Friday, September 25, 2020

 

كيف يُسرق النفط و مردوده!؟ الحلقة الأولى
بقلم العارف الحكيم : عزيز الخزرجي

بسبب السياسات الخاطئة بمقدماتها التحاصص و الأدارة المفقودة - لا الضعيفة فقط - تمّ سرقة نفط العراق مع الأموال التي جنيت من وراءه .. أما كيف؟فآلجواب,هو:ـ

كما معلوم .. فإن كل واردات العراق الأساسية من وراء النفط و بآلنقذ, لكن هل إستفاد العراق من تلك الأموال!؟

هذا هو السؤآل المركزي الذي يجب على كل عراقيّ أكاديمي و مثقف ألإجابة عليه.

قبل الجواب : فلسفتنا الكونية العزيزية تحدّد قانوناً طبيعيّاً هامّاً يجب على المنتديات البحث حول ماهيته و هو:

[كل دولة و منطقة و حتى محلة لو كانت تملك ؛ (الهواء و الماء و التراب و النار) فأنها تستطيع أن تتحضر و تعيش بسعادة بشرط وجود إدارة علمية مخلصة].

العراق كما أية دولة أو منطقة أو مكان بإعتقادي يحتوي على العناصر الأربعة المعروفة حتى الأراضي و المياة المشتركة بين الدول لها خط (تالوك) يقسم البلدان المشتركة بحسب قوانين هيئة الأمم المتحدة, إذن لا مبررات أمام أيّة حكومة بفشلها في بناء دولها سوى إنها فاسدة ولا تريد أن تعمل بإخلاص إن فشلت ..

أما الدول التي تملك بآلأضافة لذلك خيرات أخرى إضافية كآلغاز و النفط و المعادن وغيرها كآلعراق .. فأن حكوماتها الفاشلة تكون متقصدة و أكثر إجراماً من تلك الحكومات الفاشلة التي لا تملك شيئا من تلك الموارد الأضافية.

أما قضية السؤآل المركزي و الذي فحواه هو:

كيف سرق الأجانب النفط و قيمة النفط أيضا؟

فهو:

النفط يُباع بشكل طبيعي كما أي منتوج مُصدّر و بحسب الأسعار العالمية التي هي الأخرى مسألة محزنة لو علمنا كيف يتم تحديد الأسعار و القيمة لكل برميل و هذا ليس محل بحثنا الآن..

بعد البيع و آلأستلام يأخذ المشتري نفطه في بواخر عملاقة تحمل آلاف الأطنان من النفط أو عن طريق أنابيب أو ربما بشاحنات في بعض الحالات و هكذا ..

و الأموال التي يستلمها البائع تذهب مباشرة عن طريق البنوك الدولية المحددة لحساب تلك الدولة بإسماء الوزارات المعنية و الإمضاآت الرسمية!

لكن السؤآل هو : إلى أين تذهب تلك الأمال في نهاية المطاف و كيف يكون مصيره ..

تلك هي الإشكالية الرئيسية التي وقعت فيها الحكومات المتعاقبة على العراق.

إنها و للأسف و بإختصار شديد ترجع لنفس تلك الدول المستوردة التي إشترتها و بشكل طبيعي .. حيث يتم سرقتها بألف وسيلة و وسيلة و حجة أقلها و أدناها الرواتب الفضائية و المخصصات و العقود الوهمية مع شركات وهيمة في تلك الدول .. لترجع في النهاية إلى حسابات الأشخاص في بنوك الدول المستوردة ليتم إستغلالها في عملية البناء من جديد على أراضيها .. و هكذا يتمّ سرقة النفط و أموال النفط معاً!

المطلوب؛ هو إعداد نظام إداري حديدي و محكم و متقن و حرفي داخل الوزارات المعنية بآلأضافة إلى محاسبة الفاسدين الذين يعرف الجميع أسمائهم و عناوينهم و مساعديهم .. ليكونوا عبرة أمام الناس لوقف هذا الفساد العظيم .. و إلا فأن الوضع سيستمر على هذا المنوال و النفط و كل النتاج الوطني الصناعي و حتى الزراعي يذهب لجيوب المستكبرين منهم و إليهم .. و بشكل قانوني للأسف الشديد.
يتبع

 

 

كيف يُسرق النفط و مردوده!؟ ألحلقة الثانية
بقلم العارف الحكيم عزيز الخزرجي

قلنا في القسم الأول من هذا المقال: [بسبب ألسّياسات الخاطئة و الأدارة المفقودة - لا الضعيفة فقط - تمّت سرقة نفط العراق مع الأموال التي جُنيت من وراءه ..] أما كيف؟ فآلجواب, يأتيك من خلال مصاديق كثيرة, منها: فقدان العراق لأيّ مشروع أساسي كآلصناعات الأمّ و في مقدمتها الكهرباء عصب الحياة المدنية و روحها ؛ و كذلك فقدان العراق للأئتمان الدّولي, يعني الثقة في التعامل المالي و التبادل الأقتصادي مع الشركات و البنوك العالمية بسبب غسيل الأموال ألمنهوبة؛ و النظام السياسي الغير المستقر؛ و كثرة الحكومات و المرجعيات؛ و إستدانة الأموال من البنك الدولي بمئات المليارات؛ و بآلمقابل سرقة المسؤوليين ألحيتان الكبار لمئات المليارات و وضعها في بنوك الغرب - يعني إعادة تلك الأموال لهم - ليستثمرها نفس البنوك و الشركات التي دفعت تلك الأموال لشراء النفط إبتداءاً و هكذا!

فمع إزدياد تفاقم محن العراق يوماً بعد آخر لتكالب قوى الشيطان عليه من الدّاخل و الخارج, حيث يسعى الفاسدون في الدّاخل إلى تثبيت موقعهم لإستمرار الأمتيازات و المناصب و درّ الأموال بكل الأشكال و الأموال والطرق .. و من الخارج أيضاً تكالبت دول العالم و على رأسهم أمريكا و روسيا بمعية أنظمتها, لتوجيه المزيد من الضربات المالية و العسكرية و الأقتصادية لأجهاض أية نهضة أو نظام قد يؤدي لإنقاذ العراق و إستقلاله, يضاف لذلك الغباء المفرط الذي ميّز المتحاصصين بكافة ألوانهم و أطيافهم و أحزابهم لفقدانهم الأخلاص و النزاهة, لذلك فأنّ القادم هو الأسوء .. و أعتقد جازماً بأنّ الانتخابات القادمة بحلول عام 2021م ستكون مفاجئة كبيرة و قاصمة لجميع المشاركين خصوصاً الأحزاب و الكيانات المتحاصصة, بحيث أفضلهم سوف لن يحصل على بضع مقاعد و لعلّ أطراف كانت محرومة كآلكرد الفيلييّن و تيارات مستقلة و مخلصة سيبرزون بقوة في حال تنظيم أمورهم و توحيد صفوفهم بعقد مؤتمرات مركزية ليحصلوا على مواقع متقدمة قد تصل لرئاسة الوزراء بعكس التيار و ستكون كارثة الكوارث على الأطراف الاخرى, فيما لو جرت انتخابات نزيهة بما يرضي الله و مصلحة المواطن و هو أمر مستبعد بوجود الحيتان التي إمتلأت بطونها بآلمال الحرام. و ربما يحاول البعض من النفعيين المتحاصصين الحفاظ على التوازنات السابقة عن طريق إستمرار التحاصص حسب ما كان في السابق و هو أتعس نظام لم نشهد مثيلاً له في العالم .. لتستمر المآسي و النزيف المالي و الأقتصادي و الأعمار و غيرها, لأن التحاصص هو النهج الوحيد لبقاء هؤلاء الفاسدين!

و الأحتمال الآخر هو حدوث إنقلاب عسكري بدعم و إسناد أمريكي لتصفية قوى الفصائل السياسية و العسكرية ممّا قد يؤدي إلى حرب أهلية لا تحمد عقباه. و يبقى الأقتصاد هو العامل الأوّل ألمُحرّك لكل عملية عسكرية أو سياسية أو حركة إجتماعية!

فالأقتصاد كما يقولون لولب السياسة و بوصلة الجيوش لتحديد المواقف, فلو كان النظام نظاماً له مؤسسات و وزارات مهنية و أهداف مركزية بدعم من الشعب الذي ما زال يحتفظ ببعض كرامته التي إن إستمرت بهذا الأتجاه فأنها ستواجه نفس مصير الشعوب التي تعيش بظل الرأسمالية, فمع وجود النفط كعامل قوّة و محرك أساسيّ؛ فأنّ جميع تلك الأحتمالات الواردة أعلاه سيضعف خطرها, لكن المعلوم هو العكس .. بسبب معاناة الأقتصاد العراقيّ من مشاكل عديدة و الفوارق الطبقية و فقدان الأئتمان التي بدأت تزداد بإضطراد .. إلى جانب الوضع المالي و فقدان الأئتمانات الدّولية التي لا تُبشر بخير .. حيث فقد العراق إعتباره و رصيده لدى البنوك الأوربيّة بسبب غسيل الأموال الخطيرة و التي تجرى بإنتظام في دول الجوار كدبي و السعودية و بيروت و العراق كغسالة العالم للأموال القذرة التي يتمّ غسلها وتهريبها إلى خارج البلاد, حيث تُؤشر الأرقام إلى وجود ما يقرب من نصف ترليون دولار عراقي مكدسة تحتاج لتبيّض إلى جانب الترليونات الأخرى!


يقول رئيس مؤسسة شيربا الفرنسيّة لمكافحة الجرائم الاقتصادية : [ تلك الدّول المحيطة بآلعراق أصبحت غسالة العالم للأموال ألسّوداء القذرة, و أنّ دور تلك الدول كمركز لعمليات الغسيل القذرة ظلّ لفترة طويلة سراً مكشوفاً و دواعش السياسة تعتبر (البنك المركزي الأمريكي و الأوربي و السوق التي تباع بها السلع مقابل البترول) قد غدت رمزاً للعولمة لجذب مثل هذه الأموال وأن هذه الدول التي باتت صورتها كمدينة جذابة استطاعت بمهارة فائقة أن تُستخدم للإستثمارات .. و رمز للنفاق السياسي يتقاطر إليه السياح السياسيين من جميع أنحاء العالم و يقصده تجّار السلاح و المخدرات أفواجا للتفرج على حكومات و شعوب هذه الدول التي أستخدمت نجاح نموذجها الداعشي درعا لواقع آخر مبهم و هو أنها تحولت إلى واحدة من كبرى آلات غسيل الأموال القذرة في العالم] ..

و قد كشفت التحقيقات من قبل أوساط مطلعة بشأن أوراق دبي المالية؛ عن وجود نظام غسيل للأموال في دولة الإمارات إستقطبت الكثير من أموال الفاسدين, و قد لجأ إليه حتى الرئيس السابق لشركة التعدين في مجموعة (أريفا الفرنسية) لتبييض أموال حصل عليها بطريقة غير شرعية, معلنةً ؛ [أنّ تبييض الأموال هذا .. أتسع بإضطراد و بشكل كبير في السنوات الأخيرة], واستفادت دبي كثيراً من تشديد قوانين ملاذات الضرائب في منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية لتصبح قبلة للجشعين الناهبين للمال العالم و الفارين من دفع الضرائب في بلادهم مستقطبة بذلك حتى ثروات من الصين و روسيا و أفريقيا و أوروبا و هو ما أعتبروه أنفصاماً في شخصية العولمة تجلت مظاهره في هذه المدينة و أصبحت لدى العالم ترسانة من القوانين المقنعة بشكل متزايد لمكافحة الفساد و من ناحية أخرى يبدو أن الممارسات القديمة لم تتغير و لم يكن توقيع دبي لجميع الأتفاقات الحديثة لمكافحة تبييض الأموال و التهرب الضريبي
إلا محاولة لتلميع صورتها الأخلاقية الفاسدة وعما يمكن فعله لمعالجة ما يحدث يكشف الجانب المظلم للعولمة التي يبدو أنها تترك دائما طريقة للالتفاف على القوانين ممّا يشكل تحدياً كبيراً للمنظمات غير الحكومية و هو ما يعني أن التغيير لا يُمكن أن يأتي إلا من خلال تحوّل عميق في الثقافة السياسية الداعشية لقادة و أنظمة تلك الدول التي تصنع داعش ثمّ تجنّد الشباب للقتال ضد داعش! و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.

 

Sunday, September 20, 2020

 

عُلماؤونا و آلوعيّ؟
ألعارف ألحكيم عزيز الخزرجي
ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي في كل قضية و مسألة و تقييم هناك أوزان و معايير تقيس بها القضايا و الاحداث و الأفكار و القيم حتى قيمة الأنسان بل قيمة كل عضو و جزء من بدنه في مباحث الديانات التي درسناها في البحث الخارج, حيث حدّد البعض بأنّ لكل إنسان قيمة معينة البعض يساوي ألف دولار و آخرين قد يصل قيمتهم للملايين و غيرهم أقل و ربما البعض لا يساوي شيئاً بسبب إتجاه الحياة المادية و هكذا, تمّ تحديد حتى قيمة الأنسان و كأنه بضاعة تشترى و تباع! هذه المقدمة القصيرة جداً الكبيرة في معناها هي مدخل لقضية طفت على السّاحة العراقيّة بسبب المقالات و الكتابات و المؤلفات التي وصل عدد كُتّابها لأكثر من 50 ألف كاتب .. و هو رقم هائل لم نشهده في أعظم الدول كأمريكا و روسيا و الصين و إيران التي تعتبر منبع الفكر و الثقافة و الأدب!

 و لو حكّمنا المقياس الفلسفي الكوني كمعيار لتقييم الكُتّاب و المقالات أو حتى الرسائل الجامعيّة و الحوزويّة التي من خلالها تعطى درجة الأجتهاد التي تعادل (الدكتوراه) الأكاديمية لرأينا المصائب و العجائب و الفوضى الفكريّة و العلميّة بشكل رهيب!

 لذلك فأننا نكاد لا نرى بحثاً جديداً أو مقالاً مُنتجاً أو رسالة مبدعة في مجال من المجالات يطرح أسساً و معادلات و أفكار و نظريات مُبدعة يمكن أن تسبب تقدّم البلد و هذا ما يشهده الجميع على أرض الواقع و على كل صعيد!

أما على مستوى المقالات و الكُتب؛ فحدّث و لا حرج لأنّ معظمها لا تعيش أكثر من ساعة أو يوم في أفضل الحالات و تدخل ضمن المُجترّات و المقالات المكررة مع تغييرات طفيفة و نسبية بين هذا و ذاك .. و هكذا حال الرّوائيّون و الشعراء و الأدباء .. و علّة العلل في هذا الفساد الأخطر من الفساد المالي؛ هو الفساد الفكريّ – الفلسفي - العقائدي حيث أن كُتّابنا و شعرائنا و أدبائنا أنفسهم لم يعوا الدّروس و العقائد الكونيّة و الموضوعات الفكرية التي يطلعون عليها لم يهضموا أهدافها و غاياتها لفقدان الأساسات الروحية و الفكريّة التي حدّدتها الفلسفة الكونية .. فليس بآلضرورة و الامكان أن تعي و تُترجم ما تقرأ و تدعيّ العلم و الأستادية و الوعي حتى لو عكسته عن طريق الكتابة أو الخطابة كبحث و كمقال و موضوع أو حتى كرواية أو قصيدة؛ ما لم تقم بتدريسه و تعليمه للآخرين لوعيه و العمل به, و عندها يمكن القول أنك علمت الموضوع و وعيته حقاً
!

 و يُمكنك تَنمية و توسيع مداركك و طاقاتك الحقيقيّة بآلمُدارسة و النقاش الأيجابي ألمنتج و المثمر طبق قواعد الحوار و أدب الحديث و تطبيقه لتكون مؤثراً في واقع الآخرين .. لا مُتأثّراً بهم و كما هو حال الكُتّاب و الشّعراء و الأدباء آلآن و حتى فيما سبق بحسب القراآت و الموازيين الكونيّة و الشهادات الواقعيّة, و إلا لما آل الواقع إلى ما هو عليه الآن من التحلل و الفساد و كل أنواع الأخلاق المشينة و أولها الكذب و النفاق.

 من أهم الفراغات الكبيرة التي تسببت في هذا المصير؛ برامج التربية و التعليم في جميع المراحل الدراسية. إنتشار الدين من دون الأصل المتمثل بآلولاية, بل تمّ التأكيد على الأحكام الفقيهة الشخصية للعمق من دون معرفة ما هو الاهم و الأقدم و الاولى و هي جواب الأسئلة الستة بجانب معرفة المحبة كأساس للوجود.

 وسائل الأعلام و الثقافة الشكلية ألشّعرية الشهويّة التي تُركّز عليها لتزويقها, حتى جعلوا الناس يسيرون كآلعميان وراء كسب المعيشة من دون معرفة السبب.

 و في مقابل تلك الأسباب .. يأتي فقدان أهل الفكر و العلم الحقيقي للبرنامج و المنهج العلمي الذي على أساسه يتمّ التخطيط و العمل بحسب الخطط الستراتيجيّة ألمُعدّة و ربط بعضها ببعض لتكون النتائج متكاملة و مثمرة, و من هنا أكّدنا و نؤكد للواعيين المخلصين بضرورة فتح المنتديات و المراكز الثقافية بحسب البيانات الكونيةلنشر الفكر و الثقافة و المحبة بين الناس.

 من آلمسائل الأخرى التي تدعم عمليّة البناء الفكري و الأنتاج العلميّ و تطوير المناهج ؛ هي إختيار الموضوعات المناسبة و المعمّقة و المُتسقة مع عملية البناء و الإعمار و حركة التطور و المجالات التي لم تطرح من قبل لسدّ الإحتياجات و تأمينها داخلياً. و فوق ذلك كلّه؛ يجب أن يكون الدستور(النظام) مبنياً على اسس الفلسفة الكونية ألعزيزية, إلى جانب أن يكون ألرئيس و الوزير و المسؤول و المشرف على البرامج و الأنظمة من المسؤوليين و الوزراء و الرؤوساء الكبار (كرئيس الجمهورية و الوزراء و النواب و غيرها) مخلصين و مُلمّين و قادرين على إدارة و ترشيد العمليات الإداريّة و الفنيّة و البرامج المختلفة, بحيث يكونوا الأقدر و الأكفأ و آلأخلص من كلّ الموجودين من ناحية القدرة و العلم و الأدارة و القيادة لتنفيذ المشاريع خصوصاً الأم, لا كما هو الحال الآن حيث إن كل رئيس و وزير و محافظ لديه عشرات المعاونيين و المستشارين و المحلليين بجانب رؤوساء المكاتب و الخدم و الحشم و الموظفين ممّا يسبب و يمهد للفساد الأكيد و بشكل طبيعيّ!

 في الدّول المتطورة تكنولوجيا و مدنيّاً ؛ رأيت الدّوائر الخدمية و الشركات الكبرى و المصانع الرئيسيّة و الشركات الأنتاجية خصوصاً الشركات الأم؛ تُنسّق مع الجامعات المعروفة لإستقطاب الطلاب ألعباقرة و النابغيين و الاتفاق معهم بعقود للخدمة في مؤسساتهم مقابل تأمين دفع أجورهم و تكاليف الجامعة طيلة فترة الدراسة حتى التخرج مع بعض الأمتيازات, هذا إلى جانب التنسيق الكلي مع برامج الجامعة بشأن متطلبات سوق العمل و الشركات للأختصاصات المعنية .. و الجدير ذكره أيضاً ؛

إن منصب الرئيس و بعض المسؤوليات و المناصب الهامة في الحكومة الأمريكية يفضلون على العموم إستخدام من يكون خريج جامعة هارفارد و ربما واشنطن بحيث بات كشرط أساسيّ في أغلب الحالات و المناصب الحساسة
.

 أما في بلادنا و منها العراق بآلذّات فقد حدث نفس الشيئ في التعيين و ترتيب النظام .. لكن بآلمقلوب و العكس و آلخطأ,  بسبب الحزبيات و العنصريات و القوميات و العشائريات التي دمّرت أساس و أواصر الثقة والعلاقات الاجتماعية وغيرها على كل صعيد!

 لقد كان جلاوزة النظام البعثي و قتها يأتون للجّامعات و يتصلون بآلأدارة و بآلطلاب البارزين لعمل العقود معهم بعد عرض المغريات و الأمتيازات و الرواتب المستمرة عليهم حتى التخرج مع سيارة فرنسية من نوع (بيجو 404) بآلأضافة إلى بيت مجهز يسلم له بعد التخرج .. بشرط أن يتطوع للخدمة في سلك المخابرات و الأجهزة ألامنية الصدامية العامة و الخاصة, لا لبناء الوطن و خدمة الناس .. بل لملاحقة و متابعة المواطنيين للحفاظ على أمن مسؤولي السلطة لا المواطن, و كنتُ من الذين إتصلوا بي أيام الجامعة عن طريق صديق كان يودّني رغم إني لم أنتمي للبعث و ما زلت أتذكر أسمه للآن وهو وليد خالد فلاح, حيث رفضت عرضه على الفور و قلت له ؛ هل تريدنا أن نقضي حياتنا تحت أمرة ضابط ... أو مسؤول بدوي ... كعلي حسن و حسين كامل و هاشم حسن المجيد؟
ثمّ ماذا ستفعل ؛ هل سنجري التجارب التكنولوجية ؟
هل ستكشف أليكترون محايد للأليكترون الأساسي؟
 أم ماذا ؟
قال : لا هذا و لا ذاك .. لاجل الأمتيازات التي يحلم بها أيّ عراقي!!

و هكذا نتيجة تلك السياسات؛ حلّت المآسي و للآن في أوساطنا , حين سار المتحاصصون بسبب الأميّة الفكرية بعد زوال البعث على نفس النهج من دون تغيير ليهدروا و يسرقوا المليارات ألنقدية من دون طائل و فائدة و إنتاج و بناء, و سيستمر الوضع على هذا المنوال .. ما دام الرّؤوساء و الوزراء و المسؤوليين والنواب خصوصا الكبار؛ يتعيّنون بآلمحاصصة و الشعب العراقي المسكين يصفق لهم : [بآلروح .. بآلدم .. نفديك يا حزبي .. يا عفـــــ
...!

 من هنا جاء تأكيدنا على أهمية و ضرورة تأسيس ألمنتديات الفكريّة – الثقافية – العلميّة لتكرير المعلومات و تمحيصها و تجربتها و صقلها لأجل الأجيال القادمة لأعداد المثقفين القادرين على سير دفة الحكم بما يرضي الله لا نفوس المتحزبين المتحاصصين, و بذلك فقط يتحقق المراد الكونيّ في قضية بناء الوطن من أجل الأنسان ألذي لا بد و أن يتحمّل العمل و الجهاد من أجل آلفكر و المعرفة الحقيقية .. للتهيأ و آلبدء بآلأسفار المختلفة الأرضية و السماويّة و الله المعشوق من وراء القصد.

 العارف الحكيم عزيز الخزرجي

Friday, September 18, 2020

 

بيان كوني:

بيان هام لكل من يحب أن يكون مثقفاً حقيقياً لا شكلياً أو ورقيّاً و كما هو حال العالمين اليوم للأسف

بسم الله الرحمن الرحيم

ألفساد و الفقر و الظلم الذي هو الوجه الآخر للجهل و كما تعلم أيها القارئ العزيز و التي نعيش بعض وجوهها بشكل أو بآخر في كل بقاع و بلاد الأرض بنسب متفاوتة .. خصوصا تلك التي ستأتي و تلقي بظلّها و ضلالها و كاهلها على ظهر الأجيال المسكينة ألبريئة اللاحقة التي لم يعد العراقي كما أكثر الشعوب تُفّكر بهم .. لكثرة و لعظمة و لعمق المآسي التي أحاطت بهم الآن من كل جانب و مكان .. كإمتدادات و إفرازات و نتائج لما سبق من مناهج و سياسات و ضعتها الحكومات التي تسلطت عليكم .. فإنشغل المواطن مضطراً ألبدء بآلبحث عن مورد للرزق فقط لتأمين حياته الحالية المعقدة و بأيّ شكلٍمن الأشكال حراماً كان أو حلالاً قانونياً أو بغير قانون خوفاً من المستقبل الغامض الذي ينتظره لحظة بعد أخرى خصوصا للذين لا يملكون بيتاً للسكن في وطنه رغم أنه عاش عليها و أجداده قرونأً طويلة .. لكن الأجيال ستتحمل بشكل أكيد كل الأوزار التي كنا نحن السبب في وجودها .. و ستلعننا بدل الترحم علينا .. لأنها ستأتي و بعد الألفية الثالثة و ترى إنسداد كل الآفاق أمامها سواءاً من الداخل  أو الخارج .. حيث لا سيادة ولا كرامة و لا مدارس و لا تأمينات حقوقية ولا تعليمية و لا صحية و لا إجتماعية و لا حدائق و لا ثمار و لا بساتين و لا رياض أطفال ولا جامعات نموذجية ولا صحة ولا سلامة ولا أمان و لا مستقبل و لا حتى كتاب واحد يوضح حقيقة الوجود و فلسفته رغم وجود الكثير من الكتب الفارغة .. بكل معنى الكلام بسبب الجهل و الظلم و الفساد الذي راكمه أبائهم خصوصا حزب الجهل البعثيّ و أقرانه من الاحزاب .. عن علم أو عن جهل لأن النتيجة واحدة و ربما الجهل أهون من اللاعلم أحياناً في النتائج التخريبية و كما بيّنا ذلك في معرض بياننا لنهج (عليّ الأعلى) في الحكم في باب أيهما يتقدم على الأخر ؛ الأمانة على الكفاءة أم العكس!؟

لهذا أرجو أن تبدؤوا بأهمّ عمل يكون هو آلمنطلق و آلمنفذ و المنقذ الوحيد لدرأ هذا آلفساد و الواقع الأليم و ذلك بآلبدء بفتح المجالس و المنتديات الفكريّة و الثقافية و العلميّة التطبيقيّة مع المفكرين والمثقفين على الاقل بسبب محاصرة و قتل الحكومات للفلاسفة و المفكريين الكبار!! و يبدء  كلٌّ في و مِن بلدته و مدينته و محافظته و دولته لرفع مستوى الوعي الأجتماعي و السياسي و الأقتصادي الحقوقي وووو  و الفلسفي الذي هو أم العلوم و أساسها, لأن [العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس].

و ليكن تنافسكم أيّها الشعب فيما بينكم على أساس مدى إنتاجكم للعلم و للأنسانية و لمعنى الوجود و الهدف منه و التي أختصرتها بمعرفة المحبة و سلوك طريق الكون لا طريق النفس .. أكرر معرفة المحبة و التواضع التي وحدها تنقذ البلاد و العباد من الظلم الخارجي و الداخلي بكل عناوينه و صوره, و يكون الكبير فيكم هو ذلك الصغير الذي يكون دائماً أعلى من المنصب الذي وضع فيه من خلال التواضع و الخدمة و الأنتاج, بعكس الذين هم أصغر من مواقعهم التي عُيّنوا فيها حزبياً أو تحاصصياً أو إستكبارياً ..
و هم أحقر منها بكثير بسبب التكبر و التعالى و آلجهل و قلة الأنتاج أو عدمه
!

و أسس المنتديات و طريقة تشكليها و برمجة مناهجها موجودة تفصيلا في الفلسفة الكونية .. بعنوان :

[أسس و مبادئ ألمُنتدى الفكريّ], يُمكنكم الأطلاع عليها في صفحة (كتاب نور - الفيلسوف الكوني؛ خادمكم عزيز الخزرجي).

و الله تعالى سيُبارك بكم و من يشارككم .. بل و يعشقكم كما عشقتموه أنتم .. و يرزقكم خير الدارين إن شاء الله لأن يد الله مع الجماعة الصالحة و أنا من ورائكم أسعى كخادم مجهول لا أريد منكم جزاءاً و لا شكوراً و كما أثبتت ذلك عملياً سواءاً أيام المعارضة منذ ستينيات و سبعينيات القرن الماضي حتى بعد السقوط 2003م, و سأكون مخلصاً بما أقدر عليه إن شاء الله, على أمل اللقاء بكم في دار القرار.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتـــــه
ألعارف ألحكيم عزيز حميد روبالي الخزرجي.

Thursday, September 17, 2020

 ملاحظات حول أفضل 100 كتاب في القرن الواحد و العشرين: 

ملاحظات حول أفضل 100 كتاب في القرن الواحد و العشرين: 

ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي 

لم أتعجب كثيراً هذه المرة كما مرات سابقة بشأن تقيّمات معينة خصوصا في المجال الأجتماعي و الحقوقي في العالم من قبل لجان يتم تشكيلها عادة بعد سلسلة مراتب و إرشادات معينة من قبل لجان مختصة يعملون لصالح القوى العظمى! فحين تشهد فساداً فكرياً كبيراً تيقّن أن ورائه أصابع معروفة تريد تدمير ألأنسانية و سلب إرادتها للسيطرة عليهم كما فعلوا مع شعوب العالم كرعيل الأغنام من أجل تحقيق مصالح فئة معروفة, لقد عرضوا فيديوات مع مقالات نشرت في صحف معروفة بأمريكا و أوربا كآلكاردين و الإندبينت عن أفضل 100 كتاب في القرن الواحد و العشرين, و قد تابعت أصول تلك المؤلفات و موضوعاتها و غاياتها, فلم أجد سوى كتابات عاديّة و إنعكاسات فكرية أحياناً لا ترتقي لمستوى مقال عن موضوعات إعتقد بها مؤلفي تلك الكتب, بيد أن القارئ الحاذق لا يفوته بأنّ وراء كل قصّة و نقد و عَرْض ؛ قضايا جوهرية لها عمق واضح يتحقق هدفه بمرور الزمن بشكل إنسيابي من دون أن يشعر بها الناس تصحبها آثار تدميريّة على روح و فطرة الأنسان تصب لصالح الطبقة الأقتصادية التي تسيطر على حكومات العالم التي تدير مخططاتها, و قد حاولت تقديم هذه الدراسة بعد الأطلاع و التدقيق في مجالات مختلفة تتعلق بذلك, آملاً أن تفيدكم لإنقاذ مستقبل أطفالكم على الأقل بعد أن أحترق الناس في زماننا هذا .. نتيجة السياسات الأستكبارية و الكتاب الذين نقلوا و كتبوا مئات بل آلاف الكتب و الروايات لكنها لم تنفع الناس بمعادلة فكرية و روحية واحدة .. وإليكم: 

أفضل كتابين من بين 100 كتاب في القرن الواحد و العشرين:https://www.youtube.com/watch?v=3RXRpeCT7mE&ab_channel=%D9%83%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AAQposts 

 ألجدير بآلذكر أنّ أفضل كتابين من بين تلك المائة هما: كتاب: مالكلم غلادويل(Malcolm Gladwell) .. يتكلم عن سبب زيادة الفساد بسبب كثرة بيع الأحذية في أمريكا و بلاد الغرب! 

و كتاب: بوب دايلان (Bob Dylan) .. حيث كتب الكاتب فيه مذكراته و هي عبارة عن نصوص الأغاني التي غناها بعض المطربين الأمريكان .. و المحنة أن هذا الكتاب حصل على جائزة (نوبل) العالمية فوق ذلك, لتوجيه المزيد من الأنظار له لإفساد الناس أخلاقياً, و قد يعلم البعض بأن جائزة نوبل لا تتعدى قيمتها الثلث مليون دولار, و إن مبيعات الكتاب لوحدها تعود لهم بمردودات ربحية تعادل أضعاف أضعاف ذلك .. و هذه مسألة جانبية بآلقياس مع الأهداف المشؤومة الكبيرة التي تختفي ورائها الكثير من المحن و المآسي!؟ 

في مقابل هذه المحنة التي يعرفها الكونيون فقط رغم قلّتهم في العالم .. 

نرى المشرفين على صفحة التواصل الاجتماعي (الفيس) مثلاً و لمجرد نشر موضوع عن آلفكر و الفلسفة الكونية يحذروني فوراً و يرسلون التوصيات تلو التوصيات بعدم خدش مشاعر الآخرين أو التأثير على السلم الأجتماعي و الاهلي و غيرها من التهم و الكذب و النفاق! 

بينما ينشرون و يدعمون السفاهة في الرّوايات و القصص التي نتيجها إما زواج المرأة مع الرجل بطل الفلم .. أو القضاء على أحد الطرفين في معركة بآلبوكسات و كافة فنون القتال المعقد و هكذا .. 

بينما الفلسفة الكونية العزيزية و كما يعلم المطلعون و المختصون ألمخلصين بأنها تهدف لبناء الفكر بإعتباره أساس الأنسان لأنها تعرض جذور الفكر الأنساني لتؤسس وعي كوني رصين يُحصّن كرامة الأنسان و يكشف سياسات الحكومات التي تسعى لمصالحها على حساب مصالح الفقراء لتحقيق المصالح الكبرى للمنظمة الأقتصادية! 

لهذا سيبقى كتابنا الموسوم بـ (مستقبلنا بين الدِّين و الدِّيمقراطية) كتاب القرن بلا منازع! 

العارف الحكيم عزيز الخزرجي 


Saturday, September 12, 2020

 

أسرار آلعشق
بقلم: ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي
ملاحظة : [ألقلب مركز العشق, لكن لا تلك المضخة الدّمويّة الحاوية على (الأذنيين و آلبطينيين و اللحم و العروق مع قوة نبضة كهربائية مقدارها 7-5% ملي فولت), بل القلب هو ذات و ضمير و وجود الأنسان كله]


قالوا:

إذا رأيتَ البياض قد لاح  شعرك

فاعلم بأنّ الأمنيات لبست أكفانها

و قلتُ:

ما دُمتَ تعشق ألجّمال – أيّ الله - فإنك

تعيش عنفوان الشباب أبداً بقوّة الحُبّ

و قال ألمسيح(ع):

نقيض الحُبّ ليس آلمَقت ..
إنّها آلّلامبالاة؛ و عكس ألفنّ ليس آلقُبح؛ إنّما آلّلامبالاة .. وعكس الحياة ليسَ آلموت؛ بل اللامبالاة التي بسببها يموت المرء قبل أنْ يموت بالفعل. (الترجمة ألعربية من آلنّص الأنكليزي الذي ورد في الهامش بلا تصرف)(1).

و سئل الإمام الصادق (ع) عن العشق المجازي(2)، فقال : [قلوبٌ خلت عن ذكر الله فأذاقها الله حُبّ غيره] (3).
فالقلب لا يمكن أن يكون مجرّداً و خالياً من كل عشق و من أي تعلق و لو للحظة من اللحظات, فإنّ هو خلا من حبّ الله تعالى أحلّ آلشّيطان آلعشق المجازيّ فيه ليحلّ بدل العشق الحقيقيّ, فحين يضعف ارتباط الإنسان بالله, أو تنقطع علاقته بالله؛ فان الشيطان و بواسطة قوة التخيّل يدخل قلب الإنسان عن طريق قوّة جذب ماديّة معينة و الأمر يبدأ أولاً بشكل مودة لتصل بعد مدة قصيرة إلى العشق الذي يعدّ بلاءً .. بلاءً يسقط  حتى عفّة إمرأة متزوجة، و يسقط دين رجل عالم متزوج، و أخيراً يجعل الشباب في مأزق و يزل الفتاة العفيفة والشريف و يُمحق الحياء  الذي بعدها المسخ والعياذ بآلله.

ذمّ العشق(ألمجازي):

لأن القلب الذي هو جوهر الأنسان مكان العشق؛ لذلك فأن الفلسفة الكونيّة تُحذر السالكين من جعل غير الله فيه, لأنه الوحيد الذي يستحق القلب, إنه المعشوق ألّذي قال لعاشقه: [لم تسعني أرضي و لا سمائي ؛ بل وسعني قلب عبدي المؤمن], لذلك:

قال الإمام علي (ع): [الهجران عقوبة العشق](4).
 وعنه (ع): [ربّ صبابة غرست من لحظة](5).
وعن الإمام الصادق (ع) - لما سئل عن القلب العشق ألمجازي, قال؛

قلوب خلت عن ذكر الله فأذاقها الله حُبّ غيره(6).

عاقبة العشق ألمجازيّ:

عن الإمام علي (ع): [ من عشق شيئاً أعشى (أعمى) بصره و أمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير صحيحة و يسمع بأذن غير سميعة، قد خرقت الشهوات عقله، و أماتت الدّنيا قلبه](7).

 وعنه (ع) : [إنك إنْ أطعتَ هواكَ أصمّك و أعماك، و أفسَدَ منقلبك و أرداكَ](8).
وعنه (ع) : [الهوى شريك العمى](9).

ثواب من عَشَقَ و عفّ :

 عن رسول الله (ص) : [من عَشَقَ فعفَّ ثمّ مات، ماتَ شهيداً](10).
 وعنه (ص) : [من عشق فَكَتَمَ و عفَّ فمات فهو شهيد](11).
وعنه (ص) : [من عشق وكتم و عفّ و صبر، غفر الله له و أدخله الجنة](12).
الإمام علي (ع) : [ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً مِمّن قَدَرَ فعفّ](13).

عشق الله هو العشق الحقيقي الذي يتعدى كلّ العشوق المجازية:

رسول الله (ص): يقول الله عز وجل: إذا كان الغالب على العبد الاشتغال بي جعلت بغيته و لذته في ذكري، فإذا جعلت بغيته و لذته في ذكري عشقني و عشقته فإذا عشقني
و عشقته رفعت الحجاب فيما بيني و بينه و صيرت ذلك تغالباً عليه، لا يسهو إذا سها الناس(14).

كيف يتحقق العرفان و الحكمة في وجود العاشق؟

ألفلسفة الكونيّة حدّدت معايير حساسة و دقيقة لنيل الضّالّتان (العرفان و الحكمة), و يتحقّقان حين يتّسق العشق المجازيّ مع الحقيقيّ في بوتقة واحدة, و هذه من أعقد العمليات التي يبتلى بها السالك المهاجر لله تعالى بعد عبور المحطات الكونية!
ألعلاقة الأيجابية تتحقق بين العشقيّن (ألمجازي و الحقيقيّ)؛ فيما لو كان العاشق عاملاً بما يلي آلأحكام الشرعيّة و الغاية من أدائها و لا يخرج من طور الأيمان معها نحو الرّذيلة و التّعدي أو تجاوز الأحكام الشرعيّة التي وردت في الرسائل العمليّة حتى لو كان مقابل كرسي السلطان, و تلك هي الحالة المُثلى ألّتي ينبغي إدراكها و العمل بها.

ألعشق عند آلعربيّ و باقي البشر(15):
هو/هي: حالة فريدة يتعطل بحلولها العقل الظاهر و يُفَعّل العقل الباطن لتجرف الرّوح و القلب نحو الشهوة الخفيّة ليقذفهُ ذلك العشق مِن ما يلي البطن فيجعله قاعاً صفصفاً.
ألعارف ألحكيم عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 (1)The opposite of love is not hate, it's indifference. The opposite of art is not ugliness                        it's indifference ... And the opposite of life is not death, it's indifference. Because of indifference, one dies before one actually dies.
(2) سبق و أن عرضنا الفرق بين (العشق) و (الحُبّ),  و بين العشق المجازي و العشق الحقيقي, للمزيد ؛ راجع كتاب (اسفار في أسرار الوجود) و كذلك مبادئ و أسس فلسفة الفلسفة الكونية و غيرها من المقالات كـ (حقيقة الجمال في الفلسفة الكونية).
(3) عقوبة الله
للذين جحدوا بمعرفته ثمّ حبّه, هي: إذاقتهم بحبّ غيره من الماديات و الشهوات, كحب النساء والمال و...إلخ.
(4) البحار: 78 / 11 / 70.
(5) غرر الحكم: 5314.
 أمالي الصدوق.: 531 / 3(6)
 الخطبة 109، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: (7) نهج البلاغة
(8) نهج البلاغة : شرح النهج لإبن أبي الحديد 7/200.
(9) غرر الحكم: 3807.
 (10) نهج البلاغة : الكتاب 31.
(11) كنز العمال : 6999, 7000, 7002.

 ,7000 , 7002.6999(12) كنز العمال :
(13) كنز العمال : 6999, 7000, 7002.
(14) نهج البلاغة : الحكمة 474.
(15) في الفلسفة الكونيّة؛ حدّدنا المراتب الخُلقية إلى ثلاثة: الأولى؛ الحالة البشرية ثم الأنسانية ثم الآدمية وهي خيرهما.

Thursday, September 10, 2020

 

تطبيق قوانين ألفلسفة ألكونيّة العزيزيّة؟
بقلم: ألعارف ألحكيم عزيز الخزرجي
ألأيمان بآلله و الدّعوة لسبيله قصّة لها بداية بغير نهاية ..
أنها قصّة مُدن العشق السّبعة!
وقد أوردناها تفصيلاً في فلسفتنا الكونية بعنوان :
[ألاسفار الكونية السبعة] التي من خلالها نصل مدينة الحُبّ و السلام و الخلود ..
هي قصة واقعيّة أبعد من الخيال و الرّومانطيقية و جميلة للغاية؛ لأنها تحكي هجرة مجموعة من الطيور لوصول تلك المدينة التي يتمنّاها ألفيلسوف العارف الحكيم!

بعد بدء رحلتهم و صلوا مدينة العشق الأولى بحسب الخطة, و نزلوا لإستراحة قصيرة للتزود بآلماء و الكلأ , لكن البعض من تلك المجموعة ألمهاجرة التي كانت بحدود 30 طيراً لم تصمد, بل ركنت في الوادي الأوّل لتستمتع بما حبا الله تلك المدينة بآلماء و العشب و آلخيرات, و إستمرّ الباقون بطريقهم لوصول المدينة الثانية,  ليتكرّر ذلك المشهد ألمُغري بعد الإستراحة و شرب الماء و الكلأ .. حيث تزوّج بعضها و إستأنسوا بزوجاتهم و خيّروا البقاء ليقضوا باقي العمر فيها .. لكن البقية الباقية صمدت وإستمرت بآلمسير و هكذا تكرر المشهد كما مشاهد الحياة العادية في كل مدينة جديدة حتى لم يصمد منها سوى إثنان أو ثلاثة, و البقية  تركوا المسير و إنشغلوا ببطونهم و ما تحتها بقليل, بآلضبط كحال دعاة اليوم و من على شاكلتهم من عبدة الدّولار لأجل المنهومتان!

قصّة (الأسفار ألكونيّة) سواءاً كانت حقيقية أو خيالية؛ واقعيةُ أو فضائية؛ فأنها تعبر عن حقيقة الدّعاة وكل مهاجر في سبيل الله, و تأسيساً على مبادئ (الفلسفة الكونية العزيزية) ليس كلّ الناس يختارون السفر و إنما فقط مَنْ فهم حقيقة الحياة و بعض أسرارها ثمّ تهيأ مُعدّاً نفسه للسفر .. و حتى هؤلاء المسافرين لا يصل جميعهم لمبغاهم الأخير كما أشرنا ..

تلك هي قصة الأنسان منذ وجوده على هذه الأرض و التي لَخَّصَتْها (الفلسفة الكونية العزيزية) التي تُعبّر عن حقيقة الأنسان و الوجود و متعلقاتها, إنّها فلسفة تطبيقية عمليّة لا فقط رومنطيقية أو سريالية, بل تحوي قوانين فوق العِلم تُهدي الأنسان  لتحقيق الغاية من وجوده المضمور بآلأسرار والرّموز.

في عالم اليوم و في العراق بشكل خاص ؛ لا يستطيع أحداً أن ينكر دعاة الله ألّذين وحدهم بدؤوا بآلمسير نحو الله عبر التصنيف ألرّائع للفيلسوف ألمُلا صدرا و التي إختصرها في أربعة أسفار أو كأسفار الشيخ الأنصاري الكبير الذي فسر القرآن الكريم أو كمحي الدين العربي و الأمام الراحل(قدس), حيث حدّد كل منهم أسفاره وأطولها أسفار الأنصاري بـ 51 سفراً بعدد الرّكعات اليومية الواجبة على العرفاء طبعاً!

وتطبيق قوانين (الفلسفة الكونيّة) يتناسب مع مسيرة "الدّعاة" في العراق كما كل الناس(لأن الطريق إلى الله بقدر أنفاس الخلائق), ثمّ إننا كنا قريبين .. بل أشرفنا على المسيرة في زمن التصدي حين تخلى جميع العالم عنا و تركونا لوحدنا نواجه الطواغيت في قصّة دامية أوردنا تفاصيلها في كتاب: (قصّتنا مع الله)!

قصّة (الدّعاة) مُؤلمة للغاية خصوصا بعد ما رخّص منهج الصدر الأول و باعوه بثمن بخس, فألدّاعية يبدأ مسيرته (باسم الله) بعد التّعهد لبدء الأسفار الكونيّة – و كل دعاة اليوم بآلمناسبة لا يعرفون و الله هذه الحقائق بمن فيهم ألذين إدعوا ألقيادة - للوصول إلى (آلناس) بأمر الله تعالى الذي أشار لها القرآن الكريم إجمالاً حيث يبدأ (باسم الله و ينتهى بالناس) كآخر سورة و هدف في القرآن الكريم .. لكن و لمجرد بدئهم يتركون الأمر لسبب من تلك الآسباب التي ذكرناها كآللهو مع زوجته وأولاده وأحفاده و آخرين بتجارتهم و رواتبهم والبعض بأموالهم و هكذا يُطاب لهم العيش فيتركون الهدف الذي هو الناس, ولذلك يفشلون كما فشل من سبقهم للوصول إلى مدينة العشق الأبدية!

في العراق و نتيجة ألأدوار ألتخريبيّة لدُعاة اليوم و الأسلاميين عموماً؛ لذلك ليس فقط لم يصلوا للناس؛ و إنما الناس أنفسهم تنفّروا و إبتعدوا عنهم لما شهدوا عليهم من الفساد و الظلم و التجاوز على حقوق الناس لدرجة تبطرهم و كان ما كان من نتائج ستمتد بآلعمق.

و من هنا بدأت مأساة العراق الحقيقيّة تتشعّب و ستتفاقم أكثر فأكثر ..  و إنّ قوانين (الفلسفة الكونية) هي الحلّ الوحيد لدرأ المحنة التي يعيشها الجّميع قبل وصول النهاية المحتومة المحفوفة بأالمخاطر وآلفناء لفشل الدّعاة في سيرتهم و مسيرتهم التي كان يفترض ببعضهم على الأقل عبور تلك المحطات الكونيّة؟