صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Friday, February 03, 2023
يستحيل تأسيس دولة في العراق :
يستحيل تأسيس دولة في العراق:
يستحيل تأسيس دولة عادلة في العراق خصوصاً أو أية دولة عربية و حتى إسلامية .. ربما إستثناءاً دولة واحدة فقط !!
و قد تحدثنا في أكثر من كتاب عبر مؤلفاتنا العديدة عن دور الكتاب و الثقافة و الفكر و الفلسفة في خلاص الناس و الأمم و الدول من القهر و التبعية و التحاصص و الظلم الذي ما إنفك عن أوطاننا و بلادنا بسبب الجهلاء الأميين فكرياً الاغنياء بآلتراكم و الحشو وتسطير الوقائع البالية!
و أكدنا مراراً في كل كتاب و مقال؛ بأن سبب تخلفنا هو نتيجة إهمال و محاربة الفكر و الثقافة و المفكرين و الفلاسفة من قبل الأحزاب و الحكومات التي تتوالى علينا في كل عصر و مصر ..
و إليكم بعض المؤشرات التأريخية عن سبب دمارنا و أنحرافنا و وحشيتنا خصوصاً في البلاد العربية التي لا يمكن أن تكون آمناً أو مستقراً في يوم من الأيام إلا بآلتبعية و الوحشية و الداعشية بكل مسمّياتها التي تعادي الكتب و الثقافة و الفكر و الفلسفة كعدو لدود يجب القضاء عليها و تشريد أصحابها و البقاء على الببغاوات الذين لا يتقنون سوى التكرار و التراكم !
إنّ حرق أو إتلاف الكتب في التراث العربي - الإسلامي تفرّدت به الحضارة العربية الإسلامية بشكل عجيب، و هو إتلاف إمّا أن يكون قصدياً متعمداً، و هو على نوعين:
إتلاف السلطة للكتب، سواء أكانت هذه السلطة حاكماً، أو مجتمعاً، أو فرداً،
أو العادات والتقاليد و التقليد..
أو إتلاف شخصي للكتب، لأسباب علمية، أو اعتقادية، أو نفسية، وهو كثير في تراثنا العربي الإسلامي، بخلاف الإتلاف غير المقصود في الحروب و الغزوات كآلتتار و المغول، أو الحرائق و الكوارث الطبيعية.
ويقول الكاتب ناصر الحزيمي : [تعددت طرق إتلاف الكتب في تراثنا، إلا أنها لم تخرج عن أربع طرق معروفة ومعهودة وهي:
أولاً: إتلاف الكتب بالحرق.
ثانياً: إتلاف الكتب بالدفن.
ثالثاً: إتلاف الكتب بالغسل بالماء والإغراق.
رابعاً: إتلاف الكتب بالتقطيع والتخريق].
. يقول العلامة ابن خلدون فى كتابه ( مقدمة ابن خلدون ) كاشفاً الستار عن خصال العرب ...
" العرب إذا تغلبوا على الأوطان؛ أسرع إليها الخراب و السبب فى ذلك إنهم أمة وحشية باستكمال عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقاً وجبلة ... "
و يقول ايضا :
العربي لا يطيق أن يرى حضارة مزدهرة وانه يميل إلى تخريبها كلما سنحت له الفرصة , وكان الجنود الذين صحبهم عمرو بن العاص فى فتوحاته فى مصر من البدو القح الذين لم تهذبهم الحضارة والمدنية بعد , ومن ثم فإنهم لم يقدروا الكتب والمكتبات حق قدرها ".
و يكشف عن سابقة للعرب فى حرق الكتب فيقول:.
أن للعرب سابقة حرق جميع كتب الفرس بإلقائها فى الماء والنار الأمر الذى يؤكد وصمة العاص فى حرق مكتبة الاسكندرية
كانت السلطات تمارس العنف نحو العلماء أنفسهم لهاذا كانوا يحرقون كتبهم بأيديهم بدءً من (أبو ذرا الحافظ) ثم (أبو السعود) و (الزاهد) و (الدارمي) و (الطائي) و (ابن جبير) و (الربعي) و (التوحيدي) و (القرطبي) وغيرهم من العلماء والمفكرين.
تأريخ حرق المكتبات :
حرقت في العهود الاسلامية مكتبات عديدة نذكر منها علي سبيل المثال الآتي:,
اولا مكتبة الاسكندرية :عندما غزا العرب المسلمون مصر في عام 641م وقف عمرو بن العاص أمام مكتبة الإسكندرية العملاقة محتاراً .فبعث الى عمر بن الخطاب يسأله ماذا يفعل بها, فكان جواب عمربن الخطاب : أنه إذا كان فيها ما يخالف شرع الله أن يحرقها، فماكان من عمرو بن العاص إلا أن أحرق مكتبة الإسكندرية بكل ما تحتويه من أعظم المؤلفات والنفائس العلمية في العالم القديم و كانت هذه نهاية أعظم مكتبة في تاريخ البشرية على يد الغزاة العرب!
كان أوّل من تعرض لحرق العرب لمكتبة الإسكندرية هو الرحالة الفارسى والطبيب المشهور عبد اللطيف البغدادى الذى عاش فى الفترة ما بين ( 557 - 622 هـ. ) ... وقد زار هذا الرحالة مصر فى نهاية القرن السادس الهجرى , وكتب عن أثار مصر وحوادثها فى كتاب أسماه ( الإفادة والإعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة فى مصر ) ففى ص 28 من هذا الكتاب , كتب هذا الرحالة ويقول:
[أرى أنه كان الرواق الذى يدرس فيه أرسطو طاليس وشيعته من بعده ,وانه دار العلم التى بناها الإسكندر حين بنى مدينته وفيها كانت خزانة الكتب التى أحرقها عمرو بن العاص بإذن عمر بن الخطاب].
ثم يأتى ابن القفطى وهو مؤرخ مسلم مصرى عاصر البغدادى , وقد ولد فى مصر بمدينة قفط وعاش فى الفترة ما بين( 565 – 646 هـ. ) وقد تعرض ابن القفطى للحادث بشىء من التفصيل فى كتابه ( أخبار العلماء فى أخيار العلماء ) وهو ما ذكره جورجى زيدان فى كتابه ( التمدن الإسلامى)؛
قال يحى النحوى يعمرو بن العاص:
[فأما ما لك به انتفاع فلا أعارضك فيه , و أما ما لا نفع لكم به فنحن أولى به]. فأمر بالإفراج عنه!
فقال عمرو : و ما الذى تحتاج إليه ؟
قال : كتب الحكمة فى الخزائن الملوكية , و قد أوقعت الحوطة عليها ونحن محتاجون إليها و لا نفع لكم بها فقال عمرو : لا يمكننى أن أمر فيها إلا بعد استئذان أمير المؤمنين !؟
وكتب إلى عمر , فورد عليه كتاب عمر يقول فيه :
[ و أما الكتب التى ذكرتها فإن كان ما فيها ما يوافق كتاب الله ففى كتاب الله عنه غنى , وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة إليها . فتقدم بإعدامها جميعأً]!؟
فشرع عمرو بن العاص فى تفريقها على حمامات الإسكندرية وإحراقها فى مواقدها , و ذكرت عدة الحمامات يومئذ وأنسيتها فذكروا أنها استنفذت فى مدة ستة أشهر !
ثانيا مكتبة فارس: إن المسلمين عندما فتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم , كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه فى شأنها فكتب إليه عمر:
[اطرحوها فى الماء فإن يكن بها هدى فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه وإن يكن ضلالاً فقد كفانا الله تعالى فاطرحوها فى الماء أو فى النار فذهبت علوم الفرس فيها ادراج الرياح]!!؟؟
ثالثا مكتبة بغداد : في العام 1171 قام صلاح الدين الأيوبي بحرق مكتبة دار الحكمة الفاطمية في القاهرة التي كانت بدورها أهم منارات العالم الإسلامي في ذلك الوقت, وأمر بنزع أغلفة الكتب و أن تصنع منها أحذية لجنوده ... وبذلك كانت نهاية الفكر الفاطمي ,الذي كان احياء للفكر اليوناني المصري الذي تم إحراقه أيام عمرو بن العاص.
و قيل أن عدد الكتب التى تم تدميرها قد بلغت فى مصر والشام نحو أربعة ملايين مجلد.
رابعا مكتبة المجمع العلمي :في يوم 18-12-2011 قام مجموعة من الغوغاء المصريين بميدان التحرير بحرق المجمع العلمي الذي يحوي على أنفس المخطوطات في الشرق ,ومن بين الكتب التي أحرقت النسخة الأصلية لكتاب "وصف مصر" الذي يعتبر أهم كتاب وصفي لمصر على الاطلاق والذي تم وضعه بأمر من نابليون بونابرت الذي أغرم بمصر وحضارتها وجلب معه من ضمن حملته الشهيرة أكثر من 300 عالم ليعملوا على وضع هذا الكتاب.
إضافة إلى أغلب مخطوطاته التي يزيد عمرها على مائتي عام، و تضم نوادر المطبوعات الأوروبية التي لا توجد منها سوى بضع نسخ نادرة على مستوى العالم.
يقول د. شعبان خليفة فى كتابه ( مكتبة الإسكندرية الحريق والإحياء) :
[إن عمر بن الخطاب يمكن أن يكون فعلاً قد أصدر تعليماته المذكورة بحرق المكتبة و الكتب باعتبارها من تراث الوثني].
وقال ايضا : [تردد فى المصادر المختلفة حالات إحراق المكتبات على يد المسلمين فى بلاد أخرى غير مصر] ..
كما قال : [إن سلوك المنتصر فى كل العصور بعد الانتصار العسكرى أن يأخذ فى تدمير فكر المهزوم حتى لا تقوم له قائمة بعد ذلك أبداً و يكون ذلك إما بإحراق و سحق الكتب و المكتبات أو نقل تلك الكتب إلى بلد المنتصر]..
يقول لنا عبد الخالق سيد أبو رابية فى كتابه؛ ( عمرو بن العاص بين يدى التاريخ ) :
[إن إحراق الكتب كان أمراً معروفاً وشائعاً , لكل مخالف ممن خالفه فى رأيه].
وذكر بأن عبد الله بن طاهر أتلف فى سنة 213 هـ. كتباً فارسية من مؤلفات المجوس.
و يقول حاجى خليفة فى كتابه ( كشف الظنون فى أسامى الكتب والفنون) :
[ أن العرب فى صدر الإسلام لتعلقهم وخوفهم من تسلط العلوم الأجنبية على عقولهم كانوا يحرقون الكتب التى يعثرون عليها فى البلاد التى يفتحونها
كتب ناصر بن رجب من تونس مقالا عن (تدمير الآثار جريمة في حقّ ذاكرة الإنسانية].
و ذكر ان [حرق الكتب و المكتبات سنّة غير حميدة سار عليها إثنان من الخلفاء الراشدين كعقيدة لهم .. فقد أحرق عمر بن الخطاب صُحُفا جُمعت فيها أحاديث الرسول على ما ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى, و هي إشارة إلى تفسير الأمام عليّ(ع) الذي فصل الكلام في أسباب النزول مع التواريخ و الأحداث و حتى الأسماء المعنية التي أغاظت الخلفاء و أهل السقيفة لأنها كانت تشينهم و تنبذ مواقفهم من الرسول و الرسالة و المرسل!
إن العرب فى صدر الإسلام لم يقنعوا بشىء من العلوم إلا بلغتهم وشريعتهم و ثقافتهم .
وكما هو معلوم للجميع بأن الخليفة عثمان بن عفان قام بحرق جميع نسخ القرآن من قبل , وانه استبقى نسخة واحدة فقط بدعوى الخوف من التحريف!!
و ماذكرته عن المكتبات العامة, اما المكتبات الخاصة فلا حصر لها منها مكتبة ابن رشد, ثم تدمير مكتبة المنصور في قرطبة في عام 1000. مكتبة الفقيه داود الطائي الذي يسميه (تاج الأئمة) الذي ألقى بكتبه في البحرو مكتبة بغداد و مكتبة الطوسي الذي إستطاع أن ينقذ بعض الكتب الخاصة عن أئمة أهل البيت (ع) حيث هرب بها إلى غرب العراق (النجف).
وسفيان الثوري الذي نثر كتبه في الريح بعد تمزيقها وقال :
[ليت يدي قطعت من ها هنا بل من ها هنا و لم أكتب حرفاً].
و أبي سعيد السيرافي الذي أوصى ابنه أن يُطعم كتبه النار خوفا من تسلط الأعداء عليها و بآلتالي ما يتبعه من ألم و حرقة في النفس .
وهذا غيض من فيض والمقال هنا لايسمح بعرض اكثر من هذا الذي عرضناه.
العارف الحكيم.
علاقة الحُبّ بآلمعرفة :
أحسبُ أنّكَ تؤمن بِالمعرفة ، لأنّك تجد فيها انعتاقكَ من الجهل والتّخلف والانغلاق والبلادة . وكذلك أيضاً ، أحسبكَ تؤمنُ بالحبّ ، لأنّكَ تجد فيه خلاصكَ مِن الكراهية والحقد والعنف والتّعصَّب . وتعرفُ واعياً أنّ الاسترشاد بِالمعرفة يتطلّبُ منكَ الجهد والإخلاص والانفتاح والمتابعة والبحث والتأمّل ، وتعرفُ أيضاً أنّ الوعيَّ بِالحبّ يتطلّبُ منكَ فهم حريّتكَ في اختيار حقّكَ الإنسانيّ ، ويتطلّبُ منك بِالقدر ذاته اكتشافكَ لِجمال الحبّ في ذات الآخر ، ويتطلّبُ منكَ دائماً معرفتكَ الواعية بِما تنطوي عليه الكراهية والعنف والتعصَّب من ويلاتٍ وكوارث ومصائب .
وكما أنّ في المعرفة وعداً بِالحياة ، كذلك أيضاً في الحبّ وعدٌ بِالحياة ، لذلك أستطيع القول ، أنّ الحبَّ معرفة ، وأنّ المعرفة حبٌّ . ذلكَ لأنّ الحبّ معرفيٌّ يعني أساساً أنّ للإنسان حقّاً إنسانيّاً أصيلاً في الحبّ ، ومن غير هذا الحقّ لا قيمة للإنسان ، من حيث أنّ الإنسانَ يبقى في أصلهِ إنساناً ، ما دامَ يعرفُ أنّه يمارس إنسانيّته في الحبّ وجوديّاً وفلسفيّاً ومشاعريّاً أيضاً ، والجهل بهذا الحقّ يعني أيضاً انتقاصاً مِن قيمة الحبّ ، من حيث أنّ الحبَّ في أساسهِ أسلوبٌ في جمال الحياة ، ومن حقّهِ كاملاً أنْ يبقى ويستمر ، ويتجلّى إنسانيّاً في أجمل تدفّقات المعرفة .
ومحبّة المعرفة حبٌّ ، ذلك لأنّ المعرفة في أصلها حبٌّ لا يستقيم مع الكراهية والانغلاق والتعصَّب والعتمة ، ولا يمكن لها إلاّ أنْ تكونَ حبّاً يستجلي في الإنسان رغباته الواعية في التّعالق المعرفيّ الحرّ مع الآخر ، إبداعاً وحريّةً وفكراً وتفنّناً . إنّها المعرفة حبّاً في تنويعات الانسجام مع الأفكار والثقافات والتأمّلات والتجلّيات والإبداعات . ومَن يدركُ المعرفة فلسفيّاً ، يدركُ وعيه الجميل بِالحبّ ، فالمعرفة هنا في أساسها انفتاح دائمٌ على الحبّ . حبّ التعلّم ، وحبّ الادراك والتأمّل ، وحبّ التجربة والمغامرة ، وحبُّ التفلسفِ والتفكّر ، وحبّ التغيير والتّطوّر ، وحبّ البحث والاستنتاج ، وحبّ التخلّق في فضاءات الحريّة والإبداع .
والمعرفة أعلى مراتب الحبّ ، لأنّ في الحبّ هذا جمال الحقيقة . حقيقة وعيكَ بِوجودكَ شغوفاً على قيد المعرفة . بصيراً بِذاتك ، ومسترشداً بتجربتك ، وحرَّاً في قلبك ، وواعياً في طريقك ، ومتنوّراً بفكرك ، وساعياً إلى معانيك الحرَّة ، ومغرماً بِالطَّليق من امتدادات المعرفة هنا وهناك . هذا الحبّ معرفيّاً أجمل ما يعينكَ على فهم حقيقتكَ في مخاض التفكير والتفكّر ، وأجمل ما يلهمكَ من فعل الاستنطاق في تخلّقات المعنى . إنّه حبّكَ الذي تعرفُ من خلاله ، أنّكَ تغدو جميلاً في عقلك ووسيماً في تفكيرك وعاشقاً في فهمك ، لأنّك في جوهر هذا الحبّ ، ستحبُّ ما أحببتَ أن تجده وتختاره ، وستحبُّ ما أردتَّ أنْ تتعلّق به وترنو إليه وتسمو به .
والحبُّ أعلى مراتب المعرفة ، لأنّه الحبُّ الذي يتجلّى وضوحاً في ادراكات المعاني ، ولأنّه الحبُّ الذي يأتي ناصعاً في تجلّيات الحريّة والإرادة والاختيار ، ولأنّه الحبُّ الذي يستدعي جمالاً حقيقته من كونهِ حبّاً يسمو في جلال التأمّل والإلهام والتّجلّي ، ولأنّه الحبُّ الذي يدركُ وجوده غراماً في رحابة التفلسفِ والاستنطاق والتخلّق ، ولأنّه الحبُّ الذي يستجلي مفهوماته في الوعيّ والفكرة والخَلق والتغيير ، من حقيقةِ وجودهِ خلاّقاً على قيد الذات في تجربتها المعرفيّة . التجربة التي يتعلّمُّ من خلالها كيف عليه أنْ يحبَّ كثيراً وجوده معرفيّاً ، من أجل أنْ يبقى حيّاً ومزدهراً ومتفتّحاً وسليماً في أعماقه .
الممسوسونَ حبّاً وشغفاً بالحسِّ المعرفيّ ، عادة ما نراهم يسعونَ إلى تدريب عقولهم جيّداً على التركيز في كلّ ما لديهم من مكتسباتٍ فكريّة ، إلاّ أنّهم في جانبٍ آخر دائماً ما يستدعونَ الأشياء الغامضة ، حيث يرونَ في حضورها ما يبعثُ على التحليل والفهم والاكتشاف والخيال أيضاً ، وعادةً ما يشعرون في حضورها ، أنّ ثمة شوقٍ يتهادى دفقاً في رحابة الفضول معرفيّاً ، من حيث أنّ كلّ ما يتعالق مع الوعيّ المعرفيّ تحليلاً وفهماً واكتشافاً وسؤالاً ، يسمو في تجلّياته وفي استنطاقاتهِ وفي تخلّقاتهِ ، بِالقدر ذاته من الشّوق والحبّ والمتعة واللذة .
أملكُ من ثقة القلبِ ، ما يجعلني أقول : في انعدام الحبّ لا يصبح للإنسان معنى ، إذ يغدو مجرد حطامٍ يخلو تماماً من العاطفة والمشاعر والأحاسيس والأحلام والرغبات والاشتهاءات والأفكار والإبداعات والتّفنّنات . فالإنسان يدوم جميلاً ، ما دامتْ صفته الأساسيّة هيَ الحبّ ، وكم يضفي الحبّ على وجودهِ معنىً . المعنى الذي من خلالهِ يملكُ أسباباً حقيقيّة تدفعه دائماً إلى اكتشاف ذاته في مخاضات العواطف والأحاسيس والرغبات ، وهو المعنى نفسه الذي يجعله شديد المعرفة بِذاته ، وهيَ تتعافى دائماً من شرور الكراهية والتعصب والعنف ، وهو المعنى الذي يُعيده إلى الحياة إنساناً ، يتحسَّس جمال الحبّ من حولهِ ، بِكلّ ما في إنسانيّتهِ من مشاعر اللطف والمودَّة والنّبل والرحمة والامتنان .
وأملكُ شيئاً من حكمة العقل ، ما يدفعني إلى القول : في انعدام المعرفة يفقد الإنسان المعنى من وجوده . إذ كلّ ما هنالك في حياتهِ يخلو مِن لذّة الفِكر وشغف السؤال ، ومن متعة الفهم والاستنطاق والبحث والتّقصي ، وتغدو الأشياء في نظرهِ ضبابيّة أو معتمة أو عائمة ، تفتقد الوضوح والمعاني والأبعاد ، وتسير حياته في اتّجاهٍ واحدٍ ، يخلو من متعة التنوّع والاختلاف والتّعدد . وفي انعدام المعرفة قد لا يستطيع المرء أنْ يعرف أنّ عليه أنْ يملكَ اختياره وقراره ، من حيث أنّه لا بدَّ وأنْ يكونَ مالكاً لِعقلهِ وتفكيره وواقعهِ ومصيرهِ ، حتّى يستطيع أنْ يمنح المعنى لوجودهِ ، إنساناً يحيا مجتهداً على قيد التفكّر والتّفلسفِ والإبداع .
ومَن يبحثون عن حقيقتهم في رحابة الحبّ ، يكتشفونَ في الوقتِ ذاته عن مدى استعدادهم للتخلّص من ترسبات الكراهية والعنف في أعماقهم ، ويكتشفونَ تالياً مدى براعتهم في اعتناق الحبّ إطاراً إنسانيّاً مقدَّساً . إنّهم في كلّ ذلك يقتربونَ كثيراً من جوهر الإنسان في الحياة ، ويبتعدونَ في الحين ذاته عن كلّ ما مِن شأنهِ أنْ ينزع عنهم إنسانيّتهم . إنّهم في حقيقة الحبّ يجدون حقيقة ذواتهم في تعالقاتها الزاهية مع الحياة ، وفي نظري ليس الحبّ هنا من مقاصدهِ أنْ يعلّمهم كيف عليهم أنْ يفهموا الحياة ، بقدر ما إنّه يعلّمهم كيف عليهم أنْ يحبّوها ، ففي حبّها تتجلّى براعتهم في اعمار الحياة نظيفةً من الدمامات والقباحات ، وخاليةً من الكراهيات والشرور والعنف . ولذلك دائماً ما أعتقد ، لو أنّ الحياة تملكُ أنْ تختفي أو تنتحر ، لَفعلتْ ذلك ، انزعاجاً وامتعاضاً واستياءً ، من كلّ أولئك الذين لا يستطيعونَ أن يزرعوا في جنباتها شيئاً من بدائع الحبّ والجمال والمتعة .
ومَن يبحثونَ عن حقيقتهم في آفاق المعرفة ، عادةً ما يجدونها ناصعةً في تجلّيات الذاكرة المعرفيّة الإنسانيّة . إنّهم في حقيقتهم هذهِ ، يملكون من رصيد الذاكرة امتداداً معرفيّاً ، يذهبُ بهم بعيداً إلى بدايات ادراكات الإنسان في محاولات التفسير والفهم والتفكير والتّفلسف . ويأخذهم في الوقتِ ذاته إلى الذاكرة المعرفيّة في امتداداتها الحاليّة والمستقبليّة ، عبر كلّ الاجتهادات المعرفيّة الإنسانيّة الخلاّقة المستمرة في حقول العلم والفكر والفلسفة والآداب ، ولذلك أجد إنّهم عادةً ما يكتسبون قيمتهم الذاتيّة من ثقتهم الرصينة في عقولهم وفي تفكيرهم وفي تخلّقاتهم . لأنّهم يدركونَ جيّداً أنّ قيمة الذات المعرفيّة ، تكمن في البحثِ عن أجمل حكمةٍ في كلّ معرفةٍ جديدة ، يستطيعونَ من خلالها تالياً أنْ يستخلصوا الأجملَ لعقولهم .
وكما أنّه في كلّ حبٍّ ، هناكَ نظرة مختلفة للحياة ، تلهم الإنسانَ براعة الكشفِ عن مكنونانتهِ وتخلّقاتهِ ورغباته واشتهاءاته ، وتدفع به في الوقتِ ذاته إلى اقتناص المتعة من تعالقاتهِ معها فنّاً وإبداعاً وجمالاً . كذلك أيضاً أرى بكلّ وضوح ، أنّ في كلّ تجلٍّ معرفيّ للإنسان ، هناك حقيقة بالغة التأثير تومضُ في أعماقهِ ، تجعله يتجاذب فلسفيّاً مع تساؤلاته واستنطاقاتهِ ، ومع قلقهِ وتحوّلاتهِ أيضاً ، وتعينه في الآنِ ذاته على اجتراح المعاني في فلسفات الخَلق ، وتضعه متفلسفاً في تنوّعات الفهم والتبصَّر والتفكّر ، لأنّه في هذا المنحى من المعرفة ، أصبح يدركُ جيّداً مدى تأثير الوعيّ الذي يمتلكهُ فلسفيّاً ، في اختيار الفهم بإرادةٍ حرَّةٍ خلاّقة ، باعثة على الجديد والجريء والملهم .
وكما أنّ الحبّ لا يغدو حبّاً إلاّ حينما يتخلّقُ طليقاً في صفاء الحريّة ، كذلك أيضاً ، المعرفة فلسفيّاً ، لا تفي بشروطها كاملةً إلاّ حينما تتأسَّس فهماً وجوهراً في أصل الحريّة . ومن غير الحريّة لا تتوافر في الحبّ والمعرفة ، شروط التكامل والانعتاق والتحرّر والانطلاق والإبداع والأنسنة ، إنّها الحريّة التي تدفع بهما إلى الطَّليق من رحابة الخَلق والتغيير والتّجدَّد . وهي الحريّة التي من خلالها يملكُ الحبُّ قدرتهُ على أنْ يتعافى دائماً من مفاسد الكراهية ، ومن التّخندق الهويّاتي ، ومن العنف المسموم بالأفضليّة الواهمة . وهي الحريّة التي تمنح المعرفة آفاقاً مضيئة في تخلّقات الفكر والتفكير والتفلسف والفهم ، وتحرّره من أغلال الأدلجات المقيتة ، ومن خرائب الافهامات الضيّقة والمحدودة والأحاديّة ، ومن أوهام الاكتفاء والحقيقة المطلقة ، ولذلك أجد دائماً ، أنّ في الإنسان ثمّة شيءٍ يجعله أنْ يكتشفَ السبب وراء حاجته الرحبة إلى الحبّ والمعرفة فلسفيّاً ، ذلك لأنّه يستطيع من خلالهما أنْ يبرع في استجلاء حقيقة اختياره وقراره وحقّهِ الإنسانيّ الطبيعيّ .
ومَن أصبح يحبُّ إنسانيّته ووجوده في رحابة المعرفة ، يتمسَّكُ بِالقدر ذاته بإنسانيّته وبِحقّهِ الإنسانيّ في طريق الحبّ ، لأنّه أخذ يعرفُ أنّ التراجع عن الحبّ والمعرفة ، يوقعه حتماً في براثن الكراهية والجهل . إنّه لن يعود إلى العتمة والانغلاق والعنف والتعصَّب ، لأنّه يدركُ كم أصبح جميلاً ، وهو ينهل من الحبّ فنون التواصل الممتع مع كلّ ما مِن شأنهِ ، أنْ يبعثه محبّاً ومبدعاً وخلاّقاً ومنفتحاً في أجمل لحظاته الإنسانيّة الملهمة ، وهيَ ذاتها اللحظات والحالات التي تمنحه الشعور الجميل بِضرورة الانحياز للحبّ معرفيّاً ، وفي هذا الانحياز الراسخ فهماً واستنطاقاً وتفتّحاً ، يملكُ من الأسباب أسباباً كثيرة ، تدفعه إلى حبّ ذاته ، بالقدر الذي يكونُ فيه كافياً من أجل أنْ يحبّ ذاته في ذات الآخر .
لماذا يا صديقي ألعامري !؟
لماذا يا صديقي العامري !؟
لماذا يا صديقي العامري وصلتَ لهذا الحال !؟
لماذا خرقتَ الأصول والعهود والثورة و العدالة التي طالما حدّثتك و كتبت عنها؟
لماذا جاوزت حدود الواقع و الحقّ و أنخرطت مع المتحاصصين لأسباب واهية ما أنزل بها الله ولا الشيطان من سلطان؟
لماذا إبتعدت عن اصلك و طبقتك و ديدنك و هدفك الأكبر الذي كان تطبيق العدالة عن طريق الحكم و النظام و آلولاية؟
لماذا شاركت البعث الرجيم و كل المجرمين و الفاسدين المتحاصصين مع مرتزقتهم ليأكلوا معكم حصّة الفقراء و يهدروا أموال العراق بمواقفهم المشينة لدرجة ان قادة الكورد على سبيل المثال - لا الشعب الكوردي المغلوب على أمره - نسوا و تنازلوا حتى عن الحكم الذاتي بعد ان تسلّطوا وشبعوا بسببكم من جيوب فقراء العراق حدّ التخمة بحيث بدؤوا بتصدير مليارات الدولار لمختلف دول العالم لحساباتهم الخاصة, بينما كان حلمهم الوحيد الأستقلال الذاتي على مدى 60 عاماً من الجهاد و المقاومة الشعبية؟
أما البعث الهجين كخميس الخنجر و قادة فصائلهم و مجلسهم و نظرائهم؛ فقد إستغربوا أيضا حتى قالوا على لسان شيخهم الكبيسي : لم نكن نتوقع هذا التعامل السخي من آلشيعة فقد تصورنا بأنهم سينتقمون لشهدائهم و مراجعهم لو حكموا وهكذا إستمر نزيف الفقراء بسببكم.
لقد عهدتك يا أبا حسن مخلصاً و صادقاً و وفياً لأنك قتلتَ و انكرت ذاتكَ في سبيل الحقّ و تركت حتى غرفتك في المجلس الأعلى يوم كان الجميع يأملونه عندما كنت مسؤولاً لوحدة (آلتحقيقات و المعلومات) و إنخرطت مع المجاهدين لقتال الجيش العراقي الذي هجم على إيران لتحقيق نزوات صدام الأعوج, و بقيت صامداً و بلا رجعة حتى فتح الأمريكان العراق بجهادهم ودخلت مع من دخل بشكل خجول؟
فلماذا بعد كل ذلك أكلتَ مع المتحاصصين لقمة فقراء الشعب المغضوب عليه أرضا و سماءاً غرباً و شرقاً و شوّهت تأريخكَ و جهادك!؟
ثم شرعت بمحاربة المثقفين و الأعلاميّن الذين هم عماد نشر الأمن و الثقافة و تنوير الأمة بغض النظر عن هفوات و أخطاء و سلبيات البعض منهم .. فلكل إنسان رأيه و حريته و الله خلق العباد أحراراً و أمرهم بآلتفكر و البحث للوصول غلى الحقيقة, و قد بيّن الأمام عليّ(ع) تفاصيل الحريّة الفكرية وطبقها بشكل عملي في الحكم وأنا بآلذات جعلت فكره محوراً لرسالتي و فلسفتي الكونية و لعلك قرأتها!
لماذا يا عزيزي العامري حاصرتم المثقفين وشرّدتم المفكرين والفلاسفة لينتشر الجهل في العراق بشكل طبيعي خصوصا بين أعضاء الأحزاب الأسلامية الذين أساساً كانوا جهلاء و لا يعلمون الطريق معتقدين بأن فلسفة الحزب هو نفس فلسفة البعث و آلأحزاب الأخرى!
و لعلك تعرف و تتذكّر بأن حزب البعث و صدام الجهل و النفاق و الكذب و التوحش يوم كان يحكم العراق قبل 2003م رفع شعار حساس, هو:
[للقلم و آلبندقية فوهة واحدة]!
و طبقه صدام بحسب برامجه و نجح في ذلك بغض النظر عن الخراب و عن معاييرنا و قياساتنا الكونيّة التي كان يجهلها كما تجهلونها أنتم و الأطار و كل التأطيرات من حولكم؟
لكن لماذا أنتم و للأسف ؛ تبرأتم حتى من الفكر و الثقافة و المفكرين و الفلاسفة و رفعتم شعار:
[بنادقنا جاهزة و أيادنا على الزناد]!
فقل لي بآلله عليك : هل هذا إنصاف و عدل و إسلام !؟
و أيّكما على حقّ في هذا المجال الأهم في آلحياة ألبعث أم الأطار!؟
و كيف يمكن بناء بلد بتلك الشعارات الجاهلية و التصريحات العشوائية التي تنكروها بعد ساعة أو يوم من أعلانها!؟
و كيف يمكن لمجموعات من التوابين حولكم مع إحترامي لهم و الذين تابوا على أيدينا بعد ما هجموا على إيران أن يُقوّموا و يبنوا بلداً كآلعراق المليئ بآلمتناقضات و الأطماع و التحاصص!؟
بينما أساتذتهم ومرشديهم الذين علّموهم نهج الحياة ظلوا خارج القوس مشرّدين ومهددين من الجميع لأنهم أرادوا العدالة ورفضوا الأرتزاق!
أنظر يا صديقيّ .. مليّاً لترى أين وصل الحال بآلعراق والعراقيين بعد ما وصل سعر الدولار لأكثر من 175 دولار بسبب جهل الدعاة والأطار خصوصا الرئيس و المرتزقة الذين كانوا يسهلون أمر السلف و العطيات و سحب مئات بل مليارات الدولارات من البنك المركزي دون رقابة و متابعة و بتواطئ مع الفاسدين على مدى عقدين من الزمن حتى جلس الناس على (الكاشي) كما يقول العراقيون!؟
و للآن الاطار الجاهل و كل المرتزقة من حوله لا يعلمون دور الفكر و الثقافة في تأسيس الدولة العادلة خصوصا الأقتصاد كونه العمود الفقري رغم إننا بيّنا كل التفاصيل التي لم يقرؤوها .. بل و يحاربون من يدعي ذلك سواءاً داخل العراق أو خارجه الذي أنا أدرى به منكم و بتفاصيل الجهل العصري المتفشي بينهم و وفوقها يدعون بأنهم (حزب الدعوة) و هم لا يعرفون حتى معنى مرحلية الدعوة و لا الأساسات المبدئية فيه كما لا يعرفها السيد نوري المالكي نفسه و أمثاله كآلخزاعي و العسكري و الشمري و الركابي و إعبيس !!؟!
يا صديقي أنا أدرى منك و أنت تعرف ذلك ؛ لذا أتمنى توبتك الحقيقة و رجوعك الى اصلك و إترك الفاسدين والمتحاصصين ومرتزقتهم المنافقين و أكثرهم جواسيس يعملون لكل طرف محلي و دولي و عالمي همّهم ألأرتزاق كما العاملين معكم للإرتزاق و محاربة الفكر و المفكرين .. و أتمنى أن لا تُكرّر (الظاهرة الزبيرية)!
و كن مع المظلومين و الفقراء كما عهدتك .. لأنك كنتَ منهم بآلأمس و جاهدت معي في سبيلهم بحسب ما كان يخطه قلمي الذهبي الثائر؛ الحُر لتنوير طريق الناس الى العلى مع المعشوق.
أنتَ اليوم امام إمتحان مصيري و خطير وصعب و مخير كعمر بن سعد فأحذر السقوط .. و لا يغرّنك الدنيا مع المتحاصصين الممسوخين و مرتزقتهم العار الذين تسببوا بآلفساد و الغلاء لأنهم عاطلين عن العمل .. وهذه الدنيا والمناصب والرواتب زائلة و فانية!
والعراق بسبب الفساد والتحاصص قد إمتلا بالفقر والفقراء والعوز و العوق و إزداد الجهل فيه لأنكَ والمتحاصصون تركتم القراءة و الفكر و نبذتم الثقافة وقتلتم الفكر والمفكرين و شرّدتوهم .. و نسيتم الحقّ والاخرة و أصبح الكذب و النفاق و تغيير المواقف و التصريحات مسألة عادية و سنة و كأنكم تجرون تجارب في مختبر كيمياوي و الشعب ينظر إليكم و ينتظر الحل و للآن حتى نفذ صبره!؟
حتى أمريكا(...) تغييرت نظرتها كلياً على العراق (عنكم بآلذات), حيث صرحت الحكومة الأمريكية اليوم 2/2/ 2023م بقولها : [السياسيون في العراق منافقين يأتون لامريكا يعلنون ولائهم لنا و يقولون و يقسمون بأنهم معنا لأجل الديمقراطية و الأستقرار و ما إلي ذلك ؛ لكنهم حين يرجعون لبلدهم يعملون العكس و يصرحون عبر الأعلام بأنهم ضد أمريكا و أمريكا هي السبب في مشاكل العراق], و قس على ذلك .. أصبح ساستنا الغير المحترمين منبوذين حتى بنظر من نسميهم بـ (الكفار
نظافة قلبك .. و تطهير بدنك من كل لقمة حرام دخله من الراتب أو الصفقات أو الواسطات أو غيرها و هي كثيرة للأسف!
لماذا تركت اصلك و دينك العلوي و انت والله كنتَ آلصّديق الصّادق و رفيق دربي و أحبك للآن رغم كل ما حصل و بدر منك من جفاء و فساد .. أحبك لصفاء قلبك حتى قبل إشتراكنا بالدّورة الخامسة لأعداد آلمجاهدين أيام كنت اكتب في صحف المعارضة و مركز الدراسات و نشرة (العيون) و التبليغ في معسكرات اللاجئين و الأسر و غيرها و أدير صحيفة الشهادة مع المرحوم ابو ياسين و أبو محمد العامري البصري واخرين و قبلها مجلة ثم صحيفة الجهاد و غيرها من الأصدارات و البوسترات و المعارض .. و كم بيّنا لكم و لقوى المعارضة حقائق المستقبل وعنيت بكم وبآلمجلس من خلال الدراسات و البحوث والمقالات المختلفة لتنوير طريق المعارضة مضحياً بكل شيئ .
فَلِمَ تأقلمت مع الفاسدين .. و لِمَ صفى وضعك مع الظالمين الناهبين و هذا المصير والنهاية المأساويّة التي حولتم ومن معك العراق بمواقفكم و نظرتكم الضّيقة التي لا تتعدى أرنبة أنوفكم الى جهنم حقيقي للفقراء ولمنبع خير و جنة للمستكبرين المتحاصين والحكومات المختلفة !؟
و أخيراً أ تَسائل بجدّ : هل السياسة بطبيعتها تجرّ إلى الظلم و الفساد و نهب حقوق الناس و كما يشهده العراق و كل دول العالم!؟
العارف الحكيم :
ابو محمد البغدادي
https://www.facebook.com/reel/856852695603022?mibextid=6AJuK9&s=chYV2B&fs=e
Friday, January 20, 2023
قصة ذات عبرة :
اسم الكاتب : العارف الحكيم ؛ عزيز الخزرجي
ألبريد الالكتروني:
ALMA1113@HOTMAIL.COM
نصّ الموضوع :
إنطبقت المصيدة على ذيل ثعلب فقطعه
فرآهُ ثعلب آخر فسأله لم قطـعت ذيلك ؟
قال : إني أشعر و كأني طائر في الهواء .. يا لها من متعة !
فجعله يقطع ذيله ...
فلما شعرَ بألم شديد و لم يجد متعة مثله ؛
سألهُ : لما كَذَبتَ عليَّ ؟
قال :
إن أخبرت الثعالب بألمك لن يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا ..
فظلوا يُخبرون كلّ مَنْ يجدوه بمتعتهم "الكاذبة" حتى أصبح غالبيّة الثعالب بدون ذيل !
ثمّ إنّهم صاروا كلما رأوا ثعلبا بذيل .. سخروا منه بقصد أو بغير قصد ...
فإذا عَمَّ الفساد صار الناس يعيرون الصالحين بصلاحهم و (اتخذهم السفهاء سخرية).
البعض لن يفهمك أبداً، ليس ﻷنك غامض؛ بل ﻷنك حقيقيّ و هم تعوّدوا على المُزيّفيّن! و قد يضاف لذلك (الحسد) و (الضغينة) و غيرها فيعظم الأمر و يعقد الوضع أكثر!!
لهذا بات حال العباد و البلاد و العالم اليوم كلّه تقريباً هكذا .. لا يفكرون إلّا بأنفسهم و ذواتهم السيئة :
لذلك لا مكان للمُفكر الحقيقي و آلفيلسوف و العارف الحكيم بشكل أخص بينهم, لأنهم لا يستسيغون و لا يدركون قيم و مبادئ (الآدمية) و ليست (الأنسانية) فقط للمفكريين و الفلاسفة الحقيقيين ناهيك عن العرفاء الذين تختلف قيمهم و معاييرهم ألكونيّة عن الناس الذين تبدلت و إنقلبت أخلاقهم على أعقابها !؟ و يفضلون البقاء في الحالة (البشرية) المتماثلة للحالة (الحيوانية).
و السبب في كل ذلك الأنحراف الفكريّ و الأخلاقي و العقائدي الخطير هو :
فساد مناهج التعليم و أنظمة الحكم و طبيعة أفكار الأحزاب التي قادت و تقود الحكومات و الناس و آلتي صيّرتهم بذاك الأتجاه الخاطئ, و بلادنا خير مثال حيّ على ذلك.
ولا سبيل أمامكم أيّها المثقفون و المعلمين الأعزاء المخلصين :
سوى دراسة نظريّة المعرفة في [الفلسفة الكونية العزيزية], فهي وحدها ألمنهج القويم و آلطريق للنجاه من تلك المحن و من المنافقين الذين يتذرّعون بشتى الوسائل الميكيافيللية لإستمرار فسادهم!
و تيقّنوا بأنّ السياسين و الأحزاب و مرتزقتهم و بعد ما تشبّعوا بلقمة الحرام لا يمكنهم أن يحققوا أكثر ممّا فعلوه من المظالم و المفاسد و أنحراف أخلاق الناس لأنهم لا يحملون فكراً و لا ثقافة كونيّة سامية .. فعلى ماذا إذن تتوقع أن يبني السياسي قراراته و هو ليس فقط لا يحمل فكراً كما أثبتنا ؛ بل و يُعادي الفكر و الفلاسفة و يقتلونهم أو يشردونهم و يحاصرونهم على الأقل!؟
و الله من وراء القصد.
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.
Thursday, January 19, 2023
الله بآلمرصاد لكل ظالم
الله بآلمرصاد لكل ظالم و معتدي ..
و ما شهدتها كردستان من فياضانات؛ هي نتيجة تلك الأموال الحرام التي سرقها المتحاصص برزاني و بَنى بها قصوره و مدنه و منها مدينة زرين بأربيل, بعد ما سرق أموال النفط و المنافذ الحدودية و غيرها من دم و لحم و أطفال و شيوخ فقراء الكورد الفيليين و الكردستانيين أيضا و فقراء البصرة و الوسط و جنوب العراق المظلومين الذين يتحملون بسكوتهم تبعات نصف الظلم الذي يقع عليهم على الأقل!
و هذا الذي حدث بإرادة ربانية لا دخل لأحد فيها سوى ظلمهم؛ و ليس تشفياً بأحد و الله .. إنما هو ناموس الطبيعة و القانون الذي يسيره بإتقان .. فلا تغفلوا من أمر الله مهما ملكت أو حكمت أو تجبّرت فهناك رقيب خصوصا لو كان الذي ظلمته لا يملك غير الله لإسترداد حقوقه..!؟
و الله بآلمرصاد و لا يترك المظلومين ولا المعتدين و يُحاسبهم في الدنيا قبل الآخرة كما حاسب الكثير من الحكام و الرؤوساء عبر التأريخ و آخرهم كان صدام .. و إن العقوبات ستتوالى على المتحاصصين الذين بنوا أنفسهم و قصورهم و مرتزقة أحزابهم و بنوكهم من جلود الفقراء و دمهم و صحتهم و تعليمهم و حدائقهم و أموال شوارعهم و سدودهم و غيرها .. و لا تحسبنّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون .
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
https://www.facebook.com/groups/968030646675646/permalink/3118486811630008/
Monday, January 16, 2023
الجّمال في عصرنا ؛ الجمال في فلسفتنا الكونية :
ألجّمال في عصرنا :
أو
ألجّمال في فلسفتنا :
ألناس يرون آلأشياء كما هي في الواقع و يعترضون لماذا...!؟
و أنا - وأعوذ بآلله من الأنا - أحلمُ و أفكّر بإشياءٍ لم تُحدث وأقول؛ لماذا...!؟ و هذا هو آلفرق بين مَنْ يَرى لآخر المدى الكونيّ و بين آلذي يرى فقط أرنبة أنفه و ما يحيط به!
فألخيال الخصب هو المُنتج للأفكار الأيجابيّة و سبب معرفة سرّ الجّمال و كنهه .. و بآلتالي صناعة الحضارة الراقية التي تحقق سعادتنا!
و قليلٌ جدّاً مَنْ يرى الواقع مع بعض الأحلام و الرؤى .. و هذه الرؤية أفضل قليلاً من النظرة التجريديّة الأحادية للواقع من خلال الظاهر ألمرئي(المادي) فقط عبر الحواس الخمسة, لكنه لا يفي بالمطلوب و لا يحقق الحضارة ألراقية المطعمة بآلحب و الوفاء و الصدق!؟
أحدهم قال : أهلاً .. ثمّ سهلاً .. فيك أنسي و هيامي قدْ تكمّل!
قال صِفني في جمالي ...
قلت ظبيٌ؟
قال اجمل!
قلت وردٌ؟
قال ان الورد عند اللمس يذبل!
قلت بدرٌ؟
قال انّ البدر عند الفجر يأفل!
قلت شمسٌ؟
قال انّ الشمس من معناي تخجل...!
قال وصّافٌ لنفسي ان يكن فكرك قد قلّ و ملّ !
انّ قدّي غصن بان ...
قلت بل قدّك أعدل.!
ثمّ ما هذا الذي في وجنتيك!؟
قال عبدٌ يحرس الورد الممثَلْ...
قلت هذا آلعبد للعشاق يقتل ... إ جمالاً (الحُبّ) أو (العلاقةألزّوجية) التي تتكون من الأوصاف الظاهرية كما عبّروا عنها؛ لن تدوم و سرعان ما تتحطم أو يتأسس بها عائلة يشوبها الخلافات و الصراع الدائم و بآلتالي ينتجون جيل مُخدّر و يائس لا يعرف الحبّ و دور و مكانة التفكير و الأنتاج!
و تلك الصورة الوصفيّة لواقع مرئي مُتجسّد للآن في واقع البشرية و تُمثّل صورة عن سمات عصرنا الذي باتت الأفكار فيه مشلولة و منبوذة , و العقول مخدرة و خطيرة و القلوب لا تعرف الحُبّ و الأوفياء يعيشون الوحدة و التغرّب, و الشباب يائس و عاطل و منحرف ..
لقد كسر الطغاة الأقلام و كمّموا الأفواه و حاصروا المفكرين و شرّدوا الفلاسفة و قتلوا العرفاء.. لأنهم محدودي الرؤية و لا يحملون قيماً كونية تدلهم على المسير و الهدف .. ليبقى الناس بسببهم أسرى الجّهل و التبعية للتحكم بهم لسرقتهم بسهولة و يسر لنيل مطامع شخصيّة و عائليّة و خدمة بطانته و المقرّبين من حوله في حزبه.
الحلّ الوحيد لتحقيق السعادة بدل الشقاء و الفوارق الطبقيّة و الحزبية القائمة و التي أفسدت أخلاق العراقيين, هو ؛
معرفة الجّمال الظاهري و كنهه الخفيّ بحاسّة البصيرة(عين القلب) هو المطلوب للمفكرين و الفلاسفة و دونهم المثقفين و الكُتّاب, و لا تتحقّق فوائد تلك المعرفة, إلّا من خلال إقامة المنتديات و المجالس الثقافية و الفكريّة التي يتعرّف فيها الحضور بعضهم على بعض أكثر فأكثر و يتبادلون الرؤى و يتأثّرون بإيجابية و بسرعة من خلال ذبذبات الصوت و شعاع العين و الرسائل المختلفة الأيجابية التي يتبادلونها وجها لوجه و تصل المستمع الحاضر الذكي و الواعي الفاتح قلبه لإستلام تلك الإشارات لمعرفة سرّ الوجود, إلى جانب الموضوعات المختلفة المطروحة.
خلاصة تعريف الجمال في الفلسفة الكونية, هي:
تلك النظرة العميقة للوجود التي لا غاية فيها سوى كشف الحقائق و عرضها لخدمة الناس.
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
Wednesday, January 11, 2023
جاء الحق و ظهر أمر الله :
يا أهلنا الأعزة: يا كل الناس:
هذا نداء كونيّ للعالم أجمع :
سلام من السلام ... و بعد :
ألعالم في خطر .. وكل يوم يزيد رويدا .. رويداً ويتجه نحو الأسوء بتفكيك الناس و تقسيم البلدان و زرع الفتن و التفرقة عبر الكذب و النفاق و الغيبة و التزوير لفناء مليارات من البشر .. و قد يتذكر الأذكياء بأني نبّهت لهذا الموضوع قبل عقود و كرّرت تنبيهي ذاك مرات و مرات مع بدء الألفية الثالثة, و أؤكد لكم الآن و بقوة, بأنّ الخطط الجهنمية للشيطان .. بل للشياطين البشرية المصابة بآلأمية الفكرية تُنفّذ بدقة عبر حكومات جاهلية متحاصصة لقوت الفقراء و بلا أن يحس أو يعرف الناس بما يجري عليهم!
حياكم الله في محافظاتنا المنكوبة و في بغداد و الكوت و كل بلادنا بل و بلاد العالم أجمع .. أرجوكم إنتبهوا لما يجري بشكل قانوني و بغطاء الأنسانية و الديمقراطية و الأسلامية و الليبرالية و العدالة و وووو غيرها من المصطلحات الكاذبة التي يريد الداعي من ورائها إستغلالكم لسرقة أموالكم و حياتكم و فرصكم ..
أرجوكم .. و كم رجوتكم لأنفسكم على الأقل .. إن كنتم لا تحبون جيرانكم و أصدقائكم و عوائلكم و أبنائكم, فألاجيال القادمة ستلعننا جميعأً و لا تكونوا أنانيين لا يهمكم سوى خبز يومكم و عيشتكم التي يتحكم بها أسوء أراذل العالم من الأحزاب و الحكومات و إسيادهم !
إفتحوا المنتديات الفكرية و الثقافية و الفنية و المسرحية و التشكيلية و كل لون فني و موسيقي و ثقافي و فلسفي .. لتفعيل الفكر و الثقافة و الحكمة في قلوب الناس التي ماتت بسبب لقمة الحرام التي إنتشرت في الأرض .. ولا تخافوا منها (الثقافة) كما تخاف الحكومات و الاحزاب و السياسييون الشياطين الجهلاء من زيادة الوعي الذي يسبب خسارة مناصبهم الحرام و أموالهم التي يسرقوها بإسم الله و القانون و الحصص؛
ألثقافة .. و حتى الرأي الآخر مهما كان مُرّاً تُثير و تسبب تنوع الأفكار و تفعيل النقاشات المثمرة و تكشف مواطن الخلل و الصواب و تنتج الوعي و التقدم في حياتنا ..
ألثقافة خلاص لكم من عذاب الدارين .. من محنة (الجّهل) ألّتي ألمّت بكم من حيث لا تشعرون و الذي يعتبر في قانون السماء من أعظم الذنوب لأنه قرين الظلم!
ألثقافة تُحقق لكم الحياة السعيدة لأنها تبني لكم المدارس و المستشفيات و تُحسّن معيشتكم و رفاهكم و علاقاتكم الأجتماعية خصوصا مع الزوجة و الأبناء و الأهل و تُعلّيّ شأنكم و تُحصّنكم بعكس الجهل تماماً .
ألثقافة تنقذكم من الهم و الغم و الأمراض و العوز و التبعية و الذلة و المشاكل و النهب و السلب الذي تتعرضون له بشكلٍ منظم و دائم و في كل لحظة و ساعة و تحت مظلة آلقانون للأسف و تصفقون للفاعلين.
ووووووو .... ولا تكونوا كأؤلئك الذين حصروا عقولهم في عشيرة أو مجلس أو مؤسسة أو حزب أو كيان أو حتى مذهب مغلق على نفسه لا يرون بسببها سوى أرنبة أنوفهم بسبب ما ورثوه من تأريخ مؤدلج!؟
أنت أيّها المثقف العراقي ؛ البغدادي؛ ألبصراوي؛ ألموصلي؛ الكيتاوي؛ الناصري؛ الرميثي؛ البدراوي و الجصاني و الزربطي و كل المدن و حتى الدول و القارات : عليكم بكسر آلشرنقة التي أحاطها بكم أحزاب الجهل البعثيية و القومية و أمثالها من الأحزاب التي ترفع شعارات براقة - أهل الحزب نفسه لا يدركونه بل لا يؤمنون به - إنما يرفعون شعارات كآلدّيمقراطية و الأنسانية و الشيوعية و الأسلامية و الدعووية و خدمة الناس و نشر العدالة و غيرها لتخديركم كي يسرقوكم و كما فعلوا للآن, بحيث عمقوا الفوارق الطبقية و الحقوقية و الأمتيازات و غيرها ..
محبتي لكل (أدمن) واعي و مثقف ليس فقط يرفع القيود عن الثقافة .. بل و يسعى لنشر الثقافة حتى و لو كانت تخالف رأيه لأنه على الاقل سيعرف مواطن الخلل و الضعف في عقيدته بقياسها مع المخالف ..
و تباً للجهلاء الذين ما زالوا يقدسون الغباء و التحزب و التقليد الأعمى و حصر الثقافة ضمن عقله المحدود جداً بعيداً عن التكييف و المقارنة للحصول على أشهى و أحسن الثمار.
يقول كنفسيوش : أمام الأنسان ثلاث طرق في الحياة؛
الأول : يمرّ عبر التقليد و هو أسهل الطرق .
ألثاني : يمرّ عبر التجرية و هو أصعب الطرق.
ألثالث : يمرّ عبر الفكر و هو أسمى الطرق ..
ألحكومات تُقلّب الأمور و تُخفي الحقائق لأنهم يبتغون الفتنة و الفساد, فتوبوا .. بعد ما جاء الحقّ و ظهر أمر الله و هم كارهون!
فألزموا الفكر و المنتديات لأنه الأرقى و الأفضل لتحقيق الغاية من الوجود, و الفكر الكوني أمامكم و بخدمتكم عبر الرابط التالي و عبر أي سؤآل:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B2%D8%B1%D8%AC%D9%8A-pdf
Monday, January 09, 2023
ألفيلسوف؛ بين ألسُّلطة و ألشّعب! ..
بقلم: عزيز الخزرجي
مقدمة: فرضنا وجود فيلسوف لندرتهم حيث لا يولد في كل قرن سوى واحد أو أثنان, و الحال أنّ بلادنا تفتقر لوجود فيلسوف عارف حكيم, لأن مصيره عادة ما : هو آلتنكيل والقتل و المضايقة و الحصار و الجوع و التشريد, لهذا قلّما تجد فيلسوفا لم يقتل إما بضربة سكين أو بطلق ناري أو بحبل مشنقة أو الحصار و الجوع, وهكذا تتأرجح حياته بين سندان السلطة ومطرقة الشعب!
إنّ طبيعة علاقة الفيلسوف(المُنتج للعلم) بآلمسؤول (الحاكم و آلسياسيّ), من أهم المسائل التي تُحدّد مصير العالم سلباً أو إيجاباً, حيث يتداخل فيها الفكر نظراً لأنّ الفيلسوف بقوانينه يُحلّل من الجذور ليعطي الحلّ الأمثل للواقع والمستقبل بعدما يُفسرهُ بشكل صائب ودقيق لا يتبدل وإمتداد الزمن حتى يوم القيامة, فهو لذلك؛ الشّهيد ألشّاهد وحامل الأمانة الكونية لبيان الحق و فلسفة الحرية و الأختيار, وإذا كانت (السلطة) أو المسؤول والسياسيّ يفتقر للوعي الكافي لأنشغاله كطبيعة له؛ فإنّهُ ينظر إلى الفكر على أنه خصيمهُ الأوّل ويجعل – أيّ ألسّياسيّ و المسؤول (الحاكم) – هدفه الأوّل .. القضاء على استقلال الفيلسوف و (المفكر) الذي هو تلميذ (الفيلسوف), ويسعى المتسلطون و(السياسيّ) و الحاكم من فوقهم شراء ذمم الصحفيين والنقاد والأدباء, لكن يصعب بل يستحيل شراء ذمم الفلاسفة و هذا واقع حال عالمنا, لذلك يتعرض للبلاء و الجوع و القتل.
الفكر المستقل هو نتاج الفيلسوف وأحياناً(ألمفكّر المستقل), لكنه ليس المناهض للسلطة الحاكمة دوماً, كما لا يصطف في الوقت ذاته بجانبها(السلطة) أو بجانبه (ألمسؤول أو السياسيّ) على حساب المبادئ والقيم والحقيقة لذا فمصيره واضح!
ولطالما صرخ الطغاة: لقد (هزم القلم السيف), فإذا ما وقع حدث وعَبّرَ عنه المفكّرون كأن يكون تبريراً لا نقداً ومباركةً للخطوات التي تمّت .. لا إشارة الى خطوات لم تتمّ, أو تأييد لما هو موجود, وليس مطالبة بما هو غير موجود؛ تولد هنا إرتياحاً لدى القائمين على القرار ألسياسيّ، حتى أصبح جزءاً من فكرنا تزييناً وتجميلاً للسلطة, في حين أن مهمة (الفيلسوف والمفكر) هي النقد الأيجابي البنّاء لا التبرير, وبيان أوجه النقص, وليس الإشادة بالخطوات التي لم تكتمل، فإذا ما تحققت الأشياء إنصافاً دعا الفكر الى تحقيقها, وهذا هو الضامن لتقدم المجتمع و تحقيق سعادته, أما مجرد الإعلان عما تحقق و التمجيد؛ فهو تكرار وتحصيل حاصل, فالواقع كما يقال: شاهد على نفسه، والحقيقة مُرّة, ومن يتجرّع مرارتها المواطن, يعني عامّة المجتمع المحكوم، إذ لا وجود لانجاز مشاريع خدمية و علمية ورفاهية و تعليمية وزراعية وووو… في نهاية المطاف بسبب الفساد وعندما يُصرّح المسؤوليين المعنيين بذلك, يؤكّدون أنّ مليارات الدولارات دفنت تحت الأرض لتنفيذ مشاريع بنا تحتية.
فبماذا يكون ردّ الفيلسوف أو المفكر المستقل وملايين الدولارات سرقت ومشاريعها على الأرض لا تحتها؟!
وما هي نسبة الفساد المالي التي وصل اليها بعض المسؤولين جراء تلك المشاريع الوهمية؟
مجرد سؤال ونقول أعذروا (الفيلسوف) و(ألمُفكّر) المُستقل, فقدره أن يعيش بين سندان السلطة ومطرقة الشعب الذي يتوق لمعرفة الحقائق من خلال قلمه الكونيّ العملاق.
وصلنا من خلال هذا العرض ألموجز لعلاقة (الفيلسوف و المفكر و المثقف بآلسلطة) و هكذا مع الجماهير تباعاً؛ إلى نقطة مركزية هي بمثابة إنعطافة كبيرة في حياة الشعب و الأمة و البشريّة جمعاء, و هي موقع وأهمية المثقف و المفكر ناهيك عن الفيلسوف الكوني أو آلعارف الحكيم, الذي شئنا أم أبينا يتحمل لوحده مسؤولية قيادة الفكر و سعادة الشعب أو الأمة أو البشرية بشرط واحد أساسي هو إنصياع الساسة و الحكومة (الحاكم و المسؤول) لبياناته و فكره, كي يتحقق الهدف من الخلق و آلوجود في المجتمع.
لذلك ننادي كل المجتمعات و البشرية أيضا بضرورة أن تفتح أبوابها للفيلسوف و المفكر و للمثقف المبدع ، وأن تُفرّد له المساحات الأدارية و الإعلامية و المالية كي يوصل صوت الحقيقة للآخرين، وإننا في الوقت ذاته نطالب المفكر والمثقف سواء كان قارئا أو كاتبا أو إعلامياً، أن يعمّق دوره المؤثر في المجتمع من خلال ما يلي:
1- أن يكون إيجابياً في تفكيره ومواقفه، ساعياً إلى نشر ثقافة المحبة و الوحدة و التفاؤل و الإنتاج بدلا من الكراهية و اليأس والتباكي على الأمجاد الماضية.
2- تأسيس المنتديات الفكرية, أينما كان و مهما كان حتى لو كان مجلساً صغيراً و لساعة في الأسبوع, لتبادل الأفكار والأطلاع على آخر المستجدات مع الحلول المطروحة من الفيلسوف.
3- إمتلاك حصانة فكرية قوية، تحميه من آلثقافات ألدخيلة ، وأن يكون قادرا على تكوين فكر علمي مستقل مستنبط من الفلسفة الكونية، ساعيا إلى التحليل الواقعي السليم مع الحلول.
4- أن يكون أمينا في طرح المعلومة متجرداً من أيّ حزبية أو طائفية أو مصلحة شخصيّة، كل ما يحركه هو الغيرة على إنسانية و عدالة مجتمعه وأمته ودينه، والرغبة العميقة في تغيير واقعه إلى الأفضل حتى نيل السعادة على كل صعيد.
5- أن لا ينبهر أو ينساق وراء التهويل الذي قد يجري لبعض القضايا، والتعامل مع الأحداث بموضوعية ، وعدم إعطاء الأمور أكبر من حجمها، وآلسعي إلى تحري الحقيقة أينما كانت، لأنه مؤتمن كونيّ لإيصالها إلى آلآخرين.
6- طرح القضايا الحقيقية التي تلامس أوجاع الأمة و من الجذور، وإحداث التغيير في عقلية المتلقي، وتحذيره من السير وراء القضايا الشكلية وآلأثارات الإعلامية، وتغييب العقل العربي والاسلامي وراء اهتمامات تصيبه بالخدر والتبلد.
7- قراءة التاريخ قراءة صائبة محللة، فالتاريخ كما يقولون كل شيئ و يعيد نفسه ، حتى يستطيع إستشفاف الوقائع التاريخية خصوصاً في هذه المرحلة الحاسمة ، وآلتحرك على ضوء ما يُفهم للتغيير والإصلاح.
8- أن يمسك المفكر و المثقف وآلمبلغ زمام المبادرة في توعية المجتمع، من بث روح الحماسة والتفاعل مع القضايا ، بمعنى أن يحمل همّ الأمة في قلبه فيتحدث عنه أينما سار ، ويبرز قضيته بالطريقة المعبرة والمؤثرة حسب مجاله الذي يعمل به ، فكرياً كان أو قصصياً أو إعلامياً، ويتواجد في الملتقيات ، يحاضر ، ينقد ويشارك ، يدرك تمام الإدراك أنه مطالب بهذا الدور أمام الله وأمام أمته و أمام الفيلسوف الكوني، و هذا هو الضامن لتحقق فلسفة الخلق في الخلق و الوجود.
عزيز الخزرجي/فيلسوف كونيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ما بين شكوى المفكر و المثقف وما يقابلها لدينا حقيقة ثابتة على ارض الواقع وهي تعطيل هذه الشريحة المهمة عن القيام بمهامها وتبوء موقعها الريادي في داخل مجتمعاتها سواء كان ذلك ناتج عن غيابها او تغييبها , ولكن بقدر ما تمثله هذه النتيجة من حقيقة في الواقع العملي الا انها وفي بعض جوانبها تحتاج الى بيان وتوضيح لكشف بعض الملابسات غير الواقعية التي احاطت بها سواء كانت من جانب المثقف او المجتمع.
Sunday, January 08, 2023
كيف نحقق السعادة؟
كيف نُحقّق ألسّعادة !؟
ألصدر الحكيم كسقراط ككل فيلسوف عاش في غير زمانه و مكانه, كلّهم تجرّع السّم ممّن حولهم من المنافقين و مَنْ كان يحكمهم!
بإعتقادي إنّ دور الصدر أو سقراط أو أيّ عارف حكيم ممّن سبقهم أو لحقهم في العلم وآلجهاد ضدّ الظلم و الحُكام والسياسيين خصوصاً العارف الحكيم يُمثّل مسيرتهم دور ألخاصّة في مواجة ألعامّة ألغاطسين في آلجهل بأيّ مجتمع يتقدّمه السياسيّون وآلسّلاطين!
لذا فإنّ الحقيقة هي أنّ موت سقراط و غياب الصدر و أمثالهما كان ضروريّاً لختام حياتهما آلجميلة ليكونا رمزاً دائما في تأريخ البشريّة و دليلاً على جهل ألجّمهور و نفاق ألمُثقف و الكُتّاب و غباوة الأغلبيّة و دليلاً على شجاعة الحكماء و قوّة روح البذل و التضحية!
و ما حدث في يونان الأمس هو نفسه الذي حدث في مصر الفراعنة وعراق السومريين وهو نفسه الذي حدث في عصرنا هذا وفي عراق الجّهل والفساد والنهب والتحاصص بآلذّات والذي يُمكن أنْ يُحدث في أيّ بقعة من آلعالم, حيث إن الطبيعة البشريّة واحدة والناس لا يختلفون في طبائعهم عندما يتربّصون بخاصّتهم من آلحُكماء و الفلاسفة آلّذين يسبقونهم علماً و فكراً ويرون ما لا يراه الآخرون.
إن ألطبيعة البشريّة بحسب تقريرات سيّد العدالة الكونيّة وألكسيس كارل وشوبنهاور هي واحدة في كلّ زمان و مكان و لا يختلفون فيما بينهم و كلّ عبقري أو نابغ يظهر من بينهم يكون في الحقيقة غريباً بينهم و في وطنه و وحيداً بين أبناء عصره وحتى عشيرته لأنه يسبقهم بفكره مراحلَ و أجيالاً, فلا يستطيعون دركه و اللحاق به و بآلتالي نصرته .. و بعد رحيله و فوات الأوان والعصور ؛ قد يتنبه بعصهم لذلك, لكن بلا فائدة بسبب تسلّط ألسّياسيون ليكرّس المحن حتى يظهر آخر ليتكرّر معه المأساة وهكذا وتلك هي محنة البشريّة .
لذا أستنكر هذا هذا آلسلوك الجاهليّ المُشين و الأستهجان الذي يُؤدّي بحياة العلماء و المفكرين في كلّ زمكاني, و هذا الأستنكار ليس إلاّ غشاً و خداعاً من آلمجتمع بقيادة السياسيين و حولهم المرتزقة لأنفسهم و لغيرهم .. لأنّنا رغم تلك التجارب التأريخيّة المأساويّة .. و حتى الآن إذا رأينا بين ظهرانيّنا نابغاً أو حكيماً فلا نلبث أنْ نكرهه و نحتقره ثمّ نضايقه لنخمد أنفاسه و إبعاده عن مراكز القرار, و إذا إستطعنا قتله فأننا لا نتردّد! و كما فعلوا بسقراط و الصدر و كلّ فيلسوف حكيم ظهر خلال القرون الماضيّة و للآن للأسف الشديد!
و إلّا كيف نُفسّر تعذيب العظماء و الحكماء في القرون الوسطى و القرون الحديثة و قتلهم و تشريدهم, و إلى يومنا هذا, حيث نرى مثلاً أن الفيلسوف الكونيّ الحكيم الوحيد المعاصر يتعرّض مثلاً للتهديد و المضايقة و الحصار و الإبعاد و التجهيل و الحاكم يشجع ذلك!؟
من هنا فإن إستنكار التعرض لقادة الفكر و الحكمة قديمأً و حديثاً عملٌ لا بُدّ من مساندته و تفعيله حتى نتخطى جهلنا و ندرك الحقيقة و الحياة الآمنة ألسّعيدة عبر بدء الأسفار الكونية ومن ثمّ يمكن بناء النهضة والحضارة التي يدعو إليها المعنيين بآلفكر و الحكمة فقط .
إن المصيبة العظمى الأخرى والتي ما تزال تعيشها (ألبشريّة) خصوصاً و إنهم لا يُحاولون الأنتقال من المرحلة (البشريّة) إلى آلمرحلة (الأنسانيّة) ثمّ (آلآدميّة) ؛ ليست في عجزها عن إدراك الحقيقة فقط ؛ إنّما في طمس معالم الحقيقة كلما ظهرت, و دفنها تحت أكوام مكدّسة من تراب آلجّهل و آلحسد و آلعُقد التي تُؤجّج أوارها أنصاف الكتاب والمثقفين بأموال و رواتب الحكام والسياسيين الحرام .
لذا ندعوكم, خصوصاً من لم يُدنّس قلبهُ بآلجّهل والفساد وبطنه بآلمال الحرام؛ ألسعي والعمل للأنتقال من الحالة (البشرية) إلى (الأنسانيّة) و من ثم (الآدميّة) إن قدرت لعلّك تكن (خليفة) الله في الأرض لنحقّق آلسّعادة, و إلّا فإنّ العذاب ألأليم و الأكبر قادم لا محال.
ألعارف الحكيم
Friday, January 06, 2023
التعليم أساس كل شيئ :
التعليم أساس كل شيئ تقريباُ:
https://www.facebook.com/groups/safaahmohlak/permalink/3202865443297748/
Wednesday, January 04, 2023
سرقة القرن درع آلفاسدين :
سرقة آلقرن درع آلفاسدين :
سرقة القرن درع حصين للفاسدين؛ لأن الداعية "الميمون" "المعجون بآلذنوب و الفساد حتى عندما كان في أبو غريب المدعو فلاح السوداني سرق لوحده أكثر من ثلاثة مليار دولار .. يعني بودجة (تخصيصات) سنة مالية كاملة لوزارة التجارة .. و تم إخراجه من السّجن بعد ما أصبح وزيراً للتجارة و سرق و هرب ثم رجع حتى بدون كفالة بعد مسرحية مفبركة .. تصور شخص واحد سرق أكثر مما أسموه بـ [سرقة القرن] للتغطية على فسادهم الأكبر الذي وصل لترليون دولار و نصف ..
أ لا لعنة الله على كل مدّع للدِّين و الدّعوة في العراق .. لان أعضاء حزب الدعوة الحقيقين عندي أنا و أعرفهم جيداً ولا غيري يعرفهم و الجميع كاذبون ولا يقولون الحقيقة اليوم للتغطية على بعثيّتهم و كفرهم و نفاقهم و تعاونهم مع نظام صدام و دعمهم بشتى الوسائل في قتل المجاهدين و الدعاة الحقيقيين و كتابة التقارير عليهم .. ثمّ آلإختباء بعد هروبهم من الجيش خلف تنظيم الدعوة كسد أمين .. بينما هو مجرم و كاذب و منافق, و ثقافته خير دليل على ذلك, و قد عرفت أكثرهم حتى أؤلئك الذين أدعوا قيادة الدعوة منذ 1981م و كشفتهم بسرقة كبيرة و وقتها لم يكونوا يملكون لا مال و لا حكم و قد حللوا السرقة حين سرقوا أموال المعرض الدولي الذي أقمته وسط بعض العواصم و جمعت من ورائه المال الكثير بينما سرقه من كنت أعتبرهم كحسين معن و نوري طعمة و محمد باقر الصدر و الدكتور منذر المسيحي و سعدي فرحان و الدكتور طه و م. علاء الشهرستاني و ناجي و موسى و بديع و وافي و أمير الشهداء سمير غلام و فؤاد سالي ومحمد فوزي و أخوته ووووو مئات من الدّعاة الذين ربيناهم و عاصرناهم و ناصرناهم و علمناهم و علمونا الكثير خلال سبعينات القرن الماضي وبداية الثمانينات بإستثاء المعارضة ومنهم الاخ ابو ياسين وأبو محمد العامري اللذان أغتيلا في بغداد عام ٢٠٠٤ م .. و هكذا تمّ أعدامهم لأنهم لم يكونوا منافقين أو فاسدين حاشاهم و كما هو حال دعاة اليوم العار بلا استثناء تقريبا ..
و الذي يعتقد او يدّعي عكس ذلك فليأتيني لأثبت له كذبه و نفاقه وإرتزاقه الحرام من دمائهم .. لأني متأكد بعدم بقاء أيّ داعية من اؤلئك الدعاة العظماء القدماء الحقيقيين خلال السبعينات و بداية الثمانينات بسبب إستشهادهم, و معظهم للأسف وللتأريخ تمّ إلقاء القبض عليهم في قعر بيوتهم أو محلاتهم بلا مقاومة أو حتى الدفاع بكلمة أو أعلان معين .. بل إستسلموا أمام الواقع المرير بإستثناء أمير الشهداء
و إن كل من يدعي اليوم إنتماؤوه لحزب الدعوة الأصيل في ذلك التأريخ : كاذب و منافق و يبغي التغطية على تأريخه الاسود مع الجيش العراقي أو تنظيمات البعث أو الجيش الشعبي أو الأمن و المخابرات أو حكومة البعث .. و كذلك يريد من وراء إدّعائه الكاذب و لأنه إنتهازي تثقف على ثقافة الأحزاب البعثية والعلمانية و أمثالها ؛ يريد عرض الحياة الدُّنيا وسرقة الرواتب و الأمتيازات والمناصب لا أكثر و لا أقل, و الله على ما أقول شهيد ..
ولا أتأسف من فساد دعاة اليوم أو غيرهم من المتحاصصين و مدّعي الدّين و الأسلام ألذين شوهوا أخلاق العراقيين و هي كانت أساساً خربة بسبب حكام البعث الهجين .. فآلدّين و الأخلاق والقيم في العراق لم يعد له وجود ؛ لأنها إستُبدلت بدين السرقة و النفاق و التزوير و الكذب و محاربة الفكر والوعي و الفلاسفة .. و يكفيك إلقاء نظرة على المواقع الأعلاميّة والنشرات الداخلية التي قد تجد أحياناً فيها موضوع فكري او فلسفي يُعالج القضايا الفكريّة و المصيرية الراهنة .. فكلها وللاسف لا تُزيدك إلّا بعداً عن الله و أنا لله و أنا إليه راجعون .. ولا أتأسف على ذلك فثقافة الدعوة بأستثناء نشرات محدودة كتبها الصدر او نعمة او معن ؛ معظمها تقارير في وصف الواقع .. و حتى كتابات الصدر الأول (قدس) أو معن أو نوري طعمة كانت تفيد التحرك الأسلامي خلال السبعينات و الثمانينات .. لكنها لم تعد مفيدة مع بدء الالفية الثالثة .. أسفي ليس على هذا كله ..
إنما أ تأسف فقط على الشهداء لأن مكانهم خال بيننا .. و هم ضيوف عند الرحمن .. عند معشوقهم الأزلي في جنات النعيم .. وأن بقاء هؤلاء العار الفاسدون الامّيون و تبجّحهم بإنتمائهم لنهجهم و بآلنزاهة و الدّين هو الذي يؤلمني لأن حقيقتهم فاسدة و تُختصر بسرقة أموال الناس علناً و بلا حياء بحيث جعلوا العراق مختبراً للتجارب و خلفهم المرتزقة التفاكة العتاكة يُهلهلون بغباء مقدّس؛ و هذا هو الذي يُؤلمني ويجعلني أحسّ بالغربة عند زيارتي للعراق .. وبالمقابل أتلمس من قرب افعال الفاسدين المشينة التي بها وجّهوا ضربة قاصمة ليس للدّعوة والشهداء فقط ؛ بل للاسلام كلّه .. و أملنا كبير بظهور الأمام الحجة(ع).
ألعارف الحكيم
Monday, January 02, 2023
ألتفكير في آلعراق :
التفكير في العراق :
ألتفكير في آلعراق و مصير المفكر و الفيلسوف فيه و في العالم هو:
مكانة التفكير و قيمة (الفكر و المفكرين) في العراق و العالم عند الحكام و السياسيين و الأحزاب و المسلمين عموماً شبه ممنوع و خط أحمر خصوصا حين يرتبط بآلحقوق و العدالة, لذا لا يمكن عبوره بأي حال من الأحوال, لأنه يُسبب لكَ المتاعب و العذاب و العداء و الغربة و التشريد و المحاصرة و قطع الارزاق حتى عن أطفالك و ربما الموت .. و الطريق الوحيد أمامك هو أن تقول نعم و تسلم كمرتزق! وهذا هو وضع العراق و دولنا العربية و الأسلامية و حتى الشرقية و الغربية خصوصا لدى قادتها و حكامها للأسف .. و بشكل أخص ألمتأسلمين منهم للدولار و الحصص,
فتصور ماذا سيكون عليه مستقبل الأرض و الخلق مع هؤلاء الفارغين ألأميين وهذا النهج الخطير الذي يرفضه حتى أكثر الحيوانات!؟
و حقا .. هناك مداولات بين كبار فقهاء المذاهب و الأديان حول مسألة إصدار فتوى بهذا الخصوص ..
لأن التفكير يؤثر سلباً حتى على قضيّة التقليد و بآلتالي موارد دكاكينهم.
أما ألعارف الحكيم فيقول في الفلسفة الكونية:
[إن أمة لا تنتج أفكارها لا تصنع أدواتها].
ملاحظة أخيرة للأنصاف و العدالة : الفرق بين زمن صدام و هذا الزمن هو:
كان الحَالِم في زمن صدام برؤيا مخالفة لتوجهات النظام يتعرض للعقوبة .. لكن الآن و للأنصاف لا يعاقبون إلا على المكتوب و المرئي و المسموع, لأنهم يخافون من الله كثيراً .. أ لا لعنة الله على الظالمين و على هذه الحياة البائسة.
Friday, December 30, 2022
مهداة للأم العراقية :
مهداة للأمّ ألعراقية :
خصوصاً المَعنيّة بآلأساس :
عزيزتي الغالية : ما زلت أعيش صباحات الطفولة الندية التي مرّت كخيال!
أجلس كل صباح وأنتظر يداك لأشرب الشاي من موقدنا المبارك على الأرض ..
يا أعز إنسانة في بدرة ظلمتها آلأقدار, لكنها ما زالت تبتسم رغم أجحاف آلجهلاء و كفر من حولك بما قدّمتيه من مفاخر ؛
في عيد آخر سيمرّ غداً نبدأ عامنا 2023م .. و لكن بأي حال سيمرّ ..
أهديك مع نسائمه تحياتي و أحترامي رغم كُثر المظالم و المعذبين في الأرض و هم يشكون أنواع البلاء من الطواغيب و المستكبرين الذين يسرقون الناس و يعتبرونه جهاداً لضلالتهم خصوصا العصاميين الصامدين منهم ما زالوا يبتسمون و هم يدفعون ضريبة كبيرة بصمودهم و جوعهم و غربتهم ..
لقد ضاق آلقلب بعد ما تذكرت أصدقائي الشهداء الذين بغيابهم خُليت الأرض من الطيبيين و ساد الظلام في مدينتنا و في العراق و حتى الأرض التي يحكمها الظالمون المستكبرين, لذا أحسّ بغيابهم أنّي أختنق من كثر ما أفكر بآلمظلومين من بعدهم حتى كادت إبتسامتي تغيب لكني أقسمت أن أبقى مبتسماً معك يا عزيزتي الباسمة رغم الألم و المأساة فحزين الوجه في عقيدتنا له مشكلة واحدة بينما الفاقد لأعزائه يبتسم من كثر المصائب كي لا يشمت العدو ..
هي الأقدار يا أختاه .. تلعب بنا و تمرّ مسرعة و نحن كأسرى في هذه الحياة التي لم نعد نتذوق منها شيئاً سوى الألم بسبب هذا البشر الملعون الذي أبى إلّا أن يعيش كآلحيوان كآلبشر و لا يحاول الأنتقال حتى لمرحلة آلأنسانيّة ناهيك عن الآدمية .. و السبب لانه يعادي القراءة و الفكر و الفلسفة التي وحدها تنتج الحكمة .. و لم يعد العالم يُحبّ إلّا الأخبار الفاضحة : لذا أقدّم لك موال الملوك.. لملك الغناء الأيراني (هماى مستان), الذي بدأ من الشارع وحده يشق طريقه لتأمين لقمة خبز و أصله من شمال إيران .. و اليوم يحيط به فرقة فنية كبيرة معترف بها دولياً بشهادات أكاديمية موثقة و له مكانة خاصة في قلوب الفلاسفة و العلماء و المثقفين .. و أرجو أن لا يسمعه من لا يتقن فلسفة العرفان و معنى (الخمر) و أسرار الفارسية المعجونة بآلمحبة و العشق لأن الذي لا يتقنها سيكفر و يكفرّني معه.
ألعارف الحكيم عزيز حميد.
https://www.youtube.com/watch?v=EalX_7s6DsY
Tuesday, December 27, 2022
المولود ألجديد للفساد :
ألمولود ألجديد للفساد :
بعد كل الذي جرى من الفساد و الظلم و تعميق الفوارق الحقوقية و الطبقية إلى جانب الخراب و الضلال؛ ظهرت مؤخراً خلال السنوات الأخيرة مع ولادة كل حكومة جديدة ظاهرة ثعلبية من قبل المسؤوليين و المُدّعين للدّين و الدِّيمقراطية و الوطنية و التأريخ الجهادي و الدعووي العتيد و القومي المجيد و المذهبي العميق و وووو غيرها ؛ مفادها محاربة و إستنكار و لعن الفساد و الفاسدين من قبل المتحاصصين أنفسهم و الدعوة بل و التعهد لأحلال للعدالة و القضاء على الفساد وووو .... إلخ, هذه الولادة المبطنة و الجديدة من رحم الفساد : تُؤكد بأن المتحاصصين لا يتركون العراق حتى تدميره بشكل شامل و بآلكامل مع تدمير ليس هذا الجيل المعوق ا لمسكين فقط ؛ بل حتى أحفاد الأجيال القادمة .. و بعدها ليستقر ألمدّعون الجدد بعد خراب بلادهم في دول الجوار و الغرب و الشرق و كما فعل جميع الّذين تصدوا لمسؤوليات الحكومة و الوزارة و البرلمان والجمهورية من الرؤوساء و الوزراء و النواب والمدراء ووو....
قبل قليل علّقت على كلمة لذيول أحد أؤلئك المدعين العاملين مع الأحزاب المتحاصصة و كان يعمل مقدم برامج سياسية في شبكة الاعلام العراقي و أعرفه و يعرفه أكثر الشعب العراقي لأن الأعلاميين عادة ما يكونوا أبرز حتى من السياسيين لظهورهم المكرر وجها لوجه وعلى الدوام صوتاً و صورة عبر شاشات الفضائيات و وسائل الأعلام المختلفة ..
هذا الفاسد الذيل كما جيوش الفاسدين في بغداد و المحافظات و الأقاليم؛ قد ظهر و تكلّم و إنتقد الوضع الداخلي خصوصاً الخطوط الجوية العراقية السيئة الصيت بسبب إدارة المسؤولين و الوزراء و ما آلت إليها أوضاعها المتخلفة المتقصدة و الغير المتقصدة على كلّ صعيد, و أنتقد ذلك (الأعلامي الغير المثقف) كما معظم أعلامي العراق نظام (الخطوط الجوية العراقية) بكونه أتعس الأنظمة العربية و حتى الأسلامية من ناحية الخدمات و الطيران و الملاحة الجوية و مواعيد الطائرات و غيرها ..
فأجبته بآلتالي أيها الناعي : فقدان الفكر و التقوى هي علّة العلل في فساد الأحزاب و بآلتالي النظام ألسياسي و الأجتماعي في العراق على كل صعيد.
جذور فساد الأحزاب سببه ألثقافة المنحطة التي آمنت بها و نشرتها تلك الأحزاب الحاكمة وسط الناس ؛ هي آلسبب المباشر و تتحمل المسؤولة الكبرى و لا تخلتف عن ثقافة حزب الجهل البعثي كثيراً إلا من ناحية النهب اللامحدود و التعذيب داخل السجون .. لأن الذي يراه العراقي اليوم خارج السجون يكفيه و قد يعادل أضعاف ما كان يعانيه داخل السجون البعثية المظلمة الوحشية:
و المشكلة تعاظمت حين "بربعت"حيتان الفساد و سمنت أليّاتها و كبرت أرصدتها و رواتبها و فتحت عينها على المناصب و الشهوات بإسم الأسلام و الدعوة والوطنية والديمقراطية وووووو غيرها!
يا (أبو ....) لا تبع على الشعب وطنياتك و إسلامياتك المزيفة لأنك كما صحبك محوتم الولاية من نهجكم و وجودكم و وجود العراق بعد الذي كان منك و من حيتان الفساد و أنت يا (مقدم البرامج السياسية ألمؤدلجة) لم تقدم شيئا مفيداً بل العكس كان ثمرة عملك و حزبك سلبياً للغاية و كما نعيش نتائجه الآن على كل ألأصعدة العملية .. لهذا فأن الأموال و الرواتب التي تقاضيتموها حرام مُؤكد و مضاعف أضعافا و لها تبعات قادمة ..و السبب لأنك و حزبك لا تعون من السياسة و مبادئ الحكومة العلوية و الله حتى أبجدياتها و عناوينها), و كما أثبت ذلك للعالم أجمع في كتابي الأخير؛ [ألدولة الأنسانية] أو [الدولة في الفكر الأنساني]. و الكتاب منشور على موقع (كتاب نور - الفيلسوف الكوني عزيز ا لخزرجي).
فحين كنت تدعوا و تنحاز للمناهج ألحزبية و للطائفية و العشائرية واآلنظام التحاصصي وووومن معك من العظامة وممّن شاركك في الحزب و الحكم و كان يضرب و للآن الملايين من أموال الفقراء و المعوقين و الفقراء على حساب دماء الشهداء .. و كنت فوقها تسعى و تتحايل لنجاح عمليات الفساد و الأفساد و التغطية عليها مستميتاً بكل الوسائل و الحيل .. حتى وصل الحال إلى ما هو عليه الآن .. مع إستحالة الحلّ الجذري تقريباً .. فأنا – و أعوذ بآلله من الانا – أعرفكم واحدا و احداً بحبكم للمال و النساء ... منذ السرقة الأولى لحزب الدعوة و التي كشفت لي معادن الكثير ممن أدعوا إنتماؤهم للحزب و الحزب براء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف ..
كشفت معادنكم الصدئة يوم جنيت من معرضي الخاص في ساحة الأمام بطهران أموال 200 بيت و سرقها ربعك أبو محمد الحلي و مسؤوله البعثي في حزب الدعوة و السيد أبو سعد و أبو ... لكن ما العمل آلآن و المرض قد عوّقني و أبعدني عن السّاحة بعد ما قطعتم حتى حقوقي التقاعديّة لأني رفضت فسادكم و لم أشاركم في الحرام و للآن لم تصرف لي لكوني أوّل عراقي لم ينطق بكلمة (سيدي و رفيقي) و يعرف كل فسادكم قبل آلعالم و كذا ما زلت أرفض تلك (الكلمتين) التي نطقها سيدكم و شيخكم و مرجعكم صدر الكاظمية قبل و بعد سقوط الرفاق و السادة .. وحلول أفكار و ثقافات بديلة و عجيبة و غريبة محل ثقافة البعث الهجين كثقافتكم خصوصا في مجال النهب و سرقة الفقراء بإسم القانون و الدستور العراقي الفاسد أكثره!؟
و الآن .. إتقوا الله و توبوا على الأقل و أرجعوا الأموال والرواتب الحرام التي أخذتموها بقانون بريمر الشيطان, فلقدأفسدتم و الله كل شيئ و أولها حرّمتم علينا أن نتفوه بإسم الإسلام مع أي عراقي ؛ فقد دمرتم أخلاق الناس و عكستم صورة سيئة عن الأسلام و عن نهج آل ا لبيت(ع) بعد ما سرقتم الأموال و الرواتب و التقاعد و أموال المشاريع المليارية الدولارية, و أبرزها سرقة أموال الأدوية و المستشفيات و المدارس و حتى الضرائب و المشاريع السكنية التي كان من المقرر بناؤوها قبل عقدين تقريباً و منها سرقة أموال المائة طن للأدوية الفاسدة و في مطار بغداد الذي كان بحماية حاميكم من "البدريين" و "الشبريين" برئاسة عديلة الدعوة و آخرها سرقة القرن كما أسميتموها و هي خدعة لسد باب الفتنة التي أحاطت بكم بإعتبارها أكبر سرقة بينما هي سرقة بسيطة بنظري ولا تعادل السرقات المئات مليارية التي تمت بإتقان خلال عقدين كاملين؛!
عليكم إن أردت التوبة يوماً - ولا أعتقد بتوبتكم - أن تعلنوا برائتكم عن فساد المسؤول الأول عن كل ذلك الدمار و الفساد و بعدها كشف ثغرات الدستور العراقي الفاسد أساساً والذي طالما إستغله المعنيين لتبرير فسادهم و سرقاتهم !؟ و تعرف مَنْ المسؤول عن تعينات المحاصصة و مراسم رئاسة الوزراء و الوزرات و المؤسسات و المديريات و غير ها من مناصب المحاصصة التي ما زلتم تؤكدون عليها لسرقة الناس لا غير؟ وفساد الخطوط الجوية العراقية بدأت من زمن صاحبنا القديم عندما كان وزيراً للنقل ليُعيّن الكثيرين بآلواسطات و أعرف بعضهم و حين قام إبنه بردّ الطائرة العراقية مع ركابها بآلكامل من سماء العراق إلى لبنان مرة أخرى لأنّ صديق إبن الوزير الحامي للأطار التنسيقي قد تأخر بنومه نتيجه سهره مع ... و بآلتالي عن الطائرة فأرغموا الطاقم بآلعودة إلى مطار بيروت لجلب صديقه .. و ما فعل ذلك أحدا من أبناء الأباطرة سابقاً و الله!؟
إقرواء و ثقفوا أنفسكم على الأقل يا أيها المدّعون للدّين والوطن و الفكر و التأريخ المؤدلج - و أقسم بالله و لا أحد من هؤلاء المدعيين للأسلام و الدعوة كان لهم وجود و تنظيم في السبعينات و حتى الثمانيات داخل العراق!؟
لكنهم و بعد هروبهم من الجيش العراقي خوفا من الموت إدعوا بأنهم كذا وكذا كذباً و زوراً , و لمن يريد الحقيقة فليأتي أمامي!؟ ثمّ لماذا تعادون فوق فسادكم ذلك كله ؛ كلّ مفكر و فيلسوف محترم له فلسفة كونيّة و تأريخ لا تعرفون حتى قرائته و دركه .. و تقومون بمحاصرتهم و تشريدهم بل وحتى قتلهم!؟ لماذا ما زلتم تحمون المتحاصصين الفاسدين و حتى قتلة الصدر ومنع إنتشار أفكارهم و المجاهدين و تجعلوهم(المجرمين) قدوة وهم لا يستحقون إلا المحاكمة و الأعدام على فعالهم و نفاقهم و كذبهم و فسادهم .!؟ لأن معنى الفساد و التحاصص إن كنتم لا تعلمون ؛ هو محاصصة أموال الفقراء بين مرتزقة الاحزاب لإنتخابهم و[حكلي و أحكلك]!؟
إقرؤوا و ثقّفوا أنفسكم من تجارب التأريخ و الدول و الامم الأخرى(الكافرة) و (الملكية) و الشرقية و الغربية على الاقل .. و أمامكم الكثير منها .. كتجربة ملك إيران حكم بلاد فارس كإمبراطور ساد سلطته كل المطقة لكنه يُشرفكم جميعأً و الله رغم عدم إدعائه للدّين و الأسلام أو الوطنية سوى ما مَلَك من الثقافة الفارسية! و إليكم تجربتة الواقعية لذلك الشاه العادل المدعو ناصر الدين شاه :
تجربة (ناصر الدّين شاه) أكبر درس ؛ لكن هل أنت أو مسؤولك في الحزب أو رئيس كل حزبك يعرف مغزى تلك القصة أو مثيلاتها رغم إني كتبتها للناس مراراً !؟
لأن الجهل و الأميّة الفكرية التي أصابتكم بشكل مفجع قد أعمت عيونكم و سودت بصيرتكم؛ والدليل ؛ عقدان من الحكم و العراق يرجع للوراء و ترليوني دولار أمريكي حرقتم و سرقتم و بذرتم لهذا و ذاك ثمّ تقاعدتم و إنسجبتم ليأتي عصابة أخرى لإكمال المسير ووو الحبل على الجرار... إلخ.
ناصر الدين شاه ؛ حكم كإمبراطور و أثناء حكمه جاءه جماعة من شيراز أكبر ثالث مدينة و مركز علمي و تأريخي في إيران و إشتكى أهله للشاه فساد المحافظ والمسؤوليين و شيوع الواسطات و إنتشار الرشاوى خصوصا بين أعضاء الأحزاب و الوجوه الفاسدة الحاكمة الذين حكموا و دمروا البلاد .. كما هو حال العراق اليوم الذي لم يبني المسؤولين فيه شارعاً واحدا أو مستشفى أو مدرسة أو جامعة نموذجية حتى بمقدار نصف ما بناه حزب البعث الفاسد, المهم قصتنا ؛ إنتفض الملك الشاه ناصر الدّين - أردتُ أن ألعنه لكني إتقيت- لأن الأولى لعن حكام العراق من صدام و من سبقه حتى برزان و خربان و محطان و أحزاب الجهل التي حكمت بعد صدام و لم يظهر بينهم مثقف واحد للأسف و أعرفهم جميعاً من كبيرهم الجعفري البعثي و حتى المالكي و كاطع و العبادي - بآلمناسبة العبادي يقول إنتميت لحزب آلدعوة و عمري 12 سنة .. أ لا لعنة الله عليكم و على من نظمكم و على مثل هذا الحزب الذي كان أفضل حزب إسلامي لكنه تبين بفساده بأنه أفسد حزب على الأرض .. حين رآى أعضاءه و قياداته الجاهلية الأموال المليارية .. فبيّضوا وجه صدام في هذا الجانب على الأقل .. ألمهم أرسل ناصر الدين شاه نائباً عنه لشيراز لأصلاح الأمور وأبلغ المحافظ ومجلس محافظة شيراز فور وصوله؛ بوصية الشاه بأن يلتزموا النزاهة و الأخلاص في أداء مسؤولياتهم وتمشية أمور الناس بآلعدل والأنصاف و رجعوا لطهران!
و بعد أيام عاود وفد ثان من (ممثلي) مناطق شيراز زيارته لطهران و شكوا الحال مرّة أخرى بكون الوضع لم يتغيير إلا نحو الأسوء
قال الشاه رحمه الله ؛ طيّب .. سامحوني هذه المرة و إرجعوا لمحافظتكم و سأتولى الأمر بنفسي و الخير قادم :
في اليوم التالي مباشرة ذهب الشاه بنفسه لشيراز و أعلن من مركز المحافظة ؛ بأنه يريد مقابلة الناس , و عليهم بآلحضور في الساحة الرئيسية في المركز , و بآلفعل إجتمع معظم أهالي شيراز و وجهائهم و مختاريهم و المسؤوليين في ساحة شيراز المركزية.
نهض الشاه و علا المنصة و خطب بلا مقدّمات : معلناً عن فساد محافظ شيراز مع الحاكم و قائد الشرطة, و تقرّر أعدامهم شنقاً حتى الموت أمام الناس المظلومين بسببهم, و بآلفعل تم ذلك و أعدموا مع مستشاريهم , و أعلن بأن هذه مجرد مقدمة و تحذير لجميع من يعمل بإسم الشاه و الحكومة الشاهنشاهية حتى الفراش مسؤول أمام الله و الشاه ؛ و من خالف القوانين الملكية فمصيره يكون كهؤلاء.
و بذلك أصبحت شيراز في فترة قياسية من أفضل المحافظات و أروعها و لم يحدث أن إشتكى بعدها مواطن واحد .. و هكذا تمّ حلّ الفساد من الجذور و إلى آخر عهد السلالة الشاهنشاهية حتى حدث الثورة عام 1979م, و الآن أنت يا ... و حزبك الذي أفسد كل شيئ و الحكام العراقيين مع الشعب قد تعلموا الفساد منكم لأنكم أول من تصدى للحكم و الأعلام و القضاء ووو و لا ينفع إصلاح الفساد و الوضع؛ إلا بإعدام عشرات الآلاف لو أرددتم حلّ مشكلة الفساد و النهب و أنقاذ 50 مليون عراقي بعدهم!
و أول المعدومين يجب أن يكون ألرؤوساء و الوزراء و البرلمانيون و القضاة و كل رؤوساء الأحزاب التي تحاصصت و أثبتت فسادها و ما زالت مصرّة على عدم إرجاع الأموال المسروقة و هي بحدود ترليون و نصف الترليون دولار أمريكي و كذلك حلّ مشكلة الدولار وووووو غيرها, بغدها يمكن أن يتغيير الحال و تصبح الأمور و الخدمات و الحقوق ممكنة و سهلة المنال.
بعدها يمكن أن يتغير الحال وتصبح الأمور و الخدمات سهلة و ممكنة, أما الآن و مع بقاء الفاسدين المتحاصصين الذين هم السببب في خلق الفساد و الظلم و العمالة و بيع القيم و الوطن جملة و تفصيلاً و إستمرار الفوضى و نشر الجهل و تدمير الأخلاق ؛ فلا أمل ليس في إلأصلاح؛ بل سيتحول العراق من سيئ إلى أسوء و كما أكدتُ ذلك منذ أكثر من عقد تقريباً وها أنا أكرّره للمرّة الألف اليوم بأن العراق سينقسم لثلاث مقاطعات :
(الشمال) على طراز الغرب الأوربي و برعايتها كما كانت للآن, بحيث كل الحكومة المركزية تصبح رهن إشارة عائلة السيد البارزاني؛
(الغربيّة) على طراز دول الخليج, و كما كانت و للآن على كل صعيد, وتصبح هي الآمرة و الناهية في تحديد مواقف وسياسات المركز؛
(الشيعة) ألمساكين ألمظلومين؛ سيبقون على حالهم متذبذبين بين هذا و ذاك و وضعهم ينتقل من سيئ إلى أسوء لعدم وجود فكر في عقول قادتهم الحاليين خصوصا بعد أن دارت المرجعية بظهرها عن السياسيين, ليبقى فقراء الشيعة وحدهم كبش الفداء للنزاعات و للحروب و الأنقلابات و تمرير سياسة المستكبرين و الظالمين كما في كل عصر .. بسبب قادتهم المعدان المعممين الفاسدين مع إحترامي لأنسانية كلّ المعدان العاملين المثمرين, لأن المُعيدي المنتج أفضل من كل المرتزقة و أساتذة جامعات العراق الفاشلة و الحوازات التقليديّة السّوقية, والله يشهد على ما أقول .. أللهم إشهد إني قد بيّنت للعالم و للعراقيين خصوصاً ما يفهمه حتى أكثر الحيوانات .. و و الله لا أدري كيف و بأية لغة و منهج أكتب لكم يا شعب العراق و يا مراجعنا العظام!؟
لقد كتبت لكم بسلاسة و بآلعربية الفصحى و بآلفارسية الجميلة و بآلانكليزية العالمية و بآلفرنسية لغة البلابل و بغيرها ... لكنكم ما زلتم تجهلون .. و يبدو أنكم لا تقرؤون و إذا قرأتم فلا تفهمون و إذا فهتم فلا تدركون و إذا أدركتم فلا تعوون و إذا وعيتم فلا تفعلون, ليأتي السياسيون و يفعلون بكم ما يفعلون معتبرين ذلك حقّهم لأنكم لا تعرفون حقوقكم و واجبكم و لاحول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
و الخلاصة المحزنة لتلك الحقائق الدامية , هي :
لقد تسبب إسلاميوا العراق بتأخير الأسلام عن ركب الحضارة 5 قرون بينما ثورة إيران قدمت الأسلام 5 قرون للأمام و بذلك يكونوا قد تسببوا بتأخير الأسلام 5 قرون وهدر جهود تيار عظيم من المجاهدين والشهداء والعلماء وعلى رأسهم آل الصدر والحكيم الشهداء.
و الحل بل الحلول أمامكم قد عرضناها .. و تنصلكم منها دمار لأبنائكم و أحفادكم الذين سيلعنوكم و في الآخرة سيقاضوكم ..
أللهم إشهد .. إنّي قد بلّغت للمرّة الألف .. أللهم فإشهد .
العارف الحكيم عزيز حميد
Monday, December 26, 2022
علاقة العِلم بآلفلسفة :
ألعلاقة بين آلعِلم و آلفَلسفة :
معرفة ألعلاقة بين (آلعِلم) و (آلفَلسفة) لها إنعكاساتها على جميع أصعدة الواقع و الوجود حتى المسائل الصغيرة؛ و هي جدليّة لم تُعرف حقيقتها بدقة للآن لأسباب عديدة عرضناها سابقاً، و لأنّ أحدهما يُؤثّر و يتداخل في وَ مَعَ الآخر بطبيعة دوره في مجالات الحياة؛ لكن الفلسفة الكونيّة حدّدتها بكون تأثير (ألفلسفة) إداريّاً وفنّياً و كونيّاً أكبر وأهمّ و أَثْمر من تأثير العِلم نفسه في حال تسويقه و إستثماره لوحده رغم آلأرتباط الوثيق للعلم بها، إضافة إلى كونها (الفلسفة) ألمُحدّد و آلمُعَبّر عن المزاوجة بين آلإفتراضات الميتافيزيقيّة و النتائج الفيزيائيّة ألعلميّة و بين السايكلوجيّة والبايلوجيّة ويصحّ أن نطلق عليها (منهج العِلم الفرضيّ) فحتى التعميمات آلعلميّة تندرج ضمن هذا آلإطار فلا هي محض علميّة ولا ميتافيزيقية بل متداخلة وجامعة للأمرين خصوصاً عند قياسها كونيّاً لا أرضياً.
إنّ الفيزياء اليوم تأتي على رأس قائمة العلوم الحديثة التي تخضع للفلسفة, خصوصاً حين تدخل مجال (ألكَوانتوم) وفق ما تثمره من نتائج وهي نتائج تؤثّر على الصعيدين الايبستيمولوجي و الانطلوجي، و لكل منهما انعكاساته على البحث القيميّ (الأكسيولوجي), لذلك على الهيئات التي تتبنى الفلسفة الكونيّة في أنظمتها و حركتها على كل صعيد أنْ تكون على دراية و خبرة بالفيزياء إذا ما أرادت ان تصبح عصرية و ذات طابع وجودي لأنّهُ الموضوع الأساس الذي تدور حوله رحى الفلسفة الكونيّة وإنعكاساتها على الأنظمة المختلفة.
إن أزمتنا المعاصرة تتجلّى بانعدام اليقينيّات و فوضى النّظريات واضطراب الآراء و تفاسير آلنصوص، كما تدّل عليه الاتجاهات الفكريّة والدّينية والفلسفيّة وحتى الفيزياء الحديثة وعلى رأسها فلسفات ما بعد الحداثة، يضاف الى أنها تشهد واقعاً تغيب فيه القيم الى حدٍّ بعيد.
لقد تغيّرت بفضل العلم نظرتنا للاشياء و تعدلت آفاقنا المعرفيّة، لكن حال القيم لم يشهد تحوّلات بعد وهي تثبت يوماً بعد اخر أننا "كائنات مراهقة" و "غبيّة" تتذبذب بين سنّ الطفولة والبشريّة و حالة الرّشد، فما ان تسمو شيئاً حتى تنكص وتتهاوى أشياءاً، و هكذا دون بلوغ الرشد أو مرحلة الأنسانيّة و مِن ثمّ ألمرحلة الآدميّة كما دلّت على ذلك تجارب (خلقيّة) من مخلوقات بشرية, و كما دلّت الآية ؛
[وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَ تَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ] !؟
و الجواب الإلهي كان سطحيّاً و مبهماً و محفوفاً بآلألغاز و لم ندرك للآن أبعادهُ و فحواه بدقّة ؛ [... قَالَ؛ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ].
هذا هو حال البشر التائه و الضائع بسبب الجهل، فهو الوحيد بين الكائنات الطبيعية يتّصف بالمراهقة الذاتية و البقاء في الحالة البشرية و ممارسة الخداع و الكذب و الأنتصار لنفسه الأمارة بآلسّوء و القبائج والرذائل كصفات طبيعة أثبتتها الكتب السماوية إلّأ ما ندر منهم ليبقى متصفاً بالمرونة العجيبة و التحايل لنصرة النفس، وهي مرونة توحي انه يستعد لتحول إسمى، وقد يبادر بنفسه في خلق هذا التحول كما يُخمّنه الفيزيائيون من انّ المستقبل البعيد ربما يشهد صنع كائن جديد من البشر يكون بلا لحم ولا عظم ولا دم، وفقاً للتلاعب في الخريطة الجينية, لكن هذا خلاف السياق خصوصاً بعد تجريده من العواطف و النفس التي تتفاعل بقوة الرّوح عندما تجعل الجوارح فاعلة!؟
فاذا كانت الكائنات الطبيعيّة تندرج ضمن سنّ الطفولة دون بلوغ حتى المراهقة، و إنّها جميعاً قد تمّ انتخابها وفقاً لعوامل بيئيّة و أخرى ميتافيزيقيّة أو مجهولة، وهو الحال الذي يُصدّق على الانسان على الأقل من وجهة نظر العِلم الحاليّة؛ أيّ إنه نتاج الإنتخاب الطبيعي والديناميّة الذاتية.. فإنّ ما بعد الانسانيّة شيء مختلف، إذ يتمّ انتخابه وفقاً للتخمين السابق بفعل تصميم هذا الكائن المراهق بالذات .
إنّ الافعال الوحشيّة ألتي يُمارسها آلبشر بعضهم للبعض الاخر إلى جانب المظالم الكبرى و الحروب و المؤآمرات و الطبقيّة، والتفنن في القتل وصناعة الموت؛ كلّ ذلك يدعو للاعتقاد بأنّ المسؤول عنها هو هذا الكائن المراهق (ألأنا) التي ترتع في أجواء الحالة البشريّة و آلمناخ الملوّث، فهو البعد الدّفين الذي تعتدي فيه أنفسنا على أنفسنا بشكل مريع وان لم يتحقق ذلك بايدينا بالفعل، أو كُنّا ألضّحية أيضاً! فهو القاتل وهو المقتول، و قد يُعدّ (القاتل) مُجاهداً و المقتول (شهيداً) و كما عبّر آلحلّاج: [أنتم ألمُجاهدون في سبيل الله و أنا الشّهيد] قال حين كان معلّقاً على حبل المشنقة و كان الناس حتى تلامذته يضربونه بآلحجارة و أدموه وكان يبتسم .. حتى رماه تلميذه أبو بكر الشبلي بوردة كانت بيده ؛ فصاح الحسين بن منصور (الحلاج)؛ (آه ثمّ آه), حسب ما أورده الخطيب البغدادي في تأريخ بغداد وحين سألوه كيف لم تئن من ضرب العصي و الحجارة التي أدمت وجهك وجبهتك وجسدك وتألمت لضربك بوردة مسّتك؟ قال الحلاج: لأنّ صاحب الوردة يعرفني وقد علّمته الكثير لكنه رغم ذلك أعلن مقته فآلمني, أما الناس فيجهلون فأعذرهم, و لهذا تأسّف كثيراً حتى بكى.
ومن المفارقة – حقاً – أن يسقط رافعوا راية المُقدّس كبعض الحكومات و المدّعين للدّين و الأخلاق و الشرع ؛ أن يسقطوا في أسفل درجات نكوص (الأنا)، فلا حجّة لهم على غيرهم ولا هم من الشهداء على الناس، فعوض ان يكونوا أسمى خلق الله لحملهم راية هذا المُقدس؛ صاروا أسوء الخلق لخيانتهم الأمانة العظمى التي قبلوها؛ [إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً], وهو ما يستدعي مراجعة الفهم الديني والبحث في بنيته التحتية (الجوهر) للوصول الى ابلغ طبقة ينبع منها توليد الفكر، ليس وفقاً لأركيولوجية فوكو، بل استناداً للعلم الجديد: علم الطريقة.
واذا ما كان في العين نقطة عمياء لا تتجاوز حجمها النقطة؛ فإنّ في القلب دائرة سوء مظلمة تتّسع في الجّهل و الشهوة والضلالة بلا حدود.. وهي ما تميّز (الأنا) عن سائر المخلوقات, وهنا نسأل عمّا اذا كان ممكناً أن يكفّ هذا المراهق (الغريب - المألوف) عن المراهقة بالتحول الى سنّ الرشد ثمّ الأنسانية ثمّ الآدميّة ليصبح خليفة الله التي معها قد يتبيّن معنى الجّواب الألهيّ [إني أعلم ما لا تعلمون]؟
إنّ كلّ ذلك يدعونا للنظر والبحث في فلسفة العلم و جوهره و غايته مع أخذ إعتبار المعنى الحرفيّ للفظ الفلسفة، فقد اصبح من غير الممكن طرح أسئلة إيبستيمية و انطلوجيّة و قيميّة دون إعتبار ما يُقدّمه العِلم من نظريات و حقائق، رغم إنّ من الصّعب أن نجد عليها إجابات شافية محدّدة، ربما لكوننا في طور البشريّة المراهقة أو دونها و لم نصل بعد الى ضالّتنا كتلك التي يعدنا بها العرفاء لبلوغ العِلم المشروط بفتح الفطرة الثانية، و كذا الفعل المطلوب بالتحلية بعد التخلية.
لعل المثال التالي يفسّر لنا العلاقة بوضوح بين العِلم و الفلسفة, من خلال الأسئلة الستة ؛ [مَنْ؛ مَا؛ مَتى؛ أَين؛ لِماذا؛ كَيف] ؟ فلو أردت دراسة أيّ موضوع أو معرفة قضية أو أمر صغيراً كان أو كبيراً؛ روح أو مادة أو أية قضية حتى الكون كله لمعرفته, فلو طبّقنا آلأسئلة الستة على الكون للبرهنة على سبب وهدف وحقيقة وجودها أو النتائج الأخرى التي نريد الوصول إليها؛ فما علينا سوى تطبيق الأسئلة التالية لكشف الحقيقة بحسب التالي:
مَنْ الذي خلق الوجود؟
ما المادة التي خلق منها الوجود؟
متى خلق الوجود؟
إين هذا الوجود؟
لماذا خلق الوجود؟
كيف خلق الوجود؟
و يمكن خلاصة و تبسيط الأسئلة الستة و جمعها ضمن أربعة علل لظهور الوجود و الكون, بآلشكل التالي:
و لتبسيط الموضوع أكثر يُمكننا تطبيق الأسئلة أعلاه و تجسيدها من خلال مثال (بناء مدرسة) كتعبير على الوجود كله كآلتالي:
ما ألعـلّة الغائيـــــة لبناء المدرسة؟ ألجواب : لتعليم و تزكية التلاميذ وإعدادهم بواسطة المعلمين و الأدارة؛
وما العلة الصّوريّة في المدرسة؟ شكل المدرسـة ومكوناتهتا ؛
وما العلّة المادية في بنائها؟ المواد الأنشائية التي بنينا بها المدرسة ؛
وما العلة الفاعلية التي فعلت ذلك؟ المهندس و العمال و الفنّيين ؛
وهكذا تُطبق تلك العلل على خلق الكون و ظهوره و مصيره, فمثلاً؛
ألصوريّة: شكل الأرض و المجرات و النجوم والمدارات وتشكيلـها.
ألماديّة: المواد التي تمّ تكوين الأرض و المجــرات ومكوناتـها منها.
الفاعلية: الله تعالى الموجد و المكون و المهندس للوجود و مكوناتها.
الغائية ؛ لتعليم و تزكية الناس بآلمعرفة لتحقيق السعادة في الدارين.
و النتيجة الظاهرة من خلال ما ورد بشأن علاقة العلم مع الفلسفة:
أنّ جميع الأشكال الصوريّة و الماديّة و الفاعليّة و حتى الغائية, هي مسائل تتحدّد من خلال القوانين العلمية المختلفة في جميع المجالات العلمية و الفيزيائية و الكيمياوية ..
أما كيفية إدارة و تنظيم و ترتيب و ربط العلل لتحقيق الهدف بشكل صحيح و كامل ؛ فتُحدّدها و تُبرمجها و تُديرها الفلسفة الكونيّة, و لهذا فآلفلسفة الكونية التي تعتمد على المنطق و دراسة العلل و الاعتماد على الحقيقة المطلقة هي الأساس في معرفة الغاية من الوجود و حياة الأنسان مع المخلوقات بوجه أتم و زمن قياسي و كلفة أقل.
ولهذا قلنا بأنّ السياسيين و الأحزاب و آلحكومات بكلّ عناوينها و مسمّياتها و لانها تجهل فلسفتنا الكونية ؛ فلا تُحقق تلك الغاية الأساسية من الوجود بشرطها و شروطها مهما إدّعت أو إمتلكت من الوسائل و الأمكانات حتى لو كانت بقوة و عنجهية (صدام) أو (موسوليني) أو (هتلر) أو أيّة قوة عظمى معاصرة لنا, بل و تكون النتائج فوضوية و عكسية وستفشل عاجلاً أو آجلاً و كما شهدنا بعضها بعيوننا وهي تتهاوى لتركن في مزابل التأريخ, والعراق اليوم خير مثال على ذلك؛ بعد أنْ جعلوا التحاصص و الربح السريع فلسفتهم في آلنهب و الخطف والفساد وتدمير الشعب بل حتى المنطقة والعراق بآلذات سينقسم قريباً لثلاث مقاطعات: الكورد على الطريقة الغربيّة؛ العرب السُّنة على الطريقة العربية الخليجية؛ ألشيعة على .. لا طريقة .. لأنّهم محكومين بأفكار و قيادات وأهواء حزبيّة تحاصصيّة ضيقة آلآفاق لا همّ لهم سوى التسلط للربح السريع و لنهب الناس وقتل المفكرين والفلاسفة وتشريدهم كي لا يصل صوتهم للأمة فتنبّئهم من سباتهم ليطلبوا حقوقهم و يحاكموهم و لذلك فعلوا بآلصدر و العظماء ما فعلوا و للآن تلك السياسة فاعلة .. والله المستعان لأنهم(الشيعة) الشريحة الأكبر ألمظلومة والوحيدة التي ستخسر وتُذلّ بسبب قياداتهم الفاقدة للتقوى و للفكر والأيمان الكونيّ بآلله و الوجود إلى جانب قتلهم ومرتزقتهم لكلّ مُفكر مخلص و فيلسوف عظيم.
عزيز حميد مجيد.
Friday, December 23, 2022
خطاب الفلاسفة لعام 2023م :
خطاب آلفلاسِفة لِعَامِ 2023م:ـ
خاطبَ آلله تعالى ألنّاس في آلقرآن/ألمائدة/2 كما في الكتب ألسّماويّة : [وتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ والتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ], لكن بمرور الزمن و تطور العقل زادَ آلفساد و بات سلاح إنقراض على كلّ المستويات لفقدان ألتّقوى والضمير لتسلط حكومات صبيانيّة(جاهليّة) تؤمن أنّ فوزها بآلمال والرّواتب واللذات والمناصب هي غاية السّياسة و الحُكم و الدِّين, وجهلوا أنّ [مَنْ يغتنيّ من وراء ألسّياسة وآلدِّين فاسد] والسعادة شيئ آخر لها مداها ونهجها وأصولها ولا تُسعد البشريّة أو أمّةً أو قبيلةً أو حتى عائلة فيها شقيّ واحد, نعم[ لا يُسْعد مجتمعٌ فيه شقيٌّ واحد, فكيف إذا كان الناس كلّها تَشقى]؟ وفوقها الأحزاب و آلحُكّام يَدّعون آلقيم والعدالة وآلحريّة والدِّيمقراطيّة فوق رؤسهم, بينما يرتعون و مرتزقتهم وسط المال الحرام و مستنقعات (الجّهل) الذي هو قرين (آلظلم), وتلك هي مشكلة آلعراق و ألعالم ألذي عَبَرَ عدَدَ سكانه حاجز ٨ مليار نسمة ؛ و القليل ألنّادر جدّاً منهم يعرف آلحقّ ويلتزم الأخلاق الكونيّة والأكثريّة جُهلاء ومستهلكون طفيليون بلا ثمر أو إنتاج .. بل وجودهم ضررٌ على الآخرين لجهلهم بفلسفة الوجود ألّتي تُؤكّد على آلتواضع وآلصّدق كونه(أوّل فصلٍ في كتاب الحكمة) للأنتاج, لذلك فأشكال الحياة على الأرض تُواجه الإنقراض لسوء الأدارة وتدميرهم ثلثيّ الغابات المطيرة والشعاب المرجانيّة وتلوّث البيئة وآلفساد ما عَرَّض أكثر من مليون نوع لحافة الانقراض فيجب إيقاف آلشّر الذي ظهوره في أيّ مكان يُؤثّر بِكُلّ مكان لأنّ الوجود شبكة واحدة أجزائها مترابطة وعلينا أن نتفاعل معها لا ننفعل فيها و نتحوّل لفضلات كونية.
إنّ ألسَّنةُ القادمة 2023م بحسب المؤشرات مصيريّة وخطيرة لجميع المخلوقات لطبيعة الأنظمة الحاكمة الهادفة لتدمير الطبيعة و الأنسان و النّحل والطيور والدّببة وكلّ أشكال الحياة إلى جانب ضغط الحكومات على الناس بزيادة الأسعار والغلاء وتأثير الوقود الأحفوري والتضخم ورداءة الأنتاج الذي أثّر على الفقراء الذين يُمثّلون أكثر من5 مليار نسمة بسبب آلجّهل والجشع وسوء الأدارة التي ميّزت الأنظمة الحاكمة حسب نظرية المرجئة في تحديد القيم بإحلال العدمية القيمية محل المبادئ الأخلاقية و انتصرت النسبوية على اطلاقية القيم, منذ أن تولى معاوية بن أبي سفيان خلافة الشام بوسائل ماكرة و مدّعيات باطلة, محاولاً أعمال نظرية المرجئة بإستغلال (القرآن) كنص مقدّس لتفسير أو إيعاز ألمبادئ الأخلاقيّة إلى النسبية بكونها ليست ثابتة وتتغيير لكون القرآن أصلاً مخلوقاً لا أزلياً .. لذا كل مخلوق يتغيّير و هكذا الأخلاق غير ثابتة و لا وجوب في إتباع ما ورد سماوياً بشأن التعامل ليس مع القيم فقط ؛ بل مع كلّ المبادئ و التعامل بها مع الناس, و من تلك الفترة سادَتْ نظريّة ألتسلط و الحكم و وُجوب إتّباع السلطان وعدم معارضته لأنهُ قدر من الله و السّلطان حتى لو كان ظالماً يجب إطاعته وعدم الأعتراض عليه أو تغييره, بل التوكل على الله و ترك الأمور له.
لذا ومنذ ذلك الحين وللآن يعيش الانسان المعاصر سواءاً كان مسلماً أو مسيحياً أو ملحداً على ذلك الأعتقاد الذي يُؤمن بنظام الدّولة الحديثة-القديمة التي تحتكم لنظريّة ميكيافيلليّ كما إحتكَمَتْ سابقاً لنظريّة المرجئة .. لذلك عاش الناس على الأرض فراغاً أكسيولوجيّاً رهيباً حيث ظهر بلا مرجعيّة معيارية بعد تراجع التقاليد والعزوف عن اتخاذ التراث إحداثيّة توجيهيّة للسلوك الفردي والجمعي و باتت آلناس غير محتاجة حسب البعض لقيم الضمير والواجب والحقّ والكرامة, مادامت تتحرّك وفق منطق المنفعة والقانون والقوة والحياة البيولوجيّة! فَمَنْ يمنح الإيتيقا حقّ الإقامة ألكونيّة في عالم الأنسان والطبيعة؟ وبأي معنى تُمثل ألإيتيقا ألبديل عن الأخلاق؟ والا تلعب دوراً بارزاً في التغلب على الازمة الايكولوجيّة زمن التغيرات المناخية والانتشار السريع للأمراض والاوبئة ؟ حيث لم يبق أمامنا لنهاية سنة 2022 إلا أيّاماً لضمان أنْ ينظر الحُكّام لحال ورأي الناس والعلماء والفلاسفة للخروج بنظام يكون نقطة تحوّل للعدالة وآلسّلام وآلأمن بدل العنف والطبقيّة والحروب والسعي لأيقاف تدمير الأنسان والطبيعة وسكانها على الأقل.
فالعقدين الماضيين من الألفية الثالثة إكتنفت سلبيّات خطيرة رغم تحذيراتنا على الأصعدة المتعلقة بالوجود وحياة الخلق والأنسان في المقدمة ؛ وأهمّها كان على صعيد"الفكر" لكونه ألضّحيّة الأولى والأهمّ والأسمى في الوجود والسّبب لمستوى التقدّم والتأخّر بحسب المراتب الفكريّة الكونيّة ألسّبعة(1), ومن أشهر جهادنا في ذلك؛ سعينا لتأسيس ألمنتديات الثقافيّة والحركات الفكريّة والأعلاميّة في العالم لبيان الحقيقة التي تُحاول الأحزاب والحكومات منع إنتشارها بأمر المستكبرين لمحو الكرامه ومسخ الأخلاق الأنسانيّة ليسهل معه إستحمار وتقيّد الناس لإبقائهم في الحالة البشريّة المساويّة للحيّوانيّة أو دونها ليعيش كي يأكل ويُضاجع بعضهم بعضاً رجالاً ونساءاً؛ شباباً وأطفالاً, لتشويه ألقيم التي تُواجه صنوف آلتّحدي والفساد والأجحاف والضغوط و القهر و الأستبداد المعيشي والحياتي بسبب عبوديّة وعمالة ألسّياسيين لنصرة المستكبرين بحكوماتهم الطبقيّة الظالمة بحيث وصل الأمر وبعد إعلاننا الكونيّ منذ 5 عقود لتأسيس المنتديات والمراكز الثقافيّة؛ لئن يُخطط الظالمون لصدّنا بتأسيس منتديات مُماثلة أخيراً لنشر ثقافتهم المقيتة وتحقيق أهدافهم المضادّة للكونيّة! إنّهم يسعون لأدلجة الأهداف و تحريفها بآلأتجاه الذي تنفع أنظمتهم الظالمة القائمة في بلدان العالم على الميكيافيليا وهذا خطر كبير بذاته لأنها محاصرة وتشويه للمنتديات الثقافيّة والفكريّة وآلتّعبديّة لتحقيق العدالة و صيانة كرامة الأنسان و منع إستعباده, و قد تنامي ذلك الأتجاه الأثيقي المدعوم من الحكومات بعد إنتشار منتدياتنا الكونيّة رغم كلّ العوائق حتى ذاع صيتها و دورها الأيجابيّ في العالم؛ لذا قامت دول مختلفة منها(خليجيّة)إثر ذلك بآلدّعوة ليس لإقامة "المنتديات الثقافية والإعلاميّة المضادة لمصالح الناس؛ بل ودعوة مُمثّلين حكوميين ومخابرات مع مؤسسات أعلاميّة رسميّة سلطانيّة (ميكيافيلليّة)(2)غربية وحكومات عربيّة وإسلامية ممّا جلب الأسى و الحزن لقلوب ألصادقين لأنها تُشوّه المناهج الفكريّة – الأنسانيّة التي نريد تفعيلها لخلاص ألعالم والبشر من الظلم والأستعباد والقهر بإتجاه العدالة!
فكيف يُمكن لدولٍ رأسماليّةٍ طبقاتيّةٍ و أنظمةٍ فاسدة؛ تحقيق العدالة و السّعادة عبر (المنتديات ألسّلطانيّة) التي تخلط ألحقّ بآلباطل وتُشوه دور القيم والمنتيدات الفكريّة والثقافيّة الهادفة طبقاً للفلسفة ألكونيّة آلتي ترفض ألأستغلال و الطبقيّة والحزبيّة والعشائرية و القومية جملة وتفصيلاً!؟
أن تلك الدّول الظالمة و بعد تنامي دور الوعي الذي نسعى لنشره؛ تُريد إستغلال منهجنا عبر منتديات مماثلة؛ لتغيير ألمسار بعكس الحقيقة التي نريدها كمنهج للقضاء على الجهل والفساد والمكر ويعتبر هذا الإستغلال ألأخطر حتى من سرقات الأموال, لأنّ الفكر المؤدلج المنحرف عندما ينتشر يُحقق أهداف الرأسماليين وقادة الأحزاب و الأنظمة الداعمة لهم فيسبب إرباك حياة الناس و صفاء معيشتهم, لذا نُدين الدّاعين لتلك المؤتمرات لأنّ إنتشارها يُسبب خلط الحقّ مع الباطل والصّدق مع الكذب لتشويه الأمور و تعقيد مهمتنا وتفاقم محننا في آلنّهاية, و إلّا كيف يُمكن على سبيل المثال أنْ يكون: [قتل إمرء في غابة جريمة لا تُغتفر .. و قتل شعب آمِنٍ مسألةٌ فيها نظر]!؟
إنّ جميع المخلصين يتذكّرون؛ كيف أنّ بياننا عام 2022م كسابقاتها, كَشَفَ إنقلاب القيم وتدهور الأخلاق والحقوق التي هي عماد السّعادة و الصفاء بين الناس وحذّرْنا من تفاقم الأوضاع في حال إستمرار منظومات الفساد بغطاء الدّيمقراطية والليبراليّة والجّمهوريّة والشعبيّة والقوز قزحيّة التي تسبّبتْ الظلم وإزدياد الطبقيّة والإباحية و الدّعارة و موت الضمير(الوجدان) حدّ آلمسخ ؛ رغم كدح الكونيّون لبيان فلسفة آلقيم و المناهج المختلفة عبر الأعلام و المنتديات بِلُغة مُبسّطة يدخل القلب بحرفيّة دون جهد, فآلتّحدّي ألذي واجهناه من الأنظمة كانت كبيرة و تمثّلت بتدمير ألبُنى الرّوحيّة و الكرامة الأنسانيّة وإفراغ آلمبادئ ألفكريّة من اللغة الكونيّة بدعم "المرتزقة" لتحويل (الهدف) سواءاً عربيّاً أو أعجميّاً بما يُناسب مكوناتها الثقافيّة والتأريخيّة و لعلّ منتدى (دبي) ألذي أقيم قبل أيّام خير مثال على ذلك .. فكيف يُمكن علاج المرض في نفس البيئة التي سبّبت المرض!؟
إنّ الشّكل ألظاهر الهادئ كما يبدو في الدّول الرأسماليّة و حتى النفطيّة المحكومة بأنظمة بوليسيّة و وحشيّة و محافظة يصعب إختراقها أو التعرض لها أو حتى إيجاد الأمان فيها, حتى أسواقهم ومحلّاتهم وشركاتهم وبنوكهم وبيوتهم؛ إنما بسبب الثروات المسروقة والنفطيّة والسياسات الشيطانية, وحتى تلك الدول التي تعتمد على موارد النفط الذي سينقرض هو الآخر؛ فأنّها بدأت تتعرّض لمخاطر مستقبليّة بسبب الطاقة البديلة (الخضراء) التي ظهرت والتي ستنهي دور النفط بشكل مشابه لما حدث بعد إكتشاف النفط قبل قرن ليحلّ بدل (فحم الكوك) الذي كان يستخدم لأنتاج الطاقة أنذاك!؟
يعتبر الانتقال إلى مصادر الحرارة النظيفة في الصّناعة مفيداً للاقتصاد وصحة الناس و ديمومة الحياة وهو مطلوب كجزء لانتقال البلاد إلى الاقتصاد منخفض الكربون, في كثير من الحالات يكون هذا آلانتقال مفيداً إقتصاديّاً أيضاً لمستهلكي الحرارة الصناعيّة، و لكن لا تزال هناك حواجز مالية ومعلوماتيّة والبنى التحتيّة التي تُزيد من أهميّة تدخل الحكومة في الأمر بإستخدام إمكانات وأدوات الإدارة التي من شأنها التسريع في الانتقال إلى التقنيّات النظيفة, والمشكلة مندمجة من التقدم الصناعيّ الذي سبّب التلوث, بحيث باتت عواصم و مدن بأكملها ملوثة لا يمكن العيش فيها بسلامةّ! إضافة إلى مراعاة مسألة العدالة و حلّ البطالة الناتجة من إغلاق المنابع و الشركات القديمة لتخفيض الأنبعاثات بمعدلات أعلى بكثير من التي شهدناها سابقاً فآلنّمو الأقتصاديّ دافع بذاته لزيادة الإنبعاثات الضّارة على الحياة خصوصاً مع نشوب الحروب لذا فكوكبنا في خطر مع هذا الوضع المحكوم بالحروب والصواريخ و المؤآمرات و التحالفات السياسية و الطبقيّة التي تنشر الفساد الذي وصل لقتل الناس والأطفال و كثرة أولاد الزنا !
لذا على الكونيين تذويب البرامج (آلكونيّة) في (آلأرضيّة) لنشر العدالة ألمُطرّزة بالفنّ والعلم و معرفة الجّمال وعمل الخير ليرتاح قلب وعقل القارئ لأنّ الكونيّ كنزٌ نادر مغمور؛ يعرض المناهج و الحكم الرّصينة لتغيير الواقع بالأبداع والأنتاج العلميّ والأبتكار بعد طيّ آلسفر ألكونيّ وكأنّ الفلسفة الكونيّة نصٌّ واضح بذاته وسهل مستصعب له حسّ فنيّ و جاذبيّة تواكب مُجريات الأمور لتغذية الناس بآلمعرفة عبر بيان المناهج المطلوبة لعمليّة التغيير و الخلاص المنشود بعد ما فشل المدّعون في ترجمة و تفسير وتسهيل فحوى وغاية الدِّين وآلحياة والخلق والحرية و الإختيار بوضوح.
فلسفة ألتّأريخ كفلسفة آلمحبّة, إن لم يكونا قرينا (التواضع) كما يحدده ألفلسفة الكونيّة فإنهما لن يُحقّقا أهدافهما و فلسفتهما التي لها تأثير إيجابيّ في الحياة حيث لا يقتصرا على تواريخ الملوك والحكومات و قصصهم عادّة, لأنّ وراء هذه الشخصيّات أو تلك مَنْ لا يظهرون لعدم تركيّز حامل كاميرا التأريخ بأمر الحاكم لأسباب عرضناها في كتاب(ألدّولة آلأنسانيّة)(3) حيث تتقدم العقد ألنفسيّة ألمُتمحورة في حُبّ الدُّنيا والشهوة و السّلطة على غيرها, لذا آلتركيز يكون على العرض دون الجّوهر ليبقى الناس مهملين و حيارى لا دور لهم و لمَنْ يُمثّلهم في الوجود, أمّا أنا وأنت يا صاحب الوجدان مِن بينهم؛ وحدنا أُلأمَناء ككُتّاب وإعلاميين ومفكرين وفلاسفة إستيقضنا بفطرتنا وجهادنا و صبرنا وصدقنا بقتل ذواتنا و وعي العِلم الكونيّ وآلقضاء والقدر و الوحدة و الكثرة بفضل الله و رفضنا للعمالة و الإرتزاق بقصدٍ أو بغير قصد لأثراء رؤساء ألأحزاب والنّخب السياسيّة ألأقتصاديّة ألمُهيمنة لسرقة الناس الذين قد تجد بينهم مُتردّدون يُريدون هدمَ تلك الأنظمة الفاسدة بأيّ وسيلة مُمكنة لذا علينا أداء أدوارنا بصدقٍ وأمانة وإخلاص لصنع مستوى عادل للتأريخ لِيَتولّانا مَنْ نستحقه [كيف ما تكونوا يُولَّ عليكم] وضمان آلمستقبل الزاهر يتحقق بالعِلم و الفَنّ و الجّمالِ والمَحبّة مع آلمعرفة والتواضع واليقين, ومن هنا كما بيّنا تأتي أهمّيّة توسيع المنتديات الفكريّة و الثقافيّة و الأعلاميّة و فتح المكتبات في المدن
و لنا في مدارس الأنبياء والفلاسفة عبر التأريخ حتى القرن 18, قرن الثورةEdutainmentو تفعيل برامج التربية و التعلم مع التعليم بآلترفيه,
والنهضة الأوربيّة؛ خير مثال حين سارع الفلاسفة سبقهم الأنبياء في تأسيس الجّامعات والمنتديات و المساجد المنتجة و المراكز الثقافيّة الهادفة للعدالة بدل الظلم والأمر لا يحتاج إلّا قليلٍ من الوعيّ العقليّ والقلبيّ الذي يختصّ بآلفلاسفة أكثر .. مع آلوعي العاطفي الذي يختصّ بآلأنبياء أكثر!
ألكونيّ بجملة واحدة؛ (يُفكّر و يُنَظّر خارج حدود ألتقليد التي ترسمها الأنظمة والأحزاب وآلحكومات بمختلف ألعناوين التخديريّة) كآلدّيمقراطية و الوطنية والجّمهوريّة والدّينيّة والإسلاميّة والقوميّة والأتحاديّة والعشائرية وغيرها, لأنّ الكونيّ حُرٌّ منفتح و منتج بعكس السّياسيّ المنغلق الطّفيلي! وشتّان بينه وبين مُثقّف ومُفكرٌ كونيّ منتج يسعى لأهداف كبيرة بإرادته ولا يبحث كتُجّار السياسة عن أرباحاً سريعة بل يسعى للتغيير ألأيجابيّ ألتدريجيّ وآلفنّانون والمفكريين يصطفون مع آلطليعة الكونيّة للتغيير بقوّة ألخيال المبدع و العقل الباطن المُنتج وهذا هو الفرق بين السياسيّ ألمتقرصن وبين العالِم الكونيّ المبدع حتى المثقف البسيط الواعي بآلقياس مع آلسّياسيين, لأنّ الكونيّ حتى من مرتبة (المثقفين) فيه يدرك جيّداً ومعه الأساتذة و الجّامعييين و الكُتّاب و الأعلاميين و المفكريين تلك الحقائق المعرفية التي يجب دراستها و تفعيل الآليات اللازمة لتقويمها ونشرها عبر الحصص والدروس و المراكز العامة و الخاصة والمنتديات الفكريّة و وسائل الأعلام بإستثناء - الرّسمية منها - لأنها باتت للأسف تُمثّل منابع آلفتنة والفساد و تقرير الواقع فقط لتسبب الجمود الفكري و تسطيح العقول لا أكثر .. بعكس ما يدّعون و يشيعون أنّهم يريدون الحفاظ على الأمن المجتمعيّ و التواصل بكلّ وسيلة ممكنة بينما الحقيقة يريدون محو القيم الإنسانيّة العليا بنشر الأكاذيب والغيبة والنفاق والفساد لتشويه الحقائق و مسخ القلوب و دفعها نحو الشهوة و المادة و الجنس بدعم آلشركات الأعلاميّة الخمسة الكبرى المدعومة من (المنظمة الأقتصادية ألعالمية) وهي:
[الفيسبوك وتويتر وكَوكَل و أمازون و مايكروسافت] و تضم أكثر من 6 إمبراطوريات مثل [تايم ورنز], و(مجموعة الصندوق المنزلي) التي تضم شركة تيرنر للبث و (مجموعة تايم للنشر) و (مجموعة وارنر براذر الترفيهية), و إمبراطورية [نيوز كورت], و [إمبراطورية (فيام كوم)] و [إمبراطورية (ديزني)] و [كوم كاست], التي تتحكم بعقول العالم الذي بات من آلسهل توجيهه و التسلط عليه بعد مسخ أخلاقه بتلك الشركات الأعلامية المدمرة للأخلاق و القيم قبل أي شيئ آخر, و نتيجة لذلك أحاطت المآسي بآلأرض ؛ فقد حتّم هذا الواقع الفاسد المؤلم علينا, كفلاسفة و كفنّانين و معلّمين و كُـتّاب و مثقفين وحتى عامّة الناس؛ ألوقوف أمام هذا آلظلم وقول الحقيقة أينما كان خصوصاً عبر المنتديات رغم تكلفتها فنتائجها كبيرة لإعادة الكرامة والسعادة بدل الذلّ و آلشقاء و الفرقة و الحروب و التآخر و الطبقيّة و الفساد, فآلتكاليف لا تذهب هدراً, و كما يقول سيّد العدالة الكونية؛ [إنْ ضاقَ عليكم الظلم فآلجّور عليكم أضيق], فواجبنا آلتعبير وآلتغيير بإعلان الحرب المعرفيّة ضدّ الحرب التقليدية القائمة وآلظلم الشائع, و لا مكان لمن يقول: هذا ليس شأنيّ!؟
شأن مَنْ هذا آلأمر ألأهمّ – ألأخطر - إذن!؟
ألطالب كما ألموظف كما آلمؤرخ ناهيك عن المُتحزّب يقول؛ ليس شأني ولا يهمني سوى الحصول على راتبي أو شهادتي (ورقة) أو الحفاظ على منصبيّ أو تأمين معيشتي و راحتي الشخصيّة مع عائلتي؛ ألفقيه كذلك يقول؛ هذا خارج مجال إهتماميّ و دكانيّ؛ وآلمُحاميّ والكاسب يقولان؛ ليس شأني و هذا هو الموقف العام, و قد أنسى لكني لا أنسى خصوصاً من العراقيين موقفاً شنيعاً – أستثني منهم بضع عشر فقط .. يوم كُنا نواجه الدكتاتوريّة الصداميّة و العالم كلّه ضدّنا بينما وحدنا أعلنا و أردنا الحريّة والكرامة لأننا نفهمها ؛ لكنّهم - العالم - كما الآن لا يُؤمنون بفلسفتنا ألكونيّة, فتمّ سحقهم و القضاء عليهم واليوم تتكرّر نفس المحنة بحصول المرتزقة على الكراسي و الرّواتب مقابل السكوت والذِّل وتأئيد الظالم.
إذن شأنُ مَنْ هذا الأمر - أمر التوعية و مقاومة الظلم وآلتغيير - بنشر الفكر المعرفيّ عبر توسيع دور المنتديات الفكريّة و الثقافيّة و تأسيس حكومات عادلة لطرح المبادئ الكونيّة؟ و هل تركها يعني رفضكم للحَق و المصير ليحكم البلاد المستكبرون في(المنظمة الأقتصادية العالمية)؟
هل نحن أغبياء لهذه ألدّرجة, خصوصاً و قد رأينا كيف إنّ الفلاسفة و الحُكماء يتمّ حصارهم وسجنهم وتشريدهم و حتى إعدامهم, بينما يفسحون المجال للمرتزقة و للقتلة و للأنتهازيين والطّفيليين المنتمين للأحزاب لمعرفتهم بماهيّة ومستوى دركهم وأخلاقهم و بآلتالي طربَهم لِلقمة الحرام!؟
أَ لَمْ نحصل على خبرة تأريخيّة كافيّة عنْ ما حدث و يُحدث عندما كُنّا نُجاهد الظلم وبآلمقابل نترك القرارات المهمة والكرامة بيد المتسلطين في قصور المستكبرين والمحاكم العليا المنفذين لسياسيات أصحاب الشركات الأعلاميّة والبنوك ومنابع الطاقة المحكومة من قبل تلك الشركات!؟
ألزّمن يُهلكنا والمؤآمرات تستنزفنا و العمر خيال يسير؛ وآلجهل و الفقر ينخر أعماقنا و يبلي عظامنا وعلينا اليقظة وعدم السماح للفضائيّات والمواقع و الشركات الأعلاميّة (السّتة) من إذلالنا كما هو السائد اليوم باسم الدّيمقراطيّة و العدالة و المساواة و التحرر و خدمة الناس!؟
يجب أنْ يستهلكنا ما هو خير حقيقيّ و فكر كونيّ مُنتج لخلودنا و للأزل المتصل بواقعنا وبأصل الوجود الذي وحده ألضامن لكرامتنا وحرّيتنا وسعادتنا, لأننا بدون (الأصل) ألمتمثل بالمعشوق الحقيقيّ ؛ لا قيمة بل لا معنى لوجودنا و حياتنا, ولا يتحقق إلا بآلمطالعة و آلتسلح بآلأخلاق وآلمعرفة ومعارضة ألمُستبدّين وتوحيد وتسليح الناس بالفكر ومعرفة المعرفة, أيّ إيبستيمولوجية أو فلسفة (الفلسفة الكونيّة) وعلى الجّميع حتى المعوقين أن يُؤدّوا دورهم لينتصر ليس آلحقّ العام فقط ؛ بل لحفظ كرامة ألنفس و الحرية و لو بكلمة على آلأقل و هو أضعف الأيمان!؟
فلا تتأملوا الخير من (آلعميان بقيادة آلصّبْيان) لا (صبيان السنين و العُمر) بل (حكومات الجّهل و النّهب) التي تتقن كيفيّة التحاصص و العمالة والسرقة فقط, لأنّ الغاية عندهم تُبّرر الوسيلة و بلا حياء و حدٍّ قانون وشرع كمعاوية المرجئي أو آلغرب ألميكافيللي الذي ورد بكتاب (ألأمير)!؟
عندما كنا أطفالاً نسمع خطاب "المرجعية ألدِّينيّة" مِمّن يُمثلها أو ينوب عنها كمُبلّغ آلدّين الذي نستأجره من النجف في موسمه, كنا نسمع منهم : [بأنّ العراق كباقي البلدان يَمرّ بمرحلة ما قبيل ظهور إمام الزمان المنقذ بدليل تحكّم الصّبيان بالحكومات القائمة - في إشارة للفترة التي كنا نعيشها أنذاك, حيث حكمتنا كما الآن صبيان و فتية وأحزاب مُتحاصصة بلا علم و تقوى فنتج الظلم], وهكذا فسّروا بآلخطأ الأحاديث و الآيات بهذا الشأن!
لتفاسيرهم ألجاهلية الظاهرية(للصبيانيّة) بعدد آلسنيّن والحساب فكانت كالأسفين الذي شلّ إنتاج العقول وخدّرت الأجيال السابقة واللاحقة و للآن!
و لم يفسروا الأمور بكون (الصبيانيّة) مثلاً تعني الجاهل, لذا إنْ لم نقوم بعمليّة التغيير ألجّذري عبر الوسائط و الآليات التي بيّنّاها لنشر الوعي و المعرفة و رفض الحكومات الصبيانيّة المرجئيّة والميكيافيلليّة؛ فإنّ الأمور ستتفاقم أكثر فأكثر بدليل المنحى ألجّبري الدّال على ذلك و يحتاج أوّل ما يحتاج دركنا و وعينا لمعنى و فلسفة ألعِلم و آلدّين و الكرامة و الحياة و آلكون إلى جانب الأسئلة الكونيّة (الستة المصيرية) لكشف المجاهيل(4)!
ففي كلّ آية و حديث ؛ تفسيرٌ ظاهرٌ و باطنٌ لذا يُؤمنون بآلعرض لا بآلجّوهر و لا يصلون الحقّ .. بل لا نجانب الحقيقة لو قلنا بأنّهم لا يدركون حتى العرض نفسه بوضوح, ناهيك عن الجّوهر لأيمانهم بآلأجساد والمادة والوجود ببطونهم وعقولهم مجرّد خيال محض لذا فآلصبيانيّة تتجسد بوضوح عند كل سارق لِحَقّ ألفقراء المحكومين لجهلهم و عدم معرفتهم الأفكار و الأسئلة الكونية و هذا الجهل بحد ذاته ظلم عظيم لكونه الوجه الآخر للظلم.
والأنباء الكونيّة تُحدّد كل قواعد الحياة ومنها الرئاسة بآلعارفين ألذين إنْ تَقَدّمَ عليهم أحد فأمر الأمّة إلى سِفال وقد حُذّرنا منه لكنه واقع في عالمنا؛
حديث عن ألأمام الرّضا(ع): [ما ولّت أمّة أمرها رجلاً قطّ وفيهم مَنْ هو أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سِفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا](5).
كل هذا بسبب الجّهل و تنمّر النفوس ألتي شوّهت الحقيقة وتلك الصورة القديمة - الجديدة لتفسير الوجود والغيب المقدّس وآلشواهد المنطقيّة - لعالم اللاهوت و الناسوت - و متعلقاتها إلى جانب التفاسير المحدودة - آلظاهريّة للآيات و النّصوص الفلسفيّة التي كانت تُفَسِّر الأمور و الوقائع من خلال عرضها رقماً مجرّداً لا المقايّس المعرفية للجّوهر والغاية من خلال (الأسئلة السّتة) بآلأضافة لجهل المسائل المصيريّة كانت وحدها السبب لتسلط الظالمين على مُقدرات الشعوب و خراب حياتهم ومصيرهم وكما يشهد العالم بوضوح صبيانيّة الحكومات القائمة و إن كبرت شركاتها الإعلاميّة وأساطيلها ومناطق تسلّطها وتكنولوجياتها ولافتات مصانعها الذّريّة وقدراتها المالية التي جعلت الناس من حولهم يتعاملون كآلعبيد بذلة!
ألسّبب ألرّئيسي للظُّلم و التخلف (ألحضاريّ) ثمّ (ألمدنيّ) في أُمّةٍ أو مجتمع أو حزبٍ أو حتى عائلةٍ هو آلجهل الذي يُولّد ألحالة الطفيليّة المُسبّبة للرّكود ألفكريّ و بآلتالي الأنتاج العلميّ لإنشغالهم ببناء الأجساد و خدمتها دون العقل والرّوح و الفكر لأسبابٍ داخليّةٍ وخارجيّة و تأريخية وأخطر أنواعها حين يُغْتال ألعقل ألجَمعيّ بتأثير من الشركات الأعلاميّة الخمسة التي ذكرناها حيث يفقد ألنّاس ألأختيار والتّفكر وآلتّخيّل, فيُستَعْبَدون للحُكّام.
وليس أمامنا إلّا ثلاث طرق للنّجاة حسب تقريرات ألحكيم كنفشيوس: الأوّل؛ يمرّ عبر التقليد وهو أسهل وأدنى الطرق مرتبة, والثاني؛ يمرّ عبر آلتجربة وهو أصعب وأمرّ الطرق, وآلثالث؛ عبر آلفكر وهو أسمى وإرقى الطرق, وهذا ما يُؤكد عليها الفلسفة الكونيّة إستلهاماً من النهج العلوي!
و مسارات الحياة التي يجب أن تُتّبع ؛ خمسة للجّميع دون تمييز بين فرد و آخر و إلّا فإنّ الطبقيّة تحكمنا دائماً وألشّقاء و الشقاق نصيبنا أبداً :
ألأوّل : ضمان حصول الجّميع على طعام مأمون ومُغذّ و حياةٍ كريمةٍ و سكنٍ صحيّ لائق ولا نُعلّق ألأمل على 150 دولة تسعي الآن بإجتماعها في دُبي حلّ مشكلة الأمراض والنقص الغذائيّ العالميّ لأنّها - الحكومات - هي السّبب في إيجادها, فكيف يمكن علاج المشكلة من قبل مسبّبيها!؟
الثاني : التحوّل إلى أنماط الإستهلاك المستدامة بعد زيادة طلب المستهلكين الـ8مليار للأغذية المُنتَجَة بشكلٍ مُستدام، و تعزيز سلاسل القيمة المحليّة، وتحسين التغذية، وتشجيع إعادة استخدام الموارد الغذائية وإعادة تدويرها بشكل علميّ و منصف لديمومة الأنتاج و بآلتالي الحياة.
الثالث : تعزيز الإنتاج ذي الأثر الإيجابيّ المستدام على الطبيعة من خلال استخدام الموارد البيئية على نحو أمثل في إنتاج الأغذية ومعالجتها وتوزيعها .. ما يحدّ من التنوع البيولوجيّ والتلوّث واستخدام المياه و تدهور التربة وانبعاث الغازات السّامة.
الرابع : تعزيز سبل العيش المنصفة بآلقضاء على الفوارق الطبقيّة و الحقوقيّة أو تقليلها على الأقل للقضاء على الفقر بتعزيز الجّهود، و الحدّ من المخاطر التي تتعرض لها الطبقات الفقيرة والتّصدي لمستغلّي حقوق الناس بشتى الإمتيازات التحاصصية والقوانين ألميكيافيللية المرجئية الظالمة.
الخامس : يتمثّل بـبناء المؤسسات المنتظمة لدعم النّظم الغذائيّة المُستدامة لمواجهة الصدمات والضغوط في المناطق المنقسمة والمُعرّضة للنزاعات والكوارث الطبيعيّة وحماية الإمدادات الغذائيّة من آثار الأوبئة والأستغلال و درء الفوارق الطبقية, و يحتاج هذا لمسألتين: تحديد الأهداف وآلأصرار.
و إلّا فصور المآسي القديمة - الحديثة تتجدّد في عالمنا المخيف ألمُتّجه للدّمار والحيف والمجهول بسبب حكومات (الصبيان) التي تعتمد الظواهر دون الجواهر وإنكار آلغيب عمليّاً وعبادة الله نظريّاً وظاهريّاً فبات الناس فاقدين للإيمان والفكر والوعي والدّليل بسبب آلواقع الفوضوي الفاسد!
لذلك باتَتْ قصّة ألبشر والحُكّام تتجسّد بـ (آلصّبي والعميان الثلاثة) يقودهم فتى ذو نظرات غاضبة, ألعميان الثلاثة يُؤمنون بأنّ ألصبيّ هو زعيمهم القائد.. يكنون له مشاعر الأمتنان و التبجيل، بالرغم أنه في كثير من الأحيان يعمد إهانتهم والسّخريّة منهم وتوبيخهم على أقلّ خطأ حتى لو كانوا (العميان) أبرياء؛ لا ينسى أنْ يُشْعِرَهُم بقوّته و سطوته ليؤكّد ذاته آلدّنيئــة أمام ذلّهم و انكسارهم, الصعاليك و السّفلة تستعر في أنفسهم عادّة مشاعر الكراهيّة والإحتقار للآخرين من المستويات الأدنــى، لأنهم يذكرونهم, بحالهم السّابق و ما كانوا عليه من ذلّ و هَوَان بعد انتهاء رحلة العميان اليوميّة في التسوّل يقودهم الصّبي الشرس الى حيث يُقيمون, يجلسون في إحدى زوايا المكان كاطفال هادئيـّن، ينصتون لِرَنين ألدّراهم المعدنيّة في يد القائد و هو يَعدّها كي يستفيد منها لنفسه, إنهم(ألعميان) يعرفون بأنهُ يسرقهم، و يأخذ أكثر ممّا يستحق، لكنهم لا يجرؤون على الإعتراض ، فهم بحاجة ماسّة لقائد يُعوض فيهم النقص الذي يعانونه، ويتحمل نيابة عنهم رؤية الطريق وما فيه مِنْ مَطبّات و حُفَر و مَخاطر، حتّى لو تَعمّدَ تجويعهم فسيزداد رضوخهم له و يتبعونه كما يتّبع الطفل أمّه!؟ و حالما يُلقي آلفتى إليهم بأواني الطعام ، تمتدّ أيديهم إليها و هم يتحسّسون ما فيها ثمّ يلتهمون طعامهم بشراهة مُردّدين كلمات الشكر والعرفان لقائدهم العطوف هاتفين ؛ [بآلرّوح ؛ بآلدّم نفديك يا غلمان] كما هو حال شعب العراق والعرب وغيرهم للأسف فرغم كلّ الذي وصلوا إليه من الفقر والمرض والعوز وفقدان الكرامة؛ لكنهم ما زالوا يُكرّرون ذلك الشعار المُذلّ!
إنّ العَمَى يُوَلّد الانقيــاد طوعاً وهذا بدوره يمنحهم الشعور بالرّاحة و السّكينة والأمان و لذّة الخضوع وعندما يضاف له لقمة الشّبهة و الحرام تتعاظم المصيبة حولهم في الأرض, لأنّ الشر ينتشر و يمتد للأجيال اللاحقة بشكلٍ طبيعيّ و هكذا تسير الأمور من سيئ لأسوء بين الناس!
ألعَمى عبوديّة و تحنيط للإرادة و آلحُرّية و الأختيار و كما يعيشها أكثر شعوب العالم اليوم ، و له أشكال كثيرة، فالتعصب الدّيني بكل ألوانه عَمَى؛ و الجّهل عمى؛ وآلأيديولوجيّات والأحزاب عَمَى؛ والتّجسّس عَمَى؛ و تأئيد ألظالم عَمَى؛ وآلعيش بلا مَعشوق أزلي عَمَى؛ والإرتماء بقعر التأريخ عَمَى ؛ و الغُرور والنّرجسيـّة والنّظرة الضيّقة للأمور وجوهٌ مُتعدّدَة للعَمَى؛ والطمع عَمَىَ؛ و جميع أنواع الحكومات في العالم - خصوصاً الملونة بآلدّيانات وشعارات الدّيمقراطيّات والإنسانيّات و الوطنيات و القوميات واللافتات البراقة عَمَى و غواية؛ يسعى آلمتسلطون بها نهبكم وإخضاعكم للفوز بدنياكم وخسارتكم لآخرتكم و وجودكم مقابل (قوت لا يموت) في أفضل الأحوال, وما يُشغلنيّ وفَلاسِفة العالم ويجب أنْ يُشغلكم أخوتي أيضاً في الختام هو : تبديل أو على الأقل تصحيح الدّساتير المؤدلجة لصالح الحُكّام والأحزاب وفوقها(المنظمة الاقتصاديّة العالميّة) لتكون عادلة نسبيّاً وكذا الدساتير و المناهج العلميّة والتربويّة على أسس (الفلسفة الكونيّة) بإعتبارها (ختام الفلسفة) في العالم و الوجود – لأنها تُمَثّل زبدة آلفكر العقليّ و آلسّماوي و لعلّ أحد أهمّ مشكلات الفكر الأساسيّة و السّياسيّة العربيّة؛ الإسلاميّة؛ العالميّة, الأساسيّة اليوم تكمن في آلتهاون بشأن القوانين و المناهج في النظر والتداول وآلتّوسع في بيان و تحقيق الأهداف التي يُرتجى منها العدالة والحرية وسعادة الأنسان بمراعاة منهج التصحيح المستدام مع تطور الزمن.
فإستفيقوا يا فلاسفة و مُثقّفي وإعلاميّ وأساتذة التعليم في العالم من غفلتكم و إنتبهوا لفحوى الأنظمة الأداريّة وألقوانين والدّساتير أو التي يُشرّعها الحكام دون المبادئ الكونيّة حسب منافعهم وأرباح شركاتهم من دون النظر لوضع الناس الفقراء الذين وصل عددهم لخمسة مليار نسمة و يتوقع زيادته في السنوات القادمة رغم إنّ آلمُنتج الكلّي للغذاء على الأرض يكفي لأكثر من 4 أضعاف عدد نفوس العالم الحالي فلا تتركوا الحُكْمَ بيد السّياسيين ولا تتعصّبوا أيضاً لأنها تُذلّكم وتوحّدوا على الحقّ وتعاونوا للقضاء على الطبقيّة الرائجة و[العصر إنّ الأنسان لفي خُسر إلّا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات و تواصوا بآلحقّ وتواصوا بآلصبر] وبتزكية النفس وتنميّة الذكاء العاطفيّ(6)يتحقّق المطلوب ونختم القول: [إنْ لم تستطع أنْ تكن آدميّاً فكُن إنساناً و إلّا ستبقى بشراً كأدنى مرتبَةً من مراتب الخلق و إلّا فأنتَ مُجرّد حجر أو أشدّ في الوجود](7).
و بِتَحَجّر آلناس يسهل تحفيز دولنا التي تكتنف عناصر التمرّد والتدمير الذاتيّ بوجودها نتيجة ثقافتها الموروثة المُكوّنة من تنوّع الآيدلوجيات والحكومات فباتت مُستعدة للأنقضاض على ذاتها و وجودها و تدمير نفسها دون الإستعمار المباشر وهكذا كنا دائماً بسبب لعبة ألدِّين والكراسيّ التي سببها آلجّهل والأنا منذ أوّل مولود على الأرض و للآن, والسّلوك وطبيعة الذّات البشريّة تلعب دورها في خلق الظلم الذي ينتشر سريعأً أينما وقع بأدوات الهدف وعزائم أبنائه ألجّهلاء ألّذين تمّ توريطهم في متاهات السّلطة والظهور مع الرّغبات الكامنة بالنفوس ألغير مؤدّبة وألأمارة بآلسّوء والبغضاء والعدوان والعُلوّ, من هنا لا خير في الأرض إلاّ مع المرتبة(الأنسانيّة)تمهيداً للمرحلة(الآدميّة)فآلخلافة الإلهيّة وحدها تُحقق سعادة الأنسان لأنه هو العارف بخفايا الأنسان وسرّه فلماذا نُجرّب عبر التأريخ ألأنظمة والنظريات الشرقية والغربيّة دون الإلاهيّة العلويّة وحسبنا الله ونعم آلوكيل!؟
ع. فلاسفة ألعَالَم ألعَشرة / ألعارف ألحكيم : عزيز حميد مجيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.[قارئ - مُثقّف - كاتب - مُفكّر - فيلسوف - فيلسوف كونيّ - عارف حكيم](1)
تحميل كتاب الدولة في الفكر الأنساني PDF - مكتبة نور (noor-book.com)(2) راجع : [ ألدّولة في الفكر الأنسانيّ ] :
تحميل كتاب الدولة في الفكر الأنساني PDF - مكتبة نور (noor-book.com): (3) كتابنا الموسوم في ألسّياسة المعاصرة
(4) و هي : [مَنْ ؛ ما ؛ مَتى ؛ أين ؛ لماذا ؛ كيف] أو[من أين؛ إلى أين؛ مع من؛ لماذا؛ كيف نعود؛ إلى أين] و هذه الأسئلة يمكن تطبيقها على كل مجهول يراد معرفته و إلقاء الضوء عليه.
(5) قال رسول الله صلى الله عليه وآله : [ما ولّت أمّة أمرها رجلاً قط و فيهم مَنْ هو أعلم منه إلّا لَمْ يزل أمْرهم يذهب سِفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا] و قد تركتْ بنو إسرائيل و كانوا أصحاب موسى (ع) ؛ هارون أخاه و خليفته و وزيره، وعكفوا على العجل و أطاعوا فيه سامرّيّهم، و هم يعلمون أنه خليفة موسى (ع)، و قد سمعت هذه الأمّة رسول الله (ص) , يقول (الأمام الحسن) ذلك لأبي : (إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وقد رأوا رسول الله (ص) حين نصبه لهم بغدير خم، و سمعوه و نادى له بالولاية ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب و قد خرج رسول الله (ص) حذراً من قومه إلى الغار لما أجمعوا على أنْ يمكروا به، وهو يدعوهم لما لم يجد عليهم أعوانا ولو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم وقد كف أبي يده وناشدهم واستغاث أصحابه فلم يغث ولم ينصر ولو وجد عليهم أعواناً ما أجابهم، وقد جعل في سعة كما جعل النبي (ص) في سعة، وقد خذلتني الأمة وبايعتك يا ابن حرب، و لو وجدت عليك أعوانا يخلصون ما بايعتك وقد جعل الله عز وجل هارون في سعة حين استضعفوه قومه وعادوه كذلك أنا وأبي في سعة من الله حين تركتنا الأمّة وبايعت غيرنا ولم نجد عليه أعواناً و إنّما هي السّنن والأمثال ينبع بعضها بعضا, فياأيها الناس إنكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلاً جدّه رسول الله (ص) و أبوه وصي رسول الله لم تجدوا غيري وغير أخي(الحسين)، فاتقوا الله ولا تضلوا بعد البيان، و كيف بكم وأنّى ذلك منكم؟ أَ لَا و إنّي قد بايعتُ هذا .. و أشار بيده إلى (معاوية) و إنْ أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلى حين !
أيّها الناس إنهُ لا يُعاب أحد بترك حقّهِ، و إنّما يُعاب أن يأخذ ما ليس لهُ، و كلّ صواب نافع، و كل خطأ ضارّ لأهله، و قد كانت القضيّة ففهمها سليمان فنفعت سليمان و لم تضرّ داود عليهما السلام، فأما القرابة فقد نفعت المُشرك وهي و الله للمؤمن أنفع، قال رسول الله (ص) لعمّه أبي طالب وهو يحتضر عند الموت, قل: [لا إله إلا الله] أشفع لك بها يوم القيامة، و لم يكن رسول الله (ص) يقول له و يعد إلا ما يكون منه على يقين، و ليس ذلك لاحد من الناس كلّهم غير شيخنا - أعني أبا طالب - يقول الله عز وجل : [و ليست التوبة للذين يعملون السّيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبتُ الآن و لا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما]. أيّها الناس اسمعوا وعُوا و اتقوا الله و راجعوا وهيهات منكم الرّجعة إلى الحقّ و قد صار عنكم النكوص وخامركم الطغيان والجّحود، أَنُلزِمِكموها و أنتم لها كارهون، والسلام على من اتبع الهدى): بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج10 الصفحة 143.
خلاصة ما ورد : إن سيدنا محمد عليه وآله السلام؛ يُؤكّدون بوضوح دور الوعي و الولاية في هداية الأمّة و نجاتها و كثرة نتاجها و إبداعها و سعادتها.
Emotional Intelligence(6) الذكاء العاطفي هو المقدرة على آلتعرّف على مشاعركَ الخاصّة وفهم مغزاها وأثرها على الأشخاص الآخرين حولك وملاحظتهم, وحين تفهم مشاعر الآخرين يُصبح بوسعك إدارة مشاعركَ على نحو أفضل وبالتالي تحقيق نجاحات أكبر مع كثرة الثمر وبالتالي نجد حينما يرسلون بريدًا إلكترونيًا تتمّ الإجابة عليه فوراً وحينما يحتاجون للمساعدة يحصلونها، وحين تُبنى الفرق والأقسام الوظيفية، يُرغّبون الجميع بالعمل معهم, إنهم يجعلون الآخرين يشعرون بحال أفضل، و تصبح الأدارة والهدف أسهل بالنسبة لهم من الذين يغضبون ويتنكرون لإبداع الآخرين, لذا نرى فشل الرؤوساء و الجامعات في العراق و معظم دول العالم لفقدانهم الأمانة والكفاءة و في مقدمتها الذكاء العاطفي الذي يسبب الأنتاج والأبداع.
(7) مراتب الخلق الكونية هي : (البشريّة)ثمّ(الأنسانيّة)ثمّ(آلآدميّة) و هي المرحلة التي تُؤهّلك لخلافة الله, ولكلّ مرتبة مراتب, راجع فلسفة الفلسفة الكونية, أو نظرية المعرفة الكونيّة عبر :
تحميل كتب خزرجي عزيز pdf - مكتبة نور (noor-book.com)
Tuesday, December 20, 2022
و بدأ الفساد للمرة العاشرة !
وبدأ آلفساد للمرّة ألعاشرة!
منذ الصّغر كنا نسمع في المساجد و الحسيّنيات وعموم العراق وحتى بلدان أخرى كما في الكتب حديثاً مُعتبراً ومسنداً مفاده :
[لا يُلدغ المؤمن من جُحرٍ (جُحره) مرّتين كما أضاف البعض الهاء للجُحر], و هكذا كان البعض يُحوّر الأحاديث للفكاهة.. لكن الذي لاحظته حتى على المستوى الشخصيّ للناس ؛ أنّهم يكرّرونها بغباء ولا نظر و لا فكر .. فأين تكمن العلّة يا تُرى!؟
في الأمس القريب ؛ و بآلضبط قبل إسبوع أعطى مُمثل الأطار التنسيقي رشوة كبيرة كسابقيه من رؤوساء الوزراء الفاسدين مع سبق الأصرار؛ للمدعو البارزاني, و كان أكثر من 40 مليون دولار, و هكذا فعل عادل زوية و أقرانه من الفاسدين الذين سبقوه و كانوا أسخياء بلا حدود مع الكورد الكردستانيين لإسكاتهم بمال و دم العراقيين الذين 90% منهم يعيشون في الفقر و تحت خط الفقر و في أغنى دولة في العالم بسبب سوء الأدارة و طمع الدنيا و الكرسي!!؟؟
بآلمناسبة عادل عبد المهدي الفاسد أعطى أيضا نفس الرشوة لهم تقريباً في اليوم الثاني من تسلطه على الناس بقوة التآمر و هكذا الكاظمي و من سبقهم خلال عشر حكومات لم يكن يعرف أثقفهم حتى معنى الحُكم و فلسفة الولاية و اليوم ينبري فاسدٌ آخر ليهبهم من المال الحرام و فوقها وعدهم بأنه سيكون سخيّاً معهم لدفع جميع "مستحقات" كردستان و وعدهم بتغطية جميع الرواتب و المشاريع العالقة في كردستان, كل هذا الفساد "القانوني" حتى يظهر نفسه و من خلفه أمام الناس بأنهُ يترأس حكومة فاعلة و قويّة وناجحة تستطيع إدارة الأمور لأنهُ أثقف داعية في الأطار التنسيقي! والحال أنه وأبيه كانوا أعضاء في حزب البعث لكن الأقلام المأجورة إعتبرته شهيداً وهو لم يصل حتى باب آلسجن و السجون كما معلوم كثيرة في العراق بل العراق نفسه بمثابة سجن لمن يملك ضميراً و كرامة بسبب الحاكمين, إن تلك الأموال المسروقة لا تخرج من رواتب الرؤوساء ولا ممن يحيط بهم من المرتزقة؛ إنما هي أموال المرضى والمعوقين والجوعى و الأميين والفقراء عموماً, هذه مسألة و هي كبيرة تستحق إجراء محاكمة علنية له و لمن معه من الفاسدين الذين لم ينبتوا ببنت شفه حول الموضوع.
أما المصيبة الثانية .. فتكمن في ذهابه - أيّ السوداني المثقف جدّاً – الذي لا يعرف حتى تعريف الثقافة بشكل صحيح ناهيك عن الأدارة – لقطر بطائرة خاصة و صرف أموال طائلة ليتفرج على لعبة كأس العالم بين الأرجنتين و فرنسا , بينما الشعب العراقي ينزف خلفه و مخلصيه و مفكريه المبدئيين لا الأنتهازيين؛ ما زالوا ينزفون من كل جانب و مكان و هم يرون أن مستقبلاً أسودً بإنتظار الجميع بسبب الأميّة الفكريّة التي إمتاز بها الحاكمون الذين يتقنون فقط التحاصص و سرقة الناس بشتى الوسائل, و آلمصيبة الأعظم التي تجدر الأشارة إليها؛ أن المحكمة الأتحادية الفدرالية سبق و أن أعلنت قبل شهور عن جُرم و فساد كبير قامت به حكومة كردستان بقيادة البارزاني و حزبه و لا زالت مستمرة به في كردستان و هي سرقة النفط و الغاز و المنتوجات النفطية منذ 20 عاماً إضافة لموارد الحدود و المطارات و غيرها, إلى جانب حصصهم الجارية من الخزينة المركزية علاوة على ذلك .. حيث أصدرت المحكمة حُكماً قطعيّاً بوجوب إعادة تلك الأموال للخزينة المركزية, لكن المأساة أنها – الحكومة – ليست فقط لم تسترد الأموال - و هو من واجبها - منهم؛ بل و فوقها إنّ السّيد السودانيّ و ربعه "المثقفين جدّاً" الذين أصابعهم لا تترك الزناد و التآخر؛ قد أكرموا الفاسدين بعطيّة كبيرة قبل أيام لم نتوقعها إلا من أمثاله خصوصاً و أنه أعلن مُحاربة الفساد بضرس قاطع وتحدٍّ معاهدا الشعب نفاقاً بالأقتصاص من الفاسدين الكبار قبل الصغار .. فيا أيّها العراقيون لا أمل من وراء هذه الحكومة أيضاً كما لم نأمل خيراً من الحكومات السّابقة و ستقضون سنين سودانيّة سوداء عجاف مع الفقر و المرض و الجهل و إلى سفال و الله المستعان و لا حلّ إلّا بآلوعي عبر آلمنتديات الفكريّة و وسائل الأعلام لتوعية الناس و توجيههم لينتخبوا الأصلح و المُسلّح بآلفكر و الثقافة و القيم .. لا بآلتفك والتحزب والمليشيات والمؤآمرات و القنص و الفتن و الكذب والعمالة التي أصبحت مهنتهم الفاخرة! ونار ثالث تحت الرماد يستعر وسيظهر فجأة للكتلة الأكبر التي فازت و إنسحبت تكتيكيّاً تمهيداً لصولة الحسم و ستسيل دماءاً بريئة أخرى بسبب جهل الحاكمين و تشبثهم بآلكراسي, و تشريدهم و قتلهم و تجويعهم للفلاسفة كما فعل صدام و إنا لله و إنا إليه راجعون و لا حول و لا قوة إلا بآلله.
و قد أعلمناكم بسبب آلفسادٍ حتى في الأرض ؛ و هو الظلم القرين للجّهل, والقضاء (عليهما) يتمّ بالمعرفة من خلال المُنتديات التي أثبتت فاعليتها السريعة قياساً للقراءة عبر شبكات الأنترنيت التي تؤثر بإشعاعاتها على الصحة أيضاً.
فيا أيّها المُخلصون؛ ألمُعذّبون؛ المُحبّون للحُب و الوئام و السّلام و العدالة و المساواة؛ وسّعوا المُنتديات و المراكز و المكتبات وتعاونوا على البر و التقوى و العلم و لا تعاونوا على الأثم و العدوان و المعرفة أقصى درجات البّر وأسماها لأنها تحقّق العدالة وتمنع الظلم. ألعارف ألحكيم.
Tuesday, December 13, 2022
مطلوب رؤى كونيّة للتغيير
مطلوب رؤى كونيّة للتّغيير :
بداية كلّ سنة ميلاديّة نُصَدّر بيانا كونيّاً بآلنيابة عن فلاسفة العالم حول أهمّ آلأحداث ألمصيريّة في مسار وجودنا و أقدارنا مع الحلول ألمنهجيّة الناجعة للقضايا التي تهمّ مستقبل الخَلق ألمُعذّب و الأرض و الهواء المؤكسد و الأزمات المختلفة و الأقتصاد المنهار و الطبقية و الأدب و الأخلاق المشوّهة بسبب الحكومات ألميكيافيلليّة التي دمّرت الأرض و الأنسان لمنافعها الشخصيّة و الحزبيّة الضيّقة؛ لذا نُطالب جميـع ألمُفكّرين والفلاسفة و أصحاب ألرّأي الذين لم يبيعوا دينهم براتب أو منصب في بلاد آلعالم تزويدنا بما يرونه هامّاً و مُؤثراً و بأيّة لغة خصوصاً الفرنسية والأنكليزية والصينية والهندية والعربيّة وغيرها لدرج مشاركاتكم المنهجية بحسب الأهميّة والسّياقات الفلسفيّة و شكراً للمساهمين لأنقاذ الناس و الأرض و الخَلق المسلوب حقّه و حرّيته و كرامته لتحقيق السّعادة و آلتزود بآلعلم وعمل الخير و معرفة آلحُب و التّلذذ بجمال, الوجود و أسراره بعد معرفة سبب وجودنا و آخرتنا, فآلثقافة الكونيّة كفيلة بردع كلّ قوى الظللام و التكبر و الأسلحة حتى النووية منها بإذن الله.
ع / فلاسفة و مفكري العـالم : ألعـارف الحكيم عزيز حميد مجيد .
ALMA1113@hotmail.comالتواصل عبر البريد التالي :
عزيز الخزرجي - لماذا رفضت حُكم العراق؟
عزيز الخزرجي - لماذا رفضت حُكم العراق؟: عزيز الخزرجي - لماذا رفضت حُكم العراق؟
Subscribe to:
Posts (Atom)