صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Monday, October 19, 2020
Wednesday, October 07, 2020
أسرار العشق (الحلقة الثالثة) بقلم العارف الحكيم عزيز الخزرجي
أسرارُ ألعشق
– ألحَلقةُ آلثالثة
بقلم : ألعارف ألحكيم عزيز الخزرجي
منذ آلصّغر كنتُ أبحث عن
حُبٍّ حقيقيّ أزلي يُخفّف عني آلام الحياة و يُخرجني من الغربة التي أحسستها منذ
ولادتي و التي بدت و كانّها لا تنتهي .. حبٌّ يُعيد لي توازني ألذي فقدته, علّه
يُحقق لي معنى الوجود و يُمكّنني إرواء عطشي ألرّوحي للأصل الذي إنقطعت عنه
بإرادتي أو بغيرها بعد ما عجزت كتب الفقه و الأدب و الشعر و غيرها من تحقيق ذلك
فأنا روح شفافة للغاية لم تلطخها عبث الآخرين,؟فجهدت نفسي باحثاً عن ذات الحبّ
الكونيّ الذي فقدته بسبب الأقدار و آلهجر و بعض النفوس الشيطانيّة وكل البشر يحوي
شيئاً من الشيطان, و حين رأيتهُ – أي حبيّ ألمجازي - في غفلة من ذلك الزّمن الجميل
الذي لا يُمحى؛ ثبت لي بعد أسفارٍ أرضيّة مريرة .. أنّ هذا النوع من العشق ألمجازي
لا يستجيب و لا يقدر أن يروي و يملأ الفراغ الكبير الذي بدى مُمتداً في قلبي إلى
اللانهاية, و حقاً كان كذلك, ففي المحطة الأولى لمدن العشق الأرضية (1) تحطّم كلّ شيئ و خاب ظني و أملي من خير
الأرض, حتى يئست .. لأصل آلآخرة و أنا حيّ أُرزق بعد ما رأيت المحبوب قد إنغمر
بحبّ مخلوق بشريّ أرضيّ آخر أنسته كل
ساعات و أيام و أزمان العشرة و كأن شيئا لم يكن .. فأحسست بأنيّ مخطئ و مغبون في
نفس الوقت و حقيّ ضائع و تهت بعد ما علمت بفقدان العدالة في الأرض .. و بدأت أكرر قصيدة
(محمد صالح بحر العلوم) ؛ (أين حقيّ)(2) و طالما رددت قوله بجانب قصيدة أبو ماضي
حتى صرت أحنّ للقائهما, ومطلعها:
رحت أستفسر من عقلي وهل يُدرك عقلي .. محنة الكون التي إستعصت على العالم قبلي ..
أ لأجل الكون أسعى أنا أم يسعى لأجلي؟ و إن كان لكل فيه حقّ .. أين حقيّ؟
و هكذا كنت أحاول منذ الصغر وصول مدينة العشق الأبديّة للخلود فيها أبداً بعيداً
عن هذا الخلق والعالم الغريب .. أبحث عن حبٌّ لا تؤثر فيه كل قوى الطبيعة و مادّياتها
و نفوس هذا البشر الملوث بجذور الخيانة, و تهت في آلكثير من المتاهات و واجهتني
الكثير من الأخطار و المهالك التي نجوت منها, ربما كانت إرادة الله أن أبقائي
لليوم كي أسطر هذه الملاحم لتكون منهجاً لنجاة آلتائهين في دهاليز العشوق المجازيّة
التي حطمت آمالهم حتى مسختهم من دون أن يعلموا بعد ما جرى عليهم عملية الأستدراج
ثم المسخ .
شُعراء و علماء كثيرون من مختلف ألبلاد
و آلأمصار, ظهروا و خلّفُوا تُراثاً غنيّاً و دواويين شعريّة مُعبّرة و خالدة و
حتّى روايات و حكايات دالة عن آلعشق و آلعرفان وعن جانب أو جوانب ألحياة ألماديّة
وآلمعنويّة!
إلّا أنّ هُناك من بين أؤلئكَ آلرّجال ألألهيّين ألّذين برعوا حتى في
العلوم الغريبة(3) بجانب التقوى و الزهد و الأسفار الكونيّة؛ في العلوم ألأدبيّة و آلتّقليديّة و ألصُّوفيّة –
ألعرفانيّة – ألفلسفيّة .. ظهر بينهم شخصيّات قليلة فذة - عرفانيّة - أخلاقيّة
إستثنائية وصلوا القمة حتى درجة (العارف الحكيم)(4) بإبداعهم و نظرتهم آلعميقة
للوجود, فخلَّدتهم فوانين الوجود, و يُمكن رؤية و إستشفاف عمق الأدب وآلجّمال و
آلبُعد آلكونيّ في آثارهم تلك آلتي تركوها للناس الذين لم يعودوا يقرؤون للأسف ..
أجملها بنهج ألخلود مع وجود آراء أخرى مخالفة تماماً لهذا التقييم تتهمهم
بآلأنحراف و حتى الزندقة بسبب قصور في المعرفة بهم, حدّ الفساد الأخلاقي! حيث
إختلفت ألتّقيمات ألأدبيّة و الدّينية و العرفانية بحقّهم من ناقد عنيف يقابله
مادح مُحبّ حدّ التقديس ؛ و من مدرسة إلهيّة لأخرى إلحادية أو شيطانية؛ أو عقائدية
لأخرى وجودية, و هكذا و السبب هو إصابة آلنُّخب الثقافية و العلماء و المدعين للدِّين
بآلأميّة الفكريّة و الانا!
من
هؤلاء العظام بعد آلرّسل و أهل البيت(ع) هم محمد باقر الصّدر و الأمام الخميني و
السلطان شاه آبادي و الحكيم محمد حسين الطباطبائي سبقهم جمعٌ آخر معدودين أمثال محي
الدّين بن عربي و فريد الدين العطار ألنيشابوري و الحسين بن منصور الحلاج و با
يزيد البسطامي و إبراهيم الأدهم سلطان نيشابور و جَلالُ ألدِّين ألرُّوميّ و شمس
التبريزي و آلسّهروردي القتيل و غيرهم كثير, لك الذي برز في ميدان العرفان و
الحِكم بعد الأمام الراحل و الصّدر الأوّل هو شمس التبريزي و صاحبه ألرّومي قبل
800 عام, فمن هو هذه الشخصيّة التي بدأت تبرز أكثر فأكثر كلّما تقدم الزمن!؟
وسنتحدث عن هذا آلشّاعر ألعارف جَلال ألدِّين ألرُّوميّ, لأنّ قصته غريبة حقّاً و
قد فصلنا الكلام عنه في كتابنا (حقيقة جلال الدين الرومي)(5)!
فما هي حقيقتهُ و سرّهُ؟ و كذلك:
ألمُعجزة آلّتي سبّبت تعلّقهِ بشمس
آلدِّين ألتّبريزيّ:
ألأثر آلـذي تركهُ على آلطـرق
ألصُّوفيّة ألشّـرقيّة ؟
و لمـاذا تأخّر آلعرب و حتى آلعَالَم
في معرفتـــــه ؟
وما آلأثر ألذي تركه في أوساط
ألمُثقفين والأدباء؟
و مدى مصـداقيّته في تقرير أقواله
وملاحظاتـــه ؟
و كيف إختتمت حياته, و ما هو موقف
ألنّاس منه؟
وأخيراً ألأدب ألفلسفيّ في قواعد ألعشق
ألأربعون.
ألتفاصيل لمن يريد معرفة عالم مرموز بآلأسرار:
إنّ مجرّد الولوج في هذا العالم ألمرموز إبتداءاً ؛ يشعر الأنسان معه بآلتهيب و
الوجل و آلتريّث و الأغتراب, حيث يعتريه حالة غريبة يحسّ معها بأنه كآلسّابح في محيط
مترامي من الجّمال و الورع و الجلال و النشوة و الولج في العشق و العرفان .. مع إحساسٍ
رائع يداخلك ممزوج بهيبة و أمان!
و أنت تغوض هذا العالم اللامتناهي تشفق على نفسك و تتواضع بلا إرادة و بكل كيانك وسط
ذلك الوجود الجديد الذي لم يسبق أنْ خضته من قبل, و تشعر كم أنك تافه و ضئيل و
جاهل بمعلوماتك و مدّعياتك قبل ولوجك في هذا الكون السّحيق!
إنه لأعجب من العجب, أنّك و لمجرد الأبحار ثمّ التحليق في هذا الفضاء الرّحب
اللامتناهي تشعر أن روح الفضاء و ذاك المحيط المترامي حاضرة في وجودك, و هذا الجّمال
و العظمة لا يمكن أن يوصف .. لأن الجّمال يحتاج لجمال يتحدث عنه!
يعني؛ بعد أن يُنوَّر تلك الهالة من الأجواء العجيبة أسرارنا و ضمائرنا يميل صاحبه
إلى الهدوء و السكون و الصّمت, لذلك كثيراً ما يكون العارف ألنائل لتلك الكرامات
مستورة في العالم لأنه قلّما يظهرها أمام الناس و حتى أمام المؤمنين الذين لا خبر
عندهم عن عوالم القلب .. و يفتخرون – لجهلهم - بمدى عقليّ محدود جدّاً توصلوا إليه
بآلقياس مع آلمدى آلكوني, لأنه قد يرى بعض المسافات الظاهريّة فقط من غير التأمل
في أعماق الأشياء و الوجود!
و هذا الأمر لا علاقة له بآلمذاهب و الدين و العقائد .. إنّما هي علوم و أسرار
يتوصل لها العقل الباطن .. لا الظاهر .. الذي و كما أشرنا يفتخر به الناس و
العلماء و الفقهاء.
لهذا مولانا آلرّومي ألذي مرّ على ميلاده 800 عام و قبله أهل البيت(ع) و ألأنبياء
العظماء(ع) ما زالوا مجهولين كآلأوصياء .. كما الكثيرين من أقرانهم و على رأسهم أئمة
الهدى, و سيبقون مستورين عن العالم ما لم يفتح الأنسان ألعارف قلبه الباطن ليُبصر
حقائق الوجود العظيم!
لكن لماذا لا يستطيع البشر و حتى الأنسان الذي يعلو على البشر بدرجة(6) .. أن يكشف
حقيقة هؤلاء و يسير بطريقهم !؟
هل لأننا سطحيون ....!؟
هل لأننا تمسكنا بآلدّنيا؟
هل لأننا لسنا عاشقين؟
هل لأننا لسنا مُتيّمين ؟
هل قطعنا حبال الوصل مع المعشوق؟
هل لأننا نجهل الفنّ ألعميق .. كوانين الأفئدة؟
قال إقبال اللاهوري معظماً مقامه – أيّ الرّوميّ
- بعد رؤيته في المنام:
صيّر الرّومي طيني جوهراً. . من غباري شاد كوناً آخراً
و قال بعض العرفاء كالنورسيّ في آلرّوميّ:
[علّمني الرّومي أنّ ألف حكيم أحنوا رؤوسهم للتفكير لا يُضاهون كليماً واحداً
كآلرّومي].
و قد أكدّ هذا المعنى عارفاً آخر هو (أبو سعيد أبو الخير) على لسان ألحكيم (إبن
سينا), الذي قال عن مكانته:
[ما نراه نحن بفكرنا يراهُ أبو سعيد بعينه].
إنّ ما يكتبه العارف الحكيم هو آلذي يخلد .. بل لا يشيخون أبداً, إنّهم شُبّان
دائمأً.
تجلّى آلحقّ أمامهم في الوجود, بمشيئة الله الذي قال:
[سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ
حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ
عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ](7).
هذه الدّرجات العلا لا يصلها إلا مَنْ سار على نهج الحقّ المُبين و أدّى الحقوق و
صدق مع ذاته و مع الله و طبّق شرع الأسلام, و الذين يُسقطون آلأحكام ألشّرعيّة بدعوى
أنّهم وصلوا؛ كاذبون, و كما قال عارف حكيم:
إسألوا هؤلاء المدّعين: أَ عَرَفتُم ما عَرفهُ آلرّسول(ص)؟
فإن قالوا : نعم, فقد كذّبوا!
و إن قالوا لا, فهذا إقرار بوجوب إتّباع نهجه و أحكامه!
سألوا با يزيد البسطامي بعد ما قال شيئاً عجيباً مُعَظّماً نفسهُ: (سبحاني ما أعظم
شأني)!
أيُّكُما أعظم : أَ محمد بن عبد الله الذي قال؛ (سبحان الله و بحمده ...) .. أم
أنت يا أبا يزيد البسطامي الذي تقول؛ (سبحاني ما أعظم شأني)؟
قال مُبيّناً علّة ذلك : لأنّ رسول الله على عظمته و شأنه إنّما كان يقول: [سبحان
الله و بحمده .. و أنا أقول؛ سبحاني سبحاني ما أعظم شأني]!؟
لكون الرسول(ص) قد وصل مقام التوحيد فكان يُسبّحه تعالى بعد ما عرفه, أما أنا (با
يزيد) فما زلت مشغولاً بنفسي ولم أصل الذي وصله الرسول!
ألعاشقون لا يسمحون بدخول حبّ شيئ في وجودهم إلا بمقدار رضا الله, فكلما دخل في
قلبك حبّ شيئ ؛ خرج شيئا من حبّ الله منه.
لهذا قالوا: [إن علماً لا يصل بك لله؛ ألجّهل منه أفضل].
لذلك فآلواصلون يعبدون الله حقّ عبادته بإخلاص, و يقولون؛ إسألوا المشعوذين الذين حرّروا
أنفسهم من العبادة و الألتزام بدعوى كونهم قد وصلوا الحقّ!؟
أَ عرفتم ما عرف محمد(ص) و أهل بيته و أصحابه من الحقّ؟
فإن قالوا نعم؛ فقد كفروا فإحصروهم, لأن بقائهم إفساد للأمة.
و إن قالوا لا؛ فهم زنادقة .. يُريدون التّحرر من الفرائض و العبادة و الألتزام
لنيل الشهوات!
هناك مقام للمعشوق ومقام للعاشق:
ألمعشوق؛ له هيبة و سلطان عليك.
و العاشق؛ له ثلاث مراتب هي ؛
أعلى - أوسط - أدنى!
و تحدّ مقامات العاشقين ثلاث خطوط حدودية :
ألخط الأول : خطٌّ أقرأه أنا و تقرؤونه أنتم.
ألخط ألثاني : خطٌ أقرؤوه أنا ولا تقرؤونه أنتم.
ألخطّ الثالث: و خطٌّ لا أفهمه أنا و لا أنتم, إنه ما وراء الحقيقة تختصّ بآلذّات المقدسة.
فالحَلّاج(ألحُسين بن منصور) المُلقّب بشهيد العشق الإلهي قد وصل بداية
المقام العاشر .. لأنهُ يختلف عن العالمين.
و أما شمس التبريزي فقد وصل أعلى مقام .. إنه ملك أصحاب المقامات الثلاثة, و
سنتحدث عن الحلاج في الحلقة القادمة إن شاء الله بآلتفصيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كما للكون أسفار .. فللأرض أسفار أيضاً, و أوّل من أشار لها مجموعة من العلماء
كآلشيخ الأكبر و الأنصاري و الشاه آبادي و غيرهم, ونشير هنا إلى أسفار العارف
الحكيم العطار ألنيشابوري و هي سبعة : [ألطلب – العشق – المعرفة – التوحيد –
الإستغناء – الحيرة – الفقر و الفناء].
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=4244(2)
(3) ألعلوم الغريبة كثيرة منها: علم الجفر ؛ علم السّيميا ؛ علم ألسّحر و
قراءة المستقبل و غيرها.
(4) ألدّرجات أو المراتب العلميّة الكونيّة, هي كآلتالي : قارئ – مثقّف – مفكّر –
فيلسوف – فيلسوف كونيّ – عارف حكيم.
https://www.noor-book.com/en/ebook-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D9%87-(5)
%D8%AC%D9%84%D8%A7%D9%84-
%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1-%D9%88%D9%85%D9%8A-pdf
(6) ألمراتب الكونيّة للبشر بحسب الفلسفة
الكونية هي: [(البشرية) وهي المرتبة الأولى , ثمّ (الأنسانية) و هي المرتبة الأرقى
الثانية, ثم (آلآدميّة) و هي المرتبة العظيمة التي معها يحصل المخلوق الآدمي على
درجة التواضع التي يستحق معها الخلافة الألهية. للتفاصيل راجع كتابنا:[أسفارٌ في
أسرار الوجود] المُجلّد الرابع.
(7) سورة فصّلت / 53.
Wednesday, September 30, 2020
ألخيار الأمثل للكورد الفيليية
ألخيار ألأمثل للكُرد ألفيليّين
أمام الكُرد الفيلييون خيارٌ وحيد أمثل في الانتخابات القادمة بعد إنكشاف فساد جميع القادة المتحاصصين, أعرضها عليكم من خلال 10 نقاط لكسب حقوقهم المهضومة من قبل الأعداء و الأصدقاء إلى جانب نشر العدالة و الامن و تخليص العراق من الأزمات و المحن , بسبب طيبتهم ألزّائدة و إخلاصهم و صدقهم و عطائهم ألمعروف للعراق و للناس أفراداً و أحزاباً و حكومات و أمم, فقد كانوا حتى الأمس وجه بغداد ألجّميل خصوصاً قبل مجيئ صدام للحكم, حيث بنوا آلعراق و حملوا بغداد على ظهورهم بصدق و أمانة و هم يديرون تجارتها و صناعتها و حديدها و حتى سكرابها لإدارة العراق كله, و هم يخدمون الناس و يبيعوهم رزقهم في الشورجة و العلاوي وسوق الحديد و السكراب بباب الشيخ و أسواق الخشب في النهضة و محلات بغداد في الكفاح و غيرها ولم يكلّوا أو يملّوا بل فوقها و بدل ردّ الجميل لهم؛ هجم الغُربان الصداميون عليهم لتسفيرهم وتشريدهم بدل إكرامهم و إسعادهم لتبقى هذه الشريحة النموذجية مظلومة و مهضومة الحقوق للآن .. مُتغرّبة عن أوطانها في بلاد العالم, بل و تفاقمت و تعقدت أمورهم حتى بعد إستلام الأصدقاء للحكم بعد 2003م, فما زالت الحكومات المتواليّة تسحقهم و تستغلّ طيبتهم و تخصّصاتهم و أمكانياتهم و تسرقهم بلا ضمير و وجدان, لذلك فإنّ الخيار الوحيد و الأمثل لهذه الشريحة الكبيرة بهذا الظرف الذي قد يكون آخر فرصة لِلَمّ شملّهم و ردّ حقوقهم وإثبات وجودهم المُهدّد بين إجحاف الدول و الأطراف الرئيسيّة من الخارج و آلفرعيّة و آلأقليات المتحاصصة لحقوقهم من آلداخل حتى من أكراد الشمال للأسف؛ فمثلاً ألمسيحية لا يمثلون سوى نسبة أقل من 2% من سكان العراق بحسب تعداد 47 المشهور في العراق, بينما الكُورد الفيليية وقتها كانوا يشكلون ثلاثة أضعاف المسيحيين(1) ألذين حدّدوا لهم بالكوتا أكثر من مقعد في النواب و وزارة مع عدد كبير من السفراء و المدراء!
هذا بحسب أرقام رسميّة وردت من (وزارة الشؤون الاجتماعيّة) ألعراقيّة, حيث كان يبلغ تعداد الفيليّية عام 1947م أكثر من 30 ألف نسمة أنذاك و بذلك شكلوا نسبة 6% من نفوس العراق الذي بلغ عام 1947م مليوني و 968 نسمة, كان يسكن حوالي 14 ألف نسمة منهم في المدن في حين يسكن 16 ألف نسمة في الريف و بآلمناسبة لو أردنا إضافة الكُورد الفيليية الذين كانوا يسكنون في (بشت كوه) و الشريط الحدودي و هي مهران و إيلام و دهلران و زرين آباد يقابها بدرة و زرباطية وقصر شيرين و توابعها شمالا ثم إلى الجنوب بدءاً بعلي الغربي و الشرقي فالعمارة حتى آلبصرة ليتضاعف العدد لأنّ أكثر المدن تابعيتها أنذاك لم تكن معلومة بدقة.
و بحسب ألنّسب التصاعدية إعتماداً على قانون (الأنتكَرال) و حتى قانون (الأحتمالات) يجب أن تكون الزيادة تصاعدياً, ليصبح عدد الفيليين أضعاف أضعاف عدد المسيحين! هذا كمثال فقط عرضناه لنبيّن بوضوح مدى المظلومية التي لحقت بآلفيليين في قضية الحقوق و الحصص التي إختارها السياسيون لا نحن بآلمناسبة, لتحديد النظام ألسّيئ الجديد بعد 2003م, لأننا و الشعب أساسا نرفض التحاصص, لفقدان العدالة فيه وعدم وجود مثل هذه الحكومة في أيّة دولة أو نظام في العالم, و بناءاً على هذا يجب أن يكون حصة الفيليين(ألعراقيين) الآن أكبر من حصة المسيحيين و آلتركمان بأضعافٍ مضاعفةٍ بمستوى أكراد الشمال تقريباً إن لم يكن أكبر!
ألمطلوب الآن من وجوه و شيوخ و أساتذة الكرد الفيليية ألمُثقفون و هم يملؤون آلدّنيا وأساس العراق مناقشة المسائل المصيريّة الواردة في هذه الورقة لوضع ألأولويات و تحديد النقاط لدخول الانتخابات القادمة المزمع عقدها في حزيران عام 2021م بقوة حيث ستنقلب الموازيين بشكلٍ كبيرٍ بحسب توقعاتنا في الوضع الجاري و بعد كل الذي كان, و نأمل فوز الفيليّين الذين ضحّوا بسخاء و كانوا كآلماء بلا إسم و لون و عنوان و رائحة, لكنهم في نفس الوقت أصل و عماد الحياة, و المحاور الهامّة أدناه أضعها بين أيدي أساتذتنا و شيوخنا الكرام خاصة الأساتذة العاملين في الحكومة العراقية الحالية للنظر فيها ودراستها وتحقيقها لتكون ورقة عمل أساسية للمرحلة القادمة وهي:
أولاً: دراسة وضع الفيليين و تشتتهم و مراكز تواجدهم في بغداد و وسط العراق و الجنوب و بشكل خاص محافظة واسط و توابعها.
ثانياً: ملاحظة أن أكثريّة هذا الشعب ألمُضطهد خصوصاً المُسفّرين منهم في إيران و العالم حيث وصل عددهم لأكثر من مليون مُسفّر و مهاجر و ما زال أكثرهم يفتقدون حتى هوياتهم و جناسيهم العراقية؛ بينما أكثرهم - إن لم يكن كلّهم - قد ولدوا في العراق و خدموا الناس في أهم مرافق الحياة الأقتصادية و حتى العسكرية, و إستشهد منهم الكثير سواءاً أثناء الخدمة أو في سجون البعث و في نقرة السلمان و أبي غريب و آلألاف منهم لحدّ هذه اللحظة لا يعرف مكانهم ربما أُذيبوا بالتيزاب أو بثرامات اللحم في دجلة!؟ و هذا العمل بحدّ ذاته أكبر دليل على مظلوميّة هذا الشعب.
ثالثاً: تحديد الأسماء و الخطوط و مراكز الثقل لأهم العشائر و الكيانات الفيليية و مدنهم خصوصا في الداخل العراقي و في وسط بغداد و تشخيص الناشطين و المثقفين منهم و القيادات التي برزت خلال فترة المعارضة و حتى بعد السقوط, الغاية الأساسية هي إستخلاص قيادة بحسب الموجود و القوى العاملة, و لعلّ إنتخاب ممثل عن كل تيار أو عشيرة أو تكتل في البدء هو الحل الأمثل إبتداءاً .. لصالح الشريحة الفيليية التي تعتبر الثالثة في العراق من ناحية العدد و الأولى من ناحية المظلومية.
رابعاً: تحديد الأولويات و المحاور الرئيسية في ورقة العمل الأولية .. كأساس لتقديمها لإستخلاص ألمنهج ألأمّ الذي سيتم تحديده خلال المؤتمر (العام) الأوّل ألذي يسبق موعد المؤتمر (الخاص) لتحديد التفاصيل و الأولويات و المسائل الجديرة بآلبحث لوضع النقاط على الحروف, من خلال مجمل النقاط التي يطرحها كلّ مشارك أو مندوب في ورقته و توصياته في الأجتماع التمهيدي.
خامساً: تحديد الإستراتيجيات العامّة بخصوص العلاقات الداخلية و الخارجية و التنسيق مع الكيانات الأخرى بما يحقق مصلحة الوطن الذي يضمّ الجّميع لتحقيق العدالة.
سادساً: ألأتفاق على مرشح لرئاسة الوزراء و قد أشرت لأسماء بعضهم سابقاً, يتم خلال المؤتمر الخاص الذي ينعقد بعد المؤتمر العام بداية السنة القادمة, و هي خطوة ضرورية, خصوصاً بعد فشل الكيانات و الأحزاب الأخرى بآلأخصّ المتحاصصون للرئاسات كرئاسة الوزراء و مجلس النواب و رئاسة الجمهورية و هيئة القضاء الأعلى, بحيث لم نجد أيّاً من أعضاء الخط الأوّل و آلثاني و آلثالث في تلك الأحزاب التي مثّلت تلك الرئاسات؛ لم يصبح مليونيراً؟ لأن النيّات كانت منصبّة لذلك و لم تكن سليمة بل كانت مقوّضة بآلأنا و التعصب الحزبي و القومي البغيض؛ لهذا لم تكن لدى الجهات التي رشحت ممثليها أهدافاً وطنية – إنسانية .. سوى تحقيق مصالح أحزابهم و عوائلهم و قومياتهم و تياراتهم و ذلك كان مستوى فهمهم و ثقافتهم, و باقي الشعب في العراق كان يأتي دائما بآلدرجة الثانية و الثالثة هذا إن كان يبقى لهم شيئ لأن العراق الآن مدين بمئات المليارت بسبب ألأميّة الفكرية ففشلوا بل و إنسحبوا بشكل طبيعي حيث لم يبق لهم مكان في قلب الشعب خصوصا الفقراء منهم, و السبب فقدانهم للحكمة الكونية القائلة:
[لا ينال السعادة مجتمع فيه شقيّ واحد ؛ فكيف الحال إذا كان الشعب كله يشقى!؟].
لهذا فإنّ إنسانيّة و طيبة الفيليّ و وعيه الكونيّ المُميّز لمُثقفيه وعطائهم و كما ثبت ذلك للجميع سيجعلهم بحكم السّماء قادرين على تحقيق هذه الحكمة الكونيّة ليكون ممثلين حقيقيين لكل الشعب العراقيّ خصوصاً المظلومين منهم إن شاء الله بعد محاكمة الفاسدين.
سابعاً: طرح صيغة محددة لآلية الترشيح و الانتخابات, حيث يبدوا أنّ جميع الأحزاب بسبب الأميّة الفكريّة لا تعرف ذلك لأنها للآن لم تظهر ولم تُبيّن, و هي خطوة ضروريّة و كافية لوحدها كسب ودّ الجماهير بجميع إنتماآتهم, مع بيان كيفية الترشيح فردياً أو حسب القوائم, و بنظري؛ ألفرديّة أفضل من القوائم(نقطة للدّراسة), و يتطلب فرز و تحديث سجلات الناخبين و شطرها حسب المناطق الأنتخابيّة و مراكز متعددة لفرز النتائج بجانب إشراف لجنة من هيئة الأمم المتحدة لدرأ التلاعب بآلنتائج وكما يحدث عادةً, فإذا كان قانون الانتخابات لم يقرّ للآن مع دراسة المستلزمات و الكوادر و الأمكانات و التفاصيل الفنية؛ فأرى من المناسب قيام الأخوة بتقديم ذلك خصوصا و إن بعض أساتذتنا لهم خبرة و تجربة غنيّة في هذا المضمار.
ثامناً: الأهتمام بآلجانب الأعلامي و الأنفتاح ألمهني - المدروس على جميع المحاور الرسمية و غير الرسمية و إستغلال كل فرصة و لقاء خصوصا عبر القنوات الفضائيّة و شبكات التواصل لعرض مشروع الفيليية الوطني – الأنسانيّ - العالميّ لنجاة العراق من المحن التي أحاطت به بسبب التحاصص و الفساد و نهب الأموال التي جعلت العراق مَديناً لمئات المليارات للعالم بسبب سوء الأدارة و الأميّة الفكريّة و العقائديّة, إلى جانب أنّ الحديث عن الانتخابات و مشروع الانتخابات للآن كان مجرد للإستهلاك الأعلاميّ حتى من قبل الحكومة و لذلك لم يتقدّم أحد بمشروع مفيد و مثمر و واضح لفقدانهم لعلمه وفنونه بجانب فقدان الأخلاص في وجودهم.
تاسعاً: تحديد حلّ للأوضاع الغير المستقرة التي تندر بعواقب وخيمة في الوسط و الجنوب و حتى بغداد, فمن المحتمل أن تقوم القوات الأجنبيّة بضرب جميع المقرات خصوصا المقاومة, و دفع الشعب لحرب شاملة تكون سيئة العواقب.
عاشراً: ألتنسيق مع جميع الكيانات و الدّول خصوصا أمريكا و إيران للعيش بسلام و إنهاء الحرب لأن العراق لم يعد فيه شيئ يخيف الطرفان ؛ فآلنفط بأيديهم و المدن مباحة و القوى كلها مرتبطة بهم سراً و علانية بعضهم له إرتباط مزدوج؛ والأموال منهوبة بل العراق مَدين؛ و الشعب مُتمرّد حتى على نفسه بجانب تمرّده على ألاحزاب السيئة الصيت؛ و الدول العربيّة باتت أعرابية تتمنى أن يحترق العراق كله بسبب الطائفية, و هكذا يمكنكم القول بأننا وصلنا خط النهاية و لا بد من حكومة إنقاذ لتلافي الخطر الأكبر القادم الذي سيجسد كل الأزمنة العراقية المحروقة بضربة واحدة.
هذا هو مجمل ما أردت بيانه هنا للسّادة و الشيوخ و الوجهاء الأكارم في الطائفة الفيليّية لدراستها و إتخاذ ما يلزم بشأن تفعيلها كفرصة مناسبة للمشاركة في الانتخابات القادمة إن شاء الله .. و يتطلب هذا الأمر الأهمّ أوّل ما يتطلب هو:
الدعوة لجلسة تمهيدية بآلوجوه وبكل من يرغب ألمشاركة لإحياء و إقامة المؤتمر التمهيدي لدراسة هذه المقترحات من قبل كلّ مشارك بحسب تجربته و بصيرته للواقع و الأحداث, لترتيب النقاط الهامة و الضروريّة بحسب الأولويات, كمقدمة لعقد المؤتمر الخاص لدراسة الوضع الداخلي(المنهاج) والنقاط التي قد لا يمكن مناقشتها أمام الأعلام .. للمشاركة و الدخول في الانتخابات القادمة بثقة وقوة بإذن الله على أمل الحصول على رئاسة الوزراء, و الله و لي التوفيق.
خادمكم: ألحكيم عزيز إذ أنذركم بآلأحقاف و قد خلت النّذر من بين يدي و من خلفي أ لا تعبدوا إلا الله إنّ أخاف عليكم عذاب يوم عظيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حنا بطاطو, ألعراق. الطبقات الأجتماعية و الحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية, المجلد الأول. ص60.
مصادر تعينكم على تطبيق المنهج أعلاه:
https://www.noor-book.com/u/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A/books
Friday, September 25, 2020
كيف
يُسرق النفط و مردوده!؟ الحلقة الأولى
بقلم العارف الحكيم : عزيز الخزرجي
بسبب
السياسات الخاطئة بمقدماتها التحاصص و الأدارة المفقودة - لا الضعيفة فقط - تمّ
سرقة نفط العراق مع الأموال التي جنيت من وراءه .. أما كيف؟فآلجواب,هو:ـ
كما معلوم .. فإن كل واردات العراق الأساسية من وراء
النفط و بآلنقذ, لكن هل إستفاد العراق من تلك الأموال!؟
هذا هو السؤآل المركزي الذي يجب على كل عراقيّ أكاديمي
و مثقف ألإجابة عليه.
قبل الجواب : فلسفتنا الكونية العزيزية تحدّد قانوناً
طبيعيّاً هامّاً يجب على المنتديات البحث حول ماهيته و هو:
[كل
دولة و منطقة و حتى محلة لو كانت تملك ؛ (الهواء و الماء و التراب و النار) فأنها
تستطيع أن تتحضر و تعيش بسعادة بشرط وجود إدارة علمية مخلصة].
العراق كما أية دولة أو منطقة أو مكان بإعتقادي يحتوي
على العناصر الأربعة المعروفة حتى الأراضي و المياة المشتركة بين الدول لها خط
(تالوك) يقسم البلدان المشتركة بحسب قوانين هيئة الأمم المتحدة, إذن لا مبررات
أمام أيّة حكومة بفشلها في بناء دولها سوى إنها فاسدة ولا تريد أن تعمل بإخلاص إن
فشلت ..
أما الدول التي تملك بآلأضافة لذلك خيرات أخرى إضافية
كآلغاز و النفط و المعادن وغيرها كآلعراق .. فأن حكوماتها الفاشلة تكون متقصدة و
أكثر إجراماً من تلك الحكومات الفاشلة التي لا تملك شيئا من تلك الموارد الأضافية.
أما قضية السؤآل المركزي و الذي فحواه هو:
كيف
سرق الأجانب النفط و قيمة النفط أيضا؟
فهو:
النفط يُباع بشكل طبيعي كما أي منتوج مُصدّر و بحسب
الأسعار العالمية التي هي الأخرى مسألة محزنة لو علمنا كيف يتم تحديد الأسعار و
القيمة لكل برميل و هذا ليس محل بحثنا الآن..
بعد البيع و آلأستلام يأخذ المشتري نفطه في بواخر
عملاقة تحمل آلاف الأطنان من النفط أو عن طريق أنابيب أو ربما بشاحنات في بعض
الحالات و هكذا ..
و الأموال التي يستلمها البائع تذهب مباشرة عن طريق
البنوك الدولية المحددة لحساب تلك الدولة بإسماء الوزارات المعنية و الإمضاآت
الرسمية!
لكن السؤآل هو : إلى أين تذهب تلك الأمال في نهاية
المطاف و كيف يكون مصيره ..
تلك هي الإشكالية الرئيسية التي وقعت فيها الحكومات
المتعاقبة على العراق.
إنها و للأسف و بإختصار شديد ترجع لنفس تلك الدول
المستوردة التي إشترتها و بشكل طبيعي .. حيث يتم سرقتها بألف وسيلة و وسيلة و حجة
أقلها و أدناها الرواتب الفضائية و المخصصات و العقود الوهمية مع شركات وهيمة في
تلك الدول .. لترجع في النهاية إلى حسابات الأشخاص في بنوك الدول المستوردة ليتم
إستغلالها في عملية البناء من جديد على أراضيها .. و هكذا يتمّ سرقة النفط و أموال
النفط معاً!
المطلوب؛ هو إعداد نظام إداري حديدي و محكم و متقن و
حرفي داخل الوزارات المعنية بآلأضافة إلى محاسبة الفاسدين الذين يعرف الجميع
أسمائهم و عناوينهم و مساعديهم .. ليكونوا عبرة أمام الناس لوقف هذا الفساد العظيم
.. و إلا فأن الوضع سيستمر على هذا المنوال و النفط و كل النتاج الوطني الصناعي و
حتى الزراعي يذهب لجيوب المستكبرين منهم و إليهم .. و بشكل قانوني للأسف الشديد.
يتبع
كيف
يُسرق النفط و مردوده!؟ ألحلقة الثانية
بقلم العارف الحكيم عزيز الخزرجي
قلنا في القسم الأول من هذا المقال: [بسبب ألسّياسات
الخاطئة و الأدارة المفقودة - لا الضعيفة فقط - تمّت سرقة نفط العراق مع الأموال
التي جُنيت من وراءه ..] أما كيف؟ فآلجواب, يأتيك من خلال مصاديق كثيرة, منها:
فقدان العراق لأيّ مشروع أساسي كآلصناعات الأمّ و في مقدمتها الكهرباء عصب الحياة
المدنية و روحها ؛ و كذلك فقدان العراق للأئتمان الدّولي, يعني الثقة في التعامل
المالي و التبادل الأقتصادي مع الشركات و البنوك العالمية بسبب غسيل الأموال
ألمنهوبة؛ و النظام السياسي الغير المستقر؛ و كثرة الحكومات و المرجعيات؛ و
إستدانة الأموال من البنك الدولي بمئات المليارات؛ و بآلمقابل سرقة المسؤوليين
ألحيتان الكبار لمئات المليارات و وضعها في بنوك الغرب - يعني إعادة تلك الأموال
لهم - ليستثمرها نفس البنوك و الشركات التي دفعت تلك الأموال لشراء النفط إبتداءاً
و هكذا!
فمع
إزدياد تفاقم محن العراق يوماً بعد آخر لتكالب قوى الشيطان عليه من الدّاخل و
الخارج, حيث يسعى الفاسدون في الدّاخل إلى تثبيت موقعهم لإستمرار الأمتيازات و
المناصب و درّ الأموال بكل الأشكال و الأموال والطرق .. و من الخارج أيضاً تكالبت
دول العالم و على رأسهم أمريكا و روسيا بمعية أنظمتها, لتوجيه المزيد من الضربات
المالية و العسكرية و الأقتصادية لأجهاض أية نهضة أو نظام قد يؤدي لإنقاذ العراق و
إستقلاله, يضاف لذلك الغباء المفرط الذي ميّز المتحاصصين بكافة ألوانهم و أطيافهم
و أحزابهم لفقدانهم الأخلاص و النزاهة, لذلك فأنّ القادم هو الأسوء .. و أعتقد
جازماً بأنّ الانتخابات القادمة بحلول عام 2021م ستكون مفاجئة كبيرة و قاصمة لجميع
المشاركين خصوصاً الأحزاب و الكيانات المتحاصصة, بحيث أفضلهم سوف لن يحصل على بضع
مقاعد و لعلّ أطراف كانت محرومة كآلكرد الفيلييّن و تيارات مستقلة و مخلصة سيبرزون
بقوة في حال تنظيم أمورهم و توحيد صفوفهم بعقد مؤتمرات مركزية ليحصلوا على مواقع
متقدمة قد تصل لرئاسة الوزراء بعكس التيار و ستكون كارثة الكوارث على الأطراف
الاخرى, فيما لو جرت انتخابات نزيهة بما يرضي الله و مصلحة المواطن و هو أمر
مستبعد بوجود الحيتان التي إمتلأت بطونها بآلمال الحرام. و ربما يحاول البعض من
النفعيين المتحاصصين الحفاظ على التوازنات السابقة عن طريق إستمرار التحاصص حسب ما
كان في السابق و هو أتعس نظام لم نشهد مثيلاً له في العالم .. لتستمر المآسي و
النزيف المالي و الأقتصادي و الأعمار و غيرها, لأن التحاصص هو النهج الوحيد لبقاء
هؤلاء الفاسدين!
و الأحتمال الآخر هو حدوث إنقلاب عسكري بدعم و إسناد أمريكي لتصفية قوى الفصائل
السياسية و العسكرية ممّا قد يؤدي إلى حرب أهلية لا تحمد عقباه. و يبقى الأقتصاد
هو العامل الأوّل ألمُحرّك لكل عملية عسكرية أو سياسية أو حركة إجتماعية!
فالأقتصاد كما يقولون لولب السياسة و بوصلة الجيوش لتحديد المواقف, فلو كان النظام
نظاماً له مؤسسات و وزارات مهنية و أهداف مركزية بدعم من الشعب الذي ما زال يحتفظ
ببعض كرامته التي إن إستمرت بهذا الأتجاه فأنها ستواجه نفس مصير الشعوب التي تعيش
بظل الرأسمالية, فمع وجود النفط كعامل قوّة و محرك أساسيّ؛ فأنّ جميع تلك
الأحتمالات الواردة أعلاه سيضعف خطرها, لكن المعلوم هو العكس .. بسبب معاناة
الأقتصاد العراقيّ من مشاكل عديدة و الفوارق الطبقية و فقدان الأئتمان التي بدأت
تزداد بإضطراد .. إلى جانب الوضع المالي و فقدان الأئتمانات الدّولية التي لا تُبشر
بخير .. حيث فقد العراق إعتباره و رصيده لدى البنوك الأوربيّة بسبب غسيل الأموال
الخطيرة و التي تجرى بإنتظام في دول الجوار كدبي و السعودية و بيروت و العراق
كغسالة العالم للأموال القذرة التي يتمّ غسلها وتهريبها إلى خارج البلاد, حيث
تُؤشر الأرقام إلى وجود ما يقرب من نصف ترليون دولار عراقي مكدسة تحتاج لتبيّض إلى
جانب الترليونات الأخرى!
يقول
رئيس مؤسسة شيربا الفرنسيّة لمكافحة الجرائم الاقتصادية : [ تلك الدّول المحيطة
بآلعراق أصبحت غسالة العالم للأموال ألسّوداء القذرة, و أنّ دور تلك الدول كمركز
لعمليات الغسيل القذرة ظلّ لفترة طويلة سراً مكشوفاً و دواعش السياسة تعتبر (البنك
المركزي الأمريكي و الأوربي و السوق التي تباع بها السلع مقابل البترول) قد غدت رمزاً
للعولمة لجذب مثل هذه الأموال وأن هذه الدول التي باتت صورتها كمدينة جذابة
استطاعت بمهارة فائقة أن تُستخدم للإستثمارات .. و رمز للنفاق السياسي يتقاطر إليه
السياح السياسيين من جميع أنحاء العالم و يقصده تجّار السلاح و المخدرات أفواجا
للتفرج على حكومات و شعوب هذه الدول التي أستخدمت نجاح نموذجها الداعشي درعا لواقع
آخر مبهم و هو أنها تحولت إلى واحدة من كبرى آلات غسيل الأموال القذرة في العالم]
..
و قد
كشفت التحقيقات من قبل أوساط مطلعة بشأن أوراق دبي المالية؛ عن وجود نظام غسيل
للأموال في دولة الإمارات إستقطبت الكثير من أموال الفاسدين, و قد لجأ إليه حتى
الرئيس السابق لشركة التعدين في مجموعة (أريفا الفرنسية) لتبييض أموال حصل عليها
بطريقة غير شرعية, معلنةً ؛ [أنّ تبييض الأموال هذا .. أتسع بإضطراد و بشكل كبير
في السنوات الأخيرة], واستفادت دبي كثيراً من تشديد قوانين ملاذات الضرائب في
منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية لتصبح قبلة للجشعين الناهبين للمال العالم و
الفارين من دفع الضرائب في بلادهم مستقطبة بذلك حتى ثروات من الصين و روسيا و
أفريقيا و أوروبا و هو ما أعتبروه أنفصاماً في شخصية العولمة تجلت مظاهره في هذه المدينة
و أصبحت لدى العالم ترسانة من القوانين المقنعة بشكل متزايد لمكافحة الفساد و من
ناحية أخرى يبدو أن الممارسات القديمة لم تتغير و لم يكن توقيع دبي لجميع
الأتفاقات الحديثة لمكافحة تبييض الأموال و التهرب الضريبي
إلا محاولة لتلميع صورتها الأخلاقية الفاسدة وعما يمكن فعله لمعالجة ما يحدث يكشف
الجانب المظلم للعولمة التي يبدو أنها تترك دائما طريقة للالتفاف على القوانين
ممّا يشكل تحدياً كبيراً للمنظمات غير الحكومية و هو ما يعني أن التغيير لا يُمكن
أن يأتي إلا من خلال تحوّل عميق في الثقافة السياسية الداعشية لقادة و أنظمة تلك
الدول التي تصنع داعش ثمّ تجنّد الشباب للقتال ضد داعش! و لا حول و لا قوة إلا
بآلله العلي العظيم.
Sunday, September 20, 2020
عُلماؤونا
و آلوعيّ؟
ألعارف ألحكيم عزيز الخزرجي
ألعارف
الحكيم عزيز الخزرجي في كل قضية و مسألة و تقييم هناك أوزان و معايير تقيس بها
القضايا و الاحداث و الأفكار و القيم حتى قيمة الأنسان بل قيمة كل عضو و جزء من
بدنه في مباحث الديانات التي درسناها في البحث الخارج, حيث حدّد البعض بأنّ لكل
إنسان قيمة معينة البعض يساوي ألف دولار و آخرين قد يصل قيمتهم للملايين و غيرهم
أقل و ربما البعض لا يساوي شيئاً بسبب إتجاه الحياة المادية و هكذا, تمّ تحديد حتى
قيمة الأنسان و كأنه بضاعة تشترى و تباع! هذه المقدمة القصيرة جداً الكبيرة في معناها هي مدخل لقضية طفت
على السّاحة العراقيّة بسبب المقالات و الكتابات و المؤلفات التي وصل عدد كُتّابها
لأكثر من 50 ألف كاتب .. و هو رقم هائل لم نشهده في أعظم الدول كأمريكا و روسيا و
الصين و إيران التي تعتبر منبع الفكر و الثقافة و الأدب!
و لو حكّمنا المقياس الفلسفي الكوني كمعيار
لتقييم الكُتّاب و المقالات أو حتى الرسائل الجامعيّة و الحوزويّة التي من خلالها
تعطى درجة الأجتهاد التي تعادل (الدكتوراه) الأكاديمية لرأينا المصائب و العجائب و
الفوضى الفكريّة و العلميّة بشكل رهيب!
لذلك فأننا نكاد لا نرى بحثاً جديداً أو مقالاً
مُنتجاً أو رسالة مبدعة في مجال من المجالات يطرح أسساً و معادلات و أفكار و
نظريات مُبدعة يمكن أن تسبب تقدّم البلد و هذا ما يشهده الجميع على أرض الواقع و
على كل صعيد!
أما على مستوى المقالات و الكُتب؛ فحدّث و لا حرج لأنّ معظمها لا تعيش أكثر من
ساعة أو يوم في أفضل الحالات و تدخل ضمن المُجترّات و المقالات المكررة مع تغييرات
طفيفة و نسبية بين هذا و ذاك .. و هكذا حال الرّوائيّون و الشعراء و الأدباء .. و
علّة العلل في هذا الفساد الأخطر من الفساد المالي؛ هو الفساد الفكريّ – الفلسفي -
العقائدي حيث أن كُتّابنا و شعرائنا و أدبائنا أنفسهم لم يعوا الدّروس و العقائد
الكونيّة و الموضوعات الفكرية التي يطلعون عليها لم يهضموا أهدافها و غاياتها
لفقدان الأساسات الروحية و الفكريّة التي حدّدتها الفلسفة الكونية .. فليس
بآلضرورة و الامكان أن تعي و تُترجم ما تقرأ و تدعيّ العلم و الأستادية و الوعي
حتى لو عكسته عن طريق الكتابة أو الخطابة كبحث و كمقال و موضوع أو حتى كرواية أو
قصيدة؛ ما لم تقم بتدريسه و تعليمه للآخرين لوعيه و العمل به, و عندها يمكن القول
أنك علمت الموضوع و وعيته حقاً!
و يُمكنك تَنمية و توسيع مداركك و طاقاتك
الحقيقيّة بآلمُدارسة و النقاش الأيجابي ألمنتج و المثمر طبق قواعد الحوار و أدب
الحديث و تطبيقه لتكون مؤثراً في واقع الآخرين .. لا مُتأثّراً بهم و كما هو حال
الكُتّاب و الشّعراء و الأدباء آلآن و حتى فيما سبق بحسب القراآت و الموازيين
الكونيّة و الشهادات الواقعيّة, و إلا لما آل الواقع إلى ما هو عليه الآن من
التحلل و الفساد و كل أنواع الأخلاق المشينة و أولها الكذب و النفاق.
من أهم الفراغات الكبيرة التي تسببت في هذا
المصير؛ برامج التربية و التعليم في جميع المراحل الدراسية. إنتشار الدين من دون الأصل المتمثل بآلولاية, بل
تمّ التأكيد على الأحكام الفقيهة الشخصية للعمق من دون معرفة ما هو الاهم و الأقدم
و الاولى و هي جواب الأسئلة الستة بجانب معرفة المحبة كأساس للوجود.
وسائل الأعلام و الثقافة الشكلية ألشّعرية الشهويّة
التي تُركّز عليها لتزويقها, حتى جعلوا الناس يسيرون كآلعميان وراء كسب المعيشة من
دون معرفة السبب.
و في مقابل تلك الأسباب .. يأتي فقدان أهل الفكر و العلم الحقيقي للبرنامج و
المنهج العلمي الذي على أساسه يتمّ التخطيط و العمل بحسب الخطط الستراتيجيّة
ألمُعدّة و ربط بعضها ببعض لتكون النتائج متكاملة و مثمرة, و من هنا أكّدنا و نؤكد
للواعيين المخلصين بضرورة فتح المنتديات و المراكز الثقافية بحسب البيانات
الكونيةلنشر الفكر و الثقافة و المحبة بين الناس.
من آلمسائل الأخرى التي تدعم عمليّة البناء
الفكري و الأنتاج العلميّ و تطوير المناهج ؛ هي إختيار الموضوعات المناسبة و
المعمّقة و المُتسقة مع عملية البناء و الإعمار و حركة التطور و المجالات التي لم
تطرح من قبل لسدّ الإحتياجات و تأمينها داخلياً. و فوق ذلك كلّه؛ يجب أن يكون الدستور(النظام)
مبنياً على اسس الفلسفة الكونية ألعزيزية, إلى جانب أن يكون ألرئيس و الوزير و
المسؤول و المشرف على البرامج و الأنظمة من المسؤوليين و الوزراء و الرؤوساء
الكبار (كرئيس الجمهورية و الوزراء و النواب و غيرها) مخلصين و مُلمّين و قادرين
على إدارة و ترشيد العمليات الإداريّة و الفنيّة و البرامج المختلفة, بحيث يكونوا
الأقدر و الأكفأ و آلأخلص من كلّ الموجودين من ناحية القدرة و العلم و الأدارة و
القيادة لتنفيذ المشاريع خصوصاً الأم, لا كما هو الحال الآن حيث إن كل رئيس و وزير
و محافظ لديه عشرات المعاونيين و المستشارين و المحلليين بجانب رؤوساء المكاتب و
الخدم و الحشم و الموظفين ممّا يسبب و يمهد للفساد الأكيد و بشكل طبيعيّ!
في الدّول المتطورة تكنولوجيا و مدنيّاً ؛ رأيت
الدّوائر الخدمية و الشركات الكبرى و المصانع الرئيسيّة و الشركات الأنتاجية
خصوصاً الشركات الأم؛ تُنسّق مع الجامعات المعروفة لإستقطاب الطلاب ألعباقرة و
النابغيين و الاتفاق معهم بعقود للخدمة في مؤسساتهم مقابل تأمين دفع أجورهم و تكاليف
الجامعة طيلة فترة الدراسة حتى التخرج مع بعض الأمتيازات, هذا إلى جانب التنسيق
الكلي مع برامج الجامعة بشأن متطلبات سوق العمل و الشركات للأختصاصات المعنية .. و
الجدير ذكره أيضاً ؛
إن منصب الرئيس و بعض المسؤوليات و المناصب الهامة في الحكومة الأمريكية يفضلون
على العموم إستخدام من يكون خريج جامعة هارفارد و ربما واشنطن بحيث بات كشرط أساسيّ
في أغلب الحالات و المناصب الحساسة.
أما في بلادنا و منها العراق بآلذّات فقد حدث نفس
الشيئ في التعيين و ترتيب النظام .. لكن بآلمقلوب و العكس و آلخطأ, بسبب الحزبيات و العنصريات و القوميات و
العشائريات التي دمّرت أساس و أواصر الثقة والعلاقات الاجتماعية وغيرها على كل صعيد!
لقد كان جلاوزة النظام البعثي و قتها يأتون للجّامعات
و يتصلون بآلأدارة و بآلطلاب البارزين لعمل العقود معهم بعد عرض المغريات و الأمتيازات
و الرواتب المستمرة عليهم حتى التخرج مع سيارة فرنسية من نوع (بيجو 404) بآلأضافة
إلى بيت مجهز يسلم له بعد التخرج .. بشرط أن يتطوع للخدمة في سلك المخابرات و
الأجهزة ألامنية الصدامية العامة و الخاصة, لا لبناء الوطن و خدمة الناس .. بل
لملاحقة و متابعة المواطنيين للحفاظ على أمن مسؤولي السلطة لا المواطن, و كنتُ من
الذين إتصلوا بي أيام الجامعة عن طريق صديق كان يودّني رغم إني لم أنتمي للبعث و
ما زلت أتذكر أسمه للآن وهو وليد خالد فلاح, حيث رفضت عرضه على الفور و قلت له ؛
هل تريدنا أن نقضي حياتنا تحت أمرة ضابط ... أو مسؤول بدوي ... كعلي حسن و حسين
كامل و هاشم حسن المجيد؟
ثمّ ماذا ستفعل ؛ هل سنجري التجارب التكنولوجية ؟
هل ستكشف أليكترون محايد للأليكترون الأساسي؟
أم ماذا ؟
قال : لا هذا و لا ذاك .. لاجل الأمتيازات التي يحلم بها أيّ عراقي!!
و هكذا نتيجة تلك السياسات؛ حلّت المآسي و للآن في أوساطنا , حين سار المتحاصصون
بسبب الأميّة الفكرية بعد زوال البعث على نفس النهج من دون تغيير ليهدروا و يسرقوا
المليارات ألنقدية من دون طائل و فائدة و إنتاج و بناء, و سيستمر الوضع على هذا
المنوال .. ما دام الرّؤوساء و الوزراء و المسؤوليين والنواب خصوصا الكبار؛
يتعيّنون بآلمحاصصة و الشعب العراقي المسكين يصفق لهم : [بآلروح .. بآلدم .. نفديك
يا حزبي .. يا عفـــــ...!
من هنا جاء تأكيدنا على أهمية و ضرورة تأسيس ألمنتديات
الفكريّة – الثقافية – العلميّة لتكرير المعلومات و تمحيصها و تجربتها و صقلها
لأجل الأجيال القادمة لأعداد المثقفين القادرين على سير دفة الحكم بما يرضي الله
لا نفوس المتحزبين المتحاصصين, و بذلك فقط يتحقق المراد الكونيّ في قضية بناء
الوطن من أجل الأنسان ألذي لا بد و أن يتحمّل العمل و الجهاد من أجل آلفكر و
المعرفة الحقيقية .. للتهيأ و آلبدء بآلأسفار المختلفة الأرضية و السماويّة و الله
المعشوق من وراء القصد.
العارف الحكيم عزيز الخزرجي