Friday, May 16, 2025

رئيس ملحد آخر يشرف كل الرؤوساء الأسلاميون (مدعي الالوهية):

رحيل الرئيس الزاهد الفقير خوزيه موخيكا: تاركا ميراثه الغني في كيفية انسجام النهج الفكري ــ المبدئي كممارسة في كل الظروف و الأحوال قرأنا بأسف خبر وفاة الرئيس الأورغواي السابق واليساري المكافح خوزيه موخيكا ، و الذي أصبح مثيرا للجدل ــ بالمعنى الإيجابي للكلمة ــ بل و مصدر إعجاب و تقدير في عيون الكثيرين في العالم ، بسبب طبيعة و نمط عيشه المتسم بالتواضع و الفقر الزاهد ، طبعا بإرادته وخياراته الحرة ، وهو في منصب رئيس دولة ، رافضا ليس فقط السكن و العيش في القصر الرئاسي الفخم وسط خدم و حاشية ، إنما مفضلا بيت زوجته الريفي البسيط على ذلك ، متخليا في الوقت نفسه عن نسبة كبيرة من رتبه لصالح فقراء بلده .. و بهذه الصورة و المعنى فهو يُعد من الأشخاص القلائل الذين أصرّوا على خلق انسجام تام ومتواصل راسخ في ممارسة وتطبيق المنهج الحياتي اليومي على المبادئ التي أمن بها و صار على هُديها الصائب المستقيم طيلة حياته ، دون أن تغريه جاذبية الثروة ، ولا فخفخة الأضواء الرسمية ، طبعا ولا بريق الشهرة كرئيس دولة بامتيازات كبيرة وكثيرة .. .. وهو بهذا النهج والسلوك كان أقرب إلى جيفارا ، و نلسون مانديلا و غاندي و الكونت ليف تولستوي الفيلسوف الروائي الإصلاحي المعروف عالميا .. و قد فكرتُ بعقد مقارنة بينه و بين قادة الأحزاب الإسلامية في العراق من حيث كيف كانوا ــ حسب اعترافهم ـــ يحلمون بمائة دولار وهم يتسكعون في الشوارع الخلفية ، و بعد استلامهم السلطة من الاحتلال الأمريكي أصبحوا بين ليلة و ضحاها مليونيرية لقربهم من مصادر المال العام ، بعد شرعنة نهبه وسرقته بشكل متواصل ، و ذلك بذريعة مالكه مجهول !.. و في الوقت نفسه سكنوا في قصور فخمة وفيلات راقية ، صادروها من ممتلكات الدولة بشكل تعسفي و عشوائي كيفي ، بحكم مواقعهم السياسية المتنفذة ، بعدما كانوا يسكنون قبل الاحتلال في غرف ضيقة و قذرة في منطقة السيدة زينب بدمشق .. ولكني في النهاية وجدتُ عدم وجود أية أوجه للمقارنة قطعا بين خوزيه موخيكا وبين هذا الرهط البائس من اللصوص والحرامية الذين وجدوا في اغتنام الفرص مناسبة لا تعوّض للإثراء السريع في وقت قصير ..