صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Thursday, July 10, 2025
قصّتي مع الشيخ الوائلي (رحمه)
قصتي مع الشيخ الوائلي(رحمه):
بداية أحيّ العاملين في موقع مدينة (واسط) العزيز على عمل نصب تذكاري (للشيخ الوائلي) و أتمنى منهم و من جميع العراقيين إكمال الجّميل و الأهم بتنفيذ الخطوة التالية .. الثانية و هي الألتزام بنهجه و بمبادئه و تطبيقها عملياً, و إلا فلا فائدة من كلّ ذلك ولا دور لها في حياة العراقيين, و هم أهل لها, و كذلك لا تبخسوا حق الشهداء يا أهلنا في واسط و ضواحيها و أقضيتها فآلشهداء شهداء و حجة عليكم و أتأسف كثيرا لعدم تخليدهم و تمجيدهم للآن!؟
أما قصّتي أنا مع الشيخ أحمد الوائلي عميد المنبر الحسيني؛ فهي قصة تلميذ صغير مع أستاذه :
في صباي كنت وحيداً عاكستني الحياة و الحُب و الحبيب و أقرب الناس بإستثناء الشهداء العظام الذين تنكّر لهم أهل العراق, و تلك كانت قسمتي و نصيبي .. حيث كنت و أخوتي نخوض غمار المواجهة ضد الظلم منذ بداية السبعينات و نجوب ديار و دروب بلادنا الحزينة و نواجه المتاعب و الجوع و آلقسوة و بلا مرشد أو معين في شوارع الكوت و بعقوبة و نواحيها و بغداد الحامية بجمر البعث الهجين و عيون الحاقدين و العملاء .. و في نفس الوقت كانت أسئلة عديدة تتزاحم في رأسي لتزيد همي و آلثقل على كاهلي و أنا أشق طريقي بصعوبة وسط جيوش المرتزقة البعثيين و التنظيمات و الجيش و الجيش الشعبي و الأمن و المخابرات والأستخبارات بلا ناصر و معين سوى تلك الثلة المؤمنة التي تمّ محاصرتهم و قتلهم من قبل تلك الجيوش المتوحشة الفارغة من كل وصف إنساني بل و بشري, ليخلوا العراق من الطيبين الذين كان شعارهم (حُب لأخيك ما تُحب لنفسك), و لم يبقى منهم إلا المضعضع و الأمّعات و المرتزقة .. هذا و أنا الذي حملت أسئلة كبيرة و كثيرة قصمت ظهري و أنا بعد كنت صبياً, حيث مثلت بحجمها و مداها (الهم الكونيّ) الذي حملته و ختمته بـ(فلسفي الكونية العزيزية) بإختياري أو بلا أختيار .. لا أدري و الناس معظم الناس .. إن لم أقل كلهم مع مراجعهم كان يغطون في سبات عميق.. فكان الشيخ الوائلي أوّل إستاذ لي و عمري بحدود 15 عاماً إلتقيته في مسجد الخلاني/السنك, و الذي كنت ألتقيته كل ليلة أيام شهر رمضان المبارك حيث كان يلقي ثلاث محاظرات في الليلة الواحدة من كل شهر رمضان تختلف أحداها عن الأخرى شكلا و مضموناً؛ الأولى في جامع الخلاني ببغداد و الثانية في الكرادة ببغداد و آلثالثة في الكاظمية ببغداد .. و في كل ليلة .. و من الظريف رأيت بآلضدفة بعض أصدقائي الشيوعيين يحضرون تلك المجالس و عندما سألتهم : قالوا محاضرات الشيخ شيقة و نحب سماعها!؟
كان هو معلمي الأمين و مرشدي المكين و دليلي و أبي و منبري و كم جالسته و سألته و هو يجيبني بأمانة و بصبر و شوق و حنّية لأحصل على جواب معظم تلك الأسئلة الجوهرية التي كنت أضطر أحيانا إلى جلب مسجل لتسجيل كلامه في غرفته الخاصة في جامع الخلاني أو في المكانين الآخرين.
كان يستقبلني برحابة صدر و كأنه كان يعرفني من زمن بعيد .. حتى سجلت الكثير من تلك اللقاآت المنظمة و العفوية قبيل بدئه بآلمحاضرة .. و لكن نظام البعث الهجين و بدعم من الشعب العراقي الذي لا يزال يكره الفكر و العلم و الثقافة و أهلها لجهله بالدين الحقيقي و طريق الحقّ؛ لذلك تسبّبوا بهدر و ضياع تلك الأشرطة المهمة بسبب المداهمات العديدة لغرفتي في ذلك البيت(الذي كان أساسا مدرسة الجعفرية) في الدهانة عام 1970م, كما ضاعت معها أوراقي و مكتبتي التي صرفت عليها مئات الدنانير و آلمئات من صوري و ذكرياتي و لوحاتي الفنية التي كنت أرسمها و حتى جواز سفري, ناهيك عن كتبي التي تمّ حرقها من قبل المحيطين بي خوفا من هجمات الأمن و تقارير الناس الذين للآن لا يعرفون معايير الأنسان السوي ولا حتى حقيقة الله تعالى و المشتكى له.
و الله تعالى سوف يحاسبهم , لأنه تعالى أكد على المعرفة بل جعلها هي العلة في خلقنا .. و كما قال الأمام الصادق(ع) في تفسيره لآية الخلق :
[ما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدوني.. فسرها الأمام(ع) بـ :(إلا ليعرفون)], و لكنهم لا يعيرون أهمية لذلك!
المهم عرفت طريقي منذ بداية السبعينات رغم المعاناة و فتحت عيني مع تلك المعارف الوائلية الولائية و الحمد لله على توفيقه و نجاتي و وضعي على هذا الطريق الذي ضلّه الشعوب و الأمم, و في مقدمتهم الشعب العراقي و فصائله و أحزابه التي هي الأخرى إتخذت نفس سياسة البعث الجاهل الهجين بمحاربة الفكر و المفكرين و الفلاسفة لأجل الدنيا لتبقى الساحة خاملة كما هي لسرقة أموال الفقراء بسهولة و يسر للأسف, ولأنهم يجهلون بأن (الشعب الذي لا يصنع أفكاره لا يصنع أدواته).
عزيز حميد مجيد
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment