Sunday, April 07, 2019


كيف نظر الفلاسفة القدماء إلى معنى الحياة، والهدف منها؟
ما هي السعادة؟ وكيف يمكن الحصول عليها؟
ترجمة كيو بوست
المصدر: مجلة “لايف هاك” الأمريكية، بقلم الباحثة الكندية في علم النفس، إيفلين مارينوف.
لقد كان السؤال حول “معنى الحياة” والغرض منها ملحًا وأساسيًا على مر التاريخ، جذب أعظم العقول البشرية لقرون من الزمن. وقد كانت مختلف الأجابات ترجع إلى بدايات الأشياء، وإلى أصول وجودنا، وإلى أسباب خلق البشر، وإلى سعينا لتحسين الذات، وكذلك إلى الدين. ويمكن القول إن العقول الفذة قدمت تفسيرات شافية لكل ما تدور حوله “الحياة الجيدة”، ولكل ما يجعلنا سعداء ومغمورين.
لو تحدثتَ إلى أحد علماء الفيزياء أو الأحياء حول الغرض من وجودنا، فمن المحتمل أن يخبرك القصة الرائعة حول الانفجار الكبير (Big Bang)، وحول أصول وجود الكون، وتطور الأنواع إلى حيث نحن اليوم. لكن التطور ليس ما يدفعنا حقًا إلى الكفاح من أجل العيش وسط محن الحياة، أليس كذلك؟ المسألة أكبر من ذلك بكثير.
إن السؤال حول “معنى الحياة” يتمحور حول وجود البشر ككائنات لديها عقول وطموحات وأحلام وأهداف وإحساس بالوعي الذاتي. ولذلك، عندما تفكر في الأسباب التي تدفعك إلى الوجود، فعليك أن تفكر فعليًا في مجموعة خطوط تتمحور حول القيم والمجتمع والعائلة والتناسل وغيرها من المسائل.

كيف رأى الحكماء الغرض من الحياة عبر التاريخ؟
اليونانيون
آمن الإغريق القدماء بمفهوم “يودايمونيا ” الذي يعني “السعادة” و”الرخاء”. اعتقد جميع الفلاسفة اليونانيون العظام -سقراط وأفلاطون وأرسطو- أن الحياة الجيدة تعني العيش في حالة من “الرفاهية”. وقد اختلفت التفسيرات حول ما يعنيه ذلك؛ فاعتقد البعض أن “الغرض” يمكن العثور عليه في الفضائل (مثل ضبط النفس والشجاعة والحكمة).
على سبيل المثال، اعتقد أرسطو أن “الرفاهية الإنسانية” لا تتطلب شخصية جيدة فحسب، بل تحتاج كذلك إلى ممارسة الأفعال وتحقيق التفوق. بينما اعتقد الفيلسوف أبيكوروس أن الحياة الجيدة تتحقق باللذة والتحرر من الألم والمعاناة.

الفلسفية الكلبية (التشاؤمية)
اعتقدت هذه المدرسة الفكرية اليونانية الشهيرة أن الهدف من الحياة هو عيش حياة مليئة بفضائل تتفق مع الطبيعة. بالنسبة لهذا المذهب الفلسفي، فإن الحياة السعيدة هي الحياة البسيطة، المتحررة من الممتلكات، الرافضة للرغبة بالثروات والممتلكات والشهرة والجنس.

الفلسفة الرواقية
اعتبرت المدرسة الرواقية أن الحياة الطيبة هي “العيش في اتفاق مع الطبيعة”. ركز الرواقيون على أهمية ما هو خاضع لسيطرتنا، وتجاهل ما لا يمكن التأثير فيه. في نظرهم، “تكمن السعادة في قبول اللحظات الحالية كما هي، وتقبّلها دون السماح لرغباتنا بالتحكم بنا من ناحية المتعة والخوف والألم، من خلال استخدام عقولنا لفهم معالم ما حولنا، وبالتالي القيام بدورنا حسب خطة الطبيعة، بوساطة العمل معًا، ومعالجة الآخرين بطريقة عادلة ومنصفة”.

مذهب المؤلهة (الإيمان بوحدانية الله)
آمن المؤمنون بوجود الله، الذي خلق الكون. بالنسبة لهم، يتماشى هدف الحياة مع هدف الله في خلق الكون. حسب هذا المذهب، الله هو من يعطي حياتنا المعنى والغرض والقيم. وبدون الله، تصبح الحياة فارغة.

الفلسفة الوجودية
وفقًا لفلسفة القرن العشرين هذه، التي تدعمها عقول شهيرة مثل سورين كيركغور، وفيودور دوستويفسكي، وجان بول سارتر، وفريدريك نيتشه، فإن جميع البشر يمتلكون إرادة حرة. وبالتالي، فإن غرض كل فرد من الحياة فريد ومتميز، يتماشى مع ظروف المرء والكيفية التي يفهم الأمور من خلالها. وبمعنى آخر، معنى حياتنا هو ما نقرره نحن.

ما الذي يخلق المعنى لحياتك؟
يبدو أن تفسيرات وجودنا من ناحيتي المعنى والهدف، وفقًا للمدارس الفلسفية المذكورة، تختلف باختلاف الفترة التاريخية وطبيعة الفِكر الفلسفي لكل مذهب. وبالطبع، لا يمكن إنكار وجود قواسم مشتركة وأفكار متكررة حول حقيقة أن “سبب خلقنا أكبر من أنفسنا نحن”، مثل خدمة إرادة الله، أو المساهمة في المجتمع.
ومع ذلك، يمكننا تصنيف مجموعة من الدوافع التي تخلق معنى وهدفًا لحياتنا، كما يلي:

الممارسة الاجتماعية
بما أن البشر مخلوقات اجتماعية، فلدينا حاجة فطرية للاتصال بالآخرين، وللتفاعل ضمن مجموعة ننتمي إليها. ووفقًا لأطول دراسة حول السعادة والرضى عن الحياة، أجريت على مدار 75 عامًا، تكمن الحياة الطيبة في جودة علاقاتنا. يقول قائد البحث، البروفسور والدنجر، “إن قضاء الوقت مع الآخرين يحمينا من كدمات الصعود والهبوط في الحياة المتقلبة”. ونحن لا نتحدث هنا عن الأصدقاء فحسب، بل كذلك عن عائلاتنا وأطفالنا وأشقائنا وشبكة معارفنا.

تحقيق الإنجاز
نحن نشعر دومًا بالحاجة إلى أن تتجاوز عدد نجاحاتنا عدد إخفاقاتنا. نريد أن نشعر بأننا نتقدم، ونحقق أهدافنا. وبرغم أن الدراسات وجدت أن الإنجازات تجلب معاناة أكبر للحياة اليومية، إلا أنها تمثل هدفًا رئيسًا لجميع البشر في هذه الحياة. وبكلمات أخرى، يسعى البشر إلى إحداث فارق عن الآخرين من خلال التفوق في الممارسات والإنجازات مقارنة بالآخرين.

الكفاءة والمعرفة والخبرة
ترتبط هذه الدوافع بشكل وثيق بمفهوم الإنجاز. قال طبيب النفس النمساوي، كونراد لورنتس، ذات مرة: “الحياة نفسها هي عملية اكتساب المعرفة”، التي تعطيك “فخرًا” في هذه الحياة. ومن هذا الباب، يرى الكثيرون أن “تحسين الذات” عبر تجارب الحياة يرقى إلى مستوى الهدف والغرض منها.

المصدر: مجلةلايف هاكالأمريكية

وصايا للمُثقفين الكبار - ألحلقة الثانية


وصايا للمُثقّفين ألكبار – ألحلقةُ آلثّانية
أوردنا مجموعة أصول و مُؤشرات كوصايا لأبنائنا و أخواننا ألمُثقفين الكبار ألّذين يحملون همَّ خلاص العالم من آلجهل والفقر والظلم والحرب, بتطبيق العدالة و فلسفة القيم, لكونهم مُتّقين و وحدهم يعرفون أسرار المحبة والوجود, فيسعون بإخلاص لبناء منظمومة فكريّة وأخلاقية مُتكاملة مُنبثقة من (الفلسفة الكونيّة) كأساس لتنظيم القوانين على مختلف الأصعدة الأجتماعيّة و الحقوقيّة والتربويّة والتعليميّة والعسكريّة و التكنولوجيّة وما إلى ذلك من شؤون لتحصين المجتمع!
وفي هذه الحلقة سنُورد نقاطاً أساسيّة كمحاور لتثبيت البنى التحتية لمنظومة القوانين المفقودة في بلادنا والعالم, وإن كان البعض و بسبب النظرة التجزيئيّة وإنبهاره الشكليّ بآلعمران يعتبر ألأنظمة الوضعيّة كالرأسماليّة و الأشتراكية بآلخطأ؛ أنظمة ذات بناء وكيان ومؤسسات قانونية تعتمد العقل للرّقي والتقدم, لذلك فهي الأرقى و الأفضل, ويجب قبولها بحسب رأي صموئيل هنتغون(1) وفوكاياما رائد العولمة الحديثة(2) الذي يعتقد بإنتصارها؛ ونقدي ورفضي لهذا الأعتقاد, لسببين:
ألأوّل: إنّها تُنظّر في مجمل أطروحاتها وقوانينها لمصحلة طبقة محدودة و معدودة بآلدّرجة الأساس تُسيطر على  95% من المال والثروات والباقي من الفتات لبقية ألشعب, مُعمّقيين بذلك آلظلم وآلفوارق الطبقية ومُفعّليين في نفس الوقت العوامل و القوى المؤثرة الأخرى في الحياة والوجود بعكس إتجاه الهدف الكونيّ الذي يريد إحياء الناس بآلتساوي, لملأ الوجود بآلمحبّة والسلام, بعكس ما يريده الآخر من دحر العالم و تسخير الأمم بآلقوة العسكريّة و الهيمنة الأقتصاديّة, و مصاديقها في كل أرض و مصر.
الثاني: إنّها ترفض كلّ نظرية و فلسفة أخرى حتى لمجرد آلحوار, وهذا الرّفض أدّى لحروبٍ ما دامت أوراها مستعرة في شعوب العالم بما فيها الشعوب المحكومة بالنظام الدّيمقراطيّ الرّأسماليّ, رافضة الحريّة والسّلام, وحوار الحضارات لأيمانها بآلقوة وآلحرب والصدام.
والسبب في هذا الأتجاه الرأسماليّ الخطير كواقع مفروض يصعب مواجهته؛ هو فقدان المُثقفين الكبار للنظريّة الكونيّة لمواجهتها!
حيث لم نشهد قبل فلسفتنا الكونيّة؛ أيّ طرح كونيّ شامل ومُتكامل كنموذج لردع تلك الهجمة الهمجيّة المدعومة بأسلحة مُدمّرة(3) و تكنولوجيا الذرة لا لعلاج الأمراض و إن إستخدمت بشكل محدود؛ ولا لسعادة الأنسان إلا لمجموعة خاصّة؛ بل لتحصين و تنفيذ مقدّمات البقاء و الدّوام لأصحاب (المنظمة الأقتصادية), لذا فأنّ ألإطروحة ألمادية - ألأخلاقيّة – ألأجتماعية الكونيّة التي نحن بصددها كفيلة لإثبات فشل الغرب و تقديم البديل الأمثل لإسعاد الأنسان, ودرأ آلعنف والأرهاب و المشاكل الروحيّة و الأجتماعيّة والسياسيّة و الاقتصاديّة على صعيد الفرد والعائلة و المجتمع كنتاج سيئ للنظام الغربيّ ألذي كريس الشقاء بدل السعادة.

حين تمعّنا و درسنا مفاصل و جذور هذه القضايا المصيرية بآلأضافة إلى العوارض و الممانعات و القوى العالميّة المُتداخلة على كلّ صعيد, رأينا منذ بدء (عصر ما بعد المعلومات)(4) بقيادة (فوكوياما) الوريث الأكبر لآدم سمث في الجانب الأقتصادي؛ بأنّ مؤشرات خطيرة توحي بآلأنحدار الأخلاقيّ وفناء ألأسس التي تجعل الأنسان المخلوق بكونه إنسان و ليس دون الحيوان, يعني هناك عمليّة مسخ رسميّة وقانونية جارية تهدف إلى تمييع البشر, و ستُغيير كلّ شيئ بحيث تتطابق الأوضاع شيئا فشيئا مع حديث الرسول(ص) الذي أشار إلى وقوع المسخ في زمن قادم, بحيث يتعدّى كون (المعروف منكراً و المنكر معروفاً) إلى (الأمر بآلمنكر و النّهي عن المعروف).

لذلك رأينا بأنّ أسس (الفلسفة الكونيّة) لا بُدّ وأنْ تُفَعّل لتأخذ مداها في عقول المُثقفين لكونهم هم ألأمل على قلّتهم وهم لا يتجاوزون عدد الأصابع في كلّ بلد وأمة لنشرها, كونهم العمود الفقري الوحيد القادر على زرع هذا النهج في عقول آلكُتّاب و آلمُثقّفين وآلشعراء وآلأدباء وآلمؤلفين, وقمنا لأجل هذا نشر ما كان مُمكناً خلال المواقع والمنتديات الفكريّة والثقافيّة المُخلتفة في بلدان وعواصم العالم ومدنها وفي بغداد وآلمحافظات كتمهيد للأجيال القادمة, والحمد لله تزداد المنتديات مع الوقت, ونأمل لها النجاح لأداء رسالتها الكونيّة.

في هذا القسم سنشير إلى آلنقاط ألمحوريّة كتكملة للحلقة الأولى(5), وهي عبارة عن أهم الوصايا العمليّة المُمكنة لدعم وتعبئة (المثقف الكبير) المُؤهّل بأفكاره لتوعية الأعلاميين والمثقفين ليكونوا منتجين للفكر والثقافة بإذن الله لتنوير الناس, ومن هذه الوصايا الذهبية:
أوّلاً: إعتماد أسس الفلسفة الكونيّة(6) كنظام كامل و شامل و هيكل جامع لزبدة الأفكار و النتاجات الفكريّة و على جميع الأصعدة, بعد ما فشلت جميع الرّوايات و القصص الطويلة والقصيرة والمتوسطة والدواويين الشعريّة والحكميّة رغم كثرتها في تثقيف الناس و نجاتهم, لفقدانها إلى الأصالة الفكريّة ناهيك عن أصل الأصول في طرحها و تبنيها للفلسفة الكونية, وهذه إشكالية كبيرة ما زال معظم - إن لم نقل كل الكُتّاب - يعانونها بإجترارهم للمكررات في أدبياتهم ومؤلّفاتهم وقصصهم وشعرهم وحتى الفن التشكيلي وماهيّة الجّمال و منبعه.
ثانياً: تجنب خلط الأفكار والرؤى مع بعضها البعض في كيان هجين من دون معرفة القواعد التي بفقدها تفقد المقالة و المؤلف معها الصورة والهدف الأساسي الذي كثيراً ما ينساها الكاتب بسبب الخلط الغير المنسجم و الشرود و التشتت الذهني, و هذه مشكلة قّلما تجد مؤلفاً قديراً أو أدبيا ناجحاً ينجو منها بسهولة, فآلكاتب نفسه في أحيان كثيرة وفي كلّ فصل و باب, يفتقد خيوط التواصل مع أصل الفكرة لعرضها بسهولة و وضوح و سلاسة للقارئ, لأنّ الموضوعات المطروحة نفسها قد تكون محلّ إشكال, لفقدانها الهدفيّة و القواعد الفنية و الغاية و الفلسفة من كتابة موضوعه أو روايته أو قصيدته أساساً, ممّا يجعل القارئ مشوشاً و مشرّد الذهن لا يدري البداية من النهاية أو الوسط, كلّ هذا لأنه يعرض موضوعات مكرّرة منقولة أصبحت بمثابة محفوظات مدرسية, و لعلّ هذا الاشكال هو السبب في ضياع جوانب كثيرة من أدب وأخلاق و ثبات الشعوب و الأمة على نهج إنساني متين لمقاومة الغزو الفكري الأستكباريّ الذي أخذ اليوم مأخذه من حياة الناس و قوتهم, فاقدين بذلك هويتهم الأنسانيّة, و إلاّ كيف يُمكن أنْ يُصدّق بوجود مثقفٍ كبير أو مفكر و فيلسوف يعاني آلجوع والحصار والمآسي وفي أغنى دولة في العالم مثل العراق؟
ثالثاً: النزاهة و الأنصاف: كيف يُمكن للمثقّف الكبير أن يكونَ مُنتجا ومُؤثّرا ًوفاعلاً يستنهض وجدان الأمّة, و هو فاقدٌ للنزاهة ولا يعرف حدود الحقوق وآلدّيات و فلسفة العدالة!؟
هذا سؤآلٌ هامّ طالما حذّرتُ ألمعنيين منه في محاضراتي و كتاباتي, لأنّ آلمقالات المكررة ألمنقولة والكُتب التراكميّة خسارة فادحة لكل الأطراف و من كل الجوانب, و كان هذا دأبي منذ شبابي و أنا دون العشرين كمُنَظّر ومُؤسّس وأمين عام لـ (حركة الثورة الأسلاميّة) التي تأسست 1975م, فطالما كنت أؤأكد لأخواني ألذين إستشهد أكثرهم بوجوب الأبداع إلى جانب النزاهة و آلصّدق في التعامل مع النفس أولاً, ثمّ مع الآخرين لأنّها تُؤثر على نمو العلاقات التي ستترتب عليها مقدار نجاحك لتحقيق أهدافك الكونية العليا في المجتمع.
رابعاً: أيضا (النزاهة والأمانة) مع (المحبة), فقد شاهدت بأنّ الجّميع لا أستثني أحداً بجانب قراآتي لما يُنشر؛ عدم وجود حتى مجرد ذكر أو إشارة لكاتب حيّ – أكرّر كاتبٌ حي - يعيش كمواطن أو في بلاد أخرى, عندما يُستفاد من حِكَمِةِ أو من آلمبادئ الفلسفية ألكونية, بل بجانب هذا يُحاول ألكُتّاب دمج تلك النصوص في موضوعه بكلّ أنانيّة ومكر والتلاعب بآلكلمات وتقديم وتأخير الجُّمل و العناوين ليوحي من خلالها بأنّه هو كاتبها ورائدها, من دون الأشارة للأصل أو لكاتبه الحقيقي, وهذه الأنانية المفرطة الخطيرة بسبب موت الوجدان ولّدت إشكالات كثيرة سبّبت الفساد و الأنحراف والظلم, خصوصاً من قبل السّياسيين الذين كثيراً ما يفعلون ذلك وهم لا يُدركون حتى معاني ما يعلنونهُ للناس و لهذا يفسدون لإنيّتهم وعدم دركهم للحقيقة, وسنشير للأسباب لاحقاً(7).
خامساً: التنسيق مع الكُـتّاب الآخرين, و الأنفتاح على بعضهم البعض لمعالجة الأمور و تلاقح الأفكار من خلال المنتديات الفكرية بما يخدم عملية البناء الفكري في المجتمع, فآلملاحظ عدم وجود أدنى مستوى من هذا التعارف و التجمعات الهادفة .. ناهيك عن التلاقح الفكريّ و تزاوج الأفكار لأنتاج الأفضل و الأكمل في عملية أنجاح الثورة الفكريّة للقضاء على الثقافة الحالية السائدة التي زرع أساسها الكثير من الكُتّاب الفاقدين إلى الفلسفة الكونية, رغم شيوع أسمائهم بل و حصول بعضهم على جوائز عالمية كجائزة نوبل.
في الحلقة القادمة سنشير إلى موضوع هام, بضمنه قضية التحايل على الفكر, و شكراً على متابعاتكم.
الفيلسوف الكونيّ
حكمة كونيّة:
[الفاقد للأصل, أيّ (ألفلسفةُ الكونيّةُ) كَمَنْ يسبح في بحر لجيّ  يجهل شواطئه و الهدف الذي يُقاوم ألأمواج لأجله].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع: صموئيل هنتنجتون و نظريّة "صدام الحضارات".

(2) بعد حذف نظريات (آبرهام ماسلو) و أقرانه الفلاسفة من مناهج الطلبة في الغرب, لمخالفتها من أوجه مختلفة لأهداف طبقة المنظمة الأقتصادية, حلّت محلها نظريات (فوكوياما) و أقرانه الذين يرون إن الرأسمالية بطريق العولمة ستحقق النصر على الجميع, وهذا مؤشر خطير ينفي نظريات العلماء والفلاسفة ونظرية آينشتاين في الكوانتوم والأجتماع, لمعرفة مُقدمة هذا الموضوع: راجع:

http://iraqi.dk/news/esknde/2018-10-04-19-31-32
(3) تستخدم(المنظمة الأقتصادية) خمسة أسلحة لسيطرتها على العالم؛ منها؛ الأحلاف العسكرية؛ البنوك العالمية؛ شركات الأعلام الكبرى؛ منابع الطاقة؛ ألتحكم بالعملات والشركات الكبرى, للتفاصيل, راجع؛ مستقبلنا بين الدِّين و آلدِّيمقراطية, مجموعة دراسات.
 
عصر ما بعد آلمعلومات, وهي عبارة عن سبعة حلقات مكثفة تكشف حقيقة الوضع في الغرب من )Post Factual Era(4) (
الداخل مع بدء الألفية الثالثة مع إشارات لواقع الشرق المعروف للجّميع, ولا بد لكل (مثقف كبير) مراجعتها ليقف على الحقيقة التي أرِيدَ لها أن تكون حلقة بأيديهم لمنفعة طبقة صغيرة لا تتجاوز ألـ355 غنيّ يترأسهم ثلاثة من أغنى إغنيائهم و فوقهم الغني الأغنى.
(5)
https://www.sotaliraq.com/2019/02/15/%D9%88%D8%B5%D8%A7%D9%8A%D8%A7-(5) %D9%84%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%AB%D9%82%D9%91%D9%81%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1/
(6) راجع سلسلة؛ (فلسفة الفلسفة الكونية) لمعرفة الأساسات الفلسفية لهذه النظرية التي تُعتبر ختام الفلسفة في الوجود و هي المرحلة السابعة, و كذلك (محنة الفكر الأنسانيّ), مكونة من 20 حلقة.
(7) قبل سنوات كنت أتحدث مع مسؤول أحد المواقع الأعلاميّة, و بآلمناسبة باتت عديدة وبآلآلاف, و هو مسؤول موقع(ألمُثقّف), وكان مُحاوري يدّعي بأنهُ مُثقّف و مؤلف, كتب مجموعة كُتب, "تكرارية" طبعاً و نصوصها المحورية "مترجمة" بإسمه من بعض المصادر الأجنبية و منها (الفارسية) لمعرفتي التّامة باللغة الفارسية وثقافتها؛ وتبيّن لي بأنّ هذا "آلمُثقف", لا يعرف حتى أنواع مناهج العلوم و طرق البحث العلمي!  معتقداً بعدم وجود مناهج في العلم و كل كاتب له منهج خاص! قلتُ لهُ؛ لو كنتَ حقاً تعرف تأريخ الفكر و مبادئ وغاية الفلسفة والتأليف لما كنت تقول هذا!؟ لكنه بَدَلَ أن يشكرنيّ على إرشادي له, عاداني, لكوني نشرت ذلك الحوار.
و الغريب أنهُ للآن يشرف على ذلك الموقع ويدّعي الثقافة وتأليف الكُتب, بل البعض سمّاه بـ (المفكر), ولا يتوقف المحنة الفكريّة العراقية – العربية خصوصاً و العالمية عموماً إلى هنا؛ بل شهدتُ نماذج أكثر غرابةً وخسّة, منهم رئيس (شبكة الأعلام العراقيّ) الرّسميّة المدعو عبد الجبار, الذي للآن لا يُفرّق بين ماهيّة النظام الأسلاميّ و النظام الدّيمقراطيّ والحلال والحرام, مُدّعياً بأنّ هدف الدّيمقراطيّة والأسلام واحد ولا فرق بينهما, وإدّعى فوق ذلك بخلط عجيب؛ أنهُ يُمثّل ألتيار الأسلامي الدّيمقراطيّ, بينما محمد أركون الذي إعتمد مقولاته الكثيرة قد كتب في هذا المضمار عشرات الكتب قبله بعشرات السنين, بغض النظر عن موقفنا منه, و لم نشهد له واقعاً, و لذلك لا نتيجة طيّبة و مثمرة ل
إعلامنا العربي المرئيّ و المسموع و المُقروء و الكتابات و المؤلفات والمقالات و حتى الرسائل الجامعيّة التي وصلت لمئات الآلاف وفي مخلتف المجالات .. لفقدانها الأصالة وألمبادئ الفلسفية الكونيّة, ولذلك كان الفساد والنهب و فقدان القيم في بلادنا بدل البناء و الأعمار و العدالة؛ نتيجة طبيعية وعادلة! وآلوجه الآخر للفساد؛ هو أن هؤلاء و بعد فسادهم و نهبهم للحقوق يتقاعدون ويتفرّغون لتأليف الكُتب بآلأموال التي سرقوها, بل بعضهم و بلا حياء إدعى بأنه كتب مائة و مائتين و ربما ألف كتاب, لكنه لا يملك الأموال لطبعها, كإعلان مبطن و كاذب بعدم نهبه وأخذه للرواتب المليونية الحرام, هذا ناهيك عن مضمونها!؟
ولو ضربت أخماس تلك الكتب بأسداسها وعشراتها بمئاتها؛ لما حصلت على مسألة محورية جديدة في مجال الفكر, سوى المكررات ليضاف إلى التراكم التأريخي العفن.

مختصر تأريخيّ ألجّهاديّ في سطور:


بسم الله الرحمن الرحيم:
الأخ العزيز الحاج أبو عمار المحترم؛ بعد السلام و الأحترام, والدعاء الذي ما إنقطع لكم
أتمنى لكم و للأخوة و الأهل و الأحفاد الأعزاء و الأقرباء دوام الصّحة و الموفقية و السعادة والعاقبة الحسنى في الدارين و يشهد الله أني مشتاق لكم كثيراً و قد يُسهّل الله لقائنا بإذنه, كما أرجو إبلاغ سلامي وإحترامي للأخ الأستاذ أبو فاطمة, و يا ليتني ألتقيه لأبلغه بعض المسائل الهامة التي تخدم الجميع بإذن الله.
وأرجو إيصال الرسالة ألمرفقة أدناه لجنابه كي يطّلع والمشرفون عليها وعلى قضيتي في رئاسة الوزراء حيث لخصت فيها مجمل الأعمال التي قمتُ بها خلال سنوات المعارضة, ذلك أنني لم أبيّن لكم سوى بضع سطور في المرة السابقة, و بإختصار شديد, و لدي الوثائق اللازمة لذلك, و لكَ و لهُ خالص الودّ والشوق من حديقة قلبيّ المزهرة.
أخوكم؛ عزيز حميد الخزرجي
الكنية: أبو محمد البغدادي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مختصر تأريخيّ ألجّهاديّ في سطور:

بسم الله ربّ المجاهدين والفقراء المظلومين والمستضعفين .. و بعد:
إليكم جميعاً بعض الصفحات الجهاديّة لتأريخٍ كتبتهُ بآلدّم و الدّموع, وما زلتُ أنزف من عقلي و روحيّ لتقديم آخر ألتّعاريف ألكونيّة للعالم.
قصّتي مع الله بدأتْ مُذ كنتُ طفلاً أبحث عن معشوقي الأزلي, لتتحول إلى قصّة حزينة تشبه قصص الأنبياء والأخيار, و ما زالت فصولها الأخيرة لم تكتمل بعد .. فما زلتُ أجاهد الباطل الذي أدمغتُ الكثير من صفحاته المؤلمة الدّامية, لكن إنحراف البشر بقيادة الشيطان وحجم المأساة الكبيرة, فإنّ حقيقة الصّورة الجهاديّة قد لا تظهر بوضوح وسط ذلك الرّكام ألتأريخي, لكن ما لا يُدرك كلّه لا يترك جلّه, والعالِم المُنصف يدرك أبعاد ما سأكتبهُ كرؤوس نقاط عن ذلك الجهاد الفكريّ ألمرير ألّذي لم يسبقني إليه أحد في ساحة العراق وحتى أَلعَالَم وهو:
1- بعد رحلة البحث عن حقيقة الوجود وأنا ما زلت طفلاً لم أتجاوز الخامسة؛ تيقّنتُ بفطرةٍ نظيفةٍ قاومتْ المغريات و ما أكثرها لمعرفتها وآلحفاظ عليها, وبعد تجارب بحجم عقليّ؛ تيقّنتُ بوجود إلهٍ حقّ ما زال مجهولاّ في الأرض عند الناس رغم نزول أكثر من 124 ألف نبيّ ووصيّ و أئمة وشهداء بآلملايين لا يعلم سرّهم إلا الله, لكنيّ آمَنْتُ به وبرسله وأئمته ألذين قُتلوا .. لبغيّ الحاكمين عمليّاً, لهذا بقيتُ مُتأمّلاً ظهور الأمام المنتظر مع جهادٍ لمْ يتوقف بعد حتى و أنا مسجّى على فراش المرض ليتحقق العدل و الأنصاف و الوجدان على الأرض.
2-  بدأتُ صفحات الجّهاد ضدّ الظلم في عراق حُكِمَ بأنظمةٍ تعبدُ كلّ شيئ إلا الله ولا تعرف للرّحمة و الأنصاف والحقّ معنىً سوى البقاء والتسلط بأيّة وسيلة حتى لو كان الثّمن دمار شعوب بأكملها وكما حدث و شهد الجميع ذلك حتى ترحّم اليهود والنصارى والكفار عليهم.
3- أسّسنا (حركة الثورة الأسلامية) في العراق أواسط السّبعينات و عمري أنذاك لم يتجاوز العشرين, وتحملتُ قيادة الصراع الميدانيّ ضدّ عصابات البعث بإذن الله و تسديده و وجّهنا للنظام ضربات قاصمة في أكثر الساحات, رغم قلّة العدد وضعف الأمكانات والقدرات الماديّة.
4- إتّحدنا مع حزب الدّعوة بتشكيلاتنا الجهاديّة لكونهم لم يكن يملكون خطاً جهاديّاً سوى تنظيمات مُتفرقة ولعلاقاتي الحميّمية معهم وقتها, و بضمنهم الشهيد المهندس سعدي فرحان وجميل الموسوي ومحمد فوزي وناجي الشاوي والدكتور منذر "المسيحي" والسيد حسن الموسوي و قبلهم جميعا السيد الشهيد حسين جلوغان, و الشيخ المهندس بديع عبد الرزاق وموسى محمود و فؤآد محمد سالي وحشد كبير من أمثالهم.
5 – من أشهر وأبرز العمليات التي خطّطنا لها؛ عملية (الجندي المجهول) و عمليّة (إرسال رسائل تهديد و ترغيب) في نفس الوقت لجميع مسؤولي وأعمدة النظام البعثي بضمنهم القيادة القطرية والقومية, حيث وصلت لمائة رسالة تمّ إرسالها بنجاح حسب عناوينهم.
6- التخطيط وقيادة مظاهرة الكاظميّة التي قلبت الموازين في بغداد و العراق عام 1979م بموازاة إنتصار الثورة الأسلاميّة, لكن آية الله حسين الصدر غفر الله له ألذي ما زال حيّاً لم يفي بوعده لدعم المظاهرة بعد أداء صلاة المغرب والعشاء في الصحن الكاظميّ, وقد كتبنا تفاصيل تلك الثورة العظيمة في مقالات عدّة, منها: [لِموَاقف بعض ألمراجع فَسَدَ العراق] منشور على موقع "كتابات" و غيره.
7- عمليّة (ألجّندي المجهول) لم تكن بأقلّ وقعاً وخُطورةً على النظام البعثيّ, وقد كتبنا تفاصيلها أيضا فيما سبق, والأعلاميون يعرفون ذلك, حيث خططنا على مدى عامين تمهيداً لاغتيال رئيس النظام ونائبه صدام أثناء زيارتهم لساحة آلجندي المجهول في بغداد, حيث كانت المناسبات الرسمية تُقام هناك, وعلى إثر إنكشاف العملية غيّروا المحل ولم يستقبلوا بعدها أيّ  ضيف زائر هناك! التفاصيل في مقالاتنا.
 8- بعد إشتداد الأزمة و إعتقالنا ثمّ الأفراج عنا .. ثمّ الأعتراف علينا مجدداً ولاحقاً من قبل البعض الذين إنهاروا أمام التعذيب؛ لم يبق مجال أمامي سوى الهجرة للجمهورية الأسلامية عن طريق الشمال بعد تسلط صدام وتكبره و قتله لأيّ معارض ولأدنى سبب أو تهمة.
9- في إيران كانت لي صفحات مشرقة أيضا لا تُضاهيها حتى دماء الشهداء و كبار الأخوة العلماء  يشهدون على ذلك, منهم السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله و أخيه السيد الشهيد عزيز الحكيم أيام مكتب العراق ثم المجلس الأعلى للثورة الأسلامية, وكذلك الأخ أبو إسراء الحكيم, والأخ السيد أبو هاشم  والسيد الأخ أبو ياسين(عز الدين سليم) و غيرهم و قبلهم الشيخ الآصفي و جميع قيادات الدّعوة المعروفين!
10- إلتقيتُ قبل تأسيسنا لاطروحة المجلس الأعلى وقتها بآلأخوة (الحلي) و(الجعفري) و(المالكي) و(أبو بلال) في المركز الأعلامي لكني و بسبب مخالفتي مع توجهات الحزبيين ونهجهم من ناحية الولاية وستراتيجية العمل التنظيميّ و حتى الأمور الشخصيّة؛ تركتهم و بدأت أعمل مع مؤسسات الدولة كآلتدريس والكتابة والامن والهلال الأحمر والعمل الهندسي وغيره, و فيما بعد في المجلس الأعلى العراقي.
11 – نهاية عام 1981م إتصلتُ ببعض الأخوة منهم من كان يعمل ضمن تشكيلاتنا و كذلك الحاج أبو إبراهيم العسكري و السيد أبو بهاء الكاظمي وغيرهم بوجوب تأسيس كيان يضم كافة الشرائح والاحزاب العراقية بدعم وتوجيه من الدولة الأسلامية, وإن مكتب العراق ثم مؤسسة الشهيد الصدر أو المراكز الأعلاميّة برعاية الشهيد آية الله السيد الحكيم و غيره, لم يكن يستوعب هذا الطرح الكبير, وقلت لهم بأنّ الساحة العراقية بدون وجود مجلس أو هيئة عليا أو تجمع أعلى لقيادة الأحزاب و الكيانات لا نتيجة فيها؛ وأن عمر صدام سيطول و ساحتنا ستبقى مشتتة وعدائية, و بعد إتصالات و إجتماعات موسّعة تمّ تشكيل المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق وكان لي فيه دور كبير.
12- بدأتُ .. أوّل ما بدأت .. بآلعمل لتأسيس صحيفة (الشهادة), و كنت لولبها وأساسها, حيث كنت أشرف وقتها على الأعداد الفني و الكتابة و الأخراج و الأدارة و الطبع بمعية آخرين لم يتجاوز عددهم خمسة كوادر هم: الشهيد الأخ أبو ياسين وأبو محمد العامري وأبو إسراء الحكيم و أبو مختار والأخ الشهيد أبو ذر الذي أصيب بآلكيمياوي في عمليات حاج عمران وقتها.
13 بعد هذا تمّ تشكيل الوحدات الرئيسية والآليات والفروع المختلفة كقسم الدراسات و التصوير و الشهداء و الصحيفة نفسها التي هي (الشهادة) وكذلك (بولتن) خبري كان يشرف على طبعه وتوزيعه الأخ أبو محمد ألرّوازق والأخ أبو احمد الخزعلي, وبولتن آخر للدراسات الهامة المحوريّة في الساحة بإشرافي المّباشر, و رحم الله ألأب الحاج (أبو محمد رزكَار) الذي خدمنا بالشاي العراقيّ صباحا ومساءاً.
14 – بعد بروز الظواهر الحزبيّة المقيتة في قسم الأعلام من قبل الأخوة الذين أستشهد أكثرهم فيما بعد – لا داعي لذكر الأسماء – إنزعجتُ وتألمت لكونهم بدؤوا يستغلون إمكانات المجلس لخدمة مشاريعهم الحزبية والشّخصية, وعارضتهم على ذلك و قلت لهم: لا يجوز بل يخالف عملكم هذا الأصل الذي تأسس لأجله المجلس الأعلى فصمّمتُ على ترك وحدة الأعلام إثر ذلك, و بعد إتصالات جرت معنا من قبل الأخ أبو هادي العامري والأخ أبو نور(أياد) والسيد فاضل النوري رحمه الله اللذين كانوا يعملون في (وحدة التحقيقات والمعلومات) برئاسة السيد المرحوم فاضل النوري ورجوني مع الألحاح بآلعمل معهم, و قبلتُ ذلك بعد مباركة الأخ أبو إسراء الحكيم و آخرين وقتها.
15- كان عمليّ يتركّز على جانبين؛ وهو إعداد خريطة كبيرة لهكيلية النظام العراقي؛ (هيكلية تنظيمات البعث و القيادة القومية و القطرية), و (تنظيمات الجيش العراقي) و (الجيش الشعبي) مع رموز يتمّ بيانها في ملاحقها الثلاثة, و قد قَدّرَ أخصائيون في رئاسة الدّولة الأسلاميّة حجم و قيمة هذا العمل, بما يُعادل جهود ثلاث وزارات بدولة عظمىّ هذا هو الجانب الأوّل من عمليّ في رئاسة قسم المعلومات, والثاني؛ إصدار البحوث و نشرة مركزية محدودة التداول تختصّ بالاخبار الخاصة و الأشاعات الدائرة في الساحة, وكانت النقطة الأخيرة بتوصية من السيد الحكيم نفسه (رحمه) الذي صار رئيساً للمجلس في الدّورة الثالثة على ما أذكر, وكانتْ تُطبع منها خمس نسخ؛ واحدة للأمام الراحل و الثانية للسيد الحكيم والثالثة للشيخ سالك والرابعة لرئيس الجمهورية و الخامسة تحفظ في الأرشيف بإسم نشرة(العيون).
16- من العوامل الهامّة التي ساعدتنا على إنجاز ذلك المشروع الأكبر في الساحة العراقية برأي؛ هو عمليّ كمبلغ مع الأسرى العراقيين مع الشيخ شريعتي, حيث إستطعتُ إعداد كمّ هائل جداً من المعلومات و التقارير, عن طريق الأسرى التوابين و اللاجئين وبشكل مباشر بعد تقديمنا لهم أسئلة معينة كإسم قائد آلوحدة والفرقة و اللواء الذي كان يعمل فيه و عددهم و أصنافهم و أسلحتهم و نشاطاتهم وأماكن تواجدهم وما إلى ذلك, وكانوا يجيبوننا بوضوح وبدقة, ونحن بدورنا نستفيد منها بعد دراستها لتدشينها عبر ثلاثة خرائط كبيرة كانت بطول 4م وعرض 3م مع كلّ صنف مُرَمّز؛(الجيش النظامي) و(تنظيمات حزب البعث) و(تشكيلات الجيش الشعبي) مع ألتّرميز في 3 كُتب منفصلة.
17- وجود الجلسات والأجتماعات الدوريّة مع آية الله الحكيم(قدس) والشيخ شريعتي مُمثل الدولة في لجنة الأسرى على مدى سبع سنوات وفي كلّ إسبوع وشهر لمناقشة أمور التبليغ وإدارة شؤون الأسرى وكيفية تعبئتهم وإعدادهم كمجاهدين لأطلاق سراحهم لتشكيل فيلق بدر, و كان من الأخوة المشاركين معنا السيد أبو زلفى وأبو غالب وألشيخ عباس الحكيم وأبو حيدروالطريحي والشيخ همام كان  يشاركنا أحياناً.
18- من المسائل المصيريّة الأخرى التي كانت لي شرف المساهمة في تأسيسها وأدائها بعد مساهماتيّ ألأولى لتأسيس المجلس الأعلى عام 1982م؛ هو تشكيل قُوّات عسكريّة تكون بمثابة ألذراع الضارب للمعارضة العراقية ألتي ما زالت تلعب دور كبير في تحديد مصير الساحة العراقية رغم إنشقاقها لشقين فيما بعد, بعد تأسيسنا لقوات 9 بدر ثم فيلقا بعد دراسة سبقتها مقالات بخصوص ذلك, وقد أعددنا أوّل ما أعددنا لها؛ إقامة الدورات, لتشكيل الأفواج الأولى لتبثق ثلاثة أفواج؛ (الصدر) و (دستغيب) و (بهشتي) و كان كلّ فوج يتكون من ثلاثة فصائل مع قسم الأتصالات التي أشرفتُ عليها خلال ألدورة الخامسة لأتقاني اللغة الفارسيّة, وكان الأخ العامري والشيخ المولى و الشيخ أبو إنتصار معنا في تلك الدورة بآلمناسبة, وأتذكر أيضا من المجاهدين المتطوعين؛ ألنقيب ألسّيد أبو لقاء والمُقدّم أبو أحمد والسيد أبو علي البصري والأخ أبو عهد النقيب وأبو ولاء وأبو مجاهد وأبو ثائر وحشد من معسكر الشهيد الصدر الذي تغيير لمعسكر غيور أصلي بعد إستلامها من قبل التعبئة العسكرية للمجلس رسمياً, وقد إستشهد الكثير منهم خصوصاً في الأهوار وفي مجنون و كربلاء 5 و غيرها.
19 – من أهمّ و أدقّ الأعمال الأخرى التي قدّمتها لرضا الله تعالى على نهج الأمام قدس سره, هي تقديم أكثر من (50 دراسة وبحث) مكثّف في مختلف ألشّؤون السياسية والأعلاميّة والعسكريّة والأقتصاديّة والأمنيّة مع آلاف المقالات المختلفة, ولعلها ما زالت موجودة في أرشيف المجلس والمواقع والصحف, وكان السيد الحكيم(رحمه) نفسه يشرف عليها ويحترمني كثيراً, ولمعرفتي بعدّة لغات طلب مرّة بتمثيلي له دولياً, لكن وضعي الصّحي لم يساعدني, وبقيتُ أعمل بصبرٍ و صمتٍ كجنديّ مجهولٍ وأنا أواجه الصّعاب على عدّة جبهات؛ معسكرات اللاجئين ؛ معسكرات الأسرى؛ معسكرات المجاهدين؛ وحدات المجلس الأعلى, إدارة المنتديات الفكريّة, مؤسسة نشر الحديث حتى خروجي من إيران 1997م للعلاج بعد ما رفضتْ المستشفيات الأسلاميّة معالجتنا لكلفتها العالية, والوضع المالي و الأقتصادي الصّعب كان العامل الأكبر في سفري, وما زلت على العلاج حتى هذه اللحظة بسبب امراض مزمنة كالقلب والكلى والسكر وغيرها!
20- و أخيراً وبعد حالة العجز قمّتُ بإعادة تكرير الخزين الفكري والثقافي والفلسفي الذي ورثته كأمين للفكر ولأسرار العلماء و مفكرهم العظيم أستاذي محمد باقر الصدر(قدس) والسيد محمد باقر الحكيم, حتى توصّلت بفضل الله ومَنّه لأرساء وتحديد أسس (الفلسفة الكونية العزيزية) لتكون ختاماً لتأريخ الفلسفة بمراحلها الستة التي بدأت بعهد (أوغسطين), حتى ختامها بفلسفتنا الكونية كمرحلة سّابعة وأخيرة.
هذا بإختصار وجيز تأريخيّ الفكريّ والجهاديّ حتى سقوط النظام 2003م, حيث رجعت للعراق وأنا مُحمّلٌ بآلام وبتعب السنين وحاولت إعادة بعض الصفحات المنسيّة من ذلك التأريخ ألفكريّ و الجهاديّ العظيم, بدأتها بآللقاآت و التوجيهات العامة للناس والخاصة للأقرباء والأهل, وبضمن ذلك راجعت أيضاً في يوم "مشؤوم" دائرتي الوظيفية في الوزيريّة التابعة لوزارة الكهرباء الآن بعد ما كانت تابعة لوزارة الصّناعة, لأسترجاع رواتبي وحقوقيّ التي ما زالت ممنوعة, لكنهم لمّحوا بطلب الرّشوة, وتَعَصّبتُ وقلتُ لهم؛ [لقد قاتلت صدام وواجهت الظلم والفساد والرشوة 50عاماً والآن وبعد السقوط أدفع الرشوة؟ مالكم كيف تحكمون] وأُصبْتُ إثرها بنوبة قلبية راجعا من حيث أتيت.
إخواني الأعزاء : في الختام .. وبعد هذه المسيرة التأريخيّة ألدّامية ألتي أعتزُ بها والتي أعتقد بعدم وجود مثيل لها, راقدٌ في البيت وفي الغربة قسراً ولا أستطيع العمل بسبب كهولة السن ولا لي مورد للمعيشة, ولا أريد شيئاً أكثر من حقيّ الطبيعيّ الذي يُؤيّدهُ أصحاب الوجدان و الضّمير والتأريخ, وكل القوانين الوضعيّة بآلاضافة إلى القوانين السّماويّة, ولكم فائق الشكر و التقدير يا إخوة الجهاد.
أخوكم: ألذي لا يُريد عُلوّاً و لا مقاماً في آخر حياته .. سوى البحث ألعلميّ لتقرير الفلسفة الكونيّة بحسب الأرادة الألهيّة.
الفيلسوف  الكونيّ / عزيز حميد الخزرجي
أبو محمد البغدادي أيام المعارضة العراقية    

Wednesday, April 03, 2019

تصحيح لبيان الأخوة الفيليية في السويد حول يوم الشهيد(14 نيسان)


تصحيح لبيان ألاخوة ألفيليية في السويد حول يوم 14 نيسان؛
نشر الأخوة الفيلييين بياناً بمناسبة 14 نيسان حول يوم شهداء الفيليين في العراق, و كان لنا تعليق عليه كآلتالي:
أخي ناشر الأعلان: الأخوة الفيليين في السويد؛ أرجو تصحيح البيان أعلاه في عدد الشهداء, من حيث أن عدد الشهداء الشباب .. أكرر الشباب الفيليية الذين غُيّبوا بشكلٍ من الأشكال أما في أحواض التيزاب أو مقاصل الأعدام أو الرمي بآلرصاص أو بأية وسيلة أخرى رحمهم الله ؛ فأن عددهم تجاوز عشرات الآلاف, فانا وحدي نظمتُ (فايلات) لهؤلاء الشهداء لأجل صرف رواتب لأهاليهم و عوائلهم في إيران من مؤسسة الشهيد نهاية الثمانينات من القرن الماضي, حيث بلغ عدد الشهداء الشباب من الكرد الفيليية بحدود 7 آلاف شهيد كانت عوائلهم و ذويهم يسكنون في مدينة واحدة وهي؛ إيلام في غرب إيران, أما بقية المدن .. ألله وحده أعلم بعددهم كساكني طهران و شيراز و معسكرات اللاجئين في مختلف البلاد و غيرها من المجمعات, لذا يرجى رفع ما تفضلتم به بكونهم كانوا ألاف .. بل هم عشرات الآلاف!
و المشكلة المؤلمة جداً جداً .. و التي فيها بيّضَ صدام وجه هتلر و موسيليني و الحجاج و غيرهم ؛
هي أن هؤلاء لم يرتكبوا جريمة ولا ينتمون لأيّ حزب ولا يشكلون معارضة ولم يسرقوا أحدا و ما فعلوا ما يستحقون عليه حتى السجن وليس الأعدام أو الحرق والدفن أحياء أو تذويبهم في أحواض التيزات؛ بل كل ما في الأمر هي أنّ عوائلهم (الأب أو الأم) من أصل إيراني, هذا رغم إن أكثرهم خدموا في الجيش وآلحكومة.
هذا هو كل ما في الأمر .. طيب يا عالم؛ لنفرض أن أصل الأب أو الأم أو الجد إيرانيون؛ فما ذنب هؤلاء الذين ولدوا و هم لا يعلمون بأيّ أرض ولدوا إلا بعد سنوات!؟
أ تدرون ما السبب !؟
سأقول لكم السبب .. و هو مرير؛
في أحد إجتماعات مجلس العار المسمى بـ (آلقيادة القطرية والقومية و البعثية العربية التقدمية الأشتراكية ألــ .. جدا جد) ...
و الله لا أدري (تقدمية) بماذا؟ سوى القتل و الذبح و الحرب و الهجوم والعنف و الهدم!
على كل حال؛ في ذلك الأجتماع طرح طارق عزيز رأيا بشأن هؤلاء الشباب ألأبرياء الذين ضجّـت بهم السجون بحيث إشتكى مدير الأمن و المخابرات لصدام من كثرتهم و حاجتهم لجيش كامل لأجل تغذيتهم و إيوائهم و حراستهم و هم لا يملكون المكان الكافي خصوصا وإن سجون النظام كانت قبل هذا الوقت مملوءة بآلمؤمنين المجاهدين!؟
لقد طرح المجرم الخبيث طارق عزيز رأيا شيطانياً قائلاً: [صحيح إن هؤلاء لا ذنب لهم .. لكن يجب ألاحتفاظ بهم, لأن إرسالهم لأيران مع عوائلهم و بهذا الوضع الذي سلبت فيه جميع ممتلكاتهم؛ فأن أبنائهم سيشكلون مليشيات أو يتطوعون في الجيش الأيراني لقتالنا و لهذا يجب إعدامهم إذا لم يكن هناك مكان لأيوائهم في الحجز], و قبل صدام اللعين بهذا الأقتراح .. و نفذ حكم الأعدام بهم بمختلف الوسائل
و أتعجب كيف إن المحكمة أو الجهات المعنية في الحكومة العراقية لم تُؤشر لهذا الحدث الكبير الذي يعادل لوحده كل الأحداث الأجرامية لصدام و حزب البعث العراقي اللعين!؟
لهذا كفرت بكل السياسيين الفاسدين في العراق و لا أستثني منهم أحدا؛
و السبب؛ إنّهم – الأحزاب - حين يقف أمام جشعهم و وطنياتهم و مدّعياتهم الخرنكعية شيئا عائقاً فأنهم كصدام يقطعون لقمته و يكنسونه بل يجلبون جيوش العالم كله حتى لو كان شباباً بعمر الورد و أبرياء و طيّبين .. ألمهم أن يبقى رئيس الحزب و جوقته سالماً مع عائلته و مقربيه!
و لهذا إلعنوا الأحزاب جميعا .. عربها و كردها و تركمانها و بلوجها و موصلها و بصراها و نجفها وكربلائها إلى يوم الدّين .. من حيث لا قيمة ولا فائدة في البلاد إن قُتل أهلها الشباب الأبرياء لأجل حفنة من رؤوساء تلك الأحزاب العار!
والمعذرة على السطر الأخير .. لانيّ شاهد .. لكن لا ككل الشهود .. بل عشت تلك المآسي بنفسي و كتبت عنها الكثير!
لأني قائدٌ حقيقيّ في مجال الفكر و الميدان, و أخلصت لله و قُدْتُ الحركة الأسلامية العراقية في أحلك الظروف و بإخلاص سنوات الجمر العراقي و قدمنا الكثير .. الكثير والغالي و النفيس لإزاحة ذلك النظام.
لأني أرفض الظلم جملةً و تفصيلاً .. وأضحي بكل البلاد لأجل إنقاذ بريئ و هكذا فعلت و الله!
و العاقبة لنا .. و هذه الدّنيا اللعينة لكم .. يا أبناء ... أحزاب السفاهة و الجّهل و التخلف و الوطنية المزورة, و سنلتقي عند حاكم عدل و هو قريب بإذن الله, فأين المفر!؟
ألفيلسوف الكوني / عزيز الخزرجي

Monday, April 01, 2019


هدف ألفلسفة الكونيّة بإختصار؛
هو بناء ألأنسان أوّلاً, لكن كيف وقد فشل فيه أكثر من 124 ألف نبي مُسدّد من الله تعالى؟
لذلك يبدو أنّها أصعب وأخطر مُهمة تتضمن لغز الوجود و سبب خلق الأنسان, و يجب على الجميع خصوصا العلماء و الأدباء الأنتباه لهذه الحقيقة و التركيز أكثر وآلوقوف وآلتدقيق فيما نقول لأنها تمثل آخر مراحل الفلسفة في تأريخ الأنسان.

لهذا فأنّ الفلسفة الكونيّة و كما بيّنا(1) تهدف و تُركّز على بناء الأنسان فكريّاً وقلبيّاً من آلدّاخل, قبل البناء الظاهريّ والعمران المدني الخارجي, لأنّ هوية العَالَم لا تتحدّد بآلبنايات والقصور والفنادق والتكنولوجيا مهما عظمت وكما يُروّج لذلك المستكبرون لتحمير الناس وحرفهم عن جادّة الحقيقة لكي يخلوا لهم الجو؛ بل هويّة العَالَم وسعادته تتحدّد بماهيّة وأخلاق الأنسان وتطوره الفكري ورقيّه الحضاريّ, من حيث لا فائدة من القصور و الشوارع و العمارات وآلتكنولوجيا مع وجود إنسان حزين و مهموم و كئيب يئنّ من وطأة الظلم و الفوارق الطبقيّة والحقوقيّة والضّياع والعوز و فقدان الحرية و الأمل وجهله بالهدف الذي وُجد لأجله في الحياة بجانب جواب (الأسئلة الستة) و كما هو حال شعوب 255 دولة, ولذلك نرى الناس و بسبب الأهداف والسياسات الخاطئة ألمُـتّبعة من قبل الحكومات يعيشون أنواع المحن و آلبلاء و الحرب و الفرقة و الخصام و الظلم والضرائب وكما اشرنا سابقا – راجع؛ [ثورة الله](2)!

ألصّينيون ألقُدامى عندما فكّروا بآلعيش في أمان من الحرب و الغزو؛ بنوا (سُور) الصّين العظيم الذي يُعتبر من عجائب الدّنيا السّبع, واعتقدوا بأنّ حياتهم و بلادهم قد تحصّن و في مأمن لوجود سُور لا يُخترق لشدّة علوه و تحصّنه، ولكن .. خلال المئة سنة الأولى بعد بنائه؛ تعرّضت الصّين للغزو ثلاث مرات!
ففى كلّ مرّة لم تكن جحافل العدو البرية بحاجة إلى اختراق ذلك السّور أو تسلقه؛ بل كانوا يدفعون ألرّشوة للحارس ثمّ يدخلون عبر الباب ألرّئيسي بسهولة و بلا عناء و مقاومة!
لقد انشغلوا ببناء السّور ونسوا بناء الأنسـان!
و ليس سهلاً بناء الأنسان, كما هو الحال مع بناء البيوت والعمارات و صناعة السيارات وناطحات السّحاب, التي لا تحتاج سوى لتصنيع آلحديد ورص الحجر و تركيب بعضها فوق بعض ليتمّ البناء و كما كان الحال مع سور الصّين و غيره من عجائب الدّنيا, لكن بناء الأنسان هي العقبة الكأداء, و هي المشكلة الكبرى التي فشل في تحقيقها أكثر من 124 ألف نبي و مرسل, لأنه يتعلق ببناء مخلوق يحوي العقل والشهوة وحب النفس وآلرّئاسة والتسلط والتكبر وحب التملك و كلّ هذه الصّفات مُدمّرة, بحيث واحدة منها قد تجعل الأنسان طاغية و ظالماً وقد يقتل شعبا كاملا بل وأمة بأكملها لشهوته, و كما حدث في بلادنا وأمّتنا مرات ولحد هذا اليوم.
لكن المعرفة الكونيّة وتجارب التأريخ برعاية الفيلسوف الكونيّ وتسديد الله تعالى مع العلم وتطور الفكر والوعي من خلال (المنتديات) سنُحقق بناء الأنسان للبدء بآلأسفار الكونية السبعة, والتي تحتاج قبل كلّ ذلك إلى أنّ نزكيّ أنفسنا و ذلك بكبح جماح النفس التي تتغذي من الحواس, في مقابل الحفاظ على الرّوح بتحريرها عن طريق العقل الذي يتوسط الجسد والروح, و آلنصر عادةً للجهة التي تميل لها العقل.


هل للعراق مُستقبل؟
هل تعرفون عبر التأريخ إنساناً أو رئيساً أو إمبراطوراً أو زعيم حزبٍ لم يُبدّل ثوبه و لم يُغيير طمريه لسنين ولا حتى طعامه البسيط الذي لم يكن يُشكّل سوى نوعين من المأكولات: (كآلخبز و الملح فقط) أو (الخبز واللبن فقط) و هكذا .. بينما كان هذا آلمعنيّ و هو (علي بن أبي طالب) رئيسا لأحدى عشرة دولة لا دولة واحدة .. وبتصرفه خراج و أموال مجموعة من الأمم و الدّول المختلفة .. تلكَ الأموال التي كان يُقسّمها بآلتّساويّ بين الناس, ولا يعرف فرقاً بين غنيّ و فقير, و بينَ يهوديّ ومسيحيّ أو مسلم؛ بين الكافر والمؤمن؛ بين العالم وطالب العلم؛ بين الرئيس والمرؤوس؛ بين آلوزير والعامل في الرواتب!؟
ألحكاية لا تنتهي إلى هنا .. و ليست هذه القصّة ألكونيّة لوحدها الهدف .. كما لا تتعلّق بعرض زهد أو عدالة عليّ (ع) ايضا التي لم تعد مجهولة لأحد تقريباً!؟
بل أصل القصة وآلغاية التي نريد بيانها هي:
أنني قبل فترة نشرتُ هذه القضيّة (كمقالة) على صفحات بعض الكروبات كدعوة للسياسيين و الحكام للأقتداء بنهج و عدالة عليّ(ع)؛ ككروب (التجمع الليبرالي في العراق) و (كروب التجمع الدّيمقراطيّ العراقي) و ما شابهها من هذه التسميات التي لا يعرف أصحابها أصلها و فصلها و غاياتها .. حاثّاً من خلاله - أيّ المنشور - ألسّياسيين و الحكام إلى التنوّر بهذا العظيم الفريد لأجل العدالة والمساواة والحرية لتحقيق السعادة بدل الشقاء الذي يئن منه الناس؛ لكن أ تَدرون ما كانت تعليقاتهم و موقفهم!؟
لقد كانت تعليقاتهم تُؤشر إلى أنّ سياسيّ و مُثقّفي العراق و الأمّة و حتى العالم ناهيك عن الناس العوام .. سيُواجهون كوارث عظمى .. الله وحده أعلم بمجرياتها و مستقبلها لضحالة الأسئلة و ضعف الوعي , و هم يُشيرون إلى أنّ هذا النمط العلوي من الحكم لا يُفيدنا, نحن نريد أن نحصل على الأموال و الرّواتب وأن نفعل ما فعله غيرنا من الحكام بعد صدام و هو ضرب الرواتب و الغنائم حتى من قبل مَنْ أدّعى حتى الأيمان و الدعوة, و لا تهمنا العناوين التي تحكم!
فَأَحدهم(ليبرالي) للعظم قال, مُعلّقاً بإستهزاء على المنشور: ما هي تلك الدّول التي كان يرأسها؟
و حين أشرتُ له عليها؛ إستشكل على واحدة من تلك الدّول بكونها لم تكن من ضمن الدّولة الأسلامية!؟
وآخر قال: إن السودان لم تكن ضمن الأمبراطوريّة الأسلامية لأنّها فتحت زمن ألخليفة عمر وكأن الأمام عليّ كان أوّل خليفة!
و آخر قال إنّ عليّاً قد أخطأ بإعطائه الحرية لمن لا يستحقها, و منهم مَنْ قال؛ [لا نريد حكومة إسلاميّة]!؟
و غيرها من الأعتراضات التافهة الدّالة على عُمق آلجّهل و الفساد في عقولهم .. هذا مع إنّ أصل ألموضوع المطروح و الهدف المقصود .. كان يعني تطبيق العدالة العلويّة وكذلك فحوى وفلسفة الحكم و النزاهة والزهد والأنسانيّة في آلحكومة الأسلامية, إلّا أنّ الأميّة الفكريّة ضربت أطنابها وفَعَلتْ فعلها بعقولهم خصوصاً ألسّياسيين الأكاديميين .. ألمُثقفين جداً جداً!؟
حيث تركوا أصل القضايا و تعلّقوا بآلقشور و السّطحيات جهلاً أو تجاهلاً لتعميق ألجّهل أكثر فأكثر, معتقدين بأن الشهادة لوحدها هي الثقافة! و فوق هذا رفض مسؤولي تلك الصفحات صداقتي معهم لعدم قدرتهم على هضم ما نكتب!
هؤلاء هم كُتّاب و أكاديميّ و مثقفيّ العراق و رواد الدّيمقراطية و الليبرالية و اليساريّة و اليمينيّة و الشماليّة و الجنوبية والدّينية و غيرها من المصطلحات التي يُراد منها إستحمار الناس لسرقتهم؟
فهل للعراق مستقبل مع هذه الأميّة الفكريّة المطرزة بآلشهادات الأكاديمـيـة؟
بل هل للعالم مستقبلٌ وآلناس لا تعرف للآن جذور و أهدف و فلسفة الحكم!؟
ألفيلسوف ألكونيّ
حكمة كونيّة: [لا يُمكِنُكَ أنْ تَغْتَنيّ من آلسّياسة إلّا إذا كُنتَ فاسداً].


ألنّصيحةُ لِمَنْ؟
أكثر آلنّاس لا يَعرفَ الحُبّ و الأحترام وفلسفة القيم خصوصا في هذا الزمن الذي فقد اكثر الناس فيه لقمة الحلال, نتيجةَ آلتربية الفاسدة و آلعُنف وآلجّهل و التظاهر بآلدِّين وآلغرور ألذي ورثهُ من أبويه وعشيرته وقبيلته وحزبه وتعليم النظام الحاكم الذي شارك بإنتخابهِ بنفسه حتى خيّم الظلام على مجتمعه وعلى روحه و قلبه بآلذات, وفوق هذه المصيبة العظمى؛ يأتيك و يُناقشتك على قضايا لا يفهم أبجدياتها نتيجة ذلك الموروث ألجّاهلي ألعفن, رغم أنّك تهبط لمستواه أحياناً و ترغم نفسك بآلصّبر كي ترشده فتصرف عليه بعضاً من أدبك و وقتك الثمين لكن دون جدوى, لذلك فأنّ الحلّ الوحيد مع هؤلاء ألعبيد الجّهلاء المرضى ألذين لا توقفهم عند حدّهم سوى لغة السّوط أو الدّولار؛ هو تركهم, لأنّ ألبيان و آلنّصح لهم كَمَنْ (ينفخُ في قربةٍ مثقوبةٍ), و النّصيحة لِمَنْ ألقى السمع و هو شهيد .. لا من دفن الحق وهو مميت.
ألفيلسوف آلكونيّ