صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Sunday, April 21, 2024
ألكتابة الكونيّة النافذة :
الكتابة الكونيّة النافذة :
بقلم العارف الحكيم :
أساليب و طرق مختلفة ظهرت مع مرور الزمن لكتابة المقالات الصحفية و العلمية و غيرها من مناهج كتابة البحوث و المقالات, و تختلف تبعاً للكاتب و مدى قدرته و تفاعله مع ما يكتب, قبل تفاعل القُرّاء, و العالم لم يعد يستطيع ألأستغناء عن الكتابة حتى بعد تطور التكنولوجيا لدورها الكبير في تحقيق الأهداف و المشاريع و تحقيق التواصل الأجتماعيّ بل بوصفها (الكتابة) العالم الذي يجد المرء فيه ذاته و ضالّته و حياته، فعندما تقرأ لكاتب جيّد أو يُجيد الكتابة بصدق و واقعية، فإنك تشمّ رائحة الأمكنة والفصول والمطر والشمس والنوافذ والناس و الحقائق و كل شيئ مذكور و كأنك تعيش معهم تلك القصة و تشاركهم أحداثها .. بل تشمّ رائحة الكاتب نفسه و كأنك تعيش التفاصيل و تسمع همسات القلوب أو المعارك والخطابات و ترى الحقائق التي تقرأها وكأنها متجسدة أمامك و في أعماق وجدانك و خيالك الخصب لرسوم مجازية, لهذا قالوا ؛ [المجاز أبلغ من الحقيقة] أو [الكناية أبلغ من التصريح]، كما يمكنك لمس حنين قلوب أبطال الروايات و الموضوعات المذكورة في الكتب!
مثل هؤلاء الكتاب المتمكنين يأخذوك لعوالم لا متناهية، عبر كتاباتهم الأبداعية الشفافة الصادقة ألمُكثّفة بآلمعرفة و التي تحتاج للمطالعة و الموهبة والمهارة والدّراية و تحديد الهدف، إنها العالم الوحيد الذي يسعنا عندما تضيق بنا الدّنيا, و هنا تبرز مقدمات الفلسفة و الأصول الخاصّة المعتمدة لدى أؤلئك الكُـتّاب المتميّزيين, و التي تسبّب عادةً إنتاج نظريّات جديدة تضاف لنظريات الفلاسفة الكبار المرموقين عبر التأريخ كفلاسفة اليونان الكبار أو فلاسفة الأندلس أو الفلاسفة الذين برزوا في عصر النهضة و عصر ما بعد المعلومات أي مع الألفية الثالثة التي ختمنا فيها الفلسفة بـ [الفلسفة الكونية العزيزية] أو [ختام الفلسفة], لكنها تحتاج بآلتأكيد إلى التركيز و الإغناء و التفكر العميق و المطالعات الواسعة و معرفة أكثر من لغة لأنّ اللغة وحدها باب واسع للدخول منه إلى الثقافات الأخرى وهضمها بشكل جيّد و بآلتالي لتكون إنسان آخر يضاف لإنسانيتك الأصليّة فـ )كل لغة إنسان), ليكون حجمك بتعدّد اللغات التي تتقنها, أي بعدد الثقافات التي تحويها بوجودك!
و المُرتكز الآخر الأهم الذي يجب الإستناد إليه لتكون مُميّزاَ و مُبدعاً و مُؤثراً و جذّاباً في أوساط الناس و في مُقدّمتهم المثقفين المميزيين؛ هو رسم منهج خاص و إسلوب مميّز و أساس منطقي جديد يقترب .. ليكون قاعدة للكتابة الكونيّة النافذة, و قد بحثنا هذا الموضوع بشكل منهجيّ و فلسفيّ بليغ في كتابنا الموسوم بـ [فن الكتابة و الخطابة](1) , و الذي بمطالعته يفتح أمامك آفاقاً و متاهات في الفكر الكونيّ النافذ ؛ لكن لا تنسى بأنّ أمراء الكلام هم الأنبياء و خاتمهم(ص) ثم الصحابة والأئمة الطاهرين (ع) و من بعدهم الفلاسفة و العلماء بلا منازع حتى ظهور الأمام المهدي المنتظِر لدورنا و المُنتظَر من قبلنا.
عزيز حميد مجيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) download book the art of writing and rhetoric pdf
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment