Friday, April 04, 2025

أخطر محنة في شعوبنا :

أخطر محنة في شعوبنا: ينقل الكاتب المصري “ وديع فلسطين” في كتابه “ قضايا الفكر في الأدب المعاصر “ جانباً من رسالة كتبها الكاتب المصري مصطفى صادق الرافعي المتوفي سنة 1937م الى صديقه الأديب المصري محمود ابو ريه المتوفي سنة 1970م يقول فيها:( ان الأدب يتيم بائس لا أب له ولا نصير ورحمم الله زماناً كان يجد فيه الأب والعم والخال وابن العم ) . وسواء كان عدم توفيق الكاتب في نقل روح الثقافة الى أحد أبنائه ، سببه رؤيته المحدودة ، أو ضعف همّته على التوفيق بين عالمه الثقافي وجوه الأسري الإجتماعي ، أو ان أدوات الزمان قد تغيرت وجاء تيار جارف أخذ الأولاد بعيداً عن الشاطئ الذي حط عنده الكاتب رحاله وألف أجواءه ؛ فإن كل ذلك يؤشر عندي الى توقف تفاعل المثقف مع أدوات عصر أبنائه وإن كان يعيش إستخدامها معهم ، لكنه لم يوفق الى آلة ربط بين زمانه وزمانهم فتجد كثيراً من الأطباء والمهندسين والكفاءات المعرفية في المجتمع هم أبناء أدباء وكتاب ومفكرين ومؤلفين ، لكنهم في الأعم الأغلب ليسوا مثقفين كما هو حال آبائهم ، فهم مهنيون ، يؤمنون بالتخصص، أو هكذا وجدوا أنفسهم , وقد يبدو ذلك ملموساً في بعض المجالس الثقافية التي يحضرها أدباء وعلماء وأكاديميون تقدم بهم العمر ، كنت نادراً ما أرى أحدهم يرافقه إبنه أو إبنته ، وإن حصل فإنهم يحضرون بصفاتهم المهنية لا بصفات ثقافية ، وهو لا شك نوع من أنواع الخسارة التي نتجرعها على مضض. و الحقيقة أضفت لذلكما يمكن تسميته بأم المحن: و هي عزوف الناس حتى عن القراءة و المشاركة في مجالس الفكر و البحث العلمي, لأنه لا يعرف مكانة الأدب و الفكر في الحياة الأجتماعية و العائلية و الثقافية و السياسية و غيرها. عزيز الخزرجي