Saturday, April 12, 2025

هل تشهدون آثار لقمة الحرام ؟

هل تشهدون آثار لقمة الحرام ما يجري علينا بسبب الحرام: كثيراً ما نبّهتُ المتحاصصين و حكام بلادنا و منذ نصف قرن و بآلأخص من سُميّ بدولة القانون و الأطار و غيرهم؛ بآلحذر من سرقة الفقراء عبر المخصصات و الروابط و السرقات و الصفقات المتنوعة تحت مسمّيات مختلفة, لكنه و للأسف بات المال الذي يغتر به حتى أهل العمائم من الشيوخ و السادة ناهيك عن المليشيات و الرؤساء و الوزراء خاصة هو الامل و المنى, و ذلك لفقدان التقوى و الوجدان .. الذي لا يحصل عليه العبد بسهولة إلا بعد رياضات طويلة وعريضة مع الصبر على الكثير من الأذى .. ومَنْ مِن أعضاء الحكومة و البرلمان والاطار والمليشيات جرّب ذلك و كان صادقا تقياً!؟ بل مَنْ منهم يعرف آثار و عواقب لقمة الحرام أساساً, تلك الآثار المدمرة الواقعة في عراق اليوم؟ ليس عدلاً ولا أنصافاً أن يُسرق شعب بأكمله لأنه غير مثقف و لا يعرف حقوقه و هدفه, بسبب الوالدين و المناهج الحزبية و التربية و التعليم الفاشل والثقافة السائدة عموماً في بلادنا, بل على كل مسؤول و لأنه مسؤول أن يلاحظ تلك الحقوق , لا أن يأتي للوظيفة بآلمال الحرام و يحصل على منصب عبر وسائل مختلفة كآلواسطة أو الحزب أو التحاصص أو بفضل وأوامر القوى الكبرى التي تعمل لها جميل الفصائل والمليشيات والأحزاب المتحاصصة في العراق و إن إدعت بأنها تعادي المحتليين و المستكبرين في العلن, بعكس ما يفعلونه في الخفاء .. و كما قال معروف الرصافي رحمه الله و هو يصف حال حُكّام العراق و وعّاظهم: [لا يَخدعَنكَ هُتاف القومِ بالوَطَنِ .. فالقومُ في السرِّ غير القومِ في العَلَن]. يضاف فوق كل ذلك إعطاء مئات الملايين من الدولارات كرشوة لأشخاص في دول أخرى لشراء ذممهم لبقاء المتحاصصين في الحكم! في الحقيقة لقمة الحرام و التي شاعت بل شملت كل العراق تقريباً خصوصا الطبقة السياسية بسببهم؛ قد فعلت فعلها و أضاعت بوصلة العراق و العراقي و هو لا يعلم أين الحق و مَنْ المُحق و لماذا يأكل الحرام الذي أصبح حلالاً بعد مقولة "القادة" الذين نهبوا المليارات و الملايين و إدّعوا بأنها (أموال سائبة أو مجهولة المالك) لضيق أفق عقولهم و مسخ قلوبهم الفاسدة, و هكذا سار الآخرون بمن فيهم المرتزقة و الذيول الذين باتوا عالة على اكتاف الفقراء و المجاهدين الحقيقين الذين ترك أكثرهم حتى السكن في العراق, تلافياً لمشاركة الفاسدين بالنهب و السلب و لقمة الحرام, بل وفوقها أجازت حكومة السوداني المعدانية و إطاره الجاهل؛ قتل الرجال و النساء و الأطفال و كما بان خلال المظاهرات الأخيرة في الناصرية و غيرها! المهم لقمة الحرام لم تعد اليوم في العراق حرام أو حتى مكروه بل يعتبر توفيقاً و حقاً إغتصبه الساسة و الحكومات علناً؛ و قد أثرت على الكثير من الجوانب الحياتية و المصيرية و الأخلاقية بشكل خاص و كما نشهدها على كل صعيد , بحيث بات آكلي تلك اللقمة يعتبرون أنفسهم دهاة و شياطين و شخصيات كبيرة و كما كان .. أو و كما .. علّمهم البعث الهجين و سيدهم صدام يوم كانوا معه يحكمون العراق و يعملون لأجل بقاء صدام, بكون الهدف من الحكم هو الغنى , بينما فلسفتنا الكونية تقول و تؤكد بأن : [مَنْ يغتني من وراء السياسة فاسد]. المهم ما يعنينا هنا عرض (المخاطر) المدمرة التي تسببها لقمة الحرام لتذكير الناس و حتى الذين وضعوا أنفسهم في قمة الهرم و هم لا يتقنون أبجدية الحكم و العدالة رغم وجود عشرات مراكز الدراسات التي أسسوها و يعمل فيها من لا يعرف شرق آسيا من غربها.. المهم حكموا بفضل المحتلين, حيث صرحوا أخيراً بعد الضغوط الخارجية بأنهم مستسلمون ولا مقاومة و يطلبون: من (أمر..يكا) ألعفو و الرضا عنهم و مسامحتهم, هذا بعد ما أقاموا الدنيا و لم يقعدوها بجهادهم و المقاومة وآلوقوف ضدهم! بآلضبط كما فعل أستاذهم صدام قبل سقوطه , حين قال لممثل بوش أثناء لقائه في الموصل و كانت آخر إتصال بين أمريكا و صدام, قال لممثل بوش: [أرجو إبلاغ السيد بوش بأننا لا نعادي أمريكا و قبلنا و نقبل بكل مقرراتهم, فقط لا يهجم علينا]!!! فما علاقة المصير والتطور والأحداث و المآسي التي تؤثر على نشأة و سعادة الأمم أو شقائها بسبب لقمة االحرام!؟ فالواقع و كما أخبرتنا الكتب السماوية و تجارب الأمم ومنها أمم الغرب و حتى الشرق؛ قد أثبت بوجود علاقة مصيرية بين الكدّ المشروع لبناء الحياة و بين التزوير والنفاق لذلك, و تجربة (الرينوسانس) خير مثال على ذلك في أوربا و كذلك تجربة كوبا مع امريكا و هكذا تجربة الثورة عام 1979م في الشرق! ورد عن رسول الله(ص) في الصحيحين كما في مدرسة اهل البيت(ع), قوله(ص) عن إبن عباس : تُلِيَتْ هذهِ الآيةُ عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا] (البقرة: 168)، فقام سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ, فقال: يا رسولَ اللهِ, ادعُ اللهَ أنْ يجعَلَني مُستَجابَ الدَّعوةِ؟ فقال النبيُّ (ص) : [يا سعدُ؛ أطِب مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ، والَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ, إنَّ العبدَ لَيَقذِفُ اللُّقمةَ الحرامَ في جَوفِهِ ما يُتقبَّلُ منه عملٌ أربعينَ يومًا, وأيُّما عبدٍ نَبَتَ لحمُهُ مِن سُحت فآلنار أولى به](1). إن تمتع الإنسان بقلب و روح سليمين و نابضين بالحيوية و الصفاء و المحبة يشبه الجذر السليم لشجرة مباركة، و يجب أن يكون للشجرة جذور سالمة حتى تكون مستقرة ومثمرة بشكل دائم. الطعام الطاهر والحلال ينير قلب الإنسان، ويزيد فيه رغبة المعرفة الإلهية والعبادة، فتزداد روح الدعاء والتضرع لله تعالى، و ينمو النشاط العملي, و من ناحية أخرى فإن الطعام الحرام يسبب ظلمة في قلب الإنسان، وبالتالي ينقاد الإنسان إلى كل أنواع الذنوب!! فالتعصب في غير محله، و الأخلاق السيئة و العديد من الرذائل الأخلاقية الأخرى كلها نتيجة لآثار لقمة الحرام(الرواتب الحرام المليونية) التي تذهب بالإنسان إلى الهلاك و تُسلب منه نور الإيمان و الراحة من قلبه, سواءً علمنا بها أم لم نعلم، فمن يأكل طعاماً طيباً و طاهراً و حلالاً ليس كمن يأكل الطعام الخبيث والنجس والحرام قطعاً, لأن لطيب المأكل والمشرب و حليتهما أو حرمتهما آثاراً كثيرة على حياة الإنسان، بل و تتعدى هذه الآثار إلى غيره أيضاً و تنتقل إلى ذريته, فأحيانا شهدت إبتلاء البعض بآلمصائب و هو مؤمن فبحثت عن الأسباب فتبين أحدها يكون بسبب أعمال باطله إرتكبها أبويه من قبل فإنعكست عليه لهول آلحرام و آثاره! و يعني هذا التاثير السيء على الذرية(2) : ان للغذاء الحرام تأثيراً بالغاً على مستقبل الطفل حتى قبل انعقاد نطفته، فإذا إنعقدت النطفة من الحرام سيكون ذلك بمثابة الأرض الصلبة لتعاسة الطفل و شقائه حتى الموت! رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) أنهُ قَالَ : [كَسْبُ الْحَرَامِ يَبِينُ‏ فِي‏ الذُّرِّيَّةِ](3). يسبب أيضاً :عدم استجابة الدعاء: الطعام والشراب المكتسب من الحرام، أو المحرم في الشريعة الإسلامية أكله أو شربه يشكل مانعاً مهماً ومباشراً لعدم استجابة الدعاء مهما ألحّ الإنسان في دعائه و تضرّع إلى ربه, رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله أَنَّهُ قَالَ: [أَطِبْ‏ كَسْبَكَ‏ تُسْتَجَابْ دَعْوَتُكَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَرْفَعُ اللُّقْمَةَ إِلَى فِيهِ حَرَام فَمَا تُسْتَجَابُ لَهُ دَعْوَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْماً](4). لقمة الحرام تُولّد قساوة القلب والكذب والغيبة التي تُبعد الأنسان عن الحقّ فيمقته الله، و تحيطه بالظلمة وعاقبة السوء، بل لا يعود الإنسان قادراً على تقبّل الحقّ، ولا يؤثر فيه أيّ تحذير أو وعظ، ولا يتجنّب ارتكاب أيّ جناية، و الشاهد عليه ما قاله سيد الشهداء(ع) ضمن خطبته لجيش عمر ابن سعد يوم عاشوراء: [...فَقَدْ مُلِئَتْ بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرامِ، و َطُبِعَ عَلى‌ قُلُوبِكُمْ وَ يْلَكُمْ أَ لا تُنْصِتُونَ!؟ أَ لَا تَسْمَعُونَ؟](5). نعم، المال الحرام لا خير فيه ولا بركة, و يجلب الشقاء و العذاب و المحن، و يبعد صاحبه عن جادة الصواب ويجعله غير مُهتم بآخرته. نستنتج من هذا الدرس العظيم : أنّ ألإنسان المكافح أو عائلة أو أمّة مكافحة تنتج و تكدح لِلُقمة الحلال و بناء الحضارة ستكون ذات شأن و عاقبة حسنى, و الفلاح و التّقدم والسّعادة والعاقبة الحُسنى ستكون نصيبها, وآلأنسان و العائلة أو الشعب الخانع التنبل الذي تحكمه الأنظمة الفاسدة كما العراق بأمر من الإستعمار وتجبره على الضلال والربا والفساد و الفوارق الطبقية و الحقوقية حسب إتفاقيات ستراتيجية موقعة؛ ستصيبها حتماً الشقاء والبلاء و سوء الأخلاق و التكبر و الخصام و الذل, والله تعالى قد أنزل الكُتب على الناس بآلحقّ كحُجة عليهم فمن إهتدى فلنفسه ومن ضلّ فإنما يضل عليها وما أحد عليهم بوكيل. حكمة كونيّة : [ألأمة التي تنتج أفكارها تنتج أدواتها]. و أمتنا بسبب أحزابنا الجاهلية المتحاصصة وحكوماتنا العميلة تُحاصر ألمبدعين والمفكرين والفلاسفة و تُشرّدهم ليحلّ الخراب و الفساد و البلاء و الطفيليات و المرتزقة بدلهم, لأنهم لا يعرفون بأن أبجديات الحكم هي للعدالة و نشر القيم و الأخلاق و التواضع, و ليس لسرقة الناس و تعميق الفوارق الطبقية و كما هو واقع الحال الآن ختام الحديث هو حديث رسول الله(ص) : (الرسول "ص" قَبَّل يدان فقط في كل عمره الشريف هُما؛ يد فاطمة(ع) و يد العامل). عزيز حميد مجيد الخزرجي . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الراوي : عبدالله بن عباس(رض) , المحدث : ابن رجب. المصدر: جامع العلوم والحكم , الصفحة أو الرقم : 260/1. أخرجه الطبراني في (المعجم الأوسط) (6495) باختلاف يسير. (2) بإعتقادي ؛ هناك 3 عوامل مؤثرة في نشوء و تربية الأبناء ؛ [إنعكاس العلاقة الهادئة الطيبة بين الوالدين؛ لقمة الحلال؛ و الأصدقاء]. (3) مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول (للعلامة المجلسي) / المجلد : 19 / الصفحة : 89. (4) مستدرك الوسائل (للمحدّث النوري)/المجلد:5/الصفحه:217. (5) بحار الأنوار (للعلامة المجلسي) / المجلد : 45 / الصفحة : 8 / الناشر: دارالاحیاء التراث – قم.

نداء جديد لفقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة :

نداء جديد لفقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة: نداء فقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة للأمة و للعراقين الذين يواجهون محنتين أحداهما أكبر من الأخرى : ألأولى : محنة تسلط المنافقين و المرتزقة المتحاصصين من النطائح و المترديات و المنخنقات والموقوذات والتي أكلها السبع؛ لكونها صارت ميتة و محرمة, كما أموات السلطة اليوم, الذين إمتلأت بطونهم و قصورهم بآلمال الحرام بعد ما دمروا نهج عليّ و الحسين و الصدر , حين سرقوا و دمروا و أصبحوا عملاء لكل من هبّ و دبّ للبقاء في السلطة بقوة المستكبرين و حمايتهم مقابل حقوق و جوع الفقراء و المُبتلين الصابرين و تسليمها لهم و لعملائهم في المنطقة! و الثانية : محنة تسلط القوى العظمى على مسار البلاد و العباد و حتى على تحديد شكل الحكم نتيجة تخاذل القوى السياسيّة و الحزبية المتحاصصة بكل ذلة و خنوع و تفنّن لمن أتى بهم بعد صدام الجهل و البدوية! لذا فأن أستاذنا العظيم الذي ظلموه و خانوا عهوده بآلأمس وهو حيّ يُرزق يُناشدكم من جديد بآلتوبة و التسلح بآلفكر و توحيد الصفوف ضدّ كلّ أؤلئك المنافقين و الجهلاء المارقين من تجار السياسة بآلثورة ضدهم و الخلاص من تبعات فعالهم التي إنعكست على حياة العراق و المنطقة و كما تشهدون.

العارف الذي رشّحتَهُ لرئاسة الأمم المتحدة :

ألعارف الذي رشّحْتهُ لرئاسة الأمم المتحدة : فلسفتي الكونية العزيزية تأثرت في بعض جوانبها العرفانية بأفكار العارف المعاصر حسين إلهي قمشئي, و آلحق عند أهل القلوب يجب أن يقال إن كان لك أو عليك, و قد أعترفت بذلك و ذكرته في جوانب من (فلسفتي الكونية الخاتمة) و أثنيت عليه في بعض المقالات, و إليكم حقائق عن تراثه العلمي و الأدبي و الفكري الذي تركه لكل محب و عاشق للفكر و الأدب و الجمال و العرفان : هناك الكثير من المفكرين الذين قرأت لهم و لكن القليل منهم ترك في حياتي بصمة واضحة . من هؤلاء استطيع و بكل فخر ان اشير الى الدكتور قمشئي و الذي يعتبر نادرة من نوادر زماننا . لو قيل لي ما هي الشخصية التي تختارها لتمثيل البشرية - سفير البشرية - لاخترت هذا الدكتور لانه فعلا لا يمثل بلدا معينا و لا مذهبا معينا بل يمثل البشرية في أسمى معانيها . ولد حسين الهي قمشئي في طهران العام 1318 شـ . أكمل دراسته الاكاديمية في كلية الالهيات بجامعة طهران الى جانب دروسه الحوزوية عند والده و بعض اساتذته. ثم اشتغل بالتدريس في جامعة طهران و اصبح محاضرا في جامعات ايرانية و خارجية . بدأ التأليف و الترجمة في العرفان و الادب و قد شغل منصب رئيس مكتبة ايران الوطنية لمدة سنة . مؤلفاته كثيرة جدا و لكن يمكن الاشارة الى : - 365 يوما مع القران الكريم . - 365 يوما مع السعدي. - مختارات و شرح " فيه ما فيه - لمولانا " - مختارات " منطق الطير – لعطار " - مقدمة و تصحيح لديوان حافظ الشيرازي . - ترجمة " النبي لجبران خليل جبران " - المقالات . الجامعية : الجامعية سمة بارزة في شخصية هذا الرجل فالذي يسمع محاضراته او يقرأ تأليفاته يجده يتكلم عن انواع الادب الشرقي و الغربي ، الاديان ، الفلسفة ، التاريخ ، الهندسة المعمارية ، الموسيقى ، المكتبات و الكتب ، الاجتماعيات و علم النفس و غير ذلك من المواضيع . هذا بخلاف ما هو رائج هذه الايام من التخصص الشديد في احد فروع العلم و عدم الانفتاح على العلوم الاخرى . القراءة : لقد قام الدكتور بجهود جبارة كي ينشر و يحبب ثقافة القراءة الى قلوب الشباب و الشابات و قد بدأ بنفسه فهو المثال الاكمل للشخص القارئ . في محاضراته دائما نجده يتكلم عن المكتبات و القراءة الجماعية و كيف ننظم القراءة الحرة كي نخرج بالفائدة بدلا من العشوائية . من يزور موقعه يجد انه يقدم برامجا مقترحة و مختلفة للقراءة لكل فئة عمرية . و عندما سألوه عن كيف يجد الوقت لقراءة هذا الكم من الكتب اشار الى ان المسألة فقط تحتاج الى قليل من النظم و الاستمرار. احترام الثقافات و الأديان الاخرى : من يقرأ مقالاتي الاخيرة في الاديان الشرقية يجد اني اتكلم باحترام عن هذه الاديان و رموزها و ذلك لمسته جلياً في شخصية الدكتور فهو على الرغم من خلفيته الدينية و تربيته في بيت تقليدي الا انه يحترم الاديان الاخرى بشكل قد لا يحتمله المحافظون و رجال الدين . ليس من الغريب ان تراه ينصح بقراءة العهد القديم او الباغافادغيتا و ذلك ليس كقراءة اطلاع و نقد بل قراءة تعلم و استفادة . نعم الكثير هم من يقرأون الاعمال العالمية و لكن اما يقرأونها لدحضها و نقدها او يقرأونها بنظرة استعلائية و القليل هو من يقرأ بنفسية المتعلم الشغوف . الادب و الادب المقارن : الادب هو اهم اهتمامات الدكتور فتراه حافظا لاغلب دواوين الشعر الفارسي من امثال حافظ ، فردوسي ، سعدي ، الشبستري ، العطار و غيرهم. ليس هذا فحسب بل أجده حافظا لاشعار شكسبير و اجده متأثرا بقوة بشخصيات حركة التعالي الامريكية من مثل ايمرسن ، ثورو و السيدة ايميلي دكنسون . هذا و اجده مطلعا على الادب الشرقي خاصة الهندي و لكن بدرجة اقل . الادب المقارن ايضا من اهم اهتمامات الدكتور و جل مصنفاته و محاضراته تنطوي تحت هذا الباب. فهو يعقد المقارنات و يستخرج اوجه الشبه ليس بين شعراء الفارسية كحافظ و سعدي فحسب بل بين الاعمال الشرقية و الاعمال الغربية فتراه يزاوج في محاضراته بين اشعار شكسبير و اشعار حافظ . الحفظ : ليس لدي احصائيات عن مخزون هذا الرجل و لكن من يسمع محاضراته يستغرب قدرته العالية على قراءة الاشعار عن ظهر قلب لشعراء مختلفين . ما يلفت النظر انه ليس كما عادة الادباء ينشد بيتا شعريا كموضع للشاهد و انما يأتي بالقصائد كاملة او اجزاء طويلة منها. أحيانا اجد ان هذا الاسترسال يخرج المحاضرة من مسارها . تذوق الجمال : الجمال و تذوق الجمال و معرفة الجمال مصطلحات غريبة على مجتمعنا و ثقافتنا ( اذا استثنينا الجمال الانثوي) . لكن الدكتور لا يحاول في محاضراته ان يعلمنا الجمال المعنوي فقط بل يدعو الى معرفة الجمال الحسي ايضا هذا الجمال المفقود كليا عن مدننا و شوارعنا و ممتلكاتنا . في هذا العصر الذي يعج بالكآبة اينما تولي وجهك. اعتقد اننا بحاجة الى تعلم هذه المهارة خصوصا في هذا العصر الحزين, لكثرة الظلم و الأنتهازية وحب المال و الشهوات . حكمة كونيّة : [مشكلة بلادنا مذ تأسست, هي تسلط حكومات لا تتقن سوى التآمر و الخيانة و سرقة الأموال, لهذا النتيجة دائماً إستنزاف البلاد و العباد]