صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Tuesday, July 22, 2025
من هو الأنسان الكامل؟
من هو الأنسان الكامل؟
منذ أن بدأ الأنسان الأنتقال من عصر إلى عصر و مرحلة بعد أخرى بسبب طبيعة العقل و حاجات كل مرحلة لتحقيق عالم متحضر و متمدن بعد عبوره لعدة مراحل تأريخية لعالم أفضل, كآلمرحلة البدائية والجليدية و الحجرية ثم الرعي و البداوة ثم مرحلة الزراعة و غيرها والتي قسّمناها كليا لستة عصور في مؤلّفاتنا الفكرية – الفلسفية, ثم حدوث الطوفان, ليبدا من تبقى من الأحياء على سفينة نوح حياة جديدة عبر آلعصور المختلفة حتى عصر الزراعة والأستقرار ثم عصر التمدن Post Factual Era و حتى عصرنا هذا الذي نعيشه الآن؛ عصر ما بعد المعلومات التي عبرنا ربعه الأول بآلحروب ؛
لقد ورد في تأريخ (أخوان الصفا و خلّان الوفا) و قصصهم المثيرة و مواقفهم الفريدة و تراثهم الزاخر و ثقافتهم الواسعة نسبياً؛ ورد بكون صفات المثقف الرصين الكامل؛ هو ذلك الذي ورد صفاته و تصنيفه في الرسالة (22) من ثقافتهم,, بكونه الأنسان الكامل هو الذي يتصف بآلصفات التالية :
هنديّ البصيرة ؛ شاميّ السيرة؛ صوفيّ النسك؛ مسيحيّ الطريقة؛ عبراني المنهج ؛ عراقي الآداب؛ عربي الدِّين؛ فارسيّ النّسب.
تلك الصفات .. هي التي تُميّز المثقفين العمالقة في ثقافة و أدبيّات (أخوان الصفا و خلان الوفا), الذين يتحلّون بآلأخلاق و العلم و السيرة الحسنة و القلوب الطيبة و الأيمان و الضبط و آلصبر و الأستقامة التي لا تعرف الحقد, و الذين خلي منهم العراق و باقي بلادنا للأسف.
و تجدر الأشارة إلى أن الفلسفة الكونيّة قسّمت المثقفين و حتى عموم الناس ضمن معادلة متوالية منطقيّة حسب التالي :
الأول : قارئ, و هي أدنى درجة في مسلك المثقفين .
الثاني : مثقف, يعرف بشكل كلي ما يدور حوله من قضايا تتعلق بواقعه و ربما واقع البلاد الأخرى و في المقدمةح كيفية تحقق سعادة الأنسان.
الثالث : كاتب؛ يمكنه كتابة مقالات أو شبه مقالات تتعلق بواقعه أو مجمل الأحداث الأساسية المعنية.
الرابع : مفكر؛ يمكنه أن يدرك و يعي و يعلق أيضا على مواضيع مع الأستدلال على الوقائع و الأحداث.
الخامس : فيلسوف؛ يمكنه أن يحلل الوقائع بدقة تقريباً و ينظر لبعض الحلول الممكنة أو تقييم بعض الأمور.
السادس : فيلسوف كوني؛ يمكنه أن ينظر للأحداث و القضايا المصيرية بحسب المنظور و المعقول و المنقول .
الســابع : عارف حكيم؛ و يتمثل فيه كل الصفات التي وردت في النقاط الستة أعلاه, إضافة إلى توقعاته الدقيقة التي يندر أن تخالف الواقع المستقبلي المنظور لقوة البصيرة التي يمتلكها, و تكون عادة ما دقيقة .
أما التسميات الرائجة الآن و التي نسمعها أحياناً عن بعض الشخصيات التي يتم توصيفها بعالم أو بمفكر سياسي أو مفكر أقتصادي أو أديب أو باحث و غير ذلك ؛ فإنها تشمل جزءاً أو جانباً من المعنى الفلسفي احقيقي العميق و لا يشملهم صفة المُفكر العام أو الفيلسوف أو العارف بحسب الوارد في السلسلة الكونية التي تحدّد مواصفات محوريّة كونية عامّة تتجاوز مجرّد أن يكون الموصوف بها مختصّاً معيناً بفرع من فروع العلم أو الأجتماع أو التربية أو علم النفس كآلسياسي أو الأقتصادي أو التربوي أو الطبي أو الأديب و غيرها؛
لأن جميع تلك التخصصات تكون فروعاً منبثقة من الفلسفة والعرفان .. أو (الفلسفة الكونية) كختام للفلسفة, أو العرفانية الحكيمية, و التي تشمل مدارات كونية واسعة تتجاوز مجرد إختصاص معيّن, و كما هو السائد في الجامعات الأكاديمية التي تعطي شهادة دكتوراه أو ألـ (بوست دكتورين) والتي تتعدى الدكتوراه في مجال إختصاص معيّن من مجالات الحياة الكثيرة جداً والتي قد لا تُحصى!
و لكنه حتى (البوست دكتورين) بحسب قواعد الفلسفة الكونية ليس بآلضرورة أن يكون هذا المختص إنساناً كاملاً و كما يتصور الناس والسياسيين و المتحزبين ذلك ما لم يكن نزيهاً في جانب الكفاءة و الأمانة, لأن الأنسان الكامل يجب أن يكون كونيّاً في نطرته و صاحب بصيرة ممتدة عبر كل الوجود, و أن الفساد المنتشر في عالم اليوم هو بسبب هذا المفقود..
هذا الموضوع يفيدنا أيضاً في قضية معرفة الناس بآلحق و تقييم المؤهلين لتسنم المناصب و الدرجات الوظيفيّة التي للآن لا يوجد لها قانون عادل يستند عليه العالم حتى لدى (هيئة الأمم المتحدة), حيث لا تمتلك موازين علمية و فكرية فلسفية رصينة بشأن ذلك, لهذا إعتمدنا التعريفات اللازمة التي وردت في (الفلسفة الكونية)و التي هي ختام و خلاصة القواعد الفكرية لتحقيق ذلك, ليكون دليل (الرجل المناسب في المكان المناسب) لأجل عالم متّزن و عادل و رصين لا يبرز فيه الفساد وآلظلم والطبقية وكما حلّ بعالم اليوم, وبآلأخص في بلادنا التي إعتمدت على النظام (التكنوقراطي) الفاشل, أو على الأنظمة المائتين و التي وردت في كتابنا الوسوم بـ [الجذور الفلسفية للنظريات السياسية] و التي جميع مناهجها و نظريّاتها لا تُقدّم المطلوب تحقيقه من آلحكومات القائمة و الواقع هو الدلي, فآلشهادة الجامعية أو الحوزوية لوحدها تُقدم لنا (أنصاف مثقفين) حتى لو كان صاحبها عبقري, و بآلتالي لا يحققون العدالة كما يعتقد أصحابها و الناس المثقفين!
عزيز حميد مجيد
Subscribe to:
Posts (Atom)