Wednesday, May 14, 2025

هل ستغادر أمريك العراق :؟

قصة مغادرة أمريكا للعراق : ١/ لتنشيطِ الذَّاكرة، فإِنَّ مجلس النَّواب كانَ قد صادقَ على الإِتفاقيَّة الأَمنيَّة بين بغداد وواشنطن عام ٢٠٠٨ والتي تقرَّر بموجبِها إِخلاء العراق من آخِر جُندي أَميركي وأَجنبي [مُحتل] في [٢٠١١/١٢/٣١]. في عام ٢٠١٤ إِحتلَّت التَّنظيمات الإِرهابيَّة نصف الأَراضي العراقيَّة بسببِ فسادِ وفشلِ القائدِ العامِّ للقوَّات المُسلَّحة وقتها السيِّد المالكي، عندما هيَّأَ الفُرصة لنجلهِ ليسطو على المُؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة من خلال إِدارتهِ لمكتب القائِد العام ليُشرِف على بيعِ وشراءِ المناصبِ الأَمنيَّةِ والعسكريَّةِ. وبسببِ الإِنهيار الأَمني الخطير الذي تعرَّضت لهُ البلاد لجأَ المالكي إِلى واشنطن ليطلُبَ مساعدتَها في الحربِ على الإِرهابِ، والتي اشترطَت للعودةِ أَن يمنحَ قوَّاتها العائِدة، وتالياً القوَّات الدوليَّة العائِدة إِثر تشكيل التَّحالف الدَّولي لمُكافحةِ الإِرهابِ، حقَّ الحمايةِ القانونيَّةِ والحصانةِ الكاملةِ من خلالِ منحِها تأشيرات دخول ديبلوماسيَّة لتحتمي باتِّفاقيَّة فينَّا للعلاقاتِ الديبلوماسيَّة المُؤَرَّخة في [١٩٦١/٤/١٨] فتكونُ بمأمنٍ من المُلاحقةِ والمُحاسبةِ القانونيَّةِ. وهذا ما تمَّ بالفعل عندما وقَّعت بغداد وواشنطن بروتوكول عَودة القوَّات الأَميركيَّة بشرطِ الحمايةِ والحصانةِ [سرِّي رقم (١٤-٠١٣٢٨) بتاريخ (٢٠١٤/٦/٢٢)]. ٢/ المالكي، إِذن، هو المسؤُول الأَوَّل والمُباشر عن [الإِحتلال] الأَميركي والدَّولي الثَّاني للعراق والذي استمرَّ لحدِّ الآن كما تصفهُ الفصائل المُسلَّحة والقُوى السياسيَّة التي تصف نفسَها بالمُقاوِمة!. وهو المسؤُول الأَوَّل والمُباشر، كما نعرف، عن تمدُّدِ فُقاعة الإِرهابيِّينَ التي كانَ يقولُ بأَنَّهُ يعرف عنها كُلَّ شيءٍ فهيَ تحتَ السَّيطرة! وأَنَّ عدد عناصِرها لا يتعدَّى عدد أَصابع اليَد الواحِدة، لتُسيطِر على نصفِ العراق وتقف على تخُومِ بغداد تُهدِّد العاصِمة والنَّجف الأَشرف وكربلاء المُقدَّسة، لولا أَن منَّ الله تعالى على العراقيِّينَ بفتوى الجِهاد الكِفائي التي أَصدرَها المرجعُ الأَعلى، والإِستجابة الشعبيَّة الواسِعة وغَير المشرُوطة لها من قبَلِ العراقيِّينَ بمُختلفِ خلفيَّاتهِم والذين أَرخصُوا الغالي والنَّفيس دفاعاً عن الأَرض والعِرض والمُقدَّسات وبالتَّالي ليُصحِّحُوا مسارات جريمة تاريخيَّة بحقِّ العراق إِرتكبها المالكي وزبانيتَهُ. ولتنشيطِ الذَّاكرة كذلكَ فإِنَّ المالكي قالَ أَكثر من مرَّة بأَنَّهُ [هدَّد] واشنطن برفعِ السِّلاحِ بوجهِها وأَنَّهُ سيقُودُ جحافِل [المُقاومة] إِذا بقيَ جُنديّاً أَميركيّاً واحداً على الأَراضي العراقيَّة. ٣/ ومنذُ عَودة القوَّات الأَميركيَّة إِلى العراق ولحدِّ اليَوم ظلَّ الجدالُ مُحتدِماً بشأنِ أَمرَينِ اثنَينِ؛ أ/ هل أَنَّها قوَّات صديقة أَم مُحتلَّة؟!. ب/ متى ستُغادر العراق مرَّةً أُخرى؟!. الحكومة التي طلبَت من واشنطن إِعادة قوَّاتها تصفُها بالصَّديقة، أَمَّا المُستثمرينَ بالسِّلاح والدَّم والشِّعارات من قُوى سياسيَّة مشبُوهة بولاءاتِها وفصائلَ مُسلَّحة رفضت تسليم سلاحَها للدَّولةِ والإِنخراطِ بهيئةِ الحشدِ الشَّعبي بعدَ تشريعِ قانونِها من قبَلِ البرلمانِ فتصفُها بالمُحتلَّة، إِلَّا أَنَّ النَّتيجةَ واحِدةٌ؛ أَنَّها مازالت موجُودة ولم تُغادر العراق، فلا الحكومة التي وعدَت العراقيِّينَ بأَنَّها ستعمل على أَن تترُكَ هذهِ القوَّات العراق بأَسرعِ وقتٍ مُمكنٍ من خلالِ حِواراتٍ مُستمرَّةٍ لم تنجح لحدِّ الآن في الإِتِّفاقِ على أَيِّ جدولٍ زمنيٍّ لإِخراجِها كما تقُول الحكومة، ولا الفصائِل التي تصِفُ نفسها بأَنَّها [مُقاوِمة] نجحت في فعلِ شيءٍ لوضعِ حدٍّ لإِغلاقِ هذا الملفِّ!. ٤/ ومنذُ التَّغيير الدِّراماتيكي الذي شهدتهُ الجارة سوريا وعَودة الرَّئيس ترامب إِلى البيت الأَبيض تغيَّرَ كُلَّ شيءٍ، فلا الحكُومة تُفكِّر بشكلٍ جديٍّ للطَّلبِ من واشنطن سحبَ قوَّاتِها من البلادِ ولا واشنطن في واردِ التَّفكيرِ بهذا الملفِّ على الأَقل بالمُستوى المنظُور ولا [المُقاوَمة] باتت مُكترِثة بهذا الملفِّ بعد أَن وقفَت تتفرَّج على الإِنهيارِ الشَّاملِ والمهُولِ الذي أَصابَ [وحدة السَّاحات] وما تعرَّضت لهُ خلال العام الماضي، خاصَّةً صورة إِنهيار [السَّاحة السوريَّة] التي استثمرت فيها الدِّماء والأَموال فإِذا بالصُّورةِ تنقلِبُ في نِهايةِ المطاف رأساً على عقِب!. ٥/ لا يختلفُ إِثنان على أَنَّ العراق، أَمنيّاً، في وضعٍ لا يُحسَدُ عليهِ ولذلكَ فمن الطَّبيعي أَن تتريَّث الحكومة في حسمِ هذا الملفِّ في هذهِ الفترة من الزَّمن لحينِ تتَّضح الأُمور أَكثر فأَكثر. وستكونُ الفصائل جُزءاً من قرارِ التريُّثِ هذا، فلا أَراها تقوى على فعلِ شيءٍ سلبيٍّ مُتهوِّر بالضدِّ من قرارِ الدَّولة وإِرادة الحكومة واتِّفاق القُوى السياسيَّة، خاصَّةً وأَنَّها أَعادت سلاحَها إِلى غمدهِ لأَسبابٍ شتَّى فلم تعُد ترمي حجراً على المُنشآتِ الأَجنبيَّةِ في العراق والمنطقةِ منذُ أَشهرٍ عدَّةٍ، بغضِّ النَّظرِ عن طبيعةِ تواجُدِ القوَّاتِ الأَميركيَّةِ على الأَراضي العراقيَّةِ، وفيما إِذا كانت صديقةً أَم مُحتلَّةً. وإِنَّ سكوت الفصائل عن هذا الملفِّ فضحَ كُلَّ خطاباتِها الإِعلاميَّة وهمبلاتِ القوَّة وعرض العَضلات التي استثمرَت فيها خلال المُدَّة الماضية والتي مكَّنتها من الإِستحواذِ على الكثيرِ من النُّفوذِ والمالِ والأَراضي!. ٢٠٢٥/٥/١١

No comments:

Post a Comment