Saturday, October 23, 2021

ألعراقي أمام خطر جديد!

ألعراقي أمام خطر جديد! ألعراقي أمام خطر جديد و مرير سيواجهه عاجلاً أو آجلاً بسبب ثقافة الأحزاب الحاكمة المنحطة عقائديّاً و حتى أخلاقياً! و الخطر يتبين أبعاده من خلال الأسئلة التالية: هل ستضطر الحكومة الى تخفيض سعر ألدّينار العراقي لـ 3000 دينار لكلّ دولار؟ وهل كان في الامكان منع تخفيض الدينار الى 1500 دينار للدولار قبل سنة ؟ و كيف يمكن منع أيّ تخفيض للدّينار في المستقبل؟ لأن إستمرار الحكومة الجديدة على نفس النهج ستجعل اكثر من 90٪ من المواطنين تحت خط الفقر بعد اربع سنوات ……. فما هو آلحلّ؟ إن وضع العراق أشبه بانسان مُعوّق و مريض بمرض عضال و خطير قد يودي بحياته فيترك موعد الطبيب و المستشفى ليصلح تلفزيونه المعطل على سبيل المثال … الانتخابات و تبعاتها و تطوراتها بل العراق كله اشبه بتلفزيون عاطل، و المرض الخطير والحقيقي الذي قد يؤدي الى انهيار اقتصاد البلد و الذي سوف نواجهه في حال استمر وضع الحكومة على ما كان عليه من عام 2003م الى الآن و بضمنها حكومة الكاظمي الحالية؛ لأنّ اغلب الطبقة السياسيّة في وادٍ بسبب إنشغالها بمصالحها الشخصية و الحزبية .. و البلد ومستقبله و حياة المواطن العراقي التعيسة والمخاطر الجديدة التي سوف يتعرّض لها في وادي آخر .. وليس محل اهتمامهم أبداً, لضمور الوعي في قلوبهم و فقدان العقيدة السليمة في تعاملهم و لقمة الحرام التي ملأت بطونهم و بطون ذويهم حتى أفقدتهم الحكمة و حتى الهدف من الحياة.. لذلك علينا توضيح المخاطر الحقيقية التي سوف يتعرض لها العراق والمواطن العراقي المسكين بآلذات .. فألأولوية هي للمواطن الذي ينتسب للعراق .. وليست مهزلة آلدّيمقراطية و الليبرالية و الانتخابات التي تضمن بآلدرجة الأولى مصالح الفاسدين من الأحزاب ومن الطبقة السياسية .. لتكريس المحن و الفوارق الطبقية و الحقوقية! وسنعتمد لغة الارقام التي بها بعض التعقيد و لكنها لا تقبل الخطأ .. العالم كله مُتّجه الى الطاقة النظيفة (أي ان وسائل النقل تعمل على الكهرباء و ليس على البانزين) و في عام 2030 سوف تتوقف صناعة السيارات التي تعتمد على البانزين في في اغلب دول العالم ان لم تكن جميعها, وهذا معناه تقلص الاستهلاك العالمي للنفط بمقدار الثلثين عام 2030 لأنّ ثلثين استهلاك النفط في العالم هو بانزين السيارات .. و تقلص الاستهلاك سوف يتم بالتدريج .. بمعنى آخر بعد اربع سنوات - أي عام 2025م - سوف يتقلّص الاستهلاك العالمي للنفط بمقدار الثلث، أيّ ان موارد العراق من النفط سوف تتقلص بمقدار الثلث عام 2025م! أضف لذلك انه خلال اربع سنوات سيكون لدينا تقريباً مليوني شاب بسن العمل من خريجي الجامعات و غيرهم، و هذا سوف يفاقم المشكلة، على اثر تلك المتغيرات بعد اربع سنوات و لكي تكفينا موارد النفط فيجب على الحكومة ان تقلص المعاشات على اقل تقدير الى النصف! ولكن هذا لن يتم بتقليص المعاش كدينار عراقي، بل تضطر الحكومة إلى تقليل سعر الدّينار كما فعلتها في نهاية عام 2020م بحيث يتغير سعر الدولار من 1500 دينار حالياً الى 3000 دينار، طبعاً هذا الامر يكون صحيحاً إذا افترضنا ان سعر برميل النفط بحدود 80 دولار تقريباً، فإذا هبط السعر عن 80 دولار فنسبة نزول المعاشات سوف تكون اكبر.. وهنا يطرح السؤال التالي نفسه: هل الحكومة كانت مضطرة ان تقلل سعر الدينار الى 1500 دينار للدولار قبل حوالي السنة؟ الإجابة: ان الحكومة غير مضطرة لا قبل سنة ولا بعد اربع سنوات ان تخفض سعر الدينار إلّأ بشرط ان يكون لديها بدائل عن النفط للحفاظ على وضع السوق و حياة المواطن المعاشية، اما إذا لم يكن لديها بدائل عن النفط كما هو الواقع الآن؛ فإنها مضطرة لتخفض سعر الدينار, و كما فعلت قبل حوالي السنة ليهبط قيمته الى 1500, و ستضطر إذا لم تستطع توفير بدائل عن النفط ان تستمر بتخفيض سعر الدينار بالمستقبل حتى يبلغ سعر الدولار 3000 دينار عام 2025م كما هو المتوقع بحسب المتواليات و الحسابات الرياضية، و تلك لغة الأرقام التي لا تقبل الخطأ .. و بآلتالي فإن الضغط الواقع سيكون على المواطن خصوصا الفقير .. و ليس المسؤول و الرئيس و ا لوزير و البرلماني و من حولهم, لأن هؤلاء يتصرفون بحسب مقاسات جيوبهم و كما كان للآن! وفي الواقع إذا اضطرت الحكومة الى تخفيض سعر الدينار الى 3000 دينار مقابل الدولار؛ فسوف يعيش اكثر من 90٪ من الشعب العراقي تحت خط الفقر .. مما يعني إنتخار جماعي للعراق و للأسف هذا ليس محل اهتمام السياسيين ولا أعضاء البرلمان و لا القضاء الّذين قد جمعوا ولا زالوا يجمعون مئات الملايين من الدولارات التي سرقوها من أموال هذا الشعب المستضعف .. بلا رحمة ولا وجدان و سوف يبرز السؤال التالي أيضاً: ما هو الحلّ امام هذا الواقع؟ و ماهي البدائل عن النفط ؟ وكيف ممكن ان نحققها ؟؟؟ هناك عدة بدائل واهمها: تفعيل الاستثمار .. لكن هل من آلممكن تفعيل الاستثمار مع الوضع القائم؟ و إذا لم يكن ذلك ممكناً؟ فما هي العوائق؟ وكيف يمكن رفعها لتفعيل الإستثمار؟ كانت اكبر فرصة للعراق لتحقيق الاستثمار على مستوى واسع هو (مؤتمر اعمار العراق) الذي عقد في بداية عام 2018 في الكويت حيث تمّ تخصيص 30 مليار دولار كمنح وقروض ميسرة واستثمارات، ولكن لحد الآن و بعد مرور حوالي اربع سنوات لم يكن ممكناً استثمار دولار واحد من هذه ال 30 مليار دولار .. فما هو السبب؟ نستطيع ان نحدد أربعة أسباب أو أكثر: ألأوّل: عدم كفاءة الكوادر الحكومية المتحاصصة فمثلاً طبيب يصبح وزيراً للتخطيط أو للداخلية و مهندس ميكانيك أو كهرباء يصبح رئيس لمؤسسة سياحية و هكذا .. تصبح تلك الوزارة أو المؤسسة مرتعاً للمحسوبية و المنسوبية بعيداً عن المهنية و الكفاءة و التقوى وغيرها ؛ لذلك الفساد حتميّ في تلك المؤسسة, و المشكلة أن ذاك الوزير أو رئيس المؤسسة الفاقد للصلاحية لا يستطيع حتى رئيس الوزراء من تغييره لأنه معيّن من قبل الحزب المتحاصص بإتفاقات علنية و سرية. الثاني : هي المحاصصة, و تُعتبر من اكبر عوائق ألاستثمار لسببين: عندما يكون الوزير فاسد و يسرق أموال وزارته لأنّها حصة حزبه أو تيّاره بسبب المحاصصة؛ فسيضطر ان يسكت عن فساد كل الكادر الوزاري بآلمقابل حتى رئيس الوزراء نفسه .. و هكذا المستشارين و الوكلاء و الى اصغر موظف، وبالتالي سوف ينخر الفساد بكامل الوزارة و بنسق طبيعي و مقبول لدى المتحاصصين .. لذلك عندما يأتي المستثمر العراقي و غير العراقي فمن الطبيعي أن يدفع رشاوي و عمولات من اكبر موظف إلى اصغر موظف، ومن الطبيعي ان تستغرق إجازة الاستثمار بين سنة و نصف الى ثلاث سنوات كما هو الحال الآن! و في حقيقة الأمر لا يوجد اي مستثمر حقيقي مستعد ان يدفع كل هذه الرشاوي و يصرف ثلاث أو أربع سنوات للحصول على إجازة الاستثمار ، لذلك من الطبيعي أنهُ و بعد اربع سنوات من مؤتمر الكويت لم يأتِ أي مستثمر حقيقيّ او شركة رصينة للاستثمار استناداً الى هذا المؤتمر و آلوضع العراقي الفاسد. انه بسبب المحاصصة تمّ توزيع الوزارات على الأحزاب لكي يُموّلوا احزابهم و ليس لبناء الوطن و إنجاز المشاريع الوطنية أو النهوض بالقطاع المختصّ بالوزارة، فقطاع الكهرباء على سبيل المثال كان فقط يحتاج إلى خمسة عشر مليار دولار أو حتى أقل من ذلك لتحقيق 36 - 40 الف ميكاوات و هذا اكثر من حاجة العراق اليومي, و يغطي الحاجة المستقبلية حتى عام 2025م، هذه الأرقام مماثلة بالضبط لما فعلته مصر مع سيمنز, حيث كانت آخر محطة نووية نفذتها قبل 3 أعوام بقيمة 2 مليار دولار فقط بطاقة 10000 ميكاواط؛ ولكن للأسف نرى انه خلال ثمانية عشر عاماً تمّ صرف حوالي 100 مليار دولار ولكن إنتاج الكهرباء الآن لا يسد الا جزء بسيط من حاجة البلد، أي انه تمت سرقة أكثر من 90 مليار من الدولارات تقاسمتها الأحزاب الفاسدة خصوصا (حزب الدعوة) إستناداً إلى مبدأ المحاصصة .. الثالث : السلاح المنفلت و الأمن المفقود .. حيث هناك نوعين من السلاح المنفلت؛ السلاح الثقيل كالصواريخ او ما شابه، انهم يدعون ان الصواريخ تستخدم لضرب سفارة لدولة معادية و هي اميركا، وفي الواقع انه لو تضررت اميركا بمقدار (واحد) من الصواريخ المنفلتة فإن الضرر الذي يصيب العراق هو (مئة) مرة أكبر من ذلك، فهذا الصاروخ الذي تمّ شراءه من أمريكا أو من إيران نفسها قد يسقط بالخطأ و يقتل عائلة عراقية او أي انسان مدني كما حدث في بعض المرات و بآلتالي الحكومة هي التي تدفع الخسائر .. لهذا مع مثل هذا الواقع ألمأساوي بسبب سوء الأدارة و المحاصصة؛ فانه من المستحيل ان يقدم أيّ مستثمر سواء عراقي او غير عراقي للاستثمار بمثل هذه البيئة الخطرة، لذلك حسب إعتقادي انّ من يستخدم الصواريخ لضرب السفارات أو وسائل إرهابية أخرى؛ هي جهات تريد الاضرار بالعراق و تحركهم ايادي دولية معادية للعراق و مستقبله، وهي نفس الايادي التي اغتالت الكثير من العقول وأساتذة الجامعات بين عامي 2003 – 2007 وهم الطرف الثالث .. السلاح الخفيف القناصيين و مسدسات كواتم الأصوات و التي من خلالها تمّت عمليات الاغتيال للكثير من الناشطين ومن الشخصيات العراقية فضلاً عن الصراعات العشائرية ، و إذا لم تتشكل حكومة نظيفة و قوية تستطيع الحفاظ على الامن فلا يمكن ان نفكر بالاستثمار أو بتوفير بدائل عن النفط بطريق الاستثمار, أو غيرها!؟ الرابع: افتقادنا لسياسة اقتصاديّة و خطط واقعية ومدروسة للنهوض بالبلد و إيجاد بدائل عن النفط, و هذا يرتبط بآلسياسة و الثقافة و الفكر الأنساني المفقود أساساُ في العراق, و كما بيّنا في موضوعات سابقة! للأسف جميع الحكومات منذ عام 2003م الى حكومة الكاظمي لا تمتلك أي تصور لسياسة اقتصاديّة و لخطط واقعية للنهوض بالبلد .. آخر ما افرزته حكومة الكاظمي؛ هي الورقة البيضاء التي فيها بعض الحلول ، و لكن من المستحيل ان تحقق هذه الحكومة أي انجاز اقتصاديّ انطلاقاً من هذه الورقة البيضاء لا لخمس سنوات كما ادعوا و لا حتى عشر سنوات .. ولسبب بسيط, هو: إنّ حكومة الكاظمي تتبنى سياسة مناقضة لاهداف الورقة البيضاء وهي المحاصصة .. فضلاً عن عجز الحكومة عن توفير الأمن، لذلك الورقة البيضاء سوف تبقى للأسف الشديد .. مجرد حبر على ورق بسبب المحاصصة و بسبب فقدان الامن و سوء الأدارة و الأمانة و الكفاءة! ولكي نكون منصفين فإنّ هذه الحكومة بهذه الورقة البيضاء وضعت بداية ومسودة لسياسة اقتصادية, اما قبل حكومة الكاظمي فلم يكن هناك وجود لأيّة سياسة اقتصادية و لكن مجرد تعليمات بائسة و غير مدروسة للنهوض بالبلد، فمثلاً تم وضع حوافز سقيمة لجلب شركات للاستثمار في مجال مصافي النفط، فلم تأتِ أي شركة، وهناك الكثير من القرارات البائسة المشابهة الفاشلة. لقد كانت الحكومات السابقة تطلب من الوزارات وضع خطط خمسيّة فرديّة ليست ضمن سياسة اقتصادية عامّة للبلد .. و هذا التخطيط فاشل من الأساس لأن الخطط الخمسية يجب أن تكون واحدة و شاملة و تضم جميع الوزارات التي تعمل سوية بإتجاه أهداف محددة و معلومة.. لذلك كانت كل تلك التوجيهات و الخطط الفردية عقيمة و خاسرة و ليس فقط لم تحقق أهدافها ؛ بل أصبحت سبباً لأنتشار الفساد في العراق. إذاً نستطيع ان نلخص الحل لإنقاذ البلد من مستقبل مخيف ومجهول والنهوض به هو تحقيق خمسة أهداف أساسيّة: ألأوّل: محاكمة الفاسدين جميعاً خصوصا ألرؤوساء و الوزراء و النواب والمدراء العاميين و المؤسسات بلا رحمة. الثاني: انهاء المحاصصة للقضاء على الفساد من الجذور. ألثالث: انهاء دور السلاح المنفلت لتوفير الامن و الإستقرار. ألرّابع: عدم التهاون في حقوق العراق و العراقيين بإرضاء أي طرف سياسي خصوصا ما يخصّ الأكراد الذين عمقوا جراح العراق. ألخامس: كما أشرنا وضع سياسة اقتصاديّة واقعية و خطط ممكنة التنفيذ للنهوض بالبلد [يمكن الاطلاع أجزاء من هذه السياسات والخطط وتوفير فرص عمل للشباب و فتح مشاريع إنتاجية و خدمية في كل محافظة و منطقة بحسب الأمكانات و المواد و المنتوجات الموجودة. ولا يوجد حلٌّ جذري لهذا البلد المنكوب و الشعب المغلوب على أمره إلا بمحاكمة رؤوساء الأحزاب و الوزراء و النواب الذين تناوبوا على الحكم منذ 2003م, و لعلّ الصّدر هو الوحيد الذي يمكنه القيام بذلك لكونه ينتسب للإسلام الثوري, لكنني ما زلت أنتظر جوابه: [أيّها المُقتدى هل أنت لها, لإنقاذ العراق من المستقبل الخطير الذي يواجهه خصوصا الفقراء و المظلومين بتنفيذ المحاور الخمسة؟] و آلتي بغير ذلك فإن جهنم العراق الذي خلقته الأحزاب الجاهلية بجميع مسمياتها و التي حكمت ؛ سوف تستمر بإستنزاف البلد و تفقير الناس و إذلالهم بلا رحمة و لا وجدان و السلام على الوعي المفقود. العارف الحكيم عزيز حميد مجيد

Friday, October 22, 2021

لا تجتمع الثروة مع الثورة:

منقول عن الدكتور عبدالرزاق بني هاني : عدم إجتماع الثورة مع الثروة! عندما كنت طالباً في مرحلة البكالوريوس سمعت من استاذي في مساق التاريخ وكان اسمه جون سويني رأياً لم استوعبه ولم أصدقه آنذاك عن علم الجهل ، وعن تخصص فرعي في التاريخ اطلق عليه التاريخ النفسي ، وكان ذلك في العام1976 فكنت كثيراً ما أردد في نفسي مقولة هل هناك علم أسمه علم الجهل والتجهيل ، مثلما يوجد علم اسمه الفيزياء أو ما شابه ؟ وكيف للعلم أن يكون مُجهلاً؟ وبقيت على رأيي هذا إلى أن أخبرني صديق لي أمريكي يعمل في مؤسسة راند البحثية بأن هناك مؤسساتٍ تابعة لحكومات دولٍ عُظْمَى ، ومنها حكومة الولايات المتحدة متخصصة في هندسة الجهل وصناعته وتغليفه بأرقى الأشكال ، ثم تسويقه على نطاقٍ واسع ... من هم مستهلكوا سلعة الجهل ؟ حسب رأي صديقي قال هم ثلاث فئات في كل مجتمع: اولا - الفقراء في المجتمع ، وجلهم من الأقليات الاجتماعية والدينية وعمال البلديات ، وفقراء المناطق النائية وفقراء الريف ، وعمال المزارع ، وما شابه هذه التصنيفات. لكن الفاجعة التي ألمت بي كانت شمول معلمي المدارس وأساتذة الجامعات في الفئة المستهدفة من هذه السلعة الملعونة ، وحسبما أخبرني به ، فقد تصل نسبة هذه الفئات كلها في الولايات المتحدة لوحدها إلى تسعين بالمئة‏ من حجم السكان ، وكان جنود القتال الأمريكيان مشمولين في هذه الفئة! ثانيا - المتدينون الذين يؤمنون بالقدرية ، فهم مستسلمون للقدر الذي يظنوا به أنه لا يتغير ، وعلى عاتقهم تقع مسؤولية تجهيل أكبر عدد ممكن من الناس الذين لديهم ميول دينية ... ثالثا - المغفلون الذين يعملون في الحكومات ، وعلى وجه الخصوص حكومات الدول الفقيرة ، وبالتحديد فئة التكنوقراط ( الفنيين ) الذين يقدمون النصح والمشورة لمتخذي القرار في دولهم ، فيتم تدريب هؤلاء على تمرير الجهل وتبريره تحت مسمى النظرية والعلم والإمكانيات والموارد ، ويأتي في مقدمتهم المعنيون بالشأن السياسي و الاقتصادي ، إذ تنحصر مهامهم في بث روح اليأس في نفس صاحب القرار من إمكانية الإصلاح . . . وممارسة الكذب والكذب والكذب على عامة الناس وترسيخ الأكاذيب في أذهان العامة على أنها حقائق لابد أن يدافعوا عنها ... من جملة ما اخبرني به صديقي ، وكان من أخطر ما قاله ، بأن بث العداوة بين الأشقاء يندرج تحت صناعة وتسويق الجهل ، وهو ما اجتهد به صانعوا الجهل منذ العام 1906 ، فقلت ألهذا التاريخ يعود تطور هذا العلم ؟ فقال نعم ، منذ مؤتمر هنري كامبل بانيرمان الذي انعقد في لندن ودام لشهرٍ كامل ، وتم فيه رسم السياسة المتعلقة بالمنطقة العربية ، قبيل انهيار الدولة العثمانية ، ومن تلك السياسات أن تطلُبَ الدولة العربية تأشيرة دخول للمواطن العربي الذي كان من التبعية العثمانية ، ويعيش على بعد أمتارٍ معدودة من حدودٍ رسمها ساسة المؤتمر . . كان أحد وزراءه اسمه ريتشارد هالدين قد قال متهكماً على حديث نبيكم الأردن أرض الحشد والرباط . . . سأجعل من الأردن شعوباً متناحرة! وللأمانة بأن حديث صديقي الأمريكي قد أذهلني من شدة الحيرة . . . . وكنت أترنح بين الحقيقة والخيال من سطوة أفكاره ومعلوماته التي أضافها إلى مخزوني المتواضع . . . أقرأ كثيراً في السياسات المحلية للدول المختلفة . . . وعندما أدقق في عمق الأوضاع السائدة في الدول المعنية لا أستطيع أن ادحض مصداقية هذا العلم وهندسته وصناعته ، وآثاره المدمرة فاتعظوا يا أصحاب العقول . . لعلكم تعقلون! أحد قادة ثوار فيتنام بشرنا : الثورة الفلسطينية لن تنتصر . . .من يبيع ضميره يبيع وطنه! عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية التفاوض مع الثوار الفيتنامين أرسلت لهم أن يرسلوا وفدا يمثلهم في باريس للتباحث حول وقف الحرب بعد أن أوغل ثوار فيتنام بالجنود الأمريكان ومثلوا بهم. وفعلا أرسل الثوار وفدا مكون من أربعة ثوار امراتان ورجلين وكانت المخابرات الأمريكية قد جهزت لهذا الوفد إقامة بأرقى فنادق باريس وجهزت لهم كل أسباب الراحة والمتعة وكل مالذ وطاب وعندما وصل الوفد الفيتنامي إلى مدينة باريس ونزل في المطار كانت هناك سيارات تنتظر الوفد لتقله إلى مكان إقامته. لكن الوفد رفض ركوب السيارات وطلب مغادرة المطار بطريقته وأنه سيحضر الإجتماع في الوقت المحدد واستغرب الوفد الأمريكي ذلك. وسأل رئيس الوفد وأين ستقيمون ؟ فأجاب سنقيم عند طالب فيتنامي في أحد ضواحي باريس . فتعجب الأمريكي وقال له قد جهزنا لكم إقامة مريحة في فندق فخم فأجاب الفيتنامي نحن كنا نقاتلكم ونقيم في الجبال وننام على الصخور ونأكل الحشائش فلو تغيرت علينا طبيعتنا نخاف أن تتغير معها ضمائرنا فدعونا وشأننا . وفعلا ذهب الوفد وأقام في منزل الطالب الفيتنامي ليقوم بعدها بمباحثات أدت لجلاء المحتل الأمريكي عن كل فيتنام حين التقى الوفدان على ارض المطار ، بادر الامريكي لمصافحة الوفد الفيتنامي لكنهم رفضوا وقال كبيرهم : لا زلنا اعداء ولم يخولنا شعبنا مصافحتكم . من يبيع ضميره باع وطنه .. وفي يوم ما زار الجنرال جياب احد قادة الثوار الفيتناميبن عاصمة عربية توجد فيها فصائل فلسطينية ثورية في السبعينات من القرن الماضي ، فلما شاهد حياة البذخ والرفاهية التي يعيشها قادة تلك الفصائل والسيارات الألمانية الفارهة والسيجار الكوبي و البدل الايطالية الفاخرة والعطور الفرنسية باهظة الثمن وقارنها بحياته مع ثوار الفييت كونج في الغابات الفيتنامية . قال لتلك القيادات مباشرة بدون مواربة: لن تنتصرثورتكم .. فسألوه لماذا ؟ فأجابهم : لأن الثورة والثروة لا يلتقيان . الثورة التي لا يقودها الوعي تتحول إلى إرهاب والثورة التي يغدق عليها المال يتحول قادتها إلى لصوص . وإذا رأيت أحد يدعي الثورة ويسكن بقصر أو فيلا ويأكل أشهى الأطباق ويعيش في رفاهية وترف وبقية الشعب يسكن في مخيمات ويتلقى المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة . . فأعلم أن القيادة لا ترغب في تغيير الواقع ، فكيف تنتصر ثورة قيادتها لا تريدها أن تنتصر ؟!
file:///C:/Users/Azez/Downloads/WhatsApp%20Video%202021-10-22%20at%202.32.08%20AM.mp4 محمد صدّيق المنشاوي(رحمة الله عليه)

Wednesday, October 20, 2021

عراق "الحضارات" يجهل حقوق ألأنسان!

لماذا عراق "ألحضارات" يجهل حقوق الإنسان!؟ هذا العنوان الذي رفعه العرب و الأجانب في الأعلام كآلصحف الصادرة في الخليج و كذلك في بريطانيا .. لوحده يُدلل على إهانة كبيرة للعراقيين بكونهم يجهلون معنى آلحقوق و آلأخلاق ناهيك عن تطبيقاتها الغائبة حقاً في الحياة العمليّة على آلصُّعد المختلفة, خصوصاً من قبل الرؤوساء و الوزراء حتى المعنيين و معهم ألكُتّاب و أهل الأدب و الرّوايات و الشعر و المدعين للثقافة بإعتبارهم يحملون هذه الأمانة للناس! و بآلتالي يُدلّل على مستقبل خطير و مأساوي كما بانت ملامحه خصوصاً بعد ما أصبحت الفوارق الطبقيّة و الإنسانيّة و الحقوقيّة و السّكنية و الخدمية كبيرة كآلمسافة بين آلسّماء و آلأرض؛ لترى طبقة ينتعشون ببيوتهم وقصورهم ورواتبهم المليونية الحرام مقابل طيقات أخرى مُعدمة لا تملك حتى المال الكافي لشراء الخبز و الماء و الكهرباء؛ إنها حقيقة مأساة تنذر بآلنهاية المحتومة بسبب فكر الأحزاب المتحاصصة, خصوصاً لو كان صحيجاً ما نُشر بشأن الأخلاق و الحقوق إلى جانب إنحطاط مناهج ألتّربية و آلتعليم .. إنّها حقاً بمثابة آلضربة القاضيّة في صميم القلب العراقي و الفكر الأنساني و "الإسلام ألمزور" الذي إنتشر بتعصب و عنف بسبب وعاظ السلاطين و المال الحرام بين المسؤوليين و دلالة على فشل عمليّة البناء و هداية المجتمع بإتجاه السلام و الأمن لإنعدام العدالة و آلأخلاق و حقوق الأنسان و التي تسببت في نشر الأرهاب و المآسي, لأننا نعتقد بحسب (معايير الفلسفة الكونيّة)؛ بأنّ مصدر و منبع القيم الأخلاقيّة هو آلدّين و ليست التكنولوجيا أو الأفكار الحزبية و الشخصية الضيّقة و الناقصة و كما هو المعلوم! إنّ الوضع القائم ؛ يُشير كذلك إلى أنّ "قادة" العراق – خصوصاً الحزبيين و المتحاصصين منهم - لا يُدركون أبسط ألمفاهيم الأسلاميّة والأنسانيّة والحقوق الطبيعة حتى الإحيائية و البيئية منها, ناهيك عن نهبهم العملي للرواتب والمخصصات المليونية, خصوصاً عند الرؤوساء وأعضاء البرلمان والجّهات التربويّة و الأعلاميّة و الثقافيّة ألعراقية المسؤولة, و التي ناقشت "ألموضوع" مؤخراً و نُشر خبره .. ببدء العراق إدراجه لـ "حقوق الأنسان" ضمن مناهجه الدراسيةً لأوّل مرّة, ممّا يعني أن العراق كان خالياً من أهم و أعظم أساس تبنى عليه الإنسانيّة! حيث أعلنوا بأن وزارة التربية والتعليم العراقية؛ قرّرت إدراج مادة (حقوق الإنسان) في المناهج الدّراسية، من الصف الخامس الابتدائي وما فوق بالتنسيق مع (المجلس الثقافي البريطاني)، بدءاً من العام الدراسي القادم! و "هنا أيضاً تكمن المرارة الأكبر و يتكرّر الفساد و الخطأ الآخر و الأمَرّ" لأنّ آلتربية و آلتّعليم خصوصاً مسائل ألأخلاق و الحقوق و الأدب؛ [تكون في الصغر كآلنقش على الحجر] بحسب الموازيين الفلسفيّة الكونيّة! فلو تطبع الأنسان على أمر من الصغر فيستمر معه في الكبر. أَ تَذَكّر عند تشكيل ألحكومة آلأولى في آلعراق بعد 2003م و تسنّم ألأخ السيد ألأديب وزارة آلتعليم ألعالي ؛ كتبتُ و إعددتُ صياغة دراسات مفصلة سبق أن كتبتها .. ليس عن حقوق الأنسان فقط .. بل عن حقوق الخلق أجمع من منظار عالمي و كونيّ حتى باتت فلسفة معروفة للعالم اليوم , و أضفت عليها دراسات أضافية عن كيفية بناء الفكر الأنساني بعد معرفة و عرض (محنة الفكر الأنساني), مع قضايا آلوجدان و آلرّوح التي هي آلأساس ألمُكوّن و المُحرّك للأنسان .. لأنّها(الوجدان) صوت الله في الأنسان و باقي المخلوقات آلرّاقية, إن خَمَدَ - لجهله بجواب (الأسئلة الكونيّة ألستة) وملحقاتها - مات الأنسان و بآلتالي لا مباني للحضارة الأنسانية و لا ولا .. بآلأضافة لذلك لا يبقى هدف من الخلق أو رسالة الأنسان و سبب وجوده في الأرض و إلى أين يعود و غيرها من الموضوعات الأساسيّة و بآلتالي إنتشار العبثية و الظلم و الفساد و القهر بين المجتمع .. لهذا طلبت من صديقنا (الأديب) طبعه ككتاب و توزيعه على المسؤوليين و أعضاء البرلمان و الحكومة و بشكل خاص للعاملين في آلمجال التربوي و التعليمي قبل جعله مادّة دراسية واجبه للمراحل التعليمية المختلفةّ! لكن بلا جواب .. و إنتهى الأمر لعدم معرفته و معرفة التربويون بأنّ الأخلاق هي المقدمة و الأساس و الهدف من بناء أيّ مجتمع ! بل بصراحة لا أدري هل قرأهُ ذلك الوزير أساساً؟ و إذا قرأه ؛ هل فهمهُ؟ و إذا فهمه؛ هل أدركه؟ و إذا أدركه هل وعى مقاصده وطرق تنفيذه .. أم ركنه ضمن مكتبته كما كل المتظاهرين بآلعلم حين ينشرون صورهم أمام المكتبات بكونهم إساتذة و علماء و وووووو!؟ و كرّرت نفس الأمر لوزير التربيّة و التعليم وقتها و كان المدعو الخزاعي الذي هو الآخر لا يعرف تعريفاً صحيحا للتربيّة و التعليم ناهيك عن أصوله و طرق تدريسه و زمنه إلى جانب تكنولوجيا التربية الحديثة .. و هكذا باقي التربويّين و حتى الحوزة في العراق! و يبدو كإستنتاج و من باب تحصيل حاصل؛ أنّ أمّة إقرأ لا تقرأ؛ و إذا قرأت لا تفهم ؛ و إذا فهمت لا تعمل, و لهذا ظلّ معنى و فلسفة الأسلام مجهولاً بأوساطهم, حتى وصل الأمر لتتدخّل دائرة المعارف البريطانيّة قديماً - المجلس الثقافي البريطانيّ حديثاً - لتحديد أخلاق و سلوك العراقيين و تعليمهم (آلآداب) و (الحقوق) عبر منهج تربوي و حقوقي إعتبرتها الحكومة البريطانيّة هدية ضرورية للعراق!؟ و وفق وزارة التربية العراقيّة، فإنّ هذه (ألمادة) إعتُمدت خلال هذه السّنة ضمن سياق برنامج "بناء القدرات في التعليم الأساسيّ الأبتدائي و الثانوي), و تندرج في إطار السياسات التي تعتمدها الوزارة لبناء و تنمية قدرات الطلبة و الكوادر التربويّة و التعليمية". و يرى خبراء مُختصون؛ أنّ هذه الخطوة و إن كانت متأخرة؛ لكنها تعدّ مؤشراً جيداً على غرس ثقافة حقوق آلأنسان و مبادئها بين الشباب و الأجيال ألعراقية الناشئة منذ المراحل التعليمية المبكرة , بما يسهم في تكريسها في مدارك الطلبة الصغار و سلوكهم, وتعليقا على قرار إدراج مادة (حقوق الإنسان) في المدارس العراقية؛ قال مدير المرصد العراقيّ لحقوق الإنسان مصطفى سعدون في حديث لموقع "السعي" حول المناهج التربوية: [أنه مهم جداً وهي خطوة يمكنها أن تختصر طريقا طويلا نسير فيه للتثقيف على مبادئ حقوق الإنسان]. وأضاف: سعينا خلال فترة حكومة ألعبادي السابقة، لإدراج مادة (حقوق الإنسان) في المدارس الابتدائيّة، لكن معوقات كثيرة حالت دون ذلك ......!!؟ لذا نحن ندعم ونشجع أيّ خطوة بهذا الاتجاه, و الملاحظ هنا أن (حقوق الأنسان) لدى تلك الحكومة هي تعميق الفوارق الطبقية, و نسوا بكونها هي السبب الأول و الأخير في فساد أخلاق الناس و ثورتهم على الحاكمين و لحدّ هذه اللحظة!! أما البرلمانية (هدى جار الله الجبوري) فهي ليست أوفر حظاً من زميلها مصطفى سعدون و وزراء التربية والتعليم و الأخلاق والمبادئ، و رغم أنها عضو (لجنة التربية) في مجلس النواب العراقيّ، فقد قالت في تصريح لموقع (سكاي نيوز الخليجية)؛ [إن دراسة الأخلاق و الحقوق ستكون رسمية منذ الصف الخامس الابتدائي، بإعتباره قرار ضروري وتاريخي، حيث من المهم و المُلحّ أن يشب طلابنا منذ نعومة أظفارهم على تشرب مبادىء حقوق الإنسان، واحترامها والعمل وفقها، مما يسهم في خلق أجيال واعية لمسؤولياتها وواجباتها، ولحقوقها وحقوق الآخرين], حيث ترى تلك الأخصائيّة التربويّة بنظرها؛ أنّ معنى (نعومة الأظفار) تبدأ من سن الثانية عشر من آلعُمر! و تضيف البرلمانية ألجّبوري: [هذه المادة ستخدم الطلاب والتلاميذ وأهاليهم في نفس الوقت، كونها ستسهم في تنشئة سليمة وصحيحة لهؤلاء الطلاب، وزرع قيم الحق والخير والفضيلة وحقوق الإنسان فيهم]!! من جهته يقول ناصر، وهو أحد أولياء الأمور في تصريح لموقع (سكاي نيوز) أيضاً:[إن تدريس حقوق الأنسان لا يقلّ أهمية عن بقية مواد المنهاج الدراسي العلمية و الأدبية فنحن أحوج ما نكون لتربية أطفالنا وفق المبادىء الحقوقية وبشكل علميّ مدروس ممّا سيترك أبلغ الأثر في إعداد شباب يتمتع بالوعي الحقوقي والإنساني] و نسى بأن الوعي بذاته لا فائدة منه إذا لم يترجم على المستوى التطبيقي. يذكر أنّ وزارة التربية العراقيّة والمجلس الثقافي البريطاني قاما بتهيئة المناهج المطبوعة الخاصة بالمراحل التعليمية و تمّ عقد ورشة عمل في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، لمناقشة دليل المعلم لتدريس هذه المواد و التدريب على دليل جائزة المدرسة لحقوق الإنسان، المتعلقة بحلّ المشكلات البارزة بين التلاميذ، مثل ألتنمر والتثقيف بحق التعليم وأهميته والشعور بحرية التعبير وتبادل وجهات النظر والآراء واحترام الآخر وتقبله. في الختام ردّي مع أسفي ألشّديد على هذا الوضع ألتّربوي ألجاهليّ في العراق عند آلمعنيين بآلتربية و الحقوق ألذي "خلَقته ثقافة الأحزاب و الكيانات و الإئتلافات القوميّة و العلمانية و الوطنية و الإسلاميّة التي حكمت"؛ أنه لولا الأميّة الفكريّة التي إنتشرت بحيث بات العراقيّ و في مقدمتهم (ألسّياسيّون و المُختصّون بآلتربية) لا يعرفون معنى آلتربية و سبب خلق الإنسان و باقي المخلوقات, و هكذا حقوقه التي أرسل الله تعالى لأجلها 124 ألف نبي و أضعاف ذلك من الأوصياء و الأئمة آلراشدين, و هو(الهدف) بإختصار شديد؛ تعميق و تأكيد محور أساسيّ هي إتمام مكارم الأخلاق كهدف لكل الرسالات السماوية و فلسفة الخلق و الذي بتحقيقه تتحقق السعادة! لكن للأسف الشديد و بسبب تلك الأميّة الفكريّة المنتشرة تعاظم ذلك الفساد و الظلم في العراق و في مراكز التربيّة و التعليم و الدّين ؛ يأتي فوق ذلك آخرون مِمَنْ لا يعرف (الخرطات ألتسعة) لِيَعيبَ على الشعب العراقي المهضوم .. المسكين وحشيته بسببهم هم .. هذا على الرّغم من أنّ هدف الرّسالات السماوية وكما أعلنه نبي الرّحمة وخاتم الأنبياء و المرسلين هو مكارم الأخلاق لتحقيق السعادة: [إنّما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق] و كذلك حديث الحقوق العظيم : [ألحقوق أربعة؛ حقّ لكَ, و حقٌّ عليكَ, و حقٌ بينكَ و بينَ الله, و حقٌّ بينكَ و بين الناس, فأما الثلاثة الأولى فلا يُعتدّ بها يوم القيامة, لكن الرابع(حقوق الآخرين) هو الأساس ألذي يُحدّد مصير الأنسان في الدّارين إما سعيداً أو شقياً], و بعد هذا كلّه يأتي آخرون ليعلمونا مبادئ الأخلاق و التربية .. أ لَا لعنة الله على ثقافة و أفكار أحزابكم و كياناتكم بجميع عناوينها الفاسدة التي دمرّت العراق و أفسدت أخلاق الشعب و عمّقت الظلم و الأرهاب و الفوارق الطبقية! العارف الحكيم : عزيز حميد مجيد ملاحظة: هناك عشر نقاط جوهريّة لأعداد الأنسان ألحضاريّ ألذي يُعتبر أساس بناء الحضارة و التّقدم المدني, التفاصيل عبر: https://manber.ch/ArticleShow.aspx=ID312215حيث طرحنا فيه (عوامل الركود الحضاري) أيضاً :

Tuesday, October 19, 2021

حقوق الكرد فوق العراق

حقوق الكُورد فوقَ آلعراق: للأسف كلّ الحكومات التي أتت؛ حكمت بآلباطل و عمّقت الفوارق الحقوقيّة و الطبقيّة بلا ضمير ولا وجدان, حتى كرّست الظلم و شرّعت القوانين الظالمة التي يندى لها الجبين, فكلّ رئاسة في آلحكومة ألمركزية و منذ مجلس الحكم و للآن نشر الفقر و الفوارق الطبقية و جعل حقوق الأكراد بمقدّمة الواجبات التي عليه إنجازها قبل حقوق المركز والعاصمة والمدن الوسطى و الجنوبية خصوصاً كصك لبقائه! هذا الموقف الخياني ذكرني بموقف النظام الصّدامي الجاهليّ الذي لم يُفكر بعد عقود من الحكم سوى بكيفيّة ألتّسلط و إرهاب و تجويع الناس و هدر كرامة ألعراقيّ و إستضعافهم؛ فمرّة قال المقبور (حسين كامل) صهر صدام: [نحن صحيح لا نبخس على العرب وغيرهم بعكس سياستنا الدّاخليّة التي نبخس بتعاملنا من خلالها مع الشعب و لهذا أسباب أهمّها: إن الشعب العراقي بقبضتنا ولا يُمكنه الأفلات من النظام, لكننا لا نملك سلطة على العرب و غيرهم .. والطريق الوحيد لإخضاعهم وكسبهم هي المادة و الأموال التي نغدقها عليهم]!! نفس هذه السياسة إتبعتها الأحزاب التي تصدّت لرئاسة الوزراء بعد 2003م؛ حيث لاحظنا أنّ كلّ حكومة جديدة لم تبخل مع العوائل الحاكمة في كردستان مع إحترامنا لشعب كردستان المظلوم كالعراقيين أيضا, للسبب الذي أشرنا له في عهد نظام صدام الجّاهل! هؤلاء ألحُكّام ألجهلة ألذين لم نشهد أحدهم يحمل فكراً إسلاميّاً أو إنسانيّاً أو حتى إشتراكياًّ سلميّاً تجاه المواطن والوطن بكل أطيافه؛ إنما تعاملوا مع الوضع العراقيّ لإثبات أنفسهم و أحزابهم بإرضاء الكيانات و الجّهات الظالمة مهما كانت مجرمة أو داعشية أو صهيونية أو كانت متعاونة مع البعث؛ ألمهم إثبات وجود من خلال هدر أموال الناس لبقائه و حزبه بكونهم سياسيون ناجحون من الطراز الأوّل لهذا حين نعتناهم بـ (أولاد...) أو بآلعملاء أو ببائعي الوطن كان ذلك لمواقفهم, ومنها دفع الرّشاوى من جيب الشعب لا من رواتبهم و رواتب أعضاء أحزابهم, لذلك خلّفوا شعباً مشرّداً يسكن رُبعهُ في بيوت الصفيح والمناطق العشوائية إلى جانب نقص الخدمات و الكهرباء و التأمين ألصّحي و الدّواء و الغذاء وو .. إلخ, ناهيك عن الدّيون المئات ملياريّة التي يئن منها العراق .. خلاصة الكلام؛ ما زالت سياسة البرزانيين هي نفسها تعمل كآلمنشار تأكل ذاهبة و تأكل راجعة بدعوى تعاونها لتشكيل الحكومة ولا أحد يعلم بحسابات العوائل الحاكمة في كردستان, بينما الأكراد الفيليية ألشريحة ألمليونيّة ألمظلومة وبإعتراف السيد السيستاني(حفظه) مغلوبة على أمرها بلا طعم ولا لون ولا رائحة كقطب سائب, كلّ هذا بسبب خيانة الحاكمين و الأحزاب و البارزانيين خاصة لهم بمنعهم حقوقهم منذ مجلس الحكم و للآن, حيث تُحاول كلّ جهة ضمّهم للتسلط عليهم بوسائل شتى لطيبتهم و إنسانيتهم التي جعلوها فوق القوميّة! هذا و ما زالت تلك السياسة القوميّة نفسها المتّبعة, ففي آخر تصريح لعضو الحزب الديمقراطيّ كشف نواياه السيئة وطنياً و قومياً, لأن المهم عندهم هو حزبهم قبل آلعراق, بل قبل أيّ كرديّ آخرّ فكيف يمكن أن يستقر العراق و يعمّ فيه السلام و الأمن مع هذه العقليات التي لا تختلف كثيراً عن صدام؟ و إليكم تصريحات ذلك العضو الذي لا يعرف حتى مساحة كردستان "المستقلة" سوى اللهوث على (الكاش) ناهيك عن معرفة مبادئ السلام الأهلي و العالمي, حيث قال: [سنُنَسّق مع أيّة جهة عراقيّة تستجيب لأكبر قدر من حقوقنا]! ولا ندري أية حقوق بقيت لهم بعد كل الذي أخذوه و يأخذوه من رئاسة الجمهورية والبرلمان وآلحكومة إلى جانب كردستان المغلقة!؟ و أضاف ذلك المدعو (د.آراس حسو ميرخان)؛ [إنه بعد اعلان النتائج الأوليّة من جانب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، بدأ (الدّيمقراطي الكوردستانيّ] أولى خطوات التفاوض مع الأطراف السياسية داخل آلأقليم, و ان الحزب لن يتوجّه الى بغداد للتفاوض مع الأطراف السياسية العراقية قبل اكمال مفاوضاته مع الأطراف الكوردستانية – لاحظ لغة التكبر و التطاول و كأنهم هم قادة العراق!؟ وحول اتصالات التيار الصدري مع حزبه، قال "ميرخان" [إنّ الدّيمقراطي الكوردستاني يستقبل أيّ طرف أو شخصيّة و لا مشكلة لديه في ذلك، مردفاً إن بإمكان الأطراف التي حصلت على اعداد كبيرة من المقاعد مثل "الكتلة الصدرية" و تحالف "تقدم" والديمقراطي الكوردستاني تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة]! يعني حتى تشكيل الحكومة يجب أن يكون بموافقتهم لأنها تحاصص و من شأنهم!!! ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ من التجاوز وقلة الحياء لنهب حقوق الشعب العراقي المظلوم في الوسط و الجنوب؛ بل يحاولون المشاركة في تشكيل الحكومة على نفس منوال التحاصص كالسابق, مؤكداً بإستعلاء و تكبّر: [انّ حزبه لن يخطو خطوة واحدة نحو بغداد من دون بقية الأطراف الكوردستانية، و في بغداد سينسق مع الطرف الذي سيستجيب لأكبر قدر من حقوق شعب كوردستان]! ولا نعرف تلك الحقوق الكبيرة الباقية التي يدّعونها سوى رئاسة الحكومة!؟ و أخيراً أقول: ربما معهم(البارزاني) الحقّ, لأنّ الأطراف الشيعيّة والسّنية لولا خستها و دنائتها و ضعفها؛ لما إستطاع ألف كردستان و معها (الرّبيبة) الرّاعية لهم؛ آلتفوه بكلمة واحدة أو تنمّر حزب الإقليم و تكبره و فرض إرادته حتى على حكومة المركز التي هي الأخرى ما قصّرت مع كردستان بكلّ شيئ وفي أيّ لقاء و وقت بإهدائهم مئات الملايين لمجرد طلبهم من رؤوساء الوزراء الذين سرعان ما يوافقون على طلباتهم وشروطهم بينما الشعب لم يحصل للآن على الماء والغذاء لبطنه والسكن ولا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم. العارف الحكيم عزيز حميد مجيد

Monday, October 18, 2021

تهديد الحشد للصدر ؛ و العراق على شفا الحرب الأهليّة:

تهديد مباشر من آلحشد ألشّعبيّ للصدر و العراق على شفا الحرب الأهلية: [أَ لم يحن الوقت لتأسيس حكومة وطنية مستقلة غير متحاصصة بعد خمسة حكومات متحاصصة دمرت البلاد والعباد؟]. كرّر آلحشد الشعبي و دولة القانون تهديداتها للتيار الصدري و قائده مقتدى الصدر .. حيث ظهر أبرزها من خلال إنذر القيادي الحشدي (أبو تراب) أحد قادة الحشد مهدداً مقتدى الصدر؛ [بأن الدولة دولتنا نحن و أنت السبب في خراب العراق]:؛ أما الكتل الأخرى فأنها كآلثعالب الموبوءة تترقّب حدوث إنفجار و حرب أهلية لتغتنم فرصة العمر للأنقضاض على كل شيئ؛ قيادي في الحشد الشعبي أبو تراب التميمي يوجه تهديد مباشر الى مقتدى الصدر - YouTube فآلصدر أشار إلى تأسيس دولة يُؤمّن من خلالها السّلم الأهلي بلا مليشيات و مسلحين و قوات خارج عن نطاق الدولة و غيرها, لأنها تخالف أسس الدولة الحديثة القائمة على الأمان و السلم الأهلي, لكن الحشد أجابه بآلقول: [نحن نقطع كلّ يد تريد سحب السلاح من أيدينا ], و هكذا تأزم الخلاف في أعمق نقطة تتفرع منها باقي الخلافات على السلطة في جميع المجالات و الأصعدة, و هذا يدلل على مستقبل خطير للعراق الغاطس أساساً في التخلف و الفوضى بسبب الأحزاب و القوميّات و الوطنيات التي يدّعيها الجّميع بلا مصداق و بلا إستثناء من اجل كسب السلطة والمال الحرام و لا شيئ آخر, و كما عبر عنه الفيدو التالي: ابو تراب التميمي يهدد مقتدى الصدر وكل من يطالب بحل الحشد او دمجه - YouTube أما الكتل الأخرى فإنها تعاني من نفس الأزمات بدرجات متفاوتة, لأجل الحصول على أكبر المناصب و أدسمها و أغناها أيضاً, و لسان حالهم على الآخرين؛ [عساهم نارهم تاكل حطبهم], و هكذا يبقى العراق الأغنى بلد في العالم يعيش شعبه الفقر, خصوصاً الأكثرية الشيعيّة منه يعيشون في بيوت التجاوز و الأيجار و تنقصها أقل الخدمات الأولية كآلماء و الكهرباء و العيش الصحي و الأمن إلى جانب فقدان التعليم الصحيح و آلمناهج الأنسانيّة لبناء الأنسان العراقي الهادف! أما قولنا نحن, فهو قول رسول الله(ص):[ما ولّت أمة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا], و هذا يحتاج للتقوى و الأيمان و العلم و هي الوحيدة المفقودة بين السياسيين الحزبيين خصوصاً! و حلّ القضيّة(الأزمة) تتمّ بتدخل المرجعيّة مباشرة و تعيين الموقف و لا يحتاج لتنظيم أو علم أو جيش كبير .. أو بتعاون الجّميع خصوصا الأحزاب(الشيعية) مع(التيار) الكتلة الفائزة لإدارة الدولة و بآلتالي لمعرفة حقيقة و قدرة التيار الصدري أولاً عبر التعاون المخلص مع السيد مقتدى الصدر لتشكيل و إنجاح حكومته المستقلة بشرط أن تكون (حكومة مستقلة) بمعنى الكلام لا (حكومة متحاصصة) كآلسابق بين الأحزاب و القوميات التي تعمل بعضها ضد بعض؛ لنرى أدائها و عملها من خلال المعارضة البرلمانيّة التي عليها أن تكون صمام أمان .. وهذا الأمر(التجربة) سيكون الأول من نوعه بعد 2003م بعد تلك الحكومات الخمسة المتحاصصة الفاشلة التي أسستها الأحزاب و التكتلات الحزبية و القومية و الوطنية العراقية المعروفة و التي دمّرت البلد , و قد عرضنا التفاصيل عام 2018م و حتى قبل ذلك طبقا لمبادئ آلفلسفة الكونيّة و كرّرناه بعد يوم واحد من إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة(التشرينية) عام 2021م قبل أيام, عبر الرابط التالي: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734677 العارف الحكيم : عزيز حميد مجيد

تهديد مباشر من الحشد الشعبي للصدر و العراق على شفا الحرب الأهلية:

تهديد مباشر من آلحشد ألشّعبيّ للصدر و العراق على شفا الحرب الأهلية: [أَ لم يحن الوقت لتأسيس حكومة وطنية مستقلة غير متحاصصة بعد خمسة حكومات متحاصصة دمرت البلاد والعباد؟]. كرّر آلحشد الشعبي و دولة القانون تهديداتها للتيار الصدري و قائده مقتدى الصدر .. حيث ظهر أبرزها من خلال إنذر القيادي الحشدي (أبو تراب) أحد قادة الحشد مهدداً مقتدى الصدر؛ [بأن الدولة دولتنا نحن و أنت السبب في خراب العراق]:؛ أما الكتل الأخرى فأنها كآلثعالب الموبوءة تترقّب حدوث إنفجار و حرب أهلية لتغتنم فرصة العمر للأنقضاض على كل شيئ؛ قيادي في الحشد الشعبي أبو تراب التميمي يوجه تهديد مباشر الى مقتدى الصدر - YouTube فآلصدر أشار إلى تأسيس دولة يُؤمّن من خلالها السّلم الأهلي بلا مليشيات و مسلحين و قوات خارج عن نطاق الدولة و غيرها, لأنها تخالف أسس الدولة الحديثة القائمة على الأمان و السلم الأهلي, لكن الحشد أجابه بآلقول: [نحن نقطع كلّ يد تريد سحب السلاح من أيدينا ], و هكذا تأزم الخلاف في أعمق نقطة تتفرع منها باقي الخلافات على السلطة في جميع المجالات و الأصعدة, و هذا يدلل على مستقبل خطير للعراق الغاطس أساساً في التخلف و الفوضى بسبب الأحزاب و القوميّات و الوطنيات التي يدّعيها الجّميع بلا مصداق و بلا إستثناء من اجل كسب السلطة والمال الحرام و لا شيئ آخر, و كما عبر عنه الفيدو التالي: ابو تراب التميمي يهدد مقتدى الصدر وكل من يطالب بحل الحشد او دمجه - YouTube أما الكتل الأخرى فإنها تعاني من نفس الأزمات بدرجات متفاوتة, لأجل الحصول على أكبر المناصب و أدسمها و أغناها أيضاً, و لسان حالهم على الآخرين؛ [عساهم نارهم تاكل حطبهم], و هكذا يبقى العراق الأغنى بلد في العالم يعيش شعبه الفقر, خصوصاً الأكثرية الشيعيّة منه يعيشون في بيوت التجاوز و الأيجار و تنقصها أقل الخدمات الأولية كآلماء و الكهرباء و العيش الصحي و الأمن إلى جانب فقدان التعليم الصحيح و آلمناهج الأنسانيّة لبناء الأنسان العراقي الهادف! أما قولنا نحن, فهو قول رسول الله(ص):[ما ولّت أمة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا], و هذا يحتاج للتقوى و الأيمان و العلم و هي الوحيدة المفقودة بين السياسيين الحزبيين خصوصاً! و حلّ القضيّة(الأزمة) تتمّ بتدخل المرجعيّة مباشرة و تعيين الموقف و لا يحتاج لتنظيم أو علم أو جيش كبير .. أو بتعاون الجّميع خصوصا الأحزاب(الشيعية) مع(التيار) الكتلة الفائزة لإدارة الدولة و بآلتالي لمعرفة حقيقة و قدرة التيار الصدري أولاً عبر التعاون المخلص مع السيد مقتدى الصدر لتشكيل و إنجاح حكومته المستقلة بشرط أن تكون (حكومة مستقلة) بمعنى الكلام لا (حكومة متحاصصة) كآلسابق بين الأحزاب و القوميات التي تعمل بعضها ضد بعض؛ لنرى أدائها و عملها من خلال المعارضة البرلمانيّة التي عليها أن تكون صمام أمان .. وهذا الأمر(التجربة) سيكون الأول من نوعه بعد 2003م بعد تلك الحكومات الخمسة المتحاصصة الفاشلة التي أسستها الأحزاب و التكتلات الحزبية و القومية و الوطنية العراقية المعروفة و التي دمّرت البلد , و قد عرضنا التفاصيل عام 2018م و حتى قبل ذلك طبقا لمبادئ آلفلسفة الكونيّة و كرّرناه بعد يوم واحد من إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة(التشرينية) عام 2021م قبل أيام, عبر الرابط التالي: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734677 العارف الحكيم : عزيز حميد مجيد

Sunday, October 17, 2021

إنفتاح كبير و مفاجئ للسعودية على الفساد الأخلاقي:

إنفتاح كبير و مفاجئ للسعودية على الفساد الأخلاقيّ: هل يُعقل أن يصل الوضع لهذا الحدّ في بلاد الحرمين برئاسة "خـــــادم الحرمين و ولي عهده محمد" الذي غيّر الكثير من السياسات التي إتّبعتها الانظمة السابقة في غضون سنتين فقط!؟!؟ ألنّفاق أسوء صفة في الوجود كله حيث خصّص الباري تعالى لصاحبه الدرك الأسفل من النار ؛ كإشارة لسوء المصير و شدته! فآلسعودية تدّعي الأيمان و رئاسة الدِّين وزعامة الحرمين وإحتضان الإسلام وفوق ذلك تكفير جميع المذاهب والديانات إلا مذهبهم آلشّنيع .. العنيف المعروف بآلوهابيّة ..!!؟؟ لكنهم في المقابل ينشرون الفساد الأخلاقي و الدّعارة و كلّ أنواع الأنفتاح نحو الرّذيلة, و الدليل من واقعهم و كما هي حال جَدّة آليوم!؟ و أَ لَيس آلأولى بهم ألأنفتاح على آلعِلم والتكنولوجيا والفضاء والقيم الأنسانيّة والمعرفية العليا بدل هذا الأنحطاط والفساد؟ وسؤآلي الأخير: أين العالم الإسلاميّ والشعوب ألحرة المؤمنة بآلله والقيم الأخلاقيّة وهم يشهدون هذا الواقع ألنّفاقيّ ألمرير؟ وهل هذا يُمثل نهاية القيم والأخلاق في العالم الذي رجع علماؤوه لإشاعة آلدّين ألطقوسيّ و العبادات الشخصيّة والموسمية؟ و هذا هو حال جميع البلاد "الأسلاميّة" التي تدعي الإسلام لكنها تحكم بقوانين الشيطان و الطبقيّة و القوميّة و الدّيمقراطيّة و الليبراليّة والرأسماليّة معاً .. بسبب إختلاط القيم و لقمة الخبز بآنواع الحرام و النجاسة و الرّذيلة و حقوق الآخرين من الفقراء و المظلومين الذين يروهم أمامهم و هم يئنّون من العوز و ظلم الحُكام و المتحاصصين للقمتهم و حقوقهم .. و مع ذلك كلّه و بلا حياء؛ يدّعون الخير و الأيمان و العدالة و آلأنفتاح على هذه الحياة الطبقية الفاسدة التي لم تكن تساوي (عفطة عنز) بنظر ألعليّ الأعلى الذي حارب الطبقيّة و الفاسدين و كل مَنْ أسس لها و لِلُقمة الحرام و الفوارق الحقوقيّة .. حتى عندما قيل له إن موقفك الكونيّ هذا سيُحطّم دولتك فأمهل الفاسدين لتثبيت وجودك أولاً ثم طبّق الحقّ .. لكن العليّ الأعلى (ع) قال لهم: [ويّحَكُم بقاء دولتي و الوجود لا قيمة لها مقابل الظلم و جوع الفقراء و الطبقة المسحوقة بسبب الفاسدين و المُتنعمين] .. حتى فاز بآلخلود معلناً [فزتُ و ربّ الكعبة]؟ فسلامٌ عليك أيها العليّ الأعلى .. و إنا لله و إنا إليه راجعون .. https://www.facebook.com/dw.arabic/videos/266340505497323/ العارف الحكيم عزيز حميد مجيد

Friday, October 15, 2021

لا خير في الحكومة القادمة:

لا خير في آلحكومة ألقادمة: صرح رئيس الهيئة السياسية الصدريّة .. اليوم بأن الحكومة المقبلة ليست تحاصصية لكنها مكونة من جميع الأطراف الحزبية و السياسيّة !! حيث قال بآلنّص رئيس الهيئة السياسية للتيار و عضو اللجنة التفاوضية، (نصار الربيعي): أنّ [الحكومة المقبلة لا تخضع للتوافقات السياسية، و ستكون مسؤولة مباشرة من التيار الصدري], هذا مع العلم أن السيد مقتدى الصدر زار البارزاني سرّاً للتوافق معه حول شكل الحكومة و كذلك أجرى إتصالات أخرى مع باقي التيارات و الأحزاب السياسية حول الموضوع. و قال الربيعي في تصريح لوكالة الأنباء العراقية “واع”: إن [الحكومة المقبلة غير توافقية، لكنها ستكون حكومة تحكمها أطراف سياسية و لا تخضع للتوافقات السياسية بحيث تكون مُشكّلة من جميع المكونات، و المعارضة ستكون من جميع المكونات”, مؤكّداً (أن التيار الصدري سيُحوّل (ألحقّ الحزبي) إلى (إستحقاق وطني)ٍ]. يعني لا بد من إعطاء كل حزب و تيار حقّه(إستحقاقه) أو (حصتة) في آلحكم من خلال وزارة أو مؤسسة أو مستشارية أو مديرية أو منصب مُعيّن! و إلّا ما الفرق؛ بين (حكومات المحاصصات السابقة) و بين هذه (الحكومة الجديدة المتحاصصة) من الناحية الفنية و الإدارية و الإستحقاقيّة !؟ بإستثناء الصيغ الجديدة المستخدمة التي لا فرق بينها في المعنى من الناحية اللغوية و العملية التطبيقية, سوى تبديل مكان الكلمات و التلاعب بآلألفاط لا أكثر ولا أقل .. حيث لا فرق بين (آلحقّ الحزبيّ) و (الأستحقاق الوطني) بل لا علاقة لهذه المفاهيم بآلنظام الإسلامي و لا الأنساني, فكلاهما في الحالتين المذكورتين .. تعني؛ (مشاركة جميع الأحزاب و السياسيين في تقسيم آلكعكة و "لعنة الله على أبو الوطن و المواطن" أُلمهم بقاء المحاصصة بنفس العقال أو العمامة .. لكن بلوية ثانية كما يقول المثل!! حيث ستبقى الرّواتب الشهرية و الفروق التقاعدية و المعاشية كما هي هي .. و هكذا ستبقى بسببها (الفوارق الطبقيّة) التي محقت الأنسانية و العدالة الأسلاميّة و مبادئ الحكم الإسلاميّ المجهولة و كما بيّنا ذلك في آلملحق(1) والذي يرتبط بثلاثة رسائل (مقالات) سابقة أرسلت للسيد مقتدى الصدر حفظه الله. و على الوطن و الإسلام السلام للأبد. و إنا لله و إنا إليه راجعون على التحاصص لشل العراق و ضمائر و وجدان المسؤوليين و الحاكمين و مسخ الشعب المسكين الذي بات لا يعرف حتى الأستاذ الجامعي فيه كما عالم الدِّين معنى و أبعاد (ألفوارق الطبقيّة) و آثارها التدميريّة على حياة المجتمع و البشرية كلها, هذه القضيّة المركزيّة التي إستشهد لأجل محوها كلّ الأنبياء و المرسلين و أوصيائهم. و لهذا أعتقد جازماً لا خير في هذه الحكومة بسبب ما ذكرنا, لأن معنى و حقيقة إجراء الانتخابات هي لإنتخاب أعضاء البرلمان و الفائز الأكبر بعدد الأصوات(المقاعد) من الكتل و الكيانات و الأحزاب المشاركة هي التي ستشكل الحكومة بحسب المعايير المتبعة و تتلخص بمعيارين أساسيين هما؛ [ألأمانة و الكفاءة] و لا غير و ليس على أساس التوافقات و الحزبيات و عدد المقاعد لكل جهة فائزة أو آلأستحقاقات الأخرى التي لو إتّبعت لغيّرت مسار الانتخابات من حكومة أمينة - كفوءة لخدمة الوطن و المواطن إلى حكومة لخدمة الأحزاب و التيارات و قياداتهم, خصوصا وإن الرئاسات الثلاثة مع القضاء أيضاً مقسمة على أساس طائفيّ و قوميّ و هذا بحدّ ذاته يخالف نهج الديمقراطيّة, و بذلك لا خير في مثل هذه الحكومة كما الحكومات السّابقة التي تشكلت على هذا الأساس ففسدت و أفسدت و خلّفت بلداً متخلفاً و مديناً لكل دول العالم ثمّ رحلت بعد ما إستلمت و لا يزال يستلم أعضائهم الذي حكموا؛ رواتب تقاعديّة ظالمة يمتصون بها دم الفقراء و المساكين و المرضى , و لا حساب و لا كتاب ولا محكمة تقام بحقّهم, و ما زال آلتّحميل جارياً بعد تنفّذ عناصرهم في مفاصل الدّولة بشكل علني و سريّ: و (من هآلمال حمل جمال), و إنا لله و إنا إليه راجعون. بقلم : ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لمعرفة التفاصيل راجع الموضوع عبر: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734581

Thursday, October 14, 2021

ألقانون ألمفقود للإصلاح و التغيير:

ألقانون ألمَفقود للإصلاح و آلتّغيّير: تعتبر هذه الصّفحات ألكونيّة؛ بمثابة ألمُلحق ألأساسيّ لِما كتبتُ عن ألعراق لخلاصه من آلفاسدين ألمتحاصصين لقوت الشعب و كرامته و كلّ شيئ فيه .. لفقدان أهمّ (قانون) في الدّستور ألعراقي! ففي رسالتي ألثّالثة للسّيد مقتدى الصّدر و التي عرضت فيها (أسس ألحُكم في الإسلام) طبقاً للنّظريّة العلويّة – الكونيّة ؛ ذكرت تفاصيل كثيرة حول أسباب ألأزمات ألعراقيّة و إستفحالها مع تقادم الأيام و المصير الأسود الذي ينتظر الجميع .. لفقدان المفكر ناهيك عن الفيلسوف الحكيم و هكذا فقدان النظريّة المطلوبة لإعمالها و تطبيقها بإشرافهم و من خلال الدّستور العادل بدل الفاسد الذي يجب أن يتغيير جذرياً, و بآلتالي ألمستقبل الخطير الذي سيُواجهه ألجّميع بدونه بشكل محتوم .. خصوصا ألفقراء منهم بحيث بات قاب قوسين أو أدنى منهم, حيث نبّهتهم و حذّرتهم بعد فوز آلتّيار الصدري المُجدّد للمرّة الثانية .. حذرتهم بوجوب إقامة حدود الله لتحقيق (العدالة) خصوصاً و أمامه تجربة واضحة وغنيّة مع شعب مُؤيّد له و جيش بل جيوش مطيعة للنهج الصدري لما وقع عليهم من المظالم و الهجمات الوحشية الصدامية لأخذ حقّ المحرومين المغتصب الذين يُعانون ألأمريين بسبب الأحزاب و الطبقة السياسية و تزداد معاناتهم من شظف العيش و المرض و الفقر و الجوع و الأوبئة و فقدان الخدمات و الكهرباء و السكن, حيث يعيش ربع الشعب العراقي في آلبيوت العشوائيّة في جميع المحافظات التي تقوم السلطات الظالمة فيها يوميّاً بهدمها على رؤوس أهلها الفقراء .. و في مقابل ذلك نرى الطبقة السّياسيّة العاهرة المتنعّمة التي لا تخاف لا من الله و لا من القانون المُسيس أصلاً بحسب مقاسات جيوبهم؛ يتمتّعون بآلقصور و البيوت و المال الحرام و آلرّواتب التقاعديّة المسلوبة من حقّ و دمّ الفقراء و المساكين و المُشرّدين و المهاجرين ألّذين إمتلأت بهم دول العالم حيث وصل عددهم لـ 5 مليون نسمة تقريباً. و هناك حديث عظيم – أساسيّ – كقانون منسيّ لم يُعمل به .. ترك فراغاً كبيراً بتركه و إهماله, من قبل مَنْ شَغَلَ آلمناصب و الرّئاسات - من ألمتحاصصيّن – ألذين أفضلهم لا يعرف حديثين عن (نظريّة آلحكم في الإسلام) و يدعي بأنه مسلم و داعية و قاضية و لا يعرف حتى عن غير الأسلام إلى جانب آليات التطبيق .. بل ربما لم يسمع ولم يَطَّلع على ذلك (ألأساس الكونيّ) كلّ ألمُدّعين للدِّين و آلسياسة و آلعدالة و الإستقامة و آلفقه .. ناهيك عن فقدانهم لتجربة غنيّة في قواعد الأدارة و الحكم لعدم ممارستهم لها؛ إنّهُ حديثٌ عظيم يرتبط بكل القيم و الأهداف و الأسرار و قد ورد بسند صحيح و مُعتبر لدى آلجّميع خصوصاً مذهب أهل البيت(ع) و يتّفق عليه كلّ العقول العلميّة ألنّزيهة - المنهجيّة, حديثٌ يُدين بوضوح و بيّنة ألمُدّعيّن للدِّين ألتّقليدي قبل آلأتجاهات الوضعية الأخرى كألديمقراطية – و الليبرالية و الملكية و العشائرية و غيرها .. لأنه يفرض عليهم وجوب إستقامتهم قبل كل شيئ بتطبيقهم لتلك المبادئ على أنفسهم و ذويهم و من يحيط بهم .. قبل العامة لترشيد الناس و هدايتهم لكونهم – أيّ القيادات المرجعيّة؛ هي آلسّبب في (فساد) أو (صلاح) ألأمّة بنفس الوقت, و سنُركّز على ألتذكير بذاك (الحديث) كقانون أساسيّ, علّهُ يُعلّمهم و يردعهم عما هم فيه من آلإجحاف و أكل الحرام و آللامبالاة بحقّ الله تعالى و حقوق عباده المظلومين؛ لفقدان التقوى ألسّياسية في وجودهم, وهو(الحديث) المعروف لدى أهل العلم بحسب ما نقله آلقرطبي و كما ورد في شرح (أصول الكافيّ) وغيره بعد نقله لحادثة المواخاة بين المهاجرين و الأنصار مباشرة كأوّل عمل قام به الرسول الكريم له دلالاته العميقة؛ حيث [آخا رسول الله (ص) بين على بن أبي طالب و نفسه فقال: [أنت أخي و صاحبي]، و في رواية أخرى: [أخي في الدّنيا والآخرة], و كان علي (رضي الله عنه) يقول: [(أنا عبد الله و أخو رسوله، لم يقلها أحدٌ قبلي و لا بعدي إلّا كاذب مُفتر)، و آخا بين أبي عبيدة بن الجراح و أبي طلحة, و بين أبي بكر و خارجة بن زيد و بين عمر و عتبان بن مالك، و بين عثمان و أوس ابن ثابت أخي حسان بن ثابت، و هكذا بين بقيتهم] كان الهدف الأوّل من وراء ذلك هو زرع المحبة و الاخوة بين الجميع بلا طبقية و لا حدود و لا فواصل مادية أو سلطوية أو عشائرية, مبيّناً لهم عمليّاً مخالفة الإسلام للنظام و الصّراع الطبقي. و نصّ ذلك الحديث(القانون) ألمعنيّ ألمنسيّ و المفقود في آلدّستور, قد ورد عن الأمام الصادق(ع) و هو أستاذ أئمة المذاهب الأسلاميّة, حيث قال : [لأحمِلّن ذنوب سفهائكم على علمائكم , قالوا له؛ لماذا يا سيّديّ .. ما ذنب العلماء؟ قال: ذنب العلماء هو أنهم برّؤوا آلسّفهاء و يغبتون, و لم يأمروا بآلمعرف و لم ينهوا عن المنكر](1). لذلك ألإصلاح مسؤوليّة خاصّة بآلعُلماء أوّلاً ثمّ ألجّماهير بقيادة ألنّخبة تحكمه آلأولويّات ! فألتّجربة ألعمليّة مع ألأدارة ألحديثة و آلمؤهّلات ألعلميّة و آلأمانة التي بيّنا حدودها و مصاديقها و دورها في رسائل سابقة؛ هي آلكفيلة بإنجاح عمليّة آلحُكم بإصلاح و بناء و إعمار ألبلاد و العباد بإتجاه التوحيد الذي يوحد الناس بطبقة واحدة و يحقق السعادة للجميع لا لفئة أو لطبقة دون أخرى و كما هو الحال في العراق و باقي بلاد العالم للأسف.. و الحال أننا لا نملك في العراق خصوصاً في الأوساط الحزبيّة و بآلذات في آلذين تصدّوا لإدارة الحُكم صفة واحدة من تلك الصّفات التي عرضناها آنفاً بإشراف الإستكبار من فوقهم لمعرفتي الدقيقة بهم و بمناهجم السطحية الباليّة و بآلشخصيات آلفارغة التي حكمت؛ لهذا كان الفساد و الخراب نتيجة طبيعة و كارثة طالما أشرت لها حتى قبل سقوط النظام بعشر سنوات في بداية التسعينات من القرن الماضي .. إلى جانب عدم الإستفادة من تجربة الثورة آلرّائدة ألمعاصرة لتحجّرهم الفكري و اللغوي و التأريخي و العقائدي فحُرموا من معرفة نهج الأمام الراحل(قدس) و قد عرضنا الدّلائل بآلتفصيل و شهدنا و عاصرنا المصاديق التي بانت واضحة فيما بعد على تلك التوقعات, لكن ساحتنا و بسبب فقدان التقوى عند آلمتصدين الجهلاء و موت البصيرة فيهم و لعدم دركهم لفلسفة الخلق و الوجود بدقة لم يدركوا و معظم مراجعهم ما عرضناه من الحقائق التي بتركها أرجعت الإسلام للوراء 500 عام و لحدّ هذه اللحظة تسير الأمور لغير صالح الحقّ و الفقراء لفقدان آلتّقوى و المعايير الكونيّة و آليات آلتغيير الجذري رغم إنها واضحة المعالم في سيرة الرسول و أوصيائه من بعده. و سؤآلنا ألمُكرّر نُعيدهُ لأهميّته, وهو: لماذا يا ترى يُقصّر ألعُلماء و بعض المراجع و مقلّديهم من الحاشية و خلفهم أبناء الأمّة الإسلاميّة طبعاً لأهمّ أصل وقانون .. يكتنف سرّ خلق آلخلق وسبب وجودهم و كما يتبيّن من خلال [ألحديث ألّذي شيّبَ رسول الله (ص)](2) ناهيك عن فساد أعضاء الأحزاب الموجودة التي أثبتت هي الأخرى فشلها و فقدانها للحياء و آلفكر و التّقوى و كأنهم أعضاء في حزب كحزب البعث يرون الهدف من السلطة هو الحصول على المال و آلقصور .. حيث نهبوا كآلقراصنة ما أمكنهم و خصصوا لأنفسهم رواتب بلا مقابل ثمّ إختفوا كآلثعالب يرتجفون من العذاب الذي ينتظرهم و سيلحقهم حتماً وهم يجرّون ورائهم أذيال الخسارة و الندم و كما تبيّن كإشارة أولى من نتائج الأنتخابات الأخيرة و التي لم يحصلوا خلالها سوى على مقاعد معدودة, و لهذا رحلوا بلا رجعة, فرحين فقط برواتبهم الحرام التي ظنوا أنها ستخلدهم و أجسادهم النّتنة التي تربّت على الحرام و ستأكلها الدّود .. بعد ما فشلو في أداء أبسط وظائفهم ألأدارية و الفنية و العقائدية و تكاليفهم ألشّرعية , خصوصاً في موضوع : (القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) و نبذ الطبقية و إسعاد الفقراء و المظلومين؟ بل فعلوا العكس من ذلك تماماً حين عمّقوا الفوارق الطبقية والرواتب الحرام بين أنفسهم! لماذا لم يلتفت الكثير من المنتسبين للإسلام لذلك آلواجب العظيم الشديد الأهميّة و الحساسة و المصيرية لبيان معالم و جوهر الإسلام عمليّاًّ و لا حتى نظريّاً لأنه يتعلق بكل الوجود .. بآلدّنيا و الآخرة و بأساس هام يضمن بناء دولة فتية عادلة عليه بعد ما زال الصنم و كانت الفرصة مؤآتية!؟ هل كل ذلك بسبب (الأميّة ألفكريّة) و فقدان التقوى .. و عدم دركهم لهدف الإسلام و لسيرة الرّسول(ص) ناهيك عن فهم القرآن الكريم و فلسفة الوجود و الحياة؟ أم لطغيان شهواتهم البطنية و التحتيّة!؟ أم الأثنان معاً .. بسـبب فقدان الولايـة!؟ وكيف يمكن القبول بأحزاب عتيدة تدّعي ما تدعي من المدّعيات؛ و لا يعرف أعضائها حتى واحد منهم سيرة الرسول و الأئمة و الشهداء(ع) بشكل صحيح و منطقي و مستدلّ و سبب البعثة و أسباب الوجود أساساً!؟ و كيف يطلق عليهم و هم بهذا الحال و المستوى المنحط؛ مسلمون أو (دعاة) أو (مجاهدون)!؟ و لو تُراجع ثقافة كل الأحزاب الإسلامية و منها الأحزاب الخمسة عشر الإيرانية التي سبقت تأسيس الأحزاب الأخرى في العالم الإسلامي: لرأيت ضحالة المعروض وعدم وجود أساس قوي يمكن أن يبني عليها الداعية عقيدته و حياته, مجرد تجميع خطب و مقولات من هنا و هناك على شكل مقالات و نشرات لا تغني ولا تسمن من جوع. إنّ ألتبليغ و آلسلوك الأنسانيّ و إشاعة المحبة و العدالة – الإسلاميّة تُمثّل روح الأسلام و غايته(3)؛ و هذه المبادئ التغييرية كانت أولى آلعمليات التي قام بها الرّسول الخاتم و صحبه عندما أعلن عن إنشاء دولته في أهالي المدينة وسط صحارى من الجّهل و المجحفين في المدن الجاهلية و التخلف و العبثية و عبادة الأصنام في الجزيرة العربيّة التي كانت ما زالت تعتمد على الرعي في حياتها و كذلك تنمّر الأستكبار شرقا و غرباً لأن الأمبراطورية الفارسية من الشرق و الإمبراطورية الرّومية من الغرب كانتا أكثر و أكبر من مجرّد قوّة عظمى أمام حكم الأسلام في مدينة صغيرة في الجزيرة العربية المتخلفة على كل صعيد؟ لكن صِدْق النّبي الخاتم و نظافة يده و سيرته الصّادقة الأمينة هي التي مهّدت بعد التأئييد الإلهي لتحقيق النجاح الكاسح رغم كثرة المؤآمرات داخلياً و خارجياً .. فلو سألت أغلبهم و أفقههم اليوم .. حتى بعد الذي كان منذ 2003م : من هو آلمسؤول عن الإصلاح و إقامة العدالة في المجتمع ؛ لَمَا تردّد أكثرهم مِنْ أن يُسْمِعُك قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم : [كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته](4), محاولاً تبرير فساده بإلقاء اللوم على الغير سواء كان من الداخل أو من الخارج! والقرآن الكريم كما آلرّسول؛ كما العلي الأعلى قد حدّدوا آلتّفاصيل .. حتى نوع العلاقة بين مجتمع المؤمنين بالولاية بآلقول : ﴿الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ﴾ (التوبة/71) وقول الرسول(ص) ؛ [مثل المؤمنين في توادّهم و تراحمهم كمثل الجسد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بآلسّهر و الحمى] و [حبّ لأخيك ما تُحبّ لنفسك], إلى جانب المُحددات المطلوبة و الدقيقة في المسؤول(ألمسؤوليين) من خلال آلاف الأحاديث و كتاب نهج البلاغة(نهج الحكمة) .. و كما بيّنا أهمّها في مقالٍات سابقٍة(5). فكلّ واحد من المؤمنين تربطه بباقي الأفراد رابطة الولاء كما التراحم و الأنسجام في العائلة الواحدة، وهو مسؤول تجاه أخيه المؤمن بأداء حقّ هذه الرابطة بما يتعلق بجميع أنحاء وجوده، ثم يُكمل المولى عزَّ وجلّ‏ مبيناً كيف تُؤدى هذه المسؤولية: [يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ](ألتوبة / 71). فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ناشئان من الولاية التي تُشكّل ألرّباط بين أعضاء المجتمع الإسلاميّ، وهو الممارسة العمليّة لهذا التوحد العاطفي والعملي لأبناء المجتمع ولذا فمسؤولية كلّ فرد أن يأخذ موقعه في نصرة المجتمع من خلال تقوى الله و القيام بواجبه الأنساني تجاه أخيه و خدمة مجتمعه, لا أن يكون عالة عليه و كما هو حال أعضاء الأحزاب و المليشيات و حتى الموظفين. ولكن قد نقع في حالة إهمال لهذه المسؤولية، فما هي العوامل التي تجعل أبناء الأمة يتخلفون عن أداء هذا الواجب المقدس!؟ لا بد من البحث عن هذه الأسباب .. بادئين بفهم و وعي عقيدة الأسلام, ذلك أنّ الإسلام العلوي لا يعرفه حتى المُدّعين للدِّين ناهيك عن غيرهم, ثمّ معرفة ألأسباب النفسية التي تعود إلى مشكلات تتعلق بشخصية الأفراد و مسألة تغيير النفس و التسلّح بآلفكر لبدء عمليّة التغيير التي تقع ثقلها على العلماء و الفقهاء و الفلاسفة قبل أيّ شخص أو جماعة .. ثمّ يأتي دور النّخبة لبيان ذلك الفكر! هناك مرض خطير أصاب آلنّاس بشكلٍ عام حتى المسلمين منهم, لهذا كانت له تجلّيات، وأهمها (إشكالية علاقة الإنسان المسلم بالدّنيا) بعبادة المال(الدّولار) بجانب (الحرص ألشديد الذي إنعكس على خطواته العملية في حياته)، فإذا كان الإنسان شديد الحُبّ و الحرص لمال وجاه آلدّنيا .. و شديد الرغبة فيها؛ فإنّ هذا سيقلب أولوياته بمعنى تقديم دنياه على آخرته، فيتحوط لكل خطر على نفسه و ماله و عائلته، بينما لا يبالي بما يُؤدي إلى حفظ الكيان الإسلامي العام، وعليه فأمثال هؤلاء سيتركون (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) إذا شكلّ أداؤهما مانعاً مقابل بعض المنافع الدنيوية, بل أعرف البعض من الذين ليس فقط فعلوا ما أشرنا .. بل أصبحوا جواسيس على أخوانهم و مجتمعهم, و قد وصفهم أمير ا لمؤمنين(ع) بقوله: [يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مُراؤون يتقرّؤون ويتنسّكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر, يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير و يتّبعون زلّات العلماء و فساد عملهم، يقبلون على الصّلاة و الصيام و ما لا يكلّفهم في نفس و لا مال، و لو أضرّت الصّلاة بسائر ما يعملون بأموالهم و أبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها](6). و أشار الأمام الحسين(ع) أيضاً بقوله: [الناس عبيد الدنيا والدِّين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونهُ ما درّت معايشهم فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الدّيانون]( 7). و يُعلل الإمام علي عليه السلام في رواية نقلها عنه إبنه الإمام الحسين عليه السلام ذلك بأنّ اللَّه عاب على الرّبانيين والأحبار لعدم نهيهم عن المنكر قائلاً : [وإنما عاب اللَّه ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظَلَمة المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم، و رهبة مما يحذرون](8). والحميّة أيّ (الدّفاع مع آلشدة) فقد حدّثنا القرآن الكريم عن حمية الكافرين و إعتبرها حميّة الجّاهليّة. ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّة﴾(الفتح:26) ، معرضاً بهذا النوع من الحمية، ولكن هناك حمية إيمانية هي مطلوبة بقدر مبغوضية حميّة الكفار. ومعنى الحمية الدينية هي وجود الغيرة و الدفاع الواعي في نفوس المؤمنين على دين اللَّه وعقائده ومقدساته بوجه الذين يتعدون حدود اللَّه وينتهكون حرمات الدين والمسلمين. وهذا ينم عن مدى أثر الدين في النفوس, و قد صرح الإمام الحسين عليه السلام عن أحد أسباب غلو طاغية زمانه يزيد بن معاوية وجلاوزته في ظلمهم وتعدياتهم وطمعهم بأكثر مما ارتكبوا إلى درجة أصبح الموت في نظرهم أفضل من العيش مع أناس فقدوا هذه الغيرة والحمية فقال عليه السلام: [ألا ترون إلى الحقّ لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن بلقاء ربه محقاً](9) بل تصبح الحياة مع شيوع الفساد و الكفر و النفاق كسجن للمؤمن حين تكون جنّة للكافر بآلمقابل, و كما ورد عن النبيّ(ص) في حديث صحيح! قال الإمام الصادق عليه السلام: . [لا تسخطوا اللَّه برضى أحد من خلقه، و لا تتقرّبوا إلى أحد من آلخلق بتباعد من اللَّه عز وجل](10) وفي موعظة بليغة لنبي اللَّه عيسى على نبينا وآله وعليه السلام يقول: [إنّ الحريق ليقع في البيت الواحد فلا يزال ينتقل من بيت إلى بيت حتى تحترق بيوت كثيرة، إلا أن يستدرك البيت الأول فيهدم قواعده، فلا تجد فيه النار معملاً, وكذلك الظالم الأول لو يؤخذ على يديه لم يوجد من بعده أمام ظالم فيأتون به، كما لو لم تجد النار في البيت الأول خشباً و ألواحاً لم تحرق شيئاً، من نظر إلى الأفعى تؤم أخاه لتلدغه و لم يحذره حتى قتلته، فلا يأمن أن يكون قد شرك في دمه أيضاً، من نظر إلى أخيه يعمل بالمعاصي و لم يحذره حتى أحاطت به فلا يأمن أن يكون قد شرك في إثمه, ومن استطاع أن يغيّر الظلم(الظالم) ثم لم يغيره فهو كفاعله، وكيف يهاب الظالم وقد أمن بين أظهركم، لا ينتهي ولا يغير عليه ولا يؤخذ على يديه، فمن أين يقصر الظالمون؟ أم كيف لا يفترون؟ أَ فحسب أن يقول أحدكم : لا أظلم ومن شاء فليظلم, و يرى الظلم فلا يغيره فلو كان الأمر على ما تقولون؛ لم تعاقبوا مع الظالمين الذين لم تعملوا بأعمالهم، حتى تنزل بهم العثرة في الدنيا](11). وعدم المبالاة وما سبقها من أمراض ستؤدي إلى استصعاب أداء هذه المهمة وترك القيام بها، وعلى الأقل ستؤدي إلى التردد في أدائها في أول ظهورها والمبادرة لعلاج الآفات مما سيؤدي إلى استفحال المرض وصعوبة العلاج إن لم يؤدِ إلى استعصائه على العلاج ووصوله إلى مرحلة خطيرة بحيث تصبح تكلفة هذا العلاج باهظة جداً إلى مستوى أن يكون الثمن هو دم كدم الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وتضحية كتضحياته وعياله. وقد رسم الإمام علي(ع) في بعض وصاياه موقع المال و النفس و الدّين و قيمة كل منها ومقامه بالنسبة لحياة المسلم فقال (ع): [فإذا حضرت بليّة فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم واعلموا أن الهالك من هلك دينه و المريب من خرب دينه](12). أما الحديث ألمحوري الذي نقصده بشكل مباشر في هذا آلبّحث و المعنيّ بمواصفات الحكومة العادلة و الذي يُمثّل ألعمود ألفقريّ لعمليّة التغيير و الإصلاح ألجّذري في المجتمع الأسلاميّ - ألأنسانيّ خصوصاً (المجتمع المسلم) الذي يُمثل ذلك الحديث بآلمناسبة أيضاً أحد أهمّ (المحاور الكونيّة الثلاثة) بخصوص عملية نشر الوعي و النّهضة أو الثورة ألتغييريّة لبناء المجتمع ألحضاري السليم , و هو كما ورد عن آلأمام أبو عبد الله (ع) في حديث صحيح و متواتر: - سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن خطاب بن محمد، عن الحارث بن المغيرة، قال: [لقيني أبو عبد الله (ع) في طريق المدينة, فقال: من ذا؟ أَ حَارث؟ قلتُ: نعم، قال: [أَمّا لأحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم ...](13), ثمّ مضى فأتيته فاستأذنت عليه فدخلت, فقلتُ: لقيتني فقلتَ: (لأحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم)، فدخلني من ذلك أمرٌ عظيم، فقال: نعم, ما يمنعكم إذا بلغكم عن ألرَّجل منكم ما تكرهون و ما يدخل علينا به آلأذى أنْ تأتوه فتؤنّبوه و تعذّلوه و تقولوا قولاً بليغاً؟ فقلتُ لهُ: جعلت فداك .. إذاً لا يطيعونا و لا يقبلون منا؟ فقال: [إهجروهم و إجتنبوا مجالسهم]. و أخيراً فإن بيان مفاد قوله: [ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرّجل منكم ما تكرهون]؛ من الذنوب و إفشاء السّر و خلاف الأدب (أن تأتوه فتؤنبوه و تعذّلوه) - التأنيب: المبالغة في التوبيخ، و التعنيف و العذل: الملامة كالتعذيل و الإسم ألعذل محركة و إعتذل و تعذّل قبل الملامة (و تقولوا له قولاً بليغاً) أيّ بالغا متراقيا إلى أعلى مراتب النصح والموعظة من قولهم بلغت المنزل إذا وصلته أو كافيا في ردعه عن نكره كما كان يقال في هذا بلاغ أيّ كفاف أو فصيحاً مطابقاً لمقتضى المقام (فقلت له جعلت فداك إذا لا يطيعونا و لا يقبلون منا فقال: [إهجروهم و إجتنبوا مجالسهم], هذا أيضا نوع من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و فيه فوائد: الأولى: ترك التشابه بهم؛ الثانية: ألتّحرز من غَضَب الله و عقوبته عليهم؛ ألثالثة: تحقق لزوم البغض في الله و ثباته؛ الرابعــة: رفض التعاون في المعصية فإن الوصل بالعاصي و المساهلة معه يوجب معاونته في المعصية و جرأته فيها؛ ألخامسة: بعثه على ترك المعصية فإنّ الوصل العاصي إذا شاهد هجران الناس عنه ينفعل و ينزجر عن فعله بل تأثيره قد يكون أنفع من القول و الضرب. صفات منبوذة لأهل المهن و السياسة و الفقاهة والقوميات و غيرهم لتجنّبها : - سهل بن زياد، عن إبراهيم بن عقبة، عن سيابة بن أيوب، و محمد بن الوليد، و علي بن أسباط يرفعونه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: [إنّ الله يُعذّب (ألستة بالسّتة): [ألعرب بالعصبيّة، و آلدّهاقين بالكبر، و آلأمراء بالجّور، و آلفقهاء بالحسد، و آلتّجار بالخيانة، و أهل ألرساتيق بالجّهل], و هذه الصفات يجب تجنّبها و العمل بعكسها. أما قوله: (إن الله تعالى يُعذّب ألسّتة بالسّتة) أيّ ستّة أصناف بستّة أوصاف .. واحداً بواحد: فـ(العرب بالعصبية), قيل: العصبية من لوازم الكِبر و كانت حقيقتها تعود إلى العصب عن تصوّر المؤذي مع الترفع على فاعله، و اعتقاد الشرف عليه، و كانوا قبايل متعدّدة، و كان الرَّجل يخرج من منازل قبيلة فيمرّ بمنازل قبيلة أخرى فيقع أدنى مكروه من أحدهم فينسب إليه و إلى قبيلته ما لا يليق فينادي هذا نداء عالياً أي آل فلان فيثور عليه فساق القبيلة ويضربونه، فمضى هو إلى قبيلته و يستصرخ بها يقصد به الفتنة و إثارة الشر، فتسل بينهم السيوف و تثور الفتنة و يقتل جمع غفير ولا يكون لها أصل في الحقيقة و لا سبب يعرف. (والدهاقين بالكبر) قيل: دهقان: معرب دهبان، وفي المغرب، الدهقان: معرب يطلق على رئيس القرية و على التاجر، وعلى من له مال وعقار، و داله مكسورة، و في لغة تضم، و الجمع دهاقين و دهقن الرّجل و تدهقن: كثر ماله. (و الأمراء بالجور)؛ الأمراء لمشاهدة قوّتهم الفانية في نفوسهم. و هكذا بقيّة الصّفات النكرة للموصوفين ... نختم قولنا في هذا المجال بآلإشارة إلى ألمثال الذي ذكرناه في آخر كتاب صدر لنا بعنوان؛ [ألطبابة الكونيّة ج2], و يخصّ طبيعة الحكم في أوساط (الهنود الحُمر) الذين يعتبرهم البعض من أدنى الشعوب في العالم للأسف لا على سبيل الحصر؛ بل لبيان مدى التشرذم و البعد عن الله و الدّين بآلقياس مع سياسيّنا و حكوماتنا و من يدعيّ العلم بحسب الظاهر: لقد قلنا و قرّرنا بأنّ آلظلم الذي يقع على إنسان واحد بحسب الفلسفة الكونية؛ هو ظلم يشترك فيه كلّ المجتمع بدرجات متفاوتة - خصوصاً حُكامه و علمائه و مسؤوليه المباشرين كل بحسب حجمه و سلطته, حيث يُعتبرون مُشاركين بآلظلم مباشرة بحسب المقدار و المساحة و التأثير, لهذا نرى (الهنود الحمر) ولكونهم الطبقة الوحيدة ألتي حافظت على توازنها و فطرتها آلأنسانيّة المسالمة من بين قبائل و شعوب الأرض لأسباب معروفة, منها؛ ألطبيعة التكوينيّة؛ و لقمة الحلال, لأنّ موردها على الأكثر من الزراعة و آلصيد و التواضع و آلتآلف و البساطة و المحبة الصّافية الصادقة؛ لهذا تراهم حين يسرق فرد منهم أو يشذّ عن وضع المجتمع الطبيعي؛ يجتمع على الفور جميع قادتهم و قضاتهم لحل الموضوع من الآساس ببحث الجذور والعلل! و ذلك بطرح سؤآل محوري على أنفسهم(القادة و القضاة) مفاده: [ما آلخطأ ألذي إرتكبناه نحن القادة و القضاة ليسرق ذلك آلمواطن/المواطنة]!؟ إلى جانب ذلك؛ لديهم عادات تدلّل على قمّة الأنسانيّة و الوفاء و الأحترام في تعاملهم .. منها: لو أُجري سباق معين مثلاً, فأنهم لا يحتفلون بآلحائز على المركز الأوّل فيه؛ بل يحتفلون و يشجعون الفائز الأخير كدعم و تآزر له و كتجبير للخاطر! كما طرحنا نفس تلك المضامين الواردة في بُعده الأجتماعي – الأخلاقيّ عبر همسة كونيّة : [لو زنت إمرأة في المجتمع؛ فيجب جلد المجتمع بدل جلد المرأة لأنهُ(المجتمع و على رأسه الحكومة) السبب في إنحرافها]! أمّا في مجتمعنا فنرى العكس! بل نرى فوق ذلك ؛ أنّ الفاسد أكثر إحتراماً و مكانةً و علوّا لدى القادة و المشرعين و القضاة, و يكون معتبراً أكثر كلما كان متمرساً في الحرام و الخيانة و النفاق و نهب أموال الفقراء أكثر أو نافذاً و خلفه من المسلحين و آلأحزاب المؤتلفة الحاكمة! لهذا لا أمل بإلأستقامة و إجراء العدالة و المجتمع فيه عشرات الطبقات و الدرجات الحقوقية و المعاشية بحيث يصل الفارق إلى مئات الأضعاف بين رئيس (موظف) و (موظف عادي) آخر, و كأن قوانين فرعون و حمورابي و نبوخذنصر و سرجون وحمدون وأوردغون وصدام هي الحقّ و قوانين الله و العليّ الأعلى ألذي ساوى مرتبه مع مرتب الفقير هي آلخطأ و آلوهم. لهذا فنحن متأخّرون عن ركب الأنسانيّة و نحتاج إلى (الأمر بآلمعروف و النهي عن المنكر) بحسب قوانين الله لا كما كان سائدا للآن بآلخطأ و النهب والأرهاب و الظلم و الطبقيّة بكل أنواعها و أشكالها للأسف. فما هو (الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر) في الإسلام العلويّ لا ألأسلام ألتجاريّ؟ ألنسّبية ألحقّة في آلقانون إلإلاهي عند مُعاقبة ألشّعوب بشكل جماعيّ: لماذا يشمل العقاب الجمعي في حالات معيّنة المؤمنين مع الكفار و المعاندين و المشركين !؟ أمّا قانون الله في معاقبة الشعوب قياساً لموقفها و ميلها للحقّ أو آلباطل .. فهو بحسب ما ورد في أهمّ مصادرنا , و منها ما ورد في آلكافي - للشيخ الكليني - ج ٥ - الصفحة ٥٥, قم , إيران: 1- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن عبد الله، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: [يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون و يتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمراً بمعروف و لا نهياً عن منكر إلّا إذا أمنوا الضّرر, يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير يتّبعون زلاة العلماء و فساد عملهم، يقبلون على الصلاة و آلصيام و ما لا يكلمهم في نفس ولا مال ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم و أبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض و أشرفها، إنّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتمّ غضب الله عز وجل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب و تحلّ المكاسب و ترد المظالم و تعمّر الأرض و ينتصف من الأعداء و يستقيم الأمر فأنكروا بقلوبكم و الفظوا بألسنتكم و صكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم, فجاهدوهم بأبدانكم و أبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ولا مريدين بظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته]. قال: و أوحى الله عز وجل إلى شعيب النبي (عليه السلام): [أني معذب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم و ستين ألفا من خيارهم، فقال (عليه السلام): يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فأوحى الله عز وجل إليه: (داهَنوا أهل المعاصي و لم يغضبوا لغضبي)]. 2- علي إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن جماعة من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: [ما قدست أمّة لم يؤخذ لضعيفها من قويّها بحقه غير متعتع], معنى (ألمتعتع) بفتح التّاء؛ أيّ من غير أن يُصيبه اذى يقلقله ويزعجه عن (مجمع البحرين)]. 3- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عن محمد عمر بن عرفة قال: [سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لتأمرون بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب]. 4- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قال: [ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر]. 5- و بإسناده قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): [بئس القوم قوم يعيبون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر]. 6- عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم ابن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى عن عقيل، عن حسن قال: [خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه و قال: أما بعد فإنه إنما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي و لم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك و إنهم لمّا تمادوا في المعاصي و لم ينههم الربانيّون و الأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات فأمروا بالمعروف و إنهوا عن المنكر و اعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقرّبا أجلا ولم يقطعا رزقا، إن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان فإن أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال أو نفس ورأي عند أخيه غفيرة في أهل أو مال أو نفس فلا تكونن عليه فتنة فإن المرء المسلم البرئ من الخيانة ما لم يغش دناءة تظهر فيخشع لها إذا ذكرت ويغري بها لئام الناس كان كالفالج الياسر الذي ينتظر أول فوزة من قداحه توجب له المغنم ويدفع بها عنه المغرم وكذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة ينتظر من الله تعالى إحدى الحسنيين إما داعي الله فما عند الله خير له وإما رزق الله فإذا هو ذو أهل و مال ومعه دينه وحسبه، إن المال والبنين حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لأقوام، فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه واخشوه خشية ليست بتعذير]. و لعلك أيها القارئ – الفطن – عرفت الآن و بعد آلغوص في أعماق المباني و المبادئ التي ذكرناها؛ سبب العذاب الجّمعي!؟ و هو إن الله تعالى يُريد أن يُوصل لنا رسالة هامّة للغاية تمثل محور الفلسفة الكونيّة إختصرها الحديث الذي ذكرناه سابقا: (كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته), و الهدف من خلق الخلق في هذا الكون, وهي أن الشعوب و الأمم بجب أن تتّحد يداً واحدة في تراحمهم و تعاونهم في السّراء و الضّرّاء و كما أشار في آية ؛ (و لو شاء ربّك لجعل الناس أمّة ...) سورة هود/118, حيث جعلها تعالى بمثابة السؤآل الرئيسيّ في سعي الأنسان لعبور الأمتحان النهائي بآلنجاح في تقرير مصير الأمم التي يجب أن تتّحد و تتعاون على البر و التقوى و المحبة و آلأيثار و تنفي العنف و الأنانية و الطبقيّة المقيتة التي تسبب ألظلم لا محال و كما هو حال بلدان العالم على جميع الصّعد! فيا سيدّنا الجليل مقتدى الصّدر سدّد الله خُطاك و من معك و كل مَنْ يريد أن يتصدى لأمر العراق العظيم و هو واجب كفائي بشرطها و شروطها؛ و أَ لَستُم بمستوى (آلهنود الحُمر) لتطبيق تلك ألحكمة التي عرضناها لكم عنهم .. و بآلتالي تطبيق العدالة العلويّة في أوساط الناس ألذين إنتخبوكم و يأملون آلخير منكم لأنكم من نسب و نسل طاهر و تدعون لولاية الأمام عليّ على نهج رسول الله(ص) الذي هو نهج الله تعالى؟ خصوصا و أنت العارف في هذا الظرف؛ بمدى المظلومية الواقعة على هذا الشعب و الفقراء منهم بآلذات حيث ما زال رُبع الشعب يعيش في البيوت العشوائيّة و نصفه تقريباً يعيش في الأيجار بسبب سياسة الحكومات والأحزاب ألمستهلَكه و المستهلِكة و طبيعة الدستور العراقيّ الفاسد و الفوارق ألمعاشيّة وهكذا بقية المظالم الكثيرة ألمعروفة! فهل أنت لهـــا هذه المرة؟ بشرك رعاية النهج العلوي ألمنسيّ للأسف في عملية الإصلاح و ذلك بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب و هو أصل الأصول في نجاح النظام و تحقيق العدالة و من ثمّ السّعادة, بعكس ما وقع في عراق المآسي! وقد قال رسول الله (ص): [ما ولّت أمّة أمرها رجلاً قط و فيهم مَنْ هو أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا)(14). وقال الأمام الحسن(ع): [لقد تركت بنو إسرائيل و كانوا أصحاب موسى (عليه و على نبيّنا السلام) هارون أخاه و خليفته و وزيره و عكفوا على العجل و أطاعوا فيه سامريهم، و هم يعلمون أنه خليفة موسى (عليه السلام)، و قد سمعت هذه الأمة رسول الله (ص) يقول ذلك لأبي: (إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي) و قد رأوا رسول الله (ص) حين نصبه لهم بغدير خم، وسمعوه و نادى له بالولاية ثمّ أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب و قد خرج رسول الله (ص) حذراً من قومه إلى الغار لما أجمعوا على أن يمكروا به، و هو يدعوهم لما لم يجد عليهم أعوانا ولو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم، و قد كفّ أبي يده و ناشدهم و استغاث أصحابه فلم يغث و لم ينصر، و لو وجد عليهم أعوانا ما أجابهم، و قد جعل في سعة كما جعل النبي (ص) في سعة، و قد خذلتني الأمة و بايعتك يا إبن حرب ، و لو وجدت عليكَ أعوانا يخلصون ما بايعتك، و قد جعل الله عز وجل هارون في سعة حين استضعفوه قومه و عادوه، كذلك أنا و أبي في سعة من الله حين تركتنا الأمة و بايعت غيرنا و لم نجد عليه أعوانا، و إنما هي السنن والأمثال ينبع بعضها بعضاً. أيّها الناس إنكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلاً جدّه رسول الله (ص) و أبو وصي رسول الله لم تجدوا غيري و غير أخي، فاتقوا الله و لا تضلوا بعد البيان، و كيف بكم و أنى ذلك منكم؟ أَ لَا و إني قد بايعت هذا و أشار بيده إلى معاوية و إن أدري لعله فتنة لكم و متاع إلى حين. أيها الناس : إنه لا يُعاب أحد بترك حقّه، و إنما يُعاب أن يأخذ ما ليس له، و كل صواب نافع، و كل خطأ ضارّ لأهله، و قد كانت القضية ففهمها سليمان فنفعت سليمان ولم تضر داود عليهما السلام، فأمّا القرابة فقد نفعت المشرك و هي و الله للمؤمن أنفع]. و حذاراً من ترك الناس ثانيّةً ألذين وضعوا ثقتهم بكم أخيراً بعد ما جرّبوا جميع الكيانات و الأحزاب و الحكومات السابقة , و لكي لا تكون أوّل ألمُذنبيين يوم آلقيامة كمن سبقكم في الرئاسات و الحكومة - لا سامح الله – بحسب الوصائق و النصوص و الدلائل آلتي أوردناها أعلاه, فلا بدّ من طبابة الناس و مداواة جروحهم العميقة بمواساتهم بكل شيئ قبل الشروع عملياً طبقاً للأساس المفقود ألذي عرضناه, لأنّ ذلك بآلأضافة إلى ما ذكرت سيُسبب فراغاً ينفذ المنافقون من خلاله بعدكم لتعميق الضلال و آلأنحراف و القسوة التي تولّد الطبقيّة و الظلم و الفساد و القتل و الأرهاب و الحرب كنهج صداميّ توارثه العراق للأسف؟ و نختم كلامنا بآلآية القرآنية العظيمة التي وردت في سورة الأحقاف / 21 [و إذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بآلأحقاف و قد خلت النّذر من بين يديه و من خلقه , إلّا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم] صدق الله العلي العظيم. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. ع/ ألعارف ألحكيم : عزيز حميد مجيد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٨٦ نقلاً عن القرطبي. (2) سورة (هود) سُميّت بـ (مشيبة ألرّسول), لكن لماذا قال الرسول ( ص) : بأنّ سورة هود قد شيّبته !؟ الجواب: لا شك في أن الرسول المصطفى ( ص) هو العالم بالقرآن و الفاهم لأسراره على حقيقتها، فهو أكثر من يتأثر به ، فعَنِ الامام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( ص) : [إِنِّي لَأَعْجَبُ كَيْفَ لَا أَشِيبُ إِذَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ ؟] وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ [ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ ! قَالَ : " شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَ الْوَاقِعَةُ وَ الْمُرْسَلَاتُ وَ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ]، ( وسائل‏ الشيعة : 6 / 172 ). و في الحديث المرفوع عنه (ص): [شيبتني هود]. فقيل له ما السبب يا رسول الله؟ فقال : [قوله تعالى : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ‏)] ، ( شرح ‏نهج ‏البلاغة : 11 / 213 ). هذه الدلالات تعبّر بما لا شك فيه على أنّ هدف (الإسلام) هو تحقق العدالة لسعادة المجتمع, و لا يتحقق هذا الهدف إلّا بإستقامة آلمجتمع الذي لا يستقيم إلا بإستقامة آلرّسول الكريم أو وصيّه من بعده أو المتصدي لأمور الأمّة في عصر الغيبة التي نعيشها الآن, و هذا الأمر ليس بآلهيّين و ليس شغل أيٍّ كان حتى لو كان مرجعاً .. لأنه يحتاج لمؤهلات عظيمة للتصدي لهذا الأمر الذي عجز عنه حتى الأنبياء و المرسلني و الأوصياء, من هنا شيّبت سورة هود النبيّ الكريم(ص) لوعييه لأبعاد الأمر و إتصاله بحكمة الوجود كلّه لمزيد من التفصيل يمكنكم مراجعة آلرابط التالي: لكن للأسف الشديد نرى إن المدّعين فرحون بكون الشيب لم يصلهم و يحاول الكثير منهم إجراء حتى العمليات الجراحية لتجميل وجهه و مظهره و جسده .. ولا يلتفت لداخله ليغيير أعماقه و قلبه الموبوء بآلعقد و الجّهل و حب الدّنيا و الظهور و الوجاهة!؟ (3) لمعرفة سبب الفوارق الحزبية المشينة و المظالم التي وقعت و تقع بين أعضاء الأحزاب و التي تسببت بإنشقاقهم و منها (حزب الدعوة) و بآلأرقام و الأدلة, راجع كتابنا الموسوم بـ : [صفحات مشرقة .. لتأريخ كونيّ] صفحة 22 .. النقطة 11 التي عرضنا فيه صفحات من تأريخنا في العراق و في إيران فيما بعد مع حزب الدعوة الإسلامية, التفاصيل على الرابط التالي: https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82%D9%87-%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-pdf 1- (4) بحار الأنوار، ج‏72، ص‏38 (5) راجع التفاصيل في المقال التالي : https://www.sotaliraq.com/2021/10/12/%d8%a3%d9%84%d8%b5%d9%91%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d8%a3%d9%84%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%91-%d9%87%d9%88-%d8%a2%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d9%84%d9%88%d8%b6%d8%b9-%d8%a2%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7/ (6) الكافي - الشيخ الكليني - ج ٥ - الصفحة ٥٥ (7) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ٣٨٣. (8) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٧ - الصفحة ٧٩, و كذلك ؛ نهج البلاغة، ج‏1، ص‏223 (9) بحار الأنوار، ج‏44، ص‏381. (10) ألأمالي - الشيخ الصدوق - الصفحة ٥٧٧. (11) بحار الأنوار، ج‏14، ص‏308. (12) الكافي، ج‏2، ص‏216. (13) في حديث ورد عن آلأمام الصادق (ع): [ لأحملّن ذنوب سفهائكم على علمائكم , قالوا له؛ لماذا يا سيدي.. ما ذنب العلماء؟ قال: ذنب العلماء هو أنهم برؤوا ا لسّفهاء و يغبثون, و لم يأمروا بآلمعرفو و لم ينهوا عن المنكر]. (14) مصدر الحديث بحار الأنوار عبر الرابط: http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/1441_%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%B1-(12)%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3%D9%8A-%D8%AC-%D9%A1%D9%A0/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_145#top

Wednesday, October 13, 2021

ألمحور المنسي في عملية التغيير و الأصلاح:

ألمحور ألمنسيّ في عمليّة ألإصلاح و آلتّغيير: تعتبر هذه الصفحات المعدودة: بمثابة الملحق لما كتبت عن العراق لخلاصه من أيدي الفاسدين الذين تحاصصوا كل شيئ! ففي رسالتي ألثّالثة(ألأخيرة) للسّيد مقتدى الصّدر في مجال (أسس ألحكم في الإسلام) طبقا للنظرية العلويّة – الكونيّة؛ ذكرت تفاصيل كثيرة حول أسباب ألأزمات ألعراقيّة و إستفحالها, و فقدان النظرية المطلوبة تحقيقها, و بآلتالي ألمستقبل الخطير الذي سيواجه الجّميع .. خصوصا الفقراء منهم و الذي بات قاب قوسين أو أدنى , حيث نبهتهم بعد فوزهم المُجدّد و للمرّة الثانية بوجوب إقامة حدود الله لتحقيق العدالة و أمامه تجربة واضحة و شعب مؤيّد له و جيش بل جيوش مطيعة له إجمالاً, لأخذ حقّ المحرومين الذين يُعانون من كل شيئ و تزداد معاناتهم و شظف العيش و المرض و الفقر و الجوع و الأوبئة و فقدان الخدمات و الكهرباء و السكن, حيث يعيش ربع الشعب العراقي في آلبيوت العشوائيّة التي تقوم السلطات الظالمة يوميّا بهدمها على رؤوس أهلها الفقراء.. و في مقابل ذلك نرى الطبقة السياسية المتنعّمة التي لا تخاف لا من الله و لا من القانون المسيس بحسب مقاسات جيوبهم؛ يتمتّعون بآلقصور و البيوت و آلرّواتب التقاعديّة المسلوبة من حقّ و دمّ الفقراء و المساكين و المشرّدين و المهاجرين ألّذين إمتلأت بهم دول العالم حيث وصل عددهم لـ 5 مليون نسمة تقريباً. و هناك حديث عظيم يبدو أنهُ منسيّ تماماً .. أو لم يطّلع عليه ألمدّعين للدِّين و العدالة و الإستقامة و الفقه؛ وهو حديث عظيم بسند صحيح و معتبر لدى المذاهب خصوصاً مذهب أهل البيت(ع), حديث يُدين و يتعلّق بوضوح و بيّنة بألمُدّعيّن للدِّين و وجوب إستقامة القيادة المرجعيّة لكونهم هم آلسّبب في (فساد) أو (صلاح) ألأمة في نفس الوقت, و نودّ هنا تذكيرهم به(الحديث), علّهُ يردعهم عن ما هم فيه من آلإجحاف بحقّ الله تعالى وعباده المظلومين إن كانوا متّقين, وهو: قال القرطبي كما ورد في شرح أصول الكافي بعد نقله لحادثة المواخاة بين المهاجرين و الأنصار؛ [آخا رسول الله (صلى الله عليه و آله) بين على بن أبي طالب ونفسه فقال: أنت أخي و صاحبي، و في رواية أخرى: أخي في الدنيا والآخرة، و كان علي (رضي الله عنه) يقول: [(أنا عبد الله و أخو رسوله، لم يقلها أحدٌ قبلي و لا بعدي إلّا كاذب مُفتر)، و آخا بين أبي عبيدة بن الجراح و أبي طلحة, و بين أبي بكر وخارجة بن زيد وبين عمر و عتبان بن مالك، و بين عثمان و أوس ابن ثابت أخي حسان بن ثابت، و هكذا بين بقيتهم], و نصّ الحديث عن الأمام الصادق(ع) و هو إستاذ أئمة المذاهب الأسلامية: [لأحملّن ذنوب سفهائكم على علمائكم , قالوا له؛ لماذا يا سيّديّ .. ما ذنب العلماء؟ قال: ذنب العلماء هو أنهم برّؤوا آلسّفهاء و يغبتون, و لم يأمروا بآلمعرفو و لم ينهوا عن المنكر](1). لذلك .. الإصلاح مسؤولية عامة تحكمها الأولويّات: ألتجربة العملية بجانب ألأدارة الحديثة و المؤهلات العلمية و الأمانة التي بيّنا حدودها و مصاديقها؛ هل الكفيلة لأنجاح أية عملية إصلاح و بناء و تقدم .. و الحال لا نملك في العراق خصوصا الحزبيين لمعرفتي الدقيقة بمناهجم البالية و بآلشخصيات التي تحكمها؛ لهذا كان الخراب نتيجة طبيعة و محتملة توصلت لها حتى قبل سقوط النظام بعشر سنوات تقريباً و قد عرضنا الدلائل وقتها و المصاديق بانت واضحة فيما بعد على تلك التوقعات, لكن ساحتنا و بسبب موت البصيرة لم يدرك قادتها ولا معظم مراجعها ما عرضناه من الحقائق و لحدّ هذه اللحظة لفقدان المعايير الكونية. وسؤآلنا المكرّر نعيده هنا لأهميّته, وهو : لماذا يا ترى يقصر العلماء و حتى بعض المراجع و مقلّديهم من أبناء الأمة الإسلامية ناهيك عن الأحزاب الموجودة التي أثبتت فشلها و نهبت كآلقراصنة ما أمكنها و إختفت بلا رجعة فرحة برواتبها الحرام .. بعد ما فشلت في أداء تكاليفها, بالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ ولماذا لم يلتفت الكثير من المنتسبين للإسلام لهذا الواجب الشديد الأهمية والحساسة و المصيرية لأنها تتعلق بآلدّنيا و الآخرة؟ فلو سألت أغلبهم و أسيدهم حتى بعد الذي كان : من هو آلمسؤول عن الإصلاح و إقامة العدالة في المجتمع؛ لَمَا تردّد أكثرهم من أن يُسْمِعُك قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم : [كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته](2), محاولاً تبرير فساده بإلقاء اللوم على الغير سواء كان على الداخل أو الخارج! والقرآن الكريم كما آلرّسول؛ كما العلي الأعلى قد حدّدوا حتى نوع العلاقة بين مجتمع المؤمنين بالولاية قائلاً: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ﴾ (التوبة/71), إلى جانب المحددات المطلوبة في المسؤول و كما بيّنا أهمّها في مقالٍ سابقٍ(3). فكل واحد من المؤمنين تربطه بباقي الأفراد رابطة الولاء، وهو مسؤول تجاه أخيه المؤمن بأداء حقّ هذه الرابطة بما يتعلق بجميع أنحاء وجوده، ثم يكمل المولى عزَّ وجلّ‏ مبيناً كيف تُؤدى هذه المسؤولية: [يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ](ألتوبة / 71). فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ناشئان من الولاية التي تشكل الرباط بين أعضاء المجتمع الإسلامي، وهو الممارسة العملية لهذا التوحد العاطفي والعملي لأبناء المجتمع ولذا فمسؤولية كلّ فرد أن يأخذ موقعه في نصرة المجتمع من خلال تقوى الله و القيام بواجبه الأنساني تجاه أخيه و خدمة مجتمعه, لا أن يكون عالة عليه و كما هو حال أعضاء الأحزاب و المليشيات و حتى الموظفين. ولكن قد نقع في حالة إهمال لهذه المسؤولية، فما هي العوامل التي تجعل أبناء الأمة يتخلفون عن أداء هذا الواجب المقدس!؟ لا بد من البحث عن هذه الأسباب بادئين بفهم و وعي عقيدة الأسلام, ذلك أن الإسلام العلوي لا يعرفه حتى المُدّعين للدين ناهيك عن غريهم, و بعدها ألأسباب النفسية التي تعود إلى مشكلات تتعلق بشخصية الأفراد و مسألة تغيير النفس و التسلّح بآلفكر لبدء عملية التغيير التي تقع على العلماء و الفقهاء و الفلاسفة قبل أيّ شخص أو جماعة .. ثم يأتي دور النخبة لبيان ذلك الفكر! هناك مرض خطير أصاب الناس بشكل عام حتى المسلمين, لهذا كانت له تجليات، وهو إشكالية علاقة الإنسان المسلم بالدّنيا بعبادة المال(الدّولار) بجانب الحرص والذي إنعكس على خطواته العملية في حياته، فإذا كان الإنسان شديد الحُبّ و الحرص لمال آلدّنيا و شديد الرغبة فيها؛ فإن هذا سيقلب أولوياته بمعنى تقديم دنياه على آخرته، فيتحوط لكل خطر على نفسه و ماله و عائلته، بينما لا يبالي بما يُؤدي إلى حفظ الكيان الإسلامي العام، وعليه فأمثال هؤلاء سيتركون (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) إذا شكلّ أداؤهما مانعاً مقابل بعض المنافع الدنيوية, بل أعرف البعض من الذين ليس فقط فعلوا ما أشرنا .. بل أصبحوا جواسيس على أخوانهم و مجتمعهم, و قد وصفهم أمير ا لمؤمنين(ع) بقوله: [يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون ويتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر. يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير ويتبعون زلات العلماء وفساد عملهم، يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلفهم في نفس ولا مال، ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها](4). و أشار الأمام الحسين(ع) أيضاً بقوله: [الناس عبيد الدنيا والدِّين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونهُ ما درّت معايشهم فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الدّيانون](5). ويعلل الإمام علي عليه السلام في رواية نقلها عنه ابنه الإمام الحسين عليه السلام ذلك بأن اللَّه عاب على الربانيين والأحبار لعدم نهيهم عن المنكر قائلاً: [وإنما عاب اللَّه ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظَلَمة المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم، ورهبة مما يحذرون](6). والحميّة أيّ (الدّفاع مع آلشدة) فقد حدّثنا القرآن الكريم عن حمية الكافرين و إعتبرها حميّة الجّاهليّة. ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّة﴾(الفتح:26) ، معرضاً بهذا النوع من الحمية، ولكن هناك حمية إيمانية هي مطلوبة بقدر مبغوضية حميّة الكفار. ومعنى الحمية الدينية هي وجود الغيرة و الدفاع الواعي في نفوس المؤمنين على دين اللَّه وعقائده ومقدساته بوجه الذين يتعدون حدود اللَّه وينتهكون حرمات الدين والمسلمين. وهذا ينم عن مدى مؤثرية الدين في النفوس. وقد صرح الإمام الحسين عليه السلام عن أحد أسباب غلو طاغية زمانه يزيد بن معاوية وجلاوزته في ظلمهم وتعدياتهم وطمعهم بأكثر مما ارتكبوا إلى درجة أصبح الموت في نظرهم أفضل من العيش مع أناس فقدوا هذه الغيرة والحمية فقال عليه السلام: [ألا ترون إلى الحقّ لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن بلقاء ربه محقاً](7) بل تصبح الحياة مع شيوع الفساد و الكفر و النفاق كسجن للمؤمن حين تكون جنّة للكافر بآلمقابل, و كما ورد عن النبيّ(ص) في حديث صحيح! قال الإمام الصادق عليه السلام: . [لا تسخطوا اللَّه برضى أحد من خلقه، و لا تتقرّبوا إلى أحد من الخلق بتباعد من اللَّه عز وجل](8) وفي موعظة بليغة لنبي اللَّه عيسى على نبينا وآله وعليه السلام يقول: [إن الحريق ليقع في البيت الواحد فلا يزال ينتقل من بيت إلى بيت حتى تحترق بيوت كثيرة، إلا أن يستدرك البيت الأول فيهدم قواعده، فلا تجد فيه النار معملاً, وكذلك الظالم الأول لو يؤخذ على يديه لم يوجد من بعده أمام ظالم فيأتون به، كما لو لم تجد النار في البيت الأول خشباً و ألواحاً لم تحرق شيئاً، من نظر إلى الأفعى تؤم أخاه لتلدغه و لم يحذره حتى قتلته، فلا يأمن أن يكون قد شرك في دمه أيضاً، من نظر إلى أخيه يعمل بالمعاصي و لم يحذره حتى أحاطت به فلا يأمن أن يكون قد شرك في إثمه, ومن استطاع أن يغيّر الظلم(الظالم) ثم لم يغيره فهو كفاعله، وكيف يهاب الظالم وقد أمن بين أظهركم، لا ينتهي ولا يغير عليه ولا يؤخذ على يديه، فمن أين يقصر الظالمون أم كيف لا يفترون, أفحسب أن يقول أحدكم: لا أظلم ومن شاء فليظلم, و يرى الظلم فلا يغيره فلو كان الأمر على ما تقولون؛ لم تعاقبوا مع الظالمين الذين لم تعملوا بأعمالهم، حتى تنزل بهم العثرة في الدنيا](9). وعدم المبالاة وما سبقها من أمراض ستؤدي إلى استصعاب أداء هذه المهمة وترك القيام بها، وعلى الأقل ستؤدي إلى التردد في أدائها في أول ظهورها والمبادرة لعلاج الآفات مما سيؤدي إلى استفحال المرض وصعوبة العلاج إن لم يؤدِ إلى استعصائه على العلاج ووصوله إلى مرحلة خطيرة بحيث تصبح تكلفة هذا العلاج باهظة جداً إلى مستوى أن يكون الثمن هو دم كدم الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وتضحية كتضحياته وعياله. وقد رسم الإمام علي(ع) في بعض وصاياه موقع المال و النفس و الدّين وقيمة كل منها و مقامه بالنسبة لحياة المسلم فقال عليه(ع): [فإذا حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم واعلموا أن الهالك من هلك دينه و المريب من خرب دينه](10). أما الحديث ألمحوري الذي نقصده بشكل مباشر و المعنيّ الذي يمثّل ألعمود الفقريّ لعملية التغيير و الإصلاح ألجّذري في المجتمع الأسلاميّ - ألأنسانيّ خصوصاً (المجتمع المسلم) الذي يُمثل ذلك الحديث بآلمناسبة أيضاً أحد (المحاور الكونيّة الثلاثة) بخصوص عملية النهضة أو الثورة ألتغييريّة, فهو كما ورد عن: - سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن خطاب بن محمد، عن الحارث بن المغيرة، قال لقيني أبو عبد الله (عليه السلام) في طريق المدينة فقال: من ذا؟ أَ حارث؟ قلتُ: نعم، قال: [أَمّا لأحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم ...](11). ثمّ مضى فأتيته فاستأذنت عليه فدخلت, فقلتُ: لقيتني فقلت: (لأحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم)، فدخلني من ذلك أمرٌ عظيم، فقال: نعم, ما يمنعكم إذا بلغكم عن ألرَّجل منكم ما تكرهون و ما يدخل علينا به آلأذى أن تأتوه فتؤنّبوه و تعذّلوه و تقولوا قولاً بليغاً؟ فقلتُ لهُ: جعلت فداك .. إذاً لا يطيعونا و لا يقبلون منا؟ فقال: إهجروهم و إجتنبوا مجالسهم.و أخيراً فإن شرح مفاد قوله: [ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرّجل منكم ما تكرهون] من الذنوب و إفشاء السّر و خلاف الأدب (أن تأتوه فتؤنبوه و تعذلوه) - التأنيب: المبالغة في التوبيخ، و التعنيف و العذل: الملامة كالتعذيل و الاسم العذل محركة و اعتذل و تعذّل قبل الملامة (و تقولوا له قولاً بليغاً) أيّ بالغا متراقيا إلى أعلى مراتب النصح والموعظة من قولهم بلغت المنزل إذا وصلته أو كافيا في ردعه عن نكره كما كان يقال في هذا بلاغ أيّ كفاف أو فصيحاً مطابقاً لمقتضى المقام (فقلت له جعلت فداك إذا لا يطيعونا و لا يقبلون منا فقال: إهجروهم و إجتنبوا مجالسهم) هذا أيضا نوع من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و فيه فوايد: الأولى: ترك التشابه بهم؛ الثانية: ألتّحرز من غَضَب الله و عقوبته عليهم؛ ألثالثة: تحقق لزوم البغض في الله و ثباته؛ الرابعــة: رفض التعاون في المعصية فإن الوصل بالعاصي و المساهلة معه يوجب معاونته في المعصية و جرأته فيها؛ ألخامسة: بعثه على ترك المعصية فإن الوصل العاصي إذا شاهد هجران الناس عنه ينفعل و ينزجر عن فعله بل تأثيره قد يكون أنفع من القول و الضرب. صفات منبوذة لأهل المهن و السياسة و الفقاهة والقوميات و غيرهم لتجنّبها : سهل بن زياد، عن إبراهيم بن عقبة، عن سيابة بن أيوب، و محمد بن الوليد، و علي بن أسباط يرفعونه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إنّ الله يُعذّب (ألستة بالسّتة): ألعرب بالعصبيّة، و آلدّهاقين بالكبر، و آلأمراء بالجّور، و آلفقهاء بالحسد، و آلتّجار بالخيانة، و أهل ألرساتيق بالجّهل. أما قوله: (إن الله تعالى يعذب الستة بالستة) أيّ ستة أصناف بستة أوصاف .. واحداً بواحد: فـ(العرب بالعصبية), قيل: العصبية من لوازم الكِبر و كانت حقيقتها تعود إلى العصب عن تصوّر المؤذي مع الترفع على فاعله، و اعتقاد الشرف عليه، و كانوا قبايل متعدّدة، و كان الرَّجل يخرج من منازل قبيلة فيمرّ بمنازل قبيلة أخرى فيقع أدنى مكروه من أحدهم فينسب إليه و إلى قبيلته ما لا يليق فينادي هذا نداء عالياً أي آل فلان فيثور عليه فساق القبيلة ويضربونه، فمضى هو إلى قبيلته و يستصرخ بها يقصد به الفتنة و إثارة الشر، فتسل بينهم السيوف و تثور الفتنة و يقتل جم غفير ولا يكون لها أصل في الحقيقة ولا سبب يعرف. (والدهاقين بالكبر) قيل: دهقان: معرب دهبان، وفي المغرب، الدهقان: معرب يطلق على رئيس القرية وعلى التاجر، وعلى من له مال وعقار، وداله مكسورة، وفي لغة تضم، والجمع دهاقين و دهقن الرجل و تدهقن: كثر ماله. (و الأمراء بالجور)؛ الأمراء لمشاهدة قوّتهم الفانية في نفوسهم. و هكذا بقيّة الصّفات النكرة للموصوفين ... نختم قولنا بآلإشارة إلى ألمثال الذي ذكرناه في آخر كتاب صدر لنا بعنوان؛ [ألطبابة الكونيّة ج2], و يخصّ طبيعة الحكم في أوساط الهنود الحُمر الذين يعتبرهم البعض من أدنى الشعوب في العالم للأسف : لقد قلنا و قرّرنا بأنّ آلظلم الذي يقع على إنسان واحد بحسب الفلسفة الكونية؛ هو ظلم يشترك فيه كلّ المجتمع بدرجات متفاوتة - خصوصاً حُكامه و علمائه و مسؤوليه المباشرين, حيث يُعتبرون مُشاركين بآلظلم مباشرة, لهذا نرى الهنود الحمر ولكونهم الطبقة الوحيدة ألتي حافظت على توازنها و فطرتها آلأنسانيّة المسالمة من بين شعوب الأرض لأسباب معروفة؛ منها الطبيعة التكوينيّة و لقمة الحلال لأنّ موردها على الأكثر من الزراعة و التواضع و آلتآلف و البساطة و المحبة الصّافية؛ لهذا تراهم حين يسرق فرد منهم أو يشذ عن وضع المجتمع الطبيعي؛ يجتمع على الفور جميع قادتهم و قضاتهم لحل الموضوع من الآساس ببحث الجذور والعلل! و ذلك بطرح سؤآل محوري على أنفسهم(القادة و القضاة) مفاده: [ما آلخطأ ألذي إرتكبناه نحن القادة و القضاة ليسرق ذلك آلمواطن/المواطنة]!؟ و لديهم عادات تدلّل على قمّة الأنسانية في تعاملهم .. منها: لو أُجري سباق معين, فأنهم لا يحتفلون بآلحائز على المركز الأوّل؛ بل يحتفلون و يشجعون الفائظ الأخير! كما طرحنا نفس تلك المضامين الواردة في بُعده الأجتماعي – الأخلاقيّ عبر همسة كونيّة: [لو زنت إمرأة في المجتمع؛ فيجب جلد المجتمع بدل جلد المرأة لأنه هو المسبب لخطئها]. أما في مجتمعنا فنرى العكس! بل نرى فوق ذلك ؛ أنّ الفاسد أكثر إحتراماً و مكانةً و علوّا لدى القادة و المشرعين و القضاة, و يكون معتبراً أكثر كلما كان متمرساً في الخيانة و النفاق أكثر أو نافذاً و خلفه من المسلحين و آلأحزاب المؤتلفة الحاكمة! لهذا لا أمل بإلأستقامة و إجراء العدالة و المجتمع فيه عشرات الطبقات و الدرجات الحقوقية و المعاشية بحيث يصل الفارق إلى مئات الأضعاف بين رئيس (موظف) و (موظف عادي) آخر, و كأن قوانين فرعون و حمورابي و نبوخذنصر و سرجون وحمدون وأوردغون وصدام هي الحقّ و قوانين الله و العليّ الأعلى ألذي ساوى مرتبه مع مرتب الفقير هي آلخطأ و آلوهم. لهذا فنحن متأخّرون عن ركب الأنسانيّة و نحتاج إلى (الأمر بآلمعروف و النهي عن المنكر) بحسب قوانين الله لا كما كان سائدا للآن بآلخطأ و النهب والأرهاب و الظلم و الطبقيّة بكل أنواعها و أشكالها للأسف. فما هو (الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر) في الإسلام العلويّ لا ألأسلام ألتجاريّ؟ ألنسّبية ألحقّة في آلقانون إلإلاهي عند مُعاقبة ألشّعوب بشكل جماعيّ: لماذا يشمل العقاب الجمعي في حالات معيّنة المؤمنين مع الكفار و المعاندين و المشركين !؟ أمّا قانون الله في معاقبة الشعوب قياساً لموقفها و ميلها للحقّ أو آلباطل .. فهو بحسب ما ورد في أهمّ مصادرنا , و منها ما ورد في آلكافي - للشيخ الكليني - ج ٥ - الصفحة ٥٥, قم , إيران: 1- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن عبد الله، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: [يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون و يتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمراً بمعروف و لا نهياً عن منكر إلّا إذا أمنوا الضّرر, يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير يتّبعون زلاة العلماء و فساد عملهم، يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم و أبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض و أشرفها، إنّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتمّ غضب الله عز وجل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب (1) و تحل المكاسب و ترد المظالم و تعمّر الأرض و ينتصف من الأعداء و يستقيم الأمر فأنكروا بقلوبكم و الفظوا بألسنتكم و صكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم. فجاهدوهم بأبدانكم و أبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ولا مريدين بظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته. قال: و أوحى الله عز وجل إلى شعيب النبي (عليه السلام): أني معذب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم، فقال (عليه السلام): يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فأوحى الله عز وجل إليه: (داهنوا أهل المعاصي و لم يغضبوا لغضبي). 2- علي إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن جماعة من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: [ما قدست أمّة لم يؤخذ لضعيفها من قويها بحقه غير متعتع] معنى (ألمتعتع) بفتح التاء؛ أيّ من غير أن يصيبه اذى يقلقله ويزعجه عن (مجمع البحرين). 3- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عن محمد عمر بن عرفة قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لتأمرون بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب. 4- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قال: ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 5- وبإسناده قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): بئس القوم قوم يعيبون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 6- عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم ابن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى عن عقيل، عن حسن قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد فإنه إنما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي و لم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك و إنهم لمّا تمادوا في المعاصي و لم ينههم الربانيّون والأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا ولم يقطعا رزقا، إن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان فإن أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال أو نفس ورأي عند أخيه غفيرة في أهل أو مال أو نفس فلا تكونن عليه فتنة فإن المرء المسلم البرئ من الخيانة ما لم يغش دناءة تظهر فيخشع لها إذا ذكرت ويغري بها لئام الناس كان كالفالج الياسر الذي ينتظر أول فوزة من قداحه توجب له المغنم ويدفع بها عنه المغرم وكذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة ينتظر من الله تعالى إحدى الحسنيين إما داعي الله فما عند الله خير له وإما رزق الله فإذا هو ذو أهل و مال ومعه دينه وحسبه، إن المال والبنين حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لأقوام، فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه واخشوه خشية ليست بتعذير. و لعلك أيها القارئ – الفطن – عرفت الآن و بعد آلغوص في أعماق المباني و المبادئ التي ذكرناها؛ سبب العذاب الجمعي!؟ وهو إن الله تعالى يريد أن يُوصل لنا رسالة هامّة للغاية تمثل كل الفلسفة من خلق الخلق في هذا الكون, وهي أن الشعوب و الأمم بجب أن تتحد و تتعاون في السّراء و الضّرّاء و كما أشار في آية (و لو شاء ربّك لجعل الناس أمة ...) سورة هود/118 حيث جعلها تعالى بمثابة الأمتحان النهائي لمصير الأمم التي يجب أن تتحد و تتعاون على البر و التقوى و تنفي الأنانية و الطبقية المقيتة التي تسبب الظلم لا محال! فيا سيدّنا الجليل مقتدى الصّدر سدّد الله خُطاك و من معك و كل مَنْ يريد أن يتصدى لهذا الأمر العظيم و هو واجب كفائي بشرطها و شروطها؛ و أَ لَستُم بمستوى (آلهنود الحُمر) لتطبيق تلك ألحكمة التي عرضناها لكم عنهم .. و بآلتالي تطبيق العدالة العلويّة في أوساط الناس ألذين إنتخبوكم و يأملون آلخير منكم لأنكم من نسب و نسل طاهر و تدعون لولاية الأمام عليّ على نهج رسول الله(ص) الذي هو نهج الله تعالى؟ خصوصا و أنت العارف في هذا الظرف؛ بمدى المظلومية الواقعة على هذا الشعب و الفقراء منهم بآلذات حيث ما زال ربع الشعب يعيش في البيوت العشوائيّة و نصفه تقريباً يعيش في الأجار بسبب سياسة الحكومات والأحزاب و طبيعة الدستور العراقي الفاسد و هكذا بقية المظالم الكثيرة ألمعروفة, فهل أنت لها هذه المرة؟ أم ستترك الناس ثانيةً لتكون أوّل المذنبيين يوم القيامة لا سامح الله بحسب الدلائل آلتي أوردناها, خصوصاً لو تسلط على الناس مناهج الضلال و آلأنحراف التي تولّد الطبقية و الظلم و الفساد و القتل و الأرهاب و الحرب كنهج صدام و مَنْ سبقه و لحقه؟ بقلم ألعارف الحكيم : عزيز حميد مجيد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٨٦ نقلاً عن القرطبي. 1- (2) بحار الأنوار، ج‏72، ص‏38 (3) راجع التفاصيل في المقال التالي : https://www.sotaliraq.com/2021/10/12/%d8%a3%d9%84%d8%b5%d9%91%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d8%a3%d9%84%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%91-%d9%87%d9%88-%d8%a2%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d9%84%d9%88%d8%b6%d8%b9-%d8%a2%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7/ (4) الكافي - الشيخ الكليني - ج ٥ - الصفحة ٥٥ (5) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ٣٨٣. (6) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٧ - الصفحة ٧٩, و كذلك ؛ نهج البلاغة، ج‏1، ص‏223 (7) بحار الأنوار، ج‏44، ص‏381. (8) ألأمالي - الشيخ الصدوق - الصفحة ٥٧٧. (9) بحار الأنوار، ج‏14، ص‏308. (10) الكافي، ج‏2، ص‏216. (11) في حديث ورد عن آلأمام الصادق (ع): [ لأحملّن ذنوب سفهائكم على علمائكم , قالوا له؛ لماذا يا سيدي.. ما ذنب العلماء؟ قال: ذنب العلماء هو أنهم برؤوا ا لسّفهاء و يغبثون, و لم يأمروا بآلمعرفو و لم ينهوا عن المنكر]. ألمحور

Monday, October 11, 2021

بفوز ألصّدر ؛ هل تتحقق ألعدالة؟

بفوز آلصّدر؛ هل تتحقق ألعدالة!؟ هذا المقال هو آلثّالث ألذي كتبته شخصيّاً للسّيد مُقتدى الصّدر و تيّاره بعد فوزه في إنتخابات 2018م و نُشر في مواقع عديدة, لكنه لم يُشكل حكومته بعد مقالي الأول ذاك بعنوان[هل أنت لها أيها المقتدى](1) و إكتفى بمنصب مدير الأمانة العامة لرئاسة الوزراء, و أنا أيضاً في الحقيقة شككت بقدرته أنذاك لتغيير الأوضاع الفاسدة لتعقيداتها و لتشعّبها و كذلك لأسباب شخصيّة و فنّيّة و إجتماعيّة و داخليّة تخصّ التيار و الطوائف من حوله .. و خارجيّة تخصّ الوضع الدولي و التحاصصي و آلأتفاقي و (هيمنة الخارج على قرار الدّاخل) بحيث أنهكت العراق لفساد أفكار الأحزاب التي حكمت لسرقة ما أمكنها للضّالييين و بلا رحمة لبناء بيوتهم مقابل هدم ألأوطان لا غير و كما أثبتت الوقائع ذلك!! ثم دعمته بمقال آخر(2) أنذاك بهذا الخصوص, لعلّه كان بسبب حبّي لأستاذي محمد باقر الصّدر الفيلسوف الفقيه المخلص الذي ضرب بشهادته أعلى المقايس في الفكر و الصّدق بسبب حبّه وعشقه(الصدر الأوّل) الشديد لله تعالى, و أضفت لهُ تساؤلاً كبيراً مفاده بآلنّص؛ [لماذا لا تنتخب أو تؤيّد المرجعيّة العليا التي تعرف كلّ شيئ شخصاً تثق به لقيادة العراق بدل الأحزاب الجاهليّة ألمتحاصصة ؟]. و هل حقّاً لا تعرف(المرجعية) فنون إدارة آلدولة و السياسية و الأقتصاد و آلتربيّة و تحقيق العدالة الإجتماعيّة كما يقول البعض!؟ في هذا المقال .. و هو ألثّالث : سأتقدّم متفائلاً و لو قليلاً و لا أريد تثبيط عزيمة (ألسّيد ألصّدر) لتغيير الوضع بشروط سبق أنْ ذكرناها و عرضناها مراراً وكرّرناها حدّ الملل عبر مئات المقالات و حتى الدّراسات و الكتب التي أصدرناها .. أَ تَقَدّم من خلاله سائلا نفس السؤآل السابق إبتداءاً : [هل أنت لها أيّها المُقتدى؟], لتحقيق ما هَدَفَ إليه ألصّدريون على قلتهم منذ عهد الفيلسوف الفقيه محمد باقر الصدر(قدس) ثم شهادة والدك (قدس) حتى هذا الزّمن فأصحاب الحقّ دائماً قليلون خصوصاً في هذا الزمن بعد شهادة أؤلئك العظام .. و إذا كنتَ لها لتُبيّض وجه الإسلام و الشهدين العظيمين لتطبيق العدالة .. فهناك محطات أساسيّة عليك وضعها في مقدمة الأهداف ... و إعلم يقيناً؛ بأنّ هناك حقيقة كبيرة يتّفق عليها أهل السّماء قبل أهل الأرض العقلاء و هي أنّ العدد ليس مهماً بقدر أهمية المبادئ و الوسائل و الأخلاص .. فالنوع هو المهم و المُقدّم على باقي المقايس ومعك بآلتأكيد من عشقوا الشهادة و هم اكفاء وقد قال الله تعالى يصف نبيه الخليل بآلقول :[كان إبراهيم أمة] وهكذا الأمام الراحل حين وصف رئيس القضاء الأعلى, بقوله: [كان بهشتي أمة في رجل], .. نعم ليس كثرة الناس و الأحزاب و حتى الجماهير دليل على القوّة و النّصر و الكسب بآلحقّ .. بل الأهم هو طبيعة الفكر الذي تحمله الجّماعة المؤمنة و الأهداف الأنسانيّة المقدسة العليا التي تسعى لها؛ فهي المقياس و المحدّد و المؤشر الذي على أساسه تتمّ عمليّة النصر و الأصلاح و تغيير ألأوضاع الفاسدة إلى أوضاع عادلة تُمحى فيها الطبقيّة و الفوارق الحقوقيّة بحيث يتساوى راتب الفقير مع الرئيس و الوزير مع الموظف و الجندي مع الضابط و المسؤول مع الموظف, خصوصاً في مسألة الحقوق والرواتب و الخدمات و التقاعد و غيرها! و بذاك الشكل العلويّ للحُكم .. يُؤيّد الله جهودكم و ينصركم و الجّماعة المتّحدة على الفاسدين الكبار المُتنفّذين المترقّبين, الذين إن بقوا – أيّ الرؤوس المدبرة و المديرة لعمليات الفساد و النهب الظاهر و الخافي – فإن النجاح لن يتحقق! و آلتأئيّد المؤكّد لنصركم هو بحسب قوله تعالى في سورة هود / 118 .. حيث أبى الله تعالى أنْ يرحم النّاس ويؤيّدهم بجعلهم أمّة واحدة متراحمة و مُتحابّة ومتماسكة ومشتركة في حياتها لتحقيق أهدافها؛ ما لم يتطهّروا ويتَّصفوا - أيّ الجّماعة المؤمنة - أو التيار المتصدي للقيادة؛ بصفة الرّحمة و التعاون و تحابب بعضهم مع البعض لنصرة الحق و المظلوم و تحقيق العدالة العلويّة - الكونيّة! إن الذي دفعني للكتابة مرّة أخرى و بشوقٍ رغم الشكوك التي تُراودني حول إمكانيّة التغيير لمعرفتي بطبيعة العراق و العراقيين و الوضع ألقانونيّ العام الذي حدّده قوى الخارج بتقسيم (السلطات ألثلاثة) و هي معظلة كبرى و شكل ظالم, حيث ينفى ذلك التقسيم أصل الانتخابات و فلسفة الدّيمقراطية على مساوئها من الأساس و بآلتالي آلمستقبل الواعد .. إنّ الذي دفعني رغم كلّ ذلك للكتابة؛ (هي كلمة السيد المقتدى التي أعلنتها للنّاس و التي تبعث على آلأمل و القوة و الخير بعد إستبيان نتائج الانتخابات مباشرة) .. و قد يتحقق ذلك الوعد في الأعلان .. لكن بشرط عدم تكرار ما تمّ في السّابق, و أول الأمور(الأهداف)؛ هي محاكمة الفاسدين مثلما فعل جدّك الأمام عليّ(ع) عندما رفض حتى المساومة أو المصالحة الشكلية رغم التوصيات الكثيرة من مقرّبيّه مع رأس الفساد (معاوية بن أبي سفيان) الذي إستطاع أن يُفتت بدهائه جمع المسلمين ويشيع الأرهاب والحرب و اللاإستقرا ليسيطر على الوضع؛ معلناً (الأمام)؛عدم شرعيّة ولايتة للشام .. بل و أعلن الحرب عليه و على منافقي و متحاصصي الداخل في الكوفة و البصرة في اليوم الأول من خلافته, و هكذا بدأ نظامه العادل لذلك آمن به أخيراً و بعد مرور القرون كل المفكريين و الفلاسفة كـ (روسو) و (هيجل) و المنصفين معهم و منهم هيئة الأمم المتحدة برئاسة كوفي عنان, ليخلد للأبد. رغم عدم إيماني بمنهج أو صيغة (آلدّيمقراطيّة) للحُكم لأسبابّ فلسفيّة عميقة تتعلق بآلعدالة و بماهيّة الفكر الكونيّ من جهة و طبيعة الأنظمة الدّيمقراطية التي رفضها حتى (ألفقهاء العرفاء و الحكماء و الفلاسفة العظماء منذ عهد سقراط و أرسطو و أفلاطون و قبلهم أوغسطين و الحكماء السّبعة في عهد اليونان القديم .. بجانب رفض الأنبياء و الأولياء جميعاً لذلك .. و السبب الثالث أيضا؛ هو الواقع الذي يعيشه شعوب العالم قاطبة بسبب الدّيمقراطية المستهدفة و حالة الطبقية التي هي نتاج واضح للدّيمقراطية في كلّ البلدان بما فيها ألدّيمقراطية و بشكل أخصّ الدول الرأسماليّة التي إتّخذت ألدّيمقراطيّة سلاحا لذرّ الرماد بوجه الناس لسرقتهم, حيث الفوارق الطبقية وصلت حدّاً لا يمكن ضبطها للأسف الشديد ممّا تسببت بإنتشار الظلم و الطبقية و الإضطهاد المعيشي و الحرب و العنف و الأرهاب و النهب بشكل صارخ!! و إنتقادنا هذا لا يعني وجود العدالة المطلقة .. أو حتى النسبيّة في أنظمة البلدان الأخرى سواءاً ألملكية أو الأسلامية أو الإشتراكية أو الشيوعية أو الأميرية أو الجمهورية منها و غيرها بل ربما هي أسوء بكثير منها! لأنها تعاني أيضا الفوارق الطبقية و التمييز القومي و العنصري و الحزبي و الطبقاتي و الحقوقيّ و العشائري بشكل صارخ, على كلّ حال هذا ليس محل بحثنا الآن .. لنرجع إلى الموضوع المطروح يا سيّدنا الجليل و أنت على أبواب تشكيل حكومتك الجديدة التي عليها الكثير من المهام الصعبة و أوّلها عدم التسامح مع الفاسدين الذين أكثرهم تقاعدوا لإستلام رواتب خيالية من دم الفقراء بآلاضافة إلى المصّريين على البقاء لقيادة الفساد و الظلم .. و هناك خطوات أساسيّة تفصيليّة لا يمكن التهاون بها أو عليها بعد الخطوة الأولى التي أشرنا لها؛ يجب عليكم تطبيقها منذ آليوم ألأوّل لتحقيق السلطة العادلة و بقوّة و بلا مهادنة أو توافق أو تحاصص أو العفو عن الفاسدين أو السماح للمتقاعدين الكبار بإدامة فسادهم وهم يستنزفون برواتبهم الحرام لقمة الفقراء و ملبسهم و مسكنهم و صحتهم بشكل واضح و علني و مستمر, و إنّ مجرد التهاون أو حتى التلميح بتلك الصيغ الجاهليّة التي رفضها الأمام عليّ(ع) للتآلف مع الفاسدين السابقين أو العفو عنهم أو تركهم؛ ستؤسس لهدم الدّولة الجديدة و ستُحطم العدالة قبل كلّ شيئ .. مهما حاولت أو كنت محميّاً أو كانت تحيط بك قوات و مليشيات مسلحة في الظاهر و كما حدث في السابق و رأيتَ بوضوح مذابح المظلومين في بغداد و المحافظات من قتل و قنص و شهداء و جرحى و معوقين بآلآلاف. إن تطبيقك لهذه الخطوة الكبيرة و الأساسيّة ضمان لإنتصارك في الخطوات اللاحقة من قبيل تشكيل حكومة مقتدرة و فاعلة و منسجمة لبناء الوطن و أول أساس للبناء بسيط جدّاً يا سيدنا و سأكتب لكم عنها بإذن الله و يتعلّق ببناء البيوت و العمارات و الشقق التي معها ستُسبب بتشغيل الملايين من المهندسين و العمال و الفنيين و الأطباء و المحاميين و القضاء و الأمن و العاطلين عن العمل من كل فئات المجتمع و الأهمّ أيضاً هو كسبك لتعاطف الشعب مع نهج الصدريين العظيمين اللذان تقدما للشهادة و لم يهمهم لا مكانة المرجعية ولا الأهل ولا المال و الجاه ولا ألأبهة! فهل أنتَ لها بصدق و شجاعة هذه المرّة بعد فوزكم المُبين بأصوات الفقراء في الأنتخابات يا أيّها المقتدى!؟ أم ستترك الحبل على الغارب و تقف خلف الهدف لجمع الكرات الخارجة من الساحة و بآلتالي ترجع غاضباً أسفا كما رجع موسى عليه و على نبيّنا السلام و هو يلوم قومه؛ (بئسما خلّفتموني من بعدي أ عَجلتم أمرَ ربّكم) و النتيجة يكون إنتخابكم سبباً لإنتشار ألظلم وتحطيم آمال الفقراء و فساد العراق كله بعد ما جَرّب الشعب آلحاكمون السابقين الذين طبقوا ما إعتقدوا به من ثقافة أحزابهم ألمُتحجرة لتحقيق مصالحهم الخاصة و الذين ما زالوا عالة على العراق بلا فائدة .. ليستقرّ آلفقراء بإنسحابكم في قعر بيوتهم لقراءة دعاء الفرج ؟ وإنّي و الله أخاف عليكم من عذاب يوم عظيم, و إنا لله و إنا إليه راجعون. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) نُشر المقال بتأريخ 25 آيار 2018م بعنوان: [أيها المقتدى هل أنت لها؟], عبر الرابط التالي: https://www.sotaliraq.com/2018/05/17/%D8%A3%D9%8A%D9%91%D9%8F%D9%87%D8%A7-%D8%A2%D9%84%D9%85%D9%8F%D9%82%D8%AA%D8%AF%D9%89%D8%9B-%D9%87%D9%84-%D8%A3%D9%86%D8%AA%D9%8E-%D9%84%D9%87%D8%A7%D8%9F/ (2) الجولة الجديدة لحكم العراق, عبر الرابط: ألجولة ألجّديدة ألمُخيفة لحُكم آلعراق!؟ ألعارف الحكيم : عزيز حميد مجيد – ::موقع منبر العراق الحر:: (manber.ch)

ألصّراع ألحضاري هو الحاسم للوضع في العراق:

[ألصّراع ألحضاريّ هو آلحاسم للوضع في آلعراق] بقلم ألفيلسوف ألكونيّ و آلعارف ألحكيم عزيز حميد علّـة آلمآسي في العراق و حتى في بلاد العالم , هو: فقدان ألأمانة و الأختصاص لفقدان ألوعيّ ألكونيّ لدى آلرّموز والنُّخب ألّتي تسنّمت المناصب ألرئاسيّة و حتى المُدراء عموماً نستثني المخلصين منهم؛ لهذا إستمرّ الفساد و آلدّمار من قبل الحاكمين الذين بنو بيوتهم مقابل خراب الوطن, و تَنَمَّرَ الأجانب و الأعداء بسببهم! و علة العلل في ذلك ؛ هو عدم بل و جهلهم بآلمبادئ العلويّة الكونيّة مُعتقدين بأنّ شهادة جامعيّة تكفي للخلاص .. فحكموا كيفما شاؤوا و كان هدفهم ألأوّل و آلأخير هو نهب الناس و نجحوا بذلك فقط وبإمتياز و هذه شهادة لله تعالى و سأقولها يوم القيامة عند حاكم عدل. ففي النهج العلويّ ألذي إتّبعهُ سيّد العدالة الكونيّة لإدارة 12 دولة في آن واحد .. إشترط توفّر؛ صفة [(ألأمانة) و (آلكفاءة)] في آلمسؤول و آلحاكم لأنجاز مهامّه بشكلٍ مثاليّ, خصوصاً في آلخط الأوّل و آلثّاني و آلثّالث في هيكليّة الدّولة (العادلة) لا (الجّاهلة) كما في العراق, و لو إتّفق وجود شخصان لتسلّم ألرّئاسة أو آلوزارة أو البرلمان أو مؤسسة؛ فأيّهما نختار بحسب ألقانون ألكونيّ: ألأول: ذو كفـاءة عالية في آلأختصاص ألمطلوب لكنهُ غير أمين أو لديه مواضع ضعف في الإسـتقامة والأمانـة و آلنّزاهـة! ألثّاني: ذو أمانة ونزاهة عالية في سيرته ومسيرته وتقواه لكنه غير كفوء من ناحية الأختصاص, فأيّهما يُفضّل لِلمنصب!؟ ألجّواب العلوي يقول: [ألأكثر أمانة و آلأقل كفاءة هو الأنسب], لأنهُ لو حدث فساد - خصوصاً و المسالة تتعلق بآلمال و السلطة مباشرة – لو حدث بسبب ضعفه في آلأختصاص, فإنّهُ سيكون محدوداً و يُمكن درئه و معالجته مع خسارة جزئية في المال فقط! لكن في آلحالة الثانيّة؛ أيّ لدى [آلشّخص ألعاليّ ألكفاءة ألأقل أمانة] لو حصل آلفساد؛ فأنّهُ سيكون كبيراً و مُدمّراً و يصعب علاجهُ, لأنهُ شاطرٌ و يعرف (من أين تُؤكل آلكتف), و هذا آلقانون ألعلويّ: يُدين كلّ رؤوساء ألوزراء و آلوزراء و النّواب و مستشاريهم حتى آلمدراء العامّيين ألذين نُصبُوا بآلتوافق وآلمحاصصة والحزبيّات و المحسوبيّات و المنسوبيّات لحدّ الآن .. لأنهم جميعأً كانوا فاقدين للأمانة و للكفاءة فتسبّبوا بذلك الفساد العظيم, لذا يجب محاكمتهم حتى تستقيم الأمور و يُحسم الصّراع مع أجندة الفساد لبناء الدّولة المطلوبة ألقائمة بالعدل و اللاطبقيّة في آلحقوق و الرّواتب و الأمتيازات و لكي لا تكون نسخة مُكررة للمرّة آلألف. و لا تُجدي آلانتخابات (ألدِّيمقراطيّة المُستهدفة و لا حتّى الهادفة) مهما كانت نزيه و عادلة .. لأنّها ستَنتج حكومات مُكرّرة عن آلنّسخ ألسّابقة في حال عدم تطبيق (ألشرط ألكونيّ) ألمتقدم لتصفية الحساب بإرجاع حقوق الفقراء ألمنهوبة من قِبل الحاكمين. و (ألصّراع ألحضاريّ هو آلذي سيحسم ألصراع في العراق لأسباب ثقافيّة تستند على الفكر الكوني لتصويب القوانين) وقد يتّخِذ منحىً خطيراً لو أهملنا هذا الخيار الأمثل كفرصة أخيرة لئلا يتعمّق ألمسخ الجاري الذي ينخر عمق آلمجتمع العراقيّ كآلنفاق والكذب وآلزّنا خصوصاً زنا المحارم واللواط والفقر والجّوع والنهب و فقدان السكن و الحياة الكريمة والمحسوبيّة و المنسوبيّة الحزبيّة بإسم الوطن والأسلام والصدر والدّعوة والمرجعية, وسيتحول العراق إلى بلد متوحش بسبب الثقافة و الإعلام وآلحُكم! لأنّ (ألمتحاصصون) ألّذين حكموا؛ آمنوا [بأنّ أكبر نجاحات ألشّيطان تتحقّق حين يظهر (الدّاعية) ألسّياسي وإسم الله على شفتيه]؟ فتدارسوا هذا المنشور العظيم ألذي لخّص أصل آلمشكلة مع وضع آلحلّ الأنسب إن شاء الله و آلذي إنْ لم يُعمل به؛ فإنّ كلّ مسلم و مسلمة و كل مسؤول عراقيّ خصوصاً في آلخط الأوّل والثاني والثالث بآلدولة وفوقهم المرجعيّة؛ ستكون مسؤولة عن الدّمار ألشامل الواقع في العراق خصوصاً بآلأضافة إلى باقي البلدان التي باتت جحيماً لفقدان المُفكّر الحقيقي ناهيك عن الفيلسوف الحكيم فيها بسبب ظلم الحُكّأم و الأعلام و الثقافة السّطحية ألتبجيلية السّائدة لنفع الجهات التي تعطي رواتب أدسم للمعنيين: [لأنّ ألعَالِم في آلأمّة كآلرّأس من الجّسد, إذا فَسَدَ الرأس فسد الجسد و العكس صحيح]. و الحمد لله على كل حال. ألّلهم إني قد بلّغت .. أللهم فإشهد ..