Tuesday, January 23, 2024

دروس من مدرسة الأمام عليّ(ع) :

دروس من مدرسة الأمام عليّ(ع): في ذكرى ولادتهِ المَيمونةِ في [١٣] رجب الأَصب؛ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) خِطابٌ وسلوكٌ في ذكرى ولادتهِ المَيمونةِ في [١٣] رجب الأَصب؛ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) خِطابٌ وسلوكٌ [الجُزءُ الأَوَّلُ] برأيي فإِنَّ واحدةً من جوانبِ عظمةِ شخصيَّةِ أَميرِ المُؤمنينَ الإِمام علي بن أَبي طالبٍ (ع) المسكوتُ عنها، هو قدرتهُ النَّادرة والفريدة على تشخيصِ التَّحديَّاتِ بدقَّةٍ وتحديدِها في الزَّمانِ والمكانِ من جهةٍ، ومواجهتِها وعدمِ التهَرُّبِ منها بطريقةِ الإِستبدالِ مثلاً أَو التَّغافُلِ والإِنشغالِ عنها بذريعةٍ أَو بأُخرى، بالثَّانويَّاتِ أَو بالتَّوافهِ من الأُمورِ من جهةٍ ثانيةٍ، وثباتِ الشخصيَّةِ على القِيَمِ والمبادئِ وعدم التغيُّر والتبدُّل بحِجَجِ [الغايةِ تُبرِّر الوسِيلة] مثلاً من جهةٍ ثالثةٍ. ولقد علَّمنا (ع) كيف نُحدِّد الأَولويَّاتِ وكيفَ نستعدَّ لكُلٍ أَولويَّةٍ، نفسيّاً ومعنويّاً وماديّاً، لنكونَ على استعدادٍ باستمرارٍ للتَّعامُلِ معها بِلا ضعفٍ أَو هوانٍ أَو حتَّى تكبُّرٍ وسطَوةٍ. لقد ظلَّ (ع) خطابهُ يتطابق معَ سلُوكهِ وسلوكهُ معَ خطابهِ في كُلِّ الظُّروفِ والتحدِّياتِ والمُنعطفاتِ وفي كُلِّ المواقعِ التي شغلَها مهما عظُمت خطورتَها أَو سهُلَ مِراسها، وهذا من مواطنِ الصِّدقِ كما وصفَهُ (ع) بقولهِ {فَلَمَّا رَأَى اللَّه صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ وأَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصْرَ حَتَّى اسْتَقَرَّ الإِسْلَامُ مُلْقِياً جِرَانَه ومُتَبَوِّئاً أَوْطَانَه} إِنَّهُ علَّمنا كيفَ نُحوِّلُ الشِّعارَ إِلى سلُوكٍ، والخِطابَ إِلى مشرُوعٍ، والكلامَ إِلى فعلٍ. ليسَ هذا فحسْب وإِنَّما علَّمنا أَن لا يكونَ لكلامِنا فضلٌ على سلوكِنا ولتنظيراتِنا وخطاباتِنا فضلٌ على إِلتزاماتِنا. يقولُ (ع) يصفُ صاحب الإِيمان {الإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ وأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ وأَنْ تَتَّقِيَ اللَّه فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ}. ولمَّا كانَ (ع) هوَ الإِيمانُ كلُّهُ كما وصفهُ رسولُ الله (ص) في يومِ الخندقِ عندما برزَ لعدوِّ الله عمرُو بن ودِّ العامري، لذلكَ لم نلحظ أَبداً فضلاً لحديثهِ عن عملهِ وسلوكهِ وعلى كُلِّ المُستويات، وهوَ القائِلُ (ع) {أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي واللَّه مَا أَحُثُّكُمْ عَلَى طَاعَةٍ إِلَّا وأَسْبِقُكُمْ إِلَيْهَا ولَا أَنْهَاكُمْ عَنْ مَعْصِيَةٍ إِلَّا وأَتَنَاهَى قَبْلَكُمْ عَنْهَا} فهوَ القُدوة والأُسوة والنُّموذج في الخطابِ والسُّلوكِ، وفي الكلامِ والعملِ، لم يُحرِّض ثُمَّ يتخلَّف ولم يُشجِّع الآخرينَ بحماسةٍ مُنقطعةٍ ثُمَّ يجلِسُ على التلِّ يتفرَّج!. إِنَّ قاعدةَ التَّطابُقِ هذهِ هي المِعيار الوحيد الذي حدَّدهُ لنا الإِمام (ع) لتمييزِ الصَّادقِ من الكاذبِ، والمُؤمنِ من المُنافق، والمُضحِّي من أَجلِ الآخرين مِمَّن يُضحِّي بالآخرين من أَجلِ نفسهِ!. إِنَّ عليّاً (ع) صاحبُ القِيمِ والمناقبِ والمبادئِ هو نفسهُ لم يتغيَّر في كُلِّ الظُّروفِ والأَحوالِ مهما قسَت عليهِ أَو ثُنيت لهُ الوِسادة. فلم تُغيِّرهُ العَناوين ولم تُؤَثِّر على قراراتهِ المناصب والمواقِع أَبداً. ومن أَجلِ أَن يكونَ كذلكَ رفضَ رفضاً قاطعاً أَن يلتفَّ حولهُ الذُّيولُ والأَبواقُ والإِمَّعات والمُصفِّقُونَ، فكانَ (ع) صارِماً في رفضِ كُلِّ مظاهر القداسةِ المُزيَّفةِ والتَّعظيمِ المُصطَنعِ وعبادةِ الشخصيَّةِ ومُحاولاتِ صِناعةِ الدِّيكتاتور والصَّنميَّة فلقد قَالَ (ع) وقَدْ لَقِيَه عِنْدَ مَسِيرِه إِلَى الشَّامِ دَهَاقِينُ الأَنْبَارِ فَتَرَجَّلُوا لَه واشْتَدُّوا بَيْنَ يَدَيْه فَقَالَ؛ مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوه؟ فَقَالُوا؛ خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِه أُمَرَاءَنَا فَقَالَ؛ واللَّه مَا يَنْتَفِعُ بِهَذَا أُمَرَاؤُكُمْ! وإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ وتَشْقَوْنَ بِه فِي آخِرَتِكُمْ، ومَا أَخْسَرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ وأَرْبَحَ الدَّعَةَ مَعَهَا الأَمَانُ مِنَ النَّارِ!}. حتَّى السُّلطة والحُكم والإِمرة لم يشأ أَن يمنَحها ذرَّةً من القُدسيَّةِ المُزيَّفة والهالةِ المُصطنَعةِ حتَّى لا تتغوَّل فتتحوَّل من وسيلةٍ طاهِرةٍ إِلى هدفٍ قذِرٍ يتقاتلُ عليها الرِّجال فتُذَلَّ أَسماءٌ وتسيلَ بسببِها الدِّماءُ وتُنتَهكُ الأَعراضُ، ومن أَداةٍ لإِقامةِ الحقِّ والعدلِ إِلى آلةٍ للبطش والتجبُّرِ والإِستبدادِ، فقالَ (ع) مرَّةً {أَمَا والَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ ومَا أَخَذَ اللَّه عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ ولَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا ولَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا ولأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِه أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ!}. ويقولُ عَبْدُ اللَّه بْنُ عَبَّاسِ؛ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) بِذِي قَارٍ وهُوَ يَخْصِفُ نَعْلَه فَقَالَ لِي؛ مَا قِيمَةُ هَذَا النَّعْلِ؟ فَقُلْتُ؛ لَا قِيمَةَ لَهَا! فَقَالَ (ع)؛ واللَّه لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ إِلَّا أَنْ أُقِيمَ حَقّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلًا. وهوَ القائِلُ {أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ حَقّاً عَلَى الْوَالِي أَلَّا يُغَيِّرَهُ عَلَى رَعِيَّتِه فَضْلٌ نَالَهُ ولَا طَوْلٌ خُصَّ بِه وأَنْ يَزِيدَهُ مَا قَسَمَ اللَّه لَه مِنْ نِعَمِهِ دُنُوّاً مِنْ عِبَادِه وعَطْفاً عَلَى إِخْوَانِه} وقولهُ في عهدهِ للأَشترِ {وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ والْمَحَبَّةَ لَهُمْ واللُّطْفَ بِهِمْ ولَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ}. وعندما أَرادهُ النَّاسٌ للخلافةِ بعدَ مقتلِ عُثمان، لم يُبدِ ما يبدو من [الرِّجال] المُتهالكُونَ على السُّلطةِ فهوَ لم يُصَانِعُ ولَا يُضَارِعُ ولَا يَتَّبِعُ الْمَطَامِعَ، وإِنَّما قالَ ما يُعبِّرُ عن المبدأ والأَخلاق والثِّقةِ بالنَّفسِ واليقينِ بالمنهجِ والزُّهدِ بالسُّلطةِ والتَّعامُلِ معها بمسؤُوليَّةٍ وصدقٍ. فلقد قالَ (ع) {دَعُونِي والْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَه وُجُوهٌ وأَلْوَانٌ لَا تَقُومُ لَه الْقُلُوبُ ولَا تَثْبُتُ عَلَيْه الْعُقُولُ وإِنَّ الآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ والْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ واعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ ولَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وعَتْبِ الْعَاتِبِ وإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ ولَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وأَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوه أَمْرَكُمْ وأَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً!}. رفضَ أَن يتمسكَنَ ليتمكَّن! ورفضَ أَن يسترضي أَحداً على حسابِ مبادئهِ ليضمِنَ الخلافة ثمَّ بعدَ ذلكَ [لكُلِّ حادثٍ حديثٍ]!. كانَ واضِحٌ قبلَ أَن يُستَخلفَ وعندَ استِخلافهِ وبعدَ أَن استُخلِفَ! رافضاً أَن يشترِطَ عليهِ أَحدٌ شيئاً على حسابِ الحقِّ والعدلِ والإِنصافِ. في ذكرى ولادتهِ المَيمونةِ في [١٣] رجب الأَصب؛ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) تحطِيمُ القُدسيَّةِ المُزيَّفة [الجُزءُ الثَّاني] كانَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) يسعى جاهداً، وبكُلِّ سبُلِ المعرفةِ، لتحطيمِ الحجُبِ والجدُرِ والسُّدود التي تضعَها السُّلطة بينَ الحاكمِ والرعيَّة لرسمِ هالةٍ من القَداسةِ المُزيَّفةِ وكأَنَّ الحاكِم نِصفُ إِلهٍ أَو أَنَّهُ ظِلُّ الله في الأَرضِ فتمنحهُ من الأَلقابِ مالا يُعَدُّ ولا يُحصى! لتحميهِ من الرَّقابةِ والنَّقدِ ورُبما الإِزاحةِ عن السُّلطةِ إِذا ظلَّ مُصِرّاً على خطئهِ بحقِّ الأُمَّة أَو على فسادهِ وفشلهِ، فكتبَ لعاملهِ إِبن عبَّاس يوصِيه {سَعِ النَّاسَ بِوَجْهِكَ ومَجْلِسِكَ وحُكْمِكَ وإِيَّاكَ والْغَضَبَ فَإِنَّهُ طَيْرَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ واعْلَمْ أَنَّ مَا قَرَّبَكَ مِنَ اللَّه يُبَاعِدُكَ مِنَ النَّارِ ومَا بَاعَدَكَ مِنَ اللَّه يُقَرِّبُكَ مِنَ النَّارِ}. كما كتبَ للأَشترِ في عهدهِ لمَّا ولَّاهُ مِصر {واجْعَلْ لِذَوِي الْحَاجَاتِ مِنْكَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فِيه شَخْصَكَ وتَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً عَامّاً فَتَتَوَاضَعُ فِيه لِلَّه الَّذِي خَلَقَكَ وتُقْعِدُ عَنْهُمْ جُنْدَكَ وأَعْوَانَكَ مِنْ أَحْرَاسِكَ وشُرَطِكَ حَتَّى يُكَلِّمَكَ مُتَكَلِّمُهُمْ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه (ص) يَقُولُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ «لَنْ تُقَدَّسَ أُمَّةٌ لَا يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقُّه مِنَ الْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ » ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ مِنْهُمْ والْعِيَّ ونَحِّ عَنْهُمُ الضِّيقَ والأَنَفَ يَبْسُطِ اللَّه عَلَيْكَ بِذَلِكَ أَكْنَافَ رَحْمَتِه ويُوجِبْ لَكَ ثَوَابَ طَاعَتِه وأَعْطِ مَا أَعْطَيْتَ هَنِيئاً وامْنَعْ فِي إِجْمَالٍ وإِعْذَارٍ!}. ولقد سعى (ع) لإِسقاطِ ظاهِرةِ الإِكتفاءِ بالأَلقابِ والنَّياشينِ [الفخمةِ] التي يتستَّر بها الحاكِم كرصيدٍ يكفيهِ للإِستمرارِ في السُّلطةِ من دونِ إِنجازٍ فيقُولُ {أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ولَا أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِه الدَّهْرِ أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ! فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلَافِهَا وتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا أَوْ أُتْرَكَ سُدًى أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلَالَةِ أَوْ أَعْتَسِفَ طَرِيقَ الْمَتَاهَةِ!}. وكانَ (ع) يُكرِّر على مسامعِ الرعيَّة ليُكرِّس في ذهنِها فلسَفة السُّلطة فلا يظُننَّ أَحدٌ أَنَّها مغنَمٌ أَو ميزةٌ تُميِّز الحاكِم عن غيرهِ قائِلاً {الذَّلِيلُ عِنْدِي عَزِيزٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ لَه والْقَوِيُّ عِنْدِي ضَعِيفٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْه}. كما أَنَّهُ (ع) كانَ يكرهُ أَن يرى الذينَ يلتفُّونَ مِن حولهِ جيشٌ من الجهَلةِ والأُميِّين والمُغفَّلينَ والمُطبِّلينَ والإِمَّعاتِ والذُّيُولِ والنَّفعيِّينَ و [المِهوال] والقافلينَ! ممَّن {لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} حتَّى أَنَّهُ كانَ يعيبُ على أَهلِ الشَّامِ كَونَهُم ضحايا الجهل والتَّضليلِ قائلاً {أَلَا وإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً مِنَ الْغُوَاةِ وعَمَّسَ عَلَيْهِمُ الْخَبَرَ حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ الْمَنِيَّةِ}. فكانَ (ع) يحرصُ على أَن تكونَ المعلومة الصَّحيحة والصَّادقة في مُتناوَلِ اليدِ يصِلُ لها ويحصلُ عليها كُلُّ مَن يسعى إِليها ليبني موقِفهُ السَّليم من الأَحداث والتطوُّراتِ فلا يُستَغفلُ أَو يُضلَّلُ فيُركَبُ ظهرهُ أَو يُحلَبُ ضرعهُ! قائلاً {أَلَا وإِنَّ لَكُمْ عِنْدِي أَلَّا أَحْتَجِزَ دُونَكُمْ سِرّاً إِلَّا فِي حَرْبٍ ولَا أَطْوِيَ دُونَكُمْ أَمْراً إِلَّا فِي حُكْمٍ ولَا أُؤَخِّرَ لَكُمْ حَقّاً عَنْ مَحَلِّه ولَا أَقِفَ بِه دُونَ مَقْطَعِه وأَنْ تَكُونُوا عِنْدِي فِي الْحَقِّ سَوَاءً فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ وَجَبَتْ لِلَّه عَلَيْكُمُ النِّعْمَةُ ولِي عَلَيْكُمُ الطَّاعَةُ وأَلَّا تَنْكُصُوا عَنْ دَعْوَةٍ ولَا تُفَرِّطُوا فِي صَلَاحٍ وأَنْ تَخُوضُوا الْغَمَرَاتِ إِلَى الْحَقِّ فَإِنْ أَنْتُمْ لَمْ تَسْتَقِيمُوا لِي عَلَى ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِمَّنِ اعْوَجَّ مِنْكُمْ ثُمَّ أُعْظِمُ لَه الْعُقُوبَةَ ولَا يَجِدُ عِنْدِي فِيهَا رُخْصَةً فَخُذُوا هَذَا مِنْ أُمَرَائِكُمْ وأَعْطُوهُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ مَا يُصْلِحُ اللَّه بِه أَمْرَكُمْ}. ولقد حدَّدَ لنا أَميرُ المُؤمنينَ (ع) مقوِّمات النَّجاح لنتجنَّبَ عوامل الفشَل، وعلى المُستويَينِ؛ مُستوى الفَرد ومُستوى الجَماعة، وأَهمَّها؛ أَوَّلاً؛ الإِلتزام بقاعدةِ [الرَّجل المُناسب في المكانِ المُناسب] قائِلاً في عهدهِ للأَشترِ لمَّا ولَّاهُ مِصر {ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً ولَا تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وأَثَرَةً فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الْجَوْرِ والْخِيَانَةِ وتَوَخَّ مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ والْحَيَاءِ}. ويضيفُ (ع) مُذكِّراً بأَهمِّ وأَبرزِ الصِّفاتِ التي يجب أَن يتحلَّى بها [المسؤُول] لتصدُقَ عليهِ القاعدة {ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ مِمَّنْ لَا تَضِيقُ بِه الأُمُورُ ولَا تُمَحِّكُهُ الْخُصُومُ ولَا يَتَمَادَى فِي الزَّلَّةِ ولَا يَحْصَرُ مِنَ الْفَيْءِ إِلَى الْحَقِّ إِذَا عَرَفَه ولَا تُشْرِفُ نَفْسُه عَلَى طَمَعٍ ولَا يَكْتَفِي بِأَدْنَى فَهْمٍ دُونَ أَقْصَاه وأَوْقَفَهُمْ فِي الشُّبُهَاتِ وآخَذَهُمْ بِالْحُجَجِ وأَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً بِمُرَاجَعَةِ الْخَصْمِ وأَصْبَرَهُمْ عَلَى تَكَشُّفِ الأُمُورِ وأَصْرَمَهُمْ عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُكْمِ مِمَّنْ لَا يَزْدَهِيه إِطْرَاءٌ ولَا يَسْتَمِيلُه إِغْرَاءٌ}. وهي وصفةٌ دقيقةٌ وعظيمةٌ مزجَ فيها (ع) الصِّفات الماديَّة والمعنويَّة والنفسيَّة المطلُوبة التي تُنتج الشخصيَّة المسؤُولة القادِرة على الإِنجازِ والنَّجاحِ كُلٌّ حسبَ موقعهِ وصلاحيَّاتهِ وواجباتهِ. هي وصفةٌ سحريَّةٌ تصنعُ [رجلَ الدَّولة] القادِر على القِيادة، وبعكسِها صفاتٌ تُنتِجُ [رَجل السُّلطة والنُّفوذ] على حسابِ الدَّولةِ والمُجتمعِ!. ثانياً؛ عدم المُساواة بينَ النَّاجحِ والفاشلِ، بينَ النَّزيهِ والفاسدِ، بينَ الذي يتميَّز بالتَّحلِّي بروحِ المسؤُوليَّة واللَّاأُبالي المُتهاون، بينَ الحريصِ على كُلِّ ما يكونُ مسؤُولاً عنهُ من مالٍ وعِقارٍ ومصالح، خاصَّةً ما تخصُّ الدَّولة وبينَ العابثِ بها غَير المُكترِث بالصَّالحِ العام! وهذهِ واحدةٌ من أَخطر الأَمراض التي تُصابُ بها الأُمم فتنتهي بها إِلى الفشَل، ولذلكَ حذَّر منهُ القرآن الكريم بقولهِ {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} فربطَ بين بخسِ النَّاس أَشياءهُم والفسادِ في الأَرضِ. يقولُ (ع) في عهدهِ للأَشترِ {ولَا يَكُونَنَّ الْمُحْسِنُ والْمُسِيءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةٍ سَوَاءٍ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَزْهِيداً لأَهْلِ الإِحْسَانِ فِي الإِحْسَانِ وتَدْرِيباً لأَهْلِ الإِسَاءَةِ عَلَى الإِسَاءَةِ وأَلْزِمْ كُلاًّ مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَه}. وأَسوأُ من ذلكَ عندما تسرِق جُهدَ زيدٍ النَّاجح وتسجِّلهُ باسمِ عمرُو الفاشِل، مُحاباةً أَو لعلاقاتٍ ومصالِحَ خاصَّة تربُطك بهِ! أَو أَن تُصادر إِنجازات الآخرين لتُسجِّلها باسمِكَ، فتِلكَ هي اللُّصوصيَّة بأَقبحِ عناوينِها. يقولُ (ع) {ثُمَّ اعْرِفْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا أَبْلَى ولَا تَضُمَّنَّ بَلَاءَ امْرِئٍ إِلَى غَيْرِه ولَا تُقَصِّرَنَّ بِه دُونَ غَايَةِ بَلَائِه ولَا يَدْعُوَنَّكَ شَرَفُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تُعْظِمَ مِنْ بَلَائِه مَا كَانَ صَغِيراً ولَا ضَعَةُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلَائِه مَا كَانَ عَظِيماً}. ألجزء الثالث : [الجُزءُ الثَّالث والأَخير] أَميرُ المُؤمنينَ (ع) خارِطةُ الطَّريقِ لمدِّ جسُورِ الثِّقةِ [الجُزءُ الثَّالث] ثالِثُ مُقوِّماتِ النَّجاحِ؛ التَّدقيقُ في اختيارِ المُستشارِ والبِطانة، فقبلَ أَن تستشيرَ أَحداً لأَيِّ أَمرٍ كانَ، شخصيّاً كانَ أَو عامّاً، يلزمكَ أَن تُدقِّق في هويَّة المُستشار وخلفيتهِ وسجلِّهِ الإِستشاري ورجاحةِ عقلهِ وشجاعتهِ في الإِدلاءِ بأَفضلِ آرائهِ ورُآهُ خاصَّةً إِذا كنتَ مُصمِّمٌ على الإِلتزامِ برأيهِ، فاستشارةٌ واحدةٌ قد تأخذكَ إِلى الهاويةِ أَو إِلى القمَّةِ، ولذلكَ لا ينبغي لعاقلٍ أَن يستشيرَ كُلَّ مَن هبَّ ودبَّ وكأَنَّهُ يريدُ أَن يُسقِطَ الواجبِ عن نفسهِ أَو أَنَّهُ يُريدُ سدَّ ذرائعَ لومِ النَّاس وقطعِ أَلسنتهِم. إِنَّ المُستشارَ شريكُكَ في النَّجاحِ والفشلِ فانظُر لِمَن تمنحهُ ثقتكَ قبل أَن تختارهُ شريكٌ لكَ بالإِستشارةِ! ليكُونَ قدرَ الإِمكانِ مصداقٌ لوصفِ أَميرِ المُؤمنينَ (ع) عندما أَوصى لولدهِ الحسَن السِّبطِ (ع) بقَولهِ {فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ نَخِيلَهُ وتَوَخَّيْتُ لَكَ جَمِيلَهُ وصَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَهُ}. إِنَّكَ تُشارِكهُ عقلهُ كما يقُولُ (ع) {مَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا} فانظُر أَيَّ نَوعٍ من العقُولِ تُشارك؟!. يقولُ (ع) {ولَا تُدْخِلَنَّ فِي مَشُورَتِكَ بَخِيلًا يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ ويَعِدُكَ الْفَقْرَ ولَا جَبَاناً يُضْعِفُكَ عَنِ الأُمُورِ ولَا حَرِيصاً يُزَيِّنُ لَكَ الشَّرَه بِالْجَوْرِ فَإِنَّ الْبُخْلَ والْجُبْنَ والْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّه}. واحذر أَن تبني علاقاتكَ مع البِطانة على قاعدةِ الطَّمع، فمثلُ هؤُلاء المستشارينَ سيبيعُونَ لكَ آراءهُم بمعسُولِ الكلامِ لإِرضائكَ وليسَ لمُساعدتِكَ في اتِّخاذِ القرارِ السَّليمِ وتوسيعِ آفاقِ تفكيرِكَ، وأَنَّ استشارتهُم حسبَ الطَّلب وبما يُساوي قيمة الدَّفع، وأَنَّ مثلَ هؤُلاء لا ينفعونكَ في شيءٍ أَبداً فهُم أَسوأُ أَنواع البِطانة. يقولُ (ع) {ثُمَّ إِنَّ لِلْوَالِي خَاصَّةً وبِطَانَةً فِيهِمُ اسْتِئْثَارٌ وتَطَاوُلٌ وقِلَّةُ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ فَاحْسِمْ مَادَّةَ أُولَئِكَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْكَ الأَحْوَالِ ولَا تُقْطِعَنَّ لأَحَدٍ مِنْ حَاشِيَتِكَ وحَامَّتِكَ قَطِيعَةً ولَا يَطْمَعَنَّ مِنْكَ فِي اعْتِقَادِ عُقْدَةٍ تضُرُّ بِمَنْ يَلِيهَا مِنَ النَّاسِ فِي شِرْبٍ أَوْ عَمَلٍ مُشْتَرَكٍ يَحْمِلُونَ مَئُونَتَه عَلَى غَيْرِهِمْ فَيَكُونَ مَهْنَأُ ذَلِكَ لَهُمْ دُونَكَ وعَيْبُه عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ}. ولقد رسمَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) خارطةَ طريقٍ مُهمَّةٍ لبناءِ مُجتمعٍ قويٍّ ومُتماسك تعتمِدُ على مُقوِّمَينِ أَساسيَّينِ هُما حجَر الزَّاوية في البناءِ؛ الأَوَّل؛ هوَ التَّكافُل الإِجتماعي للقضاءِ أَو على الأَقلِّ لتقليصِ فَجوَة الطبقيَّة الإِجتماعيَّة التي تُقسِّم المُجتمع إِلى فِئتَينِ، غنيَّةٌ تتمتَّع بكُلِّ الخَيرات التي سخَّرها الله تعالى لعبادهِ، وفقيرةٌ لا تتمتَّع بشيءٍ منها. إِنَّ قُوَّة المُجتمع وتماسكهُ تتناسب تناسُباً عكسيّاً مع حجمِ الطبقيَّة فكُلَّما تقلَّص حجمُ المساحةِ كلَّما اشتدَّ تماسُك المُجتمع والعكسُ هوَ الصَّحيح فكُلَّما اتَّسعت كُلَّما ضعُفَ تماسُك المُجتمع وانهارَت دعائِمهُ. وهوَ (ع) أَوَّل من شرَّع قانون شبكة الحِماية الإِجتماعيَّة، عندما كتبَ في عهدهِ للأَشتر {ثُمَّ اللَّه اللَّه فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لَا حِيلَةَ لَهُمْ مِنَ الْمَسَاكِينِ والْمُحْتَاجِينَ وأَهْلِ الْبُؤْسَى والزَّمْنَى فَإِنَّ فِي هَذِه الطَّبَقَةِ قَانِعاً ومُعْتَرّاً واحْفَظِ لِلَّه مَا اسْتَحْفَظَكَ مِنْ حَقِّه فِيهِمْ واجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكِ وقِسْماً مِنْ غَلَّاتِ صَوَافِي الإِسْلَامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ فَإِنَّ لِلأَقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي لِلأَدْنَى وكُلٌّ قَدِ اسْتُرْعِيتَ حَقَّه ولَا يَشْغَلَنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ فَإِنَّكَ لَا تُعْذَرُ بِتَضْيِيعِكَ التَّافِه لإِحْكَامِكَ الْكَثِيرَ الْمُهِمَّ فَلَا تُشْخِصْ هَمَّكَ عَنْهُمْ ولَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لَهُمْ وتَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لَا يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُه الْعُيُونُ وتَحْقِرُه الرِّجَالُ فَفَرِّغْ لأُولَئِكَ ثِقَتَكَ مِنْ أَهْلِ الْخَشْيَةِ والتَّوَاضُعِ فَلْيَرْفَعْ إِلَيْكَ أُمُورَهُمْ ثُمَّ اعْمَلْ فِيهِمْ بِالإِعْذَارِ إِلَى اللَّه يَوْمَ تَلْقَاه فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ بَيْنِ الرَّعِيَّةِ أَحْوَجُ إِلَى الإِنْصَافِ مِنْ غَيْرِهِمْ وكُلٌّ فَأَعْذِرْ إِلَى اللَّه فِي تَأْدِيَةِ حَقِّه إِلَيْه وتَعَهَّدْ أَهْلَ الْيُتْمِ وذَوِي الرِّقَّةِ فِي السِّنِّ مِمَّنْ لَا حِيلَةَ لَه ولَا يَنْصِبُ لِلْمَسْأَلَةِ نَفْسَه وذَلِكَ عَلَى الْوُلَاةِ ثَقِيلٌ والْحَقُّ كُلُّه ثَقِيلٌ وقَدْ يُخَفِّفُه اللَّه عَلَى أَقْوَامٍ طَلَبُوا الْعَاقِبَةَ فَصَبَّرُوا أَنْفُسَهُمْ ووَثِقُوا بِصِدْقِ مَوْعُودِ اللَّه لَهُمْ}. الثَّاني؛ هوَ تشييدِ جسُور الثِّقة بينَ الدَّولة ومُؤَسَّساتها من جهةٍ والمُجتمعِ من جهةٍ أُخرى، أَي بينَ الرَّاعي والرعيَّة، فكُلَّما كانت العِلاقة بينهُما سليمةً وصحيحةً لا يشوبها الشَّك والشُّبهة والتَّنافُر والتَّباعُد والقطيعَة، كُلَّما قوِيت أَركان الدَّولة واستقرَّ المُجتمع الذي سيُدافع عنها ويحميها فتتمَظهر قيمَة المُواطنة والرُّوح الوطنيَّة بشَكلٍ واضحٍ وراسخٍ. وإٍنَّ من أَبرزِ أَدوات بناءِ هذهِ الجسُور هي الشفافيَّة والوضُوح والصَّراحة والصِّدق التي يجب أَن تتعاملَ بها الدَّولة ومُؤَسَّساتِها معَ الرَّأي العام، فلا تكذِب عليهِ ولا تخدعهُ ولا تُضلِّلهُ ولا تتستَّر على فسادِها وفشلِها بالذُّبابِ الإِليكتروني الذي شُغلهُ قلب الحقائِق وتغييرِ الوقائعِ. يقولُ (ع) {وإِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ واعْدِلْ عَنْكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ رِيَاضَةً مِنْكَ لِنَفْسِكَ ورِفْقاً بِرَعِيَّتِكَ وإِعْذَاراً تَبْلُغُ بِه حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ}. كما أَنَّ استئثارَ الحاكِم وعشيرتهِ ومُحازبيه وبِطانتهِ بكلِّ ما النَّاسُ فيهِ أُسوَةٌ مثلَ فُرص التَّعليم والعمَل والصحَّة والأَمن وخَيرات البِلاد وإِمكانيَّاتِ الدَّولة وكُلَّ ما سخَّرهُ الله تعالى لعبادهِ، لا يُساهِمُ في مدِّ جسورِ الثِّقةِ تلكَ ولا يُساهِمُ في استقرارِ الدَّولةِ، ولذلكَ حذَّرَ (ع) مالكاً من ذلكَ بقَولهِ في عهدهِ لهُ {وإِيَّاكَ والِاسْتِئْثَارَ بِمَا النَّاسُ فِيهِ أُسْوَةٌ}. أَمَّا إِذا كانَ المسؤُولُ بمثلِ النُّموذج التَّالي الذي يصفهُ لنا أَميرُ المُؤمنينَ (ع) فبالتَّأكيدِ لا يمكنُ بهِ بناءَ جسُور الثِّقة بينَ الحاكمِ والمحكُومِ وبالتَّالي لا يُمكنُ أَن نتصوَّرَ بوجُودهِ [دَولةً] قويَّةً ومُتماسِكةً. يصفُ (ع) هذا النُّموذج السيِّء من الحُكَّامِ والمسؤُولينَ بقولهِ {عَجَباً لِابْنِ النَّابِغَةِ! يَزْعُمُ لأَهْلِ الشَّامِ أَنَّ فِيَّ دُعَابَةً وأَنِّي امْرُؤٌ تِلْعَابَةٌ أُعَافِسُ وأُمَارِسُ! لَقَدْ قَالَ بَاطِلًا ونَطَقَ آثِماً, أَمَا وشَرُّ الْقَوْلِ الْكَذِبُ، إِنَّه لَيَقُولُ فَيَكْذِبُ و يَعِدُ فَيُخْلِفُ ويُسْأَلُ فَيَبْخَلُ ويَسْأَلُ فَيُلْحِفُ ويَخُونُ الْعَهْدَ ويَقْطَعُ الإِلَّ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْحَرْبِ فَأَيُّ زَاجِرٍ وآمِرٍ هُوَ! مَا لَمْ تَأْخُذِ السُّيُوفُ مَآخِذَهَا فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ أَكْبَرُ مَكِيدَتِه أَنْ يَمْنَحَ الْقَرْمَ سَبَّتَه! أَمَا واللَّه إِنِّي لَيَمْنَعُنِي مِنَ اللَّعِبِ ذِكْرُ الْمَوْتِ وإِنَّه لَيَمْنَعُه مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ نِسْيَانُ الآخِرَةِ إِنَّه لَمْ يُبَايِعْ مُعَاوِيَةَ حَتَّى شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَه أَتِيَّةً ويَرْضَخَ لَه عَلَى تَرْكِ الدِّينِ رَضِيخَةً}. بِئسَ النُّموذج القَبيح.

Sunday, January 21, 2024

من حكم سقراط الحكيم :

https://www.facebook.com/reel/349370524395020 من حِكم سقراط ألحكيم: جميع آراء سقراط تقريباً موافقة للأسلام و المسيحية و اليهودية: و هذه الحكمة التي سنعرضها ..تتعلّق بـمخاطر (الغيبة) وإفرازاتها السّلبية التي قد تتجاوز الذنوب الكبيرة يا للهول !!؟ لأنها سبب ألتّفكك الأجتماعيّ و العائلي و الشعبي و حتى آلأممي و هو المشاع بكثرة بين أعضاء الأحزاب المرتزقة و السياسيين لسرقة الناس عبر رواتبهم الحرام و غيرها من السبل الجارية الحاكمة بين الأحزاب المرتزقة! بإختصار(ألمسألة) تتعلّق بـذكر سلبيّات الآخرين بطرق متعددة تكون أحياناً كتهمة ملفقة .. إضافة إلى كونها غيبة و احياناً كذب صريح, و التي جميعها لها آثارها التدميريّة الخطيرة على السلم الأجتماعي, فآلبعض يُمارسها ضدّ الآخرين للأنتقاص منهم مُتظاهراً بحبّه و حرصه و أسفه على المستغاب و على "الحقيقة" معاً, بينما يسعي من وراء ذلك لتحقيق أهدافه بكشف عوارت الآخرين بكلّ حرفيّة, لتحقيق مآربه الذاتية و هو ينمّ كاذباً أو صادقاً لصاحبه بصراحة و بكلّ خبث و حقد و حسد باطني متظاهراً بأسفه وحرصه على آلحقّ و الأنسانيّة .. بينما هو يحطم العلاقات الأنسانية مرتكباً أبشع الجرائم و الذنوب و أخطرها لأنها تصل حدّ النفاق.. و تارةً يمارسها(أيّ الغيبة) مُستهزئاً و مُتظاهراً بآلطرافة لأظهار نفسه كشخصيّة راقية فوق الجميع لإضحاك المقابل لتحقيق مصالح و منافع آنيّة على حساب آخرته .. و هو بكل الاحوال ينثر سمومه بشيطانيّة أكثر من الشيطان نفسه لإرضاء نفسه وراحته و بإضحاك صديقه ليحصل على موطئ قدم عنده .. بائعاً آخرته بدنيا غيره كما يقول العليّ الأعلى عليه السلام: https://www.facebook.com/reel/349370524395020 حكمة كونيّة عزيزية : [سامِع الغيبة كآلمغتاب]. و كذلك : [ضميرك (وجدانك) صوت الله فلا تقتله بلقمة الحرام أو غيبة أو حتى سماع غيبة] ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

لماذا خلقنا الله؟

لماذا خلقنا الله ؟ بقلم العارف الحكيم عزيز حميد مجيد في موضوع كتبه أحد الأخوة بعنوان [فلسفة الحب أجمل ما فيه هو العطاء](1) و نشره في موقع صوت العراق نقلاً عن كتاب [فلسفة الحياة] لمؤلفه الدكتور زكريا ابراهيم – جامعة القاهرة, مدّعياً بأنّ بعض (علماء النفس) أوعزوا سبب خلقنا إلى (الحُب), و لم يقدم لا المؤلف ولا الناقل عنه (د. العطار) برهان أو دليل على مدّعاهم .. بل (علماء النفس) يبحثون عادة في العلوم النفسية و الأجتماعية لا الفلسفية خصوصا مثل هذه الموضوعات التي لا يستطيع التطرق لها سوى العرفاء و ربما بدرجة أقل الفلاسفة الكونيون ولا علاقة لأطباء النفس بمثل هذه البحوث الفلسفية و الغيبة العميقة .. بل لا يمكنهم الخوض في ذلك إلّا نادراً جداً. إضافة لذلك إن الدكتور زكريا إبراهيم من جامعة القاهرة نفسه كما بعض أقرانه المصريين؛ إنما إعتمدوا في كتابة مثل تلك الموضوعات نقلاً عن أساطين المعرفة في بلاد فارس و بآلذات (نيشابور) التي إنطلقت منها بوادر العرفان و الفلسفة و الأدب بعد ما خرّجت أمثال النيشابوري و أبو سعيد أبو الخير و المولوي و الشاه آبادي و البسطامي أبو يزيد و الجد الخامس للسيد السيستاني الملقب بآلمير داماد و شمس التبريزي وغيرهم و منشأ جذور أفكارهم من مدرسة أهل البيت(ع) عن طريق مدرسة الأمام الرضا و الأمام الصادق(ع). و آلمصريون ترجموا الكثير من نصوص أؤلئك العرفاء فيما بعد و تأثّر بأدبهم حتى باقي رواد الأدب و العرفان في البلاد العربية, منهم عدد من المصريين و المغاربة و اللبنانيين و غيرهم كجورج جورداق و إيليا أبو ماضي و اليازجي و زكريا إبراهيم و الحكيم و محمد مهدي الجواهري و غيرهم ممّن برز في مجال الشعر و الأدب, فألّفوا الكثير من الدواويين و القصائد على هوى أدب و عرفان روّاد نيشابور و تبريز و علماؤوهم الذين عالجوا الكثير من المسائل المستعصية و منها (سبب خلق البشر) الذي هو مورد حديثنا. إلى جانب كل ذلك, فأنّ (فلسفتنا الكونيّة العزيزيّة) هي التي أبدعت ذلك و لأوّل مرّة (مدرسة جدية جديدة و نظرية معرفية كونية) ختمت فيها قصّة الفلسفة لتُعتبر (ختام الفلسفة) في الوجود و بدايتها كانت نهاية القرن الماضي ثمّ ظهرت بوضوح بداية الألفية الثالثة التي نعيشها الآن! فبعد ما كان الناس و على رأسهم الفقهاء و علاء الحديث و التفسير يُوعزون سبب خلقنا إلى (عبادة الله) مستدلين بآلأية المشهورة [و ما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدونِ] و مثيلاتها, إنبرى جمع من عرفاء و علماء نيشابور و تبرير لبيان بعض حقائق و أسرار هذا الوجود و منها سبب وجودنا و خلقنا, بين العلماء و مراجع كانوا يبحثون مسائل الفقه و العبادات و لا زالوا حتى زمن العلامة الطباطبائي, إلا أن محاولات جادة كانت قد بدأت مع ظهور الحوزة العلمية بقيادة عبد الكريم الحائري في مدينة و حوزة قم للتعمق في تفسير (ما خلقت الجن و الانس إلا ليعبدونِ)و بعد ما أدركوا بأن الله تعالى لا يحتاج لعبادتنا وركعونا و حجنا و وووو.... إلخ! نعم التفسير العرفاني - الفلسفي .. لعبادة الله ليس كذلك .. بل ولا هي الحقيقة المطلقة - أيضاً, لأن الله غني عن العالمين بل هو مَن خلق العالمين, إنما المقصود من الآية الشريفة غير هذا الظاهر منه فقط .. بل هناك الكثير مما خفي على الناس .. فآلآيات لها ظاهر و باطن و الباطن له باطن و يمثل الحقيقة و المراد و الغاية من المعنى الظاهر .. على كل حال بعد تلك المقدمة ؛ كتبت الجواب التالي لبيان حقيقة و تأريخ فلسفة الخلق للأخ الكاتب و لمن نقل عنه و لغيره و لكل الناس, و هو: عزيزي الدكتور ألعطار المحترم: مسألة علّة الخلق و سبب وجود الوجود و الأنسان بآلذات تحدّها أربعة علل هي: العلة الصورية ؛ العلة الغائية ؛ العلة المادية ؛ العلة الفاعلية؛ و تلك العلل الأربعة أشار لها فيلسوف أغريقي بشكل عابر من دون بيانات كما أكد ذلك الفيلسوف الحكيم إبن سينا, و بقي الحال على ما هو حتى ظهرت الفلسفة الإشراقية التي إعتمدت على الفلسفة الأغريقية القديمة مع إضافات و إضاآت من الفلسفة الشرقية التي أسميتها بـ (علم الكلام) لتكون الفلسفة الإشراقية مزيج من الفلسفتين .. و إن لم تظهر بوضوح و بإتقان. و رغم إمتداد الزمن و التواصل بين فلاسفة الشرق و الغرب بعد صدر الأسلام خلال الفترة الحرجة أثناء و بعد خلافة الأمام علي ثم الأمويين و بعدهم الخلافة العباسية بآلذات؛ إلا أنّ أحداً لم يجب على ذلك (السؤآل) المركزي المركزي المطروح؛ [لماذا خلق الله البشر] بشكل صريح و واضح و منطقي و عقليّ أو حتى إشراقي .. لا علماء النفس و لا علماء الدّين و الحديث و التفسير ولا حتى الفلاسفة قديماً و حديثاً .. حتى ظهور (الفلسفة الكونية العزيزية) مؤخراً. لقد ظهرت تلك الفلسفة التي هي ختام الفلسفة قبل ثلاثة عقود تقريباً بإيعاز الأمر(أمر خلق الوجود و سبب الخلق) إلى الحُبّ و التواضع بعد عبور المراحل الكونية التي عرضناها(2)؟ و بذلك يعود بدايات الفضل لمجموعة من العرفاء الذين جاء ذكر بعضهم آنفاً من بلاد خراسان أو (نيشابور) أو مدينة مشهد الحالية بفضل ثقافة أهل البيت(ع) و بعض المبدعين المعاصرين لهم. الفضل الأكبر و الأخير و الكامل يعود في ذلك إلى فلسفتنا الكونية: و هذا الأمر لم يكن وليد الساعة أو وليد يوم أو بعض يوم .. إنما بعد دراسات و مطارحات مستفيضة و محاضرات ممتدة لسبعين عاماً طالعنا فيها جميع النظريات و الآراء و الكتب السماوية حتى عرضنا حقيقة الحُب و فرقه عن العشق و دوره في الوجود و العلاقة مع أصل الوجود و في بناء الحضارة الأنسانية بعد ما قرّرنا .. بكون الحُب هو الدّليل على وجودنا لا غير .. و فصلنا الكلام في ذلك عبر بحوث (الفلسفة الكونية). لهذا لا يوجد أيّ عالم آخر أو فلسفة ظهرت للآن غير (الفلسفة الكونية العزيزية) التي أشارت لذلك بوضوح لحلّ أكبر لغز في هذا العالم و الوجود و مدى تعلقه بأسباب خلقنا. بعد هذا السفر العظيم : بقيت هناك و قد تبقى تستمر مسألة مؤذية لنا و ربما للفقهاء المائلين للعرفان و الفلاسفة و لكل من له قلب و بعد معرفتنا لعلّة الوجود و الخلق. و تلك المسألة هي: [ما الفائدة من ذلك و العالم كله يتجه نحو الحرب و العنف و الخصام و الفرقة و الشعوذة و السحر و الدسيسة و الخيانة و التكبر و التحزب و التعشر و حب التسلط و الظهور لإبتعاد الناس عن الحُب و التواضع و التلاحم .. لرفضهم معرفة سبب وجودنا .. نعم مجرد معرفة ذلك و رفضهم بعناد حتى لدعوات الخير للفكر و آلقراءة التي وحدها تهزم الجّهل الذي سبب محننا لأنها(المعرفة) وحدها تُبعدنا عن آلتّكبر و الحسد المنتشر حتى في المدارس العلمية و الدّينية للأسف, لأنّ (الجّهل) هو سبب كل مصائبنا و مأساتنا حُكاماً كانوا أو محكومين و المشتكى لله و لأهل الفكر إن وجدوا]!؟ و تلك هي مسألة مصيرية يهتم بها أهل القلوب من محبي الخلق و الخالق! و سرّ الخلاص هو: في إتحادنا و معرفة و فهم الفلسفة الكونية التي إختصرت كل الفلسفات و النظريات التي ظهرت .. و يكون ذلك عبر وضع مناهج مناسبة في مؤسسات و وزارة التربية و التعليم و الجامعات و جعلها ضمن المناهج الأساسية لكل علم و فن و أدب .. لكن كيف و كل الحكومات تعادي الفكر و الثقافة و الفلسفة لأنها تعرف بأن وعي الناس يسبب هزيمتهم و منع أيديهم من سرقة الفقراء و كما هو الحال في بلاد العالم خصوصا في العراق !؟ و كذلك يمكن تحقيق و نشر (المعرفة) عن طريق تأسيس المنتديات الفكرية و آلثقافية و الأدبية و غيرها في كل مركز و مدينة و مؤسسة و وزارة لمداولة و دراسة ما أشرنا له و لو مرة في الأسبوع أو الشهر أو كل موسم. و لا يتحقق ذلك إلا بعد ما نُعبّأ أنفسنا و فكرنا و قلوبنا بآلمحبة و الأيمان و بآلمعرفة و الثقافة التي هي أوسع من كل إختصاص و فرع علمي آخر يتعلق بآلعلوم الطبيعية و التجريبية. محبتي لكم جميعاً .. و لكل متواضع شريف يحب الناس و يريد نشر المحبة و التواضع لبناء الحضارة الأنسانية المهدمة تماماً. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ صوت العراق | فلسفة: الحب اجمل ما فيه، هو لذة العطاء رابط الموضوع . (sotaliraq.com)(1) (2) مراحل الوصول للحقّ سبعة حسب بيان العارف النيشابوري : [الطلب ؛ العشق ؛ المعرفة ؛ التوحيد ؛ الإستغناء ؛ الحيرة ؛ الفقر و الفناء]. و هناك تقسيمات أخرى مختلفة تختص بكل عالم عارف ؛ كتقسيمات الشيخ الانصاري و تقسيمات محمد باقر الصدر و تقسيمات الأمام الراحل و تقسيمات الشيخ الأكبر(إبن عربي) و غيرهم, ونحن قد عرضنا فقط مدن العشق السبعة للنيشابوري كمثال و دليل لأهل القلوب (أهل البصيرة). ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

Saturday, January 20, 2024

مع إطلالة العام الجديد 2024م حادثة لها جذور و دلالات تؤشر لمصير العالم :

صدمة في بريطانيا.. طفل يموت جوعاً بعد أيام من بقائه وحيداً بجانب جثة والده https://media.shafaq.com/media/arcella/1705767317616.jpg 2024-01-20 لازالت وفاة الطفل برونسون باترسبي البالغ من العمر عامين فقط وتُرك لأيام بجوار جثة والده، صدمة في بريطانيا، مثيرة تساؤلات حول إخفاقات محتملة من جانب الشرطة أو الخدمات الاجتماعية، فيما بينت والدة الطفل أن ابنها توفي من الجوع وان الخدمات الاجتماعية لم تقم بعملها. وقالت وكالة فرانس برس إنه عُثر على جثة الطفل في 9 كانون الثاني/ يناير بجانب جثة والده كينيث (60 عاما) في شقتهما في منطقة سكيغنيس الساحلية في شمال إنكلترا، وكان أحد جيرانه قد شاهده آخر مرة قبل أسبوعين. وبحسب الصحف البريطانية، توفي كينيث باترسبي بنوبة قلبية بعد أيام قليلة من عيد الميلاد، ووجد الطفل الصغير نفسه وحيداً، من دون ماء أو طعام. وقالت سارة بيسي، والدة الطفل الأشقر الذي انتشرت صورته في وسائل الإعلام، إن ابنها توفي بسبب الجوع، ملقية باللائمة على الخدمات الاجتماعية في مقاطعة لينكولنشر. وصرّحت الوالدة في مقابلة مع صحيفة “ذي صن” البريطانية “لو قاموا بعملهم، لكان برونسون لا يزال على قيد الحياة”، مضيفة أن كينيث باترسبي توفي بحدود 29 كانون الأول/ ديسمبر تقريباً. وقالت والدة الطفل، التي لم تكن تعيش معه ولم تره منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، إنها “مسكونة” بفكرة بحث ابنها اليائس عن الطعام بعد وفاة “كيني”، شريكها السابق الذي انفصلت عنه وأنجبت منه طفلين آخرين. وكان الطفل برونسون ووالده قيد المتابعة من الخدمات الاجتماعية المحلية، وكان آخر اتصال للأم بطليقها في 27 كانون الأول/ ديسمبر. وقالت مديرة الخدمات الاجتماعية في مقاطعة لينكولنشر هيذر ساندي “إننا ندرس القضية حالياً مع شركائنا من أجل فهم الظروف بشكل أفضل، وننتظر أيضاً نتائج التحقيق” الذي تجريه المحاكم. ظروف “مروعة” تقول الخدمات الاجتماعية إنها أخطرت الشرطة مرتين: الأولى في الثاني من كانون الثاني/ يناير، عندما ذهبت مساعدة اجتماعية إلى منزل باترسبي لتحديد موعد لكنها لم تتلق أي رد. وبعد “البحث عن عناوين أخرى يمكن أن يكون فيها الطفل”، عادت المساعدة الاجتماعية إلى عنوان الطفل ووالده الأساسي بعد يومين وقدمت بلاغاً جديداً إلى الشرطة، بسبب عدم تلقيها أي رد أو ملاحظة أي حركة في المكان. وبعد خمسة أيام، قيل إنها حصلت أخيراً على مفتاح من صاحب الشقة، فدخلتها وعثرت على الجثتين. هذه المساعدة الاجتماعية التي ستخضع ردة فعلها للتقويم، أخذت إجازة بعد هذه “التجربة المؤلمة”. وقد أحيلت القضية إلى الشرطة البريطانية التي أكدت أنها تجري تحقيقاً في الإخفاقات المحتملة من جانب عناصرها في لينكولنشر. وقال القائد الإقليمي للشرطة ديريك كامبل “إن الظروف المروعة التي توفي فيها كينيث وبرونسون أقل ما يقال عنها إنها صادمة”، مضيفاً “سنرى ما إذا كانت الشرطة قد فوتت أي فرصة للتحقق من حالة باترسبي (الأب) وبرونسون (الطفل) في وقت سابق”. وعلق مات وارمان، النائب المحافظ عن مدينة سكيغنيس، قائلاً “تسلط هذه المأساة الضوء على أهمية دور الجيران. سكيغنيس مكان تسود فيه روح مجتمعية حقيقية وأعرف مدى الحزن الذي يشعر به السكان”. وحاولت ميلاني باترسبي، أخت برونسون غير الشقيقة، تهدئة الأمور الجمعة، قائلة إن عناصر الشرطة والخدمات الاجتماعية “فعلوا ما في وسعهم” وليسوا مسؤولين عن المأساة. وقالت في مقابلة مع “بي بي سي” إنها “راضية” عن إجراء السلطات المحلية تحقيقاً داخلياً “لتقويم ما إذا كان هناك أي تقصير أو إخفاقات” قبل وفاة برونسون. وقالت ميلاني باترسبي (37 عاماً) إن والدها كينيث أصيب بالفعل بنوبة قلبية قبل أشهر قليلة من وفاته. وأضافت أن الأخير “كان يعشق” برونسون و”بذل قصارى جهده من أجل هذا الطفل الصغير حتى أنفاسه الأخيرة”. صحيح إنها حادثة تختص بعائلة صغيرة ؛ لكن لها دلالات عميقة تؤشر إلى فشل النظام الأجتماعي و النظام العائلي .. لأن موت الطفل البريئ كان بسبب ترك والدته البيت ربما كنتيجة لعلاقات غير شرعية مع رجل آخر كانت تعيش معه و أنجبت منه طفلين أيضا!؟ و بيت بلا أم و معينة و حنان و تربية ؛ لا يمكن أن تكون نتيجه أفضل من هذا؟ و لا أعتقد بوجود نظام أفضل من الأسلام الذي يحدد قوانين دقيقة و تفصيلية لتحديد علاقة الرجل مع المرأة و حدود كل منهما قبال القضايا المختلفة, لذلك لا سبيل أمام البشرية إن كانت تريد السعادة و الأمن و الحياة الكريمة ؛ أن تخضع لقوانين الأسلام الراعية لحفظ العائلة و تحقيق سعادتها.. بعكس الغرب الذي أباح كل شيئ و كل علاقة محرمة لا نتيجة و لا جدوى منها.

رؤية السيد السيستاني لأمريكا؛

رؤية الإمام السيستاني تجاه أمريكا #وكالة_أنباء_الانتظار كانت - ولا زالت- مرجعية الإمام السيستاني تتمتّع بنظرة ثاقبة وبصيرة في تعاملها مع الاحتلال الأمريكي منذ أن وطأت أقدام جنوده أرض العراق، أرض علي والحسين والأئمة المعصومين والأنبياء والأولياء والعلماء والصالحين، وعند الرجوع الى بيانات المرجعية العليا في النجف الاشرف بعد عام ٢٠٠٣ سنجد مصطلح (الاحتلال) في الكثير من البيانات وهذا يدلّ على عمق الرؤية والبصيرة. وللإمام السيستاني موقف واضح من الاحتلال الأمريكي يستند الى رأي فقهي لسماحته عبر تعريفه للغاصب( المحتل) حيث اعتبره عدو شرعي يحرم التعامل معه ويمكن تلخيص رؤية الامام السيستاني حول الاحتلال الأمريكي من خلال بياناته الشريفة والتي جــاءت على الشــكل التالــي:  أولا / تحميل الاحتلال الأمريكي جرائم الإرهاب والفوضى التي حدثت في العراق، حيث أكد سماحته في بيان له حول اغتيال شهيد المحراب : (ونحن إذ نستنكر هذه الأعمال البشعة نحمّل قوات الاحتلال مسؤولية ما يشهده العراق من انفلات في الأمن وتزايد في العمليات الإجرامية) ثانيا/ الاحتلال الأمريكي يهدف الى تدمير الدولة العراقية من خلال المماطلة في عدم ضبط الحدود وجعلها ممراً للإرهابيين حيث قال سماحته:  (إننا في الوقت الذي نحمل فيه قوات الاحتلال مسؤولية ما يُلاحظ من التسويف والمماطلة في ضبط حدود  العراق ووضع المتسللين…. الخ) ثالثا/ تسويف الاحتلال الأمريكي في تدريب قوة أمنية عراقية بعد حلّه للجيش العراقي حيث قال سماحته:   (يُلاحظ على الاحتلال الأمريكي التسويف والمماطلة في عدم تعزيز القوات الوطنية المكلفة بتوفير الأمن وتمكينها من العناصر الكفوءة وتأمين احتياجاتها من الأجهزة والمعدات اللازمة للقيام بواجبها) رابعا/ الاحتلال الأمريكي يهدف الى تشريع دستور أمريكي غريب على العراق حيث قال سماحته:  (بعد اقرار ما يسمى بـ (قانون الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية) ستكون الجمعية الوطنية القادمة مكبلة بقيود كثيرة لا تسمح لها باتخاذ ما تراه مطابقاً لمصلحة الشعب العراقي ، حيث أملى عليها مجلس غير منتخب هو مجلس الحكم الانتقالي وبالتنسيق مع سلطة الاحتلال قانوناً (غريباً) لادارة الدولة في المرحلة الانتقالية ، كما أملى عليها - وهو الأخطر - مبادئ وأحكاماً وآليات معينة فيما يخص كتابة الدستور الدائم واجراء الاستفتاء عليه . خامسا/ الاحتلال الأمريكي يهدف الى فرض إرادته وسحق إرادة العراقيين ، وهذا ما أكده سماحة الإمام السيستاني في رسالة عاجلة الى أعضاء مجلس الأمن الدولي من أجل التدخل لوقف قرارات الاحتلال الأمريكي الخطيرة بفرض إرادته حين قال سماحته:  (ان هذا (القانون) الذي وضعه مجلس غير منتخب وفي ظل الاحتلال وبتأثير مباشر منه يقيّد الجمعية الوطنية المقرّر انتخابها في بداية العام الميلادي القادم لغرض وضع الدستور الدائم للعراق . وهذا أمر مخالف للقوانين ويرفضه معظم أبناء الشعب العراقي ، ولذلك فان ايّ محاولة لاضفاء الشرعية على هذا (القانون) من خلال ذكره في القرار الدولي يعدّ عملاً مضاداً لإرادة الشعب العراقي وينذر بنتائج خطيرة ). سادساً/ أكد الإمام السيستاني في بيان له  إثر زيارة رئيس الوزراء العراقي آنذاك أنه لا استقرار للعراق ولا إعمار ولا نجاح إلا بإعادة السيادة الوطنية وتطهير العراق من مخلّفات وترسّبات الاحتلال الأمريكي حيث قال سماحته:  (إن على الحكومة الجديدة ان تعمل كل ما في وسعها في سبيل استعادة سيادتها الكاملة على البلد سياسياً وأمنياً واقتصادياً وغير ذلك، وعليها أن تسعى بكل جدّ لازالة آثار الاحتلال) ســابعاً/ وصف الإمام السيستاني أن الاحتلال الأمريكي هو صانع الطائفية والفتن وحذر من مخطط الغرباء الخطير في تمزيق وحدة الشعب العراقي حيث قال سماحته:  (ولقد كنت ـ ومنذ الأيّام الأولى للإحتلال ـ حريصاً على أن يتجاوز العراقيّون هذه الحقبة العصيبة من تاريخهم من دون الوقوع في شرك الفتنة الطائفية والعرقية, مدركاً عظم الخطر الذي يهدّد وحدة هذا الشعب وتماسك نسيجه الوطني في هذه المرحلة, نتيجة لتراكمات الماضي ومخططات الغرباء الذين يتربصّون به دوائر السوء ولعوامل أخرى) ثامنـاً/ الإرهاب والفتن الطائفية نتائج  الاحتلال الأمريكي، حيث قال سماحته بعد تفجير المرقدين العسكريين عليهما السلام :  (لقد أراد المجرمون التكفيريون الذين ارتكبوا ذلك الاعتداء الآثم أن يجعلوا منه منطلقاً لفتنة طائفية شاملة في العراق ، ظناً منهم أنها تقرّبهم من تحقيق أهدافهم الخبيثة في هذا البلد العزيز ، و ذلك بعد أن عجزوا عن إشعال نار الفتنة فيه لأزيد من عامين منذ بدء الاحتلال)   تـاسعــاً: العراق لن يكون منصة لحروب الاحتلال الأمريكي: كان الإمام السيستاني واضحا في حديثه الى مبعوثة الامم المتحدة انه يرفض رفضا قاطعاً أن يكون العراق منصة للأذى على دول الجوار وهذه إشارة واضحة الى حديث ترمب بجعل العراق منصة لمراقبة ايران وسوريا 

Friday, January 19, 2024

أفضلية الأمام عليّ(ع) على الرسل : مع تعليقات هامة على بعض المعترضين / هام يرجى مطالعتها

أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل : Posted on September 17, 2023 by مفكر حر عزيز الخزرجي بعلي (ع) عُرِف الله في الوجود .. هكذا بدأ الشاعر التركي شهريار قصيدته التي أقسم في مطلعها بعليّ و أيّدها العليّ الأعلى (ع) نفسه بشهادة المرجع الكبير وقتها السيد المرعشي النجفي قدس سرّه, و كما ورد في قصة مشهورة ذكرنا تفاصيلها فيما سبق! لا شك ان أمير المؤمنين (عليه السلام) له مكانة ومنزلة تفوق جميع الرسل ونستثني سيدهم وخاتمهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وكيف لا يكون أفضل من الأنبياء وهو نفس محمد بنص القرآن{وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}[1] فهذه أفضل منقبة له، إذ قرنه سبحانه بخاتم الرسل. فكل ما حازه النبي (ص) من فضل قد حازه الإمام (عليه السلام) الا النبوة وهذا ما بينه النبي لعلي حينما كانوا بحراء إذ قال له: (إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ ولَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ)[2]. و نص الحديث المروي بهذا الشأن في الكتب التأريخية منها صحيح مسلم و ا لبخاري و نهج البلاغة للشريف الرضي و غيرها, حيث قال (ص) : [يا عليّ أنتَ مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي]! و هكذا حديث المباهلة و هل أتى و حديث الطير و حديث الأيمان كله في معركة الخندق و حديث الكساء و غيرها كثير .. كلها أثبتت بأن منزلته لا يضاهيها أحد. فرسول الله خاتم الأنبياء وعلي سيد الأوصياء وحامل اللواء ومعجزة السماء وسلسل الكرماء النجباء ووارث علم الأنبياء. وكان الصحابة والمقربون منه يسألونه عن فضله ومكانته عند الله فكان (عليه السلام) يبين لهم ذلك ففي رواية عن صعصعة بن صوحان، أنّه دخل على أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لمّا ضرب، فقال: يا أمير المؤمنين أنت أفضل أم آدم أبو البشر ؟ قال علي (عليه السلام): تزكية المرء نفسه قبيح، لكن قال الله تعالى لآدم : {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلاَ تَقْرَبَا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ}[3]، وأنا أكثر الأشياء أباحها لي وتركتها وما قاربتها. ثمّ قال: أنت أفضل يا أمير المؤمنين أم نوح ؟ قال علي ( عليه السلام ): إنّ نوحاً دعا على قومه، وأنا ما دعوت على ظالمي حقي، وابن نوح كان كافراً وابناي سيّدا شباب أهل الجنّة. قال: أنت أفضل أم موسى؟ قال ( ع ): إنّ الله تعالى أرسل موسى إلى فرعون، فقال : إنّي أخاف أن يقتلوني ، حتى قال الله تعالى : {لاَ تَخَفْ إنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ}[4] وقال : {رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}[5]، وأنا ما خفت حين أرسلني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بتبليغ سورة براءة أن أقرأها على قريش في الموسم، مع أنّي كنت قتلت كثيراً من صناديدهم ، فذهبت إليهم وقرأتها عليهم وما خفتهم . ثمّ قال: أنت أفضل أم عيسى بن مريم؟ قال (عليه السلام): عيسى كانت أُمّه في بيت المقدس، فلمّا جاء وقت ولادتها سمعت قائلا يقول: أُخرجي هذا بيت العبادة لا بيت الولادة ، وأنا أُمّي فاطمة بنت أسد لمّا قرب وضع حملها كانت في الحرم فانشقّ حائط الكعبة وسمعت قائلا يقول: أُدخلي فدخلت في وسط البيت وأنا وُلدت به، وليس لأحد هذه الفضيلة لا قبلي ولا بعدي)[6]. فقد أُعطي أمير المؤمنين (عليه السلام) ملكاً عظيماً إلا أنه فضل العيش فقيراً وقد قال (عليه السلام): (أَلَا وإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاه بِطِمْرَيْه، ومِنْ طُعْمِه بِقُرْصَيْه)[7]. فسبحانه وتعالى أباح للإمام كثيرًا من ملذات الدنيا إلا أن الإمام (عليه السلام) فضل التواضع وحبب الزهد لنفسه ليصل الى ما وصل إليه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من مكانة سامية بين الأنبياء. أما شجاعته فلم يضعف الإمام (عليه السلام) في أي موقف وكان ضحاكاً في القتال بكاءً في المحراب وهذا دليل كافٍ على أنه أشجع العرب بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله), بل كانت العرب تكتب على سيوفها ؛ [الفرار عار إلّا من سيف عليّ] و يكفي هذا على إعتراف صناديد و أبطال العرب بشجاعته المطلقة. اما قداسته فيكفي أن مولوده كان في بيت الله الحرام وهذه منقبة لم تكن لأحد غيره فكل القرائن تدل على أفضليته على جميع الرسل نستثني خاتمهم, هذا إلى جانب عدم سجوده أو عبادته لأصنام الجاهلية قاطبة و هذه أيضا ميزة أخرى لا يشاركه فيها أحد سوى معظم بني هاشم (عائلته). مع كل تلك الصفات الكونيّة التي لم تتحقق إلا في شخصية هذا العلي العظيم نرى أنه واجه محنا و مصاعب لم يواجهها أحد من الخلق و كما عرض و أعلن عن بعضها على لسانه شخصياً .. و إليكم بعض تلك الأحاديث العظيمة, نسبقها بكلامه هو (سيد العدالة الكونيّة) و (رمز المظلومين في الوجود), و الذي أشار إلى مسائل عظيمة إبتلى بها شخصيّاً حتى ممّن أحسن لهم و آواهم : عن ألرّضي, رفعهُ – أي نسبهُ – إلى أمير المؤمنين (علي بن أبي طالب) أنّهُ قال(ع) : [أ لَا و إنّ لكلّ مأمومٍ إماماً، يقتدي به و يستضئ بنور علمه، أَ لَاَ و إنّ إمامكم قد إكتفى من دُنياهُ بطمريه و من طعمه بقرصيه, أ لَا و إنكم لا تقدرون على ذلك، و لكن أعينوني بورع و اجتهاد، و عفّة و سداد, فوالله ما كنزتُ من دنياكم تبراً، و لا إدّخرت من غنائمها وفراً، و لا أعددّتُ لبالي ثوبي طمراً، و لا حزت من أرضها شبراً، و لا أخذتُ منه إلّا كقوت أتان دبرة، و لهي في عيني أوهى و أهون من عفصة مقرة بلى كانت في أيدينا فدك من كلّ ما أظلته السّماء، فشحت عليها نفوس قوم، و سختْ عنها نفوس قوم آخرين، و نعم الحكم الله و ما أصنع بفدكٍ و غير فدكٍ، و النّفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته آثارها، و تغيب أخبارها، و حفرة لو زيد في فسحتها، و أوسعت يدا حافرها، لأضغطها الحجر و المدر، و سدّ فرجها التراب المتراكم، و إنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، و تثبت على جوانب المزلق. و لو شئت لاهتديت الطريق، إلى مصفّى هذا العسل، و لباب هذا القمح، و نسائج هذا القز, و لكن هيات أن يغلبني هواي، و يقودني جشعي إلى تخير الأطعمة – و لعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص و لا عهد له بالشبع – أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى و أكباد حرى، أو أكون كما قال القائل: (و حسبك داء أن تبيت ببطنة * و حولك أكباد تحنّ إلى القد) أَ أَقنعُ من نفسي بأنْ يُقال : هذا أمير المؤمنين، و لا أشاركهم في مكاره الدّهر، أو أكونَ أسوةً لهم في جشوبة العيش!؟ فما خلقتُ ليشغلني أكل الطيبات، كالبهيمة المربوطة، همّها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها، تكترش من أعلافها، و تلهو عمّا يراد بها، أو أترك سدى، أو أهمل عابثا، أو أجر حبل الضلالة، أو أعتسف طريق المتاهة! و كأني بقائلكم يقول: (إذا كان هذا قوت أبن أبي طالب، فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران، و منازلة الشجعان), أ لا و إن الشجرة البرية أصلب عوداً، و الرّواتع الخضرة أرقّ جلوداً، و النّابتات العذية أقوى وقوداً، و أبطا خموداً؟ و أنا من رسول الله كالضّوء من الضّوء، و الذراع من العضد. و الله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليتُ عنها، و لو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها, و سأجهد في أن أطهر الأرض من هذا الشخص المعكوس، و الجسم المركوس، حتى تخرج المدرة من بين حبّ الحصيد]. المصدر: نهج البلاغة / ٤١٧ كتاب ٤. أما توبيخه لعامله على البصرة نعمان بن حنيف لا لفساد أعلنه أو سرقة أو تعدي على مواطن أو أي ذنب كما الذنوب التي نعلمها ؛ بل توبيخه لعامله (نعمان) كان بسبب قبوله لدعوة من بعض وجهاء البصرة لتناول طعام الغذاء معهم .. حيث أرسل له رسالة يستوقف كتاباً كاملاً لبيان معالمها و كيفية بيانها, و التي تدين بشكل طبيعي كل مسؤول عراقي إستلم سلطة معينة أو وظيفة كمدير عام أو مستشار أو وزير أو عضو برلمان أو رئيس .. و هي وظائف محاصصية بين الأحزاب لنهب حقوق الفقراء من خلال الرواتب الكبيرة و المخصصات و سرقة أموال المشاريع و البيوت و المدارس و غيرها. العارف الحكيم الهوامش:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] – سورة آل عمران: 61. [2] – نهج البلاغة: الخطبة: 192، ص301. [3] – البقرة: 35. [4] – النمل: 10. [5] – القصص: 33. [6] – مسند الإمام علي (عليه السلام): ج7، ص452. [7] – نهج البلاغة، الكتاب: 45، ص417. Share this: Click to share on Twitter (Opens in new window)Click to share on Facebook (Opens in new window)More This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink. ← شخصية المسيح في الإنجيل والقرآناتفاقات #أوسلو ما زالت حية وفاعلة لغياب البديل → 6 Responses to أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل : شامخ الهادي الموسوي says: September 19, 2023 at 9:07 am السيد طلال الخوري. اليس من السخافه والهبل قبول هكذا منشور. هذا مناسب لمشفي الامراض العقليه، (العباسيه،) وليس كمنشور عام. Reply ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي says: October 5, 2023 at 3:18 pm أخي شامخ و كل الأخوة الذين تسا ألوا و إعترضوا على الموضوع !؟ بداية أذكركم بمقولة للعارف الحكيم الفيلسوف إبن سينا الذي قال: [إذا أخبرتَ بأمر غير معقول ؛ فإجعل له محلاً في حيز الأمكانات]. نقطة رأس سطر إننا و إياكم أيها الأخوة؛ لا نعرف كل شيئ و هذا العالم المرموز مليئ بآلأسرار و الأحداث, خصوصا ما يتعلق بآلأنسان الذي قال عنه ألكسيس كارل: (الأنسان ذلك المجهول) فكيف لو كان الأمر مرتبطا بآلغيب الذي هو غيب !!؟؟؟؟ .. على كل حال .. على الرغم مما عرضت من إشارات و ملامح كردود على إشكالاتكم و عن ما لم تتمكنوا من إستيعابه و دركه فكل عقل محدود السماحية, لكنها على كل حال أدلة نقلية تأريخية لا ترتبط بآلتجربة و العلوم التطبيقية أو الطبيعية .. فهناك فرق كبير بين علوم التأريخ و بين العلوم التجريبية, و إليكم موضوعا آخر كتبته قبل فترة كجواب لسؤآل أحد أساتذة الجامعات الغربية و كذلك الشرقية كـ (دلهي) حول نفس الموضوع .. إليكم نصه:ـ بعنوان:ـ ما زال البعض يُؤلّه عليّاً للأسف: وصلني من البروفسور ألأستاذ Michel Gastin في جامعة دلهي و يتقن عدّة لغات سؤآل هامّ يستفسر فيه عن عقيدة الفرقة (النصيّرية): أحببتُ مشاركته و عرضه مع آلجّواب للإستفادة منه, و آلسؤآل هو: [السلام عليكم و رحمة الله وبركاته. أستاذنا الفاضل .سؤال: ما هو رأيك بالرّساله (الرستباشيه) للخصيبي. أقصد مؤسس الفرقه النصيريه]. و جوابي له كان آلتالي: بإختصار شديد أيها البروفسور العزيز: لا أؤيّد و لا أثني ولا أؤمن بآلرّسالة الرستباشية ؛ لأنّها رسالة أرضيّة ناقصة, لكني أعطيهم ألحقّ من جانب عقيدتهم لسببين: الأول: لأنهم من آلبشر ألأحرار و إعتقدوا بهذا المذهب ألعقائدي أو (الرسالة) عندما ولدوا و رأووا آبائهم عادة يعتقدون بها فقلدوهم .. و سار أكثرهم على نهج مَنْ سبقهم و الناس عادة لا يتحققون من عقائدهم إلا العلماء منهم فقط كما تعلم, و الباقين منهم يؤمنون بآلتقليد أو مسايرة إمام المسجد أو الأبوين و المربين, لكني رغم هذا ؛ أحترم عقائدهم كما كلّ عقائد البشر و ثقافاتهم و عاداتهم و ليس لي و لغيري الحقّ في الحكم و الأقتصاص منهم أو من غيرهم و كما يحكم الجهلاء من أول نظرة أو تصرف يشهدوه, و كل إنسان حُر بتفكيره و إختيار عقيدته و لا يجوز فرض الدّين أو الآراء عليهم بآلقوة أو العنف (لا إكراه في الدِّين) لأنها قضية قلبية وجدانية يتعلق بآلعمق الأنساني و بآلأدلة و القناعات التي توصل إليه. ألثاني: لأنّهم قاتلوا أجرم خلق الله و هم (ألدّواعش) الوهابيّة ألمختلطة, ألذين ذبحوا الناس حتى الطفل الرضيع و الصّبي و الشاب و آلعجوز و المرأة بينهم, حيث ساندوا بأفعالهم الإجرامية تلك أعتى الدول العنصرية المعروفة .. و الذي آلمني أكثر أنهم – أيّ الدّواعش – إعتبروا المرأة “سبيّة” يحق لهم التصرف بها كيفما يشاؤون و أن يفعلوا بها كل شيئ لأنها ملك لهم حتى بيعها في سوق النخاسة وفعلوا ذلك بجانب أفعالهم التي يندى لها حتى جبين حتى الحيوانات الوحشية!؟ و هناك أسباب كثيرة لا مجال لتفصيلها و لعلك كعالم و أكاديمي تعرفها أو سمعت بها, و بما جرى في سوريا و العراق و غيرهما؟ أمّا أصل قصّة (ألعلويون) فهي بإختصار شديد أيضا كآلتالي : أنهم حين شهدوا الأمام عليّ(ع) و هو سيّد العدالة الكونيّة بحسب قول جورج جورداق و مرتبه حسب إعتقاد بعض مذاهب المسلمين بعد الله و رسوله: حين شهدوا بأنّه أحيا الشّهيد الذي قطع الأعداء رأسه في معارك صفين بعد ما أوصت والدته الأمام عليّ(ع) بأن يرجعه سالماً لأنه الأبن المعيل الوحيد لها .. و كذلك ردّه (الأمام عليّ) للشمس من المغرب للمشرق للصّلاة بسبب حدّة المعارك في أحد أيام صفين و شراستها وقتها حيث طال حتى الغروب ولم يصلي بعض المسلمين صلاتي العصر و الظهر لإنشغالهم بآلمعركة, فردّ الشمس بعد الدعاء لله تعالى من المغرب إلى المشرق و صلى القوم صلاتهم! و غيرها من المعاجز التي صعبت حتى على بعض الأنبياء و المرسلين الأتيان بها سوى نبينا محمد؛ لذلك آمنوا بأنّ عليّ بن أبي طالب هو الرّب بسبب تلك المعاجز الكونيّة الخارقة للقوانين الكونية .. و حين حذّرهم الأمام من تلك البدعة و قولهم بإلوهية الأمام .. قالوا و بإصرار : [إنك الله لا غير و إلّا كيف يستطع بشر أن يفعل ما فعلت]؟ ثم قال لهم الأمام سأقتصّ منكم إن لم تتوبوا على دعوتكم هذه لأنها شرك بآلله! قالوا له: [إفعل بنا ما تشاء و ما بدا لك .. فأنت الرّب و لك آلحكم و الخيار فيما تفعل بنا و نحن فرحون بحكمك على عبادك!؟]. و لذلك حاربهم و قتلهم جميعاً و إستطاع أن ينجوا منهم بعدد الأصابع .. فتسببوا فيما بعد بنشأة الفرقة التي تفضلت بآلاشارة إليها أيها البروفسور العزيز و تكاثروا اليوم .. و إنتشروا و لا يزال الكثيرين منهم يعيشون في العراق و النهروان و في مدينة (كرند) ألأيرانية القريبة من الحدود العراقية و في تركيا و غيرها من البلاد .. ملاحظة أخيرة و بإختصار أكثر من الشديد: ألعلوويون اليوم قد إختلفوا عن علويّوا الأمس .. خصوصاً في سوريا و حتى في بلاد ما بين النهرين و (إيران) و كذلك (تركيا), حيث بدؤوا يؤمنون بآلله و بآلرّسول و بعليّ عليه السلام كوصي من بعد الرسول(ص), و بدأ بعضهم يحترم حتى بعض صحابة الرسول(ص), هذا بفضل المبلغين و رعاية المرجعية الدينية النجفية لهم. محبتي لك أيها الصديق ألعالم البروفسور و الباحث و المحب للحقّ مايكل كاستين . و أختم كلامي ببيت شعر : ها عليّ بشر .. كيف بشر ؟ ربّهُ فيه تجلّى .. و ظهــر ! ألفيلسوف الكوني و العارف الحكيم عزيز الخزرجي للأطلاع على بعض كتبي عبر الرابط التالي: الكتب المنشورة ل الفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي NOOR-BOOK.COM الكتب المنشورة ل الفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي فيلسوف كوني Reply س . السندي says: September 19, 2023 at 2:03 pm من ألأخر { من المؤسف أن نرى عقولا تدعي العلم والتنوير وفي نفس الوقت تقول كلاما لا يدعمه لا منطق ولا عقل ولا سند تارخي ثابت ومؤكد ، فكيف يكون علي أفضل الرسل وهو ولا نبيه المدعي أنزلا أية أو صنعا معجزة أو أقاما ميتا ، فكفاكم أحبتي من تأليه من تعفنت عظامهم ، سلام ؟ Reply العارف الحكيم عزيز الخزرجي says: October 5, 2023 at 2:46 pm بسم رب الكون الكريم .. و بعد : أخي س. السندي : أولاً : عليكم بقراءة المقال بدقة ؛ حيث يبدو أنك لم تقرأ التفاصيل ناهيك عن وعيها !؟ بصراحة في هذا المقال لم أستخدم الفلسفة أو العلوم التجريبية في إثبات الحقيقة التي أظهرتها ؛ إنما إعتمدت على التأريخ فقط , و آلرواية المعنية بآلحدث او الحقيقة المذكورة .. و هذا هو السند التأريخي الذي إعتمدنا عليه, لا أكثر و لا أقل و لا علاقة للأمر بآلعلم أو التجربة . و لدينا أحاديث أعظم من هذا وردت بعنوان (الأحاديث القدسية) و قد إتفق عليها الفرقين الرئيسين يمكنك السؤآل من علمائك و مشايخك أو البحث عنها بنفسك إن كنت قادراً لترى أن هناك أحاديث قدسية و هي ترتقي لمصاف الآيات القرآنية لأنها خاصة ؛ تحدد للأنسان طريقا تجعله بمصاف الأله و منها الحديث المتفق عليه : عبدي أطعني تكن مثلي تقول للشيئ كن فيكون. و حديث آخر : [ما تقرب إلي عبد إلا بما فرضته عليه من واجبات , و ما زال العبد يتقرّب إليّ بآلنوافل حتى أكون يده التي يبطش بها و عينه التي يرى بها و رجله التي يمشي بها] . و هكذا أمثلة كثيرة . و نحن إعتمدنا على مصادر تأريخية مؤكدة مقترنة بآلمعجزات التي حدثت بعضها في معركة صفين و النهروان و غيرهما. و شكرا لوعيك. Reply العارف الحكيم عزيز الخزرجي says: October 5, 2023 at 2:56 pm مسألة أخرى أهم ممّا سبق : هل تعلم يا أخي السّندي بأن مدناً كاملة في العراق و إيران و تركيا يعبد الناس فيها علياً كإله و لهم أدلتهم و براهينهم على ذلك .. طبعا نحن المسلمين لا نؤمن بما يؤمنون بكون علي (ع) إلهاً ؛ إنما عرضنا هذا الأمر ليتبين لك أنّ الأمام عليّ ليس شخصية عادية يمكن قياسه و درجه بموازاة باقي الناس مهما علا شأنهم ! و يمكنك التأكد من هذه المعلومات من أهلها أو بنفسك إن كنت قادراً . محبتي و أحترامي لك و لرأيك. Reply ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي says: November 27, 2023 at 1:45 pm نقطة و تنبيه أخير للمنتقدين لفلسفتي الكونيّة .. السّندي مثالاً .. : منذ مدّة كتبت أكثر من ردّ على مُعتقداتكم و آرائكم و معارضتكم لأحد مقالاتي, بعد ما لاحظت أن الكثير من معتقداتكم و نقدكم ليس فقط مرفوض علمياً و منطقياً و أصولياً.. بل لا يوجد لكم أي برهان على ذلك كثقتكم العالية بآلـتأريخ و الأهواء والأوهام .. و منها ما معروض أعلاه – أعلى هذه الصفحة و منها ما طلبتم أدلة تأريخية على مدّعياتنا!؟ و هذه نقطة واحدة ربما تفيدكم و تدلّكم على الطريق الصحيح و التفكير الصحيح بعد النقاط العديدة التي ذكرتها سابقا لكم يتعلق بقضايا الفكر .. لأن الفكر يمثل كل شيئ في الأنسان و ليس هذا الجسد الذي سيبلى .. و النقطة الأخيرة التي أريد بيانها إضافة لسابقاتها هي: ـ للأسف تأريخينا الذي تعتقد به و تتبجح بوقائعه؛ هو تأريخ أسود و غير ناصح و مؤدلج في كل شيئ حتى في الأصول و الفروع .. و السبب : إن تأريخنا ؛ يعني تأريخ العرب و الأسلام أكثره قد كُتب بأمر الحُكّام و السلاطين و بحسب مرامهم و هواهم .. و لم يعكس الواقع الحقيقي خصوصا المعارضة فيه .. كما لم يمثل رأي الشعب و حقيقة المستضعفين فيه .. بل تمّ تقريره بحسب مصالح الحاكم و السلطان و الخليفة و كما هو الحال الآن .. في وضع الحكومات العربية و الأسلامية للأسف .. لذلك لا تتكأ على التأريخ المكتوب بأقلام المأجورين للسلطان و الحاكم و الخليفة .. بل إن كنت قادراً إبحث التأريخ المكتوب بأقلام المعارضين و هو قليل و مبعثر في ثنايا الكتب التي وصلتنا للأسف .. لكني أعتقد بأنه شيئ ممكن .. لكن يحتاج للكثير من الجهد مع الأنصاف والنزاهة بعيداً عن التعصب لأحد أو لمذهب أو لنظام معين ! و شكرا . Reply ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي says: Your comment is awaiting moderation. January 19, 2024 at 10:03 pm أيها الأخ السّندي و صديقه مرّة أخرى : بعد السلام :ـ إني أراكم قوماً تجهلون الحقيقة كاملة :ـ فبعد عرضي لعدة تعقيبات و موضوعات و أجوبة مستدلة بشأن (نقدكم الخاطئ) الذي ينقصه الدليل و البرهان و المنطق؛ أرى من المناسب لإثبات صحة مقولاتي .. أن أعرض رأي و موقف فيلسوف عاصرنا و توفى قبل سنوات و هو الأديب و الكاتب و الفيلسوف (جورج شجعان جورداق) بحقّ الأمام عليّ(ع) و هو مسيحي المذهب و ليس بشيعي ولا سني و لا مسلم ولا غير .. هذا الكاتب الفيلسوف المنصف قد ألّف أكثر من خمسين كتاباً في مختلف الشؤون الادبية و الفكرية و التأريخية و الفلسفية .. و كان آخر كتاب كتبه بآلمناسبة, لو كنت مطّلعاً على مؤلفاته , هو : [عليٌّ صوت العدالة الإنسانية ], مؤلف من ستة مجلّدات كبيرة و غنية عن التعريف, أنا نفسي تحيّرت حين رأيت كاتباً و فيلسوفا مسيحيّاً شريفاً و مؤمناً يكتب بهذا الشكل عن شخصية الأمام عليّ(ع) .. و قد توقف بعدها عن الكتابة نهائياً ولم يكتب صفحة واحدة بعد تلك المجلدات الستة, و حين سأله أحد الصّحفيين في برنامج فضائي .. عن سبب توقفه عن الكتابة بعد كتابته لتلك المجلّدات الستة عن الأمام (ع) ؛ قال في معرض جوابه : لم أجد شخصيّة بعد المسيح و محمد و عليّ تستحق الكتابة لأكتب عنه !؟ و هذه شهادة نعتز بها لعظيم المقام , و بكل إختصار أقول :ـ أنا ككاتب و صاحب (فلسفة كونيّة معروفة) ؛ أقول ؛ بأن الأمام عليّ(ع) ليس أبي ولا إخي و لا إبن عمي ولا حتى صديقي بل عاش قبلي بأكثر من 1400 عام, لكني أحترمه و أنصهر فيه لأنه الشخصية الثانية بعد المسيح و محمد طبق العدالة الإنسانية الكونية بحذافيرها فكان المسيح كما الرسول محمد .. كما الامام عليّ الذي كان يترأس 12 دولة وقتها لكنه لم يتمتع بأيّة إمتيازات أو رواتب أضافية .. بل كان يعيش كأي مواطن في دولته التي كانت عاصمتها الكوفة .. وهو صاحب المقولة التأريخية التي طبقها عملياً :[جئتكم بقميصي هذا ؛ إن خرجت منكم بغيرها فأنا لكم خائن]. [الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ أخرى ذَكَرَ فيها تَعامُلَهُ مَعَ عَقيلٍ عِندَما طَلَبَ مِن بَيتِ المالِ ، ثُمَّ قالَ ـ: وأعجَبُ مِن ذلِكَ طارِقٌ طَرَقَنا بِمَلفوفَةٍ في وِعائِها ، ومَعجونَةٍ شَنِئتُها ، كَأَنـَّما عُجِنَت بِريقِ حَيَّةٍ أو قَيئِها ، فَقُلتُ : أ صِلَةٌ ، أم زَكاةٌ ، أم صَدَقَةٌ ؟ فَذلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَينا أهلَ البَيتِ ! فَقالَ : لا ذا ولا ذاكَ ، ولكِنَّها هَدِيَّةٌ ، فَقلُتُ : هَبِلَتكَ الهَبولُ ! أَ عَن دينِ اللّهِ أتَيتَني لِتَخدَعَني ؟ أ مُختَبِطٌ أنتَ أم ذو جِنَّةٍ ، أم تَهجُرُ ؟ وَاللّهِ لَو اُعطيتُ الأَقاليمَ السَّبعَةَ بِما تَحتَ أفلاكِها ، عَلى أن أعصِيَ اللّهَ في نَملَةٍ أسلُبُها جُلبَ شَعيرَةٍ ما فَعَلتُهُ ، وإنَّ دُنياكُم عِندي لَأَهوَنُ مِن وَرَقَةٍ في فَمِ جَرادَةٍ تَقضَمُها . ما لِعَلِيٍّ ولِنَعيمٍ يَفنى ، وَلَذَّةٍ لا تَبقى ! نَعوذُ بِاللّهِ مِن سُباتِ العَقل ، وقُبحِ الزَّلَلِ ، وبِهِ نَستَعينُ (1) . ـــــــــــــــــــــــــــ (1).نهج البلاغة : الخطبة ۲۲۴ ، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۱۶۲ ح۵۷ . ملاحظة أخيرة : أوصيكم بقراءة كتاب الأستاذ المسيحي الفيلسوف جورج جورداق بعنوان : عليٌّ صوت العدالة الأنسانية. و أرجو من رئيس التحرير عرض هذه التعليقات إن كان يرى صلاحا في ذلك و له الشكر على تفهمه لحقيقة الأمر . فأنا بآلمناسبة لست شيعياً ؛ بل فيلسوفا مسلماً . أحترم جميع المذاهب و العقائد التي لا تؤمن بحمل السلاح و القوة .

ألمنهج الأمثل للخلاص :

ألمنهج الأمثل للخلاص : ما هو المنهج الأمثل للخلاص؟ أعزائي في كلّ العراق .. أصحاب الضمائر الساعين للحقّ و تطبيق العدالة؛ إليكم تعليقاً كتبتهُ في موقع (جامعة واسط )قبل قليل .. و لأنه هامّ للغاية فيمكن إعتباره تكملة للمقال[لماذا البشر والسياسيون خصوصاً حمقى]؟وهو: إخوتي المثقفين و الأكاديميين في الكوت و واسط و توابعها و كل العراق و حتى العالم : سلام عليكم أيها الأحبة و على آل الله الطيبين الطاهرين وبعد .. بصراحة ؛ لا يكفي .. بل لا يفيد معرفة الحق و حتى الحلّ فقط ! بل بآلأضافة لذلك؛ يجب علينا جميعاً السّعي المتواصل لمعرفة و لإيجاد و تحقيق سبل ذلك الحلّ على أرض الواقع .. لأننا أشرنا له تفصيلاً في مسألة إقامة المنتديات الفكرية و الثقافية و الأدبية سابقاً بإعتباره (المنبر الحيّ) الذي يرشد الناس و يدلّهم على الطريق نحو الحرية و الكرامة و الأختيار! إضافة إلى كتابتنا للمنهج العام و المنهج الخاص لتطبيق الحلّ الذي عرفناهُ, وكان الكتاب بعنوان : [أصول و مبادئ المنتدى الفكري](1) و بغير ذلك ؛ سيستمر الظلم و التكبر و النهب و النزيف و الفوضى و الحرب و الطبقية و إستغلال الناس من قبل المتهالكين المتحاصصين .. كما كان و دام ظلم صدام و البعث الهجين 40 عاماً عليكم حتى ضاعت أعماركم سدى و بلا هدف و لا فرح ولا سعادة بل نواجه اليوم - نحن الكبار - جيلاً مأسوفاً عليه؛ فرغم كل الذي كان يجري على الناس .. لكنهم كانوا للأسف يصيحون بكل غباء و قدسية كما أنصار الأحزاب المتحاصصة اليوم : بآلروح .. بآلدم نفديك يا صدام .. يا محكان .. يا شعلان .. يا فلان .. يا ياهو الجان, و كل صائح يهتف لراتبه لفقدان الثقافة و الفكر الكوني من وجودهم!؟ على كل حال : إن تحقيق الحلّ يكون بإشاعة الفكر و آلعدالة في الحقوق الطبيعية كما في الحقوق الأخرى على كافة المستويات و الخدمات؛ و هو المطلوب الأساسي الآن للتخلص من إستغلال السياسيين و الأحزاب المتحاصصة الفاقدة للإيمان و الضمير و الوجدان بسبب فقدانها للفكر و الثقافة أيضاً .. رغم إنها تدعي في الظاهر و بالكلام خدمة الناس و الأسلام و تصلي و تصوم و تنتمي للأحزاب المختلفة المتحاصصة !؟ لكنها و بآلعكس من شعاراتها البراقة ؛ سرقت البلاد و العباد و كبّرت الفوارق الطبقية و الحقوقية و أشاعت الجهل و الأميّة الفكرية و أعلنت عمليّاً بأنّ سرقة المال العام حلال و مُباح بفتاوى جاهزة مؤدلجة و كما سمعنا على لسان أكثرهم للأسف .. و الناس التي تعرف شيئا من التأريخ و الوعي ظلّوا فاتحين أفواههم حيرى أمام ذلك النفاق و الكذب و الفساد و لحد الآن لا يعرفون لمن يتّبعون .!؟ فهل هذا لا يحتاج إلى توحّدكم و تعاونكم للحلّ الذي يبدأ بنشر الفكر الكوني بدل الفكر الأرضي - الوضعي المحدود الذي دمركم!؟ فهل أنتم لها با أبطال الكرامة و الفكر و الثقافة ؟ أم لسان حالكم لا سامح الله ما زال هو و كما كنتم زمن النظام الصداميّ؛ (آنيييي شعليييية)؟ الرواتب و التقاعد مالي جاري و الحمد لله عايشين), و لا ترمي بنفسك إلى التهلكة !؟ بينما الهلاك في ترك الملاك. و كان هذا حال أكثركم زمن البعث الذي حرق الحرث و النسل؟ و إعلم يا أخي و يا بني و أختي و يا كلّ أهلنا ؛ بأنّ حقيقة ألأنسان يتكون من الفكر و من روح شفافة و كرامة كونية و حرية و إختيار .. و ليس من بدن و بدلة "جسد" مُمتلئ بآلجراثيم و الدم و العروق و العظم و الجلد و الشعر .. كما المخلوقات التي لا تعرف معنى الكرامة و الحرية و الفكر إلا بحدود بسيطة لأنها مختصة بشكل كبير و رئيسي للأنسان ! ورسالتنا هو تنمية ذلك و الحفاظ عليها من الضمور. و الحلّ يكون في إتّحادكم أوّلاً و تأسيس المنتديات الفكرية و الثقافية و الأدبية و الفنية ثانياً و غيرها لمداولة الموضوعات الفكرية التي تمثلكم.. و الله من وراء القصد .. و هو خير ناصر و معين. العارف الحكيم عزيز حميد مجيد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كتاب أصول و مبادئ المنتدى الفكري : https://www.kutubpdfbook.com/book/%D8%A3%D8%B3%D8%B3-%D9%88-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A6-%D8%A3%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%8A-1 تحميل كتاب أسس و مبادئ ألمنتدى الفكري pdf تحميل الكتاب pdf | مقهى الكتب خلاصة الكتاب: هي التأكيد على ضرورة بل و جوب إنشاء المنتديات الفكريّة, خصوصا في هذا العصر الذي شتت الناس و فرق شمل العوائل و الأزواج و حتى الشعوب و الأمم بعضها عن بعض, فتركوا التواصل و اللقاء و المحبة و التواضع .. لذلك فأن المنتديات و المؤتمرات هي المكان الأمثل للقاء يومي أو إسبوعي أو على الأقل مرة في الشهر أو حتى في السنة لتبادل المعلومات و الأخبار و الأحداث و دراسة أبعادها لتعيننا على خوض غمار حياة أفضل .. لأن العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس .. و الحكمة الكونية التالية تُعبّر عن جوهر الكتاب و هي: [محادثة واحدة مع حكيم أفضل من 10 سنوات تدرس فيها الكُتب]. www.kutubpdfbook.com

Thursday, January 18, 2024

لا مستقبل للعراق :

لا مستقبل للعراق : يحتلّ [(ألعراق المرتبة الثالثة عالمياً) بعد (آلسّعودية 264.59 مليار برميل) و (فنزويلا 211.17 مليار برميل) (و قبل ايران 137 مليار برميل) وفقاً لارقام منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" فقد بلغ الأحتياطي الأجمالي للنفظ العراقي بحدود 143.1 مليار برميل], ليشمل 10.7 بآلمئة من الأحتياطي العالمي! رغم هذا فإنّ العراق ما زال يستورد (البنزين و الغاز), إلى جانب إستيراد كل شيئ للغذاء و اللباس و الدواء و الآليات و الحاجات المنزلية و حتى آلنِّعل و الأحذية و هي صناعة قديمة كان يتقنها حتى البدو الرّحل من القدم .. يشترونها بأموال النفط الذي يبيعه العراق لتسديد رواتب الموظفين خصوصاً رواتب المتحاصصين و مرتزقتهم و التي تصل لأكثر من نصف تلك الثروة(ميزانية كل سنة) .. هذا بدون حساب السرقات التي تتم بسبب التحاصص مع كلّ دورة جديدة بحسب قسمة الشيطان, لذلك فأن حدوث أية أزمة في سعر النفط ؛ فأن العراق سيواجه كارثة كبيرة جداً تحطم حاضر و مستقبل الناس جميعاً بإستثناء المتحاصصين الذين سرقوا أكثر من ترليوني دولار أمريكي لعنهم الله و مرتزقتهم إلى يوم الدين فجميعهم عطالة و بطالة ولا علم و لا نفع. فقد كشفت منظمة برنامج الأغذية العالمي WFP الدولية التابعة للأمم المتحدة في تقرير موسع لها عن أنشطة دعم المستوى المعيشي والتأقلم مع تبعات التغير المناخي في العراق وبرامج التمكين لمجتمعات متضررة في سبع محافظات عراقية؛ ان معدل البطالة بين شباب العراق بلغت 35% في حين ازدادت معدلات الفقر منذ العام 2018 حيث إن 29.6% من العراقيين هم دون خط الفقر بواقع 12.27 مليون شخص من تعداد نفوس يبلغ 41.2 مليون يشكل الشباب نسبة 70% منهم. لذلك سيستمر العراق بهذا الفساد و النزيف نتيجة جهل الحاكمين و فقدانهم للشرف و الوجدان و الضمير جنباً إلى جنب الجهل و الأمية الفكرية التي ميّزتهم و مناهج أحزابهم الجاهلية - الإرهابيّة, لذلك قلنا و نكرّر : لا مستقبل للعراق مع هؤلاء و هذا النزيف المستمر إلا بعد منع تلك الأحزاب الإجرامية و تقديم قادتها و مروجيها للمحاكمة و إرجاع الأموال الترليونية التي سرقوها .. ليعم الرخاء و الأمن و النظام و العدالة في ربوعه بعد إجراء إنتخابات عادلة تشرف عليها هيئة الأمم المتحدة مع مراقبيين دوليين مباشرة بعيداً عن ألأيادي العراقية الملوثة بآلحرام و الفساد. العارف الحكيم عزيز حميد مجيد.

Wednesday, January 17, 2024

لذلك تركتُ العراق ! ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي

بيان ألفلاسفة لعام 2024م =بيـان ألفلاسـفة لعـام 2024م : بيت القصيد, يتركّز في (ألأربعين سؤآل) و(ألخاتمة) : كما يعلم أهل الفكر والقلب والقلم أنّ آلفلاسفة يُصدّرون كلّ عامّ بياناً عن وضع العالم لعلّهم يتّقون من آلتكبر وآلظلم والفساد والقتل وآلشّر: فما يجري في عالمنا من أحداث مُرعبة وحروب داميّة وفساد مستمر وفوارق طبقيّة وحقوقيّة بقيادة الحكومات لتُدمي القلوب وتُشوّه الحياة التي لم يبق من صفائها إلّا القليل جدّاً وآلثلة ألمُتّقية ألمُثقفة ألرّحيمة ألّتي يقودهم الفلاسفة بقيادة ألعارف الحكيم؛ هم وحدهم أحباب الله وحاملي ألأمانة, يُقابلهم قُساة آلقلوب من القطعان البشريّة التي إصطفت مع آلشيطان الذي هو الآخر إستقال من منصبه بعد ما تبرّأ أمام الله من أفعال هذا البشر ألجاهل ألظالم ألملعون, الذي بَقي يتخبّط في بشريّته ورفض الأنتقال للإنسانيّة ناهيك عن الآدميّة, بل ونادراً ما يحتفل بمئوية ولادة أديب أو فنان أو فيلسوف حيّ ينتج الفكر لتعزيز الوعي والمعرفة لإسعاد الناس, بل بالعكس يشارك الحكومات في قتلهم! لقد تزامن مع صدور هذا البيان مرور 75 عاماً على إعلان العاشر من (ديسمبر) كما كل عام .. يوماً عالميّاً لحقوق الإنسان, حيث تبنّت فيه الأمم المتحدة (ألإعلان العالمي لحقوق الإنسان), إذ تمرّ هذه الذكرى مع بياننا هذا, بينما يعيش مليونان ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة تحت وطأة القصف العشوائي العالمي حيث تشارك 10 دول في قتلهم ليصل عددهم للآن أكثر من عشرين ألف ضحية، معظمهم من الأطفال والنساء، بينما الدول الكبرى التي تتحدّث عن (الميثاق) العالمي لحقوق الإنسان و تقرّ القوانين للرفق بالحيوان؛ تردّد [من حقّ القتلة أن تدافع عن نفسها], بل و أكثر من ذلك تقول : [إنهم مجرّد حيوانات بشرية]!؟ إلى جانب القهر والجوع الذي تعاني منه كل شعوب العالم! لكنها مع ذلك تحظى بدعم الدولة التي تقود العالم الحُرّ وتسعى لنشر “الدّيمُقراطية” في العالم وتلوم آلصّين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران وفنزويلا وكوبا على عدم الالتزام بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان!؟ ألعالم آلحُر يعيش أزمة أخلاقية و فكريّة وإنسانيّة مريعة، بل إنّ وصف (الحُر) لم يعد ينطبق على الدّول التي تدعيه، و يحتاج لصياغة و إعادة تعريف؟ وهل العالم الحر حرٌّ فعلاً؟ أم أنّهُ أسيرٌ لفكرة أو جماعة ما؟ لماذا لا يستطيع أيّ مسؤول أميركي أو بريطاني أو ألماني أو فرنسي أن ينتقد إسرائيل التي تقتل الأطفال والنساء في مخالفة صريحة للقانون ألدّولي؟ ألإعلان العالمي لحقوق ألإنسان بموادّه الثلاثين يُؤكد أن “بني البشر ولدوا أحراراً وهم متساوون في الكرامة والحقوق”. لكنه مجرّد كلام! لأنّ السيّد (دونالد ترامب) لخّصَ ما يجري في عالمنا المرعب وهو يتحدث بصراحة عن حقيقة الوضع فيه, رغم وقاحته ونذالته وعدوانيته كما باقي البشر ألملعون الظالم؛ لكننا (نرفع له القبعة) لصراحته وشجاعته في وصف الحال, فآلبعض من آلعُرفاء يعتقد بأنّ (العواهر) تنكشف أمامهم الحُجب وأستار الظلام لصدقهم مع ذاتهم و عهرهم فَيَرَونَ الحقائق المخفيّة التي لا يراها حتى “المتديّنين” بمظاهرهم! أنه تصريح واضح علّه يُفيقنا من كبوتنا لنكف عن التناحر و الإقتتال و الفساد و النفاق و الغيبة و آلتآمر الذي إبتلي بها البشر ضدّ بعضهم, وإليكم ملخص ما قاله ترامب بعد خسارته مع (بايدن) الذي أعلن هو آلآخر بكون (ألأباحية والمثليّة شرط لقبول آلآخر كصديق لأمريكا)! [أيّها السّادة : أليوم قرّرتُ أنْ أخبركم بما يجري حولنا؟ والى أين يتجه عالمنا بظلّ المتغيرات التي حصلت طيلة (400) عام؟ تذكرون عام 1717م الذي كان ولادة العالم الجديد .. و تذكّرون إنّ أوّل دولار طبع عام 1778م .. و لكي يحكم هذا (الدولار) كربّ أوحد بين البشر؛ كان العالم بحاجة الى ثورة فكانت الثورة الفرنسية عام 1789م، تلك الثورة التي غيّرت كلّ شئ، و قلبت كلّ شئ و مع انتصارها انتهى العالم الذي كان محكوماً لأكثر من 5000 عام بالأديان والميثولوجيات و الأمبراطوريات، وبدأ نظام عالميُّ جديد يحكمه المال و الإعلام و التكنولوجيا .. عالمٌ لا مكان فيه لله ولا للقيم الإنسانية .. و لا تستغربوا أنّنا عينة من هذا النظام العالمي الجديد، هذا النظام يعرف طبيعة عملي الخالي من القيم الإنسانية والاخلاقية، فأنا لا يهمني أن يموت المصارع ؛ بل ما يهمني هو أن يكسب المصارع الذي راهنتُ عليه، و مع ذلك أوصلني النظام العالمي الى الرئاسة! أنا الذي أدير مؤسسات للعمل و آلقمار و رئيس أقوى دولة ، إذاً لم تعد المقاييس الأخلاقيّة هي التي تحكم؛ بل ألذي يحكم اليوم العالم والبشر؛ هي المصالح بقيادة (ألدّولار) بلا مُنازع. ذلك الدولار الذي تسبّب في قتل “جون كندي” في نوفمبر 1963م في (دالاس) عندما أراد سحب ملكيّة الدّولار للدولة بدل عائلة (روتشفيلد) التي كانت تتحكم به للآن عبر البنك الفدرالي و صندوق النقد, لكنه قُتل لمجرد إعلانه عن نيّته بيوم واحد, لأنه وضع إصبعه على الجّرح الذي ما زال ينزف منه الناس, لكنهم كانوا له بآلمرصاد فقُتل على يد إبناء الشيطان! و إستمرّ عمل نظامنا العالمي بصبر دون كلل حتى قضينا على سلطة الكنيسة بآلأمس و سلطة الدول اليوم، و فصلنا الدّين عن السياسة لتحلّ العلمانيّة المعادية للدّين محلّه, و أيضاً عندما سقطت ما سميت بـ(الخلافة الإسلامية العثمانيّة) وحتى الدّيانة اليهودية، أسقطناها .. عندما ورطناها معنا بالنظام العالمي، فالعالَم اليوم بغالبيته يكره السّاميّة، لذلك قمنا بفرض قانون يحميها، و لولا هذا القانون لقُتل اليهود في الأرض لذلك عليكم أن تفهموا إنّ النظام العالميّ الجديد لا يوجد فيه مكان للدِّين والأخلاق وانتم تشهدون كل هذه الفوضى و الحروب التي عمّت العالم من اقصاه لاقصاه، إنها ولادة جديدة .. ولادة ستكَلّف الكثير من الدِّماء، وعليكم ان تتوقعوا مقتل عشرات و مئات الملايين حول العالم، ونحن كنظام عالمي غير آسفين على ذلك، لأننا لم نعد نملك الأحاسيس و الضمير, بعد ما تحول عملنا كما الآلة! و سنقتل الكثير من العرب والمسلمين، و نأخذ أموالهم ونحتل اراضيهم، ونصادر ثرواتهم، و قد يأتي من يقول : إنّ هذا يتعارض مع النظام والقوانين! و جوابنا، ببساطة : إنّ ما نفعله بالعرب والمسلمين هو أقل بكثير ممّا يفعله العرب والمسلمون بأنفسهم!؟ لهذا لا نأمَن و لا نثق بهم لأنّهم خونة و أغبياء و منافقين. هناك إشاعة كبيرة في العالم العربي بكون امريكا تدفع مليارات الدولارات لإسرائيل و هذه كذبة، فإنّ الذي يدفع لإسرائيل مليارات الدولارات هم العرب أنفسهم .. فالعرب يعطون المال لأمريكا التي بدورها تعطيه لإسرائيل، و أيضاً العرب أغبياء .. لأنهم يتقاتلون طائفياً، مع العلم إنّ لغتهم واحدة و ربهم واحد و كتابهم واحد (وما يجري في بلدانهم من المآسي على أيديهم خير دليل على ذلك)! اذاً المنطق يُبرّر زوالهم و عدم بقائهم , لهذا تسمعونني أقول دائماً؛ (عليهم أن يدفعوا و يُطيعوا…) أما صراعنا مع إيران .. ليس لأنّ ايران هي التي اعتدت علينا، بل نحن الذين نحاول تدميرها وقلب نظامها، وهذا الأمر فعلناه مع الكثير من الدول والأنظمة في العالم، (فلكي تبقى الاقوى عالمياً عليك إضعاف الجميع بتفرقتهم لأن وحدتهم تسبب هزيمتنا) .. وأعترف انه فيما مضى كنا نُقْلِب الانظمة ونُدمر الدّول ونقتل الشعوب تحت مسميات الديمقراطية و الحرية، لأنّ همّنا كان ان نثبت للجميع أننا (شرطة)و(سادة) العالم، أما اليوم لم يعد هناك داعي للإختباء خلف إصبعنا أو تلك المُسمّيات، وها أنا أقول امامكم لقد تحولت أمريكا من (شرطة الى شركة)، والشركات تبيع وتشتري وهي مع من يدفع أكثر والشركات كي تبني عليها أنْ تهدم، و لا يوجد مكان مهيّأ للهدم اكثر من الوطن العربي و دول الأسلام و قليل من دول العالم. ان ما صرفته السعودية في حربها على اليمن للآن؛ يُعادل ما صرفته أمريكا بحرب عاصفة الصحراء .. فماذا حقّقت السعودية؟ بل قالت في الختام : (إنها بحاجة لحمايتنا)، في الوقت الذي تدفع فيه مليون دولار ثمن صاروخ لتدمر موقعاً او سيارة لا يتجاوز ثمنها بضع آلاف دولار .. و هكذا كانت الحروب السابقة و ستكون اللاحقة. لا أعلم أين النّخب؟ ولا أريد ان أعرف، فأنا أعرف بأنّ مصانع السّلاح تعمل؟ لا يُعنيني من يموت و من يقتل في تلك المنطقة؟ وهذا آلأمر ينطبق على الجميع، فأنا سأستمر بمشروع السيطرة على النفط العربي و منابع الطاقة فهذه السيطرة تساعدنا في استكمال السيطرة على اوروبا و الصين واليابان وحتى العالم .. ثمّ إنه لا توجد شعوب حرة في المنطقة فجميعها محكومة بحكوماتها وأحزابها الظالمة و مَنْ ورائها من المستغليين، فلو وُجدت(أي الشعوب) لما وُجدنا نحن، لذلك لن نسمح بإيقاظ الشعوب بخلاصها من حكوماتها .. كما لن نسمح لأيّ جهة كانت الوقوف في وجه سيطرتنا على المنطقة، لذلك وضعنا إيران أمام خيارين؛ إما (الحرب أو الإستسلام) و فرضنا عليها أقصى العقوبات التي ستوصلنا الى الحرب التي لن يربح فيها أحد بالمنطقة بل سيكون الرابح الوحيد النظام العالمي الجديد بقيادتنا، ولكي يربح هذا النظام سنستخدم كلّ ما توصلنا اليه وعلى كافة الصعد العسكرية والتكنولوجية و الإقتصادية], وخِطاب خَلَفِهِ (بايدن) قد لخّص الأمر كلّه بآلقول : [إنّ مَنْ يُريد أن يكون صديقاً لأمريكا و للغرب فعليه أن يقبل بآلأباحية و المثليّة حتى ممارسة الجنس مع الحيوانات]! و ممّا يُؤكّد تلك آلحقائق ألمُرّة؛ هي إستغلال الناس و الوقائع و الحروب المُدمّرة التي إندلعت فيما بعد كحرب أوكرانيا و الحرب الفلسطينية -إلأسرائيلية وحرب اليمن – السعودية و حرب غزة القائمة والنزاعات المختلفة شرقاً و غرباً, كالعراق و السودان و أفغانستان و غيرها لمختلف الأسباب؛ كآلحدود و الماء و الموانئ .. هذا رغم إن واقع الشعوب مريبة و مخيفة لأنها تعيش الفقر و المرض و العطش و الجوع, بحيث دلّت الأحصائيات على وجود أكثر ؛من 30 مليون مريض نفساني فقط في أمريكا , إضافة لجيوش الفقراء والمشرّدين, وهكذا في بلاد العالم التي يُقدّر فيها عدد العصابيين بأكثر من 70% يعني العالم في خطر لأنهم إنقطعوا عن السماء و القيم و إنظموا لجيوش العبيد! لذلك أيّها المفكّرون والفلاسفة؛ كونوا كونيّيـون ربّانيـون: لأنّ الله سيسألكم جميعاً عمّا كنتم تعملون (فإصدعوا بما تؤمرون و أعرضوا عن المشركين – المستهزئين), فأكثر الناس حتى المسلمين و المدّعين باتوا بطانة للكفر دون الله, و ما تلفظون من قول إلا عليه رقيب عتيد من الله تعالى, وسكرة الموت جاءَكم بآلحقّ ذلك الذي كنتم عنه تحيدون, وما ملجأ لكم من عذاب ربّ الكون, فكونوا كونيون. أمّا كيف وما السّبيل لتحقّق ألصّفة آلكونيّة في وجودكَ وقد بدأتَ عامك الميلادي الجديد هذا 2024م للمرة السبعين؟ فلذلك شروط أهمّها: لا تنال ألصّفة الكونيّة في وجودك أيّها الحاكم و ألمُفكر؛ ما لم تصل مرتبة الآدميّة في ذاتك والتي معها يستوجب تفعيل العقل الباطن لتجعل القلب هو آلعقل المُفكّر و الواحة الرحيمة الشفوقة بدل العقل الظاهر الذي لا يرى به صاحبه سوى الظاهر المادي المحسوس و الذي يسحبه نحو القسوة و الظلم و العبث عادّة, فإجعل القلب الباطن (الوجدان) الذي يمثل صوت الله المنطلق للأحكام و الأحلام و آلأسفار, التي معها تتقدم حتى على الصّفة (الأنسانيّة) التي تعلو آلصّفة (البشريّة – الحيوانيّة) بفواصل كبيرة إنها تمثل مُتوالية منطقية كونيّة كآلتالي: [بشريّة – إنسانيّة – آدميّة]! وإنك أيّها المثقف والمُفكّر وآلفيلسوف: عندما تشعر ببلوغك مرتبة (آلآدميّة) يعني قمة التواضع؛ تكون قد حصلت على آلمؤهلات اللازمة لبدء (الأسفار الكونيّة)؛ لترتبط في نهايتها بمكونات (الوجود) و (واجب الوجود) و (ممكن الوجود), و حينها يتفعّل وجدانك الحيّ؛ و تنبذ الظلم والقهر ذاتيّاً, لأنك إتصلت بضميرك بالشبكة الكونيّة المتصلة بعضها ببعض من الذرة حتى المجرّة عبر نظام كوني دقيق بسبب تناغمك مع حركة الوجود إيجابياً و بدون تفعيل وجدانك و ضميرك مع تلك الحركة الوجودية تكون جزءاً من الفضلات الكونيّة كما كل الطفيليين المرتزقة المنفذين لنهج الحكومات التي تنشر مبادئ الشيطان لا الرّحمن! بتعبير آخر؛ لو صرت كونيّاً؛ فإنّك تستلم و تُبادل الأشارات و الموجات مع العوالم الأخرى بمدى شفّافية إخلاصك و إنفتاحك على معالم (المعشوق المُبدع) للوجود و كذا بمقدار بُغضك لـ (للمُنكر) و ألحسد و آلغيبة والكذب والنفاق كمعالم للشيطان الرافض لتحقق آلتواضع في وجودك أمام المخلوقات لتقول كما قال سقراط في النهاية ؛[علمت أنني لا أعلم شيئاً]؛وبعدها لا تعد مخلوقاً محدوداً تتكبّر؛ للأنتصار لنفسك دون آلحقّ وكما تفعل آلحكومات وأحزاب الأرض قاطبةً وهي تسعى لمآرب الشيطان بسبب آلنظرة الضيقة وآلمنافع الشخصيّة والحزبيّة و العشائرية, بسبب لذّات نفسه التي تكون هي معيار ألتقيم و التعامل مع آلوجود, وكما هو حال حكام و سياسيّ و أحزاب بلادنا والعالم في تعاملهم مع الوجود ومع شعوبهم, بحيث لا يُصدّرون حُكماً أو أمراً إلّا و ينظرون إبتداءاً لمنافعهم قبل آلناس, بعيداً عن العدالة والمحبة لهذا لو أردت أنْ تكون كونيّاً عليكَ عبور المستوى البشريّ و المستوى الأنسانيّ أيضا لتصل الآدمية لتدرك الحقيقة التالية : [الظلم وأيّ ذنب صغير كانَ أو كبير و في أيّ مكان يُشكّل تهديداً للعدالة و آلأمن في كلّ مكان, لأننا ضمن شبكة الوجود ألواحدة التي لا مفرّ منها مهما بلغت حالة التّكثر و التكبر التي أصابت العالم بعد التّوحد, لذا لو تأثّرَت أو أثّرت بفعل، فإنّهُ يُؤثر تلقائيّاً بجميع آلوجود, بمن فيها من الناس الذين هم عيال الله فأحسنوا لهم كما تُحب أن يُحسن لكَ] . إن مدى الظلم قد إمتدّ و خيّم على العالم كلّه بسبب الحكومات و الأحزاب فعندما تقوم دولة عظمى منع كتاب (ألدّولة في الفكر الأنسانيّ) للفيلسوف الحكيم ألذي يدعو للرّحمة و آلعدالة و المساواة في كلّ شيئ بعكس دعوة الحكومات الجّاهلة الفاشلة لتعميق الفوارق الطبقية ؛ فمن الطبيعي أن تعرف أين وصلنا في درجة الظلم!؟ فمنع إنتشار المبادئ الكونية تؤدي لتوسيع الطبقية و الفوارق الحقوقيّة والفساد و إستمرار سرقة و تعبيد الناس لهيمنتهم, و هذا يكشف مدى هشاشة الفكر و الفلسفة التي بنوا عليها أنظمة دولهم التي تهدف تحقيق مصلحة (المنظمة الأقتصادية العالمية) عن طريق الأحزاب و اللوبيات دون مصالح الشعوب و الأمم, معتقدين بأنّ السلاح والقوة و الخداع بإمكانها قهر و إخضاع آلشعوب, حيث لم يعد حاملوا السلاح قادرين على تغيير وجه التاريخ و تحديد مصائر الشعوب مهما بلغت قوة أسلحتها، و لا بُدّ لذوي العقول و الوجدان من تمحيص الأوضاع و المخططات والتاريخ لتَجنيب الأجيال القادمة فتناً يُمكن تفاديها بالوعي بدلاً من خوضها مرّة تلو الأخرى دونما بصيرة, و لنا في تجربة فتح إيران الدّرس الكبير و كيف إنّ الفاتحين أرادوا فرض نظام معيّن بقوة السلاح .. لكن الناس رفضوا وتغيّير الوضع جذريّاً بليلة وضحاها رغم إمتداده لألف عام, فآلفكر و آلثقافة والعدالة إلى جانب الرّحمة؛ تبقى و تمتد لتُسعد الخلق. لذلك يجب أنْ نهتم بآلفكر والثقافة الكونية للحكم على التأريخ و العقائد و الفلسفات عموماً .. و ليعلم المثقفين و المفكرين و الفلاسفة بأنّ جذور محنتنا عبر التأريخ المؤدلج يعود لمشايخ و رؤوساء كبار لم يسمع الكثيرون مناقشتها لمعرفة حقيقتها بسبب التعصب و هالة القدسيّة التي وضعوها عليهم فتسببت بتشويه الحقّ و تغلغل الفساد وإمتداده بين الأجيال دون وجود مَنْ يتصدى لها منطقياً خوفا من القتل, إلى جانب محنة إحراق الكتب و الهجوم على المكتبات وتدميرها مذ ظهر الأسلام وإلى يومنا هذا, حيث أحدث إحراق الكتب وتكفير العلماء و الفلاسفة عبر التاريخ؛ ردة فعلٍ قويّة لدى أصحاب الفكر والقلم إذ باتوا يخشون من التكفير والتنكيل؛ فإما انكفؤوا على أنفسهم واعتزلوا قول الحقّ أو قرّروا عدم التصدّي لما يرونه من إفسادٍ للفكر و المنطق و الدّين القيّم والسريرة السليمة, وهذا يتطلب جهاداً وتضحيةً قد تكون في غير مكانها إذا كانت الأغلبية من الرّعاع الذين لا يقرأون كما هو حالهم اليوم لا يسلّموا بالحق والمنطق ولا يدافعوا عن الفلاسفة و المفكرين بل يدافعون عن الأنظمة الحاكمة, كما امتنع الكثير ممّن شهدوا الأحداث على مرّ التاريخ من الإدلاء بشهاداتهم لأنّه ببساطة، سيُبرهن أنّ جلّ ما سطّره البعض كتاريخٍ رسمي للأجيال؛ مزوّرٌ أو ناقصٌ و مؤدلج تمَّ رسمه بقوّة السلاح وسلطة المال التي تسببت بتسطيح الفكر و القيم و بآلتالي سَهَلَ تسخير الناس كعبيد ومرتزقة لإستغلالهم! أما لماذا البقاء؟ فلا يعلمون!؟ فكيف يمكن أن نتعلّم من تاريخ غير شفاف لم يقل الحقيقة أصلاً ومن أحداثٍ لم تصلنا حقيقتها و أسرارها و أسبابها, ومن مفكّرين اتخذوا الصّمت سبيلاً للنجاة والإبتعاد عن الإشكالات التي قد تكلّفهم غالباً حياتهم؟ مقابل ضياع ألأمم و تحويل البلاد و العباد لجهنم حقيقي و فتن قومية و طائفية و حزبية! لهذا لا جنة و لا حياة إلا بتطبيق العدالة العلوية الكونيّة التي أكّدت عليها (“هيئة الأمم المتحدة” و كما أشرنا لها في البيانات الكونية للأعوام السابقة). من الصحيح و المعروف إن الغالبية العظمى من الناس لا تريد أن تُكرّس وقتها للقراءة والبحث و اكتشاف حقائق الأحداث التاريخية و وضعها في نصابها الصحيح نتيجة ضغوط المعيشة, إلى جانب أنّهم أصلاً من الهمج الرّعاع الذين لا يقرؤون .. وإذا قرأوا لا يفهمون, وإذا فهموا لا يعوون, و إذا وعوا لا يعملون, ولا يسلّموا بالحقّ و المنطق, و إذا سلّموا بآلحق لا ينطقون, والمطلوب للخلاص؛ هي الوحدة و نبد العنصرية و الفوارق الطبقية و الفتن الطائفية و المذهبية و الدّينية كتلك التي حدثت في معظم بلادنا كفتنة الشيعة و السنة و فتنة القوميات والمسيحين الآشوريين ضد الكلدانيين, و ليس أمامنا بعد تلك التجارب؛ سوى البدء بشكلٍ جدّيّ و عمليّ بنشر التوحيد و الوعي و القراءة و تأسيس المكتبات و المنتديات والمراكز الفكرية .. بعد ما لم يعد المناهج الوضعية وحدها مُجدياً ولا حاملي السلاح حتى النووي قادرين على تغيير الوضع و تحقيق السعادة، بل لا بُدّ لذوي العقول والفكر من تمحيص هذا الوضع و التاريخ و تحليل الواقع وتقييمه بصدقٍ و وعي لتجنّيب الأجيال القادمة المحن وآلفتن و آلمعارك التي يمكن تفاديها فقط بالوعي والحكمة بدلاً من تكرارها مرة تلو الأخرى بسبب الأنانية دونما نصر و بصرٍ أو بصيرة أو حتى نتيجة مفيدة, و إحلال العدالة ونبذ الطبقية وآلفوارق الحقوقية الطبيعية وإختلاف المستويات المعيشية المتسببة بآلفساد والظلم! وهذا يحتاج إلى معرفة البنى الفكريّة الكونيّة ولو إجمالاً عبر آلأسئلة الكونية أدناه: لتشكيل (البُنية الفكرية) التي لها علامات و قواعد تتأسس عليها ثقافة الأنسان الفرد و المجتمع ككل لتحديد نهجه في الحياة و الوجود ككل, و لفقدان تلك الأسس الكونيّة و المناهج في العقل العربي و الأسلامي و حتى العالمي بدرجات متفاوتة ؛ لذا بات الفساد قريناً طبيعياً مع كل شيئ و حدث أو تشكيل حكومة, بحيث أصبح ذلك (المفقود) يُمثّل خللاً كبيراً و علة العلل في المجتمع البشري و جزء مكمل للبشر و بشكل خاص للشخصية العراقيّة – العربية التي حُكمت بنظريات سلطوية طغت عليها ظاهرة العنف و الطبقية و الخيانة على مختلف الصعد, و باتت الشعوب بسبب تلك الأنظمة و الأحزاب الهجينة لا تعرف حتى أبجديات المعايير الكونيّة للحياة الفكريّة و الأجتماعيّة و السياسيّة و الأقتصاديّة العادلة الناميّة حتى في الأنتخابات ألشكلية بين المتحاصصين لحقوق الناس, لأنّ فلسفة الأحزاب و الحكومات و على رأسها (المنظمة الأقتصادية العالمية) هي (ألتسلط بآلتآمر و غطاء الدّيمقراطية المزيّفة لنهب الأموال)التي تسبب تعميق الفوارق الطبقيّة والحقوقيّة و لا خلاص من هذا الواقع الفاسد المُدمّر إلّا بتأسيس (المنتديات الفكريّة والثقافية والمناهج المناسبة التي تُخرّج الأنسان الآدمي لا الأنانيّ) لتفعيل البُنى التحتية المفقودة لبناء ألفكر و كبح جماح النفس طبقاً للفلسفة الكونيّة ألعزيزيّة في المجالات الأساسيّة التي وردت ضمن الأسئلة الأربعون أدناه لإعداد و تأهيل الأنسان و المجتمع الكونيّ كي يكون مُمثّلاً لنجاة للنّاس عبر البرلمانات و الحكومات و القضاء العادل. و(الأربعون سؤآل) المعنيّة تثويرها ببيان أجوبتها هي: 1- ما معنى و دور الفلسفة في فهم الحقائق العلمية و طبيعة الوجود في تقويم الحياة؟ 2- ما الفرق بين الفلسفة و السفسطائية, و أيّهما سبق الآخر بآلظهور!؟ 3- متى و لماذا ظهرت الفلسفة الكونيّة و من هو الفيلسوف الكوني الذي أبدعها؟ 4- مَنْ خلق الأنسان؟ و لماذا؟ و من أين أتي؟ و كيف؟ و مع مَنْ؟ و إلى أين يرجع؟ 5- أيّهما يتقدم على الآخر: إصالة الفرد أم المجتمع؟ 6- ما هي العلل ألفلسفيّة الأربعة التي تحكم و تبرّر وجود آلوجود؟ 7- ما الفرق بين الحالة البشريّة و الأنسانيّة و الآدميّة في الفلسفة الكونية؟ 8- ما هو (التّكثر و التّوحد) و أيّهما الأولى و الأهم و يتقدّم على الآخر لترسيخه في حياتنا؟ 9- ما هي المحطات الكونيّة للوصول إلى مدينة العشق و السلام؟ 10- ما هي المراتب الوجوديّة بحسب الفلسفة الكونيّة ألعزيزية؟ 11- ما معنى القضاء و القدر؟ 12ما هي نظرية المعتزلة و الأشاعرة و فرقه عن نظرية ألشيعة؟ 13- ما علاقة علم الكلام بآلفلسفة؟ 14- ما هي صفات الحكومة الكونيّة التي تتحقّق بظلها العدالة؟ 15- ما هي الجذور الفلسفية للنظريات السيّاسية؟ 16- كم عدد النظريّات آلسّياسيّة الحاكمة في العالم التي وردت في كتاب (الدّولة في الفكر الإنسانيّ)؟ 17- لماذا تكره الحكومات و السياسيّون ألفلاسفة و المفكرين؟ 18- لماذا دائماً يُحاصر و يُشرّد ألفلاسفة ألحقيقيون!؟ 19- ما آلسّبب الأساسيّ في رفض الواعين للحكومات و سكوت الأكثرية أمامها؟ 20- كيف نقضي على الطبقيّة بسبب أختلاف الحقوق و المعايير المسببة للظلم و الفساد؟ 21- لماذا يتمّ إعدام كلّ فيلسوف حقيقي من قبل الحُكّام؟ 22- ما الفرق بين (آلعشق الحقيقيّ و العشق المجازي)؟ 23- ما هي عدد ألمحطات(ألمُدن) التي يجب عبورها لوصول مدينة السلام و المحبة و آلسّعادة حسب آراء العرفاء ألحُكماء؟ 24- ما الفرق بين آلعالِم و آلفقيه و آلعارف ألحكيم؟ 25- ما هي فلسفة الحجّ الذي يُعتبر فرع من آلدِّين, وَ لِمَ الطواف ألذي هو (ركن الأركان) يكون بعكس حركة الأفلاك و ساعة الزمن. 26- لماذا وصفَ الأنسان (ألناصية) بآلكاذبة دون باقي أقسام الدّماغ, و كم صفة مشينة للبشر وردت في آلقرآن ؟ 27- لماذا العمل ألسياسيّ يجرّ البشر للفساد عادّةً؟ 28- ما معنى قول كنفسيوش: [أمامنا 3 طرق : ألأوّل يمرُّ عبر التقلـيد و هو أســــــهل الطرق. ألثّاني يمرُّ عبر آلتجـربة و هو أصعب الطرق. ألثّالث يمرُّ عبر الفـــكر و هو أسـمى الطرق]. 29- لماذا حلّت القوانين العشائريّة بدل الكونيّة في آلكثير من المجتمعات رغم تطور العقل والزمن؟ 30- إلى أين ينتهي مصير العالم مع النظريات الوضعيّة التي تحكم الناس على فلسفة ميكيافيللي؟ 31- مَنْ هي الحكومة التي إختارتها (هيئة الأمم المتحدة) كنموذج للتطبيق لإسعاد البشرية؟ 32- ما هو الأستقراء و ما دوره في إستقامة القرارات و القوانين و تحقيق الهدف المنشود؟ 33- (الوجدان) صوت الله في قلب الأنسان, فلماذا يقتله صاحبه خصوصاً الذين لا يعبرون الحالة البشرية؟ 34- ما هو العقل الباطن والعقل الظاهر؟ 35- ما الفرق و العلاقة بين آلرّوح و آلجسد و آلعقل من جهة, و بين (الثلاثة) و القلب؟ 36- ما الفرق بين الدِّين و الشّريعة .. و فرق الأسلام عن آلشرائع و الأديان الأخرى؟ 37- لماذا لم تتحقّق ألعدالة على الأرض رغم تقدم الزّمن و بعثة 124 ألف نبي مع الشهداء و الأوصياء, إلى جانب الفلاسفة و العرفاء؟ 38- هل فقدان ألعدالة بسبب تبني ألحكومات الغربيّة والشرقية لعقائد ميكيافيللي و (فوكوياما) و(ستيوارت) و(كانط) و أمثالهم الذين أكّدوا على تقدّم (إصالة الفرد على المجتمع) و إنتصار الرأسمالية؟ و هل هذا بآلتالي السبب في تشبث الغرب الرأسمالي بوضعه الحالي و الذي بآلمناسبة على إشكالاته تلك؛ أفضل من وضع كافة أنظمة دولنا ومجتمعات العربية التي تدّعي الإسلام والدّيمقراطية وغيرها في الظاهر!؟ 39- ما الفرق بين أهل القلوب و أهل العقول, و أيّهما تعتمد البصيرة لتحقيق الغاية من الحياة بوجودنا؟ 40- لماذا معرفة النفس تتقدّم على جميع المعارف .. حتى على معرفة الله تعالى .. و كيف يَعرف الفرد نفسه؟ و في الختام : لماذا (ألسّياسة و الحُكم تجرّ معها آلفساد بشكلٍ طبيعيّ)!؟ لأننا لا نشهد في العالم حكومة عادلة كحكومة الأمام علي(ع). و تلك ألأسئلة و أجوبتها : تُؤسس ألبنية الفكريّة و الفلسفيّة المطلوبة معرفتها و توفّرها في كلّ كاتب و مُفكّر و باحث, كلٌّ بقدر إستيعابه لإعتمادها كمنهج كونيّ لتحقيق الحياة السعيدة و لرفاه الأجيال و تخليصهم من الجّهل المكعب و إستغلال ألحكومات لحقوقهم, و بدون أخذها(الأسئلة) بنظر الأعتبار فإنّ كل مقالة أو كتابة أو تأسيس منهج بعيد عنها ستزيد الطين بلّة و المحن محنناً. تلك هي أهم المفاصل و الموضوعات الفكريّة و الفلسفيّة ألأساسيّة الواجبة إتّباعها من كاتب و مفكر و باحث – ليكون هادفاً لا مخرّباً لبيان و رسم المنهج الكونيّ الأمثل لبناء الحياة السعيدة و إعداد الجيل ألسّوي و تخليصه من الجهل المكعب الذي أحاط بآلعالم و الذي نعيشه على كل صعيد. و أفضل منهج و طريق لتعليم و نشر و تفعيل تلك الفصول الأساسيّة يكون عبر آلمحاور التالية : التربية و التعليم العائلي و آلأبتدائي الرّسمي و الأهليّ و الحوزوي و في مقدمتها تربية الباحث لنفسه, فمن لم تكن في نفسه موعظة لم تُفده المواعظ, و كذلك عبر المساجد و المراكز و المنتديات و المؤسسات الحكوميّة التي تُلبي حاجات الناس ألرّوحيّة خصوصاً الأطفال و الشباب و حتى المسنّيين, و عبر وسائل الأعلام الرسمية, و بغير هذه المعرفة؛ فأنّ الفساد وآلعنف والشّر والحروب والظلم ليس فقط لا ينتهي, بل و سيكبر و يستمر و يتشعّب و يزيد أكثر فأكثر, و ستكون لها إفرازات خطيرة كالطلاق و السحر والشعوذة والتنفّر و العداء بين الناس .. و بآلتالي لا يُحقّق البشر رسالته التي وجد لأجلها .. و سيشقى نتيجة آلجّهل و الثقافة السطحية و الحزبية الضّيقة التي ركّزت عليها الأنظمة و الأحزاب و المنظمات و الكيانات المرتزقة التي تحكم البلاد لتتحاصص قوت الفقراء مقابل خراب بلادهم و (لا يغتني من وراء السياسية إلّا فاسد), و [ألجهل أساس كلّ شرّ] حسب قول سيد العدالة الكونيّة الأمام عليّ بن أبي طالب. تلك كانت أهم المحاور و المبادئ الفلسفيّة الأساسية التي تُشكّل الثقافة و النهج الأكمل للهادف و آلمفكر و آلباحث – و لكل إنسان حسب طاقته و إستيعابه – لتعبئة و إعداد نفسه لرسم المنهج الكونيّ الأمثل لعقله و قلبه لكفاحه في معترك الصراع الدائر بين المستضعفين والمستكبرين لبناء الحياة الحضارية ألحرّة السعيدة وإعداد الجيل ألسّوي بتخليصه من الجّهل المسدس الذي أحاط بعالم اليوم الذي نعيشه على كل صعيد, و أفضل طريق لنشر و تفعيل تلك الأسئلة من خلال المحاور التالية بعد إستكمال أجوبة الأسئلة الأربعون : – التربية والتعليم العائلي و المدرسيّ الحكومي و الأهلي والحوزوي التي تُعِدّ وتُخرّج الأنسان الهادف لا الأناني المُحبّ لنفسه وذويه فقط. – المساجد والمراكز و المنتديات التي تُلبي حاجات الناس خصوصاً الأطفال و الشباب الذين تقع على عاتقهم بناء المسـتقبل و الحضـارة. – وسائل الأعلام الرسميّة والأهلية المختلفة المقرؤءة والمسموعة وأنظمة الأتصال والأنترنيت التابعة لمؤسسات ألنظام السياسيّ الحاكم. – إنشاء المنتديات الفكرية و الثقافية و العلميّة والمؤتمرات والمجالس العامة لتبادل الآراء والمسائل المشتركة و المتجدّدة, و إن كتاب ؛ الدولة الإنسانية ؛ أو (الدولة في الفكر الأنساني) خير مساعد لفهم ألحقيقة الخافية لأحتوائه على أجوبة بعض الأسئلة أعلاه عبر الرابط : تحميل كتاِب الدولة في الفكر الأنساني رابط مباشر – مكتبه إستفادة (themes.li) ملاحظة : إن آلأجابة على الأسئلة (الأربعون) أعلاه, بمثابة الفتح المبين لعقول الباحثين الأعزاء, وهذا ليس بالهيّن؛ بل إجابة 10 أسئلة منها بشكل منطقي؛ تكفي لتقدّمك في (المراتب الكونيّة السّبعة) عدّة مراتب عرضناها في (الفلسفة الكونية العزيزيّة) كمؤشر لنيلك آلوعي آلكونيّ مع تواضعي لمن ينشر الخير والسلام والحرية (الأختيار) المفقود بسبب الحكومات الظالمة الجاهلة, والمراتب الكونية السبعة هي : [قارئ ؛ مثقف ؛ كاتب ؛ مُفكّر ؛ فيلسوف ؛ فيلسوف كونيّ ؛ و عارف حكيم]. نأمل آلموفقية للجميع؛ ختاماً, نتساءَل : هل من أديب يُفسّر هذا البيت من الشعر للعارف الحكيم؟ و كيف ترى ليلى بعينٍ ترى بـ .. ها سِواها و ما طهّرتها بآلمدامـع!؟ ع/ فلاسفة و منتديات العالم / الفيلسوف الكوني : عزيز حميد مجيد الخزرجيّ* On behalf of /Philosophers and World Forums / Azez H. Al-Khazrgy ; Cosmic Philosopher ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * عزيز حميد الخزرجي : فيلسوف كونيّ وعارف حكيم عراقيّ معاصر. يُعتبر مُؤسّس (فلسفة الفلسفة الكونية العزيزيّة)، وهو أحد أبرز الحكماء و الفلاسفة العراقيين و العالميين المعاصرين, يتناول في مؤلفاته العديدة قضايا الفلسفة و علم النفس و علم الاجتماع وشؤون العالم المعاصر و المستقبل، و يُقدم بحثاً نظريّاً عميقاً في السيرورة التاريخية لتطوّر المعرفة الفلسفيّة وجوانبها المختلفة الإيجابيّة والسلبيّة، والعلاقة الجدليّة بين المعارف والفنون والأديان والقوانين والأخلاق والعادات التي يكتسبها الفرد من المجتمع, يرتكز نهجه الكونيّ على عاملين أساسيين هما: الفرد ضمن المجموعة الأكبر التي تكوّن المجتمع، والفكر الكوني الذي يساعد الإنسان على تحقيق سعادته والتوازن الداخلي, خلاصة أعماله العالمية ؛ هي (الفلسفة الكونية العزيزية) التي باتت ختاماً للفلسفة في الوجود, و يمكنكم الأطلاع على مؤلفاته عبر الرابط أدناه, و بآلذات نظريته الفلسفيّة المعرفيّة بعنوان : [فلسفة الفلسفة الكونية] أو [نظرية المعرفة الكونية] و [محنة الفكر الأنساني] و غيرها : https://www.noor-book.com/u/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A/books

بيان الفلاسفة لعام 2024م - كتبه نيابة عن العالم الفيلسوف و العارف الحكيم عزي الخزرجي :

بيان ألفلاسفة لعام 2024م =بيـان ألفلاسـفة لعـام 2024م : بيت القصيد, يتركّز في (ألأربعين سؤآل) و(ألخاتمة) : كما يعلم أهل الفكر والقلب والقلم أنّ آلفلاسفة يُصدّرون كلّ عامّ بياناً عن وضع العالم لعلّهم يتّقون من آلتكبر وآلظلم والفساد والقتل وآلشّر: فما يجري في عالمنا من أحداث مُرعبة وحروب داميّة وفساد مستمر وفوارق طبقيّة وحقوقيّة بقيادة الحكومات لتُدمي القلوب وتُشوّه الحياة التي لم يبق من صفائها إلّا القليل جدّاً وآلثلة ألمُتّقية ألمُثقفة ألرّحيمة ألّتي يقودهم الفلاسفة بقيادة ألعارف الحكيم؛ هم وحدهم أحباب الله وحاملي ألأمانة, يُقابلهم قُساة آلقلوب من القطعان البشريّة التي إصطفت مع آلشيطان الذي هو الآخر إستقال من منصبه بعد ما تبرّأ أمام الله من أفعال هذا البشر ألجاهل ألظالم ألملعون, الذي بَقي يتخبّط في بشريّته ورفض الأنتقال للإنسانيّة ناهيك عن الآدميّة, بل ونادراً ما يحتفل بمئوية ولادة أديب أو فنان أو فيلسوف حيّ ينتج الفكر لتعزيز الوعي والمعرفة لإسعاد الناس, بل بالعكس يشارك الحكومات في قتلهم! لقد تزامن مع صدور هذا البيان مرور 75 عاماً على إعلان العاشر من (ديسمبر) كما كل عام .. يوماً عالميّاً لحقوق الإنسان, حيث تبنّت فيه الأمم المتحدة (ألإعلان العالمي لحقوق الإنسان), إذ تمرّ هذه الذكرى مع بياننا هذا, بينما يعيش مليونان ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة تحت وطأة القصف العشوائي العالمي حيث تشارك 10 دول في قتلهم ليصل عددهم للآن أكثر من عشرين ألف ضحية، معظمهم من الأطفال والنساء، بينما الدول الكبرى التي تتحدّث عن (الميثاق) العالمي لحقوق الإنسان و تقرّ القوانين للرفق بالحيوان؛ تردّد [من حقّ القتلة أن تدافع عن نفسها], بل و أكثر من ذلك تقول : [إنهم مجرّد حيوانات بشرية]!؟ إلى جانب القهر والجوع الذي تعاني منه كل شعوب العالم! لكنها مع ذلك تحظى بدعم الدولة التي تقود العالم الحُرّ وتسعى لنشر “الدّيمُقراطية” في العالم وتلوم آلصّين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران وفنزويلا وكوبا على عدم الالتزام بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان!؟ ألعالم آلحُر يعيش أزمة أخلاقية و فكريّة وإنسانيّة مريعة، بل إنّ وصف (الحُر) لم يعد ينطبق على الدّول التي تدعيه، و يحتاج لصياغة و إعادة تعريف؟ وهل العالم الحر حرٌّ فعلاً؟ أم أنّهُ أسيرٌ لفكرة أو جماعة ما؟ لماذا لا يستطيع أيّ مسؤول أميركي أو بريطاني أو ألماني أو فرنسي أن ينتقد إسرائيل التي تقتل الأطفال والنساء في مخالفة صريحة للقانون ألدّولي؟ ألإعلان العالمي لحقوق ألإنسان بموادّه الثلاثين يُؤكد أن “بني البشر ولدوا أحراراً وهم متساوون في الكرامة والحقوق”. لكنه مجرّد كلام! لأنّ السيّد (دونالد ترامب) لخّصَ ما يجري في عالمنا المرعب وهو يتحدث بصراحة عن حقيقة الوضع فيه, رغم وقاحته ونذالته وعدوانيته كما باقي البشر ألملعون الظالم؛ لكننا (نرفع له القبعة) لصراحته وشجاعته في وصف الحال, فآلبعض من آلعُرفاء يعتقد بأنّ (العواهر) تنكشف أمامهم الحُجب وأستار الظلام لصدقهم مع ذاتهم و عهرهم فَيَرَونَ الحقائق المخفيّة التي لا يراها حتى “المتديّنين” بمظاهرهم! أنه تصريح واضح علّه يُفيقنا من كبوتنا لنكف عن التناحر و الإقتتال و الفساد و النفاق و الغيبة و آلتآمر الذي إبتلي بها البشر ضدّ بعضهم, وإليكم ملخص ما قاله ترامب بعد خسارته مع (بايدن) الذي أعلن هو آلآخر بكون (ألأباحية والمثليّة شرط لقبول آلآخر كصديق لأمريكا)! [أيّها السّادة : أليوم قرّرتُ أنْ أخبركم بما يجري حولنا؟ والى أين يتجه عالمنا بظلّ المتغيرات التي حصلت طيلة (400) عام؟ تذكرون عام 1717م الذي كان ولادة العالم الجديد .. و تذكّرون إنّ أوّل دولار طبع عام 1778م .. و لكي يحكم هذا (الدولار) كربّ أوحد بين البشر؛ كان العالم بحاجة الى ثورة فكانت الثورة الفرنسية عام 1789م، تلك الثورة التي غيّرت كلّ شئ، و قلبت كلّ شئ و مع انتصارها انتهى العالم الذي كان محكوماً لأكثر من 5000 عام بالأديان والميثولوجيات و الأمبراطوريات، وبدأ نظام عالميُّ جديد يحكمه المال و الإعلام و التكنولوجيا .. عالمٌ لا مكان فيه لله ولا للقيم الإنسانية .. و لا تستغربوا أنّنا عينة من هذا النظام العالمي الجديد، هذا النظام يعرف طبيعة عملي الخالي من القيم الإنسانية والاخلاقية، فأنا لا يهمني أن يموت المصارع ؛ بل ما يهمني هو أن يكسب المصارع الذي راهنتُ عليه، و مع ذلك أوصلني النظام العالمي الى الرئاسة! أنا الذي أدير مؤسسات للعمل و آلقمار و رئيس أقوى دولة ، إذاً لم تعد المقاييس الأخلاقيّة هي التي تحكم؛ بل ألذي يحكم اليوم العالم والبشر؛ هي المصالح بقيادة (ألدّولار) بلا مُنازع. ذلك الدولار الذي تسبّب في قتل “جون كندي” في نوفمبر 1963م في (دالاس) عندما أراد سحب ملكيّة الدّولار للدولة بدل عائلة (روتشفيلد) التي كانت تتحكم به للآن عبر البنك الفدرالي و صندوق النقد, لكنه قُتل لمجرد إعلانه عن نيّته بيوم واحد, لأنه وضع إصبعه على الجّرح الذي ما زال ينزف منه الناس, لكنهم كانوا له بآلمرصاد فقُتل على يد إبناء الشيطان! و إستمرّ عمل نظامنا العالمي بصبر دون كلل حتى قضينا على سلطة الكنيسة بآلأمس و سلطة الدول اليوم، و فصلنا الدّين عن السياسة لتحلّ العلمانيّة المعادية للدّين محلّه, و أيضاً عندما سقطت ما سميت بـ(الخلافة الإسلامية العثمانيّة) وحتى الدّيانة اليهودية، أسقطناها .. عندما ورطناها معنا بالنظام العالمي، فالعالَم اليوم بغالبيته يكره السّاميّة، لذلك قمنا بفرض قانون يحميها، و لولا هذا القانون لقُتل اليهود في الأرض لذلك عليكم أن تفهموا إنّ النظام العالميّ الجديد لا يوجد فيه مكان للدِّين والأخلاق وانتم تشهدون كل هذه الفوضى و الحروب التي عمّت العالم من اقصاه لاقصاه، إنها ولادة جديدة .. ولادة ستكَلّف الكثير من الدِّماء، وعليكم ان تتوقعوا مقتل عشرات و مئات الملايين حول العالم، ونحن كنظام عالمي غير آسفين على ذلك، لأننا لم نعد نملك الأحاسيس و الضمير, بعد ما تحول عملنا كما الآلة! و سنقتل الكثير من العرب والمسلمين، و نأخذ أموالهم ونحتل اراضيهم، ونصادر ثرواتهم، و قد يأتي من يقول : إنّ هذا يتعارض مع النظام والقوانين! و جوابنا، ببساطة : إنّ ما نفعله بالعرب والمسلمين هو أقل بكثير ممّا يفعله العرب والمسلمون بأنفسهم!؟ لهذا لا نأمَن و لا نثق بهم لأنّهم خونة و أغبياء و منافقين. هناك إشاعة كبيرة في العالم العربي بكون امريكا تدفع مليارات الدولارات لإسرائيل و هذه كذبة، فإنّ الذي يدفع لإسرائيل مليارات الدولارات هم العرب أنفسهم .. فالعرب يعطون المال لأمريكا التي بدورها تعطيه لإسرائيل، و أيضاً العرب أغبياء .. لأنهم يتقاتلون طائفياً، مع العلم إنّ لغتهم واحدة و ربهم واحد و كتابهم واحد (وما يجري في بلدانهم من المآسي على أيديهم خير دليل على ذلك)! اذاً المنطق يُبرّر زوالهم و عدم بقائهم , لهذا تسمعونني أقول دائماً؛ (عليهم أن يدفعوا و يُطيعوا…) أما صراعنا مع إيران .. ليس لأنّ ايران هي التي اعتدت علينا، بل نحن الذين نحاول تدميرها وقلب نظامها، وهذا الأمر فعلناه مع الكثير من الدول والأنظمة في العالم، (فلكي تبقى الاقوى عالمياً عليك إضعاف الجميع بتفرقتهم لأن وحدتهم تسبب هزيمتنا) .. وأعترف انه فيما مضى كنا نُقْلِب الانظمة ونُدمر الدّول ونقتل الشعوب تحت مسميات الديمقراطية و الحرية، لأنّ همّنا كان ان نثبت للجميع أننا (شرطة)و(سادة) العالم، أما اليوم لم يعد هناك داعي للإختباء خلف إصبعنا أو تلك المُسمّيات، وها أنا أقول امامكم لقد تحولت أمريكا من (شرطة الى شركة)، والشركات تبيع وتشتري وهي مع من يدفع أكثر والشركات كي تبني عليها أنْ تهدم، و لا يوجد مكان مهيّأ للهدم اكثر من الوطن العربي و دول الأسلام و قليل من دول العالم. ان ما صرفته السعودية في حربها على اليمن للآن؛ يُعادل ما صرفته أمريكا بحرب عاصفة الصحراء .. فماذا حقّقت السعودية؟ بل قالت في الختام : (إنها بحاجة لحمايتنا)، في الوقت الذي تدفع فيه مليون دولار ثمن صاروخ لتدمر موقعاً او سيارة لا يتجاوز ثمنها بضع آلاف دولار .. و هكذا كانت الحروب السابقة و ستكون اللاحقة. لا أعلم أين النّخب؟ ولا أريد ان أعرف، فأنا أعرف بأنّ مصانع السّلاح تعمل؟ لا يُعنيني من يموت و من يقتل في تلك المنطقة؟ وهذا آلأمر ينطبق على الجميع، فأنا سأستمر بمشروع السيطرة على النفط العربي و منابع الطاقة فهذه السيطرة تساعدنا في استكمال السيطرة على اوروبا و الصين واليابان وحتى العالم .. ثمّ إنه لا توجد شعوب حرة في المنطقة فجميعها محكومة بحكوماتها وأحزابها الظالمة و مَنْ ورائها من المستغليين، فلو وُجدت(أي الشعوب) لما وُجدنا نحن، لذلك لن نسمح بإيقاظ الشعوب بخلاصها من حكوماتها .. كما لن نسمح لأيّ جهة كانت الوقوف في وجه سيطرتنا على المنطقة، لذلك وضعنا إيران أمام خيارين؛ إما (الحرب أو الإستسلام) و فرضنا عليها أقصى العقوبات التي ستوصلنا الى الحرب التي لن يربح فيها أحد بالمنطقة بل سيكون الرابح الوحيد النظام العالمي الجديد بقيادتنا، ولكي يربح هذا النظام سنستخدم كلّ ما توصلنا اليه وعلى كافة الصعد العسكرية والتكنولوجية و الإقتصادية], وخِطاب خَلَفِهِ (بايدن) قد لخّص الأمر كلّه بآلقول : [إنّ مَنْ يُريد أن يكون صديقاً لأمريكا و للغرب فعليه أن يقبل بآلأباحية و المثليّة حتى ممارسة الجنس مع الحيوانات]! و ممّا يُؤكّد تلك آلحقائق ألمُرّة؛ هي إستغلال الناس و الوقائع و الحروب المُدمّرة التي إندلعت فيما بعد كحرب أوكرانيا و الحرب الفلسطينية -إلأسرائيلية وحرب اليمن – السعودية و حرب غزة القائمة والنزاعات المختلفة شرقاً و غرباً, كالعراق و السودان و أفغانستان و غيرها لمختلف الأسباب؛ كآلحدود و الماء و الموانئ .. هذا رغم إن واقع الشعوب مريبة و مخيفة لأنها تعيش الفقر و المرض و العطش و الجوع, بحيث دلّت الأحصائيات على وجود أكثر ؛من 30 مليون مريض نفساني فقط في أمريكا , إضافة لجيوش الفقراء والمشرّدين, وهكذا في بلاد العالم التي يُقدّر فيها عدد العصابيين بأكثر من 70% يعني العالم في خطر لأنهم إنقطعوا عن السماء و القيم و إنظموا لجيوش العبيد! لذلك أيّها المفكّرون والفلاسفة؛ كونوا كونيّيـون ربّانيـون: لأنّ الله سيسألكم جميعاً عمّا كنتم تعملون (فإصدعوا بما تؤمرون و أعرضوا عن المشركين – المستهزئين), فأكثر الناس حتى المسلمين و المدّعين باتوا بطانة للكفر دون الله, و ما تلفظون من قول إلا عليه رقيب عتيد من الله تعالى, وسكرة الموت جاءَكم بآلحقّ ذلك الذي كنتم عنه تحيدون, وما ملجأ لكم من عذاب ربّ الكون, فكونوا كونيون. أمّا كيف وما السّبيل لتحقّق ألصّفة آلكونيّة في وجودكَ وقد بدأتَ عامك الميلادي الجديد هذا 2024م للمرة السبعين؟ فلذلك شروط أهمّها: لا تنال ألصّفة الكونيّة في وجودك أيّها الحاكم و ألمُفكر؛ ما لم تصل مرتبة الآدميّة في ذاتك والتي معها يستوجب تفعيل العقل الباطن لتجعل القلب هو آلعقل المُفكّر و الواحة الرحيمة الشفوقة بدل العقل الظاهر الذي لا يرى به صاحبه سوى الظاهر المادي المحسوس و الذي يسحبه نحو القسوة و الظلم و العبث عادّة, فإجعل القلب الباطن (الوجدان) الذي يمثل صوت الله المنطلق للأحكام و الأحلام و آلأسفار, التي معها تتقدم حتى على الصّفة (الأنسانيّة) التي تعلو آلصّفة (البشريّة – الحيوانيّة) بفواصل كبيرة إنها تمثل مُتوالية منطقية كونيّة كآلتالي: [بشريّة – إنسانيّة – آدميّة]! وإنك أيّها المثقف والمُفكّر وآلفيلسوف: عندما تشعر ببلوغك مرتبة (آلآدميّة) يعني قمة التواضع؛ تكون قد حصلت على آلمؤهلات اللازمة لبدء (الأسفار الكونيّة)؛ لترتبط في نهايتها بمكونات (الوجود) و (واجب الوجود) و (ممكن الوجود), و حينها يتفعّل وجدانك الحيّ؛ و تنبذ الظلم والقهر ذاتيّاً, لأنك إتصلت بضميرك بالشبكة الكونيّة المتصلة بعضها ببعض من الذرة حتى المجرّة عبر نظام كوني دقيق بسبب تناغمك مع حركة الوجود إيجابياً و بدون تفعيل وجدانك و ضميرك مع تلك الحركة الوجودية تكون جزءاً من الفضلات الكونيّة كما كل الطفيليين المرتزقة المنفذين لنهج الحكومات التي تنشر مبادئ الشيطان لا الرّحمن! بتعبير آخر؛ لو صرت كونيّاً؛ فإنّك تستلم و تُبادل الأشارات و الموجات مع العوالم الأخرى بمدى شفّافية إخلاصك و إنفتاحك على معالم (المعشوق المُبدع) للوجود و كذا بمقدار بُغضك لـ (للمُنكر) و ألحسد و آلغيبة والكذب والنفاق كمعالم للشيطان الرافض لتحقق آلتواضع في وجودك أمام المخلوقات لتقول كما قال سقراط في النهاية ؛[علمت أنني لا أعلم شيئاً]؛وبعدها لا تعد مخلوقاً محدوداً تتكبّر؛ للأنتصار لنفسك دون آلحقّ وكما تفعل آلحكومات وأحزاب الأرض قاطبةً وهي تسعى لمآرب الشيطان بسبب آلنظرة الضيقة وآلمنافع الشخصيّة والحزبيّة و العشائرية, بسبب لذّات نفسه التي تكون هي معيار ألتقيم و التعامل مع آلوجود, وكما هو حال حكام و سياسيّ و أحزاب بلادنا والعالم في تعاملهم مع الوجود ومع شعوبهم, بحيث لا يُصدّرون حُكماً أو أمراً إلّا و ينظرون إبتداءاً لمنافعهم قبل آلناس, بعيداً عن العدالة والمحبة لهذا لو أردت أنْ تكون كونيّاً عليكَ عبور المستوى البشريّ و المستوى الأنسانيّ أيضا لتصل الآدمية لتدرك الحقيقة التالية : [الظلم وأيّ ذنب صغير كانَ أو كبير و في أيّ مكان يُشكّل تهديداً للعدالة و آلأمن في كلّ مكان, لأننا ضمن شبكة الوجود ألواحدة التي لا مفرّ منها مهما بلغت حالة التّكثر و التكبر التي أصابت العالم بعد التّوحد, لذا لو تأثّرَت أو أثّرت بفعل، فإنّهُ يُؤثر تلقائيّاً بجميع آلوجود, بمن فيها من الناس الذين هم عيال الله فأحسنوا لهم كما تُحب أن يُحسن لكَ] . إن مدى الظلم قد إمتدّ و خيّم على العالم كلّه بسبب الحكومات و الأحزاب فعندما تقوم دولة عظمى منع كتاب (ألدّولة في الفكر الأنسانيّ) للفيلسوف الحكيم ألذي يدعو للرّحمة و آلعدالة و المساواة في كلّ شيئ بعكس دعوة الحكومات الجّاهلة الفاشلة لتعميق الفوارق الطبقية ؛ فمن الطبيعي أن تعرف أين وصلنا في درجة الظلم!؟ فمنع إنتشار المبادئ الكونية تؤدي لتوسيع الطبقية و الفوارق الحقوقيّة والفساد و إستمرار سرقة و تعبيد الناس لهيمنتهم, و هذا يكشف مدى هشاشة الفكر و الفلسفة التي بنوا عليها أنظمة دولهم التي تهدف تحقيق مصلحة (المنظمة الأقتصادية العالمية) عن طريق الأحزاب و اللوبيات دون مصالح الشعوب و الأمم, معتقدين بأنّ السلاح والقوة و الخداع بإمكانها قهر و إخضاع آلشعوب, حيث لم يعد حاملوا السلاح قادرين على تغيير وجه التاريخ و تحديد مصائر الشعوب مهما بلغت قوة أسلحتها، و لا بُدّ لذوي العقول و الوجدان من تمحيص الأوضاع و المخططات والتاريخ لتَجنيب الأجيال القادمة فتناً يُمكن تفاديها بالوعي بدلاً من خوضها مرّة تلو الأخرى دونما بصيرة, و لنا في تجربة فتح إيران الدّرس الكبير و كيف إنّ الفاتحين أرادوا فرض نظام معيّن بقوة السلاح .. لكن الناس رفضوا وتغيّير الوضع جذريّاً بليلة وضحاها رغم إمتداده لألف عام, فآلفكر و آلثقافة والعدالة إلى جانب الرّحمة؛ تبقى و تمتد لتُسعد الخلق. لذلك يجب أنْ نهتم بآلفكر والثقافة الكونية للحكم على التأريخ و العقائد و الفلسفات عموماً .. و ليعلم المثقفين و المفكرين و الفلاسفة بأنّ جذور محنتنا عبر التأريخ المؤدلج يعود لمشايخ و رؤوساء كبار لم يسمع الكثيرون مناقشتها لمعرفة حقيقتها بسبب التعصب و هالة القدسيّة التي وضعوها عليهم فتسببت بتشويه الحقّ و تغلغل الفساد وإمتداده بين الأجيال دون وجود مَنْ يتصدى لها منطقياً خوفا من القتل, إلى جانب محنة إحراق الكتب و الهجوم على المكتبات وتدميرها مذ ظهر الأسلام وإلى يومنا هذا, حيث أحدث إحراق الكتب وتكفير العلماء و الفلاسفة عبر التاريخ؛ ردة فعلٍ قويّة لدى أصحاب الفكر والقلم إذ باتوا يخشون من التكفير والتنكيل؛ فإما انكفؤوا على أنفسهم واعتزلوا قول الحقّ أو قرّروا عدم التصدّي لما يرونه من إفسادٍ للفكر و المنطق و الدّين القيّم والسريرة السليمة, وهذا يتطلب جهاداً وتضحيةً قد تكون في غير مكانها إذا كانت الأغلبية من الرّعاع الذين لا يقرأون كما هو حالهم اليوم لا يسلّموا بالحق والمنطق ولا يدافعوا عن الفلاسفة و المفكرين بل يدافعون عن الأنظمة الحاكمة, كما امتنع الكثير ممّن شهدوا الأحداث على مرّ التاريخ من الإدلاء بشهاداتهم لأنّه ببساطة، سيُبرهن أنّ جلّ ما سطّره البعض كتاريخٍ رسمي للأجيال؛ مزوّرٌ أو ناقصٌ و مؤدلج تمَّ رسمه بقوّة السلاح وسلطة المال التي تسببت بتسطيح الفكر و القيم و بآلتالي سَهَلَ تسخير الناس كعبيد ومرتزقة لإستغلالهم! أما لماذا البقاء؟ فلا يعلمون!؟ فكيف يمكن أن نتعلّم من تاريخ غير شفاف لم يقل الحقيقة أصلاً ومن أحداثٍ لم تصلنا حقيقتها و أسرارها و أسبابها, ومن مفكّرين اتخذوا الصّمت سبيلاً للنجاة والإبتعاد عن الإشكالات التي قد تكلّفهم غالباً حياتهم؟ مقابل ضياع ألأمم و تحويل البلاد و العباد لجهنم حقيقي و فتن قومية و طائفية و حزبية! لهذا لا جنة و لا حياة إلا بتطبيق العدالة العلوية الكونيّة التي أكّدت عليها (“هيئة الأمم المتحدة” و كما أشرنا لها في البيانات الكونية للأعوام السابقة). من الصحيح و المعروف إن الغالبية العظمى من الناس لا تريد أن تُكرّس وقتها للقراءة والبحث و اكتشاف حقائق الأحداث التاريخية و وضعها في نصابها الصحيح نتيجة ضغوط المعيشة, إلى جانب أنّهم أصلاً من الهمج الرّعاع الذين لا يقرؤون .. وإذا قرأوا لا يفهمون, وإذا فهموا لا يعوون, و إذا وعوا لا يعملون, ولا يسلّموا بالحقّ و المنطق, و إذا سلّموا بآلحق لا ينطقون, والمطلوب للخلاص؛ هي الوحدة و نبد العنصرية و الفوارق الطبقية و الفتن الطائفية و المذهبية و الدّينية كتلك التي حدثت في معظم بلادنا كفتنة الشيعة و السنة و فتنة القوميات والمسيحين الآشوريين ضد الكلدانيين, و ليس أمامنا بعد تلك التجارب؛ سوى البدء بشكلٍ جدّيّ و عمليّ بنشر التوحيد و الوعي و القراءة و تأسيس المكتبات و المنتديات والمراكز الفكرية .. بعد ما لم يعد المناهج الوضعية وحدها مُجدياً ولا حاملي السلاح حتى النووي قادرين على تغيير الوضع و تحقيق السعادة، بل لا بُدّ لذوي العقول والفكر من تمحيص هذا الوضع و التاريخ و تحليل الواقع وتقييمه بصدقٍ و وعي لتجنّيب الأجيال القادمة المحن وآلفتن و آلمعارك التي يمكن تفاديها فقط بالوعي والحكمة بدلاً من تكرارها مرة تلو الأخرى بسبب الأنانية دونما نصر و بصرٍ أو بصيرة أو حتى نتيجة مفيدة, و إحلال العدالة ونبذ الطبقية وآلفوارق الحقوقية الطبيعية وإختلاف المستويات المعيشية المتسببة بآلفساد والظلم! وهذا يحتاج إلى معرفة البنى الفكريّة الكونيّة ولو إجمالاً عبر آلأسئلة الكونية أدناه: لتشكيل (البُنية الفكرية) التي لها علامات و قواعد تتأسس عليها ثقافة الأنسان الفرد و المجتمع ككل لتحديد نهجه في الحياة و الوجود ككل, و لفقدان تلك الأسس الكونيّة و المناهج في العقل العربي و الأسلامي و حتى العالمي بدرجات متفاوتة ؛ لذا بات الفساد قريناً طبيعياً مع كل شيئ و حدث أو تشكيل حكومة, بحيث أصبح ذلك (المفقود) يُمثّل خللاً كبيراً و علة العلل في المجتمع البشري و جزء مكمل للبشر و بشكل خاص للشخصية العراقيّة – العربية التي حُكمت بنظريات سلطوية طغت عليها ظاهرة العنف و الطبقية و الخيانة على مختلف الصعد, و باتت الشعوب بسبب تلك الأنظمة و الأحزاب الهجينة لا تعرف حتى أبجديات المعايير الكونيّة للحياة الفكريّة و الأجتماعيّة و السياسيّة و الأقتصاديّة العادلة الناميّة حتى في الأنتخابات ألشكلية بين المتحاصصين لحقوق الناس, لأنّ فلسفة الأحزاب و الحكومات و على رأسها (المنظمة الأقتصادية العالمية) هي (ألتسلط بآلتآمر و غطاء الدّيمقراطية المزيّفة لنهب الأموال)التي تسبب تعميق الفوارق الطبقيّة والحقوقيّة و لا خلاص من هذا الواقع الفاسد المُدمّر إلّا بتأسيس (المنتديات الفكريّة والثقافية والمناهج المناسبة التي تُخرّج الأنسان الآدمي لا الأنانيّ) لتفعيل البُنى التحتية المفقودة لبناء ألفكر و كبح جماح النفس طبقاً للفلسفة الكونيّة ألعزيزيّة في المجالات الأساسيّة التي وردت ضمن الأسئلة الأربعون أدناه لإعداد و تأهيل الأنسان و المجتمع الكونيّ كي يكون مُمثّلاً لنجاة للنّاس عبر البرلمانات و الحكومات و القضاء العادل. و(الأربعون سؤآل) المعنيّة تثويرها ببيان أجوبتها هي: 1- ما معنى و دور الفلسفة في فهم الحقائق العلمية و طبيعة الوجود في تقويم الحياة؟ 2- ما الفرق بين الفلسفة و السفسطائية, و أيّهما سبق الآخر بآلظهور!؟ 3- متى و لماذا ظهرت الفلسفة الكونيّة و من هو الفيلسوف الكوني الذي أبدعها؟ 4- مَنْ خلق الأنسان؟ و لماذا؟ و من أين أتي؟ و كيف؟ و مع مَنْ؟ و إلى أين يرجع؟ 5- أيّهما يتقدم على الآخر: إصالة الفرد أم المجتمع؟ 6- ما هي العلل ألفلسفيّة الأربعة التي تحكم و تبرّر وجود آلوجود؟ 7- ما الفرق بين الحالة البشريّة و الأنسانيّة و الآدميّة في الفلسفة الكونية؟ 8- ما هو (التّكثر و التّوحد) و أيّهما الأولى و الأهم و يتقدّم على الآخر لترسيخه في حياتنا؟ 9- ما هي المحطات الكونيّة للوصول إلى مدينة العشق و السلام؟ 10- ما هي المراتب الوجوديّة بحسب الفلسفة الكونيّة ألعزيزية؟ 11- ما معنى القضاء و القدر؟ 12ما هي نظرية المعتزلة و الأشاعرة و فرقه عن نظرية ألشيعة؟ 13- ما علاقة علم الكلام بآلفلسفة؟ 14- ما هي صفات الحكومة الكونيّة التي تتحقّق بظلها العدالة؟ 15- ما هي الجذور الفلسفية للنظريات السيّاسية؟ 16- كم عدد النظريّات آلسّياسيّة الحاكمة في العالم التي وردت في كتاب (الدّولة في الفكر الإنسانيّ)؟ 17- لماذا تكره الحكومات و السياسيّون ألفلاسفة و المفكرين؟ 18- لماذا دائماً يُحاصر و يُشرّد ألفلاسفة ألحقيقيون!؟ 19- ما آلسّبب الأساسيّ في رفض الواعين للحكومات و سكوت الأكثرية أمامها؟ 20- كيف نقضي على الطبقيّة بسبب أختلاف الحقوق و المعايير المسببة للظلم و الفساد؟ 21- لماذا يتمّ إعدام كلّ فيلسوف حقيقي من قبل الحُكّام؟ 22- ما الفرق بين (آلعشق الحقيقيّ و العشق المجازي)؟ 23- ما هي عدد ألمحطات(ألمُدن) التي يجب عبورها لوصول مدينة السلام و المحبة و آلسّعادة حسب آراء العرفاء ألحُكماء؟ 24- ما الفرق بين آلعالِم و آلفقيه و آلعارف ألحكيم؟ 25- ما هي فلسفة الحجّ الذي يُعتبر فرع من آلدِّين, وَ لِمَ الطواف ألذي هو (ركن الأركان) يكون بعكس حركة الأفلاك و ساعة الزمن. 26- لماذا وصفَ الأنسان (ألناصية) بآلكاذبة دون باقي أقسام الدّماغ, و كم صفة مشينة للبشر وردت في آلقرآن ؟ 27- لماذا العمل ألسياسيّ يجرّ البشر للفساد عادّةً؟ 28- ما معنى قول كنفسيوش: [أمامنا 3 طرق : ألأوّل يمرُّ عبر التقلـيد و هو أســــــهل الطرق. ألثّاني يمرُّ عبر آلتجـربة و هو أصعب الطرق. ألثّالث يمرُّ عبر الفـــكر و هو أسـمى الطرق]. 29- لماذا حلّت القوانين العشائريّة بدل الكونيّة في آلكثير من المجتمعات رغم تطور العقل والزمن؟ 30- إلى أين ينتهي مصير العالم مع النظريات الوضعيّة التي تحكم الناس على فلسفة ميكيافيللي؟ 31- مَنْ هي الحكومة التي إختارتها (هيئة الأمم المتحدة) كنموذج للتطبيق لإسعاد البشرية؟ 32- ما هو الأستقراء و ما دوره في إستقامة القرارات و القوانين و تحقيق الهدف المنشود؟ 33- (الوجدان) صوت الله في قلب الأنسان, فلماذا يقتله صاحبه خصوصاً الذين لا يعبرون الحالة البشرية؟ 34- ما هو العقل الباطن والعقل الظاهر؟ 35- ما الفرق و العلاقة بين آلرّوح و آلجسد و آلعقل من جهة, و بين (الثلاثة) و القلب؟ 36- ما الفرق بين الدِّين و الشّريعة .. و فرق الأسلام عن آلشرائع و الأديان الأخرى؟ 37- لماذا لم تتحقّق ألعدالة على الأرض رغم تقدم الزّمن و بعثة 124 ألف نبي مع الشهداء و الأوصياء, إلى جانب الفلاسفة و العرفاء؟ 38- هل فقدان ألعدالة بسبب تبني ألحكومات الغربيّة والشرقية لعقائد ميكيافيللي و (فوكوياما) و(ستيوارت) و(كانط) و أمثالهم الذين أكّدوا على تقدّم (إصالة الفرد على المجتمع) و إنتصار الرأسمالية؟ و هل هذا بآلتالي السبب في تشبث الغرب الرأسمالي بوضعه الحالي و الذي بآلمناسبة على إشكالاته تلك؛ أفضل من وضع كافة أنظمة دولنا ومجتمعات العربية التي تدّعي الإسلام والدّيمقراطية وغيرها في الظاهر!؟ 39- ما الفرق بين أهل القلوب و أهل العقول, و أيّهما تعتمد البصيرة لتحقيق الغاية من الحياة بوجودنا؟ 40- لماذا معرفة النفس تتقدّم على جميع المعارف .. حتى على معرفة الله تعالى .. و كيف يَعرف الفرد نفسه؟ و في الختام : لماذا (ألسّياسة و الحُكم تجرّ معها آلفساد بشكلٍ طبيعيّ)!؟ لأننا لا نشهد في العالم حكومة عادلة كحكومة الأمام علي(ع). و تلك ألأسئلة و أجوبتها : تُؤسس ألبنية الفكريّة و الفلسفيّة المطلوبة معرفتها و توفّرها في كلّ كاتب و مُفكّر و باحث, كلٌّ بقدر إستيعابه لإعتمادها كمنهج كونيّ لتحقيق الحياة السعيدة و لرفاه الأجيال و تخليصهم من الجّهل المكعب و إستغلال ألحكومات لحقوقهم, و بدون أخذها(الأسئلة) بنظر الأعتبار فإنّ كل مقالة أو كتابة أو تأسيس منهج بعيد عنها ستزيد الطين بلّة و المحن محنناً. تلك هي أهم المفاصل و الموضوعات الفكريّة و الفلسفيّة ألأساسيّة الواجبة إتّباعها من كاتب و مفكر و باحث – ليكون هادفاً لا مخرّباً لبيان و رسم المنهج الكونيّ الأمثل لبناء الحياة السعيدة و إعداد الجيل ألسّوي و تخليصه من الجهل المكعب الذي أحاط بآلعالم و الذي نعيشه على كل صعيد. و أفضل منهج و طريق لتعليم و نشر و تفعيل تلك الفصول الأساسيّة يكون عبر آلمحاور التالية : التربية و التعليم العائلي و آلأبتدائي الرّسمي و الأهليّ و الحوزوي و في مقدمتها تربية الباحث لنفسه, فمن لم تكن في نفسه موعظة لم تُفده المواعظ, و كذلك عبر المساجد و المراكز و المنتديات و المؤسسات الحكوميّة التي تُلبي حاجات الناس ألرّوحيّة خصوصاً الأطفال و الشباب و حتى المسنّيين, و عبر وسائل الأعلام الرسمية, و بغير هذه المعرفة؛ فأنّ الفساد وآلعنف والشّر والحروب والظلم ليس فقط لا ينتهي, بل و سيكبر و يستمر و يتشعّب و يزيد أكثر فأكثر, و ستكون لها إفرازات خطيرة كالطلاق و السحر والشعوذة والتنفّر و العداء بين الناس .. و بآلتالي لا يُحقّق البشر رسالته التي وجد لأجلها .. و سيشقى نتيجة آلجّهل و الثقافة السطحية و الحزبية الضّيقة التي ركّزت عليها الأنظمة و الأحزاب و المنظمات و الكيانات المرتزقة التي تحكم البلاد لتتحاصص قوت الفقراء مقابل خراب بلادهم و (لا يغتني من وراء السياسية إلّا فاسد), و [ألجهل أساس كلّ شرّ] حسب قول سيد العدالة الكونيّة الأمام عليّ بن أبي طالب. تلك كانت أهم المحاور و المبادئ الفلسفيّة الأساسية التي تُشكّل الثقافة و النهج الأكمل للهادف و آلمفكر و آلباحث – و لكل إنسان حسب طاقته و إستيعابه – لتعبئة و إعداد نفسه لرسم المنهج الكونيّ الأمثل لعقله و قلبه لكفاحه في معترك الصراع الدائر بين المستضعفين والمستكبرين لبناء الحياة الحضارية ألحرّة السعيدة وإعداد الجيل ألسّوي بتخليصه من الجّهل المسدس الذي أحاط بعالم اليوم الذي نعيشه على كل صعيد, و أفضل طريق لنشر و تفعيل تلك الأسئلة من خلال المحاور التالية بعد إستكمال أجوبة الأسئلة الأربعون : – التربية والتعليم العائلي و المدرسيّ الحكومي و الأهلي والحوزوي التي تُعِدّ وتُخرّج الأنسان الهادف لا الأناني المُحبّ لنفسه وذويه فقط. – المساجد والمراكز و المنتديات التي تُلبي حاجات الناس خصوصاً الأطفال و الشباب الذين تقع على عاتقهم بناء المسـتقبل و الحضـارة. – وسائل الأعلام الرسميّة والأهلية المختلفة المقرؤءة والمسموعة وأنظمة الأتصال والأنترنيت التابعة لمؤسسات ألنظام السياسيّ الحاكم. – إنشاء المنتديات الفكرية و الثقافية و العلميّة والمؤتمرات والمجالس العامة لتبادل الآراء والمسائل المشتركة و المتجدّدة, و إن كتاب ؛ الدولة الإنسانية ؛ أو (الدولة في الفكر الأنساني) خير مساعد لفهم ألحقيقة الخافية لأحتوائه على أجوبة بعض الأسئلة أعلاه عبر الرابط : تحميل كتاِب الدولة في الفكر الأنساني رابط مباشر – مكتبه إستفادة (themes.li) ملاحظة : إن آلأجابة على الأسئلة (الأربعون) أعلاه, بمثابة الفتح المبين لعقول الباحثين الأعزاء, وهذا ليس بالهيّن؛ بل إجابة 10 أسئلة منها بشكل منطقي؛ تكفي لتقدّمك في (المراتب الكونيّة السّبعة) عدّة مراتب عرضناها في (الفلسفة الكونية العزيزيّة) كمؤشر لنيلك آلوعي آلكونيّ مع تواضعي لمن ينشر الخير والسلام والحرية (الأختيار) المفقود بسبب الحكومات الظالمة الجاهلة, والمراتب الكونية السبعة هي : [قارئ ؛ مثقف ؛ كاتب ؛ مُفكّر ؛ فيلسوف ؛ فيلسوف كونيّ ؛ و عارف حكيم]. نأمل آلموفقية للجميع؛ ختاماً, نتساءَل : هل من أديب يُفسّر هذا البيت من الشعر للعارف الحكيم؟ و كيف ترى ليلى بعينٍ ترى بـ .. ها سِواها و ما طهّرتها بآلمدامـع!؟ ع/ فلاسفة و منتديات العالم / الفيلسوف الكوني : عزيز حميد مجيد الخزرجيّ* On behalf of /Philosophers and World Forums / Azez H. Al-Khazrgy ; Cosmic Philosopher ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * عزيز حميد الخزرجي : فيلسوف كونيّ وعارف حكيم عراقيّ معاصر. يُعتبر مُؤسّس (فلسفة الفلسفة الكونية العزيزيّة)، وهو أحد أبرز الحكماء و الفلاسفة العراقيين و العالميين المعاصرين, يتناول في مؤلفاته العديدة قضايا الفلسفة و علم النفس و علم الاجتماع وشؤون العالم المعاصر و المستقبل، و يُقدم بحثاً نظريّاً عميقاً في السيرورة التاريخية لتطوّر المعرفة الفلسفيّة وجوانبها المختلفة الإيجابيّة والسلبيّة، والعلاقة الجدليّة بين المعارف والفنون والأديان والقوانين والأخلاق والعادات التي يكتسبها الفرد من المجتمع, يرتكز نهجه الكونيّ على عاملين أساسيين هما: الفرد ضمن المجموعة الأكبر التي تكوّن المجتمع، والفكر الكوني الذي يساعد الإنسان على تحقيق سعادته والتوازن الداخلي, خلاصة أعماله العالمية ؛ هي (الفلسفة الكونية العزيزية) التي باتت ختاماً للفلسفة في الوجود, و يمكنكم الأطلاع على مؤلفاته عبر الرابط أدناه, و بآلذات نظريته الفلسفيّة المعرفيّة بعنوان : [فلسفة الفلسفة الكونية] أو [نظرية المعرفة الكونية] و [محنة الفكر الأنساني] و غيرها : https://www.noor-book.com/u/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A/books