Sunday, July 21, 2024

التجديد هو المطلوب لا التقليد :

جوهر آلخراب في بلادنا: لماذا فسدت بلداننا و أكثر بلاد العالم و تعمّق فيها الفقر و الظلم و الطبقية الديكتاتوريات و التبعيات و الفساد رغم وجود مئات الآلاف من الكُتّاب و المدّعين للثقافة و الشهادات الأكاديمية إلى جانب مئات الجامعات و وسائل التواصل!؟ أهم عامل بنظر (الفلسفة الكونية العزيزية) هو فقدان المصداقية و النزاهة بين طبقة المثقفين نتيجة تعاظم نفوسهم و جهلهم بمعرفة نفوسهم و تعظيم الأنا في أوساطهم .. و هكذا الجشع لدى الجميع بمن فيه القيادات السياسية و المدنية و الدّينية كتحصيل حاصل لجوهر الخراب ذاك, رغم إن الدِّين الأسلامي يؤكد على الرّوحانيات و العرفانيات, و هو الأكثر تركيزاً على هذا المبدأ للحذر منه و التخلص من حبائله, بل النزاهة و الكمال يعتبر المنطلق نحو بناء المجتمع و توحيده و دفعه بإتجاه الخير و العدالة أو هدمه و تشتته و تكريس النفاق و الظلم بإوساطه في حال تعظيم الأنا و تعظيم النفس خصوصاً لدى الكُتاب و المفكرين كطبقة فكرية تقود و تُقوّم و تبني المجتمع!بشكل صحيح فيما لو كانت طبقة مبدعة و نزيهة و صادقة مع ذاتها و مع الآخرين , نعم الصّدق .. لكونه أوّل فصل في كتاب الحكمة, و الصدق مع الذات يعني قتل الذات, و إلا فأن كتاباتنا النقلية و المشتقة و المكررة ستبقى هي هي .. كما هي السائدة الآن خالية من الأبداع و التجديد و المنطلقات العلقلية و الفلسفية التي تقدم المجتمع و تسبب بنائه و سعادته, لأنها تدور في فلك التقليد و النقل و إجترار النصوص ليس فقط ما تم طرحه و هضمه سابقا ؛ بل و أجترار المجترات و من غير حتى ذكر المصادر للأسف, و من هنا يتكرس الفساد و تضطرب العلاقات و تزول الثقة, بل و يكره الناس المطالعة و الكراهة لأن ذلك الكاتب المخادع والكاذب إنما يفعل ذلك الفساد لإبراز نفسه لا إبراز الحقيقة التي تشوهت و تبدلت! لهذا نرى حتى أثقف المثقفين و المعلمين ينادون "أهل القلم" أختصروا في بياناتكم ولا تسهبوا و تكرّروا المكررات, لأننا ملّلنا قراءة المكررات و الإجترار و بآلتالي ضياع الوقت و العمر. الكتابة يجب ألّا تُكرّر ما سبقت كتابته و أكثر النصوص المعتبرة قد تم تدوينه من خلال الكتب السّماوية أو ا لنصوص الفلسفية من قبل الفلاسفة و الأئمة الذين سبقونا و أسسوا للمعالم الجديدة؛ لذا البحث ينبغى أن يصطاد اللآلئ المُدهشة و يتركز في المجالات التي لم يتمّ بحثها.. إن العلم الحقيقى ليس تكراراً ولا صدى، وإنما هو انبعاث لقبس جديد و فتح للآفاق المعرفية لعالمنا المرموز و المليئ بآلأسرار و الألغاز، فآلمفكر الحقيقي هو الذي يسعى لطرح أمور لم تُطرح من قبل, أما الذين ينقلون النصوص من غيرهم بأسمائهم؛ فإنهم يفسدون بل و مفسدون يُحرقون الكلم و الحقائق عن مواضعها و هم سُراق محترفين و أخطر من سارقي الأموال و المجوهرات, و في بلادنا الكثير منهم للأسف يصطف معهم إعلاميون بنفس المستوى إن لم يكونوا أسوء منهم!!؟ لهذا التجديد و الأبداع إلى جانب التشذيب و الأسلوب الجميل و رعاية فن الكتابة و الخطابة هو المطلوب لجذب الناس و التأثير فيهم و بآلتالي تشويقهم و دفعهم لكسب المعرفة و الثقافة و الوعي الذي هو عماد البناء المدني و الحضاري و تحقيق العدالة كأساس لسعادة المجتمع بدل الظلم السائد في بلادنا و العالم أجمع.

أثر الفكر الإستشراقي في الغرب :

أثر الفكر الاستشراقى فى الغرب الأحد 17/مايو/2020 - 04:02 م لقد كان لحركة الاستشراق آثار إيجابية فى جانب وسلبية فى جانب آخر؛ وقد استفاض علماؤنا فى بيان الآثار السلبية للاستشراق وملخصها التشكيك بالوحى الإلهى، والطعن بالشريعة وأصالة الفقه الإسلامى، والقول بأن أصوله رومانية!! وإحياء النعرات القومية بهدف تفتيت الأمة. من الإيجابيات الاستشراقية فهى – للأسف – غير مدروسة ومهملة إسلاميًا.. فلقد انشغلنا بتأثير الاستشراق على الفكر الإسلامى وهو أمر مهم وخطير، ولكن لم نهتم بمعرفة تأثيره فى الفكر الغربى، وهو مفيد وإيجابى من عدة وجوه: الوجه الأول: الاستشراق مسئول عن نقل المعرفة الإسلامية والشرقية عامة إلى الغرب الذى أفاد من هذه المعرفة؛ حيث عكف المستشرقون على ترجمة النصوص الأساسية فى الديانات، وأيضًا ترجمة النصوص العلمية فى العلوم عند المسلمين، وعند أهل الشرق.. وهى العلوم التى كانت أساسًا فى النهضة العلمية فى الغرب، وهذا يعنى أن الاستشراق مسئول عن نهضة الغرب العلمية، وله إسهاماته فى تقدم العلم فى الغرب. الوجه الثاني: أن الترجمة التى قام بها المستشرقون للفكر الدينى الإسلامى وبخاصة ترجمة النصوص الكلامية والفلسفية، ولا سيما النصوص ذات الاتجاه العقلاني؛ حيث أعادت اليهودية والنصرانية النظر فى الاعتقادات الخاصة بهما فى ضوء النقد الإسلامى لهما.. وكانت الإصلاحات الدينية ردود فعل حقيقية تجاه هذا النقد الإسلامى.. ففى اليهودية نجد الإصلاحات القرآنية والسامرية وردود الفعل اليهودية الأرثوذكسية تعكس تأثيرًا إسلاميًا حقيقيًا. وفى المسيحية كان ظهور المذهب البروتستانتى المعارض للكاثوليكية يعكس آثارًا إسلامية واضحة فى بنود الإصلاح الأساسية.. بالإضافة إلى هذا كله نشأت حركة نقد «الكتاب المقدس» Biblical Cristicism مستمدة الكثير من نظرياتها فى الكتب اليهودية والمسيحية من النقد القرآنى والنقد الإسلامى لهذه الكتب فى أعمال المسلمين التى ترجمها المستشرقون منذ وقت مبكر إلى اللغة اللاتينية وإلى اللغات الأوروبية الحديثة.. ويشار خاصة إلى مدرسة المستشرق الألمانى يوليوس فلهوزن، وهو مستشرق كبير ومؤسس حركة نقد الكتاب المقدس. الوجه الثالث: يعتبر الاستشراق مسئولًا عن إدخال الموضوع الشرقى فى الأدب الغربى وفى الفنون الغربية.. فالأعمال الأدبية والفنية الإسلامية التى ترجمها المستشرقون إلى اللغات الأوروبية تركت أثرًا واضحًا على الأدباء والفنانين الذين انبهروا بالموضوعات الأدبية والفنية والشرقية.. حيث صبغت الحركة الأدبية والفنية فى الغرب بصبغة شرقية من حيث الموضوع فى الأدب والفن، ومن حيث الأشكال الفنية والأدبية.. وزاوجوا بينها وبين الموضوع الغربى فى أعمالهم وقد كان لـ«ألف ليلة وليلة» وغيرها من أشكال القصص الشعبى الشرقى وقصص الحيوان فى «كليلة ودمنة» أثر واضح فى تطور الفن القصصى والروائى فى الغرب.