 إشراقة”، الذي يجاري اسلوب القرآن ويقترب من عليائه ورقي اسلوبه المتميز. ذلك التميز الذي كان، ولطيلة قرون مضت، عصيا على التحدي، او هكذا يبدو لنا على الاقل، رغم كل المحاولات اليتيمة أو الناقصة وخاصة تلك التي اعتمدت على السخرية والاستهزاء وتلك التي اعلنت تحديها ووقوفها في وجه القرآن ولم يحالفها الحظ في النجاح واثبات المماثلة والندية، رغم عديدها. بمعنى أن كل المحاولات السابقة، حسب وجهة نظر الكثيرين، لم تستطع ان ترتقي الى مجاراة القرآن بهذه القوة، ولم نجد محاولة شمولية تماثل القرآن في الطرح والأسلوب إلا ما جاء به هذا “الكراس” الذي سيكون مثار جدل ولغط كبيرين، وربما على مدار عقود وقرون طويلة، كلما أثير موضوع النقاش بين تيار ينفي امكانية حدوث أي ممثالة بين القرآن من جهة، وبين تيار آخر يؤكد حدوثها في هذا الكراس، من جهة أخرى. تجدر الإشارة إلى أن الجدل الذي يثيره هذا الكتاب، إنما يهدف إلى “تنوير العقول” وإيقاضها لتنتقل من “الجمود والتقليد” إلى “الإجتهاد والتفكير” ويتطلع، بذلك، إلى إحداث حركة ثقافية وفكرية (إصلاحية) تسهم في تطوير حياة المسلمين. فالكتاب يتميز بطرح فكري وخطاب اصلاحي مؤثر يتسلل بكل هدوء إلى قلوب المؤمنين ليصل الى شغاف قلوبهم ليحدث فيها التغيير المطلوب والإصلاح الديني المنشود الذي هو هدف المؤلف المعلن. ويُعَدُّ الكراس، في معظم خطابه: “بمثابة ثورة فكرية تحررية لإخراج المسلمين من هيمنة مشايخ الدين و سلطة دُعاة الدين دولة، وإلى ثورة إصلاحية على الأفهام الخاطئة لمقاصد القرآن التي شاعت في القرون المنصرمة، خصوصا تلك المفاهيم والتفاسير التي رسخت عقيدة الغزو والإكراه في الدين وتكفير واستئصال الآخر (المسلم وغير المسلم)، وجعلت من القرآن كأنَّه كتابٌ للحرب والمحاربين. كما يُعَدُّ هذا الكتاب كفاحا بل وثورة عارمة للوقوف في وجه من يريد إعلاء “الفتوى” و”كتب الحديث” لتكون بمنزلة القرآن أو ما فَوْقه”. وفي هذا الصدد فإن إشراقات كتاب الكراس تُشجِّع دائمًا على إعادة قراءة كتب التراث بعقلانية وفتح الحوار الجريء حولها دون خوف من أحد. ويدعو، هذا الكراس، القارئ إلى التأمل والتفكير في معاني ومقاصد “الرسالة القرآنية” كما هِيَّ، وكما أرادها “المرسِل” قبل أن تدخل إليها العوامل والمدخلات البشرية لتصبغها بآرائها وتفاسيرها المشوهة. ويُشجّع، هذا الكتاب، على استنباط الفوائد والعبر من النص الديني دون التوقف عند “الحرف”، كما يدعو إلى عدم التوقف عند المفاهيم والفتاوى الفقهية السائدة التي صيغت وتبلورت عبر مئات السنين حتى ظن المسلمون خطأ أنها جزء من “شريعة السماء”. ولهذا فالمؤلف كثيرا ما يستشهد بأحاديث وروايات من كتب الحديث يعتبرها مدسوسة ومختلقة ومفتراة، وذلك من أجل الاستدلال بها على مدى انحطاط المستوى العلمي لأهل الحديث من جهة وإلى عدم حجية الروايات في مقابل قوة وقطعية النص القرآني، هذا بالاضافة الى استشهاده بفتاوى المفتين التي تدل على مستوى الاستهتار الذي بلغوه حين أجازوا لأنفسهم القيام بمهمة “التشريع”، من خلال الإفتاء، وهي المهمة التي من المفترض انها اختصت بالسماء. وبالاضافة الى ذلك فإن المؤلف ومن اجل التأكيد على مدى تهافت الفقه والاحكام الفقهية، يأتي بأمثلة كثيرة من الفتاوى المناقضة للعقل والشريعة الاسلامية، حتى يبين للناس كيف أن فقه مشايخ الدين إنما هو فقه ظني بل هو بمثابة “تنزيل” جديد من عقول المشايخ ورواة الحديث وليس وحيا منزلا من الله. وإذ يدعو الكـرَّاس “إلى تأصيل وترسيخ مبدأ الرَّحمة التي هي مقصد الدين وأساس الحرية والعدل والسلام، فإنه يدعو إلى طهارة الإيمان ضد محاولات اقحامه أو تلويثه عنوة في قضايا دنيوية، كقضايا الحكم والسياسة والخلافة والهيمنة على الناس، الأمر الذي ألحق ضررا بالغا بالدين من جهة وبالناس من جهة أخرى”. ومن الأمور اللافتة في كتاب الكراس هي التركيز على مصطلح “المسالمين والمحاربين” الذي يحاول المؤلف تجذيره كعنوان وكتوصيف جديد في تقسيم وتصنيف المسلمين إلى قسمين هما: “المسالمون” و “المحاربون” بدلا من التوصيفات التقليدية التي تقسم المسلمين الى شيعة وسنة وزيدية واسماعلية ومعتزلة وما إلى ذلك من مسميات قديمة أو حديثة. فالمسالمون هم أهل العقل والعلم والتفتح والاجتهاد الذين يجعلون الانسانية هدف الأديان ويجعلون الاصلاح في الارض مقصد الإله وتقبل الآخر المختلف في العقيدة والمذهب جوهر الإيمان بالأديان. ولهذا فهم يدعون الى عدم الإكراه وإلى نبذ العنف والإرهاب. وأما أصحاب المذهب الثاني من المسلمين وهم “المحاربون” الذين هم أهل الهيمنة والسلطة والخلافة من الذين يؤمنون بأن الاسلام دين إكراه وحرب وغزو وسبي واستئصال للآخر وتكفير الناس والسيطرة عليهم بالقوة لاقامة الدولة الدينية (دولة الخلافة) المستبدة باسم الإله العظيم، والذين هم أهل التقليد والإتباع الأعمى لمشايخ الدين الذين هم ضد العقل والعقلانية وضد التفكر والتفتح والاجتهاد من الذين يؤمنون بأنهم هم “الفرقة الناجية” التي بيدها مفاتيح الجنة والنار ومن يعارضها او ينتقد فكرها ومعتقدها ومذهبها فهو كافر وزنديق لايؤمن بالله حتى ولو تشهد بالشهادتين وقال إنه من المسلمين. للإطلاع على الكتاب وتصفحه الكترونيا يمكنكم الضغط على الرابط التالي: https://thekurras.blogspot.com

زينون الإيلي :

زينون الإيلي : https://www.bing.com/images/search?view=detailV2&ccid=qhL6Y7My&id=F80F6465527BF96167BEFF37A472B9BFA650C979&thid=OIP.qhL6Y7Myl1lrRITr5twOHgHaEK&mediaurl=https%3a%2f%2fi.ytimg.com%2fvi%2fpl7mnqPoNdY%2fmaxresdefault.jpg&cdnurl=https%3a%2f%2fth.bing.com%2fth%2fid%2fR.aa12fa63b33297596b4484ebe6dc0e1e%3frik%3declQpr%252b5cqQ3%252fw%26pid%3dImgRaw%26r%3d0&exph=720&expw=1280&q=%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86+%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%86%d9%8a+%d9%84%d9%84%d9%81%d9%84%d8%a7%d8%b3%d9%81%d8%a9+%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85+2024%d9%85+%3a+%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d9%81+%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%8a%d9%85&simid=608012798245352165&FORM=IRPRST&ck=B986C1E5586EBA60506379EB4F7C2EB9&selectedIndex=6&itb=0&ajaxhist=0&ajaxserp=0

Friday, April 19, 2024

مجموعة من الكتب الكونيّة للفيلسوف و العارف الحكيم الخزرجي : https://www.noor-book.com/en/tag/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A3%D9%84%D8%AE%D8%B2%D8%B1%D8%AC%D9%8A

إليكم مجموعة هامة من الكتب الفلسفية و الثقافية و المنهجية للعارف الحكيم عزيز الخزرجي: https://www.noor-book.com/en/tag/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A3%D9%84%D8%AE%D8%B2%D8%B1%D8%AC%D9%8A

Thursday, April 18, 2024

ألكتابة الكونية النافذة :

الكتابة الكونيّة النافذة : بقلم العارف الحكيم : أساليب و طرق مختلفة ظهرت مع مرور الزمن لكتابة المقالات الصحفية و العلمية و غيرها من مناهج كتابة البحوث و المقالات, و تختلف تبعاً للكاتب و مدى قدرته و تفاعله مع ما يكتب, قبل تفاعل القُرّاء, و العالم لم يعد يستطيع ألأستغناء عن الكتابة حتى بعد تطور التكنولوجيا لدورها الكبير في تحقيق الأهداف و المشاريع و تحقيق التواصل الأجتماعيّ بل بوصفها (الكتابة) العالم الذي يجد المرء فيه ذاته و ضالّته و حياته، فعندما تقرأ لكاتب جيّد أو يُجيد الكتابة بصدق و واقعية، فإنك تشمّ رائحة الأمكنة والفصول والمطر والشمس والنوافذ والناس و الحقائق و كل شيئ مذكور و كأنك تعيش معهم تلك القصة و تشاركهم أحداثها .. بل تشمّ رائحة الكاتب نفسه و كأنك تعيش التفاصيل و تسمع همسات القلوب أو المعارك والخطابات و ترى الحقائق التي تقرأها وكأنها متجسدة أمامك و في أعماق وجدانك و خيالك الخصب لرسوم مجازية, لهذا قالوا ؛ [المجاز أبلغ من الحقيقة] أو [الكناية أبلغ من التصريح]، كما يمكنك لمس حنين قلوب أبطال الروايات و الموضوعات المذكورة في الكتب! مثل هؤلاء الكتاب المتمكنين يأخذوك لعوالم لا متناهية، عبر كتاباتهم الأبداعية الشفافة الصادقة ألمُكثّفة بآلمعرفة و التي تحتاج للمطالعة و الموهبة والمهارة والدّراية و تحديد الهدف، إنها العالم الوحيد الذي يسعنا عندما تضيق بنا الدّنيا, و هنا تبرز مقدمات الفلسفة و الأصول الخاصّة المعتمدة لدى أؤلئك الكُـتّاب المتميّزيين, و التي تسبّب عادةً إنتاج نظريّات جديدة تضاف لنظريات الفلاسفة الكبار المرموقين عبر التأريخ كفلاسفة اليونان الكبار أو فلاسفة الأندلس أو الفلاسفة الذين برزوا في عصر النهضة و عصر ما بعد المعلومات أي مع الألفية الثالثة التي ختمنا فيها الفلسفة بـ [الفلسفة الكونية العزيزية] أو [ختام الفلسفة], لكنها تحتاج بآلتأكيد إلى التركيز و الإغناء و التفكر العميق و المطالعات الواسعة و معرفة أكثر من لغة لأنّ اللغة وحدها باب واسع للدخول منه إلى الثقافات الأخرى وهضمها بشكل جيّد و بآلتالي لتكون إنسان آخر يضاف لإنسانيتك الأصليّة فـ )كل لغة إنسان), ليكون حجمك بتعدّد اللغات التي تتقنها, أي بعدد الثقافات التي تحويها بوجودك! و المُرتكز الآخر الأهم الذي يجب الإستناد إليه لتكون مُميّزاَ و مُبدعاً و مُؤثراً و جذّاباً في أوساط الناس و في مُقدّمتهم المثقفين المميزيين؛ هو رسم منهج خاص و إسلوب مميّز و أساس منطقي جديد يقترب .. ليكون قاعدة للكتابة الكونيّة النافذة, و قد بحثنا هذا الموضوع بشكل منهجيّ و فلسفيّ بليغ في كتابنا الموسوم بـ [فن الكتابة و الخطابة](1) , و الذي بمطالعته يفتح أمامك آفاقاً و متاهات في الفكر الكونيّ النافذ ؛ لكن لا تنسى بأنّ أمراء الكلام هم الأنبياء و خاتمهم(ص) ثم الصحابة والأئمة الطاهرين (ع) و من بعدهم الفلاسفة و العلماء بلا منازع حتى ظهور الأمام المهدي المنتظِر لدورنا و المُنتظَر من قبلنا. عزيز حميد مجيد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) download book the art of writing and rhetoric pdf

هل ينتهي الفساد في العراق؟ عزيز الخزرجي

هل ينتهي الفساد في العراق!؟ الجواب : لا أبداً .. بل سيتفاقم. و الدليل : كل قرار و قانون و تصريح يدلّ على ذلك و من أيّ مسؤول أو لجنة لأسباب أهمها؛ عدم وجود الأخلاص لله, لأن الدافع الأول في تحرّك أيّ مسؤول هي المنافع المادية والحزبية و العشائرية والمحسوبية والمنسوبيّة التي يقودهم فيها الشيطان, و إن كان البشر قد حلّ مؤخراً محلّه بعد ما إستقال من عمله(لع) حين شهد فِعالَ هذا البشر الظالم المُتحيّز لشهواته و أنانياته نتيجة الجهل و فقدان الفكر و الحياء - و حلول جنود الأحزاب المتحاصصة و السياسيين بلا إستثناء محلّه(محل الشيطان)!؟ إن (الأدلجة) و نظريات (التأطير الأعلامي) إلى جانب نظريات (غوبلز) الهتلري, تضاف لها نظرية (التزاحم) الفقهي و منهج (التبريرات) و (الميكيافيليات) و (المحاصصيات) و غيرها هي السائدة و الحاكمة كقوانين و تطبيقات ومحاكمات وتشريعات, بحيث وصل المكر و الخديعة حدّاً أفرح و أبهر الشيطان حتى إنتصر نصراً مبيناً في كل بلاد العالم تقريباً عبر الأحزاب و الحكومات, للحدّ الذي فقدت الثقة و الأمانة و الصدق بشكل خاص, و حل محله النفاق و الخديعة و المكر و الفساد. وصلني اليوم (تقرير) عبارة عن لقاء و فيدوا مع إبننا نائب البرلمان العراقي(حسين مردان) حول مكافحة الفساد, و التقرير أُرسل من قبل أخي العزيز أسعد حيدر مسؤول مكتب النائب حسين مردان في واسط/بدرة, و كان جوابي له التالي : سلام عليكم أخي أسعد المحترم : أخي العزيز أبو أحمد الطيب .. بداية أتمنى لك و لهم جميعاً التوفيق و النجاح في جميع مراحل حياتكم و للعائلة المحترمة و المقربيين و لإبننا حسين مردان شافاه الله و وفقه للخلاص مما هو فيه من بلاء .. دعني أصارحكم بشأن الموضوع المرسل(المقابلة) .. كمدخل رئيسي لأصل المشاكل المتكررة يومياً .. إن لم تكن كل ساعة .. عبر بحث أسبابها و جذورها و كيفية علاجها أيضاً, في حال توفر مجموعة صادقة أمينة و نزيهة تريد تحقيق الحق العدالة و المساواة بدل الفساد للقضاء على التفرقة الحزبية و العنصرية و العشائرية و الطبقية في كل المجالات الحقوقية و المكتسبات التي هي أحد أهم العوامل المؤثرة في إستقرار المجتمع و وحدته التي هي سبب الفلاح و العاقبة الحسنى.. مشكلة العراق و كما تحدثتُ عنها مراراً و تفصيلا و بألم حتى عند مكوثي بينكم لأشهر و من خلال محاضراتي و كتاباتي و نقدي و مقالاتي و جلساتي المتكررة و غيرها في الكوت و بدرة و بغداد و بعقوبة و الخالص و غيرها من المدن و المواقع و الجلسات الخاصة ترجع إلى الجهل و تَنَمّر الشهوات في النفس التي تريد العلو و التسلط و التكبر لا أكثر ولا أقل, مع أصل مرافق للجهل و هو فهم العراقيين و البشر عموماً بلا إستثناء بأن فلسفة الحكم و التشريع و النظام هو لأجل الحصول على المناصب و الأموال و الرواتب و التسلط بأية وسيلة كانت و كما فعل نظام صدام و البعث سابقاً و قبلهم كل الحكومات التي تشكلت من بعد آدم و إلى يومنا هذا بإستثناء فترات محدودة جداً لم يكتب لها النجاح ليتعمم في الأرض للأسف! و علّة العلل و منشأها بإختصار, هي : فقدان الدّين و الفكر و الثقافة و الأخلاق و الحياء و البنى الفكرية كقاعدة و أداة بيد المسؤول للتعامل من خلالها لتنفيذ تلك المشاريع و الأهداف .. خصوصاً و نحن نعلم و نرى بأن ميزانية العراق هي أكبر ميزانية في المنطقة و العالم تقريباً, حتى أسموها في فترات زمنية بآلميزانية (الأنفجارية) لعدم قدرتهم حتى التصرف بها, حيث وصل إنتاجنا القومي (البودجت) أكثر من كل الدول العربية و الخليجية ناهيك عن غيرها .. لكن سوء الأدارة و الجهل و الفساد و الظلم والعوامل التي إشرنا لها؛ هي السبب في كثرة الفساد و إنتشار الخراب و المشاكل التي طرح جزءاً يسيراً .. بل و جانباً هامشياً منها النائب(أبو جان حفظه الله) إضافة إلى كل العراق الذي يعاني من الفساد المالي و الأداري و الفني و الصناعي و الزراعي و التعليمي و الصحي و غيرها .. لفقدان النظرية الفلسفية الجامعة التي من خلالها يفترض بآلمسؤول تطبيقها لتكون عملية نهوض و بناء و تأسيس لدولة عادلة آمنة بعيداً عن التحاصص و تقسيم أموال الفقراء بشكل بات عادياً تقريباً .. بل تصفيق المرتزقة للفاسدين لحصوله على راتب بآلحرام قطعأً لأنه لا يقدم شيئا بل أساسا لم يقدم شيئا لا على صعيد الأنتاج المادي ولا الأخلاقي و الروحي .. بل كان مستهلكاً و فاسدا على طول الخط مع سبق الأصرار و بلا حياء. و هذه المشكلة .. بل المشاكل باتت لا يهتم لها أحد بشكل جدّي, إلى جانب وجود سلطة ظالمة أساسها مبني على الظلم و الفوارق على كل صعيد تحميهم مليشيات لا تتقن سوى لغة القتل و الأقصاء و النهب وووو, لإن الاموال المسروقة لا يخسرها لا الرئيس و لا الوزير ولا عضو البرلمان ولا المستشار و لا المدراء الظالمون لضمان حياتهم و سرقاتهم المجزية و مخصصاتهم الفائظة التي لا حدود لها؛ بل يخسرها المستضعف و الفقير و المواطن و المريض و العاجز و الكادح من أمثالكم, و السبب المباشر في هذا هي الرئاسة و الحكومة و البرلمان و مجالس المحافظات و المحافظين و مَنْ حولهم كإفراز طبيعي للأسباب التي أشرنا لها! و إن معالجة الفرعيات كمشروع رصيف أو شارع أو منفذ لا يمكن أن تحلّ محنة العراق و دماره الساري على قدم وساق .. بل تعتبر وحدة جزئية من نظام كامل و شامل فاقد للبنى التحتية .. فهناك عشرات الآلاف من المشاريع المعطلة و الخربة و التي لم يتبع فيها أبسط المعايير والمواصفات الفنية العالمية, لهذا فأنها ستظهر كلها للعيان بعد فترة قصيرة من الزمن .. إضافة لعشرين ألف مشروع ما زالت منافذ و أبواب لسرقات مبرمجة لأموالها المئات مليارية على حساب آلناس, و هي ليست أموال مجهولة المالك و كما تدعي الاحزاب الفاسدة, ويكفي أن تعرف بأن الأمام عليّ(ع) لم يهدر قطرات من الزيت من بيت المال لمصالح شخصيّة و كما حدث عندما زاره عمر بن العاص و الزبير في مركز بيت المال, فكان سؤآله الأول : هل جئتما لعمل خاص أم عام يخصّ أمور المسلمين؟ فقالا ؛ لا بل لعمل خاص. فقام الأمام و أطفأ الشمعة, ثمّ سمح لهما بآلحديث حول مطلبهما و هكذا .. لكنني كتبت و لا زلت أكتب و أكتب عن حرمة التلاعب بحقوق الناس و مسألة الفوارق الحقوقية التي لم اجد مثيلها حتى في كندا و أمريكا و هي أكبر الدول الرأسمالية!!؟ لكن لم نجد للآن آذاناً صاغية لمسؤول واحد, بسبب أمييتهم و عدم كفائتهم و إخلاصهم و فقدان النزاهة في عقائدهم و مذاهبهم و مناهجهم ولا يعرفون حتى معنى العدالة أو الأنصاف و الوجدان, بل كل منهم يُفسر الفساد و سرقة الرواتب حسب مقاس جيبه و حاجاته مع من يحيط به .. و فوقها تراهم يترهّبون و يتحذرون و يتحرّزون من إشراك شخص نزيه و مخلص معهم, خوفا من كشف عوراتهم و بآلتالي إنقطاع مصدر أموالهم و عقاراتهم الحرام ..!!؟ لهذا تراهم بدل أن ينصتوا لنا و ينفذوا تقريراتنا لرضا الله .. أو يتصلوا بنا و يستفسروا عن كيفية الحلّ و درأ المحن التي أعتقد ليس من السهل حلها الآن لتفاقمها .. تراهم بدل هذا؛ يحاولون حجبك و خنقك و محاصرتك حتى على لقمة خبزك .. و لعلكّ يا أخي اسعد العزيز شهدتَ جانباً من معاملتي التقاعدية و كانت من أبسط الأمور الأدارية العادية و الله حتى الفراش بآلباب كان يريد الرشوة ناهيك عن المسؤوليين و ما فعلت؟ هذا .. بينما جميع البعثيين و الشوعيين و المنافقين و الملحدين و مرتزقة الاحزاب قد هبوا و إستلموا و للآن يستلمون الملايين من الدنانيير شهرياً كرواتب .. و أكثرهم أمّيون و لا حياء ولا ضمير في وجودهم .. بل كانوا يساندون كل من يعطيهم راتب أو يضمن معيشتهم. و أغرب ما رأيته في هذا الوسط أيضا ؛ هو مداخلة أحد (دعاة اليوم) العارات, عندما كنت أتحدث لهم في محاضرة في المنتدى الفكري بتورنتو عن الأمانة و النزاهة و الصدق و عدم التذلل للظالم لاجل حياة ذليلة ميتةأو يسرق أموال الناس و منها أموال المركز الأسلامي في تورنتو أو أموال فقراء العراق من قبل الساسة و الأحزاب و لليوم؛ إنبرى أحدهم يقول محاولاً تبرير تلك السرقات و الفساد بآلقول : [و ما يدريك لعل تلك السرقات تحدث و حدثت بأمر من (الولي الفقيه)!!؟ هنا توقفت و إندهشت لكلامه .. و قلت له : و هل الولي الفقيه لا يعرف هذه الحقوق و مالكيتها و جدواها و مواردها!؟ ثم إن السيد السيستاني إن لم يكن هو الأعلم فهو فقيه و مرجع أعلى لا يقل شأناً عن الولي ؛ فلماذ حرّم ذلك بوضوح؟ إلى هذا الحد وصلت القباحة و التبرير و الفساد في عقولهم لتحليل الحرام !!؟؟ وعلى كل حال وصلني للأمانة أيضا إشارة (رسالة) عامة من مسؤول كبير .. لكنه كذاب و منافق للأسف, وهو يطلب عودتنا - و أصحاب الكفاآت - للمشاركة في الأدارة و تحمل المسؤوليات في الدولة كمسؤولاييين أو مستشارايين .. و لا أعرف مدى صدقه و جديته .. على أي حال .. لأننا حين نصل العراق و كما حدث مراراً .. ترى الجميع يغلقون أبوابهم بوجوهنا تحسباً لسد الطريق كي لا تحتل موقعه ! بدل أن يأتوك و يسألوك و يستفيدوا من علمك و خبرتك ...!! و أنا بآلمناسبة و كما تحدثت لكم .. رفضت حتى سيادة العراق قبل جميع هؤلاء العملاء عندما عرضوها علينا حتى قبل 2003م نهاية القرن الماضي و الله حتى ملوا من كثر عروضهم .. ثم إستنكروا موقفنا السلبي أخيراً و حاولوا رجمنا بكل الأسلحة بسبب ذلك .. لكني رفضت لعلمي بأنّ المحاصصة ستحرق العراق, ثم لا يوجد عراقي واحد .. لا يقبل أن يعمل معهم مقابل تلك المغريات و الأموال !؟ المهم في (قضية الفيدو) الذي أرسله أخي .. هناك سؤآل محوري يتعلق به و هو : و [ماذا ستكون النتيجة بخصوص الأموال المسروقة(نتيجة سعي أبننا حسين مردان عضو البرلمان جزاه الله) في نهاية المطاف لحل الخطأ الفني الأساسي في مشروع رصيف و شارع المنفذ الحدودي في زرباطية أو غيره من المشاريع المتعلقة!؟ و هل سينقذ العراق بإنقاذه لبضع مئات من ملايين الدولارات و التي لا إعتبار لها في مقابل المليارات و الترلوينات المسروقة من قبل الأطار و دولة القانون و أعضائه على مدى أكثر من عقدين, هذا في حال نجاحه في الأمر !؟؟ لا و الله .. لا حل للأمر .. إنما ستكون النتيجة؛ إعطاء نصف أموال المشروع - يعني 250 مليون دولار (ربع مليار دولار) كرشوات و بطرق فنية مختلفة للنزاهة و للمشتركين في آلمحافظة و مَن له علاقة بآلموضوع و تنتهي المشكلة كما آلاف من تلك المشاكل التي إنتهت و طوى عليها الزمن و الله الاعلم بغيرها ... و سينغلق الملف في النهاية للأبد كما أغلقت الكثير من الملقات و هي أساساً قضية لا إعتبار لها كثيراً .. حتى لو تم إعادة بناء الرصيف ثانية!؟ و إلا بآلله عليك يا أخي ؛ أين ذهبت ترليوني دولار .. أكرّر ترليوني دولار أمريكي - كانت تكفي لبناء عشرين دولة .. أكرّر عشرين دولة .. و الحال أنّ الحكومات و البرلمانات و الرئاسات و الجيوش و المليشيات الوقحة التي تصرف على رواتبها و الحكومة و البرلمان 80% من ميزانية العراق و لم تبني للآن حتى مستشفى واحداً طبق المواصفات الدولية و لا مدرسة أو جامعة واحدة .. إضافة إلى تصدير العملة الصعبة عبر مؤسسات و بنوك مشبوهة لدول الجوار و للخارج يومياً بتوقيع رئيس البنك المركزي العلاق و برضا الأحزاب التي تحصل على حصتها من ذلك يقيناً ..!!؟؟ إخي الطيب : إسأل أيّ مسؤول بمن فيهم إبننا حسين مردان أو المالكي نفسه السؤآل التالي: أين وزير التجارة (راهب حزب الدعوة) السوداني الفاسد الذي سرق بحدود 4 مليار دولار و نقلها للندن و إشترى ما إشترى بها, ثم رجع مكرماً كمنتصر من قبل دولة القانون؟ أين الفاسد السيد إبراهيم الجعفري الذي سرق مئات الملايين من الدولارات .. بحيث بيته الذي يسكنه لوحده يساوي أكثر من 100 مليون دولار الآن!؟ أين الركابي الذي سرق ما سرق و إشترى بها العقارات في إستراليا؟ أين العسكري الذي سرق ما سرق و إشترى ما إشترى من العقارات في لندن!؟ أين نور زهير الذي سرق أضعاف ما سرقه من ذكرت آنفا مع راهب حزب الدعوة العار!؟ المصيبة آخر خبر وصلني عنه (زهير) هو تعيينه في منصب حساس يتعلق بإدارة و أموال الميناء !؟ و هكذا إسأل مَن تسأل أو تختار : عن السيد الشهرستاني البعثي الفاسد لعنه الله الذي لا يعرف الفرق بين التوربين المائي و التوربين الذري, وقد سرق أكثر من 10 مليار دولار بظل و حماية المالكي الفاسد أيضاً و غطى له حتى شاع بين الناس فساده و وعوده و نهبه .. و عندها فقط سبّه المالكي و أعلن عن فساده و أكاذيبه .. طبعا دون عقوبة ولا حتى سؤآل .. أو التطرق لفساده و سرقته للأموال العامة ..!؟ و هكذا كل الرؤوساء و الوزراء و المدراء الذين توزّروا و تقاعدوا بعد أشهر أو سنة أو سنوات قليلة .. إضافة إلى الخط القيادي الأول و الثاني في (حزب الدعوة) الذين جميعهم سرقوا الملايين مع التقاعد و إستقرّوا أخيراً في مختلف بقاع الأرض .. بعضهم في لندن و كندا و أمريكا و آخرين في سدني بإستراليا و آخرين في إيران و الأردن و تركيا و غيرها ...! بينما يدعون بأنهم مسلمون و شيعة و مجاهدين و نزيهين و في حزب الدعوة طبعا أعني الأصيل لا المزور بقيادة المالكي, بينما الامام عليّ(ع) أطفأ شمعه في بيت المال عندما دخل عليه الزبير وعمر بن العاص, و سألهما : هل لديكم عمل خاص بكم أم بآلمسلمين لانهما كانا من كبار القوم كما تعلم !؟ قالا : لا بل عمل خاص بشأن حصتنا! فقام عليّ على الفور و أطفأ الشمعة لكي لا يهدر قطرات من الزيت لأنها عائدة لشؤون بيت المال - يعني تخص حقوق عموم المسلمين لا حكومة أو شخص ولا حزب .. المهم لا أطيل عليكم يا عزيزي .. فساد الدعاة الخونة و أقرانهم و المحاصصة و الحزبيات و المحسوبيات و المنسوبيات هي السبب في ما حدث و في أي فساد شهدته و تشهده للآن .. و إن حلّ مشكلة رصيف أو شارع أو بناية في الحدود أو المنفذ أو المدينة .. أو رفع مظلومية مواطن أو تزويده بكتاب أو تعيين مظلوم آخر ليست فقط لا تحل مشكلة العراق العظمى بهذه الطريقة و بسببهم .. بل هذه الأمور يجب أن تخصص لها مؤسسات و دوائر و مسؤوليين و نظام يتم من خلالها التخطيط و البرمجة و التنفيذ بشكل كلي و شامل و منظم حسب الأصول و القوانين الادارية و العلمية و الخطط العشرية أو الخمسية أو السنوية على الأقل كتلك المتبعة في أكثر بلاد العالم .. و هي مفقودة في العراق لأنّ أعضاء البرلماني لا يعرفون لحد الآن تلك الأسس أو مسؤوليتهم الرئيسية ناهيك عن الفرعية! و هكذا المستشار و المدير و الوزير و رئيس الوزراء و رئيس الجمهورية و حتى المحكمة الأتحادية العليا .. فآلجميع يتم تعينهم بآلواسطات و المحسوبيات و الحزبيات لعنهم الله! إضافة إلى جهل الجميع بما فيها الجامعات بأسس الفكر و الثقافة و دورها في رسم القوانين الصحيحة لفقدانهم إلى (أسس الفلسفة الكونية) .. لذلك ترى كل يوم يتم تبديل هذا القانون بذاك القانون و هذه المؤسسة بتلك المؤسسة و هذا الشخص بذاك الشخص, و هذه الخطة بتلك و كأن العراق مختبر للتجارب وووووو و لهذا لا تكون النتيجة إلّا زيادة الهدر في الأموال و الزمان و المكان و الهيمنة الخارجية و الفوضى .. لفقدان الفكر في عقل الحزبي و الحكومي و البرلماني و القضائي و المحافظين .. و كل مؤسسة من مؤسسات الدولة .. فما جرى للآن تعتبر كارثة عظمى و جريمة يجب محاكمتهم و حرقهم عليها لا سجنهم سنة أو خمس سنوات كما يدعون .. و حتى هذه العقوبة لا تقع عادة .. و لم يحدث .. لان كل مدين و مجرم يسجن على الأكثر يوم أو بعض يوم ثمّ يتم ترحيله إو إعطائه منصباً أعلى من منصبه السابق, و هكذا يتعاظم الفساد . و صاحب الفكر بآلمقابل و هم أقل من القليل بسبب قتلهم و إغتيالهم .. و ليس هؤلاء المحسوبين على الحكومة أو البرلمان أو الاحزاب بشكل أخص .. لا محل لهم في النظام .. بل لا يسمح لهم بأخذ دورهم كي لا ينكشف فسادهم و يتم طردهم !!؟ و إن التكنوقرطية ( الكفاءة ) في إختصاص معين لا تكفي وحدها لأدارة و أنجاح مدرسة صغيرة لا وزارة أو برلمان أو دولة كاملة .. بل تحتاج (الكفاءة) إلى توأمها و قرينها (الأمانة) إضافة إلى معرفة الأدارة الحديثة و إدارة القوى البشرية و تنميتها و هذه المبادئ لا يعرفها ليس الذين أشرنا لهم بآلأسماء و العناوين؛ بل حتى أساتذة الجامعات العراقية جملة و تفصيلاً لا يعرفون ذلك .. للأسف الشديد, لإنشغال الجميع قادة و قواعد بآلرواتب و المال الحرام, و أخيراً .. أرجوا إنْ أحببت يا أخي و السيد (حسين علي مردان) و كل شريف مخلص ؛ متابعة الحلقات التي أشرت لها بهذا الشأن و شؤون أخرى عن مصير العراق مع آخر مقال كتبته في ذلك لمناقشتها في جلساتكم بمراكزكم و منتدياتكم و منها : [أخطر ما في السياسة أنصاف المثقفين] .. خمس حلقات .. و كذلك : [العنف و تسويق الجهل] .. و كذلك : [الأربعون سؤآل] .. و بشكل خاص : [فلسفة الفلسفة الكونية], و دور الفلسفة في الحياة. حيث تعتبر جميعها أساسات للقوانين و الخطط و الأهداف المطلوبة لتحقيق العدالة .. و بغير ذلك سيستمر الفساد في العراق حتى ظهور المهدي (ع) و السلام .. ملاحظة : للأسف تم غلق و حذف صفحتي من قبل إدارة الفيسبوك و الحكومة الكندية و الامريكية لان كتاباتي لا تصب لمصالحهم .. لذلك ربما سيبقى الواتسآب السبيل الوحيد بيننا و يمكنكم نشر الموضوعات التي تصلكم في المواقع المختلفة لتوعية الناس بحقوقهم, و إن العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس مع سلامي و تحياتي للأهل و جميع الاخوة و الأخوات. عن/ المنتدى الفكري في تورنتو / كندا

Tuesday, April 16, 2024

ألعنف و تسويق الجهل :

العنف وتسويق الجهل تُشير أغلب الإحصاءات، المعتمدة رسميًّا من جهات حكوميّة عربيّة، ومن جهات دوليّة و أممية، مثل منظمة اليونسكو التابعة لهيئة الامم المتحدة؛ الى أنّ العالم العربي يقف دائماً في ذيل قائمة الأمم القارئة للكتب سواءاً في الجانب الأبجدي (العلوم الطبيعية و الأنتجانية) أو في (الجانب الفكري -الفلسفي الذي يولّد الحضارة الراقية) و سنبيّن الفرق بين الجانب الأبددي و الجانب الفكري - الثقافي إن شاء الله بعد المتن التالي!؟ و بناءاً على تقرير صادر عن (منظمة اليونسكو) التابعة للأمم المتحدة في شباط 2023م ؛ ينشر العالم العربي و يطبع في (22 دولة عربية) 1650 كتابًا سنويًا، في وقت تنشر فيه الولايات المتحدة الامريكية 85 ألف كتاب سنويًا!!؟ العالم بركان ثائر يضرب بحممه الشعوب التي لا تسعى لبناء نفسها و تحصينها على صعيد التمدن و الحضارة, و بآلتالي لن تستطيع ألمشاركة في بناء الحضارة, و الحال أن معظم الشعوب العربية ليست عاجزة عن ذلك بل و تحاول الإحتيال و الخضوع للحصول على آلأموال الحرام بطريق أو بآخر و هكذا الشعوب كراتب حرام أو رواتب مليشياوية أو حزبية وووو غيرها لتقوية نفسها دون المساواة بين الجميع و حماية الوطن .. و لك أن تقيس مدى الأنحطاط و التدني في كل شيئ بسبب تلك الثقافة الناقصة و المبتورة .. لأن الثقافة الكونية أساس كل شيئ و الشعوب تجهلها , و نحن قد عبرنا كل الخطوط الحمراء بنسفها و إخترنا ألانانية و الموت للأسف .. و إليكم الأحصائيات التالية التي تدلل على ما أشرنا إليه بشكل محزن و خطير : تعيش المجتمعات العربية منذ عقود طويلة سلسلة من الأزمات التي أدت إلى التراجع على كافة الأصعدة، ولعلّ أخطر هذه الأزمات أزمة الانحطاط الثقافي الذي يعاني منها المجتمع العربي، فأين نحن مما قيل عن صحبة الكتاب؟ لم يعد شعار المواطن العربي <خير جليس في الأنام كتاب> وما لبس أن هجر الكتاب وعزف عن القراءة، فتاهَ وضاعَ وأصبح متسوِّلاً مُكتفياً بالإقبال على ثقافات الآخرين التي لم تزده إلا ضعفاً ومذلةً، ولم يدرك أنّ العالم بركان ثائر يضرب بحممه كل الشعوب التي لا تسعى إلى المشاركة في بناء الحضارة. أمة اقرأ لا تقرأ : كما يعرف أكثر المسلمين و العالم, بأنّ أوّل أمر إلهي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بداية نزول الوحي هو [اقرأ]، فلماذا ﻻ‌ ﺗﻘﺮأوا يا أمة اقرأ؟ أصبحنا أمة جاهلة و غبيّة و ضللنا الطريق، فإحصاءات القراءة في الوطن العربي مخيفة جداً فهي تعطي انذارٌ خطير عن حالة التدهور الثقافي و الفكري الذي يعيشه المواطن العربي و في إزدياد بسبب تسلط حكومات جاهلية لا تعرف الفرق بين العلم و الجهل ؛ بين الثقافة و الأختصاص ؛ بين الفلسفة و العلم, و هكذا, و قد سألت بنفسي الكثير من الوزراء و المسؤوليين و النواب و حتى أساتذة جامعات؛ لكنهم لم يجيبوا بشكل صحيح, و لك أن تتصوّر مدى الأنحطاط الذي سيصيب عالمنا و شعوبنا بعد عقود لا أكثر!؟ و وفقاً لتقرير اليونسكو فإنّ أعلى نسبة أمية(1) في العالم تتواجد في الوطن العربي، و القراءة هي من آخر اهتمامات المواطن العربي، فهناك 60 مليون أمّي عربي و 10 ملايين طفل خارج المدرسة، و يشير التقرير ذاته, إلى أنّ الطفل العربي يقرأ 7 دقائق سنوياً، بينما الطفل الأميركي يقرأ 6 دقائق يومياً, بغض النظر عما إذا كانت قراآت ثقافية و فكرية أو إختصاصية, فتلك هي مصيبة أكبر كما أشرنا آنفاً . نشرت الأمم المتحدة في تقرير لها حول عادات القراءة في العالم، فكانت النتائج مخزية فيما يتعلق بالبلدان العربية، فمعدل ما يقرأه الفرد في أرجاء العالم العربي سنوياً هو ربع صفحة فقط. وأظهر تقرير أصدرته مؤسسة الفكر العربي أنّ متوسط قراءة الفرد الاوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنوياً بينما لا يتعدى المتوسط العربي 6 دقائق سنوياً. و حسب إحصاءات (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) (الألسكو), فإنّ العالم العربي يصدر كتابين مقابل كل مئة (100) كتاب يصدر في دول أوروبا الغربية، علماً بأنّ هذه الأخيرة تنشر كل سنة كتاباً لكل خمسة آلاف (5000) شخص. و قُدّر عدد المُدونات العربيّة بحوالي 490 ألف مدونة، و هي نسبة لا تتعدى 0.7% في المئة من مجموع المدونات في العالم. و جاء في تقرير المعرفة العربي لعام 2009 أن إنفاق الوطن العربي على (البحث العلمي و التحقيقات و التوسعة الصناعية و الزراعية) هو من الأدنى عالمياً بالنسبة إلى الناتج المحلي للبلدان العربية. ولأنّ الأرقام لا تكذب؛ و لأن نتائج الدراسات مخيفة، لا بُدّ لنا من أن نستدرك هذه الكارثة بأسرع وقت ممكن ! فهل نستطيع ذلك؟ لأن عالمنا على شفا حفرة من النار بسبب تسلط الأحزاب و اللوبيات على مسانيد الحكم و الدستور .. فحتى تطبيق القوانين لم تعد بشكل صحيح و عادل و العلة ترجع أيضا إلى تشوه أو فقدان الثقافة في طبقة الحكام و في السياسيين خصوصاً!؟ تعاني الثقافة في العالم، بشكل عام، و في البلدان العربيّة بشكل خاص، من انحدار مريع، مع تهدم و تزلزل البنى التحتية الاجتماعية والسياسية و الفكرية، في معظم الدول العربيّة، واختفاء أهم المؤسسات المدنية الفاعلة و مراكز التحقيقات العلمية و الفكرية و المؤتمرات و المنتديات الفكرية .. و تشوه تركيب المجتمعات، بزوال الطبقة المتوسطة، و ظهور طبقة طفيليّة ساعدت على انقسام المجتمعات العربية طائفيّاً و إغراقها في طقوس غيبيّة مشوّهة أساسها الشعوذة و السحر بحيث وصلت الأمور حدّاً بدأت الجامعات فيه بإعطاء شهادة الماجستير و الدكتوراه لدارس السحر و الشعوذة و تأثير الفلفل المضاف لبعض الأغذية كآلدولمة و التشريب(تمّن على قوزي)، و يترافق كل ذلك مع التدهور في الحياة الاقتصادية و الأخلاقية، لأغلب البلدان العربية، و عيش العديد منها على عوائد النفط فقط، و تحولها الى بلدان استهلاكية وغير منتجة لأي بضاعة أو منتوج. في الجانب الآخر، نجد أنفسنا، في العديد من البلدان العربية، نقف أمام حقيقة مريعة، هي تحول غالبية العاملين في حقول الثقافة و الأدب - ناهيك عن الفلسفة المحذوفة - الى موظفين في الأحزاب و الدّولة، و غياب وتغييب لدور المثقفين العضويين، فيوفر الفرصة لبروز جمهرة من المتثاقفين أو (أنصاف المثقفين) أو ما يسميه البعض بـ (المثقفين نص ردن) أصحاب ثقافة الوجبات السريعة، و نجوم مواقع التواصل الاجتماعي، مع غياب أطر ثقافية فاعلة قادرة على خلق نهضة ثقافية، و استمرار معاناة المثقفين الحقيقيين ناهيك عن المفكريّن و الفلاسفة مع تسيّد الأنظمة القمعيّة و أذرعها البوليسية ألمليشيات وأجهزة ألأمن القمعية، التي تفرض قيوداً و شروطاً لا عدّ لها حول أيّ نشاط ثقافي أو فكري يتعارض مع منطلقاتها الحزبية و المذهبية و الايديولوجية، يترافق هذا مع انتشار الأميّة الفكرية إلى جانب الأبجدية التي أتخذت منذ عقود منحىً خطيراً بشراء الدرجات العلمية حتى الدكتوراه بآلأموال، و هكذا تدهور أوضاع التعليم و إنخفض للحضيض، بل وانحداره في بعض البلدان العربية إلى أقصى الحدود!؟ و مشكلة هذه الشهادات كما الشهادات الجامعية العادية لا تقتصر على مستواها العلمي و ما قد يقدمه في مجال مهنته و أختصاصه فقط؛ بل خطورتها و مصيبتها العتظمى تكمن في أن الجوّ العام و حتى طبقة (النص ردن) أنصاف المثقفين يعتبرون تلك الشهادات الدولارية والدراسية؛ بكون أصحابها مثقفين و يمثلون الطبقة المثقفة و العلمية في المجتمع!! و هذا هو الخطر الأكبر لأن الشهادة الجامعية تعتبر ورقة تثبت بأن صاحبها يتقن مهنة معينة في الصناعة أو الزراعة أو الطب أو غيرها لا أكثر .. و الثقافة و الفكر مسألة أخرى تتوقف عليها مسار الحضارة و رقيّها !؟ و بنظرة سريعة لوضع و مستوى آلسياسيين و أعضاء الأحزاب الموجودة في الساحة و الحكم ؛ يتبيّن لك مدى الكارثة و الإنحطاط و ما يسببوه من تخلف و كوارث على كل صعيد حتى على صعيد المعيشة و لقمة العيش المادية .. ناهيك عن الجانب الثقافي و الفكري و الفلسفي, و من خلال مجمل اللقاآت و المناقشات التي تعرضها القنوات الأعلامية بما فيها الفضائيات .. يتبيّن لك بوضوح ما أشرنا له للأسف!؟ هكذا تحولت القنوات الفضائية، المتكاثرة مثل الفطر كما يقولون، الى المصدر الأهم للمعلومات و لأفكار آلمواطن العربي و تحديد توجهاته عبر تطبيق نظرية التأطير الإعلامي عمداً أو من باب تحصيل حال، فمنها يتلقى المعلومات والأفكار، عبر ما تقدمه وتسمح به الأنظمة الحاكمة و مؤسساتها الرقابيّة، من برامج و مسلسلات سطحية تمثيليّة وأغان، تنشر ألعنف و الأفكار الظلاميّة والسطحيّة. هكذا أصبحت مصادر المعرفة بالنسبة للمواطن العربي محدودة للغاية، وصار يتلقى باستمرار جرعات من التفاهة و السفاهة عبر ما تقدمه له وسائل الأعلام و الفضائيات خصوصاً من مسلسلات تلفزيونية تسهم في تشكيل، وعيه وتربية ذوقه وقيمه بإتجاه العنف و الإستغلال و النفاق و الضلال و التيه .. و إن المدير القائم بتنفيذ ذلك من فوق يعرف ما يفعل من نشر التفافة و الشكليات لتخدير عقول العامة كي يسهل التسلط عليهم و سرقتهم بشكل قانوني! إذن ما توصلنا إليه و كما هو واضح : هي أن سبب العنف و الفساد و الفوارق الطبقية هو الجّهل و نبذ القراءة و محاصرة و تجويع و قتل أهل الرأي من المثقفين الحقيقيين و الفلاسفة من فوقهم و لله المشتكى و لا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم. عزيز حميد مجيد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) طبعا حتى علماء هيئة الأمم المتحدة لا تعرف بدقة الفرق بين العلم و الثقافة ؛ بين الأختصاص المهني و بين الثقافة العامة من ناحية نتائجها و إفرازاتها, و هنا تكمن الخطورة بأجل و أخطر صورة .. لأنها هي السّبب, أو تشارك على الأقل في تخريب و تشويه القيم و عقوق الناس حتى المتعلمين منهم! و لمعرفة الفرق بين الأميّة الفكريّة و الأميّة الأبجديّة يمكنكم مراجعة كتاب (فلسفة الفلسفة الكونية), خصوصا كتاب (محنة الفكر الأنساني) (والجذور الفلسفية للمدارس السياسية) و بعض الأسئلة من [الأربعين سؤآل], و غيرها.
العنف وتسويق التفاهة تشير أغلب الإحصاءات، المعتمدة رسميًّا من جهات حكوميّة عربيّة، ومن جهات معتمدة دوليّة، مثل منظمة اليونسكو، الى أن العالم العربي يقف دائماً في ذيل قائمة الأمم القارئة للكتب، فوفقًا الى تقرير صادر عن منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة في شباط 2023، ينشر العالم العربي 1650 كتابًا سنويًا، في وقت ينشر فيه الولايات المتحدة الامريكية 85 ألف كتاب سنويًا. وتتفوق إصدارات الكتب في الدول الأوروبية بشكل محزن على ما يقابلها في العالم العربي، الذي إذ يصدر فيه كتابان سنويا، ففي الوقت نفسه يصدر في اوروبا 100 كتاب. والتقرير نفسه يشير الى أن الطفل العربي يقرأ 7 دقائق سنويًا، بينما الطفل الأميركي يقرأ 6 دقائق يوميًا. وبعد …؟ تعاني الثقافة، بشكل عام، في البلدان العربيّة، من انحدار مريع، مع تهدم البنى التحتية الاجتماعية والسياسية، في العديد من الدول العربيّة، واختفاء أهم المؤسسات المدنية الفاعلة وتشوه تركيب المجتمعات، بزوال الطبقة المتوسطة، وظهور طبقة طفيليّة ساعدت على انقسام المجتمعات العربية طائفيًّا وإغراقها في طقوس غيبيّة، ويترافق كل ذلك مع التدهور في الحياة الاقتصادية، لأغلب البلدان العربية، وعيش العديد منها على عوائد النفط فقط، وتحولها الى بلدان استهلاكية وغير منتجة لاي بضاعة. في الجانب الآخر، نجد أنفسنا، في العديد من البلدان العربية، نقف أمام حقيقة مريعة، هي تحول غالبية العاملين في حقول الثقافة الى موظفين في الدولة، وغياب وتغييب لدور المثقفين العضويين، فيوفر الفرصة لبروز جمهرة من المتثاقفين و(المثقفين نص ردن) أصحاب ثقافة الوجبات السريعة، ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي، مع غياب أطر ثقافية فاعلة قادرة على خلق نهضة ثقافية، واستمرار معاناة المثقفين الحقيقيين مع تسيّد الأنظمة القمعيّة وأذرعها البوليسية من مليشيات وأجهزة أمنية قمعية، التي تفرض قيودًا لا عد لها حول أي نشاط ثقافي يتعارض مع منطلقاتها المذهبية والايديولوجية، يترافق هذا مع انتشار الأميّة، وتدهور أوضاع التعليم، بل وانحداره في بعض من البلدان العربية، هكذا تحولت القنوات الفضائية، المتكاثرة مثل الفطر، الى المصدر الأهم للمواطن العربي، منها يتلقى المعلومات والأفكار، عبر ما تقدمه وتسمح به الأنظمة الحاكمة ومؤسساتها الرقابيّة، من برامج ومسلسلات تمثيليّة وأغان، تنشر الأفكار الظلاميّة والسطحيّة. هكذا أصبحت مصادر المعرفة بالنسبة للمواطن العربي محدودة، وصار يتلقى باستمرار جرعات من التفاهة عبر ما تقدمه له الفضائيات من مسلسلات تلفزيونية تسهم في تشكيل، وعيه وتربية ذوقه وقيمه.

Monday, April 15, 2024

مراتب الوجود و عوالمها : القسم الثاني

مراتب ألوجود و عوالمها : ألقسم آلثّانيّ مراتب الوجود بآلنسبة للأنسان تتحدّد أفقها بحسب المعيار العقلي لكل سالك عارف عبر آية الآفاق التي ذكرها الباري تعالى في سورة (فصّلت/53) من القرآن , و هي عبارة عن مقدار المدى الكونيّ لأفق الناظر عبر العقل الكُلّي للسالك إلى مدينة السلام. يُعتبر فيثاغورس الفيلسوف ألوحيد و ألأوّل ألذي حدّد الفرق بين مرتبتين في الفكر الأنساني, بين مرتبة (الفيلسوف) و مرتبة (الحكيم) و لم يتوسّع في ذلك تفصيلا .. سوى أنهُ قام بتقديم ألحكيم على الفيلسوف درجة, على إعتبار ألأوّل(ألفيلسوف) يدرس و يبحث قبل ذلك و يُفَعّل ما أنتجه و كتبه (ألعارف ألحكيم) الذي نادراً جدّاً ما يتغيير تقريراته لأنّ العلوم الكونية, التي يدوّنها عادّةً ما تكون (لَدُنّيّة - غيّبيّة) - أيّ من الله تعالى بشكل مباشر أو غير مباشر, أي عن طريق الإشراق أو الرّؤيا أو ربما الوحي الملائكي و كما حصل مع الخضر و اليوشع والبسطامي وغيرهم, أو تكون العملية حصوليّه تتحقّق عن طريق الكسب و السّعي و التعبد و الترويض و كبح جماح النفس و المواظبة على النوافل حتى يحصل الكشف و الشهود عنده و يصل العرفان أي كشف الحُجب عنده, و العامل المهم و المؤثر في تحقيق ذلك أيضا إلى جانب ما ذكرنا هي آلدّراسة و كسب التجربة و الملاحظة و آلتّفكر و التأمل العميقين, و نحن في (فلسفتنا آلكونيّة) فصّلنا مراتب المعرفة العقليّة بِبُعديه (الظاهري و الباطني), أو (العرضي و الجوهري) بحسب المراحل السبعة ألتالية ضمن تعريفات مُحدّدة و علميّة مبرهنة في بحث(فلسفة الفلسفة الكونيّة) أو ما سُميّ بـ (نظرية المعرفة الكونيّة)(1), والمراحل السبعة هي : [قارئ - مثقف - كاتب - مفكر - فيلسوف - فيلسوف كوني - عارف حكيم]. هذا المسير الذي يقتضي زمناً طويلاً قد يكون لآخر العمر لبلوغ المنشود بعد شرط تحقّق الطلب أولاً ثمّ العشق في وجود السالك لعبور باقي المحطات الكونية .. التي مجموعها (سبعة مدن), أو مدن العشق السبعة والتي يجب عبورها بأمان و كما عبّر عنها العارف النّيشابوري من خلال قصّة رائعة موجودة في كتابه المعروف بكتاب العشق للعطار النيشابوري, و آخرين إختلفوا في تحديد عدد تلك المراحل, منهم كآلشيخ الأكبر (إبن عربي) لخصها في 26 مرتبة يجب عبورها لوصول مدينة السلام والسعادة(2) كآخر مرتبة, و كذلك الشيخ الأنصاري قسّمها إلى 52 مرتبة تيمّناً بعدد الركعات اليوميّة الواجبة و المستحبة, و هكذا العارف الحكيم محمد باقر الصدر حدّدها بإختصار بليغ بمرتبتيّن هما؛ [معرفة الله ثمّ حُبّه (عشقه)], و هناك مراتب مختلفة لعرفاء آخرين وردت في مراتب فلسفتنا الكونيّة. و بوصول السالك المرحلة السابعة يتميّز و ينال صفة (العارف الحكيم)(3), و تعني بلوغه المعرفة الذاتية و الرؤية الكونيّة الشّهودية عن طريق آيات النفس بعد تطهيرها, و قد عرضنا في القسم الأوّل من هذا البحث المراتب الوجوديّة التي عبَّر عنها الباري بآلرّؤية الآفاقية - الوجودية و كما ورد في آلقرآن الكريم بقوله تعالى : [سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ] (فصّلت/53). فـ (آلقارئ) : هو آلذي يُريد و يُقرّر و يقرأ ما كتبه و يكتبهُ مختلف الكُتّاب و المفكريّن و الفلاسفة و العرفاء بمقدار إستيعابه لآفاق آلمراتب في الأفقين بعد هضم المفاهيم المطروحة والتي تتبلور عنده بمرور الزمن ليكون بسبب القراءة مثقّفاً لينال بعد عبور المراتب الكونيّة عارفاً قريباً من الله تعالى, أيّ يرتقي لمرتبة العارف الحكيم و هي ذكر مبارك من لدن حكيم خبير. أمّا (آلمثقّف) : فهو الذي يقرأ ثمّ يصنّف و يُبوّب و يُؤرشف ثمّ يُدقّق في الكتابات و النّصوص و آلآراء و يضرب بعضها ببعض و ربما يميل لإختصاص أو إتجاه معيّن أكثر فيركّز عليه أكثر من غيره, و قد يحصل على درجة الدّكتوراه فيها ليمتهنها و يكون أستاذا في المدرسة أو الجامعة بحدود إختصاصه بحيث يمكنه ان يكتب و ينظر فيها فيما بعد, لكنه ليس بآلضرورة أن يكون مثقفاً كما ساد بين الناس, فهناك فرق كبير بين الممتهن لأختصاص علمي و بين المثقف السالك لله. أما (الكاتب) : هو الذي يعتمد بكتابة مقاله أو موضوعه أو ربما كتاب معيّن في إختصاصه؛ على مطالعة مجموعة من البيانات و المصادر و المقالات و الأفكار و النصوص ذات العلاقة بآلنقطة أو آلموضوع المطروح الذي يريد تسليط الضوء عليه أو كشف موضوع جديد ليخرج بمقالة مُرتّبة و مقبوله كتقرير لتغيير الواقع نحو آلأفضل .. و عادّة ما .. لا يذكر للأسف أغلبية الكُـتّاب, خصوصاً غير ألنُّزهاء منهم؛ المصادر التي يقتبسون منها أو يعتمدون عليها في مقالاتهم و تقريراتهم لظنهم آلخاطئ بأنّها ستُسجل بإسمهم و ترفع شأنهم, وأنّ ألقُرّاء لا يكشفون أمرهُ أو ما تمّ نقله من الآخرين أو المصادر الأخرى, بينما الحقيقة تظهر لا محال و لو بعد حين .. ناهيك عن إنّ المفكريين و الفلاسفة و الحكماء الذين يعرفون ذلك تفصيلاً لا تفوتهم مثل تلك السرقات و الألاعيب لأنهم أمناء على الفكر و ينظرون بنور الله!؟ على أيّ حال يُمكن للكُتّاب أن يكونوا جديرين و من طبقة المفكريين الأُمناء بنقل المعارف و كشف الأمور للناس بدقة و نزاهة و شفافيّة لتنويرهم بآلحقائق ألوجودية التي يصلوها. أمّا (ألمُفكّر) : فهو آلذي يقوم بموازنة المقالات ألمعتبرة و تبويبها و تصنيفها إعتماداً على رؤى بعض الكُتّاب الأكاديميين المعروفين و العلماء ألذين يُوثق بهم و بنظرياتهم لكونهم يعتمدون الصّدق و النزاهة و التقوى و ذكر المصادر بكل أمانة و صدق في كتاباتهم لدراسة موضوع معيّن و بآلتالي الخروج برؤية جديدة مفيدة للعالم يُعتبر ضمن حيز الأبداع أو مُقدّمات الأبداع ليدخل مجال الفلسفة بشكل طبيعي ليؤسس مدنيّة سليمة وكاملة تحقق سعادة المجتمع ضمن البعدين الكونيين اللذين تمت الأشارة لهما. أمّأ (ألفيلسوف) : فهو آلذي يدرس و يُقيّم الرؤى التي توصّل إليها المُنظّر - آلمُفكّر و يُقارنها و يُقييمها و يُمحّصها للوصول إلى تقنين رؤية جديدة و مُتقدمة عن ذلك يمكن إعتبارها مميّزة أحياناً بل و مبدعة, لتكون منهجاً و قانوناً و رؤية معتبرة و جديدة للباحثين و الأكاديميين في مختلف المجالات بحيث يتعيّين عليهم وضع كل الآفاق الأرضيّة - المادية و السماويّة - الرّوحية تقريباً في مجال و إطار فكره و تنظيراته. أمّا (ألفيلسوف الكونيّ) : فهو آلذي يبدأ من النقطة التي إنتهى إليها الفلاسفة السابقين في تقريراتهم عبر التأريخ طبقاً لنظريّة معرفيّة إعتمدها كنهج ليتميّز بها عن الجميع, ثمّ دراسة و مقارنة النتائج الفيزيائية و الميتافيزيقية و النفسية و الرّوحية و الطبيعيّة مع آلأبعاد (الكَوانتونوميّة)(4) ليخرج بنظريات جديدة و مُبدعة في مجال المعرفة الكونيّة, و هؤلاء عادّة ما قلة قليلة جداً قد لا يبرز منهم في كلّ زمان و مكان وقرن سوى بعدد الأصابع, ليكون عارفاً بزمانه ومكانه و مستقبله بعد نيل الحكمة. و أخيراً (ألعارف الحكيم) : و هو آلذي يربط النظريات(الكَوانتونومية) الكونيّة التي توصل لها الفلاسفة الكونيّيون لإنتاج نظريّة كونيّة جديدة ثابتة كآية قرآنية لكنها من قبل الأنبياء ألأرضيون, حيث تنتهي عندها مسالك المعرفة لتكون بمثابة القانون (الدّستور) الذي تَعتمده المؤسسات و النُّظم و العلماء و الفلاسفة كأساس لرسم و تحديد القوانين و المناهج والخطط الستراتيجيّة في الجانب الحضاري و المدنيّ لبناء و إحياء رسالة الأنسانيّة .. لكن لا كهذه الحضارة القائمة على العنف و القتل و الحرب و التسلط وآلفساد أو تلك "الحضارات" القديمة التي أستُعبِدَ فيها البشر؛ بل عبر النهج الكونيّ ليسود السلام و الأمن و العدالة بعد إنتقال الناس من (الحالة البشريّة) إلى (الحالة الأنسانيّة) ثم (الحالة آلآدميّة) أخيراً كأسمى و أعلى مرتبة وجوديّة لا يصلها إلّا المتواضع لله و الذي يكون للمخلوقات كأديم الأرض لا يُريد فيها علوّاً ولا مقاماً ولا فساداً, بل يكون أساساً للآخرين ليثمروا, وتلك درجة لا ينالها إلّا ذو حظٍّ عظيم. و المرتبة(الحالة) الأخيرة .. تعني نيل الحِكمة التي بآلمناسبة لا تتحقّق بسهولة ولا تستقر إلا للواطئ كما الأمطار تستقر فقط في المنخفضات لا المرتفعات, و هكذا الحكمة بعد تناسبها و صيرورتها مع (العشق) الذي يستقر في النفوس المتواضعة المنخفضة لتحقيق الوحدة و البناء الحضاري و المدني - العمراني و التكنولوجي .. لأنّ العارف الحكيم يضع بآلحسبان, ثلاث مسائل أساسيّة في نظره لتحديد الحُكم و إصدار القرارات و المناهج بقوة التواضع و ألمحبّة الألاهيّة, و هي : معرفة ألجَّمال ؛ طلب ألعِلم ؛ عمل ألخير دون إنتظار الجزاء. و بإجتماع تلك المناهج و إعمالها تتحقق سعادة الأنسان و المجتمع و الناس أجمع و بآلتالي يتحقق الخلود في الوجود. و أبداً لن يموت الذي أحيا قلبه بآلعشق .. إنّهُ مؤكّدٌ خُلودنا في هذا آلوجـــــــود .. ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد الخزرجي يُتبع ... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) للأطلاع على تفاصيل هذا الموضوع الحيوي الضامن لسعادة الأنسان عبر الرابط أدناه؛ download book philosophy of cosmic philosophy pdf - Noor Library (2) راجع؛ (فصوص الحِكَم) للشيخ الأكبر إبن عربي. (3) (العارف الحكيم) يحمل معاني عميقة في اللغة العربية و التراث العرفاني الإسلامي, و إليكم معاني هذين الاسمين؛ في الصوفية، يُطلق كلمة (العارف) على الشخص الذي يكون متفرغاً للعبادة و يرتبط بالجانب الروحي, و يسعى الوصول إلى الحقيقة الحقيقة المطلقة كحال أولياء الله و أئمة الهدى المعصومين و بآلتالي يسعى للتواصل و التوحد مع الله عبر التناغم مع حركة الوجود ليصبح فاعلاً إيجابيّاً و منتجاً لا طفيليّاً كما أكثر الناس إلّا ما ندر, لأن العارف شخصٌ يعيش حالة دائمة من الأنصراف و التوحد مع الوجود نحو الله و التفكير في الحقائق الروحية و الكونية، و العارف يُعنى بالحكمة و آلصّدق الذي يعتبر أوّل فصل في كتاب الحكمة, و كذلك الإتقان في الأفعال والأقوال و الصبّر و الحِلم, ليضع الأمور في مواضعها المناسبة. (4) العرفان الحقيقيّ الذي نعنيه في (فلسفتنا الكونية), تُمثل البعدين الكونيّين في الوجود؛ أيّ ألبُعد الروحيّ والماديّ معاً, و لا يقتصر على بعد واحد منها كما يعتقد آلآخرون, ألّذين بعضهم يُؤمن بآلرّوحي بشكلٍ أساسيّ و بعضهم بآلماديّ بشكلٍ أساسيّ, لأنّ الذي عَبَرَ المراحل الكونيّة في قراراته و أفعاله يعيش وفقا للحكمة و العدل بآلتناغم مع حركة الحياة و الوجود التي يُقوّمها الله تعالى والذي بعدمها ينعدم الوجود كله, لأنّ قيامنا و وجودنا و حياتنا قائمٌ بقيام الله الحكيم الذي يحكم بآلعدل والحكمة في كلّ شيئ.

Sunday, April 14, 2024

دلم أز دُنيا كَرفتهء

://www.bing.com/videos/riverview/relatedvideo?q=%D9%87%D8%B1%D9%83%D8%B3%20%D8%A8%D9%87%20%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%20%D8%AF%D9%84%20%D9%85%D8%A7%20%D9%85%D9%8A%D8%B4%D9%83%D9%86%D8%AF&mid=69974221D587D2FCD5BF69974221D587D2FCD5BF&ajaxhist=0 دلم أز دنيا كَرفتهء شبم من مهتاب نداره .. روز من بي تو حتى خورشيد هم نداره ميشنوى صداى قلبم وسه تو ميزنه هر بار.. ميشنوى هر نفسم را و سه تو زنده ام إنكار .. همه زندكَى مَنْ با تو شد خلاصه اى يار .. نكَو كه باور نداري به تو مَن ميميرم أي يار .. دلم أز دُنيا كَرفته .. شب مَن مهتاب نداره .. روزه من بى بي تو حتى خورشيد هم نداره .. https://www.bing.com/videos/riverview/relatedvideo?q=%D9%87%D8%B1%D9%83%D8%B3%20%D8%A8%D9%87%20%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%20%D8%AF%D9%84%20%D9%85%D8%A7%20%D9%85%D9%8A%D8%B4%D9%83%D9%86%D8%AF&mid=69974221D587D2FCD5BF69974221D587D2FCD5BF&ajaxhist=0

هدية العيد السعيد :

هدية العيد : كل عام و أنتم بألف ألف خير .. هدية العيد؛ مهداة من العارف الحكيم : هر کس به طریقی دل ما میشکند💔 (youtube.com) أهديها لأهل القلوب بمناسبة هذا العيد؛ الأغنيّة ألشفافة و آلحساسة المرفقة و أهل الذّوق وحدهم يدركونها لكن بشرط مقدمات و إستعدادات روحية وفكرية مع أداء ركعتان محبّة لله, و أتمنى وعيه بتأنٍ وأعتذر عن عدم الترجمة لضيق الوقت سوى المقدمة: النّص : [متن آهنگ هرکس به طریقی دل ما میشکند] [نص أغنية؛ ألكُل بطريق أو بآخر يكسر قلبنا] : هر کس به طریقی دل ما می شکند! بیگانه جدا دوسـت جُدا می شکند ! بیگانه اگر می شکند حرفی نیست! از دوست بِپُرسید كه جرا ميشـكند! گل همیشه نازم نبودی چاره سازم! نکردی مهربونی به قلب پر نیازم! آخِه إین إسمش وفا نیست! راه و رسـم عاشـقا نیست! وقتی که دلم گرفته دل شکستن که روا نیست! تویی که بر سر مَنْ عشقتو مِنّت میذاری! پس چرا سُوخْتَنَمو به پای عادت میذاری! تو چرا با همه مهری که میگی به من داری! رنجی که به من میدی پای محبت میذاری! آخِه إین إسمش وفا نیست .. راه و رسم عاشقا نیست! ترجمة الرّباعية الأولى : [هر كس به طريقي دل ما ميشكند ..] [ألكُل بطريق أو بآخر يكسر قلبنا..] [بِيكَانه جُدا .. دوست جُدا ..] [الغرباء من جهة و الأصدقاء من الجهة الأخرى ..] [بيكَانه أكَر ميشكند حرفي نيست ..] [ألغرباء إنْ كسروا قلبنا لا عتب عليهم ولا كلام ..] [أز دوست بِبُرسيد؛ كه جرا ميشكند!؟] [لكن إسألوا الأصدقاء لِمَاذا يكسرون!؟] هر کس به طریقی دل ما میشکند💔 (youtube.com) ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

Saturday, April 13, 2024

الخيانة العظمى للحكومة :

ألخيانة العظمى للحكومة : مع إحترامي لجميع الآراء ... و مع كلّ ما حدث و يحدث يوميّاً و ربما كلّ ساعة في العراق و المنطقة بسبب الفوضى السياسية, و التي باتت تعيش على شفا حفرة من النار وعلى أبواب حرب شاملة .. هناك حقائق خطيرة و مؤلمة يجب التوقف عندها و دراستها أو السؤآل عنها على الأقل .. لأنّ مصيرنا يتعلق بها : في الحقيقة لم يعد وجود دولة في العراق بسبب الفوضى و الفساد .. بل أساساً لم يكن هناك دولة أو حتى كيان مستقل فيه إنما مليشيات و عشائر و قوميات تتحكم فيها المحاصصة .. خصوصاً بعد ما تمّ التوقيع على إتفاقيات الخيانة من قبل مُمثل الأطار الفاسد علي العلاق عندما وقع ثمانية إتفاقيات مصيرية رهن العراق كله من خلالها و من رقبته للأجانب بشأن الأقتصاد و المال و التجارة و تبادل العملة نهاية العام الماضي في الأردن بل فُرض رأي الأجانب عليه إضافة لرأي البنك الفدرالي _ و ذلك بوجوب أخذ مصلحة و نظر أربعة دول؛ 3 منها عربية والرابعة الهند في المسائل المرتبطة بذلك .. يعني لم يبق أي محل أو دور أو كرامة أو إستقلالية للعراق بل فرضوا علينا - على العراق المنهوب المسلوب - حتى مصالح الأنظمة العربية و الهندية .. و الآن ذهب السوداني بنفسه لواشنطن ليكمل طوق الموت بإضافة الحواشي المطلوبة بذيل تلك الأتفاقية الأقتصادية لأكمال طوق الخناق حول رقبة العراق و العراقيين المساكين بإضافة فقرات مكملة للأتفاق الإستراتيجي الذي عقده المالكي و هو لا يفهم معظم بنود ذلك الأتفاق الذي وقعه مع وزير دفاعه الرمادي بخصوص مستقبل السياسة في العراق, بحيث لا يحق للحكومة و لا لأية جهة أن يحدد سياسة معينة ما لم يكن بموافقتهم .. هذا إضافة لقضايا المال والتجارة و العملة و الأقتصاد التي أشرنا لها عموماً لأجل عيون الآخرين و كذلك ضمان حصصهم و مصالحهم هم أيضا - أي الساسة المتحاصصين - في مقابل تلك الأتفاقيات الخيانية العظمى و ذلك بآلحصول على حصتهم داخل (الأطار) من النهب و الرواتب و الصفقات الحرام التي ملأت بطونهم على حساب مستقبل و كرامة و حقوق العراق و العراقيين المغبونيين, و هذا كلّه تحقق لفقدان الدِّين و آلضمير و آلعقيدة و القيم في وجود جميعهم - أكرّر جميع المشاركين في الأطار التنسيقي و الحكم لأجل رواتب و أرباح سريعة على حساب المستقبل و الآخرة لأنهم لا يرون سوى أرنبة أنوفهم ة سطح كروشهم .. للأسف الشديد .. لذلك فعلوا حتى الخيانة العظمى بدم بارد و بلا حياء!؟ و أعتذر ممّن ينتفع و يرتزق لقمة العيش الحرام مع المتحاصصين و أحزابهم الفاسدة ؛ على صراحتي التي دمّرت حياتي و مستقبلي بحيث لم تُبقي لي صديق واحد .. نعم صديق واحد, فطريق الحق و الهدى موحش لقلّة سالكيه!؟ و تلك هي ضريبة كل شريف صادق يحمل همّ تحقيق العدالة عبر التأريخ بدءاً بإمامنا عليّ بن أبي طالب ثمّ مروراً بأبنائه المعصومين(ع) و كل من سار على نهجهم و لم يساوم لأجل سلطة أو كرسي أو مال أو ربح سريع و كما فعل و يفعل طلاب الدّنيا اليوم من المتحاصصين و مرتزقتهم! نعم .. إنها ضريبة كل من يُصانع وجهاً واحداً .. هو وجه الله تعالى دون الوجوه الأخرى و كما فعل أستاذي العظيم محمد باقر الصدر الذي قتل الأطار التنسيقي نهجه سبقهم بذلك صدام اللعين بذبحه و أخته العلوية رحمهم الله و رحم شهداء العراق الفقراء المظلومين الذين لا ذكر لمفاخرهم خصوصا الأمام الفيلسوف محمد باقر الصدر الذي يمرّ علينا ذكراه الاليمة هذه الأيام. و إليكم مقدمة حول مفهوم الخيانة العظمى و عقوبتها في العراق و باقي دول العالم .. من الواضح أن (الخيانة العظمى) موضوع هام ومعقد. دعونا نلقي نظرة على مفهوم الخيانة العظمى في السياق العراقي . في العراق، يُعتبر الخيانة العظمى جريمةً خطيرةً تتعلق بالتآمر ضد البلاد والدستور. وفقًا للمادة ١٥٨ من قانون العقوبات العراقي، يُعاقب كل من يسعى لدولة أجنبية أو يتخابر معها أو يعمل لصالحها للقيام بأعمال عدائية ضد العراق، قد تؤدي إلى الحرب أو قطع العلاقات السياسية, يعاقب الجاني بآلأعدام أو الحبس المؤبد. ,الجدير ذكره أن دستور العراق لم يشمل نصاً محددًا للخيانة العظمى سوى حالة واحدة تخص جريمة يرتكبها رئيس الجمهورية و قد شهد تأريخ العراق العديد من التهم المثيرة بشأن الخيانة العظمى و كان العديد من السياسيين متهمين بها بما في ذلك رئيس الوزراء السوداني, و رئيس البرلمان العراقي الحلبوسي و قضاه في مجلس القضاء الأعلى. في النهاية، يجب أن نتذكر أن تاريخنا مليء بتهم الخيانة العظمى، سواء كانت جائرة أو مثبتة بدليل جنائي و يجب أن نتعلم من هذه التجارب و نسعى لتفعيل العقوبات المناسبة في حالات الفوضى السياسية أو توقيع إتفاقيات خيانية كتلك التي وقعها الأطار التنسيقي لصالح الحكومات الأجنبية, ولا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم. ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

المشروع الوطني الشيعي بين الحكم و الصدر ؟

اعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عن استبدال اسم “التيار الصدري” بـ”التيار الوطني الشيعي”. وقد أثارت هذه الخطوة تحليلات وتكهنات بشأن المشروع السياسي الجديد الذي يمثله الصدر ورغبته في المنافسة السياسية الموجودة في السر والمخفية في العلن. وفي الرابع من شباط ٢٠٢٣، قدم عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة، مشروع الوطنية الشيعية، الذي يهدف إلى تعزيز وحدة الشيعة في العراق. وفي ١١ نيسان ٢٠٢٤، أعلن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، تأسيس التيار الوطني الشيعي.ما يثير هذا الإعلان تساؤلات حول التوافق بين الحكيم والصدر في إطار التوجه الشيعي الوطني. يعتقد مراقبون أن هذه الخطوة هي استعداد لعودة التيار الصدري للعمل السياسي ومشاركته في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ولم يصدر أي توضيح من الصدر بشأن خطوته هذه وتوقيتها، وان الغموض الذي يتبعه التيار بشأنها، متعمد. ويهدف تغيير الاسم إلى جذب المزيد من الأتباع وتوسيع قاعدة دعمه، وفي ضوء مستجدات الإعلان عن التيار الوطني الشيعي، يرى المحللون أن هذا المشروع يسلك نفس الاتجاه الذي وضعه الحكيم في مشروع الوطنية الشيعية، خاصة فيما يتعلق بتعزيز الوحدة الشيعية والتركيز على القضايا الوطنية كضرورة لتحقيق التقدم والاستقرار. وقد استغلت بعض الجهات الإعلان عن التيار الوطني الشيعي لتسويقه على أنه الخصم المنتظر للقوى الشيعية الأخرى في العراق كجزء من منهجية الترويج السلبي والمغرض، الذي يتقاطع مع كون، عمار الحكيم ومقتدى الصدر، زعيمان شيعيان وطنيان ينتميان إلى الجيل السياسي الشاب الذي يعد الأمل في قيادة البلاد. وفي ظل بداية تقاعد الجيل السياسي المؤسس للنظام السياسي في العراق بسبب العمر والتقادم، يعول العراقيون على هؤلاء الزعماء في قيادة البلاد. ومع الإعلان عن التيار الوطني الشيعي، يعود مشروع الوطنية الشيعية إلى الواجهة ويثير الجدل من جديد. يرى التحليل المختلف أن مشروع الوطنية الشيعية الذي أسسه عمار الحكيم كان الرائد في تعزيز التعددية في العراق مع الحفاظ على الهوية الشيعية، نظرًا لأن الشيعة يشكلون الغالبية السكانية في البلاد، ويعتبر هذا الزخم الشيعي أساسًا للنظام السياسي العراقي.، ولا يمكن أن تستقر أي معادلة سياسية دون احترام هذا الواقع. وعلى العكس من ما يروجه البعض من دعاية فتنوية، يكون إعلان التيار الوطني الشيعي مدعاة لتوحيد الصف الشيعي، برؤية واحدة للمستقبل. ويعتبر تعاون وتوافق القادة الشيعة البارزين مثل عمار الحكيم ومقتدى الصدر خطوة هامة نحو تعزيز الاستقرار في العراق وتحقيق تحول ديمقراطي شامل. من المهم أن نفهم أن مشروع الوطنية الشيعية، لا يقتصر على الشؤون الشيعية فحسب، بل يشمل القضايا الوطنية الأخرى التي تهم جميع المكونات العراقية، في تحقيق التنمية والاستقرار الشامل في العراق، وتعزيز العدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد، وتعزيز العلاقات الدولية. من المبكر الحكم على نجاح أو فشل مشروع الوطنية الشيعية لدى كل من الحكيم والصدر، فالتحديات التي تواجه العراق لا تزال كبيرة، والمسار السياسي معقد. ومع ذلك، فإن توحيد الصف الشيعي وتعاون قادتهم يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في بناء مستقبل أفضل للعراق وتحقيق الاستقرار والازدهار. والمؤكد، أن التيار الوطني الشيعي، سوف يشارك في العملية السياسية، وفي الانتخابات، موفرا مساحة جيدة للتفاعل، حتى في الجبهة المعارضة، من اجل تقويض الأخطاء في العملية السياسية ، وتفكيك الازمات وتحقيق انسجام مع القوى الشيعية الأخرى لإدارة البلد، وتجاوز عقد الصراع التي لم تحقق نتائجا في الفترة الماضية.