Sunday, August 29, 2021

 محنة الفلاسفة عبر التأريخ واحدة!

حكم ملك (اثينا) على سقراط بالاعدام حتى الموت و خيّرة بين طريقتين للموت.
الأولى: اما شنقاً بالحبال.
و الثانية: بتناول السّم ؟
فاختار سقراط ألسّم على الحبال, و أعطاه الملك ان يختار شخصاً قبل ليلة واحدة من الأعدام .. مِمّن يُحبّ أن يراهُ و يستأنسه قبل آلموت بآلمكوث معه طوال الليل حتى ساعة الصفر في الصباح, فاختار سقراط تلميذه المُفضل (أفلاطون)!
ذهب رسول الملك الى افلاطون واخبره بآلأمر .. بكون سقراط اختاره من دون الناس ليسامره في ليلته الأخيرة من عمره قبل شرب السّم؟
فلبى افلاطون الطلب على الفور, و أسرع ملهوفا لمقابلة استاذه في اخر ليلة من حياته, فدخل افلاطون على استاذه مسرعأً وعانقهُ بلهفة و صدق و أجهشا بالبكاء تعبيراً لشوقهم و حبّهم لبعضهم حتى سقطا على الارض!
و أوّل جملة قالها افلاطون لاستاذه سقراط و بلا مقدمات:
دعنا نغافل الحرس او نغريه بمبلغ من المال لاخراجك من هذا السجن و آلهرب بعيداً نحو الجبال والغابات!؟
لكن سقراط رفض الطلب على الفور .. فقال له تلميذه افلاطون مُتعجباً:
و لماذا ترفض يا استاذنا و انت فيلسوف عظيم و وجودك بين الناس امرٌ هـام للغاية لهدايتهم؟
قال سقراط: أكون استاذاً عظيمأً للناس حين أموت مسموماً و ليس عندما أهرب لنجاة نفسي!؟
قال افلاطون : وكيف يكون ذلك؟
قال سقراط: إذا هربتُ .. فيكون هروبي إعترافاً صريحا بانّ جميع العقائد التي آمنت بها و أعلنتها و حكموا عليّ بالاعدام بسببها؛ هو كذب و نفاق.
قال افلاطون: كيف يكون كذب و نفاق و سيرتك آلنظيفة لا يشكّ بها أحد؟
قال سقراط: لأنهم - أيّ الحُكّام - سيقولون للناس بعد هروبي؛ أ لّم يقل لكم (سقراط) بانّ هناك حياة أبدية بعد الموت وعالم مثالي قائم على العدل المطلق وآلسعادة الابدية!؟
عندها سيقول الناس: نعم سمعنا هذا منه مراراً!
عندها سيقولون: اذن لماذا لم يختار آلموت ليذهب الى ذاك العالم الرحب ألآمن ويتنعم فيه بحسب قوله؟
سيقول الناس بعدها: لا ندري!؟
عندها سيقول حماة النظام و شرطته: لأنه - أيّ سقراط - كذّاب و منافق و كما قلنا, و لا يوجد عالم ممّا ذكر للخلود و البقاء.
فقال افلاطون لاستاذه سقراط: يا استاذي المبجّل سقراط :
اوصيني إذن بما تريد ان افعله بعدك؟
قال له: عليك بنشر اقوالي بين الناس.
قال افلاطون يا استاذي وهل هذا الأمر يحتاج ان توصيني به!؟
فكرّر سقراط القول ثلاثاً؛ (أوصيك يا أفلاطون بنشر اقوالي), فتعجّب افلاطون من ذلك التكرار و الأصرار, وقال يااستاذ: إذا لم تثق بي فلِمَ اخترتني لمجالستك من دون الجميع؟
فبكى سقراط واعتنق أفلاطون وقال ياتلميذي الغالي انا اخترتك على ولدي و أهلي و أصدقائي لأننا أصحاب قضية!
قال اذن لِمَ تُكرّر الوصية و كأنك تشكّ بي خوفا من نكرانها؟
قال سقراط: لأنك لا تعلم كم سأكون مخيفاً لهؤلاء الظالمين بعد موتي!؟
فتعجّب افلاطون من كلام سقراط, وقال:
و انت يااستاذي .. عظيمٌ و انت حي ومخيف لهم و أنت خائف ..
قال سقراط: بل بعد موت جسدي ساكون اكبر خطورة و أعظم أثراً بكثير .. فيشددون عليك أيما تشديد حتى تترك كلامي, لأنهم .. انما حكموا عليّ بالاعدام ليعفوا أثري!
لكنهم لا يُدركون بانّ الذي سيحصل هو العكس تماماً .. فعاهد افلاطون استاذه من انه سينشر اقواله مهما كلّف الثمن ولو حياته, وظلّ سقراط وتلميذه افلاطون يتسامران طوال تلك الليلة الأخيرة حتى اصبح الصباح و دخل السجانُ على سقراط و بيده كأس السّم و امر سقراط بأن يشربه فوراً فصار سقراط ينظر في الكأس (كأس ألمنيّة) ودموعه تنحدر على خدّيه وافلاطون يقول: وا أسفاه عليك يااستاذي .. اراك تشرب سمّ الموت ولا استطيع ان افعل لك شيئاً .. وهكذا شرب سقراط كأس السم وصار يحدّق بوجه افلاطون .. وافلاطون يبكي بمرارة .. و بدأ السم يسري في جسد سقراط ألنحيف وهو يتقلّب يميناً وشمالا .. فقال له افلاطون يا استاذي العزيز لماذا اخترت السّم على الشنق .. و الشنق أهون عليك واسرع؟
قال سقراط لامرين؛ قال افلاطون وما هما؟
قال: حتى أثبتْ لهم أنّي على يقين ممّا اقول .. و آلسبب الاخر, هو:
إني احببتُ أن اراكَ لأوصيك بحمل رسالتي من بعدي, لعلمي انهم سيعطوني فرصة لقاء أخيرة مع إنسان احبّه و عزيز عليّ, فاخترتك!
ثمّ انقطع كلام سقراط وفاضت روحه آلطاهرة الى بارئها!
(قصة مؤلمة وممتعة في ان واحد)!
تلك هي نهاية الفلاسفة الحقيقييون و كما كانوا يتعاملون معهم عبر التأريخ و إلى عهد قريب ..
أما الآن فآلتعامل قد تغيير نحو الأسوء؛ فلم يعودوا يقتلون الفيلسوف الذي عدة ما لا يضّر حتى نملة على الأرض؛ بل بآلعكس يسعى لأحياء الخلق جميعأً بآلمعرفة.. أما الآن فآلتعامل مع الفلاسفة بات أكثر إيلاماً و قسوة و إجحافاً, حيث يحاصرونهم و يقطعون أرزاقهم و لا يسمحون لهم بأخذ دورهم القيادي في الفكر و المعرفة لأحياء المجتمع بدعوى الديمقراطية و الشرع و آلقدسية و الأعراف و العشائريات و القوانين الحكومية التي تصب في جيوب الحاكمين.
بل في بعض الدول الغربية الرائدة في مجال الصناعة و التكنولوجيا فقط؛ أرادوا قبل سنوات غلق حتى قسم الفلسفة في الجامعات, بل حالها اليوم شبه معطلة. لأن الناس لم يعودوا يرغبون دراسة الفلسفة حيث لا أحد يعير أهمية لهم و لإختصاصهم لعدم وجود فرص للعمل, فمال الناس للأختصاصات التي تروج لها المنظمة الأقتصادية الحاكمية كآلهندسة و الطب و التكنولوجيا و ما شابه ذلك ..
و آلدّرس الكبير الذي نتعلّمه من ذلك, هو: [رغم كل هذا الظلم و الأجحاف بحقّ الفلسفة و الفلاسفة؛ هو السعي لتبليغ رسالة الأخلاق و الحقّ للناس رغم أنه قد يكلفنا حياتنا للأسباب المعلنة, لكن الحياة بدون العقيدة و الأيمان بآلوجود لا معنى له حتى لو تمّ تشّيد قصور و أبراج تعلو ناطحات السحاب!
حياتنا هذه لا يمكن أن نخلد فيها ببرج مشّيد أو سيارة روز رايز أو عمارة برجستون؛ بل بآلمحبة و بآلصدق مع ما نؤمن به .. لا التظاهر بآلعقيدة و كما يفعل أكثر الناس لأكل الدنيا بتلك المظاهر!
لهذا أصدرنا خلال هذه الأيام كتاباً هاماً يُساعد المبلغ و الكاتب و المثقف و الأستاذ والمفكر و الفيلسوف لإيصال رسالة الحقّ للناس .. كل آلناس!
و توكّلوا على الله و إبدؤوا بتحقيق رسالة الفيلسوف لأداء ولو جزء من الوفاء الذي يستحقونه, لأن عدمه يعني جفائكم و نكرانكم للحق و الذي له إنعكاسات سلبية قوية على أرواحكم و مصير من يتعلق بكم .. و الحمد لله أولا و أخيراً .
ع/ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي: سيّد حسين الحسيني

 ألسيد المجاهد عمار الحكيم حفظه الله الصّادق الناطق بآلحقّ:

أخيراً حصلنا على إنسان صادق ليغطي بصدقه و نبله على براءة 40 مليون كاذب في العراق كما كنت أعتقد, لذلك أعتذر من الصّادقين خصوصاً ألقادة المتحاصصين الميامين "أولاد الحلال" .. و الحمد لله على هذا الكشف الذي أدحض آرائي الكونيّة التي إنقلبت رأساً على عقب فأصبحت أرضيّة - ترابية ككلّ الأراء و المقالات التي ينشرها الكُتّاب على صفحات الفيس و المواقع الأعلامية.
حيث قال السيد الصادق ألصّديق عمّار ألحكيم مُعلنأً بأنّ: فقره وصل حدّاً أبكت ملائكة السّماء .. حيث قال ؛ [إن إبني السيد مهدي مسكين و عاطل عن العمل و لم يستطع الزّواج لأنه بلا مال بسبب المحاصصة الظالمة التي دمّرت شباب العراق]!
إنا لله و إنا إليه راجعون .. لذلك نهيب بالشعب العراقي رغم مآسيه أن يقف بجانبه و دعمه في محنته و محنة إبنه مهدي العظيمة و إن كان الشعب نفسه يتضوّع جوعاً و مرضاً و فقراً, لكن وضع هذا السيّد الصادق الصّدوق الصّديق أسوء و أمرُّ و أقسى منهم, و القضية لا تقف عند هذا الحد؛ بل يتعدّى ذلك .. لكون السّيد عمار المجاهد المنكوب ؛ مَدين ببعض الأموال للناس و كما صرح للأعلام بإستحياء و خجل قبل فترة أيضا بسبب الفقر الذي يُواجهه و عائلته حتى نزلت دمعتي. فإنا لله و أنا إليه راجعون.
ع/ العارف الحكيم عزيز حميد مجيد : سيّد حُسين ألحُسينيّ

 لآلئ من ألنّبأ ألعظيم في الجزء الخامس للهمسات ألكونيّة:

ألعراق كما معظم البلاد في العالم تحتاج ألأخلاق و القيم, و الأخلاق ليستْ كما فهمها المتديّنون التقليديون و غيرهم بكونها تتجسد فيمَنْ يُضحك الناس ويستهزأ ويهمز ويغمز ويستغيب ويكذب على هذا و ذاك في المجالس والمنابر و وسائل الأتصال المختلفة؛
بل عنوان الأخلاق و سيّدهُ هو (الأدب و الحياء و الأحترام) أوّلاً ثمّ يليه؛ ألصّدق و الوفاء و المحبّة و الطهارة و النبل و لقمة الحلال و نبذ الحَسد و الطمع و آلسّعي لعمل الخير و نصرة المظلوم و معرفة الجّمال و قوانينه و التسلح بآلثقافة و العلم .. لذلك شوّقنا الناس بشتى الوسائل و الطرق لتحقيق تلك المبادئ و المُثل الكونيّة .. حيث إستطعنا بفضل الله تعالى جمع حزمة عظيمة من أنوار الحِكم و جواهر الأقوال المأثورة في مُجلّد آخر, هو (المُجلد الخامس) بعد صدور أربعة مجلّدات ضمن (السلسلة الكونيّة), كهدية للكونيين ألذين ضحوا و صمدوا و خسروا كل شيئ وسط جهنم الدّنيا المحكومة بآلشّر و الزيف لفقدان الوجدان و مسخ الحكام و الأحزاب وحولهم الأعضاء والناس حيارى في هذا الوسط للأسف, لأسباب لا تتعدى البطن و البيت و الرّاتب بدل الحقائق الكبرى .. كسبب وجودنا عبر جواب الأسئلة السّتة, و الهدف الأسمى لتحقيقه وآلتي عرضناها مراراً و تكراراً, و الله المُسدّد و له الفضل في كلّ ذلك.
ع/ ألعارف الحكيم ؛ حسين ألحُسيني.
للأطلاع على الكتاب عبر رابط (كتاب نور):
https://www.noor-book.com/en/ebook-%D9%87%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%87-%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3-pdf
وكذلك عبر رابط (مقهى الكتب):
https://www.kutubpdfbook.com/book/%D9%87%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3/download

 قصة سقراط الحكيم :

سقراط والسّفسطائيّن
لقد كان سقراط واحد من أعظم الفلاسفة اليونانيين الذين عرفهم العالم. وظلت فلسفته تنشر شذاها في العالم إلى يومنا هذا...وكان هذا الفيلسوف محبا للجمال.. ومحبا لقيم العدل.. واستطاع بذكائه الحاد أن يقضي على السفسطة التي سادت عصره.
تلك السفسطة التي قلبت الحق باطلا، والباطل حقا...بادعاء أن كل الأمور نسبية فليس هناك فضيلة مطلقة.
فالسرقة مثلا إن كانت قد أضرت المسروق، فهي مفيدة للسارق.
وإذا قال أحد من الناس إن الجو حار، وقال آخر إن الجو بارد فكلاهما في رأي السوفسطائيين على حق لأن كل واحد منهما شعر بما أحس به!
فلسفة من شأنها أن تفسد الحياة، فتصدى لها الفيلسوف العظيم سقراط، وأْعاد الحق إلى نصابه.. ليعرف الناس أن الحق حق، وأن الباطل باطل، وأن الحقيقة لايختلف حولها إثنان.
فأستطاع سقراط أن يخمد أفكار السوفسطائيين. ويضع نهاية لتشويههم الحقيقة عن طريق منهجه بأن يلقي على سامعه الأسئلة التي تقوده إلى الحقيقة .. والتي من خلالها يظن سامعه أنه اهتدى إلى هذه الحقيقة بنفسه !
وكانت مآثر هذا الفيلسوف العظيم كما يقولون عنه أنه أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض بمعنى أن جعل الفلسفة تهتم بمشاكل الإنسان وهمومه.. بأن يعرف الإنسان نفسه لا أن ينطلق ببحث فيما وراء الوجود.. وقال كلمته الشهيرة التي كانت محفورة على معبد دلفي : ( اعرف نفسك ) !
كان دائما يقول:
'أني أسير في أعقاب الحق، وأتلمس آثارة تلمس كلب الصيد للفريسة'
'أنا لا اعرف غير شيء واحد، هو أنني لا أعرف شيئا'.
أي أنه كان منتهي أمله أن يتعلم، وأن العلم هو ضالته وأن على كل إنسان سوي أن يكون العلم ضالته.
و كان سقراط ضخم الجثة، غليظ الشفتين، أفطس الأنف، جاحظ العينين، ومتزوجا من زوجة متسلطة، لأنه ترك مهنته كنقاش، وراج يجوب شوارع أثينا ينشر الفلسفة ويبشر بها دون أن يلتفت لمهنته !
وكان لابد لمثل هذا الانسان الذي يلتف حوله شباب أثينا من كل الطبقات.. الغنية والفقيرة، للاستفادة من حكمته.. والاستماع إليه وهو يتحدث عن الإنسان وحكمة الحياة. وأنه لاينبغي الخوف من الموت.. لأن الموت إما عدم وبالتالي لن يكون ثمة شعور به.. وإما أن الأنسان سيرى في هذا العالم الآخر الذين تركوا بصمات في هذه الحياة ورحلوا.. ومن هنا يسعد الانسان بهذا العالم الذي 'لانعرف عنه شيئا.. وفي كلا الحالتين لم يعد الموت مخيفا.
واستمع الشباب إليه و هو يتحدث عن الله و وحدانيته كما استمع الشباب إليه و هو يسخر من ديمقراطية أثينا.
كل ذلك دفع البعض الى الحقد عليه حسدا من قدرته المذهلة في النقاش، والوصول بسامعه إلى أبواب الحقيقة..
وحقد عليه السوفسطائيون لأنه هدم مذهبهم في الشك في كل الأمور حتى تتقدم الحقيقة المطلقة و لم يكن غريبا بعد ذلك أن يجابه بالاتهامات التي تزج به في أعماق السجن تمهيدا لمحاكمته والتخلص من حياته بالموت !
وكان أن وجهت إليه تهمتان:
التهمة الأولى:
أنه لايعبد آلهة أثينا يعبد آلهة من عنده.
التهمة الثانية:
أنه يفسد الشباب ، و قد وجه إليه هذا الاتهام أحد تجار الجلود و يدعى أنتيس(Anytus) لأنه أفسد ابنه الذي حرضه على ترك مهنة والده، والاتجاه لدراسة الفلسفة و قبض على سقراط ليقدم إلى المحاكمة !
ونرى من خلال ما كتبه أفلاطون على لسان استاذه سقراط، كيف دافع سقراط عن نفسه في محاكمة ظالمة..
ومن خلال دفاع سقراط عن نفسه، نرى كيف انكر الاتهام الذي وجه إليه، وكيف عاتب الذين جاءوا ليحكموا عليه بتهمة أنه ينكر الإله بجانب إفساده للشباب، ومع أنه فنذ كل التهم التي وجهت إليه بأسلوب جذاب، ومنطق عميق إلا أنه حكم عليه بأن يموت بالسم !
وقال لهم سقراط وكأنه يودع الحياة، و يودع أصدقاءه.. بعد أن قرر أن ينفذ الحكم و لا يهرب من سجنه، وكان في إمكانه ذلك، فقد كان من بين تلاميذه تلاميذ أغنياء يمكنهم أن يفدوا استاذهم عن طريق رشوة الحراس، وتوفير الوسيلة لهرب سقراط، ولكنه رفض ذلك وقال لهم كلماته التي عاشت:
" لقد أزفت ساعة الرحيل .. وسينصرف كلا منا إلى سبيله فأنا إلى الموت، وأنتم إلى الحياة، والله وحده عليم بأيهما خير "
ونقرأ في كتاب ( أعلام الفكر الأولى ) نهاية سقراط كما وصف ذلك أفلاطون في (فيدون) وهوكتاب يعد من كبريات ملاحم العالم، فيقول أن تلاميذ سقراط احتشدوا حول أستاذهم المحبوب، فدعا سقراط أحدهم إليه وجعل يمر بيده على شعره وهو يشرح آراءه في الحياة والموت وخلود الروح
فالموت نسيان خالد حلو لا يفسده إضطهاد أو ظلم أو خيبة أو ألم أو حزن، أو أنه باب نلجه فنمضي من الأرض الى السماء.. إنه المدخل إلى قصر الله '، و هناك أيها الصحاب لا يقتل إنسان من أجل عقائده، فابتهجوا إذن واستبشروا، ولا تأسوا على فراقي.. وقولوا حين تودعونني القبر إنكم إنما دفنتم جسدي لا روحي'.
توشك الشمس أن تغرب، فيدخل السجان و في يده السم
ويقول:
'بربك ياسقراط لا تحقد علي فأنت تعلم أن غيري يحمل إثم موتك ولا أحمله أنا'
يقول ذلك، ويمد يده بالكأس إلى سقراط و يجهش بالبكاء وهو عائد من عنده.
لم يستطع أحدنا أن يحبس دمعه، فانهلت شؤوننا برغم منا عدا سقراط فقد ظل رابط الجأش يقول لصحبه:
' ماهذا السخف.. لقد صرفت النساء تفاديا لمثل هذا المشهد.. السكينة إذن و دعوني أمت في هدوء '
فلما سمعنا هذا استجبنا وكفكفنا الدمع، فلما شرب سقراط قدح الشوكران ( السم ) استلقي على سريره كما أمره السجان، وسرى السم تدريجيا من قدمه صوب قلبه فأهتز هزة عنيفة، و جمدت عيناه.
وقد صور هذا المشهد أمير الشعراء " أحمد_شوقي" في صورة شعرية أخاذة عندما قال :
سقراط أعطي الكأس وهي منيته --
شفتي محب يشتهي التقبيلا ---
عرضوا الحياة عليه وهي رخيصة --
فأبى وآثر أن يموت نبيلا ---
إن الشجاعة في القلوب كثيرة --
ورأيت شجعان العقول قليلا __
‏" ليس من الضروريّ أن يكون كلامي مقبولاً عند الناس، المهمّ هو أن أكون صادقًا فيه".
‏⁧‫ *** سقراط‬⁩ ***

Saturday, August 28, 2021

 

رؤيتنا حول آلإنتخابات:

مناكفات و إنسحابات و خلافات و تأثيرات داخلية و خارجية بشأن إجراء الانتخابات القادمة لأعضاء جُدد للبرلمان .. جاءت تلك الخلافات و التجاذبات بعد أعلان ألتّيار ألصّدري مشاركته فيها بعد ما تحفّظوا عليها لعدة أشهر, تلاها إعلان إنسحاب كتلة أياد علاوي ومؤتلفين مع قائمته إلى جانب رفض ألتشرينيين المشاركة, مع وجود خلافات في الشارع العراقي نتيجة ما وصفوه بـ [بتضاؤل و تناقص نِسب المشاركة الجّماهيريّة] .. ما سيؤدي، بحسب تصريح المحامي عبد اللطيف عضو القائمة العراقية، إلى دورة برلمانيّة غير شعبيّة و كفؤة ليتكرّر ما حدث في السّابق و تحمّلهم الأعباء الحالية و بآلتالي ولادة حكومة و مؤسسات ضعيفة لا تتقن سوى النهب و الفساد على غرار ما كان للآن لتعميق الظلم و الفوارق الطبقيّة أكثر فأكثر.

بحسب رؤيتنا ؛ لا هذا الذي أعلن إنسحابهُ و رفضه على حقّ؛ ولا ذاك آلذي أعلن مشاركتهُ على حقّ؛ بل الحقّ كلّ الحقّ : هو النظر إلى عمق و سبب المحنة, و التي تتطلّب تغيير أصول ألفكر و الثقافة العراقيّة السائدة التي آمنت بها الأحزاب و آلأئتلافات التي حكمت للآن و نشرتها ليسرق أعضائها دولة بكاملها بعد سقوط الصّنم .. كما لا يُمكن أن يتحقق التغيّير الحقيقيّ حتى لو غيّرنا ثقافة العراق الحالية؛ ما لم يتمّ محاكمة جميع الذين حكموا و نهبوا ثمّ أحيلوا على التقاعد لينعم كلّ منهم بقوت عشرات العوائل الفقيرة بضربة واحدة كلّ شهر و هم مُخدّرين و عوائلهم في عواصم الدول الأوربية و الدول المحيطة بآلعراق بعيداً عن المشاكل و السّنن السيئة التي زرعوها بأنفسهم بآلعمق وتركوها بسبب ثقافتهم الحزبيّة المنحطة.

علماً أنّنا قدّمنا ألمواصفات و التوصيات الكونية لكل مَنْ يُرشح نفسه للأنتخابات(1) بشفافيّة عالية وأوجبنا إتّصاف المرشَّح بتلك المعايير و التوصيات ألكونيّة(1) و أوّلها؛ تقسيم الرّواتب و المخصصات التي يستلمها العضو على الفقراء ..  و نبذ المعايير الحزبيّة الفاسدة التي سادت و إمتدت من حزب البعث ثمّ إلى الأحزاب الأسلامية والوطنية التي حكمت من بعده!
وبغير ذلك فإنّ تبديل أعضاء البرلمان وهكذا الحكومة والقضاء والرئاسات بآخرين حتى لو كانوا مراجع دِين سوف لن يُغيير الواقع بنفس السلوك و الثقافة المنبثقة من نفس ذلك العجين و الأفكار السائدة التي عملوا على أساسها طيلة عقود, لأنّها ليس فقط تُسبب الفساد ؛ بل و تزيد الطين بلّة و الأوضاع أكثر تعقيداً و من سيّئ إلى أسوء مع مضاعفة الخسائر الماديّة.
أللهم إشهد إني قد بلّغت .. و إن كان المعنيين لا قرار ولا حياة ولا ثقافة لهم بسبب لقمة الحرام التي أعمت بصيرتهم.
ع/العارف الحكيم عزيز حميد مجيد : سيّد حسين الحسيني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
https://manber.ch/ArticleShow.aspx=ID286412 (1) لمعرفة المواصفات المطلوبة عبر الرابط :

Thursday, August 26, 2021

الأرض تواجه خطر الفناء

 

ألأرض تُواجه خطر آلفناء :
ورسالة للمعنيين بألفِكر وهيئة الأمم المتحدة:

إلى آلذين يعرفون أهميّة و قيمة الفكر الكونيّ لا ألأرضي الذي تسبّب في دمار الطبيعة و الحياة و مستقبل الأجيال القادمة:
يُمكنك أيّها آلمُثقف الكونيّ ألعزيز نشر نتاج الأستاذ (ألفيلسوف ألكونيّ) لإنقاذ ألعراق و آلعالم و تخليصه من آلجّهل بسبب الحاكمين ألفاسدين ألذين حرقوا آلأوطان و آلأرض و البشر و الشجر لأجل إمتلاك قطعة أرض و أموال و أهداف خاصة محدودة  لا تنفعهم كثيراً, بل سرعان ما تضرّهم عاجلاً و آجلاً في القيامة, لعدم دركهم لحقيقة الوجود وسبب الخلق وقد وثّق أمر خراب الأرض الذي أكدناه قبل عقود الأمم المتحدة خلال 14 ألف بحث أشارت لخطورة الوضع على الأرض التي عبثت بها عقول السياسيين ألمريضة؛
للأطلاع على النهج الكونيّ للخلاص من آلفناء و الموت البطيئ ؛ عبر الرّابط أدناه .. حيث يضم عشرات الكتب الفكريّة المُعمقة التي تكشف أسرار الخلق و حقائق الوجود وقوانين الجّمال وسبب خلق الكون ضمن العوامل الأربعة وكيفية تحقيق (العدالة وكرامة وحرية الأنسان) و مسألة (الكثرة و الوحدة) و سبل (الأسفار الكونية) و (أسباب فقدان هذا البشر الحسود الجهول اللعين للوجدان) حتى بات شبه عاجز على كسر طوق البشريّة التي كبّلته للعبور إلى الحالة الأنسانية و من ثمّ نيل المرتبة (الآدميّة) التي لا يعرف حتى مجرّد حدودها جامعات و حوزات العالم و التي لم يتطرق لها أحد من قبل, والأهمّ بإختصار؛ هو معرفة جواب (الأسئلة الستة) عبر الرابط: https://www.noor-book.com/u/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A/books
 ملاحظة هامة: أرسلنا رسالة لـ(هيئة الأمم المتحدة) طالبناهم بوجوب فحص مبرمج للحاكمين و السياسيين على الأقل في كل دورة للتأكد من صحّتهم النفسيّة و الرّوحية, نتيجة الضغوط التي تقع عليهم لكثرة فسادهم و تخبّطهم و حالة الذّعر و عدم الإستقرار و الخوف من المستقبل الذي تسبب بتعويقهم و بآلتالي مضاعفة الظلم على الناس, و أنه هامّ جداً, لذا على هيئة الأمم و المنظمات العالمية السّعي لإصدار قانون يلزم كل عضو و وزير ورئيس بإجراء ذلك الفحص, فالناس باتوا يُواجهون مستقبلاً خطيراً بسببهم.
أخوكم : سيد حسين الحسيني

Monday, August 23, 2021

 

ما زال الفكر هو الشهيد الأوحد:

نُحيّيكم أحبّتنا أهل الوجدان قبل كل شيئ؛ و ما زال الأستاذ الفيلسوف الحكيم راقد و يعانيو نحن بدورنا نثمن تفقدكم و سؤآلكم و دعائكم له عبر وسائل الأتصال.
إنكم وحدكم رغم ندرتكم؛  تعرفون قيمة الفكر و مكانته في آلوجود و دوره في آلتّغيير و بناء الحضارة الأنسانية لا الحضارات الفرعونيّة, بعكس الهمج الرعاع ألذين يكرهون الفكر و الحرية بعد ما تمرّسوا العبودية و إستمرؤا الذّل لأجل الشّهوات و المراتع كآلغنم, و هكذا هم أعضاء الأحزاب و الأئتلافات و التحاصص و التوافق الذين يعيشون على الرواتب الجاهزة و يفعلون ما طاب لهم بلا وعي و وجدان .. فآلعراق كما باقي بلداننا لم يعد ينتج شيئ من الفكر .. و بآلتالي لا ينتج ما يحتاجه الناس .. و هكذا كان عبر التأريخ مستهلكين إلّا في فترات متقطعة خصوصاً بعد شهادة الحُسين بن علي و حفيده حسين العصر و آخرين .. و هكذا ما سمحت الحكومات لغبائها على إدامة البحث و التحقيقات العلمية و تحسين الأنتاج و تقسيم الثروات بمحاربتهم للمفكرين .. ممّا تسبّب في تجميد بل موت ألفكر وشيوع الإتكالية على الرواتب و نمو الطبقيّة مع شديد الأسف .. ليكون (الفكر) هو الشهيد المنبوذ الوحيد الذي ما زال معلقاً على أبواب المدن الحزينة في عراق المأساة و الفوضى كما بقية البلدان و كأن الحُكّام و بتوافق مع أهل "الدّين ألتقليدي"وخلفهم الهمج الرّعاع أصروا على عزله - أيّ الفكر - بعمدٍ .. بل و إظهاره و كأنه الخطر الوحيد الذي يهدد حياة الناس ليكون درساً و عبرةً لئلا يقترب منه أحد خوفا من نشوب ثورة الوعي التي تُفسد مصالحهم الخاصة و مآربهم و بيوتهم الشخصيّة الشيطانية الضيقة و أفكارهم المتحجرة .. ليستمر النّهب و الفساد و الظلم و المرض و آلفقر و الخراب لأنّ إنتشار الفكر و الوعي يُنهي الفواصل الطبقيّة و يُحرمهم بآلتالي من الفساد و كنز الاموال و تكبير الفوارق الطبقية و الحقوقية عبر ضرب الرواتب و التقاعد و المخصصات و الهبات و النثريات و العطيات المليونية و قطع الأراضي و الحصص و البيوت و المراكب و الحمايات.

ع/ العارف الحكيم .. حسين الحسيني

Friday, August 20, 2021

إستغاثة بتاء التأنيث الساكنة

 

استغاثة بتاء التٱنيث

بلادي نصفها يطوى

وباقي النصف لا يقوى

فما الجدوى؟

واهل العقد

قد عقدوا

واهل الحّلّ في بلوى .. و في المهجر

وأهل الحقّ يتّبعون أهل الزيغ في الفتوى

بلادي كلّها يطوى و شعب غاطس في الوحل

بلادي قطعة وضعت على السكين كالحلوى

تقسمها ايادي الشّر

في غيً كما تهوى

واهل الحلّ منهمكون مُنشغلون بالنهب

و ما ثارت حميّتهم

ولا رفعوا لنا دعوى

ولا سمعوا لنا شكوى

فما الجدوى .. على وطن يباع بلا عقد ولا ثمن؟

أفيدونا بحقّ أواصر العروى

بحقّ الأمس والتاريخ والقصص التي تروى

و حقّ جميع مَنْ ماتوا و من باتوا و مَنْ سُحقوا بلا مٱوى

نقول لهم .. نُناديهم؛ نناشدهم بلا جدوى .. بلا أمل ..

فعودي اليوم يا بلقيس

عودي اليوم يا اروى

ذكور اليوم يا بلقيس ماعدنا بهم نقوى

بهم هاماتنا إنتكست و اذرعنا بهم تُلوى

يَستقوّون بالغازي و بآلعادي

و يقتنصون حتى الفكر

ويستخفون بالتقوى و بآلدّعوى ..

و يقتاتون من دمنا و من أشلاء جرحانا

وينتشرون كالعدوى

فعودي اليوم يا بلقيس عودي اليوم يا اروى

منقول بتصرف

 

كتاب آخر للعارف ألحكيم بعنوان:
همساتٌ فكريّةٌ كونيّةٌ – ألجزء آلرّابع؛
و نحن نعيش رحاب عاشوراء ألحُسين(ع) و فاجعة حُسين ألعَصر أللذَيّن قتلهما آلجّهل و لقمة ألحرام على يد أعضاء أنظمة ألأحزاب ألجاهليّة التي حَكَمَتْ و قتلتْ حتى نهجهما ليعمّ آلظلم وآلفوضى و آلفقر و آلشّقاء في آلبلاد و آلعباد و آلعَالَم! في هذا آلوسط طلَعَ علينا أنوار ألعارف الحكيم مخترقاً ألجّهل بحزمة كونيّة أخرى من آلحِكَم وآلمواعظ لإغناء ألعقل وألرّوح.
فما فائدة ألرّوح و حتى العقل خصوصاً ألظاهر منه و نتاجه؛ حين يَعُوم وسط الظلام و آلفوضى و آلعنف بظل أنظمة فاسدة وهو يُحاول ألتأقلم مع بشرٍ و مجتمع لا وجدان ولا رحمة بقلوبهم تقودهم حيتان (ألمنظمة الأقتصاديّة العالميّة) عبر حكومات أكثر من 280 دولة!؟ في هكذا وضع لا يُمكن ألعيش بحُرّيّة لتحقيق ألهدف من خلقنا إلّا بصيرورة آلعقل ألظاهر مع آلعقل آلباطن بأتّجاه واحد لتلافي آلتشتّت و الضّياع والفوارق الطبقية لتحقيق الحُرية أوّلاً ثمَّ إنتاج ألأفضل و آلأرقى في المجالات المدنيّة لخلاص وهداية البشريّة بقيادة ألعُرفاء ألحُكماء ألّذين أنتجوا الفكر و ألحِكَم بصبرٍ و تواضعٍ و شرفٍ و صدقٍ ليحلّ آلوعي و آلمحبة و السّلام بدل الجّهل و العُنف و الظلام الذي أحاط بآلأرض و ببلادنا خصوصاً, فآلطبيعة للنّوع ضِدّ الفرد و العقل الظاهر ينتصر للفرد ضدّ الطبيعة و هذا هو سبب خصام ألجانبين , حتى الفرد مع آلآخر و آلمجتمع!
و إشارة أخيرة للواعيين أصحاب القلوب النظيفة ألّذين وحدهم يدركون قيمة ألفكر وآلحِكَم و فلسفة الحرية؛
إنّ آلنّبتة أو ألدّودة لا تملك القلب و ألعقل كآلأنسان, بل مفطورة على غريزة مُحدّدة لأداء وظيفتها آلوجوديّة خدمة لبني آدم و لو وضعتها في صندوق مثقوب أو دفنتهما تحتَ الأرض, لَسَعَتا للخروج بحثاً عن ألحريّة و آلنّور بشقّ الأنفس حتى لو كلّفهما العناء و الموت لتأدية أدوارها على أكمل وجه! فما بال ألأنسان المُكرّم من الله تعالى؛ لا يتّبع و يسعى للنّور والحرية للتّخلص من ظلام ألأنا وآلعبودية للظالمين لإشباع توابع النفس ألّتي تكبّله خصوصاً ألبطن و ما دونه – لأنّ آلنفس مُكوّنة من إندماج الرّوح بآلبدن, إلى جانب أنّ آلبشر يملك ألعقل والقلب وآلقدرات الخفية التي تفتقدها النبتة وآلدّودة وباقي آلمخلوقات الأخرى؟
للأطلاع على تفاصيل الحِكم و الأنوار الكونيّة في الكتاب يُرجى فتح الرابط  التالي :
تحميل كتاب هَمسات فكريّة كونيّة - ألجزء ألرابع pdf - مكتبة نور (noor-book.com) 
أو عبر الرابط التالي:
https://www.booksstream.net/book/%D9%87%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9
ع/ألعارف ألحكيم
عزيز حميد: حُسين الحُسيني

 

فتاوى متناقضة من آلجّذور:

فتاوى متناقضة من الجذور .. تخالف أصل و روح الأسلام للأسف, و آلتي أبعدت المسلمين عن اصول الأسلام ناهيك عن فروعه و بآلتالي فقدان العدالة و إنتشار الظلم و الفساد .. بسبب الجهل بقضايا الوجود, و كما يتبين ذلك من جواب الأسئلة التالية من قبل المراجع!

سُئِل أحد مراجع الدِّين التّقليدي ألشّائع في العراق و ألذي لا يُؤمن بإقامة ألعدالة حتى في قرية أو مدينة صغيرة ناهيك عن دولة .. ألسّؤآل التالي:

ما الفرق بين الحكم والفتوى؟

فكان الجواب مُبهماً و سطحياً و تيهاً و مضيعة للوقت و مشوّهاً دون فائدة عمليّة أو علميّة .. بينما يدّعون الأعلمية .. و لا ندري بماذا؟ ربّما لعدم درك المرجع نفسه لأبعاد القضايا الأسلاميّة و مصير الشعوب و المستضعفين في العالم كنتيجة لجهله لروح الدِّين و الهدف من الخلق و الله آلأعلم, حيث كان جوابه المبهم وآلسطحي وبآلنّص هو:

[ألحكم ؛ خاصّ بواقعة خارجيّة شخصيّة، والفتوى ؛ بيانٌ للحكم ألشرعي الكلّي].

هذا بينما آلحكماء و آلفقهاء العرفاء منذ قرون و إعتماداً على النصوص الموثقة؛ إتفقوا بأنّ الحكم يُحدّد مصير البلاد و العباد على الصعيد الأجتماعي و السياسي و الاقتصادي و التربوي و العلمي و غيرها و لو أفتى ألمرجع الوليّ ألمتصديّ بحكم مُعيّن؛ لا يحق لأيّ مرجع آخر مهما كان أن يخالفه أو يناقضه .. بل على الجميع تطبيق ذلك الحكم كي لا يتشتت أمر المسلمين و تتفرق كلمتهم, بينما (الفتوى) تتعلّق عادّة مّا بمسائل عبادية و معاملات شخصيّة محدودة و كما هو الوارد و المعروف في الرسائل العملية, و أصحاب البصيرة و من لهم شيئا من الوجدان يدركون ذلك .. و هو شيئ معروف و متداول به عبر الأزمان بعد الغيبة الكبرى بسبب رجوع المسلمين و المستضعفين إلى الحكام و القضاة الغير المؤمنين بشرع الله و حدوده في الديات و المعاملات.

ألسؤال الآخر كان أيضاً مشوباً بآلغائمية و السّطحيّة و العموض لتشخيص الطريق أمام المعنيين و أمّة الأسلام جمعاء و التي تعاني على كل صعيد و تسوء حالتها يوماً بعد آخر , حيث كان السؤآل هو التالي :

[في (الرسالة العمليّة) مسائل كثيرة يذكر فيها لزوم الرجوع إلى الحاكم ألشرعي أو الاستئذان منه، مثل مسألة تعيين الوليّ على القصّر و مسألة المال المجهول مالكه و كذلك اللقطة وما شابهها, فهل المقصود بالحاكم الشرعي في هذه المسائل هو الأعلم من الفقهاء فكما يجب الرجوع إليه في التقليد كذلك يجب مراجعته في هذه المسائل وأمثالها، أم يجوز الرجوع في غير التقليد إلى المجتهد الجامع للشرائط وإن لم يكن هو الأعلم ولا يقلّده المكلّف؟].

الجواب كان مبهماً و مضيعة للوقت و غير واضح ومعلوم أيضاً رغم أن ذلك آلمرجع هو الذي كتبه برسالته العمليّة و هو:

[المقصود بالحاكم الشرعي في فتاوانا الفقهيه الجامع لشروط التقليد، إلّا في بعض الموارد حيث إنّ المقصود فيها هو الفقيه الأعلم المطّلع على الجهات العامّة كما في صرف سهم الإمام (عليه السلام) من الخمس، وإرث من لا وارث له، وأموال الحكومة في الدول الإسلامية ممّا قد يطلق عليها مجهول المالك].

و المعظلة و المصيبة تتعاظم أكثر فأكثر حين يُؤشّر ذلك المرجع التقليدي الذي يرفض إقامة العدالة بآلقضاء وإقامة الحدود حتى في أبسط شؤون المسلمين حتى في قرية من قرى المسلمين ناهيك عن دولة من دولهم .. حين يقول و كما عرضنا:

[الفقيه الأعلم]!؟
و من هو الفقيه الأعلم بآلضبط الذي يبت في مسائل الأحكام ألكلية و العامة التي تخص مصير و حقوق و قضايا الأمة و الشعوب الأسلامية و حتى غير الإسلامية من المستضعفين .. حيث لم يعيّن مواصفاته ناهيك عن وجوده في أرض الواقع العملي(1)!؟

و هكذا جميع الأمور الأخرى المتعلقة بمصير بلاد و أمة الأسلام و المسلمين و الناس السذج من المستضعفين إلى جانب طبقة المثقفين و العلماء النواب الممثلين المرتبطين به .. كما يسمونهم, حيث يعتبرون مثل هذا المرجع هو المرجع الأعلى!؟

لهذا فإن إنفلات الوضع و عدم وضوح الأمور حتى على الصعيد النظري لأهم قضايا المسلمين؛ سيُحطم العراق و باقي بلاد الأسلام وغيرها على صخرة ألانا و الجّهل و الأوهام و الطقوس الدّينية التي تنتهي بجمع المال لصالح المدّعين, خصوصاً لو حصرنا الأسلام بهذه الفتاوى المبهمة و الضيقة و الغير عمليّة أو علميّة, بل و تعاكس ألنّصوص الشرعيّة والتي تُضعف الأمة و تجعلها أسيرة بيد الطغاة و كما كانت لحد الآن؛ لعجز أهل الدّين على عرض الأسلام الحقيقي بعد فهمه و هضمه و تطبيقه كمشروع للحياة و الحُكم بما أنزل الله(2) من قبلهم أولا و لبيانه للعالم ثانياً من أجل العدالة التي باتت شبه محرمة حتى الكلام فيها للأسف الشديد.

و المشتكى لله .. لأننا حقيقةً لا نعلم كيف ستستقرّ الأمور .. و كيف سيكون عليه الوضع في المستقبل المنظور مع هذا الجَهل الواضح لدى علماء و مراجع العراق .. و كيف سيكون حال العوام و أعضاء الأحزاب و أكثر الأقلام التي تقدم تقارير عن الواقع من دون فكر كونيّ و إنا لله و إنا إليه راجعون؟

مختطفات من الفلسفة الكونيّة

ع/ العارف الحكيم عزيز حميد مجيد : حُسين الحسيني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لمعرفة حقيقة ومكانة (ألولاية) و مساحتها بنظر التقليديين ألسّطحيّة, و كذا المؤمنون بها بحقّ و صدق, راجع كتاب:
https://www.kutubpdfbook.com/book/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9
(2) يوجد و بنصّ القرآن و كذا الأحاديث التي يصعب عدّها آيات صريحة وواضحة يفهمها حتى طلاب الأبتدائية؛ بأنّ دُعاة ألدّين إن لم يطبقوا أحكام الله في العباد فإنّهم (كافرون و منافقون و فاسقون) و لم أجد عبارات أدقّ و أقسى من هذه العبارات لذمّهم.
و هكذا الرّوايات ألمعتبرة التي فصلّت جزئيات الأحكام و الحدود و الدّيات بحيث عرضوا حتى أحكام أتفه المسائل القضائية التي قد لا تقع في حياة البشريّة مرّة واحدة كـ (إحتمال وقوع ريشة طائر من سطح دار مسلم على مسلم مرّ من أمام الدار و أدى لوفاته) راجع سلسلة (ألينابيع الفقهيّة), مركزإنتشارات مركز الثورة الإسلامية!
ملاحظة أخرى في هذا الباب:[سألتُ ألمرجع ألاعلى التقليديّ في السّبعينات و كان (ألسّيد ...) رحمه الله: [لماذا لا تقيمون دولة إسلامية أو على الأقل هيئة قضائيّة للبت في الأمور (ألحسبيّة) الممكنة لتلافي اللعنة التي تنزل علينا وعليكم في حال التحاكم إلى الطاغوت كما ورد في الرواية]؟
قال
رحمه الله: ألأمور ليست بأيدينا لأنّ النظام ظالم, و لكن ما زال الأمر كذلك حتى بعد رحيل ذلك النظام الظالم بقيادة صدام و وقوع الأمور بيد قوات المقاومة التي تسيطر حتى على الجيش العراقيّ, ثم متى أعطي الحق لأهل الحق؟ الحق يؤخذ ولا يعطى.