Friday, May 24, 2024

كفاكم سياسة أيها الساسة :

كفاكم سياسة ايها الساسة يكثر الحديث هذه الايام عن طريق الحرير الذي يستند الى الاتفاقية العراقية الصينية التي وقعت عام ٢٠١٨ في حكومة عادل عبد المهدي وبين طريق التنمية او القناة الجافة التي تسعى الى تنفيذها حكومة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني ، وبين توقف تنفيذ المشروع الاول والاستعداد لتنفيذ المشروع الثاني يثار السؤال: ايهما اصلح للعراق ان تبنى مصانع فيه ام ان يكون طريقا لمرور البضائع؟. لا يخفى ان الاجابة على هذا التساؤل تستوجب الوقوف عند نقطتين: الاولى – مصلحة العراق خالصة وبعيدة عن أية حسابات اخرى. الثانية – رأي اصحاب الاختصاص لا قرار السياسيين. فالعالم المادي اليوم يعتمد التنافس الاقتصادي الذي يستند الى تحقيق المكاسب على حساب الدول الصغيرة فلا صداقات دائمة بل مصالح دائمة ، فالصين مثلا لن تهب أحدا مصانع ومعامل مجانية بل تقوم بانشاء مدن صناعية عمالها من الصينين فقط اضافة الى مزايا تطوير للبنى التحتية وبضاعتها تباع وتسوق بسعر اقل بعد طرح اجور النقل والشحن ليس في داخل البلد الذي أنشئت فيه فحسب؛ بل حتى تصدر للبلدان المجاورة له مستفيدة من مزايا الاعفاءات الجمركية على البضائع التي تنتج داخل البلد مثلما يجري في بعض الدول الافريقية… لذلك عمدت اغلب الدول وبالذات الخليجية منها الى ابعادهم في المناطق الحرة الحدودية مثل ميناء جبل علي في الامارات وميناء مبارك في الكويت. إذن مشروع الاتفاقية العراقية الصينية الذي وقع ولم يدخل حيز التنفيذ ولم ينشر كان محاولة من حكومة السيد عادل عبد المهدي لانقاذ البلد الذي يعتمد الاقتصاد الربعي وتتقاذفه تداعيات تركة الحرب المكلفة جداً على داعش وانخفاض اسعار النفط في حينها. لكن العراق اليوم بأفضل حال مع ميزانية انفجارية تتجاوز ١٠٠ مليار دولار واستقرار امني وخطوات جيدة في معالجة الكثير من تركة الفترات السابقة ، ويطرح رئيس حكومته مشروع طريق التنمية الذي يربط نقل البضائع بين دول المنطقة باعتبار العراق محطة ترانزيت لمرورها ، وهذا مشروع ليس بجديد وسبقتنا اليه الكثير من الدول ، بل ان الألمان قبل اكثر من مئة عام طرحوا مشروع سكة حديد بغداد برلين لنقل المسافرين والبضائع ولولا اندلاع الحرب العالمية الاولى لدخل المشروع حيز التنفيذ الى يومنا هذا. مشكلتنا الحقيقية اليوم هي في تصدر السياسي للقضايا الاقتصادية اولا؛ وتعاطي الاعلام معها بشكل منافي للوقائع ثانيا؛ وجعل مصالح البلد العليا عرضة للمزايدات ثالثا؛ وجهل المواطن بما يجري وأين الصواب رابعا؛ بما يضر بالأداء الحكومي عامة والأحزاب والعملية السياسية خاصة. ان الحل يكمن في تصدر ذوي الاختصاص للقضايا الاقتصادية وتقرير مصير المشاريع المستقبلية التي تعود بالنفع الاكبر على العراق واجياله القادمة سواء اكان طريق الحرير او طريق التنمية او الاثنين معا ، اما دون ذلك فان اي قرار سياسي ذو بعد اقتصادي غير مدروس بعناية قد يكون له تأثير غير ايجابي ليس على الجيل الحالي بل حتى الأجيال القادمة.

إفرازات عصر ما بعد المعلومات :

إفرازات عصر ما بعد المـعلـومات : عصر ما بعد المعلومات: Post Facual Era مخاطر كبيرة وإفرازات مدمرة ستظهر قريباً في عصر ما بعد المعلومات سنشير لها, آملين ممّن بقي في وجوده شيئ من الضمير و الوجدان و الأيمان الألتفات لذلك و السعي لدرأها و ترك تعلقهم و مدحهم للحاكمين و هم يتأملون الخير منهم بينما هم السبب في محنتنا, لأنهم غير مثقفين و ركنوا للدّنبا و أموالها و زينتهاو و بآلتالي محو الصفاء و السعادة و الأمن و السلام بعبثهم و شهواتهم و ملذاتهم و موائدهم و نسائهم و هوى الرئاسة و التسلط!؟ و لم يبق إلا الذين جعلهم الله خلائف في الأرض دون غيرهم, (...فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتاً و لا يزيد الكافرين كفرهم إلا خساراً)فاطر/39. مع بدء الألفية الثالثة التي نعيش عقدها الثالث و حتى قبله؛ بدأت بوادر (عصر ما بعد المعلومات) حيث رافقه أبواق و وسائل إعلامية – عديدة و منوعة و مدعومة عبر المحطات الفضائية و الأرضية و الأليكترونية لبث و تحوير الفتن و الحروب و نشر التّلوث و الكوارث و النزاعات و غلاء الأسعار و التفكك الأسري و الأجتماعي و الاخلاقي و التحاصص و التآمر و تسلط مجموعة صغيرة من طلاب الدّنيا (الشياطين في المنظمة الأقتصادية العالمية) التي جنّدت الأحزاب و الحكومات كعملاء لتنفيذ مشاريعها عبر شبكات إعلامية بتسخير حقوق الشعوب المقهورة و منابع القدرة والمياه والطاقة لمنافعهم الشيطانية مقابل الرواتب المجزية والصفقات الحرام لهم ولمرتزقتهم و مليشياتهم التي لا تحسب سوى حساب جيوبها و رواتبها, و بسبب تشعب النفاق و لقمة الحرام و كثرة الكذب و تشويه الحقائق وكثرة الجدل و المحطات الأخبارية و الأعلامية التي تُفسّر الأحداث حسب منافعها من قبل مأجورين ماتت ضمائرهم بل مسخت تماماً و لم يعد يجرحهم سوى الحقيقة؛ لذلك ضلّ الناس طريق الحقّ و إنتشر الفساد, بحيث يصعب معرفة حقيقة حادث يقع حتى على مرآى عموم الناس نتيجة فقدان المعايير و التضليل المؤدلج من الأعلاميين المأجورين و بآلتالي جهل الناس بآلقيم و المعايير كنتيجة طبيعية لأهمالهم القراءة و المطالعة و التّفكر و إنشغالهم بتأمين لقمة خبز نتيجة صعوبة الأوضاع الأقتصادية و تسلط أبناء الحرام على مقاليد الحكم و السلطة والرواتب في معظم - أن لم أقل - كل بلاد العالم!؟ لذلك قال رسول الله(ص) : [ثلاثة مُجالستهم تُميت القلب؛ ألجلوس مع الأنذال(الحكام و الساسة و مرتزقتهم في الأحزاب و المليشيات) و الحديث مع النّساء, و الجلوس مع الأغنياء(أصحاب الأموال و الشركات و البنوك برئاسة المنظمة الأقتصادية العالمية التي تقود البنك العالمي)], و قال (ص): [إذا غضب الله على أمّة لم ينزل العذاب عليهم, غلّت أسعارها و قصّرت أعمارها، و لم تربح تجارتها، و لم تزكّ ثمارها، و لم تغزر أنهارها و حبس عنها أمطارها، وسلط عليها أشرارها] و هذا هو حال شعوبنا, بل معظم شعوب الأرض التي تحاصص الساسة قوتهم. ولهذا كله أسباب و مُقدّمات, بيّنها الرّسول الخاتم(ص), و منها قوله(ص) : [إذا كثر الزنى بعدي كثر موت الفجأة و إذا طفف المكيال أخذهم الله بالسنين والنقص، وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن، وإذا جاروا في الحكم تعاونوا على الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهود سلط الله عليهم عدوهم، وإذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعوا عند ذلك خيارهم فلا يستجاب لهم]. ملاحظة على (الزنى) الذي ورد بالمقطع : (الزنى لم يتوقف على ما هو المعروف عنه؛ بل وصل في العراق إلى زنا المحارم)!؟ و قد ورد في الحديث الشريف: [ألمرأة شرٌّ كلّها و شرّ ما فيها إنه لا بد منها], طبعاً بإستثناء المؤمنات اللواتي أقلّ من القليل!؟ لكل تلك المقدمات الخطيرة؛ دأبتُ منذ عقود؛ منذ وجودي في بلادنا المقهورة المنهوبة للكتابة عن عصرنا الخطير هذا و آلقادم بعنوان: (عصر ما بعد المعلومات)(1), إنه كتاب قيّم و دقيق في تحديد ملامح الحياة و المستقبل إستناداً لمؤشرات عديدة تمّ إستنباطها و ترجمتها فلسفيّاً من وقائع تأريخ العالم المزري و من لسان الأنبياء و الأئمة و الفلاسفة العظظام, لذا يجب على كلّ محللّ و كاتب و باحث و مؤرّخ و سياسيّ قرائته بل و التمعن فيه بوعي .. إنّهُ يختزل المسافات و الطرق و الزمكاني و الكثير من الوقت و الجهد و بيان أخطر القضايا بإسلوب يمكن حتى للأطفال دركها لمعرفة المستقبل, و [العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس], يعني لو أنّ الشعوب ونخبها مثقفة؛ لما كانت تُبتلى بما إبتليت, نتيجة النفاق و الكذب و لقمة الحرام و التّحايل على الناس من قبل السّاسة و الحُكام لسرقتهم(2) . أناشدكم يا إخوتي المؤمنين الصادقين للتصدي بأقلامكم و فكركم الكوني لتيار الفساد الذي دبّ في كل حدب و صوت و مجال : ان تتحدوا و تقاوموا الفاسدين, خصوصا و إن المرجعية الدينية ستتوالى امر الحكومة و السياسية هذه المرة , و هي الكفيلة بوجودكم لدرأ الفساد و قطع دابر المفسدين الذين فقدوا الحياء و الدين و الأنسانية و الوجدان و أصبحوا عملاء بلا خجل أو وجل لبيع البلاد و العباد, معتقدين بأنهم ينصرون الولاية و الولي منهم براء!؟ تحميل كتاب عصر ما بعد المعلومات post facual era pdf - مكتبة نور (noor-book.com) العارف الحكيم عزيز حميد مجيد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هناك ستة عصور مرّت بها البشرية بحسب الفلسفة الكونية العزيزية؛ يمكنك الأطلاع عليها في كتاب :[نظرية المعرفة الكونية]. و للوقوف أكثر على الحقيقة, إقرأ : كتاب (محنة الفكر الأنساني). (2) إن اليمين الكاذبة المتعمدة, والتي تُؤكل بها أموال الناس و حقوقهم ؛ من الكبائر و من الأسباب الموجبة لدخول النار والعياذ بالله وعلى ذلك تدلّ الأدلة من كتاب الله وسُنّة رسول الله (ص)، فمن ذلك قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ و َلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) سورة آل عمران /77 . ففي هذه الآية عقوبات لِمن يُكذّب و يحلف كاذباً مُتعمداً ، ليأكل حقوق الناس و هي : 1- لَا حَظّ له في الآخرة ولا نصيب له من رحمة الله. 2- لا يُكلمه الله سبحانه وتعالى كلام أنس ولطف, بل يمقتهُ. 3- يعرض الله عنه يوم القيامة ولا ينظر إليه بعين الرحمة. 4- لا يطهر من الأوزار والذنوب و بآلتالي لا تشمله الشفاعة. 5- يُعذبه الله عذاباً أليماً على ما ارتكب من المعاصي و ما تبع أكاذيبه من الاوزار. أن رسول الله (ص) قال: ( من حلف على يمين و هو فيها فاجر يقتطع بها مال إمرئٍ مسلم ، لقي الله وهو عليه غضبان ) رواه أبو داود وابن ماجة وهو حديث صحيح, و منها ما ثبت في الحديث ، أنّ الرسول (ص) قال : [لا يقتطع رجل حقّ امرئٍ مسلمٍ بيمينه ، إلا حرّم الله عليه الجّنة، و أوجب عليه النار ، فقال رجل من القوم: (يا رسول الله و إن كان شيئاً يسيراً) ، قال(ع) : و إن كان سواكاً من أراك)]. و آلأمرّ من ذلك , ورد في الحكمة 237 نهج البلاغة ما يقشعرّ منه الأبدان, قوله(ع) : [الحجر الغصيب في الدار رهن على خرابها], راجع تفسير نهج البلاغة لأبن أبي حديد المعتزلي! فكيف بآلدّور و القصور التي بناها السياسيون و رؤوساء الحكومات و الوزراء و المدراء و النواب و على رأسها ساسة و رؤوساء و نواب العراق و كلها بآلمال الحرام المسروق علناً و يقيناً من الفقراء و عامّة الشعب شرّعوا لها قوانين بحسب مقاسات جيوبهم!؟ ٢٣٧) نهج البلاغة.: (الحجر الغصيب في الدار رهن على خرابها و قس على ذلك؛ فإذا كان هدم بيت بسبب حجر غصيب في بنائه .. فكيف الحال إذا كان البيت كلّه غصيب و مسروق من حقّ الفقراء؛ هل يُسعد صاحبه فيه!؟