Sunday, September 22, 2024

يا لسواد وجهك من زمان

ويالسوادِ وَجهِكَ مِن زمانّ !! :لبنان .. جرح ٌ تاريخيّ ــــــ سعد علي أخطر مَرحَلَة تنحدر إليها الشعوب هي مَرحلة الاستسلام للأمر الواقع ، لأنها تنتهي الى تقسيم المجتمع بين ثلاث طبقات يكره بعضها بعضاً ولا تتشابه حتى في وسادات النوم٠ أولها طبقة الأسياد المالكين لمصادر القرار والمال والنفوذ ، وهؤلاء يتشيطنون في ابتكار وسائل الترغيب والترهيب لاقناع الاخرين بقبول الحال الذي أوصلوا البلاد إليه والتعامل مع وسائلهم وأساليب عملهم بوصفها الخيار الوحيد الذي لا بديل عنه٠ وبحكم ما لهذه الطبقة من امتيازات وموارد غنموها من ثروات البلاد التي هي أصلاً ملك المجتمع فانهم ينجحون في تحشيد المؤيدين والمطبلين من النفعيبن الانتهازيين والمرتزقة٠ تقابلهم طبقة الفقراء القانعين مجبرين لا مخيرين بالعيش على ما يتيسر من فِتات وظائف الخدمة والعسكرة والأشغال الشاقة وصدقات جبر الخواطر ، وهذه الطبقة تتحول بتقادم الزمن الى مجاميع كسولة متقاعسة ذليلة تعيش يومها على أمل واحد تصلي من أجله قياماً وقعوداً هو انتظار فرج الله أو ظهور المنقذ٠ وما بين هاتين الطبقتين تنمو طبقة ثالثة تريد أن تتحدى المتسلطين وتضئ للطبقة الثانية “المُستَضعفة” نفق الظلام الراكدة في قاعه وتحرضها على الثأر لآدمية أفرادها واسترداد حقوقهم في العيش الكريم٠٠ وظهور هذه الطبقة غالباً ما يكون مغامرة محفوفة بالمخاطر لأنها طبقة قادة الوعي وصناع الرأي المراهنين على هوية المواطنة واستعادة هيبة الوطن من خائنيه وسارقيه وممتهني كرامة أهله ، ويالخيبة الوطن الذي تُستَرخَصُ فيه ضمائر قادة الوعي وذِمَم صناع الرأي بين إغراءات الغنائم أو”فَحيح” الكواتِم المشكلة التي يعانيها البلد ترجع ترجع بجذوره إلى أن الثقافة و المثقفين ناهيك عن المفكريين و الفلاسفة لم تعد لهم قيمة سواءً بعمد أو بغير عمد من قبل الساسة و اصحاب المقام و السلطة ...الذين همهم هو جعلهم مجرد توابع لسطوتهم و تسلطهم و الحال أن السياسي يجب أن يتبع المثقف و ليس العكس وفي الوقت نفسه يفترض ان يكون المحلل السياسي واسع الاطلاع، عميق المعرفة يمتلك عدة معارف و فلسفة كونية أو شبه كونية على الأقل قادرة على استقراء بواطن الأحداث، وقراءة ما وراءها، فضلا عن استشرافه بما يحتمل وقوعه في المستقبل القريب والبعيد.. لكن المشكلة ان معظم إن لم نقل كل الأعلاميين و للأسف يسيرون وراء مصالحهم حسب رؤية الحزب أو الجهة التي تمولهم بآلرواتب كما المرتزقة في الأحزاب و من هنا يختلط الحابل بآلنابل! والعراق الفوضوي اصبح البوابة الكبرى لكل من يرغب ان يستعرض عنترياته اللفظية في الشاشات الفضائية اذ بات يحمل الكثيرون هذه الصفة وهم لا يتمتعون بالكفاءة ولا معالجة الاشكاليات بذهنية تحليلية متقدة، أضف الى ذلك انها باتت في العراق تسمى بمهنة العاطلين والمتحزبين ومن يعتاشون على فتات موائد السلطة، ومنهم من ارتضى ان يمسخ نفسه وراح ينفذ اجندة زعيم حزب او الجهة معينة. مع التأكيد هناك ثلة قليلة من الاستثناء وهم بالطبع شخصيات محترمة. ما دعاني ان اسلط الضوء على المحلل السياسي في العراق بهذه العجالة، إن صديق من الثقاة شكا له محلل سياسي عراقي “نص ردن” ان قناة العراقية تمنحه بعد كل استضافة 50 الف فقط، وانه يدفع اجرة سيارة تكسي 16 الف دينار ذهابا وايابا من بيته والى مقر قناة العراقية، ولايبقى منها سوى 34 الف (وهذا المبلغ وين اخليه بياحلك)