Sunday, May 16, 2021

وَ هَدَأَتِ آلأقلام و آلمَنابر ليستمرّ آلظّلم :
ألتأريخ
؛ الدِّين؛ الفكر؛ الأحداث, و حتى القيم باتت موسمية في تعامل الناس معها و كأنّها ذكريات تلد و تموت تتم إحيائها ساعة أو يوماً أو يومان و كفى؛ بمعنى فقدنا العبرة و آلمناهج و المنعطفات الحيّة التي تكتنفها لتحديد مصيرنا بسبب ذلك التعامل الشكليّ المحدود مع العقيدة, بينما المطلوب هو ملازمتها لحياتنا على الدوام كنهج لأدامة المسير نحو الهدف المنشود و المفقود وسط البشريّة!

 ألكلّ يلهث و ينتهز فرصة ليحصل على قوت يومه و راتب شهري كيفما كان ليديم حياة ذليلة لفقدان معنى الحياة التي باتت روتينية حتى بين أصحاب الأقلام و الفكر و الموقف, و أتقاهم و أشهرهم بحسب الظاهر في الأعلام و أبرزهم على المدى تراه قد يكتب مقالاً أو رواية عن رئيسه و صديقه أو عن حمورابي أو نبوخذنصر أو لويس السادس عشر عند المواسم طبعاً .. هذا بغض النظر عن محتواه و مضمونه و مقصده وأهدافه التي لا تتعدى شهواتهم و قمة كروشهم أو أرنبة أنوفهم أو سطح دارهم, و هكذا كان تعامل الناس بمن فيهم (الشيعة) مع المنعطفات التأريخية بمقدمتها أكبر وأعظم قضية في الوجود للأسف و ه
ي ألعدالة العلوية, لتبقى البشرية سابحة في مستنقعات الجهل و الفساد و الظلم و الفوارق الطبقية والمعيشية بسبب فقدان الوعي وشيوع الأمية الفكرية!

ما أردتُ بيانه بيانه في تلك المقدمة الهامة هو مستوى وعي الناس و بآلاخص ألأخوة ألكُتّاب و المؤلفين و التربويين ألذين يعتبرون نبض حياة و واقع البشرية تحت مظلة حكومات عادّة ما يبيعون لها زبدة وجودهم و فكرهم كل حسب موقعه و مساحة تسلطه بقوة الدولار!

 و أساس و أسّ المشكلة هي تعاملنا ألخاطئ مع أكبر و أهم و أعظم قضيّة وجوديّة بيّنتها لنا الكتب السماوية, تلك القضية الكونية العظيمة التي لا و لن تتكرر على ما يبدو بسبب التعامل المجحف و المغرض من قبل الرؤوساء و الكتاب و المدّعين بها , و حرّي بنا أن نقف عندها كل يوم .. لا والله كل ساعة و عند كل موقف و حدث لتكون معياراً و نهجاً لتقويم أسفارنا لتحقيق الغاية من وجودنا ..
لكن كيف و الحكومات قد خطّت القوانين بسعة جيوبها و حصصها لتصبّ خيرها و حتى أتعاب و أرزاق و منابع الناس في جيوبها!؟

تلك (القضية ألعلوية الكونيّة) تعتبر نهج سعادة البشريّة جميعاً .. و هي حكومة العدل و التواضع و الآدميّة التي تُعاديها كل أحزاب و حكومات العالم عملياً و تدّعيها إعلامياً و خطابياً و كتابيّاً رغم وصيّة هيئة الأمم المتحدة عام 2001م بوجوب إتخاذها نموذجاً للحكم في العالم لدرأ الظلم و الإستغلال و الحروب و المؤآمرات و الفوارق الطبقية ..

 لهذا أيها الناس ؛
إلعَنوا مناهج حُكامكم و منظمات و أحزاب ألعالم قَبْلَ القاتل الملجم عبد الرحمن ألذي أمات جسد عليّ(ع), بعكس ما أنتم عليه الآن, حيث و ضعتم ثقلكم لتعظيم الأصنام بدل الله تعالى فحلّ المآسي من أيديكم وأقلامكم الصفراء التي تكتب كل شيئ بلا روح!

 و في مقدمة مقدمتهم؛ أصنام رموز التحاصص في العراق ألذي يضم أكثر من 300 حزب مُتحاصص لنهب الفقراء و بآلعلن, رغم أدّعاء الجّميع بآلأسلام و الوطنية و لنهج و حبّ و زيارة إمام العدل و السير بنهجه, بينما الذي فعلوه عمليّاً عبر كل خطوة طول عقدين هو العكس تماماً, فصدام حين ترك العراق أرضا بلا إنسان, جاء الحكام من بعده لبيع و تدمير تلك الأرض التي تركها اللعين الجاهل صدام!
و لا أدري هل هذه طبيعة ملازمة للبشر من الأزل؟ وهل حقاً (ألكلب) أو (ألسّنجاب) أفضل من هذا البشر المعجون بآلظلم و الخيانة؟
و إذا كان كذلك على سبيل الفرض؛ فلماذا لم يخلق الله كلاباً أو سناجب بدل هذا المخلوق ألخائن المنافق اللعين لأنه من نسل (قابيل) ألذي قتل هابيل المظلوم و لم يترك ذرّية من بعده, لأنّ قابيل تزوجها لجمالها المفرط!؟
و لست أوّل من تمنى على الله تعالى أن يخلق كلاباً بدل البشر الذي لا يُمكنه أن يكون إنساناً .. ناهيك عن آدميّ كما بيّنا في فلسفتنا الكونية حيث يحتاج لقتل الذات؛ بل سبقني آية الله العظمى ألسّيد عبد الكريم الحائري مؤسس حوزة قم و غيره في هذه الأمنيّة تقريباً .. حيث ذهب أبعد من ذلك حين قال, و كما أكدها الأمام الراحل أيضاً
مقولة عميقة ذكرتها في قصة قد كتبتها لكم سابقا إن كنتم تذكرون:

[حين قال له أحد تلامذته - بعد ما عجز عن إقتاع إستاذه الحائري للحصول على مال(مساعدة) يتزوج به لعدم إمتلاكه له, بعد ما سبق عطائه – أي السيد الحائري - لزميله في الدراسة ألذي تزوج به, فحاول أن يحصل على  ما حصل عليه زميله .. لكنه لم يفلح! في ختام القصة (و بعد محاولاته اليائسة للحصول على المساعدة), قال التلميذ منتقداً أستاذه الحائري .. حين إلتقاه وسط آلسّوق بِقُم قائلاً:
[مِن السّهل أن تكون عالماً و مرجعاً .. لكن مِن آلصعب .. أن تكون إنساناً]!

إلتفت إليه السيد الحائري مستغرباً ثمّ قال لتلميذه؛ ويحك .. تقرّب لأصحح مقولتك .. هامساً في أذنه لقد أخطأت و الصحيح هو:
[مِن السّهل أنْ تكون عالماً, لكن من المستحيل أنْ تكونَ إنساناً]! هذا ناهيك عن أن يكون العَالِم  (آدميّاً) و هي المرحلة الأخيرة المطلوبة في السير و السلوك العرفاني .. بحسب النهج الكونيّ ألعزيزي, و بشكل خاصّ في العصر الذي نعيشه حيث كثر فيه المنافقون وسيطر الفاسدون على الناس باسم الدين و الدّيمقراطية و الوطنية و الدّعوة لله ووو كل وسيلة ميكافيليية و هتلرية و هتلية .. شرقاً و غرباً تحت مظلة (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي سيطرت على منابع المال و القدرة و الطاقة و إلإقتصاد في العالم, و جعلت الحكومات مجرّد بيادق شطرنج يُنفذون أوامرها لتنفيذ مشاريعهم و نهب ما يمكن نهبه من الثروات و حقوق الفقراء والمعدمين و الشهداء مقابل ملأ جيوب ألرؤوساء و الحُكّام المتحاصصين كأجراء لا أكثر, مستخدمين كل النظريات الغوبلزية و الميكافيللية و نظرية (التأطير الأعلامي) مع الشعب, فحين يزرعون شخصيات مثل صدام و برزان و محكان و شعلان و خيطان و يتعاملون بآلدّم و الحديد و النار مع الناس حين تحمى الجبهات؛ فأن الشعوب تُرحب بلا شكك بديمقراطيّة ظاهرية مستهدفة لا هادفة و يعتبرونها نصراً بآلقياس مع الموت!

لذلك حين يكون ألحُكام و رموز ألأحزاب و آلإئتلافات بهذا الحال في تعاملهم و واقعهم لا ظاهرهم .. يسرقون لقمة الفقير و أموال دواء المرضى و حدائق العامة و مدارس التعليم بقانون المحاصصة و الجبهات و الأئتلافات و بلا حياء و خجل؛ لذلك لم يعد بآلأمكان أخي القارئ ألطّيب أن تجد في البيت و السوق و العمل (درهم من حلال أو صديق يُرتاح إليه أو كرامة), وتلك كانت محنة الأيام عبر الأزمان!
و علة العلل في البشر نفسه .. الذي حدّد الله 33 صفة مشينة أولها (الظلم و الجهل) كخصوصيّتين لهذا المخلوق التعيس.
و لو عرفنا هذه العلة ؛ فأنه من السهل معالجتها و كما بيّنا في كيفية تطبيق الفلسفة الكونية عبر المنتديات و المراكز الثقافية التي معظمها إن لم أقل كلها و بجرأة : لا تعرف سبب نشر الثقافة و الهدف منه. بدليل أن صديقا لنا قبل أشهر أرسل لي رسالة توصية على لسان مسؤول من الدرجة الثالثة أو الثانية, يقول بوصيته بحسب ما نقل لي ذلك الصديق: [قل للأستاذ بأن يكف عن طرح هذه الأمور], يبدو أن أخونا المسؤول و هو دكتور كما كل المسؤوليين في العراق :مختصون" هذا لم يفهم أساساً أصل القضية!!

لذلك أيها الأحبة؛ لا خيار ولا سبيل سوى التسليم ألقلبيّ لله لا لهذا و لا لذاك و من هنا المنطلق(لأن الرسول(ص) الذي هو أفضل الناس على عظمته, يقول في سورة سبأ /24: [قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ].

 وتطبيق نهج ألعليّ آلأعلى الذي يُمثّل نهج أفضل الناس و النهل من فيضه ألمنسيّ و الذي ذاب بسبب الكتابات الموسميّة خصوصاً من قبل الشيعة ناهيك عن السّنة و الأديان الأخرى و كذا إرسال اللعن لم يعد مجدياً ولا معنى له بآللسان؛ إنّما التغيير العملي الواقعي و هو ممكن لو علمنا أنه بإمكان آلبشر أن يزهد في أموال و إمكانات 12 دولة و أكثر .. و كما فعل الأمام عليّ(ع) و المواليين له, حين كان العالم كله تقريباً  تحت تصرفهم, و بذلك فقط نثبت أننا من الموالين؟ لكن شيعة العراق بإستثناء واحد أو إثنان أو ثلاثة أو بعدد الأصابع قد ساروا على ذلك النهج و إستشهدوا كآلأمام الصدر الثاني و الأول, حيث زهدوا في أموال الناس كعلي الذي لم يأخذ من ممالكه العديدة سوى ما يأخذه أيّ فقير أو مواطن حتى لو كان كافراً أو يهودياً أو مسيحيا أو مسلماً .. و لم يترك أية أموال أو قصور في دولة أخرى!

فسلام الله ألأبدي عليك يا أمير المؤمنين و مَنْ تبعك كأبو مهدي المهندس و أبو شيماء و الخميني ووو آلشهداء العظام .. حين جاهدوا و مَنعوا حقوقهم و صبروا حتى نالوا ما نالوا من الكرامات التي لا يفهمها رموز الأحزاب و رؤسائهم و مراجعهم!

و سلاماً كونيّاً .. أبدياً لإبتسامتك اللطيفة التي قتلها أهل الكوفة بلا وعي و حياء و كما يفعلون اليوم بغباء مفرط ..
و سلامأً على قلبك الكونيّ الذي أمسك لأجل الأسلام حين إغتصبوا فَدَكَكُم لتجويعكم, و يا لهفي حين بقيت وحيداً و أنت إمبراطور 12 دولة حتى سفكوا دمك من قبل أليمني الذي قَدِمَ من اليمن وعشرة من المتقين الذين وثّقهم (أويس القرني) ليدعموا أركان دولتك و إذا به تآمر عليك عبر مخطط دولي كبير قد نجح بفضل الأمية الفكرية التي يعاني منها الجميع بمن فيهم الكتاب و الأعلاميين!

يقول (أبو الأسود الدؤولي) و كان واليه على البصرة أثناء خلافته: [لم أشهد أمير المؤمنين(ع) في أواخر أيامه سعيداً أو مبتسما .. بعد ما كان يفرح بلقائي لأنيّ و (مالك الأشتر) كُنا نُضاحكه و نحاكيه باللطائف و النكت التي كنت أنقلها من البصرة و أحدّثه بها عند زيارتي له في الكوفة, لكنه (ع) تغيير في أواخر حياته, و كان يتّخذ الصّمت جلباباً رغم محاولاتي للتخفيف عنه خصوصا قبيل شهادته, و باءت محاولتي اليائسة بآلفشل لإسعاده في قلبه الحزين كما كنت له من قبل, حيث قال بعد ما سألته؛ (لقد أحزنتي بحزنك يا مولاي: فما الذي أحزنك لهذا الحدّ سيّدي يا أمير المؤمنين)؟ أجاب(ع) مبيّناً حزنه:
(ما لزمنٍ يُفتقد فيه إلى درهم من حلال أو صديق يُرتاح إليه)]!
و كرّر مقولة كونيّة أخرى كان قد قالها بكتابٍ لإبن عباس :
[إنّ المرء ليفرح بالشئ الذي لم يكن ليفوته، و يحزن على الشئ الذي لم يكن ليصيبه، فلا يكن أفضل ما نِلتَ في نفسك من دُنياك بلوغ لذّة أو شِفاء غيظ، و لكن إطفاء باطل أو إحياء حقّ، و ليكن سرورك بما قدّمت، و أسفكَ على ما خلّفت، و همّك فيما بعد الموت, ما بالكم تفرحون باليسير من الدّنيا تدركونه، و لا يحزنكم الكثير من الآخرة تحرمونه]؟

لهذا صاح عالياً بكلّ صوته و كأنه خاطب سكان الكون كلّه أثناء تلك الضربة و هو ساجد في المحراب لأداء صلاة الصبح من إنسان طالما إحتضنه و قاسمه رغيف الخبز, صاح صيحةً لم يشهد المسلمون مثلها حتى ذلك الصّياح المشؤوم, قائلا من فرط فرحته بينما السيف قد فلق رأسه الشريف:

[فزتُ و ربّ الكعبة] ..
ألله أكبر و هل قالها غيره عبر التأريخ!؟
كيف يفرح مخلوق يُقتل بآلسيف و يصيح فزت و رب الكعبة!؟

أيّة دنيا هذه يا ناس يضيق فيه نفس الأمام و الحكيم و يفرح فيه الآخرون؟
وهل الذي يُفلق رأسه يفوز!؟
و هكذا كان أمام المتقين و سيّد العدل .. الذي وصل مرحلة إعتبر أقسى ضربة على هامته فوزاً عظيماً و نجاةً!؟

أخواني :
لا تنسوا لعن كل الحكام و السياسيين و كل مسؤول حكومي و رئيس حزب إغتنى و جمع المال و الرّواتب و الأملاك و الحمايات والسيارات المصفحة من وراء السياسة .. تلك السياسة التي يتشدّق بها المنتفعون الطفيليون و يعتبرونها فناً و دراية و فرحاً و نهجاً .. يا لهول المحنة وعمق الجّهل و الأمية الفكرية التي نخرت قلوب الناس .. فأوصلتهم للحضيض و هم يحسبون أنّهم يُحسنون صنعاً!؟
إلعنوهم كونيّاً بنشر المعرفة و بلا إستثناء قبل الملعون إبن آلملجم ألمجرم ألذي ضرب هامته الشريفة و قتل بدنه و السياسييون و معهم أكثر الأعلاميون من بعده قد قتلوا نهجه - و عكسوا بسلوكهم و أخلاقهم أسوء صورة عن حقيقة الأمام المظلوم في الحكم و الأعلام و السياسة و الأقتصاد و المال , واللعن الذي نقصده .. ليس السبّ و الشتائم .. بل يكون بتعليم العلم والتفقه في جوهر الفلسفة و الدين!
و إحياء نهجه(ع) يكون بآلتطبيق العمليّ لجوهر و مبادئ آلدّين العلويّ لا آلدِّين الشكلي الظاهري و أحكامه التعبدية الميكانيكية.

ألعارف الحكيم : عزيز حميد مجيد

همسة كونيّة: [أفضل شهر في السنة هي شهر رمضان, و أفضل الليالي فيه هي ليلة القدر, و أفضل ساعاتها هي ساعات السحر, و أفضل ساعة منها؛ هي آخر ساعة قبيل الفجر, و أفضل عمل فيه, هو (طلب العلم)].

يعني أيّها آلكونيّ المؤمن ؛ يا مراجع الدّين ؛ يا كل الناس: إقرؤأ .. ثمّ إقرؤأ .. ثمّ إقرؤأ .. بوعي حتى تذوبوا في جواهر الحكم,خصوصاً في الأوقات العادية فإذا كانت ليلة القدر التي يعتبرها الناس و مراجعهم للصلاة و الأستغفار يريدها الله و الأئمة للقراءة؛ فما بال الأيام الأخرى الغير المقدسة؟.

 


Friday, May 14, 2021

ألطبابة الكونية أو أسفار الروح؛ كيف نستثمر الخيال؟

 

ألطبابة الكونيّة أو أسفار ألرّوح
كيف نستثمر ألخيال؟
بعد أنْ بيّنا و كما إطلعتم في عرضنا السابق؛ كيفية بناء الفكر و تنميته ليكون أساس الخيال؛ سنعرض لكم طرق إستثمار الخيال كنتاج للفكر بإذن الله.

يكون إبتداءاً بناء و تنمية و تفعيل الخيال على أساس المحبة و دافع العشق الحقيقي ألذي يمدّه بفضاء واسع خصب يصل أللانهاية و بآلتالي إستثمار ذلك الخيال ألذي نتاجه يكون على أساس طبيعة ألفكر ألذي له درجات و مراتب أيضاً في المقايس الكونية و يُفعّل عن طريق الأرادة التي تتغذى هي الأخرى على الأيمان و العمل الصالح و التوفيق الألهي و يُقوّم بطريق فلتر الصّمت الهادف و التأمل ألعميق و التربية المنتجة في الأجواء الآمنة المستقرة سياسياً و أمنياً و إقتصادياً, و آلتي تحدّد مدى آلتدبر و (ألتأمل) لأعداد الخطط ثم إنجاز المشاريع على أتمّ و أكمل وجه, و قوة الأرادة و التصميم تتوقف على مدى التأئيد و التوفيق الألهي و الإنسجام المجتمعي و قبله ألأعداد العائلي الذي يتوقف أيضاً بدوره على مدى إيمان الخلق أو المعنيين و تبحرهم في العِلم .. و العلم يتوقف بدوره على المعلوم, و المعلوم بدوره يتوقف على الأمكانات المتيسرة و سبل أعمالها ..

ألفرق بين السكوت و آلصّمت:
كتبت مقالاً عن السكوت و فرقه عن الصمت قبل أعوام بعنوان :

لماذا لا يسمع العراقي – بل معظم الناس اليوم إلا أنفسهم .. لأنّهم مبهتون و مصدومين من حكوماتهم و أساليب السيطرة لإستغلالهم و نهب حقوقهم و إبقائهم في الجهل, و الصدمة تتسبّب بحالة مرضيّة تؤدي لإيجاد خلل كبير في تفكير الأنسان؟

و هذه الحالة ألخطيرة تتسبب بأمراض عدّة منها ألـ (ألأيسكتوفرينا)(1) و قد يصيب أفراد المجتمع ككل بنسب متفاوتة نتيجة الضغوط النفسية و المعيشيّة و شيوع حالة العنف و الظلم و التربية الفاشلة و قلة أو فقدان الحياء و الأدب و كثرة التنابز بآلألقاب, حيث يتصف المصاب بحالة الذهول و الترقب و الترصد عند الكلام معه بحيث لا يسمعك و لا يثقّ بك بتاتاً, لتشتت فكره و الخوف و حالة التمرد التي إتخذها مسبقاً .. فيبقى شبه ساكت كصندوق مغلق لا يتفاعل مع المحيط و لا يُحرّك شيئا و لا يتناقش معك و يعتبر الجميع منحرفيين و متآمرين عليه, و هذا من شأنه سدّ أبواب المعرفة و عملية الأنتقال و التبادل الفكري و تلاقح الأفكــار ثم الأنتاج العلمي فآلبناء ألأقتصادي - المدني و التكنولوجي!

بداية يجب أن نُفرّق بين (آلصّمت) و (آلسّكوت)!

و الصّمت على نوعين:

صمتٌ إيجابي؛ يكون منتجاً و معبّراً يحصل من ورائه الصّامت على معناهُ و مبغاه.
صمتٌ سلبيّ غير منتج بسبب الضغوط والقهر و الحرمان والظلم و الكآبة لا خير فيه بل يتسبب بآلقهر و المرض.

و يكون الصمت السلبي عادة حالة مرضيّة تصاحب الأنسان المقهور لأسباب و ضغوط نفسية لكنه أقل وطأة و تبعات من ذلك الذي يُعبّر عنه بآلعنف والضرب و الثورة ليس ضد الزوجات و آلوالدين و آلأبناء و الغير بل حتى مع النفس بأساليب شتى فيتولد حالة أطلق عليها علماء النفس (النكوص) أو (الأرتداد) و هي محاولة تكتيكية للتكيف كآلية دفاعية يل
جأ إليها الإنسان في مواقف .. حينما تشتد الأزمات و يحاول إعادة التوازن النفسي، يلجأ ليخفف من شدة الضربات القوية على مركز التوازن الداخلي لديه. والنكوص حيلة دفاعية يعود بها الفرد إلى اساليب طفلية في سلوكه، وثورة أنفعاله حين يعترضه موقف سبب أزمة أو مشكلة تستعصي على الحل، أو احباط شديد لرغباته تثير لديه قلقًا شديدًا. والبعض من الناس يلجأ إلى اساليب – حيل مختلفة منها الكبت، النقل، الإزاحة، التعويض، الاسقاط، التحويل، التقمص" التوحد – التعيين والتعيين الذاتي"، الاستدخال، التبرير، التكوين العكسي، الاستدماج، الانكار ..الخ لكي يعيد التوازن لنفسه، وهذه الحيل- الآليات- الميكانزمات الدفاعية ما هي إلا وسيلة "وسائل" مؤقتة لحل أشكال وقتي لصاحبها، وإن تعود عليها أصبحت مثل الادمان عليها ويكون تأثيرها سلبيًا، ومن الصعب التخلص منها بسهولة.

أمّا السّكوت, فيختلف, لأنّ اللسان خلقه الله تعالى للنطق و التعبير و يعتبر أبرز مؤشر و علامة دالة على شخصية الأنسان, و كما يتبيّن ذلك من خلال موقف سقراط في القصة التالية:
وقف ذات يوم رجل وسيم المنظر و القدّ و آلأناقة و الهندام أمام الفيلسوف سقراط يتبختر و يتباهى بطوله و لباسه و منظره وحمايته ...
فقال له سقراط :
!
((تكلّم حتى أراك

فآلخطابة و الكتابة الهادفة المبدعة لا الأجترارية و الفتاوى التقليدية كما هو حال مراجعنا و خطبائنا هي التي تحدّد حقيقة فكر و ثقافة  صاحبه أو الحزب و الحركة!


 
ميكانزمات الدفاع : Defence Mechanisms

الميكانزم – الحيلة الدفاعية - آلية الدفاع وهي التسميات التي تطلق على الوسيلة أو الوسائل التي يتخذها الأنا لا شعوريا لتجنب التعبير المباشر عن النزعات و الوجدانات التي تُهدد أتزانه و كأن ميكانزم الدفاع يعُبر عن دافع لا شعوري و يهدف لتخفيف الحصر أو الدفاع ضد خطر ما، و يمكن ربط طبيعة الدفاع المتكرر بسلم الاضطرابات النفسية والعقلية(2).

لذا فإن النكوص أو الكبت أو التوحد، التقمص"التعيين والتعيين الذاتي، أو الانكار، أو الاسقاط ما هي إلا وسائل دفاعية نستخدمها نحن الأسوياء لمواجهة ضغوط الحياة والآزمات، ولا يقتصر استخدام آلية النكوص على الكبار فقط، بل يستخدمها الأطفال أيضا، فالطفل الذي يبلغ السادسة من عمره ربما يأخذ في مص أصبعه ويكثر من العناد ولا يطيع أوامر والديه، أما الرجل المسنّ الذي يعاني من مرض جسمي نجد أنه في حالة مستمرة من استدرار العطف، آخذا في البكاء أو الغضب أو العناد وربما يكون سريع الاهتياج.
وأحسن تطبيق لآلية النكوص والاكثر شيوعًا في الاوساط الشعبية هو المثل المعروف بين الناس؛ (إذا ضاقت بك الدنيا، تذكر أيام عرسك "زواجك").

تؤكد الدّراسات الكلينيكية أن النكوص أكثر ظهوراً في حالة الاضطرابات النفسية و العقلية، و إن كان في الاضطرابات العقلية يبدو في صورة تجهم و صراخ و غيرة عنيفه و غضب شديد، يتبول و يتبرز علناً، وكل هذا تسيطر عليه الأساليب الطفلية.
أن كل حيلة "ميكانزم دفاعي" يختص بمرض نفسي أو عقلي، ومن هنا كانت إمكانية ربط دفاع بعينه بمرض نفسي أو عقلي بعينه وهو ربط دينامي يتحدد بطبيعة المرحلة التي نكص إليها (الأنا) ومراكز التثبيت وطبيعة الدفاع ونوعه، والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بطبيعة الشخصية ومراحل تطورها.
يقول "د.حسين عبد القادر" في موسوعة علم النفس والتحليل النفسي هكذا وجدنا ميكانزم الكبت في الهستيريا والإزاحة (النقل) في المخاوف المرضية- الفوبيا والتكوين العكسي العزل أو الفعل ومحوه في الحواز، وبالمثل نجد الاستدماج في الاكتئاب والإنكار في الهوس، بينما يكون الأمر في الانحرافات تعبيرًا فعليًا واقعيًا، وهكذا تقدم لنا الدراسات الميدانية الكلينيكية المرضية عن سيكوباثولوجية المرض أن النكوص في الفصام هو وسيلة تكيف، وهو في الوقت ذاته وسيلة لحماية نفسه "الفصامي" من الموقف، و بدلا من مجابهة معركته التكيفية فهو يتراجع إلى الخلف ويمارس وجوده على مستوى أكثر بدائية ويعود إلى حالة تطور نفسي مبكرة كما يرى (د. محمد شعلان)، و هو يفعل ذلك بهدف إحداث التكيف مع الموقف، وهنا النكوص يحد من قدرته على المجابهة والمواجهة وربما تكون هذه المواجهة خسرانه، لأن مريض الفصام يكون فاقد الحيلة و ربما قليل القدرة في المواجهة، لذا فهو يفضل المزيد من النكوص والارتداد و يدخل في فشل في المواجهة و يبقى يدور في حلقة مفرغة.
يقول الطبيب النفسي (سيلفانو آريتي) و كما ورد في موسوعة الفلسفة؛ [إنّ المريض كلّما فشل بالمواجهة عاد إلى الخلف، و كلما عاد إلى الخلف زاد فشله ممّا يجعله يستمر في العودة إلى الخلف].

نستخدم نحن الاسوياء الحيل الدفاعية في مواقف عديدة من مواقف حياتنا اليومية ومنها التعويض في الخجل والذي يسبقه الكف الشعوري لافكاره، والمعروف أن الكف يحبس الطاقة عند الإنسان، فالكف يدمر الذاكرة ويسبب التلعثم واللجلجة أو في آحيان آخرى الخرس، ويصبح الكف كبتًا "الكبت" بمرور الزمن. ويلجأ البعض منا إلى النكوص أيضًا بغية التخفيف من القلق، أو من البخار الزائد الذي ينتج من الصراع في حياتنا اليومية، أو من الاحباط الذي اصبح سمة واضحة في ثقافتنا وحضارتنا المعاصرة، فقد يلجأ البعض منا إلى الافراط في التدخين أو الافراط في شرب الخمر حتى الثمالة والفقدان، أو ممن يفرط في الأكل أو قضم الاظافر، والبعض منا يفقد السيطرة على انفعالاته فيقوم بخروقات كثيرة للقانون ومخالفة الاعراف السائدة في المجتمع، والبعض الآخر يكثر من الممارسة الجنسية الشرعية بنهم وشراهة وغير الشرعية أيضًا، ويجد تبريرًا لافعاله و ممارساته تحت مسميات حيل تكتيكية أو شرعيّة وما أكثرها هذه الايام.


لقد إنتقدت في مقالات عدّة ذلك التعامل ألسّلبي و اللامبالاة مع هذا الموضوع الحساس و الخطير في نفس الوقت و الذي قد يُرافق أعراضه الأنسان حتى آخر العمر, نتيجة الظلم و الحروب و العنف و القسوة في التعامل و الوضع المزري الذي عاشه البشر خصوصا ما حدث و يحدث في العراق و الكثير من الشعوب المنكوبة إلى جانب الأزمات الأجتماعية و الاقتصادية و الروحية التي يعانونها على كل صعيد؛ للأسباب الثلاثة التي طالما أشرنا لها في مقالاتنا و هي :
- سوء التعليم
- سوء الأعلام
- سوء المسجد؛ بسبب ثقافة الحشو الفارغ و الشكليات و التقليد الظاهري من دون آلبحث عن الجوهر و في مقابل ذلك نشر مبادئ العنف و الجهل ألتي إنتشرت في العراق و بلادنا الأسلامية  و غيرها و التي تسببت بفقدان الثقة حتى بآلمسلّمات و بكل ما يتعلق بآلمحبة و العلاقات الأنسانية و التعامل الأجتماعي و الأنصاف و التواضع ؛ حتى عاد العراقي و ا لمسلم لا يثق بنفسه و بأقرب المقربيين له .. بل بإيّ متحدث حتى لو كان نبي أو إمام معصوم(ع), فهناك دائماً درجات من الحذر و الشك تفصله مع المقابل .. لذلك لم يعد يسمع ألبشر إلّا نفسهُ؟


و فوق هذا قد يبدو أمامك مستمعاً هادئاً و كأنّه ينظر إليك بتفحص .. لكنه لا يستمع ولا يتأمل ليتعلم الحقائق و القيم الكونيّة الكبرى؛ بل يستمع لك علّه يتعلم شيئا يُفيده شخصياً فقط في أحسن الأحوال أو لعله يكشف شيئا سلبيّاً منك ليحاكمك عليه و يُشهّر بك أمام الناس بغيابك, كآلمتصيّد في الماء العكر أو الباحث عن أبرة وسط كومة من التبن ..

ظاهرة غريبة شدّت إنتباهي و حيّرت و غيّرت عقيدتي كلّياً تجاه آلوضع في ألعراق و تعامل ألعراقيين و الشعوب المماثلة ... أ لا و هي مسألة عدم ألأنصات و آلفهم حين تتكلّم معهم أو تكتب لهم رغم أنهم ينظرون إليك, و هُم عادة ما لا يقرؤون .. و إن قرؤا مؤلفاتك أو مقالاتكَ أو سمعوا خطابك و فلسفتك أو سكتوا متظاهرين بآلأنصات أثناءَ حديثكَ في أفضل ألحالات؛ فأنّهم إنّما يفعلونَ ذلكَ؛ لا لحبهم للمعرفة أو لفهم و وعي أبعاد و أسرار ما تقولهُ أو تكتبهُ ؛ بلْ يسمعكَ لأجل أنْ يكتشف نقطةَ ضعفٍ أو ثغرةٍ أو شكّ أو ربما خطأ في مجالٍ أو جانب فرعيّ أو شكلي من حديثك ليهجم و يردّ عليكَ كلّ دعوتك أو ما تُريد قولهُ جملةً و تفصيلاً, و لا يستحي لو إستشهد بعناده بموقف إنسان معاند أو منحرف أو مُغرض!؟

و لهذا ترى أكثر الناس قد فقدوا آلتّأمل أو الصّمت الأيجابي فخسروا كسب المعرفة التي لا تتأتى إلا بآلتفكر و التأمل و التواضع, يقول الصدر الأول (
رض): [لقد إعتمدت على التفكير بنسبة 99% لكتابة مؤلفاتي ألمعروفة], يضاف لذلك أن الناس أساساً لا يستخدمون طاقاتهم العقلية إلّا بنسبة 2 – 3% بآلمئة, و آلباقي تصرف في القضايا الجانبية و التافهة و الصور المختلفة التي تأخذ الكثير من الذاكرة الأنسانية التي تتسع لـ 29 مليون كَيكَابايت, لذلك نرى إن ملء تلك السعة بآلصور و المقولات  الغير ألمفيدة تُفقد الأنسان القابلية على الحفظ و التذكر في المراحل المتقدمة في السن !

هذا آلوضع ألعقلي و ألنّفسيّ ألمُتأزم ذات آلطابع ألعنيف و الخبيث و ألهجوميّ قد سبّبَ فساد آلقلوب و إنتشار ألشّك و آلكذب و آلتدليس و نكران كلّ جميل .. بعد ما أشاعَ الفاسد الجاهل صدام حسين و حزبه كما الأحزاب الأخرى؛ الغيبة و النفاق و الكذب بكتابة التقارير .. و بآلتالي تعطيل الأنتاج العلمي و الزراعي و الصناعي الذي تسبب في نشر ألفقر و آلحرب و آلعنف بين آلعراقيين حتى شاعتْ ألفوضى و عدم ألأنسجام بين آلجّميع .. بدءاً بذاتِ آلعراقيّ ثمّ آلعوائل و حتى المؤسسات البعثية نفسها بل حتى الدائرة المحيطة به حيث جعل كل واحد يتجسس على صديقه و حتى أبوه فالهيئات و آلجّماعات و آلكتل و آلكيانات ألدّينيّة و آلسّياسيّة وووو كلّ أصناف ألمجتمع ألعراقيّ اليوم تسير و تتعامل و للأسف ألشّديد على هذا الأساس ممّا عمقّت الطبقية و الإستعمار!

و آلسّبب هو تعاظم الإنّية و طغيان ألذّاتيّة حتى بات ألعراقيّ - و العربيّ و كثير من الناس لا يسمعْ و لا يرتاح إلّا لمكنونِ نفسهِ و هواه من وحي ذاته فيتقوقع على نفسه .. بلْ و محاولة آلأنتصار لها في كلّ ألأحوال و بكل السّبل الممكنة كآلكذب و آلنّفاق في حال الأضطرار و نادراً ما تجد من يستسلم للحقيقة معترفاً؛ و لعلّ السبب الأكبر هو؛ كونه لمْ يتربّى أساساً على التعليم و التربية الصحيحة و ألقيم ألصّالحة و آلمُثل ألأنسانيّة ألعُليا و آلمنطق و آلرّحمة و آلشّفقة و حبّ آلخير و آلأيثار و التواضع بسبب فقدان الوالدين أو مناهج الأنظمة الجاهلية الإرهابية و الأسباب الثلاثة التي ذكرناها آنفاً .. إلى جانب الوضع الأجتماعي و الأقتصادي كآلفقر و آلحرب و العنف الذي يعانيه الشعوب المسكينة, مُتحسّساً على آلدّوام ألشّعور بآلنّقص و آلضّعف و آلمهانة و إنحطاط آلشّخصيّة .. نتيجة لذلك و آلضّغوط آلتي واجهها في آلبيت و آلمدرسة و آلقوانين ألمجحفة و إنعكاس الشخصيّة الصداميّة - ألبعثيّة و ألعشائريّة و آلنّظريّات ألخاطئة في العراق على طبيعة الحياة ألّتي تربّى عليها مُذ كان جنيناً في بطن أمّه حتى المراحل اللاحقة حين كان يسمع صرخاتها بسبب العراك و الضرب و وحشيّة ألأب و قسوتهِ و آلعُنف ألأسريّ ألذي سادَ و لا يزال في كلّ ألمُجتمع حتّى صاحَ آلجميع؛ (ياحوم إتْبع لو جرينه لكن لا على الاعداء الحقيقيين؛ بل فيما بينهم .. على الزوجة أو العامل و الخادم الذي تحت يديه أو على إبنه و أرحامه و جيرانه) و هكذا تعاظم هذا الامر الأخلاقي خصوصاً بعد رحيل ألبعث ألجّاهل ألمجرم عام 2003م و حصول الناس على الحرية النسبية .. لذلكَ و بسبب جُبن ألعراقيّ و خنوعه و بُعده عن ألحقّ و تكوره على ذاته نتيجة تلك التربية توسّل أخيراً بآلعشيرة و آلحزب و آلخلايا ألأرهابيّة و آلعصابات و المليشيات و آلمحسوبيّة و آلمنسوبيّة بعيداً عن الحقّ و القيم و المنطق و ولاية الله و آلمُؤمنين و شرع الله الذي للأسف لا يعلم أسراره و عرفانه حتى مراجعهم لأنهم لا يدرسون من كتابه سوى 300 إلى 500 آية فقط تخصّ الأحكام العباديّة, و كأنّ معظم القرآن لم ينزل لهدايتهم ولا يختصّ بهم .. كل هذا ليُحقّق مبغاهُ الشخصيّ و أهدافه الخاصة بتبريرات جاهليّة, مُحطّماً آخر ما تبقى من آلقيم و آلأسلام ألمُغيب أساساً, و ألّذي حاول يائساً مخلصين معدودين ممّن تبقى لإحيائه و لو بشكل محدود!

و لا أجانب الحقيقة لو قلت بأن تلك آلقيم أصبحتْ آلآن عاراً على كلّ من يُنادي بها أو يريد تطبيقها في العراق و آلّتي تأمرنا أوّل ما تأمرنا بآلتواضع و الصدق و آلمحبّة و آلتّسامح و آلإيثار و آلشّرع و آلأخلاق ألفاضلة و حمل آلأخوان على محامل ألحسن فيما لو أخطؤوا و إحترام آلأنسان و ألقانون و آلتي جميعها باتتْ للأسف لا تتطابق مع نَفَسِ و روح ألعراقي و البشر – ألغالبيّة ألعُظمى منهم – بسبب تشبّع أرواحهم بآلظلم و آلحُقد و آلكراهيّة و آلقسوة و آلفساد و الخيانة و آلأنحراف و آلضّعف و آلأستعداد ألكامل لإرتكاب آلجرائم و آلسّرقات و النصب و الغيبة و الكذب و النفاق الذي بات زادهم اليومي, بآلطبع نستثني منهم ألثّلة ألقليلة ممّن قد تبقى من ألمؤمنين ألّذين بقوا و ثبتوا على إيمانهم و لم يأكلوا الحرام و لم يشتركوا بهذا الدمار و آلإرهاب خصوصا أن بعضهم تغرّب في بلاد العالم و لم يشارك العراقيين في الظلم و الفساد و الحروب!

و هذا هو سبب تفاقم و شيوع الفساد و ألظلم و القتل و آلأرهاب و آلذبح و الطلاق و حتى زنا المحارم و اللواط و المثليّة الجنسية و رمي الأطفال في البحر من قبل الأمهات و حتى قتلهم من قبل آلآباء و رجوعهم للوراء و تعصّبهم للعشيرة و آلحزب و آلقبيلة بدل مبادئ الأمام الحسين(ع) العادلة و مبادئ آلأسلام ألحقيقيّة ألتي تمسكوا بظاهره فقط, و إنغلقوا عن ألحقّ و آلتّواضع و آلرّحمة و آلأنسانيّة و التضحية لأنقاذ مظلوم أو الدفاع عنه لإبتعادهم عن العشق و المعرفة و حقائق الوجود و غايته, لهذا إستحقوا عملية الإستبدال التي وصلت لأشواطها الأخيرة و لا حول و لا قوّة إلّا بآلله.

ألحل الوحيد للقضاء على هذا المسخ الشامل ألذي حلّ بآلعالم, و عملية الإستبدال بآلأستخلاف هو نشر المعارف الكونيّة و الدّين الحقيقيّ بدل الدِّين ألشكليّ التقليديّ الرائج الآن في بلادنا و العالم, و يتمّ هذا بآلتأمل و التفكر و إستيطان النفس على المعارف و القيم و ذلك : بتفعيل برامج تعليمية في المدارس و الجامعات بدءاً بآلروضة و بفتح المراكز الأعلامية الهادفة و المنتديات و الندوات الفكريّة و الثقافيّة و مشاركة الناس الفعالة في إحيائها بشرطها و شروطها و أولها تطبيق العدالة و دفع المجتمع عبر مؤسساتها الأعلاميّة و التربويّة و الدينيّة إلى التفكر و التامل و البحث عن الجّوهر وقد بيّناها في السلسلة الكونيّة و منها :
[أسس و مبادئ المنتدى الفكري], [محنة الفكر الأنساني], [نظرية المعرفة الكونيّة], [فلسفة الفلسفة الكونيّة] و غيرها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
Ichizophernia.(1)
من علاماته: تحدّث المريض مع نفسه سرّاً و علانية؛ يسأل نفسه و يجيبها؛ يتكلّم و كأنه أمام الطلاب؛ من يكون عنيفاً مع المقربيين و ودودا مع الغرباء بسبب الخوف؛ متقلّب ألمزاج؛ يخاف المستقبل؛ يخاف النور و يحب الظلمة, و يتحذر قبول الرأي الآخر أو أي إقتراح حتى لو كان لفائدته .. كل هذا بسبب ما واجهه من ضغوط نفسية.
(2)
للمزيد من المعلومات؛ يرجى الاطلاع على (موسوعة علم النفس و التحليل النفسي) للاستاذ الدكتور فرج عبد القادر طه و آخرون، أو كتاب (ألأنا و ميكانيزمات ألدفاع) تأليف: آنا فرويد.

Thursday, May 13, 2021

سألوني لماذا لا تنهض المرجعية؟

سألوني لماذا لا تنهض آلمرجعية!؟

سألوني عن سبب تقوقع المرجعية ألتقليدية !؟

لماذا المراجع لا ينهضون لقيادة الشعب لبر الأمان خصوصا و إن جيوشا و حشوداً مسلّحة تحت أوامرهم و معظم الشعب معهم حتى الأديان الأخرى و كما كان يفعل الأئمة العظام و الأمام الراحل أمام أعينهم .. على الأقل للتخلص من المتحاصصين الذين بدؤوا يستخدمون اليوم إسلوبا آخر و هي سكب الدموع الكاذبة أمام الناس لدر عواطفهم للحالة المأساوية التي يعيشها الشعب على كل صعيد!؟

أجبتهم:

[وهل تعتقدون بأن المراجع يُقحمون أنفسهم في هذا العمل الجهادي الشاق و العظيم الذي يشبه عمل الأنبياء و العظماء  لأنه يحتاج للتضحية و السهر و مقاومة الفساد و التغرب و السجن و التشريد و مواجهة الفاسدين, بل يعتبرون ذلك بمثابة (رمي النفس بآلتهلكة)!؟

ثم لماذا يفعلون ذلك ؛ إذا كانت الدّنيا لهم و الاموال تصبّ عليهم من كلّ الجهات و الجبهات و تقبيل أياديهم الناعمة كآلقطن من قبل "إمحيسن" و الأبهة و الفلاّت و القصور و التعظيم لأبنائهم في كل دول الجوار و لندن خصوصا لوجود البنوك ألرّبوية الآمنة فيه عن طريق أحفادهم و بناتهم و ذويهم و طلابهم ..

لماذا و كيف يتركون كل هذا الخير الوفير و الراحة التي قد لا يشهدوها حتى في الجنة و يُورّطون أنفسهم في ذلك العناء و طريق ذات الشوكة!

هل تعتقد بأن عاقل يترك هذه الدنيا الوفيرة و يُقحم نفسه في خط الحسين الدامي!؟

أنصفوا مراجعكم العظام جدا .. جداً فوجودهم أمان لمصالح آلمستكبرين الستراتيجية و للفاسدين لأدامة فسادهم و كما هو حال العراق!

و حقا .. أمثال الأمام الراحل و الصّدر لا يلدون سوى مرّة كل قرن .. لأنهم يؤمنون بكرامة الأنسان و يعرفون معنى الوجود و الألم و المرض و الجّوع و نبض الكلام ولا يسمحون لأنفسهم بآلسياحة لأوربا و كندا وامريكا لعلاج وكعة صحية بمئات الآلاف من الدولارات!؟

و هؤلاء المراجع بآلعشرات بل بآلمئات و خلفهم معممين بآلآلاف و مليشيات تبحث عن معاش و نكاح و قبلة على ايديهم و تعظيم على الجبين من قبل "إمحيسن"!

فلا تسألوهم عن الجهاد و رفع الظلم و اليتامى و الثكلى و الجياع لأنها تدخل في السياسة و الإجتماع و الأقتصاد و الكرامة التي لا علاقة لها بآلأسلام و بخلق الأنسان .. ثمّ إن مثل هذه الأمور تُكدّر صفو حياتهم و تضعف التناسل بينهم .. و لكم ا لحق أن تسألوهم عن بداية الشهر الهجري العربي و نهايته كي لا تنسوا الخمس, و هلال العيد .. و آه من العيد ..

قد يدّعي البعض بثورة العشرين و قيادتها الحوزورية التقليدية؛ لكننا نسأل أيضا؟

بآلله عليكم ماذا جنينا من ثورة العشرين حتى مع إنتصار عشائر إمحيسن و الشهداء الذين ضحوا بلا رياء و أجر ليصب ثمرة جهادهم في تثبيت الدولة العثمانية الظالمة بعد تشكيل حكومة تفيد و تؤمن مصالح الأنكليز و الأستكبار!؟

و بآلمقابل هناك صورة أخرى .. و لا أذكرك بغيرها أو بشيئ اكبر و أعمق و أكثر وقعا منها في تأريخنا المعاصر و هي:

في يوم واحد و ساعة واحدة قتل السافاك الأيراني ما يقرب من 15 ألف شهيد بينهم مئات العلماء و المجتهدين في المدرسة الفيضية .. و كانت لوحدها ثورة و حرباً كلهم لأجل المظلومين و الفقراء و الجياع و الشهداء؛

هل ترك الأمام الراحل دمائهم تسيل .. أم  زاد عزما و إصرارا لدحر الظالمين و قد  فعل .. ليكونوا أقوى دولة في العالم بعلمهم و أدبهم.
عزيز حميد مجيد

 


إضاءة للكونيين

 

إضاءة للكونيين
أيّـها آلكونيّون :


شكراً لتهانيكم آللطيفة التي بعثّموها لنا , لكن :  

أيُّ عيد أتمنّاهُ لكم و لأربعين مليون (إمْحيسِن), ناهيك عن مليار مُتأسلم قابيليّ سلّط الله عليهم شِرارهم برضاهم !؟  

بعد تلك التهنئة الفلسفية؛ طرحنا السؤآل التالي :  

هل ألكلب أفضل من هذا البشر المعجون بآلظلم و الخيانة؟
و إذا كان أفضل على سبيل الفرض ؛ فلماذا لم يخلق الله كلاباً بدل هذا المخلوق اللعين لأنهم من نسل (قابيل) ألذي قتل هابيل و لم يترك ذرّية من بعده!؟
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
 

ملاحظة: لست أوّل من تمنى على الله تعالى أن يخلق الكلاب بدل البشر الذي لا يمكنه أن يكون إنساناً .. ناهيك عن آدميّ كما بيّنا في فلسفتنا الكونية؛ بل سبقني اية الله العظمى ألسّيد عبد الكريم الحائري مؤسس حوزة قم و غيره في هذه الأمنية .. بل ذهب أبعد من ذلك حين قال و كما أكده الأمام الراحل أيضا: [... من السهل أن تكون عالماً و تصل حتى مرتبة الشيطان في العلم والعبادة؛ لكنه من المستحيل أن تكون إنساناً], و فوق هذا كله سبقنا جميعاً في ذلك ملائكة الله المقربيين, بقولهم: أ تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ... و الله الأعلم؟

Tuesday, May 11, 2021

قالوا و قلنا ؛ و هل غير قولنا ألحقّ؟

 قالوا و قلنا: و هل غير قولنا الحقّ؟


مقاطعة إنتخابات 2018 من قبل أكثر من 77% من أبناء الشعب العراقي على جهل و غباء أخوة (إمحيسن), قد عرّت و اسقطت الساقطون, و انجزت مهمتها على احسن وجه, الآن و بعد ذلك السقوط السياسي و الأجتماعي و الأخلاقي و المعنوي و إفلاس الدّولة على كل صعيد سيكون القادم أسوء, بسبب أطراف العملية السياسية كاملة, بعد ما طرأت متغيرات جذريّة, على مزاج المجتمع "الإمحيسني", رافقها اتساع كبير في مساحتي الرفض والوعي عبر المواجهة السلمية, الى جانب المراهنة المجتمعية - رغم إنتشار الجهل بشكل مخيف مع النفاق - على ثوار الأول من تشرين, و المستقبل "الوطني" الذي قد يشرق ليرجع العراق على الأقل على ما كان عليه من الظلم و الفساد زمن الطواغيت!


من ساحات التحرير و ليس سواها؛ ستتحقق المراهنة على اكاذيب مصطفى الكاظمي و أشباهه السابقين .. و التي كانت اشبه بمن يحرث البحر كما يقولون, أمّا المراهنة على الأحزاب التاريخية المؤدلجة, بالأنتهازيّة و تسلق الموجات لكسب المال؛ كمن يراهن على متهالك البغال, في مسابقة الخيول المتمرسة, وسيبقى الأول من تشرين, الجيل المخبوط الإمحيسني الذي سيستعيد بهم العراق, من اموات الأمس, وفي اصواتنا وطن لا أعتقد بأنه سيكون وطن كما لم يكن وطن من قبل.


و المواجهات و كذا المقاطعة الواسعة ستزداد بسبب الأغتيالت التي جرت أخيراً بلا وجه حقّ و بلا دليل للناشط المدني في كربلاء المقدسة و على غرار ما حدث للهاشمي الذي كان أكثر إتزاناً من جميع الأعلاميين.


حكمة كونية: [ألأمية الفكريّة بلاءٌ و شقاءٌ .. و التعليم سعادة و حضارة و الأمم المسلحة بآلعلم و آلأخلاق و المحبة و التواضع لا تُقهر و لا تشقى].

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد


Monday, May 10, 2021

 


كيف تعرف ألحقيقة؟(ألنسخة الأصليّة)
بقلم عزيز حميد مجيد
لماذا يوجد في العراق 40 مليون (إمحيسن) يتقدمهم أعضاء الاحزاب المتوزّرين عباءة الصدر و بعضهم عباآت أخرى للتستر على جهلهم وتأريخهم الأسود و دورهم في نشر الظلم و الجهل بأسماء و عناوين شتى


إستغربت من بعض الذين يستهزؤون بآلقلم و الكتابة و الفكر و يدّعون ما يدّعون من الإمحيسنيات, و بلا أدب و حياء محاولين التقدم على المفكرين و الفلاسفة بل و يتحايلون ليقحموا أنفسهم بآلكذب و النفاق و الخبث للوقوف على حرف جر أو مدّ أو نقطة كذريعة لنفي الحقّ المبين بكل وسيلة جملة و تفصيلا واضعين أنفسهم بمستواهم ؛ بل وأعلى من ذلك كمسؤوليين وحاكمين للتستر على فسادهم!

لذا قلت في فلسفتي الكونيّة:
عجباً لمدى جهلكم أيها الناس؛
كيف و بماذا تعرفون حقيقة الله أذن – لا أقصد جماعة إمحيسن فقط - بل الأكاديميون و العلماء أيضا لجهلهم بعلاقة العلم مع الثقافة وووو!؟
هل بشرح 300 آية أو يزيد قليلاً من آيات الأحكام يمكن فهم الحقّ و ترك باقي آلآيات على رفوف الحوزة و البيوت طبعاً؟
أم بعدد الخرطات التسعة و معرفة الشك في الركعة الأولى و الثانية و الثالثة كما موضح في (الرسالة) كغطاء للأعلمية!؟
أم ببداية و نهاية كلّ شهر هجري بشرط تأييد ذلك من قبل ألوليّ بلندن؟
كيف يمكن أن تعرفوا الحقيقة كاملة و علماؤكم يجهلون الحدود وآلدّيات؟
قولوا لي بآلله عليكم ؛ بأيّ شيئ تعرفون حقيقة الحكماء و الفلاســفة الذين يفوقون "الفقهاء" بدرجات و مراتب!؟
كسقراط و عليّ و الأئمة و الملا صدرا و الأمام الراحل و و....؟
و بفضل مَنْ تحقّقت المدنيّة على علّاتها و مساوئها؟
و كيف يمكنكم معرفة معنى و أسرار الحُب والعشق؟
و بآلتالي بدء الأسفار الكونية التي بدونها ستبقون للأبد مجرد خدم و صعاليك و فدائيين لكل من هبّ و دبّ؟
ثمَّ أَ لَا تَنظرون لِعلّة المحن و الفساد و الظلم و الجوع في العالم و من وراء ذلك؟
أَ لَم تكن بسبب أؤلئك الجهلاء و الأحزاب ألتي حكمت الناس و تسلطت بغير حقّ لنهب خيرات الفقراء من أجل رواتبهم و حماياتهم !؟
لذا لا تستغربوا ما جرى  و يجرى عليكم .. و سيجري الأسوء لا محال  كنتيجة لجهلكم و نفاقكم و تفكيركم ألسّاذج و خضوعكم للباطل.
إنتبهوا لا يغرّنكم المظاهر و المدّعيات .. بل إنظروا لمعيشة و حال المتصدي و تأريخه, فآلمظاهر خداعة و كاذبة ....

وقَفَ ذات يوم رجل وسيم المنظر و القدّ و آلأناقة و الهندام أمام الفيلسوف سقراط يتبختر و يتباهى بطوله و لباسه و حذائه و حمايته, فقال له سقراط: [تكلّم حتى أراك!]؟
حيث عنى بذلك؛ أن الألقاب و الزعامات و الحمايات و الشكليات و المظاهر لا قيمة لها حين نريد أن نقييم إنساناً .. بل الفكر و آلخطابة و الكتابة الهادفة المُبدعة - لا الأجترارية المكررة و الفتاوى التقليدية .. التي تصدر من مراجعنا و خطبائنا – نعم الفكر و الكتابة المبدعة هي التي تحدّد حقيقة فكر و ثقافة و صدق ألمرجع أو الحزب أو الحركة ومستوى الأنسان الفكري و بآلتالي تحرّر و رفاه و سعادة الأمّة!

لكن مآلعمل في وطن يعيش فيه 40 مليون (إمحيسن) لا يعرفون الفكر و يكرهون ليس الفكر و المفكريين فقط بل حتى القراءة المنهجية بإستثناء الكونيّون, الذين لا يُخفى عليهم بأن هناك مرحلة أبعد من مجرّد الأختصاص و المعرفة؛ و هي (البصيرة) التي يعتبروها مرضاً و ثقلاً ينكد حياتهم لأن حصولها يحتاج للفكر؛ و ألحال أنه علينا معرفة ما يكنه المتصدّي بداخله ولا يستطع بيانه لنعرف حقيقته التي لا يكشفها بالخطابات و الكتابات و الدّعاوى و الفتاوي و هذا حال من يدّعي الوطنية و الدّين و الحُب لبطنه و ما دونه, وآلعدالة لا تتحقق إلا بآلبصيرة بعد ما بات مشوها للغاية في العراق!

و هنا تكمن محنة آلمحن و إلا لما حال عالمنا خصوصا في العراق و المنطقة و باقي العالم الذي بات مدّعي الثقافة و السياسة و الدِّين فيه لا يطربهم إلا مقدار الحصص والكراسي و آلخمس و سماع مَنْ يُؤمّن معيشتهم و رواتبهم ومراتبهم و قدسيتهم وعسى الناس كلهم (نارهم تاكل حطبهم) كما يقول المثل العراقي القديم, لذا يستحيل عليهم نقد أو معارضة من يتفضل عليهم بآلقتات – و كأن المسؤول يعطيهم من إرث آبائه – معاشهم و قتاتهم و ما تفضل به ..  لهذا يخرس ولا ينطق بكلمة ولا بإشارة حتى لو كفر و ظلم و سرق علناً و كما فعل أعضاء الأحزاب و الأئتلافات التي حكمت, بإستثناء الفقراء و الجياع الذين يخرجون مظاهرات لأجل البطن بين الحين و الآخر!؟
لهذا لا أمل في الحرية و الحبّ و السعادة و الأمان وكرامة الأنسان في بلد يضحون بالوطن والدين والقيم في سبيل البطن و ما تحته.
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم
.
أللهم إشهد إني قد بلّغت أللهم فإشهد.

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

Friday, May 07, 2021

الطبابة الكونية ؛ كيف نبني الفكر؟

 تقبل الله أعمالكم .. و كل عام و انتم بخير .. و بعد:

إليكم التالي للدراسة و البحث في الحوزات والجامعات و المراكز و المنتديات الفكرية و الثقافية:


ألطبابة آلكونيّة أو أسفار ألرّوح؛ ألبناء آلفكريّ أوّلاً:


قد يكون الأنسان إستاذاً أو متخصصاً في علم من العلوم ؛ لكن لا يمكن أن يكون منتجاً للفكر ثمّ فيلسوفاً كونيّاً أو عارفاً حكيماً(1) من دون المعرفة الكونية التي يحصل عليها بآلقراءة و البحث و المطالعة و التفكّر العميق و خوص التجارب مقروناً بآلتقوى لإنتاج العلم من منابعه و هي ألذاتية و آلتربية و التعليم و الأعلام الذي يشرف و يؤثر عليه ماهيّة النظام ألأجتماعي ألحاكم و بآلتالي لا يُمكن للأنسان بناء القواعد الفكريّة ألكونيّة كمقدمات لتفعيل دور الخيال لأنتاج العلم و تفعيله عبر البرامج و السياسات التي نبني بهاالحضارة و المدنيّة؛

ما لم يكن بشرطها و شروطها و النظام العادل من أهم شروطها, لذا تقوية و تفعيل دور الخيال, الذي يتغذى من خلال آلبصيرة أو العقل الباطن؛ هو آلأهم في وجود الأنسان و سعادة المجتمع!


 فكيف نبني ألفكر أوّلاً ؟

و ما آلموانع التي تُضعف ألفكر ثانياً؟

و ما آلفرق بين آلفكر و آلرّؤيا و آلخيال ثالثاً؟

و إليكم كيفية بناء الفكر أولاً :

بداية .. يجب التفريق بين الفكر و الخيال .. لنكون على دراية بذلك لبحث و تركيز العلاج الكونيّ ليس فقط للشفاء من الأمراض الرّوحيّة و النفسيّة و الجّسديّة ؛ بل للأنتاج العلميّ و لبناء الحضارة و المدنية أيضاً.


يعتقد البعض غالباً ما بسبب الخلط و التشابه الظاهر بينهما ؛ بأنّ (الفكر) يُقابل (الخيال), و هذا ليس صحيحاً, بل هناك زاوية فنيّة تُحدّد المعنى و المسافة و الوظيفة بينهما, و يجب أن يكون مفهوماً مع الاختلاف, و يشير الفكر إلى الانطباع العقليّ أو العملية العقليّة التي لا تزال تحدث ما لم يتمّ التحكم فيها, من ناحية أخرى الخيال هو التفكير الطوعي الذي يتمّ بَذلَهُ من قِبل مُحاولهِ الذي عليه أن يبذل جُهداً كبيراً لتخيّل ألأشياء, إما جبراً أو تفويضاً و بسلاسة, و يُمكن القول بأنّ (ألخيال) هو التفكير القويّ المركّز بعد تجميع جزئيات الأفكار إلى قوالب و نظم و مناهج خياليّة, و كما يتمثّل في خيال شخص إعتقد بقوة أنه يطير في السماء, أو كآلتي إعتقدت بأنها تعيش في قصر كبير, أو كآلمهندس الذي يتصوّر بناء مجمع سكني أو مستشفى نتيجة المقدمات الفكرية التي جمعها, المهم  ألظاهر هو أن نلاحظ أن الخيال يجب أن ينتهي لنهايته في وقت ما بنتاج عملي يظهر على سلوك أو عمل أو إنتاج أو بناء معيّن.


الأفكار تحدث و تتراكم و تستمر قبل ولادة الجنين و فترة الحمل و حتى إكتمال النمو بعد الولادة و تتم السيطرة عليها – الأفكار - تماماً من خلال التخيّل الذي يعكسه صاحبه لفعل أو مظهر أو سلوك إو إنجاز أمرٍ مّا.


لهذا نرى آلحكماء دائماً يبذلون قصارى جهدهم للسّيطرة على أفكارهم و تقويتها و إستقامتها لتحويل مجرد الفكر (الفكرة) إلى محيط الخيال الخصب ليظهر و يُخلق كواقع نستفيد منه في نهاية المطاف بشكل عملي بعد تحويل النظريّة إلى إنتاج علمي ثم لعمل إيجابي يُفيد البشرية جمعاء.


و قد يكون التفكير أو مقدمات التفكير مبنيّاً على أسس خاطئة و غير عادلة أو إنسانيّة؛ و في هذا الحال يكون الناتج سلبياً بعكس الأول .. لينتهي بصاحبه إلى الفساد و القتل و العنف و الشقاء و الوباء, لهذا نؤكد على البناء الفكري أوّلاً, و يبدأ قبل ولادة الأنسان في الرحم و في مرحلة الحمل ثم الولادة حتى نشأة الطفل  التي يجب أن تكون على ثلاث مراحل؛ 

في السنوات (ألسّبع الأولى) يجب أن يكون فيه الطفل كآلملك يحكم ويفعل ما يشاء و تعطى له الحريّة الكاملة مع حفظ سلامته يرافقه تعليم الأولويات و أسماء الأشياء و هي مرحلة (الروضة).


في السّنوات (السّبع الثانيّة)؛ يكون فيه تلميذاً يتعلّم من المعلمين و المربيين و الأبوين خصوصاً قوانين الحياة الأساسية في التعامل و العشرة و الآداب و غيرها.


في السنوات (ألسبعة الثالثة) يكون فيه وزيراً يُكلّف ببعض الصلاحيات لأنجاز أعمال خاصة بشؤون العائلة و المحيط برعاية و هداية الأبوين و المربيين ليخوض التجارب, و يكتمل عنده الأسس الفكريّة لدخول المجتمع.


كيف نبني ألفكر أوّلاً:


في البناء العادي الذي نستخدم فيه الطابوق و الطين و الأسمنت و الجص و الحديد و الألمنيوم ؛ هناك مسألة هامّة يلتفت لها بعض الأذكياء ألمُرفّهين ألميسورين و من البداية قبل و أثناء بناء الأساس (Basis) و هو وضع مُضادات كيمياوية و سموم قاتلة للديدان و آلحشرات الضارة و (العث) مع طلاء الأساس بالقير و مواد بلاستيكية مقاومة لحمايته من النخر و الحفر و الدمار و الرطوبة و التكلسات المحتملة بمرور الزمن, و هذه الأحترازات و إن كانت مكلفة قليلاً .. من شأنها إدامة و حفظ عمر البناء لأكثر من قرن كإستندارد و كحدّ أعلى لعمر البناء وهو مستخدم الآن في أكثر بلاد العالم التي تتبع قوانين العلم, و صاحبه – أي الباني - لا يبدل مثل هذا البيت (البناء) ألمُحصّن حتى بـ (آلبنتاكون), لعلمه بتفاصيل الأساس و البناء و الديكورات الجميلة التي أختارها, فيستمر معه و يعيش فيه كل العمر.


هذا الامر يصحّ أيضا في البناء الفكري إلى حدّ بعيد, أي بناء ثقافة مركزة في ضمير الأنسان و عقله الباطن, فكلما كان البناء محصّناً بآلبراهين و مقاوماً؛ كلما كان صاحبه أبعد مدى و نظر, و بآلتالي مركزاً للخير و العطاء و الأنتاج العلمي الذي هو أعلى و أرقى منتوج, لذا يجب أن نراعيه حين نريد بناء عقول أبنائنا الذين هم أنفسنا و هذه أكبر و أكثر صعوبة و حساسية و إرهاقاً من البناء المدني و العمراني و التكنولوجي .. لان التعامل مع الفكر ليس شأن الجّميع و لا يشبه التعامل مع الحجر و الحديد و الحساب و التكنولوجيا التي تحددها معادلات و قواعد محدودة و معلومة!


كيف نبني و نتعامل مع ألفكر ليكون منطلقا للسّعادة؟


هناك طبقة خاصة مِمّن أحَبّهم الله - و هذا بحدّ ذاته سرّ و كرامة بين (العاشق و المعشوق) لا يصلها و لا يعرف كنهها و قوانينها و كيفية خوضها حتى الأكاديميون و آلعلماء و المراجع ناهيك عن العوام - و العرفاء وحدهم و بعد عبورهم مرحلة الأجتهاد و الفتوى و ما إلى ذلك؛ وحدهم يعرفون سرّ ذلك و مسالكها بسبب الفيض الكونيّ الذي يلازم الأخلاص ثمّ التسديد الإلهي الذي يتحقق بعد تحقق العشق في وجودهم فيراعونها و يواضبون عليها لأنهم يعرفون قيمتها و دورها و عاقبتها في سعادة الأنسان, لذلك فإن هذا المقال يعني أؤلئك الذين يعرفون قيمة الوجود و العلم و الفلسفة و العرفان و الفرق بينهما .. أيّ الفرق بين (العلم و الثقافة) عموماً, و بين (العلم و الفلسفة) من جهة, و بينها جمعياً و بين (العرفان و الحكممة) من الجهة الأخرى, و قبل هذا كلّه قيمة و معنى (الحُبّ) و دور و قوانين الجّمال الذي بدونه نفقد التقييم و بآلتالي تفقد الحياة معناها و عمقها و فلسفتها, حيث يُمكنهم مطالعة (الفلسفة الكونيّة ألعزيزية) التي هي أمّ الفلسفة و ختامها و بآلتالي العلوم المرتبطة للوقوف على حقيقة ذلك .. بعد كشف تفاصيل هذا الامر الأعظم ودوره في الوجود لتعلقه بسعادة الانسان و مصيره و عاقبته و سبب آلخلق أساساً.


فما المطلوب قبل البدء بآلبناء الفكريّ - ألكونيّ ليس بواسطة العقل الظاهر فقط - لأنّه ليس أكثر من وعاء ظاهري بدائي تعمل مع الحواس الظاهرية الأخرى لتحديد الحساب و الكتاب لوجود الأنسان؛ بل بواسطة العقل الباطن ألذي يمثل أساس حقيقة الأنسان .. لكن هذا العقل الباطن ألذي يسمّيه البعض بـ (ألوجدان) أيضاً, هو أسّ الأساسات و حاضنة و مُختبر معقد لكل السلوك و النتاجات العلمية التي تتداخل معها علم (الكَوانتوم), و لهذا قلنا؛

(ليست حقيقة الأنسان بما يظهره لك .. بل بما يضمره و لا يستطيع إظهاره, لهذا لو أردت أن تعرفه, فلا تصغ لما يقوله؛ بل لما لا يقول .. أو بما لا يستطيع إظهاره).


كما نُحذّر من خلط الفكر بمواد و مبادئ فاسدة في ذلك المختبر كي لا تُفسد النتائج, و يتحقق البناء على أساس سليم.


ففي البناء العادي الماديّ كما أشرنا آنفاً نضع السموم و المضادات و القير و الموانع الصناعية أحياناً لحماية و منع الحشرات و الرطوبة و غيرها من تدمير أساس البناء و فاعليته و تعريض سلامته للخطر و الهدم .. ذلك الأساس يُعادله في البناء الفكري - العقليّ الباطنيّ؛ ألجمال و ألطهارة و النيّة و العقل الأيجابي و القلب المطهّر من الأدران و الأفكار التي تمنع القوى الشّيطانيّة و أبوابها الرئيسيّة التي هي (الدولار) و ( الجنس) من تسميمها حث تدور حول الأنسان على الدوام كل ثانيتين لتحريفه عن مساره, و هذا حال أكثر - إن لم نقل كلّ البشر حتى الذين يحاولون الأنتقال بملل من الحالة البشريّة للحالة الأنسانيّة الأرقى بعض الشيئ - خصوصا في أجواء بلادنا, فحين يكبر آلشّخص و يصل مرحلة الجامعة و تحمل المسؤوليات تراهُ مشحوناً و ملغوما بطاقة منتجة وقودها المبادئ و الأفكار الفاسدة و العنيفة و المتناقضة ذات الأتجاهات المختلفة و العقائد المشوّهة .. فيكون عنصراً هدّاماً لا بنّاءاً.


لذا تراه يتقبّل بسهولة و بلا تردّد لئن يكون فاسداً و مخرّباً و مجرماً بعثياً أو منتمياً لحزب أو إئتلاف هدفهم السلطة و المال ليكون ذيلاً لتحقيق أطماع الرؤوساء بإسم الشيوعية و آلوطنية و الأسلام و الدّعوة لله, لأنه يحمل بوجوده بذور الأنحراف و آلقابليّة على التأقلم مع التقلبات و التبدل السريع لأسباب مادّية على حساب المبادئ, و يتعاظم هذا أيضاً لأسباب مكملة و هي الجينات الوراثية و التربوية لكلّ مذهب و عقيدة و فكرة و نشاط سلبيّ يلتقطه سواءاً كان إيجابيّاً أو سلبياً و ليس من الغرابة أن تره أخيراً يصبح فاسداً بسهولة و يُسر و يسرق حتى حقوق العميان و الثكلان و العريان و بلا رحمة لخلو قلبه من آلرحمة  .. بل فوق كلّ ذلك؛ قد يعتبرها جهاداً في سبيل ربّه الذي يؤمن به و هو لا يعرف حتى صفة واحدة من صفات الربّ الحقيقيّ الذي بات مجهولاً بين البشر اليوم بعد أن حلّ بدله الأرباب!


الذي قد يكون الرّب دقيانوس أو فرعون أو صدام أو نهيان أو محكان او برزان أو رئيساً للحزب الذي يغذيه و قد يكون "آية الله" بآلإسم, ليبقى الرّب الذي يُوثق به هو (الدّولار) كعنوان على العملة [In Gode we trust] !


إذن ألنّية والطهارة و الفكر الإيجابي الذي يُشكّل الضّمير(الوجدان) الواعي مع التواضع و لقمة الحلال متلازمة كمضادات حيويّة تسبق و تدعم البناء الفكريّ في أي مجال لصدّ موجات الفساد و المنكر و العنف و القهر و القسوة و الظلم, و ما يليه من البناء الفوقي المحميّ – الذي يجب تطعيمه بزرع المحبة و الرّحمة و قوانين معرفة الجمال ليحلّ محلّ تلك العقائد و المتبنيات ألتربوية و ألنفسية و الحزبية و القوميّة الجاهليّة المُتنوعة من آلثقافات الشيطانية التي إنتشرت في الأرض, لأنّ المحبة والرّحمة و الجّمال لغة عالميّة لا تحتاج لمترجم ولا تختص بوطن أو حدود أو دين أو مذهب دون آخر, و قد تجده عند ملحد أو كافر أو ممّن لا دين له أساسا, لأنّ الأنسان - أيّ إنسان - يولد على الفطرة ثم التربية من قبل الوالدين هي التي تُحدّد شخصيته و دينه و طبيعة ثقافته و أفكاره.


ألمهم أن يكون أنساناً لا يؤذي الآخرين خصوصاً ألمُقرّبين عبر الأجتهاد برأيه خصوصا في المجال المالي و الأقتصادي و الحقوقي ثم يحسب نفسه أنه يحسن صنعاً, و عليه أن لا يأكل الحرام بل من كدّ يده أو كدّ والديه أو مَنْ يُعيله في حال عجزه, و بعد ما يصل و يُحقّق هذه المرحلة بسلام, يمكنه البحث عن التفاصيل التي تحيط و تصقل تلك ألرّحمة و المحبة و العشق ليكون أساس عقيدته من الأعماق ليشيد فوقها بنائه آلرّاقي السليم و بخطوات و منهج ثابت يكون نافعاً و منتجاً سخياً مع المحبة التي تستحقها العائلة و المقربيّن و كل الخلق, لهذا العرفاء يعرفون طيبة أو فساد الرّجل من خلال تعامله مع عائلته و أهله؛ زوجته أو والديه أو أبنائه أو مقرّبيه, لا مستهلكاً طفيليّاً, كما هو حال معظم شعوبنا الضائعة المستعمرة, و لا مستجدياً للحُب, بل هو مَنْ يعطي و يشع الحُبّ من وجوده ولا يعتمد على جهود الآخرين و لا يهمه كسب ودّهم بسخط الله, و بهذا يؤدي رسالته مقابل هذا الوجود بنحو تام يرضي المعشوق الأزلي.


إنّ ما يجري الآن خصوصا في أوساط مَنْ يسمون أنفسهم أو يُسمّيهم النّاس ألجّهلاء بآلقيادات وآلرّؤوساء و المدراء والحكومات في العالم و في بلادنا بلاد الجهل و المآسي بآلذات لا أستثني أحداً كلّ أعضاء الحكومات و الأحزاب؛ هم طفيليون لا يملكون فكراً إنسانياًّ عادلاً و يبحثون عن مسؤوليّة أو منصب و كرسيّ للسلطة بشتى الوسائل و الواسطات لضمان لقمة أدسم و أموال أكثر بآلفساد و بآلحرام من دون التفكير بآلغد و العاقبة أو العمل المثمر أو أنتاج شيئ مفيد للناس و للأجيال, هذا مع أن أكثرهم قد لُعن لكونه يعلم وجود من هو الأتقى وآلأكفأ منه في الإدارة و العمل!


و الحال أنّ فلسفة الحياة و سبب وجودنا مبنيٌّ أساساً على الأنصاف و آلعدالة و ألمحبّة كمعيار, و لا يتأتى ذلك؛ إلا بآلمعرفة التي تدفع صاحبها و بقوّة نحو النزاهة و الأنتاج و عمل الخير بفعل الوجدان بدل البحث عن حزب أو منفذ أو كرسيّ يستنزف من خلاله قوت أبناء جلدته وأخوته في الدّين أو نظرائه في الخلق بلا رحمة لانه فاقد للرّحمة و هذا هو واقعنا اليوم خصوصاً في الأحزاب و الحكومات التي تحاصصت الحرام و كلّها فاسدة و بكل المقايس و كما ثبت الواقع ذلك ..


حكمة كونية: [ألعمل سبب سعادة الإنسان] الأمام عليّ(ع) .. نعم العمل المنتج ألمفيد لا التخريب والفساد و الدسائس وآلأئتلافات لأجل النهب, كما هو حال حكوماتنا العاطلة إلا عن الفساد.


لذا أوصي جميع أصدقائي و طلّابي؛ بأن يكون كلّ همّهم؛ إرتقاء مجتمعنا و وطننا, وتستوجب بناء آلنّفس عبر بناء الفكر لتنميّة الخيال الخصب على أسس صحيحة و مقاومة, ليتسنى إتّخاذ و تطبيق رسالة العلم و آلمعرفة كما وضّحها المصلحون الألاهيون و الأرضيون أمثال"بيكون" و "آينشتاين" ألذين أكّدو على أهميّة تقوية آلأحساس ألعرفانيّ بالعقل الباطن, لنحقق عملياً الأوبتيمم(الحالة المثلى) لكشف العلوم وتحقيق ألسعادة تسبقها الشفاء من الأمراض.


ملاحظة : يجب معرفة معنى و مواصفات (الأنسان) و فرقه عن مواصفات (البشر) و كذلك فرقهما – أيّ (البشر و الأنسان) - عن (الآدميّ) و مواصفاته, حيث بدون هذه المعرفة الكونيّة .. يستحيل عليك أيّها الباحث ألعزيز و مهما كنت عالماً و بارعاً حتى بمستوى علم إبليس؛ فهم و درك؛ أهمّ آية قرآنية تعتبر بمثابة العمود الفقري لخلق و لوجود الأنسان , و هي :

[و كرّمنا بني آدم], و مرادفاتها من الآيات و الأحاديث بشأن ذلك ليكون خليفة الله و هي أعظم مرتبة في جميع المخلوقات بما فيها الملائكة و الجن و المخلوقات, فحذاراً أن تتجاوز على حقوقه تحت أية مظلة أو سبب !

ولمعرفة الفروقات الجّوهريّة تفصيلا لتلك المراتب؛ راجع فلسفتنا الكونيّة في كتاب [فلسفة الفلسفة الكونية]ٍ وغيره.


خلاصة الكلام لا بدّ من بناء الفكر أوّلاً ثمّ إستثماره بقوّة الخيال لأنتاج العلم و تطبيقه على ارض الواقع كي نُمهّد لحياة طيبة سعيدة خالية من الأمراض و الوباء و الفايروسات و آلعنف و المؤآمرات على أسس كونيّة عادلة و هذا ما سنناقشه في الحلقة القادمة إن شاء الله.


و سنطرح بعد بيان كيفية بناء الفكر و تنميته؛ طرق إستثمار الخيال كنتاج للفكر بإذن الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مراتب الفكر و العلم في الفلسفة الكونية التي من خلالها يتحدّد مستوى الأنسان هي:

قارئ؛ مثقف ؛ كاتب ؛ مُفكّر ؛ فيلسوف ؛ فيلسوف كونيّ ؛ عارف حكيم.