صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Thursday, April 06, 2023
مآسي العراق كثيرة و السبب حب الدنيا :
مآسي العراق كثيرة و السبب حُبّ الدنيا :
مصائب العراق لها أسباب عديدة ؛ منبعها و أصلها يمكن تحديده بآلأميّة الفكرية كما تطرقنا لهذا الأمر الحيوي و الخطير فيما سبق؛ و الأميّة الفكريّة التي رفعت رايتها و هلهلت لها الأحزاب المتحاصصة تصيب الأميّ "الأبجدي" كما العامل كما الفلاح كما الطبيب كما المهندس كما الأستاذ الجامعي كما رئيس الجمهورية و كما الوزير أو النائب و آلفرق بينهم في درجات و مستوى الأصابة بذلك المرض الأخطر على الشعوب و الأمم و مصيرها و مستقبلها فقد يكون المُصاب عالماً في الدّين أو الفيزياء أو القانون أو السياسة أو في أيّ إختصاص و قد يكون رئيسا للجمهورية او الوزراء و غيرها خصوصاً الذين يعتمدون العقل المجرّد فقط تحديد القضايا أو رسم منهج محدود ضمن أفقه الفكري الضّيق أو في حياتهم الخاصة من دون البصيرة أو إعتماد الفلسفة الكونية و كما هو حال الجميع اليوم, علما أنّ الصدر الأول أشار لهذه المسألة بعد أن أوعز سبب محنة الجهل إلى حُبّ الدنيا و الرئاسة و الريال في أكثر من موضع و بيان و نشرة و محاضرة حتى في البحث الخارج بعنوان (المحنة) تارة و أخرى بعنوان (حُبّ الدّنيا) أو (البناء الروحيّ) و كذلك الشيخ الشهيد حسين معن في كتابه (الأعداد الروحي) و باقي أخوتنا الدّعاة الحقيقيين لا العلمانيين و المزورين و أقرانهم و هم كثر اليوم بينما كانوا بوقتنا كآلترياك تكاد لا ترى شخصاً يسلم عليك !
و طبيعة الدِّين المعتمد في هذا الوسط المريض يلعب دوراً أساسياً في إذكاء تلك الأميّة و الجهل المركب و تقوية التعصب خصوصاً لدى الأحزاب و الأديان و المذاهب التي قفلت على نفسها ولا تقبل بآلرأي و الرأي الآخر متخذة من شعار (إما معي أو ضدي) على نهج البعث الرجيم .. و العراق كما باقي شعوب العالم مملوء بتلك النماذج التي قد يملك أعضائها كل شيئ الرئاسة والوزارة و النيابة و الجاه و المال و السلطة وو غيرها لكنهم يفتقدون للثقافة التي هي أصل سعادة الحياة التي أرادها الله لنا, حيث لا يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون!
إن الواقع المعاش اليوم و لتلك الأسباب التي أشرنا لها كعناوين تدلّل على أننا نحتاج إلى إعادة صياغة مناهج الحياة على جميع الأصعدة .. خصوصا قضايا الفكر و العقائد و الفلسفة و الثقافة لبناء الجيل الواعي و المسؤول الذي يفهم طبيعة الحياة و الوجود و الهدف من الخلق و موقع الأخلاق و الأدب في كل العملية التغييرية .. و يبدء أوّل ما يبدء بمعرفة النفس ..
نعم محور العملية التغييرية و الأجتماعية تتمحور حول المعرفة و في مقدمتها معرفة النفس التي منها نعرف الله و نعرف كل شيئ.
بآلمناسبة معرفة النفس من أوائل - بل من أهم القضايا الدّينية و حتى المذهبية الأساسيّة التي أكدها الباري تعالى لكنه هو الآخر الوحيد المنبوذ و المجهول و المغمور في ديننا و مذهبنا السائد خصوصا في الوسط العراقي كما في مدارسنا و جامعاتنا, لهذا ترى الفساد خصوصاً لدى الطبقة السياسيّة و غيرها قد وصل ذروتها و كأنها باتت عادية و على جميع الأصعدة التي أشرنا لها من قبيل العدالة و البودجت و الحقوق و الخدمات و الزراعة و الصناعة و الرواتب وووووو ...إلخ, حتى تخصيص الميزانية على سبيل المثال و التي للآن و بعد مضي سنتان لم تخصص و الدولة و الحكومة سائبة مع مجلس النواب و فيه ألف محور و خط و حزب و مليشيات!؟
و لا ندري ماذا يريدون و الأغرب الذي بدأنا نشهده هو ؛ أنّ الرئيس سواءاً في الحكومة أو القضاء أو البرلمان عندما يصدر بيانا أو قانوناً .. تطبقه وزارة و ترفضها أخرى بحسب مشتهى و ذوق الوزير أو الجهة المحاصصة التي ينتمي إليها في تلك الوزارة, على نمط حزب البعث إما معي و إما ضدي و يجب محاربتك حتى قتلك و عائلتك!؟
و لا أدري ؛ لماذا لم يُعلنوا (المتحاصصون) إستقالتهم بعد كل الذي كان بإفساد أخلاق الناس و نشر النفاق و الكذب و الدجل و الغيبة و النميمة وووو و سرقاتهم المليارية بل المئات مليارية لكل أموال العراق و هم يقدمون البلد يوما بعد آخر للدّمار و الخراب و الفساد و التبعية و بإعترافهم العلني .. و هنا تكمن المصيبة!؟
و لماذا لم تعلن حتى المرجعية تغيير المسار في العراق بإعلانها للدِّين الإسلاميّ الحقيقي لا المذهبي و الحزبي و المليشياتي و الفئوي .. ليعلم الناس و بآلتالي لنجاتهم و ردهم لطريق آلنجاة و الخلاص , و عدم الأكتفاء بغلق بابها بوجوههم .. لأنهم (الطبقة السياسية) لا تستحي ولا تخاف من الله و لا يهمها سوى جيوبها و رواتبها و عسى نارهم (الأمة) تاكل حطبهم!!؟
طبعاً تجدر الإشارة و للتأريخ و كما شهدت بنفسي إلى أن السيد الخوئي رحمه الله الذي عاصرته كما عاصرت السيد محسن الحكيم رحمه الله .. بل المرجعية التقليدية عموماً كنهج تابعته بدقة - كانت تمثل نهج الحكومة العلمانيّة ثم البعثية كمؤسسة رسميّة و إدارية تابعة لها أو خاضعة لقوانينها خصوصا تلك التي تمسها .. أو ما يتعلق بمسائل الأقامة و إصدار الجوازات (جوازات السفر) و الطرد و المنع وقبول طلبة الخارج و الدعوات الرسمية من خارج و داخل العراق للحوزة و ما يتعلق بإدارة العتبات المقدسة التي لها شأن كبير في ألعالم و غيرها ...... إلخ
تلك المسؤوليات إضافة إلى تحديد أمور الدِّين و المناسبات و الأعياد و الشعائر و غيرها كانت بعهدة الحوزة العلمية - التقليدية و بأمر من الحكومات المتعاقبة حتى حكومة صدام و مَنْ سبقه و لحقه بإستثناء مرجعية السيد السيستاني حفظه الله الذي حاول تغيير مسار الناس .. لكن الأحزاب المتحاصصة حالت دون ذلك و عاكست الكثير من قراراتها جهلاً أو تجاهلاً أو طمعاً في الدّنيا و هذا ما شهدناه و نشهده للآن ..
هذا مقابل تيار الصدر المميّز نسبيّاً او الذي تمييز أكثر فأكثر بداية السبعينات بعد وفاة المرجع الأعلى السيد الحكيم (رحمه الله) وما بعده, ثم حدوث الثورة الإسلامية التي غيرت المسار بشكل رئيسي و قلبت الكثير من المعادلات و الموازنات , للمزيد من التفاصيل راجع كتاب : [الشهيد الصدر؛ فقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة].
و المحنة أنّ (الحركة الأسلاميّة العراقية) و أحزابها المختلفة - التي وصلت أخيراً إلى 500 حزب صغير و متوسط و كبير حسب الطلب - قد أنقلبوا على أعقابهم سلباً و إيجاباً أو ممزوجا من (السلب و الأيجاب) .. و هذا ما يجهله معظم - ان لم أقل كل اهل العراق والناس - ؛ حتى أن حزب الدّعوة (دعاة اليوم) مثلاً كما جميع الأحزاب و الحركات العلمانية و الوطنية و القومية التي كانت تعارض نظام البعث بإستثناء (حركة الثورة الإسلامية) كانوا يٌقلّدون - من كان يُقلّد - ذات النهج التقليدي في عباداتهم و معاملاتهم وتديّنهم و ليس نهج ال الصدر الذي كان يخطط منذ بداية السبعينات لمسير آخر و تجديد لكل الحوزة و إن كانوا يدعونه أحياناً .. رغم أنه لم يكن أنذاك قد تمحور بشكل واضح .. بل حتى نهجهم الحركيّ لم يكن واضحا سوى أنه كان مُشتقاً كنسخة مطابقة لنهج (الأخوان المسلمين) و أدبيات حسن البنا و سيد قطب الذين سبقوهم بآلسقوط و الأنحلال وسط الأمة نتيجة فقدانهم للنهج الحركي الأمثل و عدم تبنّيهم لنهج آل البيت(ع) الحركي .. حيث إعتمدوا على (المرحلية) في التحرك .. و هي عبارة عن أربعة مراحل (ألتكوينية؛ السياسية؛ إستلام الحكم؛ نشر الأسلام)!
لكن ليس فقط لم يُحققوا حتى مرحلة واحدة من تلك المراحل رغم وجود تجربة فاشلة حيّة أمامهم - سواءاً سلبا أو إيجاباً في بعض جوانبها - بل وصل الحال بهم لأن يرتكبوا المحرمات العظيمة , تبريرها بشكل تعجب منهم حتى الشيطان الذي إستقال هو الآخر فيما بعد .. حين رآى مدى مكر و خداع و نفاق البشر و في مقدمتهم المدّعين للديِّن و الحركية و الإسلامية على نهج آل البيت(ع)!!
أؤلئك الذين كانوا يعتبرون (محمد باقر الصدر )شخص غير فقيه و ليس كباقي المراجع و رجال الدين و ربما شخصية عادية لا يصل أدنى مراتب المرجعية المعروفة في النجف لجهلهم بمعايير القيم الانسانية و بآلفكر و الفلسفة و الثقافة و الاقتصاد و فلسفة الحياة و سبب خلق الكون كما لا يزالون كذلك و للآن للأسف ..
لذلك إستشهد وحيدأً و كأنه ولد في عصر غير عصرة و زمان غير زمانه و في وسط غير وسطه .. ولم يناصره حتى أقرب مقرّبيه ؛ بل تركوه لوحده يقاوم و يتحدى الطغاة حتى ركعوا أمامه رضوان الله عليه و كان آخر شخص تركه هو أقرب شخص إليه للأسف ليستشهد مع أخته المظلومة .. بشكل أفضع من شهادة الأمام الحسين (ع) الذي ناصره على الأقل أكثر من سبعين رجلاً و راكباً و كان أفضل منه من بعض الوجوه بفارق القدسية و المكانة الكونيّة - الألهية للمعصوم و لغيره من أهل العصمة العلمية (التشريعية)!!
و هكذا في الحقيقة أصبح الشهيد الصدر الفيلسوف الفقيه مجرّد لافتة للتجارة بيد تلك الأحزاب المتخلفة الأميّة المنافقة و للآن لا إعتبار لمنهجه في أوساطهم و في حياة دعاة اليوم الشخصية أو الحزبية الذين جُلّهم - إن لم أقل كلهم - كانوا من أشدّ المحاربين له ضمن أجهزة نظام صدام القمعية و الوحشية سواءاً المدنية أو العسكرية أو الأمنية أو السياسية .. بعكس اليوم و بعد ما رحل البعث بقوة و جهاد أمريكا .. حيث نراهم اليوم خاضعون و مستسلمون لكل ظالم و متكبر لأجل الرواتب الحرام بإسمه بعد إراقة دمه .!؟
حتى (قبضة الهدى) رضوان الله عليهم و كما عاصرتهم وعملتُ معهم .. في تلك الأيام .. فقد صادق يوماً أن سألت الشهيد حسين معن(رض) أسئلة حول العمل الحركي و كذلك الشهيد (سعدي فرحان) الذي سألته خصّيصاً ؛ عن دورنا الرئيسي المطلوب في الواقع قبال نهج البعث التعسفي المستأسد الذي ينمو بقوة مع إرتفاع أسعار النفط و نحن بآلعكس نسير للضعف و الأنحلال و التشرذم من دون برنامج عملي و مقاوم يحفظ خلايانا القليلة جدا على الأقل .. فكان الجواب محزناً :
[نحن قدمنا ما فيه الكفاية ولا مجال للمزيد من التضحيات]!
فقلت له رحمه الله :
إذن لا تصدق يوماً بأنّ الإسلام سينتصر و يحكم العراق بهذا المستوى من التفكير .. و حقا ما كان فقد تبرأ حتى اكثر العمائم الحزبية ناهيك عن (الأفندية) من آداب و عدالة و قيم الأسلام و صاروا علمانيين بحسب إدّعائهم !!
و هكذا كان مصير كل من استشهد من بعدهم - بعد قبضة الهدى - و الشهداء المائة في عام 1979م, فقد كانوا ضحايا التخطيط الفاشل و العبثي وعدم وجود خطة محكمة و اصيلة تتناسب وحجم التحديات مع النظام البعثي الوحشي لهذا تمّ تدميرنا و قتلنا و تشريدنا و سوقنا للمعتقلات بشكل انسيابي و بدون أن نقدم عملاً بارزاً كبيراً أو مواجهات ثورية او حتى مجرد دفاعية عن النفس بإستثناء عملية الجندي المجهول التي هي الأخرى و للأسف لم تكتمل وقتها لأسباب ذكرناها مفصلا في كتاب (صفحات مشرقة للعارف الحكيم) .. و لدي شواهد و أرقام كثيرة على ذلك ..
و لعل اصل المحنة انبثقت و تلك المؤشرات كون المنهج الداخلي كما اشرت؛ صورة منسوخة بحذافيرها عن حركة (الاخوان المسلمين) التي أثبتت فشلها و تحجر مفاهيمها و مبادئها هي الأخرى و في معظم البلدان التي وجدت فيها حتى في مركزها (مصر) و آلسودان و كما نشاهدهم .. هذا رغم فوزهم في الأنتخابات الجماهيرية بشكل كاسح في مصر و تونس و غيرها, لفقدانهم كما أشرت إلى المنهج الأمثل و النظرية العصرية الموائمة لحركة و تطور الأنسان و الزمن و بناء الدولة العصرية العادلة!
لذلك لم تحقق خطوة ايجابية في طريق الاسلام لا هم و لا نحن في العراق ولا حتى في طريق الأنسانية ناهيك عن الآدمية التي هي الغاية ..
بل لا أجانب الحقيقة لو قلت و لحد هذه اللحظة لا تعرف قادة تلك الأحزاب الفرق بين الحيوان و البشر و الأنسان و الآدمي, أو حتى أقل من ذلك و هو الهدف من التحزب!؟
و هكذا حتى حدثت الثورة الاسلامية عام ١٩٧٩م, فكانت النقلة الكونية الكبرى التي أربكت المعادلات لانقاذ الوضع اليائس في العالم الإسلامي و حتى العراقي المأساوي لبعض الحدود بسبب خلوّ العراق من المؤمنين المثقفين ناهيك عن المفكرين و العلماء الحقيقين الذين ما زالوا يتعرضون للإقصاء و القتل و الجوع و التشريد .. لكنها بآلرغم من ذلك فأنها قد أعطت الامل لكل مؤمن بالحياة ليس في العراق فحسب .. بل بكل العالم على الرغم من كبر المواجهات و التحديات أمامها حتى أثبتت اليوم خطأ و إزدواجية جميع أنظمة الحكم و هكذا منهج الاخوان المسلمين و منهج حزب الدعوة بآلذات الذي سار على نفس النهج التقليدي للأخوان بسبب تناقض متبنياتهم الفكرية و العقائدية .. بحيث إضطر بعض انصاف المثقفين في (حزب دعاة اليوم) من إبتكار فتوى غريبة فيما بعد .. سببت التناقض و التآكل في وجود و عقل الداعية و زرعت فيه الأزدواجية و كرست بوجوده إنحرافات و شكوك كثيرة؛ و كانت الفتوى بخصوص العمل الحركي و التقليد .. حيث أجاز "الحزب" السير على خطى المرجعية التي يقلدها "الداعية" و في نفس الوقت العمل مع حزب الدعوة و نهج قادتها المشعوذين خصوصا الخط الإنكليزي , يعني لو أحسّ الداعية بأن فتوى الحزب يخالف رأي مرجعه فيمكنه أهمالها و العمل بموجب فتوى مرجعه ..
و هذا الأمر كان من أخطر و أسوء العوامل التي عمّقتها الدّعوة حين فصلت عمل الحزب عن الدّين ولو في جوانب منه ربما بعضها كان يخص الدّم أيضا؛ لكنها حاولت الإلتفاف على أحكام و أصل الدين الذي يأخذه (المُقلِّد) من مرجعه .. والحال أن الولاية يجب أن تكون ولاية في كل شيئ و ليست العبادات الشخصية - الشكلية فقط .. بل يكون أكثر خطورة حين يتعلق الأمر بآلدماء و الجهاد و الحقوق و الحريات ووووو ... إلخ.
و آلمحنة لا تتوقف عند هذا الحد في التناقض بين الأنتماء للمرجعية من جانب و أوامر الحزب من الجانب الآخر و هذا ما رفضه السيد الحائري جملة و تفصيلا في موقفه بداية الثمانينات من القرن الماضي من العمل الحزبي .. و كانت مشكلة كبيرة شقت صفوف الدعوة على أشكالياتها إلى خمسة خطوط .. حتى أصدروا (قادة الحزب بينهم الخط الأنكليزي بشكل بارز) بياناً أدانوا فيه مرجعهم الحائري و هذه محنة أن ينتقد المقلِّد ألمُقلَّد .. و لك أن تتصور هذا التناقض المقرف و المخالف لأصل الولاية في نهج الدعوة التي كانت فاقدة بآلاصل للولاية أو ثنائية الولاية في مسيرة الدعاة على أقل تقدير!؟
الأغرب أيضا ؛ هو عدم وجود داعية من "الدّعاة" .. أكرّر واحداً من المنتمين لحزب الدّعوة كان يُقلّد الصدر الأوّل من كثر التصاقهم بالنهج التقليدى الذي تسبّب في مذبحة المؤمنين في العراق و إنهائهم, فلا هم كانوا مجاهدين ثوريين و مثقفين حقاً و لا هم كانوا يسيرون على نهج المرجعية التقليدية بشكل واضح لهذا تمّ إقتيادهم من بيوتهم و دوائرهم بكل سهولة ويسر و تم إعدامهم بلا صوت ولا صورة ولا حتى وصية و أكثرهم بلا جثة أو قبر!!
لان الجميع كانوا يقلدون المرجعية التقليدية التي لم تدافع عنهم ولم تنحاز لجانبهم ولم تؤيد حركتهم رغم وجود بعض الأشارات السّرية منهم(المراجع) لبعض الدعاة .. لكن بشكل منفرد و محدود للغاية .. لأنها - المرجعية - نفسها لم تكن تؤمن بآلعمل الجهادي و إقامة دولة إسلامية ولا حتى بدعوة الناس للصلاة و الصوم جهراً من باب الأمر بآلمعروف و النهي عن المنكر.
إضافة إلى أن (الدعاة) الأوائل طبعاً - كانوا منغلقين للغاية على انفسهم بسبب الوضع الأمني المخيف في سنوات الجمر .. و على الدّين الحقيقي لمحدودية الفضاء الفكري و الثقافي في العراق و كما هو الآن للأسف .. بل ما زال الفكر و الفلسفة التي تبنّاها نهج الصدر انذاك محذوراً و خطأ أحمرا .. حيث كانت تفصل بينهم (بين الجانبين) مسافات كبيرة .. لاختلاف النهجين وبعدهما عن الاخر في المنطلقات بحيث كانت كبعد السماء عن الأرض ..
و للآن (الدّعاة) الشكليون - من حيث لا يوجد دعاة حقيقيّن ملتزمين بروح الاسلام - لا يعرفون تلك الحقائق ولا حتى روح الاسلام و تعريف الفكر و (الأسئلة الستة) .. لذا لم يكن همّهم أساسا .. ليس فقط تطبيق العدالة أو منهج الأسلام الحقيقيّ بل حتى الإسلام النسبي - الشكلي .. إنما أثبتوا عملياً و من خلال التجربة و لعقدين في حكم العراق؛
أنهم مجموعة عصابات و عشائر جاؤوا لأجل السلطة لِملء جيوبهم و بناء قصورهم و حساباتهم الخاصة و ربما الحزبية لبعض الحدود على دماء الشهداء .. لأنهم ليسوا مؤمنين بآلله أصلاً و لا بقيم الصدر الأول و لا الأمام الراحل(قدس) و دولته إلا بمقدار المردودات المادية النسبية و ما ينفعهم و يضمن بقائهم في المنصب لدرّ الأموال و الغنائم بآلمحاصصة على حساب قوت الفقراء ومستقبل الأجيال القادمة ..
و السبب الرئيسي او علّة العلل في كل هذا الخراب و الفساد و الظلم و الطبقية و الفساد؛ هو حُب الدنيا و الميل للشهوات و الرواتب الحرام ومعاداتهم بنفس الوقت للفكر و المفكريين و كما فعلو مع الصدر الأول و الثاني أيضا واعوانه بالامس والى يومنا هذا يعادون كل مفكر و فيلسوف و يضيقون الخناق عليهم و على عوائلهم حتى الأقصاء و الموت, بينما يفتحون صدورهم و قلوبهم للمجرمين من قتلة المؤمنين و ال الصدر الكرام.
وانا لله وانا اليه راجعون.
ألعارف الحكيم عزيز حميد الخزرجي
Subscribe to:
Posts (Atom)