Saturday, February 24, 2018


فَلسَفَةُ آلفلسَفة ألكونيّة - ألحلقة الأولى
 
(ألفلسفةُ آلكونيّة) هي أمّ ألعلوم .. و ليست (ألفلسفة) ألكلاسيكية كما قال (فيثاغورس) خطأً, لأنّها – أيّ ألفلسفة الكونيّة - تُفلسف (ألفلسفة) نفسها بكلّ أبعادها الوجودية الغير المحدودة للوصول إلى إيبستيمولوجيا كونيّة (أي معرفة ألمعرفة) بشكلٍ أعمق و أرحب و أشمل و أكثر من مدار العقل الظاهر إطمئناناً للقلب من أجل آلخلود في آلعالم, مع إحترامنا لكلّ النظريات ألمعرفيّة للفلاسفة, بإعتبار كلّ فيلسوف له نظريّة معرفيّة تُحدّد نظرته للوجود.

ألفلاسفة ألألاهيّون - وهم معدودين جداً في آلتأريخ - كما الفلاسفة ألوجوديّون؛ الذين لم يُحّدّدوا حتى زمن أعلان نظريّتنا ألكونيّة قبل عقدين؛ أيّ تفسير جامع و شامل في نظرياتهم المعرفيّة(1) بغض ألنّظر عن سقهمها و صحّتها - لأصل و مكونات الوجود من خلال (ألثالوث المقدس), بل كلّ ما أتو به ملاحظات شخصيّة لتحديد ألأتجاهات بإعتمادهم على تقريرات من سبقهم كآلمعلم الأول و آلثاني و قبلهما آلأنبياء و آلمرسلين, لذلك ما إستطاعوا رغم مرور آلاف السنين و بناء الأبراج و الطائرات و التكنولوجيا من إحياء الأنسان و إسعاده أو تخليصه من العبودية و آلظلم ألذي يزداد بإضطراد و كأنه مُتَجَذّرٍ في أصل الأنسان و الوجود إلا ما رحم ربيّ عبر رسالاته التي حُرّفت هي الأخرى, لهذا وبفضل الله و كدحي آلدّائم و جهادي المرير منذ آلصّغر في طريق ألمحبّة وآلتّسامح وآلعطاء ومحاربة الظالمين؛ رأيتُ من آلواجب خصوصاً في هذا العصر ألمُضطرب الذي كثر فيه المنافقون والأنتهازيين و المزوّرين و المفترين و بعد التوكل على الله؛ طرح (فلسفتنا الكونيّة) ألشّاملة للفلسفات والنّصوص ألسماوية و الأرضية بعد تطهيرها من آلحشو و آلأخطاء وآلخرافات التي سادت فيها!

خلاصة ألأهداف في (فلسفتنا الكونيّة) تتمركز في إحياء الأنسان بإحياء روح الرّسالات السّماوية آلتي ماتت و ليس شكلها و ظاهرها فقط من دون الباطن وكما شهدناه و نشهده للآن في المجالس والمنابر وآلحوزات التي عَرَضَتْ و تعرض إسلاماً مشوّهاً سبّب تخريب البشريّة و أنحرافها و نفاقها, بعد خلطه مع المصالح وهوى النفس ومطامح الناعين على منبر الأسلام ثمّ إصابتها بنيران آلذّات ألبشريّة ألمُتجذرة بآلشَّر و آلخبث و الظلم .. بآلأضافة إلى تأثيرات التكنولوجيا والأتصالات الحديثة ألّتي ترافقت لفناء و محو القيم الأخلاقية, و كما نشهده في آلمُجتمع الغربيّ الذي يقوده أصحاب(المنظمة الأقتصاديّة العالميّة) بحيث بدأ يحترق لإصابته بالمسخ و الفناء وكما تَنَبّأ بذلك ألفيلسوف ديكارت رينيه ثمّ الصدر(1), بحيث وصل الحال بعد عمليات القتل و الجرائم والأغتيالات ألمُتكررة في أوساط مجتمعهم حتى بين المعلمين وطلاب الأبتدائية والمتوسطة؛ وصل الحال لأن يتدارسوا الآن تشريع قانونٍ يُجيز للمعلم حمل السلاح داخل حرم ألجامعات و المدارس و الصفوف بل و يُخصص مُكافأة لحامل السلاح من المعلمين, هذا التقهقر و العنف يُمثل آلجهل و رجوع أمريكا إلى أصلها حين كانوا رعاة للبقر في عصر(الكابوي) و لك أن تتصور أيّ جيل سيتخرج من هذه المدارس ألمُسلّحة؟ و قد نسى القائمين على النظام التربوي بأنّ الأخلاق التي مصدرها الدِّين هو الأساس الذي يجب أن يتديّن به الطالب و يتسلح به المعلمون قبل أي شيئ آخر.

في الشرق لا يختلف الأمر عما هو عليه في الغرب .. هذا إنْ لم يكن أسوء حالاً, ليس لبعدهم عن الدِّين و العلم فقط و إنْ كانت حقائق واقعية و نتيجة طبيعية كتحصيل حاصل؛ بل آلعكس تماماً, ذلك أنّ كلّ شرقيّ أصيب بآلأزدواجية نتيجة ألتّمسك الظاهري بآلدِّين وآلتّستر بآلدّعوة لله وإدّعائه بتأريخ و بطولات و جهاد من اجل إظهار نفسه بين الناس لا إظهار الحقّ, و إنّ المشكلة الأساسيّة ألّتي نحنُ بصدد حلّها من خلال (ألفلسفة آلكونيّة) تكمن في كشف ماهيّة هذا الدِّين الشائع و الغير  المعروف و آلأحكام المُشوّهه التي ليس فقط أبعدت معتنقيها في الأمة عن الله و عن آلمحبة و قضايا الأسلام المصيرية؛ بل باتت مصدراً للشك و للأرهاب و الظلم و التسلط و الشهوة و النفاق و آلأنتهازيّة, لعدم وضوح أهداف و روح آلأسلام و فلسفة الأحكام ألّتي يتمسك بها ألمُقلِّد, ناهيك عن عدم بيان العلاقة الثالوثية المقدسة بين آلأنسان و الكون و الخالق و التي تعتبر أحد أكبر ألرّكائز والأركان الكونيّة التي تؤهّل (ألطالب) للبدء بآلأسفار التي نحن بصدد بيانها لاحقاً إن شاء الله!؟

في الشرق أيضاً وللأسف؛ ما زال الفهم السائد .. أو هكذا إقتنع علماء ألدّين التقليديّون؛ بكون الدِّين لا يتدخل في سياسة الناس وإقتصادهم وكرامتهم وحقوقهم و بنوكهم و إستقلالهم, وإنما الأمر متروك للناس و للأحزاب و للحكومات لئن يختاروا ما يصلح شؤونهم! كما لا أدري؛ كيف و متى فهم الناس ألعوام شؤونهم و حقوقهم التي إغتصبت على طول التأريخ من قبل الحكام و لحدّ هذا اليوم و بعناوين شتى آخرها الدّيمقراطية و مشتقّاتها؟ و لا أدري كيف إقتنع آلخطباء و المراجع من جهتهم بكون آلدِّين .. كلّ الدِّين عبارة عن خطبة تقليديّة إسبوعيّة أو إصدار فتوى عند السؤآل منهم و كفى الله المؤمنين شرّ القتال؟

و هكذا و بسبب ألفهم الخاطئ للدِّين ألذي باتَ مصيدة لسرقة أموال ألناس من قبل ألمُدّعين .. و إنسلاخ إنسان ألعصر من آلضّمير و آلوجدان و آلمحبة بآلمقابل؛ صار آلكلّ يلهث وراء المال و الشّهوة و الشهرة كهدف و كمعيار للتعالى من دون الألتفات للرّوح و آلأسرار و آلمحبة و الكدح لله تعالى لبلوغ مدينة العشق و آلسلام الأبدية, لهذا باتت الحروب و قتل الأطفال و الشيوخ و حرق منابع الطاقة و الزراعة و الصناعة مسألة عادية, بحيث صار الأنسان يُدمّر و يحرق نفسه بنفسه بعد ما أُهينت كرامته و إنتهى الحياء من وجوده وأصبح مجرّد آلةً و عبداَ ذليلاً للمسؤوليين و آلحاكمين في آلأحزاب و آلحكومات
لملأ بطنه و تأمين شهوة جسده, و لم تعد الفلسفات ألسّماوية كما الأرضية التي تشوّهت و فُسّرت بآلخطأ من قِبَل مُدّعيها قادرة على إنقاذ الأنسان في الجهة المقابلة .. بل سبّب آلأتجاهان؛ ألمآسي و آلمحن و تكريس الظلم و العبودية لغير الله! يتبع
Azez Alkazragyعزيز حميــــــد ألخزرجيّ
A cosmic philosopher
فيلسوف كـونيّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أشار الفيلسوف الصدر إلى حتميّة أنهيار النظام الرأسمالي كما الأشتراكي في بحثه حول المهدي(ع), فيرجى مراجعته.



Thursday, February 22, 2018

فلسفة (ألتّخَلّف ألثّقافيّ) الغربيّ


فَلسفَةُ (آلتّخَلِّف ألثّقافيّ) ألغربيّ
يَعتقد ألغربيّون خصوصاً ألأمريكيون(1) بأنّ آلتربيّة و آلأخلاق و آلثّقافة و آلأدب و آلقيم – بل آلعلوم ألأنسانيّة – لم تَعُد لها معنىً في حياتنا آلمدنيّة, بل تكريسها تُؤثّر سلباً على آلتطور التكنولوجيّ و تُحَدّدُ حياتنا ألمدنيّة و تُحجّم تفكيرنا, لهذا قدَّمَ مجموعة من أساتذة ألجّامعة في فرنسا دراسة علميّة قبل أعوام أوصوا بحذف جميع مناهج ألعلوم ألأنسانيّة و آلدّينيّة من آلمدارس و آلجّامعات بإعتبارها مضيعة للوقت و آلمال و آلجُّهد و تُسبّب تخدير وتعطيل طاقات المجتمع لأنّها تُعارض أهداف ألعلوم ألبايلوجيّة و التكنولوجيّة ألّتي وحدها تخدم الأمّم و الشعوب و تُحقق أمنها و تقدمها و مدنيّتها .. مُعلّلين ذلك بكون مسائل (ألثقافة) و (آلقيم) التي تعني (ألحضارة) ليس فقط لا تُقدّم ألمجتمع أو تؤَمّن إحتياجاته آلمادية المطلوبة لأدامة الحياة؛ بل تُسبّب تعميق التّخلّف و البطالة و آلنفاق كما هو حال المسلمين أينما حلّوا أو أقاموا(2) و يعتقدون أيضاً بأنّ آلثّقافة و آلأدب و الأخلاق موروثات قديمة لا تُناسب و لا تخدم وضعنا و تستهلك إمكانيّات كثيرة و أزمانناً للحاق بركب ألمدنيّة و آلعلوم ألتكنولوجيّة و الإقتصاديّة و العلاقات الإجتماعيّة و الدّولية وحقوق ألطفل و المرأة و المخلوقات و أنّ ثمّة مشاكل و صراعات إجتماعيّة ستُحدث و تتوالد من باب تحصيل حاصل بسبب آلثقافة (الحضاريّة) ألتي قد تُنمّي بعض آلجوانب الأنسانيّة و الأخلاقيّة في الطبقات ألمحرومة و حتى آلمتوسطة فَـتُسيئ إستخدام تلك الثقافة المنقوصة بل و آلمتناقضة لأنحراف الأديان عندنا لأعلان الثورة للبطن و ما دونه قليلاً .. لا للقيم و مبادئ العدالة و آلمساواة في الحقوق و محو الطبقيّة و الوقوف بوجه فساد النّخب آلدّيمقراطية المحميّة بسلطة (ألمُنظمة الأقتصاديّة العالميّة) التي تُسيطر على الأقتصاد في العالم, وهذا بنظرهم تعني الفوضى و آلنزاع و الحرب ضد مصالحهم!

و لاحقًا، بات مصطلح (ألتخلف الثقافيّ) لا ينطبق على هذا آلنهج الفكريّ فحسب؛ و إنما بات يتعلّق أيضاً بالنظريّة و آلتحليل, و يُساعد في تحديد و تفسير ألمشاكل الإجتماعيّة و كذلك توقع المشاكل المستقبليّة, كما يعتقد (جيمس دبليو و ودوارد)، بآلقول؛ [عندما تتغير الظروف المادية، فإنّ ثمّة تغيرات تحدث في آلثقافة التكيفية]، غير أن هذه التغيرات في الثقافة التكيفية لا تتزامن بدقة مع التغير في الثقافة المادية(ألتكنولوجية)، و هذا التأخر هو الذي يسبب ألنّزاع و التخلف الثقافي(3) ألذي تمت صياغتة كمصطلح من قِبل عالم الإجتماع (ويليام إف أوجبيرن) في كتابه:    
 (ألتّغير الإجتماعيّ فيما يتعلق بآلثقافة وآلطبيعة  
(Social change with respect to culture and original nature(4)(
الأصلية).
 
 
و تشير نظريته بشأن (التخلف الثقافي) إلى أنّ فترة عدم آلتّكيّف تشبه حالة ألصّراع ألتي تَحْدُثْ عندما تكافح الثقافة (غير الماديّة) للتكيّف مع الظروف الماديّة الجديدة .. و هذا يعكس فكرة (ألحتميّة ألتكنولوجيّة) بنظر الغربيين، و آلتي تفرض نفسها لكون آلتكنولوجيا لها آثاراً قوية على ثقافة آلمجتمع والعلاقات الأجتماعية ككل(5).

و وفقًا لنظريّة (أوجبيرن)؛ يُعتبر (التخلف الثقافي) ظاهرة مجتمعية شائعة بسبب ميل الثقافة المادية إلى التطور و التغير و محو العادات والأعتقادات بسرعة و بشكلٍ كبيرٍ جدّاً لأنّها تتعلّق و ترتبط مباشرةً بآلحواس الأنسانيّة التي ترتبط بحياة آلمجتمع؛ في حين تميل (آلثقافة غير الماديّة) إلى مقاومة آلتغيير أو قسماً منه للبقاء كما هي لفترة أطول من الزمن (6) و نظراً للطبيعة المعارضة لهذين الجانبين من الثقافة؛ فإنّ التكيّف مع التكنولوجيا الجديدة يصبح صعباً, و هذا آلتّميز بين آلثقافة ألماديّة و غير ألماديّة يُعتبر أيضًا مساهمة لعمل (أوجبيرن) ألصادر عام 1922م حول آلتّغير الإجتماعيّ.
إنّ (التخلف ألثقافي) بحسب التعبير الغربي و آلذي يُقصد به(الثقافة) نفسها؛ يسبب معوّقات و مشاكل للمجتمع بطرق عديدة, و تُنفذ و تؤثر قضية (التخلف الثقافي) على أيّ نقاش و موضوع يتعلّق بتطبيق التكنولوجيات الجديدة, على سبيل المثال؛ أدى ظهور أبحاث الخلايا الجذعيّة إلى ظهور العديد من التكنولوجيّات الطبيّة الجديدة و التي من المحتمل أن تكون مفيدة و مؤثرة في صميم الحياة؛ و مع ذلك أثارت هذه التكنولوجيا الجديدة أسئلة أخلاقيّة و شرعية كبيرة حول استخدام الخلايا الجذعية في الطب.

يُعتبر ألتخلف ألثّقافي بمثابة قضيّة أخلاقيّة خطيرة حيث إنّ الفشل في التوصل إلى توافق مجتمعيّ واسع حول آلتّطبيقات ألمناسبة للتكنولوجيّا الجديدة قد يُؤدي إلى حدوث شرخ في آلتّآلف والتكافل الإجتماعيّ ونشأة الصراع ألطبقيّ(7).
يُمكننا إختصار جدليّة ألثقافة و آلتكنولوجيّا بجملة واحدة: [ألأخلاق يتناسب عكسياً مع آلتكنـولوجيا]!
و الحمد لله بلادنا في مأمن من ذلك لكونها تفتقر إلى الجانبين؛ الأخلاقيّ و آلتكنولوجيّ بسبب الحكام!
و آلسّؤآل الأساسيّ ألرّابط بين الجانبيّن : هل تتحقّق ألسّعادة في حياةٍ ماديّةٍ مَدَنيّةٍ عادلةٍ لا أخلاقيّة!؟
Azez Alkazragyعزيـز حمــيد ألخـــزرجيّ
A cosmic philosopherفيلسوف كـونيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. ألأمريكيون بعكس الأوربيين أصحاب "الرينوسانس" و الثورة, لا يؤمنون بآلقيم و الأخلاق سوى التوسعة العلمية و الاقتصادية و المالية, و لهذا سعوا و للآن نحو تشكيل إمبراطورية معلومالية للسيطرة على العالم, بينما الأوربيون, حين نهضوا لم يتركوا الجانب الأخلاقي وآلقيمي .. بل حاولوا ترسيخ الجانبين المادي و الحضاري و إن كانت فرنسا قد تغييرت أخيراً.
2. بنظرة لحال ألدول الأسلامية والعربية ومنها العراق, نرى أنّ معظم الناس يُعانون ألبطالة المقنعة, خصوصا في العراق, حيث يعتمد 5.5 مليون موظف على الرّاتب النفطيّ بلا إنتاج حقيقي, ويتمّ إستيراد كل شيئ, كما لاحظتُهم والعرب حتى خارج أوطانهم يعتمدون على المساعدات الحكومية والتزوير والأحتيال, بسبب ألجهل وآلفساد الحكومي الذي إنعكس عليهم.
3. Woodard, James W. "Critical Notes on the Culture Lag Concept." Social Forces 12.3        (Mar. 1934): 388-398. SocINDEX with Full Text. EBSCO. Langsdale Library, Baltimore, MD. 30 Sep. 2009.
4. Ogburn, William F. Social change: With respect to original nature . Oxford England:      
              
  Delta Books, 1966. PsycINFO. EBSCO. Langsdale Library, Baltimore, MD. 30 Sep. 2009.
5. Schaefer, Richard T. Sociology: A Brief Introduction 8th Edition. New York: McGraw-  Hill, 2009. Print.
6
. Ogburn, William F. "Cultural Lag as Theory." Sociology & Social Research 41.3 (Jan.     1957): 167-174. SocINDEX with Full Text. EBSCO. Langsdale Library, Baltimore, MD. 30 Sep. 2009.
7. Marshall, Kimball P. "Has Technology Introduced New Ethical Problems?." Journal of   Business Ethics 19.1 (n.d.): 81-90. SocINDEX with Full Text. EBSCO. Langsdale Library, Baltimore.

Wednesday, February 21, 2018

https://www.youtube.com/watch?v=-e9QzIkP5qI التكنولوجيا الجديدة

ألتكنولوجيا الديناميكية الجديدة:
https://www.youtube.com/watch?v=-e9QzIkP5qI


همساتُ فكرٍ كونيّة(175)
مِنَ آلمُفيدِ قِراءَةُ ألتوراةِ و آلأنجيل كما آلقُرآن وغيرها من آلكُتب ألمُقدَّسة و آلفلسَفيّة لإستكمالِ ألمعرفة ألكونيّة, فقدْ جاءَ في آلعهد ألجَّديد أنَّ آلمَسيحَ(ع) خَطَبَ في مُريديهِ يَوماً بينهم بَعْض ألفلاسفة قائلاً:
[لا تَحْكُم قَبْلَ ما تَحْكُمُ على نَفسِكَ]!
[Do not judge lest you be judged]
فَتَعَجَّبَ آلفلاسفةُ مِنْ منطقهِ قائلين؛[هذا كلامٌ مُتَّزنْ و صحيحٌ و بليغٌ مِنْ قلبٍ مُطمئنٍّ مُفعم بقوّةٍ كونيّةٍ.
Azez Alkazragyعزيـز حمــيد ألخـــزرجيّ
A cosmic philosopherفيلسوف كـونيّ

Tuesday, February 20, 2018


فإرْتَقِبْ إنَّهُم مُرْتَقِبون
كيفَ إنْعَكَسَتْ صورة ألدّعوة في أذهان ألنّاس بعد 2003م؟
لا أقول كما قلتُ في مقاليّ ألسّابق بأنّ (دُعاة أليوم) أو (دعاة السّلطة) قد وجّهوا (طلقة الرّحمة) بلا رحمة لحزب (آلدّعوة) فقط بعد إستنزافها .. بدل إستنزاف أنفسهم لله و لعباد الله لإرساء العدالة و المساواة و نشر المحبة؛ بل  بآلأضافة لذلك سوَّدوا أيضاً نهج أهل آلبيت و وجه آلشّهداء و آلشّيعة في العالم .. بعد إستهلاكها من قبل المنافقين ألمتلبسين بظاهر آلدّعوة نتيجة تمرّسهم و مردهم على آلنفاق و آلبهتان و الغيبة و الكذب و سرقة أموال ألناس و التلاعب بآلكلمات و تحديد المواقف بحسب التعاليم الغربية لشهواتهم و نفع جيوبهم, و تلك هي عين العمالة و السّقوط ألأخلاقي ألذي جعلهم عبيداً أذلاء للمنظمة الأقتصادية العالميّة, للحدّ الذي أعلن رئيس الحكومة بأنهُ يفتخر بآلأنضمام لهذه المنظمة التي لا يعرف لا هو و لا العراقيون لجهلهم بآلقضية شيئاً عن تأريخها و مؤسّسها و أهدافهم العالمية, لذلك سكتوا و فرحوا لأعلانهم بما فيهم وسائل الأعلام, لأنهم ربما لم يسمعوا شيئا عنها رغم إني بيّنت لهم حقيقتها في مقالات و بحوث عديدة, لكن من يفهم و من يقرأ و قد إمتلأت بطونهم بآلحرام!

لم يتوقف الأمر على هذا فقط؛ بل إتفقوا مع قتلة مؤسس الحزب الفيلسوف(الصدر) من البعثثين و العسكريين الكبار بضمنهم فدائيّ صدام و خصّصوا لهم الرّواتب و آلأكراميات و الحقوق و التقاعد و آلضّمان و بلا حياء لكسبهم و بقائهم في الحكم لأدامة سرقة الناس بآلقانون الدّيمقراطي المُفصّل على مقاس جيوبهم و منافع تلك (المنظمة) المجرمة و أخيرأً رهن العراق أرضاً و شعباً و مستقبلاً للغرب في مؤتمر الكويت الفاشل!

إن الذي يحزّ في النفس أكثر؛ هو أنّ هؤلاء ألمنافقين من (دعاة اليوم) يحضرون أمام الناس في المراكز و المساجد و يُبدون تعلّقهم بآلحقّ و خدمة الشعب بآلكلام طبعاً, للضحك عليهم و تغريرهم بآلنفاق و الكذب و آلتزوير بغطاء ألأنتماء للصّدر و الدعوة المرحومة, و اللطيف أنك لو سألتهم أبسط سؤآل عن (الدّعوة ) و مبادئ الأسلام الكونية نفسها و عن سبب محنتها كما أوردناها في قصيدة (محمد صالح بحر العلوم) و جوابنا بآلمضمون؛ لما إستطاعوا آلجواب بشكلٍ صحيحٍ, بل ينتظرون منك الجواب كما آلأفعى كي يشتروه منك خلسةً ثم يبيعونه عليك بعدها بكل صفاقة و بلا خجل أو حياء!

في مقابل هذه الصورة بل الصّور ألمؤلمة التي برزت الآن بوضوح أمام الناس خصوصاً داخل العراق بعد خراب البلاد و العباد؛ فإنه لا يختلف عراقيان بكون (حزب ألدَّعوة) ألحقيقي المرحوم كان يختلف من السماء إلى الأرض عن حزب آلدّعوة العلماني الذي شكّله هؤلاء المنافقين الجهلاء, لهذا هناك مفاجآت كثيرة ستظهر هذه المرة و سوف لن ينخدع العراقيون بكون مواقف الدّعاة العلمانيين لها أسباب و تبريرات ووووو غيره من الكلام الفارغ الذي لا واقع و لا دليل عليه سوى الفساد و سرقة الملايين و المليارات من قبل دعاة اليوم!

و لكن مع كل هذا الوضع المأساوي النفاقي الذي تجسد في آلدّعاة العار من الحيتان و السلابيح آلتي تعتبر نفسها من الأحياء و ألتي تفعل كل شيئ بآلحرام في سبيل شهواتها؛ بقيت الصّورة الحقيقيّة للدّعوة و آلدّعاة الشهداء من آلداخل رغم كلّ هذا خافية و مختلفة تماماً عن صورة هؤلاء القرود الممسوخة ألذين يتغيّرون كآلحرباء و لا يملكون ضميرا أو وجداناً أو خُلقاً أو ديناً .. سوى جثامين و رئة يتنفسون بها بظاهر إسلاميّ مُزيّن بصور و نهج الصدر و الشهداء لإستحمار الناس و تبرير فسادهم, لذلك بقي النصف الآخر المخفي من هذا الكوكب الذي قصر عمره و لم يُعرف حقيقته سوى إثنان أو ثلاثة أو أربعة من آلدّعاة الباقين المنزوين في شرق الأرض و غربها بلا عنوان و لا حقوق و لا حتى راتب عادي كما لكل الناس!

و بما أنّ (الأسلام محفوف بآلمسلمين فأنّ الدّعوة محفوفة بآلدّعاة أيضا) لذلك تصور الناس الذين كشفوا حقيقة هؤلاء المتلبسين بأن حزب الدعوة حزب تافه بتفاهة هؤلاء المدعين الحاليين الذين أختارهم الغرب لأنهم أنسب الناس لحكم العراق .. فمن من الممكن أن يكون أفضل من المنافق!؟

لذلك وبسبب هذا الفساد العظيم من قبل (دعاة اليوم - دعاة السلطة) الذي لم يشهده تأريخ  الشيعة حتى في زمن العباسيين الذي يعتبره المؤرخون من أسوء العصور الأسلاميّة على الأطلاق بعد دولة العدل العلوية؛ فإنّ الأمّة تبرّأت من كلّ السياسيين الذين حكموا العراق بعد 2003م و الذين ما زالوا يأملون الفوز بآلحكم و الغنائم من جديد و بأية خدعة أو وسيلة ممكنة!

لذلك و بسبب هذا التناقض الكبير بين الزمنين؛ زمن الدعاة الشهداء .. و زمن الدّعاة المنافقين اليوم "الورثة" .. فأنّني لم أتفاجأ حِين قَلَبوا - أي دعاة السلطة - حتى إسم (حزب الدّعوة الأسلامية) إلى (حزب الدّعوة العلمانية) و نفذوا كل شيئ لأرضاء الشيطان من أجل جيوبهم و شهوة التسلط و الظهور و كذلك تبرير عمليات الفساد المشهورة في أوساطهم بلا حياء أو خجل كأنهم خشب مسندة!

و بسبب الرواتب الحرام لم تردعهم الخطوط الحمر للأعتراف على الأقل أمام الناس بفسادهم لتبرءة الشهداء و إرجاء الرواتب التي سرقوها بلا حق, و الأمرّ أنهم بدؤوا بتحصين أنفسهم و مواقعهم و تغيير مواقفهم و الأعلان في الظاهر بمحاربة الفساد و في الخفاء التودد للفاسدين و تبني ولاية المستكبرين الذين أعلنوا الحرب على آلأسلام و المستضعفين في العالم!

هذا رغم إنّ الأسلام الحقيقي لم يَعُد خافياً على أهل القلوب لا أهل الأبدان و الكروش خصوصاً بعد إنتصار الثورة .. حيث بيّنهُ الباري تعالى في نهج القرآن الموضوعيّ و ليس التجزيئيّ مجملاً و كذلك في نهج الرسول و أئمة أهل البيت الموضوعيّ لا التجزيئي مفصلاً, ذلك أنّ التفاسير التجزيئية التي ما زالت فاعلة للثّقلين هي السّبب في فساد و أنحراف المسلمين و تعميق الطائفيّة و الدكتاتورية و الظلم في أوساطهم بعد ما تمّ تفسير النصوص بحسب هوى المغرضين و المُفسرين و المراجع أو الحكام و بآلتالي تشويه الأسلام و تغييره لأجل دكاكين و جيوب و مصالح ألرؤساء و الحاكمين و أحزابهم منذ وفاة الرسول و للآن!

هذه المقدمة ألمكثّفة هي عناوين كُليّة و هامّة وأساسيّة لموضوعات مصيرية يجب إلقاء الضوء عليها و بحثّتها بعمق بعد ما عرضتّها بواقعية في دراسات و بحوث و مقالات كثيرة على مستوى العالم, يُمكن مراجعتها لمعرفة الأسلام الذي تشوّه كما اليهودية و المسيحيّة وآلتي سببت كلّ هذه المآسي ليس لبلادنا بل في كلّ العالم, لكن الذي أردتُ التركيز  و الجواب عليه في هذا المقال من خلال تلك المقدمة هو آلسّؤآل التالي:

هل (حزب الدّعوة) و المتحاصصين معها من البعثيين القتلة و القومجية المجرمين و غيرهم بعد كلّ الذي كان؛ بإمكانهم و بنيّتهم تطبيق الأسلام و تحقيق العدالة في العراق أو حتى في مدينة صغيرة!؟

الجواب يحتاج لإستقراء دقيق و نظرة ثاقبة لأوضاع الناس من جهة و لنهج ثقافة آلدّعوة و أخلاق آلدُّعاة من الدّاخل, للوقوف على الحقيقة الخافية لكن بعد مدخل هامّ؛

منذ أنّ تأسست (الدعوة) عام 1958م لازمتها معظلة أساسية كانت  السبب في محنها وتدني شعبيتها و اخيراً موتها كما نشهد اليوم, رغم أن الفيلسوف محمد باقر الصّدر هو أوّل من بيّن و حدّد إسم و عمل و هدف الدّعوةّ بشكل عام في نشرة خاصّة بعنوان (حول الأسم و العمل التنظيمي) على ما أتذكر, لكنهُ لم يُحدّد التفاصيل فيها أو في النشرات اللاحقة, و الأخطر فقدان الدّعوة إلى ألمنهج الأخلاقي أو تفاصيل و شكل الحكم و الولاية و آلغاية و الأهداف التي تسعى لتحقيقها من وراء الدّعوة لله, فآلصّفة الأسلاميّة التي كانت عنوانها العام هي نفسها بقيت عامّة و مجهولة المعالم لتنعكس سلباً عليهم بعد إستلام السلطة في 2003م, بل (المرحلية) نفسها تصدّعت و تمّ تجاوزها لعوامل خارجية, وتلك الأخطاء الجوهرية لا يتحمل وزرها آلمؤسس (رض) الذي كان وقتها و ليوم شهادته منشغلاً و لوحده في توحيد الأمة و في مسائل أكبر بكثير من الدّعوة عبر قيادة الصراع الفكري العالميّ المرير مع نهجين مُعاديين؛ أحدهما أخطر من الآخر توحّدت في جبهتين لتقويض و محو آلأسلام الحقيقيّ الذي ما زال يجهله الدّعاة حتى هذه اللحظة كما غيرهم في بلدان الأسلام المنكوبة:

النهج الأول؛ كان فلسفياً يُمثل أعداء الدِّين من آلخارج, حاول إثبات الوجود لدحض نظريّاتهم و آرائهم الألحاديّة و سعيهم لفصل آلدِّين عن ألسّياسة.

و النهج الثاني؛ يُمثل نهج بعض مُدَّعي مرجعية الدِّين الذين حاولوا حصر الدِّين ببيوتهم و جدران حوزاتهم, حيث حاول (قدس) معالجة هذا الأتجاه الخطير أيضاً بعرض آلنظام الأقتصاديّ و ألأجتماعيّ و السياسي و التربوي و التكنولوجي و أسس و فلسفة الحكومة الأسلامية آلتي بقيت مجهولة المعالم هي الأخرى بسبب الثقافة المرجعية التقليدية التي حَجّمَت الأسلام كلّه بآلمسائل العبادية الشخصيّة  و آلتراكمات التأريخية و آلفقهيّة المتحجّرة التي كانت و ما زالت تزداد يوما بعد آخر, فنتج عن هذا المخاض ولادة نهج حركيّ في الوسط الشيعي العراقي باسم (الدّعوة) مُقتبس من سيرة الرّسول عبر أربعة مراحل[التكوين؛ المواجهة؛ السلطة؛ ثم الدّعوة للأسلام] ولم يختلف هذا النهج كثيراً عن نهج آلأخوان المسلمين الذي سبق الدعوة بآلظهور عام 1932م في مصر على يد حسن البنا, و كذلك حزب التحرير و غيرهما, لكنه (قدس) لم يُبيّن تفصيلاً أيّ شكل أو نظام للحكم الأسلامي يقصده, و هذه كانت و لا زالت مشكلة عويصة و محل خلاف حتى بين مراجع الدِّين, بإستثناء ما عرضه من بنود عامّة قبيل شهادته و ختمها ببيان مختصر حول شكل آلحكومة في الجمهورية الأسلامية كجواب على سؤآل من بعض طلاّبه اللبنانيين بعد نجاح الثورة عام 1979م, حيث طُبع في كُرّاس صغير لا يتعدى وريقات أشار بإختصار لكيفية عمل السّلطات الثلاث وموقع و دور (الولي) المرشد في إدارة الدولة, و من جانب آخر لم نلحظ أيّ بحث أخلاقيّ أو تربوي أو عرفاني مُعمّق في ثقافة الدّعوة المحدودة أساساً سوى ما كتبه الشهيد حسين معن عن: [الأعداد الرّوحي] في مؤلف صغير يُفيد ألمؤمنين بمستوى طلاب المتوسطة.

تصوّر إلى أين هبط المستوى آلثقافي و الأخلاقي لحزب الدّعوة مع هذا الجّفاف ألرّوحي و التربوي و آلتّحجر الفكريّ؛ حتى مع وجود الأمام  الراحل في أوساطهم لعقدين كان يُقدّم محاضرات معمقة عن الفكر الأسلامي كل يوم في النجف, هذا بجانب صدى نهضته الفكرية المُمتدة لعقود ثُمَّ آلثورة سنة1979م ثمّ تأسيس آلدولة؛ لكن الدّعاة كما غيرهم من العراقيين و بسبب ألتّحجر و الجمود و فقدانهم للبصيرة الأستراتيجية لم يستوعبوا حتى قواعد و أولويات القضية الأسلامية المعاصرة, بل و فوق ذلك؛ فوجئوا بحدوث تلك آلثورة و أسبابها و منطلقاتها رغم أن المؤسس(الصدر) هو الآخر بيّنَ أبعاد و أسباب المحنة في العراق و حقيقة الثورة الأسلامية لهم بعبارات قويّة و بليغة للغاية منها: [لقد حقّقت الثورة رسالة كلّ الأنبياء]و[ذُبوا في الأمام الخميني كما ذاب هو في الأسلام] وغيرها, لكنهم بقوا يجهلون أبعادها ألعقائدية العالمية و جذورها في آلعمق الأسلامي(الثقلين) و بعضهم فسرها بحسب هواه و عقله الصغير!

لهذا نرى تذبذب (الدُّعاة) و هبوط مستواهم الفكري و الأخلاقي في متبنّياتهم و مواقفهم قبل و بعد إستلام الحكم مع المتحاصصين الفاسدين من البعثيين و القومجية و العشائرية بسبب تلك الثقافة السّطحية التي جسّدتها البيانات و النشرات الدّاخلية التي صُدرت بعد 1980 وإلى اليوم, حيث لم تكن ترتقى حتى لمستوى المؤمنين العاديين ناهيك عن الحركيين و قضايا المرحلة, و كانت أقرب إلى تقارير خبرية عن الواقع و لم تعكس فكراً  أو فلسفة أو عقيدة حيّة بإستثناء كُتيّب واحد و لبعض الحدود و في جانب واحد من جوانب الأسلام كتبه المرحوم ألسيد (أبو عقيل) بعنوان (القيادة في الأسلام), و في الحقيقة كان ترجمة لما كتبه رواد الثورة الأسلامية كآلخميني في الحكومة الأسلامية و آلمطهري في مؤلفاته و آلشيخ منتظري الذي كتب مُجلّدان كبيران بعنوان(ولاية الفقيه) كما الفيلسوف المطهري الذين جميعهم إستمدوا مصادرهم من أحمد النراقي و السبزواري في كتاب البيع و غيرهما من الذين بحثوا مسألة القيادة في الأسلام تفصيلاً .. بآلأضافة لمؤلفات و خطب آلسيد ألخميني و الخامنئي و آية الله الأبراهيمي و غيرهم من المراجع العظام الذين سبقوا الأخ المرحوم (أبو عقيل) بعقود و قرون من الزمن!

إنّ أهمّ أصل في حركة سياسية علمانية أو دينية  أو غيرها؛ هو (الهدف) و آلأصول(ألأخلاقية) التي تُبنى عليها مجمل البرامج و القواعد و الوسائل المعرفيّة و الثقافية و الفكريّة العامّة المتكاملة .. فكلما كانت واضحة و رصينة؛ كان تأثيرها و تحقيقها أسرع و مردودها أكبر بخسائر و جهود و زمن اقل و الحال أن هذا الأمر لم يكن بيّناً و واضحاً ألبتّه للدُّعاة بجانب فقدانهم لحلقة ألأرتباط بحيويّة مع آلسّماء ليكون بمقدور الأعضاء آلمنتمين الذين يتعاهدون للعمل الحركيّ الحزبيّ معرفة الأسس و الوسائل لتحقيق الهدف الأسمى المنشود من خلال ألنّصوص ثمّ آلآليات الشرعية للعمل بثقة عالية و آلسعي و التضحية بأعز ما يملك العضو  لتحقيق آلهدف المقدس المنشود للفوز بحُسن العاقبة(النصر أو الشهادة) ضمن منهج التنظيم خصوصا إذا كان الجهاد في أجواء صعبة و خطيرة و مُكهربة للغاية كما كان في العراق, و الحال أنّ تلك الأمور خصوصا (الهدف) لم يكن واضحاً و بقيت مجهولة المعالم للآن! و لو سألتَ آلدّعاة حتى هذا اليوم؛ (ما هو الهدف الذي تؤمنون به و تريدون تحقيقه)؟ لما كان بمقدورهم الجواب, و قد يكون أفضل جواب بكلمة (نريد الأسلام)! و لكن أيّ إسلام؟ هنا بيت القصيد المفقود مِمّا يكشف سطحيّة الثقافة ألدّعوية و فقدان القيم و إختلاط الأفكار التي يحملها الدّاعية في عقله!

فكيف يُمكن أن نُغيّر آلشعب و الأمّة مع هذا المستوى الفكريّ و الوضع المأساوي ألذي سبّب بآلفعل نتائج عكسية خطيرة بين الناس!؟

تناقشت مرّة مع المرحوم عزّ الدّين سليم (أبو ياسين) أيّام عملنا في وحدة إعلام المجلس الأعلى لسنوات طويلة بداية الثمانينات؛ حول مسألة التنظيم و الثقافة و المسيرة في الدّعوة, و أثبتتُ لهُ عقلاً و شرعاً بأنّ فكر(الدَّعوة) و بعكس ما أُشيع؛ لا يحوي ثقافة رصينة و فكرة متكاملة عن الأسلام في مقابل ذلك عدم فهم الدعاة لحقيقة ولاية الفقيه, و قدّمت له دراسة مفصلة وقتها كنت قد كتبتها بدمّي و دموعي, و قلت له هذه حصيلة تجربتي و أبحاثي بشأن التنظيم و العمل الحركي في الأسلام, و لمجرّد أنْ قرأ المقدمة و بعض الصّفحات الأخرى رجاني لأُعيره البحث لأيام فقط كي يطلع عليه تفصيلا لأنهُ غنيٌّ و هام للغاية كما قال؛ [قلتُ له هذا طلب كبير و أخاف أن يُفتقد, لذا أنا متردّد بأعطيه .. لأني لا أملك نسخة أخرى و أخاف فقدها و هي أعز ما كتبت بهذا الشأن, لكنه ألحّ عليّ و عاهدني بعد آلقسم بآلله أن يرجعها لي كأمانة في غضون أيام معدودات, قلتُ لهُ؛ طيّب سأعطيكها, لكن تذكر بأنّ هذه النسخة تمثل سنوات عزيزة و عزيزة جداً من عمري .. بشرط أن ترجعها لي و إلا فأني لن أسامحك و سأقاضيك يوم القيامة بثمنها
قال : لا مانع من ذلك .. إتفقنا!

و سلمته البحث الذي كان يتجاوز المائة صفحة, لكنه للأسف لم يفي بوعده و سأطالبهُ بها يوم القيامة, لأنه كان يمثل إضاآت كثيرة حول آلدعوة و العمل الحزبي في الأسلام , على أي حال .. هذا هو حال الدعوة و الدّعاة كأسوء خلف لأحسن سلف للأسف.


و لعلّ أهمّ و أعقد الأسباب التي أدّت لخسارة الكثير من آلدُّعاة ألمثقفين نسبياً و إنشقاقهم أيّام الدكتاتوريّة بعد سوقهم من بيوتهم و محلّاتهم و دوائرهم للسجون من قبل الأمن و المخابرات من دون إرتكاب خطأ أو جرم أو تقديم خدمة معينة يستحق ذلك؛ هو عدم وضوح تلك الأصول مع(ألهدف) الذي ما زال مجهولاً أو معلّقاً و كأنّهُ أهمل للأبد, هذا بجانب أسباب أخرى أضيفت لذلك بعد إسقاط صدام من قبل الأمريكان, منها؛ إنشغالهم بآلسّلطة و الحكم تحت ظل المستكبرين لأجل الأموال و الرّواتب و كأنّ الغاية من التنظيم الحزبي كلّه .. هو إستلام الحكم كفرصة لكسب المال و ضرب (ضربة العمر) كما يقول المثل العراقي, و علّة العلل في كلّ هذا التحجيم و الأنحراف الخطير الذي تسبّب بهدر حرمة دماء الشهداء وجهود العاملين؛ هو إفتقار الدّعوة و آلدّعاة للعلماء و للمفكريين الحقيقيين و كذلك عدم إنفتاحهم على أفكار العلماء و الفلاسفة الآخرين ألّذين قدّموا نتاجا فكرياً ثريّاً للأنسانيّة كان يمكن الأستفادة منه و إستثماره بصدق بعد الأعتراف بفضل أصحابها بذكرهم و إحترامهم على الأقل, لكن آلذي لاحظته و كان يحدث على الدوام و لحد هذه اللحظة, هو حالة التكبر على العلم و الفكر و تجاهل حرمة و حقوق المفكرين فلو كنت مثلا تُقدّم لهم فكرة أو نهج إقتصادي أو فلسفي أو خطة ستراتيجية أو حتى نظريّة هامّة عن مفكّرٍ أو عالمٍ أو فيلسوفٍ, كان أوّل تعليقهم هو: (نعرف ذلك من قبل)وعندما كنت تريد نقاشه ؛ كان يتعصب و يثور! و لذلك و بسبب هذا آلجّهل و التكبر و الأنغلاق و هبوط المستوى الفكري و آلأخلاقي و العقائدي للمُتصدّين في الحزب؛ فقد تسبّبوا في خسارة الدّعوة و الدّعاة و حتى حرمة الشهداء معاً بآلأضافة إلى خسارة آلشعب الذي كان يهوى الدّعوة في السابق و يحترمها لسمعتها و تأريخها, كل هذا مقابل أرباح آنية لجيوب الرؤوساء ثم الأعضاء, و إنّ آلدُّعاة الحقيقيين الذين إمتحن الله قلوبهم و الذين تحسسوا هذه المحنة الفكريّة في القيادات الغير الكفوءة بعد الثورة الأسلاميّة قد أنسحبوا بعد هزّات و مؤثرات خارجية غيّرت معالم و شخصية و حتى عنوان الدّعوة و مكانتها في قلوب الجماهير, لتتوالى الأنقسامات و حالة التشرذم في أوساطهم خصوصا ًبعد ما حذفوا فقيه الدّعوة(السيد الحائري) من الهرم التنظيمي بآلأضافة لحذف مجلس الفقهاء كليّةً تاركين الأمور للدّعاة الذين أكثرهم و لحد الآن لا يعرف (الخرطات التسعة) ناهيك عن تأريخ و أبجديات الفكر الأسلامي في إنتخاب الموقف الأمثل قبال الأحداث عند تعارض الأدلة الشرعيّة من فقيه لآخر مع قرارات الحزب, و كان هذا الوضع هو قمّة الفلتان و الفوضى الفكريّة و التنظيمية و السقوط الأخلاقي و العقادي و التنظيمي و آلأداري الذي خلخل كيان و هيكلية الدّعوة والدّعاة معاً وأدّت في النهاية إلى خسارة ألحكم تقريباً في العراق الجديد و فقدان شعبية الدّعوة بسبب تصرفات دعاة السلطة المفلسين فكرياً و أخلاقياً من الذين تسبّبوا هضم حقوق الناس لتزداد وتتراكم المصائب و السلبيات  و الشهداء و المآسي التي طفت على السطح بقوة بعد 2003م: لأنّ الشهداء و وإخوتهم الذين تركوا التنظيم كانوا بمثابة الخميرة  و ألذخيرة الضامنة لسلامة المسيرة و تقويمها ثمّ ترجمتها عملياً عبر حكم العراق الذي خُلي اليوم من الطيّبين و المجاهدين الحقيقيين و كما شهد الواعون على قلتهم و إنزوائهم ذلك, حيث حلّ بدلهم (دعاة اليوم) الذين أفسدوا أو كانوا فاسدين ثمّ أصبحوا بشكل طبيعي رموزاً للفساد بلا حياء للأسف و سبباً لذهاب حرمة و كرامة دماء الشهداء العظام الذين سيق بهم للموت من قبل الصداميين أفراداً و جماعات لمجرد أنهم كانوا مؤمنين بالله بصدق لا أكثر!

من المواقف الظالمة التي شهدتها شخصياً بعد هجرتي من العراق عام 1980م؛ هو أنّ الدّاعية الحقيقيّ عندما كان يُريد قطع إرتباطه بآلحزب بعد ما كان ييأس من آلأصلاح و تغيير الوجوة الكالحة لأقلمتهم مع نهج الأسلام و الثورة الأسلاميّة التي أوصى بها مؤسس الدّعوة(الصدر) نفسه كوصية أخيرة .. شاهدتُ و للأسف و بَدَلَ أن يُنصتوا لكلمة الحق أو يدرسوا أسباب الأنسحابات و الأستقالات؛ كانوا يمقتونه يتهمونه و يُكفّرونه حدّ إقامة  المحاكم و الأستجوابات بحقّه, و لو كانت(القيادة) تٌحاول تفهّم و وعي أسباب الأنشقاقات و الأستقالات على الأقل؛ لما كانت الدّعوة تواجه آليوم كل هذا الفساد و هذا آلمصير المحزن و المأساوي, حيث لم يبقى فيها سوى النّفعيّ والطفيلي من الذين (تعرّبوا بعد آلهجرة) بعد ما ماتت ضمائرهم ليعلنوا أخيراً و بفخر بأنّ (حزب الدعوة الأسلامية) قد تبدّل لـ(حزب الدّعوة العلمانيّة) بل أصبح شريكاً للظالمين, و هكذا وبعد إنتشار فساد الدّعاة بين الناس و كأنه ثقافة متأصلة بهم, أعلنوا في الوقت الضائع مع  قرب الانتخابات التي ستجرى بعد شهرين؛ بأنّ ["آلدّعاة" ليس لهم الحقّ بترشيح أنفسهم باسم الدّعوة و إنما كاشخاص يُمثلون أنفسهم لحفظ ما بقي من إعتبار للدّعوة بعد أن أستهلكوه و سوّدوا وجهها لمنافع مالية خاصة و أهداف ضيّقة]! و إن هذا الترقيع أو غيرها من التراقيع لا تُجدي شيئاً بعد خراب البلاد والعباد و سرقة أموال العراق على مدى 15 عاماً؟

إن الذي أراه ؛ هو أنّ (دعاة السّلطة) ألمُـتعجرفين و مَنْ تعلّق بهم من آلجّهلاء و المنافقين في الخارج لأجل المال و المنصب و آلشهرة .. لا لأجل ألله تعالى؛ قد وجّهوا طلقة ألرّحمة لرأس حزب الدّعوة الذي مَرّ بغيبوبة كاملة و إحتضر طويلاً في غرف الأنعاش اللاإسلامية وحيداً و لم تَنفعه التراقيع و العمليات الجانبية - المقطعية لأن إصابتها خطيرة و في صمصم المخ و سيطول وقوف الفاعليين الممسوخين أمام الله و الشهداء الذين ضحوا لأجل نشر (العدالة و آلمساواة) وصولاً (للسعادة) لتوحيد الله في دولة كريمة يتساوى فيه الجميع لا لأجل تكريس الطبقية و نهب المال العام وسط شعب مغضوبٌ عليه من  السّماء و الأرض بسبب الذنوب و الفوضى العقائدية, و لا أمل في ردّ الأعتبار للحزب ثانية و كما كان قبل 2003م لأنه إنتقل إلى رحمة الله .. إلا إذا ما أعلن الدّعاة توبتهم بشجاعة .. ثمّ إرجاع المليارات التي نهبوها لأجل بيوتهم و قصورهم و ذويهم  لإعمار و إصلاح الأمور و تشكيل حكومة عادلة يتساوى بظلّها الجميع في الحقوق و الأمتيازات بعيداً عن هيمنة المستكبرين.

و آلذي يحزُّ في نفسيّ؛ أنّ هذا آلحزب عندما لم يبق من أعضائه داخل العراق عام 1980م سوى بعدد الأصابع, لكنه إستطاع على الرّغم من ذلك إعادة بناء نفسه من جديد بوجود أؤلئك المعدودين من تلك الثّلة المؤمنة ألمخلصة القليلة بحسب علمي فحين إستلمتُ قيادة الحركة الأسلامية العراقية بعد شهادة الشهيد الكبير محمد فوزي و صحبه, بسبب الأخلاص و حب الله؛ لم يكن وجود أو حتى ذكر لأسم من الأسماء التي برزت بعد فترة إيران حتى سقوط النظام الصدامي, خصوصا شخص العبادي الذي ليس فقط لم يكن له نشاط جهادي؛ بل لم يكن له وجود أو ذكر وسط الدّعاة!

أمّا آليوم فإنّ العالم شهد العكس تماماً؛ فعلى الرّغم من إزدياد عدد ألدُّعاة الذين بلغوا عشرات الآلاف بعد أن كانوا بعدد الأصابع .. يضاف لذلك إستلامهم للحكم و السلطة و الرّواتب و المليارات و الحمايات و الدّعم المستمر من جهات و دول عالمية عديدة؛ لكنهم نقلوا صورة مخزية مُقززة و رديئة و خسّيسة و خبيثة عن الدّعوة و آلشّهداء, بسبب الفساد و فقدان الأخلاق و الأخلاص في وجودهم و نواياهم, لهذا ماتت آلدّعوة مع الدّعاة الحقيقيين و إنقلبت صورتها و صورهم آلجميلة في أذهان الناس قبحاً, بحيث أصبحت مبعثاً للأسى و مثلاً للفساد للأسف و لم يعد لها و لهم طعمٌ و لا لون ولا رائحة سوى لون و طعم و رائحة الفساد و القهر و الظلم بكل ألوانه و أنـواعه و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.
الفيلسوف الكونيّ/عزيز ألخزرجيّ

همسات فكر كونيّة(171)لماذا المنافقين في الدرك الأسفل من النار

همسات فكرٍ كونيّة(171)
لِي قُدرات كونيّة بفضلِ الله, أستطيعُ بها تَحَمّل حتّى جُنون آلبَشَر والبَقَر لدرجة ألتأقلم معها لإصلاحها, لكنّي أفقدُ صوابيّ مَعَ آلمنافقين(1) ألّذين يفحمونني بنفاقهم وفِعالهم لإختلاط ألمعايير عندهم.
عزيز ألخزرجيّ
فيلسوف كـونيّ
ـــــــــــــــــــــــ
(1) عَرِفتُ من خلال ألأنتربولوجيّا وآلسّايكلوجيّا وآلسّيسلوجيّا وآلفلسفة معنى النّفاق و المنافقين و أسباب وضعهم من قبل الله تعالى في الدرك الأسفل من النار و هي: ألتربية ألعائليّة آلعاكسة لِشخصيّة ألوالدين على آلمُصاب؛ ألتربية و آلتّعليم ألمدرسيّ؛ نهج آلنظام ألحاكم؛ ألذّات ألبَشَريّة ألمُلوّثة ألّتي ترتاح للفساد؛ ألأبتعاد عن آلتّقوى؛ ألدِّين ألمُشوّه ألّذي حُشِرَ فيه آلحقُّ و آلباطل بحيث يستحيل فصلهما؛ للحصول على المال أو المقام؛ العامل الأقتصادي؛ آلخلط الفكريّ (ألأزدواجيّة) ألّتي تُصِيب وتُرافق ألمُصاب حتىّ آلقبر بعد ما يُدَمّر حياتهُ ومُستقبل مَنْ عاشرهُ وربما المُجتمع إن كان له مقام ومنصب وعادّةً مّا يُصابون بآلكآبة وآلعُقد ألرُّوحيّة وآلنّفسيّة وآلشّعور بآلنّقص رغم تظاهرهم بآلدين و حُسن أقوالهم و إتزانهم أمامك, لذلك لا آلله تعالى ولا آلرّسول(ص) ولا الأئمة(ع) إستطاعوا حلّ مٌشكلة ألنّفاق و آلمُنافقين ألّذين يُفكّكون أواصر العلاقات الأجتماعيّة لذلك لا تنفعهم شفاعة ألشّافعين بعد ما جَعَلَ الله جزائهم آلدّرك ألأسفلِ مِنَ آلنّار و هم على درجات, أسوئهم أؤلئك الذين يفرقون بين الناس بتلفيقهم للكذب و خلط الأمور في العلن ثم الأعتذار لك سرّاً..

Saturday, February 17, 2018


Azez Alkazragy / A cosmic philosopher لماذا رهنوا ألعراق؟
ألأحزاب ألجاهليّة ألفاسدة ألتي تحاصصت حقوق العباد و البلاد بسرقتهم لأكثر من ترليون دولار خلال 15 عاماً؛ تُريد آلآن و بعد فشلهم في إدارة و بناء العراق ألتّمهيد لرهن حاضر و مستقبل العراق بآلكامل و لقرن على الأقل لأمريكا بل الاحرى للمنظمة الأقتصادية العالمية .. و للأبد لأنّ البترول الذي هو عماد الأقتصاد العراقي لا وجود له بعد نصف قرن من الآن, و سيتم إستعمال بدائل الطاقة كما بيّنا سابقاً!

لقد نبّهنا لذلك منذ عام 2006 م وحذّرنا من هذا المصير و مغبّة الوقوع في أسر ألدّيون الأستكباريّة؛ لكنّ دعاة السّلطة آلجّهلاء و معهم المتحاصصين الفاسدين و رغم نشرهم لسنة كاملة للموضوع(1) في موقع مجلة الدعوة والأضواء, لكن لا أحد منهم قرأهُ و ربما فرأهُ لكن لم يفهمه كآلمعتاد لأنّ الفكر عدوّ دعاة السلطة(2) و حين إعترضتُ على جهلهم بمقال لاحق بعد سنتين تقريباً بسبب إستدانتهم لعدّة مليارات من البنك الدّولي أيّام وزير المالية جبر صولاغ و مباركة رئيس الحكومة معتبرين حصولهم على الدَّين نصراً لهم, ثمّ ركزت على جهل و ثقافة رئيس الوزراء و لجانهُ و مستشاريه وعدم معرفتهم حتى بتعريف صحيح للسياسة و الأقتصاد والفكر الستراتيجي؛ لكنهم إغتاضوا و حذفوا حتى ذلك المقال من مواقعهم ظناً منهم محاربة الفكر و دفن الحقائق سيشفع لهم جهلهم و رفضت النشر معهم ثانية بعد ما طلبوا ذلك, لأنه لا فائدة بعد ما أنزلوا (الفأس برأس العراق) و (الدّعوة المسكينة التي كانت تحتضر في ردهات المستكبرين) بعد ما إستُنزِفت بآلكامل بعد إستيزارها.

وأستطيع القول ألآن بأن الدعوة ماتتْ بعد أن كانت مُسجّاة على سرير الموت و دُفنت اليوم في مثواها الأخير في محلّ ولادتها في النّجف و للأبد و لم يبق داعية حقّ سوى المنافقين من النطائح و المتردين الذين يُحلّلون الكذب و الغيبة و النميمة و أكل مال الناس بالحرام و بلا حياء أو ضمير حيّ, بسبب حالة المسخ التي أصابت دعاة السّلطة لفسادهم و إستنزافهم لتأريخ و إعتبار الشهداء و على رأسهم الشهيد الصدر(قدس) الذي ضحى لأجل آلمحبة و الصدق و العدالة لا لأجل النفاق و الكذب و الخراب و هدر حرمة و حقوق المؤمنين و آلمفكرين و الفلاسفة لأجل قصورهم و رواتبهم و حماياتهم و جمع التبرعات من المغفلين لصرفها لشؤونهم الخاصة باسم الفقراء.

و كذلك من مُفارقات ألزّمن و جَهل ألأحزاب الأسلاميّة لهبوط ثقافتها العقائدية و الفكريّة كما هو حال العلمانيّة و القوميّة و العشائريّة؛ فقد إنبرى إئتلاف (الوطنية) بزعامة ألبعثي الأصيل اياد علاوي ألّذي صَرّحَ بكون مؤتمر الكويت للدّول المانحة ضمن الفرص (الضائعة الكثيرة) التي كان يمكن أن تُساهم في إعادة الإعمار و تحريك عجلة المال و الاقتصاد و آلبناء للأمام لأنقاذ العراق المسروق, لكن فشل المؤتمر بقيادة رئيس ألوزراء خيّبَ الظنون و لم ينجح ألبته في تحقيق المطلوب.

و أضاف (آلائتلاف) في بيان له؛ [إنّهُ و بدلاً من آلذّهاب الى ذلك المؤتمر بمطالب و التزامات واضحة و مُحدّدة تخدم إعمار المناطق المحرّرة من الأرهاب و آلظلم مع حزمة من آلقوانين وآلشروط ألوافية لتحديد وضعيّة ألمنح حتّى لا تكونَ دَيْناً على الأقل؛ نراها قبلتها كديون مع شرائط مؤسفة أخطر من شروط قروض البنك الدولي].

و قد حذّرنا في مقال سابق من جانبنا أنّهُ يجب أن تُخضع الأموال ألأستثمارية لِلُّجان العراقيّة المختصّة المخلصة و آلمُجرّبة تحدّد الأهداف ألمنظورة بحسب الأولويات وطبق القوانين العادلة؛ لكننا رأينا هذه المرة أيضاً تحقق العكس .. بدل ذلك حيث حضر العراق للمؤتمر الذي أنهى أعماله اليوم بوفد ضمّ 150 عضواً أكثرهم لا يفقه شيئا عن الأعمار و البنى التحتية و الأولويات, بل ضمّ أطرافاً لا علاقة لها بالموضوع .. بضمنهم مجموعة(7 أعضاء) من الناشطين ألمدنيين، و فوق هذا كلّه قدّمَ آلوفد مطالب مبعثرة غير مدروسة أضاعتْ حقوقه و استنفدت قدرة الدول الصديقة على مدّ يد العون، فتحولت (المنح) الى (ديون) و شروط الشركات إلى قوانين تلزم الحكومة العراقية بتنفيذها بدل القوانين العراقية ألتي أساساً لم تكن موجودة بسبب جهل رئاسة مجلس ألوزراء العبادي و مجلس النواب الجبوري و من حولهم ألذين لا يفهموا و لا يفهموا شيئا عن مبادئ الأدارة الحديثة و الأقتصاد وآلفكر الأسلامي رغم عرضنا لذلك .. كما بقية الأحزاب الفاقدة للفكر و الثقافة, لنخسر العراق كلّه بعد ما رهنوا سيادتها و مستقبلها و تفاصيل القوانين لصالح المستكبرين في (المنظمة الأقتصادية), مقابل كلّ هذا تثبيت أجر رؤساء الأحزاب المتحاصصة في الحكومة لتأمين مُستقبل عوائلهم و أطفالهم داخل و خارج العراق و عسى نار الفقر و الفقراء تأكل حطبهم وتقطع نسلهم كما يقول المثل العراقي!

إنّ مُحافظ البنك المركزي ألمدعو ألعلاق يتحمّل ألوزر ألأكبر لهذا الفساد و لسرقاته المليارية بسبب التحويلات المشبوهة لمليارات الدولارات للأردن و تركيا و غيرها و التي حصل من ورائها على أموال و رشاوى و عمولات كثيرة و هو أول من يتحمل مع رئيس الوزراء؛ ألوزر ألأكبر في إفشال مؤتمر الكويت و رهن مستقبل العراق, بالموافقة على إغراقه بالدّيون ألسّيادية, بدلاً من آلمنح التي تُعطى بلا عوض وفوائد و شروط, لذلك على مجلس النواب و القضاء و إن كانا فاسدين أيضاً؛ فتح صفحة للتحقيق و إستجواب المعنيين للوصول الى من تسبب بفشل هذا المؤتمر ألذي كان الأمل الوحيد لأعادة الأعمار و البنى التحية.
 
حيث تمّ مع قرب إنتهاء مؤتمر الكويت رصد مبلغ 30 مليار دولار لا كمنح .. بل كقروض والتزامات استثمارية بإشراف أمريكا بشروط خاصة مفروضة و كما نبّهنا في مقالنا السابق؛[ الأستثمار القذر في العراق](3).
و كانت لجان عراقية مُختصّة قد حدّدت أكثر من 100 مليار دولار مطلوبة لإعمار المناطق المتضررة من غير البنى التحتية التي تحتاج لأضعاف ذلك, لذلك لا إعمار و لا أعمال و لا عمران و لا حتى بُنى تحتية و لا مستقبل للعراق, و هكذا دمّرت الأحزاب المتحاصصة الفاسدة واقع العراق و آلعراقيين و حتى مستقبلهم بسبب جهلهم و تكبّرهم على آلحقّ و أهل آلحقّ.
و إنّما رهنوا (العراق) بسبب ألمسخ ألذي شملهم بعد ما خُليتْ وجودهم من آلحياء, (و إذا كنت لا تستحي فكل شيئ حلال)!
ملاحظة أخيرة: و الله العراق لا يحتاج لمؤتمر ولا قرض, يكفي محاسبة 5 فاسيدن كبار للحصول على عشرات المليارات!
ألفيلسوف الكونيّ/عزيز ألخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للتفاصيل:
 
http://www.almothaqaf.com/qadayaama/qadayama-09/18725-2010-09-19-04-19-31
(2) سنغافورة كما الكثير من دول النّمور ألأسيوية سنة ١٩٥٩ كانت مزبلة و دولة لا يعرف لها تأريخ , بل كانت ضمن الاتحاد الماليزي التي لفظتها وتركتها جزيرة تائه, إلّا أن وطنيّة (لي كوان يو) جعلته ينقلها الى اهمّ دول العالم بعد رؤيته الفذه للاستثمار و ما كانت سنغافورة بهذا الحال لولا وطنية ساستها و نظرتهم لوطنهم نظرة الاصالة و الحرص؟
نعم سنغافورة التي لاتشكل مساحتها ربما اجزاء من العراق وهي لا تملك ايّ ثروة سوى العقل والحنكة والوطنية!
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2018/02/11/456637.html(3) للتفاصيل:

Thursday, February 15, 2018


شعارنا : (خلاصنا بآلمعرفة)
في بياننا آلكونيّ بمناسبة بدء السنة الميلادية عام 2009م وَجّهَ آلمُنتدى آلفكريّ دعوة عامّة و خاصة لجميع ألمُثقفين و آلأساتذة و الأعلاميين و آلكُتّاب في آلعالم عنوانهُا؛ [خلاصنا بآلمعرفة آلكونيّة], خصوصاً للدّول ألعربيّة و بشكلٍ أخصّ للعراق ألذي تشعّب فيه الجّهل و آلتخلف الفكريّ و الثقافي بسبب التربية الحزبيّة الفاسدة المنتشرة بين الناس و بدعم من القوى العالمية التي أوصلتهم للحكم بقطار إنكلو - أمريكي, و لا سبيل للنّجاة إلّا بتأسيس ألمُنتديات و آلمراكز آلثقافيّة و آلفكريّة لمناقشة قضايا الأنسان و آلفكر و آلوجود للوقوف بوجه تلك آلثقافة الحزبية المنحطة التي سرقت أموال الناس و أفسدت أخلاقهم بحيث فهموا الدِّين بكونه وسيلة للحصول على الغنائم و السلطة؛ لقد أكّدنا في بياننا الكونيّ؛ رسم المستقبل الأنسانيّ الكونيّ بشكل سليم يفتح آفاق الأنسان, التي تتحدّد مِنْ خلال آلتّفاعل مع آلمبادئ الكونيّة للمنتدى آلفكريّ ألذي بدأ في العراق ثمّ تورنتو و غيرها من البلاد خلال القرن الماضي وكثّف نتاجه بداية الألفيّة الثالثة, بعد ما إنقلبت أوضاع العالم فجأةً بسبب آلحروب الأستكباريّة و الإرهاب لأيجاد ألمنطقة الكُبرى في الخليج بإعتباره بؤرة ألأقتصاد ألعالميّ و منطلق ثورة آلمستضعفين التي لو إمتدّت لتغيير وجه العالم ضدّهم(أي المستكبرين), و رغم آلتجاوب الأيجابيّ مع المشروع الكونيّ في معظم دول العالم إلّا أنه لا يزال دون آلمستوى آلمطلوب آلذي كُنا نتأمّلهُ و آليوم لا تخلو محافظة أو مدينة عراقية كما معظم دول العالم من المراكز و المنتديات الثقافية, بعد عرضنا تباعاً أسس المنتدى في أربع دراسات, و كانت خطوات و مساعيّ كونيّة ستظهر نتائجها الطيبة إنْ شاء الله, وآلعائق الوحيد ألّذي يواجه الفكر وأهل الفكر اليوم هو ثقافة الأحزاب العلمانيّة والأسلاميّة المُتحجرة التي لا يرى أعضاؤها سوى رؤوس أنوفهم بسبب محدودية ثقافتهم و تفكيرهم ألّذي حلّل الفساد و الكذب و النفاق و تعميم الجّهل و محاربة العلم و أهل العلم!

إليكم تفاصيل أحد جلسات ألمُلتقى آلسّابع للمنتدى آلفكري بتورنتو/ كندا و التي كانت تُقام في مركز الفيلسوف الشهيد محمد باقر الصدر ثمّ مركز ألرّسول الأعظم(ص) في شارع برومنزي بمدينة إسكاربورو؛

إلتقى مُجدداً أعضاء آلمنتدى آلفكريّ في تورنتو يوم ألسبت(12\4\2008) بجلستها الأسبوعيّة  آلإعتياديّة في جوٍّ إيمانيّ رائع لتداول موضوعات مختلفة حول قضايا آلفكر آلإنسانيّ و أحداث آلسّاحة المختلفة, لإضافة صفحة ثقافية و علمية و فكرية أخرى للنهج ألفكريّ آلرائد لأثراء و دفع ساحة آلفكر و آلثقافة للأمام في العالم, لرسم طريق آلخير و آلسّعادة و الرفاه للناس آلذين أكثرهم تحوّلوا لعبيد وأقزام و منافقين تحت ظلّ رحمة المستكبرين في الحكومات الجاهليّة في كلّ دول العالم, بعد ما أصيبوا بنكسات و محن ولدّتها ضغوط آلواقع و حالة آلخلط آلفكريّ و آلتلون آلعقائديّ ألمأساويّ للمرجعيات آلمختلفة بحسب متطلبات الوضع المعيشي في ساحتنا آلثقافية و آلسّياسية ألمنكوبة.

إفتتح آلحاضرون ألمنتدى بآيات من آلذكر آلحكيم .. و بعد كلمة الترحيب تمّ قراءة رباعيتين من قصيدة ألسّيد (محمد صالح بحر آلعلوم) ألمكونة من 36 رباعيّة و كأنّها كُتِبَتْ بآلأمس و ليس قبل قرن تُبيّن مأساة العراق و العالم, و أعقبت بقصيدة قويّة و مُعبّرة عن مُواساتنا و تضامننا مع آلشاعر و الأديب آلكبير (بحر آلعلوم) ألّذي لم يحصل وقتها على دعم وتضامن مَن كان معه من أبناء جلدته و وطنه المدمى العراق كما هو حال (الفيلسوف الكونيّ ألوحيد المعاصر) ألّذي سبق عصره على ما يبدوا بعقود و ربما قرون!

لقد وصل الحال بشاعرنا الأديب لئن يُسجن أنذاك بسبب إنتقاداته للحوزة العلمية و مهاجمته للحكومة العراقيّة بقصائد فكريّة و صريحة لم تخلوا من آلفلسفة تنتقد ألفساد و المُفسدين و آلدّاعين لله كما هو حال العراق اليوم، و كان يُكنى بـ "أبو ناظم" و على أثر سجنه قال فيه الشاعر الكبير "محمد مهدي الجواهري":


"أبا ناظم و سجنك سجني" 

و أنا منكَ مثلما أنتَ منيّ.
و آلرّباعيتان ألمشهورتان:

ألأوّلى: [أينَ حَقيّ]
رحتُ أستفســرُ من عقليّ و هل يُدرك عقليّ 
محنة آلكون التى استعصتْ على العالم قبليّ 
أَ لِأجلِ الكونِ أسعى أنا أمْ يسعى لأجليّ .. 
وإذا كانَ لكلٍّ فيه حقٌّ .. أينَ حقيّ؟!

فأجابَ العقل فى لهجة شكّاك مُحاذر 
أنا فى رأسكَ محفوفٌ بأنواع آلمخاطر 
تطلب العدل وقانون بنى جنســك جائر 
إن يكن عدلاً فسلهُ عن لسانى: أين حقيّ؟(1) 

ثمَّ (الثانية) تتعلق بتضامن ألفيلسوف ألكونيّ مع هاتف آلحقّ (بحر آلعلوم) بشَرابَهُ من ذلك آلكأس آلمُعتّق في أمسيتنا, قائلاً:
على نُخبِ مُحَيّــاكِ
شَرِبنا خَمْرَةَ آلحُبِّ 
جلسنا نتعاطاها سلافاً عُتّقت دهـــــــراً
عروساً من بنات ألخُلد زُفت للملا بِكراً
من اللهِ أتتْ كُرمـاً و نوحٌ جَـرَّها خمـراً
فصنع ألخمر من نوحٍ .. 
و بعثُ آلكرم من ربِّيِّ ..
فلا نحنُ و لا أنتَ غداً نُسْألُ عن ذنبٍ!
تعالي
***
هبيّ أنّا قـد قضينا آلعمرَ بينَ آلخمرِ و آلكأسِ
فما جئنا بشيءِ مُنكرٍ لمْ يأته النّــــــــــــــاس
عرفنا آلرّاح من قبل وباقي الرّاح في رأسي
سوى الّلمسِ و هذا اللمس مقرونٌ بأنفاسيّ
تعالي
***
تعالي وَ إهْجري آلدِّينِ و جارينيَ في دِيني
ترى أنّكِ قد كُنتِ بنهجِ غير مضمــــــــونِ
و يأتيكِ بأشباحٍ من الرّوعـــــــةِ و آلرُّعبِ

خلقنا نحنُ للحُبِّ و ما في خلقنا خلّـة
و هل صانع كالله يستسلم للزَّلّــــــــة
هو الكامل في آلذّات وقد أنشأنا مثلهُ

فوجه الله في الذّاتِ و قد اســــبلَ أنواره
عيون ترقب الكون وتروي عنهُ اخبـاره
فكم من عاشق تعجز أنْ تكشفَ اسراره
يُريكَ ظاهر القلـــبِ
ويخفي سرَّ أسراره
***
معي ياغادة آلدِّيرِ "بياكارا" نصـطاف
بها مثلي يهيمون على لقيـــــاكِ آلاف
محامون و نوّاب و أعيان و أشــراف
و أنواع من الجنسيّن تستطلع للدّربِ
***
معي للعرف ما يمنــع ان نجلس للأنسِ
فأن تعتبري كأسكِ جزءاً حلَّ في كأسي
فهذا كأسكِ يَصْبوَ من رأسك في رأسي
فللزّهر و للعُشب
..................
و تضمّنت آلفقرة آلتالية موضوع محنة آلمفكر آلفيلسوف ألصّديق محمد باقر آلصدر (قدس) حيث صادفت تلك آلأيام ذكرى شهادته آلأليمة على يد زمرة آلبعث آلهجين في آلتاسع من نيسان عام 1980م , و محاولات آلكتل آلسياسية آلعراقية في تسيس و تحجيم فكر هذا آلمفكر آلعملاق ضمن محاورها و تكتلاتها و أحزابها بما يخدم أهدافها و مصالحها آلسياسية آلدنيوية للبقاء في آلحكم و قتل فكر هذا العملاق الذي بقي وحيداً وسط مدينة (العلم) النجف! ليضيف أؤلئك آلطفيليون آلجهلاء و بكل صلافة و بلا حياء صفحة أخرى من آلمظلومية على حركة و فكر هذا آلفيلسوف آلرّباني آلكبير لا تقل عما فعله آلنظام آلمقبور و لكن هذه آلمرة بإسلوب ماكر و مبطن ليعيدو قتله مرات و مرات!

و قد تطرق آلمفكر  الكونيّ الخزرجي (أبو محمد آلبغدادي) إلى إحدى آلموضوعات آلتي كتبها آلإمام آلشهيد بعنوان:ـ [ألإنسان آلهادف و آلإنسان غير آلهادف], موضحاً فيه مرام الشهيد الفيلسوف الذي أكّد على ضرورة أن يكون آلواحد منا هادفا في حياته لأجل خدمة الناس لا أن يكون عالة على المجتمع و كما هو حال معظم العراقيين داخل و خارج العراق, حيث حصروا أنفسهم في أداء عمل روتيني لا يستفيد منه سوى بطونهم و ما تحته بقليل و ربما عوائلهم فقط في أفضل آلأحوال , و هكذا كانوا و مازالوا يعيشون صغاراً و يموتون صغاراً كمئات آلملايين بل مليارات من البشر على آلأرض؛ من دون أثرٍ إيجابيّ في آلحاضر أو المستقل أو آلتأريخ , لأن موقفهم بسبب هبوط معارفهم ضعيفة و مدانة بقوانين آلله الذي سيؤآخذهم عليها في يوم آلقيامة(لأن آخر يوميه ليس فقط متساوية؛ بل أسوء مما قبله) و هذا هو حال كل آلبشر و عموم آلمسلمين و كلّ ألمنافقين آلمُدعين إنتسابهم لخط آلشهيد محمد باقر آلصدر (قدس).

ثم أشار آلمفكر الكونيّ الخزرجي آلبغداديّ إلى مشكلة حسّاسة يشترك فيها كلّ آلناس بدرجات متفاوتة, أ لَا و هي آلهدفية و آلغاية في آلحياة, مُتمثلاّ حالهم بالقصاب (ألّلحام) آلذي يُقطّع أوصال ذبائحه كلّ يوم عشرات آلقطع لبيعها على آلناس لكنكَ لو سالته؛ كم عصباً قطعت؛ أو كم عِرقاً مزقت؛ أو كم خليّة مزّقت بسكينتك في حياتك؟

لما كان بمقدوره ألأجابة بدقة .. لأنّهُ لا يعرف و لا يُركّز سوى على هدف أساسيّ واحد, هو: بيع أكبر كميّة من آللحم لتأمين لقمة آلخبز لأشباع بطنه في أخر كل يوم, أمّا لو سألتّ تلك الأسئلة جرّاحاً قديراً؛ لأجابك بدقة مع التفاصيل! لأنهُ كان قد تابع و درس و جرّب علم آلتشريح و آلطب و الأنتربولوجيا, و نفس آلحال يكون مع عامل يعمل في محلٍ لبيع للساعات, فرغم إنهُ يقضي أوقات عمله بين مختلف أنواع و أحجام آلساعات؛ لكنك لو سألته كم آلسّاعة في لحظة معينة؟
فإنه سوف ينظر إلى ساعة يده ليخبرك بالوقت .. بينما مئات آلساعات تحيط به من كلّ جانب و مكان!
و نفس آلأمر ينطبق على بائع آلمرايا ألذي يقضي جلّ عمله بين تلك آلمرايا لتنظيفها و ترتيبها و إصلاحها, لكنه قد لا ينظر لمظهره و هيئته و شعر رأسه بالذات من خلالها مرّة واحدة .. فتراه في أغلب آلوقت غير منظماً و غير مرتباً و يبعث على آلسّخرية بينما يمكنه أن يرى نفسه أينما دار بوجهه في ذلك آلمحل ليحسن هيئته و شعر رأسه و هذا هو حال آلبشر آلذين لا ينظرون و لا يرون آيات آلله و معجزاته في هذا آلكون, بل لا يرفضون الأنصات لمفكرٍ و فيلسوف, لأنهم كالأنعام بل أضلوا سبيلا.

أن ما أردنا قوله بوضوح من مردّ تلك آلأمثلة هو عدم وجود أهداف كبرى تُوجّه و تُحدّد مسيرة آلإنسان و أهدافه في آلحياة , فيقتصر عمره و أهدافه ضمن أعمال صغيرة أو مجالات لا تتعدى حدود جسده و بطنه و نفسه الخبيثة آلإمارة بالسوء, فتراه يقضي عمره و هو يعيش خارج آلمنظومة ألفكريّة آلإنسانيّة ناهيك عن الفلسفية إلّا بمقدار ما يُؤمّن سلامة نفسه و مظهره و راحة بدنه, أو أبعد قليلاً من هذا آلمدار ألضّيق في أحسن آلأحوال ليموت أخيراً و يكون نسياً منسياً ليواجه مصيراً مأساوياً يوم القيامة!

ما نستفيده من هذا آلفلسفيّ آلكبير و آلهامّ هو:

وجوب تحديد آلهدف .. بل الأهداف الصغيرة ثم المتوسطة ثم الأستراتيجية مع الأساليب و الآليات المطلوبة لتحقيقها, و بآلتالي تحقيق السعادة و العاقبة الحُسنى في رحلة الحياة آلتي وُضعنا لقطعها بلا إختيار على الأكثر؛
مشيناها خُطىً كُتِبَـتْ علينا .. و مَنْ كُتِبَتْ عليهِ خُطىً مشاها!

 لكن مع كل هذا .. يتطلب منّا أيضا معرفة سبب مجيئنا إلى هذه آلدُّنيا و ما هو آلمطلوب منا؟
و ألى أين آلمصير؟
و آلطريق الأمثل لكسب تلك المعارف هو آلإقتداء بالأنبياء و آلمرسلين و آلأئمة آلأطهار و آلفلاسفة و آلمصلحين ليبقى حياً للأبد, لأن آلذي يموت هو من أمثال ما أشرنا له من الذين يتكاسلون باعذار شتّى من الحضور لسماع الحقيقة مباشرة مع التوضيحات و الأشارات الحسّية و المحبة و الموجات الإيجابية التي لا تستطيع مليار حاسبة أو إنترنيت من نقلها للأنسان!

أمّا أؤلئك العظام ألّذين يتركون فكراً أصيلاً أو فلسفة أو نظرية علمية؛ فأن ذكراهم سيُخلد للأبد من خلال المفكرين آلذين سيحملون ذلك آلفكر من بعده للأجيال اللاحفة كالأنبياء و الأئمة و الذين يمثلون الأئمة من بعدهم كمحمد باقر آلصدر و أخته آلعلوية آلطاهرة و كالشهيد شريعتي و آلمطهري و آلخميني و الفيلسوف الكوني فهؤلاء هم شهداء آلله على آلكون.

و لا يمكن أن نصل تلك آلحقائق و إلى جواب يشفي غليل آلنفس و بالتالي سرّ آلوجود .. إلّا بالمعرفة!
و آلمعرفة لا تأتي إلا من خلال مَنْ يُمكنه إرشادنا للطريق عبر مناهج رصينة نكون معها جانِبِيِن لكلّ إنحراف في زمن كثرت فيها آلزلات و آلإنحرافات و آلأبتلاآت بحيث أدّت حتى لإنحرف آلكثير من آلعلماء و آلمراجع و آلفلاسفة بسبب ضعف مناهجهم آلبالية آلتي إعتمدت على مذاهب علم آلكلام فأهلكتهم, بعدما جانبوا حقائق آلواقع و غضو آلنظر عن ما يجري حولهم من آلمظالم فأصابهم آلهوان , و بالتالي لم يحققوا شيئاً من وراء أسفارهم الكونيّة؟ إنّ آلحقيقة تحتاج إلى من يوضحها للمريد و آلطالب .. و أولها كيفية معرفة آلنفس ثم آلله ثم آلمعارف آلأخرى في آلأصول و آلفروع من خلال تقارير الفلاسفة و نهج آلقرآن آلذي لم يستوعب منه معظم فقهاءنا سوى أحكام آلغسل و آلوضوء و الحيض و النفاس , أما أئمتنا آلأوصياء فقد أصبحوا مجرّد تأريخاً بين صفحات آلتأريخ يشار لهم من خلال إحياء مناسبات ولاداتهم و وفيّاتهم , و هذا آلأمر هو آلذي سبّب تسلط الظالمين علينا و جلب آلمآسي في بلادنا آلإسلاميّة و العربية منها خصوصاً ..

أما آلموضوع آلآخر ألذي طرحه المفكر الخزرجي في جلسة آلمنتدى آلسابعة : فقد دار حول موضوع آلعدل آلإلهي و الخلق من خلال نظرة آلتوراة و من ثم آلإنجيل و بعدهما آلقرآن آلكريم و سبب خلق آلإنسان, و تركز آلبحث حول إيراد إبليس لسؤال ورد في آلكتب السماوية حاول فيه تبرئة موقفه من آلمعصية آلتي إرتكبها, متضمناً عبثية بدء آلخلق قائلاً: (إذا لم أسجد لآدم فَلِمَ لَعَنني وَ لِمَ أخرجني من آلجَّنة؟ وما آلحكمة في ذلك بعد أنْ لم أرتكب قبيحاً إلّا قولي: لا أسجد إلا لكَ يا ربيّ)؟

لكن آلجواب آلشافي و عِلَلَهُ إستنبطناهُ من خلال تحليل متون آلقرآن آلكريم ألذي فيه علم ما كان و ما يكون!
 
ثم تبعه سؤال أخر بعد مداخلات هامّة من قبل آلأخوة آلحاضرين مفاده : لماذا فضّل آلله آدم على آلعالمين؟
و بعد مطارحات و نقاشات مستفيظة تطرق آلباحثون يتقدمهم المفكر الخزرجي إلى مسألة توحيد آلله و قضية أرباب و طواغيت آلعصر و كيف أصبحَ فيه آلإنسان مشركاً بإنضوائه تحتَ راية آلظالمين!؟ و إعتبارهم أولياء نعمتنا جهلا أو تجاهلا بدل آلله تعالى بشكل عملي, مُستدلّا هذا آلعبد بتفكيره آلمنحرف لتبرير موقفه آلذليل , و قد كثر آلأرباب في عصرنا هذا , و هم يدّعون آلربوبية ضمن مداراتهم و محاولاتهم للتسلط على كل ما يمكن .. كمحاولات آلأب في آلبيت و آلوزير في وزارته و آلرئيس في دولته و صاحب آلعمل في معمله و الشيخ في عشيرته و هكذا .. كل على شاكلته بدون حقّ و من دون أي أثر أو صبغة لله في تلك آلروابط و آلعلاقات.

ليعمّ في آلأرض آلفوضى و آلمآسي و آلحروب و آلظلم و آلجور, و آلله تعالى لم يترك آلناس سُدى بل أرسل عليهم رسله و أنبيائه و أوصيائه و ألقى عليهم آلحجج و آلبراهين و آلمعجزات لهدايتهم إلى طريق آلخير, لكن تنصل آلإنسان عن مسؤولياته و تكوّره حول ذاته و نفسه و كفره قد مهّد للشيطان لينتصر به و يتسلط بهؤلاء على آلناس, (قُتِلِ آلإنسان ما أكفره)؟ و (إنّ آلله تعالى لا يُغيّر ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم).

و بعد مداخلات مفيدة من قبل آلأستاذ آلحاج أبو حسين عزوز و آلأخ آلأستاذ آلمهندس أبو أثير و آلأخ آلحاج أبو عمار آلأنصاري و كذلك آلأستاذ آلإعلامي حسام آلصفار مدير مجلة(الساحة) حول مختلف آلمحاور آلمطروحة في جلسة آلمنتدى إنتهينا بعد إشارة من آلأستاذ آلحاج أبو حسين عزوز إلى و جوب آلعمل و آلإنتاج(ألمادي و آلفكري) و تثوير آلمشاريع لكل من يدعى إنتماؤه إلى مدرسة أهل آلبيت(ع) و في أيّ مستوى كان ليكون كسبه و مصدر رزقه حلالاً طيباً و رؤيتهُ في آلفكر و آلأسفار مُتقدماً بإتجاه آلحقيقة آلمُغيّبة من قبل الحاكمين لأجل المال و الجاه و التسلط!
 
و إتفق آلحضور على أن يكون هذا آلأمر , أحد موضوعات آلجلسة آلقادمة, تحت عنوان:
 (معايير تقييم ألبشر) لمعرفة آلأجدر و آلأفضل منهم ليكون قدوتنا في طريق رسالتنا لخدمة آلإنسان و مرضاة آلله تعالى.

و بعد مضي ما يقرب من ساعتين ختمنا مجلسنا آلفكري ألمبارك بحلول وقت آذان آلمغرب بالدّعاء و آلثناء و آلشكر لله تعالى على ما أنعم علينا من الخير بتوحيد قلوبنا على محبته وتوفيق ألمشاركة في هذا آلمنتدى آلمبارك والوحيد في عالم اليوم.
و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.
ع/ ألمنتدى الفكري/ تورنتو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تكملة القصيدة:
أنا ضيعتكا ضيعت جهدا في هباء
باحثا عن فكرة العدل بكد وعناء
وإذا بالناس ترجو العدل من حكم السماء
 وسماء الناس كالناس تنادى: أين حقي؟

 أتراني أرتئى ما يرتئيه الناس كونا
 و أجارى منطقا يعتبر الشك يقينا
وأقر الوهم فيما يدعيه الوهم دينا
 فيعودالعلم يدعوني بحق: أين حقي؟

إن أنا أذعنتُ للخلق و حاولت التعامي
كان شأني شأن من يطلب غيثا من جهام
 فنظام الخلق لا يعرف وزنا لنظامي
 ونظامي لميزل يصرخ مثلى: أين حقي؟

 ما لبعض الناس لا يحسب للتفكير فضلا
 ومتى ناقشته الرأي تعداك وولى
 زاعماإبقاء ما كان على ما كان أولى
 من جديد يعرف الواقع منه: أين حقي؟

ليتني أستطع بثّ الوعي في بعض الجماجم
 لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
 وأصون الدين عما ينطوي تحت العمائم
 من مآسٍ تقتل الحقّ و تبكى: أين حقي؟

 يا ذئابا فتكت بالناس آلاف القرون
 أتركينى أنا والدين فما أنت وديني
 أ مِنَ الله قد استحصلت صكاً في شؤوني
 و كتاب الله في الجامع يدعو: أين حقي؟

 أنت فسرت كتاب الله تفسير فساد
 واتخذت الدِّين أحبولة لفّ واصطياد
 فتلبست بثوب لم يفصل بسداد
 و إذا بالثوب ينشق و يبدو: أين حقي؟

 بان هذا الثوب مشقوقا لأرباب البصائر
 فاستعارالقوم ما يستر سوءات السرائر
 هو ثوب العنصريات و هذا غير ساتر
 و صراخ الأكثريات تعالى: أين حقي؟

 كيف تبقى الأكثريات ترى هذى المهازل
 يكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائل
 وملايين الضحايا بين فلاح وعامل
 لم يزل يصرعها الظلم فتدعو: أين حقي؟

 أ مِنَ القوميّة الحقّة يشقى الكادحونا
 ويعيش الانتهازيون فيها ناعمينا
و الجماهيرتُعانى من أذى الجوع شجونا
 والأصولية تستنكر شكوى: أين حقي؟

 حرّروا الأمّة إن كنتم دعاة صادقينا
 من قيود الجهل تحريراً يصدّ الطامعينا
 و أقيمواالوزن في تأمين حقّ العاملينا
ودعواالكوخ ينادى القصر دوما: أين حقي؟

 يا قصوراً لم تقم إلا بسعي الضعفاء
 هذه الأكواخ فاضت من دماء البؤساء
 وبنوك استحضروا الخمرة من هذى الدماء
 فَسَلِ الكأس يجبك الدم فيه: أين حقي ؟

 حاسبيني إن يكن ثمّة ديوان حساب
 كيف أهلوك تهادوا بين لهو وشراب
وتناسوا أنّ شعباً في شقاء وعذاب
 يجذب الحسرة والحسرة تحكى: أين حقي؟

 كم فتى في الكوخ أجدى من أمير
 في القصور قوته اليومي لا يزداد عن قرص صغير
 ثلثاه من تراب والبقايا من شعير
 وبباب الكوخ كلب الشيخ يدعو: أين حقي؟

 وفتاة لم تجد غير غبار الريح ستراً
 تخدم الحي ولا تملك من دنياه شبراً
و تود الموت كي تملك بعد الموت قبرا
 واذاالحفار فوق القبر يدعو: أين حقي؟

 ما لهذى وسواها غير ميدان الدعارة
 لتبيع العرض في أرذل أسواق التجارة
 وإذا بالدِّين يرميها ثمانين حجارة
 وإذا القاضي هو الجاني و يقضى: أين حقي؟

 أين كان الدِّين عنها عندما كانت عفيفة
 و متى قُدّرَ حقاً لضعيفٍ و ضعيفة
 و لماذا عدّها زانيةً غير شريفة
 أَ لِأَنَّ العرف لا يسمع منها: أين حقي؟

 كان من واجبه يمنحها عيش كفاف
 قبل أن يضطرها تبتاع عيشاً بعفاف
 و لماذا أغلظ القاضي فيها
 وهو مناف للنواميس ولا يسأل منها: أين حقي؟

 كم زنى القاضي و كَم لاطَ بولدان و حور
 واحتسى أوفر كؤوس من أباريق الفجور
 أين كان الدِّين عن إجراء قاضيه الخطير
 و لماذا لم يصارحه بحزم: أين حقي؟

 أ لِقاضي الدِّين تمييز على حال الجماعة
 ُأ عَلَيه الحكم لا يسرى و ان يأبى أتباعه
 أقضاة الدِّين أدرى بأساليب ألشفاعة
 و اذاالدِّين ارتضاها لم يطالب: أين حقي؟

 برياء ونفاق يخدعون الله جهراً
أينَ مكرالله ممّن ملأوا العالم مكراً
 إن صفا الأمر لهم لن يتركوا لله أمراً
و سيبقى الله مثلي مستغيثا: أين حقي؟

 ليس هذا الدِّين دين الله بل دين القضاة
 لفّقوهُ من أحاديث شياطين الرّواة
و ادّعوا أنّ من الله نظام الطبقات
 إن يكن حقا فقل لي يا إلهي: أين حقيّ؟

ليس في وسعى أن أسكت عن هذى المآسي
 وأرى الأعراف والأعراف من دون قياس
 بين مغلوط صحيح و صحيح في التباس
 و كلا العرفين لا يفهم منه: أين حقي؟

 خطأ شاع فكان العرف من هذا الشياع
 وصواب حكم العرف عليه بالضياع
 وسواد الشعب مأخوذ بخبث وخداع
 كقطيع يلحق الذئب و ينعى: أين حقي؟

 ليس هذا الذنب ذنب الشعب بل ذنب الولاة
 وجهواالأمة توجيه فناء لا حياة
 و تواصوا قبل أن تفنى بنهب التركات
 واذاالحراس للبيت لصوص: أين حقي؟

 دولة يؤجرفيها كلّ أفاك عنيد
 أجره لاعن جهود بل لتعطيل الجهود
 لم يواجه نعمة الأمة إلا بالجحود
 واذا النعمة تغلى في حشاه: أين حقي؟

 من فقيرالشعب بالقوة تستوفى الضرائب
 وهو لم يظفر بحقّ و يؤدى ألف واجب
 فعليه الغرم والغنم لسراق المناصب
 أ يُسمى مجرماً إنْ صاح فيهم: أين حقي؟
 من حفاة الشعب و العارين تأليف الجنود
 ليكونوا في اندلاع الحرب أخشاب وقود
 وسراة الشعب لاهون بأقداح وغيد

و جمال الغيد يستوجب منهم: أين حقي؟
 عائشاً عيشة رهط لم يفكر بسواه
 همه أن ينهب المال لإشباع هواه
 أين من يفتح تحقيقا يريه ما جناه
 ويريه بانتقام الشعب جهراً: أين حقي؟

 أيها العمال هبّوا و ارفعوا هذى البراقع
عن وجوه ما بها غير سحاب ومصانع
 واصرفوها عن عيوب عميت عن كل دافع
 و تراني صادفا عنها بقولي: أين حقي؟

 أيها العمال أين العدل من هذى الشرائع
 أنتم الساعون والنفع لأرباب المصانع
 وسعاة الناس أولى الناس في نيل المنافع
 فليطالب كل ذي حق بوعي: أين حقي؟

 كيف يقوى المال أن يوجد في غير جهود
 أين كان النقد لولا جهد صناع النقود
 ومتى يقدر أن يخلق طيرا من حديد
 فلهذا الجهد أن يدعو جهرا: أين حقي؟

 أين كان المال قبل الجهد أو قبل الطبيعة
 وهما قد سبّبا في غابر العهد شروعه
 واذا بالمال لا يذكر للعهد صنيعة
 وإذا بالجهد يستجدى مهانا: أين حقي~؟

 لم يُؤثر بيقيني ما أقاسي من شجون
 فشجوني هي من أسباب تثبيت يقيني
 ولتكن دنياي ما بين اعتقال وسجون
 وليكن آخر أنفاسي منها: أين حقي؟
قصيدة أين حقي؛ محمد صالح بحر العلوم