تداعياتُ الخلطُ الفكريّ في العقلِ العربيّ
في مقالٍ للكاتب الشابندر بعنوان “ الفلاسفة يشنّون حملة على المُتكلمين” بَدى بوضوحٍ إختلاط الأمر على كاتبنا عندما فَصَلَ علمُ الكلام ِعن الفلسفةِ , و قدْ كرّر هذا الخطأ من قبله مُعظم الكتّاب البارزين العرب و كأنّهُم لمْ يتوضّح لديهم و لدى الأخ الشابندر بشكلٍ جليّ معنى علمُ الكلام كما ظهرَ في مقدّمة مقالهِ آلآنف الذكر بَعْدَ أنْ سَرّدَ عباراتٌ غير مُتناسقة و غير مفهومة في معرض طرحه للموضوع, و لعلّ هذا الأشكال صاحبَ أيضاً مُعظم الدارسين في الحوزة العلميّة خصوصاً “ألنجفية” ألتي أهملت في مناهجها إلى حدٍ بعيد موضوع الفلسفة أو علم الكلام, و نحن نُعَذّر الكاتب في تعاطيهِ معَ الموضوع كون الأخ الشابندر خرّيج تلك المدارس الدّينيّة التقليدية في النجف الأشرف. لذلك رأيتُ من واجبي الأشارة لهذا المفهوم كي نتجاوز تلك الأشكالية و الخبط العشوائي و السّرد الغير ألعلمي و المنطقي, آملين أن لا تنطلي عليه أو على القرآء الكرام مثل هذه المُوضوعات الفكريّة الخطيرة و الهامّة خُصوصاً في وضع ساحتنا العراقيّة التي إختلطت فيها ألأوراق و آلمواقف و في الجانب الفكري بشكلٍ خاصٍ, كون الفكر هو المُولد لكلّ شئ في وجود الأنسان, هذا إذا سمحْنا لأنفسنا ألقول بأنّ في العراق فكرٌ إنسانيّ .. و مُفكرٌ إنسانيّ.
منْ أهمّ الأمور التي علينا فهمها إبتداءً هي أنّ الفلسفة ظهرتْ قبلَ علم الكلام ألمنسوب لأئمة المُسلمين* و بالذّات عُلماء المُعتزلة بإعتبارهم أوّل من أسّسوا لهذا العلم و سُمّي فيما بعد بالفلسفة الأسلامية, بعد أنْ نظّرَ لهُ عُلماءَ مُعاصرين أمثال جمال الدّين الأفغاني و علي شريعتي و عبد الكريم سروش و محمد باقرالصدر حيث تتقدّم الفلسفةُ الأكاديميةُ و علم المنطق آلأرسطوي - الذي ما زال يُدَرّسُ كأساسٍ و منهجٍ في الحوزة العلمية رغم بُعد الفترة الزمنية – و يتقدّم على عِلم ِالكلام آلأسلامي بأكثر من ألفي عام قبلَ الميلاد, حيثُ يعودُ تأريخهُ إلى زمنِ ما قبل أفلاطون و سُقراط و أفْلوطين و أبيقور, و قبلهم جميعاً إلى أوغسطين و مُعاصريه. و عندما تغلْغَلَتْ تلكَ الفلسفة اليونانية ألعريقة في الأوساط الأسلامية بعد ترجمة المقالات ألفلسفية اليونانيّة إبان العهد الأموي و العباسي تصدّى الأئمة الأطهار (ع)للأمر ببياناتهم و أحاديثهم و كذلك ألمُعتزلة عندما بدؤا يُؤسّسون لِمدرستهم الأصوليّة قواعد كلاميّة (فلسفية) كحالةٍ توافقية أو كردٍّ أحياناً على آلأحداث و الوقائع الفكرية التي رافقتْ واقعة صفّين المأساوية و على الكثير من المُتعرّضينَ و المُعْترضينَ لِمنهجِ أهلُ البيت (ع) ألّذين حملوا راية الفكر الأسلامي بأناتٍ و صبرٍ رغمَ كلّ ما لاقوهُ منَ الأذى و القتلِ و التّشريدِ, و كانَ الأمويّون و مِنْ بعْدهمُ العباسيّون من أوائل من تصدّوا و واجهوا المَنْهجُ الأسلاميّ الأصيل, عندما حاولوا تسْيّسَ الفلسفة حسب المفهوم الأوربي ألثيوقراطي قديماً والميكافيلي جديداً .. أو علم الكلام حسب التّفسيرُ الأسلامي ألمُعتزلي .. و كذلك آلتّوسّل بِكلِّ جَديدٍ و مُمْكنٍ منْ أجلِ مُحاربةِ خطّ أهلُ البيت (ع) مِنْ أجْلِ السّلطة التي إغتصبوها بالمكر و الخداع.
و في العصر الحديث يُعْتبرُ الفيلسوف مُحمد باقر الصدر (قدس) ألذي إستشهد على يد المجرم صدام رائد الفلسفة الأسلامية الحديثة بجميعِ أبعادها و إسقاطاتها في مجالات علم الأجتماع و السياسة و آلأقتصاد, بعد تأسيساتٍ نظرّيةٍ قيّمةٍ و سابقةٍ من العلّامة السّبزواري (قدس) و منْ قبلهِ المُلا صدرا الشيرازي و إبن سينا و الكندي , مضافاً لها ألتمهيداتٌ ألعمليةٌ و على أرض الواقع لنظرية الدّولة العصرية الأسلامية بقيادة الأمام الخميني (قدس) و جمعٌ من تلامذتهِ كالفيلسوف مرتضى المُطهري.
هذا ما أردّتُ الأشارة إليه آملاً أنْ يتوضّحَ المَفْهُومان لدى الكاتب و القارئ العربي. و لنا موقفٌ آخر منْ آراء الفيلسوف أبو نصر الفارابي, يطولُ الحديث عنه. و النّاسُ في كلِّ مكانٍ و زمانٍ أحرارٌ في مُعتقداتهم و مواقفهم و آرائهم.
لكنْ لا يَصحّ إلاّ الصّحيح.
عزيز الخزرجي
Alma1113@hotmail.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*
أعتقد بأن الأمام علي (ع) هو أوّل من أسّس لهذا العلم بدليل نصوصِ و حِكَمِ نهج البلاغة, على الرّغم منْ عدم وجود تصريح واضح فيه عن الموضوع, إلاّ أنّ بلاغة الكلام و النظريات الفلسفية الواردة في ذلك النهج القويم لدليلٌ قويّ على ما نعتقدهُ, لكنّ المسألة فيها نظر على أيّ حال.
صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Thursday, September 09, 2010
Tuesday, September 07, 2010
كلّ شئ في وجودي هو للأنسان!
بداية أشكر آلأخ حيدر على مُداخلته و مُتابعته التي تنمّ على وعْيهّ و إدراكه الواسع و كذلك إهتمامه بالفكر ألذي هو كلّ شئ في وجود الأنسان ..(بل هو الأنسان بعينه), و بإعتقادي أيضاً أنّنا قد نظلم بَعضنا بعَضاً أحياناً عند إصْدارنا الأحكام الجزافية القاطعة و آلأحكام الغير الدّقيقة و التي لا تستندُ إلى دليلٍ أو برهانٍ واضحٍ, و أحيطكم علماً يا أعزائي بأنني حالياً بصدد دراسة أكاديمية يختصّ جانباً كبيراً منها بالعوامل و التأثيرات المُتبادلة بين التربية و التكنولوجيا, حيث أسعى جاهداً أن أكونَ مُنصفاً في أحكامي و تقيمي فيما يخصّ ألغرب الذي إسْتَنَدَ و إتّكأ على التكنولوجيا التي لا يُمكن العيش بدونهِ و لا بأسَ بذلك .. إلا أننّي أخالف ما أراه في الواقع حيث أصبح الأنسان فيه ضحية هذا الأتجاه , أيّ بَدَلَ أنْ يكونَ التكنولوجيا في خدمة الأنسان صار الأنسان في خدمته للأسف, و سَعْيّ كانَ دائماً و أبداً هو الدّفاع عن هذا الأنسان الذي أحبّهُ و أضحي من أجلهِ لأنهُ مِنْ صُلبَ رساتي في الحياة, لذلكَ أحاول أنْ أحافظ و أدافعَ على قيم الأنسان و مُثُلَه ُو وجُودَهُ آلمُتمثل بالكرامة و الأخلاق, و لستُ مُستعداً و لا يُمكن أنْ أقبل يوماً مّا ألمظالم آلتي حلّت بالأنسان الذي كرمه الله تعالى لأجل المال و التكنولوجيا التي يتحكّمُ بها للأسف مجموعة الثلثمائة عضو و المُتمثلة بـ"ألمنظمة الأقتصادية العالميّة" و التي لا تنظر و لا تهتمّ بالدرجة الأولى إلاّ لمصالحها و منافعها المادية! فما فائدة أنْ يربح الأنسان أموال الدّنيا(لو قُدّر لهُ و هو محال في هذا الوضع) و لكن بالمقابل يَخسرَ نفسهُ و كرامتهُ و ربّما آخرته؟ هذا بإختصار مُجمل أفكاري حول الأتجاه الليبرالي في التعامل مع المُشكلة الأجتماعية المعاصرة. ارجو أن أكون قد وضحت موقفي من آلأشكال الوارد أعلاه, و قد يكون لنا حديثٌ مُفصّل آخرْ حَوْلَ الموضوع بإذنهِ تعالى.
مرةً أخرى أشكرُ جميع الأخوة القرّاء على مُتابعاتهم القيّمة و التي ترشدني دائماً إلى مواطن كثيرة في عالم آلمعرفة آللامتناهي .
من أجل فكرٍ إنساني واضح لنيل سعادة الدارينز
عزيز الخزرجي
Alma1113@hotmail.com
مرةً أخرى أشكرُ جميع الأخوة القرّاء على مُتابعاتهم القيّمة و التي ترشدني دائماً إلى مواطن كثيرة في عالم آلمعرفة آللامتناهي .
من أجل فكرٍ إنساني واضح لنيل سعادة الدارينز
عزيز الخزرجي
Alma1113@hotmail.com
Friday, September 03, 2010
موجز أطروحة ماجستير - ألاستاذ المفكر عزيز الخزرجي
Research Proposal
خطة آلبحث
أطروحة آلماجستير .. عزيز حميد الخزرجي
طالـب دراســـة الماجســتير في علـم النفـس
ألأســـتاذ المُشرف آلبروفسور عليّ التميمي
ـــــــــــ ألجامعة الهولندية الحُرة ــــــــــ
دورُ طبيعةُ العلاقاتُ آلزوجيّة بيـــنَ الأبويـن
في نشوءِ المُشكلاتِ آلسلوكيّة لـدى الأطقال
Paternal and maternal instincts, develops problematic behavior
in children
مُلخّص الدّراسة : Abstract
ركّزنا في البحث على جُذور و عوارض آلمشاكل آلزوجية و إنعكاساتها علي آلأبناء و المجتمع , مع سايكولوجية آلزواج و آلهـــدف منه كونها أهمّ مُؤسّسة إجتماعية و نفسية و أخلاقيّة و حضاريّة تُحدّد سعادة آلمُجتمع أو شقاءهُ , لأنّ آلمعرفة آلواعية من شأنهِ تحقيـــــــــقُ آلأنسجام آلأيجابي في آلعائلة كونها آلنبع آلرئيسي لتغذية آلطفل بالمحبة و آلوفاء و آلعشق و آلتحمل و آلتعاون و درء كافة آلأنحرافــات و آلمشكلات آلسلوكيّة لدى آلأبناء ليكونوا عناصر للخير و آلبناء و آلعلاقات آلودّية وآلأزدهار بين جميع بني آلبشر بما فيهم آلآبـــــــــاء أنفسهم .
لقد وَقَفْتُ على عصّارة أهمّ آلدّراسات آلسابقة , بالأضافة إلى دراسةِ دورِ آلعامل الدينيّ و آلنظام آلسياسيّ و طُرق تخليص آلعمليـــــــــة آلتربوية من هيمنة سلطة أصحاب ألمنظمة الاقتصادية العالمية , و ذلك بالعمل على مُستويين : ألأول ؛ آلمشاركة آلفعالة في آلانتخـابات آلسياسية و آللجان آلمحلية لضمان إنتخاب آلأفضل . ألثاني : دراسة تأثير طبيعة آلمناهج آلتربوية خصوصاً في آلمراحل آلأولية , حيـث تشير آلدّلالات إلى تحوّل آلخرّيجين بسببها إلى آلاتٍ مُتحركةٍ (ربوتات) في آلمُجتمع , بعد صيرورة آلآباء و آلمُربّين إلى مُوظفين شُــــبه رسمييّن لتأهيل أبنائهم طبقاً للمواصفاتِ آلمُعدة من قبل آلليبراليين Liberalism آلذين وصلوا إلى سدّة الحكم و مراكز آلقرار بفعل آلمال الذي سـخّر آلأعلام لفوزهم في آلأنتخابات. هذا بجانب مجموعة آلعوامل آلمُسببة للتفكك آلأجتماعي و آلمشكلات السلوكية للأطفال.
أما الدراسات المماثلة فأنها لم تكن بالعمق والشمولية آلتي ذهبنا إليه , آملاً أن يكون هذا البحث أساساً منهجياً للمجتمع الانساني الحديث آلذي شابه آلكثير من الانحراف والظلم آلاجتماعي بشكل بدى معه آلجميع يتطلعون إلى ظهور آلمنقذ آلمنتظر للخلاص , و الدراســـة هي حصيلة أكثرَ من ألفِ كتابٍ و بحثٍ و مقالٍ في هذا المجال.
د
فُصولُ آلبحث : Sections
يتكوّن آلبحث من سبعةِ فصولٍ :
آلأوّل : ضم القسم آلاول منه بعد آلمقدمة مشكلة آلبحث و أهميته و أهدافه و حدوده و آلمصطلحات آلواردة فيه.
ألثاني : ضمّ آلقسم آلأول منهُ آلخلفيّة آلنظريّة و آلدّراسات آلسّابقة معَ آلأشارةِ إلى أهمّ آلمُؤشرات آلتي وقفت عليها كــــــدلالات من تلك آلدراسات بالأضافة إلى آلمفاهيم ذات آلعلاقة , و رغم أن معظم علماء آلنفس تصوّروا بأن دراسة آلطفولة قد إستوفت حقها أوْ تكــــــاد , لكنّ آلحقائق آلتي وقفنا عليها دلّت على أنّ آلقضية تواجه بشكل مخيف إنحرافاً كبيراً لأسباب منها تأثير القوى آلمهيمنة على المناهج ؛ عدم مناسبة البحوث مع الفطرة الانسانية؛ عدم جذريتها لتستوفي آلموضوع . والقسم آلثاني من هذا الفصل شمل تربية الأبناء و و مدى أثر التوافق الزواجي في نشأتهم و أنواع الاسر ثم موقف الأسلام من الموضوع.
ألثالث : شمل التربية والتعليم في عصر المعلومات, مع مشكلات و متطلبات التأقلم مع عصر المعلومات و أثر التكنولوجيا على حيـــــاة الأسرة, و أخيراً آلأثر المُتبادل بين التكنولوجيا و التربية.
ألرابع : شمل الدّراسات السّابقة معَ مُؤشرات و دلالات منها, ثمّ التعليق عليها, و ختمْناها ببعضِ الفروضِ الهامة جداً.
ألخامس : شمل منهج الدّراسة و المجتمع الأحصائي مع العينة و أدوات الدراسة و خطواتها ثم الاساليب الأحصائية المستخدمة فيها.
ألسادس : تركز على نتائج آلبحث و تفسيرها و آلأستنتاجات , و ختمناها بتوصيات و مقترحات, بما فيها تأسيس وزارة خاصّــــة تُعنى بالقوانين وآلقضايا آلمتعلقة بسايكولوجية آلزواج وآلطلاق و أبعادهما. مع تقريرات صريحة لمعايير آلاختيار آلمطلوبة لتقويم آلعمليـة التربوية ثم مسيرة آلبشرية .
آلسابع : ضّم آلمصادر آلعربية و آلأجنبية بالأضافة إلى آلملاحق.
ألمُقدمة : Introduction
آلنظام آلأجتماعي آلعالمي يندر بعواقب وخيمة , بعد تراكم حروب القرن آلماضي و صراع آلآيدلوجيات , و لم يكن كل ذلك بسبب حــالات سياسية أو عسكرية أو أقتصادية طارئة لغباء هذا الرئيس أو مغامرة ذاك القائد , وإنما آلبداية آلمحزنة للألفية آلثالثة , وآلارقام آلهائلــة من آلجرائم و آلطلاق و آلأدمان على المخدرات و آلامراض آلمختلفة , و جميعها نتجت بســــبب نظــام آلعولمـة (Globalization) و آلتخطيط آلمســـبق لجعـل آلعالم مَتْجَراً صغيراً يتحكمون به , ليولّد كل تلك آلمآسي . حتى تجرّد آلبشر من آلعواطف و آلرحمة و آلإيثار و روح آلتحمل و آلسماحة آلتي أثرت بالصميم في إبعاد آلانسان عن رسالته .. أنما أصل كل ذلك يرجع إلى آلنهج آلخاطئ للعلاقات آلأنسانية و في مقدمتها ألعلاقات آلزوجية نتيجة أساليب آلتربية آلخاطئة و تأثيرات آلأجندة آلخبيثة التي سيطرت على آلعالم.
أن العقيدة آلمعرفية (Epistemology) لم يَعُدْ يُحسبُ لها حساب في فكر آلانسان و نظرته للوجود كأساس للعملية آلتربوية ضمن شبكة علاقات إجتماعية تسودها آلوئام و آلمحبة و آلأيثار ليصبح الأله الواحد آلهة شتىّ تجمعها و تفرقها "الدولار" , و لا يمكـــن ذلك ما لمْ يُدوّن منهجاً رصيناً مدعوماً رسمياً لتربية آلأبناء و تأهيلهم لتحمّل مسؤولية آلرّسالة آلأنسانية . و من هنــــا يتبيّـــن آلجـــانب آلأهم في أطروحتنا , بتقديم علاجات جذرية لمأساة آلبشرية أيضاً , بعد وقوفنا على أهمّ عوامل تلك آلأنتكاسة . و آلهاجس آلأكبر الذي يُقلقنا هــــو مدى قدرتنا على تحقيق آلنظام آلأمثل بوصول آلفلاسفة و آلمتخصصين آلتربويين إلى قيادة آلهرم آلسياسي بدل آلأجنـــــــدات آلعامـــــلة لمصلحة آلرأسماليين , لضمان تنفيذ آلبرامج آلمطلوبة؟
أهمية آلبحث: Value of Research
من خلال معرفتنا لمشكلة آلبحث يتبين أهميتهُ , فهناك عوامل عديدة تُقوّم شخصية آلطفل و تُشكل إتجاههُ آلرّوحي وآلقلبيّ أهمّها : ألبُعد آلغيبي و دور آلأبوين و آلأصدقاء و آلمدرسة . وآلأعلام آلمُوجه من آلنظام آلسياسي آلمسير من قبل أصحاب المال والشركات. مع كــــلّ ذلك يبقى عامل آلوالدين من بين جميع آلعوامل له آلأثر آلأكبر في تكوين شخصّية آلطفل سلباً أو إيجاباً , قياساً إلى آلعوامل آلأخــــــرى و آلتي تتداخل معه لتؤدي إلى إيجاد حالة من الأزدواجية لدى أكثر الأبناء في حال إختلاف آلعقائد خصوصاً في النظم و آلاعراف الحاكمة . لذلك جاء بحثنا ليقرّر طبيعة آلعلاقة بين آلأبوين و آلعوامل آلمؤثرة فيها. و آلمنهج آلأمثل آلذي نتطلع إليه .
أما آلدافع آلآخر في تأكيدنا لدور آلأبوين هو كون مسؤولية آلوالدين و مرتبتهم في آلوجود تأتي بالدرجة آلثانية في آلأهمية بعد آلخـــالق
هـ
سبحانهُ , ضمن عملية آلأستخلاف آلألهي في آلأرض و كما جاء في القرآن : (و قضى ربك ألّا تعبدوا إلّا إياهُ و بالوالدين إحسانا) , لذلك يتوجّب إستيعاب هذه آلمكانة آلتي في طريقها إلى آلزوال للأسف, و إلاّ فأنّ عملية آلتكامل الأنساني لتحقيق حياة دافئة سعيدة بإعتبارها آلغاية من آلخلق ستصاب بالعقم و آلخلل آلحتمي .. و آلمزيد من آلكوارث و آلمحن , و عندها لا آلتكنولوجيا و لا المال و لا آلديمقراطيـة و لا كلّ أسلحة آلعالم آلمتطورة بإمكانها ألحدّ من آلتدمير آلماديّ و المعنوى في البشرية , هذا إن لم تكن هي السبب في وجودهــــــــا! و سوف لن يُزيدنا حينئذٍ إلا بُعداً عن آلهدف آلذي لخصناهُ بالتكامل آلأنساني و سعادة آلبشرية .
لقد نسفت آلعولمة الحديثة أيّ إعتبار للوالدين و تربية الأنسان عبر سياسة إفقار آلفقير و إغناء آلغني ليُســيطر بحــــدود 300 شخص على ثروات مليارين من آلبشر آلجائعين. في ظلّ هذا الوضع كيف يُمكن للوالدين أن يُؤديا رسالتهم تجاه أبنائهم ؟ هــــذا إذا فرضــــــــنا أستيعابهما لمسؤوليتهما و إنعتاقهما من أسر آلمناهج الخاطئة و آلسياسات آلظالمة آلتي أثقلت كاهل آلبشرية !
ألبحوث آلسابقة و مناقشتها : Previous study
وقفنا على 1000 بحث ذات علاقة بالشخصية آلأنسانية و أساليب آلتربية و تأثير آلوالدين على الأطفال ! و آلقسم آلأعظم كانت دراسات غربية . و بما أنّ آلجانب آلأساسي يتعلّق بعالم آلنفس آلغير متناهي و آلمجهول حسب قول ألكســـيس كارل و دايل كار نيجي و آخرين ؛ فأنّ مجمل تلك آلبحوث إهْتمّت بدراسة آلظواهر و آلنتائج أكثر من آلبواطن وآلجذور و أسرار و ماهية آلأنسان دون وضع آلحل الناجع . فكيف يُمكن للعقل أن يُحدّد قوانين إجتماعية و تربوية للأنسان آلذي إنطوى فيه آلعالم آلأكبر غير خالقهِ ؟ و سنعرض خلاصــة لأهم تلك المباحث و آلمؤلفات ذات العلاقة بالأضافة إلى آلنهج آلتربوي في آلفكر آلأسلامي .
أهداف آلبحث : The Aim
أولاً- بيان و توضيح سيكولوجية الزواج و آلهدف منه , بجعله مؤسسة إجتماعية و نفسية و أخلاقية و حضارية تقـــوم على أســــــس آلمحبة والأحترام و آلتفاهم متحرّراً من هيمنة أصحاب آلنفوذ والشركات , مؤسسة تضمن حياة مادية و معنوية كريمة دافئة هانئة لتوفر للأولاد مأمناً و عشاً غنياً بالمحبة و آلتعاطف و آلتوجيه لأعدادهم إلى بناء مجتمع أنساني خالي من آلأستغلال و آلعنف و آلحرب.
ثانياً- ألتعرف على طبيعة العلاقة آلزوجية و أساليب المعاملة بين آلام والأب و إنعكاساتها في نشوء المشكلات آلسلوكية لدى آلأطفال .
ثالثاً- ألتعرف على جذور و أسباب نشأة آلمشكلات آلزوجيــــة , كونها متنوعـــة و متشــعبة بإمتداداتها , فقد كتب الطبيب آلانكليزي " مودسلي " منذ منتصف آلقرن آلتاسع عشر يقول : { أن آلنفس هي التظاهر الأسمى و آلأعلى في تطوّر الطبيعة لذلك يجب أن تكون آلموضوع آلاصعب و آلاكثر تعقيداً في دراسة الأنسان .. و حتى تكون آلدراسة مُثمرة يتطلّب تقدماً كبيراً و تطوراً لعدّة علوم أخرى }.
رابعاً- ألتطلع إلى تحقيق نظام إجتماعي عالميّ عادل نضمن من خلاله سياسة إقتصادية عادلة و قيم مجتمعية و أخلاقية تناسب فطرة و غرائز آلأنسان , لما لهُ من تأثير في ترشيد آلعمليّة آلتربوية لتحقيق آلتكامل آلمنشود و درْءِ آلمُشكلات آلسلوكية .
خامساً- ألتعرف على الفروق بين آلذكور و آلأناث في مُستوى إنعكاس آلمشكلات آلزوجيّة على سلوكهم .
سادساً- بيان معالم آلمنهج التربوي آلأسلامي مقارنةً بالمناهج آلأخرى.
سابعاً – تاسيس وزارة خاصة تعنى بالزواج و آلإعداد التربوي في المجتمع .
ألعينة : Sample
20 (فتى و فتاة) من آلمجتمع العراقي و آلعربي.
10 (آباء) و (10) أمهات من آلمجتمع العراقي والعربي.
إجراء تحقيق شفاف مع عيّنات من مجتمعنا العراقي و آلعربي , لمعرفة الحقائق بسبب طبيعة آلشخصية آلعراقية ذات الطابع الأنطوائي و ليس سهلاً آلخجول ألمُتكتم, و تحفظهم من إعطاء المعلومات الدقيقة و الصحيحة , فالتطرف و الغلو و الأنطواء هي السمة البـــارزة في مجتمعنا بسبب آلظروف آلعصيبة ألمؤلمة و الضغوط آلتي تولدت بسبب الدكتاتورية المتطبعة في الشخصية العراقية و العربية.
و
أدوات آلبحث : The Objectives
أولاً- مقياس أساليب آلمعاملة الوالدية .
ثانياً- مقياس آلانحراف آلسلوكي لدى آلأطفال و آلآباء .
ثالثاً- ألبطاقة آلشخصية و آلمعلومات المطلوبة عن آلازواج والابناء .
رابعاً- قياس وضع و مستوى سلوك آلأطفال قبل و بعد آلانحراف .
خامساً- قياس مستوى و حيثيّات آلسلوك آلشخصي و ظروف نشأة آلوالدين قبل آلزواج و وضعهم بعد آلزواج .
سادساً- مقياس مستوى توكيد آلذات لدى آلأطفال آلذين تم آلانفصال بين والديهم .
سابعاً- آلمستوى المعيشي و آلتحصيلي للأبوين .
ثامناً- مستوى إلتزام الأبوين بالدين .
نتائج آلدراسة : The Conclusion
اولاً- وجدت علاقة إيجابية دالة بين آلأزواج آلمتنافرين و آلأبناء آلمجرمين .
ثانياً- و جدت علاقة إرتباطية موجبة و دالة إحصائياً بين آلتعامل الوالدي آلجاف (سحب آلحب) مع آلاطفال آلذكور و آلاناث , و حالات آلأنحراف لدى آلأطفال .
ثالثاً- وجدت علاقة إرتباطية سالبة دالة بين إسلوب التربية (التوجيه والارشاد) للأم و آلسلوك آلانحرافي للأطفال .
رابعاً- وجدت علاقة إرتباطية موجبة دالة إحصائياً بين ( آلاسلوب آلعقابي) للوالدين و آلسلوك آلانحرافي للأطفال .
خامساً- لم توجد فروق دالة إحصائياً بين آلذكور و آلأناث , و إن تنوعت أوجه آلأنحراف.
سادساً- وجود إسلوبان أكثر أسهاماً في تباين درجة آلأنحراف لدى آلأبناء (ذكور و أناث) هما :
ألجفاء ( إسلوب سحب آلحب ).
التوجيه وآلأرشاد لدى آلوالدين.
سابعاً- وجود علاقة إرتباطية موجبة بين آلأنظمة آلسياسية آلدكتاتورية و مستوى الانحراف والكآبة بين الزوجين من جهة و إنعكاساتها على آلابناء.
ثامناً- وجود علاقة إرتباطية موجبة بين صعوبات و ضعف آلمستوى المعيشي و إنحراف آلابناء .
ألتوصيات : Recommendations
على مستوى الوقاية من آلانحراف نوصي بما يلي :
أولاً- إيجاد برامج توعية للزوجين قبل وبعد آلزواج كجزء ملازم لرسالتهم في الحياة للوقاية من كلّ انحراف مُمْكن , و عـــــدم آلأختصار على الحالات آلخاصة و آلمرضية, فالمعارف من شأنها زيادة آلوعي و البصيرة لتشخيص آلأهداف, و بالتالي حلّ آلمُشـــــــكلات آلتي لا تخلو منها عائلة من آلعوائل.
ثانياً- تقوية أواصر آلمحبة و آلعشق بين آلزوجين و إظهارها أمام آلأبناء و تجنب إظهار آلغضب أو أي خلاف من قبل آلزوجين أمامهم مهما كانت آلأسباب بإعتبارهما نموذجان و مسؤولان لتوفير آلأمن و آلأحتياجات آلأساسية آلبيولوجية كالطعام وآلشراب و وسائل آلراحة , أو آلسايكلوجية كالحنان و آلحب والإحساس بآلأمان و آلأستقرار فمن خلالهما تتكون آلشخصية آلناجحة آلمعطاءة.
ثالثاً- آلعناية بالجانب آلاخلاقي وآلروحي و زرع حب آلتدين والحكمة و الأدب و آلانبياء و الفلاسفة في وجودهم لما له من تأثير في تقويم سلوكهم و ثباتهم على آلحق .
رابعاً- ألحفاظ على آلعلاقات آلطيبة من قبل آلوالدين مع آلابناء عبر إسلوب آلارشاد وآلتوجيه آلمقترن بالمحبة آلمعتدلة آلصادقة .
خامساً – تعرّف آلزوجين على فلسفة و أهداف آلزواج , و آلغاية من آلإنجاب, و ضرورة توفّر آلأمكانات اللازمة لتحقيق زواج ناجح .
سادساً- تأسيس وزارة خاصة تعنى بقضايا آلزواج و آلعلاقات آلاجتماعية و نشأة آلأطفال مدعومة من قبل آلدولة و قرارات هيئة آلأمم آلمتحدة لترشيد آلعملية آلتربوية مادياً و معنوياً , و تكون آلوزارة مُلزمة بكافة إتفاقيات آلامم المتّحدة و حقوق آلطفل لعام 1989م , و إتفاقيات 1990م و آلبروتوكول آلأختباري لأتفاقية حقوق آلطفل في آيار عام 2000م.
س
سابعاً- تدوين لائحة قانونية من قبل آلمختصّين , تتضمن آلوصايا و آلواجبات آلمتعلقة بقضايا آلزواج و آلعلاقات آلاجتماعية و حماية آلأطفال , و تُلزم آلوزارة آلمختصّة بتنفيذها كقانون بعد آلمصادقة عليها من قبل آلبرلمان.
ثامناً- ألمشاركة آلفعالة في آلأنتخابات لضمان وصول آلفلاسفة و أهل آلخبرة من آلمربين و آلسايكلوجين بالدرجة الأولى لقيادة آلدولة , فالملاحظ أن آلمتنفذين و أصحاب المصالح و المال يسعون دائماً لأيصال آلتكنوقراطين الأثرياء ألمتخصصين في إدارة المال و آلأعمال إلى قيادة آلمواقع آلرئاسية في آلحكومة لضمان مصالحهم و منافعهم المادية مُستخدمين آلأعلام لتوجيه آلرأي العام من دون آلأخذ بنظر آلإعتبار مصلحة و سلامة و و رفاه آلمجتمع كغاية في آلنظام آلإجتماعي آلحاكم .
على آلمستوى آلعلاجي نوصي :
أولاً – بإيجاد دورات و لقاآت و موادّ دراسية في المناهج التربوية منذ المرحلة الأعدادية و حتى سني الجامعة لدراية مقومات الزواج الناجح, والمؤثرات الايجابية والسلبية على العائلة و تربية الابناء, مع تعميم أحكام الكتب السماوية خصوصاً ألمنهج الإسلامي في الأعداد و التربية بإعتبارهِ المنهج الأحكم في هداية الانسان و تكامله.
أولاً- نوصي آلاخصائين آلنفسيين و آلتربويين آلأجتماعيين بضرورة إشراك آلآباء و آلأمهات في علاج آلحالات آلسلوكية آلشــــاذة آلتي تظهر بوادرها منذ آلبداية على أبنائهم .
ثانياً- تركيز آلعلاج في نمط حياة آلمريض ألذي يتشكل من أهداف آلفرد آلشعورية و آللاشعورية في آلسنوات آلأولي من حياة آلطفـــل و أساليب تحقيقها و أدواتها. لأنّ أكثر آلمشاكل آلسلوكية ناجمة عن إفتراضات خاطئة لدى آلمريض. يقوم آلعلاج بتصحيحها, حيث يحـاول آلمعالج توجيه آلمريض بتمرينه على آلتعبير آلمباشرعمّا يجري بداخله في جوّ حرّ مُريح, و إعادة بناء تصورهُ لأسلوب حياتــه بإعــادة آلثقة إليه بنفسه.
ثالثاً- مساعدة آلمريض للتخلص من آلصراع آلسلبي بسبب آلأفكار آلخاطئة آلمترسبة و مواجهته للحياة بإسلوب جديد.
رابعاً- محاولة ربط آلمريض بالمراكز و آلمؤسسات آلدينية و المرشدين لبناء علاقات إجتماعية مع أقرانهِ آلأسوياء.
خامساً – إعداد المزيد من الدراسات حول الموضوعات التي من شأنها تقوية سبل العلاقة بين الزوجين من جانب و بينهم و بين الأبناء من جانب آخر ليعمّ الخير في كلّ المجتمع آلأنساني.
ألطالب :عزيز حميد آلخزرجي
الأستاذ المشرف : ألبروفسور على آلتميمي
عميد الجامعة : البروفسور علي التميمي
خطة آلبحث
أطروحة آلماجستير .. عزيز حميد الخزرجي
طالـب دراســـة الماجســتير في علـم النفـس
ألأســـتاذ المُشرف آلبروفسور عليّ التميمي
ـــــــــــ ألجامعة الهولندية الحُرة ــــــــــ
دورُ طبيعةُ العلاقاتُ آلزوجيّة بيـــنَ الأبويـن
في نشوءِ المُشكلاتِ آلسلوكيّة لـدى الأطقال
Paternal and maternal instincts, develops problematic behavior
in children
مُلخّص الدّراسة : Abstract
ركّزنا في البحث على جُذور و عوارض آلمشاكل آلزوجية و إنعكاساتها علي آلأبناء و المجتمع , مع سايكولوجية آلزواج و آلهـــدف منه كونها أهمّ مُؤسّسة إجتماعية و نفسية و أخلاقيّة و حضاريّة تُحدّد سعادة آلمُجتمع أو شقاءهُ , لأنّ آلمعرفة آلواعية من شأنهِ تحقيـــــــــقُ آلأنسجام آلأيجابي في آلعائلة كونها آلنبع آلرئيسي لتغذية آلطفل بالمحبة و آلوفاء و آلعشق و آلتحمل و آلتعاون و درء كافة آلأنحرافــات و آلمشكلات آلسلوكيّة لدى آلأبناء ليكونوا عناصر للخير و آلبناء و آلعلاقات آلودّية وآلأزدهار بين جميع بني آلبشر بما فيهم آلآبـــــــــاء أنفسهم .
لقد وَقَفْتُ على عصّارة أهمّ آلدّراسات آلسابقة , بالأضافة إلى دراسةِ دورِ آلعامل الدينيّ و آلنظام آلسياسيّ و طُرق تخليص آلعمليـــــــــة آلتربوية من هيمنة سلطة أصحاب ألمنظمة الاقتصادية العالمية , و ذلك بالعمل على مُستويين : ألأول ؛ آلمشاركة آلفعالة في آلانتخـابات آلسياسية و آللجان آلمحلية لضمان إنتخاب آلأفضل . ألثاني : دراسة تأثير طبيعة آلمناهج آلتربوية خصوصاً في آلمراحل آلأولية , حيـث تشير آلدّلالات إلى تحوّل آلخرّيجين بسببها إلى آلاتٍ مُتحركةٍ (ربوتات) في آلمُجتمع , بعد صيرورة آلآباء و آلمُربّين إلى مُوظفين شُــــبه رسمييّن لتأهيل أبنائهم طبقاً للمواصفاتِ آلمُعدة من قبل آلليبراليين Liberalism آلذين وصلوا إلى سدّة الحكم و مراكز آلقرار بفعل آلمال الذي سـخّر آلأعلام لفوزهم في آلأنتخابات. هذا بجانب مجموعة آلعوامل آلمُسببة للتفكك آلأجتماعي و آلمشكلات السلوكية للأطفال.
أما الدراسات المماثلة فأنها لم تكن بالعمق والشمولية آلتي ذهبنا إليه , آملاً أن يكون هذا البحث أساساً منهجياً للمجتمع الانساني الحديث آلذي شابه آلكثير من الانحراف والظلم آلاجتماعي بشكل بدى معه آلجميع يتطلعون إلى ظهور آلمنقذ آلمنتظر للخلاص , و الدراســـة هي حصيلة أكثرَ من ألفِ كتابٍ و بحثٍ و مقالٍ في هذا المجال.
د
فُصولُ آلبحث : Sections
يتكوّن آلبحث من سبعةِ فصولٍ :
آلأوّل : ضم القسم آلاول منه بعد آلمقدمة مشكلة آلبحث و أهميته و أهدافه و حدوده و آلمصطلحات آلواردة فيه.
ألثاني : ضمّ آلقسم آلأول منهُ آلخلفيّة آلنظريّة و آلدّراسات آلسّابقة معَ آلأشارةِ إلى أهمّ آلمُؤشرات آلتي وقفت عليها كــــــدلالات من تلك آلدراسات بالأضافة إلى آلمفاهيم ذات آلعلاقة , و رغم أن معظم علماء آلنفس تصوّروا بأن دراسة آلطفولة قد إستوفت حقها أوْ تكــــــاد , لكنّ آلحقائق آلتي وقفنا عليها دلّت على أنّ آلقضية تواجه بشكل مخيف إنحرافاً كبيراً لأسباب منها تأثير القوى آلمهيمنة على المناهج ؛ عدم مناسبة البحوث مع الفطرة الانسانية؛ عدم جذريتها لتستوفي آلموضوع . والقسم آلثاني من هذا الفصل شمل تربية الأبناء و و مدى أثر التوافق الزواجي في نشأتهم و أنواع الاسر ثم موقف الأسلام من الموضوع.
ألثالث : شمل التربية والتعليم في عصر المعلومات, مع مشكلات و متطلبات التأقلم مع عصر المعلومات و أثر التكنولوجيا على حيـــــاة الأسرة, و أخيراً آلأثر المُتبادل بين التكنولوجيا و التربية.
ألرابع : شمل الدّراسات السّابقة معَ مُؤشرات و دلالات منها, ثمّ التعليق عليها, و ختمْناها ببعضِ الفروضِ الهامة جداً.
ألخامس : شمل منهج الدّراسة و المجتمع الأحصائي مع العينة و أدوات الدراسة و خطواتها ثم الاساليب الأحصائية المستخدمة فيها.
ألسادس : تركز على نتائج آلبحث و تفسيرها و آلأستنتاجات , و ختمناها بتوصيات و مقترحات, بما فيها تأسيس وزارة خاصّــــة تُعنى بالقوانين وآلقضايا آلمتعلقة بسايكولوجية آلزواج وآلطلاق و أبعادهما. مع تقريرات صريحة لمعايير آلاختيار آلمطلوبة لتقويم آلعمليـة التربوية ثم مسيرة آلبشرية .
آلسابع : ضّم آلمصادر آلعربية و آلأجنبية بالأضافة إلى آلملاحق.
ألمُقدمة : Introduction
آلنظام آلأجتماعي آلعالمي يندر بعواقب وخيمة , بعد تراكم حروب القرن آلماضي و صراع آلآيدلوجيات , و لم يكن كل ذلك بسبب حــالات سياسية أو عسكرية أو أقتصادية طارئة لغباء هذا الرئيس أو مغامرة ذاك القائد , وإنما آلبداية آلمحزنة للألفية آلثالثة , وآلارقام آلهائلــة من آلجرائم و آلطلاق و آلأدمان على المخدرات و آلامراض آلمختلفة , و جميعها نتجت بســــبب نظــام آلعولمـة (Globalization) و آلتخطيط آلمســـبق لجعـل آلعالم مَتْجَراً صغيراً يتحكمون به , ليولّد كل تلك آلمآسي . حتى تجرّد آلبشر من آلعواطف و آلرحمة و آلإيثار و روح آلتحمل و آلسماحة آلتي أثرت بالصميم في إبعاد آلانسان عن رسالته .. أنما أصل كل ذلك يرجع إلى آلنهج آلخاطئ للعلاقات آلأنسانية و في مقدمتها ألعلاقات آلزوجية نتيجة أساليب آلتربية آلخاطئة و تأثيرات آلأجندة آلخبيثة التي سيطرت على آلعالم.
أن العقيدة آلمعرفية (Epistemology) لم يَعُدْ يُحسبُ لها حساب في فكر آلانسان و نظرته للوجود كأساس للعملية آلتربوية ضمن شبكة علاقات إجتماعية تسودها آلوئام و آلمحبة و آلأيثار ليصبح الأله الواحد آلهة شتىّ تجمعها و تفرقها "الدولار" , و لا يمكـــن ذلك ما لمْ يُدوّن منهجاً رصيناً مدعوماً رسمياً لتربية آلأبناء و تأهيلهم لتحمّل مسؤولية آلرّسالة آلأنسانية . و من هنــــا يتبيّـــن آلجـــانب آلأهم في أطروحتنا , بتقديم علاجات جذرية لمأساة آلبشرية أيضاً , بعد وقوفنا على أهمّ عوامل تلك آلأنتكاسة . و آلهاجس آلأكبر الذي يُقلقنا هــــو مدى قدرتنا على تحقيق آلنظام آلأمثل بوصول آلفلاسفة و آلمتخصصين آلتربويين إلى قيادة آلهرم آلسياسي بدل آلأجنـــــــدات آلعامـــــلة لمصلحة آلرأسماليين , لضمان تنفيذ آلبرامج آلمطلوبة؟
أهمية آلبحث: Value of Research
من خلال معرفتنا لمشكلة آلبحث يتبين أهميتهُ , فهناك عوامل عديدة تُقوّم شخصية آلطفل و تُشكل إتجاههُ آلرّوحي وآلقلبيّ أهمّها : ألبُعد آلغيبي و دور آلأبوين و آلأصدقاء و آلمدرسة . وآلأعلام آلمُوجه من آلنظام آلسياسي آلمسير من قبل أصحاب المال والشركات. مع كــــلّ ذلك يبقى عامل آلوالدين من بين جميع آلعوامل له آلأثر آلأكبر في تكوين شخصّية آلطفل سلباً أو إيجاباً , قياساً إلى آلعوامل آلأخــــــرى و آلتي تتداخل معه لتؤدي إلى إيجاد حالة من الأزدواجية لدى أكثر الأبناء في حال إختلاف آلعقائد خصوصاً في النظم و آلاعراف الحاكمة . لذلك جاء بحثنا ليقرّر طبيعة آلعلاقة بين آلأبوين و آلعوامل آلمؤثرة فيها. و آلمنهج آلأمثل آلذي نتطلع إليه .
أما آلدافع آلآخر في تأكيدنا لدور آلأبوين هو كون مسؤولية آلوالدين و مرتبتهم في آلوجود تأتي بالدرجة آلثانية في آلأهمية بعد آلخـــالق
هـ
سبحانهُ , ضمن عملية آلأستخلاف آلألهي في آلأرض و كما جاء في القرآن : (و قضى ربك ألّا تعبدوا إلّا إياهُ و بالوالدين إحسانا) , لذلك يتوجّب إستيعاب هذه آلمكانة آلتي في طريقها إلى آلزوال للأسف, و إلاّ فأنّ عملية آلتكامل الأنساني لتحقيق حياة دافئة سعيدة بإعتبارها آلغاية من آلخلق ستصاب بالعقم و آلخلل آلحتمي .. و آلمزيد من آلكوارث و آلمحن , و عندها لا آلتكنولوجيا و لا المال و لا آلديمقراطيـة و لا كلّ أسلحة آلعالم آلمتطورة بإمكانها ألحدّ من آلتدمير آلماديّ و المعنوى في البشرية , هذا إن لم تكن هي السبب في وجودهــــــــا! و سوف لن يُزيدنا حينئذٍ إلا بُعداً عن آلهدف آلذي لخصناهُ بالتكامل آلأنساني و سعادة آلبشرية .
لقد نسفت آلعولمة الحديثة أيّ إعتبار للوالدين و تربية الأنسان عبر سياسة إفقار آلفقير و إغناء آلغني ليُســيطر بحــــدود 300 شخص على ثروات مليارين من آلبشر آلجائعين. في ظلّ هذا الوضع كيف يُمكن للوالدين أن يُؤديا رسالتهم تجاه أبنائهم ؟ هــــذا إذا فرضــــــــنا أستيعابهما لمسؤوليتهما و إنعتاقهما من أسر آلمناهج الخاطئة و آلسياسات آلظالمة آلتي أثقلت كاهل آلبشرية !
ألبحوث آلسابقة و مناقشتها : Previous study
وقفنا على 1000 بحث ذات علاقة بالشخصية آلأنسانية و أساليب آلتربية و تأثير آلوالدين على الأطفال ! و آلقسم آلأعظم كانت دراسات غربية . و بما أنّ آلجانب آلأساسي يتعلّق بعالم آلنفس آلغير متناهي و آلمجهول حسب قول ألكســـيس كارل و دايل كار نيجي و آخرين ؛ فأنّ مجمل تلك آلبحوث إهْتمّت بدراسة آلظواهر و آلنتائج أكثر من آلبواطن وآلجذور و أسرار و ماهية آلأنسان دون وضع آلحل الناجع . فكيف يُمكن للعقل أن يُحدّد قوانين إجتماعية و تربوية للأنسان آلذي إنطوى فيه آلعالم آلأكبر غير خالقهِ ؟ و سنعرض خلاصــة لأهم تلك المباحث و آلمؤلفات ذات العلاقة بالأضافة إلى آلنهج آلتربوي في آلفكر آلأسلامي .
أهداف آلبحث : The Aim
أولاً- بيان و توضيح سيكولوجية الزواج و آلهدف منه , بجعله مؤسسة إجتماعية و نفسية و أخلاقية و حضارية تقـــوم على أســــــس آلمحبة والأحترام و آلتفاهم متحرّراً من هيمنة أصحاب آلنفوذ والشركات , مؤسسة تضمن حياة مادية و معنوية كريمة دافئة هانئة لتوفر للأولاد مأمناً و عشاً غنياً بالمحبة و آلتعاطف و آلتوجيه لأعدادهم إلى بناء مجتمع أنساني خالي من آلأستغلال و آلعنف و آلحرب.
ثانياً- ألتعرف على طبيعة العلاقة آلزوجية و أساليب المعاملة بين آلام والأب و إنعكاساتها في نشوء المشكلات آلسلوكية لدى آلأطفال .
ثالثاً- ألتعرف على جذور و أسباب نشأة آلمشكلات آلزوجيــــة , كونها متنوعـــة و متشــعبة بإمتداداتها , فقد كتب الطبيب آلانكليزي " مودسلي " منذ منتصف آلقرن آلتاسع عشر يقول : { أن آلنفس هي التظاهر الأسمى و آلأعلى في تطوّر الطبيعة لذلك يجب أن تكون آلموضوع آلاصعب و آلاكثر تعقيداً في دراسة الأنسان .. و حتى تكون آلدراسة مُثمرة يتطلّب تقدماً كبيراً و تطوراً لعدّة علوم أخرى }.
رابعاً- ألتطلع إلى تحقيق نظام إجتماعي عالميّ عادل نضمن من خلاله سياسة إقتصادية عادلة و قيم مجتمعية و أخلاقية تناسب فطرة و غرائز آلأنسان , لما لهُ من تأثير في ترشيد آلعمليّة آلتربوية لتحقيق آلتكامل آلمنشود و درْءِ آلمُشكلات آلسلوكية .
خامساً- ألتعرف على الفروق بين آلذكور و آلأناث في مُستوى إنعكاس آلمشكلات آلزوجيّة على سلوكهم .
سادساً- بيان معالم آلمنهج التربوي آلأسلامي مقارنةً بالمناهج آلأخرى.
سابعاً – تاسيس وزارة خاصة تعنى بالزواج و آلإعداد التربوي في المجتمع .
ألعينة : Sample
20 (فتى و فتاة) من آلمجتمع العراقي و آلعربي.
10 (آباء) و (10) أمهات من آلمجتمع العراقي والعربي.
إجراء تحقيق شفاف مع عيّنات من مجتمعنا العراقي و آلعربي , لمعرفة الحقائق بسبب طبيعة آلشخصية آلعراقية ذات الطابع الأنطوائي و ليس سهلاً آلخجول ألمُتكتم, و تحفظهم من إعطاء المعلومات الدقيقة و الصحيحة , فالتطرف و الغلو و الأنطواء هي السمة البـــارزة في مجتمعنا بسبب آلظروف آلعصيبة ألمؤلمة و الضغوط آلتي تولدت بسبب الدكتاتورية المتطبعة في الشخصية العراقية و العربية.
و
أدوات آلبحث : The Objectives
أولاً- مقياس أساليب آلمعاملة الوالدية .
ثانياً- مقياس آلانحراف آلسلوكي لدى آلأطفال و آلآباء .
ثالثاً- ألبطاقة آلشخصية و آلمعلومات المطلوبة عن آلازواج والابناء .
رابعاً- قياس وضع و مستوى سلوك آلأطفال قبل و بعد آلانحراف .
خامساً- قياس مستوى و حيثيّات آلسلوك آلشخصي و ظروف نشأة آلوالدين قبل آلزواج و وضعهم بعد آلزواج .
سادساً- مقياس مستوى توكيد آلذات لدى آلأطفال آلذين تم آلانفصال بين والديهم .
سابعاً- آلمستوى المعيشي و آلتحصيلي للأبوين .
ثامناً- مستوى إلتزام الأبوين بالدين .
نتائج آلدراسة : The Conclusion
اولاً- وجدت علاقة إيجابية دالة بين آلأزواج آلمتنافرين و آلأبناء آلمجرمين .
ثانياً- و جدت علاقة إرتباطية موجبة و دالة إحصائياً بين آلتعامل الوالدي آلجاف (سحب آلحب) مع آلاطفال آلذكور و آلاناث , و حالات آلأنحراف لدى آلأطفال .
ثالثاً- وجدت علاقة إرتباطية سالبة دالة بين إسلوب التربية (التوجيه والارشاد) للأم و آلسلوك آلانحرافي للأطفال .
رابعاً- وجدت علاقة إرتباطية موجبة دالة إحصائياً بين ( آلاسلوب آلعقابي) للوالدين و آلسلوك آلانحرافي للأطفال .
خامساً- لم توجد فروق دالة إحصائياً بين آلذكور و آلأناث , و إن تنوعت أوجه آلأنحراف.
سادساً- وجود إسلوبان أكثر أسهاماً في تباين درجة آلأنحراف لدى آلأبناء (ذكور و أناث) هما :
ألجفاء ( إسلوب سحب آلحب ).
التوجيه وآلأرشاد لدى آلوالدين.
سابعاً- وجود علاقة إرتباطية موجبة بين آلأنظمة آلسياسية آلدكتاتورية و مستوى الانحراف والكآبة بين الزوجين من جهة و إنعكاساتها على آلابناء.
ثامناً- وجود علاقة إرتباطية موجبة بين صعوبات و ضعف آلمستوى المعيشي و إنحراف آلابناء .
ألتوصيات : Recommendations
على مستوى الوقاية من آلانحراف نوصي بما يلي :
أولاً- إيجاد برامج توعية للزوجين قبل وبعد آلزواج كجزء ملازم لرسالتهم في الحياة للوقاية من كلّ انحراف مُمْكن , و عـــــدم آلأختصار على الحالات آلخاصة و آلمرضية, فالمعارف من شأنها زيادة آلوعي و البصيرة لتشخيص آلأهداف, و بالتالي حلّ آلمُشـــــــكلات آلتي لا تخلو منها عائلة من آلعوائل.
ثانياً- تقوية أواصر آلمحبة و آلعشق بين آلزوجين و إظهارها أمام آلأبناء و تجنب إظهار آلغضب أو أي خلاف من قبل آلزوجين أمامهم مهما كانت آلأسباب بإعتبارهما نموذجان و مسؤولان لتوفير آلأمن و آلأحتياجات آلأساسية آلبيولوجية كالطعام وآلشراب و وسائل آلراحة , أو آلسايكلوجية كالحنان و آلحب والإحساس بآلأمان و آلأستقرار فمن خلالهما تتكون آلشخصية آلناجحة آلمعطاءة.
ثالثاً- آلعناية بالجانب آلاخلاقي وآلروحي و زرع حب آلتدين والحكمة و الأدب و آلانبياء و الفلاسفة في وجودهم لما له من تأثير في تقويم سلوكهم و ثباتهم على آلحق .
رابعاً- ألحفاظ على آلعلاقات آلطيبة من قبل آلوالدين مع آلابناء عبر إسلوب آلارشاد وآلتوجيه آلمقترن بالمحبة آلمعتدلة آلصادقة .
خامساً – تعرّف آلزوجين على فلسفة و أهداف آلزواج , و آلغاية من آلإنجاب, و ضرورة توفّر آلأمكانات اللازمة لتحقيق زواج ناجح .
سادساً- تأسيس وزارة خاصة تعنى بقضايا آلزواج و آلعلاقات آلاجتماعية و نشأة آلأطفال مدعومة من قبل آلدولة و قرارات هيئة آلأمم آلمتحدة لترشيد آلعملية آلتربوية مادياً و معنوياً , و تكون آلوزارة مُلزمة بكافة إتفاقيات آلامم المتّحدة و حقوق آلطفل لعام 1989م , و إتفاقيات 1990م و آلبروتوكول آلأختباري لأتفاقية حقوق آلطفل في آيار عام 2000م.
س
سابعاً- تدوين لائحة قانونية من قبل آلمختصّين , تتضمن آلوصايا و آلواجبات آلمتعلقة بقضايا آلزواج و آلعلاقات آلاجتماعية و حماية آلأطفال , و تُلزم آلوزارة آلمختصّة بتنفيذها كقانون بعد آلمصادقة عليها من قبل آلبرلمان.
ثامناً- ألمشاركة آلفعالة في آلأنتخابات لضمان وصول آلفلاسفة و أهل آلخبرة من آلمربين و آلسايكلوجين بالدرجة الأولى لقيادة آلدولة , فالملاحظ أن آلمتنفذين و أصحاب المصالح و المال يسعون دائماً لأيصال آلتكنوقراطين الأثرياء ألمتخصصين في إدارة المال و آلأعمال إلى قيادة آلمواقع آلرئاسية في آلحكومة لضمان مصالحهم و منافعهم المادية مُستخدمين آلأعلام لتوجيه آلرأي العام من دون آلأخذ بنظر آلإعتبار مصلحة و سلامة و و رفاه آلمجتمع كغاية في آلنظام آلإجتماعي آلحاكم .
على آلمستوى آلعلاجي نوصي :
أولاً – بإيجاد دورات و لقاآت و موادّ دراسية في المناهج التربوية منذ المرحلة الأعدادية و حتى سني الجامعة لدراية مقومات الزواج الناجح, والمؤثرات الايجابية والسلبية على العائلة و تربية الابناء, مع تعميم أحكام الكتب السماوية خصوصاً ألمنهج الإسلامي في الأعداد و التربية بإعتبارهِ المنهج الأحكم في هداية الانسان و تكامله.
أولاً- نوصي آلاخصائين آلنفسيين و آلتربويين آلأجتماعيين بضرورة إشراك آلآباء و آلأمهات في علاج آلحالات آلسلوكية آلشــــاذة آلتي تظهر بوادرها منذ آلبداية على أبنائهم .
ثانياً- تركيز آلعلاج في نمط حياة آلمريض ألذي يتشكل من أهداف آلفرد آلشعورية و آللاشعورية في آلسنوات آلأولي من حياة آلطفـــل و أساليب تحقيقها و أدواتها. لأنّ أكثر آلمشاكل آلسلوكية ناجمة عن إفتراضات خاطئة لدى آلمريض. يقوم آلعلاج بتصحيحها, حيث يحـاول آلمعالج توجيه آلمريض بتمرينه على آلتعبير آلمباشرعمّا يجري بداخله في جوّ حرّ مُريح, و إعادة بناء تصورهُ لأسلوب حياتــه بإعــادة آلثقة إليه بنفسه.
ثالثاً- مساعدة آلمريض للتخلص من آلصراع آلسلبي بسبب آلأفكار آلخاطئة آلمترسبة و مواجهته للحياة بإسلوب جديد.
رابعاً- محاولة ربط آلمريض بالمراكز و آلمؤسسات آلدينية و المرشدين لبناء علاقات إجتماعية مع أقرانهِ آلأسوياء.
خامساً – إعداد المزيد من الدراسات حول الموضوعات التي من شأنها تقوية سبل العلاقة بين الزوجين من جانب و بينهم و بين الأبناء من جانب آخر ليعمّ الخير في كلّ المجتمع آلأنساني.
ألطالب :عزيز حميد آلخزرجي
الأستاذ المشرف : ألبروفسور على آلتميمي
عميد الجامعة : البروفسور علي التميمي
هل في العراق حقاً من ينادي بالعدالة و قضايا الفكر الأنساني؟
هل في العراق حقاً من ينادي بالعدالة و قضايا الأنسان؟
البحث حول العدالة الانتقالية في العراق الجديد
و تشكيل الفكر العراقي الجديد
وصلتنا دعوة من مجموعة من المختصين و المشرفين على القضايا التربوية و الفكرية في العراق للتمهيد إلى تطبيق العدالة ألانتقالية فيه, و كان تعليقنا كالآتي
أشكركم على دعوتكم لأحياء العدالة و الفكر الأنساني في العراق الجديد, فمشْروعكم هذا يَتَقَدّمُ و يَدْخُلُ ضمنَ الأعمال الستراتيجية الكُبرى على مُستوى الفكر و العلم في آلعالم و الوجود كله.. و أشدّ على أيديكم
لكن لا بُدّ لي منَ القول و بصراحة :ـ
أنّهُ منَ الصّعب التّحدّث عن القيم و العدالةِ في عراقٍ تربّى فيهِ الأنسانُ على مدى جيلين للأسف على ثقافة القتل و الإرهاب و آلأحتيال و الدّجل و الكذب و النفاق و العربدة و التزوير و ثقافة آلتكبر و الدكتاتورية!
فمنْ غير المُمكن و بمجموعةٍ من البُحوث ألمنقوشة و التي أكثرها قدْ لا تنسجم مع واقعنا - منْ غير المُمْكنِ أنْ تُغيير ذلكَ البناء الرّوحيّ و الأخلاقيّ و العقائدي آلفاسد للشّخْصيّة العراقيّة بِسهولة , لأنّ مَعرفةُ العدالة و وعي مفاهيمها الحقّة و طُرق إعمالها للوصول إلى مكارمِ الأخلاق بحاجةٍ إلى أكثر من جيلٍ لتعميمها أولاً ! أمّا تحقيق مكارم الأخلاق فبحاجةٍ كذلك إلى أكثرِ من جيلٍ و إلى إمكاناتٍ معنويّةٍ و علميّةٍ و ماديّةٍ كبيرة و إلى مجموعة قيادية مثقفة و قادرة لتحقيق الأمر .
لذلكَ يتطلب آلأمر إبتداءاً منْ (وزارة التعليم و التربية و وزارة التعليم العالي و المؤسسات التعليمية و التربويّة و معها وسائل الأعلام و المراكز الدّينية) وضع برامج أولية تمهيديّة للبدء بهذا المشروع السّتراتيجي : كتعريف الأنسان و الأخلاق و القيم و المبادئ الأنسانية الأولية و ...إلخ, و الأبتعاد عن الظلم و التعصب و التكبر و الجاهلية التي يتّصف بها أكثر أهلنا في العراق, بما فيهم المسؤولين في آلنظام الجديد , حتى يتمّ من خلالها تعريف العراقيّ بمعنى الإنسان و الفرق بينهُ و بينَ الحيوان ! كي نُحقّقٌ و نبني القاعدة القوية و الأنطلاقة الصحيحة آلأولى في منهجنا ألجديد !
فما فائدة أن يَتَخَرّجَ العراقيّ مُهندساً أو طبيباً أو مَرْجعاً و هوُ لا يَعرفُ تلكَ الفروق و نعني الفروق ألجَوْهريّة و ليستْ العرضية؟
بعدها نبدأ بالمرْحلة الأبتدائية في فهم مُحتوى الأنسانية كحبِّ الخير و آلصّدق و التّواضع و المَحبّة و غيرها , ثمّ ألمَرحلةُ التاليةِ كحبِ الأدبِ و النّثرِ و الشّعرِ و العرفانِ و الحكمةِ و آلحياةِ, جنباً إلى جنب مع الدّروس الأختصاصية في الطب و التكنولوجيا .
هذا بَعْدَ أنْ نكونَ قد تجاوزنا ألحالة الدينية ألجافة التقليدية آلتي ما خدمت العراق و لا الأمّة يوماً مّا في حياتها و محنها, فما فائدة أنْ يكونَ أحدٌنا مَرْجعاً أو آيةً عُظمى بعد خمسين أو ستين عاماً لكنّهُ لا يفهمُ تلك الفروق “آلجوهرية”؟ و آلتّي بِفُقْدانها يفقدُ معها الأنسانُ إنسانيتهُ و يُحقّقُ أنانيتهُ بأبْشعِ صورةٍ كريهةٍ, بحيث لا يَحسّ بمظلوميةِ مُواطنهِ أوْ أخيهِ الأنسانِ؟
أو ما يجري حولهُ في المُجتمع آلأنسانيّ منْ تطوراتٍ أو مظالمٍ؟
ليأتي دور آلمراحل آلتكاملية آلعالية العملية في طريق المعرفة الألهية, و التّوحيد العملي و النبوة العملية و الأمامة العملية للبدء بالمراحل الأخيرة كتوليد المعرفةِ و العلمِ, و إستشراف المُستقبل, و غيرها, كلّ ذلك لتحقيق الكمال الأنساني ألذي يُعْتبرُ آلغايةُ من خلقِ الأنسان, و الوصول إلى المَعشوق الحقيقيّ بعد تجاوز كل “العشوق” المجازية في آلأرض, و الذي أعتقد أنّه لا يوجد في عراق آليوم مَنْ يُمكنهُ إعطاء هذا المفهوم حتى مُجرّد تعريفاً دقيقاً و صحيحاً حسب قرائتي لِواقعهِ و خباياهُ, ,ناهيك عن تطبيقهِ ثمّ تَعْميمهِ و نشرهِ كواجبٍ غائيٍ في الوجود.
مرة أخرى أتمنى لكم أيّها المُضحّون من القلب ألمُوفقيّة لإجراءِ العدالةِ الأنتقاليةِ في العراقِ .. ِلكنْ عليكمُ أنْ تُحدّدوا بدايةً ألثوابت المفقودة أصلاً في واقع العراق الدّامي و قبلَ كلّ شئٍ كشرطٍ للنجاح, لأنّنا بغير ذلكَ سَنُكرّرُ و نُديمُ الفوضى التّي نحنُ فيها, و التّي توارثناها عبر تأريخٍ مليئ بالمآسي منذُ حمورابي آلظالم و حتى يومنا هذا, و إلّا فبماذا يُفَسّرْ عندما يكون المَسْؤولون في الخط الأول و الثاني في حكومة العراق الجديدة المُنتخبة - و فيهم من ينتمي إلى أشرفِ حزبٍ .. كانَ يُسمّى بـ(حزب الدّعوة) و الذي عَرَفَتْهُ الساحةُ العراقيةُ و آلأسلاميّة بحزبِ الشّهداء آلعظام - يكون المَسْؤولين فيهِ من الكاذبين و السّارقين و المُحتالين و المُتكبرين و عديمي الأخلاق و الضمير!
فماذا يُمكنكَ أنْ تتوقعَ منَ آلآخرين في عراق البعث آلزنيم .. من الذّين ينتمونَ إلى ذلك التأريخ الأسود و إلى الأحزاب الوضعية آلجديدة آلتي أجْرَتْ مياهاً مُلوّثَةً كثيرةً في نهرِ الفكر العراقي؟
فهلْ في العراقِ حقاً بَعْدَ هذا .. مَنْ يُفكّرُ و يُنادي بالعدالةِ و قضايا آلفكر الأنسانيّ؟
ألباحث و المفكر
عزيز الخزرجي
البحث حول العدالة الانتقالية في العراق الجديد
و تشكيل الفكر العراقي الجديد
وصلتنا دعوة من مجموعة من المختصين و المشرفين على القضايا التربوية و الفكرية في العراق للتمهيد إلى تطبيق العدالة ألانتقالية فيه, و كان تعليقنا كالآتي
أشكركم على دعوتكم لأحياء العدالة و الفكر الأنساني في العراق الجديد, فمشْروعكم هذا يَتَقَدّمُ و يَدْخُلُ ضمنَ الأعمال الستراتيجية الكُبرى على مُستوى الفكر و العلم في آلعالم و الوجود كله.. و أشدّ على أيديكم
لكن لا بُدّ لي منَ القول و بصراحة :ـ
أنّهُ منَ الصّعب التّحدّث عن القيم و العدالةِ في عراقٍ تربّى فيهِ الأنسانُ على مدى جيلين للأسف على ثقافة القتل و الإرهاب و آلأحتيال و الدّجل و الكذب و النفاق و العربدة و التزوير و ثقافة آلتكبر و الدكتاتورية!
فمنْ غير المُمكن و بمجموعةٍ من البُحوث ألمنقوشة و التي أكثرها قدْ لا تنسجم مع واقعنا - منْ غير المُمْكنِ أنْ تُغيير ذلكَ البناء الرّوحيّ و الأخلاقيّ و العقائدي آلفاسد للشّخْصيّة العراقيّة بِسهولة , لأنّ مَعرفةُ العدالة و وعي مفاهيمها الحقّة و طُرق إعمالها للوصول إلى مكارمِ الأخلاق بحاجةٍ إلى أكثر من جيلٍ لتعميمها أولاً ! أمّا تحقيق مكارم الأخلاق فبحاجةٍ كذلك إلى أكثرِ من جيلٍ و إلى إمكاناتٍ معنويّةٍ و علميّةٍ و ماديّةٍ كبيرة و إلى مجموعة قيادية مثقفة و قادرة لتحقيق الأمر .
لذلكَ يتطلب آلأمر إبتداءاً منْ (وزارة التعليم و التربية و وزارة التعليم العالي و المؤسسات التعليمية و التربويّة و معها وسائل الأعلام و المراكز الدّينية) وضع برامج أولية تمهيديّة للبدء بهذا المشروع السّتراتيجي : كتعريف الأنسان و الأخلاق و القيم و المبادئ الأنسانية الأولية و ...إلخ, و الأبتعاد عن الظلم و التعصب و التكبر و الجاهلية التي يتّصف بها أكثر أهلنا في العراق, بما فيهم المسؤولين في آلنظام الجديد , حتى يتمّ من خلالها تعريف العراقيّ بمعنى الإنسان و الفرق بينهُ و بينَ الحيوان ! كي نُحقّقٌ و نبني القاعدة القوية و الأنطلاقة الصحيحة آلأولى في منهجنا ألجديد !
فما فائدة أن يَتَخَرّجَ العراقيّ مُهندساً أو طبيباً أو مَرْجعاً و هوُ لا يَعرفُ تلكَ الفروق و نعني الفروق ألجَوْهريّة و ليستْ العرضية؟
بعدها نبدأ بالمرْحلة الأبتدائية في فهم مُحتوى الأنسانية كحبِّ الخير و آلصّدق و التّواضع و المَحبّة و غيرها , ثمّ ألمَرحلةُ التاليةِ كحبِ الأدبِ و النّثرِ و الشّعرِ و العرفانِ و الحكمةِ و آلحياةِ, جنباً إلى جنب مع الدّروس الأختصاصية في الطب و التكنولوجيا .
هذا بَعْدَ أنْ نكونَ قد تجاوزنا ألحالة الدينية ألجافة التقليدية آلتي ما خدمت العراق و لا الأمّة يوماً مّا في حياتها و محنها, فما فائدة أنْ يكونَ أحدٌنا مَرْجعاً أو آيةً عُظمى بعد خمسين أو ستين عاماً لكنّهُ لا يفهمُ تلك الفروق “آلجوهرية”؟ و آلتّي بِفُقْدانها يفقدُ معها الأنسانُ إنسانيتهُ و يُحقّقُ أنانيتهُ بأبْشعِ صورةٍ كريهةٍ, بحيث لا يَحسّ بمظلوميةِ مُواطنهِ أوْ أخيهِ الأنسانِ؟
أو ما يجري حولهُ في المُجتمع آلأنسانيّ منْ تطوراتٍ أو مظالمٍ؟
ليأتي دور آلمراحل آلتكاملية آلعالية العملية في طريق المعرفة الألهية, و التّوحيد العملي و النبوة العملية و الأمامة العملية للبدء بالمراحل الأخيرة كتوليد المعرفةِ و العلمِ, و إستشراف المُستقبل, و غيرها, كلّ ذلك لتحقيق الكمال الأنساني ألذي يُعْتبرُ آلغايةُ من خلقِ الأنسان, و الوصول إلى المَعشوق الحقيقيّ بعد تجاوز كل “العشوق” المجازية في آلأرض, و الذي أعتقد أنّه لا يوجد في عراق آليوم مَنْ يُمكنهُ إعطاء هذا المفهوم حتى مُجرّد تعريفاً دقيقاً و صحيحاً حسب قرائتي لِواقعهِ و خباياهُ, ,ناهيك عن تطبيقهِ ثمّ تَعْميمهِ و نشرهِ كواجبٍ غائيٍ في الوجود.
مرة أخرى أتمنى لكم أيّها المُضحّون من القلب ألمُوفقيّة لإجراءِ العدالةِ الأنتقاليةِ في العراقِ .. ِلكنْ عليكمُ أنْ تُحدّدوا بدايةً ألثوابت المفقودة أصلاً في واقع العراق الدّامي و قبلَ كلّ شئٍ كشرطٍ للنجاح, لأنّنا بغير ذلكَ سَنُكرّرُ و نُديمُ الفوضى التّي نحنُ فيها, و التّي توارثناها عبر تأريخٍ مليئ بالمآسي منذُ حمورابي آلظالم و حتى يومنا هذا, و إلّا فبماذا يُفَسّرْ عندما يكون المَسْؤولون في الخط الأول و الثاني في حكومة العراق الجديدة المُنتخبة - و فيهم من ينتمي إلى أشرفِ حزبٍ .. كانَ يُسمّى بـ(حزب الدّعوة) و الذي عَرَفَتْهُ الساحةُ العراقيةُ و آلأسلاميّة بحزبِ الشّهداء آلعظام - يكون المَسْؤولين فيهِ من الكاذبين و السّارقين و المُحتالين و المُتكبرين و عديمي الأخلاق و الضمير!
فماذا يُمكنكَ أنْ تتوقعَ منَ آلآخرين في عراق البعث آلزنيم .. من الذّين ينتمونَ إلى ذلك التأريخ الأسود و إلى الأحزاب الوضعية آلجديدة آلتي أجْرَتْ مياهاً مُلوّثَةً كثيرةً في نهرِ الفكر العراقي؟
فهلْ في العراقِ حقاً بَعْدَ هذا .. مَنْ يُفكّرُ و يُنادي بالعدالةِ و قضايا آلفكر الأنسانيّ؟
ألباحث و المفكر
عزيز الخزرجي
Wednesday, August 18, 2010
أين هو المفكر ألمُؤْثر في العراق ؟
يورد البعض أحياناً في مقالاتهم و كتبهم, بأنّ في العراق أنقلاب و ثورة ثقافية و فكرّية , و ما إلى ذلك .. و أقول بأنّ الفكر و الثقافة يَتَوَلّدان مِنَ آلمُفكرين و آلمُثقفين (ألفُقهاء) .. ألفقهاء ليس بالمفهوم الحوزويّ العرفي الذي يتداولهُ أهل الحوزة العلمية, فقد يتّفقُ معي آلبعض بأن الحوزة ألعلمية الحقيقية النابضه بالحياة و الفكر و آلاصالة قد أسْتَشْهَدَتْ عام 1980م في العراق بشهادة الأمام الفيلسوف محمد باقر الصدر (رض), بعد أنْ مَهّدَ لتلك الشهادة العظمية و العرس الفكري البهيج في تأريخ الفكر الأنساني وسط جهنم الجهل في العراق - رتل من أهل القلوب أمثال البدراويّون(الشيخ ماجد البدراوي و المهندس الشيخ بديع عبد الرزاق و الشيخ الأستاذ موسى محمود), و أمثال البدريّون كالشيخ عبد العزيز البدري, والواسطيون كالشيخ المهندس سعدي فرحان و البصريّون كالعلامة عارف البصري و الكربلائيّون كحسن الشيرازي, و الجابريّون و غيرهم من الذين كانوا بمثابة الجسور الأمينة للمنابع الفكرية الأسلامية الأصيلة إلى العالم .. كلّ العالم , لكنّ الحوزويّون من بعدهم خُصوصاً الخط التقليدي المُتحكم فيه و معهم الأسلاميون أثبتوا جفائهم و قسوة قلوبهم و تكبّرهم على الحقيقة بعد ما إنقلبوا عمليّاً ضد كلّ ما تبناهُ و نَظّرَ لهُ الأمام الفيلسوف الراحل, و سَبَبْ ذلك هو ركونهم إلى الدنيا و زخرفها من الأموال و البنين و النساء - ليعيشوا إلى الأبد مع الأموات - و قد أشار الأمام الشهيد الفيلسوف الصدر لذلك في كتاب المحنة, ليثبتوا بموقفهم هذا بأنّهم أسوء خلف لأشرف سلف في الوجود.
و على الأسلاميين أنْ لا ينسوا ما حدث لغيرهم من الحكام السابقين في التأريخ, و صدام هو المثل آلأكبر من بين طغاة الأرض حيث أمسى في عشية و ضحاها كجرذ حقير ستلحقه لعنات التأريخ إلى يوم الدين كأسلافه من اليزيديين و المعاوييّن.
إنّ المثقف ألمُفكر هو مَنْ يَحملُ فكراً أنسانياً مُتنوراً و مُفعماً بالحركة و الحضور و آلأبداع و المشاعر آلحيّة و آلأحاسيس المرهفة التي تعيش و تتحرك مع هموم الناس في محنهم و تطلعاتهم – خصوصاً مع الكادحين منهم, و ليس "السياسييون", و الذين ما إن يصلوا إلى الحكم فأنهم سرعان ما يُفسدون و ينسون المبادئ و آلأخلاق. لأنّ مفهوم السياسة عند العراقيين و آلأمة العربية””المجيدة”” لا بلْ كلّ الشرق .. قد لَخّصْتَهُ في تعريف سابق هو : "ألسياسة في الشرق هو أنْ تبني بيتك و تهدم وطنك و تُحطم شعبك" , كما أنّ عكس هذا التعريف له مِصداق كبير في واقعنا أيضاً, أيّ أنّكَ لو أردتَ أنْ تبني وطنكَ بجدّ و إخلاص فعليك أن تُخرّب بيتك و حياتك الخاصة, أيّ تُفَعّل الأيثار في وجودك.
و السؤآل الكبير هنا هو : أين هذا المفكر ألمُؤْثر في العراق ؟ و لو كان موجوداً فمن يسمح له أو يحترمهُ في جهنم الجهل الفكري ألمربع في أعماقنا ؟ و هذا ما أثبته الواقع في التأريخ , مع فوارق بسيطة عموماً و هامة من الجانب الآخر, يمكننا إعتبارها إستثناءآت (كالشهداء و السجناء السياسيين و المهاجرين) حيث لا وزن لهم و لا رجحان لكفتهم في حركة الواقع العراقي والروح الأجتماعية العراقية مقابل ذلك الكمّ الهائل من الجهلاء و المجرمين و آلارهابيين و الأنتهازيين و العملاء و عديمي الضمير من السياسيين و العسكريين و...إلخ.
و في هذا الوسط المُحترق خلا العراق من الفكر و المفكرين ألانسانيين بالأساس و في هذه المرحلة بالذات, فقد رحل أولئك الصادقون المتواضعون لعباد الله فرحين و مستبشرين بما آتاهم الله من فضله, و بَقيَ خليفتهم وحيداً يئن من غربته الحقيقية وسط كلّ هذا الزحام.
و قد كتبت موضوعاً قبل أيام جاءَ الحديث فيه كتعقيب على الدّعوة التي وُجّهت لنا من قبل جماعة خيّرة تُريد إجراء العدالة الانتقالية في العراق الحديث, للمزيد يُمكنكم الاطلاع عليه من خلال الموقع أدناه :ـ
http://www.shia.com.au/news.php?action=view&id=3939.
ألباحث
عزيز الخزرجي
و على الأسلاميين أنْ لا ينسوا ما حدث لغيرهم من الحكام السابقين في التأريخ, و صدام هو المثل آلأكبر من بين طغاة الأرض حيث أمسى في عشية و ضحاها كجرذ حقير ستلحقه لعنات التأريخ إلى يوم الدين كأسلافه من اليزيديين و المعاوييّن.
إنّ المثقف ألمُفكر هو مَنْ يَحملُ فكراً أنسانياً مُتنوراً و مُفعماً بالحركة و الحضور و آلأبداع و المشاعر آلحيّة و آلأحاسيس المرهفة التي تعيش و تتحرك مع هموم الناس في محنهم و تطلعاتهم – خصوصاً مع الكادحين منهم, و ليس "السياسييون", و الذين ما إن يصلوا إلى الحكم فأنهم سرعان ما يُفسدون و ينسون المبادئ و آلأخلاق. لأنّ مفهوم السياسة عند العراقيين و آلأمة العربية””المجيدة”” لا بلْ كلّ الشرق .. قد لَخّصْتَهُ في تعريف سابق هو : "ألسياسة في الشرق هو أنْ تبني بيتك و تهدم وطنك و تُحطم شعبك" , كما أنّ عكس هذا التعريف له مِصداق كبير في واقعنا أيضاً, أيّ أنّكَ لو أردتَ أنْ تبني وطنكَ بجدّ و إخلاص فعليك أن تُخرّب بيتك و حياتك الخاصة, أيّ تُفَعّل الأيثار في وجودك.
و السؤآل الكبير هنا هو : أين هذا المفكر ألمُؤْثر في العراق ؟ و لو كان موجوداً فمن يسمح له أو يحترمهُ في جهنم الجهل الفكري ألمربع في أعماقنا ؟ و هذا ما أثبته الواقع في التأريخ , مع فوارق بسيطة عموماً و هامة من الجانب الآخر, يمكننا إعتبارها إستثناءآت (كالشهداء و السجناء السياسيين و المهاجرين) حيث لا وزن لهم و لا رجحان لكفتهم في حركة الواقع العراقي والروح الأجتماعية العراقية مقابل ذلك الكمّ الهائل من الجهلاء و المجرمين و آلارهابيين و الأنتهازيين و العملاء و عديمي الضمير من السياسيين و العسكريين و...إلخ.
و في هذا الوسط المُحترق خلا العراق من الفكر و المفكرين ألانسانيين بالأساس و في هذه المرحلة بالذات, فقد رحل أولئك الصادقون المتواضعون لعباد الله فرحين و مستبشرين بما آتاهم الله من فضله, و بَقيَ خليفتهم وحيداً يئن من غربته الحقيقية وسط كلّ هذا الزحام.
و قد كتبت موضوعاً قبل أيام جاءَ الحديث فيه كتعقيب على الدّعوة التي وُجّهت لنا من قبل جماعة خيّرة تُريد إجراء العدالة الانتقالية في العراق الحديث, للمزيد يُمكنكم الاطلاع عليه من خلال الموقع أدناه :ـ
http://www.shia.com.au/news.php?action=view&id=3939.
ألباحث
عزيز الخزرجي
Saturday, September 26, 2009
هل سابقى لا أعرف سرّ آلوجود ؟
عزيز الخزرجي من مواليد عام 1955 م , وُلد في وسط العراق في محافظة واسط . تأريخي هو تأريخ الحركة آلأسلامية آلعراقية .. مُنذ تصدّينا لقيادةِ الصّراع ضد آلعصابة آلبعثية آلهجينة عام 1973م , حيث لم يتجاوز عمري أنذلك ثمانية عشر عاماً , و لأنّ والدي (رحمهُ الله) كان لهُ نشاطاً سياسيّاً ضدّ ذلك آلنظام آلشمولي , لذلك تطبّعتُ مُنذ آلصغر على تلك آلتوجهات رغم إنّي لمْ أكنْ أعرفُ بعد سرّ آلوجود .. و سببَ خلقِِ آلإنسان .. و لَعلّي لا أزالُ أجهلُ الجوابَ آلدّقيق .. لا لأني جاهلٌ , حيثُ ما تركتُ كتاباً - من وصيّةِ آدم (ع) آلتي أتى بها منَ آلجّنة و إلى يومنا هذا - إلاّ طالعتهُ.. و بإعتقادي لا يوجد من يعرف آلجواب سوى الله تعالى نفسهُ , و نحن لأمرهِ مُسلمونَ. لقد طالعتُ و ما زلت و بشغفٍ مِحنةَ آلإنسان و قصةَ الفلسفة و الوجود و جذور آلافكار و صراع آلخير و آلشر ونشاةآلكون و نظرية (آلبك بنك) , حتّى علمتُ ما علمت !؟ و يا ليتني لم أكن أعلم ! لأنّي علمتُ بعد كلّ هذا السّفر آلطويل آلحزين بأنّي لا أعلمُ شيئاً من سرّ آلوجود و آلزمن , و بذلك إكتملت محنتي و تواضعي أمامَ آلحقيقةِ آلكُبْرى , حتّى أثقلَ آلهمُّ كاهلي و ما يُدْريني لَعلّي سأبقى لولا رحمة ربيّ مُكتئباً مكسوراً حتى ألتقيه ؟ علّني أتداوى عنده يوم آللقاء . و بآلرّغم من كوني مُهندساً في أدقّ فروع الهندسة الكهربائية ؛ و كذلك حُصولي عل دبلوم إختصاص(ما يعادل الماجستير) في تكنولوجيا آلتربية ؛ و سعيّ الآن للحصول على آلدكتوراه في التربية و علم آلنفس ؛ بالإضافة إلى دورات عديدة تتجاوز العشرة في فروعٍ و إختصاصاتٍ مُختلفةٍ أخرى - إلاّ أنّ كلّ هذا آلخزين آلعلميّ و آلكمّ آلهائل من آلمعلوماتِ و آلتجاربِ آلغنيّةِ لا تُعادلُ تلكَ آلدّروسِ آلتي أخذتُها من أستاذي آلفيلسوف مُحَمّد باقر آلصّدر(قدس) , خُصوصاً في العقائد و آلأخلاق أثناء زياراتي آلمنتظمة لهُ في آلنجف آلأشرف في سبعينيّات آلقرن آلماضي كلّ شهرٍ , و كذلكَ دُروسُ آلفقهِ على يَدِ آيةُ آلله ألسيد إبراهيم آلخراساني (مُمثل سماحة آلإمام آلخؤئي" قدس") في آلرّوضة آلكاظمية ببغداد , مُضافاً لذلكَ مُبادرتي آلتأريخيةِ في تأسيسِ حركةِ آلثورة الإسلاميّةِ في العراقِِ عام 1975م . بالإضافةِ إلى آلمراكز و آلمنتديات ألإعلامية و آلفكرية وآلثقافية آلتي تلتها , و آخرها قبل عامٍ تقريباً بإسم ألمنتدى الفكري في تورنتو - كندا , و لا زال مُستمراً بعطائه الفكري و الثقافي بعد هجرتي من إيران عام 1996م و (إستقراري) في كندا قبلَ ثلاثة عشر سنة , كما أسّستُ موقع (ألمنهج آلأم), بالإضافة إلى أِكثر من مائة و خمسينَ مؤلفاً و بحثاً , مع مشاريعَ عملٍ و برامجَ لا يمكن آلبوح بتفاصيلها تتعلق بالمناهج و آلتخطيط على مستوى آلعراق و العالم - كل العالم , و قد نتحدث عنها تفصيلاً بعد أن يتمّ آلتعارف و آلأستئناس بيننا أكثر أنشاء الله , و نحنُ على إستعداد للإجابة على أي سُؤالٍ آخر يدور في خلدكم بإستثناء ما يتعلقُ بحقوقِ آلآخرين آلذينَ يرتبطونَ أو يعملونَ مَعنا , هذا معَ دُعائي لكمُ بالموفقية و آلفوزَ بخير آلدّنيا و آلآخرة , إنّهُ سميعُ آلدّعاء و آلسّلام عليكم و رحمةُ آلله و بركاتهُ .
عزيز آلخزرجي
alma1113@hotmail.com
www.almanhajalum.com
عزيز آلخزرجي
alma1113@hotmail.com
www.almanhajalum.com
Wednesday, April 22, 2009
ألمنتدى آلفكري : لا خلاص إلا بالمعرفة
2009/04/21
عزيز آلخزرجي
بسم آلله آلرحمن آلرحيم
إخوتي و أخواتي في آلله:ـ
تحية اسلاميـــة ملؤها المحبـة و الوئام ..
الســــلام عليكم و رحمة الله و بركـاته ..
إخوتاه .. بادئ ذي بدء أوجه شكري للباحثين و آلمجتهدين في رفع فاعلية منتدانا عبر مشاركاتهم آلفعالة و تعليقاتهم و تواصلهم الدائم عبر آلإنترنتت أو وسائل آلإتصال آلأخرى و تفانيهم في كسر حاجز آلنفس آلأمارة لحمل آلأمانة في هذا آلزمن آلصعب , و متابعاتهم لشؤون آلفكر و آلمعرفة و قضايا آلساحة آلعراقية و آلأسلامية و آلعالمية , متخطين بموقفهم هذا (أنياتهم) و كل آلعوائق آلدنيوية آلدنية آلأخرى من شغل و ثرثرة و تململ , مستثمرين وقتهم آلثمين في أقدس عمل أثنى عليه آلله في كتابه آلعزيز , و آلرسول (ص) في سنته , و آلأئمة (ع) في منهجهم , لينالوا خير آلدنيا و آلآخرة إنشاء آلله , حيث آثروا طلب آلعلم و آلمعرفة على آلمشاغل آلروتينية آلعادية و آلخصوصية (كالذهاب للأسواق أو تصفح آلإنترنيت أو آلنوم أو ثرثرة مع جار أو صديق أو غيرها ..) فقد نور آلله قلوبهم بالإيمان و آلمعرفة فأحسوا بضرورة فعل ما أمكن فعله لتقليل زاوية آلإنحراف في سبيل إنقاذ هذا آلإنسان آلذي صار عبدا ذليلا للنفس و للدولار و للحاكمين بغير آلحق , و هذا إن دل على شئ فإنما يدل بالدرجة آلأولى على وعيهم و إخلاصهم و مبدئيتهم و إحساسهم بالآلام و آلمآسي و آلظلامات آلتي حلت و تحل ببني نوعه بل و حتى بالطبيعة و آلوجود حيث تلوث كل شئ فيها بسبب شهوة و إستغلال آلظالمين و إنحرافهم عن آلحق , و اني احببت بالمناسبة ان اوجه نصيحة اخوية من آلقلب للجميع و هي : إن منتدانا .. و لأنه ملتقى آلفكر و آلمعرفة و منهج جديد للإصلاح - يحتاج إلى آلمزيد من مشاركاتكم و ردودكم المتمثلة في تعاليقكم على المواضيع آلتي تنشر و آلحمد لله في أشهر آلمواقع ألعراقية و آلعالمية وهي أفيد لموضوعاتنا و حافز لنا للسير قدما في العمل و آلعطاء أكثر و هي ( منكم و إليكم أولا و أخيرا) .. لذا يا إخوااااني و أخوااااتي لا يبخل بعضكم على بعض , و لو بكلمة صادقة واحدة و هذا أضعف آلإيمان و أقل آلمعروف .. و نأمل من إخواننا أينما كانوا .. بتكرار هذه آلتجربة آلعظيمة لتأسيس آلمنتديات في أماكن تواجدهم في جميع آلبلاد و آلأمصار و آلمدن , كل حسب طاقته و إمكاناته , و لا يهمكم إخوتاه إن أصبحتم في بداية آلطريق - كأصحاب آلكهف و آلرقيم - فطريق آلهدى ليس سهلا , أ لم يوصينا علي (ع) بقوله :{لا تستوحشوا في طريق آلهدى لقلة سالكيه}؟ و سنرفدكم بالرؤى و بالموضوعات و آلمناهج آلمطلوبة لتوحيد برامجنا و مناهجنا آلمختلفة إنشاء آلله لتأسيس منتديات مماثلة على غرار منتدانا , و لا يحتاج آلأمر سوى إلى خلوص في آلنية و مكان للملتقى - أي مكان , حتى لو كان داخل حرم آلجامعات أو آلمعاهد أو آلمراكز و آلمساجد أو حتى آلبيوت . كما سنحاول مستقبلا نشر ما امكن من آلتفاصيل عن آلموضوعات آلمطروحة في منتدانا آلمبارك في تورنتو - كندا , نزولا عند رغبة بعض آلإخوة آلباحثين و آلمتابعين آلأعزاء في داخل آلوطن و خارجه , و شكر جزيلا للجميع , خصوصا أعضاء آلمنتدى ألمحترمين في تورنتو - كندا .
(و قل إعملوا فسيرى آلله عملكم و رسوله و آلمؤمنون و ستردون إلى عالم آلغيب و آلشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) صدق آلله آلعلي آلعظيم - سورة آلتوبة -105
إدارة منتدى آلفكر
تورنتو - كندا
هاتف : 6478338865
alma1113@hotmail.com
عزيز آلخزرجي
بسم آلله آلرحمن آلرحيم
إخوتي و أخواتي في آلله:ـ
تحية اسلاميـــة ملؤها المحبـة و الوئام ..
الســــلام عليكم و رحمة الله و بركـاته ..
إخوتاه .. بادئ ذي بدء أوجه شكري للباحثين و آلمجتهدين في رفع فاعلية منتدانا عبر مشاركاتهم آلفعالة و تعليقاتهم و تواصلهم الدائم عبر آلإنترنتت أو وسائل آلإتصال آلأخرى و تفانيهم في كسر حاجز آلنفس آلأمارة لحمل آلأمانة في هذا آلزمن آلصعب , و متابعاتهم لشؤون آلفكر و آلمعرفة و قضايا آلساحة آلعراقية و آلأسلامية و آلعالمية , متخطين بموقفهم هذا (أنياتهم) و كل آلعوائق آلدنيوية آلدنية آلأخرى من شغل و ثرثرة و تململ , مستثمرين وقتهم آلثمين في أقدس عمل أثنى عليه آلله في كتابه آلعزيز , و آلرسول (ص) في سنته , و آلأئمة (ع) في منهجهم , لينالوا خير آلدنيا و آلآخرة إنشاء آلله , حيث آثروا طلب آلعلم و آلمعرفة على آلمشاغل آلروتينية آلعادية و آلخصوصية (كالذهاب للأسواق أو تصفح آلإنترنيت أو آلنوم أو ثرثرة مع جار أو صديق أو غيرها ..) فقد نور آلله قلوبهم بالإيمان و آلمعرفة فأحسوا بضرورة فعل ما أمكن فعله لتقليل زاوية آلإنحراف في سبيل إنقاذ هذا آلإنسان آلذي صار عبدا ذليلا للنفس و للدولار و للحاكمين بغير آلحق , و هذا إن دل على شئ فإنما يدل بالدرجة آلأولى على وعيهم و إخلاصهم و مبدئيتهم و إحساسهم بالآلام و آلمآسي و آلظلامات آلتي حلت و تحل ببني نوعه بل و حتى بالطبيعة و آلوجود حيث تلوث كل شئ فيها بسبب شهوة و إستغلال آلظالمين و إنحرافهم عن آلحق , و اني احببت بالمناسبة ان اوجه نصيحة اخوية من آلقلب للجميع و هي : إن منتدانا .. و لأنه ملتقى آلفكر و آلمعرفة و منهج جديد للإصلاح - يحتاج إلى آلمزيد من مشاركاتكم و ردودكم المتمثلة في تعاليقكم على المواضيع آلتي تنشر و آلحمد لله في أشهر آلمواقع ألعراقية و آلعالمية وهي أفيد لموضوعاتنا و حافز لنا للسير قدما في العمل و آلعطاء أكثر و هي ( منكم و إليكم أولا و أخيرا) .. لذا يا إخوااااني و أخوااااتي لا يبخل بعضكم على بعض , و لو بكلمة صادقة واحدة و هذا أضعف آلإيمان و أقل آلمعروف .. و نأمل من إخواننا أينما كانوا .. بتكرار هذه آلتجربة آلعظيمة لتأسيس آلمنتديات في أماكن تواجدهم في جميع آلبلاد و آلأمصار و آلمدن , كل حسب طاقته و إمكاناته , و لا يهمكم إخوتاه إن أصبحتم في بداية آلطريق - كأصحاب آلكهف و آلرقيم - فطريق آلهدى ليس سهلا , أ لم يوصينا علي (ع) بقوله :{لا تستوحشوا في طريق آلهدى لقلة سالكيه}؟ و سنرفدكم بالرؤى و بالموضوعات و آلمناهج آلمطلوبة لتوحيد برامجنا و مناهجنا آلمختلفة إنشاء آلله لتأسيس منتديات مماثلة على غرار منتدانا , و لا يحتاج آلأمر سوى إلى خلوص في آلنية و مكان للملتقى - أي مكان , حتى لو كان داخل حرم آلجامعات أو آلمعاهد أو آلمراكز و آلمساجد أو حتى آلبيوت . كما سنحاول مستقبلا نشر ما امكن من آلتفاصيل عن آلموضوعات آلمطروحة في منتدانا آلمبارك في تورنتو - كندا , نزولا عند رغبة بعض آلإخوة آلباحثين و آلمتابعين آلأعزاء في داخل آلوطن و خارجه , و شكر جزيلا للجميع , خصوصا أعضاء آلمنتدى ألمحترمين في تورنتو - كندا .
(و قل إعملوا فسيرى آلله عملكم و رسوله و آلمؤمنون و ستردون إلى عالم آلغيب و آلشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) صدق آلله آلعلي آلعظيم - سورة آلتوبة -105
إدارة منتدى آلفكر
تورنتو - كندا
هاتف : 6478338865
alma1113@hotmail.com
Monday, April 20, 2009
ألملتقى آلثامن للمنتدى آلفكري في تورنتو - كندا
ألملتقى آلثامن للمنتدى آلفكري في تورنتو – كندا
بكل شوق و إيثار و محبة و بتوفيق من آلله تعالى , إلتقى جمع من أعضاء آلمنتدى آلفكري في تورنتو يوم آلسبت(17\4\2009) في جلستها آلثامنة في مركز آلرسول آلأعظم (ص) , بدأها آلحاضرون بترديد آيات بينات من آلذكر آلحكيم مع صوت آلشيخ عبد آلباسط عبد آلصمد ليضفي على جو آلملتقى هالة من آلروحانية و آلخشوع , و بحب أهل آلبيت و آلصلاة عليهم فتحت موضوعات عديدة على بساط آلمنتدى وعلى مدى أكثر من ساعتين تم بحث ومناقشة آلموضوعات آلتالية :
أولا: أسباب و جذور محنة آلإسلام و آلمسلمين و سرعة تلون آلشعب آلعراقي مع لون آلحكومات ("عثماني" –"ملكي" –" قومي" – "جمهوري" – "عسكري" –" بعثي" – "ديمقراطي" – و آلحبل على آلجرار ) و فقدان آلموازيين في آلتقييم آلصحيح بسبب ضياع آلهوية آلإسلامية آلصحيحة و آلفهم آلخاطئ للدين بين آلأحزاب و آلطوائف و آلمذاهب و طغيان آلقسوة و روح آلعنفة و آلكراهية و آلإنتهازية على آلشخصية آلعراقية ومن جانب آخر تملل آلمرجعية آلدينية في سباتها آلممتد عبر قرون .
ثانيا : ألعالم (بفتح آللام آلثانية) بين آلمفكر و آلفقيه , مع تطور آلزمن طرحت موضوعات جديدة في آلمجتمات آلإنسانية بجانب آلإكتشافات و آلتطور آلتكنولوجي (قضية آلمرأة , ألحكومة , ألسياسة , ألأرض , السماء , و....) و كأن آلعالم كله قد خلع ثوبه آلقديم و لبس ثوبا جديدا فبانت في خضم تلك آلتحولات نقاط إختلاف واضحة بين آلفقيه (عالم آلدين) و بين آلمفكر آلديني آلمتنور , حيث تغير آلعالم بشكل جذري لكن هذا آلأمر لم يعد له محلا من آلأعراب في منظومة فكر عالم آلدين , و لذا لم يعد قراره فاعلا في خضم تلك آلتطورات , لكن آلمفكر آلإسلامي أبدى حساسيته من تلك آلتحولات بتفاعله معها و آلتأثر بها و آلتأثير فيها , و لذلك كلفه و سيكلفه آلكثير من طرفي آلمعادلة .. من آلعناء و آلجهد و حتى آلطعن لأداء رسالته آلعظيمة في هذا آلوسط آلمعقد بعقود آلماضي و آلحاضر.
ثالثا : أسباب حالة آللامسؤولية و آللاأخلاقية و فقدان آلثقة بين أوساط آلشعوب , و منها آلشعب آلعراقي و تقلبهم ذات آليمين و ذات آلشمال مع أي جهة كان !؟
رابعا : إستبداده آلشيطان في تحريف آلعباد و إبعادهم عن طريق آلله تعالى , و توجيهم نحو آلشهوات و آلمادة !؟
خامسا : ألفرق بين آلإسلام و آلفكر آلديني !؟
سادسا : دور آلقيادة و موقفها آلحالي في هداية آلأمة .
و قد سجل آلحاضرون رؤاهم و وجهة نظرهم على مختلف شؤون تلك آلمحاور آلمذكورة أعلاه بكل إنفتاح و حرية و كانت هناك مداخلات قيمة لكل من آلأخوة :
ألأستاذ آلحاج حسين آلأنصاري حيث أكد على موضوعات حيوية في آلحالة آلإسلامية آلراهنة كجواب وتوضيح لسؤال ورد من ألأستاذ آلحاج حسام آلصفار .
كما تطرق ألأستاذ آلحاج ثامر آلحسيني إلى عدة موضوعات من خلال آلمحاور آلمطروحة آنفا.
و كذلك آلأستاذ آلحاج حسين آلركابي .
و في ختام آللقاء توجه آلحاضرون بالدعاء لله تعالى لئن يجمعهم على آلمحبة دوما في آلدنيا و تحت ظل عرشه في آلآخرة إنه سميع مجيب .
بكل شوق و إيثار و محبة و بتوفيق من آلله تعالى , إلتقى جمع من أعضاء آلمنتدى آلفكري في تورنتو يوم آلسبت(17\4\2009) في جلستها آلثامنة في مركز آلرسول آلأعظم (ص) , بدأها آلحاضرون بترديد آيات بينات من آلذكر آلحكيم مع صوت آلشيخ عبد آلباسط عبد آلصمد ليضفي على جو آلملتقى هالة من آلروحانية و آلخشوع , و بحب أهل آلبيت و آلصلاة عليهم فتحت موضوعات عديدة على بساط آلمنتدى وعلى مدى أكثر من ساعتين تم بحث ومناقشة آلموضوعات آلتالية :
أولا: أسباب و جذور محنة آلإسلام و آلمسلمين و سرعة تلون آلشعب آلعراقي مع لون آلحكومات ("عثماني" –"ملكي" –" قومي" – "جمهوري" – "عسكري" –" بعثي" – "ديمقراطي" – و آلحبل على آلجرار ) و فقدان آلموازيين في آلتقييم آلصحيح بسبب ضياع آلهوية آلإسلامية آلصحيحة و آلفهم آلخاطئ للدين بين آلأحزاب و آلطوائف و آلمذاهب و طغيان آلقسوة و روح آلعنفة و آلكراهية و آلإنتهازية على آلشخصية آلعراقية ومن جانب آخر تملل آلمرجعية آلدينية في سباتها آلممتد عبر قرون .
ثانيا : ألعالم (بفتح آللام آلثانية) بين آلمفكر و آلفقيه , مع تطور آلزمن طرحت موضوعات جديدة في آلمجتمات آلإنسانية بجانب آلإكتشافات و آلتطور آلتكنولوجي (قضية آلمرأة , ألحكومة , ألسياسة , ألأرض , السماء , و....) و كأن آلعالم كله قد خلع ثوبه آلقديم و لبس ثوبا جديدا فبانت في خضم تلك آلتحولات نقاط إختلاف واضحة بين آلفقيه (عالم آلدين) و بين آلمفكر آلديني آلمتنور , حيث تغير آلعالم بشكل جذري لكن هذا آلأمر لم يعد له محلا من آلأعراب في منظومة فكر عالم آلدين , و لذا لم يعد قراره فاعلا في خضم تلك آلتطورات , لكن آلمفكر آلإسلامي أبدى حساسيته من تلك آلتحولات بتفاعله معها و آلتأثر بها و آلتأثير فيها , و لذلك كلفه و سيكلفه آلكثير من طرفي آلمعادلة .. من آلعناء و آلجهد و حتى آلطعن لأداء رسالته آلعظيمة في هذا آلوسط آلمعقد بعقود آلماضي و آلحاضر.
ثالثا : أسباب حالة آللامسؤولية و آللاأخلاقية و فقدان آلثقة بين أوساط آلشعوب , و منها آلشعب آلعراقي و تقلبهم ذات آليمين و ذات آلشمال مع أي جهة كان !؟
رابعا : إستبداده آلشيطان في تحريف آلعباد و إبعادهم عن طريق آلله تعالى , و توجيهم نحو آلشهوات و آلمادة !؟
خامسا : ألفرق بين آلإسلام و آلفكر آلديني !؟
سادسا : دور آلقيادة و موقفها آلحالي في هداية آلأمة .
و قد سجل آلحاضرون رؤاهم و وجهة نظرهم على مختلف شؤون تلك آلمحاور آلمذكورة أعلاه بكل إنفتاح و حرية و كانت هناك مداخلات قيمة لكل من آلأخوة :
ألأستاذ آلحاج حسين آلأنصاري حيث أكد على موضوعات حيوية في آلحالة آلإسلامية آلراهنة كجواب وتوضيح لسؤال ورد من ألأستاذ آلحاج حسام آلصفار .
كما تطرق ألأستاذ آلحاج ثامر آلحسيني إلى عدة موضوعات من خلال آلمحاور آلمطروحة آنفا.
و كذلك آلأستاذ آلحاج حسين آلركابي .
و في ختام آللقاء توجه آلحاضرون بالدعاء لله تعالى لئن يجمعهم على آلمحبة دوما في آلدنيا و تحت ظل عرشه في آلآخرة إنه سميع مجيب .
Sunday, April 12, 2009
ألملتقى آلسابع للمنتدى آلفكري في تورنتو - كندا
ألملتقى آلسابع للمنتدى آلفكري في تورنتو
إلتقى مجددا أعضاء آلمنتدى آلفكري في تورنتو أمس آلسبت(12\4\2009) في جلستها آلإسبوعية آلإعتيادية في جو إيماني رائع . لتداول موضوعات مختلفة حول قضايا آلفكر آلإنساني و أحداث آلساحة , لإضافة صفحة ثقافية و علمية و فكرية أخرى لتأريخ آلمنتدى آلرائد في ساحة آلفكر و آلثقافة , لرسم طريق آلخير و آلسعادة للناس .. كل آلناس , بعد ما أصيبوا بنكسات و محن ولدتها ضغوط آلواقع و حالة آلخلط آلفكري و آلتلون آلثقافي ألمأساوي للمرجعيات آلمختلفة في ساحتنا آلحركية و آلثقافية و آلسياسية عموما .
إفتتح آلحاضرون جلستهم بآيات من آلذكر آلحكيم .. ثم قراءة رباعيتين من قصيدة آلسيد محمد صالح بحر آلعلوم ألمكونة من 36 رباعية و كأنها كتبت يوم أمس و ليس قبل قرن , و أعقبت بقصيدة قوية و معبرة عن تضامننا مع آلشاعر آلكبير بحر آلعلوم آلذي لم يحصل على تضامن وقتها ممن كان معه من أبناء جلدته و وطنه لأنه كان سابقا لعصره على مايبدوا بكثير , و قد سجن أنذاك نتيجة مهاجمته الحكومة بقصائد بصريح العبارة ، و كان يكنى بـ " أبو ناظم " و على أثر سجنه قال فيه الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري :
"أبا ناظم و سجنك سجني
و أنا منك مثلما أنت مني"
و آلرباعيتان هما :
أين حقي
(1)
رحت أستفسر من عقلي وهل يدرك عقلي
محنة الكون التى استعصت على العالم قبلي
ألأجل الكون أسعى أنا أم يسعى لأجلي
وإذا كان لكل من فيه حق: أين حقي؟!
(2)
فأجاب العقل فى لهجة شكاك محاذر
أنا فى رأسك محفوف بأنواع المخاطر
تطلب العدل وقانون بنى جنسك جائر
ان يكن عدلا فسله عن لسانى: أين حقي؟
ثم جاء آلتضامن مع هاتف آلحق (بحر آلعلوم) من خلال شرابنا معه من ذلك آلكأس آلمعتق في أمسيتنا تلك ..
على نخب محيّاكِ
شربنا خمرة الحبِّ
جلسنا نتعاطاها سلافاً عُتّقت دهرا
عروساً من بنات الخُلد زفت للملا بِكرا
من اللهِ أتت كُرماً ونوح جرَّها خمرا
فصنع الخمر من نوح
وبعث الكرم من ربِّي
فلا نحنُ ولا أنت غداً نُسألُ عن ذنب
تعالي
*************
هبي أنّأ قضينا العمرَ بين الخمرَ والكأسِ
فما جئنا بشيءِ مُنكرِ لم يأته الناسِ
عرفنا الراح من قبل وباقي الراح في رأسي
سوى اللمسِ وهذا اللمس مقرون بأنفاسي
تعالي
*****************
تعالي وَهْجري الدينِ وجاريني في ديني
ترى إنك قد كنتِ بنهجِ غير مضمونِ
ويأتيكِ بأشباحٍِ من الروعة والرعبِ
خلقنا نحنُ للحبِّ وما في خلقنا خلّه
وهل صانع كالله يستسلم للزلّه
هو الكامل في الذات وقد أنشأنا مثله
فوجه الله في في الذاتِ وقد اسبل انواره
عيون ترقب الكون وتروي عنه اخباره
فكم من عاشق تعجز ان تكشف اسراره
يريك ظاهر القلبِ
ويخفي ظاهر القلبِ
***************
معي ياغادة الديرِ بياكارا نصطاف
بها مثلي يهيمون على لقياك آلاف
محامون ونوّاب وأعيان وأشراف
وأنواع من الجنسين
تستطلع للدرب
*************
معي للعرف ما يمنع ان نجلس للأنسِ
فأن تعتبري كأسكِ جزءاً حلَّ في كأسي
فهذا كأسكِ يصبو من رأسك في رأسي
فللزهر وللعشب
........................
و تضمنت آلفقرة آلتالية موضوع محنة آلمفكر آلفيلسوف محمد باقر آلصدر (قدس) حيث صادفت هذه آلأيام ذكرى شهادته آلأليمة على يد زمرة آلبعث آلهجين في آلتاسع من نيسان عام 1980م , و محاولات آلكتل آلسياسية آلعراقية في تسيس و تحجيم فكر هذا آلمفكر آلعملاق ضمن محاورها و تكتلاتها و أحزابها بما يخدم أهدافها و مصالحها آلسياسية آلدنيوية للوصول إلى آلحكم ليضيف هؤلاء آلطفيليون آلجهلاء صفحة أخرى من آلمظلومية على حركة و فكر هذا آلفيلسوف آلرباني آلكبير لا تقل عما فعله آلنظام آلمقبور و لكن هذه آلمرة بإسلوب ماكر و مبطن . و قد تطرق آلحاج أبو محمد آلبغدادي إلى إحدى آلموضوعات آلتي كتبها آلإمام آلشهيد تحت عنوان (ألإنسان آلهادف و آلإنسان غير آلهادف) , موضحا فيه ضرورة أن يكون آلواحد منا هادفا في حياته , لا أن يحصر نفسه في أداء عمل يومي لا يستفيد منه سوى نفسه و عائلته فقط في أفضل آلأحوال , لأنه بعمله هذا سيعيش صغيرا و يموت صغيرا كمئات آلملايين على آلأرض , و لا يترك أثرا إيجابيا في آلتأريخ , لأن موقفه سيكون ضعيفا و قد يدينه آلله و يؤاخده عليه في يوم آلقيامة و هذا هو حال كل آلبشر و عموم آلمسلمين و أكثر آلمدعين إنتسابهم لخط آلشهيد محمد باقر آلصدر (قدس) .
ثم أشار آلحاج آلبغدادي إلى مشكلة قد يشترك فيها كل آلناس بدرجات متفاوتة , أ لا و هي موضوع آلهدفية في آلحياة , متمثلا حالهم بالقصاب (أللحام) آلذي يقطع أوصال ذبائحه كل يوم إلى عشرات آلقطع ليبيعها على آلناس لكنك لو سالته كم عصبا قطعت أو كم عرقا مزقت بسكينتك في حياتك ؟ لما كان بمقدوره أن يجيبك ! لأنه لا ينتبه سوى إلى هدف واحد وهي بيع أكبر كمية من آللحم لتأمين لقمة آلخبز في أخر كل يوم أو آخر كل شهر , أما لو سألت جراحا قديرا نفس آلسؤال , لأجابك بدقة ! لأنه كان قد تابع و درس علم آلتشريح و آلطب . و نفس آلحال يكون مع عامل يعمل في محل لبيع للساعات , فرغم إنه يقضي ساعات عمله بين مختلف أنواع آلساعات و أحجامها و لكنك لو سألته كم آلساعة في لحظة معينة ؟ فإنه سوف ينظر إلى ساعة يده ليخبرك بالوقت بينما مئات آلساعات تحيط به من كل جانب و مكان ! و نفس آلأمر ينطبق على بائع آلمرايا ألذي يقضي جل عمله بين تلك آلمرايا لتنظيفها و ترتيبها لكنه قد لا ينظر لمظهره و هيئته و شعر رأسه بالذات من خلالها فتراه في أغلب آلوقت غير مرتبا و يبعث على آلسخرية بينما يمكنه أن يرى نفسه أينما دار بوجهه في ذلك آلمحل ليحسن هيئته و شعر رأسه
و هذا هو حال آلبشر آلذين لا يرون آيات آلله و معجزاته في هذا آلكون , بل أكثرهم كالأنعام أو أضلوا سبيلا. !
أن ما نريد قوله من مرد تلك آلأمثلة هو عدم وجود أهداف كبرى توجه و تحدد مسيرة آلإنسان و أهدافه في آلحياة , فيقتصر عمره ضمن عمل أو مجال لا يتعدى حدود جسده أو أبعاد نفسه آلإمارة بالسوء , فتراه يقضي عمره و هو يعيش خارج آلمنظومة آلإنسانية إلا بمقدار ما يؤمن سلامة نفسه و راحة بدنه من آلمأكل و آلملبس , أو أبعد قليلا من هذا آلمدار آلضيق في أحسن آلأحوال ليموت أخيرا ويكون نسيا منسيا . ما نستفيده من هذا آلدرس آلكبير و آلهام هو :
وجوب تحديد آلهدف في هذا آلمصير آلذي وضعنا عليه , و معرفة سبب مجيئنا إلى هذه آلدنيا و ما هو آلمطلوب منا ؟ و ألى أين آلمصير ؟ و آلإقتداء بالأنبياء و آلمرسلين و آلأئمة آلأطهار و آلمصلحين و آلمفكرين , إن آلذي يموت هو من أمثال ما أشرنا إليه , أما آلذي يترك فكرا أو مشروعا علميا أو فكريا يتخلد ذكره من خلال آلذين يحملون ذلك آلفكر من بعده . كالإمام محمد باقر آلصدر و أخته آلعلوية آلطاهرة و كالشهيد شريعتي و آلمطهري و آلإمام آلخميني و فهؤلاء هم شهداء آلله على آلكون .
و لا يمكن أن نصل تلك آلحقائق و إلى جواب يشفي غليل آلنفس و بالتالي سر آلوجود .. إلا بالمعرفة ! و آلمعرفة لا تأتي إلا من خلال من يمكنه إرشادنا لهذا آلطريق عبر مناهج رصينة نكون معها جانبين لكل إنحراف في زمن كثرت فيها آلزلات و آلإنحرافات مما أدت إلى إنحرف آلكثير من آلعلماء و آلمراجع و آلفلاسفة بسبب مناهجهم آلبالية آلتي إعتمدت على مذاهب علم آلكلام فأهلكتهم , بعدما جانبوا حقائق آلواقع و غضو آلنظر عن ما يجري حولهم من آلمظالم حتى أصابهم آلهوان , و بالتالي لم يحققواشيئا من وراء أسفارهم ؟ إن آلحقيقة تحتاج إلى من يوضحها للمريد و آلطالب . و أولها معرفة آلنفس ثم معرفة آلله ثم آلمعارف آلأخرى في آلأصول و آلفروع من خلال آلقرآن آلذي لم يستوعت منه أكثر فقهاءنا سوى أحكام آلغسل و آلوضوء , أما أئمتنا آلأوصياء فقد أصبحوا مجرد تأريخا بين صفحات آلتأريخ يشار لهم من خلال إحياء مناسبات ولاداتهم و وفياتهم , و هذا آلأمر هو آلذي سبب لنا كل آلمآسي في بلادنا آلإسلامية و خصوصا آلعربية منها . .
أما آلموضوع آلآخر ألذي لحق الموضوع آلآنف آلذكر في جلسة آلمنتدى : فقد دار حول موضوع آلعدل آلإلهي و تضمن نظرة آلتوراة و من ثم آلإنجيل وبعدهما آلقرآن آلكريم إلى سبب خلق آلإنسان , و تركز آلبحث حول إيراد إبليس لسؤال ورد في آلتوراة و آلإنجيل حاول فيه تبرئة موقفه من آلمعصية آلتي إرتكبها , متضمنا عبثية بدء آلخلق قائلا : (إذا لم أسجد لآدم فلم لعنني ؟ و لم أخرجني من آلجنة ؟ و ما آلحكمة في ذلك بعد أن لم أرتكب قبيحا إلا قولي : لا أسجد إلا لك ) ؟؟
لكن آلجواب آلشافي إستنبطناه من خلال متون آلقرآن آلكريم آلذي فيه علم ما كان و ما يكون .
ثم تبعه سؤال أخر بعد مداخلات هامة من قبل آلحاضرين مفاده : لماذا فضل آلله آدم على آلعالمين ؟
و بعد مطارحات و نقاشات مستفيظة تطرق آلباحثون إلى مسألة توحيد آلله و قضية أرباب و طواغيت آلعصر و كيف أصبح فيه آلإنسان مشركا بإنضوائه تحت راية آلظالمين ! و إعتبارهم أولياء نعمتنا جهلا أو تجاهلا بدل آلله تعالى بشكل عملي , مستدلا هذا آلعبد بتفكيره آلمنحرف لتبرير موقفه آلذليل , و قد كثر آلأرباب في عصرنا هذا , و هم يدعون آلربوبية ضمن مداراتهم و محاولاتهم للتسلط على كل ما يمكن .. كمحاولات آلأب في آلبيت و آلوزير في وزارته و آلرئيس في دولته و صاحب آلعمل في معمله , كل على شاكلته بدون حق و من دون أي أثر أو صبغة لله في تلك آلروابط و آلعلاقات .
ليعم في آلأرض آلفوضى و آلمأسي و آلحروب و آلظلم و آلجور . إن آلله تعالى لم يترك آلناس سدى بل أرسل عليهم رسله و أنبيائه و أوصيائه و ألقى عليهم آلحجج و آلبراهين و آلمعجزات لهدايتهم إلى طريق آلخير , لكن تنصل آلإنسان عن مسؤولياته و تكوره حول ذاته و نفسه و كفره قد مهد للشيطان لينتصر به و يتسلط بهؤلاء على آلناس , قتل آلله هذا آلإنسان ما أكفره ؟ و آلله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . .
و بعد مداخلات مفيدة من قبل آلأستاذ آلحاج أبو حسين عزوز و آلأخ آلأستاذ آلمهندس أبو أثير و آلأخ آلحاج أبو عمار آلأنصاري و كذلك آلأستاذ آلإعلامي حسام آلصفار حول مختلف آلمحاور آلمطروحة في جلسة آلمنتدى إنتهينا بعد إشارة من آلأستاذ آلحاج أبو حسين عزوز إلى و جوب آلعمل و آلإنتاج(ألمادي و آلفكري) و تثوير آلمشاريع لكل من يدعى إنتماؤه إلى مدرسة أهل آلبيت و في أي مستوى كان ليكون كسبه و مصدر رزقه حلالا طيبا و رؤيته في آلفكر متقدما بإتجاه آلحقيقة آلمظلومة . !
و إتفق آلحضور على أن يكون هذا آلأمر , أحد موضوعاتنا في آلجلسة آلقادمة , تحت عنوان :
(آلمعايير آلتي من خلالها نقييم آلبشر لمعرفة آلأجدر منهم ليكونوا قدوتنا في طريق أداء رسالتنا في آلحياة لخدمة آلإنسان مرضاة آلله تعالى .
و بعد مضي ما يقرب من ساعتين إختتمنا مجلسنا مع حلول وقت آذان آلمغرب بالدعاء و آلثناء و آلشكر لله تعالى على ما أنعم علينا بتوحيد قلوبنا وتوفيقنا للمشاركة في هذا آلمنتدى آلمبارك .
إلتقى مجددا أعضاء آلمنتدى آلفكري في تورنتو أمس آلسبت(12\4\2009) في جلستها آلإسبوعية آلإعتيادية في جو إيماني رائع . لتداول موضوعات مختلفة حول قضايا آلفكر آلإنساني و أحداث آلساحة , لإضافة صفحة ثقافية و علمية و فكرية أخرى لتأريخ آلمنتدى آلرائد في ساحة آلفكر و آلثقافة , لرسم طريق آلخير و آلسعادة للناس .. كل آلناس , بعد ما أصيبوا بنكسات و محن ولدتها ضغوط آلواقع و حالة آلخلط آلفكري و آلتلون آلثقافي ألمأساوي للمرجعيات آلمختلفة في ساحتنا آلحركية و آلثقافية و آلسياسية عموما .
إفتتح آلحاضرون جلستهم بآيات من آلذكر آلحكيم .. ثم قراءة رباعيتين من قصيدة آلسيد محمد صالح بحر آلعلوم ألمكونة من 36 رباعية و كأنها كتبت يوم أمس و ليس قبل قرن , و أعقبت بقصيدة قوية و معبرة عن تضامننا مع آلشاعر آلكبير بحر آلعلوم آلذي لم يحصل على تضامن وقتها ممن كان معه من أبناء جلدته و وطنه لأنه كان سابقا لعصره على مايبدوا بكثير , و قد سجن أنذاك نتيجة مهاجمته الحكومة بقصائد بصريح العبارة ، و كان يكنى بـ " أبو ناظم " و على أثر سجنه قال فيه الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري :
"أبا ناظم و سجنك سجني
و أنا منك مثلما أنت مني"
و آلرباعيتان هما :
أين حقي
(1)
رحت أستفسر من عقلي وهل يدرك عقلي
محنة الكون التى استعصت على العالم قبلي
ألأجل الكون أسعى أنا أم يسعى لأجلي
وإذا كان لكل من فيه حق: أين حقي؟!
(2)
فأجاب العقل فى لهجة شكاك محاذر
أنا فى رأسك محفوف بأنواع المخاطر
تطلب العدل وقانون بنى جنسك جائر
ان يكن عدلا فسله عن لسانى: أين حقي؟
ثم جاء آلتضامن مع هاتف آلحق (بحر آلعلوم) من خلال شرابنا معه من ذلك آلكأس آلمعتق في أمسيتنا تلك ..
على نخب محيّاكِ
شربنا خمرة الحبِّ
جلسنا نتعاطاها سلافاً عُتّقت دهرا
عروساً من بنات الخُلد زفت للملا بِكرا
من اللهِ أتت كُرماً ونوح جرَّها خمرا
فصنع الخمر من نوح
وبعث الكرم من ربِّي
فلا نحنُ ولا أنت غداً نُسألُ عن ذنب
تعالي
*************
هبي أنّأ قضينا العمرَ بين الخمرَ والكأسِ
فما جئنا بشيءِ مُنكرِ لم يأته الناسِ
عرفنا الراح من قبل وباقي الراح في رأسي
سوى اللمسِ وهذا اللمس مقرون بأنفاسي
تعالي
*****************
تعالي وَهْجري الدينِ وجاريني في ديني
ترى إنك قد كنتِ بنهجِ غير مضمونِ
ويأتيكِ بأشباحٍِ من الروعة والرعبِ
خلقنا نحنُ للحبِّ وما في خلقنا خلّه
وهل صانع كالله يستسلم للزلّه
هو الكامل في الذات وقد أنشأنا مثله
فوجه الله في في الذاتِ وقد اسبل انواره
عيون ترقب الكون وتروي عنه اخباره
فكم من عاشق تعجز ان تكشف اسراره
يريك ظاهر القلبِ
ويخفي ظاهر القلبِ
***************
معي ياغادة الديرِ بياكارا نصطاف
بها مثلي يهيمون على لقياك آلاف
محامون ونوّاب وأعيان وأشراف
وأنواع من الجنسين
تستطلع للدرب
*************
معي للعرف ما يمنع ان نجلس للأنسِ
فأن تعتبري كأسكِ جزءاً حلَّ في كأسي
فهذا كأسكِ يصبو من رأسك في رأسي
فللزهر وللعشب
........................
و تضمنت آلفقرة آلتالية موضوع محنة آلمفكر آلفيلسوف محمد باقر آلصدر (قدس) حيث صادفت هذه آلأيام ذكرى شهادته آلأليمة على يد زمرة آلبعث آلهجين في آلتاسع من نيسان عام 1980م , و محاولات آلكتل آلسياسية آلعراقية في تسيس و تحجيم فكر هذا آلمفكر آلعملاق ضمن محاورها و تكتلاتها و أحزابها بما يخدم أهدافها و مصالحها آلسياسية آلدنيوية للوصول إلى آلحكم ليضيف هؤلاء آلطفيليون آلجهلاء صفحة أخرى من آلمظلومية على حركة و فكر هذا آلفيلسوف آلرباني آلكبير لا تقل عما فعله آلنظام آلمقبور و لكن هذه آلمرة بإسلوب ماكر و مبطن . و قد تطرق آلحاج أبو محمد آلبغدادي إلى إحدى آلموضوعات آلتي كتبها آلإمام آلشهيد تحت عنوان (ألإنسان آلهادف و آلإنسان غير آلهادف) , موضحا فيه ضرورة أن يكون آلواحد منا هادفا في حياته , لا أن يحصر نفسه في أداء عمل يومي لا يستفيد منه سوى نفسه و عائلته فقط في أفضل آلأحوال , لأنه بعمله هذا سيعيش صغيرا و يموت صغيرا كمئات آلملايين على آلأرض , و لا يترك أثرا إيجابيا في آلتأريخ , لأن موقفه سيكون ضعيفا و قد يدينه آلله و يؤاخده عليه في يوم آلقيامة و هذا هو حال كل آلبشر و عموم آلمسلمين و أكثر آلمدعين إنتسابهم لخط آلشهيد محمد باقر آلصدر (قدس) .
ثم أشار آلحاج آلبغدادي إلى مشكلة قد يشترك فيها كل آلناس بدرجات متفاوتة , أ لا و هي موضوع آلهدفية في آلحياة , متمثلا حالهم بالقصاب (أللحام) آلذي يقطع أوصال ذبائحه كل يوم إلى عشرات آلقطع ليبيعها على آلناس لكنك لو سالته كم عصبا قطعت أو كم عرقا مزقت بسكينتك في حياتك ؟ لما كان بمقدوره أن يجيبك ! لأنه لا ينتبه سوى إلى هدف واحد وهي بيع أكبر كمية من آللحم لتأمين لقمة آلخبز في أخر كل يوم أو آخر كل شهر , أما لو سألت جراحا قديرا نفس آلسؤال , لأجابك بدقة ! لأنه كان قد تابع و درس علم آلتشريح و آلطب . و نفس آلحال يكون مع عامل يعمل في محل لبيع للساعات , فرغم إنه يقضي ساعات عمله بين مختلف أنواع آلساعات و أحجامها و لكنك لو سألته كم آلساعة في لحظة معينة ؟ فإنه سوف ينظر إلى ساعة يده ليخبرك بالوقت بينما مئات آلساعات تحيط به من كل جانب و مكان ! و نفس آلأمر ينطبق على بائع آلمرايا ألذي يقضي جل عمله بين تلك آلمرايا لتنظيفها و ترتيبها لكنه قد لا ينظر لمظهره و هيئته و شعر رأسه بالذات من خلالها فتراه في أغلب آلوقت غير مرتبا و يبعث على آلسخرية بينما يمكنه أن يرى نفسه أينما دار بوجهه في ذلك آلمحل ليحسن هيئته و شعر رأسه
و هذا هو حال آلبشر آلذين لا يرون آيات آلله و معجزاته في هذا آلكون , بل أكثرهم كالأنعام أو أضلوا سبيلا. !
أن ما نريد قوله من مرد تلك آلأمثلة هو عدم وجود أهداف كبرى توجه و تحدد مسيرة آلإنسان و أهدافه في آلحياة , فيقتصر عمره ضمن عمل أو مجال لا يتعدى حدود جسده أو أبعاد نفسه آلإمارة بالسوء , فتراه يقضي عمره و هو يعيش خارج آلمنظومة آلإنسانية إلا بمقدار ما يؤمن سلامة نفسه و راحة بدنه من آلمأكل و آلملبس , أو أبعد قليلا من هذا آلمدار آلضيق في أحسن آلأحوال ليموت أخيرا ويكون نسيا منسيا . ما نستفيده من هذا آلدرس آلكبير و آلهام هو :
وجوب تحديد آلهدف في هذا آلمصير آلذي وضعنا عليه , و معرفة سبب مجيئنا إلى هذه آلدنيا و ما هو آلمطلوب منا ؟ و ألى أين آلمصير ؟ و آلإقتداء بالأنبياء و آلمرسلين و آلأئمة آلأطهار و آلمصلحين و آلمفكرين , إن آلذي يموت هو من أمثال ما أشرنا إليه , أما آلذي يترك فكرا أو مشروعا علميا أو فكريا يتخلد ذكره من خلال آلذين يحملون ذلك آلفكر من بعده . كالإمام محمد باقر آلصدر و أخته آلعلوية آلطاهرة و كالشهيد شريعتي و آلمطهري و آلإمام آلخميني و فهؤلاء هم شهداء آلله على آلكون .
و لا يمكن أن نصل تلك آلحقائق و إلى جواب يشفي غليل آلنفس و بالتالي سر آلوجود .. إلا بالمعرفة ! و آلمعرفة لا تأتي إلا من خلال من يمكنه إرشادنا لهذا آلطريق عبر مناهج رصينة نكون معها جانبين لكل إنحراف في زمن كثرت فيها آلزلات و آلإنحرافات مما أدت إلى إنحرف آلكثير من آلعلماء و آلمراجع و آلفلاسفة بسبب مناهجهم آلبالية آلتي إعتمدت على مذاهب علم آلكلام فأهلكتهم , بعدما جانبوا حقائق آلواقع و غضو آلنظر عن ما يجري حولهم من آلمظالم حتى أصابهم آلهوان , و بالتالي لم يحققواشيئا من وراء أسفارهم ؟ إن آلحقيقة تحتاج إلى من يوضحها للمريد و آلطالب . و أولها معرفة آلنفس ثم معرفة آلله ثم آلمعارف آلأخرى في آلأصول و آلفروع من خلال آلقرآن آلذي لم يستوعت منه أكثر فقهاءنا سوى أحكام آلغسل و آلوضوء , أما أئمتنا آلأوصياء فقد أصبحوا مجرد تأريخا بين صفحات آلتأريخ يشار لهم من خلال إحياء مناسبات ولاداتهم و وفياتهم , و هذا آلأمر هو آلذي سبب لنا كل آلمآسي في بلادنا آلإسلامية و خصوصا آلعربية منها . .
أما آلموضوع آلآخر ألذي لحق الموضوع آلآنف آلذكر في جلسة آلمنتدى : فقد دار حول موضوع آلعدل آلإلهي و تضمن نظرة آلتوراة و من ثم آلإنجيل وبعدهما آلقرآن آلكريم إلى سبب خلق آلإنسان , و تركز آلبحث حول إيراد إبليس لسؤال ورد في آلتوراة و آلإنجيل حاول فيه تبرئة موقفه من آلمعصية آلتي إرتكبها , متضمنا عبثية بدء آلخلق قائلا : (إذا لم أسجد لآدم فلم لعنني ؟ و لم أخرجني من آلجنة ؟ و ما آلحكمة في ذلك بعد أن لم أرتكب قبيحا إلا قولي : لا أسجد إلا لك ) ؟؟
لكن آلجواب آلشافي إستنبطناه من خلال متون آلقرآن آلكريم آلذي فيه علم ما كان و ما يكون .
ثم تبعه سؤال أخر بعد مداخلات هامة من قبل آلحاضرين مفاده : لماذا فضل آلله آدم على آلعالمين ؟
و بعد مطارحات و نقاشات مستفيظة تطرق آلباحثون إلى مسألة توحيد آلله و قضية أرباب و طواغيت آلعصر و كيف أصبح فيه آلإنسان مشركا بإنضوائه تحت راية آلظالمين ! و إعتبارهم أولياء نعمتنا جهلا أو تجاهلا بدل آلله تعالى بشكل عملي , مستدلا هذا آلعبد بتفكيره آلمنحرف لتبرير موقفه آلذليل , و قد كثر آلأرباب في عصرنا هذا , و هم يدعون آلربوبية ضمن مداراتهم و محاولاتهم للتسلط على كل ما يمكن .. كمحاولات آلأب في آلبيت و آلوزير في وزارته و آلرئيس في دولته و صاحب آلعمل في معمله , كل على شاكلته بدون حق و من دون أي أثر أو صبغة لله في تلك آلروابط و آلعلاقات .
ليعم في آلأرض آلفوضى و آلمأسي و آلحروب و آلظلم و آلجور . إن آلله تعالى لم يترك آلناس سدى بل أرسل عليهم رسله و أنبيائه و أوصيائه و ألقى عليهم آلحجج و آلبراهين و آلمعجزات لهدايتهم إلى طريق آلخير , لكن تنصل آلإنسان عن مسؤولياته و تكوره حول ذاته و نفسه و كفره قد مهد للشيطان لينتصر به و يتسلط بهؤلاء على آلناس , قتل آلله هذا آلإنسان ما أكفره ؟ و آلله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . .
و بعد مداخلات مفيدة من قبل آلأستاذ آلحاج أبو حسين عزوز و آلأخ آلأستاذ آلمهندس أبو أثير و آلأخ آلحاج أبو عمار آلأنصاري و كذلك آلأستاذ آلإعلامي حسام آلصفار حول مختلف آلمحاور آلمطروحة في جلسة آلمنتدى إنتهينا بعد إشارة من آلأستاذ آلحاج أبو حسين عزوز إلى و جوب آلعمل و آلإنتاج(ألمادي و آلفكري) و تثوير آلمشاريع لكل من يدعى إنتماؤه إلى مدرسة أهل آلبيت و في أي مستوى كان ليكون كسبه و مصدر رزقه حلالا طيبا و رؤيته في آلفكر متقدما بإتجاه آلحقيقة آلمظلومة . !
و إتفق آلحضور على أن يكون هذا آلأمر , أحد موضوعاتنا في آلجلسة آلقادمة , تحت عنوان :
(آلمعايير آلتي من خلالها نقييم آلبشر لمعرفة آلأجدر منهم ليكونوا قدوتنا في طريق أداء رسالتنا في آلحياة لخدمة آلإنسان مرضاة آلله تعالى .
و بعد مضي ما يقرب من ساعتين إختتمنا مجلسنا مع حلول وقت آذان آلمغرب بالدعاء و آلثناء و آلشكر لله تعالى على ما أنعم علينا بتوحيد قلوبنا وتوفيقنا للمشاركة في هذا آلمنتدى آلمبارك .
Monday, April 06, 2009
ألفكر آلإسلامي بين آلمفكر و آلفقيه
ألفكر آلإسلامي بين آلفقيه و آلمفكر
هذا آلبحث هو إستكمال لموضوعنا آلسابق (محنة آلمفكر...)و هو مكاشفات في طريق تأصيل آلفكر آلإسلامي لمعرفة أسباب إستمرار هيمنة آلإستكبار و آلأفكار آلوضعية على آلإنسان بجانب تململ آلمرجعيات آلدينية آلعتيدة وآلتي يفترض أن تكون سندا للتمهيد إلى ظهور آلمصلح آلكبير(عج) لا عاملا في تأخيره , فهل آلفكر آلإسلامي يجيز لنا آلسكوت على مجرد إعلان خطابنا آلعلوي آلإسلامي آلذي إنتظرته آلأمة طويلا ؟ خصوصا و إنها (ألمرجعية) تمتلك رصيدا شعبيا كبيرا يتعدى أرصدة كل آلأحزاب و آلحكومات في آلعالم . ألم يحن آلوقت بعد أن تقشعت سحب آلدكتاتورية في سماء آلعراق لكسر صمت آلقرون ؟ أين آلخلل ؟ هل هو في مفاهيم آلفقهاء و مصطلحاتهم , أم في عقول آلمفكرين آلذين دفعوا قبل آلجميع ثمن آلكرامة و آلحرية على مذبح آلشهادة ليكونوا شهداء على كل آلكون ؟
حقيقة آلمصطلح و آلمفهوم بين آلفكر و آلواقع :ـ
من ضمن آلمباحث آلفكرية آلتي حاولنا بيانها إبتداءا في آلفكر آلإسلامي هو أهمية تحديد آلمصطلحات و آلمفاهيم و آلألفاظ كوسيلة لزيادة آلفهم و آلوعي من جهة و ألتقدم في مجال ربط آلنخبة و تحسين سبل آلتواصل آلمعرفي بين آلمتحاورين و آلباحثين و بالتالي شعوب آلأرض من جهة أخرى على أساس معرفي رصين , للتمهيد إلى تحقيق آلدولة آلكريمة , ليكون آلتواصل متفاعلا و متعادلا من خلال أصل و حقيقة (آلمفهوم) أو (آلنص) , و بالمقابل ألإنفعال أو آلتعامل مع (آلنص) , و كيف يفهمه عموم آلناس و ليس فقط طبقة معينة قفلت على نفسها داخل مؤسسة يصعب دخولها لحل ألغازها آلكهنوتية و كأنها تعيش مع آلموتى . لأن مثل هذا آلواقع يصطحبه نوعا من آلظلم للأمة يصعب إثباته لإدانة آلمقصرين في وقتنا آلراهن , و إني أتذكر جيدا كيف إن آلمرجع آلكبير آلذي كنت أقلده في شبابي رفض بشدة بل سخر مني عندما طرحت عليه إمكانية إستخدام إسلوب لغوي و أدبي أكثر فهما و رواجا و وضوحا في (آلرسالة آلعملية) للتخفيف عن معاناة آلناس في فهمها و بالتالي توفير وقتهم و مالهم و جهدهم في آلقصد و آلسفر كل مرة من أقاصي آلبلاد إلى آلنجف آلأشرف , لمعرفة جواب أو فهم مسألة من آلمسائل آلشرعية , و كذلك و هو آلأهم .. ألإسراع في تثوير عملية آلوعي في واقعنا آلمتخلف , و تعبيد آلناس لله وهدايتهم من خلال لغة مفهومة وأضحة و معبرة بدقة عن معنى و غاية آلأحكام في آلفكر آلإسلامي .
لقد كان سعينا هذا سبقا معرفيا و منطلقا أساسيا في آلبناء آلحضاري ألإنساني برمته , خصوصا في واقعنا آلعراقي و آلعربي آلمتأزم إلى حد بعيد , حيث يعيش داخليا : وأقعا إنتقاليا يتسم بعدم آلتوازن مع آلدكتاتورية و آلخلط في آلمفاهيم و آلعقائد , و خارجيا : يعيش هواجس آلإحتلال و آلهجوم و آلسيطرة آلإستعمارية . و للحقيقة نقول إن آلمرجع آلوحيد آلذي بدأ بمحاولات و لو أولية في وقتها لبيان آلفكر آلأسلامي و آلذي يتلخص عادة - كما هو معروف في آلوسط آلشيعي - بـ (ألرسالة آلعملية ) هو آلإمام آلشهيد محمد باقر آلصدر (قدس) مع ثلة من آلمفكرين , لكنه للأسف لم يكمل رسالته آلعملية و بحوثه في جانبها آلمعاملاتي و آلإجتماعي و هو آلأهم في أبعادها و مدياتها و تأثيراتها في نهضة آلأمة و كرامتها . فقد كان من أهم خصوصيات ذلك آلإمام آلمظلوم هو رفضه للتعامل آلمصلحي أو آلخامل و آللامسؤول مع آلفكر آلإسلامي آلذي يمثل روح آلإسلام و ثمرته .
إن محاولاتنا لتأصيل هذا آلعلم و صياغته جاءت بعد إنفتاحنا آلواعي على كل ثقافات آلإنسان و آلفلسفات آلسياسية آلمعاصرة و بعد جهود و دراسات مكثفة من خلال تحليل و إستكشاف طرق و مناهج مختلفة كانت لها أثرا كبيرا على آلبنية آلفكرية و آلأخلاقية و آلعقائدية للمثقفين آلإسلاميين جاوزت حدود آلوطن آلعربي لتشمل آلإنسان أينما كان .
و بالتزامن مع حركتنا آلفكرية إهتم علماء آلغرب مؤخرا لحل ألغاز آلإنفكاك و آلتدهور في آلقيم و آلروابط آلإجتماعية و بالتالي ألتأزم آلحضاري , و ما نتج عنه من آلتفكك في آلعلاقات آلإجتماعية داخل آلمجتمع آلواحد أو خارجه فيما بين آلمجتمعات آلإنسانية و حكومات آلدول و آلعلاقات آلدولية فولدت بسبب تلك آلسياسات صداما بين آلحضارات لا تقاربا بينها , و صلت إلى حد آلحرب و آلنزاع و آلإبادة آلجماعية و ما تزال هناك مناطق ساخنة قد يؤجج فيها نار آلحرب بين لحظة و أخرى و كأننا ما زلنا نعيش بعقلية إنسان آلعصر آلحجري آلقديم – فقد إهتم علماءآلغرب بالموضوع عن طريق علم آلسيمولوجيا , و لا نريد بيان حالة آلتنابذ و آلقهر و آلصراع آلخفي بين طبقات آلمجتمع آلإنساني شرقا و غربا و ما رافقه من آلتفكك آلأسري و إنحطاط آلعلاقات آلإجتماعية و كثرة آلجرائم و تنوعها , بسبب إنغماسهم في آلشهوات و آلماديات و آلصراع آلحثيث من أجل آلبقاء و آلمزيد من آلشهوات بجانب آلأزمات آلكبرى آلتي حلت و تحل بها , كدلالة على فقدانها للنظرية آلإجتماعية آلمثلى , و لم يكن عبثا أو ترفا فكريا ما جاء في أقوال و توقعات علماء آلغرب حول مسار و مصير آنظمتها و سياساتها آلمنحرفة و فشلها في تحقيق آلسعادة آلإنسانية بل و إصابتها على آلدوام بأزمة تلو أخرى , و قد سبق لـ ( روجز تيري) و (آبرهام ماسلو) و (ماكس فيبر) و غيرهم في آلتأكيد على وجوب إعادة آلنظر بشكل جذري و جدي في أصل آلنظام لا في نتائجه , لانه هو آلمسبب و آلمنطلق لقضايا آلإنسان آلمصيرية , و حذروا من مغبة عواقبها , و للأسف ما زالت آلأنظمة آلحاكمة مستبدة في موقفها إزاءهم , لأنها بدت و كأنها عاجزة لتبني نظرياتهم في آلواقع رغم إعترافها آلضمني بصحتها و إقرارها ضمن آلمناهج آلتعليمية لتعارضها مع مصالح أصحاب آلشركات و آلبنوك آلكبرى , و ليس هذا فقط بل تحاول تعميم هذه آلتجربة على آلعام عبر ما أسموه بالعولمة ! مما أفرز وقائع مأساوية بين شعوب آلأرض قاطبة بسبب ذلك آلتناقض , و ما زالوا يراوحون في دائرة دوغماتية مغلقة بعد ما فرضوا حصارا عمليا على أكاديمياتها و جامعاتها آلتي تهتم بهذا آلمنحى جهلا أو تجاهلا للحقيقة , لقد حاول أؤلئك آلعلماء آلناصحين صياغة آلأساسات آلفكرية آلصحيحة .. على آلرغم من ترددهم في آلإيمان آلمطلق بأهم دليل و مصدر في بحوثهم و عقائدهم و هو رسالة آلإسلام و بشكل خاص آلقرآن رغم إعتماده مؤخرا كمادة و أساس للبحوث آلإجتماعية في جامعاتهم و مراكزهم آلعلمية لنيل شهادة ( آلدكتوراه) في تفسير علومه بعد إنتباههم لريادته في مجال آلفكر و آلعلم , و أهميته آلفائقة في إمكانية آلإستفادة منه في حل أزماتهم و منها آلإقتصادية بشكل خاص .
و جانب كبير من موضوعنا هذا يتعلق بفهم و بيان آلمفاهيم و آلنصوص كمدخل للفكر آلإسلامي , و من هنا جاء تركيزنا على أهمية تحديد آلمفاهيم و آلمصطلحات ليس فقط لفهم آلقرآن بل لتأصيل آلفكر آلإسلامي و آلإنساني برمته , و بالتالي صياغة و بيان ألنظرية آلإجتماعية آلحديثة من خلال علم إجتماع آلمعرفة و آلتي تسعى للكشف عن آلقوانين و آلسنن آلسيسيولوجية – حسب آلمصطلح آلغربي – ألتي تحكم علاقة آلوعي بالواقع بصورة عامة و بالواقع آلإجتماعي بصورة خاصة .
فلو أدركنا مفهوم آلمصطلح كونه يعبر عن آلمعنى آلذي يحويه و يحمله إلى ذهن آلإنسان و من ثم حاويا – عند وردوه في آلنص – للمواضيع و آلثوابت آلأساسية آلتي توضفها آلنظرية في خطابها آلعام و آلخاص , فأن قواعد آلفكر تحتم فهم و إدراك هذه آلمسألة من زاوية آلنظر إلى علاقة آلمفهوم , أو آلمصطلح بالواقع و آلمحيط بدقة , لتأخذ مداها آلطبيعي في حركة آلإنسان و سعيه لتحقيق آلسعادة .
و لذلك إزدادات أهمية تحديد آلمفاهيم و آلمصطلحات كلما تنبهت آلنخبة و من ورائها آلأمة لأسباب آلمحن آلتي واجهوها , و لا يكتمل آلبناء آلفكري إذا لم تحدد ألأسس آلفكرية و آلمعرفية آلتي ينبغي آلوقوف عليها أولا و قبل كل شئ . إنني أرى إن نهضة آلأنسانية آلحديثة رغم ظهورها لكنها مصابة بحالة من آلعوق بسبب عوامل عديدة أهمها فقدان آلأنظمة لموجبات آلتكوين آلعلمي و آلمعرفي بسبب فقدان آلعلة آلغائية في ممعتقداتها و مسعاها , فآلمادة وحدها لا يمكن أن تحقق آلسعادة للإنسان , قد تكون في أفضل آلحالات عاملا واحدا من بين عدة عوامل لتحصيلها . و قد تبين ذلك بشكل واضح و قوي عبر مستويين :
ألأول : عبر آلواقع آلإجتماعي و آلأخلاقي و ما نتج عنه من إصابة آلمجتمعات خصوصا ألغربية , بأنواع آلإنحرافات و آلأمراض و آلشذوذ و آلتفكك آلعائلي و آلإجتماعي , بالرغم من حدية آلقوانين آلوضعية و شموليتها على كل صعيد في مجتمعاتها .
ألثاني : من خلال آلأزمات و آلحروب و آلإرهاب و آلمكر و آلخداع و حب آلتسلط عبر سياسة آلمهيمنين من اصحاب آلشركات آلكبرى و آلبنوك آلعالمية , و مصاديقها كثيرة و متنوعة لا حاجة لشرحها أو بيانها .
أن جذور آلنهضة آلأنسانية آلمعاقة ترجع إلى عدم إستنادها على موجبات آلتكوين آلعلمي و آلمعرفي آلصحيحين و فقدانها للعلاقة مع آلله تعالى أساسا , و هذا ينطبق على واقعنا آلإسلامي أيضا رغم إسلامنا في آلهوية و آلظاهر , و إن مسألة آلتبادل و آلمثاقفة آلمفاهيمية و آلإصطلاحية آلتي برزت بشكل قوي مع بروز آلافكار ذات آلطبيعة آلتغريبية قد أدت إلى نوع من آلخلط و عدم آلإنسجام في واقعنا ألمتأزم أصوليا و تأريخيا , فولدت بالإضافة لما ذكرنا آلعنف و آلدكتاتورية لتكون مهيئة و مستقبلة لكل أنواع آلاستعمار و آلهيمنة , و كان آلخطأ آلقاتل آلأخير بعد فقدانها للصبغة آلإسلامية هو إستعارة – إن لم نقل فرض – ما عند آلآخرين من مفاهيم و مصطلحات و مناهج و نظريات بقوة آلسلاح , في إطار نقل آلتجربة آلغربية آلعامة آلدافعة إلى تحقيق ما يظنون أنه سيتحقق , و هو ( عصر آلتنوير آلعربي ) قياسا على (عصر آلتنوير آلغربي ) كرد حاسم , لكنه سلبي .. على ( عصر آلتخلف آلعربي ) , متناسين قاعدة أساسية في هذا آلأمر و هي : { لا قياس مع وجود آلفارق} و ما أكثر آلفوارق ؟ و قد يكون حالنا متمثلا بالمثل آلشعبي (راواه آلموت و رضى بالصخونة) أي أراه آلموت فرضي بالحمى .
و في هذا آلواقع آلمكبل و آلمحزن رأيت أن من ابرز آلمهمات آلواجبة و آلضرورية هي إعادة و تصحيح "ألفكر آلإسلامي".
بسبب ما حمل من تأويلات و تفسيرات و جعل و تزوير أخرجتها من إطاره آلصحيح , فتحجر عند آلبعض من مدعية , و أستغل عند آخرين , فأوجبت علينا إعادة تقديمه و صياغته للنخبة آلمثقفة و كذا آلامة تباعا بكل إتجاهاتها و إختصاصاتها . ليكون خطابنا على قدر مهم من آلكفاءة و آلفاعلية لتحديد مقومات إستشراف آلمستقبل .
و لكي نكون على بينة من آلامر علينا قبل بحث آلأسس آلمعرفية بيان ومعرفة معنى آلفكر .
معنى آلفكر :ـ
ورد معنى آلفكر في آلقرآن و آلحديث و معاجم آللغة عبر مفاهيم و تعابير مختلفة , يمكن تلخيص جميعها في تعريف شامل و واضح هو :ـ
إعمال آلنظر و آلتركيز في آلشئ للوصول إلى آلحق .
معناه في آلقرآن :ـ
لقد إهتم آلقرآن آلكريم بموضوع آلفكر كمعيار لمعرفة آلحق و آلباطل أي معرفة آلمصير , و من هنا كان سبب إحتواء آلقرآن لآيات متشابهة , لحث حامليها على آلتفكر و آلإبداع من خلاله مع تطور آلفكر آلإنساني , فقد كان بإمكان آلله تعالى أن يجعله محكما و واضحا ! لكنه أبى إلا أن يفتح أمام آلإنسان آفاقه للإبداع و آلعمل و آلبناء حيث قال تعالى في سورة آل عمران\7 : {و هو آلذي أنزل عليك آلكتاب منه آيات محكمات هن أم آلكتاب و أخر متشابهات}.
لقد إستعمل آلباري ألفاظا محتملة و متشابهة لجعل آلطريق إلى آلمعرفة و آلتفكر ضربا من آلإستدلال و آلبراهين و آلنظريات و لذلك أطال في موضع , و أسهب في آخر , و أوجز و إختصر أو إقتصر في محل آخر , و ذكر قصة في موضع , و أعادها مسهبا في موضع آخر , و ربما كرر آلحقائق مع إشارات ضمنية لحقائق أخرى , و هذا بمجمله و تفصيله يؤكد لنا آلباري تعالى بشكل علمي و أدبي رصين و جوب إعمال آلفكر في آلخلق و آلوجود , و لأنه هو آلرحمان آلمنان فقد فتح أمامنا آفاقا رحبة و ممتدة إلى أعماق آلكون , و اعطانا كل مفاتيح آلمعرفة بحيث لم يبق أمامنا سوى آلتفكر و آلسعي لدخولها . و لكي لا يختلط آلأمر على آلباحثين فإن هذا آلتشابه مع كونه دالا على ما أشرنا إليه فإنه في نفس آلوقت لا يعنى و جود أي إختلاف فيه فهو كما أشرنا إما يأتي هذا آلتشابه إستكمالا لآية محكمة أو تأكيدا لمفهوم أو مرادا آخر عند إنضمام آية لأية أخرى و هذه آلحقيقة هي إحدى معجزات آلقرآن آلكريم بذاته , يضاف لذلك أنه وردت آيات خاصة تركز على أهمية آلتفكر بشكل صريح , منها :
{إنه فكر و قدر} ألمدثر\18
{قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى و فرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد} سبأ\46
{كذلك يبين آلله لكم آلآيات لعلكم تتفكرون}ألبقرة 219
{قل هل يستوى آلأعمى و آلبصيرأفلا تتفكرون...}ألأنعام \50
{أولم يتفكروا في أنفسهم...}ألروم\8
{...و يتفكرون في خلق آلسموات و آلأرض}آل عمران \191
{...كذلك نفصل آلآيات لقوم يتفكرون}يونس\24
{...و أنزلنا إليك آلذكر لتبين للناس ما نزل إليهم و لعلهم يتفكرون}ألنحل\44
{قل إنظروا ماذا في آلسموات و آلأرض و ما تغني آلآيات و آلنذر عن قوم لا يؤمنون}يونس \101
نستنج بوضوح من معانى آلآيات آلمباركة أن آلله تعالى يتمنى للعبد أن يتفكر في هذا
آلوجود في كل شئ بعدما أعطاه حرية آلإختيار و مهد له آلطرق , و هي من ألطف آلإشارات في أصل موضوعنا .
أما آلنصوص آلروائية فهي آلاخرى أكدت بشكل كبير و واسع على أهمية آلموضوع بل و وجوبه على كل مسلم و مسلمة , ويكفينا آلتمعن في معنى آلحديث آلذي رواه معظم آلفرق و آلمذاهب آلإسلامية كدلالة على وجوبه , و هو : ( من تساوى يوماه فهو مغبون و من كان يومه أفضل من غده فهو ملعون ) , بل ذهب حديث آخر إلى أبعد مدى بالقول : نقلا عن رسول آلله (ص) و هو حديث مشهور بين جمهور آلمسلمين و متفق عليه حيث قال (ص) : ( من أصبح و لم يهتم بأمور آلمسلمين فليس بمسلم ) , و آلإهتمام بأمور آلمسلمين يحتاج لمصداقين , الأول : هو معرفة أحوال و أوضاع آلمسلمين و آلنظر و آلتفكر فيها , لمعرفة إمكانية تقديم ما أمكن للإهتمام بها , و آلثاني : هو ألمتابعة آليومية آلواعية للأحداث و آلأخبار عبر آلمطالعة أو سماع آلأخبار عن طريق قنواتها آلمتوفرة و يعتبر آلإنترنيت من أفضل و أحكم وسائل آلإتصال بجانب آلوسائل آلصوتية و آلمرئية لفعل آلممكن في طريق خدمة آلإنسانية . أما مسألة آلعلاقة بين آلمؤمنين فهناك نصوص أدق توجب علينا من خلالها إطلاعنا على أوضاعهم آلخاصة مع ترتيب نوع آلعلاقات آلتي تربط بعظهم ببعض , أما لو بحثنا في نوع آلعلاقة آلإيمانية بين أتباع أهل آللبيت فإن آلمعادلة ستكون أصعب بكثير, بإعتبارهم قدوة آلمسلمين , لكن أوضاعهم في هذا آلعصر ليس بأحسن حال من بقية أهل آلإسلام للأسف حيث من آلمفروض أن تكون علاقات حميمية للدرجة آلتي أشار إليها آلإمام آلصادق (ع) في إحدى آلروايات( بحيث يكون أحدهم يمد يده في جيب صاحبه فيخرج ما يشاء و صاحبه لا يعلم بمقدار ما أخذه) ! و إن كنا لم نصل هذا آلمستوى فهو بسبب آلبعد و ضعف آلإيمان بالله تعالى أو آلتعاطي آلخاطئ مع آلنصوص آلواردة عن أئمة أهل آلبيت آلطاهرين عليهم آلسلام و كذا آلقرآن آلكريم . حيث يفترض بنا ألإلتزام بنصوصه و بأقوال أؤلئك آلعظام من ائمة أهل آلبيت (ع) , و إلا فمن آلصعب أن ندعى إنتمائنا لمدرستهم .
معناه في آلمعاجم آللغوية:ـ
أما آلمعاجم آللغوية فقد أجمعت هي آلأخرى على ما ذهبنا إليه في معنى آلفكر و آلتفكر , فقد ورد في آلمنجد بأن معناه هو إعمال آلخاطر و آلتأمل أو آلتدبر في آلأمر .
و عرفه إبن منظور في لسان آلعرب بنفس آلمعنى بقوله : ألفكر هو إعمال آلخاطر في آلشئ .
و عرفه آلفيروز آبادي في آلقاموس آلمحيط بالقول : ألفكر بالكسر أو آلفتح ألنظر في آلشئ كالفكرة .
و قد فصلت بعض آلدراسات آلحديثة معناه أيضا , حيث يقول جميل صليبا في آلمعجم آلفلسفي : ( أن آلفكر يطلق على آلفعل ألذي تقوم به آلنفس عند حركتها في آلمعقولات , أو يطلق على آلمعقولات نفسها) .
و عرفه صاحب آلمعجم آلوسيط بالقول : ( ألفكر هو إعمال آلعقل في آلمعلوم للوصول إلى معرفة آلمجهول) .
كما ذكر صاحب آلموسوعة آلفلسفية تعاريف عديدة للفكر أهمها : (هو آلنتاج آلأعلى للدماغ كمادة ذات تنظيم عضوي خاص , و هو آلعملية آلإيجابية آلتي بواسطتها ينعكس آلعالم آلموضوعي في مفاهيم و أحكام و نظريات , و آلكلام هو صورة آلفكر) .
و قد أبدع آلفيلسوف آلشهيد محمد باقر آلصدر في بحوثه حول آلفكر و آلمعرفة لكن آلأيادي آلأثيمة حرمت آلامة من هذا آلمفكر آلكبير لإستكمال بياناته في آلفكر آلإسلامي . و لا أجانب آلحقيقة لو قلت : بأنه لولا آلإمام آلخميني و آلفيلسوف آلمطهري و آلمفكر آلكبير شريعتي و آلفيلسوف محمد باقر آلصدر لبقي آلفكر آلإسلامي غائما و غائبا في أعماق مصادرها إلى قرون أخرى ألله وحده أعلم بعددها .
إن مشكلتنا تكمن في كيفية آلتعاطي مع آلنص , لإستنباط آلأحكام ليس فقط في مجال آلعبادات آلشخصية .. بل في كل آلمجالات و في مقدمتها نظام آلحكم و آلإدراة , لان آلفكر آلإسلامي يشمل جميع شؤون آلحياة بل كل آلكون هكذا فهمنا آلموضوع من خلال آلنصوص آلقرآنية آلصريحة , و لذلك لا يجوز لاي كان أن يحجر هذا آلفكر آلكوني آلعملاق في موضوع دون آخر لان هذا آلفصل و هذه آلتجزئة سيؤديان بالفكر آلإسلامي إلى آلجمود و آلتحجر و فقدان ماهيته و غايته و فاعليته في نفوس آلناس و على أرض آلواقع مع مرور آلزمن نتيجة لتطور آلفكر آلإنساني . و مشكلتنا بالأساس تبدء من مناهج آلأصول و طرق آلإستنباط آلخاطئة للفكر آلإسلامي آلحديث بما يواكب مسيرة آلإنسان آلذي إتخذ مسارين قد يصعب تلاقيهما : مسار آلتقدم آلعلمي آلطبيعي , و مسارآلتخلف و آلتحلل آلإجتماعي و آلاخلاقي . فهل آلفكر آلغربي آلرائد للتقدم آلتكنولوجي في عالم آليوم و آلمتخلف من آلناحية آلإجتماعية (ألأخلاق و آلقيم) هو أفضل من آلفكر آلإسلامي ألذي تخلف في آلمجالين معا ؟ حيث لم يعد يكفي مجرد آلإدعاء بالنظرية من دون مصداق عملي ! كما لم يعد مؤثرا ألتفاخر بالتأريخ .. طبعا في بعض صفحاته و ليس كله .
و لكن لماذا تخلفنا بالأساس ؟
و هل يمكن أن تبدأ نهضتنا من هذا آلسكون آلراقد في وسط آلوحل ؟ ثم كيف و متى ؟
إن مقولة آلمفكر آلكبير آلافغاني ستبقى ذات وقع خاص في نفوس آلعاملين و آلنخبة آلمثقفة و عنوان لكل باحث , حيث قال : ( لا أمة بدون أخلاق و لا أخلاق بلا عقيدة و لا عقيدة بدون فهم ) ,
و نضيف و نؤكد أن تكوين هذا آلوعي كأساس في نظرنا لا يتحقق إلا من خلال آلفهم و آلفهم لا يكون إلا من خلال آلسعي في آلمطالعة و آلبحث و آلتحقيق ثم آلسعي إلى نشره و من ثم تطبيعه على أرض آلواقع كنظام للحياة .
ألأسس آلمعرفية للفكر آلإسلامي :ـ
بنظرنا يعتمد نجاح أو فشل أي فكر في آلمجتمع آلإنساني بمدى تعلقه بقلوب أفراده و فطرتهم . و آلسؤال هو : كيف يتعلق قلب آلإنسان بفكر معين و إلى أي حد ؟
من أهم آلعوامل آلتي تنمي تلك آلعلاقة هي :ـ
أولا : تناسبه مع آلفطرة و آلعاطفة آلإنسانية .
ثانيا : و ضوح مفاهيمه و غاياته .
ثالثا : إنسجامه و موائمته مع تطور آلفكر آلإنساني ألحضاري .
رابعا : وجود (آلنخبة) كقدوات صالحة تأخذ على عاتقها مسؤولية آلهداية .
خامسا : وجود قوة عظيمة من ورائه ترعى و تجذب آلتابعين له , و تشدهم بإتجاه تلك آلقوة , ونعني به توحيد آلله كقوة عظمى و كمحور أساسي يرتبط به كل آلعاملين و آلتابعين .
سادسا : معادلة يوم آلقيامة , و هو وجود يوم آلجزاء ليأخذ كل منا حقه بعد آلممات .
سابعا : وجود محركات ذاتية (روح) في أحكامها و قوانينها , و رموز تضفي عليها آلقوة و آلجاذبية في آلنفوس .
و آلفكر آلإسلامي هو آلوحيد آلذي يضم جميع تلك آلأصول و آلمبادئ , إلا أن فقدانها في أوساط آلناس كان لعاملين سببا تقهقره , و هما :
أولا : غياب آلقيادة آلربانية آلصالحة عن ساحتها مع تذبذب و تشتت آلنخبة من حولها , و إبتعاد آلناس عنهم , بسبب فاعلية خط آلشيطان و سط آلناس و ميلهم نحوه في مقابل ذلك .
ثانيا : عدم وضوح مفاهيمه و غاياته للناس بسبب محنة قادة آلفكر فيها حيث لم تواكب آلنخبة تطورات آلعصر و لم تلتف هي آلأخرى حول أصحاب آلفكر لإعمال فكرهم .
و خلاصة لما أوردنا : فإن آلفكر آلإسلامي هو مجموع ما أنتجه آلمفكريين آلمسلمين منذ بعثة آلرسول آلكريم محمد (ص) و إلى آليوم حول آلوجود و قضايا آلإنسان , و قد عبر عنه آلإمام آلصدر في كتاب فلسفتنا بنظرية آلمعرفة آلأسلامية مع أن فلاسفة آخرين سبقوه في ذلك آلطرح إجمالا أو تفصيلا كالملا صدرا آلشيرازي في موسوعته آلفلسفية (الأسفار آلأربعة) , مركزين على أساسين للإدراك آلبشري هما ألتصور و آلتصديق ألذين يتم من خلالهما إثبات آلضرورات آلصحيحة إما بدليل أو برهان كمبدأ عدم آلتناقض و مبدأ آلعلية و آلمبادئ آلرياضية آلأولية , كأضواء عقلية أولية , و آلتي على هديها تقام سائر آلمعارف و آلتصديقات , و كلما كان آلفكر أكثر دقة و موضوعية كلما كان أبعد عن آلخطأ , و أضمن لسعادة آلإنسان و آلمجتمع , و لم يعد في وقتنا آلحاضر من يعطي آلأسبقية آلمعرفية للعلوم آلتجريبية على آلعلوم آلميتافيزيقية و آلرياضية كما كان من قبل , و قد يكون آلعكس هو آلأصح لكون نتائجها أكثر دقة و قطعية , لأن آلتجارب آلطبيعية في آلغالب ناقصة و قاصرة عن كشف جميع آلشروط , و لذلك لا تكون نتائجها قائمة على أساس آلقطعية في كثير من آلأحيان . و هذه مسألة بديهية لدى جميع علماء آلطبيعيات بعد دخول أبعادا أخرى على آلموجودات وصلت إلى إحدى عشر بعدا بعدما كانت تعرف ضمن آلأبعاد آلثلاثة ألمعروفة (ألطول و آلعرض و آلإرتفاع) حتى عهد قريب .
و إن تعريف آلفكر آلإسلامي هو : ألإطار آلذي به و عليه و حوله تدور تأملات و نظرات آلمفكرين آلمسلمين , و هوية آلفكر .. أي فكر , و منهجه يتم معرفتها من خلال علاقتها مع آلمرجعية آلتي ينتمي إليها , لأنها هي آلتي تحدد له أصول آلمنهج و خصوصياته و أهدافه .
و سعيا منا في بيان آلفكر آلإسلامي آلاصيل وتصحيح آلمناهج آلخاطئة آلتي شاعت حوله و آلتي أفرزت كثيرا من آلمحن في ظل بعض آلمرجعيات بسبب إجتهادات غير صائبة في علم آلفلسفة و آلكلام و آلفقه مع أصوله و آلتصوف و آلعرفان و غيرها من آلعلوم آلإنسانية آلأخرى , فقد إستقرأنا أربع نظريات للمرجعية آلدينية من خلال من إنتسبوا إلى فكر و مدرسة أهل آلبيت (ع) و تصدوا لمهمة آلقيادة آلمرجعية , و لم يكن ذلك آلإنشطار آلمربع تحولا إيجابيا في مذهبنا , بل كانت مأساة حقيقة إكتوى بنارها عموم آلمسلمين , خصوصا في جانبه آلمتعلق بنظرية آلحكم و آلإدراة في آلفكر آلإسلامي , بل كان مجرد وجود بعضها سلبيا و عبئا على شرائح آلأمة و قد بحثنا هذا آلموضوع في كتابنا آلموسوم بـ (دور آلقيادة آلمرجعية في آلحكومة آلإسلامية), و لهذا لم يبرز آلفكر آلإسلامي بكل قوته و مداه في منعطفات تأريخية كثيرة مرت على آلأمة على مدى أكثر من عشرة قرون , مما أدى إلى تقويضه و فسح آلمجال أمام آلآخرين لنشر منهجهم و تثبيت حكوماتهم , مع إنهم لم يكونوا يملكون خطابا إسلاميا و لا حتى إنسانيا متزنا بل بالعكس طالما إستخدموا آلعنف و آلقوة و آلمكر متزامنا مع مبدء آلجبر لإستحمار آلناس و آلسيطرة عليهم طيلة سنوات وجودها في آلحكم , كالأمويين و آلعباسيين و آلعثمانيين , و لم تتوقف محنة آلإنسانية عند تلك آلحدود , بل إستمرت مع إستمرار سياسة آلإستحمار و آلإستكبار من قبل آلظالمين حتى يومنا هذا , فما شاهدناه و نشاهده آليوم مع دعاة آلمنهج آلديمقراطي في آلغرب أو آلإشتراكي آلشيوعي في آلشرق حتى آلأمس آلقريب . لا تختلف كثيرا عن سابقاتها في مصداقية متبنياتها أو توافقها مع آلفطرة آلإنسانية , لتحقيق سعادة آلإنسان و آلمجتمع على حد سواء . و لا حول و لا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم .
alma1113@hotmail.com عزيز آلخزرجي
هذا آلبحث هو إستكمال لموضوعنا آلسابق (محنة آلمفكر...)و هو مكاشفات في طريق تأصيل آلفكر آلإسلامي لمعرفة أسباب إستمرار هيمنة آلإستكبار و آلأفكار آلوضعية على آلإنسان بجانب تململ آلمرجعيات آلدينية آلعتيدة وآلتي يفترض أن تكون سندا للتمهيد إلى ظهور آلمصلح آلكبير(عج) لا عاملا في تأخيره , فهل آلفكر آلإسلامي يجيز لنا آلسكوت على مجرد إعلان خطابنا آلعلوي آلإسلامي آلذي إنتظرته آلأمة طويلا ؟ خصوصا و إنها (ألمرجعية) تمتلك رصيدا شعبيا كبيرا يتعدى أرصدة كل آلأحزاب و آلحكومات في آلعالم . ألم يحن آلوقت بعد أن تقشعت سحب آلدكتاتورية في سماء آلعراق لكسر صمت آلقرون ؟ أين آلخلل ؟ هل هو في مفاهيم آلفقهاء و مصطلحاتهم , أم في عقول آلمفكرين آلذين دفعوا قبل آلجميع ثمن آلكرامة و آلحرية على مذبح آلشهادة ليكونوا شهداء على كل آلكون ؟
حقيقة آلمصطلح و آلمفهوم بين آلفكر و آلواقع :ـ
من ضمن آلمباحث آلفكرية آلتي حاولنا بيانها إبتداءا في آلفكر آلإسلامي هو أهمية تحديد آلمصطلحات و آلمفاهيم و آلألفاظ كوسيلة لزيادة آلفهم و آلوعي من جهة و ألتقدم في مجال ربط آلنخبة و تحسين سبل آلتواصل آلمعرفي بين آلمتحاورين و آلباحثين و بالتالي شعوب آلأرض من جهة أخرى على أساس معرفي رصين , للتمهيد إلى تحقيق آلدولة آلكريمة , ليكون آلتواصل متفاعلا و متعادلا من خلال أصل و حقيقة (آلمفهوم) أو (آلنص) , و بالمقابل ألإنفعال أو آلتعامل مع (آلنص) , و كيف يفهمه عموم آلناس و ليس فقط طبقة معينة قفلت على نفسها داخل مؤسسة يصعب دخولها لحل ألغازها آلكهنوتية و كأنها تعيش مع آلموتى . لأن مثل هذا آلواقع يصطحبه نوعا من آلظلم للأمة يصعب إثباته لإدانة آلمقصرين في وقتنا آلراهن , و إني أتذكر جيدا كيف إن آلمرجع آلكبير آلذي كنت أقلده في شبابي رفض بشدة بل سخر مني عندما طرحت عليه إمكانية إستخدام إسلوب لغوي و أدبي أكثر فهما و رواجا و وضوحا في (آلرسالة آلعملية) للتخفيف عن معاناة آلناس في فهمها و بالتالي توفير وقتهم و مالهم و جهدهم في آلقصد و آلسفر كل مرة من أقاصي آلبلاد إلى آلنجف آلأشرف , لمعرفة جواب أو فهم مسألة من آلمسائل آلشرعية , و كذلك و هو آلأهم .. ألإسراع في تثوير عملية آلوعي في واقعنا آلمتخلف , و تعبيد آلناس لله وهدايتهم من خلال لغة مفهومة وأضحة و معبرة بدقة عن معنى و غاية آلأحكام في آلفكر آلإسلامي .
لقد كان سعينا هذا سبقا معرفيا و منطلقا أساسيا في آلبناء آلحضاري ألإنساني برمته , خصوصا في واقعنا آلعراقي و آلعربي آلمتأزم إلى حد بعيد , حيث يعيش داخليا : وأقعا إنتقاليا يتسم بعدم آلتوازن مع آلدكتاتورية و آلخلط في آلمفاهيم و آلعقائد , و خارجيا : يعيش هواجس آلإحتلال و آلهجوم و آلسيطرة آلإستعمارية . و للحقيقة نقول إن آلمرجع آلوحيد آلذي بدأ بمحاولات و لو أولية في وقتها لبيان آلفكر آلأسلامي و آلذي يتلخص عادة - كما هو معروف في آلوسط آلشيعي - بـ (ألرسالة آلعملية ) هو آلإمام آلشهيد محمد باقر آلصدر (قدس) مع ثلة من آلمفكرين , لكنه للأسف لم يكمل رسالته آلعملية و بحوثه في جانبها آلمعاملاتي و آلإجتماعي و هو آلأهم في أبعادها و مدياتها و تأثيراتها في نهضة آلأمة و كرامتها . فقد كان من أهم خصوصيات ذلك آلإمام آلمظلوم هو رفضه للتعامل آلمصلحي أو آلخامل و آللامسؤول مع آلفكر آلإسلامي آلذي يمثل روح آلإسلام و ثمرته .
إن محاولاتنا لتأصيل هذا آلعلم و صياغته جاءت بعد إنفتاحنا آلواعي على كل ثقافات آلإنسان و آلفلسفات آلسياسية آلمعاصرة و بعد جهود و دراسات مكثفة من خلال تحليل و إستكشاف طرق و مناهج مختلفة كانت لها أثرا كبيرا على آلبنية آلفكرية و آلأخلاقية و آلعقائدية للمثقفين آلإسلاميين جاوزت حدود آلوطن آلعربي لتشمل آلإنسان أينما كان .
و بالتزامن مع حركتنا آلفكرية إهتم علماء آلغرب مؤخرا لحل ألغاز آلإنفكاك و آلتدهور في آلقيم و آلروابط آلإجتماعية و بالتالي ألتأزم آلحضاري , و ما نتج عنه من آلتفكك في آلعلاقات آلإجتماعية داخل آلمجتمع آلواحد أو خارجه فيما بين آلمجتمعات آلإنسانية و حكومات آلدول و آلعلاقات آلدولية فولدت بسبب تلك آلسياسات صداما بين آلحضارات لا تقاربا بينها , و صلت إلى حد آلحرب و آلنزاع و آلإبادة آلجماعية و ما تزال هناك مناطق ساخنة قد يؤجج فيها نار آلحرب بين لحظة و أخرى و كأننا ما زلنا نعيش بعقلية إنسان آلعصر آلحجري آلقديم – فقد إهتم علماءآلغرب بالموضوع عن طريق علم آلسيمولوجيا , و لا نريد بيان حالة آلتنابذ و آلقهر و آلصراع آلخفي بين طبقات آلمجتمع آلإنساني شرقا و غربا و ما رافقه من آلتفكك آلأسري و إنحطاط آلعلاقات آلإجتماعية و كثرة آلجرائم و تنوعها , بسبب إنغماسهم في آلشهوات و آلماديات و آلصراع آلحثيث من أجل آلبقاء و آلمزيد من آلشهوات بجانب آلأزمات آلكبرى آلتي حلت و تحل بها , كدلالة على فقدانها للنظرية آلإجتماعية آلمثلى , و لم يكن عبثا أو ترفا فكريا ما جاء في أقوال و توقعات علماء آلغرب حول مسار و مصير آنظمتها و سياساتها آلمنحرفة و فشلها في تحقيق آلسعادة آلإنسانية بل و إصابتها على آلدوام بأزمة تلو أخرى , و قد سبق لـ ( روجز تيري) و (آبرهام ماسلو) و (ماكس فيبر) و غيرهم في آلتأكيد على وجوب إعادة آلنظر بشكل جذري و جدي في أصل آلنظام لا في نتائجه , لانه هو آلمسبب و آلمنطلق لقضايا آلإنسان آلمصيرية , و حذروا من مغبة عواقبها , و للأسف ما زالت آلأنظمة آلحاكمة مستبدة في موقفها إزاءهم , لأنها بدت و كأنها عاجزة لتبني نظرياتهم في آلواقع رغم إعترافها آلضمني بصحتها و إقرارها ضمن آلمناهج آلتعليمية لتعارضها مع مصالح أصحاب آلشركات و آلبنوك آلكبرى , و ليس هذا فقط بل تحاول تعميم هذه آلتجربة على آلعام عبر ما أسموه بالعولمة ! مما أفرز وقائع مأساوية بين شعوب آلأرض قاطبة بسبب ذلك آلتناقض , و ما زالوا يراوحون في دائرة دوغماتية مغلقة بعد ما فرضوا حصارا عمليا على أكاديمياتها و جامعاتها آلتي تهتم بهذا آلمنحى جهلا أو تجاهلا للحقيقة , لقد حاول أؤلئك آلعلماء آلناصحين صياغة آلأساسات آلفكرية آلصحيحة .. على آلرغم من ترددهم في آلإيمان آلمطلق بأهم دليل و مصدر في بحوثهم و عقائدهم و هو رسالة آلإسلام و بشكل خاص آلقرآن رغم إعتماده مؤخرا كمادة و أساس للبحوث آلإجتماعية في جامعاتهم و مراكزهم آلعلمية لنيل شهادة ( آلدكتوراه) في تفسير علومه بعد إنتباههم لريادته في مجال آلفكر و آلعلم , و أهميته آلفائقة في إمكانية آلإستفادة منه في حل أزماتهم و منها آلإقتصادية بشكل خاص .
و جانب كبير من موضوعنا هذا يتعلق بفهم و بيان آلمفاهيم و آلنصوص كمدخل للفكر آلإسلامي , و من هنا جاء تركيزنا على أهمية تحديد آلمفاهيم و آلمصطلحات ليس فقط لفهم آلقرآن بل لتأصيل آلفكر آلإسلامي و آلإنساني برمته , و بالتالي صياغة و بيان ألنظرية آلإجتماعية آلحديثة من خلال علم إجتماع آلمعرفة و آلتي تسعى للكشف عن آلقوانين و آلسنن آلسيسيولوجية – حسب آلمصطلح آلغربي – ألتي تحكم علاقة آلوعي بالواقع بصورة عامة و بالواقع آلإجتماعي بصورة خاصة .
فلو أدركنا مفهوم آلمصطلح كونه يعبر عن آلمعنى آلذي يحويه و يحمله إلى ذهن آلإنسان و من ثم حاويا – عند وردوه في آلنص – للمواضيع و آلثوابت آلأساسية آلتي توضفها آلنظرية في خطابها آلعام و آلخاص , فأن قواعد آلفكر تحتم فهم و إدراك هذه آلمسألة من زاوية آلنظر إلى علاقة آلمفهوم , أو آلمصطلح بالواقع و آلمحيط بدقة , لتأخذ مداها آلطبيعي في حركة آلإنسان و سعيه لتحقيق آلسعادة .
و لذلك إزدادات أهمية تحديد آلمفاهيم و آلمصطلحات كلما تنبهت آلنخبة و من ورائها آلأمة لأسباب آلمحن آلتي واجهوها , و لا يكتمل آلبناء آلفكري إذا لم تحدد ألأسس آلفكرية و آلمعرفية آلتي ينبغي آلوقوف عليها أولا و قبل كل شئ . إنني أرى إن نهضة آلأنسانية آلحديثة رغم ظهورها لكنها مصابة بحالة من آلعوق بسبب عوامل عديدة أهمها فقدان آلأنظمة لموجبات آلتكوين آلعلمي و آلمعرفي بسبب فقدان آلعلة آلغائية في ممعتقداتها و مسعاها , فآلمادة وحدها لا يمكن أن تحقق آلسعادة للإنسان , قد تكون في أفضل آلحالات عاملا واحدا من بين عدة عوامل لتحصيلها . و قد تبين ذلك بشكل واضح و قوي عبر مستويين :
ألأول : عبر آلواقع آلإجتماعي و آلأخلاقي و ما نتج عنه من إصابة آلمجتمعات خصوصا ألغربية , بأنواع آلإنحرافات و آلأمراض و آلشذوذ و آلتفكك آلعائلي و آلإجتماعي , بالرغم من حدية آلقوانين آلوضعية و شموليتها على كل صعيد في مجتمعاتها .
ألثاني : من خلال آلأزمات و آلحروب و آلإرهاب و آلمكر و آلخداع و حب آلتسلط عبر سياسة آلمهيمنين من اصحاب آلشركات آلكبرى و آلبنوك آلعالمية , و مصاديقها كثيرة و متنوعة لا حاجة لشرحها أو بيانها .
أن جذور آلنهضة آلأنسانية آلمعاقة ترجع إلى عدم إستنادها على موجبات آلتكوين آلعلمي و آلمعرفي آلصحيحين و فقدانها للعلاقة مع آلله تعالى أساسا , و هذا ينطبق على واقعنا آلإسلامي أيضا رغم إسلامنا في آلهوية و آلظاهر , و إن مسألة آلتبادل و آلمثاقفة آلمفاهيمية و آلإصطلاحية آلتي برزت بشكل قوي مع بروز آلافكار ذات آلطبيعة آلتغريبية قد أدت إلى نوع من آلخلط و عدم آلإنسجام في واقعنا ألمتأزم أصوليا و تأريخيا , فولدت بالإضافة لما ذكرنا آلعنف و آلدكتاتورية لتكون مهيئة و مستقبلة لكل أنواع آلاستعمار و آلهيمنة , و كان آلخطأ آلقاتل آلأخير بعد فقدانها للصبغة آلإسلامية هو إستعارة – إن لم نقل فرض – ما عند آلآخرين من مفاهيم و مصطلحات و مناهج و نظريات بقوة آلسلاح , في إطار نقل آلتجربة آلغربية آلعامة آلدافعة إلى تحقيق ما يظنون أنه سيتحقق , و هو ( عصر آلتنوير آلعربي ) قياسا على (عصر آلتنوير آلغربي ) كرد حاسم , لكنه سلبي .. على ( عصر آلتخلف آلعربي ) , متناسين قاعدة أساسية في هذا آلأمر و هي : { لا قياس مع وجود آلفارق} و ما أكثر آلفوارق ؟ و قد يكون حالنا متمثلا بالمثل آلشعبي (راواه آلموت و رضى بالصخونة) أي أراه آلموت فرضي بالحمى .
و في هذا آلواقع آلمكبل و آلمحزن رأيت أن من ابرز آلمهمات آلواجبة و آلضرورية هي إعادة و تصحيح "ألفكر آلإسلامي".
بسبب ما حمل من تأويلات و تفسيرات و جعل و تزوير أخرجتها من إطاره آلصحيح , فتحجر عند آلبعض من مدعية , و أستغل عند آخرين , فأوجبت علينا إعادة تقديمه و صياغته للنخبة آلمثقفة و كذا آلامة تباعا بكل إتجاهاتها و إختصاصاتها . ليكون خطابنا على قدر مهم من آلكفاءة و آلفاعلية لتحديد مقومات إستشراف آلمستقبل .
و لكي نكون على بينة من آلامر علينا قبل بحث آلأسس آلمعرفية بيان ومعرفة معنى آلفكر .
معنى آلفكر :ـ
ورد معنى آلفكر في آلقرآن و آلحديث و معاجم آللغة عبر مفاهيم و تعابير مختلفة , يمكن تلخيص جميعها في تعريف شامل و واضح هو :ـ
إعمال آلنظر و آلتركيز في آلشئ للوصول إلى آلحق .
معناه في آلقرآن :ـ
لقد إهتم آلقرآن آلكريم بموضوع آلفكر كمعيار لمعرفة آلحق و آلباطل أي معرفة آلمصير , و من هنا كان سبب إحتواء آلقرآن لآيات متشابهة , لحث حامليها على آلتفكر و آلإبداع من خلاله مع تطور آلفكر آلإنساني , فقد كان بإمكان آلله تعالى أن يجعله محكما و واضحا ! لكنه أبى إلا أن يفتح أمام آلإنسان آفاقه للإبداع و آلعمل و آلبناء حيث قال تعالى في سورة آل عمران\7 : {و هو آلذي أنزل عليك آلكتاب منه آيات محكمات هن أم آلكتاب و أخر متشابهات}.
لقد إستعمل آلباري ألفاظا محتملة و متشابهة لجعل آلطريق إلى آلمعرفة و آلتفكر ضربا من آلإستدلال و آلبراهين و آلنظريات و لذلك أطال في موضع , و أسهب في آخر , و أوجز و إختصر أو إقتصر في محل آخر , و ذكر قصة في موضع , و أعادها مسهبا في موضع آخر , و ربما كرر آلحقائق مع إشارات ضمنية لحقائق أخرى , و هذا بمجمله و تفصيله يؤكد لنا آلباري تعالى بشكل علمي و أدبي رصين و جوب إعمال آلفكر في آلخلق و آلوجود , و لأنه هو آلرحمان آلمنان فقد فتح أمامنا آفاقا رحبة و ممتدة إلى أعماق آلكون , و اعطانا كل مفاتيح آلمعرفة بحيث لم يبق أمامنا سوى آلتفكر و آلسعي لدخولها . و لكي لا يختلط آلأمر على آلباحثين فإن هذا آلتشابه مع كونه دالا على ما أشرنا إليه فإنه في نفس آلوقت لا يعنى و جود أي إختلاف فيه فهو كما أشرنا إما يأتي هذا آلتشابه إستكمالا لآية محكمة أو تأكيدا لمفهوم أو مرادا آخر عند إنضمام آية لأية أخرى و هذه آلحقيقة هي إحدى معجزات آلقرآن آلكريم بذاته , يضاف لذلك أنه وردت آيات خاصة تركز على أهمية آلتفكر بشكل صريح , منها :
{إنه فكر و قدر} ألمدثر\18
{قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى و فرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد} سبأ\46
{كذلك يبين آلله لكم آلآيات لعلكم تتفكرون}ألبقرة 219
{قل هل يستوى آلأعمى و آلبصيرأفلا تتفكرون...}ألأنعام \50
{أولم يتفكروا في أنفسهم...}ألروم\8
{...و يتفكرون في خلق آلسموات و آلأرض}آل عمران \191
{...كذلك نفصل آلآيات لقوم يتفكرون}يونس\24
{...و أنزلنا إليك آلذكر لتبين للناس ما نزل إليهم و لعلهم يتفكرون}ألنحل\44
{قل إنظروا ماذا في آلسموات و آلأرض و ما تغني آلآيات و آلنذر عن قوم لا يؤمنون}يونس \101
نستنج بوضوح من معانى آلآيات آلمباركة أن آلله تعالى يتمنى للعبد أن يتفكر في هذا
آلوجود في كل شئ بعدما أعطاه حرية آلإختيار و مهد له آلطرق , و هي من ألطف آلإشارات في أصل موضوعنا .
أما آلنصوص آلروائية فهي آلاخرى أكدت بشكل كبير و واسع على أهمية آلموضوع بل و وجوبه على كل مسلم و مسلمة , ويكفينا آلتمعن في معنى آلحديث آلذي رواه معظم آلفرق و آلمذاهب آلإسلامية كدلالة على وجوبه , و هو : ( من تساوى يوماه فهو مغبون و من كان يومه أفضل من غده فهو ملعون ) , بل ذهب حديث آخر إلى أبعد مدى بالقول : نقلا عن رسول آلله (ص) و هو حديث مشهور بين جمهور آلمسلمين و متفق عليه حيث قال (ص) : ( من أصبح و لم يهتم بأمور آلمسلمين فليس بمسلم ) , و آلإهتمام بأمور آلمسلمين يحتاج لمصداقين , الأول : هو معرفة أحوال و أوضاع آلمسلمين و آلنظر و آلتفكر فيها , لمعرفة إمكانية تقديم ما أمكن للإهتمام بها , و آلثاني : هو ألمتابعة آليومية آلواعية للأحداث و آلأخبار عبر آلمطالعة أو سماع آلأخبار عن طريق قنواتها آلمتوفرة و يعتبر آلإنترنيت من أفضل و أحكم وسائل آلإتصال بجانب آلوسائل آلصوتية و آلمرئية لفعل آلممكن في طريق خدمة آلإنسانية . أما مسألة آلعلاقة بين آلمؤمنين فهناك نصوص أدق توجب علينا من خلالها إطلاعنا على أوضاعهم آلخاصة مع ترتيب نوع آلعلاقات آلتي تربط بعظهم ببعض , أما لو بحثنا في نوع آلعلاقة آلإيمانية بين أتباع أهل آللبيت فإن آلمعادلة ستكون أصعب بكثير, بإعتبارهم قدوة آلمسلمين , لكن أوضاعهم في هذا آلعصر ليس بأحسن حال من بقية أهل آلإسلام للأسف حيث من آلمفروض أن تكون علاقات حميمية للدرجة آلتي أشار إليها آلإمام آلصادق (ع) في إحدى آلروايات( بحيث يكون أحدهم يمد يده في جيب صاحبه فيخرج ما يشاء و صاحبه لا يعلم بمقدار ما أخذه) ! و إن كنا لم نصل هذا آلمستوى فهو بسبب آلبعد و ضعف آلإيمان بالله تعالى أو آلتعاطي آلخاطئ مع آلنصوص آلواردة عن أئمة أهل آلبيت آلطاهرين عليهم آلسلام و كذا آلقرآن آلكريم . حيث يفترض بنا ألإلتزام بنصوصه و بأقوال أؤلئك آلعظام من ائمة أهل آلبيت (ع) , و إلا فمن آلصعب أن ندعى إنتمائنا لمدرستهم .
معناه في آلمعاجم آللغوية:ـ
أما آلمعاجم آللغوية فقد أجمعت هي آلأخرى على ما ذهبنا إليه في معنى آلفكر و آلتفكر , فقد ورد في آلمنجد بأن معناه هو إعمال آلخاطر و آلتأمل أو آلتدبر في آلأمر .
و عرفه إبن منظور في لسان آلعرب بنفس آلمعنى بقوله : ألفكر هو إعمال آلخاطر في آلشئ .
و عرفه آلفيروز آبادي في آلقاموس آلمحيط بالقول : ألفكر بالكسر أو آلفتح ألنظر في آلشئ كالفكرة .
و قد فصلت بعض آلدراسات آلحديثة معناه أيضا , حيث يقول جميل صليبا في آلمعجم آلفلسفي : ( أن آلفكر يطلق على آلفعل ألذي تقوم به آلنفس عند حركتها في آلمعقولات , أو يطلق على آلمعقولات نفسها) .
و عرفه صاحب آلمعجم آلوسيط بالقول : ( ألفكر هو إعمال آلعقل في آلمعلوم للوصول إلى معرفة آلمجهول) .
كما ذكر صاحب آلموسوعة آلفلسفية تعاريف عديدة للفكر أهمها : (هو آلنتاج آلأعلى للدماغ كمادة ذات تنظيم عضوي خاص , و هو آلعملية آلإيجابية آلتي بواسطتها ينعكس آلعالم آلموضوعي في مفاهيم و أحكام و نظريات , و آلكلام هو صورة آلفكر) .
و قد أبدع آلفيلسوف آلشهيد محمد باقر آلصدر في بحوثه حول آلفكر و آلمعرفة لكن آلأيادي آلأثيمة حرمت آلامة من هذا آلمفكر آلكبير لإستكمال بياناته في آلفكر آلإسلامي . و لا أجانب آلحقيقة لو قلت : بأنه لولا آلإمام آلخميني و آلفيلسوف آلمطهري و آلمفكر آلكبير شريعتي و آلفيلسوف محمد باقر آلصدر لبقي آلفكر آلإسلامي غائما و غائبا في أعماق مصادرها إلى قرون أخرى ألله وحده أعلم بعددها .
إن مشكلتنا تكمن في كيفية آلتعاطي مع آلنص , لإستنباط آلأحكام ليس فقط في مجال آلعبادات آلشخصية .. بل في كل آلمجالات و في مقدمتها نظام آلحكم و آلإدراة , لان آلفكر آلإسلامي يشمل جميع شؤون آلحياة بل كل آلكون هكذا فهمنا آلموضوع من خلال آلنصوص آلقرآنية آلصريحة , و لذلك لا يجوز لاي كان أن يحجر هذا آلفكر آلكوني آلعملاق في موضوع دون آخر لان هذا آلفصل و هذه آلتجزئة سيؤديان بالفكر آلإسلامي إلى آلجمود و آلتحجر و فقدان ماهيته و غايته و فاعليته في نفوس آلناس و على أرض آلواقع مع مرور آلزمن نتيجة لتطور آلفكر آلإنساني . و مشكلتنا بالأساس تبدء من مناهج آلأصول و طرق آلإستنباط آلخاطئة للفكر آلإسلامي آلحديث بما يواكب مسيرة آلإنسان آلذي إتخذ مسارين قد يصعب تلاقيهما : مسار آلتقدم آلعلمي آلطبيعي , و مسارآلتخلف و آلتحلل آلإجتماعي و آلاخلاقي . فهل آلفكر آلغربي آلرائد للتقدم آلتكنولوجي في عالم آليوم و آلمتخلف من آلناحية آلإجتماعية (ألأخلاق و آلقيم) هو أفضل من آلفكر آلإسلامي ألذي تخلف في آلمجالين معا ؟ حيث لم يعد يكفي مجرد آلإدعاء بالنظرية من دون مصداق عملي ! كما لم يعد مؤثرا ألتفاخر بالتأريخ .. طبعا في بعض صفحاته و ليس كله .
و لكن لماذا تخلفنا بالأساس ؟
و هل يمكن أن تبدأ نهضتنا من هذا آلسكون آلراقد في وسط آلوحل ؟ ثم كيف و متى ؟
إن مقولة آلمفكر آلكبير آلافغاني ستبقى ذات وقع خاص في نفوس آلعاملين و آلنخبة آلمثقفة و عنوان لكل باحث , حيث قال : ( لا أمة بدون أخلاق و لا أخلاق بلا عقيدة و لا عقيدة بدون فهم ) ,
و نضيف و نؤكد أن تكوين هذا آلوعي كأساس في نظرنا لا يتحقق إلا من خلال آلفهم و آلفهم لا يكون إلا من خلال آلسعي في آلمطالعة و آلبحث و آلتحقيق ثم آلسعي إلى نشره و من ثم تطبيعه على أرض آلواقع كنظام للحياة .
ألأسس آلمعرفية للفكر آلإسلامي :ـ
بنظرنا يعتمد نجاح أو فشل أي فكر في آلمجتمع آلإنساني بمدى تعلقه بقلوب أفراده و فطرتهم . و آلسؤال هو : كيف يتعلق قلب آلإنسان بفكر معين و إلى أي حد ؟
من أهم آلعوامل آلتي تنمي تلك آلعلاقة هي :ـ
أولا : تناسبه مع آلفطرة و آلعاطفة آلإنسانية .
ثانيا : و ضوح مفاهيمه و غاياته .
ثالثا : إنسجامه و موائمته مع تطور آلفكر آلإنساني ألحضاري .
رابعا : وجود (آلنخبة) كقدوات صالحة تأخذ على عاتقها مسؤولية آلهداية .
خامسا : وجود قوة عظيمة من ورائه ترعى و تجذب آلتابعين له , و تشدهم بإتجاه تلك آلقوة , ونعني به توحيد آلله كقوة عظمى و كمحور أساسي يرتبط به كل آلعاملين و آلتابعين .
سادسا : معادلة يوم آلقيامة , و هو وجود يوم آلجزاء ليأخذ كل منا حقه بعد آلممات .
سابعا : وجود محركات ذاتية (روح) في أحكامها و قوانينها , و رموز تضفي عليها آلقوة و آلجاذبية في آلنفوس .
و آلفكر آلإسلامي هو آلوحيد آلذي يضم جميع تلك آلأصول و آلمبادئ , إلا أن فقدانها في أوساط آلناس كان لعاملين سببا تقهقره , و هما :
أولا : غياب آلقيادة آلربانية آلصالحة عن ساحتها مع تذبذب و تشتت آلنخبة من حولها , و إبتعاد آلناس عنهم , بسبب فاعلية خط آلشيطان و سط آلناس و ميلهم نحوه في مقابل ذلك .
ثانيا : عدم وضوح مفاهيمه و غاياته للناس بسبب محنة قادة آلفكر فيها حيث لم تواكب آلنخبة تطورات آلعصر و لم تلتف هي آلأخرى حول أصحاب آلفكر لإعمال فكرهم .
و خلاصة لما أوردنا : فإن آلفكر آلإسلامي هو مجموع ما أنتجه آلمفكريين آلمسلمين منذ بعثة آلرسول آلكريم محمد (ص) و إلى آليوم حول آلوجود و قضايا آلإنسان , و قد عبر عنه آلإمام آلصدر في كتاب فلسفتنا بنظرية آلمعرفة آلأسلامية مع أن فلاسفة آخرين سبقوه في ذلك آلطرح إجمالا أو تفصيلا كالملا صدرا آلشيرازي في موسوعته آلفلسفية (الأسفار آلأربعة) , مركزين على أساسين للإدراك آلبشري هما ألتصور و آلتصديق ألذين يتم من خلالهما إثبات آلضرورات آلصحيحة إما بدليل أو برهان كمبدأ عدم آلتناقض و مبدأ آلعلية و آلمبادئ آلرياضية آلأولية , كأضواء عقلية أولية , و آلتي على هديها تقام سائر آلمعارف و آلتصديقات , و كلما كان آلفكر أكثر دقة و موضوعية كلما كان أبعد عن آلخطأ , و أضمن لسعادة آلإنسان و آلمجتمع , و لم يعد في وقتنا آلحاضر من يعطي آلأسبقية آلمعرفية للعلوم آلتجريبية على آلعلوم آلميتافيزيقية و آلرياضية كما كان من قبل , و قد يكون آلعكس هو آلأصح لكون نتائجها أكثر دقة و قطعية , لأن آلتجارب آلطبيعية في آلغالب ناقصة و قاصرة عن كشف جميع آلشروط , و لذلك لا تكون نتائجها قائمة على أساس آلقطعية في كثير من آلأحيان . و هذه مسألة بديهية لدى جميع علماء آلطبيعيات بعد دخول أبعادا أخرى على آلموجودات وصلت إلى إحدى عشر بعدا بعدما كانت تعرف ضمن آلأبعاد آلثلاثة ألمعروفة (ألطول و آلعرض و آلإرتفاع) حتى عهد قريب .
و إن تعريف آلفكر آلإسلامي هو : ألإطار آلذي به و عليه و حوله تدور تأملات و نظرات آلمفكرين آلمسلمين , و هوية آلفكر .. أي فكر , و منهجه يتم معرفتها من خلال علاقتها مع آلمرجعية آلتي ينتمي إليها , لأنها هي آلتي تحدد له أصول آلمنهج و خصوصياته و أهدافه .
و سعيا منا في بيان آلفكر آلإسلامي آلاصيل وتصحيح آلمناهج آلخاطئة آلتي شاعت حوله و آلتي أفرزت كثيرا من آلمحن في ظل بعض آلمرجعيات بسبب إجتهادات غير صائبة في علم آلفلسفة و آلكلام و آلفقه مع أصوله و آلتصوف و آلعرفان و غيرها من آلعلوم آلإنسانية آلأخرى , فقد إستقرأنا أربع نظريات للمرجعية آلدينية من خلال من إنتسبوا إلى فكر و مدرسة أهل آلبيت (ع) و تصدوا لمهمة آلقيادة آلمرجعية , و لم يكن ذلك آلإنشطار آلمربع تحولا إيجابيا في مذهبنا , بل كانت مأساة حقيقة إكتوى بنارها عموم آلمسلمين , خصوصا في جانبه آلمتعلق بنظرية آلحكم و آلإدراة في آلفكر آلإسلامي , بل كان مجرد وجود بعضها سلبيا و عبئا على شرائح آلأمة و قد بحثنا هذا آلموضوع في كتابنا آلموسوم بـ (دور آلقيادة آلمرجعية في آلحكومة آلإسلامية), و لهذا لم يبرز آلفكر آلإسلامي بكل قوته و مداه في منعطفات تأريخية كثيرة مرت على آلأمة على مدى أكثر من عشرة قرون , مما أدى إلى تقويضه و فسح آلمجال أمام آلآخرين لنشر منهجهم و تثبيت حكوماتهم , مع إنهم لم يكونوا يملكون خطابا إسلاميا و لا حتى إنسانيا متزنا بل بالعكس طالما إستخدموا آلعنف و آلقوة و آلمكر متزامنا مع مبدء آلجبر لإستحمار آلناس و آلسيطرة عليهم طيلة سنوات وجودها في آلحكم , كالأمويين و آلعباسيين و آلعثمانيين , و لم تتوقف محنة آلإنسانية عند تلك آلحدود , بل إستمرت مع إستمرار سياسة آلإستحمار و آلإستكبار من قبل آلظالمين حتى يومنا هذا , فما شاهدناه و نشاهده آليوم مع دعاة آلمنهج آلديمقراطي في آلغرب أو آلإشتراكي آلشيوعي في آلشرق حتى آلأمس آلقريب . لا تختلف كثيرا عن سابقاتها في مصداقية متبنياتها أو توافقها مع آلفطرة آلإنسانية , لتحقيق سعادة آلإنسان و آلمجتمع على حد سواء . و لا حول و لا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم .
alma1113@hotmail.com عزيز آلخزرجي
ألملتقى آلسادس للمنتدى آلفكري في تورنتو - كندا
ألملتقى آلسادس للمنتدى آلفكري في تورنتو
إلتقى أعضاء آلمنتدى آلفكري في تورنتو أمس آلسبت(5\4\2009) في جلستها آلإسبوعية في جو ممتلئ بروح المحبة و آلصفاء و آلإخلاص , لإضافة صفحة ثقافية و علمية و فكرية أخرى لتأريخ آلمنتدى آلرائد في حمل راية آلفكر و آلثقافة في ساحتنا آلفقيرة آلممزقة , لرسم طريق آلخير و آلسعادة أمام آلناس .. كل آلناس , بعد ما أصيبوا بنكسات و محن ولدتها حالة آلخلط آلفكري و آلثقافي ألمأساوي للمرجعيات آلمختلفة في ساحتنا آلحركية و آلثقافية و آلسياسية و آلفكرية .
و قد تركز محور آلحديث حول مسألتين :
ألأولى : سياسة آلإستكبار آلعالمي , و أسايبها آلماكرة في كيفية تحطيم إرادة آلشعوب بفرض مشاريعها آلإسترابيجية و هيمنتها في آلعالم و بالأخص في ساحتنا آلإسلامية من خلال فرض( أيدلوجيتها ) و سياساتها من خلال إقصاء حكومات و فرض آخرين , بما يتناسب وأوضاعها و أهدافها آلبعيدة آلمدى , خصوصا في آلعراق , و من هنا جاءت مقررات قمة ألعشرين دولة , في لندن قبل أيام , في محاولة للتوصل إلى إتفاق نهائي في أهم أحداث آلمرحلة آلراهنة و في مقدمتها تقويض مشاريع آلدولة آلإسلامية آلمباركة عبر تحكيم آلحصار عليها في مشاريعها آلعلمية و آلإقتصادية , و ترتيب آلوضع آلنهائي بضم آلصين و إستمالة روسيا لضمان تطبيع آلرؤية آلغربية و مصالحها آلإستراتيجية في آلعالم و في منطقة آلخليج بشكل خاص . و سجل آلمشاركون ملاحظات و مداخلات هامة على آلموضوع خصوصا فيما يتعلق بكيفية آلتعاطي آلعام من قبل آلإمة مع آلأحداث , و عوامل آلضعف و آلقوة في تشكيل آلرأي آلعام و دور آلإستكبار في تمريره عبر آلحكومات كقضية (ألبطل) عدنان آلقيسي , و قضية (أبو طبر) , و (آلحنطة آلمسمومة) و قضية (آلإرهاب) و غيرها . و قد أغنت آراء آلأستاذ أبو حسين عزوز جانبا كبيرا من آلموضوع لموقعه آلإجتماعي أنذلك و معاصرته لتلك آلأحداث .
و آلمسألة آلثانية : تركزت على موضوع آلوجود و آلخلق و كيفية ظهور آلكون و عمره من خلال نظرية ( ألبك بن) آلتي إشتهرت مؤخرا , حيث قدرت عمر آلأرض ما بين أربعة عشر بليون إلى عشرين بليون سنة , بدأت من خلال نقطة صغيرة جدا لا تزيد حجمها عن نقطة عادية , لتنشطر منها آلأكوان و آلمجرات و آلمسالك و آلمجموعات آلشمسية , و آلكواكب , و من ثم آلتفاصيل آلأخرة في كل كوكب , من آلجبال , و آلأنهار , و آلنخيل , و ما إلى ذلك .
ثم جاء دور آلإنسان (خليفة آلله) و بدء محنته , حيث و ضح آلحاج أبو محمد آلبغدادي , موضوع آلنشأة آلأولى و سبب إصرار آلشيطان على عدم آلسجود لآدم , و قبلها سبب إعتراض آلملائكة و آلجن على خلق هذا (آلمخلوق آلمسكين) حيث كان سؤالهم إستنكاريا ( أتجعل فيها من يفسد و يسفك آلدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك …)
و كذلك إشارات إلى أسرار خلق آدم , ثم كيفية تقربه من آلشجرة ونزوله إلى آلأرض بسبب معصيته ..
و قد تخلل آلبحث مداخلات قيمة من قبل آلباحثين في آلمنتدى .. كالحاج آلسيد أيو عمار آلحسيني , و آلحاج آلأستاذ حسين آلأنصاري .. ألذي أكد على عصمة آلأنبياء و ترفع نبينا آدم (ع) عن آلخطأ كونه معصوما , و إلا لما كان آلإمام آلحسين (ع) يكون له وارثا . لكن آلحاج آلأستاذ أبو حسين عزوز برهن له من خلال آلقران و آلأمثلة آلواقعية بروز آلمعصية من آدم(ع) , على أي حال كما أشار آلأستاذ عزوز إلى مسألة هامة يتعلق بموضوع آلحوار و كيف إن آلله تعالى حاور من عصاه رغم آلفارق آلكبير بين آلخالق و آلمخلوق .. في إشارة إلى ضرورة تفعيل لغة آلحوار و آلبحث في ساحتنا آلتي تفتقر إلى هذه آللغة . كما أضاف آلحاج آلبغدادي معلقا بأن آلمعصية لم تكن بنية مخالفة آلباري من قبل آدم(ع) و إنما جاءت طمعا من آدم (ع) في آلتقرب إلى آلله , بعدما أغواه آلشيطان ( بل وسوس له ) بانه سيكون أفضل من أهل آلبيت (ع) ألذين خلقهم آلله قبل آدم (ع) بآلاف آلسنين كأرواح متلئلة في آلعرش لو تقرب من آلشجرة آلتي منعه آلله من آلتقرب إليها . و يجدر ان نشير إلى أن سبب طرحنا لهذا آلبحث بالأساس , هو لسؤال أثاره آلحاج آلأستاذ ألإعلامي حسام آلصفار خلال آلجلسة آلعادية للمنتدى في آلإسبوع آلماضي ,
و إختتم مجلسنا بالدعاء و آلتضرع لله تعالى مع بدء آذن آلمغرب مستقبلين مركز آلوجود بقلوب مطمئنة بذكر آلله تعالى , و آلحمد لله أولا و أخيرا .
إلتقى أعضاء آلمنتدى آلفكري في تورنتو أمس آلسبت(5\4\2009) في جلستها آلإسبوعية في جو ممتلئ بروح المحبة و آلصفاء و آلإخلاص , لإضافة صفحة ثقافية و علمية و فكرية أخرى لتأريخ آلمنتدى آلرائد في حمل راية آلفكر و آلثقافة في ساحتنا آلفقيرة آلممزقة , لرسم طريق آلخير و آلسعادة أمام آلناس .. كل آلناس , بعد ما أصيبوا بنكسات و محن ولدتها حالة آلخلط آلفكري و آلثقافي ألمأساوي للمرجعيات آلمختلفة في ساحتنا آلحركية و آلثقافية و آلسياسية و آلفكرية .
و قد تركز محور آلحديث حول مسألتين :
ألأولى : سياسة آلإستكبار آلعالمي , و أسايبها آلماكرة في كيفية تحطيم إرادة آلشعوب بفرض مشاريعها آلإسترابيجية و هيمنتها في آلعالم و بالأخص في ساحتنا آلإسلامية من خلال فرض( أيدلوجيتها ) و سياساتها من خلال إقصاء حكومات و فرض آخرين , بما يتناسب وأوضاعها و أهدافها آلبعيدة آلمدى , خصوصا في آلعراق , و من هنا جاءت مقررات قمة ألعشرين دولة , في لندن قبل أيام , في محاولة للتوصل إلى إتفاق نهائي في أهم أحداث آلمرحلة آلراهنة و في مقدمتها تقويض مشاريع آلدولة آلإسلامية آلمباركة عبر تحكيم آلحصار عليها في مشاريعها آلعلمية و آلإقتصادية , و ترتيب آلوضع آلنهائي بضم آلصين و إستمالة روسيا لضمان تطبيع آلرؤية آلغربية و مصالحها آلإستراتيجية في آلعالم و في منطقة آلخليج بشكل خاص . و سجل آلمشاركون ملاحظات و مداخلات هامة على آلموضوع خصوصا فيما يتعلق بكيفية آلتعاطي آلعام من قبل آلإمة مع آلأحداث , و عوامل آلضعف و آلقوة في تشكيل آلرأي آلعام و دور آلإستكبار في تمريره عبر آلحكومات كقضية (ألبطل) عدنان آلقيسي , و قضية (أبو طبر) , و (آلحنطة آلمسمومة) و قضية (آلإرهاب) و غيرها . و قد أغنت آراء آلأستاذ أبو حسين عزوز جانبا كبيرا من آلموضوع لموقعه آلإجتماعي أنذلك و معاصرته لتلك آلأحداث .
و آلمسألة آلثانية : تركزت على موضوع آلوجود و آلخلق و كيفية ظهور آلكون و عمره من خلال نظرية ( ألبك بن) آلتي إشتهرت مؤخرا , حيث قدرت عمر آلأرض ما بين أربعة عشر بليون إلى عشرين بليون سنة , بدأت من خلال نقطة صغيرة جدا لا تزيد حجمها عن نقطة عادية , لتنشطر منها آلأكوان و آلمجرات و آلمسالك و آلمجموعات آلشمسية , و آلكواكب , و من ثم آلتفاصيل آلأخرة في كل كوكب , من آلجبال , و آلأنهار , و آلنخيل , و ما إلى ذلك .
ثم جاء دور آلإنسان (خليفة آلله) و بدء محنته , حيث و ضح آلحاج أبو محمد آلبغدادي , موضوع آلنشأة آلأولى و سبب إصرار آلشيطان على عدم آلسجود لآدم , و قبلها سبب إعتراض آلملائكة و آلجن على خلق هذا (آلمخلوق آلمسكين) حيث كان سؤالهم إستنكاريا ( أتجعل فيها من يفسد و يسفك آلدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك …)
و كذلك إشارات إلى أسرار خلق آدم , ثم كيفية تقربه من آلشجرة ونزوله إلى آلأرض بسبب معصيته ..
و قد تخلل آلبحث مداخلات قيمة من قبل آلباحثين في آلمنتدى .. كالحاج آلسيد أيو عمار آلحسيني , و آلحاج آلأستاذ حسين آلأنصاري .. ألذي أكد على عصمة آلأنبياء و ترفع نبينا آدم (ع) عن آلخطأ كونه معصوما , و إلا لما كان آلإمام آلحسين (ع) يكون له وارثا . لكن آلحاج آلأستاذ أبو حسين عزوز برهن له من خلال آلقران و آلأمثلة آلواقعية بروز آلمعصية من آدم(ع) , على أي حال كما أشار آلأستاذ عزوز إلى مسألة هامة يتعلق بموضوع آلحوار و كيف إن آلله تعالى حاور من عصاه رغم آلفارق آلكبير بين آلخالق و آلمخلوق .. في إشارة إلى ضرورة تفعيل لغة آلحوار و آلبحث في ساحتنا آلتي تفتقر إلى هذه آللغة . كما أضاف آلحاج آلبغدادي معلقا بأن آلمعصية لم تكن بنية مخالفة آلباري من قبل آدم(ع) و إنما جاءت طمعا من آدم (ع) في آلتقرب إلى آلله , بعدما أغواه آلشيطان ( بل وسوس له ) بانه سيكون أفضل من أهل آلبيت (ع) ألذين خلقهم آلله قبل آدم (ع) بآلاف آلسنين كأرواح متلئلة في آلعرش لو تقرب من آلشجرة آلتي منعه آلله من آلتقرب إليها . و يجدر ان نشير إلى أن سبب طرحنا لهذا آلبحث بالأساس , هو لسؤال أثاره آلحاج آلأستاذ ألإعلامي حسام آلصفار خلال آلجلسة آلعادية للمنتدى في آلإسبوع آلماضي ,
و إختتم مجلسنا بالدعاء و آلتضرع لله تعالى مع بدء آذن آلمغرب مستقبلين مركز آلوجود بقلوب مطمئنة بذكر آلله تعالى , و آلحمد لله أولا و أخيرا .
رسالة إلى ليبرالي
رسالة إلى ليبرالي
أخي آلليبرالي .. بين تفسيركم آلليبرالي للإسلام من جهة و آلفكر آلإسلامي من جهة أخرى , مفارقات .. و مسافات شاسعة , فقد غاب عن وعيكم و أحكامكم كماً هائلاً من آلأصول و آلمفاهيم , و أشياءاً و أشياء , و لذلك حصرتم هذا آلفكر آلكوني آلعظيم في إطارٍ محدود يأباه كل من له إلمام بهذا آلفكر آلعملاق , خصوصاً في محاولتكم لحجبه خلف جداران آلمساجد و آلبيوت كطقوس عبادية و أخلاق شخصية , بالضبط كما فعل رواد آلنهضة في أوربا بالدّيانة آلمسيحية آلمنحرفة مُتّخذين فساد آلكنيسة ذريعةً لإقصائهِ عن مسرح آلحياة لينتهي آلأمر بحصره ضمن دولة آلفاتيكان في أرض لا تتجاوز مساحتها أربعين كليومترا مربعاً ليقرؤا آلفاتحة عليه إلى آلأبد .
لقد أوردت أحكاماً ناقصة و مبتورة في مقالك لا تمت بصلة إلى عقيدة آلإسلام , و لم تنصف معها حتى ألليبرالية نفسها , عندما بدأت بذلك آلعنوان في مقالتك .. لأن آلليبرالية أساساً لا تؤمن بالدّين .. أي دين و بالدّين آلإسلامي و رسولنا آلكريم و أئمتنا نحن (آلشيعة) خصوصاً - كعقيدة و نظام للحياة بالذات , و يُمكنك أن تُراجع نصوص مفكري آلليبرالية و تطبيقاتها في واقع آلدّول آلغربية نفسها ليتوضح لك آلأمر أكثر , ثم إنّ آلليبرالية مبدئياً لا تمتلك موازيناً فلسفيةً و قواعد عقيدية في بنائها آلفكري كي تُؤهلها لتكون نظريةً معرفيةً في آلوجود لتُحدّدَ بعدها نظرتها للفكر آلإسلامي . و يبدو أنكم لم تقرؤا تعليقي آلمقتضب حولَ مقالكم آلسابق , و هذا يعني عدم وجود رد عندكم , و بالتالي هل أستطيع آلحكم بقبولكم لما أشكلتُ على توجهاتكم في موضوع آلليبرالية ؟ على أي حال , أضيف لما أسلفت بأن آلفكر آلإسلامي ليس مجرد نصوصاً جامدةً في آلقرآن و آلسنة أو مجموعةً من آلقواعد آلأخلاقية , بل يمثل كلّ نتاجات آلعقل آلإسلامي منذُ بعثة آلرّسول آلكريم (ص) و إلى يومنا هذا , و لذلك يُفترض بك على آلأقل , و لكي تكونَ أحكامك شاملةً و صحيحةً و منصفةً .. أن تضع أمامك كل آلمحتوى آلفكري للإسلام لا فقط قسماً أو جانباً واحداً منه , لأن أحكامك بدون ذلك ستخرجك عن آلموضوعية و بالتالي ستفقد مصداقيتك عند آلناس خصوصاً أهل الفكر , و تكون آثماً يوم آلقيامة , و هذه قاعدة لا يختلف عليها عاقلان , و عليك أن تؤمن بكل آلكتاب (ألقرآن) لا ببعضه , لأن قائلهُ هو آلباري تعالى و قد حذّرنا فيه بقولهِ : ( يؤمنون ببعض آلكتاب و يكفرون ببعض) ولا يكفي هذا فقط بل عليك آلإيمان بأهل آلبيت(ع) طبقا لقول آلرسول آلكريم:(إني تارك فيكم آلثقلين كتاب آلله و عثربي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علىّ آلحوض) . إن فصلك للدين عن آلسياسة هو كفرٌ و غطاءٌ لحقيقة آلقرآن و غايته , و لرسالةِ نبيّنا مُحمّد (ص) بدليلِ آياتٍ محكمات ربّما لم تطلع عليها بدقّة , أو ربما إطلعت عليها و لكنك لم تتفهم معانيها و غاياتها كما ينبغي , و هي آيات مُحمكة لا تحتاج لفهمها و إدراكها إلى عناء كبير , و سأورد لك بعضاً منها :ـ ( و من لم يحكم بما أنزل آلله فأؤلئك هم آلكافرون) و (و من لم يحكم بما أنزل آلله فأؤلئك هم آلظالمون )و( من لم يحكم بما أنزل آلله فأؤليك هم آلفاسقون ), هذه فقط ثلاث آيات تدين كل من يفصل آلسياسة و آلحكم عن آلدين, و لا أتطرق إلى نقل آلأحاديث أو أقوال آلأئمة و آلمفكرين آلمسلمين في ذلك لأنها هي الأخرى بحاجة إلى مجلدات . و بالمقابل عليك أن تعي بأن جميع آلأحزاب آلوضعية آلتي إختلقها آلبشر إنّما هي لأجل آلمناصب و آلسيطرة على آلناس لإستحمارهم بتوجيه من قبل آلشركات و آلبنوك آلعالمية لخنق صوت آلشعوب آلمستضعفة عندما جعلوا آلديمقراطية سلاحاً ذو حدّين لإسكات آلناس من جانب .. و آلحفاظ على آلنّظام لرعاية شؤون آلأغنياء آلذين يُقرّرون أكثر آلقوانين آلهامة عن طريق لوبياتهم وممثليهم , بل لتعجيزهم عن فعل أية معارضة سياسية أو نضال ضد آلمستغلين فالفائزون قلّما يُوفون بعهودهم آلتي تنحصر في تقليل آلضرائب قبل آلإنتخابات وزيادة آلخدمات , لأنّهم هُم آلذين إنتخبوهم حسب آلظاهر فكيف يُعارضوهم - بالمناسبة لا يُشارك في آلإنتخابات إلا مجموعات قليلة نسبياً - من آلدّاعمين و آلمرتبطين بالأحزاب من ذوي آلمصالح وعدد قليل من الناس , و آلحالة هذه يكاد يكون مستوى آلوعي آلسياسي بشكل عام مُتدنيا إلى حد كبير لا يمكن تصوره لدى عموم آلمواطنين في آلغرب , لأن همّ آلمواطن آلغربي لا يتعدى تأمين لقمته و دفع فواتيره آلمتعددة آخر آلشهر , مقابل فناء عمرهِ كأجير لدي أصحاب آلشركات و آلبنوك , و لأنّ مُعظم آلغربيّين عند وفاتهم لا يتركون ورثة بسبب آلتفكك آلاسري آلمعروف فالدّولة هي آلتي تُسيطر عليها , و آلدّولة عبارة عن مجموعة من آلموظفين ترعى مصالح آلأثرياء و أصحاب آلبنوك و آلشركات , و آلمرشحون عادةً ما يكونون من طبقة آلأغنياء و أصحاب آلمصالح و آلنفوذ , و نسبة قليلة جداً من فقراء طبقة آلتكنوقراط يصلون أحيانا إلى مناصب قيادية , و لهذا آلسبب أصبحت حكومات آلغرب تابعة و محكومة , بل بعبارة أدق أصحاب آلشركات و آلبنوك في تلك آلدّول يملكون قوة إقتصادية يتحكمون كيفما شاؤا بالناس جميعاً , وربما سيتحكمون بك آلعالم من خلال ما إدعوه بالعولمة , ومن هنا جعلوا خطاً أحمراً على آلاحزاب آلاسلامية آلاصلية و الفكر آلإسلامي آلذي يرفض إستغلال وأستحمار وإذلال آلانسان وبالتالي فصل آلدين عن آلسياسة . و ما إنتشار آلأحزاب آلقومية و آلليبرالية و غيرها في آلوطن آلإسلامي إلا بدعم منهم لأجل تفكيك وحدة آلمسلمين آلتي لا يجمعها إلا آلاسلام ولا يفرقها إلا آلوطنية والقومية لنهب خيراتهم بعد إستحكام آلسيطرة عليهم بواسطة آلأحزاب آلوضعية آلتي لا تمتلك عادة فكراً معرفياً شاملاً عن حقيقة الانسان وآلوجود , ليقينهم بان تحكيم آلإسلام سيوحد آلعالم آلإسلامي حتى لو كان طبقاً للمذهب آلسني آلذي تنقصه ولاية آلأئمة عليهم آلسلام وبالتالي آلاجتهاد آلذي من شأنه أن يفعل النظرية الاسلامية على أرض الواقع من خلال ولاية الفقية آلمتصدي لامور المسلمين , و من هنا إتفقوا حتى على إزالة آلدولة آلعثمانية ألسنية على آلرغم من كل مساوئها . إن ما أشرت إليه هي مُجرّد عناوين وإشارات أولية أتمنى أن تكون مناراً لأفق جديد في وعيك يا أخي آلليبرالي لمعرفة حقيقة آلإسلام أولاً ثم حقيقة آلليبرالية و آلذي لا يتعدّى سوى أن يكون إسلوباً ظاهرياً للحكم ثانيا , مع إحترامي آلكامل لمعتقداتك , و أن فهمك للإسلام لم يكن دقيقاً من خلال طرحك , فهو ليس فقط كما تصورت نظاماً يحثّ على آلإخلاق و آلقيم و آلسلوك آلشخصي فقط , بل هو قبل هذا نظامٌ للحياة على كل صعيد . فما فائدة آلإسلام آلذي طرحتهُ إذا تسلطت على آلإمة آلإسلامية أحزباً مثل حزب آلبعث أو آلحزب آلشيوعي أو آلليبرالي وهم يؤمنون بالاباحية وآلاستغلال (كما هو حال آلغرب آليوم)؟ فهل يبقى مع تلك آلأنظمة أثراً أو قيمةً للمُثل و آلأخلاق تناسب فطرة آلإنسان آلسليم و تنسجم مع مشاعره مع مرور آلأيام و تطور آلزمان !؟ و أضنك تذكر ما فعل نظام آلبعث في آلعراق عندما حول شعباً طيباً بكاملهِ تقريباً إلى أناسٍ همجٍ باتوا لا يثق أحدهم بالآخر عند آلمعاملة ! حتى آلزوج مع زوجتهِ و آلأب مع إبنه , بل تحوّلوا إلى مُقاتلين و جواسيس وقتلة ومجرمين "للقائد آلضرورة" , لا يفهمون سوى ( يس و يم ) وكتابة آلتقارير , و هكذا حال جميع شعوب آلدول آلعربية بفوارق نسبية . أمّا في آلغرب فلو أردت أن تعرف معايير آلشرف و آلأخلاق و آلمثل أو ما يخص آلعلاقات آلإجتماعية و آلعائلية فسوف أكتب لك ما يشيب منهُ رأس كل إنسان شريف , ولولا صرامة آلقوانين ودقتها وشموليتها لتحول آلغرب إلى غابة موحشة . و آلفكر آلإسلامي فكرٌ غنيّ و شاملٌ و كاملٌ حرّي بكلّ مُثقفٍ أن يقرأهُ قراءةً واعيةً من خلالِ فهم آلقرآن آلكامل , و من خلال سُنّة آلرّسول و أهل آلبيت(ع) او آلتابعين لهم أو من ينوب عنهم من آلعلماء آلصالحين و آلمفكرين آلمراجع , طبقاً للمواصفات آلمحددة من قبل صاحب آلأمر و آلزمان (عج) .ـ
أخي آلليبرالي :ـ
إعرف آلإسلام من موقف رسول آلله (ص) لترى ماذا فعل على أرض آلواقع , و ما قام به عندما بعثه آلله إلى آلعالمين ؟ أ لم يُؤسّس أول حكومة إسلامية في آلجزيزة آلعربية ؟ لماذا لم يجلس في آلغار أو آلبيت فقط أو في آلمسجد ليوجه آلناس و يدعوهم إلى مكارم آلأخلاق ؟ أو من خلال أصحابه و ما كان أكثرهم ؟ لماذا قام بأكثر من ثمانين غزوة لتثبيت أركان آلدّولة آلإسلامية , و كاد أن يستشهد في إحداها ؟
إعرف آلإسلام من خلال حكومة علي (ع) , و ما أدراك ما عليّ ؟ هذا آلعظيم آلذي لا يلد آلزمان بمثلهِ ؟ إفهم آلإسلام من خلال فكر آلفيلسوف آلكبير محمد باقر آلصدر(قدس)و ما أدراك ما باقر الصدر ؟
إنظر و إقرأ و تمعن بإنصاف إلى فكر آلإسلام من خلال نهضة آلإمام آلخميني (قدس) ! هذا آلعظيم آلذي إمتلك أكبر إمبراطوريةٍ في آلشرق آلأوسط في عصرنا هذا , لكنه لم يأخذ لنفسه شيئا منها سوى كسرات خبز مع آلماء أو آللبن كغذاء يومي , حتى إنه لم يشتري ثوبا جديداً بعد إنتصار ثورة آلإسلام في إيران ! كجدّه علي (ع) , بل أبى إلاّ أن يسكن في غرفةٍ في مسجد من مساجد طهران لقيادة آلثورة ضد آلغزاة و آلطامعين و آلمستكبرين في آلأرض , و أكثر من ذلك حجب آلمسؤولية و آلحكم حتّى عن ولده أحمد و مقربيه ! ترفعاّ منهُ عن هذهٍ آلدّنيا آلتي قتل آلآخرون أنفسهم عليها لكنّها لم تُساوى عند آلإمام آلخُمينى شسع نعل و لا حتى عفطةِ عنز .ـ
و أقول في ختام قولي يا أخي آلليبرالي : عليك أن تعرف آلحق أولاً و قبل كل شئ , و لا تدع آعلام آلمستعمرين وآلشركات آلكبرى و طُلاب آلدّنيا تُؤثّر فيك .
لأنّك لو عرفت آلحقّ عرفت أهله
و بالحقّ يُعرف آلرّجالُ و لا يُعرفُ آلحقّ بالرجالِ
و آلسلام عليكم و رحمة آلله وبركاته
د. عزيز آلخزرجي
alma1113@hotmail.com
أخي آلليبرالي .. بين تفسيركم آلليبرالي للإسلام من جهة و آلفكر آلإسلامي من جهة أخرى , مفارقات .. و مسافات شاسعة , فقد غاب عن وعيكم و أحكامكم كماً هائلاً من آلأصول و آلمفاهيم , و أشياءاً و أشياء , و لذلك حصرتم هذا آلفكر آلكوني آلعظيم في إطارٍ محدود يأباه كل من له إلمام بهذا آلفكر آلعملاق , خصوصاً في محاولتكم لحجبه خلف جداران آلمساجد و آلبيوت كطقوس عبادية و أخلاق شخصية , بالضبط كما فعل رواد آلنهضة في أوربا بالدّيانة آلمسيحية آلمنحرفة مُتّخذين فساد آلكنيسة ذريعةً لإقصائهِ عن مسرح آلحياة لينتهي آلأمر بحصره ضمن دولة آلفاتيكان في أرض لا تتجاوز مساحتها أربعين كليومترا مربعاً ليقرؤا آلفاتحة عليه إلى آلأبد .
لقد أوردت أحكاماً ناقصة و مبتورة في مقالك لا تمت بصلة إلى عقيدة آلإسلام , و لم تنصف معها حتى ألليبرالية نفسها , عندما بدأت بذلك آلعنوان في مقالتك .. لأن آلليبرالية أساساً لا تؤمن بالدّين .. أي دين و بالدّين آلإسلامي و رسولنا آلكريم و أئمتنا نحن (آلشيعة) خصوصاً - كعقيدة و نظام للحياة بالذات , و يُمكنك أن تُراجع نصوص مفكري آلليبرالية و تطبيقاتها في واقع آلدّول آلغربية نفسها ليتوضح لك آلأمر أكثر , ثم إنّ آلليبرالية مبدئياً لا تمتلك موازيناً فلسفيةً و قواعد عقيدية في بنائها آلفكري كي تُؤهلها لتكون نظريةً معرفيةً في آلوجود لتُحدّدَ بعدها نظرتها للفكر آلإسلامي . و يبدو أنكم لم تقرؤا تعليقي آلمقتضب حولَ مقالكم آلسابق , و هذا يعني عدم وجود رد عندكم , و بالتالي هل أستطيع آلحكم بقبولكم لما أشكلتُ على توجهاتكم في موضوع آلليبرالية ؟ على أي حال , أضيف لما أسلفت بأن آلفكر آلإسلامي ليس مجرد نصوصاً جامدةً في آلقرآن و آلسنة أو مجموعةً من آلقواعد آلأخلاقية , بل يمثل كلّ نتاجات آلعقل آلإسلامي منذُ بعثة آلرّسول آلكريم (ص) و إلى يومنا هذا , و لذلك يُفترض بك على آلأقل , و لكي تكونَ أحكامك شاملةً و صحيحةً و منصفةً .. أن تضع أمامك كل آلمحتوى آلفكري للإسلام لا فقط قسماً أو جانباً واحداً منه , لأن أحكامك بدون ذلك ستخرجك عن آلموضوعية و بالتالي ستفقد مصداقيتك عند آلناس خصوصاً أهل الفكر , و تكون آثماً يوم آلقيامة , و هذه قاعدة لا يختلف عليها عاقلان , و عليك أن تؤمن بكل آلكتاب (ألقرآن) لا ببعضه , لأن قائلهُ هو آلباري تعالى و قد حذّرنا فيه بقولهِ : ( يؤمنون ببعض آلكتاب و يكفرون ببعض) ولا يكفي هذا فقط بل عليك آلإيمان بأهل آلبيت(ع) طبقا لقول آلرسول آلكريم:(إني تارك فيكم آلثقلين كتاب آلله و عثربي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علىّ آلحوض) . إن فصلك للدين عن آلسياسة هو كفرٌ و غطاءٌ لحقيقة آلقرآن و غايته , و لرسالةِ نبيّنا مُحمّد (ص) بدليلِ آياتٍ محكمات ربّما لم تطلع عليها بدقّة , أو ربما إطلعت عليها و لكنك لم تتفهم معانيها و غاياتها كما ينبغي , و هي آيات مُحمكة لا تحتاج لفهمها و إدراكها إلى عناء كبير , و سأورد لك بعضاً منها :ـ ( و من لم يحكم بما أنزل آلله فأؤلئك هم آلكافرون) و (و من لم يحكم بما أنزل آلله فأؤلئك هم آلظالمون )و( من لم يحكم بما أنزل آلله فأؤليك هم آلفاسقون ), هذه فقط ثلاث آيات تدين كل من يفصل آلسياسة و آلحكم عن آلدين, و لا أتطرق إلى نقل آلأحاديث أو أقوال آلأئمة و آلمفكرين آلمسلمين في ذلك لأنها هي الأخرى بحاجة إلى مجلدات . و بالمقابل عليك أن تعي بأن جميع آلأحزاب آلوضعية آلتي إختلقها آلبشر إنّما هي لأجل آلمناصب و آلسيطرة على آلناس لإستحمارهم بتوجيه من قبل آلشركات و آلبنوك آلعالمية لخنق صوت آلشعوب آلمستضعفة عندما جعلوا آلديمقراطية سلاحاً ذو حدّين لإسكات آلناس من جانب .. و آلحفاظ على آلنّظام لرعاية شؤون آلأغنياء آلذين يُقرّرون أكثر آلقوانين آلهامة عن طريق لوبياتهم وممثليهم , بل لتعجيزهم عن فعل أية معارضة سياسية أو نضال ضد آلمستغلين فالفائزون قلّما يُوفون بعهودهم آلتي تنحصر في تقليل آلضرائب قبل آلإنتخابات وزيادة آلخدمات , لأنّهم هُم آلذين إنتخبوهم حسب آلظاهر فكيف يُعارضوهم - بالمناسبة لا يُشارك في آلإنتخابات إلا مجموعات قليلة نسبياً - من آلدّاعمين و آلمرتبطين بالأحزاب من ذوي آلمصالح وعدد قليل من الناس , و آلحالة هذه يكاد يكون مستوى آلوعي آلسياسي بشكل عام مُتدنيا إلى حد كبير لا يمكن تصوره لدى عموم آلمواطنين في آلغرب , لأن همّ آلمواطن آلغربي لا يتعدى تأمين لقمته و دفع فواتيره آلمتعددة آخر آلشهر , مقابل فناء عمرهِ كأجير لدي أصحاب آلشركات و آلبنوك , و لأنّ مُعظم آلغربيّين عند وفاتهم لا يتركون ورثة بسبب آلتفكك آلاسري آلمعروف فالدّولة هي آلتي تُسيطر عليها , و آلدّولة عبارة عن مجموعة من آلموظفين ترعى مصالح آلأثرياء و أصحاب آلبنوك و آلشركات , و آلمرشحون عادةً ما يكونون من طبقة آلأغنياء و أصحاب آلمصالح و آلنفوذ , و نسبة قليلة جداً من فقراء طبقة آلتكنوقراط يصلون أحيانا إلى مناصب قيادية , و لهذا آلسبب أصبحت حكومات آلغرب تابعة و محكومة , بل بعبارة أدق أصحاب آلشركات و آلبنوك في تلك آلدّول يملكون قوة إقتصادية يتحكمون كيفما شاؤا بالناس جميعاً , وربما سيتحكمون بك آلعالم من خلال ما إدعوه بالعولمة , ومن هنا جعلوا خطاً أحمراً على آلاحزاب آلاسلامية آلاصلية و الفكر آلإسلامي آلذي يرفض إستغلال وأستحمار وإذلال آلانسان وبالتالي فصل آلدين عن آلسياسة . و ما إنتشار آلأحزاب آلقومية و آلليبرالية و غيرها في آلوطن آلإسلامي إلا بدعم منهم لأجل تفكيك وحدة آلمسلمين آلتي لا يجمعها إلا آلاسلام ولا يفرقها إلا آلوطنية والقومية لنهب خيراتهم بعد إستحكام آلسيطرة عليهم بواسطة آلأحزاب آلوضعية آلتي لا تمتلك عادة فكراً معرفياً شاملاً عن حقيقة الانسان وآلوجود , ليقينهم بان تحكيم آلإسلام سيوحد آلعالم آلإسلامي حتى لو كان طبقاً للمذهب آلسني آلذي تنقصه ولاية آلأئمة عليهم آلسلام وبالتالي آلاجتهاد آلذي من شأنه أن يفعل النظرية الاسلامية على أرض الواقع من خلال ولاية الفقية آلمتصدي لامور المسلمين , و من هنا إتفقوا حتى على إزالة آلدولة آلعثمانية ألسنية على آلرغم من كل مساوئها . إن ما أشرت إليه هي مُجرّد عناوين وإشارات أولية أتمنى أن تكون مناراً لأفق جديد في وعيك يا أخي آلليبرالي لمعرفة حقيقة آلإسلام أولاً ثم حقيقة آلليبرالية و آلذي لا يتعدّى سوى أن يكون إسلوباً ظاهرياً للحكم ثانيا , مع إحترامي آلكامل لمعتقداتك , و أن فهمك للإسلام لم يكن دقيقاً من خلال طرحك , فهو ليس فقط كما تصورت نظاماً يحثّ على آلإخلاق و آلقيم و آلسلوك آلشخصي فقط , بل هو قبل هذا نظامٌ للحياة على كل صعيد . فما فائدة آلإسلام آلذي طرحتهُ إذا تسلطت على آلإمة آلإسلامية أحزباً مثل حزب آلبعث أو آلحزب آلشيوعي أو آلليبرالي وهم يؤمنون بالاباحية وآلاستغلال (كما هو حال آلغرب آليوم)؟ فهل يبقى مع تلك آلأنظمة أثراً أو قيمةً للمُثل و آلأخلاق تناسب فطرة آلإنسان آلسليم و تنسجم مع مشاعره مع مرور آلأيام و تطور آلزمان !؟ و أضنك تذكر ما فعل نظام آلبعث في آلعراق عندما حول شعباً طيباً بكاملهِ تقريباً إلى أناسٍ همجٍ باتوا لا يثق أحدهم بالآخر عند آلمعاملة ! حتى آلزوج مع زوجتهِ و آلأب مع إبنه , بل تحوّلوا إلى مُقاتلين و جواسيس وقتلة ومجرمين "للقائد آلضرورة" , لا يفهمون سوى ( يس و يم ) وكتابة آلتقارير , و هكذا حال جميع شعوب آلدول آلعربية بفوارق نسبية . أمّا في آلغرب فلو أردت أن تعرف معايير آلشرف و آلأخلاق و آلمثل أو ما يخص آلعلاقات آلإجتماعية و آلعائلية فسوف أكتب لك ما يشيب منهُ رأس كل إنسان شريف , ولولا صرامة آلقوانين ودقتها وشموليتها لتحول آلغرب إلى غابة موحشة . و آلفكر آلإسلامي فكرٌ غنيّ و شاملٌ و كاملٌ حرّي بكلّ مُثقفٍ أن يقرأهُ قراءةً واعيةً من خلالِ فهم آلقرآن آلكامل , و من خلال سُنّة آلرّسول و أهل آلبيت(ع) او آلتابعين لهم أو من ينوب عنهم من آلعلماء آلصالحين و آلمفكرين آلمراجع , طبقاً للمواصفات آلمحددة من قبل صاحب آلأمر و آلزمان (عج) .ـ
أخي آلليبرالي :ـ
إعرف آلإسلام من موقف رسول آلله (ص) لترى ماذا فعل على أرض آلواقع , و ما قام به عندما بعثه آلله إلى آلعالمين ؟ أ لم يُؤسّس أول حكومة إسلامية في آلجزيزة آلعربية ؟ لماذا لم يجلس في آلغار أو آلبيت فقط أو في آلمسجد ليوجه آلناس و يدعوهم إلى مكارم آلأخلاق ؟ أو من خلال أصحابه و ما كان أكثرهم ؟ لماذا قام بأكثر من ثمانين غزوة لتثبيت أركان آلدّولة آلإسلامية , و كاد أن يستشهد في إحداها ؟
إعرف آلإسلام من خلال حكومة علي (ع) , و ما أدراك ما عليّ ؟ هذا آلعظيم آلذي لا يلد آلزمان بمثلهِ ؟ إفهم آلإسلام من خلال فكر آلفيلسوف آلكبير محمد باقر آلصدر(قدس)و ما أدراك ما باقر الصدر ؟
إنظر و إقرأ و تمعن بإنصاف إلى فكر آلإسلام من خلال نهضة آلإمام آلخميني (قدس) ! هذا آلعظيم آلذي إمتلك أكبر إمبراطوريةٍ في آلشرق آلأوسط في عصرنا هذا , لكنه لم يأخذ لنفسه شيئا منها سوى كسرات خبز مع آلماء أو آللبن كغذاء يومي , حتى إنه لم يشتري ثوبا جديداً بعد إنتصار ثورة آلإسلام في إيران ! كجدّه علي (ع) , بل أبى إلاّ أن يسكن في غرفةٍ في مسجد من مساجد طهران لقيادة آلثورة ضد آلغزاة و آلطامعين و آلمستكبرين في آلأرض , و أكثر من ذلك حجب آلمسؤولية و آلحكم حتّى عن ولده أحمد و مقربيه ! ترفعاّ منهُ عن هذهٍ آلدّنيا آلتي قتل آلآخرون أنفسهم عليها لكنّها لم تُساوى عند آلإمام آلخُمينى شسع نعل و لا حتى عفطةِ عنز .ـ
و أقول في ختام قولي يا أخي آلليبرالي : عليك أن تعرف آلحق أولاً و قبل كل شئ , و لا تدع آعلام آلمستعمرين وآلشركات آلكبرى و طُلاب آلدّنيا تُؤثّر فيك .
لأنّك لو عرفت آلحقّ عرفت أهله
و بالحقّ يُعرف آلرّجالُ و لا يُعرفُ آلحقّ بالرجالِ
و آلسلام عليكم و رحمة آلله وبركاته
د. عزيز آلخزرجي
alma1113@hotmail.com
Tuesday, March 31, 2009
رسالة كونيّة لصديق
بسم آلله آلرحمن آلرحيم
بداية أشكرك على تواصلك آلروحي معي في هذا آلزمن آلصعب .. زمن إنتصر فيه آلشيطان إنتصارا كبيرا و بإمتياز , فكلما تمعنت في محنة آلإنسان و آلتي هي محنتى و محنتك قبل معظم آلبشر - إن لم أقل كل آلبشر ينتابني حزن عميق و أسى لأن أصحاب آلحق قليلون (ثلة من آلأولين و قليل من آلآخرين)هذا بنص آلقرآن , بل تراني أسرح طويلا و عميقا في آلآفاق متفكرا في مسألة إعتراض آلملائكة لحظة خلق آلله تعالى للإنسان عندما أعلنوا إعتراضهمم على سبب خلق مثل هذا آلمخلوق آلعجيب ألذي فشل في الأمتحان بعد ما تمت تجربته من قبل, بالقول كما جاء في سورة آلبقرة و في غيرها من سور آلقرآن آلكريم : (أَ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك آلدماء و نحن نسبح بحمدك) .. و هذه جدلية لم يستطع أحد من العلماء إعطاء جواب عقلي أو علمي و حتى فلسفي له , حتى آلله تعالى - و أستغفر آلله آلعظيم - لم يعطي للملائكة جوابا واضحاً يشفي آلغليل , كل ما كان في آلأمر هو جوابه تعالى بشكل عام و مبهم :
( إني أعلم ما لا تعلمون , و علَّم آدم آلأسماء كلها ...)و لا أحد يجزم بعلمه بتلك آلأسماء سوى إحتمالات أفضلها حسب علمي هو أنه تعالى سوف يخلق من سلالة آدم بشرا أتقياء يأخذون على عاتقهم إدارة و إدامة عملية آلإستخلاف آلإلهي بإمتياز في آلسماوات و آلأرض.. و لو قلنا هم آلأنبياء و آلمرسلين و آلأئمة عليهم آلسلام , فهذا بحدّ ذاته محنة و إدانة أخرى ما بعدها محنة تدين آلإنسانية برمتها لان معظمهم - بل كلهم قتلوا و أبيدوا أيما إبادة على يد أتباع آلشهوة و آلشيطان و كان آلحسين (ع) هو آلضّحية آلرمز آلذي أدان كل أهل آلارض بشهادته , و ليس فقط أولئك آلذين فصلو رأسه آلشريف عن جسده آلمبارك بل حتى من كان قبله أو من يعيش معنا حاليا على آلأرض و بشكل أخص أؤلئك آلذين إتخذوا قضية آلحسين (ع) وسيلة تجارية للتسلط و آلكسب من قبل آلقابعين في جواره...و هؤلاؤء أظلم من يزيد و شمر و بوش و ترامب و صدام و حمد و حمود و خالد و نهيان .. لأنهم أصدق منهم حيث أعلنوا موقفهم من آلحقيقة والوجود إبتداءا و بوضوح على آلأقل ,
يكاد آلهم يخنقني ياعزيزي .. عندما أتأمل هذا آلبشر آلضال و كأنهم أنعام سائبة لا همَّ لها سوى بطنها أو ما دون آلبطن بقليل ( هم كالأنعام بل أضلوا سبيلا ) و لم يعد هناك صاحب ضمير يبغي آلحكمة و لا حتى آلكلمة آلطيبة , و آلشئ آلوحيد آلذي يواسينى هو كتاباتك و تعليقاتك أحيانا بجانب مقولات علي (ع) في نهج آلبلاغة حيث يقول : {لا تستوحشوا في طريق آلهدى لقلة سالكية }فسلام على هذا آلعظيم ألمواسي و سلام عليك أيها آلعزيز آلغريب .ـ
أخوك آلحزين
عزيز
بداية أشكرك على تواصلك آلروحي معي في هذا آلزمن آلصعب .. زمن إنتصر فيه آلشيطان إنتصارا كبيرا و بإمتياز , فكلما تمعنت في محنة آلإنسان و آلتي هي محنتى و محنتك قبل معظم آلبشر - إن لم أقل كل آلبشر ينتابني حزن عميق و أسى لأن أصحاب آلحق قليلون (ثلة من آلأولين و قليل من آلآخرين)هذا بنص آلقرآن , بل تراني أسرح طويلا و عميقا في آلآفاق متفكرا في مسألة إعتراض آلملائكة لحظة خلق آلله تعالى للإنسان عندما أعلنوا إعتراضهمم على سبب خلق مثل هذا آلمخلوق آلعجيب ألذي فشل في الأمتحان بعد ما تمت تجربته من قبل, بالقول كما جاء في سورة آلبقرة و في غيرها من سور آلقرآن آلكريم : (أَ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك آلدماء و نحن نسبح بحمدك) .. و هذه جدلية لم يستطع أحد من العلماء إعطاء جواب عقلي أو علمي و حتى فلسفي له , حتى آلله تعالى - و أستغفر آلله آلعظيم - لم يعطي للملائكة جوابا واضحاً يشفي آلغليل , كل ما كان في آلأمر هو جوابه تعالى بشكل عام و مبهم :
( إني أعلم ما لا تعلمون , و علَّم آدم آلأسماء كلها ...)و لا أحد يجزم بعلمه بتلك آلأسماء سوى إحتمالات أفضلها حسب علمي هو أنه تعالى سوف يخلق من سلالة آدم بشرا أتقياء يأخذون على عاتقهم إدارة و إدامة عملية آلإستخلاف آلإلهي بإمتياز في آلسماوات و آلأرض.. و لو قلنا هم آلأنبياء و آلمرسلين و آلأئمة عليهم آلسلام , فهذا بحدّ ذاته محنة و إدانة أخرى ما بعدها محنة تدين آلإنسانية برمتها لان معظمهم - بل كلهم قتلوا و أبيدوا أيما إبادة على يد أتباع آلشهوة و آلشيطان و كان آلحسين (ع) هو آلضّحية آلرمز آلذي أدان كل أهل آلارض بشهادته , و ليس فقط أولئك آلذين فصلو رأسه آلشريف عن جسده آلمبارك بل حتى من كان قبله أو من يعيش معنا حاليا على آلأرض و بشكل أخص أؤلئك آلذين إتخذوا قضية آلحسين (ع) وسيلة تجارية للتسلط و آلكسب من قبل آلقابعين في جواره...و هؤلاؤء أظلم من يزيد و شمر و بوش و ترامب و صدام و حمد و حمود و خالد و نهيان .. لأنهم أصدق منهم حيث أعلنوا موقفهم من آلحقيقة والوجود إبتداءا و بوضوح على آلأقل ,
يكاد آلهم يخنقني ياعزيزي .. عندما أتأمل هذا آلبشر آلضال و كأنهم أنعام سائبة لا همَّ لها سوى بطنها أو ما دون آلبطن بقليل ( هم كالأنعام بل أضلوا سبيلا ) و لم يعد هناك صاحب ضمير يبغي آلحكمة و لا حتى آلكلمة آلطيبة , و آلشئ آلوحيد آلذي يواسينى هو كتاباتك و تعليقاتك أحيانا بجانب مقولات علي (ع) في نهج آلبلاغة حيث يقول : {لا تستوحشوا في طريق آلهدى لقلة سالكية }فسلام على هذا آلعظيم ألمواسي و سلام عليك أيها آلعزيز آلغريب .ـ
أخوك آلحزين
عزيز
Monday, March 30, 2009
ألملتقى آلخامس للمنتدى آلفكري في تورنتو - كندا
ألملتقى آلخامس للمنتدى آلفكري في تورنتو
بتوفيق من آلله عز و جل , إلتقى أعضاء آلمنتدى آلفكري المحترمين يوم أمس آلسبت ( 29\3\2009)في مركز آلرسول آلأعظم (ص) , و تم طرح و مناقشة موضوعات مختلفة حول آلساحة آلإسلامية و آلعربية و آلعراقية بشكل خاص , و تركز آلحديث حول أسباب محنة آلمسلمين و تشتت قواهم و مسعاهم , رغم إمتلاكهم لرسالة آلإسلام آلعظيمة منذ وفاة آلرسول (ص) و حتى يومنا هذا , و ما مر و يمر به شعبنا آلعراقي من آلمحن و آلإبتلاآت بعناوين مختلفة و قد أجمع آلحضور على أن مسألة آلوعي هي آلخطوة آلأولى و آلأهم و آلأساس لتجاوز آلمحن و بناء مجتمع يسود فيه آلعدل و آلحرية و مكارم آلأخلاق و آلرفاه و آلخير . و آلوعي لا يتحقق إلا بمعرفة آلحق , فبه يعرف أهل آلحق و به يمييز طريق آلخير و آلشر . لكن معرفة آلحق يحتاج إلى آلصبر و آلتواضع و آلتضحية و آلمطالعة و آلبحث , لنيل مرضاة آلله تعالى .
فلا أمة بدون أخلاق , و لا أخلاق بدون عقيدة , و لا عقيدة بدون فهم .
و آلسلام عليكم و رحمة آلله و بركاته .
بتوفيق من آلله عز و جل , إلتقى أعضاء آلمنتدى آلفكري المحترمين يوم أمس آلسبت ( 29\3\2009)في مركز آلرسول آلأعظم (ص) , و تم طرح و مناقشة موضوعات مختلفة حول آلساحة آلإسلامية و آلعربية و آلعراقية بشكل خاص , و تركز آلحديث حول أسباب محنة آلمسلمين و تشتت قواهم و مسعاهم , رغم إمتلاكهم لرسالة آلإسلام آلعظيمة منذ وفاة آلرسول (ص) و حتى يومنا هذا , و ما مر و يمر به شعبنا آلعراقي من آلمحن و آلإبتلاآت بعناوين مختلفة و قد أجمع آلحضور على أن مسألة آلوعي هي آلخطوة آلأولى و آلأهم و آلأساس لتجاوز آلمحن و بناء مجتمع يسود فيه آلعدل و آلحرية و مكارم آلأخلاق و آلرفاه و آلخير . و آلوعي لا يتحقق إلا بمعرفة آلحق , فبه يعرف أهل آلحق و به يمييز طريق آلخير و آلشر . لكن معرفة آلحق يحتاج إلى آلصبر و آلتواضع و آلتضحية و آلمطالعة و آلبحث , لنيل مرضاة آلله تعالى .
فلا أمة بدون أخلاق , و لا أخلاق بدون عقيدة , و لا عقيدة بدون فهم .
و آلسلام عليكم و رحمة آلله و بركاته .
محنة آلمفكر بين حيادية آلنخبة و حدية آلحكومات
محنة آلمفكر بين حيادية آلنخبة و حدية آلحكومات
عزيز آلخزرجي
في آلعراق كما آلدول آلعربية مآسي متنوعة و متجذرة يصعب حصرها في إتجاه واحد , أو سبب واحد كما يصعب حلها في آن , فقد تعددت آلاسباب و هكذا آلنتائج تباعا , وقد بحثت محنة آلإنسان في كبد منذ أن أدركت آلحياة رغم ما لاقيته من مواجهات و صعوبات , علني أفلح بعلاجها , و قد دونته في ثنايا كتبي و مقالاتي و محاضراتي – محاولا في آلنهاية تأسيس فكر أصيل قدير لإنقاذ آلإنسان يستمد عمقه و قدرته و حيويته من نص آلنصوص آلمقدسة أو نتاجات آلعقل و آلعرفان أو ما توصلت إليه من نتائج على آلصعيد آلفكري و آلإجتماعي و نظرية آلمعرفة آلإنسانية بشكل أساسي مع إحتضان واعي لتجربة آلتأريخ , لتكون حصيلة جهاد مرير , و رأيت أن محنة آلإنسان و آلتي هي محنتي قبل آلآخرين ما برحت تصطدم بسياسات آلمستغلين و آلحكام آلذين عادة ما لا يتقنون سوى لغة آلدم و آلإقصاء للنهب و آلتسلط , فالمفكر في مسيرته كثيرا ما يصطدم - و هذا شئ طبيعي - بالعقبات التي تمنعه من اختيار أو تحقيق ما يريد أو ما يصبو إليه لنجاة آلبشرية , و لكن عندما تكون صدمته بفساد آلحكومات و ضمور آلوعي آلشعبي و إهمال آلنخبة و تذبذبها خصوصا فهذا ما لا يمكن وصفه إلا بـ (محنة آلمفكر) ! فالمجتمع أو سلطة المجتمع تتحكم به فلا يستطيع أن يمارس دوره بحرية و أمان و عليه أن يحسب ألف حساب و حساب في مقولاته و أفكاره و تقريراته , فالمجتمع يراقبه و يتوجه بأنظاره إليه و يتابع تحركاته و سكناته و آلسلطة من وراءه من آلجانب آلآخر تتحين به آلفرصة تلو آلإخرى للإنقضاض عليه خوفا من سريان آلوعي و إنتشاره , مستخدمة بذلك أسلحته و أجهزته آلعديدة و آلمتطورة دون آلأجهزة آلأخرى آلمعنية ببناء آلإنسان ثم حضارته , كل ذلك لخنق آلمفكر و آلتضييق عليه لإلغاء دوره , لان آلحكام و آلطواغيت يعلمون أن سريان آلوعي سوف يرمي بهم في قمامة آلتأريخ , فيكون خيارهم آلوحيد للبقاء في آلحكم هو تعنيفهم , و من هنا كان قدر كل مفكر حر أن يعيش غريبا في وطنه أو مهجره على حد سواء و من آلصعب إن لم يكن آلمستحيل أن يعطى حقه في أوضاع كأوضاعنا , فلا يبقى أمامه إلا طريقان :
إما أن يعلن هويته يعني رفضه للحاكم لأنه ليس أهلا لموقعه و هذا ديدن آلمفكرين آلأحرار آلشجعان من أهل آلقلوب , ليكون ثمن موقفه آلسجن و آلموت أو آلغربة في أفضل آلأحوال , فيحرم آلناس بشكل قهري من آلنهل من ذلك آلنبع آلمعرفي آلأصيل فيتحولوا إلى قطيع من آلإبل تفعل آلحكومات بهم ما تشاء لتجرى عليهم آلسنن آلإلهية حينئذ بألوان من آلمآسي و آلإبتلاآت . و لكن هل يمكن للمفكر أن يتنازل بعض آلشئ عن موقفه ليساوم آلظالمين و آلإنتهازيين كتكتيك سياسي من أجل هدف أسمى فيكون قد إستخدم (آلغاية تبرر آلوسيلة) حسب مبدا ميكافيللي آلإيطالي ؟ أو ما يسمى عندنا في آلشرع آلأسلامي بمبدا (آلتزاحم) ؟ بالطبع هذا ما يرفضه أي مفكر شريف حر ! و حتى آلمثقف لا يفعله حتى لو كان مصاحبا للظلم , إلا أن يكون فاعلا رسميا ضمن مؤسسات آلنظام , و في هذا آلوضع لا يمكنه أن يلعب دورا أيجابيا في عملية آلتغيير ! بل يكون نموذجا في آلنفاق آلسياسي , و من هنا كانت آلإجازة آلشرعية واجبة من خلال آلنص عند آلإختيار في تلك آلمطبات , و هذه آلمسأله كانت من أبرز آلعوامل في إثارة آلخلاف بين رأيين في آلتحرك آلإسلامي في عملية آلمواجهة مع آلنظام عندما كنا نراعي قيادة حزب آلدعوة في أواسط آلسبعينات من آلقرن آلماضي في قلب آلعراق , و كان لكلا آلإتجاهين أدلته في موقفه من آلإنتماء لحزب آلسلطة , فمنهم من رفض لتمسكه بقول آلمفكر آلشهيد عارف آلبصري ألذي قال : ( لو كان أصبعي بعثيا لقطعته ) و آلإتجاه آلآخر كان يرى ضرورة حماية آلتنظيم من آلإبادة آلوحشية من قبل آلنظام آلبائد بإعمال مبدء آلتزاحم مستدلين بالقاعدة آلاصولية : ( لو توقف آلواجب آلأكبر على مقدمة حرام فيجوز آلإتيان به) فأجازوا آلإنتماء آلشكلي لحزب آلسلطة , و كانت محنة قاسية قد لا تتكرر في تأريخ آلعراق فقد إنشقت آلحركة آلإسلامية بسببها في ذلك آلمنعطف آلتأريخي آلخطير و لم يكن هناك من يقول آلقول آلفصل في بيان آلموقف آلشرعي , لان آلمفكر آلوحيد أنذاك و ألذي إتخذ على عاتقه قيادة عملية آلتغيير في آلعراق كان آلسيد آية آلله محمد باقر آلصدر(رض) و قد أودع في آلسجن و كان من آلصعب إن لم يكن من آلمستحيل ألإتصال به أنذلك لمعرفة آلحكم آلشرعي في أخطر قضية واجهت آلحركة آلإسلامية , و كان يشكو هذا آلمفكر آلعظيم من محنتين إن لم تكن أكثر حسب معرفتي آلخاصة : ألأولى محاربة آلنظام له و آلثانية محاربتة و آلتضييق عليه من قبل آلحوزة آلعلمية في آلنجف نفسها , و قد شكى لنا ذلك تلميحا في إحدى لقاآتنا آلخاصة معه عام 1977م . و لا أريد دخول حلبة آلمرجعية آلدينية في آلنجف لبيان موقفها آلذي لم يعرف عنه موقف واضح و صريح في تلك آلمواجهات آلمصيرية في تأريخ آلإسلام ! إن ضمير آلمفكر آلذي يحويه و إنسانيته و قيمه لا تسمح له حتى مجرد آلتفكير بآلظلم لا آلإتيان به ! و هكذا كان و ما يزال قدر آلمفكريين آلمؤمنين آلكبار على طول آلتأريخ لأن يعيشوا بين نارين على طول آلخط : نار آلسكوت على آلظلم أو نار آلثورة عليه , و آلسكوت على آلظلم لا يجوز إلا في حالات نادرة كموقف علي (ع) من آلخلافى و قد بين ذلك في نهج آلبلاغة بوضوح قائلا : ((فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة آلناس قد رجعت عن آلأسلام , يدعون إلى محق دين محمد صلى آلله عليه و آله و سلم - فخشيت إن لم أنصر آلإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو هدما , تكون آلمصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم آلتي إنما هي متاع أيام قلائل , يزول منها ما كان , كما يزول آلسراب , أو كما يتقشع آلسحاب , فنهضت في تلك آلأحداث حتى زاح آلباطل و زهق , و إطمأن آلدين و تنهنه) , و كثيرا ما يختار آلمفكر آلمواجهة لعلمه بأن (من ضاق عليه آلظلم فالجور عليه أضيق) , أما تردده في آلمسير أو آلوقوف حياديا بين آلإتجاهين آلمذكورين فيستحيل عليه , لأن حياديته يعني موته كمدا , فما أصعب معاناة آلمفكر و غربته في اتخاذ القرار أحيانا لا خوفا من انتقاد الآخرين أو آلإقصاء أو من آلموت , بل لأن رسالتة أوجبت عليه أن يستقيم و من معه , و هذه آلمحنة لم تكن محنة آلمفكرين آلكبار وحدهم عبر آلتأريخ بل كانت أيضا محنة آلعظام من آلأنبياء و آلرسل و آلإئمة آلطاهرين(ع) فقد قال آلباري في سورة هود مخاطبا رسولنا آلكريم : {فإستقم كما أمرت و من تاب معك و لا تطغوا إنه بما تعملون بصير}هود 112 , و هل رسالة آلمصلحين آلكبار دون أؤلئك آلعظام هي غير رسالتهم في آلوجود بإستثناء آلوحي ؟ و هذا آلواقع آلمرير يشكل آلعقبة آلكأداء أمام نهضة آلمجتمعات آلعربية و حتى آلعالمية لان تلك آلممارسات تقتل آلمفكرين آلذين هم روح آلإنسانية و بموتهم يموت آلإنسان و تتحطم أساس آلحضارة و آلمدنية في أي مجتمع , و تتحول آلأرض إلى غابة موحشة . فلو تأملنا وضع آلعراق خلال آلعقود آلماضية لرأينا كيف إن تلك آلحكومات آلتي قتلت آلمفكرين و آلعلماء قد أوصلت هذا آلبلد آلغني بكل آلثروات إلى آلحضيض , دون مستوى حتى معظم دول آلعالم آلثالث , إلى آلحد آلذي بات معظم أهلنا لا يتقنون سوى لغة آلحرب و آلجيش (يس و يم) و بمرور آلوقت و صل آلحال لان يبيع آلعراقي كل ما يملك – حتى أبواب و شبابيك بيته بل ... - لأجل لقمة خبز في أرض كانت تسمى في قديم آلزمان بأرض آلسواد , لكثرة ما كانت عليها من آلخيرات و آلثمرات , هذا فيما يخص آلجانب آلمادي و آلذي برأينا هو إنعكاس للجانب آلروحي و آلفكري آلذي تحطم على صخرة آلغباء و آلكبر و آلعلو و آلشهوة و آلطغيان . أما آلفكر و آلثقافة فحدث و لا حرج حيث لم يبق إلا وعاظ آلسلاطين , كل ذلك بسبب خلو آلمجتمع من آلفكر آلأصيل و آلعرفان آلذي هو نتاج و ثمرة جهاد و جهد آلمفكر , و لم يتوقف آلأمر عند هذا آلحد بل وصل آلقمع و آلظلم في المجتمع ليشمل آلجميع بعد ما ضاعت آلقيم و آلأخلاق و إنضمر آلحب , فآلسلوك آلوحيد آلذي كان مسموحا به و مدعوما من قبل آلسلطة هو آلعنف و آلقسوة و آلحسد و آلتربص و آلتجسس و هذا هو قمة آلظلم آلذي جناه آلشعب آلعراقي على نفسه عندما إنحاز للظلم جهلا او تجاهلا أو هوانا , حيث لم يعد آلعراقي مع تلك آلحالة يشعر بالظلم و هو يعيش خارج سجون و معتقلات آلنظام . و قد يتصور آلبعض بأن آلسلطات آلحاكمة أنذلك هي وحدها تتحمل مسؤولية تلك آلجرائم بعدما حددت سلوكيات و أفعال الإنسان آلعراقي و صنعت له قوالب تتلخص بالعنف و آلإرهاب و آلحرب لتأمين مسيرتها آلمظللة عبر إعلام مزيف فاقت أساليب غوبلز آلنازي , و هي بنظر من وضعها من آلجانب آلآخر ( تروض الإنسان و تمنع الشر) و لذلك فالإنسان يحاصر بآلاف القوانين و التعليمات التي تحدد مساره و نشاطه و تفكيره و تعبيره و حريته و قد تكون هذه القوانين مفيدة لبناء آلمجتمع فيما لو كانت بتوجيه من أهل آلفكر و آلعلم , و قد تكون في كثير من الأحيان - كما هو حال آلعراق و آلعرب بل كل آلعالم بنسب متفاوته - قامعة للشعور الإنساني و حرية التفكير و التعبير و النشاط الإنساني الفطري و تخدم فئات اجتماعية معينة و هي الفئات التي شرعت و قننت تلك القوانين آلمجحفة بإتجاه حفظ آلنظام أو بعبارة أدق تضمين بقاء رأس آلدكتاتور في آلحكم ، و لذلك يشعر الفرد مع هذا آلنوع من آلحكومات و آلتي تشمل جميع آلحكومات خصوصا آلعربية بقوة قمع الدولة و إرهابها , ذلك أن الدولة تستخدم وسائل و أجهزة لمعاقبة الإنسان فيما إذا خالف القانون بينما سلطة المجتمع ضمنيا تسبب في نفس آلسياق الضيق و المعاناة و الحصار و الإقصاء و الحرب النفسية و النقد اللاذع و التهجم و أحيانا قتل آلمفكر عن طريق آللجوء إلى آلنظام للحصول على بعض آلمكاسب , كما تشترك الدولة و المجتمع و فئات من (آلمثقفين) بسبب عملية آلتداخل آلمؤسساتي ألمصلحي و هو أمر لا مناص منه - في صياغة عملية آلتنفيذ و الرقابة و العقوبة ، ثم نأتي لذات الإنسان فهو أيضا يمارس وظيفة الرقابة و القمع و النقد بحق المخالفين له و لرأيه بالنسبة للنخبة (آلمثقفين) و هو يشارك المجتمع في عملية الرقابة و التسلط ضمنيا , كل حسب موقعه و موقفه و في نفس الوقت يجلد بسوط المجتمع الذي يتابعه و يراقب تحركاته بشكل قهري , فهناك علاقة جدلية واقعية بين الإنسان و السلطة من جهة و بين هذان آلإثنان و آلنخبة آلمثقفة من جهة أخرى , و هو بشكل عام علاقة استبدادية و رقابية فالإنسان بطبيعته مستبد و مستبد به في نفس الوقت هكذا كان و لا يزال .. هو ينتقد الآخرين لأنهم يفعلون كذا , و يخالفون العادات و التقاليد و القيم المجتمعية و في نفس الوقت يشعر بأنه مراقب و محاصر و معرض للرقابة المجتمعية أو آلحكومية التي تحد من حرية سلوكه و رأيه و يعيش ذات المعاناة ، و لم يتوقف آلأمر عند هذا آلحد مع نظام صدام آلمقبور بل تعدى ذلك ليؤسس ثماني أجهزة أمنية تراقب إحداها آلأخرى يقودها ضباط تدرب معظمهم على أيدي ضباط آلمخابرات آلعالمية في اوربا و أمريكا و كندا و روسيا . الإنسان كثيرا ما يرغب أن يفعل و ان يختار تلقائيا و هناك مئات القرارات اليومية التي يتردد في اتخاذها و حسمها و لكنه سرعان ما يحجم عن الكثير منها لأنها تخالف رغبات آلنظام أو المجتمع و آرائه و إتجاهه ، فيعيش (آلمثقف) خصوصا في حيرة و في غربة وفي خوف و تردد و قلق دائم , و يشعر بأنه يعيش خارج دائرة المجتمع , و السلطة و العشيرة جاثمة فوق صدره , يعيش ليحقق رغباته و يمتنع عن محرماتها فتصبح شخصيته قلقة مكبوتة ضعيفة مهزوزة غير مسؤولة و لا تتحمل المسؤولية في أي حال من الأحوال بالشكل آلذي يفترض أن يكون عليه لأداء رسالته آلتي أستنبطها من فكر آلمفكريين آلذين عاصروه و هم عادة لا يتجاوزون آلواحد او آلإثنان أو آلثلاث في كل عصر . أن من مهام آلنخبة (ألمثقفين) في عملية آلتغير أن تلاحظ بدقة و ذكاء ألوسائل و آلأساليب آلمستخدمة في عملية آلتغيير , و كذلك تجديدها و تفعيلها بالإتجاه آلمؤثر بجانب فهمه و هضمه لفكر آلمفكر لتحقيق آلهدف , و كذلك تفعيل شبكة آلإرتباطات و آلعلاقات بما يخدم و يناسب عملية آلبناء و آلتنمية آلفكرية بإتجاة تحكيم آلعدالة وآلمثل و آلقيم و آلأخلاق و إلا فإن وقوفه حياديا ستكون كارثة عليه أولا و على آلمنظر أو آلمفكر ثانيا .
إن آلأنسان آلعربي يعيش الاستبداد بامتياز لأنه يمر منذ ولادته أو حتى قبلها في مختبرات آلكبت و المنع و القمع و الترهيب و التخويف ، فما أن يشب رجلا حتى يصبح إما ضحية أو جلادا أو ممسوخا حتى و لو أكمل دراساته آلعليا في مجال من آلمجالات آلتخصصية و ما أكثرها بسبب حالة آلأمية آلفكرية ألمصاحبة له و فقدان إرتباطه بمنبع آلفكر و آلعطاء , و لذلك نجد الشعوب العربية تعيش حالة من الخذلان و الخوف و الرعب من المسؤول و الحاكم و شيخ العشيرة و مدير العمل و معلم المدرسة فالخوف و الرعب و تقديس الأشخاص إلى حد آلعبودية مفاهيم تنشأ و تترعرع في الذهنية العربية منذ الولادة و حتى الممات . و مما يزيد في آلمأساة مأساة هو تردي آلوضع آلإقتصادي في أغلب آلدول آلعربية رغم غناها و إمتلاكها للموارد آلطبيعية حيث يستغل آلحكام هذا آلأمر غيلة , ليصل آلإنحراف و آلظلم بأن يتوسل آلمواطن آلعربي ألمغلوب على أمره لقبوله ضمن واحدة من تلك آلأجهزة آلقمعية آلمتعددة بسبب رواتبها و أمتيازاتها آلعالية بأمر و إشراف آلدكتاتور نفسه أو من ينوب عنه في آلحكومة . و لمجمل ما ذكرنا يعاني آلمفكر من أزمات واقعية بسبب إنفراج آلناس عنهم و محاربتهم له بتوجيه من آلحكومات آلتي بيدها مصدر رزقهم , و هذا آلتعامل سيعمق في آلمحن و يجذرها لأن خسارة آلمفكر لا يكون فقط من خلال قتله – بل تكون أيضا عندما يمنع آلحكام وصول فكرهم إلى آلناس ليصاب آلجميع بغبن كبير . .
و لكن آلمفكريين لا يهزمون , لأنهم أصحاب مبادئ ورسالة و يؤمنون بان آلبقاء لما يؤسسون أو يكتبون ما دام فيه رضا آلله في تعالى , أما مماتهم فهي راحة لهم من كل شر و لئيم , و ليس للظالمين من أثر سوى أيام قلائل لا تعد شيئا في عمر آلزمن آلممتد بلا نهاية , و لذلك هم وحدهم يقررون بأقلامهم آلعملاقة و آلمثقفون معهم لا بد و أن يختاروا مصيرهم بدعم قراراتهم و تفعيل رؤاهم إذا ما اقتنعوا به و لا يحسبون حسابا للمجتمع أو أساليب السلطة بجميع أشكالها , فيتخذون طريقهم و يفعلون إرادتهم الحرة و يعززون حريتهم و يؤكدون إنسانيتهم ليمتلكوا زمام المبادرة في آلمجتمع لتحكيم آلعدالة و آلحرية و آلكرامة و آلأخلاق آلفاضلة , و ليس آلعكس . و هم (المفكرون) إن تعرضوا لقسوة السلطة أو إجحاف بعض فئات المجتمع من آلمستغليين لأموال و قوت آلناس أو حتى إلى إهمال آلمثقفين و عدم إكتراثهم - فإنهم يحسون بطعم إنسانيتهم التي تحررت من ربقة العبودية للآخرين أو حالة آلإجحاف أو آلجفاء ممن يحيط بهم لأنهم لا يصانعون إلا وجه آلله تعالى , فالإنسان يكون إنسانا و قريبا من آلله إذا ما كان حرا , و معرضا للظلم و آلإقصاء في آلوضع آلمتردي في مجتمعنا , و لذلك ينقل عن آلفيلسوف آلكبير محمد باقر آلصدر عندما كان في آخر أيامه محاصرا في بيته من قبل آلنظام و آلمجتمع آلعراقي حسب ما نقله آلشيخ آلنعماني : (بأن كسرات آلخبز آلباردة آلتي كان يأكلها كوجبة طعام هي ألذ ما تناولها في حياته لأن مذاقها كانت تشعره بلذة كبيرة وخالصة لله ) , فكلما قرر الإنسان بنفسه و ضمن قناعاته كلما تأكدت إنسانيته و تعززت أفكاره و تخلد ذكره و فاعليته في آلوجود على مر آلسنين ، و قد يداهن البعض من آلمثقفين - لضعف أخلاقيتهم و علاقتهم مع آلله بسبب توجههم و هوانهم - فيغيرو من قناعاتهم و أفكارهم و آرائهم و قراراتهم و سلوكياتهم لينالوا شيئا من متاع آلدنيا و ليكفوا أنفسهم شر القتال مع السلطة و المجتمع و الدولة , و هذا آلهوان و آلتنصل عن آلمسؤولية سيكون مردوداته آلسلبية قاسية و مؤلمة في نتائج آلعملية آلتغيرية كونهم يشكلون ثقلا في جسد آلمجتمع لأنهم سيقوضون حركة آلتغير آلمؤمل إحداثها و يكونوا سببا في آلبلاء و آلمحن , لذلك يجب تنبيههم بخطورة موقفهم و قرارهم , و إنهم سيفقدون ما كانوا يؤمنون به و لو بعد حين و سيخسرون آلكثير في آلدارين إن لم يفعلوا آلحق . و ليس هذا فقط بل سيعيشون حالة الانفصام و التناقض النفسي بين ما كانوا يرغبون به و بين ما يرغب به آلمتسلطون آلذين إستمالوهم , كما أنهم يعيشون حالة من النفاق و العذاب النفسي و الهواجس الدائمة و آلتي ستلقي بضلالها على كل من يرتبط بهم لتكون وزرا خطيرا في أبعاده و تأثيراته بين آلناس على مر آلزمن . إن من أهم عوامل آلنهضة في مجتمعنا هو لقاء الأحرار مع بعضهم و إتفاقهم لصياغة أفكارهم و التزاماتهم دون إكراه أو إجبار أو إلزام .. بل يستوجب لأن تكون الإرادة الحرة منطلقهم و الحوار وسيلتهم و التفكير طريقتهم و احترام الرأي الآخر شعارهم و العدالة منهجهم و آلحكمة ضالتهم و هداية آلناس غايتهم , و هذا هو آلمطلوب و هي آلحالة آلوحيدة آلتي تجعل أفكار آلمفكر قابلة للإنتشار وآلإنفراج لدرء آلمحنة , فهم يسلمون من المجاملات و النفاق الاجتماعي و الديكتاتورية و جميع الأمراض المعقدة التي تهلك المجتمع و تعيق تحرير فكر المفكر بعد أن إرتبط بواسطة آلنخبة بكل آلمجتمع تقريبا و هذه من أهم آلمسائل آلتي يجب على آلنخبة ألإنتباه إليها و إلا ستتكرر آلمآسي و آلمحن على آلجميع دون إستثناء . و نحن عندما نجد الشخصية الغربية مرتاحة نسبيا قياسا للشخصية آلعربية لأنها لا تحسب حساب رضى الآخرين عليها أو سخطهم في كل صغيرة و كبيرة بقدر ما تحسب حساب قناعاتها و متطلبات حريتها , لكن هذه آلشخصية كثيرا ما تتعرض هي آلآخرى إلى آلظلم من خلال أرباب آلعمل لأنها لا تمتلك زمام قوتها و مصدر رزقها , لكنها مع كل هذا فهى أفضل درجة من آلشخصية آلعربية لوجود شيئ من آلنضج و آلإنفتاح و آلقوانين آلوقائية بحدود آلنظام آلعام ألذي تأقلم معه من خلال أدق آلبرامج آلتعليمية بعد ما إتفق عليه آلجميع في ظل آلديمقراطية آلتي لا تعتنى و لا تؤكد في نتائجها و غايتها سوى على الإنتاج و رأس آلمال و رفع أرصدة آلشركات في آلإتجاه آلمادي فقط , و من هنا تبدأ نقطة خلافنا معهم و ليس محل حديثنا هنا , لأن آلمشكلة هو أن هذا آلوعي و هذه آلقدرة لا يملكها سوى أصحاب آلبنوك و آلشركات في آلغرب و آلطبقة آلليبرالية كوليد للمذهب آلتكنوقرطي ما هي إلا مؤسسة راعية لمصالح أصحاب آلمال و آلبنوك و آلشركات بشكل أفضل من آلمحافظين , و لكن رغم كل هذا فالطابع آلعام للشخصية آلغربية غير متناقضة بسبب تلك آلتربية آلمبرمجة و آلدقيقة .. ألمبدعة في آلعلم و آلتكنولوجيا بتزاوجها مع آلمال .. لكنها في نفس آلوقت تتجه نحو تأكيد آلذات آلإنسانية أي تأكيد (إصالة آلفرد) طبقا لمواصفات خاصة ضمن آلنظام آلغربي في تفسير آلأنسان و آلوجود على أساس آلمنافع آلمادية و آلتي تستبطن و تستجلب نوعا من آلظلم و آلإستغلال بل و حتى آلدكتاتورية آلتي لا تطفو على آلسطح بسبب غطائها آلديمقراطي , لكنها على آلأقل لا تسهم في قمع آلذات و آلإرهاب بشكل سافر كما هو حال بلادنا آلعربية إلا في حدود درء الشر عن الإنسان و منع الاعتداء على خصوصيته و حريته و حياته , لكننا لا ننكر وجود فضائح و أمراض خطيرة تجاوزت آلفردية لتكون ظواهر و علامات قد تكون مؤشرات لنقد آلنظام في أعماقه و أصوله , خصوصا عندما شرعت بالحروب و آلغزرات خارج أوطانها على مستوى آلعالم كله و هو ليس محل بحثنا و لكننا أشرنا لها كنتائج و قرائن مع آلفكر آلغربي . إننا نؤمن بشكل عام أن تحرر الشخصية و انعتاقها من سلاسل العبودية و آلعنف و الثقافة الاستبدادية و الرقابة المجتمعية البوليسية يؤدي بها إلى الإبداع و النجاح و التطور و تخليص الذهنية من عقدة الخوف من الآخرين و إرهابهم و استبدادهم و رقابتهم ضروري لعودة الإنسان إلى طبيعته و آلسعي لتحقيق ذاته , لذلك فإنه لا يهتم سوى إلى مورد رزقه ضمن نظام إقتصادي مستقر لا تهزه آلعواصف و آلأزمات .
إن مهمة الإنسان الرئيسة في آلمجتمع آلعربي يجب أن تتلخص في آلسعي لبلوغ آلكمال من خلال تملكه لحريته أولا , و آلإستناد على نظرية معرفية تطبعه على آلصفات آلحميدة للوصول إلى مكارم آلأخلاق ثانيا , ليكون فعله مؤثرا و فاعلا في عملية آلبناء و آلسعي و آلكدح لأنها تستند على خلفية عقائدية متكاملة و رصينة تقل معها نسبة آلإنحراف و آلخطأ لدرجة آلصفر أي يكون معصوما و لو من آلناحية آلعلمية إن لم ترافقها آلعصمة آلتشرعية بكل معناها في حال تثقفه , بل يكون مثل هذا آلمثقف آلمفكر سعيدا حتى لو اتخذ قرارا تبعه بعض آلفشل و هو أمر يستحيل وقوعه بنظري , لأن آلمفكر لا يكون مفكرا إذا لم يصل آلحكمة في وجوده لكونه رائد آلطريق للأجيال , و منبئ للوقائع و آلأحداث , مستعينا بالتجربة الإنسانية المستمرة منذ آلاف السنين بجانب آلعلم و آلتسديد آلإلهي كمؤشرات تدله إلى آلحق وتقلل من أخطائه في نهج آلحياة و آلكفاح ضد آلظلم , و لسنا هنا بصدد نقد أو تقييم منهج آلمفكرين في آلغرب و ألذين إعتبروا أنفسهم أو إعتبروهم أسياد آلعلم و آلمعرفة بعد آلنهضة آلأوربية , أو معيارا للتقدم لدى بعض آلمتأثرين بها حد آلإنبهار , و إنما إنبهارهم جاء بسبب ما لاقاه من آلمحن في مجتمعنا آلعربي لسفاهة و عمالة حكامها آلذين ما عملوا إلا بما يصب في صالح آلغرب , فقد أشرنا في مباحث عديدة إلى أن آلغرب ( أكثرهم ) آمنوا بنهج و مذهب معين و أعلنوه على آلملأ آلعام و إتخذوه طريقا لحياتهم و لولا إعتمادهم على نتاج آلمفكرين آلمسلمين ما كان بامكانهم أن يتوصلوا إلى ما وصلوا إليه خصوصا في آلجانب آلمادي و آلتكنولوجي , أما مدى توفيقهم أو فشلهم لنيل آلسعادة في آلحياة عموما فهذا موضوع آخر و عميق و يحتاج إلى دراسات منفصله قد نبحثها في مجال آخر إنشاء آلله . و آلقدر آلمعروف هو أنهم في حيرة واقعية في تنظيم آلجانب آلإجتماعي و حتى آلإقتصادي بدليل آلأزمات آلكبرى آلتي أصابهم , و قد يصل أمرهم فيها إلى طريق مسدود عاجلا أم آجلا حسب تصاريح كبار علماؤهم و منظريهم لأن آلعيب حسب قول (روجرز تيري) : {هو في آلنظام و أن محاولاتنا تنحصر في آلسعي لتغيير نتائج ذلك آلنظام لا آلنظام نفسه} .
إن آلمنهج آلإلهي يؤكد أول ما يؤكد على نيل آلحرية آلإنسانية من خلال آلعبودية لله تعالى من دون كل آلأصنام و آلمؤثرات آلمادية و آلأرضية و هي نقطة آلإفتراق مع غيرنا , لان عكسها تسبب ذل آلإنسان و خضوعه , و من هنا يأتي تعارضنا مع آلمنهج آلغربي في تأسيس آلنظام آلإجتماعي آلأمثل و تفرعاته في آلمجتمع . لأن توحيدنا كأصل يؤكد رفض آلعبودية إلا لله , و توحيدهم في آلغرب من خلال آلمادة(ألدولار) و ما دونه لا إعتبار له مما يعمق آلعبودية لغيرآلله و من هنا جاء شعارهم على آلدولار آلأمريكي ( نحن نثق بالله ) كهدف غائي في مسعاهم و فلسفتهم في آلحياة و عملهم هو مصداق لشعارهم .
عدلنا يؤكد تقسيم آلثروات لكل أبناء آلمجتمع دون تمييز بين آلحاكم و آلمحكوم بين آلسيد و آلعبد .. و عدلهم يعمق آلطبقية آلرأسمالية في آلمجتمع بشكل بشع , بحيث جعلوا لكل إنسان درجة و مستوى من خلال ما يملكه من آلمال . و هكذا بقية آلقيم و آلمفاهيم آلطبقية , خاصة في آلمجال آلوظيفي فيكون صاحب آلإختصاص له آلكلمة آلفصل دون آعتبار اهمية لإلتزامه آلخلقي و آلأدبي , و عندنا لا يكفي آلإختصاص آلعلمي وحده بل لا بد و أن يكون آلعامل أمينا و مخلصا في أداء رسالته في آلحياة لدرأ آلمفاسد و آلظلامات , أي توفر آلكفاءة و آلأمانة معا , و هكذا نختلف معهم في كثير من آلإصول و آلمبادئ , و لا يعنى تفوقهم آلحالي نسبيا في آلتكنولوجيا أفضليتهم في منهاج آلحياة لتحقيق آلسعادة و آلعدل , و إنما مشكلتنا تكمن في حالة آلغبن آلتي أصابت آلإنسان آلعربي (آلمسلم) بسبب تسلط حكومات فاسدة عليها و آلتي عطلت مشاريع آلتنمية , و في مقدمتها آلتنمية آلفكرية ففقدت آلأمة نظرية آلمعرفة آلتي تتأسس بموجبها كل علوم آلحياة و آلنظام , و من هنا تبدء أو تنتهي محنة آلمفكر آلعربي .. تنتهي عندما لا يفرض آلحكام رأيهم و ترفع عنهم آلخطوط آلحمر , و تبدأ عندما يضع آلحكام عليهم آلقيود و آلخطوط آلحمر و هذه هي آلمعادلة آلصعبة آلتي حددت و ما تزال وضعنا آلعربي آلراهن . ولا حول و لا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم .
alma1113@hotmail.com
عزيز آلخزرجي
في آلعراق كما آلدول آلعربية مآسي متنوعة و متجذرة يصعب حصرها في إتجاه واحد , أو سبب واحد كما يصعب حلها في آن , فقد تعددت آلاسباب و هكذا آلنتائج تباعا , وقد بحثت محنة آلإنسان في كبد منذ أن أدركت آلحياة رغم ما لاقيته من مواجهات و صعوبات , علني أفلح بعلاجها , و قد دونته في ثنايا كتبي و مقالاتي و محاضراتي – محاولا في آلنهاية تأسيس فكر أصيل قدير لإنقاذ آلإنسان يستمد عمقه و قدرته و حيويته من نص آلنصوص آلمقدسة أو نتاجات آلعقل و آلعرفان أو ما توصلت إليه من نتائج على آلصعيد آلفكري و آلإجتماعي و نظرية آلمعرفة آلإنسانية بشكل أساسي مع إحتضان واعي لتجربة آلتأريخ , لتكون حصيلة جهاد مرير , و رأيت أن محنة آلإنسان و آلتي هي محنتي قبل آلآخرين ما برحت تصطدم بسياسات آلمستغلين و آلحكام آلذين عادة ما لا يتقنون سوى لغة آلدم و آلإقصاء للنهب و آلتسلط , فالمفكر في مسيرته كثيرا ما يصطدم - و هذا شئ طبيعي - بالعقبات التي تمنعه من اختيار أو تحقيق ما يريد أو ما يصبو إليه لنجاة آلبشرية , و لكن عندما تكون صدمته بفساد آلحكومات و ضمور آلوعي آلشعبي و إهمال آلنخبة و تذبذبها خصوصا فهذا ما لا يمكن وصفه إلا بـ (محنة آلمفكر) ! فالمجتمع أو سلطة المجتمع تتحكم به فلا يستطيع أن يمارس دوره بحرية و أمان و عليه أن يحسب ألف حساب و حساب في مقولاته و أفكاره و تقريراته , فالمجتمع يراقبه و يتوجه بأنظاره إليه و يتابع تحركاته و سكناته و آلسلطة من وراءه من آلجانب آلآخر تتحين به آلفرصة تلو آلإخرى للإنقضاض عليه خوفا من سريان آلوعي و إنتشاره , مستخدمة بذلك أسلحته و أجهزته آلعديدة و آلمتطورة دون آلأجهزة آلأخرى آلمعنية ببناء آلإنسان ثم حضارته , كل ذلك لخنق آلمفكر و آلتضييق عليه لإلغاء دوره , لان آلحكام و آلطواغيت يعلمون أن سريان آلوعي سوف يرمي بهم في قمامة آلتأريخ , فيكون خيارهم آلوحيد للبقاء في آلحكم هو تعنيفهم , و من هنا كان قدر كل مفكر حر أن يعيش غريبا في وطنه أو مهجره على حد سواء و من آلصعب إن لم يكن آلمستحيل أن يعطى حقه في أوضاع كأوضاعنا , فلا يبقى أمامه إلا طريقان :
إما أن يعلن هويته يعني رفضه للحاكم لأنه ليس أهلا لموقعه و هذا ديدن آلمفكرين آلأحرار آلشجعان من أهل آلقلوب , ليكون ثمن موقفه آلسجن و آلموت أو آلغربة في أفضل آلأحوال , فيحرم آلناس بشكل قهري من آلنهل من ذلك آلنبع آلمعرفي آلأصيل فيتحولوا إلى قطيع من آلإبل تفعل آلحكومات بهم ما تشاء لتجرى عليهم آلسنن آلإلهية حينئذ بألوان من آلمآسي و آلإبتلاآت . و لكن هل يمكن للمفكر أن يتنازل بعض آلشئ عن موقفه ليساوم آلظالمين و آلإنتهازيين كتكتيك سياسي من أجل هدف أسمى فيكون قد إستخدم (آلغاية تبرر آلوسيلة) حسب مبدا ميكافيللي آلإيطالي ؟ أو ما يسمى عندنا في آلشرع آلأسلامي بمبدا (آلتزاحم) ؟ بالطبع هذا ما يرفضه أي مفكر شريف حر ! و حتى آلمثقف لا يفعله حتى لو كان مصاحبا للظلم , إلا أن يكون فاعلا رسميا ضمن مؤسسات آلنظام , و في هذا آلوضع لا يمكنه أن يلعب دورا أيجابيا في عملية آلتغيير ! بل يكون نموذجا في آلنفاق آلسياسي , و من هنا كانت آلإجازة آلشرعية واجبة من خلال آلنص عند آلإختيار في تلك آلمطبات , و هذه آلمسأله كانت من أبرز آلعوامل في إثارة آلخلاف بين رأيين في آلتحرك آلإسلامي في عملية آلمواجهة مع آلنظام عندما كنا نراعي قيادة حزب آلدعوة في أواسط آلسبعينات من آلقرن آلماضي في قلب آلعراق , و كان لكلا آلإتجاهين أدلته في موقفه من آلإنتماء لحزب آلسلطة , فمنهم من رفض لتمسكه بقول آلمفكر آلشهيد عارف آلبصري ألذي قال : ( لو كان أصبعي بعثيا لقطعته ) و آلإتجاه آلآخر كان يرى ضرورة حماية آلتنظيم من آلإبادة آلوحشية من قبل آلنظام آلبائد بإعمال مبدء آلتزاحم مستدلين بالقاعدة آلاصولية : ( لو توقف آلواجب آلأكبر على مقدمة حرام فيجوز آلإتيان به) فأجازوا آلإنتماء آلشكلي لحزب آلسلطة , و كانت محنة قاسية قد لا تتكرر في تأريخ آلعراق فقد إنشقت آلحركة آلإسلامية بسببها في ذلك آلمنعطف آلتأريخي آلخطير و لم يكن هناك من يقول آلقول آلفصل في بيان آلموقف آلشرعي , لان آلمفكر آلوحيد أنذاك و ألذي إتخذ على عاتقه قيادة عملية آلتغيير في آلعراق كان آلسيد آية آلله محمد باقر آلصدر(رض) و قد أودع في آلسجن و كان من آلصعب إن لم يكن من آلمستحيل ألإتصال به أنذلك لمعرفة آلحكم آلشرعي في أخطر قضية واجهت آلحركة آلإسلامية , و كان يشكو هذا آلمفكر آلعظيم من محنتين إن لم تكن أكثر حسب معرفتي آلخاصة : ألأولى محاربة آلنظام له و آلثانية محاربتة و آلتضييق عليه من قبل آلحوزة آلعلمية في آلنجف نفسها , و قد شكى لنا ذلك تلميحا في إحدى لقاآتنا آلخاصة معه عام 1977م . و لا أريد دخول حلبة آلمرجعية آلدينية في آلنجف لبيان موقفها آلذي لم يعرف عنه موقف واضح و صريح في تلك آلمواجهات آلمصيرية في تأريخ آلإسلام ! إن ضمير آلمفكر آلذي يحويه و إنسانيته و قيمه لا تسمح له حتى مجرد آلتفكير بآلظلم لا آلإتيان به ! و هكذا كان و ما يزال قدر آلمفكريين آلمؤمنين آلكبار على طول آلتأريخ لأن يعيشوا بين نارين على طول آلخط : نار آلسكوت على آلظلم أو نار آلثورة عليه , و آلسكوت على آلظلم لا يجوز إلا في حالات نادرة كموقف علي (ع) من آلخلافى و قد بين ذلك في نهج آلبلاغة بوضوح قائلا : ((فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة آلناس قد رجعت عن آلأسلام , يدعون إلى محق دين محمد صلى آلله عليه و آله و سلم - فخشيت إن لم أنصر آلإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما أو هدما , تكون آلمصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم آلتي إنما هي متاع أيام قلائل , يزول منها ما كان , كما يزول آلسراب , أو كما يتقشع آلسحاب , فنهضت في تلك آلأحداث حتى زاح آلباطل و زهق , و إطمأن آلدين و تنهنه) , و كثيرا ما يختار آلمفكر آلمواجهة لعلمه بأن (من ضاق عليه آلظلم فالجور عليه أضيق) , أما تردده في آلمسير أو آلوقوف حياديا بين آلإتجاهين آلمذكورين فيستحيل عليه , لأن حياديته يعني موته كمدا , فما أصعب معاناة آلمفكر و غربته في اتخاذ القرار أحيانا لا خوفا من انتقاد الآخرين أو آلإقصاء أو من آلموت , بل لأن رسالتة أوجبت عليه أن يستقيم و من معه , و هذه آلمحنة لم تكن محنة آلمفكرين آلكبار وحدهم عبر آلتأريخ بل كانت أيضا محنة آلعظام من آلأنبياء و آلرسل و آلإئمة آلطاهرين(ع) فقد قال آلباري في سورة هود مخاطبا رسولنا آلكريم : {فإستقم كما أمرت و من تاب معك و لا تطغوا إنه بما تعملون بصير}هود 112 , و هل رسالة آلمصلحين آلكبار دون أؤلئك آلعظام هي غير رسالتهم في آلوجود بإستثناء آلوحي ؟ و هذا آلواقع آلمرير يشكل آلعقبة آلكأداء أمام نهضة آلمجتمعات آلعربية و حتى آلعالمية لان تلك آلممارسات تقتل آلمفكرين آلذين هم روح آلإنسانية و بموتهم يموت آلإنسان و تتحطم أساس آلحضارة و آلمدنية في أي مجتمع , و تتحول آلأرض إلى غابة موحشة . فلو تأملنا وضع آلعراق خلال آلعقود آلماضية لرأينا كيف إن تلك آلحكومات آلتي قتلت آلمفكرين و آلعلماء قد أوصلت هذا آلبلد آلغني بكل آلثروات إلى آلحضيض , دون مستوى حتى معظم دول آلعالم آلثالث , إلى آلحد آلذي بات معظم أهلنا لا يتقنون سوى لغة آلحرب و آلجيش (يس و يم) و بمرور آلوقت و صل آلحال لان يبيع آلعراقي كل ما يملك – حتى أبواب و شبابيك بيته بل ... - لأجل لقمة خبز في أرض كانت تسمى في قديم آلزمان بأرض آلسواد , لكثرة ما كانت عليها من آلخيرات و آلثمرات , هذا فيما يخص آلجانب آلمادي و آلذي برأينا هو إنعكاس للجانب آلروحي و آلفكري آلذي تحطم على صخرة آلغباء و آلكبر و آلعلو و آلشهوة و آلطغيان . أما آلفكر و آلثقافة فحدث و لا حرج حيث لم يبق إلا وعاظ آلسلاطين , كل ذلك بسبب خلو آلمجتمع من آلفكر آلأصيل و آلعرفان آلذي هو نتاج و ثمرة جهاد و جهد آلمفكر , و لم يتوقف آلأمر عند هذا آلحد بل وصل آلقمع و آلظلم في المجتمع ليشمل آلجميع بعد ما ضاعت آلقيم و آلأخلاق و إنضمر آلحب , فآلسلوك آلوحيد آلذي كان مسموحا به و مدعوما من قبل آلسلطة هو آلعنف و آلقسوة و آلحسد و آلتربص و آلتجسس و هذا هو قمة آلظلم آلذي جناه آلشعب آلعراقي على نفسه عندما إنحاز للظلم جهلا او تجاهلا أو هوانا , حيث لم يعد آلعراقي مع تلك آلحالة يشعر بالظلم و هو يعيش خارج سجون و معتقلات آلنظام . و قد يتصور آلبعض بأن آلسلطات آلحاكمة أنذلك هي وحدها تتحمل مسؤولية تلك آلجرائم بعدما حددت سلوكيات و أفعال الإنسان آلعراقي و صنعت له قوالب تتلخص بالعنف و آلإرهاب و آلحرب لتأمين مسيرتها آلمظللة عبر إعلام مزيف فاقت أساليب غوبلز آلنازي , و هي بنظر من وضعها من آلجانب آلآخر ( تروض الإنسان و تمنع الشر) و لذلك فالإنسان يحاصر بآلاف القوانين و التعليمات التي تحدد مساره و نشاطه و تفكيره و تعبيره و حريته و قد تكون هذه القوانين مفيدة لبناء آلمجتمع فيما لو كانت بتوجيه من أهل آلفكر و آلعلم , و قد تكون في كثير من الأحيان - كما هو حال آلعراق و آلعرب بل كل آلعالم بنسب متفاوته - قامعة للشعور الإنساني و حرية التفكير و التعبير و النشاط الإنساني الفطري و تخدم فئات اجتماعية معينة و هي الفئات التي شرعت و قننت تلك القوانين آلمجحفة بإتجاه حفظ آلنظام أو بعبارة أدق تضمين بقاء رأس آلدكتاتور في آلحكم ، و لذلك يشعر الفرد مع هذا آلنوع من آلحكومات و آلتي تشمل جميع آلحكومات خصوصا آلعربية بقوة قمع الدولة و إرهابها , ذلك أن الدولة تستخدم وسائل و أجهزة لمعاقبة الإنسان فيما إذا خالف القانون بينما سلطة المجتمع ضمنيا تسبب في نفس آلسياق الضيق و المعاناة و الحصار و الإقصاء و الحرب النفسية و النقد اللاذع و التهجم و أحيانا قتل آلمفكر عن طريق آللجوء إلى آلنظام للحصول على بعض آلمكاسب , كما تشترك الدولة و المجتمع و فئات من (آلمثقفين) بسبب عملية آلتداخل آلمؤسساتي ألمصلحي و هو أمر لا مناص منه - في صياغة عملية آلتنفيذ و الرقابة و العقوبة ، ثم نأتي لذات الإنسان فهو أيضا يمارس وظيفة الرقابة و القمع و النقد بحق المخالفين له و لرأيه بالنسبة للنخبة (آلمثقفين) و هو يشارك المجتمع في عملية الرقابة و التسلط ضمنيا , كل حسب موقعه و موقفه و في نفس الوقت يجلد بسوط المجتمع الذي يتابعه و يراقب تحركاته بشكل قهري , فهناك علاقة جدلية واقعية بين الإنسان و السلطة من جهة و بين هذان آلإثنان و آلنخبة آلمثقفة من جهة أخرى , و هو بشكل عام علاقة استبدادية و رقابية فالإنسان بطبيعته مستبد و مستبد به في نفس الوقت هكذا كان و لا يزال .. هو ينتقد الآخرين لأنهم يفعلون كذا , و يخالفون العادات و التقاليد و القيم المجتمعية و في نفس الوقت يشعر بأنه مراقب و محاصر و معرض للرقابة المجتمعية أو آلحكومية التي تحد من حرية سلوكه و رأيه و يعيش ذات المعاناة ، و لم يتوقف آلأمر عند هذا آلحد مع نظام صدام آلمقبور بل تعدى ذلك ليؤسس ثماني أجهزة أمنية تراقب إحداها آلأخرى يقودها ضباط تدرب معظمهم على أيدي ضباط آلمخابرات آلعالمية في اوربا و أمريكا و كندا و روسيا . الإنسان كثيرا ما يرغب أن يفعل و ان يختار تلقائيا و هناك مئات القرارات اليومية التي يتردد في اتخاذها و حسمها و لكنه سرعان ما يحجم عن الكثير منها لأنها تخالف رغبات آلنظام أو المجتمع و آرائه و إتجاهه ، فيعيش (آلمثقف) خصوصا في حيرة و في غربة وفي خوف و تردد و قلق دائم , و يشعر بأنه يعيش خارج دائرة المجتمع , و السلطة و العشيرة جاثمة فوق صدره , يعيش ليحقق رغباته و يمتنع عن محرماتها فتصبح شخصيته قلقة مكبوتة ضعيفة مهزوزة غير مسؤولة و لا تتحمل المسؤولية في أي حال من الأحوال بالشكل آلذي يفترض أن يكون عليه لأداء رسالته آلتي أستنبطها من فكر آلمفكريين آلذين عاصروه و هم عادة لا يتجاوزون آلواحد او آلإثنان أو آلثلاث في كل عصر . أن من مهام آلنخبة (ألمثقفين) في عملية آلتغير أن تلاحظ بدقة و ذكاء ألوسائل و آلأساليب آلمستخدمة في عملية آلتغيير , و كذلك تجديدها و تفعيلها بالإتجاه آلمؤثر بجانب فهمه و هضمه لفكر آلمفكر لتحقيق آلهدف , و كذلك تفعيل شبكة آلإرتباطات و آلعلاقات بما يخدم و يناسب عملية آلبناء و آلتنمية آلفكرية بإتجاة تحكيم آلعدالة وآلمثل و آلقيم و آلأخلاق و إلا فإن وقوفه حياديا ستكون كارثة عليه أولا و على آلمنظر أو آلمفكر ثانيا .
إن آلأنسان آلعربي يعيش الاستبداد بامتياز لأنه يمر منذ ولادته أو حتى قبلها في مختبرات آلكبت و المنع و القمع و الترهيب و التخويف ، فما أن يشب رجلا حتى يصبح إما ضحية أو جلادا أو ممسوخا حتى و لو أكمل دراساته آلعليا في مجال من آلمجالات آلتخصصية و ما أكثرها بسبب حالة آلأمية آلفكرية ألمصاحبة له و فقدان إرتباطه بمنبع آلفكر و آلعطاء , و لذلك نجد الشعوب العربية تعيش حالة من الخذلان و الخوف و الرعب من المسؤول و الحاكم و شيخ العشيرة و مدير العمل و معلم المدرسة فالخوف و الرعب و تقديس الأشخاص إلى حد آلعبودية مفاهيم تنشأ و تترعرع في الذهنية العربية منذ الولادة و حتى الممات . و مما يزيد في آلمأساة مأساة هو تردي آلوضع آلإقتصادي في أغلب آلدول آلعربية رغم غناها و إمتلاكها للموارد آلطبيعية حيث يستغل آلحكام هذا آلأمر غيلة , ليصل آلإنحراف و آلظلم بأن يتوسل آلمواطن آلعربي ألمغلوب على أمره لقبوله ضمن واحدة من تلك آلأجهزة آلقمعية آلمتعددة بسبب رواتبها و أمتيازاتها آلعالية بأمر و إشراف آلدكتاتور نفسه أو من ينوب عنه في آلحكومة . و لمجمل ما ذكرنا يعاني آلمفكر من أزمات واقعية بسبب إنفراج آلناس عنهم و محاربتهم له بتوجيه من آلحكومات آلتي بيدها مصدر رزقهم , و هذا آلتعامل سيعمق في آلمحن و يجذرها لأن خسارة آلمفكر لا يكون فقط من خلال قتله – بل تكون أيضا عندما يمنع آلحكام وصول فكرهم إلى آلناس ليصاب آلجميع بغبن كبير . .
و لكن آلمفكريين لا يهزمون , لأنهم أصحاب مبادئ ورسالة و يؤمنون بان آلبقاء لما يؤسسون أو يكتبون ما دام فيه رضا آلله في تعالى , أما مماتهم فهي راحة لهم من كل شر و لئيم , و ليس للظالمين من أثر سوى أيام قلائل لا تعد شيئا في عمر آلزمن آلممتد بلا نهاية , و لذلك هم وحدهم يقررون بأقلامهم آلعملاقة و آلمثقفون معهم لا بد و أن يختاروا مصيرهم بدعم قراراتهم و تفعيل رؤاهم إذا ما اقتنعوا به و لا يحسبون حسابا للمجتمع أو أساليب السلطة بجميع أشكالها , فيتخذون طريقهم و يفعلون إرادتهم الحرة و يعززون حريتهم و يؤكدون إنسانيتهم ليمتلكوا زمام المبادرة في آلمجتمع لتحكيم آلعدالة و آلحرية و آلكرامة و آلأخلاق آلفاضلة , و ليس آلعكس . و هم (المفكرون) إن تعرضوا لقسوة السلطة أو إجحاف بعض فئات المجتمع من آلمستغليين لأموال و قوت آلناس أو حتى إلى إهمال آلمثقفين و عدم إكتراثهم - فإنهم يحسون بطعم إنسانيتهم التي تحررت من ربقة العبودية للآخرين أو حالة آلإجحاف أو آلجفاء ممن يحيط بهم لأنهم لا يصانعون إلا وجه آلله تعالى , فالإنسان يكون إنسانا و قريبا من آلله إذا ما كان حرا , و معرضا للظلم و آلإقصاء في آلوضع آلمتردي في مجتمعنا , و لذلك ينقل عن آلفيلسوف آلكبير محمد باقر آلصدر عندما كان في آخر أيامه محاصرا في بيته من قبل آلنظام و آلمجتمع آلعراقي حسب ما نقله آلشيخ آلنعماني : (بأن كسرات آلخبز آلباردة آلتي كان يأكلها كوجبة طعام هي ألذ ما تناولها في حياته لأن مذاقها كانت تشعره بلذة كبيرة وخالصة لله ) , فكلما قرر الإنسان بنفسه و ضمن قناعاته كلما تأكدت إنسانيته و تعززت أفكاره و تخلد ذكره و فاعليته في آلوجود على مر آلسنين ، و قد يداهن البعض من آلمثقفين - لضعف أخلاقيتهم و علاقتهم مع آلله بسبب توجههم و هوانهم - فيغيرو من قناعاتهم و أفكارهم و آرائهم و قراراتهم و سلوكياتهم لينالوا شيئا من متاع آلدنيا و ليكفوا أنفسهم شر القتال مع السلطة و المجتمع و الدولة , و هذا آلهوان و آلتنصل عن آلمسؤولية سيكون مردوداته آلسلبية قاسية و مؤلمة في نتائج آلعملية آلتغيرية كونهم يشكلون ثقلا في جسد آلمجتمع لأنهم سيقوضون حركة آلتغير آلمؤمل إحداثها و يكونوا سببا في آلبلاء و آلمحن , لذلك يجب تنبيههم بخطورة موقفهم و قرارهم , و إنهم سيفقدون ما كانوا يؤمنون به و لو بعد حين و سيخسرون آلكثير في آلدارين إن لم يفعلوا آلحق . و ليس هذا فقط بل سيعيشون حالة الانفصام و التناقض النفسي بين ما كانوا يرغبون به و بين ما يرغب به آلمتسلطون آلذين إستمالوهم , كما أنهم يعيشون حالة من النفاق و العذاب النفسي و الهواجس الدائمة و آلتي ستلقي بضلالها على كل من يرتبط بهم لتكون وزرا خطيرا في أبعاده و تأثيراته بين آلناس على مر آلزمن . إن من أهم عوامل آلنهضة في مجتمعنا هو لقاء الأحرار مع بعضهم و إتفاقهم لصياغة أفكارهم و التزاماتهم دون إكراه أو إجبار أو إلزام .. بل يستوجب لأن تكون الإرادة الحرة منطلقهم و الحوار وسيلتهم و التفكير طريقتهم و احترام الرأي الآخر شعارهم و العدالة منهجهم و آلحكمة ضالتهم و هداية آلناس غايتهم , و هذا هو آلمطلوب و هي آلحالة آلوحيدة آلتي تجعل أفكار آلمفكر قابلة للإنتشار وآلإنفراج لدرء آلمحنة , فهم يسلمون من المجاملات و النفاق الاجتماعي و الديكتاتورية و جميع الأمراض المعقدة التي تهلك المجتمع و تعيق تحرير فكر المفكر بعد أن إرتبط بواسطة آلنخبة بكل آلمجتمع تقريبا و هذه من أهم آلمسائل آلتي يجب على آلنخبة ألإنتباه إليها و إلا ستتكرر آلمآسي و آلمحن على آلجميع دون إستثناء . و نحن عندما نجد الشخصية الغربية مرتاحة نسبيا قياسا للشخصية آلعربية لأنها لا تحسب حساب رضى الآخرين عليها أو سخطهم في كل صغيرة و كبيرة بقدر ما تحسب حساب قناعاتها و متطلبات حريتها , لكن هذه آلشخصية كثيرا ما تتعرض هي آلآخرى إلى آلظلم من خلال أرباب آلعمل لأنها لا تمتلك زمام قوتها و مصدر رزقها , لكنها مع كل هذا فهى أفضل درجة من آلشخصية آلعربية لوجود شيئ من آلنضج و آلإنفتاح و آلقوانين آلوقائية بحدود آلنظام آلعام ألذي تأقلم معه من خلال أدق آلبرامج آلتعليمية بعد ما إتفق عليه آلجميع في ظل آلديمقراطية آلتي لا تعتنى و لا تؤكد في نتائجها و غايتها سوى على الإنتاج و رأس آلمال و رفع أرصدة آلشركات في آلإتجاه آلمادي فقط , و من هنا تبدأ نقطة خلافنا معهم و ليس محل حديثنا هنا , لأن آلمشكلة هو أن هذا آلوعي و هذه آلقدرة لا يملكها سوى أصحاب آلبنوك و آلشركات في آلغرب و آلطبقة آلليبرالية كوليد للمذهب آلتكنوقرطي ما هي إلا مؤسسة راعية لمصالح أصحاب آلمال و آلبنوك و آلشركات بشكل أفضل من آلمحافظين , و لكن رغم كل هذا فالطابع آلعام للشخصية آلغربية غير متناقضة بسبب تلك آلتربية آلمبرمجة و آلدقيقة .. ألمبدعة في آلعلم و آلتكنولوجيا بتزاوجها مع آلمال .. لكنها في نفس آلوقت تتجه نحو تأكيد آلذات آلإنسانية أي تأكيد (إصالة آلفرد) طبقا لمواصفات خاصة ضمن آلنظام آلغربي في تفسير آلأنسان و آلوجود على أساس آلمنافع آلمادية و آلتي تستبطن و تستجلب نوعا من آلظلم و آلإستغلال بل و حتى آلدكتاتورية آلتي لا تطفو على آلسطح بسبب غطائها آلديمقراطي , لكنها على آلأقل لا تسهم في قمع آلذات و آلإرهاب بشكل سافر كما هو حال بلادنا آلعربية إلا في حدود درء الشر عن الإنسان و منع الاعتداء على خصوصيته و حريته و حياته , لكننا لا ننكر وجود فضائح و أمراض خطيرة تجاوزت آلفردية لتكون ظواهر و علامات قد تكون مؤشرات لنقد آلنظام في أعماقه و أصوله , خصوصا عندما شرعت بالحروب و آلغزرات خارج أوطانها على مستوى آلعالم كله و هو ليس محل بحثنا و لكننا أشرنا لها كنتائج و قرائن مع آلفكر آلغربي . إننا نؤمن بشكل عام أن تحرر الشخصية و انعتاقها من سلاسل العبودية و آلعنف و الثقافة الاستبدادية و الرقابة المجتمعية البوليسية يؤدي بها إلى الإبداع و النجاح و التطور و تخليص الذهنية من عقدة الخوف من الآخرين و إرهابهم و استبدادهم و رقابتهم ضروري لعودة الإنسان إلى طبيعته و آلسعي لتحقيق ذاته , لذلك فإنه لا يهتم سوى إلى مورد رزقه ضمن نظام إقتصادي مستقر لا تهزه آلعواصف و آلأزمات .
إن مهمة الإنسان الرئيسة في آلمجتمع آلعربي يجب أن تتلخص في آلسعي لبلوغ آلكمال من خلال تملكه لحريته أولا , و آلإستناد على نظرية معرفية تطبعه على آلصفات آلحميدة للوصول إلى مكارم آلأخلاق ثانيا , ليكون فعله مؤثرا و فاعلا في عملية آلبناء و آلسعي و آلكدح لأنها تستند على خلفية عقائدية متكاملة و رصينة تقل معها نسبة آلإنحراف و آلخطأ لدرجة آلصفر أي يكون معصوما و لو من آلناحية آلعلمية إن لم ترافقها آلعصمة آلتشرعية بكل معناها في حال تثقفه , بل يكون مثل هذا آلمثقف آلمفكر سعيدا حتى لو اتخذ قرارا تبعه بعض آلفشل و هو أمر يستحيل وقوعه بنظري , لأن آلمفكر لا يكون مفكرا إذا لم يصل آلحكمة في وجوده لكونه رائد آلطريق للأجيال , و منبئ للوقائع و آلأحداث , مستعينا بالتجربة الإنسانية المستمرة منذ آلاف السنين بجانب آلعلم و آلتسديد آلإلهي كمؤشرات تدله إلى آلحق وتقلل من أخطائه في نهج آلحياة و آلكفاح ضد آلظلم , و لسنا هنا بصدد نقد أو تقييم منهج آلمفكرين في آلغرب و ألذين إعتبروا أنفسهم أو إعتبروهم أسياد آلعلم و آلمعرفة بعد آلنهضة آلأوربية , أو معيارا للتقدم لدى بعض آلمتأثرين بها حد آلإنبهار , و إنما إنبهارهم جاء بسبب ما لاقاه من آلمحن في مجتمعنا آلعربي لسفاهة و عمالة حكامها آلذين ما عملوا إلا بما يصب في صالح آلغرب , فقد أشرنا في مباحث عديدة إلى أن آلغرب ( أكثرهم ) آمنوا بنهج و مذهب معين و أعلنوه على آلملأ آلعام و إتخذوه طريقا لحياتهم و لولا إعتمادهم على نتاج آلمفكرين آلمسلمين ما كان بامكانهم أن يتوصلوا إلى ما وصلوا إليه خصوصا في آلجانب آلمادي و آلتكنولوجي , أما مدى توفيقهم أو فشلهم لنيل آلسعادة في آلحياة عموما فهذا موضوع آخر و عميق و يحتاج إلى دراسات منفصله قد نبحثها في مجال آخر إنشاء آلله . و آلقدر آلمعروف هو أنهم في حيرة واقعية في تنظيم آلجانب آلإجتماعي و حتى آلإقتصادي بدليل آلأزمات آلكبرى آلتي أصابهم , و قد يصل أمرهم فيها إلى طريق مسدود عاجلا أم آجلا حسب تصاريح كبار علماؤهم و منظريهم لأن آلعيب حسب قول (روجرز تيري) : {هو في آلنظام و أن محاولاتنا تنحصر في آلسعي لتغيير نتائج ذلك آلنظام لا آلنظام نفسه} .
إن آلمنهج آلإلهي يؤكد أول ما يؤكد على نيل آلحرية آلإنسانية من خلال آلعبودية لله تعالى من دون كل آلأصنام و آلمؤثرات آلمادية و آلأرضية و هي نقطة آلإفتراق مع غيرنا , لان عكسها تسبب ذل آلإنسان و خضوعه , و من هنا يأتي تعارضنا مع آلمنهج آلغربي في تأسيس آلنظام آلإجتماعي آلأمثل و تفرعاته في آلمجتمع . لأن توحيدنا كأصل يؤكد رفض آلعبودية إلا لله , و توحيدهم في آلغرب من خلال آلمادة(ألدولار) و ما دونه لا إعتبار له مما يعمق آلعبودية لغيرآلله و من هنا جاء شعارهم على آلدولار آلأمريكي ( نحن نثق بالله ) كهدف غائي في مسعاهم و فلسفتهم في آلحياة و عملهم هو مصداق لشعارهم .
عدلنا يؤكد تقسيم آلثروات لكل أبناء آلمجتمع دون تمييز بين آلحاكم و آلمحكوم بين آلسيد و آلعبد .. و عدلهم يعمق آلطبقية آلرأسمالية في آلمجتمع بشكل بشع , بحيث جعلوا لكل إنسان درجة و مستوى من خلال ما يملكه من آلمال . و هكذا بقية آلقيم و آلمفاهيم آلطبقية , خاصة في آلمجال آلوظيفي فيكون صاحب آلإختصاص له آلكلمة آلفصل دون آعتبار اهمية لإلتزامه آلخلقي و آلأدبي , و عندنا لا يكفي آلإختصاص آلعلمي وحده بل لا بد و أن يكون آلعامل أمينا و مخلصا في أداء رسالته في آلحياة لدرأ آلمفاسد و آلظلامات , أي توفر آلكفاءة و آلأمانة معا , و هكذا نختلف معهم في كثير من آلإصول و آلمبادئ , و لا يعنى تفوقهم آلحالي نسبيا في آلتكنولوجيا أفضليتهم في منهاج آلحياة لتحقيق آلسعادة و آلعدل , و إنما مشكلتنا تكمن في حالة آلغبن آلتي أصابت آلإنسان آلعربي (آلمسلم) بسبب تسلط حكومات فاسدة عليها و آلتي عطلت مشاريع آلتنمية , و في مقدمتها آلتنمية آلفكرية ففقدت آلأمة نظرية آلمعرفة آلتي تتأسس بموجبها كل علوم آلحياة و آلنظام , و من هنا تبدء أو تنتهي محنة آلمفكر آلعربي .. تنتهي عندما لا يفرض آلحكام رأيهم و ترفع عنهم آلخطوط آلحمر , و تبدأ عندما يضع آلحكام عليهم آلقيود و آلخطوط آلحمر و هذه هي آلمعادلة آلصعبة آلتي حددت و ما تزال وضعنا آلعربي آلراهن . ولا حول و لا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم .
alma1113@hotmail.com
Subscribe to:
Posts (Atom)