Wednesday, September 18, 2024

العراق لا يعيش بدون الأحزاب!؟

العراق لا يعيش بدون الأحزاب .. التحزب و التكتل و التحالفات و و التمذهب و العشائريات و المؤآمرات هي ديدن السياسة في العراق .. ذلك هو الواقع السياسي الذي عرفناه منذ تأسيس الدولة العراقية بل و قبل ذلك من زمن الجاهلية و حتى قبله, لأن الدولة كانت تتشكل بإسم العشيرة التي تحكم كآلمناذرة و الغساسنة و الحميرية و النصيرية وووو...إلخ, لأن المفكر و آلفيلسوف و المثقف و نظرياتهم, لا قيمة ولا مكانة لها بين الحكام و الاحزاب و الناس طبعا, بل يتم نبذهم و حصرهم و محاصرتهم حتى الموت أو التشريد و الأبعاد ليبقى الناس يعيشون الجهل بغيابهم فيسهل تسلطهم عليهم, لأنه - المفكر و الفيلسوف - هو الوحيد الذي يؤشر للحق و للمنهج الأمثل و لمواطن الخلل و الضعف و الفساد فيتحرز الناس من الفاسدين و من تلك الأحزاب و الساسة الفاسدين و بآلتالي يخسرون المال و المنصب ولا يستطيعون الإغتناء بسرقة الفقراء . من جانب آخر نرى إن المجتمع العراقي, و معظم - إن لم نقل - كل المجتمعات - حتى انصاف المثقفين فيها لا ينتصرون للمثقف و المفكر و الفيلسوف و إذا أقام مفكر أو فيلسوف مركزا أو منتدى للفكر أو أقدم على مشروع ثقافي؛ فأن الناس و النظام عموماً لا يعيرون له أهمية .. لأعتقادهم بأن الفكر و الثقافة و الفلسفة لا تغني واقعهم .. و من هنا تبدأ المحنة و تتشعب المصائب لعدم معرفتهم بدور الثقافة و الفكر في المجتمع, فيستلمهم السياسيين - الاحزاب - ليسرقوهم لأنهم لا يعلمون أحابيلهم و نواياهم و خططهم في سرقة الأموال و كما حدث في العراق, حيث يهملون كل نشاط فكري و ثقافي و هذا واضح حتى في الجامعات و المراكز التعليمية و الأعلامية, فقد أرسلت قبل فترة بياناً على شكل مقال أعلنت فيه تأسيس مركز ثقافي , لكنلا أحد من المواقع أو الصحف أو حتى الأذاعات نشرت ذلك أو حتى أعلنت عنه , بينما لو ترسل لهم إعلانا بشأن تأسيس حزب أو منظمة سياسية و ما شابه ذلك؛ ترى الجميع يهتمون بذلك و ينشرونه , بينما لا يعد سوى تكتل لأجل زيادة أحمال و أعباء الفقراء و نشر الجهل بين الناس و كما فعلت جميع الأحزاب التي شاركت في العملية السياسية للآن . قرأت اليوم إعلاناً عن تشكيل حزب جديد في العراق ليضاف إلى مئات الأحزاب الأخرى التي تشكلت قبل و بعد السقوط, ولا أحد كتب بحثا أو حتى تحليلاً على هذا الحزب سوى التالي : أعلن أنور ندى اللهيبي مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون المحافظات المحررة، تأسيسه حزباً باسم “وحدة أبناء العراق”، مؤكدا أن الغاية من تأسيس هذا الحزب الحفاظ على النظام الديمقراطي في البلاد. والمقصود من مصطلح المحافظات المحررة هي تلك المحافظات ذات الغالبية السنية في البلاد، والتي فرض تنظيم داعش سيطرته عليها في أواسط العام 2014 قبل أن تتمكن القوات الأمنية العراقية مسنودة بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من استعادتها في عمليات عسكرية كبيرة دامت حوالي ثلاث سنوات. وقال اللهيبي في بيان اليوم، إنه “انطلاقًا من مبدأ إنشاء دولة المواطنة القائمة على المؤسسات وتطبيق القانون، والداعية إلى نهضة اقتصادية وعلمية وثقافية وحضارية واجتماعية، شرعنا بتسجيل حزب (وحدة أبناء العراق)، واحدًا من الأحزاب العراقية المجازة والمسجلة وفقا لقانون الأحزاب السياسية النافذ”. وأردف بالقول إنَّ “الغاية من تأسيس حزبنا هو الحفاظ على النظام الديمقراطي وحمايته، وتعزيز العمل السياسي وتقويته، وفقا لمبادئنا الأساسية القائمة على الإيمان بحب العراق ووحدته”. كما أشار اللهيبي الى “الانفتاح على القوى الوطنية العراقية والعمل معها بما يخدم المواطن العراقي، فضلاً عن دعم السياسة الخارجية للدولة، بما يعزز سيادته ومكانته بين الدول، ووضع مصالح العراق اولاً وأخيرًا”. ووفقا للبيان، فإن من “أهداف هذا الحزب العمل بروح الفريق الواحد بين أبناء البلد بكل دياناته ومذاهبه وقومياته وأطيافه والدعوة إلى التلاحم الوطني والاجتماعي، ومواجهة التحديات وتذليل الصعاب ، والسعي إلى ترسيخ أسس الحرية والمساواة في الحقوق والواجبات لجميع المواطنين أينما كانوا وحيثما حلّوا في أرض العراق”. يشار الى أن دائرة الأحزاب والتنظيمات السياسية قد أعلنت تسجيلها 33 حزباً في آخر إحصائية لها للأحزاب المجازة في ممارسة العمل السياسي في العراق منذ التأسيس ولغاية شهر شباط2024. لذلك فأن الوضع في العراق سيستمر مع الفساد ما لم يغيير الناس و في مقدمتهم الطبقة المثقفة و الأعلامية نهجهم و تعاملهم مع الفكر و المفكرين. عزيز حميد مجيد

العبادات لا يمحقنّ سرقات السياسيين :

العبادات لا يمحقنَ سرقات السياسيين شرّع الإسلام أنواعاً متعددة من العبادات، من أجل تزكية النفس البشرية وهي على نوعين عبادات قلبية: ومستقرها القلب، كالإيمان بالله وتوحيده، وحب الله ورسوله، والتوكل على الله، ورجاء رحمته، وخشية عذابه، والتفكّر في قدرة الله وعظيم صفاته… إلى غير ذلك من المعاني والأحوال القلبية التي أمر لله تعالى المؤمن أن يسعى الى تحصيلها. عبادات عملية: وتشمل أركان الإسلام، كالشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والجهاد، وسائر النوافل والتطوعات التي هي من جنس العبادات التي فرضها الإسلام، كما تشمل العبادات أيضاً: ذكر الله باللسان، كالتكبير والتسبيح والتهليل والحمد وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسائر ما يقوم به المسلم من أقوال وافعال، طاعة لله ورسوله، فكلها يجمعها معنى العبادات العملية. والعبادة بهذا المفهوم إنما تقودنا إلى أمر في غاية الأهمية ألا وهو الطاعة التامة، والانقياد الكامل للباري، على أساس أنها (غاية التذلل، ومن أجل ترسيخ هذه الغاية المقدسة في نفوس البشر)، فقد تقصّد الباري أن يُصدّرها في أعظم سورة في القران الكريم بقوله إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (الفاتحة: 5) مريداً بذلك تذكيرهم بمعنى العبودية والاستكانة له، فالمتأمل بهذه الآية يجد أن (معنى نعبد: نخضع ونذل ونعترف بربوبيتك). ولله الحمد أن معظم سياسينا وفي السلطات الثلاث يدّعون التدين وملتزمون بالعبادات، فالسلطة التشريعية جُل الأعضاء منتمين إلى أحزاب إسلامية، فمنهم دعاة وآخرون منظوون تحت خيمة حركات إسلامية، ومنهم تحت خيمة الحزب الإسلامي، وفي الجنبة التنفيذية فإن السطوة الكبيرة لمدعي الانتماء الإسلامي، ويومياً نسمع عن سرقات فاقت حدود العقول وحتى التوصيفات لهذه السرقات أصبحت من الصعوبة في مكان، فهذه سرقة القرن لأنها الأعلى رقماً وبعدها تأتي سرقات بأرقام أكبر بكثير حار الفقه السياسي والجنائي بتوصيفها، فماذا يمكن أن يطلق على هكذا سرقات بعد سرقة القرن وحقاً الله يكون في عونهم، ولا يمكن أن نستثني المنظومة القضائية بعد مؤتمر رئيس النزاهة القاضي (حيدر حنون) الذي شكك بنزاهة قاضي النزاهة السيد جعفر، وظهرت اتهامات للسيد حنون كذلك بكسب غير مشروع مستغلاً لمنصبه، وهذه الاتهامات هي الأصعب لأن القضاء هو الحامي للعملية السياسية في العراق. الجميع يعلم أن شبهات السرقات تشمل الجميع وهؤلاء معظمهم كما أسلفنا من المتدينين الذين يقيمون العبادات على أحسن وجه، فلماذا لم تمنع هذه العبادات الكم الهائل من السرقات، والسؤال كيف لا تمنع العبادات السرقات لدى السياسيين العراقيين سنة وشيعة، هل هناك كفارات للسرقة، وبالأحرى يمكن لمن يسرق أربعين مليون عراقي أن تكون له كفارة؟ ليعلم سياسيونا الكرام كل حديث عن الرسول الأكرم عن كفارة السرقة بالعبادة موضوع ولا أساس له، وكل تفسير لآية قرآنية يلمح لكفارة لمن سرق شعبه هو تفسير لا صحة له، وكل مشاركة في الشعائر الدينية لا تكفر عن سرقاتكم، فلا تلبسوا السواد على مصيبة الامام الحسين، ولا تسيروا على أقدامكم لزيارة الأئمة المعصومين وتسرقوا شعب الأمام الحسين فلن يغفر لكم. الحل الوحيد هو أن تعيدوا أموال الشعب وتتوبوا إلى الله، هو هذا الحل فلا تتعكزوا على ما ذكرناه أعلاه، واعلموا أن كل عباداتكم لا قيمة لها ولا أثر له أمام سرقاتكم لشعبكم، فإن كنتم مسلمين حقاً عليكم بإعادة هذه الأموال عسى أن تشملكم رحمة الله، اللهم أني بلغت فلا يغرنكم الشيطان ولا يغرنكم بالله الغرور وحديث الحقوق المشهور هو الدليل البيّن و الواضح على ما نقول و خلاصته هو : [الحقوق أربعة ؛ حقّ لك و عليك و فيما بينك و بين الله و فيما بينك و بين الناس , أما الحقوق الثلاثة الأولى فلا يعتد بها الله تعالى كثيراً يوم الحساب , لكن الأمتحان و الكتاب و الحساب هو على الأخيرة, فلا تقربها].