Sunday, November 03, 2024

الخلود يتحقق بآلتواضع

خلودنا يتحقق بالتواضع : حكمة كونية : [لا تحزن على من لا يعرف قيمتك و قدرك خصوصا في بلادنا؛ فالأعمى لو لامس الجوهرة لا يعرف ثمنها]. و العلة تكمن في آلتّكبر الذي سببه الجّهل المركب الغريب الذي أصاب أهلنا و بلادنا فإنتشر الظلم و الفساد! يقول (إبن دينار) : [ما آلأنسان و التكبر و هو يخرج من مجرى البول مرّتين]!؟ لا تتكبّر أبداً: و لِمَ آلتكبَّر ؟ و أنت ضعيف و محدود و ستُمحى و تُنسى! ثمّ من أنت ؟ ربما الطبيب الفلانيّ أو المهندس الفلاني أو العالم الفلاني أو المحامي فلان أو التاجر فلان أو الصناعي فلان أو الأستاذ فلان أو الرئيس فلان أو الوزير فلان أو إبن فلان أو من العائلة الفلانيّة أو من الجنسية الفلانية وأنا وأنا وأنا .. بينما لو إمتلكت علوم الدّنيا مع الأرض فإنها لا تنفعك لتحقيق سعادتكَ!! لأنّ سعادتك مرهونة بتواضعك للحقّ و بإنسانيتك ثم آدميتك إنْ قدرت وصولها بآلمعرفة! فمن أنتَ ؟ هل تعلم أن ما من مخلوق في عالَم الأرض خلقه الله إلّا و يفوقكَ عِلماً ؟ - الحوتُ الأزرق وزنه مائة وخمسون طنّاً، و أنت ما وزنك و قدرتك؟ أعلم علماء الأرض، الذي معه أعلى شهادة في آلجيولوجيا و الزلازل، لا يمكنه أن يتنبَّأ بوقوع الزلزال ولا بثانية ! أما الحِمار و حيوانات صغيرة كآلسّنجاب تتنبَّأ بالزلزال قبل وقوعه بخمس عشرة دقيقة أو أكثر! للكلب حاسة شمّ تفوق شمَّ الإنسان بمليون ضعف! - الصقور ترى ثمانية أضعاف ما يراه الإنسان! الصقر وهو في علياء السماء، يرى السمكة تحت الماء، و ينقضّ عليها! و آلنّسر يستطيع آلرّؤية حتى مسافة مائتي كيلومتر .. بينما أقوى العيون البشرية لا تستطيع رؤية أكثر من 5 كم . - هناك حيوانات تبلغ سرعتها مائة وخمسة وعشرين كيلو متراً في الساعة! - في أعماق المياه تعيش أسماك في خليج مريانة في المحيط الهادي، وهو أعمق مكان في الأرض، 12 ألف متر تحت سطح الماء، وأحدث غواصة في العالم لا تستطيع الوصول اليوم لأكثر من 7000 متر تحت سطح الماء وإلا تتحطم من ضغط الماء، وهذه السمكة تمشي وتسبح في خليج مريانة بكل سهولة! هناك حيوانات إذا فسد أحد أسنانها، نما مكانه سنٌّ جديد، أين هو طبُّ الأسنان؟ - هناك حيوان لو قطعت يده، لنمَت له يدٌ جديدة، هذا فوق طاقة كل البشر! هناك نوع من الديدان، لو قسمتها قسمين، ينمو برأسها ذنَب، ولذنَبها رأس! هناك حيوانات تعيش في الصحاري القاحلة, لأنها قادرة على صنع المياه لشربها بنفسها! يعني ما من صفة مركبة في الإنسان، إلا وفي الحيوانات و الحشرات ما يزيد عليها .. إذن لا تتباهى أيها البشر بما تملك من قدرات! حتى "الجمادات" كآلذّرة التي هي أصغر مخلوق؛ فأنها أقوى ليس فقط منك, بل ومن كل المخلوقات, فرغم أنها أصغر موجود؛ لكنها تُدمّر أكبر موجود و تستطيع تدمير مدن بأكملها بل و تدمير كلّ الأرض!؟ فمن أنت, و على ماذا تتكبّر ؟ أنت تحت ألطاف الله أنت في قبضة الله أنت إنسان ضعيف و مقهور, إنما فضل الله يحميك .. أنت بعين الله جسدك وسلامتك بيد الله زوجتك وأولادك وأهلك ورزقك بيد الله أنت لا شيء بلا رحمة الله و بلا وجوده تعالى! لأن الوجود كله ظاهر بوجود الله .. يعني لولاه تعالى لما كان لهذا الوجود وجود! لو أنَّ نقطة دمٍ أو (دهن) كرأس الدّبوس، تجمدت في أحد شرايين دماغك، لفقدت كل ذاكرتك وخبراتك ومعلوماتك! فعلى ماذا تتكبَّر ؟ سأل النبي(ص) جبرئيل(ع): هل أنتَ تضحك؟❓ قال له جبرائيل: نعم! قال له النبي(ص) : كيف و متى؟❓ قال عندما يُخلق الانسان, فمن أوّل ما يُولد الى أن يموت؛ يبحث عن شيء لم يُخلق في الدّنيا بسبب الطبيعة التكوينية للخلق!! تعجب النبي(ص) و قال متسائلاً : ما هو الشي الذي يبحث عنه الانسان ولم يُخلق في الدّنيا!؟❓ قال جبرائيل(ع): ألرّاحة!! ومن كُثر ما يسعى لأجل الراحة يفقد راحته وإستقراره... إن الله لم يخلق الراحة في الدّنيا بل خلقها في الاخرة!! لكن الانسان يبحث دائماً عن الراحة بلا نتيجة في الدّنيا! لهذا تراه يذنب و يسرق و يتعدى و يظلم بكل غباء و جهل الطفل يقول : متى أكبر؟ والشاب يقول ليتني أعود طفلاً!! والشیخ يقول ليت الشباب يعود يوماً!! والمتزوجة تقول (ليتنی أعود عزباء)!! والعزباء تقول ليتني أتزوج!! والذي لم ينجب اطفال يقول ليت عندي طفل واحد!! والذي أنجب اطفال يتضجر و يقول : ليتني لم انجب أطفال!! والذي تزوج امرأة واحدة, يريد آلزّواج من أخرى بحثا عن الراحة!! وكلاً يبحث عن الراحة!! ولكن لا وجود للراحة في هذه الدّنيا الملعونة التي يتحكم بها المستكبرون!! لذا كل مَنْ تلقاه يشكو دهره حتى الرّؤساء و الوزراء وآلتّجار, لأنهم يرتكبون الذنوب الكبيرة بسبب مناصبهم من حيث لا يشعرون! قالت مريم(ع) : يا ليتني مُتّ قبل هذا و لم أكن شيئاً .. و لم تعلم أنّ في بطنها نبيّ .. بل رسول!! فلا تيأسوا إنَ طال البلاء .. فآلمؤمن مُبتلى لأن الله يخلقه في كبد كي لا يركن للدنيا بل يسعى للآخرة, و لذلك أسباب عديدة! موسى(ع) لما دفن أخاه هارون(ع) ذكر مُفارقته له و ظلمة القبر و سؤآل منكر و نكير عن حقوق الآخرين؛ فأدركته الشفقة فبكى!! فأوحى الله تعالى إليه : يا موسى لو أذنت لأهل القبور أنْ يُخبروك بلطفي بهم لأخبروك و ما حزنت!! يا موسى لم انساهم على ظاهر الأرض أحياء مرزوقين؛ أَ فَأنساهم في باطن الأرض مقبورين!! يا موسى اذا مات العبد، لم أنظر الى كثرة معاصيه و لكن أنظر إلى قلة حيلته و تواضعه!! و ليس لنا خيار سوى التواضع أمام قوى الطبيعة و المخلوقات لنفوز و نعبر هذا الأمتحان العسير. حقاً إنّ بعض الكلام يريحنا نفسياً ففيها الحكم و الدروس العظيمة! ما أرحمك و ما ألطفكَ .. ياالله ياالله ياالله!؟ حكمة جميلة]! [الزيتون إذا ضغطتَ عليه أخرج ارقى الزيوت و [كذلك الفواكه اذا ضغطت عليها أخرجت أحلى العصائر]! [فاذا أحسست أنّ متاعب الدّنيا تضغط عليك بهمومها فإعلم بأنّ الله يُريد ان يخرج منك أحلى ما في قلبك]! [فقل بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله احد، اللهُ في هذا الوجود للأبد : [أبداً لن يموت الذي أحيا قلبه بآلعشق .. إنه مُؤكدٌ خلودنا في هذا الوجود]. و آلآن بعد ما عرفتَ مُقدمات المعرفة ؛ يُمكنك البدء بآلأسفار لوصول مدينة السلام التي فيها الخلود, وهي سبع محطات(مدن) تبدء بـ : الطلب – العشق – المعرفة – التوحيد – الحيرة – الإستغناء – الفقر و الفناء . و لمعرفة تفاصيل تلك الأسفار و المحطات؛ يرجى الأطلاع عبر الرابط التالي ليتحقق لك الأستقرار و الراحة في آلدّارين : download book seven cosmic journeys pdf - Noor Library العارف الحكيم المعاصر :