Sunday, January 26, 2025

القلّة لمُقاومة للأمة

ألسلسلة الكونية العزيزية...................................................... ألقلّةُ آلمُقاومَة لِلأمّةِ ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد الخزرجي تمَّ آلتّدوين 2021م أريد مشاركة أعظم قصّة مع آلعالم ألفهرست :................................................................................ الموضوع...................................................................رقم الصفحة 1-ألمُقدّمة.............................................................................11 2- لماذا يزداد الظلم في آلعالم و في بلادنا خاصة!؟...........................19 3- متى و كيف بدأت محنتنا؟......................................................32 4- لماذا بناء الفكر و القيم و جهاد ألنفس أعظم من آلجّهاد بآلسّيف؟.....38 5- أهم آلصّفات الكونيّة بإختصار؟؟..............................................42 6- ألعناوين المشرقة لتأريخنا آلكونيّ – الفصل الأوّل........................49 7- العناوين المشرقة لتأريخنا آلكونيّ – الفصل الثاني.......................59 8- كيف نعالج ألفساد في آلأرض؟................................................78 9- مفاسد الطبقية....................................................................83 9- خطوات للقضاء على آلفقر.....................................................87 10- ما يُسعد ألفقراء؟...............................................................96 11- أهمّ أسباب تخلّف أمّتنا.......................................................100 12- ما قبل الختام...................................................................103 12- ألخاتمة..........................................................................108 بسم الله الرّحمن الرّحيم قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ سورة سبأ /46 مقدمة عن آلصفحاتٌ ألمشرقةٌ للثلة المؤمنة ألمُقدّمة: هذا الكتاب يضمّ آلعناوين الكبيرة و الرّئيسيّة ألتي تختبئ ورائها مسيرة عُشّاق كونيّون كَسَرَ آلجّميع قُلوبهم حتى الذين ساعدوهم و أنقذوهم و طبّبوا جراحاتهم و لم يكسروا قلب أحد من العالمين إلّا الظالمين الذين قتلوا الفلاسفة و المفكرين, و بدعم من الأمة للأسف .. إنها كانت مواقف و بطولات عظيمة و نادرة تُمثّل تأريخ عظيم و مشرقٌ و مظلومٌ في نفس الوقت, كزاد للآخرة إن شاء الله لأن كنوز الدّنيا كلها لا تفي بمجهودهم, و لم يتمّ تقديرهم, و من يمكنه ذلك حتى ممّن حكم بعد صدام من الذين كرّروا نفس الظلم تقريباً بسبب لقمة الحرام و تحاصص أموال الفقراء من قبل الحُكام السابقين, لذا بقي تأريخ أؤلئك القلة مجهولاً و مهملاً , وهذه الدّنيا الملعونة كانت هكذا دائماً مع الباطل .. لا مع آلحقّ و الله .. و إلّا لما كانت تخون الأنبياء و الأوصياء الذين وصل عددهم لأكثر من 124 ألف نبي إلى جانب مأساة عاشوراء وسط أمّة خانعة ركنت لتلك الدنيا و وقفت مع الظالم ضدّ تلك الثلة المؤمنة الصامدة, التي باتت الدنيا لهم بمثابة آلسجنٌ, فكان خيارهم الوحيد و المفروض عليهم هي المواجهة مع تلك الأنظمة التي حمتها الأمة .. و يا للمصيبة نتيجة الجّهل و للآن يتكرر ذلك الموقف بكل غباء, و هكذا فُعل بهم حتى أغلقت الأبواب بوجوههم كما كان حال أهل الكهف الذين لم يكن أمامهم سوى منفذ واحد هو ترك الساحة و اللجوء إلى الغار, بينما أصحاب الحسين(ع) كما أصحابي في العراق صمدوا حين أغلقت الأبواب بوجوههم وإختاروا الشهادة! أما الأمة و قيادتها البعثية الظالمة فقد سلّط الله عليهم من هم أشدّ ظلماً و قسوة, و هكذا و كما قال الله تعالى : [وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون] (الأنعام: 129)] فما هي تلك المظلومية التي لم ينتصر لها أحد للآن .. وآلتي سنضعها بين أيديكم عسى و لعلّ مَنْ يدركها ليخبر الآخرين بها و إن كان قد فات الأوان و تأخرّنا لأحقاق الحق و نصرة العدالة ؟ بداية لم يكن بآلخاطر كتابة شيئ من ذلك التأريخ الكونيّ ألعظيم و ألمُحزن و ألدّامي أيضاً للأعلام العام و حتى الخاص .. فكيف يُمكن لـ 28 حرفاً عربيّاً فقط أن تستجمع و تحتمل معاني و أبعاد تلك آلبطولات و الأسفار العظيمة والنادرة التي لا تضاهيه حتى حركة إخوان الصفا و صمودهم أمام جيوش الأمبراطوريات التي كانت تهجم عليه! والسبب أمام مقاومتهم و صمودهم, لأنهم كانوا عاشقين للوجود و قد سبقوا العالم و العلماء في فضاء الإيمان و المعرفة - خصوصاً ألعراقيين منهم - وتسابقوا في آلأسفار و ساحات المواجهة وهم يقودون جبهة غير متكافئة إلى حد بعيد ضد الظالمين حيث كانت الأمة و الشعب العراقي كله يغطّ في نوم عميق أمام حكامهم الجّهلة المتوحشين , كما حرصنا من جانب آخر لئلا يذهب بعض ثواب تلك الملاحم و القصص في حال العرض ولو القليل من صفحاتها على آلناس لأن أكثرهم لم يدركونها في سنوات الخوف و الجّمر ألعراقي! أما السّبب الذي دفعني لكتابة عناوين تلك الملاحم الكونية لإصداره كَكتاب؛ فهو؛ أنّني حين رأيت إستمرار الظلم و ألفساد و الكذب و النفاق و تنمّر الظالمين الجُدد الذين أخذتهم العزّة بآلأثم و حَكموا بعد صدام 2003م لأجل المال و الشهوات وهضم حقوق الناس طبعاً و إفساد ألشعوب و نهب حقوقهم بآلتحاصص بعنوان آلدّيمقراطية تارة و بآلوطنية حيناً و بالأسلام و باسم الله في أحيان أخر, و كما إدّعى الحكام المرتزقة وذيولهم .. و إستمرّوا بغيّهم و فسادهم لسنوات جاوزت العقدين و أكملوا الأشواط الأخيرة لفسادهم وخرابهم حين وصل فسادهم لكل شيئ في المجتمع, حيث لم يقتصر الأمر على سرقة الأموال فقط ولا آلبنى التحتيّة – المادية و النقديّة فحسب - بل شمل إفسادهم ما بقي من أخلاق الناس الذين كانوا مهيّئين أصلاً للأنحراف بسبب تربية صدام الفاسد بشكل طبيعيّ و مُتقن, كما شمل أموال الناس و آلخبز و الدواء و العلاج و الخدمات و الكهرباء و السكن و التعليم و غيرها؛ وفوق كل ذلك الفساد الشامل؛ بدأ الحُكّام الجُدد من بعد صدام؛ بكتابة ذكرياتهم و عرضها كبطولات للتباهي بها أمام الناس و بلا حياء أو خجل بعد ما تقاعدوا ليستمر فسادهم و نهبهم للملايين كلّما أمكن و في كلّ آن و شهر و بإنتظام و بلا رحمة عبر الرواتب التقاعدية المليونية الحرام 100%, حسب معايير العدالة الكونية, لذلك تصدّيت لكشف حقيقتهم و بيان حقيقة المعارضة العراقية المظلومة لنظام صدام الوحشي القمعي .. و حقاً ما قيل: [إذا كنت لا تستحي فإفعل ما شئت]! و لكن بماذا سينفعهم !؟ و هل يمكن أن يغُيير المصير الحتمي من مستقبلهم ألأسود و ألوان الموت ألقاهر بات قاب قوسين أو أدنى منهم ليخطفهم من مضاجعهم في قصورهم و جنانهم مع تلك آلأموال و الرواتب ألحرام مُتنعمين بإسفارهم الشيطانية في الشرق و الغرب - يصاحبهم القلق و الأضطراب و الّلاقرار على الدّوام, بسبب ضعف عقولهم و مسخ قلوبهم التي تعلّقت بآلدُّنيا ! و[مَنْ تعلّق قلبه بآلدّنيا ؛ تعلّق قلبه بثلاث : همٌّ لا يُفنى, و أملٌ لا يُدركْ, و رجاءٌ لا يُنال] ! و ساعة الصّفر قريبة ليبدأ الحساب الأكبر و ألأقتصاص لِحقوق آلمظلومين و الفقراء و الأطفال و دماء الشهداء ألاطهار حسب الوعد الألهي الذي لا يتبدّل و كما ورد في أُمّ الكتاب! و قد إرتأيت الأطناب و الأجمال في عرض تلك ألحقائق المؤلمة والتي تُشير لصّفحات كونيّة مُشرقة لمجموعة من الفتية آلذين آمنوا بربهم و جعلوا أرواحهم على الأكف وسط شعب جاهل حَكَم الحُكّام و الأحزاب عليه بآلكفر و بآلجهل و الذّل و الحديد و النار و إجبارهم لخوض الحروب و الفتن تلو الفتن و الحروب العبثية لتعمّ المأساة و ينتشر الفقر والحصار عليهم, لكن تلك الفتية المؤمنة على آلعكس من كلّ الأمة, أبو السّير مع الشعب, فزادهم الله هدىّ و بصيرة ليسيروا بعكس التيار لرضا الخالق .. هذا على آلرغم من أنّ الأختصار يُفقد البحث عادة الكثير من الحقائق و التفاصيل و المنعطفات, و قد يُؤثّر على صلب و سلاسة و إنسيابيّة الأحداث؛ لكنيّ مضطرٌ لفعل ذلك نتيجة الوضع ألمأساوي مع أمّة (إقرأ) التي لا تقرأ! و مراعاة الظروف المحيطة بهم بعد عزوفهم عن القراءة و إنتشار الجّهل و الشهوات بينهم و لهوثهم على تأمين لقمة العيش كيف ما كان. كذلك كي لا أجهد القضاة و القرّاء الأفاضل بآلتفاصيل التي قد تكون مُمّلة مع الحواشي التي قد تؤثّر على جوهر و متن البحث المطلوب بيانه, و بآلتالي لا نخدم قضايا الفكر الكونيّ التي تمثل ماهيّة فلسفتنا و رسالتنا و حقيقة وجودنا هنا, و التي أشرنا لها ضمنّياً في صفحات هذا الكتاب, فأرجو الأعتذار و أتمنى لكم قراءة ماتعة حتى آخر فقرة منه للوقوف و لو بعد فوات الأوان على قصّة مأساوية و مبكية و غير معروفة لأكثر آلناس, حيث تمسّ واقعنا بآلصّميم و ملامح المستقبل ألمظلم و حتى الآخرة و هي الأهم. [ربّنا إغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بآلأيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للّذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم](سورة ألحشر/10). [نحن نقصّ عليك نبأهُم بآلحقّ, إنّهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدىً و ربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات و الأرض لن ندعوا من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شططا هؤلاء قومنا إتّخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بيّن فمن أظلم ممّن إفترى على الله كذباً] سورة الكهف : 13 و 14 و 15. لماذا يزداد الظلم في العالم و في بلادنا خاصّة!؟ لماذا يزداد الظلم في آلعالم و في بلادنا خاصّة؟ مع تطور التكنولوجيا و الآلات و العدد و تطور العقل و الغنى؛ يزداد الظلم و الفوارق الطبقية و الحروب و الفساد الأخلاقي في العالم بدل أن تقلّ أو تُمحى, لتحلّ التوازن و العدالة و حسن الخلق بدلها, و من أبرز العوامل المسبّبة, هي ؛ قساوة القلب نتيجة تناول لقمة الحرام و تلوث و موت الوجدان !؟ فآلمنحى التصاعدي للشّر و ما يجري في آلعالم من مآسي منذ نزول آدم(ع) و للآن يكشف توسّع نزعة الشّر مع تطور أساليب القهر وآلظلم من مآسي و فوارق طبقية و معيشية و حقوقية و أخلاقية, و يتّسع بإضطراد مع إمتداد الزمكاني؛ إنها في الحقيقة ترجمة واقعية للمفاهيم الفاسدة السائدة و المترسخة عن معنى الأيمان و فلسفة آلحياة, إنّه (فعل و ردّ فعل) .. بل أعتقد يا إخوتي؛ أننا - خصوصاً العارفين الذين عددهم لا يتجاوز أصابع اليد في العالم - مُسيّرون في معظم شؤوننا المصيريّة[جبرٌ و لا تفويض على الأعم الأغلب] و ليس لنا الكثير من الخيار لأننا إستسلمنا لأرادة الله كليّةً و سلّمنا الحال و كلّ شيئ له تعالى بعد ما عاهدناه على عمل الخير فقط و منعنا أنفسنا حتى من المباحات وسط عالم فَقَدَ الأخلاق والقيم ولم يعد يُؤمن بآلغيب إلّا بآللسان أحيانأً ! نعم ألعرفاء لم يجعلوا لنفوسهم المقهورة الخيار الكثير إلّا في ذلك الحيّز المحدود الواجب عمله والذي مطمئنون من نتائجه وحلّيته بكونه يصبّ بإتجاه الخير و الأيجاب و الأنتاج و العمل الصالح لمنفعة و رضا الله و الناس و الأجيال الآتية لوجه الله تعالى الباقي الوحيد بعد فناء الأشياء و الجّميع, بعكس الطفيليين الذين يستهلكون ما ينتجه الآخرون ممّن فهم فلسفة الوجود, و تلك درجة لا ينالها إلّا أهل البصائر ألذين إمتحن الله قلوبهم للأيمان و العشق حتى تعشّقوا مع حركة الوجود و ذابوا في كينونته ليحلّوا و يتّحدوا مع حركة الوجود المنظمة حسب إرادة الله جلّ وعلا كعشاق مُنتجين و حقيقيين لا مستهلكين طفيليين و كأنهم جزء من الفضلات الكونية كما هو حال الأحزاب و الطبقات السياسية الحاكمة على آلشعوب و منها بلادنا بسبب نمط عقائد قياداتها المنافقة .. الفاسدة بإمتياز و التي تتربّع فوق قمّة تلك الفضلات نتيجة الفساد و نهب الفقراء و إمتلاك الدور و القصور و الدولار و الرواتب و التقاعد الحرام المليونية و الحمايات و تعميق الطبقية المرسومة من قبل الطبقة السياسية الجاهليّة باسم الوطن و أهل البيت (ع) المظلومين و العرفاء السائرين اليوم في ركابهم الذين غُصبت مكانتهم و حقوقهم و بآلتالي ليشيع الفوضى و التناحر و الفساد و آللهوث على ملذات الدّنيا بمليشياتهم الوقحة .. و بعكس مُدّعياتهم و صومهم و صلواتهم الظاهريّة و توزير أنفسهم بصور الصدر لتغرير الناس و توجيههم كآلقطيع لمصالحهم كطفيليين و إتكاليين مثلهم, بعكس حركة الزمكاني الوجودي .. ليكونوا كما هُم مجرّد فضلات كونية تعبث في الأرض و السّماء خارج مدار منظومة الوجود بقيادة الشيطان الرجيم الذي إستقال بعد ما تحوّل معظم البشر إلى شياطين. يقول غاندي الفقير المتواضع ألذي حكم أكبر قارة بعد الصين مكتضة بآلبشر و المخلوقات العديدة : .[يقول : [أقوى نجاحات الشيطان تتحقق حين يظهر و كلمة الله على شفتيه و هذا ما فعله و يفعله الآن قادة الأحزاب المتحاصصة والحكومات في بلاد العالم و في بلادنا خاصة. و الحلّ الوحيد و كما أشرنا لذلك في صفحة عشرين تحت عنوان(لماذا يزداد الظلم في العالم)؛ و يكون من خلال تأسيس (مجلس أعلى للفلاسفة) للإشراف على سير قوانين الدول و مآلات دستورها و مدى تناسبها مع قيم العدالة و حقوق الناس لتقويمها في حال وجود خلل, بحسب قوانين الحقوق الطبيعية. العوامل التي عجّلت في إنتشار الظلم : العوامل التي عجّلت في إنتشار الظلم : بإختصار شديد؛ أربعة عوامل عجّلت في إنتشار الظلم يجب تصحيحها بعد ما باتت قواعد إجتماعية مقبولة في آلأوساط, هي: توسّع الفوارق الطبقيّة؛ فساد ألتربيّة والتعليم؛ عدم تفعيل دور العبادة و الأعلام لتعليم الناس جوهر الأسلام الذي أساساً يجهله المدّعون, فآلناس لا يعرفون سوى ظاهر و شكل الأسلام؛ عدم تعريف التكنوقراطية الإسلاميّة من جديد إلى جانب إهمال الدّيمقراطية الهادفة و إعتماد الديمقراطية المستهدفة, التي قضت على العدالة؛ فآلمهندس و الطبيب و المختص و صاحب الشهادة الأكاديميّة مهما علت لوحدها لا يمكن أن يكون كافياً لإدارة الدولة أو حتى ليكون مسؤولاً منتجاً في دائرة أو مؤسسة صغيرة, ليكون صالحاً لأداء دوره بإتقان لتحقيق البناء الأمثل و تحقيق العدالة و المساواة في المجتمع لأنّ العقل الظاهر وحده لا يمكن أن يحدّد الستراتيجيات المطلوبة, بل لا بد من أن يكون متّقياً و صاحب بصيرة يعتمد العقل الباطن أيضاً لتشخيص و تحديد القوانين المطلوبة لحل مسألة ما. لهذا نأمل من (الحكومات الوطنيّة الشيعيّة) في بلادنا و العالم برعاية و تطبيق تلك الأصول للتخلص من الفساد و الطبقية و الفوارق الحقوقية و الأجتماعية, خصوصا و إنّ المرجعية الصالحة قد تبنّت على ما يبدوا و بصراحة رعاية الأنظمة العلمية و ترشيد الحكومات و العمليات السياسيّة بعد كلّ تلك الأحداث و الفساد الذي حلّ في بلادنا و العالم؛ و ذلك بتفعيل و تنشيط هذا (المنهج الكونيّ) و تلك المسارات الهامّة لخلاص الناس من المتحاصصين و اللوبيات و آلأحزاب لضمان قوت المستضعفين و الفقراء و بآلتالي محو الطبقيّة, هذا بلا مساومة مع الفاسدين أو توازن الفساد بينهم و كما يحصل لحد الآن في العراق, بل و محاسبة كلّ عتاوي و عفاريت و فاسدي الحكومات القائمة, و منها تلك التي توالت على حكم العراق منذ سقوط صدام الجاهل و قبله و بعده و للآن. هذا بآلاضافة لما أوردنا أعلاه يجب تأمّل و وعي التالي لكونه القاعدة العظيمة للمعرفة : [ألجّهل أصل كل شرّ], خصوصاً جهل وعدم معرفة النفس و قواها. [إشاعة المعرفة كفيل بدحر الجهل], و تلك مسؤولية كلّ مثقف حقيقيّ آمن بآلوجود. لوعي التفاصيل راجع كتابنا: [أسفارٌ في أسرار الوجود], و هو عبارة عن ستّة مجلّدات. وكذلك, كتاب: [محنة الفكر الأنساني] و تلك المحنة تضم عشرات العوامل المحورية التي قتلت الفكر. و كتاب آخر بعنوان: [ألدولة في الفكر الأنساني], أو [الدولة الأنسانيّة]. و كتاب آخر هام جداً .. جداً بعنوان: [الجذور الفلسفية للنظريّات السياسية], كتاب يجهله كل ساسة العالم, حيث ورد فيه بحوثاً قيّمة في بيان الجذور الفلسفيّة للنظريّات ألسّياسيّة التي وصلت اليوم لأكثر من (مائتي) نظريّة سياسيّة, بعد ما كانت مجرّد أفكار بدائيّة مبعثرة بين المجتمعات و العشائر تمّ تثبيتها بعد إستقراءها لتصبح نظريّات تُطبّق كأنظمة تعمل ضمن أطرها في مختلف المجالات, و كانت الأنطلاقة من العقل, و هكذا تمّ وضع المناهج و تأسيس ألحكومات المختلفة لتعكس الرّقي العقليّ حسب الظاهر لأدارة الحياة الاجتماعيّة و ألأقتصاديّة و التربويّة و التكنولوجيّة و النانويّة. معتقدة أنها تتجه نحو السعادة و الحقيقة هي العكس. و رابط الكتاب, هو : مفهوم (المثقف الحقيقي) في الفلسفة الكونيّة هو : [إطلاعه على (الأربعين سؤآل) مع أجوبتها] و كذلك معرفة نظرية المعرفة الكونيّة. رابط تلك (الأسئلة الأربعين), التي تشكل منظومة ثقافية – فكرية مبرهنة بشكل أساسي و فلسفي لفتح ألآفاق المعرفية الكونيّة في وجود الإنسان الهادف لتشكيل أركان العدالة و السّعادة الأبديّة بدل الشّقاء و الألم و الظلم المُنتشر, و كما بيّناه في موضوع و مقال سابق بعنوان : (ألبُنية الفكرية المفقودة), حيث طرحنا أربعين سؤآلاً تُشكّل مع أجوبتها عمود الثقافة الحديثة في كافة المجالات, بحسب الفلسفة الكونية العزيزية تمهد للمسؤول و الحاكم الطريق الأمثل للأدارة .. عبر الرابط التالي: www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=807435 https://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=784842 و بإختصار بليغ: سبب فساد الشعوب و الأمم و ضياع الحقّ و تشويهه في البلاد و العباد و إنتشار الظلم و بروز الطبقيّة و إزدياد الفواصل بين الطبقات الأجتماعية؛ هُم الشعب مع ألعلماء, في عملية متداخلة بين الطرفين, أي بين عامة الناس و بين الحُكّام و ذيولهم في الطبقة السياسية و في الأحزاب من الجهة الثانية, أما تميّزه – أي الفساد و الظلم و الطبقية - في بلادنا و إنتشاره بشكل مرعب, فهو بسبب حالة النفاق الذي يتميّز بها المسؤول الشرقي - الإسلامي, فحين يظهر المسؤول الفاسد المُنعّم أمام الشعب و كلمة الله على شفتيه, يغري الكثيرين من ذوي العقول الساذجة, بينما حتى العلماء منهم إن وجد؛ لا يعملون بما علموا, و الدّليل على ذلك بكل بساطة: يكشفه الواقع و كما نبّهنا له ألحديث الشريف أدناه و الذي يؤيّده العقل و المنطق, حيث يقول : [مكانة العالم أو (الحاكم) في الأمّة كالرأس من الجّسد, إذا فسد الرأس فسد الجسد و العكس صحيح]. إضافة إلى مسألة إنتخابه بشكل خاطئ, لعدم معرفة حقيقته من قبل الشعب سوى الظاهر الذي يخدعه! إنّ المفارقة الكبيرة التي تدلّل على عهر و قبح و فقدان الحياء لدى الحُكّام و المسؤوليين بمن فيهم القضاة و بعض علماء آلدِّين الذين دمّروا آلثّقة و القيم الأنسانية و بآلتالي فقدان وجود الله بين الناس و معاملاتهم بسبب فسادهم و نفاقهم؛ هي لإنهم بدؤوا بعد كلّ ذلك الخراب و الفساد و بعد أنحطاط الأوضاع و دمار الشعب .. خصوصاً العراقي الذي فسد أخلاقياً و قيميّاً و سلوكياً .. و قيامهم فوق ذلك : بكتابة ألمقالات و الكُتب و المنشورات و البيانات المختلفة .. عارضين فيها تواريخهم و "بطولاتهم" المؤدجلة و إنجازاتهم الكاذبة و مدّعياتهم المزعومة .. بينما الحقيقة و كما أشرنا تُعبّر عن واقعهم الفاسد و خيانتهم و ظلمهم و جهلهم ونهبهم للمال العام و أمّيتهم الفكريّة, لأنّ جميع ما فعلوه لم يُخلّف لنا ليس فقط أيّ أثر إيجابيّ على الصعيد ألمدنيّ و آلحضاري؛ بل و تسبّبوا عمداً بالدّمار و الخراب و الهدم و القتل و الذبح و الفقر المادي و الأخلاقي, و ختموها بديون مئات ملياريّة تصل لربع ترليون دولار ستقصم حتى ظهر الأجيال القادمة المسكينة البريئة, بعد ما سرقوا أكثر من ترليون و نصف ترليون دولار أمريكي من المال العام .. كانت أموال الفقراء و الأجيال البريئة التي لم تلد بعد, و (آلأعمال بخواتيمها) كما يقول المثل, و في الحقيقة سبق و أن كشفتُ عملياً حقيقة الكثير من هؤلاء الحكام و الساسة الفاسدين ألمنافقين حتى قبل 2003م , أي منذ عام 1981م حين إلتقيتهم في إيران لأوّل مرّة بعد إنتصار الثورة الأسلاميّة عندما قارنت أخلاقهم و تعاملهم مع أخلاق أستاذي آلصدر ألأول و الثلة الأولى من الدّعاة الصادقين كقبضة الهدى الذين قلّما يلد التأريخ بمثلهم!؟ فقضية سرقة أموال المعارض التي أقمتها في طهران من قبل الإسلاميين قبل نصف قرن و غيرها من الأموال النقدية التي قدّمناها أيام المعارضة .. ثمّ قضيّة وزارة الكهرباء التي رفضنا توزيرها بعد 2003م, كانت من أهمّ المحطات و المؤشرات التي شهدتها و أثبتتُ من خلالها موقفي المبدئي من جميع أقطاب المعارضة و القضيّة الأسلاميّة العراقيّة المزيفة و من ثمّ نظام الحكم الجديد في العراق عموماً, حيث سرق الفاسدون خلالها و بفترة قياسية أكثر من ترليون دولار و نصف الترليون .. و يكفيك أن تعرف بأنهم سرقوا من وزارة واحدة – هي وزارة الكهرباء - لوحدها أكثر من 130 مليار دولار أمريكي لحد الآن و للآن لم يصل الكهرباء المطلوبة للعراق و كما توقعت ذلك منذ بداية السّقوط حين رفض ألأخوة المتحاصصون قبول شرطي الوحيد لقبولي التوزير و سأبيّن بعض التفاصيل عن ذلك لاحقاً خلال الفصل الثاني من الصفحات الكونيّة. هذا إلى جانب فقدان الخدمات و البرامج الصّحيّة و التربويّة و التعليمية و الصناعية و الزراعية و غيرها! حيث كان شَرْطِي الوحيد للتوزير لإعادة الكهرباء للعراق بإختصار كهدف إستراتيجي وبشكل مضمون, هو: [قطعهُ(الكهرباء) عن المنطقة الخضراء(مركز الفساد ألعراقيّ) ليشاركوا - أيّ المسؤوليين و الحكام – محنة الشعب العراقي عملياً في فقدان الكهرباء و الخدمات أثناء مواسم الصيف اللاهبة, و بآلتالي لكي يكون دافعا عملياً للجميع كعامل مؤثر للبدء بحملة رجل واحد لحلّ مشكلة (الكهرباء) بأي ثمن كان و التي تعتبر عصب الحياة المعاصرة و روح العراق و أهم أعمدة الحضارة الحديثة بعد الهواء و الكلأ, لكنهم قالوا و للأسف و بلا حياء و دين ما لا يفعله حتى أقذر و أحط الناس أخلاقاً و ديناً: [إنها المحاصصة .. يعني (تقسيم الكعكة), و هي فرصتهم الوحيدة لنهب الأموال لأنهم مغادرون بلا رجعة]!. و هكذا رفض الساسة القراصنة ذلك المقترح الذي كان يُحقق حلّ المشكلة من الأساس, و التي إن لم تُحلّ الآن فأنها – الكهرباء – سوف لن تعود بعد الآن ربما بعد ربع أو نصف قرن .. هذا بآلأضافة إلى أننا سنوفر مئات المليارات عن الأيادي الحرام الذين تربوا في الحركة الأسلامية العراقية الفاسدة, إلى جانب الوقت و الإمكانات و الفرص .. حيث أضافوا و قالوا أيضاً .. و بئس ما قالوا .. محاولين إستمالتي: [نريدك أن تفيدنا و نُفديك], فهي فرصتنا الوحيدة بعد حصولنا على الحكم الذي لا نعطيه لأحد بعد !! حيث إن جذور المشكلة كانت تكمن في فهمهم القاصر و السطحي و المادي لفلسفة الحكم بعيداً عن مفهومه الأنساني العادل و الواسع الذي للآن يجهلونه و كذا العالم أجمع! لكني إنزعجت بعد كشف سرائرهم و رفضت الأدارة و الوزارة جملة و تفصيلا, و أعلنت لهم و للتأريخ الذي يشهد: [ لن تروا الكهرباء في العراق أذن حتى بعد ربع قرن أو ربما نصف قرن مع هذه النوايا و الأفكار السطحية الجاهلية و هذا المستوى الضحل من التفكير التكفيري]! و بآلفعل كان ذلك و كما توقعته بآلتفصيل .. حيث تحققت تلك النبوءة الكونيّة فها نحن قد عبرنا أكثر من عقدين بلا كهرباء إلى جانب المصائب و المحن و المآسي و الأمراض و فقدان حتى الماء و الخدمات التي تسببت بها إنقطاع الكهرباء و فساد عقول الحاكمين جميعاً! و هكذا تدهورت بسبب ذلك صحتي هي الأخرى خصوصاً بعد ما تبيّن لي - نفاق الدّعاة و أميّتهم الفكرية و العقائدية ناهيك عن غيرهم من السياسيين – فمبادئهم لم تكن أساساً قوية و أوضاعهم كذلك على ما يُرام, كما لم تنفع من جانب آخر مراجعتي لدائرتي في مركز التدريب لأعادة حقوقيّ بحسب قانون 24 لسنة 2005م و الذي أقرّه مجلس الحكم قبيل تشكيل الحكومة العراقية, لأنهم أرادوا الرّشوة أيضاً .. و رفضتها بعد ما قلت لهم: بسبب بعدكم عن الساحة العراقية المعارضة أيام المواجها لذلك تجهلون بينما أنا و أصحابي الصادقين الأوفياء :[قاتلنا صدام و الفساد قبلكم و قبل الجميع و لأكثر من نصف قرن بسبب إنتشار الطبقية و الرشوة و المحسوبيات و المنسوبيات بقيادة حزب البعث الحاكم, و أنتم الآن بعد سقوطهم تريدوني أن أفعلها .. ما لكم كيف تحكمون]!؟ تأثرتُ كثيراً حين رأيتُ حتى (الدعوجية) آلفاسدين يسرحون و يمرحون و يحومون بجهلهم و فسادهم كآلذئاب و بلا حياء لنهب هذه الوزارة و تلك المؤسسة و هذه الدرجة لأجل راتب و تقاعد مليوني, و المواطن يعاني الأمرين بسببهم و يترقّب الخلاص .. لكن من دون جدوى بسبب موت ضمائرهم و مسخهم! لذلك فأنّ العراق ليس فقط لم يتطور خطوة بسببهم؛ بل بات يُواجه اليوم مصيراً خطيراً للغاية حتى دفعني الحقّ و بقوة لكتابة عناوين .. لقصتنا مع الله(1) و مع الشهداء كصفحات مشرقة لتأريخ الذي أفتخر به حتى يوم القيامة .. ليشهد الله و رسوله و المؤمنون بأن يداي لم تتلطخ مع هؤلاء المجرمين الذين سرقوا كل شيئ حتى البسمة من وجه الشعب العراقي المغضوب عليه أرضا و سماءاً .. تلك هي القصّة المؤلمة - الرّهيبة التي كتبناها بآلدّم و الدّموع و الحسرات و المواجهة المستمرّة منذ بداية السّبعينات عندما خيّم على أهل العراق - بسبب فقدان الوعي و ركون قادة الدّين للدّنيا - أعتى نظام دموي حكم العراق و الذي كان يتغذى بطرق و مناهج و أساليب الأرهاب من كلّ أنظمة الأستكبار و المخابرات في العالم, فلم أشهد نظاما ظالماً عبر التأريخ كنظام صدام يتفق على بقائه و دعمه كلّ أنظمة العالم الظالمة و إن أختلفت في مبادئها؛ كأمريكا الرأسمالية من جهة و روسيا و الصين الإشتراكية من الجهة الأخرى رغم أختلافهما و عدائهما ثمّ أوربا من طرف ثالث, و هكذا بقية دول العالم بمن فيها الدول المسماة بآلعربية و بآلأسلامية زوراً, فهل كان كل ذلك الظلم بتخطيط أم بطمعٍ أم بآلصدفة أم بإتفاق الكلّ معاً بتوجيه من الشيطان اللعين!؟ أم لأن العراق كان يستحق ذلك لأنه موطن الفاسدين الذين بدأ ظلمهم من زمن حمورابي و نبوخذنصر و سرجون و أكد وصدام و مشعان و حردان وعثمان وأمثالهم, لذلك لم يُسمح لأن يحكم عليّ(ع) بآلعدل و لا للحسن ولا للحسين بل قتلوهم و سلبوهم و شرّدوا كل من كان ينادي بحقهم, حتى زماننا هذا, بحيث بات العراق لا يقبل ولا يتمتع بأمواله و رواتبه سوى الفاسد والفاسق و المنافق و كما نشهد اليوم! لقد لعب الحكام و معهم قادة الدّين التقليدي دوراً بارزاً في تعميق الظلم و المآسيّ و الطبقيّة و قتل الفلاسفة و المفكريين و تشريدهم خصوصاً لو رفض أحدهم التعاون معهم ليستمرّ نهب الفقراء بغطاء إسلامي و قانوني! تصوّر الملك (حمورابي) الذي يُقدّسه العراقيون كما ساسة العالم للأسف بسبب الجّهل و موت البصيرة في وجودهم و قراءة الوجه الذي أشرف على كتابته الحكام و الرؤوساء الذين كانوا في السلطة و لم يشيروا لرأي المعارضة بآلمقابل لتنكشف الحقيقة التي كانوا يخفونها سوى البصيص من الحقائق هنا و هناك, لهذا تغييرت الموازين و قواعد العدالة, و هكذا مع الخلافة الأسلامية؛ لقد كان – حمورابي – مثلاً يظلم الناس الفقراء, و يُغيير حتى التواريخ و الفصول عندما كان يحتاج للمزيد من آلمال و المؤنة, فمثلاً كان الناس لا يزالوا في موسم الخريف أو في أواسط السّنة الجديدة و قبل إنتهاء الموسم الضريبي نهاية العام؛ و إذا بالملك الظالم حمورابي كما مَنْ سبقه يُعلن تغيير بداية السنة و نهايته, و هذا يُحتم على الناس تقديم البداية عدّة أشهر لدفع الضرائب للملك مجدّداً بسبب إحتياجهم للمال...! و هكذا .. لا زالت الفوارق الطبقيّة قائمة في هذا المجتمع المنكوب, فرئيس الجّمهورية مثلاً له مخصصات خيالية و هكذا رئيس الوزراء بينما الموظف و العامل وحتى المجاهد المدافع عن الوطن و عن رئيس الجمهورية لا يستلم حتى مقدار 1% ممّا يستلمه الرئيس أو الوزير أو المسؤول, و هكذا بقية الفوارق و الأمتيازات, و المشكلة أنّ هذا الشعب و بسبب وجود دعاة الدِّين المزورين المصابيين بآلأميّة الفكريّة؛ يهتفون بكلّ غباء و قدسية: [بآلروح ؛ بآلدم ؛ نفديك يا هو الجان], و كما كانوا في زمن الطغاة السابقين. ولا ننكر بوجود ثورات و إنتفاضات قامت لله خالصة لحفظ الكرامة الأنسانيّة المهدورة .. لا للبطن و ما دونه فقط و إن كانت نادرة و قليلة و كما شهدناها في إنتفاضة رجب و شعبان و صفر خلال حكم البعث الجاهل, سبقها ثورة التوابيين و ثورة المختار الثقفي و الثورات العالميّة المعاصرة اليوم ؛ المعروفة بـ (ألثورة الأسلامية التي بدأت تتقهقر مؤخراً للأسف بعد ما دبّ الفساد في أركانها للأسف وتأقلم أذرعها) بعد ما كانت تستمد قوّتها و نهجها من ثورة الامام الحسين(ع) و التي ستبقى هي الثورة الرائدة على مرّ العصور و فوق كلّ الثورات و المعالم .. لكن للأسف لا يُوجد إتحاد و توافق و مساوات بين فئات الشعب و قومياته, خصوصا في الجانب المادي و المعيشي بسبب الطبقية السائدة, و هكذا شعوب و أمم العالم لأقامة العدالة و المساواة, و هذا أيضاً وجد و تفاقم بسبب ضمور الوعي و إبتلائها – الثورة و الناسب البسطاء بشكل خاص والحكومة بآلمستكبرين في (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي تُسيطر على كافة منابع القدرة و الطاقة والزراعة , إلى جانب الحالة الطبقية و الحقوقية التي بدات فجوتها تكبر بين طبقات المجتمع من دون حلّ عادل و جذري ليس في إيران فقط .. بل و في جميع مجتمعات العالم! و بآلتالي إنتشرت على يد حكومات الأرض بواسطة الأحزاب و الأحلاف المختلفة لنشر التمييع و الدّعارة و الأنحلال و حتى تحليل المثلية و الجنسية .. كي ينسى الناس معنى الكرامة و القيم و الحقوق و بآلتالي إفساد المجتمعات و الأمم بشكل طبيعي عبر توسيع الفواصل الأجتماعيّة و الطبقيّة و كأنّها قانون كونيّ يجب قبوله ممّن نسى عموم الناس حتى معنى الكرامة و الحقوق الطبيعيّة .. كل هذا لأجل إمتصاص دمائهم, و هكذا .. ما قدّروا الله حقّ قدره, لكن الله قويٌّ عزيز و يوم الظهور قريب أن شاء الله! و إليكم البعض من تلك العناوين التأريخية ألجّهاديّة - الكونيّة التي واحدة منها تكفي لتكون وثيقة شرف و صك غفران لكل مَنْ آمن بآلقيم العليا و آلشّرف و الشجاعة و الكرامة و آلجّمال و فوقها العدالة, و هي مجرّد عناوين كبيرة و التفاصيل تحتاج لمجلدات و كتب و تحقيقات, كخلاصة لتأريخٍ كتبناه بآلدّم والدّموع و آلسّهر في زمن بتنا فيه كأصحاب الكهف بل و أمر منهم, حين تركنا الناس .. بل و عادونا ينتهزون الفرصة تلو الفرصة للتنكيل بنا و حتى قتلنا, حيث تبرّأ منا أهلنا و إبتعد عنا جميع الذين غرّتهم الحياة الدنيا!؟ على كل حال (ما لا يُدرك كلّه لا يترك كُلّه أو جُلّه) في مجال ذكر تلك الوقائع الكونيّة, و ما زلنا ننزف من عقولنا و جهودنا و قلوبنا مع عوائلنا التي وحدها بقت وفيّه إلى حدّ ما .. لتقديم آخر ألبيانات النظريّة ألكونيّة الممكنة لتنوير و لخدمة الناس عبر عرض حقوقهم و واجباتهم و نهجهم الكوني .. و من بين ذلك, قدّمنا إعلان (ختام آلفلسفة) أو ما سُميّ بـ (نظرية المعرفة الكونيّة العزيزية) مع بدء الألفية الثالثة, إضافة إلى الأسس الفلسفيّة لنهضة الحضارة الحديثة, مع مجموعة من الكتب التي تُناهز السبعين كتاباً جديداً تُمثل أساس و جذور الأفكار و العلوم و القوانين المدنيّة و محورها للخلاص من الظلم, لكن بشرط يتم هضمها وتستلزم أيضا و قبل ذلك؛ معرفة متى و كيف بدأت قصّتنا مع الله تعالى و بداية تحركّنا الفكري و الجهادي لتوعية الناس و بناء الثلة المؤمنة و التي كلّفتنا و لا تزال تُكلفنا الكثير الكثير بسبب عزوف الناس عن القراءة و تعنت "مثقفيهم" للبقاء في الجهل و للأسف, مما سبب و يسبب آلآن تعاظم المحنة و نزول آلبلاء على العباد كقوانين ثابتة من المعبود, و كما سيأتي بيانه؟ متى و كيف بدأت محنتنا؟ متى و كيف بدأت محنتنا؟ بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية بدأت الحكومات بتقسيم العالم و منها طبق معاهدة (سايكس بيكو) المعروفة , و سايكس كان وزير خارجية فرنسا و بيكو وزير خارجية إنكلترا و بدأ بتقسيم دول الشرق الأوسط و غيرها من مناطق النفوذ و فرضوا على ألمانيا شروطاً معينة حجّموا دورها عالميا ًبسبب هزيمتها في الحرب, إضافة إلى أن النفوذ السوفياتي بدأ يتزايد في الشرق مع ظهور قوة الصين و فيما بعد بدأت أوربا تتوحد لتكون قوة عالمية لحماية مصالحها, أضافة إلى ظهور أحلاف عالمية خلال سني السّتينات بدأت الأحلاف العالمية بما فيها العسكرية تتشكل من قبل القوى العظمى للهيمنة على العالم, و قد صاحبت ذلك تأسيس الكثير من آلأحزاب العلمانية و الأسلامية و الحركات الوطنية و الانقلابات العسكرية و المدنية المختلفة, لتشكيل الحكومات و قيادة المؤآمرات لتبديل الأنظمة و للتسلط على الحكم, و منها إستبدال الأنظمة الملكية بأنظمة جديدة لأستتباب الأوضاع و السيطرة على الأوضاع القلقة, و لعل من أهم التنظيرات السيتراتيجية التي نظر لها أنذاك, هو نظريات السيد كيسنجر وزير الخارجة الأمريكية, حيث إستكمل مخططا عظيماً لصالح أمريكا بخصوص الشرق الأوسط, باسم (المنطقة الكبرى) لتحديد مراكز القوى و الطاقة و كيفية الهيمنة على الأنظمة من قرب لتوجيه القوى و الأحزاب السياسية لإستمرار تدفق النفط و الطاقة حسب مرادهم و بآلنتيجة لتضيّق الخناق على ايران الجديدة بعد ما كان الشاه شرطياً للخليج.. تلك المخططات التي بدأت تُنفذ خطوة .. خطوة مع تقدّم الزمن بشكل متقن, و لعل الثورة الأسلامية عام 1979م كان لها دوراً مميّزاً في سرعة تشكيل تلك الأحلاف و إستقطاب الكثير من القوى و الثورات و الأنقلابات خصوصا في العراق لوجود نسبة كييرة من الشيعة فيه, حتى تسبب الأمر بإعلان الحرب عليها من قبل صدام الذي وصلته الأنذارات المختلفة فقامت الحرب العراقية – الإيرانية مباشرة و على مدى 8 سنوات و تعرضت الثلة المؤمنة في بغداد و المحافظات إلى شتى أنواع الإرهاب و القتل من قبل 10 مليشيات و أنظمة مخابراتية و عسكرية وحشية ليتم القضاء على العمود الفقري للحركة الإسلامية, بينما لم تقدم ما كان مطلوبا منها, بسبب الأعتقالات العشوائية التي كانت تتم بسبب أو بدون سبب و ربما أحيانا لكمة عابرة من شخص أثناء حديثه في مقهى أو مطعم أو في شارع لا أكثر و لم تحدث أية عمليات هامة سوى ما تمّ التخطيط لعدة عمليات سيأتي بيانها و في مقدمتها (عملية الجندي المجهول)! و تطورت الأمورّ, بل توالت المأسي من وراء تلك الحرب القذرة حيث قتل و جُرح فيها الملايين من الطرفين و دمرت البنى التحتية بآلكامل في أكثر المدن الحدودية , و إمتدت لتنهك حكومات المنطقة و منها دول الخليج و كان السبب المباشر في كل ذلك هو النظام الصدامي الجاهل الذي كان يفتقد إلى السياسة الموزونة و العلاقات الديبلوماسية, بل كان لا يحترم حتى شعبه, و لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد ؛ إنما إمتد لولادة حرب الخلج الثانية ثم الثالثة التي أسقط فيها صدام لتشكيل نظام محاصصي و إقليمي يتحكم فيه ثلاث قوى هم الشيعة و السنة و الكورد, و كان و لعل هذا المخطط كان من أسوء التنظيرات التي أضرت بآلعراق و آلمنطقة خصوصا و أن الحركات الشيعية أضافة للسنية و الكوردية قد عملت بكل طاقتها لتنفيذ ذلك المخطط الخبيث الذي أودى إلى تشتيت العراق و إخضاعه للدول مقابل حصولهم – الأحزاب – على حصص و أموال حسب الموازنات السياسية و بإدارة مباشرة من القوى العظمى, بحيث تفردت كل جهة بما كان يحوز عليه من أموال و إستقطابات و مراكز هيمنة و قواعد عسكرية عديدة و غيرها من المكاسب, و منها إرسال رسائل لكافة رؤوساء الدول العربية و الأسلامية بمن فيهم صدام حسين و من رئيس ا لوزراء السيد إسحاق شامير داعياً فيها عقد إتفاقيات مع دولة إسرائيل, و بآلفعل بدأت الدول العربيّة و الأسلامية بعد تلك الدعوات المباشرة؛ عقد إتفاقيات علنية و سرية, و لم يبق سوى بعدد الأصابع من الدول التي لم توقع مثل تلك الإتفاقيات, إضافة إلى مسائل ستراتيجية عديدة, أما إيران فأنها ليس فقط إمتنعت من توقيعها و إنما إستبدلت السفارة الإسرائيلية إلى سفارة فلسطين في شارع فلسطين وسط طهران, مما توترت العلاقات بين الدولتين إلى حدّ كبير, مع تلك التطورات و الأتفاقيات و المؤآمرات المختلفة و العديدة و نتيجة لقلة - بل لضعف - الأمكانات في الحركة الإسلاميّة التي لم تكن تملك حتى أسلحة خفيفة كآلمسدسات أو سكاكين أو قنابل موقوتة سوى واحدة فقط, هذا مقابل جيوش مجندة من قبل النظام الصداميّ – البعثي الذي كان يفكر و يخطط دائماً بعقلية مخابراتية ولا يثق بأقرب مقرّبيه, بل تعرض العديد منهم للقتل و ألأعدامات بمن فيهم أقربائه و أصهاره, بل حتى أعضاء في القيادة القومية و القطرية, لأنه كان خائفاً لأبعد الحدود, و كان يتابع بنفسه قضايا المعتقلين أو الذين يتم كتابة التقارير التي تخص الجانب الأمني – الحكومي طبعاً, لأنه لم يكن يؤمن بتأمين أمن المجتمع, إنما جميع أجهزة المخابرات و الأمن و الأمن الخاص و فوج القصر الجمهوري و الحماية الخاصة و الأستخبارات وووو غيرها كانت مجندة و منظمة لمراقبة المعارضة أو أي حدث يخص أمن النظام لا الشعب. و هكذا بدأت (قصّتنا مع الله) في أجواء مكهربة لا أمان ولا راحة ولا إستقرار فيها, بحيث كنا عندما نخرج صباحاً لم نكن واثقين من العودة للبيت مساءاً, و هكذا كل يوم كنا ندور في دوامة محزنة و مخيفة و نحن الثلة القليلة كنا نواجه جيوشاً مجهزة و مدربة و متوحشة من قبل النظام, لكننا لم نستكين و لم نرتد .. بل قاومنا و قدمنا الشهداء العظام قرباناً للمعشوق! في الحقيقة .. قصّتنا بدأت في هذه الحياة التي لم يخلقها الله على ما يبدو للمؤمنين المتقين .. إنما خلقها لغير المؤمنين .. لقد واجهنا مختلف المصاعب مُنذ ولادتنا, حيث كنتُ طفلاً أبحث عن معشوقي الأزليّ بعد إنفصال الوالدين بسبب تلك الجدة المتوحشة التي كانت تبحث عن اللذات رغم بلوغها الثمانين من العمر, و حين إنتبهت إلى أنني مأساتي لا تنحصر في ذلك رغم مرارتها, إنما محنتي الحقيقية هي أنفصالي عن الله تعالى و هبوطي على الأرض بإرادة ذاتية أو ربما بلا إرادة منّي و أنا مُتحيّر وسط الجهلاء من حولي في مدينتي التي ما زالت تكره الفكر و الثقافة و الأدب؛ بل حتى في هذا الكون الوسيع و بلا هادي أو مهتدي .. سوى (حكمتان كونيّتان) كانتا معلقتان على جدار ديوانيّة جدّي المرحوم ألشيخ ألحاج جواد عباس البزاز الأنصاري, تلك الحكمتين كانتا الشرارة الأولى لرحلة البحث عن الحقيقة في هذا الوجود؛ ألأولى مفادها: [رأسُ الحكمة مخافة الله]. ألثّانية مفادها: [مَنْ إستعان بِغير الله ذلّ]. كان عقليّ ألصّغير و رغم بذلي لجهد مضاعف في وقتها يُفكّر مليّاً و يستمع لكل حديث من هنا و هناك و يتلوى و يُصارع الأوهام و الهواجس التي تراكمت حوله لفهم تلك (المقولتين) ألّلتان كانتا تشيران لعمق ألحقيقة و سبب الخلق و التي ما زال كلّ الناس و علماؤهم تقريباً يجهلونها, و مأساتي كانت تتضاعف أكثر حين لم أكن أجد من الكبار و المعلمين من حولي مَنْ يُمكنهُ أن يُفسّر تلك الحكمتين الكونيّتيّن, هذا إلى جانب محاولاتي لفهم كتب فوق مستواى العقلي ككتب مصطفى لطفي المنفلوطي و محسن أمين و جبران خليل و إيليا أبو ماضي و الخيام .. أيضا من دون جدوى لأنها لم تكن تناسب عقلي و أنا في المرحلة الأبتدائية .. و لم أستسلم .. بل صبرت و قاومت المستحيل و صمدتُ بوجه التحدّيات الكبيرة متوكلاً على الله الذي هو رأس كلّ الحِكم و غاياتها! لتتحول قصّتي مع الفكر شيئاً فشيئاً إلى قصّة حزينة تشبه قصص آلأنبياء و آلأوصياء و آلأخيار بفارق العصمة التكوينية التي تعادلها العصمة التشريعية - الكونيّة التي أسفرت عن الخير الكثير في نهاية المطاف و منها (الفلسفة الكونية العزيزية), و ما زالت فصولها الأخيرة لم تكتمل بعد لكنها قريبة جداً خصوصاً بعد عبورنا : لـ(مدن العشق السّبعة لأجل آلوصال الكامل مع المعشوق) و الخلود في مدينة السلام الأبدية .. و ما زلنا نجاهد الباطل الذي أدمغنا الكثير من صفحاته السّوداء المؤلمة الدّاميّة رغم قلّة الناصر و المعين و كثرة الجراح حتى من المقرّبين, و إنحراف القسم الأعظم - إن لم أقل كلّ البشريّة في يومنا هذا - بقيادة الشيطان الذي جَنّدَ جميع الحكومات الأستكبارية و الأحزاب و آلحكومات الفرعية على الأرض لغواية الناس و سرقتهم لتكبير و تعميق المأساة و نشر الفقر و الجوع و العبودية و الفوارق الطبقيّة بينهم, و التي أثّرت علينا بحيث حالت دون بيان حقيقة الصّورة الجّهاديّة الحقيقية التي أريد عرضها .. لهذا قد لا أوفّق لإظهارها بوضوح وسط هذه المأساة و هذا الرّكام ألتأريخي, الذي نحن عليه اليوم من الغربة و قلة الحيلة و محاصرتنا من قبل حتى مقرّبينا الذين باتوا يعملون لأكل الدّنيا بآلدِّين!؟ لكن (ما لا يُدرك كلّه لا يترك كلّه) كما قلنا آنفاً, و ربما العَالِم ألمُجاهد ألمُنصف و معهم أصاحب البصيرة لوحدهم يدركون أبعاد ما كتبت و ما سأكتبهُ كرؤوس نقاط مختصرة للغاية لبيان مظلومية الشهداء و السجناء, خصوصا في سنوات الجمر العراقي و حتى العالمي .. عن أوضاعنا و غربتنا و ألجّهاد الفكريّ و الروحي و النّفسيّ و الجسدي ألمرير و ألّذي لم يسبقنا فيها أحد في ساحة العراق و ربما أَلعَالَم, لأنّ جهاد النفس و آلفكر أصعب بكثير من جهاد الدّم و السيف و القتال العسكري, و (خير الناس مَنْ إذا أعْطِيَ شَكَرْ و إذا أبتليَ صَبَرْ و إذا ظُلم غَفَر) .. هذا بعد مقدمة و توضيحات واجبة, لا بد من إيرادها و بيانها بإختصار شديد إن شاء الله كتمهيد لتلك العناوين الكونيّة المشرقة للقلة من أؤلئك الرجال الربانيين الأصفاء, و هم يواجهون أعتى و أوحش و أقسى أجهزة قمعية, مع شعب مغبون بات محتاطاً لأبعد الحدود بحيث لم يعد أحد منهم يسأل أو حتى يُسلّم علينا عند إشتداد المواجهات بحيث إن بعضنا بات يفترش الأرض و يلتحف السماء, بينما هدفنا كان تحقيق الحرية و الكرامة و العيش السعيد للشعب و للآن,و ذلك بآلخلاص من تلك العصابات المجرمة التي مازالت تعمل, و التي قتلتهم و أذلتهم – أي الشعب العراقي نفسه! كل ذلك بسبب الأنحطاط الثقافي و الفكري و الأنساني في وجودهم , و إلا كيف يُمكن أن لا يُثَمّن و للآن تلك المواقف الكونيّة الصادقة لتلك الثلة المؤمنة المضحية التي لا و لم و لن تتكرر,و التي ما فعلت ذلك لراتب أو بيت أو طمع, بل و فوق ذلك تمّ محاصرتهم من جديد و نصب العداء و الكيد لهم و هم يقدّمون لهم و بكل سخاء حتى لقمة الخبز الخاصة بهم, لأننا كنا نؤثر على أنفسنا رغم ما كان بنا من خصاصة! نعم إنّها الفكر و (العقيدة) المشوهة التي وصلتنا من آبائنا و علمائنا و ساداتنا للأسف, حيث لم يتجسد على سلوكهم تلك الروايات و المواقف التي حدّثنا عنها القرآن و أهل بيت النبوة, إنما كانت الحياة تتجه من خلاله إلى الحصول على المزيد من المالي و بناء البيوت و تكثير الزوجات و الأبناء, و حتى هذه لم تصبح من نصيبنا, بسبب وعينا الذي حال دون ذلك, و لسان حالنا : [هذا ما جناه عليَّ أبي .. ما لا أجنيه على أحد], و بتنا معظم حياتنا منشغلين بتوعية الناس الذين ساداتهم و شيوخهم لا يعرفون قيم الفكر و الوعي, إلا ضمن مدار محدود لا يخرج من مدار المادة و الدولار للأسف!! لكننا سنبقى نصُرّ و نبتكر المناهج و الأسس التي تخدم قضيّتنا بتوعية الناس و لنشر الحقائق و المعارف و الفلسفة التي هي فوق معظم العلوم! فلماذا الفلسفة التي تنقيّ الفكر الكوني أهم من كلّ شيئ حتى من الجهاد بآلسيف!؟ أيّ بتعبير أوضح : لماذا بناء الفكر و جهاد النفس أهمّ من آلجّهاد بالسيف؟ لماذا بناء آلفكر و القيم و جهاد النفس أعظيم من آلجّهاد بالسيف؟ قال الرّسول الخاتم الأعظم(ص) لمجموعة من المسلمين الذين رجعوا للمدينة بعد إنتصارهم على المشركين في أحدى الغزوات الصعبة و البعض منهم كانت الدماء تتقطر من جوانبه: فإستقبلهم رسول الله, و قال لهم مباشرةً : [لقد أنهيتم الجّهاد الأصغر و عليكم بآلجّهاد ألأكبر .. و حين سألوا آلرّسول(ص), فما هو الجّهاد الأكبر يا رسول الله !؟ قال: جهاد النّفس]. و إصلاح الأرض و إعمار البلاد لا يحققهُ المُدّعون الذين تلوثت أيديهم بأموال و دماء الناس و بطونهم بآلمال الحرام و لباسهم بآلخزي و العار و لسانهم بالكذب و النفاق؛ بل [الأصلاح و البناء يُحقّقه الصّدق و يثبته الفعل], و هذا يحتاج إلى جهاد النفس, بل معرفة النفس .. نعم معرفة النفس مقدمة حتى على معرفة الله تعالى و التّجرد من الماديّات, لأن من عرف نفسه عرف الله .. بل عرف كل شيئ. و جهاد آلنّفس يجب أنْ يُرافق ألأنسان حتى مماته, لأن النفس أحياناً يكون سطوته و تأثيره على الأنسان أكثر من الشيطان, خصوصاً لو تُركت لشاطت و فجرت و دمّرت, و هذا يحتاج إلى التحمل و الرياضات و آلصّبر و الأستقامة و إلى تزكية النفس و تحليتها بعد تخليتها من آلعادات و آلصّفات القبيحة الضارة و المنكرة, و هذا لعمري ليس سهلاً .. بل يصعب تحقيقه لأنك تقاوم الملموس بحواسّك المادية الظاهرية! إنه رغم كل تلك الصعاب, يجب الأعتراف في آلمقابل, بأنّ تلك المواجهة مع النفس رغم صعوبتها و مشاقها؛ لكنها مرام المؤمن ألصادق مع نفسه و هدفه .. خصوصاً إذا عرفنا بأنّ (كلمة طيّبة) قد تحلّ مشكلة كبيرة و تُحصّن آلعلاقات و تمنع إراقة الدّماء و العكس صحيح .. و لهذا تُعتبر (الكلمة آلطيّبة صدقة) كما ورد في آلحديث لدورها في تنظيم و تقوية ألحياة الفرديّة و العائليّة و الأجتماعيّة, و هكذا العكس أيضاً ربّما (كلمة بذيئة مغرضة) أو (غيبة صغيرة) بنظرك؛ قد تؤدي و تُسبّب الكوارث كتحطيم أواصر العلاقات بين أخوين أو جماعتين أو حتى دولتين و قد تسبب إراقة ألدّماء و تشتيت العوائل و القبائل و تفريق وحدة ألمجتمعات, و هذا بعكس الواجب الذي فرضه ربّ العباد علينا و أمرنا بآلوحدة بدل التفرقة و ذلك : بـ(التخلص من الكثرة بإتجاه الوحدة) كهدف مركزي في فلسفة الحياة و الوجود. من هنا شدّد الباري على الغيبة و البهتان و الكذب و زرع التفرقة, و جعل عقوبتها الإعتراف و ألأعتذار أمام مَنْ تمّت غيبته لسبب أو بدون سبب لا فرق .. حيث لا تبرير أو أعذار للغيبة أبداً إلّا في مورد واحد و في حدود مراعاة الأدب و هو الزواج عند ذكر محاسن أو مساؤى المتزوجين فهو مشروع إلى حد ما ضمن الأصول و مراعاة الآداب و القيم بحيث لا تؤثر على كرامة أو شرف الطرفين! و (ألكلمة ألحكيمة ألطيّبة) التي تتبعها حركة منظمة تقوم بها مجموعة مُؤمنة متحابّة و متوافقه على أهداف إنسانيّة عالية و عادلة تؤدّي إلى إنقاذ مجتمع و أمّة بآلكامل بل مجتمعات عديدة من آلهلاك و الدّمار لهو من أعظم الأعمال و العكس صحيح حين تكون مثل تلك الحركات لهدم و إستضعاف الشعوب, و مِنْ هذا المنطلق العظيم الهادف لتحقيق العدالة؛ بدأ تحركنا و جهادنا, لذلك حَشَدْنا فكرنا و ما نملك و دورنا الكبير لتغيير خارطة الثقافة العراقيّة و المناطقية وحتى العالمية لتحرير الناس .. حين سعينا .. أوّل ما سعينا إلى تأسيس (حركة الثورة الإسلامية) لبثّ الوعي في الناس و آلجّهاد مع آلنفس و نشر آلفكر و آلتضحية بالمال و آلدّم لأنقاذ المجتمع و آلناس لتحقيق ألعدالة و الكرامة التي قطّعها الشياطين إرباً إرباً بتعميق الطبقية و الفوارق الحقوقية, فكان تحركنا بحقّ صفحات خالدةٌ مشرقةٌ في تأريخ الأنسانيّة لأننا كنّا نهدي الناس و النّخبة الإسلامية و الدّعووية و العلمانية إلى صراط مستقيم .. صراط الله الذي له ما في السّموات و ما في الأرض .. و بقينا حتى إنتصار الثورة الإسلاميّة و للآن .. و إلى الله تصير ألأمور. حكمةٌ كونيّةٌ: [بناء ونشاط قوّة ألفكر تتعارض مع آلشّهوات التي كلّما تحرّرت و قويت أضْعَفَتْ ألفِكر و آلعكس صحيح]. و هذا الأمر لا يتحقق إلّا من قبل المخلصين الشاكرين الذين يعملون الصالحات ولا يشكون لأحد إلا الله تعالى, و عادة ما تكون حاجات الناس عندهم, لا يظلمون أحداً ولا يستغيبون و لا يطمعون في الدّنيا, و حقوق الناس عندهم مأمونة, و إتصالهم دائم مع الله تعالى, و هم مسلمون و متديّنون و لا يغفلون يقومون في الله ذاكرين و مصلين , و في النهار يعملون لأجل لقمة حلال, لا يتركون مريضا أو محتاجاً أو من طلب مساعدتهم, و هناك صفات و خصوصيات دقيقة يجب معرفتها كي نبدأ المسير بطريقنا لله تعالى, و إلّا لا نصل الهدف الذي وجدنا لأجله في هذا الوجود .. أنه مؤكد خلودنا فيه: لن يموت الذي أحيا قلبه بآلعشق .. إنّه مؤكّدٌ خلودنا في هذا الوجود . و بذلك فقط نخرج من مدار التقليد و التقويض و المحدود إلى فضاء الأسلام الواسع لمعايشة الآفاق الرحبة حتى نرى آيات الله في الآفاق و الأنفس و نكون جزءاً فاعلاً في هذا الوجود ضمن نغمات هذا الكون بعد أن تتحقق البصيرة بإذن الله و عونه في قلوبنا و وجداننا, فكيف تتحقّق تلك الصّفات الكونيّة التي خصّها الله تعالى لعباده المخلصين .. لنبدء بطي الصفحات الكونية التي يجب على كل مخلوق هادف أن يؤديّها بإخلاص و تمام!؟ أهمّ آلصّفحات ألكونيّة بإختصار: أهمّ آلصّفحات ألكونيّة بإختصار: و تُمثّل آلصّفحات ألكونيّة ألمشرقة التي نريد بيانها بإختصار شديد: مُقدّمة: قبل البدء بعرض ألصّفحات .. أيّ ألعناوين الكونية - أكرّر (ألعناوين) فقط و ليست التفاصيل و الأسرار الخافية - لا بُدّ من عرض مُقدّمة هامّة تتعلّق بآلسبب الذي دفعنا أساساً لنُعرض أمام الجميع تلك الأساطير و الملاحم البطولية التي ربما لا تتكرّر عبر الأزمان .. وعلة العلل في خوض و تسطير كل ذلك!؟ هل هو لفهمنا الواعي و الدقيق للأسلام, أم هناك أسرار؟ و ما معنى الأسلام الذي لم يدركه أكثر المسلمين و غيرهم إلى جانب علمائهم ناهيك عن الأديان الأخرى كآليهودية و المسيحية و الزرادشتية و الصابئية و المجوسية و غيرها؟ ورد في تفسير قوله تعالى: [إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ ألإسلام وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيَا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ](1). أنَّ الدِّين في الأصل بمعنى ألجزاء والثواب، و يطلق على الطاعة و الإنقياد للأوامر، والدّين في الإصطلاح : مجموعة العقائد والقواعد و الآداب التي يستطيع الإنسان بها بلوغ السعادة في الدارين، وأن يخطو في المسير الصحيح من حيث التربية والأخلاق الفرديّة والجّماعيّة. وأما الإسلام: يعني التسليم، وهو هنا التسليم لله تعالى، وعلى ذلك، فإنّ معنى ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإسلام﴾: إنّ الدين الحقيقي عند الله هو التسليم لأوامره وللحقيقة سواءاً تلك التي وردت في التوراة أو الأنجيل و غيرها أو القرآن مع الخصوصيات لكل مرحلة. وفي الواقع لم تكن روح الدِّين في كلّ الأزمنة سوى الخضوع والتسليم للحقيقة لخدمة الناس و نشر الأمن و العدالة في المجتمع، وإنّما أطلق اسم الإسلام على الدِين الذي جاء به الرسول الأكرم عليه السلام لأنّه أرفع الأديان(2), و كذلك يمكن إطلاق صفة الإسلام على أهل الديانات الأخرى في حال إلتزامهم بمبادئ أديانهم السماوية الصحيحة. وقد أوضح الإمام علي (عليه السلام) هذا المعنى في بيان عميق مستلهماً ذلك من الرسول و القرآن فقال: [لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي: ألإسلام هو التسليم، و التسليم هو اليقين، و اليقين هو التصديق، و التصديق هو الإقرار، و الإقرار هو الأداء، و الأداء هو العمل]. فالإمام في كلمته هذه وضع للاسلام ستّ مراحل ليمكننا إطلاق صفة المسلم على المعني؛ أولاها؛ التسليم أمام الحقيقة، ثمّ يقول إنّ التسليم بغير يقين غير ممكن (إذ أنّ التسليم بغير يقين يعني الإستسلام الأعمى، لا التسليم الواعي), ثمّ يقول إنّ اليقين هو التصديق (أي أنّ العلم وحده لا يكفي، بل لابدّ من الاعتقاد والتصديق القلبيّين), و التصديق هو الإقرار .. أيّ لا يكفي أن يكون الإيمان قلبيّاً أو عمائمياً أو ألقاب إلاهية .. فحسب، بل يجب ترجمته عبر الواقع بإظهاره و تطبيقه عملياً و بشجاعة وقوّة، ثمّ يقول(ع): إنّ الإقرار هو الأداء(أي أنّ الإقرار لا يكون بمجرّد القول باللسان، بل هو إلتزام بالمسؤولية) وأخيراً يقول: إنّ الأداء هو العمل (أيّ إطاعة أوامر الله و تنفيذ البرامج الإلهية) لأنّ الالتزام و تحمّل المسؤولية لا يعنيان سوى العمل، أمّا الذين يُسخّرون كلّ قواهم وطاقاتهم في عقد الجلسات تلو الجلسات و تقديم الإقتراحات وما إلى ذلك من الأُمور التي لا تتطلّب سوى الكلام فلا هم تحمّلوا إلتزاماً ولا مسؤولية، و لا هم وعوّا روح الإسلام حقّاً, و هذا أجلى تفسير للإسلام من جميع جوانبه. و هكذا يكون الإيمان بآلله عبارة عن منظومة من القيم الأخلاقيّة الكونيّة التي يجب أن تتجسّد في سلوك المسلم السّاعي و تعامله مع الوجود و الأنسان و الطبيعة, بحيث يكون متحرّكاً و مُتناغماً مع المنظومة الكونية, لكن هذا كله ليست حقيقة الأخلاق!؟ فما هي حقيقة (آلأخلاق)!؟ هنا تتشابك المفاهيم و التعاريف و تكمن مشكلة فهم ألمُدّعيّن الخاطئ لها و الذي بسببه ضاع وجود الله و حل محله (الدولار) الذي إنتشر بسببه الظلم في الأرض؟ مع الأخذ بنظر الأعتبار التعريف الذي عرضه الأمام عليّ(ع) بخصوصا حقيقة الأسلام, نعرض عليكم الآن آراء أعظم الفلاسفة الكبار في هذا الموضوع, و هي مسألة الأخلاق و الدّين لتأكيد المعنى و إتفاق العقل مع الشرع بهذا الخصوص؛ يُعتبر (ديفيد هيوم) و (رينيه ديكارت) و (إيمانوئيل كانت) أعمدة ألنّهضة الغربيّة ألحديثة ألتي بدأت منذ آلقرون الوسطى عبر ثلاثة مراحل(1) لتحقيق آلجّانب ألمدنيّ و آلحضاري بعد ثورة (ألرّينوسانس) ورغم إعتقاد الناس بخلاصهم من ظلم الكنسيّة مع آلنظام الملكي أو آلثيوقراطي؛ إلّا أنّ وقوعهم أليوم أسرى بيد (ألمنظمة الأقتصادية العالمية) رويداً رويداً بسبب فخّ ألدّيمقراطيّة ألمُستهدفة لأنتخاب حكومات تديرها الأحزاب ألمُوالية لتحقيق أهدافهم؛ تكشف حقيقة ألمظالم ألتي لم ينتبه لها آلنّاس حتى يومنا هذا بسبب ألجهل و ألفراغ الفكريّ الذي تركه الفلاسفة أنفسهم في مسألة فلسفة ألقيم و الكرامة الأنسانية, حين ركّزوا على آلجّانب ألماديّ خارج مدار ألدِّين – ألعرفانيّ لا التقليدي .. ألّذي إعتبروه بآلخطأ سبَبَاً للتّخلف بسبب تسلط ألكنسية و آلفؤداليست ثمّ البرجوازية إبان القرون الوسطى, لذلك كان سقوطهم في أحضان ألمنظمة الأقتصاديّة ألعالمية اليوم مسألة طبيعية وحتميّة أكثر بؤساً و خطراً مِمّا كانَ عليه الوضع قبل ذلك بسبب أستخدام التكنولوجيا و الحروب و المال سندأً لمصالحهم الأقتصاديّة على حساب أخلاق و قيم الناس! و رغم إعتراف (كانت) علناً بقوله؛ [أنّ (هيوم) صاحب نظريّة (الشّك) قد أيقضني من سباتي]؛ إلّا أنّ (كانت) يُعتبر بنظري رائد ألنهضة الأوربيّة بلا منازع .. بإستثناء فشله و أقرانه عبر جميع المراحل في طرح نظريّة كونيّة شاملة تُحقق الهدف من وجود الأنسان خلق الوجود لأسباب زمكانية وعقائدية, و ربّما كانت مشيئة الله لتكون بإسمي بعد مرور 5 قرون على ظهور تلك الأطروحات الفلسفيّة ألأحاديّة ألجانب و الممتدة بجذورها عبر العصور ألفلسفيّة الخمسة(2) إلى بدايات ظهور الفلسفة حتى إعلان فلسفتنا الكونيّة مع بدء الألفية الثالثة كنظرية شاملة و خاتمة للفلسفة في الوجود! إن آلأجمل و الحريّ بآلذكر ألذي كشفه (كانْت) في فلسفته, هو إعتقاده بأنّ [المعرفة نتاج ألعلاقة بين آلذّهن و آلأحساس في زمكاني مُعَيَّن] مختلفاً مع الفلاسفة الأسلاميين سيّما المُلا صدرا ألذي تأثّر بإبن عربي – لذلك إتّخذتْ فلسفتهِ – أيّ كانْت – من (آلعقل و آلأدراك) أصلاً لكلّ الفلسفة على مذهب (هيوم) و حاول تطبيق الأشياء عليها و ليس ألعكس كما إدّعى آلفلاسفة من قبله, و بذلك أبْطَلَ آلبراهين ألتقليديّة ألتي ما زالَ بعض ألعُلماء يعتقدون بها, مُعتبراً كُلّ الأدلة ألواردة حول إثبات (الله) ليست تامّة و ليست حُجّة, و من آلمستحيل (إثبات أصل ألذّات – ألدّليل ألوجوديّ – ألذّهنيّ أو بقاء النفس أو الأختيار) عن طريق الأستدلال ألعقليّ, لذا حين لا يكون آلذّهن و آلوجود دليل كافٍ على وجود الله, فلا بُدّ من وجود دليل ثالث وهو الأخلاق التي يجب أن نعرفها بدقة! فما هي آلأخلاق ألفاضلة ألتي هي مُقدّمة للتّدين و لوجود الله في الأرض؟ (ألأخلاق) الفاضلة, هي قواعد و منطلقات و سلوك تصبح بمرور الزمن ملكات طبيعية يتميّز بها الأنسان ذاتيا و سلوكياً : و تتكامل و تتجسّد بقتل الذّات و آلتّحليّ بآلفضائل ألحسنة و الصّدق في كلّ الأحوال و الخوف من التعدي على حرمة الآخرين بأي شكل من الأشكال حتى ولو بإشارة - بعد آلتّجرّد من آلخبائث و آلتّحلي بآلطيّبات – حتى مكارم الأخلاق و بعدها نكون مُتديّنيّن و هو طريق طويل فيه درجات شتى, و هذا يعني بطلان إدّعاء ألدِّين مِنْ أيِّ كان حتى لو كان عالماً أو شعباً أو فقيهاً لم يُهذّب أخلاقه و سيرته بتطهير ذاته من آلنّفاق و الغيبة و آلكذب و آلنّميمة و آلفساد و آلتكبر! يعني يدعي الدّين و الزهد وإذا به يملك أكثر من الأثرياء في العالم بينما المال لا يجمع إلا بآلبخل أو الحرام, وبآلتّالي وبحسب نظر هذا آلفيلسوف ألكبير يُعتبر كلّ مُتديّن لم يُزكيّ نفسه عمليّاً ولم يعرف حدودهُ و روح رسالته ألسّماويّة – كلّ ألرّسالات لا فرق – خارج عن ألتّديّن وآلإيمان مهما إدّعى وقال, ومجمل هذه الفلسفة تتوافق و(آلنّبأ العظيم) على لسان الخاتم(ص)؛ [إنّما بُعثّتُ لأتمّمَ مكارم ألأخلاق]!ّ هكذا إعتقدَ (كانْت) بأنّ الأخلاق(3) هي آلتي تصنع ألدِّين, و آلعقل ألعمليّ(4) هي آلتي تصنع ألأخلاق و التي بها يكون الله موجوداً في الأرض في وجدان الأنسان الذي ترك و عبر الحالة (البشرية) و إرتقى للمرتبة الأنسانية من خلال الملتزمين بها! و نظرية هذا الفيلسوف مهمّة جداً , و لا بد من دراستها! خلاصة نظريّة هذا الفيلسوف هي : [بدون إعْمالِ ألأخلاق في آلحياة؛ يغدو كلّ ما يتظاهر به و يدّعيه أو يُمارسه المدّعي في مرضاة الرّب زَعْمَاً دينيّاً و عبوديّةً كاذبة و مُفتعلة]. و كما هو حال ألمُدّعين أليوم ألذين يعتقدون بأنّ الله يتواجد في المسجد و المزارات أكثر من الأماكن آلأخرى, أو بعضهم يعتقد بأن لله جسد و أعضاء و حواس!؟ و هناك صنف عجيب .. يعتقد بأن الله مجرد شبح غائب, و علينا التركيز على الواقعية, و لقاء الله له زمان قد يأتي .. هكذا يُمنّي نفسه و عقله للأسف ...! لهذا لا مستقبل لبلادنا و للعالم بدونها, أيّ بدون (الأخلاق), فهي المُكوّنة و آلحاضنة لـ (وجدان) الأنسان الذي يُمثّل صوت الله ألذي يتواجد في ضمير الأنسان و الذي به نحقق العدالة في الأرض بدل الرأسمالية و الطبقية و البيروقراطية و الدّيمقراطيّة و كل ألـ قراطيّات التي سببت دمارنا و حروبنا و جوعنا و مآسينا! و بعد عرض المقدمات اللازمة للسّاعين إلى معرفة ألحقيقة و أسرار الوجود, سنعرض لكم العناوين الكبيرة لتأريخنا الكوني, من خلال فصلين: ألفصل الأوّل؛ يبدأ بعد الولادة و يتركّز بآلأحداث و المحن التي واجهتنا داخل العراق؛ ألفصل الثاني؛ يبدأ مع بدء الثورة الأسلامية, و ما واجهناه حتى خروجنا من إيران . و تلك بمجملها مجرّد عناوين مشرقة لتأريخ كوني عظيم و العظمة لله وحده. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لمعرفة التفاصيل راجع الحلقة 3 من[فلسفة الفلسفة الكونيّة]. (2) لمعرفة ألتفاصيل راجع ألحلقة 3 من[فلسفة الفلسفة آلكونيّة]. (3) ألأخلاق؛ هي دراسة معياريّة للخير والشّر تهتمّ بالقيم المُثلى، وتصلُ بالإنسان إلى الارتقاء عن السّلوك الغريزي بمحض إرادته ألحرّة؛ بعكس ألّذين قالوا؛ بأنّ الأخلاق ترتبط بما يُحدّدهُ ويفرضهُ الآخرون كعرف أو قانون، و ترى أنّها تخصّ الإنسان وحده، ومصدرها ذاته (ضميره) ووعيه. يعتقد أفلاطون بأنّ الأخلاق تتمثّل في كبح شهوات الإنسان، والتّسامي فوق مطالب الجسد بالالتفات إلى النفس والرّوح وتوجيههما لتحصيل الخير و المعرفة و محاربة الجهل والأمية الفكرية. أمّا (آلأخلاق) بنظر الأنبياء و أئمة المسلمين(ع) فإنّها تتغذى من القوة الغيبية التي تُوجه عقل و روح الأنسان, لأن تحفظ في النهاية الكرامة الأنسانية من خلال القول والفعل و النيّة, و لهذا يمكن إعتبار تعريف (أفلاطون) ثمّ (كانت) و (شوبنهاور) و غيرهم مع أقرانهم الفلاسفة و حتى الأسلاميين: بأنها زبدة و روح ما جاء به ألعرفاء والأئمة والأنبياء و هي (إتمام مكارم الأخلاق) بحسب النص مع فاصل الزمن بين الفئتين. (4) العقل النظري والعقل العملي، مصطلحان يجري استخدامهما في بعض العلوم؛ فالعقل العمليّ في اصطلاح المناطقة هو المعبَّر عنه (بالحسن والقبح) عند المتكلّمين، والمعبَّر عنه (بالخير والشرّ) عند الفلاسفة ، والمعبَّر عنه (بالفضيلة والرّذيلة) في اصطلاح علماء و أئمة الأخلاق. أما المراد من العقل النظري فهو العقل المُدرك للواقعيات التي ليس لها تأثير في مقام العمل إلاّ بتوسّط مقدّمة اخرى، كإدراك العقل لوجود الله، فإنَّ هذا الإدراك لا يستتبع أثراً عملياً دون توسّط مقدّمة اخرى كإدراك حقّ المولويّة وانَّ آلله هو المولى ألجدير بالطاعة, والمراد من العقل العمليّ هو المُدرك لما ينبغي فعله وايقاعه أو تركه والتحفّظ عن ايقاعه، فالعدل مثلا ممّا يُدرك العقل حُسنهُ وانبغاء فعله والظلم ممّا يُدرك العقل قبحه وانبغاء تركه، وهذا ما يُعبِّر عن إنّ (حسن العدل وقبح الظلم) من مُدركات أو بديهيات العقل العمليّ وذلك لأنَّ المُمَيّز للعقل العمليّ هو نوع المدرَك فلمَّا كان المُدرك من قبيل ما ينبغي فعله أو تركه فهذا يعني انَّه مدرك بالعقل العمليّ هذا ما هو متداول في تعريف العقل العملي. وجاء السيد الصدر بصياغة اخرى لتعريف العقل العملي و حاصلها هي ؛ [إنَّ العقل العملي هو ما يكون لمُدركه تأثير عملي مباشر دون الحاجة لتوسّط مقدّمة خارجيّة]. ألعناوين المشرقة لتأريخنا ألكونيّ ألفصل الأوّل؛ يبدأ بعد ولادتنا حتى خروجنا من العراق و يتركّز على آلأحداث والمحن التي واجهتنا؛ ألعناوين المشرقة لتأريخنا ألكونيّ – الفصل الأول: و يبدأ بعد ولادتنا حتى خروجنا من العراق و يتركّز على آلأحداث و آلمحن التي واجهتنا؛ بعد عرضنا للمُقدّمات اللازمة سنُعرض العناوين ألمشرقة لتأريخنا آلكوني؛ ويبدء بعد ولادتنا, و يتركّز على آلأحداث والمحن التي واجهتنا داخل العراق: 1- منذ أن بدأنا برحلة البحث عن حقيقة الوجود و أسباب خلقنا و سرّ الله و أنا ما زلت طفلاً لم أَتَجاوز السّنتان و لم أشهد سوى تلك قطعتان معلّقتنان أمامي في ديوانيّة جدّي المرحوم الحاج الشيخ جواد عباس البزاز الأنصاري الجابري, و كنت أقرأها يوميّاً بعد ما تعلّمت تهجّدها مع الرّسم من المحيطين بي في ذلك آلمضيف المبارك, و كانت مفاد الأولى[رأس الحكمة مخافة الله], و الثانية[مَنْ إستعان بغير الله ذلّ]؛ و منهما أدركتُ ثمّ أيقَنْتُ لاحقاً و بفطرةٍ بيضاء نظيفةٍ طالما قاومتْ آلعنف و ألمُغريات المتعددة التي كانت سائدة و أساليب بعض الشّياطين من حولي؛ أدركت بأنّ هناك سرٌّ كبير وراء ما نراه في الظاهر بأعيننا, أو ما يطلق عليه بمصطلح العرفاء (العرض) و (الجوهر), فسعينا للحفاظ على إستقامتنا و هدوئنا و إتباع نهج الحقّ بحسب الدّيانة التقليديّة التي كانت سائدة وسط مَنْ كان يكبرنا بآلسِّن و التجربة, و آلتي نبذناها بعد ما كبرنا و وعينا بعض الأمور, وبعد تجارب مريرة بحجم عقليّ؛ تيقّنتُ وعمري أنذاك لم يتجاوز 5 سنوات بوجود إلهٍ حقّ بداخلنا .. في وسط قلوبنا و وجداننا, لكنه ما زال مجهولاّ في الأرض عند آلناس على ما يبدو, خصوصاً في علاقاتهم و أثناء تعاملهم رغم نزول أكثر من 124 ألف نبيّ و وصيّ و أئمة و شهداء بآلملايين لا يعلم سرّهم إلّا الله تعالى بجانب أدلة و براهين لا تعَدّ و لا تُحصى. ثمَّ تيقّنت بآلله و برسله و أئمته ألذين قُتلوا جميعاً, خصوصاً حين عشنا حقائق التأريخ في أيام عاشوراء و التمثيل الحي (التشابيه) لواقعة الطف,و كيف .. بغى الحاكمون على أطهر و أنبل إنسان في الدارين, لكونه مع أخيه الحسن(ع) سيدا شباب أهل الجنة, و المحنة أن الناس و الشعوب في وقتها قد ساندت الحكومات التي أعلنت العداء ضدّهم بغباء لاجل الدنيا و شهواتها كما يفعل الآن حكام الأرض بعيدا عن الأخلاق و الضمير و العدالة! لهذا بقيتُ متحيّراً لماذا الناس لا يتّخذون موقفاً شجاعاً ضد الظلم للقضاء عليه, و كثيراً ما كنتُ أنفرد مفكّراً و مُتأمّلاً بعمق لمعرفة كامل الحقيقة, مع إنتظار ظهور الأمام المهدي المنتظر و إستمرار حشدي للناس في نفس الوقت و جهادٍ دائم لمْ يتوقف للآن حتى و أنا مسجّى على فراش المرض متأملاً تحقيق العدالة و الخير و الأنصاف و الوجدان بين آلناس بكافة الطرق الممكنة, و تلك كانت الحقيقة التي لمستها على الأرض و البداية التي إنطلقنا منها, لتكون صفحات كونيّة مشرقة بحقّ ختمناها بآلفلسفة الكونية. 2- بدأتُ صفحات الجّهاد آلأكبر ضدّ الظلم في عراقٍ حُكِمَ بأنظمةٍ مختلفة كانت و لا زالت تعبدُ كلّ شيئ إلّا الله الذي كان هو الغائب الوحيد فيه رغم كثرة المراقد و المساجد و الآثار, لأنها - أيّ الأنظمة و قادتها - لم يكونوا يعرفون أبسط الحقائق و المعاني عن الفكر و عن الله و عن الوجدان و العدالة و الرحمة و آلأسفار الكونية للوصول إلى آلحقّ, بل كان الهم الوحيد هو أن تحصل على شهادة أو مهنة لتأمين العيش, لأنها لم تكن تعلّمت أو سمعت بذلك و لا تعرف للفكر معنىً سوى شهوة التسلط و الجنس و التعالي و القنص بأيّة وسيلة ممكنة حتى لو كان الثّمن سحق الأنسان أو شعب بل شعوب و أمم و كما حدث و شهد الجميع ذلك! بحيث وصل الحال مع نهايات القرن الماضي العشرين لئن تترحّم علينا اليهود والنصارى و الهنود و الأفارقة و الدّيلم و الكفار و عبدة النار, و صار شعبنا .. الشعب الوحيد من بين شعوب العالم تتمنى و تودّ إحتلال بلدها من قبل الأجانب أو أية قوّة قادرة لتخليصها من أنظمتها و أحزابها للتخلص من حكّامهم. و المشكلة من الجانب الآخر؛ أنّ معظم (مراجع الدّين التقليديّ) كانوا يُؤيّدون تلك التيارات و الأنظمة الظالمة بسكوتهم تارة و بتعاونهم تارة أخرى في الخفاء و حتى الركوع على أعتاب قصورهم و نحن و الله في هذا الوسط بقينا لوحدنا صامدين و مقاومين للحد الذي كان المقربين منا يخافون من تبادل السلام العادي معنا .. و مشينا نشق درب الجهاد في سنوات الجمر العراقيّ نحتسب إلى الله أمرنا و غربتنا في وطننا و بين أهلنا و أحبائنا, حتى توصلت إلى وجوب تأسيس تنظيم لمواجهة تلك الجيوش البعثيّة الوحشيّة الظالمة بجانب مواجهتنا لنهج المرجعية التقليديّة التي أضرّت بحركتنا أكثر من ذلك النظام نفسه! لأنّ(ظلم ذوي القربى أشدّ غصاصة .. على المرء من وقع الحسام المهند)! و الحقيقة التي تسببت في تعاظم محنتنا, هي تلك الفتاوى المهللة و الظالمة التي تسرّبت من جهة المرجعية التقليدية وقتها - لأحد المقلّدين لها, و التي – المرجعية - أحلّت فيها ألصّلاة و التعبد على الأراضي الأيرانية المغتصبة التي إحتلها الجيش الصداميّ بإيعاز من أسياده, فكانت حرب الثمان سنوات مع إيران بعد الهجوم العراقي على إيران الثورة عام 1980م لدرء و منع تسربها لداخل العراق بسبب الأنفراج قليلاً على شيعة العراق الذين لم يبق من شيعيتهم سوى بعض المراسم الدينية التقليدية أيام شهر رمضان أو عاشوراء من دون درك أو وعي أبعاد تلك المناسبات, بينما كان الشعب الإيراني في المقابل يخططون لتحرير العالم, رغم إن رجال الثورة و الشعب والحرس كانوا منشغلين بآلرّدات السلبية و المؤآمرات المختلفة ضدهم, و هكذا بتبعات المقاومة و إنشاء الدولة في بداية أحداث الثورة عام 1979م. 3- قبل إنتصار الثورة الإسلامية, و في بداية السبعينات عام 1970م نشطت حركة معارضة مدنيّة مع جناح عسكري مكون من مجموعة ضباط كانوا يعملون في وزارة الدفاع في (الكرنتينة) ببغداد و غيرها, لكن تمّ إلقاء القبض عليهم لوشاية أحد الممسوخين من ضمنهم كان يعمل كخط مائل مع النظام البعثي المجرم الذي وصل الحكم بإنقلاب مشؤوم بدعم أنكلو – أمريكي, فتمّ إلقاء القبض عليهم و كان بضمنهم خالي الشهيد عيدان جواد عباس الانصاري الذي كان يعمل ضمن تلك الحركة المعارضة لأسقاط النظام إلى جانب عمله لصالح إيران, حيث كان يعمل ضمن تنظيم الشهيد وزير الزراعة (نظام الدّين عارف) الذي كان وقتها وزيراً في نظام حكم البكر و الذي تمّ أعدامه أيضا مع تلك المجموعة الخيّرة التي كانت تسعى لتخليص العراق من الطغمة البعثية الفاسدة وقتها, لكن خيانة أحد الضباط من بينهم كما أشرت أحدثت تلك الكارثة للأسف الشديد, كما الكثير من آلكوارث اللاحقة و منها كارثة إعدام مجموعة الضباط الثمانين الذين كانوا يعملون ضمن تنظيم (سعد صالح جبر) رئيس الوزراء العراقي أيام الحكم الملكي, و كنت وقتها كآلمراسل في أوساطهم لإيصال الرسائل و الأخبار فيما بينهم, و سني لم يكن يتجاوز الخامسة عشر. 4- بعد تلك الاحداث الدّموية المأساوية, بدأت أفكر في تأسيس (حركة الثورة الأسلاميّة) في العراق, بمعية أحد الأصدقاء المقرّبين و الذي كان يمتلك تجربة في صفوف الحزب الشيوعي العراقي و إسمه حامد الكُبجي من أهالي واسط كان يعمل في وزارة الصحة العراقية ببغداد, و تمّ بآلفعل أعداد النظام الداخلي و قمنا بتجنيد العديد من الأعضاء لمقارعة الظلم البعثي, و تعاظم العمل و الجهاد بعد شهادة تلك الكوكبة المجاهدة, و التي تزامنت شهادتهم بفترة وجيزة في أواسط السّبعينات مع شهادة قبضة في الخامس من شهر كانون الأول عام 1974 أقدمت السلطة البعثيّة المجرمة على ارتكاب جريمة هزّت مشاعر كل الشرفاء، و ذلك بإعدام شهداء قبضة الهدى، وهم كوكبة من رجال الحركة الإسلاميّة في العراق؛ الشهيد السعيد الشيخ المجاهد عارف البصري؛ الشهيد السعيد السيد حسين جلوخان؛ الشهيد السعيد السيد عز الدِّين القبانجي؛ الشهيد السعيد السيد عماد الدّين التبريزي؛ الشهيد السعيد السيد نوري طعمة. و أنا أشهد تلك المحن و المآسي الصراعات الدامية و عمري أنذاك لم يتجاوز العشرين عاماً مستلهمين روح الجّهاد و المقاومة من الآية القرآنية العظيمة رقم 25 في سورة الحديد: [لقد أرسلنا رسلنا بآلبيّنات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بآلقسط و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد و منافع للناس و ليعلم الله من ينصره و رسله بآلغيب إنَّ الله قويّ عزيز] (الحديد/25. تلت تلك الكواكب العظيمة كوكبة أخرى قصمت ظهر الحركة الإسلامية و عددهم كان بحدود مائة عنصر مثقف كانوا ينتمون لتنظيمنا, و كانت بحق ضربة موجعة و بآلعمق, و منها بدأت أفكر بآلخروج من العراق بعد ما وصلتنا إشارات بكون النظام يبحثون عني للقبض علينا بسبب إعترافات تمت بحقنا .. حسب الأتفاق الذي كان بيننا, خلاصته عند إلقاء القبض على أحدنا – من عناصر التنظيم – و تعرضه للتعذيب الوحشي الذي كان هو الأسلوب المتبع للنظام لنزع الأعترافات منه, حيث كان يُعذّب يومياً لمدة 10 أيام أو إسبوعين فأكثر, فأن إستطاعوا نزع الأعترافات منه في الأيام الاولى فيكتب عليه الأعدام مباشرة, و إن صمد فقد يُودّع في السجن المؤبد, و تلك كانت القاعدة المتبعة في جهاز الأمن و المخابرات العراقية الوحشية و غيرها من الأجهزة البعثية القمعية و التي كان صدام يشرف عليها بنفسه مباشرة. على كل حال كانت الوصية المهمة أثناء التعذيب للتخلص من آلتعذيب و الموت (الأعدام) لاحقا هو الأعتراف على الأعضاء الذين تمّ هروبهم إلى خارج العراق, و بذلك كان يحتمل أن يتمّ نجاتهم لو حالفهم الحظ و إقتنعوا بذلك!؟ و هكذا تحمّلنا مع قلّة قليلة من آلمؤمنين الرّبانيين قيادة المواجهة و الصراع الميدانيّ ضدّ عصابات البعث الكثيرة, بل و ضدّ الأمّة كلها و على مختلف الأصعدة في مواجهة لم يشهدها التأريخ من أوله و للآن و ربما لآخر الدّنيا, حيث وجّهنا للنظام ضربات قاصمة في أكثر الساحات, رغم قلّة العدد و الأمكانات و القدرات الماديّة و اللوجستيّة و فقدان الدعم سوى من رب العباد, و خلو العراق من المناصرين! إلى جانب أنني في كلّ صباح و قبل بدء الدّرس في (مركز التدريب المهني) الواقع في بداية شارع الشيخ عمر من جهة ساحة الطيران في الباب الشرقي ببغداد و الذي كان تابعاً للمؤسسة العامة الكهرباء التابعة لوزارة الصناعة بآلمناسبة, حيث كنتُ مُدرّساً فيها بعد تخرجنا من التكنولوجيا ؛ حيث كنت أحدّثهم بداية كل حصّة بحديثٍ أو آيةٍ أو مفهومٍ ثقافيّ أو فكريّ, و قد خصصت ألخمس دقائق الأولى من كلّ درس لطرح مفهوم أو حديث أو حكمة أو موقف على التلاميذ لترشيدهم و إفهامهم بأن دراسة العلم وحده لا يُحقّق هدفنا في الحياة و لا بد من معرفة حقيقة وجودنا و سبب خلقنا وووو غيرها قبل ذلك, هذا إلى جانب بناء علاقات شخصيّة و صداقات مع التلاميذ المؤهلين لتكوين مثل تلك العلاقات لكسبهم وهدايتهم للأيمان و التعبد لله لا لغيره, و هذا العمل كانت مجازفة خطيرة كان يمكن أن يعرضنا للأعدام لمجرد وصول خبرنا لضابط أمن الدائرة أو لأية جهة قمعية من الأجهزة الصدامية العشرة التي أوجدها لخنق أنفاس العراقيين, و قد تسبب لي هذا الأمر بآلفعل بعقوبات متوالية من قبل ضابط أمن المؤسسة العامة للكهرباء, فمرة جاء لمركزنا و بدأ اللقاء بآلهيئة التدريسية واحدا .. واحداً, و عندما وصل الدور لي دخلت و سلمت عليه, ثم شألني : هل أنت منتمي لحزب البعث العربي الإشتراكي؟ أجبته : لا و الله بسبب إنشغالي في أداء واجباتي و تدريسي للطلبة ليل نهار كما ترى لأعدادهم لخدمة الوطن! و إذا به فجأة يقوم من مكانه و يقول : (عجيب أمركم كلّكم(المدرسين) لا تنتمون للحزب في هذا المركز .. فهل هذا الحزب "يعضكم"!؟ ما هي القصة؟ ثمّ خرجت من الغرفة, بسلام كما باقي المدرسين. 5- بعد مسألة التنظير و كتابة (المنهج الداخلي الخاص) و كذلك (المنهج العام للحركة) و مسائل التنظيم, كان أوّل عمل قمنا به هو كتابة بيان خاصّ و مُؤثّر تمّ إرساله و توزيعه على أعضاء النظام و القيادات الحزبيّة البعثيّة و على وزراء الحكومة, مكونة من ورقة واحدة؛ الصفحة الأولى خُصّصت لبيانات ترغيب و دعوة للأنقلاب على حزب الجّهل الحاكم و قيادته الظالمة العميلة لكل قوى الإستكبار العالمي التي كانت المستفيدة الوحيدة من خيرات و نفط العراق, و الصفحة الأخرى من الورقة تضمّنت ترهيبات و وعود في حال رفض الدّعوة الآنفة و البقاء في خدمة النظام, و هكذا بدأ تحركنا الأعلامي و التنظيمي بهداية الناس .. بحيث قمنا بتوزيع مئات أشرطة التسجيل مسجلة عليها بيانات و أعلانات ضد النظام البعثي الحاكم .. كما أوجبنا على أنفسنا و على أعضاء القيادة المركزية و تشكيلاتهم و كان أبرزهم حامد الكبجي الذي ما زال حيّاً و كريم مؤمن و كريم محمد نور اللهي و أخيه و السيد وافي البصري و الذين إستشهدوا جميعأً؛ حدّدنا و أوجبنا عليهم هداية الناس و توعيتهم و كسب شخص واحد على الأقل كلّ يوم أو كلّ فترة بحسب برامج أعددناها وقتها لبنائهم فكريّاً ليكونوا مؤهلين للأنتماء إلى التنظيم. المشكلة التي كُنّا نُعانيها من العراقيين و العرب عموماً ؛ هي أنهم لم يكونوا واعيين أو مؤهلين أو أصحاب مواقف مبدئية, بل كانت صفة التبدل و التغيير عندهم عاديّة, و يمكن القول بأنهم كانوا كافرين عادة, و يتحرّزون من العمل أو الجهاد ضد النظام .. خصوصاً حين كان الأمر يتعلّق أو يرتبط بقضايا السياسة و الأمن و العمل الحركي, لهذا كنا نتحذر من ذلك, و كثيراً ما حدثت الأختراقات المتعددة لصفوفنا, بسبب كثرة أعضاء جهاز الأمن و المخابرات و المنظمين في صفوف خلايا البعث, بحيث يمكنك القول بخلو العراق من أفراد مستقلين لم ينتموا لأجهزة النظام, و كانت تلك معظلة كبيرة و حاجزة للتقدم في عملنا, لكننا كنا نحاول رغم كل ذلك! 6- إتّحدنا مع (حزب الدّعوة) ألذي سبقنا في التنظيم بعد تأثرهم بنهج و تنظيم و ثقافة حركة (الأخوان المسلمين) التي إنبثقت في مصر على يد حسن البنا و محمد عبدة و التلمساني و غيرهم في ثلاثينيات القرن الماضي, فكانت مرحليتهم تشبه مرحلية الأخوان, و كذلك تشابكنا مع أعضاء من الحزب الشيوعي العراقيّ و وحَّدنا تشكيلاتنا الجهاديّة بآلتنسيق معهم لمواجهة النظام البعثي الوحشي, و تم الأرتباط بحزب الدعوة بواسطة صديق قديم كان زميلي في الدّراسة الأعدادية ببغداد و هو الشهيد العصامي الشجاع (محمد فوزي) الذي إستشهد رحمه الله مع أخويه الآخرين, و تم تعذيب عائلته و هروبهم إلى إيران و ثلة خيرة من المؤمين من بعده تم إعدامهم لكونهم كانوا من المجاهدين معه, و لم يكونوا يملكون خطاً جهاديّاً متكاملاً أو مدعوماً من آلجانب الآخر بثقافة عقائدية محكمة أو بأموال و إمكانات, و أستطيع القول؛ عدم وجود قيادة حكيمة في كل حزب الدّعوة الإسلامية, لذلك كنا و كان من جملة ما يقوله الداعيّة لمن يفاتحه للأنضمام إلى الحزب أو التيار الحركيّ : [أنك من الآن و بعد إنضمامك للتنظيم؛ أصبحت عملة صعبة و قائداً في ساحة المواجهة مع النظام فأعمل و خطط و كأنك أنت القائد الأول ولا مسؤول عليك]! و هكذا كان يمكنك القول بغياب القيادة الميدانية و حتى التنظرية للمؤمنين في الساحة العراقية, سوى ما كان يصل أحياناً من إشارات أو بيانات من الشيخ الآصفي و الكوراني و غيرهم أثناء وجودهم في الكويت و إيران لاحقا .. و قد تشتت الحزب و تفرق شمله خصوصاً بعد إلأنشقاقات التي بدأت من أيام النجف ثمّ إنتقلت للكويت ثمّ إيران ثم للندن, فأثرت كثيراً على سير العمل في العراق, و ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا, و لعل ذلك بسبب دعاء الأمام الحسين(ع), الذي دعا على العراقيين بتفريق شملهم و تشتيت وحدتهم و غيرها! و قد لا تجد حتى يومنا هذا كوادر مثقفة و قادرة على إستقطاب الشباب و الطلائع لأعدادهم و تحمل المسؤولية .. سوى مجموعات صغيرة و خطوط مُتفرقة هنا و هناك كلّ حسب مدينته و محافظته .. و لتلك الحالات السلبية و لضعف التنظيم و قلّة المنتظمين و عدم إخلاص معظم مَنْ نَصَبَ نفسه كقائد و متصدي للحزب خارج العراق كما في داخله و في إيران بآلذات فيما بعد من الذين بعضهم و كما شهدتُ بنفسي ذلك؛ لم يكن حتى منتمياً لتنظيم الدعوة أو أي تنظيم إسلامي داخل العراق, إنما هرب لإيران أو خارج العراق بعد الحرب العراقية - الإيرانية للتخلص من الخدمة العسكرية, أي من الموت في الجبهات في حال المشاركة في الحرب خصوصا و إن صدام و قيادة الجيش العراقي كان يرسل الشيعة لمقدمة الجبهات , بينما كان غيرهم يخدمون في القطعات الخلفية.. لذلك كله و بسبب ذلك الوضع المأساوي الظالم و القاهر؛ أضيفت لمآسينا بعد تلك المحنة و الخسائر الفادحة و الكبيرة؛ (شهادة العشرات من الدّعاة و المجاهدين من دون تقديم ما كان مرجواً و ممكناً), و هذا تقييم مؤلم لكنه حقيقيّ, بسبب الهجمات البعثية الهجينة الوحشية و الشرسة عليهم بداخل بيوتهم أو دوائرهم أو محلاتهم, وفقدانهم للخطط الميدانية و السلاح و المال لمواجهة تلك الهجمات الوحشيّة و التي إشتدّت عام 1979م بعد إنتصار الثورة الإسلامية حتى تمّ إعدام وجبات كبيرة, أحداها كانت مكونة من 100 مجاهد و داعية تقريباً في ليلة واحدة! و بسبب علاقاتي ألحميّميّة معه – أيّ مع الشهيد محمد فوزي و آخرين كآلشهيد سعدي فرحان و تنظيم خط البصرة - وقتها تمّت المفاتحة و آلأنفتاح و التنسيق على مستوى عال جدّاً لقيادة كلّ الخطوط التي بقيت بلا قيادة في العاصمة بغداد و غيرها نهاية السبعينات بعد شهادة تلك الوجبات المتتالية, خصوصاً بعد شهادة الرابط الوحيد الذي كان يشرف على تنظيمات الكاظمية و كربلاء و النجف و حي عدن و الثورة و توابعها, حتى المركز و منطقة الكرادة و المسبح ببغداد, و بضمنهم كان الشهيد حسين معن جلوغان و الشهيد سعدي فرحان والشهيد المحامي جميل(حسن) الموسوي و محمد فوزي و ناجي الشاوي و أخيه والدكتور منذر الذي لقّب بـ (المسيحي) لأنه كان مسيحياً و أسلم ثمّ سُجن مع الشهيد سعدي فرحان في سجن المحكمة قرب القناة ببغداد, و السيد حسن الموسوي و أخيه السيد محسن علي أكبر الموسوي الذي كان للامانة و للتأريخ يعمل مع منظمة العمل الأسلامي التابعة لجماعة السيد الشيرازي رحمه الله. لكننا رغم تلك الهجمات العنيفة و العشوائية؛ لم نكن نتعامل بنفس حزبي أو مناطقي أو مذهبي .. بل بنفس إسلاميّ منفتح و خالص ضد الظلم و محاربة البعث, و كان معنا و معهم أيضاً الشيخ الشهيد المهندس بديع عبد الرزاق و موسى محمود و محمد سالي و سيد بهاء الشهرستاني مع آخرين من كربلاء كآلمهندس رياض الحاج عبد الرسول و أخيه فياض عبد الرسول الكربلائي و آلذين كانا يعملان مع موسى و بديع من أهالي بدرة ضمن منظمة العمل الإسلامي, و قد قام بفعالية أبكت فرقة عسكرية بآلكامل عندما وضع – أيّ بديع عبد الرزاق – صورة السيد محمد الشيرازي على باب آخر المعسكر, ليرتبك جميع الضباط و الجنود مع إستنفار عام حضر معهم ممثل من القيادة البعثية لدراسة الأمر! و من الأعضاء الآخرين الذين كانوا ضمن تنظيم مدينة الثورة أو مدينة الصدر اليوم ؛ هو كريم مؤمن وعلاء نور اللهي و أخيه و كريم قادر و رشيد الخياط أبو محمد و زوجته المجاهدة و حشد كبير من أمثالهم ضمن تنظيمات حركة الثورة الأسلامية و كانوا جميعاً بصراحة لا يعيرون أهمية للجهة التي تقودهم بقدر ما كان يهمهم مقارعة الظلم و البعث الهجين. 7- من أشهر و أبرز العمليات التي خطّطنا لها في قيادة (حركة الثورة الأسلامية) إلى جانب نشاطنا التبليغي و التنظيمي اليومي هي ؛ عملية (الجندي المجهول) و المعروفة و التي ذكرها رئيس المخابرات العراقية برزان وقتها, حيث صرفنا الكثير من الجهود و التخطيط و حرق الأعصاب و الجوع و العطش لأجل إغتيال رئيس النظام العراقي! 8- عمليّة [إرسال دعوات و رسائل (ألتهديد و آلترغيب) التي كنا نرسلها لكبار الوزراء و المسؤوليين بين فترة وأخرى من بينهم؛ رؤوساء و مسؤولي النظام البعثي بضمنهم أعضاء القيادة القطرية والقومية و عددهم وصل لـ 110 بعثي مجرم بمن فيهم صدام الجبان نفسه, حيث تمّ (إستهدافهم) بإرسال تلك الرسائل النارية و الهادية في نفس الوقت و بنجاح حسب عناوينهم و لأكثر من مرّة في عمليات متقنة]. 9- التخطيط وقيادة مظاهرة الكاظميّة بمناسبة شهادة الأمام موسى الكاظم(ع) و التي قلبت الموازين في بغداد وهزّت أركان النظام و العراق عام 1979م و التي تزامنت مع إنتصار الثورة الأسلاميّة, لكن "آية الله" السيد حسين الصدر (غفر الله له) و ألذي ما زال حيّاً, لم يفي بوعده لدعمنا و مسيرتنا و تلك المظاهرة التي كسرت هيبة النظام بعد أداء صلاة المغرب و العشاء في الصحن الكاظميّ كعادتنا كل ليلة جمعة, مع قراءة دعاء كميل بعد الزيارة, وقد كتبتُ تفاصيل تلك الثورة في مقالات عدّة, منها بعنوان: [لِموَاقف بعض ألمراجع فَسَدَ العراق], و في مجموعة مواقع عراقية منها "كتابات" و صوت العراق و غيرها, و كذلك في صحف مختلفة, قد تكون منشورة لحد الآن. 10- أما عمليّة (ألجّندي ألمجهول), كما أشرنا لها؛ فإنها لم تكن بأقلّ وقعاً وخُطورةً و تأثيراً على النظام البعثيّ من أية محاولة إغتيال لرأس النظام, بعد ما خططنا و رسمنا بآلدم وقائعها و تفاصيلها أيضاً و كتبنا عنها فيما بعد أيضاً في صحف المعارضة, و الأعلاميون ربما قرؤوا ذلك و يعرفون تفاصيلها و قد أشار لها برزان أخ صدام من أمه, حيث خططنا على مدى عامين لتأمين المُقدّمات و العدد و الأسلحة اللازمة تمهيداً لاغتيال رئيس النظام البكر أو نائبه صدام نائبه, أثناء إستقبالهم لضيوفهم الأجانب في ساحة آلجندي المجهول ببغداد رسميّاً و كما كان معتاداً وقتها تلك المراسم البروتكولية لعدم وجود نصب الشهيد الحالي, وعلى إثر إنكشاف بوادر تلك العملية ألغوا المحل(الجندي المجهول) من الأساس و هدموا حتى القوس الذي كان يظلل قبر ساحة الجندي المجهول .. ولم يستقبلوا بعدها أيّ ضيف أو زائر للعراق هناك, فقد تحوّل إلى ساحة (فلكة) عادية! و قد بمكنكم قراة التفاصيل الكثيرة عنها في مقالاتنا التي نُشرت فيما بعد في صحف المعارضة كما أشرنا. 11- بعد إشتداد الأزمة و أعتقالنا مع معظم أعضاء حركتنا ثمّ الأفراج عنّا بإعجوبة .. ثمّ الأعتراف علينا مجدّداً, و إستشهاد معظم أعضاء خلايانا التنظيميّة, و منهم سعدي فرحان و محمد فوزي و زميلي الشهيد (خليل إبراهيم أحمد لاز) و كريم مؤمن و كريم محمد حسن نور اللهي و أخيه علاء و وافي البصري و بديع و موسى و أخي المرحوم إنعام حميد, و لاحقاً من قبل البعض الذين إنهاروا أمام التعذيب؛ حتى لم يبق مجال لنا للتحرك كما كنا سابقا, سوى التفكير بترك العراق و بإصرار البعض ممّن تبقى في التنظيم, للّجوء إلى آلجمهورية الأسلامية عن طريق الشمال بعد تسلط صدام و تكبره و قتله لأيّ همسة معارض مع ذويه و أصدقائه وكل من له إتصال به ولأدنى سبب أو تهمة تافهة! و هكذا إنتهت قصّتنا و مواجهاتنا الدّموية و الفكرية و العقائدية نحن القلّة أمام الشعب الذي ضيّع بوصلة الحياة و الأمن و الحرية في العراق و لا زال يُواجه الفاسدين و الحكومات الجاهليّة التي همّها الأول و الأخير هو سرقة و تقسيم الغنائم و الأموال وتقطيع أوصال العراق .. لتبدء رحلتنا الجّهادية الثانية بعد آلخروج من العراق إلى إيران بإعجوبة أيضاً .. و سنعرض لكم في هذا الفصل (الثاني) الأحداث و الوقائع التي شهدناها في آلدولة الإسلاميّة بإذن الله فتابعوا معنا. حيث سيضم أيضاً الأحداث التي واجهتنا و التي كانت عبارة عن منعطفات و نقاط و إشارات مختصرة جدّاً كعناوين رئيسية تخصّ جهادنا بعد الخروج من العراق لإيران عام 1980 ميلادية, بآلأضافة إلى مجموعة من النقاط التي وردت في نهاية هذه الصفحات الكونيّة و التي تتعلق بآلعراق أيضا بؤرة المصائب و الفتن قبل و بعد سقوط الصنم عام 2003م بفعل قوات الحلفاء بقيادة أمريكا التي ما زالت تخطط للضربة الأخيرة لتصفية الموقف في المنطقة الكبرى كما أسماه السيد كيسنجر المرجع الأعلى للغرب .. فتابعوا معنا. ألعناوين المشرقة لتأريخنا ألكونيّ ألفصل الثاني؛ و يبدأ مع الثورة الأسلاميّة و لجوئنا إلى إيران, و ما واجهناه كصفحات كونيّة: و تضمّ ألعناوين المشرقة لتأريخنا ألكونيّ : ضمن الفصل الثاني : و يبدء مع بزوغ الثورة الإسلامية و لحوقنا بها بعد فتوى المرجع الأعلى .. لتستمر المواجهة بقيادة القلّة ضدّ الأمّة التي حكمت على نفسها بآلسكوت و الذل و الأنتماء لتنظيمات حزب الجهل البعثي, لتبقى على مأمن من ملاحقات النظام عبر اجهزته القمعية, و ليركنوا إلى آلدّنيا التي كانوا يتأملون فيها العيش الرغيد السعيد عبثاً! و هو ألفصل هو الثاني؛ الذي بدأ مع الثورة الأسلامية و خروجنا من العراق و لحاقنا بهم, و ما واجهناه كصفحات كونيّة نبدأها بـآلتالي: 1- بعد هجرتنا إلى إيران كانت لنا صفحات كونيّة جديدة أخرى مشرقة و مذهلة أيضا و لا تُضاهيها حتى دماء ألشهداء و كبار الأخوة آلمسؤوليين و العلماء الشهداء قد شهدوا ذلك من قرب و بوضوح, منهم الشهيد آية الله محمد باقر الحكيم رحمه الله و أخيه الشهيد الشهيد عزيز الحكيم و حتى قيادات الثورة (الدولة) الأسلامية كرئيس الوزراء وقتها السيد المهندس موسوي, حيث بدأت حركتنا منذ الأيام الأخيرة لمكتب العراق برئاسة مهدي الهاشمي والمركز الأعلامي لحزب الدعوة ثم المجلس الأعلى للثورة الأسلامية, وكذلك الأخ أبو إسراء الحكيم والأخ السيد أبو هاشم والشهيد الأخ أبو ياسين عز الدين سليم وآلعامري وقبلهم الشيخ الآصفي وجميع “قيادات” الدّعوة المعروفينّ! 2- أهمّ و أبرز النشاطات التي قمنا بها أثناء عملنا في (المركز الأعلاميّ) لحزب الدعوة إبتداءاً إلى جانب كتابة المقالات و البيانات و الترجمة و إقامة المعارض و اللقاآت المختلفة مع المسؤوليين و الناس, و أهمّها, كانت بإختصار : - تدشين و ترتيب و إعداد المقدمات اللازمة للعمل الأعلامي لإخراج مجلة الجهاد. - تنظيم ألمظاهرات التي قلبت المعادلات الحاكمة لصالحنا, بعد ما كانت سائدة أنذاك لغير صالح المجاهدين الحقيقيين كـ (حزب الدعوة) و الحركة الأسلامية عموماً لسيطرة جناح المقبور (مهدي الهاشميّ) الذي كان رئيسا لحركات التحرر العالميّ وقتها بظلّ و حماية الشيخ المنتظري و إبنه الشيخ محمد المنتظري الذي كان لهم دور فاعل في أوساط المعارضة العراقية – الكربلائية - و لم تتعامل بآلعدل من ناحية توزيع المال و الأمكانات و الدعم قياساً و إعتماداً على حجم الأحزاب و الكيانات العراقية المعارضة التي قدّمت ما قدّمت من التضحيات و بآلتالي عدم إنصافها و تقييمها بما يرضي الله تعالى و نهج الأمام الراحل, حيث كان معظم مسؤولي الدولة الإسلامية ذات العلاقة مع هذا الأمر؛ لا ينطقون بآلحق لجهلهم بواقع العراق و وجود عميد الشيرازيين في تلك المؤسسة مع السيد مهدي الهاشمي, حيث كانت (منظمة العمل الأسلامي العراقي) التابعة للسيد محمد الشيرازي والتي كانت لها دور محدود في واقع العراق بآلقياس مع دور و تأريخ (حزب الدّعوة الأسلامية و الحركة الإسلامية), سابقا و (العلمانية) حالياً بعد سقوط الصنم .. فكانت تتصدر الساحة الإيرانية تلك المنظمة الشيرازية و على مستوى الأعلام بقيادة و دعم المقبور (مهدي الهاشمي) الذي كان يترأس حركات التحرر العالمية وقتها بشكل رسمي و كان يُعادي بشدّة جميع الكيانات الأسلاميّة العراقية خصوصاً (حزب الدعوة) و حركة (الثورة الإسلاميّة), و لعلّه كما قيل كان يتعاون سرّاً مع الجماعات المعارضة للثورة و الحكومة الإسلامية كقطب زادة و بني صدر و بعض الجنرالات التابعة لأمريكا في الجيش الإيراني للتّمهيد إلى قلب النظام الإسلامي من الجذور و إعادة الوضع للنظام الشاهنشاهي السابق!؟ لكن تلك المظاهرات العارمة التي خططنا لها في مركز طهران و كذلك المعارض التي أقمتها و رسم و عرض صور الشهداء العظام و في مقدمتهم الفيلسوف محمد باقر الصدر و اية الله السيد محمد طاهر الحيدري و قبضة الهدى مع أبنائهم الشهداء و غيرهم من الذين رسمنا صورهم بظهر الغيب لعدم إمتلاكنا لصورهم الحقيقة .. إضافة إلى إجرائنا اللقاآت التي قمنا بها و تمّت مع قيادات في الدّولة الأسلاميّة و ممثلين عن الأمام كآلسيد بهشتي و السيد الخامنئي و السيد محمدي الكلبايكاني و غيرهم؛ تلك اللقاآت التي أثرت و غيّرت المعادلة الظالمة التي كانت سائدة كما إشرنا, حتى إستوت الأمور شيئا فشيئاً, و تمّ ردم الفواصل التي أقامها الكربلائيون و بعض المغرضين مباشرة, خصوصاً بعد تأسيس المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق برعاية الدولة الإسلامية و ممثل الأمام الراحل (قدس) الشيخ سالك. لكن الدولة الإسلامية كانت تميل و تدعم أكثر ألسيد محمد باقر الحكيم, و هنا بدأ الحاجز الكبير الثاني بعد تخلصنا من الحاجز الأوّل لتشويه حقيقة الساحة العراقية و إجهاض قدرات الحركة الأسلامية العراقية الحقيقية, حيث إعتبروا السيد الشهيد محمد باقر الحكيم الشخصيّة ألرّئيسية الأولى في الساحة العراقية بآلقياس مع باقي الكيانات الإسلاميّة كآلدعوة و الحركة الإسلامية و إلى يومنا هذا بحسب قناعتها لعدم إرتياحها - أي الدولة الأإسلامية – للتنظيمات السّرية و التحزب و التكتلات المشبوهة, و الخلايا السرية و المؤآمرات التي يحيكها بعضهم ضد بعض, لذلك أعلنوا حلّ الأحزاب و التنظيمات الموالية للدولة و عدم جدوا بقائها كتنظيمات سرية بعد تأسيس الدولة الأسلامية! فآلعلاقات في الساحة العراقية كانت ولا زالت مفككة تشوبها عدم الثقة و التهم لحد تكفير بعضهم لبعض, فبقت الساحة العراقية لذلك قلقة و غير متوازنة و متعارضة في مواقفها لفقدان عامل أساسي بينهم, و هو التقوى, خصوصاً بين أعضاء قياداتها لضعف روح التدين و العقيدة الكونية في أوساط المعارضين العراقيين عموماً و عبادتهم للمال و الدّولار و التسلط حتى قبل سقوط صدام مع حُبّ الظهور على طريقة البعث و الأحزاب العلمانية بشكل عمليّ, إلى جانب قوة ألأيمان بآلله نظريّاً عبر الأعلام و بيانات منشوراتهم و مدّعياتهم بعيداً عن أي واقع عملي ملموس, و لعل بقاء هذا الأمر و تلك الصفات التي ميّزت الذين تصدوا بعد السقوط النظام الجديد؛ هو الذي تسبّب بفساد العراق بعد السقوط أكثر, عندما بان هدفهم المشين للسيطرة على الأمول و هبوط أخلاقهم و أخلاق الناس للحضيض بعد إستلام الحكم من قبل الجماعات "المؤمنة" و المدّعية, حيث تسببوا في نشر الطبقية و سقوط أخلاق الناس و تعليمهم على الفساد و سرقة المال العام و تكثير الفقراء و المشرّدين الذين باتوا طبقة كبيرة و مميزة , إلى جانب محاصرة المفكرين و الفلاسفة و تشريدهم, تلك الأوضاع التي قد تتسبب مرة أخرى لظهور ثورة شعبية ضدهم تكنسهم من الساحة العراقية, أو على الأقل تضعيفهم إلى أدنى الدرجات لتتوسل بآلدول الأخرى لأحتلال العراق مرة أخرى. 3- العمل الأهمّ الآخر الأهم الذي قمنا به ولا يعلم بتفاصيله و معاناته سوى القلّة من أبناء الحركة الأسلامية, وهو؛ فتح المعارض الفنية و الأعلاميّة لعرض مظلوميّة العلماء و الفلاسفة و أعضاء الحركة الأسلامية العراقية و الشعب العراقي عموماً و حركاته العلمانية و الأسلاميّة و الزنازين البعثية الجاهلية المظلمة و ملاحقة أهالي الشهداء حتى الدرجة الرابعة, و كنت أقيمها بجهودي و أموالي الخاصة بعنوان: [دعم المجاهدين العراقيين]. و كنت أصرف عليها من مالي الخاص و أسهر على إعدادها و إصدارها ليل نهار, حيث عرضتُ خلالها تأريخ و صور الشهداء و لافتات واقعية عن تأريخ المعارضة العراقية و مواقفهم و عملياتهم و ما إلى ذلك من بوسترات تحكي مظلومية العراق مع عدد من المجلدات التي عرضت فيها صور و حياة بعض المجاهدين مع شهادتهم داخل و خارج العراق .. من الجدير بآلذكر أيضاً .. إستطعتُ بفضل الله تعالى في واحدة من المعارض الفنيّة ألرائعة؛ جمع أموالاً كثيرة بحدود نصف مليون تومان و هو مبلغ كبير نسبياً في وقتها, حيث كان يعادل شراء 50 بيتاً في العاصمة طهران, حيث كان راتب الموظف وقتها أقل أو بحدود 500 - 1000 تومان, و سلّمتها بعد إنتهاء العرض لمدير المركز الأعلامي وقتها المدعو ألدّكتور وليد (أبو محمد الحليّ) بعد التنسيق معه و إخباره بنجاح و إنتهاء العرض و إستقبال الإيرانين الكبير و في توعية الناس بمحنة العراق و تعاطفهم مع آلقضية و جمع مقدار كبير من تبرعات الناس السّخية المؤمنة و التي كان معظمهم يعيشون الهيجان العاطفي و نشوة الثورة الأسلامية و شوقهم لمساندة الثورة و الثائرين العراقيين, لذلك أرسل المدعو (أبو سعد الموسوي), وهو من أهالي الكاظمية أيضاً, و سلّمته المبلغ الذي لم أصرف منه سوى 18 توماناً فقط لضيافتي لمجموعة من المجاهدين العرب الذين زاروا المعرض - لا لنفسي و الله - بل لوفد من ستة أشخاص إدّعوا أنهم من حزب الله اللبناني الذين إنشقّوا لتوّهم وقتها من منظمة (أمل اللبنانية) الذي كان يقوده الرئيس نبيه بريّ و هو الآن يترأس مجلس النواب اللبناني حالياً. و الحقيقة أستحيتُ من عدم إستضافتهم و هم ضيوف وصلوا من بلد آخر, و للآن لم أقل شيئاً عن مصير تلك الأموال التي سُرقت بآلكامل للأسف من قبلهم - أيّ من قبل مَنْ إستلمها من الدّعاة و مَن شاركهم فيها كآلسيد أبو سعد و آلدكتور (وليد الحليّ) و خلفهم الدكتور الجعفري و الأخ أبو زكريا و آخرين نسيت أسمائهم .. ممّن إشتروا بتلك (الأموال) البيوت و الشقق و السيارات و الدرجات النارية و أصبحوا أغنياء في ليلة و ضحاها! و أقسم للمرة الثانية بأنّهم و لعدم إنسانيّتهم لم يعطوني توماناً واحداً منها, ربما إعتقدوا بأني مثلهم قد أخذت أو سرقت قبلهم شيئا من ذلك المال!؟ حتى إنّ زوجتي أم محمد ألحّتْ عليّ بشراء منزل من تلك الأموال الكثيرة وقتها حين كُنّا نرتبها و نقسمها حسب مقدار العملة, لكني قلت لها ؛ إصبري .. فنحن في إمتحان خطير وهذه الحياة لا قيمة لها و نحن مع الذين معي مجاهدون و قد أقسمنا أمام الشهداء بأن نخلص لهم و للأسلام الذي لا يجوز لنا أخذ ريال واحد منها, و كان ما كان! ثمّ إنكشفت النوايا بعد فتح العراق بشكل جليّ حين هجم أؤلئك الدعوجية و بلا ضمير على أموال الناس و نهبوا البلد بلا رحمة و لا ضمير و لا وجدان, حتى شهد العالم كله ضدّهم للأسف! هذا كله و من دون حتى كلمة شكر منهم .. على ما قمت به و جمعته و وجهت الناس بكشف الحقيقة لهم مع آلجهود التي بذلتها و المناهج التي هيّأتها ليل نهار لأعداد البوسترات و صور الشهداء و الكتابات و الأعلانات و الدراسات بعدة لغات و منها العربية و الأنكليزية و الفارسية لتحقيق ذلك النجاح و إظهار الحقيقة التي كانت مقلوبة أنذاك. و لم يكن ذلك إلا بعد ما صرفت الكثير من وقتي و جهودي و أموالي الخاصة لأعداد و أنجاح ذلك الأمر الذي كان آلجميع عاجزون على القيام بها!؟ على كل حال هكذا كشفت حقيقة معظم أؤلئك المزيفيين – المنافقين – منذ الأيام الأولى للقائي بهم قبل 45 عاماً, بل و صَدَقتْ توقعاتي و ظنوني و أحكامي فيما بعد و بشكلٍ عمليّ على زيفهم و فسادهم و لهوثهم وراء الدنيا و المال و تحطيم القيم و المبادئ أمام الشعب العراقي و قبلهم الإيراني, و ها هم بعد ما يقرب من نصف قرن من تلك الحوادث المأساوية؛ تبيّن بأنّ حزب الدّعوة و أكثر المتحاصصين و مكونات المعارضة الأسلامية؛ إنّما عملوا و جاهدوا و تحالفوا مع هذا و ذاك, قبل و بعد تأسيس المجلس الأعلى العراقي و قبلها (مكتب العراق) و (مؤسسة الشهيد الصدر) لا لله إنما للظهور و المال و الشهوات للأسف! و أخيراً تحاصصوا لأجل الحصول على منافع الدنيا و السلطة لأجل المال و الرواتب و التقاعد لا لشيئ آخر .. و بان هذا الأمر و تلك الحقائق الدامغة بوضوح و بشكل عمليّ حين إستلموا الحكم في العراق بفضل الأمريكان بعد عام 2003م .. حيث سرقوا أكثر من ترليون و نصف ترليون دولار أمريكي ثمّ تقاعد الكثير منهم و خلسوا منسحبين كآلقراصنة و بلا حياء واضعين رؤوسهم كآلنعامة تحت التراب و خلف الستائر و المكاتب مُعتقدين بأنّ الله تعالى لا يشهدهم و لن يراهم ولا يعرف طمعهم الشديد و غبائهم المفرط و تكالبهم على آلدّنيا و الشهوات و كذلك ظنوا أنهم سوف لن يتخلّصوا من نقمة الجماهير التي ستنهض بثورة تشرينية شعبية ثانية قريباً جداً رغم إنهم تنازلوا عن كل شيئ في العراق بعد إفلاسه للدول العظمى, ظنا منهم أنها ستشفع لهم .. و الله الأعلم .. ربما يتأملون فرصة أخرى للقنص بعد ذلك الانسحاب القهري و الفشل المريع, لهذا تركتهم للأبد, لأني لا أحبّ النفاق و المنافقين .. و لا و لن ألتقيهم حتى يتوبوا لله توبة نصوحة و يُرجّعوا تلك الأموال الحرام و مرتزقتهم الذين سرقوها من دماء الفقراء و اليتامى و الثكلى و المعوقين. 4- إلتقيتُ قبل تأسيسنا لاطروحة المجلس الأعلى عام 1982م بآلأخوة الدّعاة ؛ الدكتور(أبو بشير) و (آلدكتور أبو محمد ألحلي) و ( والسيد الجعفري) و آخرين فيما بعدهم بسنين كآلسيد (المالكي) و (أبو بلال) و (الخزاعي) و( السيد شبر أبو رياض) وغيرهم في المركز الأعلامي بطهران, لكني و بسبب مخالفتي مع نهج و أخلاق و سلوك ألحزبيين الدّعوجية و نفاقهم العلني من ناحية الولاية و ستراتيجية العمل التنظيميّ و الدّعوي و علاقتهم بآلولاية و حتى التعامل الشخصيّ و مستوياتهم الفكرية و الثقافية الضحلة؛ لذلك مقتّهم و تركتهم منذ بداية الثمانينات, و بدأت أعمل مع مؤسسات الدّولة الأسلاميّة في آلتدريس و التعليم و التحقيق والكتابة و قضايا الأمن و التبليغ و الهلال الأحمر أنا و زوجتي و كذلك العمل الهندسي تارة و الجهادي و القتال في الجبهات تارة أخرى و في أحيان كثيرة كنا ندعم و نوجّه قوات (بدر التي تأسست أثناء الدّورة الخامسة) في معسكر غيور أصلي في جنوب آلأهواز و التي كانت سابقاً تعمل باسم (معسكر الشهيد الصدر) , حيث كان لي الدور الريادي الأوّل في بيان معالم و أثر تلك القوات و تأسيسها بنفس الفترة التي دعوت فيها لتأسيس الوحدة العسكرية (التعبئة) في المجلس الأعلى, حتى إستقرّ باسم (قوات 9 بدر) في البداية ثم سُميّت فيما بعد بقوات بدر, و آخيراً بـ (فيلق بدر) التي يترأسها اليوم السيد هادي العامري الذي للأسف هو الآخر قد مال مع آلدنيا و المالات و الرخاء, و نسى جوهر الأسلام!؟ هذا مع غيرها من الأعمال الكبيرة الضمنيّة كإقامة العلاقات و المعارض الأعلامية و الفعاليات المختلفة, و فيما بعد كمسؤول في المجلس الأعلى العراقي في قسم المعلومات و التحقيقات, ثمّ تأسيس لجنة لأعداد ملفات للشهداء العراقيين لدعم عوائلهم, حيث أنجزت 7000 آلاف ملف لهم حتى زمن وجودي في المجلس لغاية1988م , و تلك الملفات موجودة و تشهد .. حيث مهّدت لصرف الرواتب الشهرية لعوائل أؤلئك الشهداء المظلومين, و قد تمّ بآلفعل ذلك. 5- نهاية عام 1982م إتصلتُ ببعض الأخوة منهم آلمرحوم أبو ياسين(عز الدّين سليم) و من كان يعمل ضمن تشكيلاتنا و كذلك الحاج أبو إبراهيم العسكري و السيد أبو بهاء الكاظمي أخ الأعلامي علي الموسوي وغيرهم بوجوب تأسيس كيان يضمّ كافة الشرائح والأحزاب العراقية ألمتشرذمة بدعم و توجيه من الدولة الأسلامية, و إن (مكتب العراق) وقتها بقيادة المقبور الهاشمي ثمّ (مؤسسة الشهيد الصدر) و المراكز الأعلاميّة الأخرى برعاية الشهيد آية الله السيد الحكيم و غيره, لم يحقق المطلوب ولم يستوعب ذلك الطرح الكبير, وقلت لهم بأنّ الساحة العراقية بدون وجود (مجلس أو هيئة عليا أو تجمع أعلى للمعارضة) لقيادة و توجيه جميع القوى و الأحزاب و الكيانات ؛ لا نتيجة فيها؛ وأن عمر صدام – يعني الظلم - سيطول و ساحتنا ستبقى مُشتتة و متنافرة و عدائية و سنخسر الكثير! و بعد إتصالات و إجتماعات موسّعة و التنسيق مع آلأمام الراحل ؛ تمّ تشكيل (ألمجلس ألأعلى للثورة الأسلاميّة في العراق) لتوحيد قوى المعارضة و كان لي الدور الرّيادي و آلكبير في تأسيسه كجندي مجهول مع إثنين من الأصدقائنا المجاهدين المخلصين, هما (أبو إبراهيم العسكري) و آلسيد (أبو بهاء الكاظمي) أخ السيد علي الموسوي(الحسني) الذي ألف كتاب (مختصر تفسير الميزان) و بعد 2003م أصبح فيما بعد المستشار الأعلامي للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي, بعد فوزه برئاسة الوزراء, و لم يهمني المنصب أو الراتب أو التعيين في تلك الأوضاع رغم إنّ الأخ الشهيد أبو ياسين(عزّ الدين سليم) سبق أن زارني في البيت و آخرين ألحوا عليَّنا وقتها بآلرجوع لصفوف المعارضة و آلمشاركة في إعلام المجلس على الأقل وقتها بعد ما تركت الساحة المعارضة العراقية و تنظيم (حزب الدعوة) و الساحة العراقية عموماً لكثرة النفاق و الجدل الفارغ و لمدة سنة كاملة من نهاية عام 1982م, و إنشغلت كما أشرت في مجال تدريس اللغة العربية و الكهرباء في آلمعاهد الصناعية و المدارس آلأعدادية بطهران, حيث زارني السيد أبو ياسين للبيت أثناء ذلك ورجاني طالباً مساعدتي للعمل معه بعد ما صار رئيسا لوحدة الاعلام لأخراج صحيفة (الشهادة) لعدم وجود غيري يتقن فنون الرسم و الأخراج و الأعداد و الطبع و غيرها. 6- بدأتُ .. أوّل ما بدأت بالعمل الأعلامي من خلال تأسيس مجلة (الجّهاد) و (بيام دعوت) بآللغة الفارسية بوجود الأخ أبو ياسين(عز الدّين) و ألدكتور أبو عارف المشكوري الموجود الآن في بغداد, ثمّ إستبدلت بصحيفة الجّهاد بعد حدوث الأنشقاق الثاني في الحزب و خروج أبا ياسين و جماعته من الحزب و الذي عُرف بإنشقاق (جماعة البصرة) .. بعدها سعيتُ كما ألمحت لتأسيس صحيفة (الشهادة) التابعة للمجلس الأعلى الذي تأسس عام 1982م, و كنت لولبها و مؤسسها ألاوّل, حيث كنت أشرف وقتها على الأعداد الفني و الكتابة و الأخراج و الأدارة و رسم الكاريكاتير و الطبع, بمعيّة آخرين لم يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد, كـ [الشهيد الأخ أبو ياسين(عز الدّين سليم) و أبو محمد العامري و أبو إسراء الحكيم و أبو مختار و أبو محمد الكاظمي و الأخ الشهيد أبو ذر الحسن] الذي أصيب بآلكيمياوي أثناء مشاركته في عمليات حاج عمران بكردستان, حيث وافاه الأجل شهيداً غريباً وقتها و دُفن في إيران. 7- بعد هذا تمّ تشكيل الوحدات الرئيسيّة والآليات و الفروع المختلفة كقسم الدراسات و التصوير و الشهداء و الصحيفة نفسها التي هي (الشهادة) وكذلك (بولتن) خبري كان يشرف على طبعه وتوزيعه الأخ أبو محمد ألرّوازق والأخ أبو احمد الخزعلي و بولتن آخر للدراسات الهامة المحوريّة في الساحة بإشرافيّ المّباشر, و رحم الله ألأب الحاج أبو محمد رزكَار الذي خدمنا كثيراً بوجهه النوراني و بالشاي العراقيّ صباحا ومساءاً بقلب طهران في بناية المجلس الأعلى العراقي قرب شارع فردوسي. 8- بعد بروز الظواهر الحزبيّة المقيتة و الخلافات المتعددة في قسم الأعلام و باقي وحدات المجلس كآلتعبئة و غيرها من قبل الأخوة الذين مات أو أستشهد أكثرهم فيما بعد – بعد ما قطع المجلس أشواطاً إيجابية عديدة لتبني قضايا الساحة العراقية و منها مؤتمر نصرة الشعب العراقي و التنسيق مع الدول الخليجية, و لكني إنزعجتُ و تألمت بسبب الفتن و تلك الخلافات .. بل بدؤوا يستغلون مواقع و إمكانات (المجلس الأعلى) لخدمة مشاريعهم الخاصة و الحزبية و الشّخصية و العائلية الضيقة بعيداً عن المصلحة الوطنية أو الإسلامية العامة و إبتعدوا عن أهداف المجلس نفسه كمشروع للدّولة الأسلامية لأنقاذ العراق, لهذا عارضتهم على ذلك و قلت لهم لا مكان لي معكم بعد هذا الفساد الكبير, و كآلتالي: [لا يجوز .. بل و يخالف عملكم هذا بشكل عام أصل الأسلام و الولاية و الهدف الذي تأسس لأجله المجلس الأعلى العراقي و حتى مكتب العراق من قبل]. و صمّمتُ على ترك وحدة الأعلام إثر ذلك و العمل في وحدة أخرى, بعد إتصالات جرت معنا من قبل الأخ أبو هادي العامري و هو الآن قائد قوات بدر في المقاومة و الحشد الشعبي و كذلك الأخ أبو نور(أياد) و السيد فاضل النوري رحمه الله الذين كانوا يعملون في (وحدة التحقيقات والمعلومات) برئاسة السيد المرحوم حجة الأسلام السيد فاضل النوريّ و رجوني مع الألحاح بآلعمل معهم لعدم وجود كاتب و محلل و مفكّر في القسم لإنجاز المشاريع الهامة, و قبلتُ ذلك بعد مباركة الأخ أبو إسراء الحكيم و آخرين وقتها. 9- في مركز المعلومات في قسم التحقيقات؛ كان عمليّ يتركّز على جانبين منذ البداية, هما؛ إعداد خريطة كبيرة لهكيلية النظام العراقي؛ (هيكلية تنظيمات البعث و (القيادة القومية و القطرية), و (تنظيمات الجيش العراقي) و كذلك (الجيش الشعبي) مع رموز و (أكواد) يتمّ بيانها في ملاحقها الثلاثة ضمنياً كدلائل للخرائط المذكورة, و قد قَدّرَ أخصائيون في رئاسة الدّولة الأسلاميّة حجم و قيمة ذلك العمل و قتها, بما يُعادل جهود ثلاث وزارات في دولة عظمىّ .. هذا هو الجانب الأوّل من عمليّ في رئاسة قسم المعلومات بآلمجلس الأعلى. أما آلجانب الثاني؛ فهو إصدار البحوث حسب المتطلبات الزمكانيّة و حاجة الساحة لذلك مع نشرة مركزية محدودة التداول جدّاً تختصّ بالاخبار الخاصة و الأشاعات الدائرة في الساحة بإقتراح مباشر من السيد الشهيد محمد باقر الحكيم (رحمه), و كان يساعدني في تحريرها بحدود خمسين مراسلاً و كاتباً, حيث بدأت بإصدارها عندما أصبح السيد الحكيم رئيساً للمجلس في الدّورة الثالثة لرئاسة المجلس الأعلى على ما أذكر بعد السيد آية الله الهاشمي و الحائري, و كانتْ تُطبع منها(النشرة) خمس نسخ فقط .. لحساسية النشرة و آلمعلومات و الأسماء التي كانت ترد فيها أحياناً. و كذلك نشرة من معلومات تخصّ الشائعات التي كانت تطلق حول المعارضة ألعراقية و الشخصيات المشهورة و الساحة العراقيّة و المجلس الأعلى بآلذات و بشكل عام, مع مصادرها وأسبابها و طرق معالجتها؛ وكانت نسخة واحدة منها ترسل للأمام الراحل(قدس) و الثانية للسيد الحكيم رئيس المجلس الأعلى والثالثة للشيخ سالك ممثل ولاية الفقيه والرابعة لرئيس الجمهورية الأسلامية و الخامسة تحفظ في الأرشيف الخاص بقسمنا بإسم نشرة(العيون). 10- من العوامل الهامّة التي ساعدتنا على إنجاز ذلك المشروع الأكبر في الساحة العراقية والذي يتعلق بجمع معلومات عن و حول النظام العراقي وقتها .. برأي؛ هو عمليّ كمبلغ مع الأسرى العراقيين بإشراف الشيخ مرتضى شريعتي و التنسيق مع رئيس المجلس الأعلى أيضا إضافة لعشرة مبلغين و ممثلين عن الدائرة الثقافية المشرفة على معسكرات الاسر .. هذا إلى جانب عملي في المجلس و التبليغ في معسكرات اللاجئين و المهجرين حول طهران و غيرها, حيث إستطعتُ إعداد كمٍّ هائل من المعلومات و التقارير و الدراسات, عن طريق الأسرى التوابين و اللاجئين و بشكل مباشر, حيث كنت أقدّم لهم أسئلة معينة, كطلب إسم قائد آلوحدة أو الفوج و الفرقة أو اللواء أو الفيلق الذي كان يعمل فيه مع دوره و عددهم و أصنافهم و أسلحتهم و نشاطاتهم و أماكن تواجدهم و كفائتهم وغيرها, و كانوا يجيبوننا بوضوح و بدقة و نزاهة جزاهم الله خيراً, و بدورنا إستفدنا منها بعد دراستها و تبويبها لتدشينها عبر ثلاثة خرائط كبيرة كانت كل واحدة منها بطول 4م وعرض 3م مع كلّ صنف و إختصاص مُرَمّز و مُرقم حسب ما تمّ تبويبه في الملاحق المرفقة مع كل مخطط و حسب تصنيفه؛ كـ(الجيش النظامي) و(تنظيمات حزب البعث) و(تشكيلات الجيش الشعبيّ) مع ألتّرميز الدقيق في 3 ملفات (كُتب) تابعة و منفصلة تتبع الرموز التي وردت في الخرائط إلى جانب عناوين و رتب و مناطق كل قائد فيلق و فرقة و لواء, بحيث عندما رآى أحد ضباط الأركان في مجلس الدفاع الأعلى الإيراني تلك الإنجازات, علّق بآلقول : [هذا العمل العظيم يعادل عمل ثلاث وزارات معاً في الدولة, و طلب اللقاء بنا, لكني لم أوفّق لذلك]. 11- مشاركتي في الجلسات و الأجتماعات الدّوريّة – كلّ إسبوع مرّة تقريباً - مع آية الله الحكيم (قدس) و الشيخ شريعتي مُمثل الدّولة في لجنة الأسرى العراقيين و على مدى ستّة سنوات و في كلّ شهر كانت لي مناقشة مع السيد الحكيم رحمه الله حول أمور التبليغ و إدارة شؤون الأسرى و كيفية تعبئتهم وإعدادهم و تأهيلهم كمجاهدين(مقاتلين) للأنضمام إلى قوات المعارضة في بدر و غيرها بعد إطلاق سراحهم و الذي تم على إثرها دعم و تشكيل فيلق 9 بدر لتكون اليد الضاربة للمعارضة العراقية و الذي إشتهر فيما بعد بـ : (فيلق بدر) الذي إنشق هو الآخر إلى قسمين كطبيعة متجذرة في العراق لاجل الرئاسة للأسف: ألأول : تمثلت في القوات التي بقت مع السيّد الشهيد محمد باقر الحكيم ضمن جناح المجلس الأعلى, الثاني : قوات بقيت بأمرة الأخ أبو حسن العامري ضمن توجيهات حرس الثورة الأسلامية التابعة للدولة الإسلاميّة بإشراف المرشد الأعلى. و كان من الأخوة المشاركين معنا في آلعمل و التبليغ بمعسكرات الأسرى العراقيين ممن أتذكرهم ؛ الأخ أبو زلفى و أبو غالب و ألشيخ عباس الحكيم و أبو حيدر ألحيدري و آلشيخ الطريحي و الدكتور أبو علي و آلسيد أبو حسين و الأخ أبو إسلام و الشيخ همام حمودي الذي أصبح نائباً لمجلس النواب العراقي في أول دورة و آلذي كان يشاركنا أحياناً في إلقاء المحاضرات على الأسرى في معسكرات طهران و ضواحيها, مع مجموعة من الشهداء الذين تمّ إغتيالهم من قبل المخابرات العراقية, الذينكانوا من ضمن تلك الجماعة المجاهدة المؤمنة. 12- من المسائل المصيريّة الأخرى التي كانت لي شرف المساهمة في تأسيسها و أدائها بعد مساهماتيّ ألأولى لتأسيس و تقويم (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق) عام 1982م و ما بعده؛ هو فكرة تشكيل قُوّات عسكريّة تكون بمثابة ألذّراع الضارب للمعارضة العراقية ألتي ما زالت تلعب دور كبير في تحديد مصير ألعراق, رغم إنشقاقها لشقين فيما بعد كما أسلفت(جماعة السيد الحكيم و جماعة حرس الثورة), هذا بعد تأسيسنا لقوات ( 9 بدر ) بسنوات, سبقتها مقدمات الأعداد و التعبئة كما أشرنا في النقطة السابقة .. حتى صار فيلقاً عظيماً بعد دراسات عديدة سبقها مقالات ثرية بخصوص ذلك, وقد أعددنا أوّل ما أعددنا لها؛ إقامة الدورات, لتشكيل الأفواج الأولى لتنبثق ثلاثة أفواج منها إبتداءاً كأساس لتلك القوات هي: فوج (الصدر) ؛ و فوج (دستغيب) ؛ و فوج (بهشتي) ؛ و كلّ فوج كان يتكون من ثلاثة فصائل, كل فصيل يضم بحدود 250 مجاهداً, مع قسم الأتصالات المركزية التي أشرفتُ عليها خلال ألدورة الخامسة لأتقاني اللغة الفارسيّة و الأنكليزية وآلكردية و العربية, و كان الأخ العامري والشيخ المولى و السّيد آية الله أبو إنتصار المحقق في الحوزة النجفية(آية الله السيد سامي البدري) مجرّد جنود ضمن تلك السرايا, وغيرهم ممّن تطوع معنا في تلك الدورة بآلمناسبة كـ(مجاهدين) عاديين, و أتذكر أيضا من المجاهدين المتطوعين؛ ألنقيب ألسّيد أبو لقاء والمُقدّم أبو أحمد والسيد أبو علي البصري والأخ أبو عهد النقيب وأبو ولاء و أبو مجاهد و أبو ثائر و حشد من معسكر الشهيد الصدر الذي تغيير لمعسكر غيور أصلي بعد إستلامها من قبل وحدة التعبئة العسكرية للمجلس الأعلى رسمياً بإشراف حرس الثورة الأسلامية, و قد إستشهد الكثير منهم خصوصاً في معارك حاج عمران و الأهوار وفي معركة مجنون و كربلاء 5 و غيرها بحيث شهد لبطولاتهم العدو قبل الصّديق. 13- من أهمّ و أدقّ الأعمال الأخرى التي قدّمتها لرضا الله تعالى و إنقاذ العراق على نهج الأسلام الأصيل؛ هو تقديم أكثر من (50 دراسة و بحث) أكاديمي حول مختلف ألشّؤون السّياسيّة و الأعلاميّة و آلأجتماعية و العسكريّة و الأقتصاديّة و الأمنيّة مع آلاف المقالات المختلفة خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي 1900م, و لعلها ما زالت موجودة في أرشيف المجلس الأعلى العراقي و في أرشيف قوات بدر, أو على صفحات المواقع والصحف العراقية التي كانت تصدر وقتها, وكان السيد الحكيم(رحمهُ الله) يشرف بنفسه عليها و يحترمني كثيراً, و لمعرفتي بعدّة لغات طلب مرّة تمثيليه دولياً في المحافل الدولية أو السفر لاوربا لتقديم شكوى لمحكمة لاهاي و الأمم المتحدة بخصوص جرائم صدام و مظلومية الشعب العراقي , و إعتذرت وقتها لأن وضعي الصّحي لم يكن يساعدني أنذاك و غربة عائلتي التي كانت تمثل لي جانباً أساسيا من حياتي الأجتماعية. و هكذا بقيتُ أعمل بصبرٍ و صمتٍ كجنديّ مجهولٍ و أنا أواجه الصّعاب والتحديات على عدّة جبهات, منها؛ التبليغ في معسكرات اللاجئين و المهجرين؛ العمل و التبليغ في معسكرات الأسرى؛ و كذلك في معسكرات المجاهدين؛ و وحدات المجلس الأعلى, إدارة المنتديات الفكريّة؛ مدقق و مصحح في مؤسسة نشر الحديث في مؤسسة الثورة الأسلامية, حيث ساهمت بشكل فاعل في إصدار سلسلة مكونة من عشرين مجلّد من أمهات الكتب الأسلامية بعنوان : [الينابيع الفقهية] التابعة لمؤسسة الثورة الأسلامية لتحقيق المخطوطات, حتى خروجي من إيران سنة 1996م للعلاج بعد ما رفضتْ المستشفيات الأسلاميّة الإيرانية للأسف من معالجتنا لكلفتها العاليّة بسبب الحضار الأقتصادي, والوضع المالي و الأقتصاديّ المتدهور و الصّعب .. حيث كان العامل الأكبر في سفري و تركي لإيران بجانب عدم السماح لأولادي حتى بآلدراسة في مدارسهم و ما زلت مستمراً على العلاج حتى اللحظة بسبب امراض مزمنة كالقلب و الكلى و السكر و الضغطّ و غلظة الدم و غيرها من الأمراض المستعصية التي لم يكن يعالجوننا في إيران مجاناً! 14- مع كل تلك الصعاب و الألام و الأمراض و الأفلاس؛ لم أستكين و لم أستقيل, بل بقيت أكتب و أؤسس المنتديات الثقافية و الفكرية في كل مدينة كنت أمر بها و أدعوا الناس لإقامتها أينما حللت أو سكنت و في كلّ قارّة و دولة و محافظة و مدينة و قضاء ليقيني بأن أصل الفساد و الأنحطاط الذي حلّ بآلعراق هو بسبب قلة أو فقدان الوعي و الثقافة الفكر في العراق! ثم قدمت بيانات واضحة حول كيفية إقامتها و تأسيس نهجها و أدائها بشكل لائق و فاعل حيث كتبت كتاباً بعنوان: [أسس و مبادئ المنتدى الفكري] كهيكل عام لذلك, و كذلك دراسة بعنوان : [أسس وقواعد الحوار الفكري], و كنت بنفسي أقيم و أشرف على تلك (المنتديات الفكرية) في بلاد العالم, حتى في تورنتو/كندا مقر إقامتي على مدى أعوام و في مركز الشهيد الصدر بكندا أيضا, لحين تقاعدي و مكوثي في البيت مؤخراً بسبب تلك الأمراض و العاهات و العجز, و لعلّ المنتديات الفكرية و الثقافية المنتشرة اليوم في بلادنا و في الكثير من بلدان العالم و في بغداد بما فيها شارع النهر أيام الجمعة, هي خير دليل على هذا الأنجاز العظيم, لأننا كما أشرنا؛ و بدون تغيير الأفكار السطحية و الحزبية السائدة منها و كذلك عدم تشذيب الوعي و تطوره ؛ لا يجدي أيّ عمل أو مشروع آخر لتغيير الوضع و الأنظمة السائدة بما فيها المؤسسات العالمية. 15- بعد حالة العجز و المرض و القعود و تراكم البلاء علينا؛ قمّتُ بإعادة تكرير الخزين الفكري و الثقافي و الفلسفيّ الذي كسبته منذ طفولتي و ورثته كأمين للفكر و وريث لأسرار العلماء و مفكريهم و فلاسفة العالم, و في مقدمتهم آلآية الصادقة و العظيمة أستاذي الكبير محمد باقر الصدر(قدس) والسيد محمد باقر الحكيم و كلّ فلاسفة التأريخ الذين أعتبرهم أساتذة لي منذ بزوغ الفلسفة و نزول الكتب السماوية, حتى توصّلت أخيراً بآلاضافة لما أسلفت إلى إبداع نظرية جديدة في الفلسفة بإسم(الفلسفة الكونية العزيزية) و تأليف أكثر من سبعين كتاباً مع آلاف المقالات العلمية و السياسية .. بفضل الله ومَنّه .. لأرساء و تحديد أسس (فلسفة الفلسفة الكونية العزيزية) لتكون ختاماً لتأريخ الفلسفة بعد مراحلها الستة التي بدأت بـ (أوغسطين) كأوّل مرحلة وختمت بفلسفتنا الكونية كمرحلة سّابعة و أخيرة لنهضة العالم على أساس العدالة بدل الشقاء و الحروب القائمة, بإذن الله لتحقيق الأمن و العدالة و المساواة! و لأجل معرفة التفاصيل, راجع كتاب؛ [نظرية المعرفة الكونيّة]. 16- قمتُ خلال عملي في قسم المعلومات في (وحدة التحقيقات و المعلومات) التابعة للمجلس الأعلى العراقي بإنجاز أكثر من 7000 فايل (إضبارة) تتعلق بحقوق عوائل الشهداء آلعراقيين المهجّرين من الكورد الفيلية في إيران و طهران و إيلام و ضواحيها بشكل خاص و غيرها من المدن الأيرانية بمساعدة الأخ أبو جعفر الكرادي وأبو فراس وآخرين كانوا يساعدوني في إنجاز ذلك, و تمّ إرسالها عن طريق المجلس إلى مؤسسة شهداء الثورة الأسلامية بطهران و تمّ بآلفعل صرف رواتب شهريّة و مخصصات لتلك العوائل, أنقذتهم من حالة الفقر و المآسي الكثيرة التي ألمّت بهم, و يعتبر هذا العمل من أعظم الإنجازات و الأعمال أيام المعارضة التي كان العراقيون يعيشون البؤس و الفقر والعوز, حيث كانت العوائل ألعراقية المهجرة خصوصاً الفيليية تعيش المآسي والفقر والفساد والتحلل بسبب العوز و فقدان المأوى و وضع مخيّمات اللجوء, على الرّغم من أن هيئة الأمم المتحدة كانت تقدم المساعدات للعراقيين المهجرين, لكنها لم تكن تصل بشكل عادل لأيديهم, حتى عاتبت وزير الداخلية في الجمهورية الأسلامية على ذلك في أحد لقاآتنا. 17- تقديم إطروحات و وصايا لمعمل صناعة المكائن في أراك/إيران و في تبريز بعد أن أكملت رسالتي الجامعية في مجال ألإدارة و التدريب المهني وطرق التوسعة الصناعية و عملت كمستشار لجامعة أراك جنوب مدينة قم, و كذلك معمل صهر الحديد في إصفهان و كذلك صهر الحديد و إعداد القوالب الصناعيّة بطهران و في تبريز أيضا, فكانت تلك الطروحات و الوصايا سبباً لزيادة الأنتاج القومي بنسبة بلغت 3% و في بعضها 5% من الأنتاج القومي الإيراني. 18- من الجانب الآخر و خلال عام 1982م و ما بعده كانت زوجتي المضحيّة (أم محمد) هي الأخرى تعمل مع فريق كامل في (منظمة الهلال الأحمر الأسلامي - الأيراني) لمتابعة شؤون عوائل المهجرين واللاجئين العراقيين في معسكرات طهران وضواحيها و في داخل المدن كطهران و غيرها لتخصيص المعونات و آلرّواتب لهم, حيث قامت و الفريق المكلف بتنظم إضابير خاصة أيضا لآلاف العوائل العراقية الفقيرة خصوصاً تلك التي لم يكن لديها معيل, أو مورد للرزق, ليتمّ أيضا بفضل الله و الدولة صرف حقوق و رواتب و مخصصات معيشة لسترهم و تأمين حياتهم المادية و الأجتماعية, و الملفات موجودة أيضا في مؤسسة الهلال الأحمر الأيراني و مؤسسة المستضعفين و الشهداء, و ربما في المجلس الأعلى أيضا, هذا إلى جانب أنها ترجمت بدورها إحدى كتب الشهيدة الشاهدة ألعلوية بنت الهدى أخت الشهيد محمد باقر الصدر. 19- أما بعد سقوط صدام و رغم سوء حالتي الصّحية نتيجة الفشل الكليوي و ضعف القلب و غلظة الدم و مرض السكري و تبديل القرنية و إجراء خمس عمليات للعين اليمني و اليسرى و غيرها؛ سعيت لإغناء الساحة العراقية بآلبحوث المتعلقة بقضية الكهرباء و الازمات الأخرى المعلومة , و كدت أنهي أزمة الكهرباء لو كانت الحكومة العراقية وقتها واعية قليلاً و تعي و توافق على صفقة المحطات النووية التسعة الكنديّة التي سعيت و خططت لشرائها بثمن بخس لأنها كانت مستعملة لكنها كانت تعمل بكفاءة عالية, و للأسف مع وجود السيد الشهرستاني و رئيسه المالكي ألذي لا يعرفان الفرق بين التوربين المائي و التوربين الذري, و حتى الهدف من الدولة و الحياة و اللذان بدل إعمار و تأسيس العراق؛ قد صرفا و(سرقا) أكثر من 70 مليار دولار على الكهرباء و لم يؤسسا محطة واحدة, بل حالا دون ذلك للأسف بسبب الجهل الفكري و حتى العلمي , و للآن للعلم لا يعرفان الفرق بين التوربين المائي و الذريّ, كما لا يعرفان الأدارة الحديثة و العادلة, بينما 9( محطات نووية) كان يمكن شرائها بببضع ملايين من الدولارات فقط .. سامحهم الله .. و هكذا صارت من نصيب تركيا التي تنتج ما يفوق حاجتها اليوم للأسف. 20- كنت أوّل من نبّه حكومة ألسيد المالكي و قبله الجعفري و بإصرار يوم كان السيد باقر جبر الزبيدي وزير ماليتهم عام 2007 - 2008م؛ و كذلك السيد العبادي بخطورة الأقتراض من البنك الدّولي لمعرفتي بآلفوائد و الأقساط و التبعات الماليّة التي لا تنتهي, بآلأضافة لتبعات الهيمنة الإستعماريّة الخطيرة على مستقبل العراق و المنطقة, إضافة إلى خطورة الأستدانة التي يجب تبديلها بآلأستثمارات لدعم النقد الداخلي! و هكذا آلعراقيون لم يكن أثقفهم وقتها قد سمعوا – مُجرّد سماع - بتلك المنظمة العالميّة التي يعود أساسها للسيد (روتشفيلد) ألمؤسس الاوّل للبنوك و لعملة الدولار التي تلعب دورها في إستعمار الدّول و نهبها في نهاية المطاف من قبل الأحلاف العسكرية المنتشرة .. و إن الدول العظمى حتى لو سحبت قواتها العسكرية من البلدان المحتلة .. أي بلد كآلعراق, لكنها أي حكومات تلك البلدان - كالحكومة العراقية – ستبقى خاضعة و مستعمرة! هذا إلى جانب القروض من البنك الدولي, كآلقرض الأول الذي حصل عليه آلعراق, حيث إعتبرته حكومة العراق و السيد باقر صولاغ نصراً – بينما هي هزيمة كبيرة في الحقيقة و كان القرض الأول؛ أقلّ من مليارين (1,8) مليار دولار, لإستكمال العجز الحكومي في الموازنة – والذي تسببت به الحكومة في زمن السيد باقر جبر الزبيدي و رئيسه السيد المالكي؛ و إعتبروا ذلك القرض ألمشؤوم إنجازاً عظيماً و حلاً لقضية العجز .. بينما الحقيقة هي العكس تماماً, لأن القروض تعتبر حلولاً مؤقتة , حيث لها تبعات خطيرة .. و هذا كلّه حدث بسبب ألأميّة الفكريّة التي ميزت الأحزاب و الحكومة و الطمع بآلمناصب و أموال النقد و محاربة المفكرين و الفلاسفة لخوفهم من كنسهم مع جهلهم, بل و فوق ذلك أتّهموني وقتها بمعارضة مصالح المتحاصصين و مصالح العراق القوميّة بسبب موقفي السّلبي ذاك من فسادم الذي ما رعوا به تحصين الأمن القومي بوضع علاج جذري للأقتصاد العراقي .. و لك أن تتصور أبعاد المأساة و المواجهات التي تعرضنا لها من قِبَلِ هؤلاء البعيدين و المقرّبيين .. فبَدَلَ أنْ يدركوا الأمر و يشكروني و يُكرموني بحقوقي التقاعديّة على الأقل لهدايتي لهم إلى طريق الحقّ؛ إتهموني بآلجّهل و التّخلف و حُبّ الرئاسة و السلطة و قيامهم بقطع حقوقي و عدم صرفها بينما صرفت لضباط المخابرات و الأمن و حتى حمايات صدام كآلسيد أرشد ياسين و أمثاله!؟ المهم بقيت أوقاوم و لن أتنازل فصبح الأمام الغائب قريب ليقتص منهم و من فسادهم و سرقاتهم التي لا حدود لها. 21- من الأمور الهامّة و الكبيرة الأخرى التي عارضتها بشدة أيضاً : هو إقامة مؤتمر (القمة العربي) في بغداد و صرف بل في الحقيقة سرقة أكثر من 10 مليار دولار بذرائع سخيفة لأقامته بدعوى تحقيق الوحدة بين العراق و الأمة العربيّة التي كانت دائماً تعادي العراق حتى في زمن صدام, و قلت لهم و للمالكي بآلذات في مجموعة مقالات متوالية وقتها: لا مصداق لحكام العرب في تعاملهم مع العراقيين, وأن كان لهم مصداق في مدّعياتهم, فقولوا لهم : [هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين]!؟ لذا لا خير من ودّهم خصوصاً مع آلعراق و لذا فإن إنعقاد المؤتمر سيسبب لنا نزيفاً و إرهاباً و ضرراً كبيراً و تدميراً للعراق و الشعب هو المتضرر الأول من دونكم, لكن رئيس الوزراء أجاب بلا وعي و علم و بإسلوب عشائري على تساؤلاتي في مؤتمره الصحفي بشأن ذلك وقتها بآلقول: [نحن عرب و أبناء عشائر و يجب أن نكرم أخواننا العرب]! فكيف يمكن بتلك العقلية العشائرية – المعيدية, إدارة دولة معقدة كآلعراق و تحقيق علاقات متوازنة مع الجيران و العرب و غيرهم؟ وعندما إنعقد ذلك المؤتمر المشؤوم(مؤتمر القمة العربية) في بغداد و بمجرد إنتهائه؛ بدأت الحكومات العربية بمن فيهم حكومة سوريا وآلأردن و دول الخليج و على رأسها السعودية بآلأضافة إلى تركيا و غيرها بتعبئة و إرسال الأرهابيين من دولهم أفوجا أفواج و بآلألاف من كل جانب و مكان لقتل و تدمير آلعراق و العراقيين و بدأت التفجيرات و إحتلال المدن حتى وصلوا أطراف بغداد فيما بعد .. لولا فتوى المرجعية الدينية العليا التي أعلنت وقتها لتقلب المعادلة المشؤومة و إيقاف زحف الغربان المجرمين, بل و هزيمتهم ... ثم قرأت عليهم آلآية رقم 22 من سورة ألمجادلة, و التي كانت تُناسبهم. 22- و آلآن أحاول إكمال الرّتوش الأخيرة لكتابة نظريّتي الفلسفيّة ألجديدة بخصوص (تطبيقات الفلسفة الكونيّة) بعد تلك الكتب التي ألّفتها لأنقاذ ليس العراق المحطم فكرياً و ثقافيّاً و أخلاقياً و حضارياً و علميّاً و من الأساس فقط؛ بل لإنقاذ كلّ العالم الذي يئن من الطبقيّة و العنصريّة و الظلم و الحرب و الفساد والفوارق المختلفة و التميز العنصري بإذن الله و أهله .. أهل البيت(ع). و سأنشر الكتاب عبر شبكة النت إن شاء الله, و في المطبعة في حال تمكّني من تأمين المبالغ لذلك, و قد أعددّتُ الأسس الكاملة لبناء تلك النظريّة الكونيّة التي آمنتُ بمبادئها و دافعت عنها عقوداً. هذا .. بآلأضافة إلى تأليف سبعين كتاباً لا بد من دراستها كمناهج في الجامعات العراقية المختلفة و غيرها من الجامعات العالمية, لأنها تتعلق بأمور المعرفة الكونية و سبب خلق الأنسان فلسفياً و قضايا أخرى. هذا إلى جانب آلاف المقالات و الدراسات التي كتبتها منذ أيام المعارضة في السبعينات ثم في صحيفة الجهاد و قبلها في مجلة الجهاد ثم صحيفة الشهادة التابعة للمجلس الأعلى و التي تأسست على أيدينا بآلاضافة إلى السيد أبو ياسين (عز الدّين سليم) و الأخ أبو ذر الحسن و الأخ أبو محمد العامري و الأخ أبو إسراء الحكيم .. إلى جانب إشرافي على نشرة العيون و عشرات البحوث المتعلقة بآلوضع العالمي و بآلساحة العراقية المعارضة للنظام الصدامي العشائري. 23- رغم الظروف القاسية التي كنت أمرّ بها بسبب ظروف الهجرة – بآلمناسبة, كانت أسباب الهجرة بآلنسبة لي بحدّ ذاتها قصّة أخرى مؤلمة لا مجال لعرض تفاصيلها مع الأخذ بنظر الأعتبار معرفتي عن مسألة كون (التعرب بعد الهجرة) من الكبائر - و تكاليف إعانة عائلتي المكونة من 5 أفراد, و كذلك نشاطاتي الأخرى, لكني سعيتُ لاكمال بعض الدّراسات و الأختصاصات العلميّة في مجال التنمية البشرية و الأدارة الصناعية و تطوير برامج التوسعة في المجال الزراعي و الصناعي و التكنولوجي و حصلت على دبلوم إختصاص أو (خبير أقدم) في مجال تطوير التنمية البشرية و الصناعة و التكنولوجية و قضايا إدارة التدريب, و كذلك في مجال (علم النفس) حيث حصلت على شهادة الماجستير في موضوع (تأثير طبيعة العلاقات الزوجية على نمو الأطفال) و غيرها .. إلى جانب دراساتي الدّينيّة المختلفة خصوصاً في الفلسفة و إدارة الدول و مناهج التفكير و التعبئة, تلك الدراسات بآلأضافة إلى أنها تهدف التطور و التقدم ؛ فأنها تحقق أيضاً حفظ الأموال و تقليل الخسائر الممكنة التي قد يُحدثها من لا علم له بذلك و كما فعل جميع الوزراء و الرؤوساء و أعضاء البرلمان الذين بعضهم يدخل ساحة البرلمان و يخرج منها و هو لا يعلم حتى مسؤوليته الشرعية و القانونية, مما يسبب خسائر كبيرة من كل جانب و مكان. 24- تأليف أكثر من 70 كتاباً كما أشرت في مختلف شؤون الحياة السياسية و الأقتصادية و الإدارية و الحرب النفسية و قضايا الوجود و الحضارة و الفكر و الفلسفة و الأدارة الأسلامية, و يمكنكم مطالعتها عبر روابط المواقع التالية على شبكة كوكل : download books الفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي pdf - Noor Library https://www.kutubpdfbook.com/mybooks تحميل كتب عزيز حميد الخزرجي pdf - فولة بوك تحميل كتب عزيز حميد الخزرجي pdf - فولة بوك 25- إتصلنا بهيئة الأمم المتحدة قبل أنتهاء القرن الماضي و بدء نشوء الإضطرابات و الحروب و النزاعات و المؤآمرات و تفاقم الأوضاع الأقتصاديّة, و طلبنا منها إجراء دراسات تأريخية موسّعة لأنتخاب أفضل منهج كنظام للحكم قد أقيم و طبّق عبر التأريخ ليكون نموذجاً يحتذى به حكومات العالم لتطبيق آلعدالة و المساواة و خلاص مئات الملايين بل مليارات من البشر من آلظلم و الجوع و المرض و الطبقية التي دمّرت كرامة الناس, و كانت دعوتنا متوافقة مع صدور كتابنا الموسوم بـ (مستقبلنا بين الدّين و الدّيمقراطية) و آلذي تمّ إنتخابه كأفضل كتاب في الألفية الثانية و الثالثة, لمعالجته قضية الطبقية و المساواة و العدالة لتحقيق السعادة في المجتمعات التي إن وجد فيها فقير واحد لتأثرت سعادة الجميع! و من آلنتائج ألكونيّة الهامّة ألتي صدرت عن (هيئة الأمم المتحدة) عام 2001م هي دعوة جميع حكومات ألعالم عبر بيان رسميّ برعاية السيد رئيس هيئة الامم (كوفي عنان) لإنتخاب حكومة (الأمام عليّ) كأفضل نموذج و أعدل حكومة شهدتها البشريّة على الأطلاق لتطبيقها كنظام للحُكم, و قد كتبنا عدة مقالات و بيانات في وقتها لأطلاع ألعالم على ذلك, لكن للأسف الشديد لم نرى أقبالاً عليه أو سعياً لتطبيقه حتى من قبل آلمسلمين بما فيهم السُّنة و الشيعة و غيرهم للأسف .. هذا, ناهيك عن ان شعوب و الأمم آلأخرى بإستثناء (قوم سلمان المحمدي) لبعض الحدود الذي ما زال يقاوم لتطبيق ذلك النهج الأمثل, لذلك إستمرّت الأوضاع المتأزمة بينها و بين حكومات العالم, و كما يشهد الواقع على ما هو عليها للآن, لهذا إنتشر الظلم و الفساد و آلأرهاب و النهب بحيث بات المسلم يتمنى الخلاص من عالمه الإسلامي و اللجوء إلى دول الغرب التي يُسميّها قادة المسلمين بآلدّول "الكافرة" للأسف بينما تطبق العدالة النسبية التي ما زالت قائمة في أنظمتها الحاكمة فيها بعكسهم! و يمكنكم الأطلاع على كتاب القرن, الذي فصّلنا الكلام فيه بخصوص هذا الأمر بعد أن برهنّا على أنّ (النظام الإلهي) هو الأمثل و الأرقى لحفظ الحقوق على جميع الأصعدة و الحكم بآلعدالة و المساواة بعيداً عن الطبقية و الفواصل الحقوقية الظالمة و السائدة للآن لتحقيق السعادة لجميع أبناء المجتمع حتى الكافر الذي يعيش ضمن مجتمع المسلمين, و ذلك عبر الرّابط التالي: https://www.kutubpdfbook.com/book/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A2%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%88-%D8%A2%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9 و كذلك عبر الرّابط ألآخر: https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D9%8A%D9%86-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A-%D9%87-pdf 26- هكذا في خضم هذا الوضع نسيت إسمي و عنواني و حتى عائلتي ولم أفكر بهم بقدر ما كنت أفكر بمصير العراق و الشهداء و الشعب العراقي حتى تمت دعوتي من قبل رئاسة الوزراء عن طريق بعض الأخوة الأعزاء كآلسيد رياض فاضل و قبله رئيس قسم شؤون الموظفين و كان ذلك عام 2019م و رغم الظروف الصحية وصلت بغداد و بدأت بآلمعاملة و بينما كنت أكمل الأوراق و المقدمات, و إذا بآلسيد عادل عبد المهدي يصدر بياناً يوقف فيه مسألة صرف المخصصات بحسب قانون 24 لسنة 2005م, حيث كان يمنح كل موظف مفصول سياسياً بمنحه كافة الحقوق المعينة بصدور ذلك القانون و حتى صرف التقاعد أو الأعادة للوظيفة .. و هكذا إكتملت حلقة الخاتمة المؤسفة حول أعناقنا .. لتشكل أمرّ مسيرة لمجاهد كان ذنبه الوحيد هو عشقه لتطبيق العدالة بعد هداية الناس و للآن ما زلت مشرّداً .. فإلى متى يُشرّد أهل الفكر و الفلسفة ؟ و لماذا؟ و هل سترتاح البشرية بتشريدهم و سجنهم وقطع أرزاقهم و حتى قتلهم !؟ 27- إرسال دعوة هامة أخرى مع بيانات في بداية هذا العام 2025م لهيئة الأمم المتحدة أيضاً .. لتأسيس (مجلس أعلى للفلاسفة الكبار المتميّزين في العالم) لإرشاد و تعيين القوانين و الضرائب العادلة و متابعة شؤون الأمم و الشعوب لأدارة شؤونها و حفظ كرامة الشعوب و الأمم القائمة, لتلافي الحروب و الظلم و الفوارق الطبقية المختلفة نتيجة القوانين و الأنظمة التي تحددها كل دولة بحسب طبيعة حكامها و حسب مصالحها و غاياتها التي عادة ما تسبب الظلم لوجوب جوانب مظلمة و مبهمة فيها يتم تفسيرها حسب مصلحة الحاكم لأدامة سياسته الظالمة, و معظم المتطلعين يعلمون و يشهدون بآلمظالم و العنف الذي يقع في جميع دول العالم بسبب طبيعة الحكام و الأحزاب العاملة بغير علم و فلسفة, و بآلتالي عدم الأكتراث بنتائج و إفرازات تلك القوانين التي تُولّد المآسي و الفوارق الطبقية و الحقوقية و تكريس الظلم والفقر و القهر وسط الشعوب وعلى بعض الأقليات المستضعفة من قبل الأكثرية, و قد نشرناه(البيان) في الكثير من المواقع و المراكز الأعلامية و السياسية, و نأمل النظر فيه و تنفيذ ذلك لنشر العدالة و السلام و الأمن في ربوع العالم المضطرب بسبب تلك الأنظمة و الأحزاب الضيقة و الحكام الذين لا يفقهون شيئاً من طبيعة الأنسان و أسرار الوجود و سبب الخلق و الهدف النهائي من الحياة و بعدها. هذا بإختصار شديد و بشكل مضغوط؛ لمحات عامّة و إشاراتٌ أوردناها كعناوين لتأريخنا ألفكريّ - ألفلسفيّ و الجّهاديّ في بلادنا, حتى سقوط الصّنم صدّام عام 2003م و ما بعده من آلسّنوات ألعجاف التي تقلّبت فيها آلأوضاع و إستمر الفساد على كلّ صعيد, حيث كنت من أوائل ألذين رجعوا عام 2003م و أنا أحمل آلام و قهر و تعب تلك ألسّنين التي قضيتُها في بلاد الشرق و الغرب, محاولاً إعادة بعض الصّفحات المنسيّة من ذلك التأريخ ألفكريّ و الجّهاديّ العظيم .. رغم رحيل الأحبة و غياب وجودهم من الساحة بسبب إعدامهم من قبل النظام البعثي و معه شعب لا يعرف الفرق بين الناقة و الجمل! لذلك فقد العراق أهم العقول و القلوب الطيبة التي كانت يُمكن أن تبني العراق بإخلاص و تنقذه من شرّ الفاسدين و المستعمرين و ما أصابها من المحن بسبب الأحزاب و الإئتلافات المتحاصصة لنهب العراق .. و رغم كل تلك آلآلام و الأمراض التي أثقلت جسدي و كياني بدأتها – أيّ سفرتي الكونية تلك - بآللقاآت و التوجيهات العامّة و الخاصّة للمقرّبيّن و للناس و بشكل مكثف للخواص من الأهل و من تبقى من أنصاف المؤمنين و المثقفين حتى نسيت نفسي و آلمرض كان يأخذ منيّ مأخذه حدّ الأغماء أحياناً, و في غضون ذلك آلتّحرك راجعت أيضاً في يوم “مشؤوم” دائرتي الوظيفيّة في منظقة الوزيريّة ببغداد و التابعة لوزارة الكهرباء الآن و التي سميّت بـ (دائرة التدريب و بحوث الطاقة) بعد ما كانت باسم مركز التدريب المهني و تابعة لوزارة الصّناعة قبل 2003م, راجعتها محاولاً ترتيب و إعادة بعض حقوقي و رواتبي كي أتمكن من إدامة الحياة هناك لكن دون جدوى, فما زالت ممنوعة للأسف بسبب تغلغل الفاسدين من الأسلاميين و البعثيين و الوطنيين و القوميين و غيرهم, و فوق ذلك عدم نزاهة المسؤول على (لجنة الموظفين) في رئاسة الوزراء, سبقهم بذلك (المؤسسة العامة للكهرباء), حين لمّحوا بطلب الرّشوة! لذلك تَعَصّبتُ وقتها و صرخت بوجوههم و قلتُ لهم بألم و حرقة و أسف: [لقد قاتلتُ الظالمين و في مقدمتهم صدام و واجهت الظلم والفساد والرشوة 50عاماً و تغرّبت و عائلتي بسبب ذلك لحد هذا اليوم و الآن و بعد السقوط أفعلها .. ما لكم كيف تحكمون يا أهل العراق!؟]. و أُصبْتُ إثرها بنوبة قلبيّة ثمّ فشل كليويّ و يأس مطلق من المستقبل و الوضع العراقي خصوصاً بعد ما رأيت من الفساد و الظلم و الفوارق الطبقية و الحقوقية الكثير .. الكثير , و تسبب كل ذلك في أرجاعي إلى حيث أتيت من (كندا) للإستمرار في آلمعالجة الطبيّة و للآن مستمر عليها, إلى جانب كتابة المقالات و تأليف الكتب و الحمد لله على كل حال. و اليوم و بعد كل ذلك السِّفر ألعظيم و المحن المؤلمة و الغربة التي واجهتها لأجلكم؛ أً لم يحن دوركم أيّها الأخوة للتعاون معي لرد ولو بعض ّذلك الجّميل و حمل ولو جانباً من الأمانة التي حملتها معي أكثر من سبعين عاماً و بإخلاص, مع الأصرار على العمل الجّاد الخالي من الرّياء و الدّجل و النّفاق و بآلعكس مما شهدناه و بشكل صارخ من كل المعنيين و المتحاصصين منهم بشكل خاص للأسف!؟ إخواني الأعزاء ألمعنيين : في ختام الفصول السابقة .. و بعد تلك المسيرة التأريخيّة ألدّاميّة ألتي أعتزُ بها والتي أعتقد بعدم وجود مثيل لها لأبعادها و فلسفتها المنبعثة من (الفلسفة الكونية)؛ ها أنا راقدٌ و عاجز في البيت وفي الغربة القسرية لعدم إمتلاكي حتى لمتر واحد في بلدي و مسقط رأسي في واسط, و ما زلتُ بعد نحول جسدي و ضعف قوايّ أُجاهد بقلميّ و بكامل طاقتي ضدّ حكومات الجّهل و الفساد المنتشرة في العالم .. خصوصا في العراق الذي يعيش آلفوضى و الفساد بشكل قانوني و من قبل الجميع كثقافة شجع عليها كل من حكم العراق منذ بداية التأريخ .. مع إشارات قوية لمستقبل غامض و خطير لفساد الأحزاب و الحُكّام المتحاصصين؛ و ما زلت أواصل الكتابة و التحقيق لكشف و عرض الحقائق و الأسرار التي توصلنا لها بفضل الله تعالى .. عسى نتمكن من إكمال آخر فصول و ملامح (ألفلسفة آلكونيّة) و قضية الصراعات القائمة لطبابة و هداية الناس و إصلاح النُّظم القائمة في البلدان و الأمصار! هذا رغم المرض و كهولة السن و من دون حتى راتب للمعيشة أو متر واحد في الأرض بسبب كبريائي وعزّة نفسي و معارضتي في نفس الوقت لحكومات الأرض الظالمة جميعاً و التي تتحكم بها (المنظمة الاقتصاديّة العالميّة) و الأحزاب التي تعمل بأمرتها لتنفيذ مخططاتها بنهب شعوبها من حيث تدري أو لا تدري لخدمة النظام ألرأسمالي العالمي و أحلافها السياسية و العسكرية و الأقتصادية! ولا يهمّني الآن حقوقي الطبيعيّة المسروقة و تشرّد أبنائي و جوعهم و غربتهم على مدى نصف قرن و ما تحمّلناه بسبب آلفاسدين المتعجرفين الذين فقدو الوجدان و الضّمير؛ لكن عليكم أن تعلموا .. بأنّ التأريخ سيلعنكم و سيذكركم بكل سوء كما هو حال كل الطواغيت الذين سبقوكم من الفراعنة و الأباطرة كحمورابي و كنبوخذنصر و سرجون و فرعون و يزيد و صدام و عبطان و أحزابهم الجاهلية, و الله من فوقهم شاهد حكيم و قد يُسلط الله عليكم الظالمين, حسب قوله تعالى : [ونسلط الظالمين بعضهم على بعض بما كسبوا]. وحتى القوانين الوضعيّة رغم هشاشتها ونقاط ضعفها ستقاضيكم بآلاضافة إلى القوانين السّماويّة. أخوكم ألذي لا يُريد عُلوّاً في الأرض ولا فساداً ولا مقاماً سوى هداية و تثقيف الناس لتحقيق العدالة و المساواة و التي تحتاج أول ما تحتاج إلى آلفكر و الوعي تحسين الوضع الأقتصادي و البحث ألعلميّ لتقرير (ماهيّة الجّمال) و (العلم بإعتماد ألفلسفة الكونيّة) و (عمل الخير) بحسب الأرادة الألهيّة للوصول إلى مدينة السلام و العشق الأزليّ. و قبل ختام هذا الفصل أيضاً(الأوّل و الثاني) في هذا البحث و الذي ضمّ عناوين مفصليّة كبيرة و هامّة لصفحات كونيّة مشرقة لتأريخ عظيم سيخلدها التأريخ؛ أقدّم لكم ألمنهج الأمثل للقضاء على الفساد و الظلم و الطبقيّة و الفوارق الحقوقيّة كعناوين للمجلس الفلسفي الذي نأمل بتأسيسه من قبل الأمم المتحدة .. و هو مستنبط من سيرة الأنبياء(ع) و نهج الحُكم للأمام عليّ(ع) و منهجه في التعامل مع الحقوق الطبيعية و الكرامة الأنسانية, آملاً من مجالس القضاء و النواب و الحكومة و الجمهورية و كلّ الهيئات المسؤولة في دول العالم و على رأسهم المرجعية الكبرى في النجف الأشرف و الهيآت الاوربية و الدولية؛ التعاون لوضع أسس جديدة, أو على الأقل تعديل آلدساتير القانونية على أساس قيم العدالة و الأخلاق و المساواة, بحيث يقضي عبر تطبيق مواده و بنوده على الفوارق الطبقية و الحقوقية ليعمّ العدل و الأمن و السلام في دول العالم و في عراقنا الجريح المحطم الذي لم يستقر عبر التأريخ سوى 5 سنوات فقط, منذ هبوط آدم (ع) على أرضه و للآن! و سنعرض لكم في الفصل القادم؛ كيفيّة القضاء على الفساد و الظلم و الفوارق الطبقيّة, إن شاء الله . كيف نعالج الفساد في آلأرض: معرفة ألحقوق هي المنطلق في الأصلاح: كيف نعالج الفساد في آلأرض: معرفة ألحقوق منطلق للأصلاح: مقدمة: كتبت مجموعة من المقالات التي نشرت في وقتها خلال العقد الثاني من هذا القرن بخصوص حلّ مشكلة الظلم والأقتصاد العراقيّ و العالمي بآلعدالة بدل الحرب و النزاع و الكر و الفر و كيفية بناء الأوليات في الدولة لتطبيق العدالة التي هي السبيل الوحيد لحل الفساد, و الكثير من الحكومات تمتلك نسخاً منها كما هي موجودة في مواقع الأنترنيت, ولا حاجة لتكرارها, بل سنعرض جوانب أخرى مكملة لذلك إن شاء الله. فلأجل حلّ مشكلة معينة صغيرة كانت أو كبيرة بحجم الأرض؛ علينا أن نعرف المشكلة قبل كل شيئ و أسبابها و المؤثرات عليها, لكي يتسنى لنا تحويلها إلى كلمات و إلى واقع مكتوب و ملموس على الورق, لنتمكن من وضع القوانين اللازمة لحلها بعد دراستها بشكل منطقي و فلسفي بشكل واضح و عادل يؤدي تطبيقها العملي إلى راحة و سعادة الناس, و هذا الامر لا يمكن القيام به إلا من قبل طبقة خاصة من الناس, و هم الفلاسفة, لكن الذي حدث و يحدث للآن في الأرض إن هذا العمل يقوم به أسوء الناس و أرذلهم أو في احسن الأحوال من إختص بعلم أو بجانب واحد من العلوم, و لهذا تسببت الأنظمة القائمة التي خطها مثل أؤليك المصائب و الفساد و الظلم في جميع بلدان العالم تقريباً. و السبب لا يتحدد فقط بما أشرنا إليه آنفاً, بل إن أنظمة و أحزاب و حكومات العالم ليس فقط لا تسمح للفلاسفة الأحرار للقيام بذلك, بل و فوق ذلك تقتص من مثل أؤلئك الفلاسفة و تسجنهم و تشرّدهم و تقتلهم, كي لا يرسموا القوانين التي تضمن حقوق الجميع بما يحقق السلام و السعادة و المساوة, لأن ذلك سيحول دون فسادهم و تسلطهم على أموال و أرواح و حقوق الناس! فكيف السبيل لمنع الظلم و ذلك النزيف في الأرض؟ ألسبيل تضمّنه بوضوح دعوتنا الكونية لتشكيل (المجلس الاعلى لفلاسفة العالم) كمنظمة فوق هيئة الأمم المتحدة للأشراف و لمتابعة و تحديد و ترشيد الضرائب و القوانين المتعلقة بأنظمة و دساتير العالم لتحقيق العدالة بدل القوانين الوضعية التي تصوبها الحكومات لضمان نهبها و سرقتها لحقوق الناس و كما هو الواقع اليوم! هذا وقد طرحنا أيضاً مسائل مصيرية ضمن ألبيان الكونيّ لفلاسفة ألعالم 2025م؛ من قبل أسياد الفكر و أساطين العلم و الفلسفة من النّخبة المُميّزة لنجاة الناس بنشر الفكر والوعي و آفاق المستقبل إلى جانب القوانين المطلوبة لسير شؤون الأمم و الناس, و بآلتالي لمنع الفساد و العنف والحروب والصراعات المحتدمة الآن, و منع إختلاط الحقّ مع الباطل و تمرّد الحكومات على الحقّ و على حقوق الناس, بعد ما باتت فلسفة الحكم عند آلجميع هي للتسلط و نهب المال العام و حقوق الناس و الحصص كلما أمكن, و لا بأس بمراجعته بعنوان [بيان الفلاسفة لعام2025م] !! و سنبقى و الفلاسفة نسعى و نجاهد و نؤسس المراكز الثقافية و الفكرية الهادفة للتّمهيد إلى بسط آلعدالة آلتي تتطلب؛ إتحاد المثقفيّن و الأعلاميين مع آلمفكرين و مع الفلاسفة الذين هم صمام الأمان لتحديد خارطة العالم لمسار السلام و السعادة و الأمن عبر (الهيئة العُليا لفلاسفة ألأمم المتحدة) و التي نأمل بتأسيسها عاجلاً لأنها ليست أقل أهمّية من نظام لعبة كرة القدم أو الألعاب الأخرى أو آلمؤسسات العالمية كمحكمة لاهاي و غيرها .. إن لم تكن أهم وأعظم من جميعها, لترشيد و لإتمام المهمة الكونيّة – الأنسانية بأفضل وجه – لتلافي وقوع الحروب و الظلم بين الأمم و الناس و خلاصهم من وطأة الحكومات و الأحزاب القائمة بجميع مسمّياتها, فليس بمقدور من يمتلك مجرد شهادة جامعيّة بإختصاص معيّن أو يترأس حزباً سياسيّاً أو كياناً ليصبح رئيسا أو مسؤولاً أو حتى عضو برلمان ناجح أو وزير منتج أو رئيس رائد للحق أو مشرع يُشرع القوانين و كما هو السائد للأسف بحسب عقله المحدود, و التي يراعى فيها عادة مصالحهم الخاصة و الطبقية و الأجتماعية دون مصلحة الجميع بآلتساوى, بل لا بُدّ و أنْ يكون آدميّاً قبل كل شيئ و بحسب المواصفات الكونية, و كذلك صاحب ضمير و مثقف أكاديمياً و دينيّاً, أي يمتاز بآلكفاءة و الأمانة و آلعدالة بإعتبار العقيدة و الفكر عِرق دسّاس يتدخل بقوة في تفاصيل الحياة , و يا ليته – المسؤول و القاضي و الرئيس و الوزير - يكن مُفكرأً أو فيلسوفاً صاحب نظريّة كونيّة كما يعتقد الفلاسفة, وقد أشار لذلك من قبل أفلاطون وأرسطو في جمهورياتهم .. و إلاّ فهو الفساد والجّهل الذي سيبقى و سيستمر و يتعاظم لتدمير و نشر الفوضى و الظلم في العالم, فلا بد من عقول كبيرة جامعة تحتضن عدّة إختصاصات مع الأيمان العرفاني, إلى جانب تجربة رائدة في الميدان الكونيّ - الأجتماعيّ و الأقتصادي و السياسي و الفني لأنّ : [ألجّهل أصل كلّ شرّ] فما يجري في بلادنا و العالم سببه الجّهل و قلّة الوعي و قساوة القلوب البعيدة عن أصل الوجود, و الطامة الكبرى أن الناس بمن فيهم أنصاف المثقفين يعتبرون للأسف كلّ من تخرج من معهد أو جامعة و حصل شهادة في الميكانيك أو الكهرباء أو الفيزياء ؛ قادر و كفوء على إدارة المؤسسات و الحكومات و الوزارات و من هنا يبدأ الفساد الأكبر عادة و كما ثبت لدينا , لأن الشهادة الأكاديمية هي لأجل معرفة إختصاص أو مهنة معينة لأداء عمل معيّن لأجل المعيشة و إدامة الحياة! و سبب ذاك التفكير الساذج و البسيط هو؛ عزوف الناس عن المطالعة و القراءة و الوعي, خصوصاً (بعد ما رآى "الناس" بأنّ المُدّعين"المثقفين" قد تركوا العمل بما علموا), و إن إنتشار الجّهل و الطبقيّة يتزايد مع هذا النمط الأداري, و يستمر تسلط الأشرار و الطواغيب و المافيات بغطاء الدّيمقراطية و حتى الدين على مقدّرات البلاد و آلعباد لتتفاقم الأحداث و الظلامات و تتعقد الحياة و تنتشر الفوضى و الحروب و العنف و الشقاء فيواجه العالم أزمات حقيقيّة كما هو الحال اليوم, حيث تشير الأحصاآت إلى إنّ أكثر من 200 مليون لاجئ هربوا من 135 دولة بحثاً عن الدواء و الغذاء و العيش ألآمن, مع وجود مليار من البشر يعيشون في خط الفقر بل و تحته, بينما خيرات الدّنيا الحالية تكفي لإشباع ثلاثة أضعاف نفوس العالم. ألحلّ الجذري و الوحيد لكل تلك المحن و المعضلات القائمة التي إستعصت, هو : نشر ألفكر و روح الأيمان و المعايير الفلسفيّة الكونيّة مع (الأصول ألإبراهيميّة العشرة) التي وردت في الكتب السماوية الرئيسية الثلاث؛ القرآن و الإنجيل و التواراة, و كذلك في البيان آلكوني لعام 2025م كأساس لتحديد القوانين العادلة المطلوبة في دساتير البلاد لتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع لتلافي نشوء الطبقيّة والفوارق الحقوقية. و بغير ذلك؛ فلا حل بل يحدث العكس, و الشّعوب ليس فقط لا تُحقّق ألحدّ الأدنى من فلسفة وجودها و سعادتها؛ بل ستشقى و تُواجه المردودات السّلبية - العكسيّة و ألوان البلاء! و ممّا يزيد الطين بلّة إلى جانب ذلك, هي المنابر التقليديّة و الأعلاميّة الأهلية و الحكوميّة المحدودة و المتحجرة, لخدمة أهداف حزبية أو شخصيّة و عائلية و حزبية و مذهبية محدودة تؤدي في نهايتها إلى تشويه ألقيم والوعي و تعميق الفوارق الطبقية و الحقوقية بين الناس بدل تحقيق الوحدة و الأنسجام و التعاون لينتقل العالم من سيئ إلى أسوء, رغم التطور التكنولوجي و النانوي والذكاء الصناعيّ التي أضافت العناء بدل الهناء بين الناس. إنّ إلتقاء نتاج العقل ضمن الفلسفة الكونيّة العزيزية؛ مع النقل عبر معطيات الوصايا الإبراهيمية العشرة؛ هو السبيل الوحيد لتحديد القوانين الكونية العادلة لنجاة العالم من الظلم و الفساد و الطبقية, ولا يمكن معالجة ذلك بتبديل حزب مكان حزب آخر أو شخصية معينة بدل شخصية أخرى أو وضع و تغيير شكل القوانين القائمة و كما يفعل أنظمة اليوم, بينما يهملون أهم عامل في الحياة و هو توزيع الثروة و الحقوق بين الناس .. الذين و بسبب تدني مستوياتهم الثقافية لا يؤكدون ولا ينتبهون لذلك!!!! .. للتفاصيل عبر الموقع التالي : تحميل كتاب بيان الفلاسفة لعام 2025 - إستقراء للماضي وآفاق المستقبل pdf تأليف عزيز حميد الخزرجي - فولة بوك تحميل كتاب البيان الكوني لسنة 2025م pdf - مكتبة نور والآن في بلادنا كآلعراق نلاحظ تكرار ذلك السؤآل و الموقف بصيغة أخرى تتعلق بمقاومة الفساد, حيث إن المسؤولين و الوزراء و رؤوساء الكتل يبحثون عن حلّ لمشاكل العراق و يعلنون بين فترة و أخرى عن سعيهم لذلك, بآلسؤآل و البحث و المناظرة مع هذا و ذاك للوصول إلى منهج حلّ لمشكلة الفساد و الظلم الواقع على أكثر الناس و بآلذات الطبقة الفقيرة, و بلا جدوى لأنهم لا يعتمدون النهج الأمثل الذي بيّناه, وهنك جملة من العوامل التي تؤدي إلى المفاسد المختلفة في مجتمع ما, تتحدّد بآلطبقية الظالمة التي يرعاها أنظمة الدول للأسف من خلال إختلاف الحقوق و الرواتب و المزايا, و سنعرض أسباب و مفاسد الطبقية, بإذن الله. مفاسد الطبقية: مفاسد الطبقية: أوّل و أكبر ملامح الفساد, هي آلطبقية و (آلفقر) الذي يسببه الساسة نتيجة موت الضمير و قساوة القلب ومن من أبرز معالمها و أبرز نتائجها: هي إنفصال الشعب عن الحكومة, و الأستعداد للثورة و الإنتفاضة و (الأرهاب) و اللاأمن و الشقاء لجميع أبناء المجتمع ضد الحاكمين! فآلحكمة الكونية تقول: [لا يُسعد مجتمع فيها شقيٌّ واحد؛ فكيف إذا كان كل المجتمع يشقى؟]. عن أمير المؤمنين (ع) : "لو تمثل لي الفقر رجلا لقتلته". وعنه: [نظرت الى كل ما يذل العزيز ويكسره فلم أرَ شيئا اذلّ له ولا أكسر من الفاقة]. وعنه: [الفقر سواد الوجه في الدارين]. وعنه لابنه الحسن (عليهما السلام) : [لا تلم إنسانا يطلب قوته، فمن عدم قوته كثرت خطاياه، يا بني : الفقير حقير لا يسمع كلامه، و لا يعرف مقامه، لو كان الفقير صادقا يسمونه كاذباً، و لو كان زاهداً يسمونه جاهلاً]. يا بني : [مَنْ أبتليَ بالفقر, فقد أبتلي بأربع خصال: بالضعف في يقينه، والنقصان في عقله، والرقة في دينه، وقلة الحياء في وجهه، فنعوذ بالله من الفقر]. و من كلماته(ع) : [العسر يُشين الأخلاق و يُوحش الرفاق]. وقوله أيضاً : [إذا قبلت الدّنيا على أحدٍ أعارته محاسن غيره و إذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه]. و كذلك عنه(ع) : [الفقر في الوطن غربة و الغنى في الغربة وطن]. و قوله (ع) : [جالس الفقراء تزداد شكراً]. مسببات الفقر : : 1- الكسل و العجز عن أمير المؤمنين (ع) [إن الأشياء لما ازدوجت، ازدوج الكسل والعجز، فنتج منهما الفقر]. 2- سوء التدبير : عنه عليه السلام : [ترك التقدير في المعيشة يورث الفقر]. 3- عدم العدالة في توزيع الثروات : 4- الضرائب القاسيّة : 5- عدم إعطاء الحقوق : 6- كما روي عنه : [أنّ بعض الأمور تورث الفقر] : كقوله (ع): [ترك نسج العنكبوت في البيوت يورث الفقر، والبول في الحمام يورث الفقر، و الأكل على الجنابة يورث الفقر، والتخلل بالطرفاء يورث الفقر، و التمشط من قيام يورث الفقر، و ترك القمامة في البيت يُورث الفقر .....]. و إلا بغير ذلك فأنّ الإرهاب و الثورات و الأنتفاضات ستبقى قائمة تشتد يوماً و تخف يوما آخر, لكنها لا تُخمد حتى لو إجتمعت كل جيوش الدنيا ضدهم . حكمة كونيّة عزيزية : [كل جيوش الدّنيا مجتمعة لا تستطع القضاء على الأرهاب؛ إلاّ العدالة] خطوات للقضاء على ألفقر : خطوات للقضاء على ألفقر : قبل عرض التفاصيل التي تسبب القضاء على الفساد و محو الفقر و الفوارق الطبقية و الحقوقية بين الناس؛ لا بُدّ من الأنتباه إلى قضية محوريّة أساسية هي عماد النظام و تحقيق العدالة .. و هي ضبط النظام الأداري في الدولة بما يُحقق العدالة و الصلاح و الأمن. حيث إنّ تحقيق النقاط الأساسية التي سنفصل الكلام فيها لإستتبات العدل و الأمن و السعادة الرّفاه في المجتمع يحتاج أوّل ما يحتاج إلى إدارة كفوءة و عادلة, لأن الخطأ الأداري حتى البسيط منه, قلّما يتمّ كشفه لأنه متشعب الأطراف و يمضي و يتفاعل مع مؤسسات و وزارت عديدة و بآلتالي يتسبّب بخسارات عديدة و عميقة و متشعبة في الجهود و الأموال و الزمان و الأمكانات, لهذا لا بدّ و أن يكون المسؤول مُديراً له علم و خبرة و كفاءة و أمانة و حكمة في نفس الوقت ليُسيّر بها شؤون الدائرة أو الوزارة أو الدولة التي يرأسها, و إلا فأنّ الوضع سيكون مثلما حدث في العراق بسبب المحاصصة التي حلّت بدل العلم و الخبرة وآلأمانة. و من النقاط و المحاور الأساسية لعملية التنميّة الحضارية و المادية, يجب مراعاة التالي : الأعتماد على الدراسات التي قدمت بشكل مفصل حول خطط التنمية و الأعمار و البناء منذ بداية السقوط البعثي و مقارنتها بآلدراسات القرآنية في هذا المجال, و أهم التوصيات التي قدّمت أيضا و هي: 1- التشجيع على العمل بإيجاد فرص العمل : وكان جميع الأنبياء و الأئمة و الفلاسفة نماذج حيّة للعمل و الأنتاج و الكدح و التكافل الأجتماعي.⠀ 2- التوزيع العادل : وقد روي عنه قوله: [ألَا لا يقولن رجالٌ منكم غداً غمرتهم الدّنيا فاتخذوا العقار و فجروا الانهار و ركبوا الخيول الفارهة و اتخذوا الوظائف الروقة, إذا ما منعتهم ما كانوا يخوضون فيه وأصرتهم الى حقوقهم التي يعلمون، فينقمون ذلك و يستنكرون و يقولون؛ حرّمنا إبن ابي طالب حقوقنا، أ لَا أيما رجل من المهاجرين و الانصار من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله، يرى أن الفضل له على مَنْ سواه لصحبته، فإن له الفضل النير غداً عند الله و ثوابه وأجره على الله… فأنتم عباد الله و المال مال الله، يُقسم بينكم بالسوية لا فضل فيه لأحد على أحد]. و روي عن الشيخ المفيد: [دخلتْ عليه أخته (أم هانئ) بنت أبي طالب فدفع اليها عشرين درهماً فسألت: مولاتها الأعجمية: كم دفع إليك أمير المؤمنين؟ فقالت: عشرين درهماً فانصرفت مسخطة, فقال لها علي: انصرفي -رحمك الله- ما وجدنا في كتاب الله فضلاً لإسماعيل على إسحاق]. وفي الزيارة نقرأ: [القاسم بالسوية و العادل بالرّعية], (وعندما عارضه طلحة و الزبير بآلقول؛ فو الله ما أنا و أجيري هذا إلا بمنزلة واحدة], مستنكراً تلك العدالة العلويّة. و في قضية فاصلة و معبرة حدّد الأمام عليّ(ع) معنى و قانون الحقوق الطبيعية بظل الدولة العادلة و كما يتبيّن من خلال القضية التالية : [جائته إمرأتان تطلبان المساعدة , فأعطى للأولى 10 دنانير و كانت كوفية (مدينة الكوفة) و للثانية 10 دنانير أيضاً, و كانت أمَة غير عربيّة(فارسية), و عندما تحقّقت (الكوفيّة) من (آلأمَة الفارسية)؛ إعترضت عند الأمام قائلةً: (أَ تُعطي يا أمير المؤمنين لهذه الأمَة 10 و لي 10 أيضاً و أنا كوفيّة أصيلة, و هذا ليس بعدل]!؟ فحمل الأمام(ع) التراب في كفّيّه(اليمين و الشمال) و سألها؛ (ما الفرق بين هاتين الكفتين؟), فقالت : (لا فرق فيها و التراب تراب), فقال الأمام(ع) : (كلّنا من آدم و آدم مِنْ تراب)]. و أختصر الكلام بشأن المساواة بظل الدولة العادلة بقول آلأمام عليّ العظيم : [ألناس صنفان ؛ إما أخٌ لك في الدِّين أو نظيرٌ لك في الخلق]. 3- رفض المحسوبيات و المنسوبيّات : فقد بلغه عن عامله مصقلة الشيبان شيء فقال: [بَلَغَنِي عَنْكَ أَمْرٌ إِنْ كُنْتَ فَعَلْتَه فَقَدْ أَسْخَطْتَ إِلَهَكَ – وعَصَيْتَ إِمَامَكَ – أَنَّكَ تَقْسِمُ فَيْءَ الْمُسْلِمِينَ – الَّذِي حَازَتْه رِمَاحُهُمْ وخُيُولُهُمْ وأُرِيقَتْ عَلَيْه دِمَاؤُهُمْ – فِيمَنِ اعْتَامَكَ مِنْ أَعْرَابِ قَوْمِكَ – فَوَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ و بَرَأَ النَّسَمَةَ – لَئِنْ كَانَ ذَلِكَ حَقّاً – لَتَجِدَنَّ لَكَ عَلَيَّ هَوَاناً و لَتَخِفَّنَّ عِنْدِي مِيزَاناً – فَلَا تَسْتَهِنْ بِحَقِّ رَبِّكَ – و لَا تُصْلِحْ دُنْيَاكَ بِمَحْقِ دِينِكَ – فَتَكُونَ مِنَ الأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا – أَلَا و إِنَّ حَقَّ مَنْ قِبَلَكَ و قِبَلَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ – فِي قِسْمَةِ هَذَا الْفَيْءِ سَوَاءٌ – يَرِدُونَ عِنْدِي عَلَيْه و يَصْدُرُونَ عَنْه]. ولما طلب منه ابن أخيه عبد الله بن جعفر : [يا أمير المؤمنين لو أمرت لي بمعونة او نفقة فو الله مالي نفقة إلا ان ابيع دابتي؟ فقال الامام: (لا والله ما أجد لك شيئاً إلا أن تأمر عمك يسرق فيعطيك)]. وفي الرواية: [أنه بُعث الى أمير المؤمنين من البصرة من غوص البحر بتحفة لا يدرى ما قيمتها، فقالت له ابنته أم كلثوم: (أتَجمّل به ويكون في عنقي؟) فقال عليه السلام لخازن بيت المال أبي رافع : (يا أبا رافع أدخله الى بيت المال), ثم قال لابنته: (ليس إلى ذلك سبيل، حتى لا تبقى امرأة من المسلمين إلا و لها مثل ما لكَ)]. أما قصّته مع أخيه (عقيل) فهي الأخرى تبكي كل من يقرأها من أصحاب القلوب, ففيها من الدروس ما لا يتحملها و يطبقها إلا أهل الله و خاصّته! 3- ارجاع الأموال العامة التي وزعت بلا وجه حقّ : فأشاروا (بعض الصحابة) عليه أن يصطنع الرّجال بالأموال، فقال: [أَ تَأمرونني أن أطلب النصر بالجّور فيمن وليّت عليه؟ و الله ما أطور به ما سمّر سمير، و ما أمِّ نجم في السماء نجماً، لو كان المال لي لسويت بينهم، فكيف وإنما المال مال الله, ألا وأن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف, أ لا إنّ كل قطيعة أقطعها (فلان)، و كل مال أعطاه من مال الله، فهو مردود في بيت المال, فإن الحقّ لا يبطله شيء, و لو وجدته قد تزوج به النساء، و فرّق في البلدان لرددته، فإن في العدل سعة، و من ضاق عليه الحقّ فالجور عليه أضيق, إضرب بطرفك حيث شئت من الناس: هل تبصر إلّا فقيراً يُكابد فقراً؟ أو غنياً بدل نعمة الله كفراً؟ أو بخيلاً اتخذ البخل بحقّ الله وفراً؟ أو متمرداً كأن بأذنه عن سمع المواعظ وقرأ، أين خياركم و صلحاؤكم، و أحراركم و سمحاؤكم؟ و أين المتورّعون في مكاسبهم، و المتنزهون في مذاهبهم؟]. وقد روي عنه(ع) قوله: [إن أعظم الخيانة خيانة الأمة]. 4- الشفافية و مراعاة الذّمة المالية : عن الأصبغ بن نباتة قال: قال علي: [دخلت بلادكم بأشمالي هذه ورحلتي وراحلتي ها هي، فان أنا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فإنني من الخائنين]. وعن الإمام الباقر: [ولقد ولي أمير المؤمنين عليه السلام، خمس سنين وما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا أقطع قطيعا ولا أورث بِيضاً ولا حمرا]. وعنه(ع): [أنه عليه السلام، خرج يوما الى السوق ليبيع سيفه فقال: من الذي يشتري مني هذا، فو الذي نفس علي بيده لو كان عندي ثمن ازار ما بعته]. وعن (سويد بن غفلة) قال: [دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام، يوماً و ليس في داره سوى حصير صغير رثّ، و هو جالس عليه، فقلت يا أمير المؤمنين: بيدك بيت المال و لست أرى في بيتك شيئاً مما يحتاج اليه البيت. أنت ملك المسلمين و الحاكم عليهم و على بيت المال وتأتيك الوفود، وليس في بيتك سوى هذا الحصير؟! فبكى عليه السلام، و قال: (يا سويد ان اللبيب لا يتأثث في دار النقلة، و لنا دار قد نقلنا اليها خير متاعنا، و إنا عن قليل اليها صائرون)]. 5- مراقبة الولاة من قبله : في عهده لمالك آلأشتر: [...ثم تفقد أعمالهم وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم فإن تعاهدك في السر لأمورهم، حدوة لهم على استعمال الأمانة والرفق بالرعية، وتحفظ من الأعوان فإن أحد منهم بسط يده إلى خيانة اجتمعت بها عليه عندك أخبار عيونك، اكتفيت بذلك شاهداً فبسطت عليه العقوبة في بدنه وأخذته بما أصاب من عمله ثم نصبته بمقام المذلة ووسمته بالخيانة و قلدته عار التهمة]. 6- مراعاة الضعفاء : وقد ذكر الحَكَم : [شهدت عليا عليه السلام، أتي له بزقاق من عسل، فدعا اليتامى، وقال: ذوقوا والعقوا، حتى تمنيت أني يتيم، قسمه بين الناس و بقي منه زق فأمر أن يسقاه أهل المسجد]. وفي عهده لمالك لأشتر النخعي, قال: [ثمّ الله! الله! في الطبقة السّفلى، من الَّذين لا حيلة لهم من المساكين، والمحتاجين، وأهل البؤسى والزّمنى؛ فإنّ في هذه الطبقة قانعا ومعترّاً. واحفظ لله ما استحفظك من حقّه فيهم، و اجعل لهم قسما من بيت مالك، و قسما من غلَّات صوافي الاسلام في كلّ بلد؛ فإنّ للأقصى منهم مثل الذى للأدنى – وكلّ قد استرعيت حقّه – فلا يشغلنّك عنهم بطر]. و يوصي احد ولاته قائلا: [انظر الى ما اجتمع عندك من مال الله فاصرفه الى من قبلك من ذوي العيال والمجاعة مصيباً به مواضع المفاقر والخلات و ما فضّل عن ذلك فاحمله الينا لنقسمه فيمن قبلنا]. وعنه (ع): [إذا اطعمت فاشبع]. كما روي عنه(ع) : [كان (ع) ينضح بيت المال ثم يتنفل فيه ويقول اشهد لي يوم القيامة أني لم أحبس فيك المال على المسلمين]. كافل اليتيم اثير عند الله] و[من أفضل البر تعهد الايتام]. ويقول (ع): [الله الله في الايتام فلا تغبوا افواههم ولا يضيعوا بحضرتكم]. و يأمر (ع) ولاته بقوله: [ارحموا الأرملة و اليتيم]. و يقول: [ظلم اليتامى و الأيامى ينزل آلنقم و يسلب النعم]. كما أنه يأمر برعاية الأيتام النفسية فقد روي عنه: [ما من مؤمن و لا مؤمنة يضع يده على راس يتيم ترحما له الا كتب الله له بكل شعره مرت يده عليها حسنة]. و في رواية : [مرّ شيخ مكفوف كبير يسأل، قال امير المؤمنين(ع): من هذا؟ قالوا يا أمير المؤمنين نصرانيّ, فقال أمير المؤمنين(ع)؛ استعملتموه حتى إذا كبر و عجز منعتموه أنفقوا عليه من بيت المال]. 7- الأولوية للإعمار لا للضرائب : فقد قال كما في الرواية : [و تَفَقَّدْ أَمْرَ الْخَرَاجِ بِمَا يُصْلِحُ أَهْلَه – فَإِنَّ فِي صَلَاحِه وصَلَاحِهِمْ صَلَاحاً لِمَنْ سِوَاهُمْ – ولَا صَلَاحَ لِمَنْ سِوَاهُمْ إِلَّا بِهِمْ – لأَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ عِيَالٌ عَلَى الْخَرَاجِ وأَهْلِه – ولْيَكُنْ نَظَرُكَ فِي عِمَارَةِ الأَرْضِ – أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلَابِ الْخَرَاجِ – لأَنَّ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالْعِمَارَةِ – ومَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ بِغَيْرِ عِمَارَةٍ أَخْرَبَ الْبِلَادَ – وأَهْلَكَ الْعِبَادَ ولَمْ يَسْتَقِمْ أَمْرُه إِلَّا قَلِيلًا – فَإِنْ شَكَوْا ثِقَلًا أَوْ عِلَّةً أَوِ انْقِطَاعَ شِرْبٍ أَوْ بَالَّةٍ – أَوْ إِحَالَةَ أَرْضٍ اغْتَمَرَهَا غَرَقٌ – أَوْ أَجْحَفَ بِهَا عَطَشٌ – خَفَّفْتَ عَنْهُمْ بِمَا تَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِه أَمْرُهُمْ – ولَا يَثْقُلَنَّ عَلَيْكَ شَيْءٌ خَفَّفْتَ بِه الْمَئُونَةَ عَنْهُمْ – فَإِنَّه ذُخْرٌ يَعُودُونَ بِه عَلَيْكَ فِي عِمَارَةِ بِلَادِكَ]. : 8- تسديد ديون الغارمين أوقف أرضه القائمة بين الجبل والبحر أن ينكح منها الأيم و يفك الغارم فلا تباع و لا تشترى و لا توهب حتى يرث الله و من عليها]. و روي عنه(ع): [أعينوا الضعيف والمظلوم و الغارمين من صنع المعروف فيما اتاه الله فليصل به القرابة و ليحسن به الضيافة و ليعن به الغارم]. 9- حفظ المال العام : قال(ع): [كُنْ سَمْحاً و لَا تَكُنْ مُبَذِّراً – و كُنْ مُقَدِّراً ولَا تَكُنْ مُقَتِّراً]. و من كتاب له (ع) إلى زياد يوصيه: [فَدَعِ الإِسْرَافَ مُقْتَصِداً – واذْكُرْ فِي الْيَوْمِ غَداً – و أَمْسِكْ مِنَ الْمَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ – و قَدِّمِ الْفَضْلَ لِيَوْمِ حَاجَتِكَ – أَتَرْجُو أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّه أَجْرَ الْمُتَوَاضِعِينَ – وأَنْتَ عِنْدَه مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ – وتَطْمَعُ وأَنْتَ مُتَمَرِّغٌ فِي النَّعِيمِ تَمْنَعُه الضَّعِيفَ والأَرْمَلَةَ – أَنْ يُوجِبَ لَكَ ثَوَابَ الْمُتَصَدِّقِينَ – و إِنَّمَا الْمَرْءُ مَجْزِيٌّ بِمَا أَسْلَفَ وقَادِمٌ عَلَى مَا قَدَّمَ و السَّلَامُ]. إلى عماله(ع): [أدقّوا أقلامكم، وقاربوا بين سطوركم، واحذفوا من فضولكم، واقصدوا قصد المعاني، وإياكم والاكثار، فان أموال المسلمين لا تحتمل الاضرار]. 10- تقديم العون للفقراء من قبل المؤمنين و الدّولة العادلة : فقد روي عنه(ع): [إن لأهل الدِّين علامات يعرفون بها (ومنها) صدق الحديث و رحمة الضعفاء]. و قال (ع) : [إختبروا شيعتي بخصلتين: المحافظة على اوقات الصلاة و المواساة لإخوانهم بالمال]. و قال(ع) : [ارحموا ضعفاءكم و اطلبوا الرّحمة من الله بالرّحمة لهم]. و قال(ع) : [إن الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير إلا بما مُتّع به غني]. وقال(ع) : [ما رأيت نعمة موفورة إلّا و إلى جانبها حقٌّ مُضيّع]. وقال(ع) : [من تكفل عدداً من المؤمنين و المؤمنات أنا ضمينه على الله تعالى من الكفر و الفقر]. 11- عيون زراعيّة صدقة؛ [على فقراء اهل المدينة وابن السبيل]. و تحقيق تلك النقاط الأساسيّة التي فصلنا الكلام فيها لإستتبات العدل و الأمن و السعادة في المجتمع يحتاج إلى إدارة كفوءة و عادلة تتقي الله, لأنّ الخطأ الأداري قلّما يتمّ كشفه و يمضي بشكل عاديّ ليتسبب بخسارات عديدة في الجهود و الأموال و الزمان و الأمكانات و الفوارق الطبقية! لهذا لا بدّ و أن يكون المسؤول مديراً له علم و خبرة و ممارسة و كذلك حكمة و أمانة يُسيّر بها شؤون الدائرة أو الوزارة أو الدولة التي يرأسها, و إلّا فأن الوضع سيتفاقم و سيكون مثلما كان في بلادنا, و مثلما هو الآن في العراق بسبب التمييز الوظيفي و المالي و الطبقي إلى جانب المحاصصة و المحسوبية و المنسوبية. ملاحظة هامة : إننا عرضنا أمثلة و براهين من خلال القرآن و سيرة الأنبياء و الرسل و آلأئمة بأعتبار ذلك من أنباء الخالق الحق الذي وحده يعرف هذا الأنسان لأنه خلقه بيديه و يعرف تفاصيله و خلجات نفسه, لهذا هو الوحيد القادر على تحديد نقاط القوة و التعقيد في وجود مخلوقه, و جميع الناس حتى العلماء لو إصبح بعضهم لبعض ظهيراً لما إستطاعوا أن يأتوا بمثل قوانين الله الخالق لسعادته, وهذا ما أثبتته الأيام و تواريخ الدول, و ها هي دول الغرب المتقدمة تكنولوجياً ما زالت تعاني في هذا الجانب لذلك تبدل القوانين تلو القوانين بين فترة أخرى بعد ما تقع المظالم و الضحايا الكثيرة نتيجة القوانين التي شرّعوها حسب عقول فلاسفتهم و حكمائهم فقط, من دون دمج النظر الألهي الكوني فيها! أما في الدول الإسلامية .. فحدث ولا حرج, حيث الظلامات و القتل و السجن و الأعدام يقع بشكل طبيعي لعدم وجود العقل و لا الشرع في القوانين الدستورية و من ثم تطبيقاتها للأسف الشديد. ما يُسعِد ألفقراء : ما يُسعد ألفقراء : 1- مواساة الفقراء : من أهم و أولى الأمور في مواساة الفقراء : هو التساوي – تساوي المسؤول و أبناءه - معهم في العيش و الخدمات و الفرص و الحقوق و الإمكانيات و غيرها, لكي لا يكون دولة بين الأغنياء بينكم . يقول الأمام عليّ(ع): [ولَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا الْعَسَلِ – ولُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ ونَسَائِجِ هَذَا الْقَزِّ – ولَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ – ويَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأَطْعِمَةِ – ولَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لَا طَمَعَ لَه فِي الْقُرْصِ – ولَا عَهْدَ لَه بِالشِّبَعِ – أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى – وأَكْبَادٌ حَرَّى أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ -وحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَة وحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ – هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ – ولَا أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِه الدَّهْرِ – أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ – فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ – كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا – أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا – تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلَافِهَا وتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا]. وهو القائل: [لقد رأيتني وإني لأربط الحجر على بطني على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من الجوع وإن صدقتي اليوم أربعين ألف دينار]. 2- حقائق معرفيّة : فمن كلماته المروية عنه (ع): [ضرر الفقر أحمد من أشرّ الغنى]. [لا فقر كالجهل]. [أكبر الفقر الحمق]. [رب فقير أغنى من كل غنيّ]. [فقر النفس شر الفقر]. [الغنى والفقر بعد العرض على الله]. [لا فقر بعد الجنة، ولا غنى بعد النار]. [الفقر الفادح أجمل من الغنى الفاضح]. [الصبر على الفقر مع العز أجمل من الغنى مع الذل]. [العفاف زينة الفقر]. [ملوك الدنيا والآخرة الفقراء الراضون]. 3- التوصية بهم : [لا تحقروا ضعفاء إخوانكم، فإنه من احتقر مؤمنا لم يجمع الله عز وجل بينهما في الجنة إلا أن يتوب]. 4- الاشتغال بالذكر : [من ألح عليه الفقر فليكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم]. 5- عدم إظهار الفقر : [من أظهر فقره أذل قدره]. [ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلبا لما عند الله، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالا على الله]. أهم أسباب تخلّف أمّتنا!؟ أهم أسباب تخلّف أمّتنا!؟ إنّ أمّة ﻻ ترعى ضعفاءها و مهمشيها و معوّقيها لن تُنصر, لأن ذلك هو الظلم المبين, و مثل تلك الامة ؛ لن تُرزق؛ لن تُفلح ؛ لن تنتج ؛ لن ترتاح, و ﻻ خير مطلقا فيها, بل و سيتسبب ذلك إلى تسلط الظالمين عليها, و أمرها إلى زوال لا محال, و هذه هي حال الأمة الأسلامية, و حال أمّتنا في العراق و واقعها بسبب قياداتها الفاسدة الظالمة التي تصرف الملايين على وعكه صحية للعلاج في لندن و أوربا و أمريكا أو طبابة إبن لهم أو بنت أو زوجة لا تحمل أو لا تلد!؟ بينما لا تُطعم تلك القيادات الظالمة عائلة تئن من الجوع و تعيش في العراء و المرض و الفقر, و فوقها تلقي آللوم على حكوماتها وسياسيّها الذين ينتمون لمدرستها أيضاً! و الشعب يصدّق و يصفّق لأنه لا يملك معرفة أو فكراً يُمكنه من خلاله تمييز أو كشف حقيقة زيفهم!؟ حيث يقول الحديث الشريف ؛ [ألعارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس]. و حديث شريف آخر يُؤكد ما هو الأبعد و الأشمل, حيث يقول (ص) : [ما أفلح قوم ضاع الحقّ بينهم]! في العراق كما باقي الدول العربية و الإسلامية ليس فقط ضاع الحقّ و إختلط الحابل بآلنابل و تعمقت الطبقية بين الناس بشكل قاتل؛ بل يعيش ربع الشعب العراقي في بيوت الصفحيح و التجاوز تحت خط الفقر و بقدرهم يعيشون في خط الفقر و الباقي يشتركون بعدم الكفاف من جميع النواحي؛ هذا بعد ما هجم الظالمون المتحاصصون(الأحزاب) بغطاء الإسلام والدّعوة و حزب الله على قوت الفقراء و المعوقين و الثكالى و نهبوهم بإسم الله و الدِّين و الجهاد, و فوق كل هذا هبوا و بلا حياء بقراءة دعاء كميل و نصب العزاء للناس وإصدار رسالة عملية (فقهية) لتحمير الناس و لبس السواد على الحسين(ع) الذي إستشهد لأجل الفقراء و قدم أبنائه و بناته و أصحابه في سبيل ذلك ولم يرسلهم للصين أو الروم للعلاج .. ما قبل الختام: ما قبل الختام: أن الأمة و الناس مقصرون أيضاً و ليس الحكام فقط, فهم – الناس - مسؤولون كما العلماء مسؤوليين ؛ لعدم سعيهم للأصلاح و للتسلح بآلفكر, فتموت قلوبهم و يمسخ وجدانهم و يفقدون البصيرة التي بها نعرف الحق من الباطل! و حين تموت و تقسى القلوب تموت آلحياة و المحبة و يتوقف الأنتاج و تبدأ البطالة و التطفل و الفساد بشكل طبيعي! يقول الإمام علي(ع) وهو يَعِظ كميل بن زياد : [إذا ظهر الفساد سادَ اللئام ! و إذا ساد اللئام أضطهد الكرام ! و إذا أقبلت الدّنيا عليك؛ صار كلّ الرّجال رجالك ! و إذا أدبرت عنك؛ أنكرك حتى أهلك]. لهذا عليكم الأنتباه لأبقاء قلوبكم و ضمائركم حيّة و مُحبّة و إصلاح ذات بينكم و مواساة الفقراء و محو الفوارق الطبقية و الحقوقية و الرّواتب المليونية و المحسوبيات و المنسوبيات .. و إلّا فإنتظروا آلمحن و البلاء و الكوارث العظيمة! حكمة كونيّة : [لماذا الحُكّام مع علماء الدّين يُحاصرون و يُشرّدون و يقتلون آلفلاسفة عادّة]!؟ وألجّواب هو: لأنّهم (الفلاسفة) يُؤشرون لمنابع الخطأ و آلظلامات و آلفساد للناس فيمنعون بذلك فساد و دابر نهب الحكام و ذيولهم المرتزقة, و هذا لا يروق لهم, لأنه ينفي و ينهي فلسفتهم الظالمة ! [لذلك نرى أنّ كُلّ آلفلاسفة تَجرّعوا آلسُّم و الأعدام, بِسبب ألحُكّام؛ لأنّ عُقولهم كانت تسبق زمنهم فيُجْهَل حَقَّهُم ليعيش آلناس ألمآسيّ بغيابهم]. ويل لمن يسبق عقله زمانه!؟ All Philosophers have drunk poison due to the authorities. Their minds have thought too far ahead, such that they have become ignorant of the times they The live in. As a result, this has led to unforeseen tragedies for the masses. هذا .. لإنّ ألهَمّ الأوّل والأكبر للحُكّام و أنظمة الأحزاب التي تعمل في النتيجة لصالح المنظمة الأقتصادية العالمية؛ هو ابقاء المحكومين من الشعوب بلا وعي كالقطيع خاضعين لاملاءات ألسلطة, و يتحقق ذلك بحٌجب المعرفة و حقوقهم عنهم ليسهل إستحمارهم. لذلك عادة ما ألحاكم وعالم الدّين التقليدي بشكل عامّ يكره ألفكر و ألفلسفة و تنمية الثقافة و الفكر و بالتالي يكرهون آلمفكرين و الفلاسفة التنويريين ألّذين يسعون لتوعية الأمّة على حفظ كرامتهم و حقوقهم ضدّ المستغليين و الطغاة, ذلك أنّ الفلسفة (الكونيّة) أساس الوعي و التثبت على الحق و كذلك تجعل من العقل نقيضاً للطاعة, و هي وحدها تُبيّن (الفرق بين العلم و الثقافة) و (الفلسفة و العلم) .. لذلك يصبح خيار الحاكم و الرئيس؛ بأنّ الفيلسوف إنسان متمرّد عليه لأنه يُحرّض المحكومين علي التّمرد, فيتم قتله. إنّ الإسلام المشوّه ..المؤدلج ألّذي وصلنا من الحُكّام المغرضين المنافقين و الأحزاب المجاهدة لأجل المال و الشهوات أيضاً علي وجه الخصوص؛ هو اكثر النظم تحقيقاً لتلك الجريمة المعادلة(قتل الفلاسفة)! لذلك نرى اكبر و أهمّ الفلاسفة في آلعالم, حتى الإسلامي, قد تمّت تصفيتهم و أعدامهم أو قتلهم بآلسم, و هكذا في الغرب القديم كإعدام سقراط مثلاً و الكثير من الكتاب و الفلاسفة و المصلحين كمارتن لوثر و غاليلو! وفي العصر الحديث أيضاً كمحمد باقر الصدر و روجيه غارودي و رفيقه هنري كاربون اللذان حوصرا و أُبعدا و سُجنا, لكشفهم ظلم الحكام و مساوئ الغرب, و هكذا ( آبرهام ماسلو) الذي حجبوا نظرياتهم الأنسانية و الأجتماعية وكما فُعِلَ مع الفلاسفة القدماء كسقراط و أرسطو و غاليلو و مارتن لوثر و غيرهم. فحين نُدقّق في تأريخ (سقراط) أو مَنْ سبقه, أو من أتى بعده من تلامذتهم و مصير كلّ مفكر و فيلسوف حقيقيّ؛ فأنك تبكي و تتألم كثيراً لحياتهم و لمصيرهم .. لأنّ جميعهم قُتلوا إمّا بضربة سكين أو بسّم زعاف أو بحبل المشنقة أو بطلقٍ ناريّ أو تمّ محاصرتهم وخنق صوتهم بالأقامة الجبريّة أو إبعادهم و تشريدهم! كل هذا ليصفى الجّو للطغاة و تفرغ السّاحة لهم و لمن يتعاون معهم من آلحكام و الأحزاب لنشر و تكريس الجّهل كي لا يعرف الناس حقوقهم و دورهم و كرامتهم في الوجود للأستمرار بسرقة الناس من قبل الحكّام بغطاء الوطنية و الأنسانيّة و الأسلاميّة و الديمقراطية وغيرها لأجل النهب والسلب! و إنّ ما يجري في العراق و حتى العالم اليوم هو إمتداد لثقافة تلك الحقب السوداء, و العتب الأكبر على ألمؤسسة الدّينية التي لم تُوضح للناس نهج الله الأقوم و روح الأسلام, و هكذا المؤسسة التعليميّة, علماً أن القرآن هو كتاب الفلسفة و علم الأجتماع و علم النفس و علم الأقتصاد قبل ما يكون كتاب العبادة و الأيمان! لذلك نرى علماء الدِّين التقليدي و الكُتّاب و أنصاف المثقفين من خريجي الجامعات مع الأعلاميين و نقاباتهم هم السبب الأول و الحقيقي لتنمر الحكومات و إنتشار الظلم وآلجهل المفرط و آلصّفة الببغائية لهم تبعاً لمراد آلرئيس و القضاة و آلأعضاءو المرتزقة الذين لم تكتمل لهم الصّورة الحقيقية عن الحياة وفلسفة الوجود و الخلق .. بل عرفوا جوانب أو بعض عناوين القضايا المصيريّة و الفكريّة و الفلسفيّة بشكل خاص, و إقتنعوا بأن الحكم هو لاجل الثراء, و لذلك فأن مسايرة الأنظمة حتمية لتأمين معيشة الحياة! لذا صار همّهم الأول هو آلتّقرب و الحضوة عند آلرؤساء و الحُكام بدل الأرشاد والنقد البناء, حيث كرّسوا أقلامهم لبيان و تقرير الواقع و الظواهر .. من قبيل: قام فلان … و جلس فلان … و صرّح فلان … و إلتقى فلان … و أصدر فلان … وزار فلان و أكل فلان.. و نام فلان و إستيقظ فلان وغيرها من الموضوعات التي ليس فقط لا تُفد الناس شيئاً بل و سبّبت دمار العراق و الامة و العالم و كأنها تقارير رجل أمن أو مخابرات. و إنا لله و إنا إليه راجعون, و لمعرفة تفاصيل دقيقة و مبرهنة يمكنكم الأطلاع على تفاصيل نظريّتنا الكونية الفلسفة و معرفتنا و (قصّتنا مع الله نحن الذين أبينا السير مع التيار) عبر المصادر و المواقع التالية بـ : https://www.noor-book.com/en/ebook-%D9%82%D8%B5-%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-pdf https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%82%D8%B5-%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-pdf cosmic philosopher / Azez al-Khazragy. ألعارف ألحكيم / عزيز حميد مجيد ألخزرجي أبو محمد البغداديّ أيام المعارضة قبل أكثر من نصف قرن كُتب بتأريخ 5/5/2007م و تمّ تعديله في2025م. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ألخاتمة ألخاتمة : و هكذا وصلنا إلى آلنّهاية و ختمنا تلكَ الصّفحات آلكونيّة التي إقتضتْ ألكثير من الصّبر و آلتضحيات و آلجهود و السّهر حتى محونا ربيع حياتنا و صبانا و سعادتنا و إستقرارنا و راحة عوائلنا و أطفالنا و إلى آليوم في سبيل بيان الحقيقة و إعلاء كلمة آلحقّ التي أضاعها طلاب الدّنيا من الحُكّام و (دُعاة الجّهل والدّين و الوطنية و القومية و العنصرية) على حد سواء, إلى جانب الرأسماليّة "ألدّيمقراطيّة" و مَنْ تنازل لهم عن الأوطان و تحاصص معهم أموال الفقراء من الذين تربّوا على الأستجداء و النفاق و لقمة الحرام أساساً و من البداية, لإمتصاص دماء الناس و كأنه قانون عادي و حقّ طبيعيّ لهم .. لنصل إلى نتيجة مؤلمة و مؤسفة مفادها: [(إرجاع الأسلام 500 عام للوراء في العراق و بلاد الأسلام و المنطقة) بسبب الصّورة ألسيئة و الظالمة التي عكسها الأخوان المسلمين بآلأمس و دعاة اليوم عبر الحكم باسم الدّين المزيف و من تعاون معهم على الباطل و الحرام, من مصّاصي دماء الفقراء و مستقبل الأجيال القادمة]. لذلك أذكّركم و أنذركم أيّها الناس خصوصاً الهيئات الدّينية و التعليميّة و ألطبقات ألسّياسيّة و آلحزبية و آلثقافيّة و الفكريّة و الفلسفيّة .. و قد خلت النُّذر من بين يديّ و مِنْ خلفي .. أذكّركم؛ بأن لا تعبدوا إلّا الله إنّي أخافُ عليكم عذابَ يوم عظيم, و أنا منذرٌ و ما من إلهٍ إلّا الله ألواحد ألقهّار .. و آلحمد لله الحق المعشوق للعارفين أبد آلآبدين. و أستميحكم آلعُذر أيّها الأحبّة الكونيّون ألمالكين لقلوبهم و كرامتهم و آلمتمسّكين بدينهم و إن كان دينكم كآلجّمر يُحرق أيديـكم في هذا المسخ .. فطابع آلحُزن و آلأسى ما زال هويّتنا, لأنّنا منغمسون به طوعاً أو قسراً منذ ولادتنا, أو هكذا هي طبيعة هذه آلحياة أصلاً خصوصاً للعاشقين آلغرباء, و كما أشار الحديث النبوي الشريف لذلك ؛ [ألدّنيا سجن المؤمن و جنّة الكافر]! لكن رغم كل هذا الإبتلاء فقط قيل لنا: [تفائَلوا بآلخير تجدوه], و كذلك : [إنّ مع آلعُسر يُسراً]. و لا حول ولا قوة إلا بآلله العليّ العظيم. و العاقبة للمتقين و آلحمد لله ربّ ألعالمين. و هذه هي كلمة الختام ألذي كتبته سابقاً .. كإستقراء عن الوضع الذي آل إليه بلادنا العربية و الأسلامية, و لأنّ آلعمر يسير بسرعة و نحن نقترب من نهاية شوط الحياة كل لحظة, و لأنه ليس هناك ثمّة أمل أو مجال لبدء رحلة أخرى .. قد تنتهي أيضا نحو المجهول, و كم حدث لنا الآن, خصوصاً بعد كل ذلك الفساد الكبير الممتد و الذي أحدثه مدّعيّ الدّين و الوطن و القوميّة و الإشتراكية و الديمقراطية و الرأسمالية على أرض العراق و بلاد الشام و كل دول العالم حقيقةً؛ لذلك تخنقني العبرة و الحسرة و الألم بسبب ذلك, و أتمنى من الله تعالى أن يرحنا و يغفر لنا, لأن الذين تسببوا في هذا الفساد و الخراب العظيم ليسوا وحدهم المسؤولين عن ذلك و أن كانوا يتحملون العبء الأكبر و الأثقل؛ إلا أننا أيضا نشاركهم في ذلك .. (و ما منكم إلا واردها), كما يشير القرآن الكريم. لكنه مُؤلم جداً أن ترى مبادئ (الأسلام ألعظيم) قد مات في العراق - كما بباقي الدّول العربية و الأسلاميّة و تمّ مسخ شعوبنا - بسبب حفنة من الحُكّام و "دعاة آلجهل" و "مُجاهدي اليوم" ألذين تحاصصوا مع آلجميع في كل بلد و في كل شيئ حتى قتلة الفيلسوف الصدر الأول و الثاني و كوادر و رجالات العلم و الحرية في كل البلدان, لتقسيم الأموال و المناصب بعد ما رجعوا لديارهم على ظهر الدبابات الإستكبارية, ليثبتوا بأنّهم لم يكونوا بأفضل من البعثيين و الأنظمة الأخرى التي تعاقبت على العراق إلا قليلاً .. فقد بأن معدن هذا البشر اللعين و حقيقة دينهم و أنحيازهم لذواتهم الملطخة, و بان ديدن الجميع عند المحك خصوصاً الذين رجعوا لأصلهم و بطانتهم و أسيادهم في لندن و أوربا و أمريكا متنعمين بآلمال و الرواتب الحرام المسروقة .. و تبيّن أن قلوبهم كانت فاسدة أصلاً, و إنما تظاهروا بآلتديّن التقليدي الظاهري و تحملوا لوم النفس ألدائم ألتي كانوا يمنونها بآلصبر, حتى نجحوا بفضل الشيطان مقطعياً بآلسيطرة و التستر على حيوانيتهم و الخبائث المكنونة في إعماقهم, حتى ظهرت في اليوم المعلوم ليقطفوا الثمار و يسرقوا الناس علناً و يخونوا الأمانة بلا حياء, مع مبادئ الصدر الأول و الثاني التي بقيت مركونة في كتبهم العملاقة التي لم يفهم عشرة من دعاة اليوم منها سطراً .. ليستمرّ آلدين و أهل الدين القلة بغربتهم مقابل جيوش الأمة و الناس الذين عادوهم, لتبقى القلّة تشكو حزنها و هي تبث آلامها لمحبوبهم الباري في عالم البرزخ! و آلمؤلم أكثر .. أنك - و لأجل أن تبني الأسلام في بلادنا من جديد بعد التخريب الذي تعرضنا له داخلياً - بعد ما أماته و أدلجه (ألدّعاة) الممسوخين بآلدرجة الاولى و من تحاصص معهم اليوم قوت الفقراء أو تحالف معهم على الباطل لرضا اسيادهم؛ فإنك تحتاج لعمر آخر .. و زمن آخر .. و ربما قرون أخرى لأعادة بناء الثلة و القاعدة السليمة و ما تمّ تدميره و هدمه بآلكامل, لأنك في آلمقابل تواجه أعتى الفاسدين و المتحاصصين لحقوق و لرواتب الفقراء و الصفقات ألحرام التي يتلذذون بها كما فعل (عمر بن العاص و طلحة و الزبير و عكرمة و شرذمة و العاصين) من الذين تلاعبوا بأموال و حقوق المسلمين و بيت المال بآلحرام دون الطبقات الفقيرة, بآلضبط كما فعل و يفعل المنافقين الآن!؟ لكن المشكلة الكبرى التي تُعيق حركة العمل و البناء هذه المرة لقواعدنا و أبنائنا من جديد .. بآلأضافة للعوامل والمشاكل المعروفة, فإن هناك ما أضيفت لها من العوامل, و باتت ألأكثر تعقيداً و تكلفة و معاناة بعد الذي حدث من قبل, و أكثر ممّا كان في زمن صدام على قسوتها و كثرة المتوحشين في الأجهزة القمعية الصدامية المعروفة فيها لتنفيذها.. لأنّ الناس هذه المرة سيحتجّون و يرفضون مثل تلك الدعوات رفضاً قاطعاً حتى لو كانت صادقة بسبب تجربتهم السابقة, بدعوى أنّهم جرّبوا غيرنا من ذي قبل و مرّوا بتجربة (الدّعوة) المزعومة و ثبت لهم العكس بعد كشف حقيقة الدّعاة للأسلام أثناء الحكم ؛ (كآلأحزاب و الحركات) و أمثالهز من المتحاصصين المنافقين؛ و ثبت لهم بأنهم ليسوا بأفضل ممّن سبقهم في حكم العراق من الملوك و الأحزاب و الإئتلافات العديدة .. إلا بفوارق نسبيّة و طفيفة! فآلفساد ما زال قائمأً و سيستمر و بشكل أسوء و البنى التحتية و الأخلاقية في إنهيار بعد شيوع الفساد كثقافة عامة و زنا المحارم, بمعنى أن الجميع سواسي في فلسفة الحكم و الهدف, مع فارق اللون و اللافتة والعنوان فقط. ألمسألة في عصرنا هذا : أتصورها تشبه فترة خلافة الأمام علي(ع) بعد حادثة السقيفة و الظروف و المسؤوليات و المشاكل التي أحاطت بخلافته من كلّ النواحي و الأصعدة! فحين إستلم السلطة بعد خراب البلاد والعباد و إنفصال الشام والمحسوبية و المنسوبية و القبائلية و الرشاوى و الرواتب الخاصة للمقربين و المخصصات التي سادت بخلاف الأسلام في ظل من سبقه قهراً أو رضاً ؛ سهوا أو عمداً, قد ساهمت جميعها في تعقيد الأمور أضعافا مضاعفةو و الأسوء الذي فاق ذلك, هو أن الناس باتوا لا يؤمنون بعصمة الأئمة من بعد الخلفاء الثلاثة, بل أعتبروا الأمام عليّ(ع) الذي قال ؛ (أنا القرآن الناطق) وأنا (الحق) و أنا (الوصي) ووو.. لكن و بسبب التمهيدات المزيفة ممن حكم قبله؛ إعتبروه كأحد الخلفاء الذين سبقوه .. و قد يخطأ و قد يظلم وووو .. فأصبح التمرد عليه و النفاق و الدّجل و رفض الولاية و تقرير الفتوى بحسب المصالح مسألة عادية و (له حسنة أذا أخطأ و حسنتان إن أصاب)! و هكذا بدأت ألسُّنن ألجائزة و التزوير بذريعة عدم وجود العصمة في كلام و مواقف الخليفة كما لم يكن الخلفاء السابقون(رض) و حتى رسول الله نفسه بنظرهم لم يكن معصوماً من الخطأ, و لذا فكل إنسان يخطأ و لهم الحق أن يتخذوا المواقف التي يرونها صائبة بنظرهم حسب المصالح و بحسب الوقائع كما حدث بعد معركة الجمل و صفين, و صار الكثير حتى من الصحابة الذين عاصروا الرسول (ص) و الذين بقوا أحياء لزمنه(ع) يعتقدون بصحة تلك المناهج الخاطئة التي سادت بآلخطأ, حتى الصحابة منهم إعتقدوا بذلك و كان عددهم بحدود 33 صحابيا بدرياً و للأسف الشديد, و لك أن تتصوّر حال الباقين و بآلتالي محنة الامام عليّ(ع) بسببهم , بحيث تجرّا معاوية لئن يجعل الخلافة ملكاً يتوارثه الأبناء!؟ فما عادت تنفع أوامر و وصايا القرآن و الأمام و خُطَبِه اليوميّة حتى للبدريين ألذين كان يُفترض بهم أنْ يقفوا بجانبه في محنته التي تشبه محنتنا اليوم .. لكن كيف؟ و لماذا يقفوا مع ولاية الأمام التي تمثل الخلافة و الوصاية الأسلامية الحقيقيّة .. خصوصاً بعد ما تشوّه الأسلام كله في أخطر نقطة وهي (ألعدالة) في الجانب المالي والحقوقيّ من جانب وفشل الحكم بقوانين الأسلام من جانب آخر بسبب إنتشار الفساد و المحسوبية و المنسوبية, يعني - الواسطات - بآللهجة العراقية الدارجة!؟ و ما أشبه يومنا هذا بآلبارحة بآلقياس مع ذلك آلتأريخ الأسلامي الأسود!؟ إنها سوء الأدارة التي سبّب شيوع لقمة (الرّواتب) و التقاعد الحرام و نهب بيت المال الذي وسّع الطبقية و فعل المعاجز السلبيّة و آلغرائب حتى في النفوس و في أتقى القلوب و البطون و الفروج و المشتكى لله!! ثمّ مَنْ يضمن عدم خروج شلّة أخرى كدعاة اليوم من الوطنيين و القوميين و الديمقراطيين التي لا تستحي و تدعي ما تدعي من الدعوة و الدّين والوطنية و القومية و العلم بعد نهاية رحلتا المجهولة ؛ لتُفعّل من جديد ما فعلتها الثلل السابقة من فساد وجهل و خراب و سرقات, لتصبح بعدها .. نسياً منسياً للأبد بالأنزواء للنوم على وسائد من المال الحرام معتقدين بعدم وجود آخرة لمحاكمتهم كأي منافق سبقهم في التأريخ؟ ثمّ لا أدري .. هل هُناك (ثمّة بقيّة في العمر لرحلة نحو المجهول) لبدء رحلة نصف قرن أخرى و يزيد للدّعوة إلى إيجاد الثلة المؤمنة ليحكم عدالة الأسلام مع هذا البشر المعجون بمادته الحمئية, و الذي ما زال بشراً و لا يمكن أن يرتقي أبداً مع الفساد و لقمة الحرام لعبور مدار (البشرية) نحو (الأنسانية) ثمّ (الآدميّة) التي معها فقط تتحقق الخلافة الألهية في الأنسان, وهذا ما لا يفهمه و يدركه و يعيه العراقيون كما غيرهم حتى مجرد تعريفها و معناها, خصوصاً و أنّ (الدّاعية) كما علماؤهم يجهلون ليس فقط أحداث التأريخ؛ بل خفايا و أسرار منعطفاته خصوصاً ألفترة الأسلاميّة منه؟ بينما كان يفترض بآلدّعاة أن يكونوا قدوة حسنة للناس .. و حقاً ما قاله العارف ألكبير سفيان الثوري الذي عاش بين (97 - 161هـ) [أنْ لا يُعَلّمُ أحداً العلم حتى يتعلّم الأدب]، ولو عشرين سنة! و كان يُكرر لطلاب العلم: [إذا فسد العلماء، فمن بقي في الدنيا يصلحهم؟ ثم ينشد قائلا : يا رِجال ألعِلم يا مِلح ألبَلد .. ما يصلح الملح إذا الملح فَسَدْ؟: إذا كان ربّ آلبيت في الدّف ناقر .. فشيمة أهل البيت كلّهم طرب! و ما ظهر أو ربما يظهر من نشرات و كتب؛ إنما هي نسخ مترجمة و مكررة مع تحويرات في المقدمة و المؤخرة لمؤلفين من ثقافة أهل (الرايات السود) أو الفلاسفة الذين سبقوهم و الذين لا يذكرونهم عادةً حتى في الهوامش ليضاف إلى التراكم التأريخي و الفساد السياسي و الأجتماعي و كما تحققت من ذلك بنفسي, لتبقى مشكلة النفاق بلا حلّ منذ زمن الأنبياء و للآن و كما بيَّن ذلك الأمام الراحل(قدس) ليستمر حُكم الشيطان على الأرض بإمتياز. ختاماً أشكر المؤسسات الأعلامية و المطبعية و المواقع الأليكترونية التي قامت بنشر بعض أقسام هذا الكتاب سابقاً كحلقات و موضوعات متفرّقة, و كذلك المنتديات الفكريّة التي بدأت تكثر و تتوسع في العالم لنشر الأدب و الفكر و الفضيلة, و أتمنى لهم و لكل عامل في مجال نشر المعرفة ؛ التوفيق و السداد لإبلاغ رسالتنا الكونيّة للناس و الخلق لتحقيق العدالة و المساواة و الأمن بدل آلعنف و الظلم و الفوارق الطبقية و الحقوقيّة التي أشْقت الناس و أفسدتهم و ولّدت الخصام و الحسد و الضغينة و السخيمة و العداء و التكثر بدل التّوحد الذي بتحقيقه فقط نصل لمعنى الوجود و سبب الخلق و رضا الخالق. و لا يجدي تبديل الوجوه و الشخصيات أو الأحزاب و الحكومات و الكيانات و المناهج السياسية, لسبب واضح و هو كما يقول المثل العراقي المشهور [هالكعك من هالعجين], لأن تبدل الوجوه و الأشخاص سينتج نفس النتائج, ما لم يتمّ تغيير الأسس الفكريّة و القانونية و التوعووية للناس كي يتغيير الناتج, لكي لا يتكرّر ثانية و ثالثة و كما حدث للآن و بلا نتيجة .. لنفس النتيجة. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. ألعبد الفقير لربه : عزيز حميد مجيد cosmic philosopher / Azez al-Khazragy. أبو محمد البغدادي أيام المعارضة لأكثر من نصف قرن كُتب بتأريخ 5/5/2007م و تمّ تعديله نهاية2024تأم. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تمّ الكتاب بفضل و تسديد المعشوق الأزلي تعالى . و لا تنسونا بآلدّعاء. ـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

No comments:

Post a Comment