Monday, June 03, 2024

سلاح اللسان :

سلاح اللسان علي علي مما يُنسب للإمام علي (ع) قوله: وزِن الكلام إذا نطقت ولاتكن ثرثارة في كل نادٍ تخطب وقد قيل: خلق الله للإنسان لساناً واحداً، وأذنين لكي يسمع أكثر مما يتكلم. ونصح أب ابنه في فضل الصمت عن التقول ببعض الكلام: يا بني، إذا افتخر الناس بحسن كلامھم، فافتخر أنت بحسن صمتك. واللسان هو قطعة لحم لايتجاوز وزنها بضع مئات من الغرامات، وماقاله الرائحون والغادون عن اللسان، ما كان إلا باستخدام ألسنتهم أيضا، فصار اللسان هو المقصود والغاية، وهو الأداة والوسيلة، في آن واحد وآنية واحدة. وليت الذين قالوا فيه وعنه وبه، وضعوا له قدرا يليق بدوره في حياتنا، هذا قطعا إذا علمنا أن القول لا نفع فيه، ولا فائدة ترجى منه إلا بالفعل، وإلا باتت وظيفة اللسان اللغو الفارغ واللغط الأجوف والثرثرة السمجة. إذ نرى كثيرين بين ظهرانينا لاتتفوه ألسنتهم، إلا برديء الكلام ورخيصه وبما لاجدوى منه، ومن المؤكد أن أول من يحاسب على قطعة اللحم هذه، هم المتقولون الذين هم عن مصاديق القول ناؤون، ولاسيما المسؤولين منهم، والذين سيُسألون يوما عما نطقت به ألسنتهم، وما يترتب على مايقولونه في تصريحاتهم، من التزامات تجاه رعيتهم فكلهم راعون، وليت المسؤولين في بلدنا استمعوا الى الأبيات: وإذا وُليتَ أمر قوم ليلة فاعلم بأنك عنهمُ مسؤول وإذا حملتَ الى القبور جنازة فاعلم بأنك بعدها محمول ما ذكرني باللسان وما يأتي به، هو كثرة استخداماته اللامجدية واللامنطقية، من قبل بعض متبوئي مراكز القيادة والتحكم وصنع القرار وتنفيذه في بلدنا، وهم كما قيل: (عدد النجم والحصى والتراب). إذ نراهم كل حين يطلّون على واجهات الأحداث بتتالٍ لايتوقف، وتوالٍ لايفترّ، وتعاقب لاينقطع، وهم يملأون ساحات البلد وعلى وجه الخصوص السياسية بكل أبعادها، فمنهم منظور فيها، ومنهم غير منظور، ومنهم خلف الكواليس، ومنهم أمامها، وليت الأخيرين كانوا مع الأولين، كي لا يعكسوا صورة مشوهة عن معيتهم، ومنهم من يستمعون القول ولا يتبعون أحسنه، بل لا ينطقون إلا أسوأه، كذلك منهم من ينطبق عليه المثل: (إذا حضر لا يُعد وإن غاب لا يُفتقد) ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وقطعا جميعهم مابدلوا تبديلا إلا للأردأ والأسوأ. وبين هذا وذاك، يتقلب العراقيون على صفيح ساخن، من الحرمان وضنك العيش وترديات الأحوال، وكيف لا! ورقابهم تحت سلاح اللسان، وإن استقر بهم القرار، فإنه يستقر تحت خط السلام والأمان، علاوة على نأيه عن خطوط الرفاهية والتقدم، كما هو حال باقي الأمم والبلدان. ما يؤسف له، أن اللسان أضحى أداة لمن هب ودب، من الذين أتوا على بساط المحاصصة، تدفعهم رياح بعض الجهات لتهبط -والأحرى تجثم- على ثروات العراق في مؤسساته، كمضخة ماصة شافطة لافطة. وبعلم ودون علم، يطوّعون ألسنتهم للأقاويل، ويسخّرونها كمطية لحمل أثقالهم بمفردات تنأى عن الثقافة والكياسة، فتستحيل إذاك تصريحاتهم وخطبهم الى تنهيدات ثمل أضاع ثمالة كأسه، أو هلوسة مرعوب من أضغاث كوابيس، يلقون بظلالها الثقيلة على المواطن المسكين، والأخير لا حول له ولا قوة إلا بالصبر والتجمل، بأبوذية شاعرنا المرحوم سعد محمد الحسن البهادلي: إليّ بالمعالي كان ماكان وعلي هسه يتكعبن كان ماكان بطران ويسولف كان ماكان ولك ياكان والكانون بيه aliali6212ghaith@gmail.com تن

هل يدوم حكم الأحزاب !؟

هل يدوم حكم الأحزاب!؟ بقلم الفيلسوف الكوني: أستطيع الجزم بأنّ المُتحاصصين و مرتزقتهم التنابل؛ هم السبب في خراب و دمار العراق و نهب قوت الفقراء والمستضعفين مع أموال البنى التحتية على مدى 20 عاماً و كأنهم إمتداد لنظام صدام, لأنهم يؤمنون بكل نهج و عقيدة؛ إلّا نهج الإسلام و ولاية الأمام عليّ(ع) الذي آمن العالم كله بعدالته التي تُؤكّد على حُرمة الأستفادة حتى من قطرات من الزيت بل ذرّة من المال العام لمصالح شخصية أو فئوية, لا إباحته وإعتباره أموال مجهولة المالك (1), فعليٌّ(ع) مقياس الحق في آلحُكم العادل لكل الخلق بمن فيهم الكافر والمؤمن والمسلم والمسيحي واليهودي والصابئي وحتى المنافق والزنديق والعدو المسالم بظل الدولة العادلة [فآلحكم يدوم مع العدل حتى لو كانت دولة كافرة ولا يدوم مع الظلم وإن كانت مسلمة], حسب الحديث الشريف. إلّا أنّ (الأحزاب السياسية الاطارية و غيرهم) و بسبب فقدانهم آلفكر و لهوثهم وراء الأطماع الدّنيوية وفهمهم القاصر لفلسفة الحكم؛ أعلنوا و منذ نشأتهم ثمّ تسطلهم بنهج الظلم (الأخواني) ألمُسقّف بقوانينهم(2) لذا أنفسهم فشلوا بتطبيق مُعتقداتهم في بلادهم كمصر و تونس وتركيا وهكذا في العراق(3), وآلعلة تكمن في أنّهم يعتبرون المال العام في فهمهم الذي هو فهم (المسلمين ألمُسقّفين) كما فهم صدام وحمدان وسفيان و أوردغان ومن على نهجهم في حكومات الأرض التي تعتبر – أموال الدولة مجهولة المالك والتصرف بها مُباح وخيار الحُكام المتسلطين, لأن أساس وفلسفة الحكم عندهم هي للأغتناء و ترف آلحاكمين والرؤوساء و مقرّبيهم, لذلك فهي (أي منابع القدرة في الأسلام)(4) مباحة لمَنْ يتسلط ويحكم سواءاً بآلمؤآمرات أو الانتخابات الديمقراطية أو التحالفات أو أيّة حيلة أو وسيلة وبآلتالي لهم الحقّ التصرف بها ومحاصصتها وسرقتها بشتى الوسائل الممكنة! هذا بينما نرى الأمام عليّ(ع) الذي يمثّل صوت العدالة الأنسانية في الوجود لم يسمح لنفسه ولا لغيره التصرف حتى بقطرات من زيت المصباح – التي لا قيمة لها – لمصالح شخصيّة أو حزبية أو لمصلحة خارج نظام العدالة الكونية, حتى لو كانت تلك الشخصية كآلزبير أو عمر بن العاص أو من أهل البيت(ع), وهذا ما حدث زمن الرسول و وصيّه و زمن الأئمة من بعده ولليوم لم يتغيير و كما صرّح بذلك السيد آية الله السيستاني مرجع المسلمين الأعلى زمن الغيبة الكبرى حيث عمل بها و طبّقها بنفسه, حتى لو كان التصرف بآلمال العام لنفسه أو لمقرّبيه ناهيك عن الناس العوام, و إن كان مقدار المال قطرات ماء وهي لا قيمة لها عندما توظّأ بقدح ماء و هو يقول للعالم من خلالها؛ رغم إن الماء مباح في الأرض؛ لكن يجب التقشف فيها و يُحرم صرف أو هدر حتى قطرة منه بلا سبب(5), لكننا نرى الأطاريون وَمَنْ تحاصص معهم من الذين فقدوا الدين والحياء قد كفروا بتلك الحدود والقيم التي تمثل روح الأسلام و ولاية الرّسول و الأمام عليّ(ع), عندما أباحوا سرقة منابع دولة بأكملها لمصالح شخصية و عشائرية و حزبية هي من حقّ الناس و الفقراء خصوصاً, وبذلك عطلوا شرع الله و حُكم العقل معاً !؟ و نحن قد عرضنا إفرازات و مآسي هذه العقيدة الفاسدة بوضوح في (الفلسفة الكونية العزيزية) التي أثبتنا عدالتها من خلال أسسها ألـ 12 كنظام و منهج أمثل و أكمل من بين جميع المناهج التي ظهرت عبر التأريخ و للآن لرسم و تحديد القوانين المدنيّة إعتماداً على (نظرية المعرفة الكونية), راجع الأصل؛ (نظرية المعرفة الكونية) في موقع (كتاب نور)(6). ما نتائج الحكم التحاصصي المشرعن بالديمقراطية خلال 20 عاماً في العراق, يعني بعد جيل كامل؟ يمكننا تلخيصها بآلتالي: زيادة البطالة؛ تراكم الأزمات؛ نقص الخدمات؛ زيادة الفقر؛ زيادة التضخم؛ إنتشار الأمراض؛ إنحطاط الأخلاق؛ أزمة السكن؛ تعميق الطبقية؛ تعميق التبعية و العمالة؛ الخضوع الكامل للأجنبي و حتى لدول الجوار .. بل لعصابات و أحزاب من خارج البلد كآلبككة و البعث و الدواعش .. حتى في تقرير شكل و ماهية نظام الحكم و الدستور؛ تخريب أخلاق العراقيين و تدريبهم عملياً على ممارسة الفساد و الرّذيلة بإشكال و عناوين متنوعة, المادية منها و الأخلاقية؛ و فوق ذلك كله هدر أكثر من ترليونيّ دولار أمريكي كقيمة نقدية للفساد و الخراب و المشاريع لمصالح المتحاصصين ألشخصية و آلحزبيّة و آلعشائرية التي تسبّبت بكل تلك المآسي, بحيث إن رؤوساء بعض تلك الأحزاب أسسوا بنوكاً وشركات من تلك الاموال العائدة للشعب الذي يشكو الألم و المرارة و العوز و الفقر و المرض بسبب ذلك, خلاصة الفساد وصل ليضع العراق كله على حافة الهاوية التي باتت قريبة جداً! بحيث أنّ تلك المفاسد العظيمة و لأوّل مرّة قد آلمّت و أنطقتْ حتى المرجعية الدّينية العليا في عاصمة الشيعة (النجف) و التي قلّما تتدخل بآلسياسة و الحكم .. حتى أعلنت موقفها الرافض لفساد المتحاصصين الذي لم نشهده حتى خلال القرون الوسطى بحيث جعلوا راتب رئيس الحكومة أو البرلمان مثلاً عدة ملايين من الدولارات شهرياً و راتب عائلة فقيرة لا يتجاوز 400 ألف دينار و اقل, والمشكلة أنّ الكثير من هؤلاء الفاسدين يلبسون العمائم السوداء و البيضاء والخضراء ويدعون العمل في سبيل لله وسيرهم بظل الولاية العلوية, بينما أثبت الزمن العكس تماماً بكونهم تحزّبوا و تسلطوا لجيوبهم ومصالحهم العائلية والحزبية!؟ لهذا يجب إعلان الثورة على هذا الوضع الفاسد و محاكمة الفاسدين و مرتزقتهم و عدم تكرار ما حدث في الماضي خلال أكثر من عقدين, و الثورة هي الثورة و بغيرها ستستمر الأمور على نفس النمط مع تغييرات سطحيّة و ظاهريّة لا تغني ولا تسمن من جوع بل تزيد المآسي و تُعقّد الأمور أكثر فأكثر و الأمل بآلله و بآلتيار الوطني الشيعي كبير لأنهم يدّعون آلحقّ و يريدون العدالة بين جميع الناس بلا تميز أو فوارق طبقية وحقوقية كتلك الجارية اليوم للأسف و بكل نذالة و قباحة و بلا حياء !؟ العارف الحكيم عزيز حميد مجيد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) جاء في الحديث المعروف بـ (الحقوق) عن الرسول(ص): [الحقوق أربعة؛ حٌق لكَ و حٌق عليكَ و حٌق بينكَ و بين الله و حٌق بينكَ و بين الناس, فأمّا الحقوق الثلاثة الأولى فلا يُعتدّ بها, لكن الرابعة هي التي عليها الحساب و الكتاب]. (2) نسبتاً لسقيفة بني ساعدة التي أسست ذلك بعد رحلة الرسول الكريم . (3)محنة الشيّعة في آلعراق! بقلم: عزيز الخزرجي. (alwatanvoice.com) (4) راجع سلسلة (منابع القدرة في الأسلام) محمد باقر الصدر, حيث عرض فيها حقوق الناس في الأسلام ضمن نظام الحكم. (5) ظهر ذلك في فيدوا نُشر على مواقع التواصل الأجتماعي, حيث توظّأ بقدح ماء معلناً وجوب التقشف فيه كي نقتصد به. (6) راجع؛ (نظرية المعرفة الكونية) و (فلسفة الفلسفة الكونية) عبر الرابط التالي : تحميل كتاب نظرية المعرفة الكونية pdf تحميل الكتاب pdf | مقهى الكتب (kutubpdfbook.com) أو عبر الرابط التالي : books كتاب فلسفه الفلسفه الكوني - Noor Library (noor-book.com) أو عبر الرابط التالي : مستقبلنا بين الدِّين و الدِّيمقراطية: تحميل كتاب مستقبلنا بين آلدين و آلديمقراطية pdf - مكتبة نور (noor-book.com)