صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Saturday, April 20, 2024
كتاب ما بعد القرآن: أول كتاب يماثل القرآن ولا يتحداه!!
كتاب ما بعد القرآن: أول كتاب يماثل القرآن ولا يتحداه!!
قراءات ودراسات
زينب إبراهيم
قراءة في كتاب “الكراس كتاب ما بعد القرآن” للكاتب محمد علي صاحبُ الكراس
هذه مراجعة لأول كتاب شامل، في تاريخ المسلمين، يماثل القرآن في أسلوب بيانه ويُكتب على طريقة آياته اقتداء وليس تحديا. وإيمانا به وليس كفراً. وحباً له وليس عداوة. فكتاب “الكراس كتاب ما بعد القرآن” يقترب كثيراً من مطابقة الأسلوب القرآني في طريقة النظم والبيان، حتى أن كثيرا من الذين اطلعوا عليه لا يكادون يميزون، للوهلة الأولى، بينه وبين القرآن الكريم، سواء في عذوبة الإيقاع وحلاوة اللغة أو في كلماته المنتقاة بعناية ودقة رائعة في معظم “بيناته” التي تجاوزت الثمانين بينة، وإشراقاته التي بلغت أكثر من ثلاثة آلاف إشراقة. وقد صدرت الطبعة(الورقية) الأولى من هذا الكتاب في بريطانيا في العام 2022. هذا وإن “الكراس” الذي يزخر بكثير من القصص الواقعية والرمزية وبكثير من الأمثلة والحكم التي تأتي في سياق سلس وممتع، أصبح يُعتَبر إضافة نوعية مميزة لـ “المكتبة الإسلامية” ويستحق القراءة والتأمل، كما يُعتَبر كتابا مثيرًا للجدل من ناحية الأسلوب المستوحى من أسلوب البيان القرآني. إذ يتبع الكراس نهج القرآن في استخدام اللغة والبيان وطريقة السرد. ويُقدم الأفكار والمعاني بشكل مثير وجذاب. فهو يُعبّر عن الأفكار والمفاهيم بأسلوب جميل ومباشر، مشابه ومماثل للأسلوب الذي نجده في الآيات القرآنية الكريمة. وبذلك فهو يستهوي قلوب وأفئدة عشاق القرآن الكريم. وأما من ناحية المضمون، فالكراس يقدم رؤية “تصحيحية” لما يأتي بعد مرحلة تنزيل القرآن. ويتناول مفاهيم وموضوعات حساسة ومثيرة للنقاش والجدل، مما يجعله محط اهتمام وتساؤلات متعددة من قبل القرّاء واصحاب الرأي.
وأما مؤلف الكراس “محمد علي” والذي أصبح يُعرف الآن بـ”صاحب الكراس”، فهو فقيه في مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو الشيخ الذي ارتأى أن ينزع عن نفسه ثياب “المشيخة” وسرابيل “الهيمنة والسلطة الدينية” منذ أمد بعيد، بعد أن وجد أنها تضفي على مرتديها هالة من “القدسية الإلهية” المزيفة، ونوع من “التمييز الطبقي” الذي يحاول إحتكار فقه الدين ويجعله محصورا في فئة معينة وقليلة من الناس. كما لو أن “بيان المبين” قد أصبح وكأنه حرفة أو علما واختصاصا او طلسما لا يعرف غموضه إلا من كان يتَــزَيَّا بزيِّ المشايخ الدين الذين هم، في الأغلب الأعم، أبعد الناس عن فقه الدين، بل وأكثرهم ضررا عليه، وذلك من بعدما جعلوا “الفتوى البشرية” التي يصدرونها بمنزلة “وحي الله” العظيم”.
ولكي نكتشف اهمية كتاب الكراس كتاب ما بعد القرآن ومدى الحساسية التي من المتوقع أن يثيرها في المجتمعات والاوساط المسلمة، لابد لنا من تبيان العلاقة بينه وبين التحدي الذي أطلقه القرآن الكريم، ليس للبشر وحدهم فحسب بل ومعهم معشر الجن أيضا، والذي مازال (هذا التحدي) مستمراً ومفتوحا إلى يومنا هذا، والذي على أساسه يتوقف(حسب عقيدة المسلمين) إما الإيمان بالإسلام دينا منزلا من عند الله في حال لم تتم الاستجابة لهذا التحدي وإما الكفر به في حال تمت الاستجابة ونجاح التحدي بالإتيان بكتاب يشبه القرآن. إذ يقول القرآن وفي الآية 88 من سورة الاسراء: “قُل لَـئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْـجِنُّ عَلَى أَن يَأتُوْا بِـمِثْلِ هَذَا القُرآنِ لَا يَأتُونَ بِـمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِـبَعْضٍ ظَهِيراً”.
لقد خاطبت الآية القرآنية، الآنفة الذكر، جميع المشككين والكفار برسالة الإسلام وطالبتهم بأن يأتوا بكتاب يماثل القرآن الكريم ويشبهه في اسلوبه وبيانه وسرده إن أرادوا تكذيب نبي الإسلام والطعن برسالته. وعندما لم يستجب الكفار والمشركون لمثل هذا التحدي ولم يأتوا بكتاب يماثله، في حينه، فإن القرآن وفي مرحلة تالية خفض من مستوى تحدي الخصوم، زيادة في اظهار قوته ودلالة على سماويته وإيمانا بعدم مقدرة الخصوم على منازلة هذا “الإعجاز الإلهي” ولو في الحد الأدنى، إلى درجة أنه بدأ يطالب المخالفين بالإتيان ولو بسورة واحدة تماثل وتشبه سُوَر القرآن، اذ قالت الآية 23 من سورة البقرة: “وَإِنْ كُنتُمْ في رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوْا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِن دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين”. ومنذ ذلك اليوم، والقرآن، ما يزال يتحدى غير المؤمنين، في الإتيان ولو بسورة واحدة مشابهة لِسُوَره، ناهيك عن الإتيان بكتاب شامل فيه عشرات السُّوَر.
ومن هنا وبناء على ذلك، فإن الإتيان بكتاب مماثل للقرآن أو حتى ولو بسورة واحدة مماثله له تشبهه، أصبح أمراً ذا حساسية فائقة لدى المؤمنين بالقرآن الكريم، كما لو أن الذي يريد أن يأتي او يحاول أن يأتي بكتاب او بسورة مماثله، يضع نفسه في موضع تحدي “الإله” وتفنيد دعوة رسول الاسلام واثبات بطلانها. وهذا ما لا يقبله وحتى لا يطيق التفكير به أي مؤمن بدين الإسلام، بل ويعتبره هجوما صارخا وتحديا لا يغتفر، مهما كان الشخص الذي يقبل بالتحدي ويأتي ولو بسورة واحدة تشبه القرآن، سواء أكان المؤلف كافرا، كما في محاولات سابقة لم يكتب لها النجاح، على مدى القرون الماضية، أو كان المؤلف مسلما ومؤمنا بالقرآن، كما هو حال مؤلف كتاب الكراس الذي صرح مرارا وتكرارا وقال: “إنه قد كتب كتابه حبا واقتداء بسنة كتاب الله وليس تحديا”. وقال في معرض دفاعه عن اختيار طريقة الكتابة المشابهة لآيات القرآن:”إنّ القرآن الكريم الذي فتح الأبواب بكل صدق وعدم خشية، وأعطى الحرية لكل من يريد أن يتحدى ويأتي ولو بسورة واحدة من مثله، فإنه، في نفس الوقت، لم يمنع ولم يُحَرِّم على المؤمنين، لا تصريحا ولا تلميحا، الكتابة اقتداء برَوْعَة أُسلوبه وجمالية بيانه”. وقال:”لم نجد آية قرآنية تقول مثلا: حرام على مسلم أو مؤمن أن يكتب بمثل هذا القرآن. وقد دل ذلك على الإذن المطلق بالجواز ومن يعترض فليس لرأيه او فتواه قيمة شرعية ولا حجة إلهية على أي أحد من الناس وكلامه ليس إلا فقه البشر”.
وإذا ما تم عرض كتاب الكراس على المسلمين(المقلدين في دينهم) فإن ردود أفعالهم، للوهلة الأولى، عادة ما تتسم بالإستغراب والصدمة، أو الإنكار المقرون بعدم قبول نفسي وذهني و وجداني حتى قبل ان يتدبروا ولو قليلا فيما يقرأونه. وإن تسنى لهم الإطلاع فإن ذلك سيأتي من باب التحفز للرد مع إقرار مسبق في أعماقهم ببطلان كل تحدي للقرآن، بل وإنكار عميق حتى لفرضية او لإمكانية حدوث مثل هذا الأمر. وأما المسلمين العقلانيين والمعتدلين فإنهم سرعان ما يقرون بوجود شبه كبير بين كتاب الكراس وبين القرآن الكريم، ولا يرون أية اشكالية او تعارض، في مثل هذه الكتابة، مع كتاب الله العزيز، بل ويرحب الكثير منهم بوجود مثل هكذا كتابات توسع من دائرة استخدام لغة القرآن الكريم خصوصا في اوساط الأجيال الجديدة التي باتت بعيدة كل البعد عن اللغة العربية الفصحى.
وبنظرنا فإن المؤلف هنا، قد ابتعد عن نهج التحدي السافر وآثر عدم الاستفزاز وإثارة مشاعر إخوته المسلمين في مثل هكذا موضوع غاية في الحساسية. وبدى(المؤلف) للكثيرين كما لو أنه قرأ ردود الأفعال العنيفة مسبقا واتخذ قررا بالتسلل الهاديء الى الأذهان، طمعا ربما بكسر الحاجز النفسي للقاريء دون إستثارة عناده. ويتمظهر منهج الإعتدال هذا الذي ينتهجه الكاتب ليس فقط بعدم الرغبة في اعلان التحدي للقرآن وإنما يشمل عموم الاسلوب الرصين. فالمؤلف إذ يكتب فهو لا يكتب من موقع المعادي أو الكافر بل يكتب من موقع المسلم الذي يكن كل الاحترام والتقدير للقرآن الكريم بل ويقول: “إنه يؤمن به ويدافع عن مقاصده السلمية ويهاجم اولئك الذين اتخذوا منه عقيدة للغزو والسبي والرعب، تلك العقيدة التي اشاعها ونشرها المفسرون واهل الحديث وأهل السلطة والخلافة والصقوها بالقرآن عنوة”.
ومع كل ذلك يقول المؤلف: “فلا عجب إذا رأيتم كثيرا من “مشايخ التَّكفِير” وهُم يصطرخون ويهاجمون هذا الكتاب ومؤلفه بلا هوادة، فلأنهم لا يريدون أن يروا إمكانية أن يأتي أحد بمثل القرآن، ولأنهم، ايضا، خائفون من نهضة الإصلاح الديني الذي ينشدها مضمون الكراس والتي تهدف إلى تحرير المسلمين من هيمنة مشايخ الدين وسطوة فقههم الذي ضاعف أحكام الحلال والحرام مئات المرات واصبح ثقلا زائدا حتى على الشريعة التي جاء بها القرآن الكريم”.
وسواء رغب المؤلف أو لم يرغب في اجراء المماثلة بين الكراس والقرآن، إلا أن الكراس ربما هو الكتاب الفريد من نوعه في اللغة العربية وبهذه الشمولية، وببيناته البالغة “86 بيِّنة” وبإشراقاته البالغة “3336 إشراقة”، الذي يجاري اسلوب القرآن ويقترب من عليائه ورقي اسلوبه المتميز. ذلك التميز الذي كان، ولطيلة قرون مضت، عصيا على التحدي، او هكذا يبدو لنا على الاقل، رغم كل المحاولات اليتيمة أو الناقصة وخاصة تلك التي اعتمدت على السخرية والاستهزاء وتلك التي اعلنت تحديها ووقوفها في وجه القرآن ولم يحالفها الحظ في النجاح واثبات المماثلة والندية، رغم عديدها. بمعنى أن كل المحاولات السابقة، حسب وجهة نظر الكثيرين، لم تستطع ان ترتقي الى مجاراة القرآن بهذه القوة، ولم نجد محاولة شمولية تماثل القرآن في الطرح والأسلوب إلا ما جاء به هذا “الكراس” الذي سيكون مثار جدل ولغط كبيرين، وربما على مدار عقود وقرون طويلة، كلما أثير موضوع النقاش بين تيار ينفي امكانية حدوث أي ممثالة بين القرآن من جهة، وبين تيار آخر يؤكد حدوثها في هذا الكراس، من جهة أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن الجدل الذي يثيره هذا الكتاب، إنما يهدف إلى “تنوير العقول” وإيقاضها لتنتقل من “الجمود والتقليد” إلى “الإجتهاد والتفكير” ويتطلع، بذلك، إلى إحداث حركة ثقافية وفكرية (إصلاحية) تسهم في تطوير حياة المسلمين. فالكتاب يتميز بطرح فكري وخطاب اصلاحي مؤثر يتسلل بكل هدوء إلى قلوب المؤمنين ليصل الى شغاف قلوبهم ليحدث فيها التغيير المطلوب والإصلاح الديني المنشود الذي هو هدف المؤلف المعلن.
ويُعَدُّ الكراس، في معظم خطابه: “بمثابة ثورة فكرية تحررية لإخراج المسلمين من هيمنة مشايخ الدين و سلطة دُعاة الدين دولة، وإلى ثورة إصلاحية على الأفهام الخاطئة لمقاصد القرآن التي شاعت في القرون المنصرمة، خصوصا تلك المفاهيم والتفاسير التي رسخت عقيدة الغزو والإكراه في الدين وتكفير واستئصال الآخر (المسلم وغير المسلم)، وجعلت من القرآن كأنَّه كتابٌ للحرب والمحاربين. كما يُعَدُّ هذا الكتاب كفاحا بل وثورة عارمة للوقوف في وجه من يريد إعلاء “الفتوى” و”كتب الحديث” لتكون بمنزلة القرآن أو ما فَوْقه”.
وفي هذا الصدد فإن إشراقات كتاب الكراس تُشجِّع دائمًا على إعادة قراءة كتب التراث بعقلانية وفتح الحوار الجريء حولها دون خوف من أحد. ويدعو، هذا الكراس، القارئ إلى التأمل والتفكير في معاني ومقاصد “الرسالة القرآنية” كما هِيَّ، وكما أرادها “المرسِل” قبل أن تدخل إليها العوامل والمدخلات البشرية لتصبغها بآرائها وتفاسيرها المشوهة. ويُشجّع، هذا الكتاب، على استنباط الفوائد والعبر من النص الديني دون التوقف عند “الحرف”، كما يدعو إلى عدم التوقف عند المفاهيم والفتاوى الفقهية السائدة التي صيغت وتبلورت عبر مئات السنين حتى ظن المسلمون خطأ أنها جزء من “شريعة السماء”.
ولهذا فالمؤلف كثيرا ما يستشهد بأحاديث وروايات من كتب الحديث يعتبرها مدسوسة ومختلقة ومفتراة، وذلك من أجل الاستدلال بها على مدى انحطاط المستوى العلمي لأهل الحديث من جهة وإلى عدم حجية الروايات في مقابل قوة وقطعية النص القرآني، هذا بالاضافة الى استشهاده بفتاوى المفتين التي تدل على مستوى الاستهتار الذي بلغوه حين أجازوا لأنفسهم القيام بمهمة “التشريع”، من خلال الإفتاء، وهي المهمة التي من المفترض انها اختصت بالسماء.
وبالاضافة الى ذلك فإن المؤلف ومن اجل التأكيد على مدى تهافت الفقه والاحكام الفقهية، يأتي بأمثلة كثيرة من الفتاوى المناقضة للعقل والشريعة الاسلامية، حتى يبين للناس كيف أن فقه مشايخ الدين إنما هو فقه ظني بل هو بمثابة “تنزيل” جديد من عقول المشايخ ورواة الحديث وليس وحيا منزلا من الله.
وإذ يدعو الكـرَّاس “إلى تأصيل وترسيخ مبدأ الرَّحمة التي هي مقصد الدين وأساس الحرية والعدل والسلام، فإنه يدعو إلى طهارة الإيمان ضد محاولات اقحامه أو تلويثه عنوة في قضايا دنيوية، كقضايا الحكم والسياسة والخلافة والهيمنة على الناس، الأمر الذي ألحق ضررا بالغا بالدين من جهة وبالناس من جهة أخرى”.
ومن الأمور اللافتة في كتاب الكراس هي التركيز على مصطلح “المسالمين والمحاربين” الذي يحاول المؤلف تجذيره كعنوان وكتوصيف جديد في تقسيم وتصنيف المسلمين إلى قسمين هما: “المسالمون” و “المحاربون” بدلا من التوصيفات التقليدية التي تقسم المسلمين الى شيعة وسنة وزيدية واسماعلية ومعتزلة وما إلى ذلك من مسميات قديمة أو حديثة.
فالمسالمون هم أهل العقل والعلم والتفتح والاجتهاد الذين يجعلون الانسانية هدف الأديان ويجعلون الاصلاح في الارض مقصد الإله وتقبل الآخر المختلف في العقيدة والمذهب جوهر الإيمان بالأديان. ولهذا فهم يدعون الى عدم الإكراه وإلى نبذ العنف والإرهاب.
وأما أصحاب المذهب الثاني من المسلمين وهم “المحاربون” الذين هم أهل الهيمنة والسلطة والخلافة من الذين يؤمنون بأن الاسلام دين إكراه وحرب وغزو وسبي واستئصال للآخر وتكفير الناس والسيطرة عليهم بالقوة لاقامة الدولة الدينية (دولة الخلافة) المستبدة باسم الإله العظيم، والذين هم أهل التقليد والإتباع الأعمى لمشايخ الدين الذين هم ضد العقل والعقلانية وضد التفكر والتفتح والاجتهاد من الذين يؤمنون بأنهم هم “الفرقة الناجية” التي بيدها مفاتيح الجنة والنار ومن يعارضها او ينتقد فكرها ومعتقدها ومذهبها فهو كافر وزنديق لايؤمن بالله حتى ولو تشهد بالشهادتين وقال إنه من المسلمين.
للإطلاع على الكتاب وتصفحه الكترونيا يمكنكم الضغط على الرابط التالي:
https://thekurras.blogspot.com
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment