Friday, November 22, 2024

الأسلام بنظر الأمام الراحل :

مضمون الاسلام عند السيد الخميني سامي جواد كاظم يتحدث الاعلامي والمحلل ناصر قنديل عن حدث سنة 2008 يقول : في تلك السنة ارسلت امريكا مجموعة عروض لايران عن طريق سلطنة عمان سلموها للشيخ رفسنجاني كان في حينها مرشح للرئاسة وعرضها رفسنجاني على السيد الخامنئي وهي ان امريكا ليس لديها اي اعتراض ان صنعتم نووي وانتم شركاؤنا في العراق وافغانستان ، نرفع الحصار وقوموا بما شئتم في بلدكم من اعمار وصناعات ، تصدير نفط ، لا تقيموا اي علاقات مع الكيان الصهيوني ، لتبقى خطاباتكم دعما لفلسطين كما تريدون ، امريكا تريد شيء واحد هو عدم دعم المقاومة ضد الكيان . اجاب السيد الخامنئي ، هل تعتقد العرض الامريكي نابع من قوتنا ام من اخلاقهم ؟ قال :بل من قوتنا ، قال السيد وعليه لو زادت قوتنا ستزداد التنازلات ، هذا امر والامر الاخر اننا بلد فيه 57 عرق وطائفة يجمعنا كلنا الاسلام ، وقال السيد الخميني عن الاسلام حتى يكون عملي يجب ان تنفذ مضامينه من نصرة الحق ومحاربة الاضطهاد ودفع الظلم والدفاع عن المقدسات ، وهذا يتمثل في فلسطين لان فلسطين القاسم المشترك لكل المسلمين اي توحيد المسلمين من خلال فلسطين ، وعليه تمسكنا بها لهذا الهدف ، وان طالت المعركة اي البقاء في ساحة الصراع يعطي لايران قوة .(طبعا هذا ليس بالنص لكن كمضمون هو ماجاء في الكلام) هنا مشكلتنا مع المتطفلين والمتصيدين بالماء العكر فما ان راى شخص متلبس بالدين يتصرف تصرفات غير صحيحة حتى نعتوا الاسلام بهذه التصرفات السلبية ، والان كل العالم وخصوصا الاسلامي يرى حفلات الرقص والعري في السعودية ويرى بعض المشايخ الذين بالامس يحثون الشباب على الجهاد في العراق وسوريا اليوم يتحدثون عن جواز وصحة الغناء والرقص ، وهنا يعلم العقلاء ان هذا لا يمثل الاسلام وليس من مضامين الاسلام . يعلم الامريكان والكيان ان مسالة العداء لايران مسالة عقائدية ، وان الحكام العملاء لهم مهمتهم الاساس هي هدم قيم الاسلام بالرغم من انضمامهم لمؤتمر التعاون الاسلامي فهذا ليس من مضامين الاسلام التي ذكرها السيد الخميني ، نعم ما قيمة الشيء الذي تؤمن به ولا تترجمه في حياتك فقول لا اله الا الله محمد رسول الله يمنحك هوية اسلامية لكن ليس مسلم صحيح الالتزام . الكلام اصبح اليوم سلعة رخيصة وفي نفس سلة الكلام تجد عبارات متناقضة ويعتبرها البلهاء قمة في العدالة والثقافة وـ العلمانية ـ وبالمناسبة دعاة العلمانية ماهي الدولة العلمانية التي يقتدون بها بعد اعمال الكيان واخر ما صدر عن المحكمة الدولية بحق مجرمي الحرب ـ؟ من ضمن سلة الكلام المتناقض والاستهتار العجيب ، طبعا بداية ليعلم الجميع عندما يكون المفاوض او الوسيط لايقاف الحرب مع لبنان من جهة الكيان ليعلم ان الكيان في اسوء حالاته ، نعود للكلام المتناقض على ارض الواقع وبكل وقاحة شرط من شروط وقف اطلاق النار ان يسمح لطيران الكيان العبث باجواء لبنان ، اي شرط هذا يريدون حزب الله الموافقة عليه وحزب الله من صميم الاسلام الذي ينادي ونادى به السيد الخميني بان يكون له اثر على واقعنا ، اي ان مضامين الاسلام تتجلى في افعال حزب الله ، هذا اولا ، وثانيا لا اعلم هل استهتار واختراق الكيان وقصف من الاجواء السورية والعراقية لكلا البلدين جاء باتفاق مع الكيان ؟ طبعا الاردن ومصر اخوان للكيان غير مشمولين بالكلام ومضامين الاسلام اليوم يتحدثون عن نية الكيان ضرب العراق حتى ان الامارات اوقفت رحلاتها الجوية الى بغداد ، وهنا اقول هل سيكون اعتداؤهم هذا ابعاد المقاومة العراقية عن مضامين الاسلام ؟ ان قلتم نعم فاقول هل هذا اول اعتداء على العراق ؟ وان قلتم كلا اذاً لماذا تقومون بهذا الاعتداء ؟ انا اجيب لماذا ، وهل للكيان اعمال غير الاعتداء على دول المنطقة ؟ اليست هي من تتحصن بملاجئ وخلف جدران بسبب جرائمها ؟ طبعا بخصوص مذكرة الاعتقال بحقهم التي اصدرها كريم خان مسلم جنسيته بريطانية ، صدرت الان بعد ان خسر حزب المحافظين الداعم للكيان وفوز حزب العمال الذي صرح رئيسه بانه سوف لايمنع او يتحفظ على ادلة اجرام الكيان وهذا يساعد على صدور هذه المذكرة وبما ان المدعي العام بريطاني فان الامريكان يبحثون عن وسيلة للانتقام من المدعي العام حتى ولو بتلفيق افلام كاذبة جنسية لفضحه .

القضية المهدوية :

القضية المهدوية يتحتم علينا نحن المسلمين و بآلأخص الشيعة أن نولي اهتماماً كبيراً بالقضية المهدوية (الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف) في الفكر الشيعي, فهذه القضية تمثل عمق بل أساس العقيدة الأسلامية لخلاص الناس 1. التعريف بالقضية المهدوية: اعلينا تقديم شروحات تفصيلية حول العقيدة المهدوية وأهميتها في الفكر الإسلامي الشيعي, يوضح أن الإيمان بالإمام المهدي يمثل أملاً للعدل الإلهي وتحقيق الحاكمية الإلهية على الأرض. 2. الربط بين الأحداث المعاصرة والظهور المهدوي: طرح المحاضرات و الخب و إيثار النقاشاتو التتحليلات للربط بين الأحداث السياسية والاجتماعية الحالية, والعلامات التي وردت عن ظهور الإمام المهدي, ويحذر من التأويل الخاطئ للأحداث, ويركز على ضرورة التمييز بين العلامات القطعية وغير القطعية للظهور. 3. نشر الفكر المهدوي: علينا أن نركز على تعزيز الإيمان بالقضية المهدوية, في قلوب الناس من خلال الاعلام و الوسائل المتيسرة, والتمهيد إلى الاستعداد للظهور من خلال الالتزام الديني، الأخلاقي، والسياسي. 4. التأليف والإرشاد: ألّعلينا القيام بنشر المقالات و الكتب الخاصة بهذه القضية. 5. التصدي للشبهات: الرد على الشبهات التي تثار حول القضية المهدوية, و بيان أهمية عدم الانجرار خلف الادعاءات الباطلة أو الشخصيات التي تدعي الارتباط بالإمام المهدي دون دليل. 6. الاستعداد الفردي والمجتمعي: التشديد على أهمية دور الفرد والمجتمع في التهيئة لظهور الإمام المهد, و الدعوة إلى بناء مجتمع قائم على العدالة، الوحدة، والإيمان كجزء من الانتظار الإيجابي للإمام. التوعية الميدانية بالقضية المهدوية، بآلقيام بدور فاعل في نشر الوعي والإرشاد بين المجتمع, و؛ : 1. إلقاء المحاضرات والخطب التركيز بشكل خاص على قضية الإمام المهدي (عج) في المناسبات المختلفة. إلقاء محاضرات في المراكز والمنتديات تهدف إلى توعية الناس حول علامات الظهور ودورهم كمنتظرين في بناء مجتمع صالح. 2. تنظيم الملتقيات والندوات: تنظيم وإقامة ملتقيات ثقافية ودينية تتناول القضية المهدوية, هذه الندوات تجمع مختلف فئات المجتمع بهدف الحوار والنقاش حول العقيدة المهدوية وأهميتها في الإسلام. 3. العمل في المساجد والحسينيات: ايصال رسالة القضية المهدوية إلى الناس في القرى والمدن, يولي اهتماماً خاصاً لنشر المعرفة الصحيحة عن الإمام المهدي, بعيداً عن الشبهات والمغالطات. 4. إعداد البرامج الإعلامية: المساهمة في إعداد برامج تلفزيونية وإذاعية, بتسلط الضوء على الموضوع المهدوي، مما ساعد في وصول هذه المفاهيم إلى جمهور أوسع. يحرص على استخدام لغة تجمع بين البساطة والعمق لتوصيل الفكرة بشكل سلس. 5. مواجهة الفكر المنحرف: ألتصدي للأفكار المنحرفة والمغلوطة, التي تحاول استغلال القضية المهدوية لتحقيق أهداف خاصة. الدعوة إلى ضرورة تمييز العلامات الصحيحة للظهور عن الادعاءات الكاذبة. 6. تأهيل الكوادر المهدوية: علينا إعداد كوادر دينية وشبابية, تهتم بالتوعية المهدوية وتنشر هذه الرسالة في المجتمع. التركيز على بناء وعي فكري وثقافي لدى الشباب, ليكونوا قادرين على المساهمة في نشر العقيدة المهدوية. 7. تقديم النصائح العملية للمنتظرين: التأكيد على أن الانتظار, ليس مجرد حالة سلبية، بل يتطلب العمل، الالتزام الديني، والتفاعل مع قضايا المجتمع. يدعو الناس إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية كجزء من الاستعداد لظهور الإمام. تأثيره: ترسيخ الوعي المهدوي بين فئات واسعة من الشعب العراقي, ألهمت هذه الأنشطة العديد من الأشخاص للاهتمام بالقضية المهدوية والعمل على نشرها بشكل معتدل ومتوازن.

خطر الليبرالية في التعليم العراقي :

احذروا خطر النهج الليبرالي في قطاع التعليم في العراق ان ليبرالية التعليم ولجميع مراحله الدراسية يعني نهاية ودمار التعليم ولجميع مراحله الدراسية في العراق وان الهدف الرئيس للقطاع الخاص الراسمالي المافيوي في التعليم ولجميع مراحله الدراسية هو الربح وتعظيمه وليس تطوير قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية. ناهيك عن تنامي معدلات البطالة وسط الخريجين ان القطاع الخاص الراسمالي في قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية اصبح دوره ومكانته تفوق قطاع الدولة في ميدان التعليم ،انه قطاع من حيث المبدء والجوهر يخرج طلبة اميين واشباه اميين لان الطالب ينجح وبدون رسوب…لانه يدفع المال من اجل الحصول على الشهادة. ان خطر الليبرالية في التعليم ولجميع مراحله الدراسية يعني تكريس التخلف وتشوية تركيبة المجتمع الطبقي في العراق لان هؤلاء الطلبة والطالبات والغالبية العظمى منهم لم يحصلوا على العلم والتعليم السليم خلال فترة الدراسة بل هم يعتبرون فترة الدراسة للراحة وتغيير المزاج والاجواء…. ان النهج الليبرالي في قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية قد حول العلم إلى سلعة تباع وتشترى وبثمن بخس اضافة إلى ذلك تفشي فيروس الشهادات المزورة.،وخاصة للشهادات العليا الماجستير والدكتوراة وان سوق مريدي داخل وخارج العراق تعمل بشكل كبير… وهؤلاء هم من يتحكمون في السلطة لانهم اصحاب الشهادات العليا ؟ والغالبية العظمى من هؤلاء من ،اعضاء،اصدقاء، ..،الاحزاب الحاكمة في البلد وتفيد التقديرات ان الشهادات العليا الماجستير والدكتوراة المزورة قد تجاوزت اكثر من 40 الف شهادة مزورة والجميع يعرف المصدر الرئيس للتزوير من دول عربية ودول اقليمية… ومعروف ان الحصول على الشهادة العليا البكلوريوس والماجستير والدكتوراة له طابع مادي واجتماعي بالدرجة الأولي من اجل سد الفراغ في السلطة لان الغالبية العظمى منهم من المكونات الطائفية الثلاثة لقد اثبت الواقع الموضوعي الملموس بان نهج التبعيث في العراق في حكم النظام السابق قد خرب التعليم ولجميع مراحله الدراسية وكان هذا النهج يحمل طابعا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وايديولوجيا….واليوم فان قادة نظام المحاصصة الحاكم قد اتبعوا نهج اسلمة التعليم ولجميع مراحله الدراسية والنتائج واضحة للجميع وهي كارثية ومدمرة للمجتمع العراقي وان نهج التبعيث ونهج اسلمة التعليم من حيث المبدا والجوهر هو واحد الاختلاف فقط في الشكل. نعتقد ،ان الحل الوحيد والجذري لمعالجة مشاكل التعليم ولجميع مراحله الدراسية يكمن في التخلي عن نهج اسلمة التعليم ولجميع مراحله الدراسية وكذلك تعزيز دور ومكانة الدولة في هذا القطاع الهام والحيوي والعمل على تقليص دور ومكانة القطاع الخاص الراسمالي في هذا القطاع الهام وفق خطة استراتيحية واضحة المعالم والاهداف ،لان خراب ودمار قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية يعني خراب ودمار المجتمع العراقي وفي جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاخلاقية…. معروف ان الاوليغارشبة الحاكمة وحاشيتها اليوم قد توجهت نحو قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية وكذلك نحو قطاع السكن…لان هذه القطاعات تضمن الارباح الخيالية للطغمة المالية الحاكمة وحاشيتها في المجتمع العراقي بالمقابل يلاحظ تدمير وتخريب منظم لقطاع الصناعي والزراعي وقطاع الخدمات…. احذروا خطر النهج الليبرالي في قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية. احذروا خطر دور ومكانة القطاع الخاص الراسمالي في قطاع التعليم لان الهدف الرئيس له هو الربح وتعظيمه وليس تطوير قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية وهذا النهج الخطير قد حول العلم إلى سلعة تباع وتشترى وبثمن بخس…

غسيل الأموال الأليكتروني :

غسيل الاموال الالكتروني التطور المتسارع في التكنولوجيا المالية والعملات الرقمية والتطبيقات المصرفية الالكترونية اتاح للمجرمين فرصا جديدة لتمويه اصولهم غير المشروعة ومع ان هذة التقنيات الحديثة توفر سهولة وسرعة غي التعاملات المالية فانها تشكل تحديات كثيرة امام السلطات المختصة وتعتبر جرائم غسيل الاموال عبر الوسائل الالكترونية وتعد شبكة الانترنت المجال الخصب لمحترفي الجريمة الالكترونية حيث تعمد عصابات الاجرام المعلوماتي الى استخدام هذه الوسيلة للقيام بمختلف الجريمة من خلال مجموعة من العمليات المعقدة و المستمرة الهادفة لتحويل الاموال التي تم الحصول عليها بطرق غير مشروعة باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة (البنوك الالكترونية ، النقود الالكترونية ، التجارة الالكترونية )وبخصوص علاقة التجارة الالكترونية بعمليات غسيل الاموال فهي علاقة وثيقة حيث استخدام النقود الالكترونية وجميع وسائل الدفع الالكترونية المستخدمة في التبادل التجاري كما توفر العاب الكومبيوتر على الانترنت طريقة سهلة للمجرمين لغسل الاموال وممارسة القمار عبر الانترنت وتزايد دور المصارف وبخاصة بنوك الانترنت في عمليات غسيل الاموال عبر الوسائل الالكترونية وعدم خضوعها لنظام رقابي مركزي و تعاظم دور النقود الالكترونية في تسهيل عمليات غسيل الاموال نظرا لطبيعة التعاملات الالكترونية التي تتأثر بالتقنيات الحديثة وكذلك ما تتميز به هذه النقود من ميزات تجعلها اداة ميسرة في اطار ارتكاب هذة الجريمة فهي تمتاز بسهولة التحويل واخفاءهوية الاطراف وتسهيل عمليات الايداع وينبغي السعي لإيجاد الية تلزم المصارف بأنشاء فرق متخصصة لمكافحة غسيل الاموال الالكتروني واتخاذ الاجراءات القانونية بحق الافراد والمؤسسات التي يثبت تورطها في عمليات غسيل الاموال عبر الوسائل الالكترونية

هل حقا نحن شعب فاسد !؟

هل حقا نحن شعب فاسد ؟ الجزء الاول تطرق استاذ هشام عقراوي في مقال نشره في موقعه ( صوت كوردستان ) على قضية حساسة ومهمة جدا , القليل من افراد شعبنا يعترف بها كجزء من سلوكياته,حيث اشار الى اظهار افراد الشعب نزواتهم واطماعهم غير المستحقة امام الاحزاب والمسؤولين معتبرا ذلك ( أن الشعب أو بالاحرى غالبية الشعب يحب الفساد ) . لقد فتح الاخ هشام عقراوي في مقالته ( “ترويض الشعب”.. بدلا من أن يفرض الشعب النزاهة على الحكومة و الاحزاب، علمت الحكومة الشعب على الفساد.. ) مشكورا الباب على مصراعيه لمناقشة هذا الامر الحيوي في حياة شعبنا لما له من تأثير كبير على ما يجري الان على الساحة الكوردستانية من كل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية . ولالقاء المزيد من الضوء على هذا الموضوع تناولنا ذلك في هذا المقال يتجه الكاتب الى شبه تبرئة للحكومة والاحزاب بالمسؤولية عن الفساد وان الشعب يشارك مشاركة فعالة في تحمل اعباء هذا الفساد , وقد يتغلب على الحكومة في بعض مفاصل الفساد. لاول وهلة يبدو لنا ان وجود بعض الدلائل تدفعنا فعلا للاقتناع اننا شعب فاسد مثل • بروز اشخاص وهم يملكون الملايين من الدولارات , ولم يكن يملكون قوت عيشهم قبل فترة قصيرة • انتشار المزارع الفارهة والقصور الفخمة التي تستنزف اموالا طائلة في بنائها لا يمكن ان تكون هذه الاموال قد اتت بعرق الجبين وخلال فترة قصيرة فالاموال التي يتم الحصول عليها بالكد والتعب لا تصرف بهذه الطريقة . • شكوى وانتقاد غالبية افراد الشعب من الاحزاب الحاكمة باعتبارها احزاب فاسدة تستولي على اموال هذا الشعب ببيع موارده , ثم عند الانتخابات يمنحون اصواتهم لنفس الاحزاب • الحرية الواسعة الممنوحة للمرأة بصورة غير طبيعية في مجتمع لا زال مرتبطا ارتباطا وثيقا بأعراف الاقطاع والاغواتية وال ( مفتي ) الذين يملكون معظم اراضي كوردستان • انتشار الرذيلة بسرعة كبيرة في نفس هذا المجتمع نتيجة هذه الحرية غير الطبيعية لكل افراد العائلة , بالاضافة الى اتساع نطاق استخدام المخدرات امام عدم جدية الحكومة في محاربتها . كل ذلك وغيرها الكثير هل تعني ان الشعب فاسد حقا ؟ كل فرد وكل انسان يطمح بالحصول على مكاسب يمكن الوصول اليها بطريقة سهلة وبالاخص المكاسب التي تأتي بصورة مجانية ,وهي حالة عامة موجودة لدى كل شعوب الارض , فعلى مواقع التواصل الاجتماعي , نرى اعلانات ودعايات عن مكاسب وهمية غير موجودة توجه للقراء من اجل خداعهم وجرهم للوقوع في شباكهم وذلك لعلم اصحاب تلك الاعلانات بوجود هذه الطباع لدى كل فرد في هذا العالم , وهكذا ايضا عندما يتوجه المسؤول الحزبي او الحكومي عندنا الى اعطاء وعود للمواطنين بمنحهم الاموال ( دون مقابل يذكر) , فمن حق المواطن تقديم طلباتهم الى هؤلاء المسؤولين لغرض الحصول على قطع اراض او اموال او مساعدتهم على توفير العلاج الطبي سواء داخل الوطن او تسفيرهم الى المستشفيات الخارجية , وبهذه الوعود وعن طريق تقديم الاموال كسب الكثير من المرشحين اصوات المواطنين . وقد انفق احد المرشحين اموالا طائلة جدا على حملته حتى برزت بعض التساؤلات من اين له هذه الاموال التي تصرف دون ( وجع قلب ) . وعندما يرى اي شخص ان الطريق سالكة امامه للحصول على مكسب معين , وان الحصول عليه ليس من باب الفساد بل قد يظن ان ذلك حق من حقوقه لانه يعتقد : 1 – انه قد خدم هذا البلد وان على البلد والحكومة وبقية افراد الشعب مكافأته 2 – او كما قال الاستاذ هشام عقراوي انه من باب الشطارة فالغلبة مطلوبة كمنافسة شريفة بين الافراد 3 – كذلك هو يشاهد الكثيرين غيره يتحصلون على هذه المنافع بسهولة , وان القانون لا يعاقبه بل القانون نفسه يكون سندا له , لذا من حق هذا الشخص هنا ان يسلك هذه الطرق السهلة التي لا تتعارض مع ( قوانين حكومتنا او احزابنا ) ولنضرب امثلة على ذلك : قدم بعض المهندسين القلائل طلبا الى محافظ سابق لدهوك للحصول على قطع اراض سكنية , بعد ملاحظتهم ان احد زملائهم ( خدم كبيشمركة سابق ) تمكن من الحصول على اعداد كبيرة من الاراضي لانه يعرف المحافظ . يستلمها ثم يبيعها , حيث كان هذا الزميل البيشمركة مقتنعا تماما اولا : بان من حقه الحصول على منافع من بلده لانه كان بيشمركة سابق خدم البلد . ثانيا : بما انه سيتمكن بسهولة من الحصول على هذه الاراضي دون عناء , فلم لا ؟ ثالثا : لا يتعارض ذلك مع القانون لان المحافظ الذي يمثل القانون هو الذي يمنحه اياها رابعا: المهندسين الذين قدموا الطلب لم يفكروا ان ذلك يدخل في باب الفساد لان الكثيرين من الافراد يستطيعون ان ينالوا هذه الاراضي بمجرد ان يتمكنوا من زيارة المحافظ وتقديم طلب ( عريضة ) وهذا ما تهيأ لهؤلاء المهندسين ولبقية الموظفين في حينه باعتبارها حالة طبيعية . مثال اخر : دخلنا في نقاش مع احد الزملاء الاخرين المعروف عنه تمسكه الشديد باداء فرائض الدين , عن الحقوق والواجبات تجاه الدولة حيث تبين ما يلي : 1 – ليس هناك ما ندعوه بالحرام والحلال ( حسبما نعرفه في شرعنا الاسلامي ) واذا سنحت الفرصة للحصول على اية مغانم من الدولة فمن حق الشخص نيلها حتى لو كنا نعتبرها نحن في العرف الدارج بانه سرقة لاموال دولتنا. 2 – سلوك كل الطرق لنيل المكاسب حتى لو كانت مخالفة للقانون طالما ان ذلك يخدمه هو وعائلته فمن حقه الحصول عليها لان عائلته جزء من هذا الشعب . 3 – لازال هذا الزميل من اكثر الموظفين نجاحا في العمل ( برؤيتنا نحن ) واكثرهم خدمة لعائلته من حيث الوصول الى الاهداف المطلوبة لهذه العائلة . واقلهم تعبا لانه يعرف تماما من اين تؤكل الكتف ولكن : هل يتمكن الجميع من الحصول على هذه المكاسب ؟ هل يريد الجميع ان ينالوا ذلك حتى لو علموا بانها تتعارض مع الشرع اوالقانون ؟ زميل آخر لا يتقبل نيل اي مكسب اذا كان الحصول عليه ليس من حقه , فكثيرا ما دخل هذا الزميل في جدال عميق مع ( الفاسدين ) لانهم يعتبرونه ولا زالوا لحد هذه اللحظة بانه يشكل عقبة في مسيرة العمل نتيجة لتشدده وارتباطه العميق بتنفيذ العمل بصورة حرفية ودقيقة دون مرونة , لذا يبقى هذا الزميل بعيدا عن تولي المسؤوليات , لان المسؤول الاعلى منه حاليا يريد من المسؤولين الادنى تطبيق تعليماته هو وليس قوانين العمل , يريده ان يكون خاضعا لما يأمر به هو واعضاء الاحزاب الحاكمة , لا ان يخضع لنظام العمل , وهكذا لن يتولى امثال زميلنا المخلص اي منصب او عمل , هذا العمل الذي لا يرقى الى اي مقياس عالمي بل يسير وفق اهواء هؤلاء الفاسدين . لذا نرى تراجع نوعية هذا العمل وازدياد الشكوى والتذمر من الانظمة المعمول بها , علما ان هذا الزميل لا ينقصه اي شرط لتسلم احدى المسؤوليات من حيث الشهادة والاخلاص في العمل والالتزام بالدوام . امثال هذا الزميل المخلص في عمله كثيرون في المجتمع , وامثال ذلك الفاسد الذي لا يتوانى عن سرقة كل اموال الدولة اذا ما سنحت له الفرصة ايضا منتشرون في المجتمع , وكذلك الزميل الذي خدم ايام النضال السلبي لازال البعض مثله موجودا . والقانون هو الذي يوفر الفرصة امام المخلص في عمله ليوليه المسؤولية ولن يسمح لمن كان حزبيا فقط لتولي المسؤولية على حساب الاخلاص في العمل , كذلك فان القانون يوضع من قبل الدولة لكي يخدم كل شرائح المجتمع حسب ما يقدمه وما قدمه من منافع لبلاده كالبيشمركة الذي كان يعرف المحافظ , واذا انعدم القانون وحلت محله المصالح الحزبية فقط فسنرى اضطرابا في النظام الذي يتحكم في المجتمع. ايضا علينا ان لا ننسى بأن الحالة الشاذة هي التي تبرز للعيان وتنتشر ويتداولها الاخرون لانها حالة غير طبيعية , حيث نسمع كثيرا عن الاشخاص الذين استحصلوا على اراض بغير استحقاق , او اغتنوا بسرعة غير طبيعية لانهم يستغلون القانون لمصالحهم الشخصية , او اصبح احد الافراد مسؤولا على غير العادة دون بقية زملائه المستحقين لانه ينتمي الى احد الاحزاب , هذه الحالات تنتشر وتصبح على لسان افراد الشعب لانها حالات لا تظهر بصورة طبيعية وليست صحيحة. اما اذا تولى احدهم منصبا بجدارة وباستحقاق وبالتدريج نتيجة المثابرة في عمله واخلاصه فلن يكون غريبا عن السياق العام ولن يكون معروفا بانه تسلق السلالم غير العادية , كذلك عندما يتم توزيع الاراضي على مستحقيها فلن يبرز في هذه العملية شخص دون آخر الا اذا لم يكن ضمن المستحقين. لذا فان اخبار الفساد والفاسدين تطغى على الاخبار الروتينية الطبيعية , فيتهيأ لنا ان الصحيح لم يعد متوفرا وان النقيض قد استولى على الساحة . وللحديث بقية

الثقافة الحديثة و تأثيرها السلبي :

شبابنا والثقافة الحديثة ـ ثقافة تربية الابناء شبابنا والثقافة الحديثة ـ ثقافة تربية الابناء (*) د. رضا العطار عندما نجد في عائلة واحدة خمسة او ستة اطفال , يتفاوتون في الذكاء و يختلفون في المزاج , نبدي استغرابنا لآختلافهم هذا مع انهم اخوة يعيشون في بيت واحد ولهم كفايات وراثية واحدة. ولكننا عند التحقق نجد انهم لا يختلفون في الصفات الوراثية طبقا لقوانين مندل في الوراثة. ثم ان الوسط العائلي ليس واحدا كما نتصور. فالابن البكر يحظى بعناية الابوين وحبهما قبل ميلاده شوقا اليه، لا يصادف مثله سائر اخوته، والاغلب ان تدليله يؤدي الى فساده في المستقبل, حتى ان الاوربين يؤلفون الكتب في الاصول التي يجب ان تتبع في تربية – الابن البكر – خاصة. ثم لم يختلف الاطفال من حيث ان احدهم قد يكون وسيما والاخر دميما. فيحب الاول ويكره الثاني على الرغم من المحاولة النزيهة من الابوين في المعاملة السوية. وقد تكون هناك طفلة وحيدة بين اربعة اطفال ذكور, فتحب لانها وحيدة. وقد يعامل الابن الاصغر بالتدليل الذي كان يعامل به الابن الاكبر. ثم قد يموت الاب او الام, فيعيش الطفل يتيما مع امه او ابيه فقط , او مع زوجة الاب او زوج الام. وفي كل هذه الحالات يتغير الوسط ويختلف بين طفل واخر من الاخوة, وتتغير الاخلاق وتختلف ايضا. وخاصة في السنين الخمسة الاولى من العمر . وقد يدلل احد الاطفال لان ابويه يقصران عنايتهما عليه لآنه وحيد. ثم يأتي اخر اجمل منه او مثله فيخرج الاول عن مكانه بعد ان يكون قد اتخذ اسلوبا افضي عليه بتدليل سابق من ابويه، وهو مطالب عندئذ من ابويه بان يتغير ولكنه لا يستطيع. عندئذ يصطدم بأبويه وبأخيه الجديد وهو يقاوم باسلوب الاطفال, اي يعاند او يشاغب او يمرض او حتى يبول في فراشه كي يجذب اهتمام امه اليه، بعد ان اهملته والتفتت الى اخيه الاخر. ثم ترسخ هذه العادات فيه عندما يشب, لانه يحس انه مظلوم وانه لا يجد العناية التي يستحقها من الدنيا مثلما لم يجدها من ابويه, وانه سوف يعامل المجتمع كما كان يعامل ابويه. وقد تظهر عنده ردود فعل سلبية تجاه معاشريه عندما يدخل معترك الحياة. واحيانا تكره الام احد اولادها او بناتها, لان الطفل قد اتى وهو غير مطلوب، حين لا تجدي الموانع للحمل او حين تكون قد اهملت الام في اتخاذها. فالطفل الجديد عبء اقتصادي مكروه، خاصة لو كانت العائلة تعاني من ضائقة مالية . او هو قد يكون دميما او هو قد يجد نفسه منذ السنة الاولى مع زوجة الاب الغريبة, لان امه ماتت او طلقت. وفي مثل هذه الحالات يكره الطفل ممن حوله بدرجات مختلفة, بل احيانا يضطهد ويقاوم هذه الكراهية باساليب الاطفال ايضا. فيعمد الى المكر و المراوغة او الاضراب عن الدرس او الاحتجاز. لانه يجد الانفراد لنفسه احسن من الاختلاط بوسط كله كراهية. ثم ترسخ هذه العادة عند الطفل ويعيش على هذا المنوال، راضيا بالضعة والهزيمة. هناك شئ نستطيع ان نسميه الفراسة السيكولوجية ذلك اننا حينما نتأمل الرجل في الخمسين نعرف فيما لو كان مدللا او مضطهدا في طفولته. وهل عاش مع زوجة ابيه مهملا مكروها ام مع أم تحبه وترعاه ؟, كما انه من السهل ان نعلل سبب المشاكسة و الوقاحة او احيانا البراعة والتفوق اللذان يظهران بعلة مركب نقص. وكثير من الناس يسهل عليهم تعليل بعض الاخلاق بنوع التربية. ونعني هنا بالتربية اي القدوة التي يجدها الطفل في ابويه. الى جانب عملية الضبط عن طريق الزجر و الاغراء و من التدريب على اتخاذ سلوك نفسي معين قبل السلوك الاجتماعي لان الاول اثبت, اذ هو يحدث في النفس ما يضارع الغرائز الطبيعية , كالتفائل والشجاعة او التشائم وكراهة بعض الاطعمة ومدى تقبله للعقائد الدينية. فتمرين الطفل على عادات حميدة تساعده في تكوين اخلاق شخصيته و سلوكه النفسي . لذك يجب ان نعوده ونشجعه دوما على الاعمال التي تقوده الى النجاح في شتى شؤون الحياة. ولا ننسى التأثير السلبي للعقوبة على تربية الطفل. هل يجوز لنا ان نضرب الطفل ؟ الصحيح اننا نستطيع ان نستعمل معه هذا الاسلوب لنمنعه من ان يضرب اخوته او ان يلعب في التراب ولكننا لا نستطيع ان نضربه لأنه لم يقرأ درسه. فالطفل ينزجر من العقوبة. وقد تحدث عنده اضطرابا نفسيا. اما مركب النقص وتأثيره عند الاطفال يتعلق بنوع العاهة وموقعها, فاذا كان بارزا كحدبة الظهر او العور في العين او عرج في الساق, احتاج الى عناية كبيرة. والمستحسن ان يستشار طبيب في هذه المسئلة. اما اذا كان دون ذلك فلا يستحق القلق . كما انه من الافضل ان تتعدد الاهتمامات عند الطفل وان تكون له هواية او هوايات يتعلق بها وينفق عليها ايضا من ماله, فان في ذلك مجالا كبيرا لآستظهار كفاءأته وتوسيعا لافاقه النفسية والذهنية، و عندما يبلغ سن المراهقة ويواجه الضعط الجنسي مع الحرمان الذي تفرضه عليه تقاليد المجتمع يستطيع ان يجد في هذه الهوايات والاهتمامات ما يخفف عنه هذا الضغط , فيجتاز هذه الفترة الحرجة بسلام. يجب ان نذكّر الاباء بان التربية تكتسب من البيت لانها عادات نفسية وتقاليد اجتماعية . فليس بأمكان المدرسة ان تعلم الصبي او الشاب على الشجاعة او الكياسة ولكن الاباء بأمكانهم ان يقوموا بأعباء هذه المسؤولية بالعناية والتدريب, صحيح ان المدرسة للتعليم وهي كذلك لكن الى حد ما. حيث انها تقوم بمهمة غرس المعلومات المفيدة في ذهن التلميذ لكنها لا تبسط له الافاق التي يجب ان ياخذها عندما يعيش في مجتمع متطور. ولو سألت عن رأي في التربية لأجبت : اعط اطفالك اقصى ما تستطيع من حرية مع اقصى قدر من رعاية الحب الوجداني عليك ان تتجنب التدليل وكذلك الاضطهاد لان كليهما يؤدي الى الفساد بل الى الاجرام. وتجنب استعمال القسوة وسوء المعاملة مع الاطفال لانها تقتل فيهم روح الابتكار وتخلق روح الجبن والخنوع ثم تجعلهم في المستقبل قساة مع ابنائهم . تجنب ضرب الطفل , لان الضرب يحيله جبانا ينشأ على احجام وتردد وخجل, وهو يعرف فيك انت الاب , الرجل الاول . وسوف يقيس الرجال على قياس ما لقيه منك . فاذا كنت قد اعنفته فأنه سيخاف الرجال. ويخجل ويتراجع , ولا يجرؤ ولا يقتحم . ولا تخشى عناد الطفل و اذكر ان العناد برهان على الارادة القوية . فلا تقتل هذه الارادة فيه التي ربما تكون في المستقبل سبب نجاحه . وقد يكون في عناد الطفل بذرة المثابرة عندما يبلغ الشباب. واخطاء الامهات في تربية الاطفال كثيرة . فأن الام بطبيعتها تحب ان تربط اطفالها بها فتبالغ في حمايتهم وهي لا تدري انها بهذه المبالغة تؤذيهم . لانهم يتعلقون بها اكثر مما يجب , فيكرهون الخروج والاقتحام , ويخشى الغرباء , وينشأ على عادة الاتكال على غيرهم بدلا من الاستقلال . ومن المالوف ان الطفل الذي عاش مع امه نحو خمس او ست سنوات وهو ياخذ منها دون ان يعطي ينشأ على هذه العادة كأن من حقه ان يأخذ من المجتمع . والمجتمع يصده ويصدمه , لانه يطالبه بان يأخذ و يعطي . وهنا يبتئس , ويعد نفسه مظلوما . ولذلك يحتاج الاطفال ان يكلّفوا في انجاز عمل او خدمة لقاء ما يعطيهم المجتمع . حتى ينشأوا على العلاقة السليمة في الاخذ والعطاء , وليس على الاخذ فقط . ويجب على الام لذلك ان تطري العمل او تذمه بدلا من ان تطري الطفل نفسه حتى يتجه وجهة موضوعية سديدة ( اسلوب الحياة ) من العبارات التي يجب ان نذكرها دائما في تربية الاطفال , فان لكل منا اسلوبه حين يكون في الخمسين من العمر , وهو في الاغلب امتداد لذلك الاسلوب الذي تعلمناه من ابوينا . او زوجة ابينا في السنوات الاربع الاولى من حياتنا . فاذا رايت مثلا زوجة كثيرة الغيرة , تلتهب وتحتدم عندما تجد زوجها يخاطب سيدة اخرى , فثق ان هذا الاسلوب قد تعلمته وهي طفلة قبل ان تتم الرابعة من عمرها . تعلمت ان تلتهب وتحتدم عندما كانت تجد امها تلتفت الى اخيها وتعني به بدلا من ان تعني بها هي , وكانت امها تستطيع ان تعالجها من هذه الغيرة لو انها مثلا كانت تعطيها الرياسة في توزيع الحلوى وتكسبها بذلك كرامة تغنيها عن الانانية والاستئثار . والطفل المدلل سيبقى على اسلوبه وهو في الستين , يمارس العدوان والخطف ولا يبالي بمصلحة الغير . . والطفل المضطهد الذي ضرب وحرم في طفولته مع زوجة ابيه , سينشأ وهو يعامل كل فرد من افراد المجتمع كما لو كانوا جميعهم يمثلون زوجة ابيه . . يعاملهم باللؤم والخبث والوقيعة والدس والكراهية . او قد ينكسر ويرضى بالهزيمة ! . * مقتبس من كتاب فن الحب والحياة للعلامة سلامه موسى

لا تؤمن الأمة بآلله من الفراغ :

لا تؤمن الأمة بآلله في الفراغ جاءت الديانات السماوية، حاملةً رسائل من الخالق، لهداية الإنسان للجنة ونعيمها الذي لا ينضب، فصورت الجنة كموطن للسعادة المطلقة والراحة الأبدية، كرحمة وهدية منه سبحانه لعباده المؤمنين.. من دلائل الرحمة الإلهية التي تجلت في التاريخ، قصة بني إسرائيل حين أنعم سبحانه عليهم بالمنِّ والسلوى، طعاماً يسد جوعهم ويشبع حاجتهم، ليكون ذلك دافعاً لهم للدخول في دين النبي موسى والتقرب للخالق، وطاعته والإلتزام بأوامره ونواهيه. على نفس المنوال إستكمالا وتكاملا، جاء الإسلام برسائل تؤكد أهمية الجانب المادي في حياة الإنسان، ففي القرآن الكريم، جاءت آية تقول “المال والبنون زينة الحياة الدنيا” لتبرز دور المال في تلبية احتياجات الإنسان، وتحقيق استقراره وسعادته، كما وردت العديد من الأحاديث عن أمام البلغاء علي ابن أبي طالب عليه وأله أفضل الصلوات، لتدل على أن السعادة لا تتحقق إلا بوجود المال، الذي يضمن الكفاف ويؤمن الحياة الكريمة، إضافة إلى المسكن الذي يعد ركيزة من ركائز الاستقرار. هذه الرسالة الإلهية والأحاديث الشريفة، تحمل دلالة واضحة، على أن توفير الاحتياجات المادية الأساسية للإنسان، مدخل أساسي لتقوية الإيمان بالافكار، وتوطيد العلاقة بين الإنسان وخالقه، والبناء العقائدي يبدأ في جانب منه، بنهاية توفير الماديات الأساسية. إذا ما نظرنا إلى الوضع في بلادنا، نجد أن النسبة المؤيدة لحكوماتنا؛ إنما آمنت و أيدت و أنتخبتها؛ ليس فقط من خلال الخطاب الديني والعقائدي، بل من خلال توفير الدعم المادي للأفراد، بدءاً بآلرواتب ثم المساعدات الغذائية، وصولاً إلى الخدمات الصحية والتعليمية لكافة تنظيماتها، فلقد أدركت تلك الحكومات أبن الإنسان، لكي يكون متمسكاً بدينه وعقيدته، يحتاج أولاً لتلبية احتياجاته الأساسية، وهذا النهج أدى إلى ترسيخ العقيدة الجهادية، لدى جزء كبير من الشعب اللبناني، ما جعلهم أكثر مقاومةً والتزاماً. في العراق الصورة تبدو مختلفة تماماً، فالحركات والتيارات العقائدية منها، تطالب الأفراد بالتمسك بالعقيدة ومواجهة “الهجمات الفكرية” دون أن تبذل جهداً كافياً، لتوفير مقومات الحياة الكريمة، فهناك ثلاثة ملايين عائلة تفتقر للسكن، وهناك نقص في الخدمات الأساسية كالدواء والتعليم، وارتفاع فاحش بأسعار العقارات والبضائع، جعلت من الصعب على العراقي، أن يؤمن بأهمية الدفاع عن النظام السياسي، لما يعانيه في حياته اليومية، وهنا يكمن التحدي الكبير: كيف يمكن أن يطلب من الإنسان، أن يدافع عن فكرة أو عقيدة، في وقتٍ لا يجد فيه ما يسد رمقه أو يحفظ كرامته؟ لا يمكن أن تكون العقيدة راسخة دوماً، دون أن يترافق ذلك مع تلبية الاحتياجات المادية للأفراد، فالإيمان لا يُبنى في فراغ، ويصعب أن يزدهر في بيئة يسودها الفقر، فالخالق أوجد الإنسان بطبيعة تحتاج إلى الطعام والمسكن، والأمان قبل أن تدفعه إلى النضال.. نعم يحصل ذلك، لكن لفئات قوية العقيدة وشديدتها، وهو ما يندر حالياً مع الأسف إلا لقلة.. وخاصة من قبل جيل زي، الذي ولد في ظل التطورات التكنلوجية، ورأى العالم عبارة عن قرية صغيرة، وهو لن يؤمن حتى يرى المساواة مع اقرانه خارج الحدود. لذلك على التيارات والأحزاب السياسية، أن تدرك أن بناء الإنسان، يبدأ برغيف الخبز قبل بناء الأفكار.. فالخالق لا يُعرف من خلال الكلام فقط، بل بالفعل الذي يلبي حاجات الناس، ويؤمن لهم حياة كريمة، ليكون الإيمان نتيجة حتمية لهذا العطاء.