Tuesday, August 20, 2024

خصوصيات البنك اللاربوي :

خصوصيّات ألبنك آللّاربويّ : في الحلقة السابقة(1) تحدثنا عن شيوع البنك الربوي في بلادنا و بآلأخص في العراق بسبب الجهل و لقمة الحرام التي مسخت أوساط الطبقة السياسية الحاكمة ومرتزقتهم خصوصاً ألمتحاصصين في الأطار وممثلهم في رئاسة الحكومة و في البنك المركزي, وغيرها ! في هذه الحلقة سنتطرق إلى خصوصيات البنك اللاربوي في الأسلام, و معالمه و كيفية تطبيقه كمقدمة و مدخل لبحوث تفصيلية نأمل أن يقوم بها المجتهدون الذين يتشرّعون ويخافون يوم الحساب أمام الله تعالى على عكس الطبقة السياسية الحاكمة اليوم التي لا تعرف ولا تعترف بالحرام و الحلال, بل ربما بات الحرام حلالاً عندهم و الحرام حلالاً وكما نشهد هذا الواقع الأليم والفوارق الحقوقية و الطبقية و الأستثمارية و التعامل اليومي مع الدولار من قبل محافظ البنك المركزي العراقي وغيره في البلاد الأخرى, والمشكلة أنّ القضاء العراقي أيضاً لا يعير أهمية ولا ينظر لهذا الأمر الخطير الذي يُحدد مصير الشعب في الدنيا و الآخرة, لجهلهم بذلك أيضا و هنا المصيبة الأكبر. قضيّة البنوك و الإستثمار و التعامل المالي و الأقتصادي و التجاري مسائل جديدة لم تكن رائجة أو حتى موجودة في صدر الإسلام, و لا توجد قوانين شرعية واضحة في هذا المجال .. بإستثناء قرارات المؤتمر الأول لجامعة الأزهر عام 1965م, إضافة إلى بحث مختصر للفيلسوف الصدر الأول الذي أرسله للمؤتمر, حيث أنهى المؤتمر الموضوع من الأساس بتحريم الربا والتعامل مع البنوك بإعتبارها ربويّة و هكذا أغلقت الأبواب ليومنا هذا و كأن البشرية توقفت عن التطور و التوسع! وهذا لا يمكن لأن الناس اليوم لا تستطيع, بل لا يمكن العيش بدون البنوك و التعاملات التجارية و المالية و الأقتصادية لتوسع الدول و تعدد المشاريع و تعقيدها و كثرة العملاء و الأموال و التعاملات المالية بشكل عام. من جانب آخر ؛ إذا كانت البنوك الإسلامية لا تتعامل بنظام الفائدة؛ فكيف تستطيع إدامة عملها و تأمين المصارف المتعلقة بحقوق الموظفين و دفع الأجور و الفواتير المختلفة التي تتطلبها مصارف البنك من الأقساط و الأجارات و الماء و الكهرباء و الضرائب أيضاً!؟ ثم أي فائدة تجنيها الدولة أو المؤسسين من وراء تأسيس البنك وما مصلحتها في ذلك أساساً!؟ وهل ما يأخذونه مقابل الخدمات المقدّمة؛ تعتبر من قبيل الربا لتأمين تلك المصارف أو رواتب الموظفين والعمال والحراس و التأمينات أموال ربوية!؟ وما هي المعاملات التي يعتبرها الإسلام على أنها ربا أو غير ربوية, و الدولة الأسلامية القائمة اليوم هي أولى الدول التي تنبهت للأمر؟ في الحقيقة هذا موضوع هام و خطير و يرتبط بحياة و مصير المجتمعات و لا بد من جواب واضح لتلك الأسئلة العصرية المصيرية !؟ إننا نؤمن بأن نظام الفائدة الذي تعتمدها البنوك التجارية و الزراعية و العقارية و المركزية السائدة اليوم بشكل عام؛ نظام ربوي محرم و هو المُتّبع للأسف في كافة البلاد العربية و الأسلامية و منها العراقيّة خصوصاً, بسبب فقدان التقوى و الجّهل المتفشي بين الناس و لقمة الحرام التي دمرت الفطرة الأنسانية و الصفاء الروحي بين البشر عموماً و بين الطبقة السياسية الظالمة خصوصاً وبآلدرجة الأولى و التي لا تهتم ليس بهذا الأمر فقط ؛ بل حتى بسرقة حقوق الفقراء بشتى الوسائل و الأساليب و منها المحاصصة و الرواتب و التصرف بل وسرقة حتى بأموال الضرائب نفسها و كما حدث مؤخراً على يد عراب المتحاصصين نور زهير(2)، حيث تقوم على الإقراض والاقتراض بالرّبا ، فالبنك يقرض العميل بالفائدة ، والعميل الذي يودع المال في البنك يقرض البنك هذا المال مقابل الفائدة، والإقراض بفائدة, مع حفظ رأس المال المودّع بكل الأحوال وهذا هو الرّبا بعينه والذي أجمع على تحريمه المذاهب الأسلامية! والبنوك والمصارف الإسلامية تعتمد على المعاملات المباحة من البيع والشراء و المضاربة و الشركة وغير ذلك من صور الاستثمار للمال، إضافة إلى الأجور على الحوالات، والإستفادة من أسعار الصرف و تبادل العملات المختلفة خصوصاً الدولار. وهذا مثال بسيط للفرق بين المعاملة الربوية والمعاملة المشروعة وكيف يستفيد البنك عند إجرائه إحدى المعاملتين : فلو أراد العميل الاستفادة من ماله وتنميته ، فأودع المال في حساب التوفير بالبنك الربوي ، فإن البنك يفرض له فائدة معلومة ، مع ضمان رأس المال ، وهذا في حقيقته قرض ربوي ، قرض من العميل للبنك, وفائدة البنك هي الاستفادة من المال المودع ، ليقرضه إلى عميل آخر مقابل فائدة تؤخذ من العميل الجديد ، فالبنك يقترض ويقرض ، ويستفيد من الفارق و المتاجرة بأموال الآخرين. وأما البنك الإسلامي فإحدى طرق استثماره يكون بأخذ المال من العميل ليضارب به في تجارة مشروعة أو إقامة مشروع سكني أو صناعي و نحوه، على أن يعطي للعميل نسبة من الأرباح الغير المحددة .. و هنا بيت القصيد, لأن الأرباح لو تحددت بنسبة مئوية ثابتة فأن حدود الحرام تمس تلك الأموال ، و البنك كعامل مضاربة يجب أن تكون له نسبة أيضاً و هذا لا إشكال فيه, لكن تداخل الربا بآلنسبة المعينة هي التي تشكل الحرام، و المشكلة التي نواجهها هي أن فائدة البنك في النسبة التي يخرج بها من أرباح المشروع؛ قد تكون أكثر بكثير مما يجنيه البنك الربوي من الحرام .. لكن الفرق هنا هو إن المال المدخول في آلمضاربة يتعرض لعامل المخاطرة ، رغم بذل الجهد في اختيار المشروع النافع والقيام عليه ومتابعته حتى يؤتي ثماره. فالفرق بين (البنك الربوي) و (البنك اللاربوي) في هذا المثال؛ هو الفرق بين (القرض الربويّ المحرم) ، و (المضاربة المشروعة) الغير المضمونة و التي قد يخسر فيها العميل ماله أو جزء من ماله، فلا ضمان فيها لرأس آلمال ، لكنه إنْ رَبِحَ؛ ربح مالاً حلالاً. و المقصود : أن البنك الإسلاميّ اللاربوي أمامه طرق كثيرة مشروعة لجني الربح ، ولهذا بدأت هذه البنوك في النمو والازدهار في الدولة الإسلامية على سبيل المثال، لهذا تسعى بعض الدول غير المسلمة لتطبيق النظام المصرفي اللاربوي الإسلامي ، لأنه يحقق الربح، و يتلافى مفاسد النظام الربوي الذي هو سبب الخراب والخسران و الظلم والفوارق الطبقية من بعض الجوانب. من جانب آخر : تعتبر المعاملات الربوية كثيرة ، منها : الإقراض والاقتراض بالفائدة ، و منها : مبادلة العملات بعضها مع بعض (بيع العملة بعملة أخرى) مع تأجيل البدلين أو أحدهما ، ومنها : مبادلة الذهب بالذهب متفاضلاً أو نسيئة ، ومنها : أمور ترجع في حقيقتها إلى القرض الربوي ، كخصم الأوراق التجارية ، وحساب التوفير ، وشهادات الاستثمار ذات العوائد أو الجوائز ، وغرامات التأخير على بيع التقسيط أو سحب بطاقة الائتمان ، وهناك تفاصيل كثيرة ما زالت قيد الدراسة لدى المختصّين في دولة الأسلام حول هذا الموضوع. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) (البنوك الرّبوية أكثر ربويّة من الربا) على الموقع التالي : بنوك العراقية أكثر ربويّة من الرّبا ! …عزيز الخزرجي – منبر العراق الحر (manber.org) (2) ذكرت المصادر المطلعة الرسمية ؛ بأن نور زهير مدعوم من معظم .. إن لم أقل جميع الطبقة السياسية الحاكمة بآلمحاصصة و في مقدمتها : دولة القانون و العصائب و تيار (الحكمة) بل تيار الحوملة و كذلك منظمة بدر إضافة إلى أطراف سنيّة معروفة للأسف, حيث يدعون اليوم بأنها أموال ضريبة يمكن سرقتها و التصرف بها , و الحال أن تلك الأموال أحرم من الحرام نفسه, لأن الضرائب يجب أن تصرف لمصلحة الوطن و الشعب, لا لمصلحة الفاسدين, لكنه العراق على أي حال, وفوقها ربما المحكمة الأتحادية ستبرئهم كما سمعنا!

التشريعات الدينية في الدولة المدنية :

التشريعات الدينية في الدولة المدنية كامل سلمان ما يحدث في العراق سابقة خطيرة لم تحدث في أي بلد بالعالم لا في هذا الزمان ولا في أي زمان ، وهو تشريع القوانين الدينية في دولة مدنية ، المعروف عن الدولة المدنية قوانينها تكون صادرة من داخل قبة البرلمان وهذه القوانين تكون موافقة لدستور الدولة المدنية يتم طرحها من قبل خبراء القانون في البرلمان للتصويت عليها وتكون هذه القوانين استجابة لمتطلبات الواقع المتغير لا استجابة لرأي فقهاء الدين وبشرط أن تتلاءم هذه التشريعات القانونية مع جميع الأطياف والمكونات المجتمعية وحتى اللا دينيين في المجتمع لأنها دولة مدنية أي دولة الجميع بلا استثناء وهذا هو المقصود من الدولة المدنية حيث القانون والدستور يعطي الحق للجميع بالتساوي . التشريعات البرلمانية يجب أن تكون متقاربة مع مثيلاتها في دول الجوار بسبب الترابط الأجتماعي والثقافي المتداخل بين الدول المتجاورة وتكون أيضاً متناسقة مع التوجه العام لقوانين المجتمع الدولي ، وطالما الدولة هي مدنية دستورياً فيجب أن تكون قوانينها مدنية بالمفهوم الحضاري ( أي أنها لا تتعارض مع مبادىء حقوق الإنسان التي أقرتها إصدارات الأمم المتحدة والتي وقع عليها جميع اعضاء هذه المنظمة الدولية ومن ضمنهم العراق )، . العراق كبلد إسلامي ممكن أن يصبح دولة دينية إذا صوت أعضاء البرلمان بالأغلبية على أن يكون العراق دولة دينية رسمياً فهؤلاء اعضاء البرلمان هم ممثلو الشعب وعندهم الصلاحيات لتغيير الدستور وتغيير شكل الدولة ، عندها تكون تشريعات القوانين الدينية في البرلمان أكثر سهولة ومقبولية وغير قابلة للإعتراض لا من قبل المثقفين العلمانيين ولا من قبل المنظمات المدنية ولا من قبل أية جهة لأن الدولة أصبحت صبغتها دينية حسب قرارات نواب الشعب داخل البرلمان ، ، أما أن يصر هؤلاء النواب على بقاء الدولة مدنية ولكن تشريعات القوانين دينية فهذا شيء غريب ، وحتماً سيؤدي ذلك إلى نتائج شاذة غير متناسقة كالذي يزق المصل الحيواني في الجسد البشري ليشفيه من المرض من دون أن يحسب بأن الجسد البشري قد يتعرض لمضاعفات خطيرة فالمصل الحيواني للحيوانات والمصل البشري للبشر ، هذا الشيء الذي لا يدركه ولا يدرك عواقبه المشرع العراقي للأسف الشديد . ثم مالمانع أن يصبح العراق دولة دينية كأفغانستان وإيران طالما هناك رغبة حقيقية عند أكثر من نصف اعضاء البرلمان لبناء دولة دينية مثالية ، وأما النصف الأخر فيمكن إسكاتهم وترويضهم ، فلا يجوز أن يجتمع النقيضان في تشريع القوانين وكما قال خليفة المسلمين لا يجتمع سيفان في غمد واحد . فعلى مستوى الشعب وعامة الناس فالمثقف والعلماني والمتحضر والإنسان الحر واتباع الديانات والطوائف الأخرى لا يستطيعون العيش في ظل الدولة الدينية ، فالأولى لهم البحث عن أرض أخرى يهاجرون إليها لتحتضنهم أو السكوت والرضا أو تعم الفوضى ربوع البلد ، فشعبنا ليس كالشعب المصري ، فقد رأينا ماذا فعل الشعب المصري مع حركة الأخوان المسلمين عندما بدأوا تشريع القوانين الدينية في الدولة المدنية المصرية فكان جواب الشعب مع الجيش وبصوت واحد ضد حركة الأخوان المسلمين أن أخرجوا من حياتنا أيها المتأسلمون المتخلفون فأزاحوا الأخوان المسلمين من سدة الحكم ومن البرلمان وطردوهم حتى من أرض مصر فتنظفت أرض الفراعنة من أبشع ملة حكمتهم طوال التأريخ ، ولكن في العراق الأمر يختلف وقد يُطرد الشعب كله إذا فكر أن يقلد الشعب المصري أو يخطو خطواته ولنا شاهد حي في ثورة تشرين قبل خمسة سنوات ، كيف تم سحق شباب هذه الثورة وقتلهم وكيف وقف الجيش العراقي متفرجاً على قتل ابناء الشعب ، فلا جيشنا كالجيش المصري في حبه للشعب والدفاع عنه ولا مثقفينا مثلهم ولن نكون مثلهم .. وللعلم في الدولة المدنية الدولة ليست لها دين ، فالدين معزول تماماً عن الدولة ، فمن الغباء تشريع القوانين الدينية داخل الدولة المدنية لإنها بالنهاية ستصطدم مع بعض فتخلق تناقضات إجتماعية غريبة تجبر المجتمع على تقبلها ومن ثم يدفع ثمن تقبلها ، سيكون النفاق سمة الإنسان العراقي الجديد ، سيضطر هذا المواطن أن يكون منافقاً في كل شيء لكي يعيش ، ستجتمع العبادة مع الفساد ، سيجتمع الدين مع المنكرات ، سيجتمع العلم مع الخرافة والجهل ، وستجتمع جميع المتناقضات ويتحول عندنا المجتمع إلى مجتمع غير طبيعي ، وهذا ما يحصل فعلياً عند الناس . وما نسمعه يومياً في الإعلام المرئي والمسموع وفي التواصل الاجتماعي عن أغرب سلوكيات اجتماعية متناقضة تعصف بحياة الناس لهو خير دليل على ما نشير اليه هنا في مقالنا … لا يمكن بناء دولة ومجتمع بطريقة متناقضة ، وهل نحتاج إلى دليل كي نثبت ذلك أمام هذا الكم الهائل من الادلة التي بعضها مخزية ومعيبة بحق وطننا وشعبنا ، ، ، فملخص القول لا إعتراض على تشريع القوانين الدينية عندما يتم الإعلان رسمياً عن تسمية دولتنا بالدولة الدينية وإلا فهذا نفاق سياسي وتجاوز لا يغتفر لحقوق الناس في ظل الدولة المدنية . . . في نكتة جميلة نقلها لي أحد كبار السن تعبر عن حالة التناقضات في حياتنا ، قال ؛ على ظهر سفينة نبي الله نوح ع أجتمع الذئب والحمل ، فلأول مرة في التأريخ أشتكى الذئب من الحمل عند النبي نوح فقال الذئب يانبي الله أن الحمل يرفس برجله التراب فيعج التراب في وجهي فيضيق نفسي . هل سمحت لي يا نبي الله أن أفترس هذا الحمل ليكون عبرة لبقية الانعام ؟ فأجابه النبي نوح ضاحكاً ومن أين جاء التراب على ظهر السفينة ونحن لم نرى اليابسة اياماً طويلة ؟ . الحقيقة هي غريزة الإفتراس عند الذئاب وليست عجة التراب فلا تخدعونا !

لماذا أحب الرسول (ص) بلاد فارس ؟

لماذا بدو الصحراء والجبل يكرهون بلاد فارس المعروف إن العراق وإيران كان بلد واحد وشعب واحد وكان يطلق على إيران والعراق بلاد فارس والعجيب كان الرسول الكريم محمد ( ص )جدا معجب ببلاد فارس وأهلها أي بالعراق وإيران وأبناء العراق وإيران لأنهم أهل علم وحضارة ومعرفة ونزعة إنسانية وأهل عقل وكان يقول دائما لو كان العلم في الثرية لناله أهل فارس أي أهل العراق وإيران كما كان يتنبأ لدور أهل فارس أي أهل العراق وإيران في نشر الإسلام وفي حمايته والدفاع خاصة وهو يرى خطر وضرر دخول الكثير من هؤلاء الأعراب في الإسلام على الإسلام والمسلمين لا عن قناعة ولا عن فهم ومعرفة ولا عن إيمان كما إنهم لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام بل أنزلوا الإسلام الى مستواهم المتخلف القبلي الوحشي لهذا وصفهم القرآن الكريم بأنهم من أشد أهل الكفر كفرا وأهل النفاق نفاقا ووصفهم بالفاسدين المفسدين وأطلق عليهم الرسول اسم الفئة الباغية والغريب بعد أكثر من 1400 سنة الكثير من هؤلاء الأعراب لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام لا زالوا على قيم الجاهلية البدوية والعادات القبلية حتى جعلوها جزء أساسي من الإسلام رغم إن الإسلام يرفض كل قيم وعادات الجاهلية رفضا كاملا وتاما فالإسلام نزعته إنسانية حضارية عقلانية فالناس جميعا أخوة كلكم من آدم وآدم من تراب فكانت نواة الإسلام من الفقراء والعبيد والمستضعفين في الأرض ومن مختلف الأجناس والألوان من سمية وزوجها وابنها عمار من ابي ذر الغفاري من الإمام علي من سلمان الفارسي من صهيب الرومي من بلال الحبشي فكل هؤلاء كانوا متساوون لا فرق بين مسلم ومسلم بين إنسان وإنسان إلا بالتقوى إلا بالعمل الصالح المفيد للحياة والإنسان لا أنساب بينكم نسب المسلم هو إنسانيته عمله إسلامه هو تقواه دعاهم الى سحق وضع كل الأنساب تحت أقدامهم وعدم ذكرها لأن ذكرها رجس من عمل الشيطان هذا هو الإسلام الذي جاء فيه الرسول وهكذا فهموا الإسلام الذين ارتفعوا الى مستوى الإسلام وتخلقوا بأخلاقه وتطبعوا بطباعه وبدا الصراع بين الفئة الباغية الأعراب الذين أنزلوا الإسلام الى مستواهم وقيمهم الوحشية القبلية وبين الفئة الإسلامية التي ارتفعت الى مستوى الإسلام وتطبعت بطباعه وتخلقت بأخلاقه واستغل أعداء الإسلام وفي المقدمة الصهيونية جهل ووحشية هؤلاء الأعراب وشكلوا منهم مجموعة معادية للإسلام أطلق عليها الرسول الفئة الباغية وحذر المسلمين منها فأعلنت الحرب على الرسول والمسلمين الذين مع الرسول وكان النصر في كل الحروب التي شنتها الفئة الباغية للرسول محمد وأنصاره فشعرت الصهيونية بالهزيمة لهذا غيرت من أسلوبها حيث طلبت من الأعراب عناصر الفئة الباغية الدخول في الإسلام علنا والكيد له سرا وبهذه الطريقة حققت انتصار كبير على الإسلام والمسلمين حيث تمكنت من السيطرة على المسلمين وفرضت قيم الجاهلية وأسست دولتها دولة آل سفيان وشنت حرب إبادة على الفئة الإسلامية وكل من يحب الرسول وأهل بيت الرسول والأنصار الذين نصروا الرسول ودافعوا عنه وعن رسالته وحموهما ولولا الأنصار لما سمعنا اسم محمد ولا رسالته حيث أبعدوا أهل بيت الرسول والأنصار ثم أعلنوا الحرب عليهم جميعا أبادوا الأنصار في المدينة فذبحوا الشيوخ والشباب والأطفال واغتصبوا النساء وذبحوهن ونهبوا الأموال ولعنوا الرسول محمد ومن أحبه من على منابر الإسلام وغيروا اسم مدينة الرسول التي سماها طيبة الى اسم المدينة الخبيثة رغم كل تلك الحملات التي شنتها دولة الفئة الباغية على المسلمين على محبي الرسول وأهل بيت الرسول استمر بلاد فارس أي العراق وإيران واليمن متمسكين بالإسلام وقيمه الإنسانية الحضارية فشكلوا محور ثلاثي للدفاع عن الإسلام عن رسالة الرسول عن قيم ومبادئ الإسلام الإنسانية الحضارية فصنعوا حضارة إسلامية وقيم إنسانية سامية فخلقوا وطوروا اللغة الإسلامية وعلم إسلامي وفكر إسلامي واجه الفئة الباغية المتوحشة وهكذا استمر الصراع بين الفئة الإسلامية بين محبي الرسول وأهل بيته الذين سموهم الشيعة وبين الفئة الباغية أسيادهم آل صهيون حتى عصرنا فرأت الصهيونية إن اسم الفئة الباغية ودولتها دولة آل سفيان لم تعد صالحة للزمن فأسست الوهابية الوحشية ودولتها دولة آل سعود لتكون البديل للفئة الباغية ودولتها دولة آل سفيان وفي نفس الوقت الامتداد الطبيعي لها لأن كل منها واحدة هي القضاء على الإسلام وذبح أي صحوة إسلامية جديدة واستمرار احتلال عقول المسلمين وفرض العبودية والجهل والظلام عليهم