Friday, February 14, 2025

أهمّ سبب في خراب بلادنا :

أهم سبب في خراب بلادنا: في مقالات كثيرة سابقة عرضنا أسباب محدّدة لخراب بلادنا و تخلفنا و فقرنا, و نبّهنا آلجميع لجذورها ... و ألمحنا بأن هناك سببٌ أخلاقي خفيّ قد يكون من العوامل الرئيسية في ذلك و هو : إنّ الناس بشكل عام مصابة بمرض الشك و بحالة الهزيمة النفسية و الذاتية من الداخل نتيجة ثقافة و مناهج الأحزاب و الساسة و الحكام و القضاة الذين توالوا عليهم عبر التأريخ, لهذا ترى الأجيال تتنفّر من كل مصلح حتى لو كان معصوماً و نبيّاً من الله .. و يريدون هدايتهم لله الذي هو الخير كله, وهم يظهرون معاجزهم و مناهجهم مستدلين بصدق و مائة في المائة, لكنهم يرفضون قبوله .. و إن قبلوه فيكون إستحياءاً أو تظاهراً فقط لا حقيقة له في واقع نفوسهم و عقولهم و حياتهم بسبب التراكم السلبي من المواقف المشينة التي صادفها ممّن ذكرناهم أو إنتقلت إليهم عن طريق الجينات! لذلك على طول التأريخ؛ نرى إن أصحاب الحق قليلون مقابل الأمم, لذا يتحملون الوان المصائب و الغربة و الجوع و كما تحدثنا عن ذلك في كتابنا الموسوم بـ: [القلة مقابل الأمة]. ألعلماء والأساتذة خصوصاً المختصين منهم في الجامعات و المستشفيات و حتى في السياسة و الأقتصاد و الحكم؛ حين تسألهم سؤآلاً هنا في كندا و الغرب مثلاً .. حتى حول إختصاصه الذي مارسه و برع فيه و أثبت نجاحه؛ فأنه لا يجيبك على الفور أو كيفما كان ليظهر نفسه كعالم و عارف ...!؟ إنما يتفكر مليّاً و ربما لدقائق يصمت و يتأمّل بآلعمق و هو محني الرأس ليعطيك بعدها جواباً لا يمكن أن يكون خطأً و بعضهم لا يجيبك رغم علمه و معرفته .. بينما في بلادنا يجيبك على الفور كيفما كان, حتى لو لم يكن مختصّاً أو يعرف جذور و حقيقة و عين الجواب للسؤآل المطروح .. و بآلمقابل أيضاً .. نادراً ما تشهدهم يسألون في بلادنا .. معتقدين بأنّ السؤآل دلالة على جهل آلسائل أو هكذا يفكرون للأسف, لهذا قلّما تجد مَنْ يسأل .. بينما أي سؤآل في مجالات العلم و المعرفة لا يُطرح إلا مِمّن يمتلك جبالاً من المعلومات و الكثير من المعارف, لأن السؤآل لا يأتي من فراغ! و لذلك لا تعتقد و لا تتأمّل بأنّ بلادنا مع هذا الجهل و الغرور خصوصاً من الساسة و أعضاء حكوماتها و ساستها و أحزابها المختلفة؛ قد ينجحون يوماً أو يبنون أو يحققون بناء دولة محترمة تحصّن كرامة الناس و تسعادتهم يوماً حتى لو حكم أحدهم سنة أو 10 سنوات أو حتى نصف قرن, بل إضافة لذلك تراهم يهدرون أموال و طاقات الناس نتيجة غبائهم و جهلهم و كأن البلد مختبر, و التجارب تشهد و الله .. و فوق كل ذلك؛ لا يتنازل ولا يترك الحكم, و لو تركه .. أو بتعبير أدق يتركهُ الحكم! و لا يترك الكرسي إلا بعد الموت أو بعد أنهار من الدماء, و بعد ما يمتلأ جيوبه و مرتزقته بآلمال الحرام خصوصا المدعين منهم .. فيتركه مع ذيل و قائمة طويلة من الخراب و الفساد و التدمير و نهب الأموال, و هذا ما هو الواقع في بلادنا و في عراق الجهل و المصائب للأسف. و المشكلة أنه و بدل أن يتفكّر و يتأمّل الشعب من بعدهم في تلك الأهانات و الكوارث و المحن و العبوديات التي جرت عليهم ليجد لها الحل على الأقل؛ نراهم يستمّرون بآلتصفيق و الرقص و التأئيد الأعمى, لأجل منصب أو راتب حرام .. و لذلك ستستمرّ مآسينا و محنتنا و الفوارق الطبقية و الحقوقية, خصوصا لو كان الأعلاميون مطبعين مع السلطات و كذا مدّعي الدِّين لمصالح شخصية و آنية و المشتكى لله. العارف الحكيم