صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Wednesday, June 04, 2025
السبيل للعشق الحقيقي :
ألسبيل للعشق الحقيقي!
بقلم عزيز حميد مجيد . ألسبيل للعشق الحقيقي!
بقلم عزيز حميد مجيد .
قبل كل شيئ ؛ يجب أن نعرف الفرق بين العشق الحقيقي و العشق المجازي .. لأن جهل الهدف (العنوان) كمن يسبح في آلمحيط الأطلنتي!
و أن تكون صادقا و نزيهاً من الكذب فذلك إنتصار عظيم, و أن تُحب لأخيك ما تحب لنفسك؛ يتطلب أن تتطهّر من الداخل لتقاوم المغريات و ضرر و مكر المحيطين؟
لأن نزاهتك يحددها مدى صدقك و ذوبانك مع آلمعشوق الأزلي .. و لتكون صالحاً و مثمراً وسط الناس لا عالة عليهم تستنزفهم كما حكوماتنا التنابل و مجالس العالم المنحط ؛ عليك أن تكون حقيقيّاً بدون أقنعة و أغطية و رتوش؛ نظيفاً بلا تلوث و أوساخ و أدران؛ طاهراً من الداخل؛ قلبك و عقلك متحدان على هوى واحد و حُب واحد .. لا يتغيير حتى لو عرضت الدنيا كلها لك؛ و يتطلب كل ذلك أمراً واحداً, هو أن تكون صادقاً مع نفسك و ذاتك؛ لكن هذا كله لا يعني أنك معصوم عن الخطأ ولا تخلو من الأخطاء و العثرات فنحن البشر خُلقنا من طين لازب من صلصال من حمأ مسنون, يعني أخس وأعفن طينة!
و كل ذلك ليس مهماً؛ إنما الأهم أن تتحمل مسؤولية و تبعات أخطائك و حسناتك و طبيعتك على ما هي .. كما تحمل الأم جنينها .. بحنوّ لا بإنكار؛ و بمسؤولية لا بندم؛ أن تكون عارفاً ؛ طاهراً و نظيفاً من الداخل, يعني :
أن تعيش كما أنت بلا تصنّع أو تحايل أو إظهار نفسك بغير ما أنت عليه في هواءك الشخصي دون الحاجة إلى الضغط على نفسك لتظهر بشكل تعتقد أنه يرضي من يهمك جلب رضاه .. أو تستخدم قناع أو رائحة عطر مستعارة؛ أن تدخل العلاقات كما يدخل الضوء نافذة بلا مواربة؛ كما يدخل طفل إلى حضن أمّه دون خوف من الطرد أو الشبهة.
في أعماق كل كائن يتقن الصّمت بكرامة؛ هناك نهر صغير يجري .. لا يسمعه أحد!
لكنك إن اقتربت من عين منبعه؛ شعرت برقرقة النقاء!
هؤلاء لا يفسرون؛ لا يُدافعون عن أنفسهم؛ لا يبرّرون إختياراتهم الخاطئة؛ لا يتعصبون لمواقفهم المشينة, لا يقلقون من المستقبل, لأنهم لم يصطنعوا شيئاً ليخفوه .. بل أساساً لا يحتاجون ذلك لأنّ قولهم و قلوبهم ثابثة كظاهرهم مثل باطنهم.
لم يلبسوا عباءة غيرهم ليقلقوا بشأن خلعها .
هم أنفسهم .. تأبى قلوبهم التلوين و التبدل و التقلب..
في زمن يُقاس فيه الإنسان بعدد أقنعته؛ بعدد دراهمه ؛ بعدد بدلاته؛ بلون بشرته و لون عينه ؛ بجماله الظاهري..
يصبح النقاء فضيحة و إعجوبة، و يبدو الصدق حماقة؛ و يُظنّ العفوي طيّباً ساذجاً و جنوناً أو غير متعلم!
لكن الحقيقة، كما قال (كيركغارد الدنماركي1855): [إن الطهارة هي أن تريد شيئاً واحداً”؛ أن تكون مخلصاً لذاتك لا لأدوارك؛ لحقيقة صوتك لا لأصداء ما يُنتظر منك أن تقول. فالداخل النظيف لا يحتاج إلى جهد للتأثير، لأن الحضور النقي هو نفسه بيان وجود, و ما يخرج من القلب يدخل القلب مباشرة و بقوة].
هل جرّبت أن تجلس مع شخص لا يُشعرك بآلغربة .. أو لا يزيد غربتك غربة, أو يشعرك أنك في إختبار؟
لا يُحصي عليك زلّة؛
لا يُربكك بعيونه الفاحصة؛
ولا يجعل حضورك إمتحاناً أخلاقياً؟
هؤلاء البشر لا يمدحون أنفسهم فرصة التعرف على أنفسهم و على أسرار الوجود .. و لا يتحدثون كثيراً عن الحُب أو الحرية أو الأخلاق؛ أو عن ذوات أنفسهم, لكنهم يعيشونها في تفاصيلهم الصغيرة؛ في طريقة تقديم فنجان الشاي او القهوة؛ في نظرة الترحاب الهادئة، في تركك تغادر دون إحراج؛ دون أن يُحمّلوك وزر الوداع, أو أحساسك بأنهم قدّموا لك الصدقات أو حتى المحبة, لتحرزهم من إبطال كل ما هو حسن و جميل.. فآلمعرفة و الحب و التواضع درجات عظيمة تتأسّس عليها مدى وعي الأنسان و حبه , لا يدركها إلا من خاضها و فعلها بصدق لوجه الله أو لوجه العشق الحقيقي لا فرق بينهما ...
ولأن العشق الحقيقي لو أردناه ينتصر لأنه الباقي بعكس المجازي الزائل لمجرد عرض جديد من مظاهر الدنيا المجازية؛ فعلينا أن نكون صادقين أولاً في زمن الزيف و النفاق و الخداع هذا, لأن (الصدق أوّل فصل في كتاب الحكمة) و بدونه لا قيمة لمخلوق حتى لو كان رئيس أعظم دولة, ما لم يقوم بتجهيز نفسه لعبور المحطات الكونية السبعة .. و الحديث المقدس يؤكد ما عرضناه بآلقول : [من أصلح سريرته؛ أصلح الله علانيّته].
أهم صفات القائد الناجح
1. الوعي بالذات
لا يمكننا التعامل بفاعلية مع المجهول أو تطوير ما لا نُدركه جيداً. لذا، يُعَد الوعي الذاتي من أفضل صفات القائد المؤثر والملهم. والمقصود به هنا أن تعرف سمات شخصيتك وسلوكياتها في مختلف الظروف، إلى جانب إدراك مخاوفها ومشاعرها تجاه بيئة العمل وتحدياتها.
ولكن لاحظ معي هنا أن الوعي الذاتي لا يعني الانغماس في التركيز على النفس وإغفال احتياجات فريقك أو شركتك. بل على العكس، كلما تعمقت في فَهم نفسك -بما في ذلك نقاط قوتك ومواطن ضعفك ودوافعك الداخلية- زادت قدرتك على تحليل المعطيات والتفاعل مع فريقك بكفاءة أكبر؛ فالوعي الذاتي والتواضع يسيران جنباً إلى جنب، مما يمنحك مرونة كافية لتطوير قيادتك وتعزيز علاقتك بمن حولك.
يؤكد كلامي ما أشار إليه مؤسس علم النفس التحليلي «كارل غوستاف يونغ»: «لن تتضح رؤيتك إلا عندما تتمكن من النظر إلى قلبك.. مَن ينظر إلى الخارج يحلم، ومَن ينظر إلى الداخل يستيقظ».
تدريب عملي: الجوانب الأربعة للوعي الذاتي
يمكننا تقسيم الوعي الذاتي إلى 4 جوانب رئيسية. يساعدك كل منها على فَهم نفسك وتطوير شخصيتك القيادية على النحو الآتي:
الوعي بالمشاعر: الغرض منه هو إدراك مشاعرك الحالية وتأثيرها على قراراتك.
الوعي بالقيم والمعتقدات: هدفه هو معرفة المبادئ التي تحكم تصرفاتك وأهدافك.
الوعي بالذات الجسدية: الانتباه إلى إشارات جسدك (مثل التوتر أو الغضب) وتأثيرها على أدائك.
الوعي بالذات الاجتماعية: المقصد منه معرفة كيف يراك الآخرون وطريقة تأثيرك عليهم.
ملحوظة مهمة: لتحسين وعيك بهذه الجوانب، أنصحك بتخصيص 10 دقائق يومياً لتدوين أفكارك ومشاعرك، كما يفيدك طلب تغذية راجعة صادقة من زملائك أو مشرفيك بانتظام.
أسئلة استرشادية
وفيما يلي مجموعة من الأسئلة التي قد تُساعدك على التفكير أكثر في جوانب شخصيتك وإدارتك:
ما القيم والمبادئ التي أؤمن بها، وهل تنعكس في قراراتي القيادية؟
كيف أتعامل مع النقد؟ وهل أراه فرصة للتطوير أم مصدر إزعاج؟
ما هي نقاط قوتي القيادية، وما المجالات التي أحتاج إلى تحسينها؟
كيف يؤثر أسلوبي في الإدارة على أداء فريقي؟
هل أستمع إلى ملحوظات الموظفين بإنصاتٍ أم أكتفي باتخاذ القرارات بناءً على رؤيتي وحدي؟
كيف أتعامل مع ضغوط العمل؟ وهل أنجح في الحفاظ على توازني العاطفي؟
كيف يمكنني تعزيز ثقافة الاحترام والتقدير في فريقي؟
هل أساهم في تمكين الموظفين وتطوير مهاراتهم، أم أحتفظ بالصلاحيات لنفسي؟
2. داعم
الدعم ليس مجرد صفة لطيفة يتحلى بها القائد الناجح كلما كان ذلك ممكناً، بل هو ركيزة أساسية في أي قيادة فعالة؛ خاصةً عندما يتعلق الأمر بــ تقييم الأداء الوظيفي وتطويره. فالقائد الحقيقي لا يتوقف دوره على الإشراف واتخاذ القرارات، بل يهتم أيضاً بتحفيز فريقه ودعمه بطرقٍ عملية تساعدهم على النمو والتميز.
ولا يقتصر الأمر هنا على الكلمات المشجعة أو إلقاء خطابات محفزة في الاجتماعات الرسمية، لأن الدعم الحقيقي يشمل توفير الموارد الذكية (كاستخدام نظام متطور لإدارة الموارد البشرية، مثل جسر)، إلى جانب تقديم الملحوظات البنّاءة وتصميم مسارات مهنية تُثري مهارات الموظفين وتعزز إمكاناتهم حقاً.
ومن الركائز الأساسية لدعم فريقك فَهم حقوقهم واحتياجاتهم الوظيفية، مما يساعدك على خلق بيئة عمل أكثر إنصافاً وتحفيزاً. لهذا السبب، أدعوك للاطلاع على كتيبنا المجاني الذي أوضحنا فيه شرحاً تفصيلياً لــ حقوق الموظفين في القطاع الخاص السعودي، بما يضمن لك إدارة أكثر وعياً واحترافية.
3. متعاطف
يتجاوز مفهوم التعاطف مجرد الاستماع الجيد أو محاولة فهم مشاعر الآخرين؛ لأن التعاطف لا يكون صادقاً إلا إذا ترافق مع فعلٍ حقيقيّ وإجراءات عملية تُثبت لموظفك أنك تأخذ مشاعره ومخاوفه على محمل الجد.
على سبيل المثال، عندما يشاركك أحد أعضاء فريقك قلقه بشأن عبء العمل أو يعبّر عن رأيه في تحدٍ معين، فإن استجابتك العملية، سواءً عبر تعديل المهام أو توفير تدريب إضافي أو حتى مجرد توضيح الأمور، هي ما ستشعره بأنه مُقدَّر ومحترم. وهذا بدوره ينعكس على بيئة العمل، فيزيد مستوى الثقة ويرفع الإنتاجية ويقلل معدل دوران الموظفين في شركتك.
وفيما يلي مجموعة من النصائح السريعة التي تزيد من قدراتك القيادية والتحفيزية:
وضع أهداف وتوقعات واضحة للموظفين تتناغم مع رؤية شركتك وفريقك.
تقديم تغذية راجعة بنّاءة وإيجابية باستمرار وتجنب النقد غير العملي.
تخصيص وقت للتواصل المنتظم مع فريقك والاستماع إلى مخاوفهم واقتراحاتهم.
تحديد فرص تدريبية تناسب احتياجات فريقك الفعلية (من المهم أن تتناغم هذه التدريبات مع أهدافهم الشخصية وتطورهم المهني).
الاعتراف بإنجازات الموظفين والاحتفاء بنجاحاتهم، سواءً على المستوى الفردي أو الجماعي.
إشراك فريقك في عملية اتخاذ القرار؛ خاصةً في الأمور التي تؤثر على مهامهم اليومية (يزيد هذا الأمر من شعورهم بالمسؤولية والانتماء).
4. القائد الناجح مسؤول
عند تقييم صفات القائد المؤثر، لا يمكننا التغافل عن أهمية تحليه بالمسؤولية، فالقائد الناجح لا يكتفي بإدارة فريقه، بل يتحمل تبعات قراراته وأداء موظفيه، سواءً أكانت النتائج إيجابية أو سلبية. إنه شخص لا يبحث عن أعذار عند الإخفاق، ولا يُلقي اللوم على الآخرين، بل يقف ليُقيِّم الموقف بشفافية ويُجري التعديلات اللازمة ويتعلم من الأخطاء لضمان عدم تكرارها.
والمسؤولية هنا ليست مجرد واجب وظيفي، بل هي ركن أساسي لبناء ثقافة مؤسسية تتسم بالإنصاف والنزاهة والشفافية؛ فحين يرى موظفوك قائدهم يتحمل المسؤولية بشجاعة، يصبحون بالتبعية أكثر التزاماً وإنتاجية، مما ينعكس إيجابياً على بيئة العمل ككل.
وهذه مجموعة من الأسئلة التي قد تساعدك على تقييم مدى تحليك بالمسؤولية بصفتك قائد إداري ناجح:
عندما يحدث خطأ في فريقك، هل تأخذ زمام المبادرة لإصلاحه، أم تبحث عن شخص آخر لتحميله اللوم؟
كيف تتعامل مع التحديات غير المتوقعة؟ هل تبقى هادئاً وتبحث عن حلول، أم تشعر بالإحباط والتوتر؟
هل تحرص على متابعة تنفيذ القرارات التي تتخذها، أم تترك الأمور دون متابعة كافية؟
كيف تتعامل مع التعليقات السلبية أو الانتقادات؟ هل تراها فرصة للتحسن أم تهرب منها؟
هل تُشجع فريقك على تحمل المسؤولية أيضاً؟ وكيف تساعدهم على تطوير هذا الجانب؟
كيف توازن بين منح موظفيك الثقة والاستقلالية، وبين التدخل عند الحاجة لضمان سير العمل بكفاءة؟
عندما ينجح فريقك، هل تعترف بجهودهم وتشكرهم على مساهماتهم بطريقةٍ عادلة ومنصفة؟
5. مَرِن
إذا تأملت معي هنا، ستجد أن صفة المرونة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسؤولية؛ فالمسؤولية لا تضمن العدالة في شركتك فحسب، بل تخلق أيضاً بيئة مرنة قادرة على التكيف مع التغيرات والازدهار في مواجهة التحديات.
وفي هذا الصدد، يشير الكاتب «إريك جريتنز» إلى جوهر العلاقة بين المرونة والمسؤولية بقوله:
«أهم عادة يجب تبنيها إذا كنت تريد أن تكون مرناً هي عادة تحمل مسؤولية حياتك... فكلما زادت المسؤولية التي يتحملها الناس، زادت مرونتهم. وكلما قلّت المسؤولية التي يتحملونها عن أفعالهم وحياتهم وسعادتهم، زاد احتمال أن تسحقهم الحياة. وبالتالي، يكمن جوهر المرونة في الاستعداد لتحمل مسؤولية النتائج».
نعم، قد تفاجئك ظروف غير متوقعة في سوق العمل أو قد تواجه صعوبة في استقطاب الكفاءات المناسبة، مما يعني أنك لا تتحكم دائماً في كل ما يحدث داخل شركتك. لكن إذا نظرت بعمق، ستجد أن المسؤولية لا تعني السيطرة المطلقة، بل تعني اتخاذ رد الفعل الصحيح تجاه أي تحدٍّ يواجهك أنت وفريقك.
ويؤكد «إريك» هذه الفكرة بمثال لافت، إذ يقول: «أول كلمة تخرج من فم المتذمر هي دائماً «هم»... لكن بمجرد أن تقول «أنا مسؤول عن...»، فأنت تتحكم في شيءٍ ما».
وخلاصة القول هنا أن صفات القائد الناجح لا يمكن أن تخلو من المرونة والمحاسبة، لأن القادة الحقيقيون يتجنبون لوم الظروف ويتحملون مسؤولية قراراتهم، الأمر الذي يُوفر لهم المرونة اللازمة للتعامل مع معطيات السوق الحالية والمستقبلية.
6. مبدع
يتميز القائد الناجح بعقلية إبداعية لا تكتفي باتباع المسارات التقليدية، بل تسعى دوماً لاستكشاف طرق أكثر كفاءة وابتكاراً لإنجاز المهام وتحقيق الأهداف؛ فالإبداع في القيادة لا يعني تقديم أفكار جديدة فقط، بل يشمل أيضاً القدرة على تبنّي أساليب متطورة وأدوات حديثة تُحسِّن سير العمل وتعزز إنتاجية الفريق.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك التحول من الأنظمة التقليدية في إدارة الموارد البشرية إلى حلول مؤتمتة أكثر ذكاءً، مثل نظام جسر، الذي يُمكّن الموظفين من تقديم الطلبات واستلام الردود عليها بكل سهولة، كما يوفر لقادة الفِرق أدوات لمتابعة الأداء لحظة بلحظة، بالإضافة إلى تبسيط عملية إعداد التقارير ومقارنتها وإدارة كشوف الرواتب وتحديث ملفات الموظفين بيُسر.
لكن الإبداع القيادي لا يقتصر على تبني التقنيات الحديثة فقط، بل يمتد أيضاً إلى التفكير في حلول عملية وفعالة. لذا، أدعوك هنا إلى سؤال نفسك بانتظام عند تولي أي مشروع: «هل هناك طريقة أفضل لتنفيذ هذه المهام؟ هل يمكننا تحقيق النتائج نفسها بجهدٍ أقل؟ ماذا لو استخدمنا نهجاً مختلفاً تماماً؟».
هذا النوع من التفكير هو ما سيجعلك قادراً على توجيه فريقك نحو النجاح وسط تغيرات السوق المستمرة، وسيضمن أن شركتك لا تواكب العصر فحسب، بل هي دائماً سبّاقة ورائدة في مجالها.
7. واثق بقراراته
بصفتك قائداً إدارياً في شركتك، فإن اتخاذ القرارات الحاسمة بثقة واتزان ليس مجرد مهارة إضافية، بل هو ركيزة أساسية تُحدد مدى قدرتك على تحفيز فريقك وإلهامهم. فالقائد الذي يظهر ثقة واضحة بقراراته يعزز شعور الأمان والاستقرار داخل الفريق، ويدفعهم إلى العمل بروح رحبة.
وعلى نقيض ذلك، عندما ننظر إلى صفات القائد السلبي، فإنه ينقل تردده وقلقه إلى فريقه، مما يؤدي إلى حالة من الارتباك والتوتر، ويرفع بذلك معدلات الاحتراق الوظيفي بسبب غياب الرؤية الواضحة. وهنا تكمن أهمية الاستعداد والتطوير المستمر لتعزيز ثقتك بقراراتك وإمكاناتك.
خطوات لتعزيز الثقة
وفيما يلي بعض الخطوات السريعة التي تساعدك على بناء ثقة راسخة في قراراتك:
تدرّب جيداً على العروض التقديمية لتقديم أفكارك بوضوح وإقناع فريقك وأصحاب القرار.
توقّع الأسئلة والتحديات التي قد تواجهها، وأعدّ إجابات وحلولاً منطقية ومدروسة.
افهم معطيات السوق واحتياجات منشأتك؛ فكلما زادت معرفتك، زادت ثقتك بقراراتك.
ابقَ مطّلعاً على أحدث المستجدات في مجال عملك، سواءً أكانت إستراتيجيات جديدة أو أدوات مبتكرة تعزز من أداء فريقك.
أحط نفسك بفرق قوية، فاختيار ذوي المهارات والكفاءات العالية يجعلك أكثر قدرة على اتخاذ قرارات سليمة بناءً على دعم وتحليل موضوعي.
لب السالفة: لاحظ معي هنا أن الثقة بنفسك لا تعني الغرور أو التمسك بقراراتك الخاطئة؛ إذ يتحتم عليك مراجعة قراراتك والتعديل عليها متى اقتضى الأمر، مع البقاء ثابتاً على المبادئ التي تخدم مصلحة فريقك وشركتك.
8. من أهم صفات القائد الناجح: التركيز
إذا تأملت معي أهمية التركيز في بيئة العمل، ستجد أنه ركن رئيسي لتحقيق الأهداف المؤسسية والمهنية بكفاءة، خاصةً في هذا الوقت الذي تمتلئ به شركاتنا بالمشتتات وتتدافع خوارزميات تيك توك وسنابشات على تحفيز نظام المكافأة في أدمغتنا؛ مما يدفعنا إلى البحث المستمر عن الإشباع اللحظي مع كل نقرة.
لكن عندما تُوجّه انتباهك نحو الجوانب الأكثر أهمية، ستتمكن من إدارة وقتك ومواردك بطريقةٍ أكثر فعالية وسينعكس هذا التركيز إيجاباً على جودة الأداء وقدرتك على اتخاذ القرارات.
ولتحقيق أقصى استفادة من مهارة التركيز، جرّب جدولة فترات عمل متواصلة دون انقطاعات لإنجاز المهام الأكثر تعقيداً، يليها فترات عمل أقل كثافة تتيح لك التعامل مع المستجدات والمهمات الفرعية (مثل الرد على رسائل البريد).
وفيما يلي مجموعة من الأسئلة التي قد يفيدك أن تسألها لنفسك في هذه المرحلة:
ما أكثر الأمور التي تُشتت انتباهي في أثناء العمل، وكيف يمكنني تقليلها؟
هل أُحدد أولوياتي بوضوح قبل بدء الدوام؟
كيف يمكنني تحسين بيئة عملي لتقليل المشتتات وزيادة الإنتاجية؟
متى تكون طاقتي الذهنية في ذروتها، وكيف أستغل هذه الأوقات في المهام الأصعب؟
9. متواصل جيّد
من وجهة نظر شخصية، يُعَد التواصل البناء من أهم صفات القائد الناجح، فهو يُمكّنه من إيصال صوته بوضوح والتعبير عن آرائه وتقديم التعليمات لفريقه دون إثارة مشاعر سلبية أو فوضوية.
ولكن التواصل الفعّال لا يقتصر على التعامل مع فريق العمل فقط، بل يمتد ليشمل مختلف الجهات المعنية داخل المؤسسة وخارجها. فقد تكون نقطة الوصل بين الموظفين والإدارة العليا.
ومن المتوقع أن تستقبل الزوار في مكتبك وتنقل المعلومات إلى قادة الفِرق الأخرى وتتفاوض مع الشركاء، بل وربما تتعامل مباشرةً مع العملاء في بعض المواقف. يتطلب هذا الأمر وجود مهارات تواصل قوية تُشجع الآخرين على إظهار أصالتهم والتعبير عن مواقفهم بحرية وشفافية.
إليك هنا بعض التوصيات السريعة:
وَفِّر مساحات رسمية وغير رسمية لموظفيك للتعبير عن مخاوفهم ونقل المعلومات بسهولة.
تذكّر أن التواصل لا يقتصر على الحديث فقط، بل يشمل أيضًا الاستماع الجيد.
احرص على إظهار اهتمامك بآراء الآخرين واطرح أسئلة تعكس فهمك لما يقولونه.
تأكد من وضوح رسائلك سواءً أكنت تُرسل بريداً إلكترونياً أو تُجري مكالمة هاتفية أو تتحدث في اجتماع عمل.
استخدم لغة إيجابية وبناءة (يعني بدلاً من التركيز على الأخطاء فقط، وضّح لموظفيك طُرق التحسن الممكنة).
10. مفكّر إستراتيجي
بسبب طبيعة السوق الحالية، فمن البدهيّ أن يُواجه القادة تحديات عديدة تتطلب منهم حلولاً مبتكرة وقراراتٍ مدروسة. ولكن لا تقتصر صفات القائد الملهم هنا على حل المشكلات فقط، بل تستلزم أيضاً وجود قدرة عالية على تحليل البيانات وتوقع المخاطر، فضلاً عن صياغة إستراتيجيات مهنية تدعم النمو المنشود.
ولتوضيح ذلك، دعنا نفترض هنا أنك تُواجه انخفاضاً في معدل الإنتاجية في شركتك. في هذه الحالة، سيكتفي القائد التقليدي باتخاذ قرارات سريعة كزيادة ساعات العمل، في حين سيلجأ المدير الناجح إلى تحليل الأداء بموضوعية وتقييم أسباب التراجع من جميع الجوانب، ومن ثم سيضع خطة تعالج المشكلة من جذورها، مثل تحسين بيئة العمل أو توفير برامج تدريبية تعزز مهارات فريقه.
خلاصة
إلى جانب الصفات التي ذكرتها سابقاً، يتسم القائد المؤثر بمجموعة من السمات الجوهرية التي تعزز نجاحه وقدرته على إلهام فريقه؛ فهو شخص يجمع بين الاجتهاد والمثابرة، فلا يكتفي بأداء المهام الروتينية، بل يسعى إلى تطوير نفسه وفريقه باستمرار، كما يتحلى بالالتزام الأخلاقي، إذ يُلهم الآخرين من خلال نزاهته وشفافيته في التعاملات.
وكقاعدة عامة، يمكننا الاتفاق على أن كل صفة تُساعد الفريق على النمو والتطور وفق الأُطر الأخلاقية والقانونية -دون أن تُحفز فيهم الضغوطات أو النزاعات- هي صفة مطلوبة للقادة الناجحين.
في النهاية، تذكر أن صفاتنا تشتد وتزداد ثراءً عندما نؤمن برؤية واضحة ونحلم بواقعٍ أفضل.. وهذا ما عبر عنه «مارك ميلر» في كتابه جوهر القيادة إذ قال: «آمن بقدرتك على صنع المستقبل، فهذا ما يفعله القادة، وهذه مهمتنا.. افهم الواقع، لكن لا تدعه يقيدك».
مد عبد الوهاب
عزيز الخزرجي فيلسوف كوني و عارف حكيم بخبرة تزيد عن 30 عاماً، يساهم مع المنتديات الفكرية و الثقافية في مشاركة و كتابة موضوعات مفيدة يسعى من خلالها إلى ربط السياسيين و أساتذة الجامعات و مسؤولي الحكومات و الوزراء و الموارد البشرية بنصائح عملية تساعدهم على تحقيق أقصى استفادة من مواردهم تتركز أبحاثه في التخطيط الإستراتيجي عبر الدساتير و للموارد البشرية وإدارة المواهب والأداء والتدريب الوظيفي، وغيرها من المجالات المرتبطة التي تمكّن صناع القرار من الوصول إلى أهدافهم واتباع إستراتيجيات أذكى وأكثر تميزًا.
بجانب اهتمامه بالكتابة والبحث في مفاصل الحياة و الوجود فهو صاحب نظرية كونية, بعنوان : الفلسفة الكونية و التي هي ختام الفلسفة .
Subscribe to:
Posts (Atom)