Wednesday, April 11, 2018

ألفلسفة آلكونيّة أكمل ألفلسفات
و إليكم ملامح الفرق بين المرحلة السابعة و المراحل الستة السابقة: من خلال الرسائل ألتالية مع أحد الكُتّاب ألباحثين:ـ 
كتب الأخ الكاتب و الباحث العربي نبيل القدس (رسالة خاصّة) نشرت في احدى المجموعات التي تضم مجموعة مفكرين و كتاب و باحثين من مختلف الأقطار و الأفكار, و إليكم تفاصيل الرسالة للأطلاع و النظر و الأستفادة منها إن شاء الله.
From: napeel alquds
Sent: April 9, 2018 3:39 PM
To: Mohammed Hamoudi ,Labeb Fares…
Subject: Re: لا انفي صفة المفكر عنك بشكل عام
الانسان الكونيّ
الانسان الكوني هو اي انسان على وجه الارض يجعل من الكون والانسان والحياة اساس لفكرته و قاعدة لتفكيره.
والمسئلة ليست الفاظ فلسفية كما يتفضل بها الاخ الخزرجي ولا هي بالفاظ المنمقة الجميلة او المعقدة او البسيطة
فالانسان الكوني هو الذي ينظر للكون والانسان والحياة
ويفكر بعقله هل لهذا الكون من خالق اي من صانع
ام ان الكون صانع لنفسه
فاذا كان الكون والانسان والحياة قد خلقوا انفسهم
اي هم من صنعوا انفسهم
فهم بالتالي يملكون ارادة الصنع والخلق وهذه الارادة تجعل من الكون حرا وليس مقيدا
لان التقييد الذي فيه الكون وسيره بنظام معين دقيق مفروض عليه وليس منه
فلو كان هذا النظام من تلقاء الكون اي من نفسه لكان الكون دائم التغيير وليس ثابتا ومقيدا
لان هذا هو التفكير السليم فمجرد ان يكون الكون مقيدا بنظام معين لايستطيع تغييره
والعقل يقضي بان الكون مقيد بنظام معين لا يستطيع التحول عنه يجعل هذا الكون
مصنوعا لغيره اي مخلوقا لغيره وليس صانع لنفسه او خالقها لانتفاء الارادة
وعدم تحرر الكون من نظامه
واما الانسان
فهو ايضا مصنوع لغيره اي مخلوقا لغيره وليس صانعا لنفسه او مخلوقا لنفسه
لان الانسان يسير سيرا جبريا وفق نظام الكون ولا يستطيع ان يخرج
مما يقيده ايضا
فالانسان ياتي للحياة جبرا عنه ويخرج من الحياة جبرا عنه
ومعلوم ان الانسان يكره الموت ويحب الحياة
ومع ذلك فانه يموت فهل يموت الانسان ذاتيا
اي هل هو الذي يميت نفسه ام الانسان يموت جبرا عنه
فمن الذي فرض الموت على الانسان وعلى كل الاحياء
لاشك من انه الصانع او الخالق
وكذلك الحياة فهي لاتسير بحسب اختيارها وانما بنظام مفروض عليها
------------------ــ
فاذا كان تفكير الانسان على هذا الاساس كان هذا الانسان هو الانسان الكوني
فهذا هو التفكير المستنير لمعنى المفكر الكوني
اما من يفكر مثلا بامر علمي معين وان كان يخدم البشرية كلها فلايقال عنه انه مفكر  كوني
لان ما توصل اليه ليس له علاقة باساس التفكير او الفكر الرئيس للكون
-------------------
والفكر الرئيس للكون انما هو الفكر العقائدي فالفكرة ان كانت متعلقة بالكون والانسان والحياة فهي العقيدة
فالمفكر الكوني هو مفكر عقائدي
وبالتالي فالمسلم مفكر كوني
والعلماني مفكر كوني
والملحد مفكر كوني
ولا يوجد مفكر كوني من غير الاصناف الثلاث
اما الفكر او العقيدة الالحادية فهي فكرة باطلة رغم انها تقوم على الاساس الكوني
الا ان الاجابة التي اعطتها وهي عدم وجود صانع للكون او خالق فهي فكرة خاطئة
لا يستطيع اي ملحد اثبات صحتها
وكذلك العلمانية التي تتدعي فصل الدين عن الحياة
فالمنطق والعقل السليم يقول اما دين واما لادين
واما الظلم الذي حصل وجعل الناس تفصل الدين عن الحياة فقد كان ظلما بشريا قام به الحكام وما يسمى رجال الدين
وظلم البشر كان امرا ملموسا وينبغي علاجه ولكن الذي حصل هو الخداع
فالعلمانية فكرة قائمة على الخداع وان كانت متعلقة بالفكر الكوني
وعليه فالسيد الخزرجي ليس مفكرا كونيا ولاينطبق عليه وصف المفكر الكوني رغم عمق التفكير لدى السيد الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــ
جوابنا على الأخ الكاتب و الباحث نبيل المحترم:
بتاريخ 10 أبريل 2018 2:25 ص، جاء من AZEZ AL-KAZRAGY
 أخي نبيل القدس المحترم .. بعد السلام و ألاحترام و التقدير العاليين على ما تفضلت به .. و بعد:ـ
أنا أوافقك على معظم ما تفضلتَ به سوى أنكَ رفضتَ أنْ أكونَ مفكراً, بَيْدَ أني كنتُ مفكراً .. والآن صرتُ فيلسوفاً بشهادة أهل الخبرة لأنيّ و بعد قرائتي الدقيقة منذ الأبتدائية لقصة الوجود وتأريخ الفكر والفلسفة التي هي أساس كلّ فكر و نظام وبرنامج علمي و ثقافي وفني و حضاري إستطعت أن أكتشف نقاط هامّة سلبية خطيرة لم ينتبه لها أيّ مفكر وفيلسوف آخر؛ فرأيت عندئذٍ من الواجب طرح فلسفة جديدة لدرء كل المفاسد التي خلّفتها الفلسفات المختلفة الستة السابقة والتي فشلت جميعها في تقديم نظام  كونيّ عادل للحكم بآلعدل لتحقيق السعادة بين آلناس الذين يعانون اليوم كنتيجة؛ شتىّ المصائب والمحن بسبب الحكام والأنظمة التي تتستر بآلديمقراطية والمدنية والأسلامية والتقدمية والحزبية بتوجيه المنظمة الأقتصادية العالمية التي تسيطر على كل شيئ في العالم خصوصا منابع الطاقة وآلأراضي الزراعية والمناطق والجزر.
لذا أرجو أن تُطالع لكن مع مقدمات تسبق ذلك فلسفتي الكونية بدقة قبل الحكم و بآلأخص من خلال الحلقات الأربعة و التي قد تصل لعشر حلقات, بجانب ألأسفار الكونية التي وصلت لأكثر من أربع مجلدات بعنوان: [أسفار في أسرار الوجود]و كذلك الحلقات الأربع  بشأن(فلسفة الفلسفة الكونيّة) وبعدها سنكمل إن أحببت مع فائق التقدير مرة أخرى لما تفضلت و إعتقدت به .. . محبتي
الفيلسوف الكوني / عزيز الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــ
جواب الأخ الكاتب و الباحث نبيل المحترم:ـ
From: napeel alquds
Sent: April 11, 2018 3:45 PM
To: Azez Al-Kazragy
Subject: لا انفي صفة المفكر عنك بشكل عام
لم انفي عنك صفة المفكر بشكل عام
وانما النفي هو مصطلح المفكر الكوني
لان التفكير الكوني يكون الكون هو موضوع التفكير
وليس مثلا المجتمعات او الانظمة او اي امر اخر
واما الفلسفة فانا مقتنع تماما بانك فيلسوف
ولكنني ارجوا ان تكون مفكرا كونيا
وهذا لايكون الا بالتفكير بالكون من حيث اصل الوجود
فحتى يقال مفكر كوني لابد ان يكون التفكير منصبا على الكون ككل
وهذا يعني ان يكون التفكير منصبا على الكون من حيث الوجود
من اوجد الكون ام هل اوجد نفسه
هل من صانع او خالق للكون
فاذا كان الكون بلا صانع فلابد من اثبات ذلك بطريق عقلي اي بطريق التفكير
واما ان كان هناك صانع او خالق فايضا يجب اثبات ذلك بالعقل
ثم وفي الحالين ما العلاقة بين وجودنا وبين ماهو قبل الكون والانسان والحياة
وما العلاقة بينهما في الحياة الدنيا
ثم ماذا بعد الموت هذا هو التفكير الكوني
ـــــــــــــــ
جوابي له:
From: AZEZ AL-KAZRAGY
Sent: April 11, 2018 6:44 PM
To: napeel alquds
Subject: Re: لا انفي صفة المفكر عنك بشكل عام
أخي نبيل:  سلام عليكم و طابت أوقاتكم بكل خير .. و بعد:
أنا لا أناقش بطريقة كلاسيكيّة ولا أعيد ألمسائل التي تمّت بحثها و مناقشتها بما فيه الكفاية, خصوصاً مسألة وجود الله من عدمه ويعتبر بحث (العلل الكونية الأربعة) في قضية وجود الكون برهاناً كافياً و مجزياً, كما أني أكره التكرار وآلتراكم, هذا أولاً و ثانياً أركّز وأحاول الآن كتابة وإظهار فلسفتي الكونيّة الجديدة الشاملة حيث تُمثل المرحلة السابعة بعد المراحل ألتأريخيّة (ألستة) التي بدأت من عصر الأغريق ثمّ سقراط وأفلاطون ثم فلاسفة النهضة وحتى عصر فلاسفة العولمة اليوم!
و إعلم أيضاً بأنّ مكانة الأنسان بحسب فلسفتنا الكونيّة تُعتبر علّة العلل في وجود هذا الكون وهو الضلع المقابل لله تعالى (عاشق و معشوق), يعني لولا الأنسان لما خلق الله الكون أبداً, هذا لو آمنّا بأنّ الله كان كنزاً مخفيّاً فأراد أن يُظهر فخلق الوجود لأجل الأنسان الذي سيظهر به .. بأخلاقه لا بجسمه وصورته الظاهرة, والظهور يتجلى من خلال العبادة أيّ (الأخلاق الحسنة) و التي بدونها لا وجود لله!
بل فلسفتي تبحث و تُعرض كلّ الوجود في هذا الكون و قد بينتُ بآلفعل ذلك من خلال (ألمثلث الكوني) الذي ناقشته في الحلقة الثانية او الثالثة من [فلسفة الفلسفة الكونية].
في الختام:ـ عذراً لم أفهم عبارتك:ـ
و[لكنني ارجوا ان تكون مفكراً كونياً وهذا لا يكون الا بالتفكير بالكون من حيث اصل الوجود].
بدايةً عليك أن تعلم بأن (المفكر) يتأخر عن الفيلسوف ولا يتقدّم عليه, لأنّ كل إنسان مفكر حتى العامل البسيط يمكن إعتباره مفكراً وآلتفكير على درجات, لكن الفيلسوف مسألة أخرى لأنه يبحث في علل و أعماق الفكر يصل للأبستيمولوجيا.

و سؤآلي يا أخي هو : هل أنتَ تعرف أو هل أنتَ نفسكَ مفكرٌ كونيّ حتى تعرض أو تقترح علينا كي نكون ما نكون؟ بيد أنّ كلّ عناوين بحوثي الأخيرة ومتونها حصراً؛ هي " فلسفة الفلسفة الكونية"؟ بجانب ذلك لا يوجد في عالم اليوم كما الأمس فيلسوفاً كونياً بهذه الصّفة غيري و الحمد لله بشهادة المفكرين و فيلسوف الفلاسفة كما بينت سابقاً.
و أخيراً: أرجو أن تقرأ الحلقات الأربعة ثم الخامسة التي سأنشرها تباعاً بعد يومين أو ثلاثة مع التقدير, محبتي لك و للأخوة جميعاً.
ألفيلسوف الكوني؛ عزيز الخزرجي

Tuesday, April 10, 2018

همسات كونيّة(189)
  بعد فشل ألمراحل ألفلسفيّة ألسّتة ألتي دمّرت العالم وسبّبت موت ألضمير والعنف وآلفوضى والنفاق وإنتاج حكومات ظالمة تتستر بديمقراطيّة ألمنظمة الأقتصادية العالميّة؛ جاء دور فلسفتنا (آلكونيّة)(1)لإنقاذ ألعالم من ذلك الفساد العظيم بإذن الله.
Azez Alkazragyعزيـز حميد ألخـزرجيّ
A cosmic philosopher
فيلسوف كـونيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لمعرفة أسس و مبادئ فلسفتنا الكونية, راجع؛ سلسلة [فلسفة الفلسفة الكونيّة] مع مباحثنا؛[أسفار في أسرار الوجود].

Monday, April 09, 2018

مِحنة باقر ألصّـــدر ألحقيقيّــة:
(تالي ألليل تسمع حِسّ ألعياط)


(تالي الليل تسمع حِسِّ ألعياط) مَثَلٌ عراقيّ قديم طالما كرّرهُ والدي رحمه الله أثناء حياته حين كان الحديث يدور حول السياسة و الحكام و الوضع الأجتماعيّ والأقتصادي في العراق حيث كان(رحمه) يختم بآلقول: [تالي الليل تسمع حِسّ ألعياط], و لأني كنت صغيراً في الأبتدائية كان دركي كما أكثر الجالسين إلّا الواعيين ربّما؛ بأنّ المعني من ذكر ذلك (ألمَثَل) يَخصّ العائلة التي تُسرق ليلاً ثمّ ينتبه الناس صباحاً  على صياح و عويل العائلة المسروقة بعد كشفهم لأمر ألسّرقة, هذا كان تفسيرنا البسيط الذي كما كنا نفهمه و لم يكن خاطئاً بآلمنسبة لكن القصد بآلنسبة للوالد كان شيئا آخر و أكبر, و لم يُوضّح لنا يوماً المعاني الخفيّة للمّثل و القصد منه لأسباب معلومة .. و حين كبرت كشفت السّر من ورائه, حيث كان رحمه الله لا يزال يُكرّر ذلك حتى  بعد إستحكام الحصار الأمريكي خلال التسعينات بجانب الحصار الصدامي على العراق أصلا و إلى ما بعد سقوطه, لكنه أعقب على ذلك المَثل مضيفاً تعليق آخر مفاده:
[إن شعباً لا يفهم مضارب الأمثال وغاياته إلا بعد مرور الأجيال و خراب البلاد و العابد؛ لا يستحق غير هذه الحكومات الفاسدة التي تتسلط و برضاهم كلّ مرة بسبب تغلغل الجّهل بينهم وبين أوساط المتعلمين والاكاديمين ومَنْ يُسمّون أنفسهم بعلماء الدِّين]!
و قد أكّد مضمون هذا القول أيضا بآلمناسبة؛ الفيلسوف الفرنسي (روجيه أو "رجاء" غارودي), حين مُنِعَ من قبل الحكومة و الشعب زيارة الشهيد محمد باقر الصدر, قائلاً؛ [لم أرَ شعباً أجهل من الشعب العراقي الذي يعادي الفلاسفة و يدّعي بأنهُ صاحب تأريخ ودين؟].

 لقد لاقى الصدر الأول و لا يزال؛ الكثير من الظلم و آلأجحاف من المقربين و "المثقفين" قبل البعيدين و البعثيين لركونهم إلى الدّنيا و آلتمسك بدين قشري يُؤكد على دراسة مسأئل فقهية متكررة أياماً و شهوراً و ربّما سنوات لفهمها؛ بينما لا يُحرّك ساكناً على مظلومية أنسان أو حتى قتله و سجنه و إبعاده عن وطنه كما حدث مع الملايين منهم حتى أفرغوا العراق اليوم من الطيبين, و لهذا إنتشر الظلم و الفساد و النهب و الفساد و كأنهم إمتداد للبعث والنظام الصدامي,على يد المُدّعين للدين و الدعوة و الوطنية و المدنية والقومية التقدمية و ولاية المرجعية, للحدّ الذي شرعنوا و قننوا الظلم و الفساد الذي إستمر للآن بهدر حقوق المظلومين و تكرار قتل الشهداء وفي مقدمتهم محمد باقر الصدر للأموال و الرواتب بعيداً عن نهج الحقّ والدفاع عن المظلومين لأنها تعارض مصالحهم الدنيوية!!

 لذلك كله ندم الشهيد المظلوم محمد باقر الصدر في أواخر أيامه بحسب ما نقله الشيخ النعماني الذي كان محاصراً معه, و كما أورد قوله بهذا الشأن في كتابه (الشهيد الصدر؛ سنوات المحنة و أيام الحصار) ما مضمونه: [خطئي الوحيد هو إنني إنشغلتُ و صرفت عمري بآلتدريس و البحث و آلفقه و الفلسفة لتوعيه العلماء و المثقفين الذين بدى وكأنهم لم يتعلموا شيئا؛ لأنهم خذلوني و لم يفعلوا المطلوب و نسيتُ للأسف هذه الشريحة  ألشابة ألشُّجاعة(في إشارة إلى أؤلئك الشباب الذين تبيّن لي أنهم أكثر إلتزاماً و رجولة و غيرة على الحق و الأنسانية و المظلومين بآلقياس مع العلماء و المراجع و الطلبة و المثقفين الذين صرفت عمري لأجلهم)(1), حيث كانوا قد هجموا بآلقامات أيّ (الشباب الشقاوات) كما يسمونهم بآلمصطلح العراقي - على أفراد الأمن الذين كانوا يُحاصرون بيت الشهيد ليل نهار] وأضاف الشهيد الفيلسوف لذلك بالقول: [لو كتبَ الله لي البقاء هذه المرة فأنّ أوّل عمل أقوم به هو الأهتمام بهؤلاء الشباب الذين تركتهم و تركهم المجتمع للأسف, فهم وحدهم قد يغيّروا آلأحوال في العراق] لهذا فأن العراق لا يمكن أن يتخلص من الفساد ويستقيم أمره ما دام الشعب و مثقفيه لا يفهم أبسط حقوقه وتكاليفه ولا يعي أبسط ألقواعد الفلسفية الكونية و فوقهم الطبقة(الأكاديمية) و (المثقفة) لأنها تَركتْ الحق وآمنت بدين قشري تقليدي خليط بآلحلال والحرام والصح و الخطأ و تقديم المهم على الأهم والمسائل الشخصية على العامة و الوطن و قلب موازين العمل الصالح .. من دون أن يعلموا اىّ " أنصاف المثقفين" و "دُّعاة السلطة اليوم" بشكل خاصّ بأنهم حطموا حتى مستقبل الأجيال القادمة, لجهلهم و لعداوتهم للفكر و الثقافة و الفلسفة و من يحمل الفكر و آلفلسفة, بدليل أن معظم الدّعاة لم يُعينوا الصّدر بآلأمس و لا من تصدى للفكر والفلسفة اليوم .. بل  لم يقرؤا حتى و لا كتاباً واحدا بشكل جيّد و بوعي و فهم من كتب الصدر الأول أو أيّ كتاب أو موضوع فكريّ و فلسفيّ, ناهيك عن المعارف و الاسرار التي كتبناها بآلدّم و الدموع,حتى وصل الحال بهم لأن يُعادوا و يتهموا و ينبذوا طلابه الحقيقيين, و كما حدثَ لي و للسيد آلهاشمي و الآصفي و الحائري و غيرهم كمصداق على ذلك, لهذا محنة الصدر الحقيقيّة لم تكن من الأعداء ولا من صدام اللعين نفسه بقدر ما كان من الأصدقاء و المُدّعين (المنافقين) لنهجه, فصدام اللعين كان آخرهم حين حاصره ثمّ أعدمه بعد ما تُرك - بل تركوه - لوحده في الدار كما حدث مع مسلم بن عقيل و الحسين(ع) على نفس تلك الأرض الغير المقدسة ولذلك ستستمر (تالي الليل تسمع حسّ العياط) مع إستمرار معادة الفكر والفلسفة وتجذّر الفساد في القلوب وبيع الأوطان وآلأنسان.
Azez Alkazragyعزيـز حميد ألخـزرجيّ
A cosmic philosopherفيلسوف كـونيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لم يذكر هذا النص في كتابه بآلضبط , لكنه ذكر آلمضمون , ربما مُراعاتاً للذوق العام و الخاص.
همساتٌ كونيّةٌ(188)
ألأنسانُ آلكونيُّ يأبى أنْ يكونَ عضواً في حزب أو منظمة لأنّه ُإنتقاصٌ لكونيّتهِ وتحجيمٌ لعقلهِ وفكرهِ ألذي أوجبَ اللهُ عليه تفعيلهُ لمعرفة جمال وأسرارِ ألوجود ألتي لَمْ يُكتَشفُ منها إلاّ آلقليل بإختصار؛ ألكونيُّ عِلّةَ الوجود للوصال مَعَ آلمعشوق.
Azez Alkazragyعزيـز حميد ألخـزرجيّ
A cosmic philosopherفيلسوف كـونيّ
...

Saturday, April 07, 2018

همساتٌ كونيّةٌ(187)
هل يُمكن تطبيق آلعدالة لأحياء ضمائر الناس الممسوخة بسبب الأحزاب الحاكمة لمنفعة (ألمنظمة الأقتصادية العالمية)؟
خصوصاً بعد تأزّم الأوضاع والحروب وإنتشار الفقر وثبوت القوانين كما هي آلآن برعاية الأحزاب المتلبسة بألديمقراطية, لذا:
يستحيل تحقق العدالة الكونيّة ليس في العراق فحسب بل في كلّ دول العالم بسبب لقمة الحرام التي بات الجّميع للأسف يتنافسون عليها بعد ما فسدت قلوبهم و في مقدمتهم الرؤوساء و أعضاء أحزابهم؛ حتى حال الباطل بين نفوسهم وبين الحقّ المتمثل بالفلسفة الكونيّة العزيزية العلويّة كنهج أمثل لأهل الحياء وآلضّمير الذين لا يصل عددهم مائتين أو ثلاثمائة آدمي من بين سبعة مليار من البشر رغم ثبوت فساد المراحل الفلسفية الستة السّابقة التي مرّت عبر التأريخ من عصر الأغريق إلى نهاية القرن العشرين الماضي و بداية إنتشار فلسفتنا الكونية التي تريد تحقيق العدالة و نشر المحبة على أمل الوصول للمعشوق الحقيقي !

المشكلة التي تُعيق بل و تمنع 
تطبيق العدالة والمساواة بين الناس؛ هي آلدساتير و القوانين الوضعية التي شُرّعت على مقاس جيوب الحاكمين الموظفين لدى المنظمة الأقتصادية, لذلك فآلأمور اليوم عَبَرَتْ الخطوط الحمراء و وصلت نقطة ألصفر بعد مسخ الضمائر وشرعنة المسؤوليين والرؤوساء المتحاصصين للفساد, لذلك لا إمكان ولا أمل و لا مجال لتغيير الوضع الذي أصبح الجهاد لبقائه و إدامته "نصراً وحكمة و توحيداً في سبيل ..." للأسف!!؟

آلأنتخابات ألجّارية في بلدان العالم بداية كلّ ربيع ما هي إلا تبديلاً للأدوار و الوجوه من قبل الأحزاب نفسها التي تتوالى بإنتنظام مع بقاء الدستور وتطوره بإتجاة مصالح الفاسدين لأسكات الشعب و إدامة النهب والفساد القانوني الذي تمّ تشريعه من قبلهم, لذلك إعتبر الجميع(أكثر من 200) حزب الفوز في الانتخابات غنيمة لضرب ضربة العمر بغطاء الديمقراطية التي يعتبرونها نهج ألخلاص لتمويه العقول! وكأن السماء لم يحدد نظاماً عادلاً وقوانين  حدّدتها الفلسفة الكونية لنجاتهم معتبرين ألرسالات السماوية وختامها (الفلسفة الكونية) عائقا أمام فسادهم مدّعينها مُجرّد رسائل غير ملزمة و تخالف آلدّيمقراطية من أجل الحصول على القصور والظهور على حساب الأوطان وكما شهدنا ونشهد اليوم وتلك هي الغاية بعقيدة الأحزاب!

و ها أنتم تشهدون طلاب المحاصصة خلال أكثر من 200 حزب  في العراق قد شحذوا هممهم كما كل موسم إنتخابي وعرضوا صورهم المقيتة و آراءهم الخدّاعة وإشتروا الذمم  للفوز بأيّ ثمن و وسيلة لأدامة الفساد و نهب المال.

إن المحنة, كل المحنة سببها مسألة واحدة كما قلت تكراراً في مقالات و بحوث موسعة .. و هي :
[ألتربية المدرسية والعائلية والحزبية الضّيقة بجميع إتجاهاتها, لهذا تشوّهت (الحقيقة) بين أوساط الناس الذين تمسكوا جهلاً بدين تقليدي قشري ليس فقط لا يوصلهم لحقيقة و إسرار الوجود؛ بل وخدرتهم و ددفعتهم نحو الفساد والأنغلاق وآلعصبية وآلتّنفّر والأرهاب وإحياء القوانين العشائرية وآلحزبية بل وآلسّماح بآلتلاعب بالأحكام وقلبها 100% بحسب أهوائهم كضد للفلسفة الكونيّة ألعزيزية ليتحول الحرام حلالاً طيباً والحلال حراماً خبيثاً ولا من رقيب بعد موت الضمائر.

إن الأحزاب المتحاصصة لعبت دوراً كبيراً في إشاعة الثقافة الجاهلية في آلبلاد وآلعباد متنكّرةً للثقافة آلآدميّة ألمتبناة في الفلسفة الكونية التي تعتمد أسساً فلسفيّة لتشريع القوانين التي تضمن تحقق العدالة والمساواة ومحو الطبقية بين الجميع.
Azez Alkazragyعزيـز حميد ألخـزرجيّ
A cosmic philosopherفيلسوف كـونيّ

Thursday, April 05, 2018

همساتٌ كونيّة(186)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=594626


بيان الله لفقراء ألعالم
إنتخبوا آلمؤمنين ألصّادقين ..
مع بداية فصل الربيع وإنشراح الطبيعة وآلخلق تستغلّ أكثر حكومات العالم الفرصة لأجراء الأنتخابات لكن لا

لصالح الفقراء و المستضعفين كالعادة؛  
بل لمنافع رؤساء الأحزاب الفاسدة, لذلك:
[يا فقراء العالم إتّحدوا]؛

[يافقراء وأيتام العراق توحّدوا]؛ [يا أيها المظلومون في العالم إتّحدوا ضدّ السّلاطين و الطغاة و الأغنياء]؛  ياعوائل الشهداء والمحرومين إتّحدوا ضد قادة الأحزاب العميلة بكلّ ألوانها و مسمّياتها لأنهم سبب محنكم و لتجوعكم و غربتكم؛ ولا تكونوا سبباً لأغنائهم فيستعبدونكم لجهلكم بعد تشكيل حكوماتهم التحاصصية التي تعمل ضمن نهج (المنظمة الأقتصادية العالمية)] لحصولهم على رواتب ومخصصات مليونية و قصور عالية, فآلله تعالى يُحبّكم و يُخاطبكم بقوله: [مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا] (ألأحزاب23). وأنّ العاقبة الحُسنى لكم بشرط رفض ألطغاة ألذين يمتازون عليكم بكلّ شيئ؛ لا تسمعوا شعاراتهم الكاذبة؛ ألقموهم حجراً حين يَخْطبون لأنهم يُعمّقون الجّهل بينكم لسرقتكم, لا تُصفّقوا لهم كما صفّقتم من قبل لغيرهم لمنفعة أسيادهم في الغرب وآلشرق؛ قاطعوا مجالسهم؛ لقد جَرّبتم جميع الأحزاب القومية والوطنية و الأسلاميّة و التيارات و الكتل التي توافقت على نهبكم .. كما جرّبها آبائكم و أجدادكم من قبل وما رأيتم خيراً, بل كانت تجارب مؤلمة شوّهت الأسلام و الوطن والدِّين والأنسانية]! لذلك كثر بسبب نهج الحكومات والأحزاب الذين وصل عددهم في العراق وحده لـ 205  - وإزدادت ألطبقات والتشكيلات والمنظمات والتيارات وآلأنشقاقات لأجل الدّنيا ثمّ فرّخت عن إنشقاقات وتيارات وأحلاف أخرى بعد ما فشلوا في الأولى لأجل الحكم والمناصب والمزيد من الأمتيازات على حساب الفقراء والمعذبين؛ لهذا نُعلن أليوم للناس كافة ولأمّة الأسلام خاصة وللشعب العراقيّ بشكلٍ أخصّ عن تشكيل تيار جديد – هو قديم في أصوله يمتد في أعماق التأريخ من هابيل السّخي المتواضع إلى آخر فقير اليوم – مقابل آخر قابيل باسم (تيار الفقراء المستضعفين) وإنّ آلأنتماء مفتوحٌ لكلّ مُعذّبٌ في الأرض لأنّ هويتهم إنسانيّة واحدة, خصوصاً في عراق الفساد و الجّهل و الجريمة والظلم والعبودية والنفاق وآلسّحر والتحاصص للدّولار والسّلطة والشّهوة كما في كلّ الأرض, بشرط إيمان العضو بآلمبادئ ألأخلاقيّة والفلسفيّة الكونّية و قبلها التواضع ألتي تُميّز المستضعف! وألفقير ليس بآلضرورة أن يكون مُعدماً مادّياً فقط, وإن كانت تلك الصّفة مشتركة بينهم؛ بل قد يكون أيضاً فقيراً في آلأخلاق والفكر والعلم والمعرفة وآلآداب الكونيّة وبحقيقة الأيمان بآلله و بأسرار الكون, ويُمكن أن يكون فقيراً في كلّ شيئ حتى الصحة البدنية ففلسفتنا الكونية كفيلة بدرء ذلك, وفي مقدمتها الظلم و الفساد والأستضعاف الذي كرّسه طُلّاب ألدّنيا من قادة الأحزاب والكتل والأئتلافات والتيارات والمنظمات العلنيّة والسّرية التي توافقت وتفنّنت في إستعباد الأنسان بشتى الطرق وآلأساليب أللاإنسانية وبإشراف ورعاية (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي تُدير و تسيطر على حكومات وأحزاب العالم التي إستسلمت لها و عَرَضَتْ بدورها خدماتها مقابل بقائهم في الحكم لبناء بيوتهم مقابل هدم أوطانهم و كما حصل في العراق الدّامي وكل البلاد العربية والآسيوية والأفريقية وحتي الأوربية والأمريكية والأسترالية! ولذلك يتأسس تيار الفقراء ليمثل أكثريّة الشعب العراقي وأكثرية سكان العالم مقابل مجموعة الأثرياء الكبار الذين لا يتجاوز عددهم 500 عضو في (المنظمة الأقتصادية العالميّة) و خلفهم الحكام و الأغنياء الصغار من الرؤوساء والوزراء والنواب والمستشارين والمدراء كذيول منفذة لخططهم الستراتيجية التي تهدف إلى إخضاع مصادر الطاقة والزراعة في العالم عن طريقهم لشركاتهم ولمنافعهم لاذلال الفقراء وقهرهم.
إن قيامنا لله تعالى الذي أمرنا؛(قوموا لله مثنى و فُرادى) عن طريق نشر المحبّة والأمل والعشق وتوزيع الثروات بآلتساوي بين الناس من دون التفريق بين الرّئيس و المرؤوس؛ بين الجندي و القائد؛ بين الوزير و الموظف؛ بين الخادم و السيد بعكس ما كان عليه الحال عبر التأريخ من الفوارق الطبقية والحقوقية والأجتماعية والسياسية بإستثناء فترة حكم الأمام عليّ(ع) .. لأنّ آلجميع كانوا يتمتعون في ظل حكومته بحياة كريمة عزيزة أنسانيّة متعادلة ملئها المحبة والأخاء والأمان والمساواة والعدالة! ونعتقد بأنّ إمتداد هذا التيار الذي يُمثل المستضعفين بحسب وصف الله تعالى لنا في القرآن الكريم من شأنه أن يُحَكِّم الحقّ ليحكم آلعدل بين الناس و يكنس بآلمقابل جميع التيارات و الكتل والأحزاب التي ثبتت فسادها وكذبها ونهبها لأموال الناس وفرحتها بدنياها وتعاليها على الفقراء مع إمتداد الزمن حيث سرقت قوت الفقراء من خلال قوانين إستكبارية راعت بآلدّرجة الأولى رواتب وحقوق ومصالح الرؤوساء والحاكمين العملاء بعد مصالحهم الأستكبارية, وذلك بشراء كل مخازن و منابع و ذخائر الطاقة تحت وفوق الأرض و التي هي ملك الأجيال المسكينة التي لم تلد بعد! مراكزنا و مقرّاتنا هي لله و ساحاته و كلّ بيوت الفقراء و مدارسهم ومراكزهم مفتوحة, ولا يوجد فيها خدم و حشم وحمايات وسيارات مصفحة ومدرعات وأسلحة دفاعية وهجومية ضد الناس, بل حماية الفقراء هم الفقراء, الذين ظاهرهم كباطنهم و قلوبهم كوجهوهم لا تبديل لخلق الله, بل الخادم الذي يخدم فيهم أكثر .. هو مَنْ يتقدّم الجمع و يكون أعلى علماً و فضيلةً و شهادة و تواضعاً, كما الشجرة المثمرة كلّما كانت ثمارها أكثر كان إنحنائها للأرض أكثر, و كما يقول المثل (سيّد القوم خادمهم) بعكس المسؤوليين و الوزراء و النواب الفاسدين الحاليين و الأثرياء الذين تكبّروا على الناس, نستثني منهم البدريين في الحشد الشعبي و كل فصائل المقاومة العالمية و من مثلهم خارج العراق! لأنّ ديدنهم – ديدن الفقراء - الموالاة لله و للرسول و لولي الأمر .. والتواصي بآلصبر و الحق .. لا نفاق ولا كذب ولا غيبة بينهم وكما هو عادة وثقافة ودين الأحزاب الحاكمة اليوم في جلساتهم الحزبية حيث إن زادنا الوحيد هو التقوى والمحبة وحديث العرفان و العشق و الأنس و الأدب و الفكر وأسرار الوجود! موائدنا مشتركة و بسيطة و مجالسنا مجالس أنس و هيام في حُبّ ومعرفة الله و الأنسان و الطبيعة و حبّ الجّمال! لا مكان للخائنين بيننا, ديدننا الحلم و السّماحة, نُحبّ العلم و العمل و الصبر و التحمل وآلمُداراة و الأدب و الحياء و التسامح مع الجميع إلا مع المنافقين الذين لهم عدّة وجوه و طلعات كآلحرباء و الذين يقولون أمامك ما لا يقولونه خلفك! لا ينطقون – أيّ الفقراء - بغير الحقّ, وفي محلّه؛ صادقون مع ذواتهم؛ بعيدون عن الثرثرة واللغوة التي ميّزت الأحزاب الأسلاميّة والوطنيّة والقوميّة خصوصاً العراقيّة! يُسارعون في الخيرات و مجالس الخير و المنتديات الفكرية والثقافية .. سبّاقون في دعم اهل الفكر و الخير وفي تكثير مجالس الأمر بآلمعروف, لا يتكبرون على الناس و على أهل الدّين و المعرفة والتواضع! وجودهم في كلّ محفل ومجلس و مسجد مبعث للأمان و آلراحة و نشر المعارف و الخير و المحبة والحكمة والنور بعكس أعضاء الأحزاب الأخرى الذين محضرهم محضر سوء ومغثة وغيبة ونميمة وكذب ومبعث للفرقة والنبز والنفاق وآلجدل وآلفوضى يبحثون – أيّ الفقراء العارفين عن العلل والأسباب في خلق الله وآياته وظواهره في هذا الوجود ومنها أسباب(الغنى), حيث يعتقدون بأن المال لا يُجمع إلّا بآلبخل أو الحرام, و كلاهما أسوء من الآخر .. لأنّ (كافر سخي خير من مؤمن بخيل) ولأنّه و كما جاء في نهج البلاغة؛ [ما جاع فقير إلّا بما مُـتّعَ به غني]؟ فكيف الحال مع الذين رواتبهم الشهرية تعادل رواتب أكثر من 200 عائلة فقيرة في الشهر؟ سُؤآل وهَمَّ أصحاب القلوب الدائم والوحيد هو: [كيف ينام أهل آلدِّين والعلم وآلمُدَّعين بآلدّعوة لله مُرتاحين وكروشهم تكبر و وجناتهم تَتَورّد وفي أوطانهم الملايين من الجوعى والمعذبين وفي الأرض أضعاف أضعافهم من الذين يعيشون تحت خط الفقر بلا دواء ولا ماء ولا كهرباء ولا غذاء كاف و لا أبسط مقومات الحياة الطبيعية الأنسانية]؟ هؤلاء الفقراء و كلّ مَنْ معهم لولا الأغنياء و متوسطي الحال ما كانوا يفتقرون وسيدخلون الجّنة بإذن الله بلا حساب؛ لأنّهم أحباب الله وأوليائهُ ولم يتعدّوا على حقوق الآخرين ولم يسرقوا رغم كدحهم الدائم, و ليس عليهم شيئ, لأنهم لم يمتلكوا شيئاً ليُحاسبوا عليه, بل عاشوا نضيفي آلأيدي والأحضان لذلك فالعاقبة الحسنى حليفهم كوعد لله القائل: [ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ](ألقصص/5). والمؤمنون اليوم مستضعفون حقّاَ من قبل أصحاب المال و الشركات و السلطة لذلك هم وحدهم أهل الله و حزبه فلا تنتخبوا غير أهل الله لأنهم وحدهم المفلحون وعلى المثقفين نصرتهم.
عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ 7/27/201

Wednesday, April 04, 2018

همساتٌ كونيّةٌ(186)
لماذا كثر (المنافقون) في هذا العصـــر؟
وهل تكاثرهم بسبب النفس أم الشيطان؟
جميع المناهج الفلسفية في المراحل(ألسّتة)(1) عبر التأريخ و التي إنطلقت منها حكومات الأرض المتنوعة حتى عصر "الديمقراطية" اليوم؛ كانت خاطئة و ناقصة و غير مجدية بل و مدمّرة لأنها لا تُناسب سوى مصالح الفاسدين و أحزابهم, لذلك خلّفت المآسي و الظلم وآلنهب وإزدادت و تعقدت يوم بعد آخر حتى تمّت سيطرة (المنظمة الأقتصادية العالمية) على حكومات الأرض و شعوبها بحكم الأقتصاد ولقمة الخبز التي باتت بإيديهم في كلّ قارات العالم ولذلك برزت فلسفتنا الكونية كبديل لا بديل له لنجاة البشرية.

ففي زمن رسول الله و ما قبله كان عدد المنافقين لا يتجاوز السّبعين منافقاً, كشف الباري أسمائهم له(ص), لكن إرادة الله و ظروف الرسالة و متطلبات الحفاظ على أصله, أمر رسوله بآلكتمان حفظا على بيضة الأسلام, و ذلك العدد لم يكن يُشكّل  خطراً بآلقياس مع عدد المسلمين الذين جاوزوا الربع مليون إنسان مسلم في الجزيرة العربية أنذاك, إلا أنّ نسبتهم في هذا العصر يكاد يكون العكس .. بل أقل من القليل بآلقياس لعدد سكان الأرض البالغ 7 بليون خصوصاً بلاد العرب و المسلمين لأسباب عديدة معروفة تَمّ عرضها, حيث أصبح معظم الناس منافقين يتنفسون الكذب و الأفتراء و النميمة مع الهواء بلا وجدان ولا ضمير ولا إنصاف في مقابل النسبة القليلة جداً من الصابرين الذين بقوا صالحين رغم الظلم و آلكذب .. يُعارضون حكومات الأرض الظالمة.

إنّ السبب في إنتشار النفاق في عصرنا هذا هو فقدان القيم و الكرامة و حاجة الناس للغذاء و المال والسكن والأمن لأدامة العيش كما الحيوانات على الأقل بل حاشا اكثر الحيوانات التي ما زالت الرّحمة والوفاء في قلوبهم باقية لأصحابهم وآلمشكلة إن ذلك العوز و الفقر والأملاق وإنعدام الخدمات بسبب إنتشار الفساد سببه الحكومات التي تحكم بقوة النفس لا بقوة الله.

والسبب الأساسي ليس هو الشيطان كما يدعي بعض المفكرين و العلماء و المراجع, بل هي (النفس) التي تستأسد بسبب آلجهل و الشهوة و حب التسلط و لقمة الحرام التي صارت هي الهدف و العلة الخفية في حياة الناس .. فيتولّد الفساد و ألحرام و النهب و البيانات و القوانين الجاهلية التي إتفق المتحاصصون في مختلف الحكومات عليها لأجل جيوبهم و شهواتهم و قصورهم, بعد تعينهم من قبل (المنظمة الأقتصادية العالمية) ألتي سيطرت على منابع الطاقة بسببهم و بدأت تُشجّع و تدفع الناس أكثر فأكثر للعبودية و الشهوة بدل التحرر و الخير و المساواة و العدالة لإفتقادهم إلى الكرامة و الضمير و تمسكهم بدين مشوّه و شكلي .. حتى بدأت تأمر بآلمنكر و تنهى عن المعروف, بعد ما كانت ترى المعروف منكراً و المنكر معروفاً و قبل هذا تركهم للأمر بآلمعروف و النهي عن المنكر. كل هذا لتضعيف إرادة الخير في الأنسان و تقوية و إثارة الشهوة  في النفس للبقاء و الأستمرار بآلحكم و التسلط على الناس!

لذلك لا يعجبهم نشر الوعي و الحقائق, لأن الواعين وحدهم من يطالبون بحقوقهم و يرفضون أن يكونوا مأمورين و خاضعين لقيادات الأحزاب و الحكومات التي تأتمر بأوامر الأسياد لأجل الهيمنة على منابع الطاقة بحسب ما يريدون, و هكذا تكون النفوس الضعيفة هي السبب في رسم المصائر السيئة و ليس الشيطان.

إن ألشيطان نفسهُ حين عصى الله؛ كان بوحي من نفسه .. حيث لم يكن هناك شيطان يغويه سوى النفس التي إستكبرت فأصبحت منبع الخبائث و الأنحراف و الظلم و لا تستكين ما لم تُقوّم كما بيّنت في آلهمسة السابقة بآلتقوى و المعرفة!

إذن معركتنا الحقيقية إن أردنا الأستقامة و الفوز و النّجاة هي مع النفس .. لأنها هي الشيطان الأكبر و الأخطر الذي يجب مراقبته و محاربته على الدوام..

لكن كيف تحارب آلنفس!؟
إن كلمة  (نفس) في منتهى التعقيد و التركيب و الخطورة خصوصاً إن لم تُلجم و تُهدّب ويُكبح جماحها في البشر, و هي ذاتها التي تكون حاجزاً لأنتقال الأنسان من البعد البشري إلى الأنساني ثم الآدمي إن كان محظوظاً, وقد أشار الباري لذلك بآلقول:
[ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل ألوريد] سورة ( ق), وفوله تعالى:( و نفس و ما سوّاها) و غيرها كثير.
و قد سألني الكثير من الناس أيام الخير ومنهم الأسرى العراقيين الذين ندم أكثرهم على المشاركة في الحرب ضد دولة الأسلام أيام كنت مبلغاً في معسكرات الأسر بإيران و طهران؛ حيث كانوا يسألوني:
[لماذا نحن الذين تُبْنا و آمنّا بآلله تعالى و نذكره و نسبحه كما الكثير من الناس و نُصلي و نحضر الجّماعة و نقرأ القرآن و نتصدق؛ لكن مع كل ذلك نقع في المعاصي و الذنوب و الغيبة و الكذب و حتى النفاق أحياناً!؟

أجبتهم: تزكية النفس مسيرة طويلة نهايتها مكارم الأخلاق و بعدها العرفان و الفلسفة حتى الذوبان في الله .. وأنتم تحاربون و تُركّزون على عدوٍّ ضعيف واحد  إسمه (الشيطان), الذي لا يُعدّ شيئاً بآلقياس مع النفس ألتي إن لم نسويها بالحقّ؛ فأنها تُعادل قوّة ألف شيطان و شيطان بحيث  تدمّر صاحبها, لذا عليكم التركيز و مراقبة النفس التي حذّرنا منها الله تعالى في آيات عديدة, منها: [و نفس و ما سوّاها فألهما فجورها و تقوها], و إن السبب في إرتكاب المعاصي ليس الشيطان  حصراً, بل لضعف معرفتنا و تعصبنا للمذاهب و التقليد الأعمى تركنا العدو الحقيقي و ذهبنا إلى عدو ضعيف لنلقي عليه اللوم و التهمة و العلة الأساسية، يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز:
[إن كيد الشيطان كان ضعيفا]. فالعدو الحقيقي هي النفس .. التي عدّها آلبعض بالقنبلة الموقوتة، و اللغم ألمدمر المخفي في وجود كل إنسان و مخلوق حيّ و النفس هي المسؤولة عن كل ذنب يرتكب, بدليل قوله تعالى يوم القيامة:
[اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا](سورة الأسراء).
وقوله تبارك وتعالى: [اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب] سورة (غافر).
وقوله تبارك وتعالى: [كل نفس بما كسبت رهينة] سورة (المدثر).
وقوله تبارك وتعالى: [علمت نفس ما أحضرت]سورة (التكوير).
قول العلماء : أن الأصنام  التي كانت تعبد من دون الله, هي: اللات ، والعزى ، ومناة ، وسواع وود ، و يغوث، ويعوق ونسرى و غيرها قد هُدمت ما عدا إلهٌ مُزيف ما زال يُعبد من دون الله ، ويعبده كثير من البشر حتى المسلمين!
يقول الله تبارك وتعالى: [أفرأيت من اتخذ إلهه هواه...] و معنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني أو وجداني ولا لآمرٍ ولا لِناهٍ ولا لداعيةٍ ولا لعالمٍ و لا حتى لفيلسوف، لذلك تجده يفعل ما يريد و يقول ما يشتهي. و لو نظرنا إلى الجرائم الفردية التي تقع اليوم أو التي ذكر بعضها القرآن الكريم,  كجريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) , وجريمة (امرأة العزيز وهي الشروع في الزنا), و جريمة ( كفر إبليس), لوجدنا أن الشيطان برئ منها براءة الذئب من دم يوسف, ففي جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) يقول الله تبارك وتعالى: [فطوعت له نفسه قتل أخيه] وعندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما ! وبعد ذلك ندم وتاب ، ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك : (أغواني الشيطان وكلامه هذا يؤدي إلى أن (كل فعل محرم وراؤه شيطان) فيا ترى .. الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه؟
إنه مثلما يوسوس لك الشيطان ، فإن النفس أيضاً توسوس لك ، نعم  (إلا ما رحم ربي, إن النفس لأمارة بآلسوء) بشرط التوبة الصالحة و العمل الصالح و تفعيل إرادة الخير للجميع لا إرادة النفس الشريرة التي تعتمد على العقل بعيدا عن القلب والعواطف, خلاصة الكلام, هي إنّ السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان وإما من النفس الأمارة بالسوء, و الشيطان خطر .. لكن النفس أخطر بكثير .. إلا أنّ المفارقة الوحيدة بين آلشيطان والإنسان هي النسيان الذي قد يُنسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور لتقرر خيراً أو شراً, وسبب النسيان عند الأنسان يعود إلى أنّ الشيطان أذكى مخلوق(2) بعد الله تعالى والنفس ضعيفة لذلك قال تعالى:
  
 [وَمَا أُبَرِّئ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيم]. سوره يوسف(53).
 
Azez Alkazragyعزيـز حميد ألخـزرجيّ
A cosmic philosopherفيلسوف كـونيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لقد بيّنّا في الحلقات الماضية المراحل الفلسفية الستة التي مرّت على البشرية منذ عصر الأغريق نهاية القرن الماضي, و عقب بيان فلسفتنا الكونيّة مع بدء الألفية الثالثة, إضيفت مرحلة أخرى لتكون المرحلة السابعة و النهائية تمهيداً لتطبيق العدالة المفقودة في الأرض بسبب الحاكمين من قبل الأحزاب التي أفسدت في الأرض و كرّست الطبقية و الفقر و العوز.
(2) بعض الفلاسفة العرفاء قالوا: بأنّ الشيطان لم يسجد لآدم(ع) لأنهُ إعتقد بأن الله وحده يستحق العبادة ولا يجوز السجود لغيره, لذلك إعتبروه سيّد المُوحّدين لموقفه هذا الذي كلّفه الكثير الكثير, إلاّ أنّني أعتبر موقف الشيطان ألسّلبيّ من مسألة السجود رغم معقوليّة المُدّعى المذكور؛ بأنه يُخالف مُراد الله, الذي لا يُطاع من حيث يُعصى مهما كان السّبب, وهو الأعلم.