صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Sunday, July 21, 2024
أثر الفكر الإستشراقي في الغرب :
أثر الفكر الاستشراقى فى الغرب
الأحد 17/مايو/2020 - 04:02 م
لقد كان لحركة الاستشراق آثار إيجابية فى جانب وسلبية فى جانب آخر؛ وقد استفاض علماؤنا فى بيان الآثار السلبية للاستشراق وملخصها التشكيك بالوحى الإلهى، والطعن بالشريعة وأصالة الفقه الإسلامى، والقول بأن أصوله رومانية!! وإحياء النعرات القومية بهدف تفتيت الأمة.
من الإيجابيات الاستشراقية فهى – للأسف – غير مدروسة ومهملة إسلاميًا.. فلقد انشغلنا بتأثير الاستشراق على الفكر الإسلامى وهو أمر مهم وخطير، ولكن لم نهتم بمعرفة تأثيره فى الفكر الغربى، وهو مفيد وإيجابى من عدة وجوه:
الوجه الأول: الاستشراق مسئول عن نقل المعرفة الإسلامية والشرقية عامة إلى الغرب الذى أفاد من هذه المعرفة؛ حيث عكف المستشرقون على ترجمة النصوص الأساسية فى الديانات، وأيضًا ترجمة النصوص العلمية فى العلوم عند المسلمين، وعند أهل الشرق.. وهى العلوم التى كانت أساسًا فى النهضة العلمية فى الغرب، وهذا يعنى أن الاستشراق مسئول عن نهضة الغرب العلمية، وله إسهاماته فى تقدم العلم فى الغرب.
الوجه الثاني: أن الترجمة التى قام بها المستشرقون للفكر الدينى الإسلامى وبخاصة ترجمة النصوص الكلامية والفلسفية، ولا سيما النصوص ذات الاتجاه العقلاني؛ حيث أعادت اليهودية والنصرانية النظر فى الاعتقادات الخاصة بهما فى ضوء النقد الإسلامى لهما.. وكانت الإصلاحات الدينية ردود فعل حقيقية تجاه هذا النقد الإسلامى.. ففى اليهودية نجد الإصلاحات القرآنية والسامرية وردود الفعل اليهودية الأرثوذكسية تعكس تأثيرًا إسلاميًا حقيقيًا. وفى المسيحية كان ظهور المذهب البروتستانتى المعارض للكاثوليكية يعكس آثارًا إسلامية واضحة فى بنود الإصلاح الأساسية.. بالإضافة إلى هذا
كله نشأت حركة نقد «الكتاب المقدس» Biblical Cristicism مستمدة الكثير من نظرياتها فى الكتب اليهودية والمسيحية من النقد القرآنى والنقد الإسلامى لهذه الكتب فى أعمال المسلمين التى ترجمها المستشرقون منذ وقت مبكر إلى اللغة اللاتينية وإلى اللغات الأوروبية الحديثة.. ويشار خاصة إلى مدرسة المستشرق الألمانى يوليوس فلهوزن، وهو مستشرق كبير ومؤسس حركة نقد الكتاب المقدس.
الوجه الثالث: يعتبر الاستشراق مسئولًا عن إدخال الموضوع الشرقى فى الأدب الغربى وفى الفنون الغربية.. فالأعمال الأدبية والفنية الإسلامية التى ترجمها المستشرقون إلى اللغات الأوروبية تركت أثرًا واضحًا على الأدباء والفنانين الذين انبهروا بالموضوعات الأدبية والفنية والشرقية.. حيث صبغت الحركة الأدبية والفنية فى الغرب بصبغة شرقية من حيث الموضوع فى الأدب والفن، ومن حيث الأشكال الفنية والأدبية.. وزاوجوا بينها وبين الموضوع الغربى فى أعمالهم وقد كان لـ«ألف ليلة وليلة» وغيرها من أشكال القصص الشعبى الشرقى وقصص الحيوان فى «كليلة ودمنة» أثر واضح فى تطور الفن القصصى والروائى فى الغرب.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment