صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Wednesday, June 04, 2025
السبيل للعشق الحقيقي :
ألسبيل للعشق الحقيقي!
بقلم عزيز حميد مجيد . ألسبيل للعشق الحقيقي!
بقلم عزيز حميد مجيد .
قبل كل شيئ ؛ يجب أن نعرف الفرق بين العشق الحقيقي و العشق المجازي .. لأن جهل الهدف (العنوان) كمن يسبح في آلمحيط الأطلنتي!
و أن تكون صادقا و نزيهاً من الكذب فذلك إنتصار عظيم, و أن تُحب لأخيك ما تحب لنفسك؛ يتطلب أن تتطهّر من الداخل لتقاوم المغريات و ضرر و مكر المحيطين؟
لأن نزاهتك يحددها مدى صدقك و ذوبانك مع آلمعشوق الأزلي .. و لتكون صالحاً و مثمراً وسط الناس لا عالة عليهم تستنزفهم كما حكوماتنا التنابل و مجالس العالم المنحط ؛ عليك أن تكون حقيقيّاً بدون أقنعة و أغطية و رتوش؛ نظيفاً بلا تلوث و أوساخ و أدران؛ طاهراً من الداخل؛ قلبك و عقلك متحدان على هوى واحد و حُب واحد .. لا يتغيير حتى لو عرضت الدنيا كلها لك؛ و يتطلب كل ذلك أمراً واحداً, هو أن تكون صادقاً مع نفسك و ذاتك؛ لكن هذا كله لا يعني أنك معصوم عن الخطأ ولا تخلو من الأخطاء و العثرات فنحن البشر خُلقنا من طين لازب من صلصال من حمأ مسنون, يعني أخس وأعفن طينة!
و كل ذلك ليس مهماً؛ إنما الأهم أن تتحمل مسؤولية و تبعات أخطائك و حسناتك و طبيعتك على ما هي .. كما تحمل الأم جنينها .. بحنوّ لا بإنكار؛ و بمسؤولية لا بندم؛ أن تكون عارفاً ؛ طاهراً و نظيفاً من الداخل, يعني :
أن تعيش كما أنت بلا تصنّع أو تحايل أو إظهار نفسك بغير ما أنت عليه في هواءك الشخصي دون الحاجة إلى الضغط على نفسك لتظهر بشكل تعتقد أنه يرضي من يهمك جلب رضاه .. أو تستخدم قناع أو رائحة عطر مستعارة؛ أن تدخل العلاقات كما يدخل الضوء نافذة بلا مواربة؛ كما يدخل طفل إلى حضن أمّه دون خوف من الطرد أو الشبهة.
في أعماق كل كائن يتقن الصّمت بكرامة؛ هناك نهر صغير يجري .. لا يسمعه أحد!
لكنك إن اقتربت من عين منبعه؛ شعرت برقرقة النقاء!
هؤلاء لا يفسرون؛ لا يُدافعون عن أنفسهم؛ لا يبرّرون إختياراتهم الخاطئة؛ لا يتعصبون لمواقفهم المشينة, لا يقلقون من المستقبل, لأنهم لم يصطنعوا شيئاً ليخفوه .. بل أساساً لا يحتاجون ذلك لأنّ قولهم و قلوبهم ثابثة كظاهرهم مثل باطنهم.
لم يلبسوا عباءة غيرهم ليقلقوا بشأن خلعها .
هم أنفسهم .. تأبى قلوبهم التلوين و التبدل و التقلب..
في زمن يُقاس فيه الإنسان بعدد أقنعته؛ بعدد دراهمه ؛ بعدد بدلاته؛ بلون بشرته و لون عينه ؛ بجماله الظاهري..
يصبح النقاء فضيحة و إعجوبة، و يبدو الصدق حماقة؛ و يُظنّ العفوي طيّباً ساذجاً و جنوناً أو غير متعلم!
لكن الحقيقة، كما قال (كيركغارد الدنماركي1855): [إن الطهارة هي أن تريد شيئاً واحداً”؛ أن تكون مخلصاً لذاتك لا لأدوارك؛ لحقيقة صوتك لا لأصداء ما يُنتظر منك أن تقول. فالداخل النظيف لا يحتاج إلى جهد للتأثير، لأن الحضور النقي هو نفسه بيان وجود, و ما يخرج من القلب يدخل القلب مباشرة و بقوة].
هل جرّبت أن تجلس مع شخص لا يُشعرك بآلغربة .. أو لا يزيد غربتك غربة, أو يشعرك أنك في إختبار؟
لا يُحصي عليك زلّة؛
لا يُربكك بعيونه الفاحصة؛
ولا يجعل حضورك إمتحاناً أخلاقياً؟
هؤلاء البشر لا يمدحون أنفسهم فرصة التعرف على أنفسهم و على أسرار الوجود .. و لا يتحدثون كثيراً عن الحُب أو الحرية أو الأخلاق؛ أو عن ذوات أنفسهم, لكنهم يعيشونها في تفاصيلهم الصغيرة؛ في طريقة تقديم فنجان الشاي او القهوة؛ في نظرة الترحاب الهادئة، في تركك تغادر دون إحراج؛ دون أن يُحمّلوك وزر الوداع, أو أحساسك بأنهم قدّموا لك الصدقات أو حتى المحبة, لتحرزهم من إبطال كل ما هو حسن و جميل.. فآلمعرفة و الحب و التواضع درجات عظيمة تتأسّس عليها مدى وعي الأنسان و حبه , لا يدركها إلا من خاضها و فعلها بصدق لوجه الله أو لوجه العشق الحقيقي لا فرق بينهما ...
ولأن العشق الحقيقي لو أردناه ينتصر لأنه الباقي بعكس المجازي الزائل لمجرد عرض جديد من مظاهر الدنيا المجازية؛ فعلينا أن نكون صادقين أولاً في زمن الزيف و النفاق و الخداع هذا, لأن (الصدق أوّل فصل في كتاب الحكمة) و بدونه لا قيمة لمخلوق حتى لو كان رئيس أعظم دولة, ما لم يقوم بتجهيز نفسه لعبور المحطات الكونية السبعة .. و الحديث المقدس يؤكد ما عرضناه بآلقول : [من أصلح سريرته؛ أصلح الله علانيّته].
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment