صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Monday, October 18, 2021
تهديد الحشد للصدر ؛ و العراق على شفا الحرب الأهليّة:
تهديد مباشر من آلحشد ألشّعبيّ للصدر و العراق على شفا الحرب الأهلية:
[أَ لم يحن الوقت لتأسيس حكومة وطنية مستقلة غير متحاصصة بعد خمسة حكومات متحاصصة دمرت البلاد والعباد؟].
كرّر آلحشد الشعبي و دولة القانون تهديداتها للتيار الصدري و قائده مقتدى الصدر .. حيث ظهر أبرزها من خلال إنذر القيادي الحشدي (أبو تراب) أحد قادة الحشد مهدداً مقتدى الصدر؛ [بأن الدولة دولتنا نحن و أنت السبب في خراب العراق]:؛
أما الكتل الأخرى فأنها كآلثعالب الموبوءة تترقّب حدوث إنفجار و حرب أهلية لتغتنم فرصة العمر للأنقضاض على كل شيئ؛
قيادي في الحشد الشعبي أبو تراب التميمي يوجه تهديد مباشر الى مقتدى الصدر - YouTube
فآلصدر أشار إلى تأسيس دولة يُؤمّن من خلالها السّلم الأهلي بلا مليشيات و مسلحين و قوات خارج عن نطاق الدولة و غيرها, لأنها تخالف أسس الدولة الحديثة القائمة على الأمان و السلم الأهلي, لكن الحشد أجابه بآلقول: [نحن نقطع كلّ يد تريد سحب السلاح من أيدينا ], و هكذا تأزم الخلاف في أعمق نقطة تتفرع منها باقي الخلافات على السلطة في جميع المجالات و الأصعدة, و هذا يدلل على مستقبل خطير للعراق الغاطس أساساً في التخلف و الفوضى بسبب الأحزاب و القوميّات و الوطنيات التي يدّعيها الجّميع بلا مصداق و بلا إستثناء من اجل كسب السلطة والمال الحرام و لا شيئ آخر, و كما عبر عنه الفيدو التالي:
ابو تراب التميمي يهدد مقتدى الصدر وكل من يطالب بحل الحشد او دمجه - YouTube
أما الكتل الأخرى فإنها تعاني من نفس الأزمات بدرجات متفاوتة, لأجل الحصول على أكبر المناصب و أدسمها و أغناها أيضاً, و لسان حالهم على الآخرين؛ [عساهم نارهم تاكل حطبهم], و هكذا يبقى العراق الأغنى بلد في العالم يعيش شعبه الفقر, خصوصاً الأكثرية الشيعيّة منه يعيشون في بيوت التجاوز و الأيجار و تنقصها أقل الخدمات الأولية كآلماء و الكهرباء و العيش الصحي و الأمن إلى جانب فقدان التعليم الصحيح و آلمناهج الأنسانيّة لبناء الأنسان العراقي الهادف!
أما قولنا نحن, فهو قول رسول الله(ص):[ما ولّت أمة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا], و هذا يحتاج للتقوى و الأيمان و العلم و هي الوحيدة المفقودة بين السياسيين الحزبيين خصوصاً!
و حلّ القضيّة(الأزمة) تتمّ بتدخل المرجعيّة مباشرة و تعيين الموقف و لا يحتاج لتنظيم أو علم أو جيش كبير .. أو بتعاون الجّميع خصوصا الأحزاب(الشيعية) مع(التيار) الكتلة الفائزة لإدارة الدولة و بآلتالي لمعرفة حقيقة و قدرة التيار الصدري أولاً عبر التعاون المخلص مع السيد مقتدى الصدر لتشكيل و إنجاح حكومته المستقلة بشرط أن تكون (حكومة مستقلة) بمعنى الكلام لا (حكومة متحاصصة) كآلسابق بين الأحزاب و القوميات التي تعمل بعضها ضد بعض؛ لنرى أدائها و عملها من خلال المعارضة البرلمانيّة التي عليها أن تكون صمام أمان .. وهذا الأمر(التجربة) سيكون الأول من نوعه بعد 2003م بعد تلك الحكومات الخمسة المتحاصصة الفاشلة التي أسستها الأحزاب و التكتلات الحزبية و القومية و الوطنية العراقية المعروفة و التي دمّرت البلد , و قد عرضنا التفاصيل عام 2018م و حتى قبل ذلك طبقا لمبادئ آلفلسفة الكونيّة و كرّرناه بعد يوم واحد من إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة(التشرينية) عام 2021م قبل أيام, عبر الرابط التالي:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734677
العارف الحكيم : عزيز حميد مجيد
تهديد مباشر من الحشد الشعبي للصدر و العراق على شفا الحرب الأهلية:
تهديد مباشر من آلحشد ألشّعبيّ للصدر و العراق على شفا الحرب الأهلية:
[أَ لم يحن الوقت لتأسيس حكومة وطنية مستقلة غير متحاصصة بعد خمسة حكومات متحاصصة دمرت البلاد والعباد؟].
كرّر آلحشد الشعبي و دولة القانون تهديداتها للتيار الصدري و قائده مقتدى الصدر .. حيث ظهر أبرزها من خلال إنذر القيادي الحشدي (أبو تراب) أحد قادة الحشد مهدداً مقتدى الصدر؛ [بأن الدولة دولتنا نحن و أنت السبب في خراب العراق]:؛
أما الكتل الأخرى فأنها كآلثعالب الموبوءة تترقّب حدوث إنفجار و حرب أهلية لتغتنم فرصة العمر للأنقضاض على كل شيئ؛
قيادي في الحشد الشعبي أبو تراب التميمي يوجه تهديد مباشر الى مقتدى الصدر - YouTube
فآلصدر أشار إلى تأسيس دولة يُؤمّن من خلالها السّلم الأهلي بلا مليشيات و مسلحين و قوات خارج عن نطاق الدولة و غيرها, لأنها تخالف أسس الدولة الحديثة القائمة على الأمان و السلم الأهلي, لكن الحشد أجابه بآلقول: [نحن نقطع كلّ يد تريد سحب السلاح من أيدينا ], و هكذا تأزم الخلاف في أعمق نقطة تتفرع منها باقي الخلافات على السلطة في جميع المجالات و الأصعدة, و هذا يدلل على مستقبل خطير للعراق الغاطس أساساً في التخلف و الفوضى بسبب الأحزاب و القوميّات و الوطنيات التي يدّعيها الجّميع بلا مصداق و بلا إستثناء من اجل كسب السلطة والمال الحرام و لا شيئ آخر, و كما عبر عنه الفيدو التالي:
ابو تراب التميمي يهدد مقتدى الصدر وكل من يطالب بحل الحشد او دمجه - YouTube
أما الكتل الأخرى فإنها تعاني من نفس الأزمات بدرجات متفاوتة, لأجل الحصول على أكبر المناصب و أدسمها و أغناها أيضاً, و لسان حالهم على الآخرين؛ [عساهم نارهم تاكل حطبهم], و هكذا يبقى العراق الأغنى بلد في العالم يعيش شعبه الفقر, خصوصاً الأكثرية الشيعيّة منه يعيشون في بيوت التجاوز و الأيجار و تنقصها أقل الخدمات الأولية كآلماء و الكهرباء و العيش الصحي و الأمن إلى جانب فقدان التعليم الصحيح و آلمناهج الأنسانيّة لبناء الأنسان العراقي الهادف!
أما قولنا نحن, فهو قول رسول الله(ص):[ما ولّت أمة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا], و هذا يحتاج للتقوى و الأيمان و العلم و هي الوحيدة المفقودة بين السياسيين الحزبيين خصوصاً!
و حلّ القضيّة(الأزمة) تتمّ بتدخل المرجعيّة مباشرة و تعيين الموقف و لا يحتاج لتنظيم أو علم أو جيش كبير .. أو بتعاون الجّميع خصوصا الأحزاب(الشيعية) مع(التيار) الكتلة الفائزة لإدارة الدولة و بآلتالي لمعرفة حقيقة و قدرة التيار الصدري أولاً عبر التعاون المخلص مع السيد مقتدى الصدر لتشكيل و إنجاح حكومته المستقلة بشرط أن تكون (حكومة مستقلة) بمعنى الكلام لا (حكومة متحاصصة) كآلسابق بين الأحزاب و القوميات التي تعمل بعضها ضد بعض؛ لنرى أدائها و عملها من خلال المعارضة البرلمانيّة التي عليها أن تكون صمام أمان .. وهذا الأمر(التجربة) سيكون الأول من نوعه بعد 2003م بعد تلك الحكومات الخمسة المتحاصصة الفاشلة التي أسستها الأحزاب و التكتلات الحزبية و القومية و الوطنية العراقية المعروفة و التي دمّرت البلد , و قد عرضنا التفاصيل عام 2018م و حتى قبل ذلك طبقا لمبادئ آلفلسفة الكونيّة و كرّرناه بعد يوم واحد من إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة(التشرينية) عام 2021م قبل أيام, عبر الرابط التالي:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734677
العارف الحكيم : عزيز حميد مجيد
Sunday, October 17, 2021
إنفتاح كبير و مفاجئ للسعودية على الفساد الأخلاقي:
إنفتاح كبير و مفاجئ للسعودية على الفساد الأخلاقيّ:
هل يُعقل أن يصل الوضع لهذا الحدّ في بلاد الحرمين برئاسة "خـــــادم الحرمين و ولي عهده محمد" الذي غيّر الكثير من السياسات التي إتّبعتها الانظمة السابقة في غضون سنتين فقط!؟!؟
ألنّفاق أسوء صفة في الوجود كله حيث خصّص الباري تعالى لصاحبه الدرك الأسفل من النار ؛ كإشارة لسوء المصير و شدته!
فآلسعودية تدّعي الأيمان و رئاسة الدِّين وزعامة الحرمين وإحتضان الإسلام وفوق ذلك تكفير جميع المذاهب والديانات إلا مذهبهم آلشّنيع .. العنيف المعروف بآلوهابيّة ..!!؟؟
لكنهم في المقابل ينشرون الفساد الأخلاقي و الدّعارة و كلّ أنواع الأنفتاح نحو الرّذيلة, و الدليل من واقعهم و كما هي حال جَدّة آليوم!؟
و أَ لَيس آلأولى بهم ألأنفتاح على آلعِلم والتكنولوجيا والفضاء والقيم الأنسانيّة والمعرفية العليا بدل هذا الأنحطاط والفساد؟
وسؤآلي الأخير: أين العالم الإسلاميّ والشعوب ألحرة المؤمنة بآلله والقيم الأخلاقيّة وهم يشهدون هذا الواقع ألنّفاقيّ ألمرير؟
وهل هذا يُمثل نهاية القيم والأخلاق في العالم الذي رجع علماؤوه لإشاعة آلدّين ألطقوسيّ و العبادات الشخصيّة والموسمية؟
و هذا هو حال جميع البلاد "الأسلاميّة" التي تدعي الإسلام لكنها تحكم بقوانين الشيطان و الطبقيّة و القوميّة و الدّيمقراطيّة و الليبراليّة والرأسماليّة معاً .. بسبب إختلاط القيم و لقمة الخبز بآنواع الحرام و النجاسة و الرّذيلة و حقوق الآخرين من الفقراء و المظلومين الذين يروهم أمامهم و هم يئنّون من العوز و ظلم الحُكام و المتحاصصين للقمتهم و حقوقهم .. و مع ذلك كلّه و بلا حياء؛ يدّعون الخير و الأيمان و العدالة و آلأنفتاح على هذه الحياة الطبقية الفاسدة التي لم تكن تساوي (عفطة عنز) بنظر ألعليّ الأعلى الذي حارب الطبقيّة و الفاسدين و كل مَنْ أسس لها و لِلُقمة الحرام و الفوارق الحقوقيّة .. حتى عندما قيل له إن موقفك الكونيّ هذا سيُحطّم دولتك فأمهل الفاسدين لتثبيت وجودك أولاً ثم طبّق الحقّ .. لكن العليّ الأعلى (ع) قال لهم:
[ويّحَكُم بقاء دولتي و الوجود لا قيمة لها مقابل الظلم و جوع الفقراء و الطبقة المسحوقة بسبب الفاسدين و المُتنعمين] .. حتى فاز بآلخلود معلناً [فزتُ و ربّ الكعبة]؟ فسلامٌ عليك أيها العليّ الأعلى ..
و إنا لله و إنا إليه راجعون ..
https://www.facebook.com/dw.arabic/videos/266340505497323/
العارف الحكيم عزيز حميد مجيد
Friday, October 15, 2021
لا خير في الحكومة القادمة:
لا خير في آلحكومة ألقادمة:
صرح رئيس الهيئة السياسية الصدريّة .. اليوم بأن الحكومة المقبلة ليست تحاصصية لكنها مكونة من جميع الأطراف الحزبية و السياسيّة !!
حيث قال بآلنّص رئيس الهيئة السياسية للتيار و عضو اللجنة التفاوضية، (نصار الربيعي): أنّ [الحكومة المقبلة لا تخضع للتوافقات السياسية، و ستكون مسؤولة مباشرة من التيار الصدري], هذا مع العلم أن السيد مقتدى الصدر زار البارزاني سرّاً للتوافق معه حول شكل الحكومة و كذلك أجرى إتصالات أخرى مع باقي التيارات و الأحزاب السياسية حول الموضوع.
و قال الربيعي في تصريح لوكالة الأنباء العراقية “واع”: إن [الحكومة المقبلة غير توافقية، لكنها ستكون حكومة تحكمها أطراف سياسية و لا تخضع للتوافقات السياسية بحيث تكون مُشكّلة من جميع المكونات، و المعارضة ستكون من جميع المكونات”, مؤكّداً (أن التيار الصدري سيُحوّل (ألحقّ الحزبي) إلى (إستحقاق وطني)ٍ].
يعني لا بد من إعطاء كل حزب و تيار حقّه(إستحقاقه) أو (حصتة) في آلحكم من خلال وزارة أو مؤسسة أو مستشارية أو مديرية أو منصب مُعيّن!
و إلّا ما الفرق؛ بين (حكومات المحاصصات السابقة) و بين هذه (الحكومة الجديدة المتحاصصة) من الناحية الفنية و الإدارية و الإستحقاقيّة !؟ بإستثناء الصيغ الجديدة المستخدمة التي لا فرق بينها في المعنى من الناحية اللغوية و العملية التطبيقية, سوى تبديل مكان الكلمات و التلاعب بآلألفاط لا أكثر ولا أقل ..
حيث لا فرق بين (آلحقّ الحزبيّ) و (الأستحقاق الوطني) بل لا علاقة لهذه المفاهيم بآلنظام الإسلامي و لا الأنساني, فكلاهما في الحالتين المذكورتين .. تعني؛ (مشاركة جميع الأحزاب و السياسيين في تقسيم آلكعكة و "لعنة الله على أبو الوطن و المواطن" أُلمهم بقاء المحاصصة بنفس العقال أو العمامة .. لكن بلوية ثانية كما يقول المثل!!
حيث ستبقى الرّواتب الشهرية و الفروق التقاعدية و المعاشية كما هي هي .. و هكذا ستبقى بسببها (الفوارق الطبقيّة) التي محقت الأنسانية و العدالة الأسلاميّة و مبادئ الحكم الإسلاميّ المجهولة و كما بيّنا ذلك في آلملحق(1) والذي يرتبط بثلاثة رسائل (مقالات) سابقة أرسلت للسيد مقتدى الصدر حفظه الله.
و على الوطن و الإسلام السلام للأبد.
و إنا لله و إنا إليه راجعون على التحاصص لشل العراق و ضمائر و وجدان المسؤوليين و الحاكمين و مسخ الشعب المسكين الذي بات لا يعرف حتى الأستاذ الجامعي فيه كما عالم الدِّين معنى و أبعاد (ألفوارق الطبقيّة) و آثارها التدميريّة على حياة المجتمع و البشرية كلها, هذه القضيّة المركزيّة التي إستشهد لأجل محوها كلّ الأنبياء و المرسلين و أوصيائهم.
و لهذا أعتقد جازماً لا خير في هذه الحكومة بسبب ما ذكرنا, لأن معنى و حقيقة إجراء الانتخابات هي لإنتخاب أعضاء البرلمان و الفائز الأكبر بعدد الأصوات(المقاعد) من الكتل و الكيانات و الأحزاب المشاركة هي التي ستشكل الحكومة بحسب المعايير المتبعة و تتلخص بمعيارين أساسيين هما؛ [ألأمانة و الكفاءة] و لا غير و ليس على أساس التوافقات و الحزبيات و عدد المقاعد لكل جهة فائزة أو آلأستحقاقات الأخرى التي لو إتّبعت لغيّرت مسار الانتخابات من حكومة أمينة - كفوءة لخدمة الوطن و المواطن إلى حكومة لخدمة الأحزاب و التيارات و قياداتهم, خصوصا وإن الرئاسات الثلاثة مع القضاء أيضاً مقسمة على أساس طائفيّ و قوميّ و هذا بحدّ ذاته يخالف نهج الديمقراطيّة, و بذلك لا خير في مثل هذه الحكومة كما الحكومات السّابقة التي تشكلت على هذا الأساس ففسدت و أفسدت و خلّفت بلداً متخلفاً و مديناً لكل دول العالم ثمّ رحلت بعد ما إستلمت و لا يزال يستلم أعضائهم الذي حكموا؛ رواتب تقاعديّة ظالمة يمتصون بها دم الفقراء و المساكين و المرضى , و لا حساب و لا كتاب ولا محكمة تقام بحقّهم, و ما زال آلتّحميل جارياً بعد تنفّذ عناصرهم في مفاصل الدّولة بشكل علني و سريّ:
و (من هآلمال حمل جمال), و إنا لله و إنا إليه راجعون.
بقلم : ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لمعرفة التفاصيل راجع الموضوع عبر:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734581
Thursday, October 14, 2021
ألقانون ألمفقود للإصلاح و التغيير:
ألقانون ألمَفقود للإصلاح و آلتّغيّير:
تعتبر هذه الصّفحات ألكونيّة؛ بمثابة ألمُلحق ألأساسيّ لِما كتبتُ عن ألعراق لخلاصه من آلفاسدين ألمتحاصصين لقوت الشعب و كرامته و كلّ شيئ فيه .. لفقدان أهمّ (قانون) في الدّستور ألعراقي!
ففي رسالتي ألثّالثة للسّيد مقتدى الصّدر و التي عرضت فيها (أسس ألحُكم في الإسلام) طبقاً للنّظريّة العلويّة – الكونيّة ؛ ذكرت تفاصيل كثيرة حول أسباب ألأزمات ألعراقيّة و إستفحالها مع تقادم الأيام و المصير الأسود الذي ينتظر الجميع .. لفقدان المفكر ناهيك عن الفيلسوف الحكيم و هكذا فقدان النظريّة المطلوبة لإعمالها و تطبيقها بإشرافهم و من خلال الدّستور العادل بدل الفاسد الذي يجب أن يتغيير جذرياً, و بآلتالي ألمستقبل الخطير الذي سيُواجهه ألجّميع بدونه بشكل محتوم .. خصوصا ألفقراء منهم بحيث بات قاب قوسين أو أدنى منهم, حيث نبّهتهم و حذّرتهم بعد فوز آلتّيار الصدري المُجدّد للمرّة الثانية .. حذرتهم بوجوب إقامة حدود الله لتحقيق (العدالة) خصوصاً و أمامه تجربة واضحة وغنيّة مع شعب مُؤيّد له و جيش بل جيوش مطيعة للنهج الصدري لما وقع عليهم من المظالم و الهجمات الوحشية الصدامية لأخذ حقّ المحرومين المغتصب الذين يُعانون ألأمريين بسبب الأحزاب و الطبقة السياسية و تزداد معاناتهم من شظف العيش و المرض و الفقر و الجوع و الأوبئة و فقدان الخدمات و الكهرباء و السكن, حيث يعيش ربع الشعب العراقي في آلبيوت العشوائيّة في جميع المحافظات التي تقوم السلطات الظالمة فيها يوميّاً بهدمها على رؤوس أهلها الفقراء .. و في مقابل ذلك نرى الطبقة السّياسيّة العاهرة المتنعّمة التي لا تخاف لا من الله و لا من القانون المُسيس أصلاً بحسب مقاسات جيوبهم؛ يتمتّعون بآلقصور و البيوت و المال الحرام و آلرّواتب التقاعديّة المسلوبة من حقّ و دمّ الفقراء و المساكين و المُشرّدين و المهاجرين ألّذين إمتلأت بهم دول العالم حيث وصل عددهم لـ 5 مليون نسمة تقريباً.
و هناك حديث عظيم – أساسيّ – كقانون منسيّ لم يُعمل به .. ترك فراغاً كبيراً بتركه و إهماله, من قبل مَنْ شَغَلَ آلمناصب و الرّئاسات - من ألمتحاصصيّن – ألذين أفضلهم لا يعرف حديثين عن (نظريّة آلحكم في الإسلام) و يدعي بأنه مسلم و داعية و قاضية و لا يعرف حتى عن غير الأسلام إلى جانب آليات التطبيق .. بل ربما لم يسمع ولم يَطَّلع على ذلك (ألأساس الكونيّ) كلّ ألمُدّعين للدِّين و آلسياسة و آلعدالة و الإستقامة و آلفقه .. ناهيك عن فقدانهم لتجربة غنيّة في قواعد الأدارة و الحكم لعدم ممارستهم لها؛ إنّهُ حديثٌ عظيم يرتبط بكل القيم و الأهداف و الأسرار و قد ورد بسند صحيح و مُعتبر لدى آلجّميع خصوصاً مذهب أهل البيت(ع) و يتّفق عليه كلّ العقول العلميّة ألنّزيهة - المنهجيّة, حديثٌ يُدين بوضوح و بيّنة ألمُدّعيّن للدِّين ألتّقليدي قبل آلأتجاهات الوضعية الأخرى كألديمقراطية – و الليبرالية و الملكية و العشائرية و غيرها .. لأنه يفرض عليهم وجوب إستقامتهم قبل كل شيئ بتطبيقهم لتلك المبادئ على أنفسهم و ذويهم و من يحيط بهم .. قبل العامة لترشيد الناس و هدايتهم لكونهم – أيّ القيادات المرجعيّة؛ هي آلسّبب في (فساد) أو (صلاح) ألأمّة بنفس الوقت, و سنُركّز على ألتذكير بذاك (الحديث) كقانون أساسيّ, علّهُ يُعلّمهم و يردعهم عما هم فيه من آلإجحاف و أكل الحرام و آللامبالاة بحقّ الله تعالى و حقوق عباده المظلومين؛ لفقدان التقوى ألسّياسية في وجودهم, وهو(الحديث) المعروف لدى أهل العلم بحسب ما نقله آلقرطبي و كما ورد في شرح (أصول الكافيّ) وغيره بعد نقله لحادثة المواخاة بين المهاجرين و الأنصار مباشرة كأوّل عمل قام به الرسول الكريم له دلالاته العميقة؛ حيث [آخا رسول الله (ص) بين على بن أبي طالب و نفسه فقال: [أنت أخي و صاحبي]، و في رواية أخرى: [أخي في الدّنيا والآخرة], و كان علي (رضي الله عنه) يقول: [(أنا عبد الله و أخو رسوله، لم يقلها أحدٌ قبلي و لا بعدي إلّا كاذب مُفتر)، و آخا بين أبي عبيدة بن الجراح و أبي طلحة, و بين أبي بكر و خارجة بن زيد و بين عمر و عتبان بن مالك، و بين عثمان و أوس ابن ثابت أخي حسان بن ثابت، و هكذا بين بقيتهم] كان الهدف الأوّل من وراء ذلك هو زرع المحبة و الاخوة بين الجميع بلا طبقية و لا حدود و لا فواصل مادية أو سلطوية أو عشائرية, مبيّناً لهم عمليّاً مخالفة الإسلام للنظام و الصّراع الطبقي.
و نصّ ذلك الحديث(القانون) ألمعنيّ ألمنسيّ و المفقود في آلدّستور, قد ورد عن الأمام الصادق(ع) و هو أستاذ أئمة المذاهب الأسلاميّة, حيث قال :
[لأحمِلّن ذنوب سفهائكم على علمائكم , قالوا له؛ لماذا يا سيّديّ .. ما ذنب العلماء؟ قال: ذنب العلماء هو أنهم برّؤوا آلسّفهاء و يغبتون, و لم يأمروا بآلمعرف و لم ينهوا عن المنكر](1).
لذلك ألإصلاح مسؤوليّة خاصّة بآلعُلماء أوّلاً ثمّ ألجّماهير بقيادة ألنّخبة تحكمه آلأولويّات !
فألتّجربة ألعمليّة مع ألأدارة ألحديثة و آلمؤهّلات ألعلميّة و آلأمانة التي بيّنا حدودها و مصاديقها و دورها في رسائل سابقة؛ هي آلكفيلة بإنجاح عمليّة آلحُكم بإصلاح و بناء و إعمار ألبلاد و العباد بإتجاه التوحيد الذي يوحد الناس بطبقة واحدة و يحقق السعادة للجميع لا لفئة أو لطبقة دون أخرى و كما هو الحال في العراق و باقي بلاد العالم للأسف..
و الحال أننا لا نملك في العراق خصوصاً في الأوساط الحزبيّة و بآلذات في آلذين تصدّوا لإدارة الحُكم صفة واحدة من تلك الصّفات التي عرضناها آنفاً بإشراف الإستكبار من فوقهم لمعرفتي الدقيقة بهم و بمناهجم السطحية الباليّة و بآلشخصيات آلفارغة التي حكمت؛ لهذا كان الفساد و الخراب نتيجة طبيعة و كارثة طالما أشرت لها حتى قبل سقوط النظام بعشر سنوات في بداية التسعينات من القرن الماضي .. إلى جانب عدم الإستفادة من تجربة الثورة آلرّائدة ألمعاصرة لتحجّرهم الفكري و اللغوي و التأريخي و العقائدي فحُرموا من معرفة نهج الأمام الراحل(قدس) و قد عرضنا الدّلائل بآلتفصيل و شهدنا و عاصرنا المصاديق التي بانت واضحة فيما بعد على تلك التوقعات, لكن ساحتنا و بسبب فقدان التقوى عند آلمتصدين الجهلاء و موت البصيرة فيهم و لعدم دركهم لفلسفة الخلق و الوجود بدقة لم يدركوا و معظم مراجعهم ما عرضناه من الحقائق التي بتركها أرجعت الإسلام للوراء 500 عام و لحدّ هذه اللحظة تسير الأمور لغير صالح الحقّ و الفقراء لفقدان آلتّقوى و المعايير الكونيّة و آليات آلتغيير الجذري رغم إنها واضحة المعالم في سيرة الرسول و أوصيائه من بعده.
و سؤآلنا ألمُكرّر نُعيدهُ لأهميّته, وهو:
لماذا يا ترى يُقصّر ألعُلماء و بعض المراجع و مقلّديهم من الحاشية و خلفهم أبناء الأمّة الإسلاميّة طبعاً لأهمّ أصل وقانون .. يكتنف سرّ خلق آلخلق وسبب وجودهم و كما يتبيّن من خلال [ألحديث ألّذي شيّبَ رسول الله (ص)](2) ناهيك عن فساد أعضاء الأحزاب الموجودة التي أثبتت هي الأخرى فشلها و فقدانها للحياء و آلفكر و التّقوى و كأنهم أعضاء في حزب كحزب البعث يرون الهدف من السلطة هو الحصول على المال و آلقصور .. حيث نهبوا كآلقراصنة ما أمكنهم و خصصوا لأنفسهم رواتب بلا مقابل ثمّ إختفوا كآلثعالب يرتجفون من العذاب الذي ينتظرهم و سيلحقهم حتماً وهم يجرّون ورائهم أذيال الخسارة و الندم و كما تبيّن كإشارة أولى من نتائج الأنتخابات الأخيرة و التي لم يحصلوا خلالها سوى على مقاعد معدودة, و لهذا رحلوا بلا رجعة, فرحين فقط برواتبهم الحرام التي ظنوا أنها ستخلدهم و أجسادهم النّتنة التي تربّت على الحرام و ستأكلها الدّود .. بعد ما فشلو في أداء أبسط وظائفهم ألأدارية و الفنية و العقائدية و تكاليفهم ألشّرعية , خصوصاً في موضوع : (القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) و نبذ الطبقية و إسعاد الفقراء و المظلومين؟
بل فعلوا العكس من ذلك تماماً حين عمّقوا الفوارق الطبقية والرواتب الحرام بين أنفسهم!
لماذا لم يلتفت الكثير من المنتسبين للإسلام لذلك آلواجب العظيم الشديد الأهميّة و الحساسة و المصيرية لبيان معالم و جوهر الإسلام عمليّاًّ و لا حتى نظريّاً لأنه يتعلق بكل الوجود .. بآلدّنيا و الآخرة و بأساس هام يضمن بناء دولة فتية عادلة عليه بعد ما زال الصنم و كانت الفرصة مؤآتية!؟
هل كل ذلك بسبب (الأميّة ألفكريّة) و فقدان التقوى .. و عدم دركهم لهدف الإسلام و لسيرة الرّسول(ص) ناهيك عن فهم القرآن الكريم و فلسفة الوجود و الحياة؟
أم لطغيان شهواتهم البطنية و التحتيّة!؟
أم الأثنان معاً .. بسـبب فقدان الولايـة!؟
وكيف يمكن القبول بأحزاب عتيدة تدّعي ما تدعي من المدّعيات؛ و لا يعرف أعضائها حتى واحد منهم سيرة الرسول و الأئمة و الشهداء(ع) بشكل صحيح و منطقي و مستدلّ و سبب البعثة و أسباب الوجود أساساً!؟ و كيف يطلق عليهم و هم بهذا الحال و المستوى المنحط؛ مسلمون أو (دعاة) أو (مجاهدون)!؟
و لو تُراجع ثقافة كل الأحزاب الإسلامية و منها الأحزاب الخمسة عشر الإيرانية التي سبقت تأسيس الأحزاب الأخرى في العالم الإسلامي: لرأيت ضحالة المعروض وعدم وجود أساس قوي يمكن أن يبني عليها الداعية عقيدته و حياته, مجرد تجميع خطب و مقولات من هنا و هناك على شكل مقالات و نشرات لا تغني ولا تسمن من جوع.
إنّ ألتبليغ و آلسلوك الأنسانيّ و إشاعة المحبة و العدالة – الإسلاميّة تُمثّل روح الأسلام و غايته(3)؛ و هذه المبادئ التغييرية كانت أولى آلعمليات التي قام بها الرّسول الخاتم و صحبه عندما أعلن عن إنشاء دولته في أهالي المدينة وسط صحارى من الجّهل و المجحفين في المدن الجاهلية و التخلف و العبثية و عبادة الأصنام في الجزيرة العربيّة التي كانت ما زالت تعتمد على الرعي في حياتها و كذلك تنمّر الأستكبار شرقا و غرباً لأن الأمبراطورية الفارسية من الشرق و الإمبراطورية الرّومية من الغرب كانتا أكثر و أكبر من مجرّد قوّة عظمى أمام حكم الأسلام في مدينة صغيرة في الجزيرة العربية المتخلفة على كل صعيد؟
لكن صِدْق النّبي الخاتم و نظافة يده و سيرته الصّادقة الأمينة هي التي مهّدت بعد التأئييد الإلهي لتحقيق النجاح الكاسح رغم كثرة المؤآمرات داخلياً و خارجياً ..
فلو سألت أغلبهم و أفقههم اليوم .. حتى بعد الذي كان منذ 2003م : من هو آلمسؤول عن الإصلاح و إقامة العدالة في المجتمع ؛ لَمَا تردّد أكثرهم مِنْ أن يُسْمِعُك قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم :
[كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته](4), محاولاً تبرير فساده بإلقاء اللوم على الغير سواء كان من الداخل أو من الخارج!
والقرآن الكريم كما آلرّسول؛ كما العلي الأعلى قد حدّدوا آلتّفاصيل .. حتى نوع العلاقة بين مجتمع المؤمنين بالولاية بآلقول : ﴿الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ﴾ (التوبة/71) وقول الرسول(ص) ؛ [مثل المؤمنين في توادّهم و تراحمهم كمثل الجسد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بآلسّهر و الحمى] و [حبّ لأخيك ما تُحبّ لنفسك], إلى جانب المُحددات المطلوبة و الدقيقة في المسؤول(ألمسؤوليين) من خلال آلاف الأحاديث و كتاب نهج البلاغة(نهج الحكمة) .. و كما بيّنا أهمّها في مقالٍات سابقٍة(5).
فكلّ واحد من المؤمنين تربطه بباقي الأفراد رابطة الولاء كما التراحم و الأنسجام في العائلة الواحدة، وهو مسؤول تجاه أخيه المؤمن بأداء حقّ هذه الرابطة بما يتعلق بجميع أنحاء وجوده، ثم يُكمل المولى عزَّ وجلّ مبيناً كيف تُؤدى هذه المسؤولية: [يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ](ألتوبة / 71).
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ناشئان من الولاية التي تُشكّل ألرّباط بين أعضاء المجتمع الإسلاميّ، وهو الممارسة العمليّة لهذا التوحد العاطفي والعملي لأبناء المجتمع ولذا فمسؤولية كلّ فرد أن يأخذ موقعه في نصرة المجتمع من خلال تقوى الله و القيام بواجبه الأنساني تجاه أخيه و خدمة مجتمعه, لا أن يكون عالة عليه و كما هو حال أعضاء الأحزاب و المليشيات و حتى الموظفين.
ولكن قد نقع في حالة إهمال لهذه المسؤولية، فما هي العوامل التي تجعل أبناء الأمة يتخلفون عن أداء هذا الواجب المقدس!؟
لا بد من البحث عن هذه الأسباب .. بادئين بفهم و وعي عقيدة الأسلام, ذلك أنّ الإسلام العلوي لا يعرفه حتى المُدّعين للدِّين ناهيك عن غيرهم, ثمّ معرفة ألأسباب النفسية التي تعود إلى مشكلات تتعلق بشخصية الأفراد و مسألة تغيير النفس و التسلّح بآلفكر لبدء عمليّة التغيير التي تقع ثقلها على العلماء و الفقهاء و الفلاسفة قبل أيّ شخص أو جماعة .. ثمّ يأتي دور النّخبة لبيان ذلك الفكر!
هناك مرض خطير أصاب آلنّاس بشكلٍ عام حتى المسلمين منهم, لهذا كانت له تجلّيات، وأهمها (إشكالية علاقة الإنسان المسلم بالدّنيا) بعبادة المال(الدّولار) بجانب (الحرص ألشديد الذي إنعكس على خطواته العملية في حياته)، فإذا كان الإنسان شديد الحُبّ و الحرص لمال وجاه آلدّنيا .. و شديد الرغبة فيها؛ فإنّ هذا سيقلب أولوياته بمعنى تقديم دنياه على آخرته، فيتحوط لكل خطر على نفسه و ماله و عائلته، بينما لا يبالي بما يُؤدي إلى حفظ الكيان الإسلامي العام، وعليه فأمثال هؤلاء سيتركون (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) إذا شكلّ أداؤهما مانعاً مقابل بعض المنافع الدنيوية, بل أعرف البعض من الذين ليس فقط فعلوا ما أشرنا .. بل أصبحوا جواسيس على أخوانهم و مجتمعهم, و قد وصفهم أمير ا لمؤمنين(ع) بقوله:
[يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مُراؤون يتقرّؤون ويتنسّكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر, يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير و يتّبعون زلّات العلماء و فساد عملهم، يقبلون على الصّلاة و الصيام و ما لا يكلّفهم في نفس و لا مال، و لو أضرّت الصّلاة بسائر ما يعملون بأموالهم و أبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها](6).
و أشار الأمام الحسين(ع) أيضاً بقوله:
[الناس عبيد الدنيا والدِّين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونهُ ما درّت معايشهم فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الدّيانون]( 7).
و يُعلل الإمام علي عليه السلام في رواية نقلها عنه إبنه الإمام الحسين عليه السلام ذلك بأنّ اللَّه عاب على الرّبانيين والأحبار لعدم نهيهم عن المنكر قائلاً :
[وإنما عاب اللَّه ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظَلَمة المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم، و رهبة مما يحذرون](8).
والحميّة أيّ (الدّفاع مع آلشدة) فقد حدّثنا القرآن الكريم عن حمية الكافرين و إعتبرها حميّة الجّاهليّة.
﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّة﴾(الفتح:26) ، معرضاً بهذا النوع من الحمية، ولكن هناك حمية إيمانية هي مطلوبة بقدر مبغوضية حميّة الكفار.
ومعنى الحمية الدينية هي وجود الغيرة و الدفاع الواعي في نفوس المؤمنين على دين اللَّه وعقائده ومقدساته بوجه الذين يتعدون حدود اللَّه وينتهكون حرمات الدين والمسلمين.
وهذا ينم عن مدى أثر الدين في النفوس, و قد صرح الإمام الحسين عليه السلام عن أحد أسباب غلو طاغية زمانه يزيد بن معاوية وجلاوزته في ظلمهم وتعدياتهم وطمعهم بأكثر مما ارتكبوا إلى درجة أصبح الموت في نظرهم أفضل من العيش مع أناس فقدوا هذه الغيرة والحمية فقال عليه السلام:
[ألا ترون إلى الحقّ لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن بلقاء ربه محقاً](9)
بل تصبح الحياة مع شيوع الفساد و الكفر و النفاق كسجن للمؤمن حين تكون جنّة للكافر بآلمقابل, و كما ورد عن النبيّ(ص) في حديث صحيح!
قال الإمام الصادق عليه السلام:
. [لا تسخطوا اللَّه برضى أحد من خلقه، و لا تتقرّبوا إلى أحد من آلخلق بتباعد من اللَّه عز وجل](10)
وفي موعظة بليغة لنبي اللَّه عيسى على نبينا وآله وعليه السلام يقول:
[إنّ الحريق ليقع في البيت الواحد فلا يزال ينتقل من بيت إلى بيت حتى تحترق بيوت كثيرة، إلا أن يستدرك البيت الأول فيهدم قواعده، فلا تجد فيه النار معملاً, وكذلك الظالم الأول لو يؤخذ على يديه لم يوجد من بعده أمام ظالم فيأتون به، كما لو لم تجد النار في البيت الأول خشباً و ألواحاً لم تحرق شيئاً، من نظر إلى الأفعى تؤم أخاه لتلدغه و لم يحذره حتى قتلته، فلا يأمن أن يكون قد شرك في دمه أيضاً، من نظر إلى أخيه يعمل بالمعاصي و لم يحذره حتى أحاطت به فلا يأمن أن يكون قد شرك في إثمه, ومن استطاع أن يغيّر الظلم(الظالم) ثم لم يغيره فهو كفاعله، وكيف يهاب الظالم وقد أمن بين أظهركم، لا ينتهي ولا يغير عليه ولا يؤخذ على يديه، فمن أين يقصر الظالمون؟ أم كيف لا يفترون؟ أَ فحسب أن يقول أحدكم : لا أظلم ومن شاء فليظلم, و يرى الظلم فلا يغيره فلو كان الأمر على ما تقولون؛ لم تعاقبوا مع الظالمين الذين لم تعملوا بأعمالهم، حتى تنزل بهم العثرة في الدنيا](11).
وعدم المبالاة وما سبقها من أمراض ستؤدي إلى استصعاب أداء هذه المهمة وترك القيام بها، وعلى الأقل ستؤدي إلى التردد في أدائها في أول ظهورها والمبادرة لعلاج الآفات مما سيؤدي إلى استفحال المرض وصعوبة العلاج إن لم يؤدِ إلى استعصائه على العلاج ووصوله إلى مرحلة خطيرة بحيث تصبح تكلفة هذا العلاج باهظة جداً إلى مستوى أن يكون الثمن هو دم كدم الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وتضحية كتضحياته وعياله.
وقد رسم الإمام علي(ع) في بعض وصاياه موقع المال و النفس و الدّين و قيمة كل منها ومقامه بالنسبة لحياة المسلم فقال (ع):
[فإذا حضرت بليّة فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم واعلموا أن الهالك من هلك دينه و المريب من خرب دينه](12).
أما الحديث ألمحوري الذي نقصده بشكل مباشر في هذا آلبّحث و المعنيّ بمواصفات الحكومة العادلة و الذي يُمثّل ألعمود ألفقريّ لعمليّة التغيير و الإصلاح ألجّذري في المجتمع الأسلاميّ - ألأنسانيّ خصوصاً (المجتمع المسلم) الذي يُمثل ذلك الحديث بآلمناسبة أيضاً أحد أهمّ (المحاور الكونيّة الثلاثة) بخصوص عملية نشر الوعي و النّهضة أو الثورة ألتغييريّة لبناء المجتمع ألحضاري السليم , و هو كما ورد عن آلأمام أبو عبد الله (ع) في حديث صحيح و متواتر:
- سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن خطاب بن محمد، عن الحارث بن المغيرة، قال:
[لقيني أبو عبد الله (ع) في طريق المدينة, فقال: من ذا؟ أَ حَارث؟ قلتُ: نعم، قال: [أَمّا لأحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم ...](13), ثمّ مضى فأتيته فاستأذنت عليه فدخلت, فقلتُ: لقيتني فقلتَ: (لأحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم)، فدخلني من ذلك أمرٌ عظيم، فقال: نعم, ما يمنعكم إذا بلغكم عن ألرَّجل منكم ما تكرهون و ما يدخل علينا به آلأذى أنْ تأتوه فتؤنّبوه و تعذّلوه و تقولوا قولاً بليغاً؟ فقلتُ لهُ: جعلت فداك .. إذاً لا يطيعونا و لا يقبلون منا؟
فقال: [إهجروهم و إجتنبوا مجالسهم].
و أخيراً فإن بيان مفاد قوله: [ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرّجل منكم ما تكرهون]؛ من الذنوب و إفشاء السّر و خلاف الأدب (أن تأتوه فتؤنبوه و تعذّلوه)
- التأنيب: المبالغة في التوبيخ، و التعنيف و العذل: الملامة كالتعذيل و الإسم ألعذل محركة و إعتذل و تعذّل قبل الملامة (و تقولوا له قولاً بليغاً) أيّ بالغا متراقيا إلى أعلى مراتب النصح والموعظة من قولهم بلغت المنزل إذا وصلته أو كافيا في ردعه عن نكره كما كان يقال في هذا بلاغ أيّ كفاف أو فصيحاً مطابقاً لمقتضى المقام (فقلت له جعلت فداك إذا لا يطيعونا و لا يقبلون منا فقال: [إهجروهم و إجتنبوا مجالسهم], هذا أيضا نوع من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و فيه فوائد:
الأولى: ترك التشابه بهم؛ الثانية: ألتّحرز من غَضَب الله و عقوبته عليهم؛ ألثالثة: تحقق لزوم البغض في الله و ثباته؛ الرابعــة: رفض التعاون في المعصية فإن الوصل بالعاصي و المساهلة معه يوجب معاونته في المعصية و جرأته فيها؛ ألخامسة: بعثه على ترك المعصية فإنّ الوصل العاصي إذا شاهد هجران الناس عنه ينفعل و ينزجر عن فعله بل تأثيره قد يكون أنفع من القول و الضرب.
صفات منبوذة لأهل المهن و السياسة و الفقاهة والقوميات و غيرهم لتجنّبها :
- سهل بن زياد، عن إبراهيم بن عقبة، عن سيابة بن أيوب، و محمد بن الوليد، و علي بن أسباط يرفعونه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: [إنّ الله يُعذّب (ألستة بالسّتة): [ألعرب بالعصبيّة، و آلدّهاقين بالكبر، و آلأمراء بالجّور، و آلفقهاء بالحسد، و آلتّجار بالخيانة، و أهل ألرساتيق بالجّهل], و هذه الصفات يجب تجنّبها و العمل بعكسها.
أما قوله: (إن الله تعالى يُعذّب ألسّتة بالسّتة) أيّ ستّة أصناف بستّة أوصاف .. واحداً بواحد:
فـ(العرب بالعصبية), قيل: العصبية من لوازم الكِبر و كانت حقيقتها تعود إلى العصب عن تصوّر المؤذي مع الترفع على فاعله، و اعتقاد الشرف عليه، و كانوا قبايل متعدّدة، و كان الرَّجل يخرج من منازل قبيلة فيمرّ بمنازل قبيلة أخرى فيقع أدنى مكروه من أحدهم فينسب إليه و إلى قبيلته ما لا يليق فينادي هذا نداء عالياً أي آل فلان فيثور عليه فساق القبيلة ويضربونه، فمضى هو إلى قبيلته و يستصرخ بها يقصد به الفتنة و إثارة الشر، فتسل بينهم السيوف و تثور الفتنة و يقتل جمع غفير ولا يكون لها أصل في الحقيقة و لا سبب يعرف.
(والدهاقين بالكبر) قيل: دهقان: معرب دهبان، وفي المغرب، الدهقان: معرب يطلق على رئيس القرية و على التاجر، وعلى من له مال وعقار، و داله مكسورة، و في لغة تضم، و الجمع دهاقين و دهقن الرّجل و تدهقن: كثر ماله.
(و الأمراء بالجور)؛ الأمراء لمشاهدة قوّتهم الفانية في نفوسهم.
و هكذا بقيّة الصّفات النكرة للموصوفين ...
نختم قولنا في هذا المجال بآلإشارة إلى ألمثال الذي ذكرناه في آخر كتاب صدر لنا بعنوان؛ [ألطبابة الكونيّة ج2], و يخصّ طبيعة الحكم في أوساط (الهنود الحُمر) الذين يعتبرهم البعض من أدنى الشعوب في العالم للأسف لا على سبيل الحصر؛ بل لبيان مدى التشرذم و البعد عن الله و الدّين بآلقياس مع سياسيّنا و حكوماتنا و من يدعيّ العلم بحسب الظاهر:
لقد قلنا و قرّرنا بأنّ آلظلم الذي يقع على إنسان واحد بحسب الفلسفة الكونية؛ هو ظلم يشترك فيه كلّ المجتمع بدرجات متفاوتة - خصوصاً حُكامه و علمائه و مسؤوليه المباشرين كل بحسب حجمه و سلطته, حيث يُعتبرون مُشاركين بآلظلم مباشرة بحسب المقدار و المساحة و التأثير, لهذا نرى (الهنود الحمر) ولكونهم الطبقة الوحيدة ألتي حافظت على توازنها و فطرتها آلأنسانيّة المسالمة من بين قبائل و شعوب الأرض لأسباب معروفة, منها؛
ألطبيعة التكوينيّة؛ و لقمة الحلال, لأنّ موردها على الأكثر من الزراعة و آلصيد و التواضع و آلتآلف و البساطة و المحبة الصّافية الصادقة؛ لهذا تراهم حين يسرق فرد منهم أو يشذّ عن وضع المجتمع الطبيعي؛ يجتمع على الفور جميع قادتهم و قضاتهم لحل الموضوع من الآساس ببحث الجذور والعلل! و ذلك بطرح سؤآل محوري على أنفسهم(القادة و القضاة) مفاده:
[ما آلخطأ ألذي إرتكبناه نحن القادة و القضاة ليسرق ذلك آلمواطن/المواطنة]!؟
إلى جانب ذلك؛ لديهم عادات تدلّل على قمّة الأنسانيّة و الوفاء و الأحترام في تعاملهم .. منها: لو أُجري سباق معين مثلاً, فأنهم لا يحتفلون بآلحائز على المركز الأوّل فيه؛ بل يحتفلون و يشجعون الفائز الأخير كدعم و تآزر له و كتجبير للخاطر!
كما طرحنا نفس تلك المضامين الواردة في بُعده الأجتماعي – الأخلاقيّ عبر همسة كونيّة :
[لو زنت إمرأة في المجتمع؛ فيجب جلد المجتمع بدل جلد المرأة لأنهُ(المجتمع و على رأسه الحكومة) السبب في إنحرافها]!
أمّا في مجتمعنا فنرى العكس! بل نرى فوق ذلك ؛ أنّ الفاسد أكثر إحتراماً و مكانةً و علوّا لدى القادة و المشرعين و القضاة, و يكون معتبراً أكثر كلما كان متمرساً في الحرام و الخيانة و النفاق و نهب أموال الفقراء أكثر أو نافذاً و خلفه من المسلحين و آلأحزاب المؤتلفة الحاكمة!
لهذا لا أمل بإلأستقامة و إجراء العدالة و المجتمع فيه عشرات الطبقات و الدرجات الحقوقية و المعاشية بحيث يصل الفارق إلى مئات الأضعاف بين رئيس (موظف) و (موظف عادي) آخر, و كأن قوانين فرعون و حمورابي و نبوخذنصر و سرجون وحمدون وأوردغون وصدام هي الحقّ و قوانين الله و العليّ الأعلى ألذي ساوى مرتبه مع مرتب الفقير هي آلخطأ و آلوهم.
لهذا فنحن متأخّرون عن ركب الأنسانيّة و نحتاج إلى (الأمر بآلمعروف و النهي عن المنكر) بحسب قوانين الله لا كما كان سائدا للآن بآلخطأ و النهب والأرهاب و الظلم و الطبقيّة بكل أنواعها و أشكالها للأسف.
فما هو (الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر) في الإسلام العلويّ لا ألأسلام ألتجاريّ؟
ألنسّبية ألحقّة في آلقانون إلإلاهي عند مُعاقبة ألشّعوب بشكل جماعيّ:
لماذا يشمل العقاب الجمعي في حالات معيّنة المؤمنين مع الكفار و المعاندين و المشركين !؟
أمّا قانون الله في معاقبة الشعوب قياساً لموقفها و ميلها للحقّ أو آلباطل .. فهو بحسب ما ورد في أهمّ مصادرنا , و منها ما ورد في آلكافي - للشيخ الكليني - ج ٥ - الصفحة ٥٥, قم , إيران:
1- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن عبد الله، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
[يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون و يتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمراً بمعروف و لا نهياً عن منكر إلّا إذا أمنوا الضّرر, يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير يتّبعون زلاة العلماء و فساد عملهم، يقبلون على الصلاة و آلصيام و ما لا يكلمهم في نفس ولا مال ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم و أبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض و أشرفها، إنّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتمّ غضب الله عز وجل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب و تحلّ المكاسب و ترد المظالم و تعمّر الأرض و ينتصف من الأعداء و يستقيم الأمر فأنكروا بقلوبكم و الفظوا بألسنتكم و صكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم, فجاهدوهم بأبدانكم و أبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ولا مريدين بظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته].
قال: و أوحى الله عز وجل إلى شعيب النبي (عليه السلام): [أني معذب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم و ستين ألفا من خيارهم، فقال (عليه السلام): يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فأوحى الله عز وجل إليه: (داهَنوا أهل المعاصي و لم يغضبوا لغضبي)].
2- علي إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن جماعة من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
[ما قدست أمّة لم يؤخذ لضعيفها من قويّها بحقه غير متعتع], معنى (ألمتعتع) بفتح التّاء؛ أيّ من غير أن يُصيبه اذى يقلقله ويزعجه عن (مجمع البحرين)].
3- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عن محمد عمر بن عرفة قال: [سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لتأمرون بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب].
4- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قال: [ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر].
5- و بإسناده قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): [بئس القوم قوم يعيبون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر].
6- عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم ابن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى عن عقيل، عن حسن قال: [خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه و قال: أما بعد فإنه إنما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي و لم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك و إنهم لمّا تمادوا في المعاصي و لم ينههم الربانيّون و الأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات فأمروا بالمعروف و إنهوا عن المنكر و اعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقرّبا أجلا ولم يقطعا رزقا، إن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان فإن أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال أو نفس ورأي عند أخيه غفيرة في أهل أو مال أو نفس فلا تكونن عليه فتنة فإن المرء المسلم البرئ من الخيانة ما لم يغش دناءة تظهر فيخشع لها إذا ذكرت ويغري بها لئام الناس كان كالفالج الياسر الذي ينتظر أول فوزة من قداحه توجب له المغنم ويدفع بها عنه المغرم وكذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة ينتظر من الله تعالى إحدى الحسنيين إما داعي الله فما عند الله خير له وإما رزق الله فإذا هو ذو أهل و مال ومعه دينه وحسبه، إن المال والبنين حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لأقوام، فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه واخشوه خشية ليست بتعذير].
و لعلك أيها القارئ – الفطن – عرفت الآن و بعد آلغوص في أعماق المباني و المبادئ التي ذكرناها؛ سبب العذاب الجّمعي!؟
و هو إن الله تعالى يُريد أن يُوصل لنا رسالة هامّة للغاية تمثل محور الفلسفة الكونيّة إختصرها الحديث الذي ذكرناه سابقا: (كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته), و الهدف من خلق الخلق في هذا الكون, وهي أن الشعوب و الأمم بجب أن تتّحد يداً واحدة في تراحمهم و تعاونهم في السّراء و الضّرّاء و كما أشار في آية ؛ (و لو شاء ربّك لجعل الناس أمّة ...) سورة هود/118, حيث جعلها تعالى بمثابة السؤآل الرئيسيّ في سعي الأنسان لعبور الأمتحان النهائي بآلنجاح في تقرير مصير الأمم التي يجب أن تتّحد و تتعاون على البر و التقوى و المحبة و آلأيثار و تنفي العنف و الأنانية و الطبقيّة المقيتة التي تسبب ألظلم لا محال و كما هو حال بلدان العالم على جميع الصّعد!
فيا سيدّنا الجليل مقتدى الصّدر سدّد الله خُطاك و من معك و كل مَنْ يريد أن يتصدى لأمر العراق العظيم و هو واجب كفائي بشرطها و شروطها؛ و أَ لَستُم بمستوى (آلهنود الحُمر) لتطبيق تلك ألحكمة التي عرضناها لكم عنهم .. و بآلتالي تطبيق العدالة العلويّة في أوساط الناس ألذين إنتخبوكم و يأملون آلخير منكم لأنكم من نسب و نسل طاهر و تدعون لولاية الأمام عليّ على نهج رسول الله(ص) الذي هو نهج الله تعالى؟ خصوصا و أنت العارف في هذا الظرف؛ بمدى المظلومية الواقعة على هذا الشعب و الفقراء منهم بآلذات حيث ما زال رُبع الشعب يعيش في البيوت العشوائيّة و نصفه تقريباً يعيش في الأيجار بسبب سياسة الحكومات والأحزاب ألمستهلَكه و المستهلِكة و طبيعة الدستور العراقيّ الفاسد و الفوارق ألمعاشيّة وهكذا بقية المظالم الكثيرة ألمعروفة!
فهل أنت لهـــا هذه المرة؟
بشرك رعاية النهج العلوي ألمنسيّ للأسف في عملية الإصلاح و ذلك بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب و هو أصل الأصول في نجاح النظام و تحقيق العدالة و من ثمّ السّعادة, بعكس ما وقع في عراق المآسي! وقد قال رسول الله (ص):
[ما ولّت أمّة أمرها رجلاً قط و فيهم مَنْ هو أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا)(14).
وقال الأمام الحسن(ع): [لقد تركت بنو إسرائيل و كانوا أصحاب موسى (عليه و على نبيّنا السلام) هارون أخاه و خليفته و وزيره و عكفوا على العجل و أطاعوا فيه سامريهم، و هم يعلمون أنه خليفة موسى (عليه السلام)، و قد سمعت هذه الأمة رسول الله (ص) يقول ذلك لأبي: (إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي) و قد رأوا رسول الله (ص) حين نصبه لهم بغدير خم، وسمعوه و نادى له بالولاية ثمّ أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب و قد خرج رسول الله (ص) حذراً من قومه إلى الغار لما أجمعوا على أن يمكروا به، و هو يدعوهم لما لم يجد عليهم أعوانا ولو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم، و قد كفّ أبي يده و ناشدهم و استغاث أصحابه فلم يغث و لم ينصر، و لو وجد عليهم أعوانا ما أجابهم، و قد جعل في سعة كما جعل النبي (ص) في سعة، و قد خذلتني الأمة و بايعتك يا إبن حرب ، و لو وجدت عليكَ أعوانا يخلصون ما بايعتك، و قد جعل الله عز وجل هارون في سعة حين استضعفوه قومه و عادوه، كذلك أنا و أبي في سعة من الله حين تركتنا الأمة و بايعت غيرنا و لم نجد عليه أعوانا، و إنما هي السنن والأمثال ينبع بعضها بعضاً.
أيّها الناس إنكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلاً جدّه رسول الله (ص) و أبو وصي رسول الله لم تجدوا غيري و غير أخي، فاتقوا الله و لا تضلوا بعد البيان، و كيف بكم و أنى ذلك منكم؟ أَ لَا و إني قد بايعت هذا و أشار بيده إلى معاوية و إن أدري لعله فتنة لكم و متاع إلى حين.
أيها الناس : إنه لا يُعاب أحد بترك حقّه، و إنما يُعاب أن يأخذ ما ليس له، و كل صواب نافع، و كل خطأ ضارّ لأهله، و قد كانت القضية ففهمها سليمان فنفعت سليمان ولم تضر داود عليهما السلام، فأمّا القرابة فقد نفعت المشرك و هي و الله للمؤمن أنفع].
و حذاراً من ترك الناس ثانيّةً ألذين وضعوا ثقتهم بكم أخيراً بعد ما جرّبوا جميع الكيانات و الأحزاب و الحكومات السابقة ,
و لكي لا تكون أوّل ألمُذنبيين يوم آلقيامة كمن سبقكم في الرئاسات و الحكومة - لا سامح الله – بحسب الوصائق و النصوص و الدلائل آلتي أوردناها أعلاه, فلا بدّ من طبابة الناس و مداواة جروحهم العميقة بمواساتهم بكل شيئ قبل الشروع عملياً طبقاً للأساس المفقود ألذي عرضناه, لأنّ ذلك بآلأضافة إلى ما ذكرت سيُسبب فراغاً ينفذ المنافقون من خلاله بعدكم لتعميق الضلال و آلأنحراف و القسوة التي تولّد الطبقيّة و الظلم و الفساد و القتل و الأرهاب و الحرب كنهج صداميّ توارثه العراق للأسف؟
و نختم كلامنا بآلآية القرآنية العظيمة التي وردت في سورة الأحقاف / 21 [و إذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بآلأحقاف و قد خلت النّذر من بين يديه و من خلقه , إلّا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم] صدق الله العلي العظيم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ع/ ألعارف ألحكيم : عزيز حميد مجيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٨٦ نقلاً عن القرطبي.
(2) سورة (هود) سُميّت بـ (مشيبة ألرّسول), لكن لماذا قال الرسول ( ص) : بأنّ سورة هود قد شيّبته !؟
الجواب: لا شك في أن الرسول المصطفى ( ص) هو العالم بالقرآن و الفاهم لأسراره على حقيقتها، فهو أكثر من يتأثر به ، فعَنِ الامام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( ص) : [إِنِّي لَأَعْجَبُ كَيْفَ لَا أَشِيبُ إِذَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ ؟]
وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ [ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ ! قَالَ : " شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَ الْوَاقِعَةُ وَ الْمُرْسَلَاتُ وَ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ]، ( وسائل الشيعة : 6 / 172 ).
و في الحديث المرفوع عنه (ص): [شيبتني هود].
فقيل له ما السبب يا رسول الله؟
فقال : [قوله تعالى : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ)] ، ( شرح نهج البلاغة : 11 / 213 ). هذه الدلالات تعبّر بما لا شك فيه على أنّ هدف (الإسلام) هو تحقق العدالة لسعادة المجتمع, و لا يتحقق هذا الهدف إلّا بإستقامة آلمجتمع الذي لا يستقيم إلا بإستقامة آلرّسول الكريم أو وصيّه من بعده أو المتصدي لأمور الأمّة في عصر الغيبة التي نعيشها الآن, و هذا الأمر ليس بآلهيّين و ليس شغل أيٍّ كان حتى لو كان مرجعاً .. لأنه يحتاج لمؤهلات عظيمة للتصدي لهذا الأمر الذي عجز عنه حتى الأنبياء و المرسلني و الأوصياء, من هنا شيّبت سورة هود النبيّ الكريم(ص) لوعييه لأبعاد الأمر و إتصاله بحكمة الوجود كلّه
لمزيد من التفصيل يمكنكم مراجعة آلرابط التالي:
لكن للأسف الشديد نرى إن المدّعين فرحون بكون الشيب لم يصلهم و يحاول الكثير منهم إجراء حتى العمليات الجراحية لتجميل وجهه و مظهره و جسده .. ولا يلتفت لداخله ليغيير أعماقه و قلبه الموبوء بآلعقد و الجّهل و حب الدّنيا و الظهور و الوجاهة!؟
(3) لمعرفة سبب الفوارق الحزبية المشينة و المظالم التي وقعت و تقع بين أعضاء الأحزاب و التي تسببت بإنشقاقهم و منها (حزب الدعوة) و بآلأرقام و الأدلة, راجع كتابنا الموسوم بـ :
[صفحات مشرقة .. لتأريخ كونيّ] صفحة 22 .. النقطة 11 التي عرضنا فيه صفحات من تأريخنا في العراق و في إيران فيما بعد مع حزب الدعوة الإسلامية, التفاصيل على الرابط التالي:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82%D9%87-%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-pdf
1- (4) بحار الأنوار، ج72، ص38
(5) راجع التفاصيل في المقال التالي :
https://www.sotaliraq.com/2021/10/12/%d8%a3%d9%84%d8%b5%d9%91%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d8%a3%d9%84%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%91-%d9%87%d9%88-%d8%a2%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d9%84%d9%88%d8%b6%d8%b9-%d8%a2%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7/
(6) الكافي - الشيخ الكليني - ج ٥ - الصفحة ٥٥
(7) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ٣٨٣.
(8) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٧ - الصفحة ٧٩, و كذلك ؛ نهج البلاغة، ج1، ص223
(9) بحار الأنوار، ج44، ص381.
(10) ألأمالي - الشيخ الصدوق - الصفحة ٥٧٧.
(11) بحار الأنوار، ج14، ص308.
(12) الكافي، ج2، ص216.
(13) في حديث ورد عن آلأمام الصادق (ع): [ لأحملّن ذنوب سفهائكم على علمائكم , قالوا له؛ لماذا يا سيدي.. ما ذنب العلماء؟ قال:
ذنب العلماء هو أنهم برؤوا ا لسّفهاء و يغبثون, و لم يأمروا بآلمعرفو و لم ينهوا عن المنكر].
(14) مصدر الحديث بحار الأنوار عبر الرابط:
http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/1441_%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%B1-(12)%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3%D9%8A-%D8%AC-%D9%A1%D9%A0/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_145#top
Wednesday, October 13, 2021
ألمحور المنسي في عملية التغيير و الأصلاح:
ألمحور ألمنسيّ في عمليّة ألإصلاح و آلتّغيير:
تعتبر هذه الصفحات المعدودة: بمثابة الملحق لما كتبت عن العراق لخلاصه من أيدي الفاسدين الذين تحاصصوا كل شيئ!
ففي رسالتي ألثّالثة(ألأخيرة) للسّيد مقتدى الصّدر في مجال (أسس ألحكم في الإسلام) طبقا للنظرية العلويّة – الكونيّة؛ ذكرت تفاصيل كثيرة حول أسباب ألأزمات ألعراقيّة و إستفحالها, و فقدان النظرية المطلوبة تحقيقها, و بآلتالي ألمستقبل الخطير الذي سيواجه الجّميع .. خصوصا الفقراء منهم و الذي بات قاب قوسين أو أدنى , حيث نبهتهم بعد فوزهم المُجدّد و للمرّة الثانية بوجوب إقامة حدود الله لتحقيق العدالة و أمامه تجربة واضحة و شعب مؤيّد له و جيش بل جيوش مطيعة له إجمالاً, لأخذ حقّ المحرومين الذين يُعانون من كل شيئ و تزداد معاناتهم و شظف العيش و المرض و الفقر و الجوع و الأوبئة و فقدان الخدمات و الكهرباء و السكن, حيث يعيش ربع الشعب العراقي في آلبيوت العشوائيّة التي تقوم السلطات الظالمة يوميّا بهدمها على رؤوس أهلها الفقراء.. و في مقابل ذلك نرى الطبقة السياسية المتنعّمة التي لا تخاف لا من الله و لا من القانون المسيس بحسب مقاسات جيوبهم؛ يتمتّعون بآلقصور و البيوت و آلرّواتب التقاعديّة المسلوبة من حقّ و دمّ الفقراء و المساكين و المشرّدين و المهاجرين ألّذين إمتلأت بهم دول العالم حيث وصل عددهم لـ 5 مليون نسمة تقريباً.
و هناك حديث عظيم يبدو أنهُ منسيّ تماماً .. أو لم يطّلع عليه ألمدّعين للدِّين و العدالة و الإستقامة و الفقه؛ وهو حديث عظيم بسند صحيح و معتبر لدى المذاهب خصوصاً مذهب أهل البيت(ع), حديث يُدين و يتعلّق بوضوح و بيّنة بألمُدّعيّن للدِّين و وجوب إستقامة القيادة المرجعيّة لكونهم هم آلسّبب في (فساد) أو (صلاح) ألأمة في نفس الوقت, و نودّ هنا تذكيرهم به(الحديث), علّهُ يردعهم عن ما هم فيه من آلإجحاف بحقّ الله تعالى وعباده المظلومين إن كانوا متّقين, وهو:
قال القرطبي كما ورد في شرح أصول الكافي بعد نقله لحادثة المواخاة بين المهاجرين و الأنصار؛ [آخا رسول الله (صلى الله عليه و آله) بين على بن أبي طالب ونفسه فقال: أنت أخي و صاحبي، و في رواية أخرى: أخي في الدنيا والآخرة، و كان علي (رضي الله عنه) يقول: [(أنا عبد الله و أخو رسوله، لم يقلها أحدٌ قبلي و لا بعدي إلّا كاذب مُفتر)، و آخا بين أبي عبيدة بن الجراح و أبي طلحة, و بين أبي بكر وخارجة بن زيد وبين عمر و عتبان بن مالك، و بين عثمان و أوس ابن ثابت أخي حسان بن ثابت، و هكذا بين بقيتهم], و نصّ الحديث عن الأمام الصادق(ع) و هو إستاذ أئمة المذاهب الأسلامية:
[لأحملّن ذنوب سفهائكم على علمائكم , قالوا له؛ لماذا يا سيّديّ .. ما ذنب العلماء؟ قال: ذنب العلماء هو أنهم برّؤوا آلسّفهاء و يغبتون, و لم يأمروا بآلمعرفو و لم ينهوا عن المنكر](1).
لذلك .. الإصلاح مسؤولية عامة تحكمها الأولويّات:
ألتجربة العملية بجانب ألأدارة الحديثة و المؤهلات العلمية و الأمانة التي بيّنا حدودها و مصاديقها؛ هل الكفيلة لأنجاح أية عملية إصلاح و بناء و تقدم .. و الحال لا نملك في العراق خصوصا الحزبيين لمعرفتي الدقيقة بمناهجم البالية و بآلشخصيات التي تحكمها؛ لهذا كان الخراب نتيجة طبيعة و محتملة توصلت لها حتى قبل سقوط النظام بعشر سنوات تقريباً و قد عرضنا الدلائل وقتها و المصاديق بانت واضحة فيما بعد على تلك التوقعات, لكن ساحتنا و بسبب موت البصيرة لم يدرك قادتها ولا معظم مراجعها ما عرضناه من الحقائق و لحدّ هذه اللحظة لفقدان المعايير الكونية.
وسؤآلنا المكرّر نعيده هنا لأهميّته, وهو :
لماذا يا ترى يقصر العلماء و حتى بعض المراجع و مقلّديهم من أبناء الأمة الإسلامية ناهيك عن الأحزاب الموجودة التي أثبتت فشلها و نهبت كآلقراصنة ما أمكنها و إختفت بلا رجعة فرحة برواتبها الحرام .. بعد ما فشلت في أداء تكاليفها, بالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
ولماذا لم يلتفت الكثير من المنتسبين للإسلام لهذا الواجب الشديد الأهمية والحساسة و المصيرية لأنها تتعلق بآلدّنيا و الآخرة؟
فلو سألت أغلبهم و أسيدهم حتى بعد الذي كان : من هو آلمسؤول عن الإصلاح و إقامة العدالة في المجتمع؛ لَمَا تردّد أكثرهم من أن يُسْمِعُك قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم :
[كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته](2), محاولاً تبرير فساده بإلقاء اللوم على الغير سواء كان على الداخل أو الخارج!
والقرآن الكريم كما آلرّسول؛ كما العلي الأعلى قد حدّدوا حتى نوع العلاقة بين مجتمع المؤمنين بالولاية قائلاً: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ﴾ (التوبة/71), إلى جانب المحددات المطلوبة في المسؤول و كما بيّنا أهمّها في مقالٍ سابقٍ(3).
فكل واحد من المؤمنين تربطه بباقي الأفراد رابطة الولاء، وهو مسؤول تجاه أخيه المؤمن بأداء حقّ هذه الرابطة بما يتعلق بجميع أنحاء وجوده، ثم يكمل المولى عزَّ وجلّ مبيناً كيف تُؤدى هذه المسؤولية: [يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ](ألتوبة / 71).
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ناشئان من الولاية التي تشكل الرباط بين أعضاء المجتمع الإسلامي، وهو الممارسة العملية لهذا التوحد العاطفي والعملي لأبناء المجتمع ولذا فمسؤولية كلّ فرد أن يأخذ موقعه في نصرة المجتمع من خلال تقوى الله و القيام بواجبه الأنساني تجاه أخيه و خدمة مجتمعه, لا أن يكون عالة عليه و كما هو حال أعضاء الأحزاب و المليشيات و حتى الموظفين.
ولكن قد نقع في حالة إهمال لهذه المسؤولية، فما هي العوامل التي تجعل أبناء الأمة يتخلفون عن أداء هذا الواجب المقدس!؟
لا بد من البحث عن هذه الأسباب بادئين بفهم و وعي عقيدة الأسلام, ذلك أن الإسلام العلوي لا يعرفه حتى المُدّعين للدين ناهيك عن غريهم, و بعدها ألأسباب النفسية التي تعود إلى مشكلات تتعلق بشخصية الأفراد و مسألة تغيير النفس و التسلّح بآلفكر لبدء عملية التغيير التي تقع على العلماء و الفقهاء و الفلاسفة قبل أيّ شخص أو جماعة .. ثم يأتي دور النخبة لبيان ذلك الفكر!
هناك مرض خطير أصاب الناس بشكل عام حتى المسلمين, لهذا كانت له تجليات، وهو إشكالية علاقة الإنسان المسلم بالدّنيا بعبادة المال(الدّولار) بجانب الحرص والذي إنعكس على خطواته العملية في حياته، فإذا كان الإنسان شديد الحُبّ و الحرص لمال آلدّنيا و شديد الرغبة فيها؛ فإن هذا سيقلب أولوياته بمعنى تقديم دنياه على آخرته، فيتحوط لكل خطر على نفسه و ماله و عائلته، بينما لا يبالي بما يُؤدي إلى حفظ الكيان الإسلامي العام، وعليه فأمثال هؤلاء سيتركون (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) إذا شكلّ أداؤهما مانعاً مقابل بعض المنافع الدنيوية, بل أعرف البعض من الذين ليس فقط فعلوا ما أشرنا .. بل أصبحوا جواسيس على أخوانهم و مجتمعهم, و قد وصفهم أمير ا لمؤمنين(ع) بقوله: [يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون ويتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر. يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير ويتبعون زلات العلماء وفساد عملهم، يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلفهم في نفس ولا مال، ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها](4).
و أشار الأمام الحسين(ع) أيضاً بقوله:
[الناس عبيد الدنيا والدِّين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونهُ ما درّت معايشهم فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الدّيانون](5).
ويعلل الإمام علي عليه السلام في رواية نقلها عنه ابنه الإمام الحسين عليه السلام ذلك بأن اللَّه عاب على الربانيين والأحبار لعدم نهيهم عن المنكر قائلاً:
[وإنما عاب اللَّه ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظَلَمة المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم، ورهبة مما يحذرون](6).
والحميّة أيّ (الدّفاع مع آلشدة) فقد حدّثنا القرآن الكريم عن حمية الكافرين و إعتبرها حميّة الجّاهليّة.
﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّة﴾(الفتح:26) ، معرضاً بهذا النوع من الحمية، ولكن هناك حمية إيمانية هي مطلوبة بقدر مبغوضية حميّة الكفار.
ومعنى الحمية الدينية هي وجود الغيرة و الدفاع الواعي في نفوس المؤمنين على دين اللَّه وعقائده ومقدساته بوجه الذين يتعدون حدود اللَّه وينتهكون حرمات الدين والمسلمين.
وهذا ينم عن مدى مؤثرية الدين في النفوس. وقد صرح الإمام الحسين عليه السلام عن أحد أسباب غلو طاغية زمانه يزيد بن معاوية وجلاوزته في ظلمهم وتعدياتهم وطمعهم بأكثر مما ارتكبوا إلى درجة أصبح الموت في نظرهم أفضل من العيش مع أناس فقدوا هذه الغيرة والحمية فقال عليه السلام:
[ألا ترون إلى الحقّ لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن بلقاء ربه محقاً](7)
بل تصبح الحياة مع شيوع الفساد و الكفر و النفاق كسجن للمؤمن حين تكون جنّة للكافر بآلمقابل, و كما ورد عن النبيّ(ص) في حديث صحيح!
قال الإمام الصادق عليه السلام:
. [لا تسخطوا اللَّه برضى أحد من خلقه، و لا تتقرّبوا إلى أحد من الخلق بتباعد من اللَّه عز وجل](8)
وفي موعظة بليغة لنبي اللَّه عيسى على نبينا وآله وعليه السلام يقول:
[إن الحريق ليقع في البيت الواحد فلا يزال ينتقل من بيت إلى بيت حتى تحترق بيوت كثيرة، إلا أن يستدرك البيت الأول فيهدم قواعده، فلا تجد فيه النار معملاً, وكذلك الظالم الأول لو يؤخذ على يديه لم يوجد من بعده أمام ظالم فيأتون به، كما لو لم تجد النار في البيت الأول خشباً و ألواحاً لم تحرق شيئاً، من نظر إلى الأفعى تؤم أخاه لتلدغه و لم يحذره حتى قتلته، فلا يأمن أن يكون قد شرك في دمه أيضاً، من نظر إلى أخيه يعمل بالمعاصي و لم يحذره حتى أحاطت به فلا يأمن أن يكون قد شرك في إثمه, ومن استطاع أن يغيّر الظلم(الظالم) ثم لم يغيره فهو كفاعله، وكيف يهاب الظالم وقد أمن بين أظهركم، لا ينتهي ولا يغير عليه ولا يؤخذ على يديه، فمن أين يقصر الظالمون أم كيف لا يفترون, أفحسب أن يقول أحدكم: لا أظلم ومن شاء فليظلم, و يرى الظلم فلا يغيره فلو كان الأمر على ما تقولون؛ لم تعاقبوا مع الظالمين الذين لم تعملوا بأعمالهم، حتى تنزل بهم العثرة في الدنيا](9).
وعدم المبالاة وما سبقها من أمراض ستؤدي إلى استصعاب أداء هذه المهمة وترك القيام بها، وعلى الأقل ستؤدي إلى التردد في أدائها في أول ظهورها والمبادرة لعلاج الآفات مما سيؤدي إلى استفحال المرض وصعوبة العلاج إن لم يؤدِ إلى استعصائه على العلاج ووصوله إلى مرحلة خطيرة بحيث تصبح تكلفة هذا العلاج باهظة جداً إلى مستوى أن يكون الثمن هو دم كدم الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وتضحية كتضحياته وعياله.
وقد رسم الإمام علي(ع) في بعض وصاياه موقع المال و النفس و الدّين وقيمة كل منها و مقامه بالنسبة لحياة المسلم فقال عليه(ع):
[فإذا حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم واعلموا أن الهالك من هلك دينه و المريب من خرب دينه](10).
أما الحديث ألمحوري الذي نقصده بشكل مباشر و المعنيّ الذي يمثّل ألعمود الفقريّ لعملية التغيير و الإصلاح ألجّذري في المجتمع الأسلاميّ - ألأنسانيّ خصوصاً (المجتمع المسلم) الذي يُمثل ذلك الحديث بآلمناسبة أيضاً أحد (المحاور الكونيّة الثلاثة) بخصوص عملية النهضة أو الثورة ألتغييريّة, فهو كما ورد عن:
- سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن خطاب بن محمد، عن الحارث بن المغيرة، قال لقيني أبو عبد الله (عليه السلام) في طريق المدينة فقال: من ذا؟ أَ حارث؟ قلتُ: نعم، قال: [أَمّا لأحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم ...](11).
ثمّ مضى فأتيته فاستأذنت عليه فدخلت, فقلتُ: لقيتني فقلت: (لأحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم)، فدخلني من ذلك أمرٌ عظيم، فقال: نعم, ما يمنعكم إذا بلغكم عن ألرَّجل منكم ما تكرهون و ما يدخل علينا به آلأذى أن تأتوه فتؤنّبوه و تعذّلوه و تقولوا قولاً بليغاً؟ فقلتُ لهُ: جعلت فداك .. إذاً لا يطيعونا و لا يقبلون منا؟
فقال: إهجروهم و إجتنبوا مجالسهم.و أخيراً فإن شرح مفاد قوله: [ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرّجل منكم ما تكرهون] من الذنوب و إفشاء السّر و خلاف الأدب (أن تأتوه فتؤنبوه و تعذلوه) - التأنيب: المبالغة في التوبيخ، و التعنيف و العذل: الملامة كالتعذيل و الاسم العذل محركة و اعتذل و تعذّل قبل الملامة (و تقولوا له قولاً بليغاً) أيّ بالغا متراقيا إلى أعلى مراتب النصح والموعظة من قولهم بلغت المنزل إذا وصلته أو كافيا في ردعه عن نكره كما كان يقال في هذا بلاغ أيّ كفاف أو فصيحاً مطابقاً لمقتضى المقام (فقلت له جعلت فداك إذا لا يطيعونا و لا يقبلون منا فقال: إهجروهم و إجتنبوا مجالسهم) هذا أيضا نوع من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و فيه فوايد:
الأولى: ترك التشابه بهم؛ الثانية: ألتّحرز من غَضَب الله و عقوبته عليهم؛ ألثالثة: تحقق لزوم البغض في الله و ثباته؛ الرابعــة: رفض التعاون في المعصية فإن الوصل بالعاصي و المساهلة معه يوجب معاونته في المعصية و جرأته فيها؛ ألخامسة: بعثه على ترك المعصية فإن الوصل العاصي إذا شاهد هجران الناس عنه ينفعل و ينزجر عن فعله بل تأثيره قد يكون أنفع من القول و الضرب.
صفات منبوذة لأهل المهن و السياسة و الفقاهة والقوميات و غيرهم لتجنّبها :
سهل بن زياد، عن إبراهيم بن عقبة، عن سيابة بن أيوب، و محمد بن الوليد، و علي بن أسباط يرفعونه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إنّ الله يُعذّب (ألستة بالسّتة):
ألعرب بالعصبيّة، و آلدّهاقين بالكبر، و آلأمراء بالجّور، و آلفقهاء بالحسد، و آلتّجار بالخيانة، و أهل ألرساتيق بالجّهل.
أما قوله: (إن الله تعالى يعذب الستة بالستة) أيّ ستة أصناف بستة أوصاف .. واحداً بواحد:
فـ(العرب بالعصبية), قيل: العصبية من لوازم الكِبر و كانت حقيقتها تعود إلى العصب عن تصوّر المؤذي مع الترفع على فاعله، و اعتقاد الشرف عليه، و كانوا قبايل متعدّدة، و كان الرَّجل يخرج من منازل قبيلة فيمرّ بمنازل قبيلة أخرى فيقع أدنى مكروه من أحدهم فينسب إليه و إلى قبيلته ما لا يليق فينادي هذا نداء عالياً أي آل فلان فيثور عليه فساق القبيلة ويضربونه، فمضى هو إلى قبيلته و يستصرخ بها يقصد به الفتنة و إثارة الشر، فتسل بينهم السيوف و تثور الفتنة و يقتل جم غفير ولا يكون لها أصل في الحقيقة ولا سبب يعرف.
(والدهاقين بالكبر) قيل: دهقان: معرب دهبان، وفي المغرب، الدهقان:
معرب يطلق على رئيس القرية وعلى التاجر، وعلى من له مال وعقار، وداله مكسورة، وفي لغة تضم، والجمع دهاقين و دهقن الرجل و تدهقن: كثر ماله.
(و الأمراء بالجور)؛ الأمراء لمشاهدة قوّتهم الفانية في نفوسهم.
و هكذا بقيّة الصّفات النكرة للموصوفين ...
نختم قولنا بآلإشارة إلى ألمثال الذي ذكرناه في آخر كتاب صدر لنا بعنوان؛ [ألطبابة الكونيّة ج2], و يخصّ طبيعة الحكم في أوساط الهنود الحُمر الذين يعتبرهم البعض من أدنى الشعوب في العالم للأسف :
لقد قلنا و قرّرنا بأنّ آلظلم الذي يقع على إنسان واحد بحسب الفلسفة الكونية؛ هو ظلم يشترك فيه كلّ المجتمع بدرجات متفاوتة - خصوصاً حُكامه و علمائه و مسؤوليه المباشرين, حيث يُعتبرون مُشاركين بآلظلم مباشرة, لهذا نرى الهنود الحمر ولكونهم الطبقة الوحيدة ألتي حافظت على توازنها و فطرتها آلأنسانيّة المسالمة من بين شعوب الأرض لأسباب معروفة؛
منها الطبيعة التكوينيّة و لقمة الحلال لأنّ موردها على الأكثر من الزراعة و التواضع و آلتآلف و البساطة و المحبة الصّافية؛ لهذا تراهم حين يسرق فرد منهم أو يشذ عن وضع المجتمع الطبيعي؛ يجتمع على الفور جميع قادتهم و قضاتهم لحل الموضوع من الآساس ببحث الجذور والعلل! و ذلك بطرح سؤآل محوري على أنفسهم(القادة و القضاة) مفاده:
[ما آلخطأ ألذي إرتكبناه نحن القادة و القضاة ليسرق ذلك آلمواطن/المواطنة]!؟ و لديهم عادات تدلّل على قمّة الأنسانية في تعاملهم .. منها: لو أُجري سباق معين, فأنهم لا يحتفلون بآلحائز على المركز الأوّل؛ بل يحتفلون و يشجعون الفائظ الأخير!
كما طرحنا نفس تلك المضامين الواردة في بُعده الأجتماعي – الأخلاقيّ عبر همسة كونيّة:
[لو زنت إمرأة في المجتمع؛ فيجب جلد المجتمع بدل جلد المرأة لأنه هو المسبب لخطئها].
أما في مجتمعنا فنرى العكس! بل نرى فوق ذلك ؛ أنّ الفاسد أكثر إحتراماً و مكانةً و علوّا لدى القادة و المشرعين و القضاة, و يكون معتبراً أكثر كلما كان متمرساً في الخيانة و النفاق أكثر أو نافذاً و خلفه من المسلحين و آلأحزاب المؤتلفة الحاكمة! لهذا لا أمل بإلأستقامة و إجراء العدالة و المجتمع فيه عشرات الطبقات و الدرجات الحقوقية و المعاشية بحيث يصل الفارق إلى مئات الأضعاف بين رئيس (موظف) و (موظف عادي) آخر, و كأن قوانين فرعون و حمورابي و نبوخذنصر و سرجون وحمدون وأوردغون وصدام هي الحقّ و قوانين الله و العليّ الأعلى ألذي ساوى مرتبه مع مرتب الفقير هي آلخطأ و آلوهم.
لهذا فنحن متأخّرون عن ركب الأنسانيّة و نحتاج إلى (الأمر بآلمعروف و النهي عن المنكر) بحسب قوانين الله لا كما كان سائدا للآن بآلخطأ و النهب والأرهاب و الظلم و الطبقيّة بكل أنواعها و أشكالها للأسف.
فما هو (الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر) في الإسلام العلويّ لا ألأسلام ألتجاريّ؟
ألنسّبية ألحقّة في آلقانون إلإلاهي عند مُعاقبة ألشّعوب بشكل جماعيّ:
لماذا يشمل العقاب الجمعي في حالات معيّنة المؤمنين مع الكفار و المعاندين و المشركين !؟
أمّا قانون الله في معاقبة الشعوب قياساً لموقفها و ميلها للحقّ أو آلباطل .. فهو بحسب ما ورد في أهمّ مصادرنا , و منها ما ورد في آلكافي - للشيخ الكليني - ج ٥ - الصفحة ٥٥, قم , إيران:
1- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن عبد الله، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: [يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون و يتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمراً بمعروف و لا نهياً عن منكر إلّا إذا أمنوا الضّرر, يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير يتّبعون زلاة العلماء و فساد عملهم، يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم و أبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض و أشرفها، إنّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتمّ غضب الله عز وجل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب (1) و تحل المكاسب و ترد المظالم و تعمّر الأرض و ينتصف من الأعداء و يستقيم الأمر فأنكروا بقلوبكم و الفظوا بألسنتكم و صكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم.
فجاهدوهم بأبدانكم و أبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ولا مريدين بظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته.
قال: و أوحى الله عز وجل إلى شعيب النبي (عليه السلام): أني معذب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم، فقال (عليه السلام): يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟
فأوحى الله عز وجل إليه: (داهنوا أهل المعاصي و لم يغضبوا لغضبي).
2- علي إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن جماعة من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
[ما قدست أمّة لم يؤخذ لضعيفها من قويها بحقه غير متعتع] معنى (ألمتعتع) بفتح التاء؛ أيّ من غير أن يصيبه اذى يقلقله ويزعجه عن (مجمع البحرين).
3- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عن محمد عمر بن عرفة قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لتأمرون بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب.
4- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قال: ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
5- وبإسناده قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): بئس القوم قوم يعيبون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6- عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم ابن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى عن عقيل، عن حسن قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد فإنه إنما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي و لم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك و إنهم لمّا تمادوا في المعاصي و لم ينههم الربانيّون والأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا ولم يقطعا رزقا، إن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان فإن أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال أو نفس ورأي عند أخيه غفيرة في أهل أو مال أو نفس فلا تكونن عليه فتنة فإن المرء المسلم البرئ من الخيانة ما لم يغش دناءة تظهر فيخشع لها إذا ذكرت ويغري بها لئام الناس كان كالفالج الياسر الذي ينتظر أول فوزة من قداحه توجب له المغنم ويدفع بها عنه المغرم وكذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة ينتظر من الله تعالى إحدى الحسنيين إما داعي الله فما عند الله خير له وإما رزق الله فإذا هو ذو أهل و مال ومعه دينه وحسبه، إن المال والبنين حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لأقوام، فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه واخشوه خشية ليست بتعذير.
و لعلك أيها القارئ – الفطن – عرفت الآن و بعد آلغوص في أعماق المباني و المبادئ التي ذكرناها؛ سبب العذاب الجمعي!؟
وهو إن الله تعالى يريد أن يُوصل لنا رسالة هامّة للغاية تمثل كل الفلسفة من خلق الخلق في هذا الكون, وهي أن الشعوب و الأمم بجب أن تتحد و تتعاون في السّراء و الضّرّاء و كما أشار في آية (و لو شاء ربّك لجعل الناس أمة ...) سورة هود/118 حيث جعلها تعالى بمثابة الأمتحان النهائي لمصير الأمم التي يجب أن تتحد و تتعاون على البر و التقوى و تنفي الأنانية و الطبقية المقيتة التي تسبب الظلم لا محال!
فيا سيدّنا الجليل مقتدى الصّدر سدّد الله خُطاك و من معك و كل مَنْ يريد أن يتصدى لهذا الأمر العظيم و هو واجب كفائي بشرطها و شروطها؛ و أَ لَستُم بمستوى (آلهنود الحُمر) لتطبيق تلك ألحكمة التي عرضناها لكم عنهم .. و بآلتالي تطبيق العدالة العلويّة في أوساط الناس ألذين إنتخبوكم و يأملون آلخير منكم لأنكم من نسب و نسل طاهر و تدعون لولاية الأمام عليّ على نهج رسول الله(ص) الذي هو نهج الله تعالى؟ خصوصا و أنت العارف في هذا الظرف؛ بمدى المظلومية الواقعة على هذا الشعب و الفقراء منهم بآلذات حيث ما زال ربع الشعب يعيش في البيوت العشوائيّة و نصفه تقريباً يعيش في الأجار بسبب سياسة الحكومات والأحزاب و طبيعة الدستور العراقي الفاسد و هكذا بقية المظالم الكثيرة ألمعروفة, فهل أنت لها هذه المرة؟
أم ستترك الناس ثانيةً لتكون أوّل المذنبيين يوم القيامة لا سامح الله بحسب الدلائل آلتي أوردناها, خصوصاً لو تسلط على الناس مناهج الضلال و آلأنحراف التي تولّد الطبقية و الظلم و الفساد و القتل و الأرهاب و الحرب كنهج صدام و مَنْ سبقه و لحقه؟
بقلم ألعارف الحكيم : عزيز حميد مجيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٨٦ نقلاً عن القرطبي.
1- (2) بحار الأنوار، ج72، ص38
(3) راجع التفاصيل في المقال التالي :
https://www.sotaliraq.com/2021/10/12/%d8%a3%d9%84%d8%b5%d9%91%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d8%a3%d9%84%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%91-%d9%87%d9%88-%d8%a2%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d9%84%d9%88%d8%b6%d8%b9-%d8%a2%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7/
(4) الكافي - الشيخ الكليني - ج ٥ - الصفحة ٥٥
(5) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ٣٨٣.
(6) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٧ - الصفحة ٧٩, و كذلك ؛ نهج البلاغة، ج1، ص223
(7) بحار الأنوار، ج44، ص381.
(8) ألأمالي - الشيخ الصدوق - الصفحة ٥٧٧.
(9) بحار الأنوار، ج14، ص308.
(10) الكافي، ج2، ص216.
(11) في حديث ورد عن آلأمام الصادق (ع): [ لأحملّن ذنوب سفهائكم على علمائكم , قالوا له؛ لماذا يا سيدي.. ما ذنب العلماء؟ قال:
ذنب العلماء هو أنهم برؤوا ا لسّفهاء و يغبثون, و لم يأمروا بآلمعرفو و لم ينهوا عن المنكر].
ألمحور
Monday, October 11, 2021
بفوز ألصّدر ؛ هل تتحقق ألعدالة؟
بفوز آلصّدر؛ هل تتحقق ألعدالة!؟
هذا المقال هو آلثّالث ألذي كتبته شخصيّاً للسّيد مُقتدى الصّدر و تيّاره بعد فوزه في إنتخابات 2018م و نُشر في مواقع عديدة, لكنه لم يُشكل حكومته بعد مقالي الأول ذاك بعنوان[هل أنت لها أيها المقتدى](1) و إكتفى بمنصب مدير الأمانة العامة لرئاسة الوزراء, و أنا أيضاً في الحقيقة شككت بقدرته أنذاك لتغيير الأوضاع الفاسدة لتعقيداتها و لتشعّبها و كذلك لأسباب شخصيّة و فنّيّة و إجتماعيّة و داخليّة تخصّ التيار و الطوائف من حوله .. و خارجيّة تخصّ الوضع الدولي و التحاصصي و آلأتفاقي و (هيمنة الخارج على قرار الدّاخل) بحيث أنهكت العراق لفساد أفكار الأحزاب التي حكمت لسرقة ما أمكنها للضّالييين و بلا رحمة لبناء بيوتهم مقابل هدم ألأوطان لا غير و كما أثبتت الوقائع ذلك!!
ثم دعمته بمقال آخر(2) أنذاك بهذا الخصوص, لعلّه كان بسبب حبّي لأستاذي محمد باقر الصّدر الفيلسوف الفقيه المخلص الذي ضرب بشهادته أعلى المقايس في الفكر و الصّدق بسبب حبّه وعشقه(الصدر الأوّل) الشديد لله تعالى, و أضفت لهُ تساؤلاً كبيراً مفاده بآلنّص؛
[لماذا لا تنتخب أو تؤيّد المرجعيّة العليا التي تعرف كلّ شيئ شخصاً تثق به لقيادة العراق بدل الأحزاب الجاهليّة ألمتحاصصة ؟].
و هل حقّاً لا تعرف(المرجعية) فنون إدارة آلدولة و السياسية و الأقتصاد و آلتربيّة و تحقيق العدالة الإجتماعيّة كما يقول البعض!؟
في هذا المقال .. و هو ألثّالث : سأتقدّم متفائلاً و لو قليلاً و لا أريد تثبيط عزيمة (ألسّيد ألصّدر) لتغيير الوضع بشروط سبق أنْ ذكرناها و عرضناها مراراً وكرّرناها حدّ الملل عبر مئات المقالات و حتى الدّراسات و الكتب التي أصدرناها .. أَ تَقَدّم من خلاله سائلا نفس السؤآل السابق إبتداءاً : [هل أنت لها أيّها المُقتدى؟], لتحقيق ما هَدَفَ إليه ألصّدريون على قلتهم منذ عهد الفيلسوف الفقيه محمد باقر الصدر(قدس) ثم شهادة والدك (قدس) حتى هذا الزّمن فأصحاب الحقّ دائماً قليلون خصوصاً في هذا الزمن بعد شهادة أؤلئك العظام ..
و إذا كنتَ لها لتُبيّض وجه الإسلام و الشهدين العظيمين لتطبيق العدالة .. فهناك محطات أساسيّة عليك وضعها في مقدمة الأهداف ...
و إعلم يقيناً؛ بأنّ هناك حقيقة كبيرة يتّفق عليها أهل السّماء قبل أهل الأرض العقلاء و هي أنّ العدد ليس مهماً بقدر أهمية المبادئ و الوسائل و الأخلاص .. فالنوع هو المهم و المُقدّم على باقي المقايس ومعك بآلتأكيد من عشقوا الشهادة و هم اكفاء وقد قال الله تعالى يصف نبيه الخليل بآلقول :[كان إبراهيم أمة] وهكذا الأمام الراحل حين وصف رئيس القضاء الأعلى, بقوله: [كان بهشتي أمة في رجل], .. نعم ليس كثرة الناس و الأحزاب و حتى الجماهير دليل على القوّة و النّصر و الكسب بآلحقّ .. بل الأهم هو طبيعة الفكر الذي تحمله الجّماعة المؤمنة و الأهداف الأنسانيّة المقدسة العليا التي تسعى لها؛ فهي المقياس و المحدّد و المؤشر الذي على أساسه تتمّ عمليّة النصر و الأصلاح و تغيير ألأوضاع الفاسدة إلى أوضاع عادلة تُمحى فيها الطبقيّة و الفوارق الحقوقيّة بحيث يتساوى راتب الفقير مع الرئيس و الوزير مع الموظف و الجندي مع الضابط و المسؤول مع الموظف, خصوصاً في مسألة الحقوق والرواتب و الخدمات و التقاعد و غيرها! و بذاك الشكل العلويّ للحُكم .. يُؤيّد الله جهودكم و ينصركم و الجّماعة المتّحدة على الفاسدين الكبار المُتنفّذين المترقّبين, الذين إن بقوا – أيّ الرؤوس المدبرة و المديرة لعمليات الفساد و النهب الظاهر و الخافي – فإن النجاح لن يتحقق!
و آلتأئيّد المؤكّد لنصركم هو بحسب قوله تعالى في سورة هود / 118 .. حيث أبى الله تعالى أنْ يرحم النّاس ويؤيّدهم بجعلهم أمّة واحدة متراحمة و مُتحابّة ومتماسكة ومشتركة في حياتها لتحقيق أهدافها؛ ما لم يتطهّروا ويتَّصفوا - أيّ الجّماعة المؤمنة - أو التيار المتصدي للقيادة؛ بصفة الرّحمة و التعاون و تحابب بعضهم مع البعض لنصرة الحق و المظلوم و تحقيق العدالة العلويّة - الكونيّة!
إن الذي دفعني للكتابة مرّة أخرى و بشوقٍ رغم الشكوك التي تُراودني حول إمكانيّة التغيير لمعرفتي بطبيعة العراق و العراقيين و الوضع ألقانونيّ العام الذي حدّده قوى الخارج بتقسيم (السلطات ألثلاثة) و هي معظلة كبرى و شكل ظالم, حيث ينفى ذلك التقسيم أصل الانتخابات و فلسفة الدّيمقراطية على مساوئها من الأساس و بآلتالي آلمستقبل الواعد .. إنّ الذي دفعني رغم كلّ ذلك للكتابة؛
(هي كلمة السيد المقتدى التي أعلنتها للنّاس و التي تبعث على آلأمل و القوة و الخير بعد إستبيان نتائج الانتخابات مباشرة) ..
و قد يتحقق ذلك الوعد في الأعلان .. لكن بشرط عدم تكرار ما تمّ في السّابق, و أول الأمور(الأهداف)؛ هي محاكمة الفاسدين مثلما فعل جدّك الأمام عليّ(ع) عندما رفض حتى المساومة أو المصالحة الشكلية رغم التوصيات الكثيرة من مقرّبيّه مع رأس الفساد (معاوية بن أبي سفيان) الذي إستطاع أن يُفتت بدهائه جمع المسلمين ويشيع الأرهاب والحرب و اللاإستقرا ليسيطر على الوضع؛ معلناً (الأمام)؛عدم شرعيّة ولايتة للشام .. بل و أعلن الحرب عليه و على منافقي و متحاصصي الداخل في الكوفة و البصرة في اليوم الأول من خلافته, و هكذا بدأ نظامه العادل لذلك آمن به أخيراً و بعد مرور القرون كل المفكريين و الفلاسفة كـ (روسو) و (هيجل) و المنصفين معهم و منهم هيئة الأمم المتحدة برئاسة كوفي عنان, ليخلد للأبد.
رغم عدم إيماني بمنهج أو صيغة (آلدّيمقراطيّة) للحُكم لأسبابّ فلسفيّة عميقة تتعلق بآلعدالة و بماهيّة الفكر الكونيّ من جهة و طبيعة الأنظمة الدّيمقراطية التي رفضها حتى (ألفقهاء العرفاء و الحكماء و الفلاسفة العظماء منذ عهد سقراط و أرسطو و أفلاطون و قبلهم أوغسطين و الحكماء السّبعة في عهد اليونان القديم .. بجانب رفض الأنبياء و الأولياء جميعاً لذلك .. و السبب الثالث أيضا؛ هو الواقع الذي يعيشه شعوب العالم قاطبة بسبب الدّيمقراطية المستهدفة و حالة الطبقية التي هي نتاج واضح للدّيمقراطية في كلّ البلدان بما فيها ألدّيمقراطية و بشكل أخصّ الدول الرأسماليّة التي إتّخذت ألدّيمقراطيّة سلاحا لذرّ الرماد بوجه الناس لسرقتهم, حيث الفوارق الطبقية وصلت حدّاً لا يمكن ضبطها للأسف الشديد ممّا تسببت بإنتشار الظلم و الطبقية و الإضطهاد المعيشي و الحرب و العنف و الأرهاب و النهب بشكل صارخ!!
و إنتقادنا هذا لا يعني وجود العدالة المطلقة .. أو حتى النسبيّة في أنظمة البلدان الأخرى سواءاً ألملكية أو الأسلامية أو الإشتراكية أو الشيوعية أو الأميرية أو الجمهورية منها و غيرها بل ربما هي أسوء بكثير منها! لأنها تعاني أيضا الفوارق الطبقية و التمييز القومي و العنصري و الحزبي و الطبقاتي و الحقوقيّ و العشائري بشكل صارخ, على كلّ حال هذا ليس محل بحثنا الآن .. لنرجع إلى الموضوع المطروح يا سيّدنا الجليل و أنت على أبواب تشكيل حكومتك الجديدة التي عليها الكثير من المهام الصعبة و أوّلها عدم التسامح مع الفاسدين الذين أكثرهم تقاعدوا لإستلام رواتب خيالية من دم الفقراء بآلاضافة إلى المصّريين على البقاء لقيادة الفساد و الظلم ..
و هناك خطوات أساسيّة تفصيليّة لا يمكن التهاون بها أو عليها بعد الخطوة الأولى التي أشرنا لها؛ يجب عليكم تطبيقها منذ آليوم ألأوّل لتحقيق السلطة العادلة و بقوّة و بلا مهادنة أو توافق أو تحاصص أو العفو عن الفاسدين أو السماح للمتقاعدين الكبار بإدامة فسادهم وهم يستنزفون برواتبهم الحرام لقمة الفقراء و ملبسهم و مسكنهم و صحتهم بشكل واضح و علني و مستمر, و إنّ مجرد التهاون أو حتى التلميح بتلك الصيغ الجاهليّة التي رفضها الأمام عليّ(ع) للتآلف مع الفاسدين السابقين أو العفو عنهم أو تركهم؛ ستؤسس لهدم الدّولة الجديدة و ستُحطم العدالة قبل كلّ شيئ .. مهما حاولت أو كنت محميّاً أو كانت تحيط بك قوات و مليشيات مسلحة في الظاهر و كما حدث في السابق و رأيتَ بوضوح مذابح المظلومين في بغداد و المحافظات من قتل و قنص و شهداء و جرحى و معوقين بآلآلاف.
إن تطبيقك لهذه الخطوة الكبيرة و الأساسيّة ضمان لإنتصارك في الخطوات اللاحقة من قبيل تشكيل حكومة مقتدرة و فاعلة و منسجمة لبناء الوطن و أول أساس للبناء بسيط جدّاً يا سيدنا و سأكتب لكم عنها بإذن الله و يتعلّق ببناء البيوت و العمارات و الشقق التي معها ستُسبب بتشغيل الملايين من المهندسين و العمال و الفنيين و الأطباء و المحاميين و القضاء و الأمن و العاطلين عن العمل من كل فئات المجتمع و الأهمّ أيضاً هو كسبك لتعاطف الشعب مع نهج الصدريين العظيمين اللذان تقدما للشهادة و لم يهمهم لا مكانة المرجعية ولا الأهل ولا المال و الجاه ولا ألأبهة!
فهل أنتَ لها بصدق و شجاعة هذه المرّة بعد فوزكم المُبين بأصوات الفقراء في الأنتخابات يا أيّها المقتدى!؟
أم ستترك الحبل على الغارب و تقف خلف الهدف لجمع الكرات الخارجة من الساحة و بآلتالي ترجع غاضباً أسفا كما رجع موسى عليه و على نبيّنا السلام و هو يلوم قومه؛ (بئسما خلّفتموني من بعدي أ عَجلتم أمرَ ربّكم) و النتيجة يكون إنتخابكم سبباً لإنتشار ألظلم وتحطيم آمال الفقراء و فساد العراق كله بعد ما جَرّب الشعب آلحاكمون السابقين الذين طبقوا ما إعتقدوا به من ثقافة أحزابهم ألمُتحجرة لتحقيق مصالحهم الخاصة و الذين ما زالوا عالة على العراق بلا فائدة .. ليستقرّ آلفقراء بإنسحابكم في قعر بيوتهم لقراءة دعاء الفرج ؟
وإنّي و الله أخاف عليكم من عذاب يوم عظيم, و إنا لله و إنا إليه راجعون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نُشر المقال بتأريخ 25 آيار 2018م بعنوان: [أيها المقتدى هل أنت لها؟], عبر الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/2018/05/17/%D8%A3%D9%8A%D9%91%D9%8F%D9%87%D8%A7-%D8%A2%D9%84%D9%85%D9%8F%D9%82%D8%AA%D8%AF%D9%89%D8%9B-%D9%87%D9%84-%D8%A3%D9%86%D8%AA%D9%8E-%D9%84%D9%87%D8%A7%D8%9F/
(2) الجولة الجديدة لحكم العراق, عبر الرابط:
ألجولة ألجّديدة ألمُخيفة لحُكم آلعراق!؟ ألعارف الحكيم : عزيز حميد مجيد – ::موقع منبر العراق الحر:: (manber.ch)
ألصّراع ألحضاري هو الحاسم للوضع في العراق:
[ألصّراع ألحضاريّ هو آلحاسم للوضع في آلعراق]
بقلم ألفيلسوف ألكونيّ و آلعارف ألحكيم عزيز حميد
علّـة آلمآسي في العراق و حتى في بلاد العالم , هو:
فقدان ألأمانة و الأختصاص لفقدان ألوعيّ ألكونيّ لدى آلرّموز والنُّخب ألّتي تسنّمت المناصب ألرئاسيّة و حتى المُدراء عموماً نستثني المخلصين منهم؛ لهذا إستمرّ الفساد و آلدّمار من قبل الحاكمين الذين بنو بيوتهم مقابل خراب الوطن, و تَنَمَّرَ الأجانب و الأعداء بسببهم! و علة العلل في ذلك ؛ هو عدم بل و جهلهم بآلمبادئ العلويّة الكونيّة مُعتقدين بأنّ شهادة جامعيّة تكفي للخلاص .. فحكموا كيفما شاؤوا و كان هدفهم ألأوّل و آلأخير هو نهب الناس و نجحوا بذلك فقط وبإمتياز و هذه شهادة لله تعالى و سأقولها يوم القيامة عند حاكم عدل.
ففي النهج العلويّ ألذي إتّبعهُ سيّد العدالة الكونيّة لإدارة 12 دولة في آن واحد .. إشترط توفّر؛ صفة [(ألأمانة) و (آلكفاءة)] في آلمسؤول و آلحاكم لأنجاز مهامّه بشكلٍ مثاليّ, خصوصاً في آلخط الأوّل و آلثّاني و آلثّالث في هيكليّة الدّولة (العادلة) لا (الجّاهلة) كما في العراق, و لو إتّفق وجود شخصان لتسلّم ألرّئاسة أو آلوزارة أو البرلمان أو مؤسسة؛ فأيّهما نختار بحسب ألقانون ألكونيّ:
ألأول: ذو كفـاءة عالية في آلأختصاص ألمطلوب لكنهُ غير أمين أو لديه مواضع ضعف في الإسـتقامة والأمانـة و آلنّزاهـة!
ألثّاني: ذو أمانة ونزاهة عالية في سيرته ومسيرته وتقواه لكنه غير كفوء من ناحية الأختصاص, فأيّهما يُفضّل لِلمنصب!؟
ألجّواب العلوي يقول: [ألأكثر أمانة و آلأقل كفاءة هو الأنسب], لأنهُ لو حدث فساد - خصوصاً و المسالة تتعلق بآلمال و السلطة مباشرة – لو حدث بسبب ضعفه في آلأختصاص, فإنّهُ سيكون محدوداً و يُمكن درئه و معالجته مع خسارة جزئية في المال فقط!
لكن في آلحالة الثانيّة؛ أيّ لدى [آلشّخص ألعاليّ ألكفاءة ألأقل أمانة] لو حصل آلفساد؛ فأنّهُ سيكون كبيراً و مُدمّراً و يصعب علاجهُ, لأنهُ شاطرٌ و يعرف (من أين تُؤكل آلكتف), و هذا آلقانون ألعلويّ: يُدين كلّ رؤوساء ألوزراء و آلوزراء و النّواب و مستشاريهم حتى آلمدراء العامّيين ألذين نُصبُوا بآلتوافق وآلمحاصصة والحزبيّات و المحسوبيّات و المنسوبيّات لحدّ الآن .. لأنهم جميعأً كانوا فاقدين للأمانة و للكفاءة فتسبّبوا بذلك الفساد العظيم, لذا يجب محاكمتهم حتى تستقيم الأمور و يُحسم الصّراع مع أجندة الفساد لبناء الدّولة المطلوبة ألقائمة بالعدل و اللاطبقيّة في آلحقوق و الرّواتب و الأمتيازات و لكي لا تكون نسخة مُكررة للمرّة آلألف.
و لا تُجدي آلانتخابات (ألدِّيمقراطيّة المُستهدفة و لا حتّى الهادفة) مهما كانت نزيه و عادلة .. لأنّها ستَنتج حكومات مُكرّرة عن آلنّسخ ألسّابقة في حال عدم تطبيق (ألشرط ألكونيّ) ألمتقدم لتصفية الحساب بإرجاع حقوق الفقراء ألمنهوبة من قِبل الحاكمين.
و (ألصّراع ألحضاريّ هو آلذي سيحسم ألصراع في العراق لأسباب ثقافيّة تستند على الفكر الكوني لتصويب القوانين) وقد يتّخِذ منحىً خطيراً لو أهملنا هذا الخيار الأمثل كفرصة أخيرة لئلا يتعمّق ألمسخ الجاري الذي ينخر عمق آلمجتمع العراقيّ كآلنفاق والكذب وآلزّنا خصوصاً زنا المحارم واللواط والفقر والجّوع والنهب و فقدان السكن و الحياة الكريمة والمحسوبيّة و المنسوبيّة الحزبيّة بإسم الوطن والأسلام والصدر والدّعوة والمرجعية, وسيتحول العراق إلى بلد متوحش بسبب الثقافة و الإعلام وآلحُكم!
لأنّ (ألمتحاصصون) ألّذين حكموا؛ آمنوا [بأنّ أكبر نجاحات ألشّيطان تتحقّق حين يظهر (الدّاعية) ألسّياسي وإسم الله على شفتيه]؟
فتدارسوا هذا المنشور العظيم ألذي لخّص أصل آلمشكلة مع وضع آلحلّ الأنسب إن شاء الله و آلذي إنْ لم يُعمل به؛ فإنّ كلّ مسلم و مسلمة و كل مسؤول عراقيّ خصوصاً في آلخط الأوّل والثاني والثالث بآلدولة وفوقهم المرجعيّة؛ ستكون مسؤولة عن الدّمار ألشامل الواقع في العراق خصوصاً بآلأضافة إلى باقي البلدان التي باتت جحيماً لفقدان المُفكّر الحقيقي ناهيك عن الفيلسوف الحكيم فيها بسبب ظلم الحُكّأم و الأعلام و الثقافة السّطحية ألتبجيلية السّائدة لنفع الجهات التي تعطي رواتب أدسم للمعنيين:
[لأنّ ألعَالِم في آلأمّة كآلرّأس من الجّسد, إذا فَسَدَ الرأس فسد الجسد و العكس صحيح]. و الحمد لله على كل حال.
ألّلهم إني قد بلّغت .. أللهم فإشهد ..
Sunday, October 10, 2021
مشكلة كُتّابنا .. ألمعارصرون:
مشكلة كُتّابنا .. ألمعاصرون:
بسم الله الرّحمن الرّحيم و به نستعين و نقوى : إليكم موضوع هامّ خصوصاً لِلكُـتّابِ و آلمُفكّريين:
مرّة أخرى و ثانية و للمرّة الألف واجهت اليوم نفس المشكلة التي عرضتها على كُـتّاب آخرين بخصوص إسلوب و فنّ الكتابة و الحوار و الخطابة و حتى المناظرات العلميّة الهادفة, و كان أكثرهم يبغضون الحقّ و يختمون بغضهم لنا بألفاظ بعيدة عن الأدب و آلفكر!
حيث قرأتُ هذا الصّباح 10/10/2021م يوم الانتخابات مقالين لـ (كاتبيّن) ولأوّل مرّةّ أقرأ لهما كبقيّة الأخوة الكُتّاب الذين قرأتُ لهم مرّة أو مرّتان فقط و آلذين وصل عددهم لأكثر من 50 ألف كاتب عراقيّ يشتركون في خطوط عامة من ناحية الإسلوب و آلفكر و الطرح, و المقالين ألآنفين نُشرا اليوم في مواقع عراقية مختلفة و هي كثيرة أيضا بآلمناسبة كصوت العراق و الكتابة في الميزان و غيرها .. بعض رؤوساء تحريرها أميّون و بتعصّب حتى من آلناحية (ألأبجديّة) ناهيك عن الأميّة (آلفكريّة) كخط يشترك فيه معظمهم تقريباً ولذلك أسباب أشرنا لها سابقاً, على كل حال قرأت مقالاً لكاتب قد تفنّنَ كثيراً لتعظيمه بإنتخاب و إبراز عنوانه على شكل سؤآل مُحدّد هو:
:[ماذا يُخبيء لنا القدر ومتى يُحتكم للعقل والشرف والعراقية والنزاهة والشفافية والإصلاح الحقيقي؟]
و هو بحقّ عنوان مثير جذبني, إفترضت ضمّه الكثير من الموضوعات والقضايا الفكريّة المصيرية! و العنوان له وزن في بيان الأهميّة:
و حين بدأت بقرائته .. و قد بدأ موضوعه بطرح مُقدّمات من قبيل عدد الأحزاب المشاركة وطريقة الأنتخاب والإئتلافات الجديدة و عدد المناطق الأنتخابية و صناديق الأقتراع و عدد المشاركين في الأنتخابات وغيرها من الأمور العامّة المتعلقة بإجراء الأنتخابات و كما هو السائد والمعروف, علماً أنّ ذلك المقال قد تمّ نشره في موقع العالم قبل إسبوع و بآلتفصيل .. ممّأ زاد الطين بلة ليُعمّق الخراب!
إلّا انّ المفارقة الكبيرة و المشينة في نفس الوقت و التي وقفت عليها بعد ذلك السرد ألمكرّر و آلمعروف: هي أنّ الكاتب المحترم لم يَجِبْ بل حتى لم يُشِر لجواب السؤآل الذي وضعه كعنوان جذّاب لمقاله, ممّا أضاع وقتنا و وقت العشرات ربما بلا هدف و لا غاية كما كُنا نأملها!
و هذا المقال في الأصل لا يتعدى كونه تقرير لوصف الواقع مع أحتراميّ الشديد لكاتبه العزيز كما أكثر المقالات التي تنشر - إن لم أقل كلها – و قد كرّر نفس الخطأ الذي إرتكبهُ زميل آخر له في مقال آخر بعنوان:
[ماذا يُخبّيء لنا القدر ومتى يحتكم للعقل والشرف والعراقية والنزاهة والشفافية والإصلاح الحقيقي؟](1)
و في نفس الصفحات التي نشرت المقالين و هذا خلاف القواعد و المبادئ العلميّة - الكونيّة التي عرضناها في كتاب: [فنّ الكتابة و الخطابة] و كذلك في مقالات عديدة و المنشورة منذ ربع قرن – أي منذ بداية إكتشاف الأنترنيت العام – و كذلك على صفحتي في موقع (كتاب نور), و كذلك بعيدٌ عن الوعي و الهداية و الغاية من الكتابة أصلاً, حيث كتب كاتبنا عنوان مقاله أيضاً كسؤآل جذّاب و مُغريّ هو:
[عراق ما بعد الأنتخابات؟](2), و تمّ نشره على نفس صفحة موقع (منبر العراق ألحر] الذي يعتبر من أفضل المواقع العراقية نسبياً, و ربما نُشر في صفحات أخرى لمواقع جاوزت المئات.
و المشكلة .. أنّ الموضوع الوحيد الذي لم يتطرق له هذا الكاتب العزيز أيضا و لم يُبيّن جوابه و أبعاده و لا حتى إشارة له و لمستقبل العراق بعد الإنتخابات أو حتى كتابة تلميح لإحتمال واحد لـ (عراق المستقبل) وعلى جميع الأصعدة ؛ كالصّعيد الأجتماعيّ و السّياسيّ و الأقتصاديّ و الخارجيّ و الداخلي و الصّحي و الغذائيّ و المائيّ و الهوائيّ والترابيّ و ألأهم من ذلك ألفكريّ !!
وهكذا كانت ثقافتنا و إستمرّت و ما زالت لا تستند على قواعد فكرية إنما سندها الأول و الأساس هو تصرفات الرئيس و الوزير من قبيل قام فلان و تربع فلان و عقد فلان و تزوج فلان و فرّغ فلان بعد وجبه الغذاء ... ليخلفوا ورائهم بذلك شعب ضائع .. تتحكم بأفكارهم طبقة "مثقفة من الكُـتّاب والسياسيين" الذين أفضلهم لا يعرف الفرق بين (البشر) و (الأنسان) و (آدم) و على هذا المستوى, وفوقهم جميعأً طبقة من "آلعلماء" لا يعرفون حتى حقيقة الزمن و الفرق بين المادة و الرّوح, أو بين (فلسفة الكثرة و الوحدة) أو (إصالة المجتمع و إصالة الفرد) و (سبب طرح مبدأ خلق القرآن) وغيرها من الموضوعات الفكرية التي تتعلق بأصل الهداية و البناء و السعادة.
و في أوساط هؤلاء شهدتُ أيضاً أصحاب بعض المواقع و رؤوساء تحرير صحف و مجلات و حتى رؤساء الشبكات الأعلامية والفضائية يعتبرون تعظيم التميز العنصري و القومي و الحزبيّ جهاداً في سبيل الأنسانيّة وهدفاً مركزياً في الحياة!!
في مثل هذا الوسط؛ هل من نتيجة إيجابيّة ستحصل .. سوى الفوضى و النهب و سرقة أكثر من ترليون دولار من دم الفقراء و المعوّقين و كذلك تشريد الفلاسفة و محاصرتهم وحتى عدم نشر مقولاتهم و كتبهم خوفاً من إثارة الوعي الكونيّ بين الناس و بآلتالي التأثير على رواتبهم و سرقاتهم و فسادهم – أيّ المسؤوليين و الذيول بمختلف إتّجاهاتهم - ولا أعرف حقيقةً بعد هذا التحجّر الفكريّ وبتعصب عجيب؛ ماذا سيكون عليه مصير العراق و مستقبل الشعب؛ إذا كان الكُـتّاب و الأعلاميّون والطبقة المثقفة و رؤسائهم بهذا المستوى!؟
نسألهُ تعالى أن يهدينا جميعاً لما فيه الخير و الأمل و البيان الكونيّ الواضح لنيل السّعادة التي لا تتحقق؛ إلّا من خلال ألتّزود بالوعي و المعرفة و اللتان لا ينتجهما سوى الفلاسفة لأنّ أساس (الحياة والسّعادة الأبدية) لا تتحقّق إلّا بكسب المعرفة التي بها يُعبد الله تعالى الذي هدانا لطريقها بحسب قوله تعالى:
[ما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدوني] يعني بحسب تفسير الرّاسخون في العلم؛ ألعبادة تعني ألمعرفة [ما خلقت الجّن والإنس إلّا ليعرفون], و فلسفتنا الكونية بخدمتكم و بكل تواضع ندعوكم للأطلاع على مبادئها التي ستفتح أمامكم آفاق المعرفة الكونيّة و الأنسانية لا فقط معرفة العراق كدولة و حكومة وشعب ضائع لا قيمة ولا حجم له بآلقياس مع تلك العظمة و آلعجائب و الأسرار و الألغاز و ما فيها من المكونات والخلق الكثير .. و أفضليتهم على الكثير من المخلوقات بضمنهم هذا البشر الذي ما زال أكثريته تدور حول بشريتها – أيّ القشرة الخارجية - لهذا ما زال يعيش في الحواشي و السطوح وفي آخر القافلة خصوصاً في العراق!
و شكراً لوعي و جهاد و تعب و سهر الباحثين عن الحقيقة بتواضعٍ و صبر], نسأله تعالى أن يوفقهم و يرفع شأنهم خصوصا في الآخرة.
ملاحظة كونيّة: نعتقد إنّ علّة ألعلل في عدم أو فقدان التنمية الفكريّة و الرّوحية و العقائدية في العراق ثمّ باق البلدان؛
هو بسبب فقدان المنهج الكونيّ لتنظيم ليست ألكتابة الكونيّة الهادفة فقد على ريادتها في عمليّ’ التغيير؛ بل فقدان تنظيم كلّ أمور الحياة و الوجود و أنظمة الحياة و الحكم و المجتمع, بسبب طبيعة المعيشة و الظلم المنتشر الذي تعوّد عليه الناس بسبب ثقافة الحاكمين و الأحزاب و المدّعين للعِلم و الدّين المؤدلج و المدّعيات الوطنية و القوميّة لإمتصاص حقوق الناس, بمحو أهم قضايا الغيب التي لها إرتباط بآلآخرى ولأجل الوقوف والفصل بين كلّ تلك المحاور؛ يجب مطالعة (مبادئ الفلسفة الكونية العزيزية) و (نظريته المعرفيّة الكونية) و كذا الأسس الكونية الأخرى لمعرفة حقيقة الحياة و الوجود, و بغير ذلك فأنّ العُنف و آلطبقيّة في الحقوق والأموال والرّواتب وحالة العشوائيّة والنهب الخلط و اللاهدفيّة و الفوضى و التكبر ستظل تحكمنا بواسطة العصابات والأحزاب والإئتلافات التي لا تفقه شيئا من الأنسان و الحياة و للأبد حتى لو بنيّنا ناطحات للسّحاب و أقمار فضائيّة و قنابل (نانوية) و كما هو الحال في الغرب الغير السعيد اليوم لأنّ أمر السّعادة لا تتعلّق بآلدّرجة الأولى بآلتمدّن و المادة بل بآلبعد الرّوحي – الوجداني قبل البعد الماديّ, مع شكري و تقديري لجهود الكُتّاب و"العلماء" و "المؤلفين" الذين يُحاولون تقديم أقصى ما توصلوا إليه بغض النظر عن سلامة نهجهم و هدفهم و نيّيتهم التي تُحدّد الفكر أولاً و أخيراً ..
أخوكم الحزين جدّاً: عزيز حميد مجيد الخزرجي/ فيلسوف وعارف حكيم
للأطلاع على مبادئ الفلسفة الكونية و نظرية المعرفة الكونية و غيرها :
https://www.noor-book.com/en/u/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A/books
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://manber.ch/ArticleShow.aspx=ID333926 (1) للإطلاع على الموضوع عبر الرابط:
https://manber.ch/ArticleShow.aspx=ID333842 (2) للأطلاع على الموضوع عبر الرابط:
Friday, October 08, 2021
يتوجه الناخبون العراقيون في العاشر من أكتوبر/تشرين الاول الجاري2021م الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لانتخاب 329 نائبا جديدا في مجلس النواب (البرلمان) في انتخابات تشريعية مبكرة دعت اليها الحكومة العراقية.
العالم-العراق
وتجري هذه الانتخابات التي كان موعدها الطبيعي في العام 2022، في العاشر من الشهر الجاري وتعد خامس تجربة انتخابية منذ العام 2003.
في ما يلي أبرز الأرقام والمعطيات المتعلقة بهذه الانتخابات:
قانون الانتخابات
ما يميز هذا السباق الانتخابي في العراق هو قانون الانتخابات الجديد، الذي يعتمد دوائر انتخابية متعددة والتصويت لمرشح واحد.
وبموجب قانون الانتخابات الجديد، يُقسّم العراق إلى 83 دائرة انتخابية بدلا من 18 دائرة حيث ستذهب فيها أصوات المقترعين إلى مرشحهم مباشرة، وسيفوز من بينهم الحاصل على أعلى الأصوات، خلافا للقانون السابق الذي كان يعتمد فيه المرشحون على أصوات القائمة الانتخابية.
الناخبون
يبلغ عدد سكان العراق 40.2 مليون نسمة، 60 في المائة منهم دون سن الـ25 وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.
ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات 25 مليونا و182 ألفا و594 عراقيا يتوزعون على 83 دائرة انتخابية و8273 صندوق اقتراع.
أما عدد الناخبين الذين يمكن لهم نظريا التصويت فهو أكثر من 23 مليونا كونهم أصدروا البطاقات الانتخابية البيومترية.
ولن يصوت العراقيون المقيمون خارج البلاد خلال الانتخابات هذه المرة، فيما يعقد في الثامن من أكتوبر "تصويت خاص" لعناصر قوى الأمن والنازحين والمساجين.
وتنتخب كل دائرة بين ثلاثة إلى خمسة نواب، قياسا بعدد سكانها.
المرشحون
سيتنافس على الفوز بـ 320 مقعدا من مقاعد مجلس النواب، 3243 مرشحا، من بينهم 951 امرأة، للفوز بـ 83 مقعدا كحد أدنى، وهي حصة النساء "الكوتا" (مقعد واحد في كل دائرة انتخابية)، أي ربع أعضاء مجلس النواب.
إضافة إلى 9 مقاعد مخصصة للمكونات الأخرى، 5 للمسيحيين ومقعد واحد لكل من المكون الأيزيدي والصابئة المندائيين والشبك والكرد الفيليين ( مسلمون شيعة، يتحدثون بلهجة كردية تختلف عن مثيلاتها في منطقة كردستان العراق).
ووزعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مقاعد مجلس النواب على المحافظات مع حصتها من مقاعد "الكوتا"، بـ 71 مقعدا في محافظة بغداد، و34 في نينوى، و25 في البصرة، و19 في ذي قار، و18 في السليمانية، و17 في بابل، و16 في أربيل، و15 في الأنبار، و14 في ديالى، و13 في كركوك، و12 في كل من محافظات واسط، ودهوك والنجف وصلاح الدين، و11 في كربلاء والديوانية، و10 في ميسان، و7 في المثنى.
خريطة التحالفات والقوائم
إلى جانب مشاركة 789 مرشحا من المستقلين، سيشارك في الانتخابات 110 حزبا سياسيا و22 تحالفا من القوائم الانتخابية.
فيما يلي أبرز وأهم التحالفات والقوائم:
1- قادمون للتغيير:
يترأسه رجل الأعمال حسين الرماحي، ولا يضم أي أحزاب أو حركات، وسيخوض الانتخابات بأعلى عدد من المرشحين (182 مرشحا)، وهم من الكفاءات ورجال الأعمال.
2- ائتلاف الفتح والبناء
تشكل عام 2018 برئاسة هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر، ويضم أجنحة سياسية لعدد من فصائل المقاومة وأحزاب وحركات، أهمها، منظمة بدر، وتجمع السند برئاسة النائب أحمد الأسدي، الذي هو الآخر قيادي في الحشد الشعبي، وحركة الصادقون برئاسة الشيخ قيس الخزعلي الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق.
إضافة إلى المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة النائب السابق همام حمودي، ومنظمة العمل الإسلامي، وحركة الجهاد والبناء برئاسة القيادي في الحشد الشعبي حسن الساري وكتائب سيد الشهداءـ يخوض الانتخابات بـ 73 مرشحا.
3- ائتلاف دولة القانون
يترأسه نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق لدورتين متتاليتين (2006 إلى 2014)، ويضم حزب الدعوة الإسلامية الذي يترأسه المالكي وحركة البشائر والاتحاد الإسلامي لتركمان العراق وحركة إرادة التي تترأسها النائبة لعدة دورات حنان الفتلاوي ومعاً للقانون وحركة بداية، وسيخوض الانتخابات بـ 72 مرشحا.
4- تحالف قوى الدولة الوطنية
يترأسه السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة، ويضم أيضا ائتلاف النصر والإصلاح برئاسة حيدر العبادي وتيار المد العراقي والمؤتمر الوطني وتيار وطنيون، وسيخوض الانتخابات بـ 78 مرشحا.
5- الكتلة الصدرية
يترأسها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، ولا تضم أي مرشحين من أحزاب أو حركات من خارج التيار الصدري، وستخوض الانتخابات بـ 95 مرشحا.
6- تحالف العقد الوطني
يترأس التحالف رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ويضم حركة عطاء برئاسته والحزب الإسلامي العراقي، وحزب الثبات العراقي وتيار الإصلاح الوطني وتجمع رجال العراق وحزب الوارثون الإسلامي والحزم الوطني، وسيخوض الانتخابات بـ 80 مرشحا.
7- حركة حقوق
يترأسها حسين مؤنس أو "أبو علي العسكري" الناطق باسم كتائب حزب الله العراق قبل إعلانه تشكيل الحركة والاستقالة من الكتائب في يوليو/ تموز الماضي، وستخوض الانتخابات بـ 32 مرشحا.
8-تحالف عزم العراق
يترأسه رجل الأعمال خميس الخنجر، ويضم المشروع العربي برئاسته، خميس الخنجر، وحزب الحل برئاسة جمال الكربولي المعتقل حاليا، وحزب الوفاء برئاسة وزير الكهرباء الأسبق قاسم الفهداوي، وحزب المسار المدني، والكتلة العراقية الحرة، والتجمع المدني للإصلاح، وحزب التصدي وحزب المجد العراقي، وسيخوض الانتخابات بـ 123 مرشحا.
9- تحالف تقدم الوطني
يترأسه محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب الحالي، ويضم حزب التقدم برئاسته، والخيار العربي وتجمع التعاون وحزب الحق الوطني ومقتدرون للسلم والبناء وتجمع نهضة جيل والمبادرة الوطنية، وسيخوض الانتخابات بـ 105 مرشحا.
10- تحالف جبهة الإنقاذ
يترأس التحالف رئيس مجلس النواب الأسبق أسامة النجيفي
11- تحالف المشروع الوطني العراقي
برئاسة رجل الأعمال جمال الضاري
12- الحزب الديمقراطي الكردستاني
يترأس الحزب مسعود البارزاني رئيس منطقة كردستان العراق السابق، وتنحصر قائمة المرشحين على أعضاء الحزب فقط، وسيخوض الانتخابات بـ 55 مرشحا في 11 محافظة داخل وخارج منطقة كردستان العراق.
13- تحالف كردستان
مركزه السليمانية ويترأسه لاهور شيخ كنجي ويضم الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافل الطالباني، وحركة التغيير الكردستانية برئاسة نوشيروان مصطفى، والجبهة التركمانية العراقية وحزب العدالة التركماني العراقي.
بالإضافة إلى حزب الحق المدني التركماني وحزب القرار التركماني وحركة الوفاء التركمانية وحزب تركمان ايلي وحزب الإرادة التركماني والحركة القومية التركمانية، وسيخوض الانتخابات بـ 42 مرشحا.
وهناك أحزاب لم تدخل في تحالفات ستخوض الانتخابات بمفردها، مثل حزب كادحي كردستان وحراك الجيل الجديد وجماعة العدل الكردستانية وغيرها.
ويخوض الانتخابات التشريعية 146 مرشحا في منطقة كردستان العراق للتنافس على 46 مقعدا في مجلس النواب العراقي ببغداد.
الأحزاب الجديدة
معظم هذه الأحزاب انبثقت عن الحركة الاحتجاجية في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وبلغت الأحزاب المسجلة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نحو 40 حزبا لخوض الانتخابات المبكرة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، لكن الكثير من هذه الأحزاب قررت مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها على الرغم من أن أسماء مرشحيها لا تزال مسجلة رسميا وستُدرج في أوراق الاقتراع.
لا تنتخبوا إلا الكونيّ:
لا تَنْتَخِبُوا إلّا آلكونيّ:
قد تعرفون؛ بأنّ معنى و مُواصفات (ألكونيّ) وكما بيّناها في معظم الكتب والمقالات التي عُرِضت؛ هو ذلك الذي يعتمد (الفلسفة الكونيّة) في هذا المجال – أيّ مجال و فلسفة ألحُكم و آلانتخابات و صيغة الدّيمقراطية – و هو (الكونيّ) ذلك الذي فَقِهَ(العدالة في الحُكم) و الكثير من المبادئ و آلأسس و منها موضوع (إصالة ألمجتمع و إصالة الفرد) و لماذا يميل ألغرب الأعتماد على إصالة آلمجتمع أعلاميّاً من دون إصالة الفرد بخلاف الشرق (الأسلاميّ) طبعأً ألذي يميل لإصالة ألفرد كأساس وقاعدة لتحقيق إصالة آلمجتمع الصالح(1), و بما أنّ الكونيّ وحدهُ يعرف كلّ متاهات و أسرار تلك آلمتبنّيات و لِآخر ألمدى, لهذا؛ لا تنتخبوا إلّا مَنْ يعرف بآلأضافة لما بيّنا؛ (ألمواصفات ألفنيّة و الأداريّة و البرامجيّة و الخطط آلكونيّة ألقرنية و ليست اليومية أو السنوية أو الخمسيّة فقط ليكون المسؤول العادل, و كما بيّناها في آلرّابط أدناه.
لأنكم لو إنتخبتم غيره (ألكونيّ) .. حتى لو كانَ مَرجع دِين أو بروفسور أو حتى يحمل شهادة ألـ (بوست دكتورين)؛ لكنهُ لا يتّصف أو يَجهل تلك آلمَعاييّر ألكونيّة كآلسّياسيين ألعراقيين و غيرهم؛ فإنّ صفحات سوداء أخرى ستُضاف لحياتكم و يبقى المُجتمع يشقى و يُعاني لتَحَكُّم غير ألكونيين بمصير آلبلاد و آلعباد لبناء بيوتِهم و قصورهم على حساب خراب آلوطن و إفقار الناس و كما كانَ لِحدِّ ألآن للأسف, حيث ما زال ربع سكان العراق يعيشون في العشوائيات و نصفهم في الإيجار و كلهم يعانون نقص الخدمات المعروفة!
وتلك آلمبادئ ألكونيّة لسعادة و بناء البلدان العصريّة والتي لا يعرف أكثر السياسيين واحدة منها؛ هي بِحَسَب ما ورد في آلمقال ألتاليّ:
https://manber.ch/ArticleShow.aspx=ID286412
محبتي لأهل الله(ألخير) أينما كانوا ..
ألعارف ألحكيم : عزيـزحميد مجيد ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للتّفاصيل راجعوا كتاب؛ [ألطبَابَةُ آلكونيّة – ألجّزءُ آلثّانيّ], و يُمكنكم على آلأقل ولإختصار الوقت .. إنْ أحببتم ألأطلاع على آلمقدمة التوضيحيّة لتلك آلنظريّة ألخطيرة ألخافيّة على الناس على الأقلّ, و آلّتي عرضناها مُفصلاً في آلكتاب ألمذكور عبر آلرّابط ألتّالي :
https://m.ahewar.org/s.asp?aid=733681&r=0&cid=0&u=&i=0&q=
Thursday, October 07, 2021
عزيز الخزرجي - إصدار كتاب (الطبابة الكونية) - ألجزء الثاني
عزيز الخزرجي - إصدار كتاب (الطبابة الكونية) - ألجزء الثاني: عزيز الخزرجي - إصدار كتاب (الطبابة الكونية) - ألجزء الثاني
هل ألنّصائح ألعامّة للمرجعيّة ستنهي الفساد؟
بقلم العــارف الحكيم عزيز حميد مجيـد:
ونحن على أبواب الإنتخابات ألمصيرية:
أفتت المرجعيّة ألعليا أو "أوصت" أو "شجّعت" - لا فرق كبير بينها و للمرّة الألف و بشكل عامّ بقولها: [يجب على الجّميع المشاركة الواعية و المسؤولة في الإنتخابات القادمة، فإنّها و إن كانت لا تخلو من بعض النواقص، و لكنها تبقى هي الطريق الأسلم للعبور بالبلد إلى مستقبل يرجى أن يكون أفضل ممّا مضى، و بها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي]!
كما هو معروف في كل موسم و غير موسم .. و كذلك قبل و بعد إجراء أية انتخابات شعبيّة؛ تتوالى النصائح العموميّة من المرجعية آلعليا بحثّ الناس للمشاركة في الانتخابات و تُكرّر قبل كل شيئ (الجملة) المعروفة التي سمعها العراقيون عشرات المرات و أكثر وهي:
(إنتخبوا الأصلح), و حين يسألون منها (المرجعية): [مَنْ هو الأصلح؛ أو ماذا تعني بآلأصلح]؛ فإنّها لا تُجيب .. أوتنسحب و لا تُعيّن الشخص المطلوب الذي سيمثل مصير العراقيين .. و لا ندري آلسّبب و هي بإعتقادنا فرصة ثمينة للدارين لهداية الشعب و درأ الظلم و الفساد من كل حدب و صوب بعد إنتخاب المطلوب, لمنع تشتت آراء الناس حين ينتخب (كلّ فرد مَنْ يعجبه) أو من يعتقد بصلاحه و الحال إنّ آلأسلام و المذهب الشيعيّ خصوصاً لا يُؤمن بأصل الانتخابات لتعيين ألولي أو الرئيس من دون التأئيد الشرعي الذي يُحدّد ملامحه المعصوم أو نائبه كما يعرف المرجع الأعلى و كذا معظم الذين لهم فهم أولي عن الأسلام يعرفون منهج ألأنتخاب في الإسلام!؟
إن مقولة (إنتخبوا الأصلح) لوحدها سبّبت وتُسبّب و كما شهدنا خلال العقدين الماضيين و بعد خمسة انتخابات جرت؛ خلق الكثير من المشاكل و المعوقات و الفساد و الظلم حتى تسببت في سرقة الدّولة كلّها و الحبل على الجرار في كل حكومة جديدة, حيث يجتهدون في آلنهب كلما حلّت جماعة محل أخرى , لهذا أعتقد أن آلدّعوة (لأنتخاب الأصلح) ستُسبّب أيضاً إستمرار ألفساد و مضاعفة الخراب و الدّمار الذي سيلحق الفقراء و المساكين و المرضى و الطبقة المسحوقة بآلدرجة الأولى بعيداً عن مصالح ألمتميّزيين و الفائزين و الوزراء و النواب و المدراء و أمثالهم من المتحاصصين الذين يحصلون على رواتب وإمكانات مُميّزة وينهبون بلا رحمة, لأنّ حكوماتنا لا تستحي و المال و السلطة تسحب مع نفسها الفساد بشكل عادي خصوصا إذا كان الطرف المَعني لا يتّصف بآلتقوى ولا يخاف من الله وهذا هوحال معظم إن لم أقل كلّ السياسيين في العراق و خلفهم تنظيماتهم و مرتزقتهم, و لهذا تمّ سرقة العراق عن بكرة أبيه و إستنزفوا الناس بآلرّواتب التحاصصيّة و الحزبيّة و التقاعديّة الحرام شرعاً و عرفاً و قانوناً و وجداناً و في جميع الشرائع الأرضيّة و السّماويّة حتّى في شرائع الهنود السُّمُر و الهنود الحُمُر و في كل الشعوب, أمّا (الرّواتب الجّهادية) فحرامها مُسَدّسٌ و مطلق كلحم آلخنزير, و هكذا صار الوضع بحيث بقي العراق فوق ذلك مديناً لكلّ حكومات ألعالم بما فيها أمريكا و إيران و آلبنك ألدّولي بمئات المليارات من الدّولارات وهو أغنى بلد بآلعالم, كلّ ذلك نتيجة للأميّة الفكريّة ألتي ميَّزت أحزاب ألمُتحاصصين وساستهم بسبب معتقداتهم الحزبيّة الضّيقة و الفاسدة والتي بسببها بدؤوا الآن و بعد ما حلّ الخراب الكامل في أوساطهم ينتقدون بلا حياء و وجدان (أيّ الحُكام و المسؤولين) بأنفسهم؛ ألأوضاع المزرية و خراب البلاد والعباد الذي تسبّبوا به بأنفسهم, حتى شملتْ جميع الأصعدة و المستويات.. فقد توالت ألمشكلات على آلعراقيين اليوم – خصوصاً على آلفقراء - مع آلجّوع و آلمرض و فقدان الأمن و تردّي الواقع الخدميّ والصّحي وتفشي ظاهرة الفساد الإداريّ و المالي وتقاعس الأغلب عن اداء دورهم الوظيفي والوطني والأنساني بما فيهم وزارات الحكومة .. هذا كله إلى جانب إدامة سرقة الملايين و المليارات بشتّى الوسائل من قِبل الحاكمين ألكبار لحدّ هذه اللحظة.
و لذلك عاهد كل عراقي نفسه و أقْسَمَ خصوصاً بعد أن أمن العقاب وتأكد من عدم وجود سلطة أعلى منهم و تواطؤ الهيئة القضائيّة مع الفاسدين الذين سرقوا أكثر من ترليون دولار أمريكي بحسب الأحصائيات الرّسمية و شهادة البنوك و الدّول الخارجية و لم يصدروا حكما بمعاقبتهم؛ رغم شهادة الشعب العراقي المسكين – بل العكس بات المتحاصصون اليوم فرحون و يحكمون من وراء الكواليس و يتمتعون حتى بآلرّواتب التقاعديّة الخيالية المسروقة من دمّ الفقراء و المرضى و المعوقين بشكل قانونيّ!؟
و لذلك كلّه و كنتيجة لذلك الواقع وتلك آلثقافة ألحزبيّة و الإسلام ألمُسيّس ألذي غذّته آلأحزاب ألمتحاصصة لثقافة آلشعب - أقْسَمَ آلكلّ بآلأنتقام لحقّهم ألمغصوب مِمّن سبقهم في الحكم و بكل وسيلة ممكنة, بحسب آلسُّنّة آلسّيئة ألمُدَمّرة ألتي سنَّها آلحاكمون ألسابقين, و ستستمّر إلى ما لا نهاية حتى ظهور الأمام(ع) ما لم تتدخل المرجعية العليا بكل وضوح و صراحة و بيّنة لتحديد الشخص المناسب لقيادة الحكومة .. فليس من المعقول عدم وجود أشخاص أو تيارات أو حتى شخص عالم أو فيلسوف أو معمم تقيّ واحد مناسب لتشكيل حكومة نظيفة خالية من الفساد برعايتها وهي تمتلك أقوى جيش مجهز شهد له العدو قبل الصديق والله من وراء القصد.
و السؤآل الأخر : [إذا كانت المرجعية رغم أذرعها و إمكاناتها و أعلميتها لا تعرف (الشخص الأصلح)؛ فهل الناخب العادي يعرف ذلك]؟
حكمة كونيّة: [ألجّهل ألمُسدَّس هو آلذي جعلَ ألعراقيّ يعتقد بقدرته ليس على حُكم ألعراق بل آلعالم كله لنهب آلنّاس].
حكمةٌ إيرانيّة: [ألوقوف بوجه ألضّرر في أيّ وقت هو نفع].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لمعرفة (المحنة) التي تسبّبت في إنحراف العالم : راجع كتاب ألقرن بعنوان: [ مُستقبلنا؛ بين آلدِّين و آلدِّيمقراطيّة ].
أو المقدمة التوضيحيّة لكتابنا الموسوم بـ [ألطبابة الكونيّة] في الجزء الثاني الذي فيه كل الحقيقة بإذن الله عبر الرابط التالي:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-pdf
Wednesday, October 06, 2021
إستغاثة ثانية بتاء التأنيث:
إستغاثة ثانية بتاء التٱنيّث:
مَعَ آلرّمَق ألأخير:
بلادي نصـــــفها يُطوى
و باقي آلنّصف لا يَقوى
فما الجّدوى؟
و أهل آلعقد
قــــد عقدوا
وأهل الحّلّ و آلعرفان في بلوى .. و في آلمهــجر
وأهل "آلحــقّ" يتّبعونَ أهل آلزّيغ في آلفتــــوى
بلادي كلّها يُطوى و شـعبٌ غاطسٌ في آلوحـــــل
بلادي قطــعة وضـعت على آلسّكين كالحلــــــوى
تُقسّمها أيادي آلشّر و آلبلوى بأنّاتٍ وقانون
في غيٍّ كما تهوى .. بلا تقوى ولا وجــدان!
وأهل آلحُكم و آلتّحصيص مُنشغلون بالنهب!
و ما ثارت حميّتهم و لا إهتزت شعيرة من فتاويــهم
ولا رفعوا لنا دعوى و ما طلبوا لنا حقاً و لا عوضـاً
و لا سمعوا لنا نظر ولا شـكوى .. و قد قربت منيّتنا
فما آلجّدوى على وطن يُباع بلاوعد ولا عقد ولا ثمن؟
و بآلجّملة و آلمفرد ....!؟
أَفيدونا بحقّ أواصر آلعروى ..
بحقّ ألأمس و آلتاريخ و القصص التي تروى
و حقّ جميع مَنْ ماتوا و من باتوا و مَنْ سُحقوا بلا مــــٱوى
نقول لهم؛ نُناديهم؛ نناشدهم على البلوى بلا جدوى ولا أمل!
فعودي آليوم يا بلقيس
عودي اليـوم يا أروى
ذكور آليوم يا بلقيس ماعُدنا بِهم نقـوى
بهم هاماتنا إنتكست وأذرعنا بهم تُلوى
يَستقوّون بالغازي و بآلعادي و بآلبادي
و يقتنصون حتى آلحرف و آلفكر بلا وعي
و يســتخْفون بالتقوى و بآلدّعوى ..
و يقتاتون من دمنا و من أشلاء جرحانا
و ينتشرون كالعدوى للقنص و للذّبــــح
فعودي اليوم يا بلقيس؛ عودي آليوم يا اروى!
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
كيف تمّ تزوير التأريخ!؟
لمعرفة تلك الحقيقة المؤلمة التي قلبت الموازيين في الأرض؛
نقدّم لكم المثال التالي, لتقيسوا كيف تمّ تغيير ا لحقيقة 180درجة:
قضية إرتشاء معاوية لسمرة بن جُندب:ـ
أكثر مبادئ و أحكام و فتاوى الأسلام المنتشرة اليوم ؛ لا وجود له في الإسلام المحمدي .. نعم موجود في المذهب الوهابي و الحنفي و الحنبلي و الباقلاني و العسقلاني و الشيباني و الشافعي و غيرهم ..
لكن أكثر ما جاء في كتبهم للأسف غير صحيحة و إنما حشرت بحسب مصالح الحُكّام و على رأسهم (معاوية بن أبي سفيان) و كما يتبيّن ذلك من خلال قضيته مع سمرة بن جندب .. و هي خير شاهد على ذلك حين قال له: أعطيك 50 ألف دينار و إنسب آية (الخاتم) إلى (عبد الرحمن بن ملجم) و غيرها و بآلعكس إنسب ما يبغض علياً و نزل في غيره ؛ إنسبه لعلي و هكذا .
لكن سمرة قال : هذا تحريف خطير لأنه يتعلق بحديث الرسول(ص) مباشرة, وإن خمسون أو ستون ألف دينار لا يكفي ..
قال إذن 100 ألف دينار .. قال لا.
و هكذا حتى وصل السعر لـ 600 ألف دينار ..
لذلك إنتبهوا و إعتمدوا في حال تقرير حكم؛ على المصادر الصحيحة لا المصادر التي ذكرناها
Tuesday, October 05, 2021
صدور كتاب : الطبابة الكونية - ألجزء الثاني - بقلم الفيلسوف و العارف الحكيم عزيز حميد مجيد
إصدار كتاب (ألطبَابَةُ آلكونيّة) ج2 :
بقلم ألفيلسوف و العارف ألحكيم: عزيز حميد مجيد
ما سرّ فلسفة (القانون ألخطير) ألّذي ركّزته "آلدّيمقراطية" لمحو آلكرامة بدعوى [ تقدّم إصالة ألمجتمع على إصالة ألفرد] وهي مقولة مُغرضة تلاعبوا بكلماتها لسرقة الفقراء و الشعب بسبب الأميّة الفكريّة التي نشرها "آلمثقفون" وآلمُتكتّبون.
طبيعيي أنّ ألعارف ألحكيم أو ألفيلسوف وحدهُ مَنْ يضع كلّ مُمْكن ومُحتمَل أمامه لضمان آلعدالة وآلحقوق عند تصويب قانون أو دستور يستند على آلحكمة؛ وبذلك فهو آلطبيب ألحكيم وألحريص على مصالح ألمُجتمع لضمان حقوق الخلق؛ كلّ الخلق و في مقدّمتهم سلامة و رقيّ الإنسانية ويتطلب هذا وقاية الرّوح ومعرفة كيفيّة نجاتها(الرّوح) من السّجن ألماديّ ألذي كبّلتها.
فعلى يَدَيّه (ألعارف الحكيم) تتمّ مُعالجة ليست فقط ألأمراض و آلكوارث و آلمشاكل و الإبتلاآت وآلمحن التي يواجهها الخلق؛ بل السّعي لتحقيق ألسّعادة و آلأمان و الرّفاه وآلعدالة آلمفقودة في آلأرض بسبب ألطبقيّة و الفوارق الحقوقيّة و المعيشيّة و الخدميّة و مناهج إستحمار و إستغلال الإنسان, و لا تتحقق المساواة بظل الدساتير التي تؤمن مصالح المستكبرين بل بقوانين عادلة تحفظ كرامة الرّئيس والوزير والنائب والعامل والفقير بمستوى واحد بلا فوارق طبقيّة في الحُقوق وكما السائد الآن!
إنّ آلكونيين وحدهم رغم مُعاناتهم في هذا آلعالم ألظالم؛ يعرفون آلحقّ و قيمة آلفِكر ومكانته و دوره في آلتّغيير لأجراء ألحقّ ونبذ الظلم, و إن[(ألوحدة) بدل (الكثرة)] هو آلضّامن لأسس ألحضارة الأنسانيّة ألحديثة لا آلحضارات ألماديّة؛ الفرعونيّة؛ ألسّومرية؛الأكديّة؛الكُورشيّة؛البابليّة؛النبوخذنصّريّة؛ألسّرجونيّة؛ألهنديّة؛الرأسماليّة وحتى الصّينيّة رغم أفضليّتها آلنسبيّة!
لقد حكمتْ جميع تلك "آلحضارات" حتى "الأسلاميّة"(1) بآلظلم والطبقيّة و أندثرت و ما زال يُمجّدها ويفتخر بها ألحُكّام بدعم الهمج و أنصاف ألمثقفين و الكُتّاب في بياناتهم و مقالاتهم كنتيجة للأميّة الفكريّة و حتى في جامعاتنا و حوزاتنا و التي تسبّبت في تعميق محننا و إختلال عيشنا وعدم إستقرارنا على كلّ صعيد!
بينما يسخر أهل تلك آلحضارات خصوصاً الرأسمالية من (الهنود الحمر) وهم أكثر إنسانيّة و أدباً و وجداناً منهم, لانّهم على سبيل المثال حين يسرق فرد في مجتمعهم يجلس قادتهم و رؤسائهم لطرح سؤآلٍ مركزيّ ينمّ عن صفاء فطرتهم هو: [ما هو الخطأ الذي إرتكبناه ليسرق مَنْ سَرَق؟] وكذلك حين يحصل سباق أو منافسة في بطولة ؛ فإنّهم يحتفلون بالذي يحصل على (المرتبة) الأخيرة, بعكس العالم الذين يفتخرون بآلفائز الأوّل, بينما "الفائز" الأخير بإعتقاد (النونوفت) هو الفائز الحقيقيّ!
لهذا كان مُحاصرتهم – أيّ الفلاسفة و آلحُكماء ألّذين حافظوا على وجدانهم - من قبل ألحُكّام بسحب البساط من تحت أرجلهم و حتى قتلهم و كما هو آلمُتّبع دائماً - قضيّة مدروسة ومقصودة بآلصّميم من قبل ألحُكّام وآلأحزاب ألمُتسلّطة ألّذين لا خيار لهم سوى آلأستمرار بآلظلم و آلأجرام للحصول على الأموال بإمتصاص دماء ألفقراء و المساكين ألّذين يتمّ تمزيق إرادتهم و معنوياتهم أوّلاً لسلب حقوقهم بسهولة و يسر عبر منع ألمعرفة و آلحكمة عنهم, بغطاء ألقوانين ألظالمة التي يُدوّنها (ألمُتسلّطون) في مجالسهم النيابيّة والقضائيّة و الحكوميّة "ألدِّيمقراطيّة" التي تُصوّب كلّ يوم عشرات القوانين ثمّ تُمحيها لتستبدلها بأخرى تناسبهم أكثر! و هكذا تُدار آلسّلطات بآلقوانين ألمتغيّرة ألّتي تضرّ آلفقراء وآلمظلومين قبل جميع الناس!
لقد صوّبوا الكثير من القوانين و الدّساتير التي تضمن بآلدّرجة الأولى منافع المستكبرين في المنظمة الإقتصاديّة ألعالميّة .. لكن (أخطر قانون) من بينها, هو ذلك آلذي لَعَبَ دوراً كبيراً في توسيع الظلم و مسخ البشريّة و هو؛ (حلول إصالة المجتمع محلّ إصالة ألفرد) بعد أنْ تَمَّ تجميّد و تحيّيد دور ألفلاسفة و آلحكماء و تشريدهم من قبل أصحاب ألسّلطة و المال و القدرة!
إنّ فلسفة ذلك (القانون ألخطير) تقضي بتحطيم كرامة الأنسان قانونيّاً في آلنّهاية بتطبيقه والذي لم ينتبه له؛ سوى ألفيلسوف (هيجل) ألألمانيّ في القرن ألثّامن عشر و (جان جاك روسو) الألمانيّ أيضاً و آلّلذين تعلّما من آلأمام عليّ(ع) (فلسفة ألعدالة) و آلّلاطبقيّة بإعترافهما .. بكون (ألأمام عليّ(ع) أستاذهم(1) مُحذّريين – هو و هيجل - آلنّاس إلى نوع من (الغربة ألذّاتيّة) في آلأنسان بسبب القهر كناتج لذلك (آلقانون آلظّالم) مُعلنيّن بصراحة أنّ (آلعقل الجّمعيّ لو حلّ محل ألعقل الفرديّ) بمعنى :
[حلول إصالة ألمُجتمع مَحَلَّ إصالة ألفرد] فأنها ستجلب الكوارث, و في آلحقيقة تمّ إستغلال ألألفاظ بعد التلاعب بآلكلمات .. بكون (مصلحة المجتمع مُتقدمة على مصلحة ألفرد) و تكتنف هذه المقولة مغالطة كبيرة و جدليّة لها حَدّين يجب التدقيق بنتائجها وآلوقوف عليها, لأنّ آلظلم الذي يقع على (إنسان واحد) بحسب الفلسفة الكونيّة هو ظلم يعمّ كل المجتمع الذي يكون فيه كلّ المجتمع خصوصاً حكّامه و قادته مشاركين في إحداثه, لهذا نرى (الهنود الحمر) و لكونهم الطبقة الوحيدة التي حافظت على توازنها و فطرتها الأنسانيّة لأسباب معروفة منها لقمة الحلال ؛ أنهم حين يسرق فرد منهم, يجتمع على الفور جميع قادتهم وقُضاتهم لحلّ ألموضوع من الأساس بطرح سؤآل مفادهُ: [ما آلخطأ ألّذي إرتكبناه ليسرق ذلك آلمُواطن]!؟
و لأجل ألتغطية على ذلك القانون ألمدّمر (لإصالة ألمجتمع وليس العكس كما يدّعون)؛ أتو بـ (آلدّيمقراطيّة) لإضفاء صفة (الشرعيّة المجتمعيّة) على الحاكم و الحكومة و القانون, و بآلتالي تسيّير ألمجتمع كقطعان آلماشية بإتجاه ألأهداف ألمحدّدة و آلمدروسة منذ القدم و إنّ إغتيال (جون كندي) ألذي سعى لأخراج مالكيّة (عملة ألدّولار) من يد سلالة روتشفيلد ألمعروفة هو دليل نقدي على ما عرضنا, وهو إستمرار الفساد و الظلم على الناس من خلال معيشتهم, بحيث لا يحقّ لهم ألأعتراض ضدّ الحكومة الديمقراطيّة الرأسمالية الطبقيّة؛ وعليهم إنْ تمكّنوا إشباع بطونهم و لباسهم فقط في أفضل الحالات لتصبّ منافع كلّ آلجّهود و آلنّتائج و العلم و التكنولوجيا للطبقة الحاكمة و مَنْ ورائهم (المنظمة الأقتصادية العالمية)!
إن ذلك (القانون ألخطير) على مستقبل البشرية و المتبع من قبل جميع حكومات العالم قد أشرنا له سابقاً(2) و يقضي بتحطيم كرامة الأنسان المهداة من الله تعالى وحملهُ لكلّ الأثقال و آلتّبعات في آلنّهاية عبر تطبيقهم لـذلك (ألقانون) ألذي لم ينتبه له سوى ألفيلسوف (هيجل) الألمانيّ في آلقرن ألثّامن عشر و (جان جاك روسو) الألمانيّ ألّذي قال قولته المشهورة عن آلأمام عليّ(ع) رائد العدالة الكونيّة و آلّلاطبقيّة بكون (ألأمام عليّ(ع) أستاذه .. مُحذّراً و هيجل - آلنّاس من إصابتهم بـ (الغربة ألذّاتيّة) ألقهريّة و تبعاتها, مُعلنيّن بصراحة أنّ صيرورة (العقل الجّمعيّ محل ألعقل ألفرديّ) إنّما تقرّر و تحدّد: [لكون تشكيل ألرأي آلمجتمعيّ بيد إعلام وإقتصاد الحكومة لهذا لا يبقى قيمة لصوت ألفرد], وهكذا تكون نتائج الدّيمقراطيّة كيفما كانت في صالح الحاكمين, رغم أن الأنتخابات تُظهر عكس تلك آلصّورة, و بآلتّالي يتمّ ألتّحكم بآلمجتمع كقطعان آلماشية ولا حقّ للناس سوى الكد لإشباع بطونهم و لباسهم و إيوائهم في أفضل الحالات الممكنة و جهودهم و نتاجهم تعود للطبقة الحاكمة المالكة!
و هذا يعني مسخ الكرامة الأنسانية و تمييعها ضمن آلأهداف "الأجتماعيّة" وهي بآلحقيقة تغطية ذكيّة كما أشرنا آنفاً لصالح طبقة الـ 1%, و فيما بعد طالع (كارل ماركس) هذه المقولة بنظرة أكثر محدوديّةً مركّزاً على الجانب الأقتصاديّ كما بيّنه في كتابه (رأس المال), لكنّ (أريك فروم) ألعالم النّفسيّ والأجتماعيّ الذي ساير آراء روسو, ذهب أكثر من غيره لبحث الموضوع, ليشير إلى أهمّية فلسفة الشرق - أيّ الفلسفة المبنيّة على آلغيب - و مكانه الخالي في هيكليّة المجتمع الغربيّ ألمتجّه لمصير خطير بدونها؛ معلناً بصراحة عبثية النظام الغربيّ و ضرره على آلأنسان كفرد, و ما مقولة الفضائل الغربيّة و آلآداب و الأخلاق في العالم الصناعيّ؛ إلّا وسيلة لإبعاد الأنسان عن نفسه و تغرّبه عن ذاته, لذلك ركّزنا آلبحث على كيفيّة المحافظة على سلامة الرّوح المحرّكة للضمير والوجدان والبصيرة لحفظ الكرامة ألألهية؛ للتفعاعل والأنتاج و الأبداع.
للأطلاع على مضمون هذا الكتاب ألخاتم للرسالة الأنسانيّة الكونيّة, كتكملة لما ورد في الجزء الأول الذي بيّنا فيه ألمقدّمات ألّلازمة للطبابة ألكونيّة ألرّوحانيّة العرفانيّة؛ عليك عزيزي ألباحث ألتأمّل في صفحاته لمعرفة أسباب معاناة الأنسان و إبتلائه بأنواع ألمشاكل و آلفايروسات والأمراض الرّوحيّة و آلنّفسيّة و آلجّسديّة, التي تُفرض عليهم ألّلجوء إلى الطبابَة ألرّوحيّة كطريق وحيد للخلاص : فما هي ألطبَابَةُ الكونيّة العرفانيّة؟ و ما متطلباتها؟ و هل يُمكن للأنسان ألذي يجهل نفسه و محيطه و كرامته المسحوقة بسبب الجّهل؛ من إستخدامها و آلإستفادة منها لإعادة الكرامة؟ و كيف يتمّ إستخدامها؟ ألتفاصيل عبر :
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-pdf
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بسبب آلعقد الحضاريّة و ثقافة الحُكام السّطحية؛ لا تجد لها جواز سفرٍ لقلوبهم كما يبدو في حال عرضنا للمبادئ ألعلويّة الكونيّة أو نصوص إنسانية أو سماوية إتفق عليها حتى الفلاسفة لو عرضناها بعنوان الدِّين؛ إلّا مِنْ خلال الإستشهاد بكلمات الكُتّاب و المفكّرين الغربيّين مع إحترامنا لهم, و منها تلك الإصدارات ألغربيّة, وما قاله (جان جاك روسو) الفرنسيّ بحقّ الأسلام الحقيقيّ اللاطبقي, قوله: [ما وجدت في التاريخ مَنْ يستحقّ كلمة أستاذ أو (أستاذي) بمفهومها آلواسع سوى رجل واحد هو عليّ بن أبي طالب] ليُعلو شأن الأمام عليّ(ع)!
(2) للتفاصيل راجع صفحة (52) من الكتاب, إلى جانب دراسات متفرقة في كتاب (أسفار في أسرار الوجود) للكاتب , و كذلك في مقالات مختلفة.
Subscribe to:
Posts (Atom)