Saturday, February 08, 2020

حين يهان الفيلسوف؟

حين يُهان آلفيلسوف!؟
صدام لم يمت بعد .. ما زالت ثقافته ألسّادية التي تعلّمها في دوائر المخابرات بوساطه عمّه الذي عمل خادما في السفارة البريطانية ببغداد .. سارية في كلّ أرواح و أركان البلاد, و أشباههُ كُثرْ .. كدعبول بأناقته و ربطة عنقه كما "أربطة" كلّ رئيس و مسؤول متحاصص صار مُمثّلّاً للدِّين والوطن و للثوار و الفقراء من الناس في المحافل ..

هكذا يبرز الفاسدون بعد موت ضمائرهم بسبب لقمة الحرام .. و حين يضيق بلادنا بمفكريّه و مثقفيّه و رواد علمه وفيلسوفه الكونيّ الذي وحده يظهر العلم و الحقّ في كل زمان و مكان؛ فلا أمل ولا حلّ سوى تراكم المآسي و الظلامات, خصوصاً عندما نجعل قادة العرب والأحزاب مُنظرين و فرساناً وأبطالاً يصدّرون القرارات التي لا نتيجة من ورائها سوى هدر الأموال و العمر و الحقّ, و إلّأ هل هناك على سبيل المثال؛ مثقفٌ واحد عتب أو تحدّث عن 10 مليار دولار صرفت على العربان لعقد مؤتمر القمة ببغداد رغم إنّي كتبت 12 مقالاً بيّنت العواقب الوخيمة له, و كان ما كان فبمجرّد إنتهاء ذلك المؤتمر و تصريحات الرؤوساء العرب السلبية أخذت المفخّخات و القتل و الأرهاب مداه ..
فعندما تهدر عشرات و مئات المليارات بهذا الشكل و بإتفاق جميع الأحزاب المتحاصصة, فماذا يمكن أن تتوقع عن مصير العراق؟
وعندما نسمح للمجتمع ألأقتصادي الدّولي أن يختار من الحثالة حكاماً ينوبون عن مبدعينا ؛
وعندما يصبح التجسّس  على آلوطن والشرفاء لأجل الغرباء سبقاً وفخراً وثراءاً؛
وعندما نصرف حقوق المُستحقين على الفاسدين والمخربيين و البعثيين بدل المجاهدين في الحقّ؛
وعندما نبيع المبادئ بآلنّقد و بآلآجل؛
وعندما يصبح صدّاماً و دعبولاً و محكاناً و شعلاناً  أمراء و رؤوساء لأدامة الفساد و بإعترافهم؛
وعندما يصبح مَنْ يُمثّل الأمام الحسين(ع) قاتلاً للناس؛
فلا تتوقعوا إلّا ما تشهدون اليوم على كلّ صعيد .. فما زال الصّداميون قادة يتآمرون وآلبعث منهجاً .. ولا يستبدلون.
 بئس  أمة تنام قريرة العين مع نوابها .. بينما دعبولاً و أحزاباً تنتهز و تتربّص لمغانم أكبر لإعتقادهم: بأن أموال الشعب و الامة, هي أموالاً مجهولة المالك, لذلك لا ضرر ولا ضرار في نهبها و نهب كل ما أمكن من ذلك المال الحرام!؟
فحين يستأسد موظف بعثيّ على فيلسوف كونيّ في دائرة أسّسها الفيلسوف نفسه سابقاً؛
و حين يعتبر بعض المُدّعين هذه القضايا الكبيرة و ا لكبيرة جداً مسائل ضيّقة لا تستحق الوقوف عندها لحلها ؛
فأن آلمحن التي مرّت و تراكمت الآن بحيث يصعب حتى التخطيط – ناهيك عن الحل العملي – لحلها بسبب هذا الجهل, وهي
بمجموعها شهادة ذل و نكوص و تجسيد للأنا و التكبر و البعد عن روح الله و روح الأسلام الذي لا يعرفه إلا بعدد الأصابع في العراق.
هي مأساتنا التي ساهم آلجّميع بصناعتها .. كإنعكاس لجذور فكرنا وديننا (الثالث) ألذي شاع, وسنحصد نتائجها عاجلاً أو آجلاً, بآلضبط كما حصدنا مِرارات المواقف ألسلبية السّابقة و هزّاتها التي ستصلنا أكثر فأكثر عندما كنا لا نسمع سوى(آني شعلية), بعد ما فُرض بشكل من الأشكال أعيان الأمّة بظل الأستكبار؛ مسؤوليين على من هم أفضل و أقدم وأعلم و أتقى منهم على كل صعيد!
إنّها آلأمّة نفسها التي صفقت وساندت بآلأمس قاتل (ألعدل) و أبنائه الحسن و آلحسين و و الصدر و الثلة المؤمنة بنهجهم في هذا آلعصر!
 نعم .. هي نفسها التي عبثَتْ وإستأسدت اليوم على العلماء و الفلاسفة الشهداءّ,
و لن تفلح أمّة يتقدّمهما رئيس هزيل أو مسؤول ظالم و فيهم من هو أفضل منه .. بل و يهان بينهم آلفلاسفة؛
لذا فلا تنتظروا غير الذّل و الرّكوع تحت أقدام طغاة الأرض وكما تشهدون تداعيهم عليكم وكأنكم عبيد و خدم.
فآللعن على أمّة فرغت من المثقفين و العلماء و الفلاسفة .. ألّذين أبوا إلّا أن يقولوا كلمة الحقّ رغم مرارته و ألمه و ما يسببه من الغربة و الجوع و آلوحدة!
وحين يُهان ألفيلسوف فعلى الناس السّلام!!
ألفيلسوف الكونيّ

Friday, February 07, 2020

ألبيان ألآخر و آلأخير:

إخوتي آلمُوالين ألذين عددهم أقلّ من القليل .. و هم يعانون وسط الفتنة التي حلّت بالعِراق ألمكسور ألمكثور ألمُجزء لـ 35 مليون جزء, حتى صار مصدر الفساد في العالم:
إخوتي (آلمُواليين للأمام المنتظر عليه السلام عمليّاً) ألّذين لم تُدنّس بطونهم و وجودهم بلقمة الحرام عن طريق ألمحسوبيّة و آلمنسوبيّة و نهب الرّواتب و المخصصات و الحمايات و الصّفقات و التعينات الفاسدة على حساب حقوق الفقراء و المرضى و المظلومين وآلذين لا يملكون غرفة للسكن ولا لقمة خبز كافية ولا ضمانات, إسمعوا:
و إعلموا؛ بأنّ آلعراق على أعتاب إنهيار عظيم و أكثر عمقاً وألماً ممّا كان للآن رغم إنّه من أغنى بلدان العالم!
وإنّ "وطننا "ألمجزء" و "المُمزق" و "ألنازف" ألمُمتلئ بآلمنافقين و آلبعثيين و الأنتهازيين خصوصاً القابعين لدى سيدهم في لندن و الغرب: هو الوطن الوحيد من دون كلّ ألأوطان و البلاد حتى (الكافرة) منها؛ سيُؤذي و سَيُقاوم مشروع صاحب الزمان (ع) و يُعرقل مسيرتهُ الكونيّة التي تخالف مسيرة و سيرة الفاسدين فيه .. و سَيَصرف(ع) جُلّ وقته لتصفية الأمور و أملاك المنافقين فيه من دون سائر البلاد الأخرى آلتي ستُفتح بسهولة .. لكثرة الظلم و تشعّبه على يدّ التابعين الحاكمين (للمنظمة الأقتصاديّة) ألمُدّعين للتديّن ألّذين (يأكلون آلدُّنيا بآلدِّين) و هم يُعمقون بفسادهم "القانونيّ" ألفوارق الطبقيّةّ و الجّوع و آلمرض و القهر و النفاق و نشر آلجّهل و آلثّقافة القشرية و آلأمّيّة الفكريّة التي عمّت العراق خصوصاً ألمساجد و الجّامعات و المراكز العلميّة و الدّينية و الحكوميّة .. حتى تَدَيَّنَ النّاس بدِينٍ آخر بسببهم, أسميتهُ: بـ (آلدِّين ألثالث)!

لهذا قلتُ قبل 10 سنوات عبارة حكيمة .. أكرّرها آليوم للتذكير بمضمونها:

[لا يتوقّف ألعُنف و الأرهاب في العراق و راتب و حماية و مخصصات ألرئيس و الوزير و النائب و المسؤول فيه؛ أضعاف مضاعفة بآلقياس مع راتب الموظف و الحارس و الكادح و المجاهد الحشدي ألمظلوم ألذي يُقاتل و يتعامل بعمره و بدمه في سبيل حرية و إستقلال آلناس و الوطن و أكثرهم لا يملك غرفة للسّكن مقابل بيوت و قصور ألمسؤوليين! لهذا فإنّ إجراء (ألعدالة) و محاسبة الفاسدين هي وحدها تُنهي العُنف و آلأرهاب و آلظلم و إستتباب الأمن بآلمقابل].
ألفيلسوف الكونيّ

Thursday, February 06, 2020

أإخوتي الموالين وسط الفتنة العارمة التي حلّت في العراق:
إعلموا بأنّ وطننا الممزق هو الوحيد من دون كل البلاد حتى الكافرة سيؤذي صاحب الزمان (ع) كثيراً .. و سيصرف جل وقته لتصفية الأمور فيه من دون البلاد الأخرى .. لكثرة الظلم و الفوارق الطبقية و الجوع و المرض و القهر و النفاق, لهذا قلت قبل عشر سنوات عبارة حكيمة و أكررها هنا للتذكير:
[لا يتوقف العنف و الأرهاب في العراق و راتب الرئيس و الوزير و النائب و المسؤول فيه؛ أضعاف مضاعفة بآلقياس مع راتب الموظف و الحارس و الكادح و المجاهد الحشدي الذي يتعامل بعمره و بدمه في سبيل الوطن!
لهذا ألعدالة وحدها تستطيع إنهاء العنف والأرهاب].
ألفيلسوف الكوني

Wednesday, February 05, 2020

ألمنطلق الكونيّ للتغيير الجذريّ


ألمنطلق آلكونيّ للتغيير الجذريّ:


لتشتت الخطاب السياسي و تشرذم المتحاصصين و الاحزاب و ضعف الحكومة و إختلاف رايات المتظاهرين والمتحاصصين أيضا و فقدان أسس العدالة في المؤسسات و الدستور, خصوصاً في مسألة الحقوق و الرواتب و المناصب و غيرها؛ هناك إحتمالٌ كبير لأنهيار العراق, بسبب المزيد من الفساد والفوضى و فرض آلحصار على المثقفين و المفكريين وبآلتالي هدر الأموال و العمر و الزمان, لعدم وجود حاكم حكيم كفوء و نزيه .. يُقرّر الأمور من الأعلى بما يرضي الله وأوليائه, بل بآلعكس إمتناع الحُكّام بسبب تكبرهم على قبول الحقّ و آلنّصيحة, و تصوّرهم بأنهم هم وحدهم يُمثلون الحقّ و العدالة؛ و هذا الوضع سينهي العراق و يُعمّق الظلم, لهذا أرى من الواجب تنبيه الناس و على رأسهم الأخوة المتصدين في الحكومة الجديدة و قادة المتظاهرين للتغيير على حدّ سواء, لتجنب تكرار الفساد و الوقوع في فلك المستكبرين!

أخي محمد علاوي رئيس الوزراء و الدكتور علاء ألوطني ممثل المتظاهرين المحترمين و كل آلأحزاب و المثقفين و المفكرين:
بداية .. إعلموا بأنّ هذا الوضع الذي يعيشه العراق, لا يُمكن أن يتغيير فجأة و بسهولة نحو الأحسن حتى بعد قرنين لا عقدين نتيجة تراكم الفساد, و هذه الحكومات التي كثرت و تتبدل كل يوم كما يُغيير الأنسان ثيابه الوسخة ليرتدي الأنظف منها, ستبقى على وضعها ولا تحدث المعجزات, و آلحلّ ليس في تغيير الشخصيّات التي تمثل الكيانات و كما بيّنت ذلك في أكثر من مقال سابق .. بل في تغيير المنهج و الدستور و النظام ودراسات ألجّدوى, لأنّ الأحزاب و الكتل التي أفضلها تعتقد بأنّ الهدف من السياسة و الحكم هي: المناصب و المال و النهب, لا تعي ولا تؤمن بثقافة إنسانية على الأقل بل تستخدم كافة السبل والعناوين للحكم بغير ما أنزل الله, و ستبقى حاكمة بقوة السلاح و المليشيات و الأموال المليارية التي نهبوها, و السلطة ستكون لهم و بآلدّيمقراطية الفاسدة المستهدفة ألتي دمّرت العالم و جعلته "قرية" تابعة للمنظمة الأقتصادية العالمية التي تتحكم بمنابع الطاقة عن طريق الحكومات التي وصلت للحكم بآلديمقراطية التي أصبحت بمثابة ذرّ الرّماد في عيون الشعب الذي لا يستطيع فعل شيئ لو أرادت يوما ما؛ لأنّ القانون الوضعي سيوقفه على حدّه بكونه هو الذي إنتخب الحاكم و عليه إطاعته, و نسى الجميع بأن الديمقراطية التي لا تمتد من السماء ولا تتحكم بآلأقتصاد بشكل عادل؛ ليست فقط تمثل الدكتاتورية؛ بل وتسبب الظلم و الفساد بشكل قانوني لا يستطيع أحدا من معارضته, ولو تظاهر ضدها فأن الحكومات الديمقراطية تقطع من جيوب الناس عن طريق الضرائب أو تقليل الخدمات لتغطية النقص, يعني خلق مشكلة و حل مشكلة على حساب الناس أنفسهم, و من هنا سمى الأمام الخميني الحكومات الغربية بـ (الحكومات المستكبرة) ..

أمّا جذور السبب الأساسي في كل ذلك الفساد والخراب و الضياع ليس في العراق .. بل في كلّ العالم, فهو؛ بسبب الجّهل و فقدان المعايير الكونيّة .. لأن ثقافة الشعب - الشعوب - و تربيته و دينه و عشائره و نظام الأحزاب ألـ 500 المنتشرة خصوصا ألرئيسية المعروفة منها وكما أشرنا هي السبب في ضياع العراق و نهب ثرواته و زيادة الجهل و الأمية الفكرية فيه لكون الاحزاب لا تمتلك ثقافة إنسانيّة - كونية - عادلة غنيّة, ولا حتى إسلامية عادلة لإنصاف ولهداية الشعب و كما شهدنا ذلك تفصيلا خلال عقدين مرّت فوق العهود الغابرة الماضية و التي لم تحقق سوى الفساد و الظلم!

إن الشعب العراقي .. و على رأسهم الأساتذة و الأعلاميون و الأكاديميون(1) و عموم الناس و كما بيّنا لا يملكون ثقافة إنسانيّة رحمانيّة معتدلة و متواضعة و عادلة تناسب فطرة الأنسان و هدفه في تحقيق فلسفة الوجود ألمجهولة أساسا عندهم, ولا يملكون حتى أيّة فكرة أصيلة لنصرة الأنسانية و العدالة خصوصا عند التطبيق, أستثني فقط طبقة صغيرة ما زالت مهمشة و مظلومة لأنها تمتلك شيئا من تلك الثقافة التي أشرنا لها؛ لكنها مهمشة و ما زالت تعاني بل الكثير منهم لا يمتلكون حتى الجنسية العراقية بعد مصادرتها منهم و ما يملكون من قبل النظام البعثي .. وهم شريحة الكرد الفيليية الذين وحدهم لم يفسدوا للآن و حافظوا على طيبتهم وطيبتهم .. مع تحفظي على الحكم في الواقع العملي .. فآلزمن غداً هو الكاشف لذلك.

نعم الثقافة الأنسانية الكونية و أسس العدالة لا يعرفها آلعراقي بآلكامل .. أكرّر قيم العدالة و موازينها لا يعرفها العراقيون للأسباب التي فصّلناها في (فلسفتنا الكونية), حيث يُفسره كلٌّ بحسب رأيه وسياسة حزبه بما بضمن رواتبهم و نهبهم لأموال الفقراء, بعيدا عن العدالة الكونية العلوية, و هذه هي نقطة الخلاف و الأنطلاق و المؤشر الاهمّ في العملية السياسية التي يجب على الجميع متظاهرين و غير متظاهرين مراعاتها و التركيز عليها و الوقوف عندها, و هي:
1 - إعادة كتابة الدستور الذي لا يحتوى على جذور وفلسفة القيم العادلة و تنظيم المواد ألأساسية بشكل يضمن المساواة و تقدم العراق خصوصا في تنظيم و تحديد الميزانية العظيمة التي يمتلكها العراق, ليعم الخير الجميع بلا جهة أو شخص دون آخر, و هذا الأساس مفقود آلآن تماماً.
2 - تنظيم قانون إنتخابات جديد يضمن ترشيح كل من يرى في نفسه الأهلية و الكفاءة, مع مراعاة و ضبط مصادر الأموال التي تدعم المرشح, لان الأموال و كما شهد الجميع تلعب دورا كبيرا في فوز النواب, ومن هنا يبدأ الظلم بل هو الظلم بعينه.
3 - تشكيل حكومة شعبية بعيدا عن المحاصصة و تقسيم المناصب بين الاحزاب التي أفسدت خصوصا البعثيين الذين يمثلون المنكر في وجود العراق, حيث إعترفت قيادات الاحزاب نفسها بذلك.
4 - محاسبة كل الفاسدين خصوصا قيادات و ممثلي الأحزاب و في مقدمتهم البعثيين و البدو, و تقديمهم لمحاكمة عادلة يتم خلالها سحب و مصادرة جميع الأموال المنقولة و غير المنقولة, لأن جميع الذين إغتنوا بعد 2003م كان بسبب الحرام على حساب جيوب الفقراء.
5 - حذف الكثير من المناصب و المواقع التي أهدرت بسببها أموال العراق كآلوزارات و الرئاسات وآلنواب و المستشارين و حماياتهم.
6 - و آلنقطة الاهم ألتي هي أمّ النقاط أعلاه وأساسها؛ تتلخص بإتباع مبادئ (الفلسفة الكونية) كمعيار للتنظير ولتحديد البنود و القوانين المتعلقة بآلدستور و الحدود و الديات و القوانين العامة و الخاصة بإتجاه تطبيق العدالة المفقودة في العراق, و لا تنسوا إرسال المزيد من اللعنات على صدام و حزب الجهل العبثي البعثي و من تحالف معه لأنهم السبب ألأول في فساد و تشويه فكر و ثقافة العراق والعراقيين.
و إليكم الدليل في فشل التظاهرات و ضياع كلمة الحق من خلال بيانات ممثل المتظاهرين الدكتور علاء الركابي, الذي أشار لبعض الشكليات لا الأساسيات التي ذكرناها في النقاط أعلاه, و الله ناصر المؤمنين.
ألفيلسوف الكونيّ
https://www.youtube.com/watch?time_continue=504&v=JsQNrNyBlU0&feature=emb_logo
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لمعرفة المزيد عن ثقافة الجهل التي حلّت محلّ ثقافة العدل و القيم و التواضع؛ راجع كتابنا الموسوم بـ:
(أسفارٌ في أسرار الوجود) .. للكاتب.


Tuesday, February 04, 2020

الختام:


 ألختام :
(ألأسفارٌ في أسرارِ الوجود) تَكشف و تُؤكّد .. بأنّ سعي آلأنسان مهما كانت عبقريته و مرتبته و قدرته بدون تفعيل (العقل الباطن) و نظريّة (الكَوانتوم)؛ لا يكشف الأسرار الكونيّة ألمعقدة التي ترتكز على الذّرة و تتجسّد عبر آلتناسق الشكليّ و الهندسيّ و الماديّ والفاعليّ و جّماليّة التبادل بين مكوناتها آلدقيقة و غاياتها العظمى التي لا بُدّ من تصورها أولاً ثمّ إحساسها و لمسها و شمّها وإحتضانها بآلقلب و الرّوح, ولا نصل لهذه المرتبة ما لم نعرف آلحبّ, و دوره في تحديد و إيجاد الكون و سيّده الأنسان الذي كرّمه الله تعالى)!؟

و أشرنا كما تعلمون في الجزء الأول؛ إلى وجوب تفعيل العقل الباطن لمعرفة الجمال و التناسق لمعرفة سرّ الأسرار ألمكنون في الجّمال والحُبّ كقرينيين مع قوانين (الذرة) تدلّنا لحقيقة الأنسان و آلكون, يقول (ماكس بلانك) في مقدمة كتابه"أين يتّجه ألعلم": [من أجل معرفة حقيقة عالم ألطبيعة؛ لا يكفي ألمنطق ألجّاف ألمُجرّد, أو بحسب قول (فرانسيس بيكون)؛ (ألعين ألعلميّة ألمجرّدة لا تكفي لخوض غمار ألعلوم و كشفها), بلْ لا بُدّ من إمتلاك ألأحساس ألأنسانيّ لمعرفة أسرارها ألّتي تختبئ خلف آلظواهر ألطبيعية ألخارجية ألتي إنشغل بها آلعلم دون آلنظر لبواطنها, حيث أنّ آلظواهر تختزن في وجودها حقيقةٌ عميقة و أبدية لابدّ لعلم ألفيزياء أخذها بنظر ألأعتبار].

كما إنّ كلام (أليكسيس كارل) ألّذي تفرّد بآلحصول على جائزة (نوبل) مرّتين بآلتوالي في كتابه (آخر دعاء) إشارة بآلعمق إلى أهميّة ألجّمال و طغيانه في آلوجود و دوره آلأعجازي في توطين و إستقرار قلب ألأنسان و دفعه نحو عمل ألخير و ألتّعمق في آلظواهر ألطبيعية؛ و يُضيف: [علينا بعد هذا .. معرفة جمال ألعلم و جمال أنفسنا و نستمع إلى كلام "باسكال" و "ديكارت"].

كما إنّ آخر كلام لـ (ماكس بلاك) كانَ: [مكتوبٌ على رأس باب معبد ألعلم؛ إنّ آلذي يُريد أن يبحر في آلعلوم لا بُد أن يكون مع آلأيمان]!

و يؤكد ألمعلم ألفيلسوف شريعتي تلك آلمقولات ببيان أفصح و أقوم : [إنّني أوصي جميع أصدقائي و طلّابي بأنهم في آلوقت الذي يجب أن يكون كلّ همّهم هو إرتقاء مجتمعنا و وطننا, علينا في الوقت نفسه أنْ نتّخذ رسالة العلم و آلمعرفة كما وضّحها لنا "بيكون" عبر  تأكيده على أهميّة تقوية آلأحساس ألعرفانيّ – يعني العقل الباطن - في وجود ألأنسان], و هذه الأمر لا يتحقق في وطننا ألعربي و آلأسلامي و العالم .. رغم تطلع أبنائهم ألمخلصين و سعيهم؛ ما لم يؤمن المفكرون وعلى رأسهم الفلاسفة بآلأسس الفكريّة و ألعلميّة و التكنولوجيّة لخدمة الناس عبر ألقوانين ألأداريّة و الدستوريّة و القضائيّة بما يتناسب و حركة الناس نحو المعشوق لضمان حقوق آلجميع بظلّ نظام عادل غير طبقاتي يتساوى فيه ألجّميع في الحقوق والواجبات, و لا أعتقد بظهورة و تطبيقه الآن لضمان تلك الحدود و الحقوق ما لم يُفعّل فلسفة النظام ألأسلامي؟
ألفيلسوف الكونيّ/عزيز الخزرجي


ألمدخل :
لكتاب (أسفار في أسرار الوجود):
(ألسعادة و آلأستقرار) أو (آلشقاء و آلإضطراب) ؛ يرجع لطبيعة آلسّلوك ألمُعبّر عن ماهيّة آلفكر آلذي نحمله, و مصدره آلتربيّة وآلتعليم و آلتّقليد و آلأحداث و آلذّات و الأمداد الغيبيّ و الدّين آلذي تأثّرنا به .. طوعاً أو كرهاً؛ بوعي أو بجهل؛ خلال معايشتنا و تجاربنا آلأجتماعيّة وآلسّياسيّة وإنعكاسات الأحداث و ألتربية و ثقافة آلمجتمع , خصوصاً في مرحلة آلطفولة, و الفكر الذي يضمن آلإستقرار ألرّوحي لا يتحقق بآلمال و البنين والسّلطان و آلعِلم؛ فكم سياسيّ و مهندسٍ و طبيبٍ أميّ و فاسد رغم إختصاصه وعلمه!؟

فربّما يعلم أحدنا في مجال إختصاصه /ألأجتماعيّ/ألسّياسيّ/ألأقتصاديّ/ألأداريّ/ألتكنولوجي وغيرها, لكنه يجهل سبب خلقه وفلسفة وجوده و النّهج الأمثل للحياة ورضا المعشوق وأسرار المحبة, لأنّ مبتغاه عرض الحياة الدّنيا لا جوهرها! و (العلم) لا يُقابلهُ (ألجّهل), بل يُقارن بمدى آلمعرفة و المحبة لأجل العدالة, فكم من "عالمٍ" جاهل أصبح ظالماً بسبب "العِلم" ألذي صار حجاباً وأرداهُ في أحضان الفساد, فأهمل أسفاره,  لتعنّته و لمحدوديّة تفكيره في معرفة المعرفة .. وإرتباطها بآلوجود , مُعتقداً بأنّ "علمهُ" المحدود هو آلحقيقة!

لهذا فإن الكثير من ألعلماء يحكمون على أنفسهم بآلسّجن داخل إختصاصه, من حيث أنّ آلعلوم – كل علم لوحده -  لا حدّ و لا حدود له كونيّاً, فكيف الحال لو إرتبط بباقي العلوم؟ لقد تيقّنتُ بأنّني كلّما حاولت التزود بمكنون علم حتى لوحده علمتُ بعد تبحري فيه؛ أنني لا أعلم شيئاً, و كلما حاولت التبحر أكثر زادت الحيرة بإضطراد, و آلسّبب أنّني كلّما حاولتَ فتح باب ؛ إزدادت ألمجاهيل و كثرتْ آلأبواب و آلمسالك و آلأسئلة أمامي لتزداد حيرتي أمام آلأسرار .. فكيف الحال لو أردت معرفة كل الحقيقة بربط إختصاصك مع العلوم الأخر؟

و آلإنسان من حيث ألأبعاد ألإنتربولوجيّة و آلأجتماعية و آلتكوينيّة؛ لا يزال كائن متأزّم و ناقص غير متكامل لإهماله القوى آلكامنة في قدراته ألعقلية الباطنية آلخارقة, لأسباب .. بيّنتها فلسفتنا الكونية التي أعتبرت (ختام الفلسفة) وضمّت (منهج ألأسفار لمعرفة الأسرار).
 
و آلكمال ألمُطلق يحصّل بمعرفة ألّنفس و تزكيته و تغذيته من منبع (آلعشق) ألذي يكشف أسرار الجّمال التي معها تتحقق السعادة وآلأستقرار, بدل التيه و الضلال الذي حلّ بآلناس و بمن يقودهم و أصحاب الجّنة يومئذ خير مستقراً و أحسن مُقيلاً.

و آلذين سعوا لتحديد تعريفٍ دقيقٍ و جامعٍ للجّمال لم يُفلحوا لكونهِ .. كآلفن .. كآلعشق .. كآلأمل .. كآلوجود .. لا تعريف علميّ ذاتيّ محدّد محضّ له؛ بل له وصفٌ عرفيّ مجازي, ولعلّ فقدانه لتعريفٍ مُحدّد يعود لبداهته و صيرورته بذات آلموصوف و بإسباب وجوده, و يعنى عدم وجود آلقبح وآلشر كأصلٍ في الوجود من حيث كون آلمعشوق لم يخلق شيئاً عبثاً أو قبيحاً أو منكراً, و لِشدّة وضوح آلجّمال و بداهته بعيون و قلوب ألعشّاق؛ باتَ من آلصّعب .. بلْ ألمستحيل تحديد تعريف جامع وغنّي له, فاتحاً بذاته سبل التحصيل إلى ما لانهاية.

لهذا فآلجَّمال أمرٌ كونيّ - طبيعيّ لا صناعيّ –  يجب الحفاظ عليه من تأثيرات (آلتكنولوجيا) ألسّلبيّة التي شوّهتهُ و ضيّعتهُ, خصوصاً وقد أستُخدمت في آلحروب و آلتّجسس و آلقتل و قهر آلناس و إنعكاساتها على آلبيئة و تقليص ألغابات و كثرة إستخدام ألأسمدة الكيمياوية للأنتاج ألزراعيّ والحيواني الذي فقد نكهته و طبيعته وفائدته, ليتم تسخير ألعِلم لمنافع طبقة ظالمة سيطرت على منابع الطاقة بآلعالم!

و بعد إنهيار المعنويات و آلمنظومة الأخلاقيّة بسبب ذلك؛ عجز الناس عن الأسفار لمعرفة حقيقة آلحقّ و الجّمال؛ و إلتجؤوا لتزيين ظواهرهم بأنماط وألوان وزخرفة جلودهم لجذب إنتباه و محبة الآخرين لأشباع شهواتهم من خلال ألجّمال ألظاهري للبقاء في الأرض وتحقيق ولو قدر محدود من السّعادة والشهوة , لذلك تركوا آلجّوهر و الأسفار الكونيّة والتي بدونها فقدوا إنسانيّتهم وآدميّتهم و قلوبهم التي هي الأصل لتحقّق (الوحدة بدل الكثرة) و (السّعادة بدل الشقاء), و لتلك الأسباب؛ أعترف بوحدتي لفشليّ في آلأحتفاظ بمن كنت أصادقهم و أحبّهم حتى إنفصلت عنهم, لأنّي لم أرتدي الأقنعة كآلناس, و كنتُ أظنّ بأنّ الصّدق و آلنّقاء الذي حملته بقلبي يكفي!

رحلة المعراج الكونيّ لسيّدنا محمد (ص) مصداقٌ بارز لأسفارنا وقد حيّرتني .. فبعد لقائه (ص) بآلله تعالى في العرش وجهاً لوجه؛ تعجَّبت؛ كيف إنّهُ (ص) ترك ذلكَ الجّمال و هَبَطَ للأرض ثانيةً!؟ لو كنتُ (أنا) و (أعوذ بآلله من الأنا) ما كنتُ  أعود و ما هبطتُ .. و لختمتُ أسفاريّ بآلبقاء ناظراً لجماله, خصوصاً وإنهُ جلّ وعلا لم يُكلّفنيّ بآلنّبوة و لَتخلّصت من كلّ هذا الشقاء و آلعناء و آلغربة!

بكلّ الودّ ؛ بكلّ المحبة و التواضع, أقدّم هذا آلسّفر لعلّكم تُفلحون .. آملاً التزود منه, كلٌّ حسب وسعه لمعرفة أسرار الجّمال وآلحُبّ, للخلود؛

أبداً لن يموت ألذي أحيا قلبه بآلعشق .. إنّهُ مؤكّدٌ بقائنا في هذا آلوجود

ألفيلسوف الكونيّ

Monday, January 27, 2020

الفيلسوف بين السّلطة و الشعب!


ألفيلسوف؛ بين ألسُّلطة و ألشّعب!

مقدمة: فرضنا وجود فيلسوف, لندرتهم حيث لا يُولد في كل قرن سوى واحد أو أثنان, والحال أنّ بلادنا تفتقر لفيلسوف عارف حكيم, لأنّ مصيره عادة لو ظهر: هو آلتنكيل والقتل والحصار والجوع والتشريد و الغربة, لهذا نادراً ما تجد فيلسوفاً لم يُقتل بضربة سكين أو طلق ناري أو حبل مشنقة أو الحصار أو الجوع والغربة, لتتأرجح حياته بين سندان السلطة ومطرقة الشعب!

إنّ طبيعة علاقة الفيلسوف(المُنتج للعلم) إن كان موجوداً بآلمسؤول (الحاكم و آلسياسيّ), من أهم المسائل التي تُحدّد مصير العالم سلباً أو إيجاباً عبر تبنّي آرائه, حيث يتداخل فيها الفكر نظراً لأنّ الفيلسوف بقوانينه و بعكس المسؤول يُ
حلّل من الجذور ليعطي الحلّ الأمثل للواقع والمستقبل بعدما يُفسرهُ بشكل صائب ودقيق لا يتبدل وإمتداد الزمن لأنه ممّن خلق الوجود, لذلك؛ فهو الشّهيد ألشّاهد وحامل الأمانة الكونيّة لبيان الحقّ و فلسفة الحريّة و الأختيار ألذي لوحده يعادل قيمة الوجود, وإذا كانت (السلطة) أو المسؤول والسياسيّ يفتقر للوعي الكافي لأنشغاله الدائم كطبيعة له؛ فإنّهُ ينظر إلى الفكر على أنه خصيمهُ الأوّل ويجعل – أيّ ألسّياسيّ و المسؤول (الحاكم) - هدفه الأوّل .. القضاء على استقلال الفيلسوف و (المفكر) الذي هو تلميذ (الفيلسوف), ويسعى المتسلطون و(السياسيّ) و الحاكم من فوقهم شراء ذمم الصحفيين والنقاد والأدباء, لكن يصعب بل يستحيل شراء ذمم الفلاسفة, لذلك يتعرضون دائماً للبلاء والجوع والقتل والغربة لا محال.

الفكر ألكونيّ ألمستقل هو نتاج الفيلسوف وأحياناً(ألمفكّر ألمستقل), لكنه ليس المناهض للسلطة الحاكمة دوماً, كما لا يصطف في الوقت ذاته بجانبها(السلطة) أو بجانبه (ألسّياسيّ) على حساب المبادئ والقيم والحقيقة لذا فمصيره واضح في الحالتين!

ولطالما صرخ الطغاة: لقد (هزم القلم آلسيف), فإذا ما وقع حدثٌ .. وعَبّرَ عنه المفكّرون كأن يكون تبريراً لا نقداً ومباركةً للخطوات التي تمّت .. لا إشارة الى خطوات لم تتمّ, أو تأييد لما هو موجود, وليس مطالبة بما هو غير موجود؛ تُولّد هنا إرتياحاً لدى القائمين على القرار ألسياسيّ، حتى يصبح جزءاً من فكرنا تزييناً وتجميلاً للسلطة, في حين مهمة (الفيلسوف والمفكر) هي الطرح والنقد الأيجابي البنّاء لا التبرير أوبيان أوجه النقص أو الإشادة بالخطوات التي لم تكتمل .. فإذا ما تحققت الأشياء إنصافاً دعا الفيلسوف لتحقيقها, وهذا هو الضامن لتقدم ورفاه وسعادة المجتمع, أمّا مُجرّد التطبيل لما تحقق؛ فهو تكرار وتحصيل حاصل, فالواقع كما يقال: شاهد على نفسه، والحقيقة مُرّة والأعتراف أمرّ, ومن يتجرّع مرارتها المواطن, يعني عامّة المجتمع، لعدم وجود مشاريع خدمية و علمية ورفاهية و تعليمية وزراعية وصناعية لفقدان دور الفيلسوف.

فبماذا يكون ردّ الفيلسوف أو المفكر المُستقلّ ومليارات الدولارات سرقت ومشاريعها على الأرض لا تحتها توقفت؟!
وما هي نسبة الفساد المالي التي وصل اليها بعض المسؤولين جراء تلك المشاريع الوهمية .. الفضائية  ...؟
مجرد سؤال ونقول أعذروا (الفيلسوف) و(ألمُفكّر) المُستقل, فَقَدَرَهُ آلعيش بين سندان السلطة ومطرقة الشعب الذي يتوق معرفة الحقائق فقط من خلال قلمه الكونيّ العملاق ألصادق وآلأسير في نفس الوقت للأسباب المعروفة التي أشرنا لها
.

وصلنا من خلال هذا العرض ألموجز لعلاقة (الفيلسوف و المفكر و المثقف بآلسّلطة وبآلسياسيّ) و هكذا مع الجماهير تباعاً؛ إلى نقطة مركزية هي بمثابة إنعطافة كبيرة في حياة الشعب و الأمة وحتى البشريّة, و هي؛ دور وأهمية المثقف و المفكر ناهيك عن الفيلسوف أو آلعارف الحكيم(1), الذي شئنا أم أبينا يتحمل لوحده مسؤولية قيادة الفكر وإنتاج العلم لسعادة الناس بشرط واحد أساسي هو إنصياع السّياسيّ والحاكم لبياناته و فكره, كي يتحقق الهدف من الخلق و آلوجود في المجتمع.

لذلك ننادي كل المجتمعات و الحكومات بضرورة فتح أبوابها للفيلسوف والمفكر و آلمثقف المُبدع، بأن تُفرّد له المساحات الأدارية و الإعلامية و المالية .. كي يوصل صوت الحقيقة للآخرين تمهيداً للتطبيقات العملية لتحقيق ألسّعادة المنشودة بدل الشقاء الدائم، كما نطالب المفكر والمثقف سواء كان قارئا أو كاتبا أو إعلامياً؛ تعميق دوره المؤثر من خلال التالي:

1- أن يكون إيجابياً في تفكيره ومواقفه، ساعياً إلى نشر ثقافة المحبة بدل الكراهية؛ و التوحد بدل التّكثّر؛ و التفاؤل بدل اليأس؛ و الإنتاج بدل الركون؛ و الأمل بدل التباكي على الماضي, و سبق و بيان الأحداث قبل وقوعها.
2- تأسيس المنتديات الفكرية, أينما كان و مهما كان حتى لو كان مجلساً صغيراً و لساعة في الأسبوع, لتبادل الأفكار والأطلاع على آخر المستجدات مع دراسة الحلول و النظريات المطروحة من الفيلسوف.
3- إمتلاك حصانة فكرية قويّة، تحميه من سلطة السياسيّ ومن آلثقافات ألدخيلة، بحيث يكون قادرا على إنتاج فكر علميّ مستقل مستنبط من الفلسفة الكونيّة، ساعيا إلى التحليل الواقعي السليم مع الحلول.
4- أن يكون أمينا في طرح المعلومة متجرداً من أيّ حزبية أو طائفية أو عشائرية أو مصلحة شخصيّة، كل ما يحركه هو الإخلاص و الانتصار للإنسانية و العدالة لمجتمعه، والرغبة في تغيير واقعه للأفضل حتى نيل السعادة على كل صعيد.
5- أن لا ينبهر أو ينساق وراء التهويل الذي قد يجري لبعض القضايا، والتعامل مع الأحداث بعلمية و بمنهج السنن التأريخية السماوية، وآلسعي إلى تحري الحقيقة أينما كانت، لأنه مؤتمن كونيّ لإيصالها إلى آلآخرين بدقة وأمانة.
6- طرح القضايا الحقيقية التي تلامس أوجاع الأمة و من الجذور، وإحداث التغيير في عقلية المتلقي، وتحذيره من السير وراء القضايا الشكلية وآلأثارات الإعلامية، وتغييب العقل العربيّ والاسلامي وراء اهتمامات تصيبه بالخدر والتبلد.
7- قراءة التاريخ قراءة صائبة تحليلية، فالتاريخ كما يقولون كل شيئ و يعيد نفسه، حتى يستطيع إستشفاف الوقائع التاريخية لأستنباط القوانين المناسبة لروح العصر.
8- أن يمسك المفكر و المثقف وآلمبلغ زمام المبادرة في توعية المجتمع، من بث روح الحماسة والتفاعل مع القضايا، بمعنى أن يحمل همّ الله المعشوق في قلبه فيتحدث عنه أينما سار، ويبرز قضيته بالطريقة المعبرة والمؤثرة حسب مجاله الذي يعمل به، فكرياً كان أو خدمياً أو أدبياً أو إعلامياً أو صناعياً وزراعياً، ويتواجد في المنتديات، يحاضر، ينقد ويشارك، فإنه مطالب بهذا الدور أمام الله وأمام أمته و أمام الفيلسوف الكونيّ، و هذا هو الضامن لتحقق فلسفة الخلق و الوجود بمعرفة السرّ.
عزيز الخزرجي/فيلسوف كونيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ما بين شكوى المُفكر و المثقف وما يقابلها لدينا حقيقة ثابتة على ارض الواقع وهي تعطيل هذه الشريحة المهمة عن القيام بمهامها وتبوء موقعها الريادي في داخل مجتمعاتها سواء كان ذلك ناتج عن غيابها او تغييبها , ولكن بقدر ما تمثله هذه النتيجة من حقيقة في الواقع العملي الا انها وفي بعض جوانبها تحتاج الى بيان وتوضيح لكشف بعض الملابسات غير الواقعية التي احاطت بها سواء كانت من جانب المثقف او المجتمع أو الحاكم على حدٍّ سواء.

Thursday, January 23, 2020

 رسائل ضد المحتل؛ والله يستر من الجايات:
ألأولى من السيد ألمجاهد مقتدى الصدر الذي دعا لتظاهرة مليونية بعد يوم غد تشمل ساحة التحرير و السنك والمناطق المحيطة بها, تندد بآلمحتل و في نفس الوقت تحترم المتظاهرين المطالبين بالتغيير للأحسن منذ 4 أشهر حيث قدموا أكثر من 600 شهيد مع عشرات الآلاف من الجرحى و المعوقين, حيث قدّموا شروطا ضمت 20 نقطة بعضها تناقض الحقيقة كشرط لأنهاء المظاهرات, حيث إفتقدت تلك الشروط أهم مسألة و هي إهمال فساد رئاسة الجمهورية التي سهلت عشرات العقود بإسم الحكومة المركزية عن طريق وزارة المالية لصالح كردستان, بجانب وجود 3 ألوية حماية رئاسية على حساب خزينة المركز.

الرسالة الثانية؛ هي دعوة الحشد للخروج بمظاهرة مليونية أيضا يوم غد الجمعة تطالب بإخراج المحتل أيضا, و في نفس الوقت إنهاء المظاهرات التشرينية التي وصفوها بتظاهرات العهر و الفساد و الجوكر و أولاد الرفيقات, بينما نرى موقفا مناقضا من الصدر قبال مظاهري تشرين, حيث دعى لحمايتهم و عدم مسهم بأي كلام معبرا عن ذلك بقوله: [ليس منا من يعتدي على ثوار تشرين], و من هنا قد يؤدي هذا الموقف إلى خلق صدامات و أعمال عنف بين المتظاهرين, في حال حدوث أعمال شغب و تحد و عنف على أعتابها!؟

و بينما الأستعدادات جارية لتلك التظاهرة الخطيرة بنظري؛ فأن الحرس الثوري الأيراني قد أعلن عن مقتل 50 عسكريا أمريكياً في الخليج إثر هجوم مباغت من قبل القوات البحرية الأيرانية, إعتبرتها الخطوة الثانية للأنتقام من دم الشهدين أبو مهدي المهندس و الجنزال قاسم سليماني, كمقدمات للضربة القاضية القادمة ضد القوات الامريكية في المنطقة.

و بين هذه الأحداث الخطيرة؛ تلوح في الأفق عواقب وخيمة ستسقط بضلالها على أرض العراق و العراقيين المساكين الذين لم يعرفوا للراحة معنى منذ مجيئ البعث للحكم وإلى يومنا هذا, و الله يستر من الجايات.

Sunday, January 19, 2020

هل في الوجود مخلوق بغير المالك؟


هل في الوجود مخلوق بغير آلمالك؟
مقال هام للغاية, ككل المقالات التي نشرت .. والعبرة لمن إعتبر بها, فهذه هي ألأيام تمضي و كلنا نقترب لحظة بعد أخرى من القيامة, ولا يفلح يومها إلا الذي طهرت لقمته في الدنيا بكدّ يده و عصارة فكره العلميّ النافع ألمنتج المبدع(1), و تبقى اللقمة الأطهر تلك التي يزرعها الفلاح بلا منازع من بين كل السبل, لعدم وجود وسائط وتحليلات و "دلّالين" سوى يداه الكريمتان وأرض الله الطاهرة, يقابله أفسد الناس المشبوهي النطفة, أؤلئك الذين إغتنوا من وراء السياسة من أموال الدولة, لكونها أموال الفقراء, بحسب رأي الأمام عليّ(ع) و الفقهاء العدول من بعده.

و إليكم آخر الآراء بهذا الشأن حسب رأي المراجع بما فيهم السيد السيستاني دام ظله لكونه أحد الفقهاء العشرة الذين كذبوا دعوة (أموال مجهولة المالك), ويكفي كدليل المحكمة التي أقيمت على (اليهودي) الذي سرق قطعة سلاح من بيت المال بعد شكاية الخليفة عليّ(ع) منه ثمّ توزيعه لأموال بيت المال على الجميع بمن فيهم نفسه كخليفة بآلتساوي مع جميع الناس؛يهود؛مسيحيّن؛مسلمين؛ كفار.
و إسمحوا لي بطرح سؤآل هام قبل الأسئلة واجوبتها, لتعلقه بصلب الموضوع, و هو:
معظم الأجوبة ومحورها أشارت لوجوب الرجوع إلى آلمسؤول على الأموال و الأملاك ضمن الحكومة القائمة و العمل بحسب القانون, لكنه – أيّ السيد السيستاني - لم يُوضّح ماهية تلك القانون و وجه الشرعيّة وسبب مراعاتها و تطبيقها!؟
هل هي إسلامية؟
هل هي إنسانيّة ؟
هل هي عادلة و تحقق محو الطبقية على الأقل أم تزيدها؟
و بآلتالي ؛ هل هي قوانين مستنبطة من روح الأسلام, أم تستند على ما شرعته آلقوانين الرّومانية و الفرنسيّة و الأيطاليّة بحسب ظروفهم الخاصة و في مقطع زماني خاص تناسب مصالح الفودآلية و الملوكية والأقطاعية و البرجوازية!؟
بل أساساً ؛ هل يُوجد شـيئ في هذا الوجود مجهول المالك؟
أم إنّ كل مخلوق له مالك يتحكم به شكلا ومضمونا وغايةً؟

بعد هذا؛ من هو هذا الذي فسرّ و يفسر القوانين و يطبقها؟
هل هو إنسان عادل ومنصف ونزيه ويؤمن بأصل الوجود؟
هل هناك غير المرجعية التي تدعيّ نهج أطهر من عرف الناس على الأرض!؟
تلك الأسئلة المصيرية التي تتعلق بأصل العدالة و إجرائها للأسف لم يتم توضيحها للآن ولا يعرفها "العلماء و المثقفين و المفكرين"؟

هذا مع العلم إنّ نظرية مجهول المالك (عدم ملكية الدولة) من المباني الفقهية عند الشيعة, فالمال العام , مجهول المالك وليس له صاحبا, وشرعية التصرف به من خلال المرجع الجامع للشرائط, هذا المبنى استغل ابشع استغلال واصبح نافذة لتكريس الفساد والنهب والسلب للاموال العامة بطرية التحايل , فآلحاكمين الفاسدين يغطون فسادهم تحت ظله, فمثلا اذا سرق احدهم, أو لنقل استولى احد على سلعة من مكان حكومي ( ليس مملوكة لشخص اخر) فيجوز تملكها بارسال نصف أو ربع قيمتها للحاكم الشرعي, اذا كان مَنْ اخذها غنيا, وان كان فقيرا فيكتفي بتخميسها, هذا ما يفتي به بعض الفقهاء, لكن الأمام الفيلسفو الصدر و الأمام الخميني و السيد السيستاني و الحائري و محمود الهاشمي و السيد الخامنئي وغيرهم ليسوا منهم.

ونفس الحال بالنسبة للبنك الحكومي على عكس - رأي الأمام الفيلسوف و السيد السيستاني و غيرهما - فاذا تمكن المقترض التحايل او التهرب من تسديد المال المستلف وفوائده , فلا اشكال شرعي يترتب عليه لان ملكية الدولة ومصارفها تعود لشخص مجهول المالك, ومن هنا يبدء البلاء !!! فقد استغلت هذه النظرية من قبل فاسدين لتحويل ملكية عقارات الدولة باسماءهم , اما تزويرا وتحايلا او لقاء ثمن زهيد , ولا تستغربون ان هؤلاء اللصوص يعتبرون أَنفسهم متفضّلينَ على الحكومة لانّهم يحمون مالها المجهول في جيوبهم واملاكها في اسماءهم !

وعليه فان هذه الإعتقاد الخاطئ كرّس وعزّز مكانة شخصيات و أحزاب فاسدة امتهنت السلب والنهب و الظلم وشرعنتها بفتوى حزبية أو دينية أو علمانية بغطاء الولاية الكاذبة ... لقد اصبحت (نظرية مجهول المالك) في الفكر الإسلامي(ألشيعي) بؤرة للفساد وماخذاً سلبياً ومكاناً للطعن و هضم حقوق الأمة, كما هو الحال في نظرية تصويب راي الحاكم الظالم واطاعة امره في الفكر السني!

إن المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) قد أبطل نظرية مجهول المالك في التطبيق العملي لتعزيز و تطبيق العدالة.
أما التطبيق فهذا مرتبط بالناس ويختلف من شخص لاخر , وعليه فالمكلفين بتقليد السيد السيستاني والذين يرون انفسهم في ذمة المرجعية دينيا لا سياسيا كما يسوق اصحاب الغرض السيء , هم من يطبقون رايها ان لم يكن جميعهم فاغلبهم وحتى على مستوى تسديد فاتورة الكهرباء والماء .

الأسئلة واجوبتها لسماحته دام ظله:
س | اني مواطن لا املك قطعة ارض سكنيّة ولدي عائلة واطفال اسكن حالياً في بيت مع اهلي قديم قمت بالتجاوز علي قطعة ارض فارغة عائدة للدولة ما حكم عملي ؟!
الجواب| سماحة السيد لا يجيز إحياء الأرض إلا بإذن الجهات المسؤولة ذات الصلاحية.
......................
! س | هل يجوز التصرف في ممتلكات الدوائر الحكومية ؟
الجواب | لا يجوز التصرف في ممتلكات الدولة الا باذن الجهة المسؤولة عن ذلك بحسب القانون
…………….
س | والدي اشتري سيارة مسروقة تابعة للجيش العراقي السابق بمبلغ مقداره مليون وستمائة الف دينار فما هو رأيكم؟
الجواب | لا يجوز ويجب ردها الي الجهة المسروقة منه
..................
! س | ما حكم سرقة اموال الدولة التي لا تحكم بالشريعة الاسلامية ولا تعطي الشعب حقه؟
الجواب| لايجوز
.............
س | ما هو رأي سماحة السيد ( دام ظله ) في العوائل التي تسكن حاليا في بناية تابعة للحرس الجمهوري السابق؟
الجواب | لا يجوز من دون إذن الجهة المسؤولة عن ذلك
............
س | هل يجوز الاستفادة من الاجهزة التي بذمتي والعائدة الى الدولة لاغراض شخصية مع عدم الاضرار بها ؟!
الجواب: لا يجوز.
...............
السؤال: س| يقوم بعض أئمة المساجد ببيع ما تجمع لديهم من المسروقات من الدوائر الحكومية ويدعون ان لديهم الاجازة في ذلك من قبل الحوزة العلمية فهل اذن سماحة السيد في بيعها؟
الجواب| لم يأذن مدّ ظله في ذلك ، بل لابدّ من حفظ ما يتسنى حفظه وارجاعه إلى الجهة ذات الصلاحية في الوقت المناسب
..........
س| بعد سقوط النظام الظالم حصلت على بعض الحاجيات مثل الطابعة من أحد الدوائر القمعية والآن هي موجودة عندي فما هو حكمها ؟
الجواب| عليك ارجاعها إلى محلّها او إلى مؤسسة خدمية من مؤسسات الدولة العامة للانتفاع بها فيها بشرط الوثوق ببقائه
..........
س| ما هو حكم الأموال مجهولة الملكية , وهل هناك اذن من سماحتكم بالأخذ منها؟
الجواب | لا اذن بذلك.
……..
س| اني مواطن عراقي لدي ارتباطات تجارية مع الحكومة السابقة وبقيت اطلب الحكومة مبلغ قدره ١٠٠.٠٠٠ دولار بعض منها بوصولات والبعض الآخر بدون وصولات وبحوزتي سيارة عائدة إلى الدولة فهل يجوز لي الاستيلاء عليها لإرجاع حقوقي؟
الجواب | لا إذن من قبل سماحة السيد – مدّ ظله – بالمقاصّة من أموال الدولة في الوقت الحاضر بل لابدّ من إثبات الحق والمطالبة به من الحكومة.
............
س | هل يجوز شراء الأغراض المسروقة من ممتلكات الدولة من السوق وتخمس لوجود الحاجة الماسة إليها ؟ فكيف إذا اختلط المسروق مع غير المسروق ؟
الجواب | لا يجوز التعامل بالمسروق مطلقاً وأما إذا اختلط المال فلا يجب الاجتناب عنه إلاّ إذا عُلِم أن هذا الشيء بعينه مسروقاً فيجتنبه
............
س| يقوم بعض الناس باستخدام بعض الممتلكات المسروقة من الدوائر الحكومية كمولدات الكهربائية والسيارات في اطار الخدمة العامة فهل يجوز لهم التصدي لذلك تصرف شخصي ؟
الجواب| لايجوز.
.............
س| هناك الكثير من الأشخاص الذين دفعوا مبـالغ تسـمى بـ ( البدل النقدي ) في زمن النظام المخلوع للخلاص من ظلم ما يسمى بقانون العسكرية والخدمة الإلزامي . فهل يجوز لهم الآن الأخذ من دوائر الدولة سلع او مبالغ بقدر الأموال التي دفعوها للبدل المجبرين عليه ؟
الجواب| لا يجوز لهم ذلك.
............
س| هل تأذنون لنا بالانتفاع والتصرف ببعض الامور في الجهات التي تعتبر مجهولة المالك كاستخدام الهاتف وتصوير المستندات وغيرها؟
الجواب| لانأذن بالتصرف في اموال الحكومة في الدول الاسلامية بغير الطرق القانونية باي نحو من الانحاء.
...........
س| سال شخص يقول عندي صديق كهربائي فقلت له في يوم اطلب منك ان تسحب لي خطاً كهربائياً من الخارج اي من الرئيسي العامي الذي هو في الازقة ففعل لي ذلك هل يجوز هذا ام انه سرقة وماذا افعل للتيار الذي سحبته؟
الجواب| لا نجيز الاستفادة من المشاريع الحكومية الا بالطرق القانونية
………..
س| هل يجوز وقف عدّاد الكهرباء ، أو الماء ، أو الغاز ، أو التلاعب به في الدول غير الإسلامية؟
الجواب| لا يجوزذلك.
……………
س| اشتريت سلاح من أحد الأشخاص فتبين أن السلاح قد أستلمه من النظام السابق و قد إشتريته منه لغرض الحفاظ عن النفس فما حكم شراء هذا السلاح؟
الجواب| لايجوز ويجب ارجاعه الي الجهات المعنية بذل.
..............
س|شخص سحب كهرباء من عمود الكهرباء الذي بجانب منزله فما حكمه ؟
الجواب: لا يجوزعمله وهو ضامن للقيمة.

أخيرا السيد السيستاني مع فقدان أصل الأصول أو ملحقاته في فتاواه بهذا الشأن؛ يعتبر ثالث فقيه بعد الأمام الراحل و الفقيه الفيلسوف بعد الغيبة الكبرى ينسف بشكل عام مقولة (أموال مجهولة المالك), ولو (أضفنا السيد السبزواري و غيره من المتقدمين الذين قالوا بأن للمرجع الجامع ما للأمام المعصوم)؛ فإن السيد السيستاني يكون العاشر من بعدهم لمنع سرقة المال العام من قبل ألأحزاب المتلبسة بآلأسلام وآلدّعوة والوطنية, لكن علّة المشكلة هي إنّهم لم يُبيّنوا للناس تفاصيل وكيفية الحقوق المهضومة والحدود الشرعية وآلدّيات المتعلقة والمترتبة عليها لفساد القوانين الوضعية التي إستتُغلّت لتحقيق أهدافهم.
فبعد كل الذي جرى ويجري على الشعوب من مصائب داخلية وخارجية؛ أرى الوقت قد حان للجميع خصوصا الحاكمين والشعب لفهم تلك الحقائق الكبرى وفلسفة القانون من قبل المتشرعين, لأنها تتعلق بمصيرهم و سعادتهم في الدنيا والآخرة, وإن تركها سيؤدي لتنمر الظالمين ونهب ألمزيد من أموال الناس ونشر الفساد ليزداد الظلم والحرب والأضطهاد وسيطرة الفاسدين في (المنظمة الأقتصادية العالمية) على منابع القدرة بواسطة الحكومات لإفقاركم وإضعافكم ليسهل تركيعكم للظالمين الـمهيمنيين على 255 شعباً في العالم!؟
حكمة كونية:
[لايوجد مخلوق بلا مالك خالق وكّلِ الولي الجامع للشرائط بآلتصرف به طبقا للعلل ألأربعة(2) لوجودها لتحقيق العدالة والمساواة والحرية] ألفيلسوف الكوني
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحسب معايير "الفلسفة الكونية"؛ لا قيمة للمؤلفات والكتب والمقالات والدراسات ولا أكثر الرسائل الجامعية - ناهيك عن الأخبار - التي لا إبداع ولا جديد فيها تخدم الناس بفتح آفاق المعرفة و العلم أمامهم لزيادة و تحسين الأنتاج على كلّ صعيد, خصوصا في جامعاتنا التي إصيبت بآلتراكم والفساد بآللهوث وراء الشهادة فسبّبت التبعية تماماً.
(2) راجع العلل الأربعة للخلق في (الفلسفة الكونية), وقد وردت في سلسلة؛ (فلسفة الفلسفة الكونية) و (أسفار في أسرار الوجود) و في مقالات متفرقة.

Saturday, January 18, 2020


كيف تُصانع وجه الله؟
ألقلة المحدودة جدّاً ربما لا يتجاوزون عدد الأصابع في العراق يعرفون روح الأسلام الحقيقيّ و فلسفة الوجود!
ذلك أنّ ألأسلام الحقيقي ليس الصّوم و الصّلاة و الحج و دفع الخمس والزكاة و كما يتصوّره خصوصاً السّنة و معظم الشيعة .. إنّما هو تجسيد (الولاية) التي تُوصِل الناس عملياً بآلله من خلال كافة الأصعدة في المجتمع الأسلاميّ خصوصاً الأقتصادية و التربوية و السياسية و غيرها, و للرأس – المُمثّل للولاية - دورٌ كبيرٌ في تفعيل ذلك, تلك الولاية تجسدت فقط و كما شهدتها في موقف الفيلسوف السيد (محمد باقر الصدر) المظلوم من السيد الخوئي(رحمه) .. و تباعاً بموقف السيد (محمد حسين فضل الله) من السيد السيستاني حفظهم الله وهكذا كلّ من سار على نهجهم من آل الصدر, بإستثناء مَنْ توزّر ردائه وإدّعى بأنه يُمثل قيادتهم حيث كانوا أوّل الخائنين لنهجه للأسف.

فآلسيد الصدر الأوّل تنازل  حتى عن مرجعيته للسيد الخوئي كي يُوجّه - يسحب البساط من تحت أقدام آية الله العظمى كاشف الغطاء البعثي - ضربة مؤلمة له تسبب خسارته في كسب المرجعية(1), لهذا خطط و طلابه لنصرة السيد الخؤئي و تضييق الخناق على آلسيد(على كاشف الغطاء) الذي كان مدعوماً و مرشحاً من قبل الدولة الصدامية لإستلام قيادة المرجعية في النجف بعد رحيل السيد محسن الحكيم (رحمه) وبآلتالي أخراجها حتى من يد أصحاب آلنهج التقليدي الذي لم يكن هو الآخر فاعلاً كثيراً, لكنه - أي الصدر الأول – قد وازن الأمور وقدّم مصلحة الأسلام على مصلحته مضحياً بوجوده من أجل إنتخاب السيد الخوئي الذي كان المنازع الوحيد أمامه, رغم إختلاف نهجه مع نهج السيد الصدر الأول الذي كانت الأصابع تتجه لفوزه بقوة بعد شيوع صيته وسط المثقفين بعد وفاة السيد محسن الحكيم رحمه الله عليه الذي كان قد أعدّه هو الآخر لهذه المهمة بشواهد و قرائن كثيرة أوردناها في بحوثنا العديدة(2) .. و هكذا فعل السيد فضل الله حين أوعز لمقلديه بإتباع نهج السيد السيستاني بشأن العراق رغم مكانته العلمية(3).

هكذا هم العظماء .. لا يرون مصلحة شخصيّة في كدحهم لله, ولا يعرفون للتكبّر (النفس) دوراً في قراراتهم, لأنهم يُصانعون وجهاً واحدا هو وجه الله تعالى غير آبهين بآلمال و المنصب و السمعة ومصير ألأبناء و أموال العائلة حتى لو ماتوا جوعاً و غربة و قهراً, فقد كرّر الصدر موقفه الكوني هذا بعد إنتصار الثورة, حيث أعلن إستعداده ليكون خادماً و ممثلا صغيراً عن الولاية في أية قرية نائية بإيران.

بكلام واحد: هي مدرسة اهل البيت(ع) الحقيقية لا الظاهرية السائدة و المنتشرة في العراق و في النجف حصراً, و قد سبقهم في تطبيقها إمامهم أمير المؤمنين عليّ(ع) يوم تنازل عن حقّهِ الكونيّ لمجموعة لم تكن بمستواه, لكن مصلحة الأسلام تطلبت ذلك و لوجه الله فعل و أثار على نفسه بتحمل الآذى و المآسي و الجوع و حتى الذلة لحفظ بيضة الأسلام بآلمقابل.

و السؤآل الكبير هنا, هو : كم من العراقيين المفكريين ألمبدئيين - لا نقصد القوميين أو الوطنيين أو العشائريين لأن مستواهم معروف - يعرفون و يطبقون تلك الحقيقة العظمى لروح الأسلام التي هي روح كل الرسالات السماوية حتى اللحظة!؟
لا و الله لا أحد - سوى 1أو 2 أو 3 ربما يعرف تلك الحقائق الكونيّة, و آلدّليل إنّ أفضل مجاهد عراقيّ إلّا ما ندر .. يبيع تلك المبادئ الكونيّة بألف دولار .. أكرّر ألف دولار فقط بتغيير حزبه ومبدأه من هذا الحزب لذاك الحزب, لهذا لا أمل في مستقبل العراق مع هذا الجّهل و(الأنا) المخيم على قلوب الناس؛ سوى ظهور الأمام الحجة(ع) مع المعجزات الدامغة.
الفيلسوف الكوني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع مباحثنا في : [ألشهيد الصدر؛ فقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة] و غيره, حيث دعمه النظام البعثي بآلأموال و الأعلام.
(2) تفاصيل المسألة بآلأضافة إلى شهادتنا المباشرة, قد شهد عليها أيضا تلميذه الألمع ألمرحوم آية الله السيد محمود الهاشمي.
(3) قال مفسر القرآن؛ (محمد جواد مغنية): [كلّ من غادر النجف قد خسرها, إلّأ محمد حسين فضل الله فقد خسرتهُ النجفٍ].



Sunday, January 12, 2020

لقد قلتها بوضوح قبل 3 أشهر و أكررها

لقد قُلتها بوضوح قبل 3 أشهر و أكرّرها:
لا خيار إلا بإعادة السيد عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومــة فهو الأنسب حالياً للعراق.
مع بدء ثورة الفقراء  قبل 3 أشهر .. وقبل إستقالة حكومة رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي؛ رجوته وأصررت على أنْ يتأنى و لا يُقدم إستقالته, و إن إضطر بسبب الضغوط و تفاقم حدّة التظاهرات وتشابك الأمور مستقبلاً؛ فعليه ألأشتراط على الجّميع خصوصا السيد رئيس الجمهوريّة و كذا رئيس البرلمان بتقديم إستقالتهما كشرط لتقديم إستقالته بعدهما!

لأن المؤآمرة المرسومة و التي شارك فيها بفاعلية الجوكر الأمريكي الذي دس نفسه وسط مظاهرات الفقراء و كما بينتُ وقتها في مقالين و بحسب ما بدى لي كان هدفهم الوحيد؛ توجيه ضربة قاصمة للشيعة, مستغلين المواقف المخزية لقادتهم وفساد مَنْ مثلهم بعد 2003 م, بهدف أخذ الحكم منهم للأبد و طوي صفحة الشيعة و كما كانوا من قبل لعدم وجود مُتقّ صالح بينهم لم يأكل الحرام و كما شهد الناس جميعأً, لقد كان طلبي الوحيد و كما بيّنته أعلاه ومنذ الأيام الأولى لبدء التظاهرات هو صمود عبد المهدي و مجابهة تلك المؤآمرة التي إستغلت مظاهرات الفقراء, و كنت أراها بوضوح كالشمس من دون الجميع خصوصا الأعلاميين و السياسيين, بل بعضهم من رؤوساء التحرير و المواقع لم ينشروا حتى تلك المقالات بسبب الحقد و الجّهل والحقد الذي أعمى بصرهم و بصيرتهم للأسف, و الأجمل ان هؤلاء الأعلاميين المانعين .. أنفسهم عادوا وآمنوا بما كتبت ولكن بعد أكثر من شهرين حيث نشروا وكرّروا بلا خجل أو حياء نفس مضمون مقالاتي بشأن بقاء الحكومة, فهل لهذا تفسير سوى (المسخ) نتيجة لقمة الحرام!

لقد كتبت أكثر من مقال وقتها بشأن منع و تحذير السيد السيد عبد المهدي من الأستقالة, و كرّرت طلبي الشخصي أيضا و بشكل مباشر منه, لكن لا أدري كيف لم يعوا عظمة عواقب تلك الكارثة و المؤآمرة التي بدت حقيقتها أخيراً بعد مرور 3 أشهر فعادت الأصوات تتعالى بوجوب إعادة السيد رئيس الوزراء للحكم لعدم وجود بديل أفضل و أثقف منه في أوساط السياسيين خصوصا الحزبين المؤتلفين ألذين أثبتوا و لجانهم الأعلامية و السياسية عملياً أمّيتهم الفكريّة, لكن تلك الدعوات جاءت بعد فوات الآوان و خراب البلاد و العباد و بعد ما نزل الفأس بآلرأس وسال الدم العراقي رخيصا في كل شوارع مدن العراق و قدمت الأطراف عشرات ألآلاف من الضحايا و القتلى و الجرحى و المعوقين و أضعاف هذا العدد من الخسائر و التدمير في الممتلكات و ذهاب الفرص والعمر الذي هو الأغلى ولم يلتف سياسيّ لذلك بسبب إختلاط الأمور وشيوع الأمية الفكرية ولقمة الحرام التي منعتهم من دراسة و وعي (الفلسفة الكونية).

وفي هذا الوسط المؤلم الدامي أكرر ندائي من جديد وإن تأخرنا؛ للمطالبة بإعادة تكليف أشرف وأشجع رئيس وزراء حَكَمَ العراق بأمانة وإخلاص وبجدارة قلّ نظيره و يكفي إتفاقية الصّين وحدها كشهادة لمواقفه الوطنية التي وحدها خدمت العراق بعد 2003م!
الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي