Sunday, January 23, 2022

لماذا العراق إلى سفال!؟ هل يطبق مبدء من المبادئ أدناه في حكومة من حكومات العالم و العراق نموذجاً!. [ما ولّت أمّة رجل .. و فيهم مَنْ هو أعلم منه إلّا لم يزل عمرهم سفالاً حتى يرجعوا مثل عبدة العجل]. و هذا هو حال العراق و مستقبله الأسود تماماً والذي بدأ يلوح في الأفق كنموذج بسبب الغرور و التكبر و لقمة الحرام .. حيث يرجع للوراء على جميع الأصعدة و يتمزّق يوماً بعد آخر بسبب آلأحزاب و التوافقات و الحصص القائمة على سرقة الفقراء لمرتزقتهم و عدم فسح المجال أمام (... مَنْ هو أعلم منهم) لهذا لا بيوت و لا مدارس ولا تعليم ولا خدمات و لا طبابة و لا غذاء ولا دواء ولا ولا .. و كلّ جهة رغم ثبوت فشلهم و خرابهم و غبائهم و جهلهم و فسادهم بسبب الأمية الفكريّة؛ مازالت تدعو لنفسها و لحزبها و هواها و ربّها الحقيقي (الدّولار) و الله المنسي بات للتظاهر و الصلاة في المسجد و إلقاء خطبة لذرّ الرّماد في عيون الناس لكسبهم! و[مَنْ دعا آلنّاس إلى نفسه و فيهم مَنْ هو أعلم منه؛ فهو ضالٍ مُبتدع]. و فوق هذا كله خالفوا نهج الولاية و ما طبقوا الحقّ مثلما طبقه الأمام عليّ(ع) ولا حتى 1% منه رغم أنه كان رئيساً لأكثر من 12 دولة وقتها في آن واحد, لكن حياته و بيته و راتبه لا يختلف عن أيّ جندي أو موظف أو محافظ أو وزير .. بل كان يعيش مثل أيّ فقير في الأمة!؟ تفضل أخي القارئ: إنظر في الصورة أدناه إلى كروش العتاوي و لباسهم و تكبرهم و فعالهم التي أفسدت العراقيين للأسف الشديد .. كأنهم خشب مسندة حتى مراجع الدين و القيادات الإسلامية يعيشون هم و أبناؤوهم و أحفادهم كآلملوك و لكن بمظهر رث لتغرير الناس فلو مرض أحدهم لا يتوانون من صرف ملايين الدولارات لأجل الطبابة و هذا ما تحققت منه بنفسي و لندن تشهد و فندق الخمسة نجوم مع خمسين من حمايات أحد المراجع و علاج زوجة أحد أبنائهم و التي كلفت ملايين الدولارات لمدة شهر كامل, و هكذا كان السياسيون الذين يدّعون نفاقاً إتّباع ولاية الفقيه حيث إختبأت خمس وجبات منهم للآن, بعد ما كانوا يظهرون للتسلط كآلقراصنة ليسرقوا و يُولّوا فجأة بلا رجعة محملين بقوافل من أموال الفقراء ,حيث دمروا و خرّبوا العراق و أخلاق و دين العراقيين .. بحيث لم يبق يؤيدهم اليوم إلا المرتزقة و النفعيين لأجل الرّواتب الحرام رغم إن بعضهم إعتبرهم كفرة و منحرفون.لكن محاكمة الجميع قريبة بإذن الله, و الحق لا بد و أن يظهر. حكمة كونيّة : [ألتجارة بآلأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل] (ألعارف الحكيم).

Saturday, January 22, 2022

بشرى لِعُشّاق ألفكر و الثقافة: سلام عليكم عزيزي آلمحترم .. أبعد الله عنكم السوء و البلاء و الوباء و أحلّ محلّها المحبة و الوئام .. لقد تمّ بفضل الله نشر الكتاب الذي أعلنّا عنه قبل يومين .. أتمنى لكم قراءة ماتعة و نشر مضامينه لمحبي آلمعرفة و الجمال و عمل الخير. https://www.noor-book.com/كتاب-عصر-ما-بعد-المعلومات-Post-Facual-Era-pdf'

Thursday, January 20, 2022

زيباري نموذج للمتحاصص الفاسد:
إن النظام برمّته في العراق و من الأساس مبني على الفساد و الحرام و الفوارق الطبقية و الحقوقية و كما وضّحنا بعض الأرقام في مقال سابق قبل أيام . و المحاصصة و الشراكة و التعاون و التوافق على الحكم مصطلحات مرادفة للأحزاب و المتحاصصين لتمرير الفساد و المحاصصة بإنسيابية و رقة لتقسيم السلطات و الرواتب و الأموال الخيالية على أنفسهم و أعضائهم و هو خير عنوان جديد على ذلك الفساد و دليله و نهجه بعد ما فهم أكثر العراقيين معنى المحاصصة بحسب الفلسفة الكونية .. و هكذا يكون اللعب بآلكلمات للنهب و سرقة أموال الفقراء و التعيّنات و الواسطات وووو ؛ و التحاصص لأجل المرتزقة! فيا أبنائي و أخواني و سادتي .. المحاصصة تعني الفساد و إن تغييرت التعابير؛ لأنها في النهاية هو نهب أموال الصحة و التربية و الدواء و الكهرباء و الخدمات و النثريات و المأموريات و التخصيصات المختلفة من قبل قادة و أعضاء الأحزاب العار و المليشيات والتيارات المختلفة الفاسدة من جيب الشعب العراقي .. و في مقدمتهم يأتي حزب هوشيار زيباري الذي ضرب ضربات قاصمة .. حيث إختلس بضربة واحدة لصالح لكردستان يوم كان وزيرا للمالية عشرات المليار ات من آلدولارات .. واحدة من تلك الضربات عندما كان وزيراً للمالية .. حيث حصل على قرض من صندوق البنك الدولي و كان بحدود 29 مليار دولار بإسم العراق و حولها مباشرة لحساب كردستان و العوائل الحاكمة هناك و في مقدمتهم عائلة البارزاني من دون المرور حتى بآلوزارة أو إستشارة رئيس الوزراء .. و رئيس الوزراء من جانبه أعطى الضوء الأخضر بسكوته على ذلك .. ولم تُذكر المأساة (القضية) إلا في البيانات الرسمية بعد تصفية الحسابات و الجرد حيث تمّ حسابه كقرض على الحكومة المركزية لكن لصالح كردستان .. ثم إن زيباري عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني, فكيف إستولى على حصة الأتجاد الوطني الكردستاني في (رئاسة الجمهورية), إلى جانب تسلطهم على حكومة كردستان و من دون سابق إنذار .. فهل هناك إتفاق خياني ضمني خاص لدفع رشاوى كبيرة لأعضاء آلأتحاد الوطني مقابل التنازل عن هذا المنصب!؟ أنا لا ادري كيف سيوافق السيد الصدر أي (رئاسة الحكومة) على تكرار الفساد على أيدي هؤلاء المرتزقة!؟ و كذلك كيف يمكن السكوت على النهب الذي فعله هذا المدعو زيباري الذي مُسخ وجدانه كآلباقين أثناء وجوده في وزارة الخارجية العراقية حيث كان يحوّل إيرادات الأراضي الزراعية من الشاى و السكر و غيرها خصوصا من الأرضي العائدة للعراق في سيريلانكا و غيرها من الدول مباشرة لكردستان و لحسابات خاصة .. و الحكومات الشيعية الفاسدة كانت تغض الطرف عنها .. لانهم هم أيضا كانوا يسرقون .. يعني (حكلي و أحكلك)!!؟؟ و كذلك سرقة 4 مليار دولار(كاش) أثناء نقلها من البنك المركزي إلى وزارة مركز المالية ؛ حيث تم إفتعال تفجير في سيارة مرافقة من السيارات الثلاثة التي كانت متجهة للوزراة و أشاعوا بأن الأموال (الأربعة مليار دولار) كانت موجودة في السيارة المنفجرة و إحترقت .. بينما الحقيقة أن الأموال هُرّبت عن طريق ألسيارة ألثالثة التي سبقت تلك السيارة .. كما إن وزير الخارجية الحالي الكردستاني (حسين) هو الآخر إستمر بنفس سياسة زيباري .. و لا نتحدث عن الفساد الذي ضرب الوزارة خصوصا في السفارات .. و عدم أهلية الكادر الأداري في إدارة السفارات .. و القضايا عديدة و قد أشرنا لبعضها سابقا.. العراق في مهب الريح و الفقراء هم المتضررون - و كل الشعب العراقي يعاني الفقر بحسب اليونيسيف - من وراء التحاصص و ذلك الفساد العظيم و كأنه منهج لا يمكن الأستغناء عنه .. بسبب أسياد المتحاصصين الذين باتوا في مأمن من أي جزاء أو عقاب لأن الجميع مشتركون بذلك و الأرباب من الخارج هم من يحمون الفساد! لكن تجدر الأشارة إلى أن كردستان أخذت حصة الأسد منذ سقوط الطاغية و للآن في عمليات النهب و الفساد فكرستان ترفع و وزرائهم يكبسون و حصة الأسد كانت من نصيبهم خصوصا لو علمنا بأن الحكومة نفسها تسرق ولا أحد يمكن محاسبتها و كذلك البرلمان بإعتبار تلك المناصب حصص ولا حق لأحد حتى آلسؤآل عن ما جرى و يجري لأن مصيرهم المحاصرة و السجن و تدمير عيشه .. فهل هناك ثورة قادمة لقلع الفاسدين من الجذور و محاكمتهم بقيادة المقتدى!؟ أم إن الفساد سيستمر ما دام الجميع متحاصصون و منشرحين و الحصص مضمونة .. ولا من قوة ولا من إيمان ولا من رادع ولا من قضاء لمحاسبتهم!؟ و آلسؤآل الأخير ؛ هل يستحق الشعب العراقي نتيجة فقدانه إلى البصيرة و نهج الحق .. لأن يُفعل به كل هذا الظلم و المستقبل آلآتي أتعس و أظلم .. و من الجانب الآخر نرى الأعلاميون و المثقفون و بسبب لقمة الحرام و التحجر الفكري و عدم وجود مبادئ الفلسفة الكونية في نهجهم؛ ماضون في كتاباتهم الإسفنجية التقريرية بعلم أو بغير علم و هم يكررون ؛ جاء الزعيم و رحل الرئيس و أكل الوزير و ضر... النائب و فرّغ المسؤول و قال المستشار و النتيجة صفر بآليد حصان مع مزيداً من الفقر و المرض و الفساد؟ بل كل من يقوّم و يدعم هذا النظام الفاسد هو فاسد بقدر سعيه و حمايته التي يقدمها .. ولا تدرك أبعاد ما أقول ما لم تتسلح بآلوعي الكونيّ!؟ ولا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.

Tuesday, January 18, 2022

لا إستقرار في العراق مع الفوارق الطبقية و الحقوقية: تلك حقيقة ناصعة لا يختلف عليها عاقلان منصفان ما زال يمتلكان حرية الوجدان و الحكم بعيداً عن الحزبيات و اللوبيات و العنصريات و المذهبيات التي حرقت العراق للآن بسبب الغباء و التحجر الفكري الذي أصاب كل السياسيين بلا إستثناء .. لذلك: لا إستقرار بدون العدالة و قد قلناها مراراً و تكراراً .. و لكن لماذا لا ينتصر للعدالة ولا سياسي واحد خصوصاً بعد الحصول على المنصب, بل يصم الأفواه ما إستطاع لذلك سبيلاً لأجل إدامة فساده و رواتبه الحرام .. هذا و هم يعلمون كما نعلم نحن بأن الفوارق الطبقية و الحقوقية وصلت أوجّها؛ فراتب رئيس الجمهورية 100 ألف دولار أمريكي .. لهذا نرى أن الحزبيين الكردستانيين البارتي و الوطني حين وصلوا لبغداد رأيتهم وهم يُهرولون في سباق محموم و كأن هناك غنيمة يجب الأنقضاض عليه قبل أن يسبقهم الغير .. و هكذا نائب رئيس الجمهورية80 ألف دولار امريكي.. رئيس البرلمان 80 ألف دولار أمريكي.. النائب الأول لرئيس البرلمان 50 ألف دولار أمريكي.. النائب الثاني لرئيس البرلمان40 ألف دولار أمريكي .. رئيس الوزراء 80 ألف دولار أمريكي... نائب رئيس الوزراء60 ألف دولار أمريكي... وزراء الوزارة السيادية و عددهم خمسة؛ راتب كل وزير 50 ألف دولار أمريكي.. بقية وزراء وزارات الدولة الخدمية 40 ألف دولار أمريكي... الوكيل الأقدم في الوزارة 16 ألف دولار أمريكي .... الوكيل الأداري و المالي في الوزراة تتراوح مرتباتهم من 10 آلاف دولار أمريكي... رئيس المؤسسة 10 آلاف دولار أمريكي ... المدير العام 6 آلاف دولار أمريكي .. كل ذلك من دون أحتساب مخصصات النثرية و الإيفادات و المخصصات الجانبية.. إلى جانب المحسوبيات و المنسوبيات أثناء التعيين و الواسطات و الغلس و الدفن و الفساد بكل أنواعه المعروفة و غير المعروفة.. و فوق ذلك كله راتب بعض الموظفين لا يتعدى 400 دولار أمريكي ... لهذا لا سلام ولا إستقرار و لا بناء و لا حضارة في العراق مع تلك الفوارق الحقوقية و الطبقية التي ما أنزل الله بها من سلطان لا في الإسلام و الأديان ولا في أية دولة كافرة و ظالمة في العالم سوى العراق .. و لو أجتمعت جيوش العالم و أصبحت بعضها لبعض ظهيراً ؛ ما إستطاعت القضاء على الأرهاب ؛ العدالة وحدها تستطيع ذلك .. فهل هناك من عقل حصيف أو قلب واعي يدرك ما نكتب !؟ و بما أن العدالة مفقودة بحسب تلك الأرقام و الفوارق الحقوقية و الطبقية ؛ لذلك فإن الأرهاب و الظلم سيستمر .. و المآسي ستكبر و الجهل سيتسع و النزاعات ستبقى قائمة و ستظهر بألوان و أشكال مختلفة .. لهذا نأمل من الصدر المقتدى مساواة حقوق العاملين في قطاع الدولة و تقريب مستوياتها بحسب الدرجات التي وضّحناها سابقاً .. لتكون الدولة محترمة من قبل الجماهير و المواطنين .. و إلا فأن النتيجة بعد أربع أو خمس سنوات من الآن ستكون نفس النتائج المخزية و المحزنة التي تركتها الحكومات السابقة! أللهم إشهد إني قد بلغت .. فلا إستقرار ولا أمن ولا نظام في العراق مع الفوارق الحقوقية و الطبقية .. أ ليس هناك رشيد و منصف و صاحب وجدان يطالب بآلحق و العدالة في العراق!؟

Saturday, January 15, 2022

أن أمة ﻻ ترعى ضعفاءها ومهمشيها و معوقيها لن تُنصر ؛ لن تُرزق؛ لن تُفلح ؛ لن تنتج ؛ و ﻻ خير مطلقا فيها, و أمرها إلى زوال لا محال! الحديث الشريف يقول: [ما أفلح قوم ضاع الحقّ بينهم]! في العراق ليس فقط ضاع الحقّ و إختلط الحابل بآلنابل ؛ بل هجم الظالمون المتحاصصون على قوت الفقراء و المعوقين و الثكالى و نهبوها بإسم الله و الدين و الجهاد و,,,,! العارف الحكيم عزيز حميد مجيد

Friday, January 14, 2022

تأريخ محاربة الفكر و حرق الكتب في الأسلام : أسباب هدم و حرق المكتبات:

تأريخ محاربة ألفكر و حرق الكُتب في الأسلام: حرق المكتبات هجوم على المعرفة: حكمة كونيّة: [إنّ أمّة كأمّة الإسلام تحرق مكتباتها لتصنع من جلود كتبها ألنّعال و آلأحذية و كُتّابها و وعاظها يحتفلون و يُهلهلون؛ حرّي أن تُذلّ و تخنع للنهاية]. كان العرب قبل و حتى بعد الرسالة الإسلامية لزمن طويل تجاوز القرن؛ يعتمدون على آلحفظ و ليس التدوين, هذا رغم إن القرآن أكّد على القراءة و الكتابة و البحث و التفكر و هكذا الرسول الكريم بقوله: [قيّدوا آلعلم بآلكتابة], فمعظمهم كانوا يعيشون الجهل و الأمية الفكرية و حتى الأبجدية و إلى يومنا هذا, و فوقها عاطلين عن العمل الحقيقي و الأنتاج العلمي و يحصلون قوتهم بآلإغارة و القنص و الرواتب الجاهزة و إلى يومنا هذا لأعتمادهم على النفط, غير أنه ما إن إنصرم قرن و نصف على بعثة النبي محمد(ص), و ما إن آل الحكم إلى العباسيين حتى بدأت أولى بوادر الأهتمام بآلفكر و التدوين لكن بشروط سلطانية و حزبية تتم تعينها من قبل الحكام و الأحزاب الرائجة و في هذه الفترة تم تأسيس بيت الحكم و خزانة المنصور فضلا عن المكتبات التي أنشأها المسلمون في الأندلس غير أن ذلك لم يأت إلا متأخراً, أي بعد نضح المسلمين في التعامل مع ثقافة الآخر أي ثقافة البلدان التي فتحوها, غير أن مرحلة ما قبل حصول هذا الوعي للمسلمين, تميزت بجرائم في حق ثقافة و ذاكرة باقي الشعوب التي دخلوا عليها فاتحين. كانت بلاد فارس تزخر بحركة ثقافية و فكريّة عظيمة جدّاً كما إنبعثت فيها حضارات عريقة , إذ كانت هذه البلاد تتوفر على مكتبات تظم من الكتب النفيس و الناذر في مصنفات الفلسفة و الطب و الفلك و غيرها , غير أن المسلمين ما إن إستوثق لهم الأمر و تحققت لهم الغلبة على أهل الدار حتى إصطدموا بتلك المكتبات العظيمة, فأشكل عليهم الأمر , إلّا أن يعرضوه على الخليفة عمر بن الخطاب , فبعث له قائد جيش المسلمين "سعد إبن أبي وقاص" مستفتياً الخليفة عمر ؛ ماذا نفعل بهذه الكتب يا أمير المؤمنين؟ فجاء جواب عمر كآلتالي : [إن يكن فيها من هدي , فقد هدانا الله إلى ما هو أهدى منه و إن يكن ضلال ؟ فقد كفانا الله تعالى شره , فإطرحوها في النهر أو إحرقوها, فطرحوها في الماء .. فذهبت علوم الفرس]. راجع مقدمة إبن خلدون, ص373. للأطلاع على التفاصيل. و هكذا أتلف المسلمون في دقائق أثمن مصدر للعلم و الفن و الفلسفة و أفسدوا أرقى المكتبات التي كانت موجودة و قتئذ في بلاد فارس و أضاعوا عن أنفسهم و عن غيرهم فرصة التعلم و الدراسة و الحكمة و التقدم و علوم الأولائل. أما في مصر , فهي الأخرى أصابت من الحضارات ما هو أعرق و أفخم من غيرها , كما كانت فيها أعظم مدينة علمية عرفها العصر الوسيط و هي مدينة الأسكندرية التي كانت تحتوي بين أسوارها علماء من طينة (إيراثوستينوس) و هو أول من حسب محيط كوكب الأرض في تأريخ البشرية , و من أوائل ممن أقاموا دلائل عقلية على كروية الأرض , ثم أفلاطون و أفلوطين الفيلسوفين, و "إقليدس" أشهر علماء الرياضيات و المنطق في التاريخ و باطليموس صاحب كتاب الماجسطي و هيباتيا عالمة الرياضيات و الفلك و غيرهم من لالئ الفكر و العلم في التأريخ , حيث كانت تجمع كتبهم و مصنفاتهم في مكتبة الإستكندرية التي كانت أنذاك أعظم مركز علمي فوق كوكب الأرض, و كغيرها من البلاد القريبة من غزية العرب تعرضت مصر و الأسكندرية للغزو العربي فدخلها المسلمون فاتحين و ما كان منهم كذلك إلّا أن يستفتوا الخليفة عمر في شأن المكتبة العظيمة التي وجدوها في الأسكندرية؛ أيَبقون عليها أم يعدموها؟ و الأمر لا يقتصر على ذلك لأبقاء الأمة في وحل الجهل والتخلف, بل وصل الحال لأن يمنع الخليفة عمر تعلّم حتى اللغات الأخرى و العولمة و الأنفتاح على العالم,بقوله: [إياكم و رطانة العجم], فكيف بالانفتاح على تراثهم العلمي؟ وسبحان الله تجد الوهابي السلفي الحقيقي اليوم يحمل ذات العقلية العمرية الظلامية على هذا الصعيد. إذ يذكر المؤرخ العربي المسلم المقريزي في كتابه (المواعظ و الأعتبار) في ذكر الخطط و الآثار ج1 ص 195, و أكد الخبر من بعده المؤرخ جورجي زيدان في الجزء الثالث من كتابه [تأريخ التمدن الإسلامي]؛ أنّ عمر بن الخطاب أجاب عمرو بن العاص؛ بأن يتقدّم إلى المكتبة و يحرقها و يتلف ما فيها من كتب و مخطوطات و ذلك ما حصل فعلاً, حيث كانت تظمّ هذه المكتبة أكثر من 700,000 ألف مجلّد من مختلف أنواع المعرفة البشرية ساعتئذ و بذلك أقدم المسلمون على واحدة من أبشع الجرائم الثقافية و الفكرية التدميرية في التأريخ الأسلامي! إذ إرتدّت الإسكندية إلى مدينة طقوس و أساطير بعد أن كانت أعظم منارة للعلم و المعرفة قبل دخول العراق إليها. و هكذا في مصر , فقد كانت في القاهرة أحد أهمّ المكتبات المودودة أنذاك و هي مكتبة (القصر الكبير) التي أسسها الحاكم بأمر الله الفاطمي , حيث كانت تظم أكثر من 1,600.000 مليون و ستمئائة ألف كتاب مجلد و كان الدخول إليها و ألأستنساخ و الترجمة مجاناً , غير أنها تعرّضت إلى النهب و التلف إثر الخلاف الذي نشب بين المسلمين من الجنود السودانيين و الأتراك , إذ أُحرق الكثير من محتوياتها و هناك مَنْ يذكر أن بعضهم قد جعل من جلودها نعالاً له و ما تبقى منها أجهز عليها حرقاً صلاح الدين الأيوبي الذي كان يقود جيش المسلمين, يوم دخل القاهرة ثم و بسبب إنتشار القحط و المجاعة في مصر في عامي 1348 – 1349م راح بعضهم يعرض مجلداً كاملاً للمقايضة على رغيف خبز .. هكذا إنضافت مكتبة القصر الكبير إلى الكتب في التأريخ الإسلامي و كما تذكر ذلك, (زهراء حسن , حرق الكتب في التأريخ الإسلاميّ ص 286م). و في المغرب العربي أيضاً , تمّ حرق مكتبة الغزالي سنة 500 هـ,من طرف (يوسف إبن تاشفين) نظراً لأحتوائها على مصنّفات علم الكلام الذي يعادل الفلسفة في آلغرب! و لنفس السبب أحرق السلطان محمود بن سبكتكين مكتبة مدينة الري سنة 384هـ ثم إحراق مكتبة دار العلم للفقيه الشيعي (أبا عبد الله محمد بن نعمان) , نظراً لاحتوائها على نسخة من قرآن عبد الله بن مسعود الذي ذكر فيها أسباب النزول و بعض القضايا المتعلقة بخلافة الرسول و وصيّه, و كان يختلف عن نسخ قرآن عثمان بن عفان! ثمّ حرق المسلمون بأمر المتوكل العباسي مرتين .. مكتبة الطوسي في بغداد التي أسسها (سابور إبن أردشير), نظراً لاحتوائها على قضايا تتعلق بآلامامة و الوصاية من بعد الرسول(ص), و في المرة الثالثة حين أرادوا حرق ما تبقى من مكتبته, غادر بغداد هارباً قبيل ذلك بيوم واحد إلى النّجف خلسة و إستطاع أن ينجي بعض تلك الكتب. كما تمّ حرق مكتبة قرطبة في الأندلس التي أسسها المستنصر بآلله الأموي, إذ تمّ عزل كتب الطب و الفقه و ما تبقى من علوم المنطق و الفلسفة و الفكر بعد ما حصل إحراق جزء منه و رمي الجزء الآخر في آبار القصر , للتفاصيل راجع : (زهراء حسن؛ ص 284). من جانب الكُتّاب و المؤلفين فإنهم أيضا ذاقوا عذابات الإضطهاد , إذ شهد (عبد السلام) الحفيد الأكبر للشيخ أحمد إبن حنبل حرق مكتبته الخاصة بأمر قضائي من الفقهاء بعد أن وجدوا في مكتبته مؤلفاً لأرسطو و رسائل (أخوان الصفا), إلى جانب أهانته أمام عوام الناس, راجع (أمير علي بيود, ص 235)! لقد تسبب عثور الخليفة على مجموعة من الكتب في الفلك و التنجيم عنده جرماً كبيراً , ما جعل الفقهاء يحكمون عليه بآلزندقة .. و لإذلاله نزعوا عمامته عن رأسه فداست عليها العامة تحقيراً لهُ, راجع (أمير علي بيود , الإسلام و العلم , ص 219")! ثم من بعده حرّض الفقهاء الخليفة على الفيلسوف "الكندي" أوّل فيلسوف عربي , فأمر بحرق مكتبته , ثمّ إألاتيان به إلى أحد ساحات بغداد و كان رجلاً طاعن في السن بلغ عمره أنذاك 60 سنة, فتمّ جَلدهُ 50 جلدة أمام عوام الناس, راجع(أمير علي بيود, الأسلام و العلم ص210). أما في قرطبة فقد تمّ إذلال العالم ألشّارح "أبو الوليد إبن رشد", حيث تم صده عن الصلاة في المسجد, نظراً لتكفيره من طرف الفقهاء و وصفه بآلزنديق أيضاً, كما أمر الخليفة المنصور بحرق كتبه في باحة المسجد الأعظم بقرطبة و نفي إبن رشد خارج المدينة, راجع (عابد الجابري, المثقفون في الحضارة العربية, ص145 فما فوق). هكذا إذن فإنّ المسلمين تأريخياً إنتزعتهم نزعة تدمير المعرفة و المفكرين و الفلاسفة و محاصرتهم و التضيق عليهم خصوصا إذا ما برز أو ظهر منهم ما يخالف الدّين بنظرهم طبعأً , و لا نقول أن هذه النزعة قد خفّت أوارها, بل لا زال حامياً إلى يومنا هذا! فإلى متى هذا الجنون و الحرب ضد الفكر و الثقافة و أهله؟ و إلى متى تبقون تشحذون و بذلة بسبب الجهل يا من تسمون أنفسكم بآلعلماء الفقهاء!؟ فآلحرب ما زالت قائمة ولم تضع أوزارها ضد الفكر و المفكرين و الفلاسفة ؛ بل ما زال قائماً و ما زال ا لمفكريين الحقيقيين و الفلاسفة العرفاء متغربون حتى في اوطانهم, فهذا محمد باقر الصدر تمّ القصاص منه بآلأمس القريب بعد الأعلان على محاربته و محاصرته على كل صعيد من قبل مقربيه و أجهزة السلطة البعثية الظالمة, لانه برهن لأقرانه من آلفقهاء بأن الأسلام لا ينحصر على مجموعة أحكام عبادية أو طقوسيّة و كفى ؛ بل الأسلام يُمثل كل جوانب الحياة الأخلاقية و الأقتصادية إلى جانب العبادية, فقامت قيامة المُدّعين و المراجع و كفّروه و وشوا به للسلطان وشاركوا في قتله و إغتياله .. و رفض مساومة الظالم الذي ركع أمام بيته صاغراً بكلّ معنى آلكلمة؛ طالبين منه فقط كلمة تأئييد واحدة مقابل صك مفتوح و أمكانات هائلة ؛ لكنه قال لهم: طريقي غير طريقكم .. بينما غيره و لاجل دنيا ذليلة ركعوا والهين أمام الطاغية معلنين تأئيدهم بل و وقوفهم أمام السلطان بكل ذلة .. و هكذا مضت الأيام و أخذ العراق و العراقيين نصيبهم من الذل بسببهم خصوصاً الأحزاب الأسلامية و غيرها و التي إدعت بأنها توالي الصدر و تعمل تحت قيادته .. بينما لم يناصره ولا عضو واحد منهم أيام المحنة, بل الجميع تبرؤوا منه و هرب بعضهم من قادسية صدام .. من الموت و ليس لنصرته أو نصرة الأسلام و نهجه. و ما زال الأمر قائماً ؛ و إن اهل الدكاكين من الأحزاب و التيارات و المراجع المخلتفة : ترى أن أي تطور فكري أو نظرية جديدة ؛ إنّما تؤثر على كسبهم و رواتبهم و إرتزاقهم و ربما إغلاق دكاكينهم ؛ لهذا و لمجرد سماع كلمة أو همسة معاديّة من فيلسوف ينتقد تصرفاتهم و نفاقهم و نهبهم و دجلهم ؛سرعان ما يهبون و يحملون عليه لتكفير ذلك المدعي و كما فعل أجدادهم عبر التأريخ حيث أشرنا لجوانب و أمثلة كثيرة و واضحة على ذلك في مقالات سابقة مشابهة, و ها نحن اليوم نواجه نفس المصير حين أشرنا بأن حزب مثل حزب الله أو حزب الدعوة أو منظمة أمل أو منظمة جعجع أو لحد أو أمثالهم و هم كثر؛ إنما إتخذوا الدّين و الأسلام غطاءاً لجيوبهم و وسيلة لأرتزاقهم لتأمين مصالحهم الآنية مدّعين بغرور كاذب الدفاع و الجهاد للأسلام, بينما لا تجد صفة واحدة من أخلاق و قيم الأسلام و المؤمنين في وجودهم و من بعد يمكنك كشف دنائتهم و تكبرهم و لهوثهم وراء الرب الحقيقي (الدولار) بكل ذلة, و هم يسرقون حتى الفقير الأعمى! لهذا ترى شعوبنا و منهم – المسلمون – و رغم أنهم يملكون المنابع و الخيرات الاقتصادية و الصناعية و الزراعية المختلفة كآلنفط و المعادن و الأراضي الصالحة و الأنهار و المياة و المواقع المخلتفة: لكن معظمهم يستجدون و يشحذون و يلجؤون لبلاد "الكفر" حال ما وجدوا منفذاً لاجل الإستجداء و الفساد و الظلم و السرقة. و السبب كما أشرنا لأنهم لا يكرهون ولا يعادون سوى الفكر و الفلسفة و الثقافة و العلم و الادب .. لهذا لا بد ان يكونوا تابعين أذلاء لسلطة الدولار دوماً ما لم يغييروا ما بأنفسهم . أسباب هدم وحرق ألمكتبات : حرق المكتبات هجوم على المعرفة و العلم: (هدم المكتبة فعل يعود إلى أقدم العصور، ظهر مدمرو المكتبات بالتزامن مع ظهور الكتب نفسها)، هذا ما يثبته الكاتب الفرنسي لوسيان بولاسترون في كتابه؛ "كتب تحترق.. تاريخ تدمير المكتبات". يُسطر الكتاب تاريخ العمليات الكبرى لتدمير المكتبات، فعلى مر العصور، كانت هناك رغبة صريحة في تدمير المكتبات دون إبقاء أي أثر لها، ويرى لوسيان أن سر هذه الرغبة يكمن في أنه لا يمكن الهيمنة على الشعب المتعلم المثقف. تأريخ محاربة ألفكر و حرق الكُتب في الأسلام: حكمة:[إن أمة كأمة الإسلام تحرق مكتباتها لتصنع من جلود كتبها النعال والأحذية وكتّابها و وعاظها يهلهلون؛ حري أن تُذلّ و تخنع للنهاية]. كان العرب قبل و حتى بعد الرسالة الإسلامية وإلى زمن طويل تجاوز القرن؛ يعتمدون على الحفظ و ليس التدوين فمعظمهم كانوا عاطلين عن العمل الحقيقي و يحصلون قوتهم بآلإغارة و القنص و إلى يومنا هذا يعتمدون على النفط, غير أنه ما إن إنصرم قرن و نصف على بعثة النبي محمد(ص), و ما إن آل الحكم إلى العباسيين حتى بدأت أولى بوادر الأهتمام بآلفكر و التدوين لكن بشروط سلطانية و حزبية تتم تعينها من قبل الحكام و الأحزاب الرائجة و في هذه الفترة تم تأسيس بيت الحكم و خزانة المنصور فضلا عن المكتبات التي أنشأها المسلمون في الأندلس غير أن ذلك لم يأت إلا متأخراً , أي بعد نضح المسلمين في التعامل مع ثقافة الآخر أي ثقافة البلدان التي فتحوها, غير أن مرحلة ما قبل حصول هذا الوعي للمسلمين, تميزت بجرائم في حق ثقافة و ذاكرة باقي الشعوب التي دخلوا عليها فاتحين. كانت بلاد فارس تزخر بحركة ثقافية و فكرية عظيمة جداً كما إنبعثت فيها حضارات عريقة , إذ كانت هذه البلاد تتوفر على مكتبات تظم من الكتب النفيس و الناذر في مصنفات الفلسفة و الطب و الفلك و غيرها , غير أن المسلمين ما إن إستوثق لهم الأمر و تحققت لهم الغلبة على أهل الدار حتى إصطدموا بتلك المكتبات العظيمة, فأشكل عليهم الأمر , إلّا أن يعرضوه على الخليفة عمر بن الخطاب , فبعث له قائد جيش المسلمين "سعد إبن أبي وقاص" مستفتياً الخليفة عمر ؛ ماذا نفعل بهذه الكتب يا أمير المؤمنين؟ فجاء جواب عمر كآلتالي : [إن يكن فيها من هدي , فقد هدانا الله إلى ما هو أهدى منه و إن يكن ضلال ؟ فقد كفانا الله تعالى شره , فإطرحوها في النهر أو إحرقوها, فطرحوها في الماء .. فذهبت علوم الفرس]. راجع مقدمة إبن خلدون, ص373. للأطلاع على التفاصيل. و هكذا أتلف المسلمون في دقائق أثمن مصدر للعلم و الفن و الفلسفة و أفسدوا أرقى المكتبات التي كانت موجودة و قتئذ في بلاد فارس و أضاعوا عن أنفسهم و عن غيرهم فرصة التعلم و الدراسة و الحكمة و التقدم و علوم الأولائل. أما في مصر , فهي الأخرى أصابت من الحضارات ما هو أعرق و أفخم من غيرها , كما كانت فيها أعظم مدينة علمية عرفها العصر الوسيط و هي مدينة الأسكندرية التي كانت تحتوي بين أسوارها علماء من طينة (إيراثوستينوس) و هو أول من حسب محيط كوكب الأرض في تأريخ البشرية , و من أوائل ممن أقاموا دلائل عقلية على كروية الأرض , ثم أفلاطون و أفلوطين الفيلسوفين, و "إقليدس" أشهر علماء الرياضيات و المنطق في التاريخ و باطليموس صاحب كتاب الماجسطي و هيباتيا عالمة الرياضيات و الفلك و غيرهم من لالئ الفكر و العلم في التأريخ , حيث كانت تجمع كتبهم و مصنفاتهم في مكتبة الإستكندرية التي كانت أنذاك أعظم مركز علمي فوق كوكب الأرض, و كغيرها من البلاد القريبة من غزية العرب تعرضت مصر و الأسكندرية للغزو العربي فدخلها المسلمون فاتحين و ما كان منهم كذلك إلّا أن يستفتوا الخليفة عمر في شأن المكتبة العظيمة التي وجدوها في الأسكندرية؛ أيَبقون عليها أم يعدموها؟ إذ يذكر المؤرخ العربي المسلم المقريزي في كتابه (المواعظ و الأعتبار) في ذكر الخطط و الآثار ج1 ص 195, و أكد الخبر من بعده المؤرخ جورجي زيدان في الجزء الثالث من كتابه [تأريخ التمدن الإسلامي]؛ أنّ عمر بن الخطاب أجاب عمرو بن العاص؛ بأن يتقدّم إلى المكتبة و يحرقها و يتلف ما فيها من كتب و مخطوطات و ذلك ما حصل فعلاً, حيث كانت تظم هذه المكتبة أكثر من 700,000 ألف مجلّد من مختلف أنواع المعرفة البشرية ساعتئذ و بذلك أقدم المسلمون على واحدة من أبشع الجرائم الثقافية و الفكرية التدميرية في التأريخ الأسلامي! إذا إرتدّت الإسكندية إلى مدينة طقوس و أساطير بعد أن كانت أعظم منارة للعلم و المعرفة قبل دخول العراق إليها. و هكذا في مصر , فقد كانت في القاهرة أحد أهمّ المكتبات المودودة أنذاك و هي مكتبة (القصر الكبير) التي أسسها الحاكم بأمر الله الفاطمي , حيث كانت تظم أكثر من 1,600.000 مليون و ستمئائة ألف كتاب مجلد و كان الدخول إليها و ألأستنساخ و الترجمة مجاناً , غير أنها تعرّضت إلى النهب و التلف إثر الخلاف الذي نشب بين المسلمين من الجنود السودانيين و الأتراك , إذ أُحرق الكثير من محتوياتها و هناك مَنْ يذكر أن بعضهم قد جعل من جلودها نعالاً له و ما تبقى منها أجهز عليها حرقاً صلاح الدين الأيوبي الذي كان يقود جيش المسلمين, يوم دخل القاهرة ثم و بسبب إنتشار القحط و المجاعة في مصر في عامي 1348 – 1349م راح بعضهم يعرض مجلداً كاملاً للمقايضة على رغيف خبز .. هكذا إنضافت مكتبة القصر الكبير إلى الكتب في التأريخ الإسلامي و كما تذكر ذلك, (زهراء حسن , حرق الكتب في التأريخ الإسلاميّ ص 286م). و في المغرب العربي أيضاً , تمّ حرق مكتبة الغزالي سنة 500 هـ,من طرف (يوسف إبن تاشفين) نظراً لأحتوائها على مصنّفات علم الكلام الذي يعادل الفلسفة في آلغرب! و لنفس السبب أحرق السلطان محمود بن سبكتكين مكتبة مدينة الري سنة 384هـ ثم إحراق مكتبة دار العلم للفقيه الشيعي (أبا عبد الله محمد بن نعمان) , نظراً لاحتوائها على نسخة من قرآن عبد الله بن مسعود الذي ذكر فيها أسباب النزول و بعض القضايا المتعلقة بخلافة الرسول و وصيّه, و كان يختلف عن نسخ قرآن عثمان بن عفان! ثمّ حرق المسلمون مرتين مكتبة الطوسي في بغداد التي أسسها (سابور إبن أردشير), نظراً لاحتوائها على قضايا تتعلق بآلامامة و الوصاية بعد الرسول(ص)! كما تمّ حرق مكتبة قرطبة في الأندلس التي أسسها المستنصر بآلله الأموي, إذ تم عزل كتب الطب و الفقه و ما تبقى من علوم المنطق و الفلسفة و الفكر بعد ما حصل إحراق جزء منه و رمي الجزء الآخر في آبار القصر , للتفاصيل راجع : (زهراء حسن؛ ص 284). من جانب الكُتّاب و المؤلفين فإنهم أيضا ذاقوا عذابات الإضطهاد , إذ شهد (عبد السلام) الحفيد الأكبر للشيخ أحمد إبن حنبل حرق مكتبته الخاصة بأمر قضائي من الفقهاء بعد أن وجدوا في مكتبته مؤلفاً لأرسطو و رسائل (أخوان الصفا), إلى جانب أهانته أمام عوام الناس, راجع (أمير علي بيود, ص 235)! لقد تسبب عثور الخليفة على مجموعة من الكتب في الفلك و التنجيم عنده جرماً كبيراً , ما جعل الفقهاء يحكمون عليه بآلزندقة .. و لإذلاله نزعوا عمامته عن رأسه فداست عليها العامة تحقيراً لهُ, راجع (أمير علي بيود , الإسلام و العلم , ص 219")! ثم من بعده حرّض الفقهاء الخليفة على الفيلسوف "الكندي" أوّل فيلسوف عربي , فأمر بحرق مكتبته , ثمّ إألاتيان به إلى أحد ساحات بغداد و كان رجلاً طاعن في السن بلغ عمره أنذاك 60 سنة, فتمّ جَلدهُ 50 جلدة أمام عوام الناس, راجع(أمير علي بيود, الأسلام و العلم ص210). أما في قرطبة فقد تمّ إذلال العالم ألشّارح "أبو الوليد إبن رشد", حيث تم صده عن الصلاة في المسجد, نظراً لتكفيره من طرف الفقهاء و وصفه بآلزنديق أيضاً, كما أمر الخليفة المنصور بحرق كتبه في باحة المسجد الأعظم بقرطبة و نفي إبن رشد خارج المدينة, راجع (عابد الجابري, المثقفون في الحضارة العربية, ص145 فما فوق). هكذا إذن فإنّ المسلمين تأريخياً إنتزعتهم نزعة تدمير المعرفة و المفكرين و الفلاسفة و محاصرتهم و التضيق عليهم خصوصا إذا ما برز أو ظهر منهم ما يخالف الدّين بنظرهم طبعأً لأن الدين عبارة عن طقوس و أحكام لبطونهم و شهواتهم, و لا نقول أن هذه النزعة قد خفّت أوارها, بل لا زال حامياً إلى يومنا هذا, و يقتلون و يشردون كل من يخالفهم خصوصا و إن العوام ما زالوا يعيشون الجهل! فإلى متى هذا الجنون و الحرب ضد الفكر و الثقافة و أهله؟ و إلى متى تبقون تشحذون و بذلة بسبب الجهل يا من تسمون أنفسكم بآلعلماء الفقهاء!؟ فآلحرب ما زالت قائمة ولم تضع أوزارها ضد الفكر و المفكرين و الفلاسفة ؛ بل ما زال قائماً و ما زال ا لمفكريين الحقيقيين و الفلاسفة العرفاء متغربون حتى في اوطانهم, فهذا محمد باقر الصدر تمّ القصاص منه بآلأمس القريب بعد الأعلان على محاربته و محاصرته على كل صعيد من قبل مقربيه و أجهزة السلطة البعثية الظالمة, لانه برهن لأقرانه من آلفقهاء بأن الأسلام لا ينحصر على مجموعة أحكام عبادية أو طقوسيّة و كفى ؛ بل الأسلام يُمثل كل جوانب الحياة الأخلاقية و الأقتصادية إلى جانب العبادية, فقامت قيامة المُدّعين و المراجع و كفّروه و وشوا به للسلطان وشاركوا في قتله و إغتياله .. و رفض مساومة الظالم الذي ركع أمام بيته صاغراً بكلّ معنى آلكلمة؛ طالبين منه فقط كلمة تأئييد واحدة مقابل صك مفتوح و أمكانات هائلة ؛ لكنه قال لهم: طريقي غير طريقكم .. بينما غيره و لاجل دنيا ذليلة ركعوا والهين أمام الطاغية معلنين تأئيدهم بل و وقوفهم أمام السلطان بكل ذلة .. و هكذا مضت الأيام و أخذ العراق و العراقيين نصيبهم من الذل بسببهم خصوصاً الأحزاب الأسلامية و غيرها و التي إدعت بأنها توالي الصدر و تعمل تحت قيادته .. بينما لم يناصره ولا عضو واحد منهم أيام المحنة, بل الجميع تبرؤوا منه و هرب بعضهم من قادسية صدام .. من الموت و ليس لنصرته أو نصرة الأسلام و نهجه. و ما زال الأمر قائماً ؛ و إن اهل الدكاكين من الأحزاب و التيارات و المراجع المخلتفة : ترى أن أي تطور فكري أو نظرية جديدة ؛ إنّما تؤثر على كسبهم و رواتبهم و إرتزاقهم و ربما إغلاق دكاكينهم ؛ لهذا و لمجرد سماع كلمة أو همسة معاديّة من فيلسوف ينتقد تصرفاتهم و نفاقهم و نهبهم و دجلهم ؛سرعان ما يهبون و يحملون عليه لتكفير ذلك المدعي و كما فعل أجدادهم عبر التأريخ حيث أشرنا لجوانب و أمثلة كثيرة و واضحة على ذلك في مقالات سابقة مشابهة, و ها نحن اليوم نواجه نفس المصير حين أشرنا بأن حزب مثل حزب الله أو حزب الدعوة أو منظمة أمل أو منظمة جعجع أو لحد أو أمثالهم و هم كثر؛ إنما إتخذوا الدّين و الأسلام غطاءاً لجيوبهم و وسيلة لأرتزاقهم لتأمين مصالحهم الآنية مدّعين بغرور كاذب الدفاع و الجهاد للأسلام, بينما لا تجد صفة واحدة من أخلاق و قيم الأسلام و المؤمنين في وجودهم و من بعد يمكنك كشف دنائتهم و تكبرهم و لهوثهم وراء الرب الحقيقي (الدولار) بكل ذلة, و هم يسرقون حتى الفقير الأعمى! لهذا ترى شعوبنا و منهم – المسلمون – و رغم أنهم يملكون المنابع و الخيرات الاقتصادية و الصناعية و الزراعية المختلفة كآلنفط و المعادن و الأراضي الصالحة و الأنهار و المياة و المواقع المخلتفة: لكن معظمهم يستجدون و يشحذون و يلجؤون لبلاد "الكفر" حال ما وجدوا منفذاً لاجل الإستجداء و الفساد و الظلم و السرقة. و السبب كما أشرنا لأنهم لا يكرهون ولا يعادون سوى الفكر و الفلسفة و الثقافة و العلم و الادب .. لهذا لا بد ان يكونوا تابعين أذلاء لسلطة الدولار دوماً ما لم يغييروا ما بأنفسهم . مكتبة الإسكندرية : سطا الرومان على مصر في نهاية القرن الأول قبل الميلاد، ولكن عندما رأى يوليوس قيصر أنه وقع في مطب بعيدًا عن روما بقواته المحدودة، قرر أن يدمر الأسطول المعادي الموجود في الميناء، وهو أسطول تلقى المدد من خمسين باخرة أخرى وصلت على عجل لمساعدة أعدائه، وقد اشتعل الحريق الكبير حتى انتشر إلى أبعد مكان، وانتقلت النيران بسرعة البرق فوق السطوح والجدران، وعلى هذا النحو تم تدمير مكتبة الإسكندرية الكبرى عام 48م. مكتبة القسطنطينية : أسس الإمبراطور قسطنطين الكبير مكتبة القسطنطينية عام 330م، وكانت ضخمة وغنية بالكتب، حيث كانت تحتوي على 7 آلاف كتاب، ولم تكن كلها مسيحية، وبعد مئة عام من تأسيسها وصل عدد الكتب إلى 120 ألف كتاب، وهو رقم لا يمكن تجاوزه عام 475م، حيث كانت أكبر مكتبة في العالم آنذاك. حظ المكتبة العاثر شاء أن يستولي على السلطة بشكل غير شرعي شخص قليل الكفاءة يُدعى بازيليسكوس، ودامت سلطته بضعة أشهر فقط انتهت بالفوضى واندلاع الشغب في الشارع، مما أدى إلى اندلاع حريق كبير في المدينة أتى على المكتبة كلها وحولها إلى ركام من الأنقاض. مكتبات بغداد : في أواسط القرن الثالث عشر، كانت توجد 36 مكتبة في العاصمة العباسية، هجمت عليها عصابات هولاكو واستباحتها، وحرقت قوات المغول كل مكتبات بغداد، ورمت خلال أسبوع في نهر الفرات عددًا مهولًا من الكتب، لدرجة أن قوات المشاة من الجنود والفرسان اتخذتها جسرًا تمر عليه، وأصبحت مياه النهر سوداء قاتمة بسبب حبر الكتب والمخطوطات. كتب اليهود : تعرضت كتب اليهود في القرون الوسطى لتنكيل مستمر، حيث كان يعتقد أباطرة وباباوات المسيحية أنها تحتوي على تلميحات سلبية تجاه العذراء وابنها المسيح. رمت قوات المغول خلال أسبوع في نهر الفرات عددًا مهولًا من الكتب، لدرجة أن قوات المشاة من الجنود والفرسان اتخذتها جسرًا تمر عليه، وأصبحت مياه النهر سوداء قاتمة بسبب حبر الكتب والمخطوطات, الملك السوري أنطيوشوس بدأ تلك الملاحقات، ولكن الشخص الذي بالغ فيها هو البابا غريغوار التاسع، حيث حرض ملوك ومطارنة فرنسا وإنجلترا والبرتغال وإسبانيا والبرتغال لجمع كتب اليهود وتسليمها إلى رهبان المسيحية، وفي 1242م، انطلق الفرنسيون قبل غيرهم وحرقوا حمولة 14عربة من الكتب في الساحة العامة بباريس أمام الناس ثمّ أتبعوا ذلك بحرق حمولة 10عربات أخرى في يوم آخر. محاكم التفتيش في الغرب : في عصر محاكم التفتيش، كانت تُصلى بالنار أجساد الرجال والنساء أكثر مما يجري من حرق للمكتبات، كما أخبرنا فولتير. وفي 1515م أعد مجمع لاتران القرار البابوي الذي أمر بإتلاف الكتب المترجمة من اليونانية والعربية والعبرية والكالدية إلى اللغة اللاتينية، وكذلك الكتب التي تحتوي على مغالطات في الإيمان أو تلك التي تدعو لـ"العقائد المفسدة"، كذلك الكتب التي تسيء للشخصيات المرموقة. كتب الصين : في 1772م، أمر الإمبراطور الصيني كيان لونغ بضرورة البحث في المحفوظات العامة والخاصة، طوعًا وعنوة، عن جميع كتب الصين النادرة من مخطوطات أو مطبوعات، بحجة جمعها في موسوعة شاملة، وبالفعل جرت مصادرة 79.337 لفافة في 6 سنوات، لكن بعد جمع هذا العدد الهائل، أمر "لونغ" بحرق أي كتب لمعارضيه. وفي 11 من يونيو 1778م، شهدت بكين تنظيم عملية حرق هائلة للعديد من نسخ الكتب المصادرة. مكتبة الكونجرس الأمريكي : على الرغم من ادعاء الولايات المتحدة الأمريكية أنها لم تتعرض لاعتداء على أراضيها قبل 11 من سبتمبر 2011، فإن التاريخ يخبرنا أن ذلك غير صحيح، ففي عام 1800م أنشا الكونغرس الأمريكي مكتبته بعد أن حصلت على أول دفعة كتب من لندن تمثلت بـ740 عنوانًا، وفي 24 أغسطس 1814، أضرم جيش الغزو البريطاني النار في الكونجرس والثلاثة آلاف كتاب التي كانت تحتويها المكتبة آنذاك. المكتبة الفرنسية : اندلعت الحرب الفرنسية البروسية في أغسطس 1870م، وأُجبرت مدينة ستراسبورغ الفرنسية على الاستسلام بعد سقوط 193 ألف قنبلة بروسية عليها، ولكن كانت المكتبة الفرنسية قد احترقت وبداخلها 400 ألف كتاب. هولوكوست الكتب : مساء 10 من مايو 1933م، وبعد وصول هتلر للسلطة بأربعة أشهر، تجمع وفد كبير من الطلبة الألمان بساحة دار الأوبرا في برلين، كان الطلبة يرتدون لباس مهرجانات اتحاداتهم ويحملون المشاعل بأيديهمـ وجُلبت لهم شاحنات الكتب التي اعتبرها النازيون مخالفة لأيدولوجيتهم، حيث تم سحبها من مكتبات ألمانيا قبل هذا اليوم بعدة أسابيع. في 25 من أغسطس 1992م، دكّ الصربيون بقنابلهم الفوسفورية مدينة فيجكنيكا التي كانت تحتوي على مكتبة ضخمة ظلت تحترق لمدة 3 أيام كاملةفي تلك الليلة، أضرم الطلبة النيران في أكثر من 20 ألف كتاب. مكتبة ليتوانيا الوطنية : تأسست المكتبة الوطنية في ليتوانيا عام 1919م، وضمت 20 ألف مجلد عام 1941م أتلف الجيش الألماني منها 19.175 مجلد، ثم احتل الاتحاد السوفييتي البلاد، وجرت عمليات تخريب في إطار عملية "تخليص المكتبات من المطبوعات الخطيرة أيدولوجيًا"، هكذا تم إرسال 37 طنًا من الكتب إلى مصنع لعجينة الورق خلال عام 1950م وحده. مكتبات كمبوديا : سيطرت عصابات "الخمير الحمر" على الحكم في كمبوديا عام 1975م، وخلال 3 سنوات من الحكم الدموي المطلق، تم قتل ثلث السكان، ودُمرت 5857 مدرسة و1987 معبدًا بوذيًا و108 مساجد وكنائس و796 مستشفى، وأُعلنت الحرب ضد الورق، إذ أُلغيت العملة ووثائق الهوية، وأصبح امتلاك صورة عقوبته الموت، وبالطبع في هذه الأجواء الدموية لم ينجُ الكتاب من الهلاك، حيث انقضّت تلك العصابات على المكتبات وفي مقدمتها المكتبة الوطنية، وتحول 70 ألف مجلد إلى رماد وفتات، والحال نفسه بالنسبة لكليات الآداب والعلوم والتربية عندما أُحرقت أكداس هائلة من الكتب بالقرب من قاعات المحاضرات. مكتبة سريلانكا: في 31 من مايو 1981، هجمت شرذمة من رجال الشرطة في سريلانكا على مكتبة "جافنا"، وأحرقوا مبناها المؤلف من طابقين، بمجلداتها الـ97 ألف المكتوبة على الورق والألواح، من بينها 150 دراسة عن تاريخ "جافنا" اختفت كلها في اللهب. مكتبة البوسنة : في 25 من أغسطس 1992م، دكّ الصربيون بقنابلهم الفوسفورية مدينة فيجكنيكا التي كانت تحتوي على مكتبة ضخمة ظلت تحترق لمدة 3 أيام كاملة، ورغم الخطر الكبير كان الناس يخرجون من بيوتهم للمشاركة في درء المأساة دون جدوى، حيث تحولت أعمال الشعراء والنقاد والكتب الدبلوماسية وكل ما كانت تحتويه المكتبة إلى غبار، ويبدو أن المعتدين لم يكونوا يأبهون بكتبهم نفسها عندما أحرقوا أيضًا رفوف الكتب الكرواتية والصربية داخلها. مكتبة كابول : ازدهرت مكتبات أفغانستان خلال السبعينيات، كان كل مترجم كاتبًا والعكس في أثناء الحقبة السوفيتية، هذا كله تغير على يد "طالبان"، ففي 1996م دمر التنظيم مكتبة كابول العامة التي كانت تحتوي على 55 ألف مؤلَّ". مكتبات العراق : هبت رياح الجنون على العراق في أبريل 2003م، وتم نهب متاحف بغداد والموصل، وأكثر من 10 آلاف موقع أثري، بخلاف المعابد، باختصار تم نهب العراق. بالطبع لم تسلم مكتبات العراق من هذا التخريب، حيث تم تدمير المكتبة الوطنية العراقية التي تأسست عام 1961م في بغداد، وكانت تضم في الثمانينيات 417 ألف مجلد و2618 مجموعة من الصحف والدوريات و4412 كتابًا نادرًا، وقُدرت مقتنياتها عشية الغزو الأمريكي بمليوني مطبوعة رقمية، من بينها أكبر مجموعة في العالم من الصحف العربية. بعد الغزو، لم يبق من المكتبة الوطنية العراقية سوى طبقة سمكية من الغبار يمكن لليد أن تلجها دون أي مقاومة، كما تعرضت للنهب والحرق في الوقت نفسه مكتبة الأوقاف الواقعة على بُعد 500 متر من المكتبة الوطنية.المضنون به على غير أهله. علماء تخلصوا من كتبهم بأنفسهم : عرف أبو حيان التوحيدي كعالم موسوعي لقب بفيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة، وجمع إضافة للفلسفة والأدب علوم البلاغة وعلم الكلام والتصوف وغيره، وعاش أغلب عمره الطويل في بغداد، وتميزت مؤلفاته بتنوعها وغزارة مضمونها وأسلوبه الأدبي البارع الذي اشتمل على وصف للأوضاع العامة في عصره. لكن التوحيدي الذي ألف "الإمتاع والمؤانسة" و"المقابسات" و"البصائر والذخائر" أحرق كتبه في أواخر عمره ضنّاً بها على من لا يقدرها بعد وفاته واشتكى من تجاهل إبداعاته والفقر وقلة الرزق، وكتب لأحد أصدقائه يبين له أنه ليس أول من أحرق كتبه "فلي في إحراق هذه الكتب أسوة بأئمة يقتدى بهم". وذكر التوحيدي في رسالته أيضا نماذج لمن سبقوه، أبرزهم سفيان الثوري الذي مزق كتبه وطيرها في الريح، وأبو عمرو بن العلاء الذي دفنها في باطن الأرض بلا أثر باقي، وداوود الطائي الذي "طرح كتبه في البحر وقال يناجيها "نعم الدليل كنت، والوقوف مع الدليل بعد الوصول عناء وذهول، وبلاء وخمول"، وأبو سليمان الداراني الذي جمع كتبه في تنور وسجرها بالنار ثم قال "والله ما أحرقتك حتى كدت أحترق بك". وذكر جلال الدين السيوطي في "طبقات اللغويين والنحاة" أن أبا حيان التوحيدي أحرق كتبه لما انقلبت به الأيام ووجد أنها لم تنفعه، فجمعها وأحرقها ولم ينج منها غير ما نقل أو تم نسخه قبل إحراقها، وروى التوحيدي كذلك عن شيخه أبو سعيد السيرافي سيد العلماء أنه قال لولده محمد "قد تركت لك هذه الكتب تكتسب بها خير الأجل، فإذا رأيتها تخونك فاجعلها طعمة للنار". وهكذا تنوعت الأسباب التي دفعت علماء عصور التأليف العربي الذهبية للتخلص من كتبهم بأنفسهم سواء بالحرق أو الغسل أو الدفن أو التقطيع أو الإغراق أو غير ذلك، وتنوعت هذه الدوافع بين الخوف من إساءة توظيفها والفقر وقلة الانتفاع بها أو تقديرها أو نجاحها في القيام بدورها المؤقت أو حتى التنسك والرغبة في خفوت الذكر. الزهد و الوصول : اعتبر بعض الكتاب أن هدف الكتابة الوحيد هو أن تكون جسرا إلى الخالق، فما إن يتحقق الوصول حتى يسعوا لحرق الكتب التي استعانوا بها في الرحلة، وقال أحمد بن الحوّاري وهو من أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري، مخاطبا كتبه التي أغرقها "يا عِلم، لم أفعل بك هذا استخفافا، ولكن لما اهتديت بك استغنيت عنك"، وقال أبو سليمان الداراني مخاطبا كتبه "نعم الدليل كنتِ، والاشتغال بالدليل بعد الوصول محال". واعتبر بعض العلماء أن عدم إخلاص النية في تأليف الكتب يستدعي التكفير عنه بالتخلص من الكتب، وذكر الذهبي عن بشر الحافي الزاهد المعروف "أنه قيل له ألا تشتهي أن تحدث؟ قال: أنا أشتهي أن أحدَّث. وإذا اشتهيت شيئا تركته".وروي عن الفقيه الزاهد داود بن نصير الطائي أنه ترك طلب الفقه وأقبل على العبادة ودفن كتبه، وأوصى الفقيه الكوفي الزاهد سفيان الثوري بإحراق كتبه، وقيل إنه دفن بعضها بنفسه وإنه كان نادما على بعض ما كتب فيها, وروي عن الشاعر أبي الحسين عاصم العاصمي الكرخي أنه مرض وغسل ديوان شعره في أواخر حياته، ونقل أبو محمد عبد الله اليافعي في مرآة الجنان أن العاصمي كان شاعرا مشهورا ظريفا صاحب ملح ونوادر وأخلاق فاضلة.ونقل اليافعي كذلك عن أبو بكر السمعاني التميمي أنه غسل ديوان شعره لئلا يؤثر ذلك في قيمة ما كتبه في الفقه الشافعي والحديث. وروي عن أبي عمرو بن العلاء الذي كان إماما في القراءة وعلوم اللغة أنه تنسك فأمر بحرق كتبه أو تخلص منها. حفظ العلم بإتلاف الكتب! وتخلص بعض العلماء من كتبهم خوفا من التلاعب بها من بعدهم، أو دس فيها ما ليس منها، وأشار الخطيب البغدادي في كتابه (تقييد العلم) ؛ [إلى أن بعض المتقدمين كان إذا حضرته الوفاة أتلف كتبه بنفسه أو أوصى بإتلافها , خوفا من أن تصير إلى من ليس من أهل العلم، فلا يعرف أحكامها، و يحمل جميع ما فيها على ظاهره، و ربما زاد فيها ونقص، فيكون ذلك منسوبا إلى كاتبها في الأصل]. وهذا كله وما أشبهه قد نقل عن المتقدمين الاحتراس منه". وورد عن أبي عمرو الكوفي الذي أسلم في حياة النبي وروى الحديث وتوفي في القرن الأول الهجري أنه دعا بكتبه عند وفاته ومحاها وقال "أخشى أن يليها قوم يضعونها في غير موضعها"، بحسب ابن عبد البر في كتاب "جامع بيان العلم وفضله". وأوصى المحدّث شعبة بن الحجاج أن تغسل كتبه بعد وفاته، وذكر ابنه سعد أنه غسلها، وأضاف سعد "كان أبي إذا اجتمعت عنده كتب من الناس أرسلني بها فأدفنها في الطين". وعلق شمس الدين الذهبي على كلام سعد بن شعبة في "سير أعلام النبلاء" قائلا "فعل هذا بكتبه من الدفن والغسل والإحراق عدة من الحفاظ، خوفا من أن يظفر بها محدِّث قليل الدين، فيغير فيها، ويزيد فيها، فينسب ذلك إلى الحافظ، أو أن أصوله كان فيها مقاطيع وواهيات ما حدث بها أبدا، وإنما انتخب من أصوله ما رواه وما بقي، فرغب عنه، وما وجدوا لذلك سوى الإعدام". ونقل ياقوت الحموي في معجم الأدباء أن النحوي علي بن عيسى الشيرازي الربعي من القرن الرابع الهجري صنف تصانيف كثيرة منها شرح الإيضاح ومختصر الجرمي والبديع في النحو وشرح كتاب سيبويه، لكن الأخير غسله بنفسه بعد أن جادله أحد التجار في مسألة فيه فصب عليه الماء وغسله وجعل يلطم به الحيطان ويقول لا أجعل أولاد البقالين نحاة. ورغم أن بعض نسخ الكتب التي أتلفها مؤلفوها عمدا قد نجت بفضل وجود نسخ أخرى أو كانت قد انتشرت قبل إتلافها، فإن الخسارة العلمية التي نجمت عن هذا الإتلاف المتعمد قد تقارن بالخسارة التي تسبب بها إحراق السلاطين للكتب والمجلدات لأسباب سياسية. حرائق مخازن المعرفة على مر العصور.. المكتبات وتاريخ انتصار الهمجية : مستعربة إسبانية تتحسر على ضياع المعرفة العربية الأندلسيةعلى مر العصور تعرضت المعرفة الإنسانية لهجمات عديدة استهدفت محوها، وأتت نيران الجهل على العديد من المكتبات والسجلات والمخطوطات منذ الأزمنة القديمة وحتى العصر الراهن, وفي كتابه "إحراق الكتب: تاريخ الهجوم على المعرفة" -الصادر حديثا بنسخته العربية عن الدار العربية للعلوم ناشرون- يروي ريتشارد أوفندن -مدير مكتبات البودليان الشهيرة في أكسفورد والمسؤول الـ25 الذي يشغل المنصب التنفيذي الأول في مكتبة جامعة أكسفورد منذ عام 1987م- تاريخ إحراق الكتب والمكتبات والمخطوطات والهجوم على المعرفة، متنقلا في أزمنة ومدن مختلفة بينها الأندلس وبغداد وواشنطن وغيرها. المكتبة الفاطمية : مكتبة الفاطميين 2.6 مليون كتاب وفهرس عناوين خزانة الأمويين بقرطبة 900 صفحة.. تعرف على المكتبات في الحضارة الإسلامية عمل أوفندن في عدد من الأرشيفات والمكتبات المهمة، بما في ذلك مكتبة مجلس اللوردات، والمكتبة الوطنية في إسكتلندا (بصفته أمينا للمكتبة)، وفي جامعة إدنبرة حيث كان مديرا لمجموعات تؤرشف تاريخ تدمير المعرفة المسجلة على مدار 3 آلاف سنة الماضية. مخازن المعرفة : يقول المؤلف إن الحفاظ على شعلة المعرفة كان أمرا معقدا، ويشير إلى أن سجلات بلاد ما بين النهرين اُحتفظ بها في المعابد، وبحلول عام 1254م خزّنت السجلات في عهد ملك فرنسا فيليب أغسطس في مجموعة غرف مبنية لهذا الغرض في موقع مصلى سان شابيل بباريس، وفي المقابل استخدمت الوسائط الرقمية لحفظ التراث في العصر الحديث. ويقول أغناطيوس فيراندو فروتو المستعرب الإسباني والأكاديمي بجامعة قادس -للجزيرة نت- "إنَّ بعض وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في نشر الكتب والمخطوطات وأوعية الثقافة الأخرى وحفظ المعرفة، حيث هناك العديد من المنتديات والمدونات المتوفرة على الشبكة العالمية تدور مواضيعها حول الكتب والمخطوطات وما إلى ذلك". البروفيسور أغناطيوس فيراندو الأكاديمي بجامعة قادس في إسبانيا (الجزيرة). محرقة من ورق البردي : يدرس ريتشارد أوفندن المكتبات الأسطورية بعد مكتبة الإسكندرية، التي يقول إنها لا يزال يُنظر إليها -بالمُخيلة الغربية- على أنها أعظم مكتبة في الحضارات القديمة. ويقول الكاتب لقد خزّنت بها معرفة العالم كاملة لتضم 500 ألف مخطوطة، موضحا كيف قام الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر بإشعال حريق بأسطول بحري في البحر المتوسط إلى أن وصلت النيران إلى مكتبة الإسكندرية الكبرى وتمّ تدميرها وسُويت بالأرض تماما جراء الحريق عام 48 م. وتقول الأكاديمية والباحثة العراقية خديجة حسن جاسم -في حديثها للجزيرة نت- "ارتبطت ظاهرة إحراق الكتب والمكتبات في أغلب الأحيان وعبر التاريخ الإنساني بالحروب التي قامت بين الدول، واعتبر ذلك الإجراء من الأسلحة التي استخدمت في الحرب لطمس الهوية الثقافية للشعوب ورسالة تحذيرية للأعداء واستعراض للقوة أمام العالم". ويقول أوفندن إن الحرائق كانت من الحوادث الكبرى التي فقدت فيها العديد من الكتب، ومنها حريق المكتبة الإمبراطورية في روما عام 192 ميلادي، إذ "دمرت النيران المخطوطات الأصلية التي حوت نسخة العلماء الشهيرة من أعمال هوميروس، وهو أحد المؤلفين المؤثرين في العصر الكلاسيكي (وربما في كل العصور)". مكتبات الأندلس المحروقة : ويوضح ريتشارد أوفندن أنه كان هناك أكثر من 70 مكتبة في إسبانيا الإسلامية، ولم يعرف العالم أمة أحرقت كتب غيرها من الأمم أكثر من إسبانيا. كتاب [إحراق الكتب: تاريخ الهجوم على المعرفة] لريتشارد أوفندن صدرت ترجمته العربية حديثا, يقول المؤرخ العراقي الدكتور عبد الرحمن الحجي (1935-2021م) إنه بعد سقوط الأندلس أمرت السلطات الإسبانية الجديدة -عبر التهديد والوعيد ومحاكم التفتيش- السكان المسلمين بتسليم ما لديهم من الكتب والمخطوطات. ويضيف أن عملية جمع الكتب استمرت 7 سنوات، وبعد ذلك أُحرقت الكتب والمخطوطات التي تم جمعها في غرناطة في منطقة باب الرملة، وقَدر كثير من الدارسين الغربيين ما تمّ إحراقه ذلك اليوم بمليون مخطوطة. وتبدي المستعربة الإسبانية الدكتورة كارمن رويث برافو -من جامعة مدريد- تحسرها على فقدان تلك المعرفة، وتقول ؛ [إن ذلك أثّر في ذاكرتنا وتجربتنا الجماعية تأثيرَ المأساة والفقدان]. و تضيف [تمّ إحراق كتب عربية في غرناطة من قِبل الضباط في الجيش المنتصر على المملكة الأندلسية في 1492م، وما يزيد على خطورة العملية ومأساويتها أنها تمت بعد توقيع اتفاقية وعدت باحترام حقوق الغرناطيين الدينية والثقافية]. وتابعت [نعرف أنَّ كثير من الكتب النفيسة النادرة العربية الأندلسية أُرسلت إلى الخارج وبيعت، كما بقي بعضها في المكتبات المؤسساتية الرسمية، كمستشفى غرناطة الملكي، أو في مكتبات خاصة لأشخاص ذوي مكانة وقوة وثقافة نهضوية]. وبينت كارمن برافو في -تصريحها للجزيرة نت- أنه "مع مرور الزمن تبنّى حكام إسبانيا نمطا من الثقافة السلطوية ازداد استبدادا ومبالغة في الوحدوية، إلى حد أنهم منعوا استعمال اللغة العربية، كما منعوا امتلاك الكتب أو المخطوطات المكتوبة بها.. وبقيت الثقافة الإسبانية على هذه الحالة إلى بداية القرن الـ18". وبدوره، يؤكد المستعرب فيراندو فروتوس : [أنه من المعروف أن الكاردينال سيسنيروس الإسباني -و هو أمين سرّ الملكة إيزابيلا- أمر في عام 1500م بإحراق ما يزيد على 4 آلاف مخطوطة عربية ذات طبيعة دينية وتاريخية وشعرية محفوظة في غرناطة، ولم يستثن منها سوى ما يتعلق بعلوم الطب]. و يتابع ؛ [رغم كل ما حدث في تلك الحقبة من الزمان -من الاعتداء على المسلمين وعلى لغتهم وعلى ثقافتهم- فإن الثقافة الإسبانية اقترضت من الثقافة العربية عناصر وجوانب مهمة]. الإبادات الورقية : يستعرض ريتشارد أوفندن نماذج من عمليات إحراق الكتب، حيث يقول :[إن بيت المعرفة -الذي بناه في عام 991م الفارسي صبور بن أردشير- كان يحتوي على أكثر من 10 آلاف مجلد عن مواضيع علمية، لكنه دُمر في منتصف القرن العاشر]. و يرد في الكتاب قسوة الغزوات و التدمير المغولي في العراق، خصوصا أيام غزو تيمورلنك (1239-1400م)، حيث هدمها و أحرق مكتباتها، و لا سيما مكتبة بيت الحكمة في بغداد عام 656هـ، وهي أكبر مكتبة في العالم، حيث رمى أطنان الكتب و المراجع في النهر حتى اصطبغ باللون الأحمر. ويقول الباحث العراقي الدكتور (عبد الأمير زاهد) الأستاذ بجامعة الكوفة : [إنه بعد غزو المغول لبغداد 1258م- 656هـ حدث الإحراق لأسباب التفاوت الفكري بين جماعات المغول المحتلة وأهل البلاد المحتلة، إذ أن بغداد كانت عاصمة لديها تاريخ طويل في إنتاج العلوم، لذلك أحرق المغول مكتباتها]. ويشير زاهد ؛ إلى أن إحراق المغول [ليس له دوافع دينية أو مذهبية، إنما كانت دوافعه سياسية (بدوية)]، لكن إحراق مكتبتي قرطبة وغرناطة 1492م كان لدوافع دينية، وكل هذه الدوافع أضرت المعرفة إضرارا بالغا، و بسبب الإحراق والإتلاف ضاع الكثير من التراث، وحسبك الفهرست لابن النديم الذي فيه مئات الآلاف من عناوين الكتب الضائعة". مخطوطات بدلا من الحجارة .. و يتتبع المؤلف الحديث عن عمليات إبادة الكتب والمخطوطات، فيقول ؛ [إنه في أثناء الحرب البريطانية الأميركية 1812-1814م، هاجم البريطانيون واشنطن، وأضرموا النار بالبيت الأبيض ومبنى البرلمان الذي كان يحوي مكتبة الكونغرس المملوءة بالكتب القيمة، حيث احتُقر البريطانيون جداً بسبب فعلهم الهمجي. و حين "سطعت" وجوه الجنود باللهب قال أحد أولئك الجنود [لا أتذكر أنني شهدت في أي فترة من حياتي مشهدا أشد أسرا أو مهابة]. و يبيّن الكاتب؛ [أن الولايات المتحدة كانت قد شنت هي الأخرى هجوما على المدينة البريطانية يورك (حديثا تورنتو) في أبريل/نيسان 1813م، أدى إلى إحراق المكتبة في مباني السلطة التشريعية]. و يذكر المؤرخ الألماني يوهان ليتزنر من القرن الـ16 أنه في بلدة ووكنريد حُرقت مكتبة ضخمة في عشرينيات القرن الـ16، و تم استخدام مجلدات ثمينة من مكتبة الدير بدلا من الحجارة للمشي في الطرق المُوحلة. حرائق المعرفة : و يتابع أوفندن أنه تم حريق الكتب النازي لأكثر من 20 ألف كتاب أمام عيون الجميع، لمجموعة من أعمال كتّاب ألمان شهيرين في ساحة أوبرا برلين. و يؤكد الكاتب أنّ صعود هتلر للسلطة في 10 مايو/أيار 1933م كان مجرد تمهيد لما يمكن أن يُعد أكثر عمليات إزالة الكتب من الوجود تهيئة وتجهيزاً عبر التاريخ. و يقول المؤلف : [بالعراق أثناء الغزو الأميركي في أبريل/نيسان 2003 لم يتم تدمير معظم السجلات المهمة، بل نُقلت إلى الولايات المتحدة]. أَمَّا الباحث العراقي (عبد الأمير زاهد) فله رأي أخر، حيث يقول في -تصريحه للجزيرة نت- : [كانت هناك فرق مجهولة الهوية في العراق تحرق المكتبات، وقد أحرقت دار الكتب والوثائق ببغداد والمكتبة المركزية لجامعة بغداد، ومكتبة الأوقاف المركزية ومكتبات أخرى]. ويُذكر أنه في عام 2007م بقيت النيران مشتعلة في شارع المتنبي ببغداد 5 أيام، وقد أتت على آلاف الكتب التي تحويها المكتبات المتراصة على جانبي الشارع. وعن أسباب إحراق الكتب والمخطوطات تؤكد المستعربة كارمن رويث برافو -في حديثها للجزيرة نت- أن [هناك سببين؛ فمن جهة تجدون نُخبويّة ثقافية لا تؤمن بفوائد دَمْقرطة الثقافة و ترمي إلى الرقابة و إلى الحفظ بسيطرة العقول التامة و بأية طريقة كانت .. ومن جهة أخرى تجدون دوافع سياسية بحتة و منها تقديم تراث الأخر ليكون سلاحا عدواني يقصد الاصطدام بثقافتنا ولا يريد حوار اللغات والثقافات وتعددها وتعاونها في جو سلمي]. سراييفو : أمَّا المعلومات الأكثر إثارة التي ذكرها ريتشارد أوفندن في كتابه، فإنها تلك التي تتعلق بالهجوم بواسطة القنابل والقذائف الحارقة على المكتبة الوطنية والجامعية في البوسنة والهرسك، و التي تأسست عام 1945م، حيث كانت توجد في مبنى يطلق عليه اسم فياشنيكا (دار المدينة) على يد المليشيا الصربية أثناء حصار [سراييفو) في مساء 25 أغسطس/آب 1992. يقول أوفندن -دون مواربة- [كانت المكتبة هي الهدف الوحيد للهجوم]. و يقول : [تم إحراق هذه المجموعة المؤلفة من مليون ونصف المليون كتاب ومخطوطة وخريطة وصورة وغيرها من المقتنيات]. ويوضح؛ [استغرق احتراق المكتبة بالكامل 3 أيام (من 25 وحتى 27 أغسطس/آب]. ويؤكد الكاتب؛ [أنها كانت جزءاً من عملية إبادة منظمة بدقة متناهية، هدفها الأقصى محو الآثار الماديّة للوجود الإسلامي في البلقان و الذي يعود بجذوره إلى عدة قرون]. و من جانبه، يقول المستعرب أغناطيوس فيراندو ؛ [لعل الدافع الأساسي هو رغبة الطرف الغالب أو القوي في الانتقام من الطرف المغلوب أو المستضعف، و بما أن الكتب والمخطوطات تعتبر رمزا متميزا من رموز الثقافة لدى شعب ما، فإن إحراقها بمثابة ضربة شديدة عليه و إبراز من لديه السلطة و من لا يحق له التعبير عن أفكاره و معارفه علناً من خلال المؤلفات المكتوبة],ويشاطره الرأي عبد الأمير كاظم، فيرى؛ [أنَّ القوى الظلامية لا تتكيف مع مجتمعات مستنيرة تعطي للمعرفة دورها]. ملاحظة أخيرة: يُبرر الكاتب ألمصريّ ألمعروف (عباس محمود العقاد) لعمر قضية حرقهِ للمكتبات و المعارف و العلوم, رغم إنّهُ أيّ(عمر) كرّر ذلك و بتصريح و توثيق من القائد (عمر بن العاص), مرة في مكتبة الإسكندرية و مكتبة الشاه في البلاط الملكي بعد فتح بلاد فارس و غيرها, و كما أكّد ذلك المؤرخ العربيّ الكبير (إبن خلدون) في مقدمته ص373م, لكن العقاد بلا دليل برّر و نفى ذك, حيث قال: [أميل إلى عدم إقدام عمر على ذلك, و لا أعتقد ذلك] .. و غيرها من الظنون, و هي بعيدة عن أيّ سند تأريخي, راجع: http://www.natharatmouchrika.net/index.php/latin-articles/in-english/item/2929-2017-02-18-07-21-55 ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.

Wednesday, January 12, 2022

لماذا يقتلون الفلاسفة ؟

كُلّ آلفلاسفة تَجرّعوا آلسُّم بِسبب ألحُكّام(1) لأنّ عُقولهم تسبق زمنهم فيُجْهَل حَقَّهُم ليعيش آلناس ألمآسيّ بغيابهم. All Philosophers have drunk poison due to the authorities. Their minds have thought too far ahead, such that they have become ignorant of the times they live in. As a result, this has led to unforeseen tragedies for the masses. The cosmic philosopher / Azez al-Khazragy ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ألهَمّ الأوّل و الأكبر للحُكّام هو ابقاء المحكومين كالقطيع خاضعين لاملاءات السلطة, و يتحقق ذلك بحٌجب المعرفة عن الناس ليسهل إستحمارهم. الحاكم بشكل عامّ يكره الفكر و ألفلسفة وبالتالي يكره المفكرين و الفلاسفة التنويريين ألذين يوعون الأمّة ضدّ المستغليين والطغاة, ذلك لأن الفلسفة أساس الوعي وتجعل من العقل نقيضاً للطاعة, لهذا يرى الحاكم بأنّ الفيلسوف متمرّداً يُحرّض المحكومين علي التّمرد. الإسلام المشوّه الذي وصلنا من الحكام و الأحزاب أيضاً علي وجه الخصوص هو اكثر النظم تحقيقاً لتلك المعادلة(قتل الفلاسفة)!ّ لذلك نرى اكبر وأهمّ الفلاسفة في عالم الاسلام تمّت تصفيتهم بالقتل, و كذا في الغرب القديم كإعدام سقراط مثلاًو الكثير من الكتاب و الفلاسفة! وفي العصر الحديث روجيه غارودي و رفيقه هنري كاربون اللذان حوصرا و أبعدا و سجنا, لكشفهم مساوئ الغرب و هكذا (ماسلو) الذي حجبوا نظرياته. وحين نُدقّق في تأريخ سقراط ومن سبقه و من أتى بعده من تلامذته ومصير كلّ مفكر و فيلسوف حقيقي؛ فأننا نبكي و نتألم كثيراً لمصيرهم .. لأنّ جميعهم قُتلوا إمّا بضربة سكين أو بسّم زعاف أو بحبل المشنقة أو بطلقٍ ناريّ أو تمّ محاصرتهم حدّ الأقامة الجبرية! كل هذا لكي يصفى الجو للحكام و الأحزاب لتكريس الجّهل كي لا يعرف الناس حقوقهم ودورهم في الوجود للأستمرارّ في الحكم بغطاء الوطنية و الأنسانيّة و الأسلاميّة وغيرها لأجل النهب والسلب وما يجري في العراق وحتى العالم اليوم هو إمتداد لتلك الحقب السوداء. و العتب الأكبر على ألمؤسسة التعليميّة و الدينيّة والكُتاب وأنصاف المثقفين و الأعلاميين خصوصا نقابة الصّحفين التي تميّزت بآلجهل المفرط وآلصّفة الببغائية للرئيس وآلأعضاء الذين لم تتوضح لهم الصّورة كاملة .. بل عرفوا جوانب وبعض عناوين القضايا المصيرية و الفكريّة و الفلسفيّة بشكل خاص .. ولذا صار همّهم الأول هو آلتّقرب و الحضوة عند الحُكام بدل الأرشاد والنقد, حيث كرّسوا أقلامهم لببيان و تقرير الواقع: قام فلان … و جلس فلان … و صرّح فلان … و إلتقى فلان … و أصدر فلان … وزار فلان.. و نام فلان و إستيقظ فلان وغيرها من الموضوعات التي ليس فقط لم تُفد شيئاً بل سبّبت دمار العراق والامة وكأنها تقارير رجل أمن أو مخابرات. و إن لله و إنا إليه راجعون.لماذا

حرق المكتبات وراء تخلف الأمة!

حرق المكتبات؛ وراء تخلف الأمة! ضياع 8 ملايين كتاب عربي بسبب الجهل و التعصب و الغزو الأجنبي و سياسة الحكومات الدكتاتورية الظالمة: أن حرق الكتب وتدمير المكتبات يُعد من بين أهمّ الكوارث التي واجهت الحضارة العربيّة الإسلاميّة منذ تاريخها الطويل و حتى يومنا هذا. وأنها سبب رئيسي لتخلف الأمة العربية عن النهضة العلمية وسرّ ضعفها، و جعلها نهباً للمستعمر الأجنبي, و إن المتبحر في تتبع بناء الحضارات في العالم قديماً وحديثا، يجد أن تأسيس المكتبات واحترام الكتب والمحافظة عليها وتبجيل العلماء والكتاب هو سرّ بزوغ الحضارات في العالم وسبب شهرتها و أمنها و سعادتها. لقد بنى العرب حضارات شامخة في البلدان التي فتحوها شرقاً و غرباً سبقهم بذلك بلاد فارس و حضارتها إلى جانب الحضارات العربية - الإسلامية كالحضارة العباسية والفاطمية والأندلسية، إلا أن تلك الحضارات أخذت في الأفول بمجرد القضاء على المكتبات وحرق الكتب ومضايقة الأدباء والعلماء والمفكرين و الفلاسفة و الكتاب مشيراً إلى أنّ الكتاب في الوطن العربي واجه عبر العصور المختلفة تحدّياً كبيراً يتمثل في حرقه و تدمير مراكز وجوده وملاحقة مؤلفيه ومضايقتهم بل قتلهم. لقد تعددت أسباب تدمير المكتبات وحرق الكتب أو دفنها في الأرض أو رميها في مياه النهر حتى عصرنا الحاضر, فأنا نفسي خسرت مكتبة كبيرة خلال الثمانينات من قبل اهلي بعد ورود معلومات تفيد بأن أجهزة الأمن يريدون تفتيش غرفتي لكوني مشبوه و غير منتمي لحزب الجهل البعثي! حيث هناك أسباب شخصية بحتة،و أخرى تمثلت في الخوف من اقتناء الكتب باعتبارها محرمة وممنوعة من قبل السلطات الحاكمة و التيارات الدينية بخاصة كتب الفلسفة والكتب العلمية. كما أن هناك أسبابا أخرى مصدرها الحقد والتعصب الأعمى والجهل القاتل و الخوف من إنتشار المعرفة لئلا يؤثر على كرسي السلطان، فضلا عن غزو البلدان العربية واحتلالها من قبل الأجنبي وتدمير مكتباتها وحرق ما فيها من كتب! هذا الواقع المرير قد أدى إلى ضياع زهاء ثمانية ملايين كتاب على أقل تقدير، هي ثمرة جهود العلماء والفلاسفة و رجال الطب و الفكر والأدب والفقه عبر عصور إسلامية مختلفة بدءاً بعصر الخليفة الأول و الثاني و حتى العهد العثماني و الصدامي و إلى يومنا هذا .. ما أدى إلى ضياع الكثير من تراث الأمة العربية الإسلامية الفكري والثقافي بصورة خاصة، وضياع التراث الفكري والثقافي الإنساني بصورة عامة. ومن بين الأسباب الشخصية التي أدت إلى حرق الكتب ذكر مثال أقدام (أبو حيان التوحيدي) بإحراق كتبه بنفسه، لأنه لم ينل من التقدير والاحترام في حياته ما كان يرجوه، فصبّ جام غضبه على كتبه فأحرقها و قال: يروى أنه كانت لعمرو بن العلاء المتوفى سنة 154هـ، كتب ملأت له بيتاً حتى السقف، ثم إنه تنسك فأحرقها. ومن بين الذين أتلفوا كتبهم من تلقاء أنفسهم من أئمة المسلمين لأسباب شخصية كذلك كما ذكر سرحان أحمد بن أبي الحواري، موضحا أنه لما فرغ من التعلم جلس للناس فخطر بقلبه يوماً خاطر من قبل الحق، فحمل كتبه إلى شط الفرات فجلس يبكي ساعة ثم قال: ((نعم الدليل كنت لي على ربي، فلما ظفرت بالمدلول فالاشتغال بالدليل محال)) فغسل كتبه أي تخلص منها. كما أن داود بن نصير الطائي المتوفى سنة 160 هـ/776م قد جمع مجموعة كبيرة من الكتب مكوناً بذلك مكتبة خاصة به وقدم بغداد أيام المهدي العباسي ثم قفل راجعاً إلى الكوفة. وسمع الحديث والفقه وعرف النحو وعلم أيام الناس وأمورهم، ثم تعبد وتحولت حياته إلى العزل والانفراد، فعمد إلى مكتبته التي كانت تضم كتبا في الفقه واللغة والأدب، وأخذ يفرقها في مياه نهر الفرات، وقيل إنه دفنها في الأرض، وفي ذلك ضياع لثروة فكرية كبيرة. ومن النماذج الأخرى؛ ما حدث لأبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله الثوري عندما خشي سطوة المهدي العباسي و بطشه فاختفى عن الأنظار و ظل متستراً عن المهدي في البصرة حتى وافاه الأجل المحتوم سنة 161هـ/777م. وقد امتلك سفيان الثوري مكتبة كبيرة فيها كتب مختلفة من الفقه والعلوم الأخرى، وخاف على كتبه فقام بدفنها. ويؤكد صحة هذه الرواية ابن الجوزي بقوله: (إن من دفن كتبه لسبب مشروع كأن يكون فيها أشياء مدخولة لم يستطع تمييزها ولم يشأ نشرها فلا بأس به، ومثل ذلك فعل سفيان الثوري و بعض الأكابر). و قال: يبدو أن التنسك والتعبد على طريقة الرهبان كان العامل الشخصي الأكبر في تخلص أصحاب الكتب منها بدفنها. حيث استمرت عادة دفن الكتب من دون انقطاع جراء التنسك وهي عادة يمكن أن يطلق عليها عادة وأد الكتب، نظراً لتكرار حدوثها. ففي القرن الثاني للهجرة النبوية الشريفة قام أبو مخلد عطاء بن مسلم الكوفي بدفن كتبه قبل وفاته وهو ممن اتسم بالصلاح والتقى وروى الحديث وروي عنه. أما أغرب حوادث دفن الكتب التي مرت على التاريخ العربي الإسلامي فقد جسدها أبو كريب الهمداني المتوفى سنة 243 هـ/857 م وقد علق البعض على ذلك, قائلاً ؛ إنه كان من محدثي الكوفة الإجلاء، و هو من مشايخ النسائي، و قد أكثر من رواية الحديث. وقد ورد عنه انه كان يحفظ ثلاثمائة ألف حديث، وأوصى قبل وفاته بأن تدفن كتبه معه، فدفنت. وذكر انه من الفواجع التي لحقت بالمكتبات الخاصة في العصور الإسلامية مكتبة بني عمار في القرن العاشر الميلادي حيث أسس بنو عمار مكتبة ضخمة لهم في طرابلس بسورية تحمل اسمهم، غير أنهم جعلوها عامة فيما بعد وفتحت أبوابها لكل قارئ ومتحدث ودارس دون استثناء. وتكاملت مقتنياتها بنهاية القرن العاشر الميلادي. فقد جمعوا لها الكتب الكثيرة والمخطوطات النادرة، وكانت الكتب في معظمها مجلدة تجليداً فاخرا، ومزخرفة بالذهب والفضة وقد قدر شو شتري في كتابه ((مختصر الثقافة الإسلامية)) مقتنيات مكتبة بني عمار بثلاثة ملايين كتاب، وكان لها أكثر من مائة وثمانين ناسخاً يتناوبون العمل بالمكتبة ليلاً ونهارا. وقد ارجع سرحان سبب حرق مكتبة بني عمار إلى توهم الصليبين أن جميع محتويات المكتبة هي نسخ القرآن الكريم. فعند احتلال طرابلس دخل أحد القساوسة و يدعى الكونت برترام سنت جيل مبنى المكتبة، وكان يرافق الحملة الصليبية، وتجول في القاعة المخصصة للقرآن الكريم، فاعتقد أن المكتبة بجميع قاعاتها مخصصة للقرآن الكريم فقط، فأعطى أوامره بحرقها. وأدى حرقها إلى القضاء على الكثير من الكتب والمراجع القيمة وضياعها، ما أوجد فراغاً في المكتبة العربية الإسلامية آنذاك. واستمر مسلسل حرق الكتب وتدمير المكتبات دون انقطاع. فقد شهدت مكتبة سابور التي أسست في عام 381هـ في مدينة بغداد مصيراً مأساوياً لا يقل فداحة عما جرى لمكتبة بني عمار. وقال: إن (مكتبة سابور) تنسب إلى مؤسسها أبو نصير سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة البويهي. وقد ذكرها المؤرخون تحت أسماء مختلفة. فذكرها ابن الأثير تحت اسم (خزانة الكتب) وذكرها ابن تغري بردي، و أبو العلاء المعري، وياقوت الحموي تحت اسم (دار العلم). وأضاف أن المصادر التاريخية تشير إلى أن عدد الكتب التي احتوتها بلغ زهاء 10400 كتاب، من بينها مائة مصحف بخط ابن مقلة. ومن بين المترددين عليها أبو العلاء المعرّي، و جاء ذكر المكتبة تحت اسم «دار العلم« على لسانه في "سقط الزند": أخازن دار العلم كم من تنوفة أتت دوننا فيها العوازف واللغط". وقد استمرت المكتبة تقدم خدماتها للجميع طوال سبعين سنة، ثم أحرقت عند مجيء الملك طغرل بك في سنة 450هـ، وكانت محلتها بين السورين كما جاء ذلك في كتاب البداية والنهاية لابن كثير. وقال سرحان في محاضرته إن بعض حكام العرب ساهموا في حرق الكتب دون وازع من ضمير. ومن بين أهم المكتبات التي أحرقت على أيدي الحكام العرب (مكتبة ابن حزم الأندلسي) المتوفى سنة 456هـ/1063م. ويعد ابن حزم أشهر ممثلي الثقافة العربية في الأندلس، وكان شاعراً ومحدثاً وخطيبا، وعرف بصاحب المذهب الظاهري وقد أحب ابن حزم الكتب كثيراً وجمع منها أعداداً جمة، كما ألف العديد من الكتب، وأضحت مكتبته من بين أضخم المكتبات الخاصة في الأندلس. وكان أبوه من علماء قرطبة، نظم الشعر واهتم بالكتابة، وعين وزيراً في الدولة المروانية. وبعد وفاة والده بسنتين أكره على مغادرة قرطبة إلى المرية. غير أن الأمور لم تبق على حالها، فقد رضي عنه وعين وزيراً أكثر من مرة، وتقلد آخر وزارة له في عهد هشام الثالث الملقب بالمعتمد. كما اهتم ابن حزم بأمور التأليف وجمع الكتب وقراءتها وفضلها على أمور السياسة. ونظر إليه البعض بعين الحقد والحسد وأثاروا حوله الجدل مما حدا بالمعتمد بن عباد صاحب أشبيلية أن يأمر بحرق كتبه علنا. وهنا أنشد أبياته المعروفة يبدي فيها حسرته ولوعته بفقدانه كتبه، موجهاً تلك الأبيات إلى صاحب أشبيلية بنبرة التحدي. كما تعد مكتبة عبد السلام بن عبد القادر بن أبي صالح بن جنكي دوست الجبلي البغدادي المدعو بالركن، المكتبة الثانية التي تحرق بأمر حاكم عربي هو الخليفة العباسي الناصر لدين الله المتوفى سنة 622هـ/1225م واهتم عبد السلام بجمع الكتب الخاصة بعلوم الأوائل، ومن بينها كتب الفلسفة واقتنى في هذا المجال وغيره كتباً كثيرة. ونالت مكتبته شهرة واسعة بخاصة أنه جمع من كتب الفلسفة والكتب العلمية ما لم يجمعه غيره، مما أدى إلى التشهير به وإحراق كتبه. وكما هو معلوم أن كتب الفلسفة خاصة كانت ممنوعة في تلك الأيام باعتبارها في نظر الجهلة والمتشددين تفسد العقل. وتطرق كذلك إلى ما ذكره القفطي في كتابه (تاريخ الحكماء) حول قصة إحراق مكتبة عبد السلام عندما برزت الأوامر الناصرية بإخراجها إلى موضع في بغداد يعرف بالرحبة لحرقها بحضور الجمع الغفير. وقد كلف بتنفيذ هذه المهمة عبيد الله التميمي البكري المعروف بابن المارستانية، وجعل له منبراً صعد عليه وخطب خطبة لعن فيها الفلاسفة ومن يقول بقولهم. وذكر الركن عبد السلام صاحب المكتبة بشر وكان يخرج الكتب كتاباً كتاباً فيتكلم عليه، ويبالغ في ذمه وذم مصنفه ثم يلقيه من يده لمن يلقيه في النار. ومن بين الكتب التي القيت في النار كما جاء بالمحاضرة كتاب (الهيئة) لابن الهيثم حيث أشار ابن المارستانية إلى الدائرة التي مثل بها ابن الهيثم الفلك وهو يقول: وهذه هي الداهية الدهماء والنازلة الصماء والمصيبة العمياء، ثم خرقها وألقى الكتاب في النار. وأكد المحاضر أن إحراق الكتب كان شائعاً في تلك العصور تشفياً من عدو أو نكاية فيه، فكان أهل كل ملة يحرقون كتب غيرها، كما فعل عبد الله بن طاهر بكتب فارسية كانت لا تزال باقية إلى أيامه (سنة 213 هـ) من مؤلفات المجوس، وقد عرضت عليه فأمر بإلقائها في الماء، وبعث إلى الأطراف أن من وجد شيئاً من كتب المجوس فليعدمه. وأوضح أن الحكام أو الخلفاء كانوا إذا أرادوا اضطهاد المعتزلة والفلاسفة أحرقوا كتبهم. ومن أشهر الحوادث من هذا القبيل ما جاء على لسان ابن خلدون ما فعله السلطان محمود الغزنوي لما فتح الري وغيرها سنة 420 هـ، قام بقتل الباطنية ونفى المعتزلة وأحرق كتب الفلاسفة والاعتزال. واستخرج كتب علوم الأوائل وعلم الكلام من مكتبة الصاحب بن عباد التي وقفها على مدينة الري وأمر بإحراقها. كما حوربت كتب الغزالي في المغرب العربي من قبل أمراء المرابطين الذين تلقبوا باسم أمراء المسلمين، و أمروا بإحراقها، و تقدموا بالوعيد الشديد من سفك الدم واستئصال المال إلى من وجد عنده شيء منها. وقال إنه في زمن الموحدين وبخاصة في أيام مؤسس السلالة الموحدية محمد بن تومرت، جرى اضطهاد المؤلفين ممن كتبوا في علم المذهب والفقه وأحرقت كتبهم. ويذكر أحمد أمين في كتابه (ظهر الإسلام) حوادث حرق كتب الفقهاء في عصر مؤسس دولة الموحدين من خلال ما رواه (صاحب المعجب) باعتباره شاهد عيان على حرق الكتب بقوله: «وفي أيامه - أي أيام محمد بن تومرت - انقطع علم الفروع وخافه الفقهاء، وأمر بإحراق كتب المذهب، فأحرق منها جملة في سائر البلاد. وقد شهدت ذلك وأنا بمدينة فاس يؤتى منها بالأحمال فتوضع ويطلق فيها النار« وقد تعهد المنصور الموحدى (في القرن السادس الهجري) ألا يترك شيئاً من كتب المنطق والحكمة باقياً في بلاده، وأباد كثيراً منها بإحراقها بالنار، وشدد ألا يبقى أحد يشتغل بشيء منها، وأنه متى وجد أحد ينظر في هذا العلم أو وجد عنده شيء من الكتب المصنفة فيه فانه يلحقه ضرر عظيم. وقال لم تتوقف هذه المأساة التراجيدية عند هذا الحد، بل وصل الأمر إلى تدمير المكتبات الضخمة التي أسست من قبل الخلفاء أنفسهم، ورعتها الدولة من بيت مال المسلمين، وكانت بمثابة مكتبات وطنية أو مركزية عامة وفق مفاهيم العصر الحديث،فالمكتبات الرئيسية التي تأسست في العصور العباسية والفاطمية والأندلسية انتهت بشكل مفجع تماماً وضاعت الجهود التي بذلت في جمع الكتب والمخطوطات. وكانت عوامل الحقد والجهل والتعصب الأعمى السبب الرئيسي في تدمير ونهب وحرق وضياع المكتبات الإسلامية الرئيسية. وذكر أن مكتبة بيت الحكمة في بغداد ظلت ردحاً من الزمن تمثل الإشعاع الفكري العربي الإسلامي منذ أن أسسها هارون الرشيد ورعاها ابنه المأمون إلى حين تدميرها. وقد ضمت المكتبة مجموعات ضخمة من الكتب على اختلاف أنواعها، منها كتب التراث الإسلامي، والسير والتراجم، والكتب العلمية والفلكية، وكتب الكيمياء والطب والرياضيات، وكتب الفلسفة والأدب واحتوت المكتبة على مرصد فلكي ومخطوطات ومصورات بلدانية. وأضاف أن ول ديورانت وصف في كتابه «قصة الحضارة« مكتبة بيت الحكمة أنها مجمع علمي، ومرصد فلكي ومكتبة عامة. أنفق في إنشائها مائتي ألف دينار (نحو 950000 دولار أمريكي) وأقام فيها طائفة من المترجمين وأجرى عليهم الأرزاق من بيت المال. وأشار إلى أن دور بيت الحكمة لم يتوقف على اقتناء الكتب وحركة الترجمة والمناظرات والندوات، وإنما تعدى ذلك إلى رصد الأجرام السماوية وتسجيل نتائج تلك الأرصاد. كما حقق العلماء العرب من خلال مرصد المكتبة الفلكي في كشوف بطليموس ودرسوا كلف الشمس ورصدوا مواضعها وان المكتبة دمرت على أيدي المغول عند اجتياحهم بغداد، وألقوا بجميع محتوياتها في نهر دجلة وتحول ماء دجلة إلى اللون الأسود وهو لون المداد المستخدم آنذاك. كما دمر المغول بالإضافة إلى مكتبة بيت الحكمة ستة وثلاثين مكتبة عامة أخرى في بغداد. وقال إنه لم يكن مصير دار العلم بالقاهرة أفضل من مصير بيت الحكمة في بغداد، وكانت تعد أضخم مكتبة عرفها التاريخ الإسلامي. وقد أسس المكتبة الخليفة العزيز بالله الفاطمي في قصره، ثم بنى ابنه الحاكم بأمر الله مبنىً خاصاً للمكتبة في عام 395 هـ بجوار القصر. ويوضح المقريزي (المتوفى سنة 845 هـ/1442م)، في كتابه (الخطط المقريزية) كما جاء بالمحاضرة أن أقسام المكتبة التي تتألف من قسم للفقهاء، وقسم لقراء القرآن الكريم، و ثالثاً للمنجمين، وقسم رابع لأصحاب النحو و اللغة، و قسم آخر للأطباء. وأباح الخليفة الحاكم بأمر الله المطالعة فيها لجميع الناس وقد بلغ عدد قاعات المكتبة ثماني عشرة قاعة كما تذكر ذلك المستشرقة الألمانية (يغرد هونكة) في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب) التي أشارت إلى مقتنيات المكتبة بقولها: (وفي القاهرة رتب مئات العمال والفنيين في مكتبتي الخليفة مليونين ومئتين من المجلدات، وهو ما يعادل عشرين ضعفاً مما حوته مكتبة الإسكندرية في عصرها). وقد بهرت المكتبة جربرت فون أورياك الذي ارتقى كرسي البابوية في روما سنة 999م باسم البابا سلفستروس الثاني وقال متحسراً: (انه لمن المعلوم تماماً أنه ليس ثمة أحد في روما له من المعرفة ما يؤهله لأن يعمل بواباً لتلك المكتبة. وأنى لنا أن نـعلم الناس ونحن فـي حاجة لمـن يعلمنا، إن فاقـد الشيء لا يعطيه). وقدر شوشتري في كتابه (مختصر الثقافة الإسلامية) عدد مقتنيات المكتبة بثلاثة ملايين مجـلد، وإنـها كانـت أضـخم مكتـبة عرفهـا التـاريخ فـي ذلك العـصر. وقال سرحان أن المكتبة تعرضت هي الأخرى للخراب والدمار، وضاعت مئات الآلاف من الكتب حين وقع الخلاف بين الجنود السودانيين والأتراك في عام 1068م وهو العام الذي شهدت فيه مصر مجاعة كبيرة ولم يستطع الخليفة آنذاك من دفع رواتب الجند، مما دعاهم للهجوم على المكتبة والعبث بمحتوياتها، فأتلفوا كتبها. وعمد العبيد إلى الكتب المجلدة تجليداً فاخراً فنزعوا أوراقها واتخذوا من جلودها نعالاً وأحذية لهم. وعندما تولى صلاح الدين الأيوبي حكم مصر قضى على البقية الباقية من المكتبة وذلك إما بتوزيعها على رجاله وإما بعرضها للبيع بأي ثمن كان. وأشار القلقشندي إلى نهاية هذه المكتبة بقوله: (وكانت من أعظم الخزائن، وأكثرها جمعاً للكتب النفيسة من جميع العلوم... ولم تزل على ذلك إلى أن انقرضت دولتهم (أي دولة الخلفاء الفاطميين) بموت العاضد آخر خلفائهم، واستيلاء السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب على المملكة بعدهم، فاشترى القاضي الفاضل أكثر كتب هذه الخزانة، ووقفها بمدرسته الفاضلية بدرب ملوخيا بالقاهرة، فبقيت فيها إلى أن أستولت عليها الأيدي فلم يبق منها إلا القليل). وأضاف سرحان في محاضرته أن العديد من المصادر التاريخية تؤكد أن صلاح الدين الأيوبي كان سبباً في القضاء على هذه المكتبة، حيث يذكر المقريزي أنه في عهد صلاح الدين قضي على خزائن مكتبات الفاطميين وتشتت ما تبقى من كتبها بيعاً على تجار الكتب وعطاء لبعض العلماء والقضاة فضلاً عما أهداه صلاح الدين للمقربين إليه. وحدد لبيع الكتب يومين كل أسبوع واستمر عشر سنوات تولى تجار الكتب والدلالون مهمة البيع تحت امرة قراقوش. وقد نال القاضي الفاضل مائة ألف مجلد من المكتبة، كما نال عماد الدين الأصفهاني نصيباً من الكتب بلغ ثمانية جمال، وبهذا أطفئت الشعلة التي كانت محط رجال العلماء والأدباء والشعراء والمفكرين فترة من الزمن. أما المكتبة الرئيسية الثالثة التي دمرت فهي مكتبة قرطبة التي اهتم بها الحكم الثاني وبذل الأموال الطائلة في جمع الكتب والمخطوطات وزودها بأنفس الكتب والإصدارات التي كانت تؤلف حينذاك وكان الحكم شغوفاً بقراءة الكتب، كما كان مهتماً بتنظيم المكتبة وتصنيفها وتزيينها بالزخارف الفنية، فعين عدداً من المجلدين المهرة لتجليد الكتب التي كتبت بحروف من الذهب، وزينت بالتصاوير الجميلة. وبلغ عدد الكتب التي ضمتها المكتبة قرابة أربعمائة ألف كتاب إضافة إلى دواوين الشعر التي غطت ثمانمائة صفحة من فهرست المكتبة. وأكد منصور سرحان أن العرب خسروا خسارة فادحة جراء حرق الكتب وتدمير المكتبات الرئيسية التي كانت مصدر إشعاع حضاري لجميع أبناء الإنسانية آنذاك. وجاءت الحروب الصليبية التي استمرت زهاء قرنين كاملين أي من عام 1096م إلى عام 1291م لتقضي على ما تبقى في العالم العربي من كتب ومكتبات. ففي شرق الوطن العربي حرق الصليبيون مكتبة بني عمار في سوريا كما مربنا. وقال : في غرب الوطن العربي وبصورة خاصة في شبه جزيرة إيبريا، شن الأسبان حرباً شعواء على العرب المسلمين هناك، مستهدفين بحقد أعمى الكتب والمكتبات، فعملوا فيها حرقاً وتدميراً من أجل القضاء على التراث العربي والثقافة الإسلامية، ضاربين عرض الحائط جميع المعاهدات والاتفاقيات المعقودة بينهم وبين المسلمين. وذكر أن مسلسل حرق الكتب وتدمير المكتبات في الوطن العربي لم يتوقف عند هذا الحد، بل استمر وبطريقة أخرى تمثلت في نهب الكتب والمخطوطات النادرة ونقلها إلى بعض البلدان الأجنبية الغازية، فقد قام العثمانيون أثناء احتلالهم مصر وانتزاعها من يد المماليك في القرن السادس عشر الميلادي بسلب ونهب وتدمير وحرق الكثير من المكتبات. وقد وثق المؤرخ ابن أياس المتوفى سنة 930 هـ/1523م الذي عاصر الفتح العثماني، الكثير من أحداث التخريب والتدمير وحرق المكتبات، وذكر بعضاً منها إبان حوادث عام 923 هـ/1517م وذلك قبل هزيمة طومان باي، حيث كان القتال بين مماليكه والجنود العثمانين. وقد نهبت مكتبة السلطان حسن، وأحرقت مكتبة جامع الأمير شيخو عن بكرة أبيها وغيرها من المكتبات. ونقلت الآلاف من المخطوطات العربية إلى أستانبول. ويقول د. منصور سرحان انه يبقى أن نبين للحقيقة والتاريخ أن هناك تهماً لفقت زوراً وبهتاناً للنيل من المسلمين الأوائل وللصق تهمة حرق الكتب وتدمير المكتبات على أيديهم في السنوات الأولى للفتوح الإسلامية، ومن المدهش حقاً أن اتهام المسلمين الأوائل بحرق الكتب جاء على لسان بعض الكتاب والمؤرخين العرب. فقد ذكر جورجي زيدان في كتابه (تاريخ التمدن الإسلامي) أن إحراق المكتبات على أيدي المسلمين من الأمور المؤكدة وأن كان ذلك بحسن نية حيث لا كتاب إلا كتاب الله. ويبدو أن جورجي زيدان اقتبس من كتاب (كشف الظنون) حادثة حرق مكتبات فارس على أيدي المسلمين بعد فتحها. والمؤكد أن المسلمين براء من هذه الحادثة، ومن حادثة حرق مكتبة الإسكندرية التي اعتمد جورجي زيدان في ذكر حرقها على كتاب تاريخ (مختصر الدول) لأبي فرج المالطي وهو يهودي تنصر، إلا أنه نقل روايته عن مؤرخ مسلم يدعى جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم القفطي. والغريب في الأمر أن بعض المؤرخين العرب ذكروا في كتبهم حادثة حرق العرب لمكتبة الإسكندرية كما جاء في كتاب (الموعظة والاعتبار) لعبد اللطيف البغدادي، وأتى من بعده عدد من المؤرخين من أمثال جمال الدين القفطي في كتابه (تاريخ الحكماء) وأبي الفرج بن العبري في كتابه (مختصر تاريخ الدول)، وأبي الفداء في كتابه (المختصر في تاريخ البشر)، وتقي الدين أحمد بن علي المقريزي في كتابه (الخطط المقريزية). وقد أنكر مجموعة من الباحثين في مجالي التاريخ والمكتبات من العرب والأجانب محاولين تفنيد مزاعم حرق المسلمين لمكتبة الإسكندرية داعمين بحوثهم وكتاباتهم ببراهين جلية لا يرقى إليها الشك. وفي مقدمة الباحثين العرب الذين توصلوا من خلال البحث في العديد من المصادر التاريخية العربية والأجنبية، وقدموا البراهين التي تؤكد براءة العرب المسلمين من حرق مكتبة الإسكندرية.. الذي ضمن كتابه (المكتبات في العصور الإسلامية) براهين وحججاً منطقية تدحض التهم التي حاول البعض إلصاقها بالمسلمين. كما توصل إلى أن قصة حرق المسلمين مكتبة الإسكندرية قصّة مختلقة لا وجود لها من الصحة. إننا نحاول في هذا البحث أن يبين حقيقة الفرق بين تهم ملفقة لا تمت بصلة إلى الواقع، و بين أحداث و حقائق مأساوية قام بها البعض من حكام ومحكومين كان نتيجتها حرق عشرات الآلاف من الكتب وتدمير بعض المكتبات، وبخاصة أن التاريخ الحديث يؤكد أن المكتبات حتى في أوروبا وأمريكا لم تسلم هي الأخرى من الحرق والتدمير. ففي عام 1814م تم حرق مكتبة الكونجرس بالولايات المتحدة الأمريكية بصورة متعمدة. وأضاف في تاريخ البحرين الحديث تعرضت مكتبة آل عصفور إلى النهب بعد استيلاء العمانيين على البحرين. والمعروف أن هذه المكتبة تأسست في القرن الثامن عشر الميلادي وجمع كتبها الشيخ أحمد بن إبراهيم آل عصفور. وفي مجال آخر أمر عبد الله الزايد بحرق ملفه السياسي، وهو الملف الذي جمع فيه على ما يبدو بعض الوثائق وقصاصات صحفية ومذكراته الخاصة بشأن الأمور السياسية. ويذكر المؤرخ البحريني مبارك الخاطر في كتابه (نابغة البحرين عبد الله الزائد) أنه أي الزائد - كان له ملف سياسي احتفظ به عند صديقه راشد الجلاهمة خوفاً عليه وعندما تدهورت صحته في آخر حياته طلب من صديقه الجلاهمة حرق الملف، فنفذ الجلاهمة رغبة صديقه وحرق الملف وغادر في الحال إلى القطيف ليمارس عمله هناك. ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه.. فبعد دخول قوات التحالف بغداد في عام 2003م نهبت المكتبات الكبيرة، ومنها المكتبة الوطنية، فضاعت الكثير من المخطوطات والوثائق والكتب النادرة والمراجع القيمة، والكثير من النتاج الفكري العربي والإسلامي، معيدين إلى الأذهان دخول المغول بغداد وتدمير مكتبة بيت الحكمة. وعندما إحتل النظام العراقي الصدامي دولة الكويت في عام 1990م تمّ الاستيلاء على العديد من الكتب ومصادر المعرفة المختلفة، ونهبت المكتبة الوطنية في الكويت و دمرّ الجيش كل أثر فكري و حضاري في دولة الكويت. أما أحدث ما شهده الوطن العربي من حرق الكتب وتدمير المكتبات فكان على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية. ففي 12 يوليو 2006م قام العدو الإسرائيلي بالاعتداء على لبنان على مدى 33 يوماً أيّ حتى 14 أغسطس 2006م، مدمراً الحجر والشجر، ولم تسلم منه مراكز طبع الكتب ونشرها. فقام بتدمير المطابع المنتشرة في جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، كما عمد عن قصد وسبق إصرار بتدمير المكتبات على اختلاف أنواعها في الضاحية والجنوب، مما أدى إلى حرق عشرات الآلاف من الكتب الورقية والكتب الإلكترونية. وقد دمر ما نسبته 70% من المطابع ودور النشر اللبنانية المتوافرة في الضاحية الجنوبية. وفي الختام نؤكد على أن تلك الأحداث المدمرة حقائق تاريخية موثقة .. و تعني المساس بقيمنا و نقطة سوداء كبيرة في تاريخنا آلفكري و كرامتنا لأن فقدان المعرفة يُؤثر على كفاءة الناس و إنتاجيتهم و دور مدارسهم و جامعاتهم و بصيرتهم نحو الحياة و الوجود، وتراثنا العربي الإسلامي، بقدر ما تعني التبصير بحوادث تاريخية مؤلمة، كنا نتوقعها نهاية المطاف للكوارث التي حلت بالأمة العربية الإسلامية في مجال حرق الكتب وتدمير المكتبات، وأن تكون فعلاً من التاريخ وحدثاً من الماضي. وإذا بنا نشهد مأساة نهب الكتب وحرقها وتخريب المكتبات في الوطن العربي مرة أخرى في بداية العقد الأخير من الألفية الثانية، وفي بداية العقد الأول من الألفية الثالثة؛ لهذا فأن الدمار و الخراب سيبقى سارياً و التعبية قائماً و الفقر و البؤس عنواناً لبلادنا و للأسف الشديد. ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

تسريح الموظفين ليس نكته!؟

تسريح الموظفين ليس نكتة.. العراق يأكل أموالاً قد لا يحصل عليها مستقبلاً! على السيد المقتدى محاسبة جميع المتحاصصين الذين حكموا و تقديمهم لمحاكمات عادلة و إلا فأن الباقي في العراق سيحترق و هناك مفاجآت كبيرة و كثيرة ستواجه العراق, ما لم يقدم السيد المقتدى على هذه الخطوة التأريخية الثانية .. و يتذكر الجميع كيف إن منهجنا مهدّ للسيد القائد المقتدى بآلثبات لأدامة الجهاد ضد المتحاصصين الذين سرقوا أكثر من (ترليون) دولار أكرر أكثر من (ترليون) لحسابااتهم الحزبية و العائلية و الشخصية و الآن متبربعين ولا يهمهم ما جرى لأنهم يملكون أموالا طائلة تكفيهم لقرن, لذلك أرجو و أتمنى و أشد على يده حفظه الله بأن يمهد لهذه المحاكمة كي يرجع الحق للعراق و العراقيين لا أن يهضمه مجموعة من المتحاصصين الذين لا شعبية لهم بعد اليوم .. كما قلنا بشأن العراق .. فقد تنبأ أيضا على هدي قولنا وزير المالية علي علاوي، ليستبق الأحداث معنا مؤخراً بعد أن أشرنا لها قبل أكثر من عقد كامل، بنضوب الحاجة العالميّة للنفط واضطرار الحكومة لتسريح الموظفين لعدم قدرتها على دفع مرتباتهم في ذلك الوقت، الأمر الذي أثار ردود أفعال مختلفة، في الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن هذا المصير حتمي؛ أكدوا أن التوظيف الفائض الذي استخدم كدعايات انتخابية و”رشى للناخبين”، منع تطوير الاقتصاد وأدى لصرف كل إيرادات البلاد للموظفين. لقد كتبنا و تحدثنا عن انهيار سوق النفط وتسريح الموظفين بعد عشر سنين من الآن، وقد أكّدنا في مناسبات عديدة؛ إن “قطاع النقل يستهلك نحو 60 بالمئة من النفط العالمي، غير أن الاعتماد على ذلك سيتوقف بحلول عام 2030 بعد أن ينتقل العالم إلى صناعة السيارات الكهربائية و إستخدام البدائل، وطي صفحة الوقود”. وتواجه الدولة العراقية الكثير من التحديات، في مقدمتها الترهل الوظيفي والإفراط في أعداد الموظفين بمؤسسات الدولة، فسياسة التعيين الحكومي المفرط وغير المدروس تسببت بزيادة كبيرة في أعداد موظفي الدولة، إذ كان عدد الموظفين الحكوميين في العراق قبل 2003 يقارب 850 الف موظف، بينما قارب اليوم الـ5 ملايين موظف في إحصائية لعام 2020. الترهل الوظيفي : الترهل الوظيفي أو البطالة المقنعة كما يسميها مختصون، تزايدت في العراق بعد سنة 2003، وتصرف الكثير من المؤسسات الحكومية أجور ورواتب لمنتسبيها دون تأدية عمل وظيفي، فيما ويرى الخبير في الشأن الاقتصادي نبيل جبار خلال حديثه لـ(المدى) أن «هناك مجموعة من الأسباب التي أدت إلى الترهل الوظيفي منها سياسية من خلال التوظيف لغايات انتخابية». وأضاف جبار أن «المشهد السائد منذ 2003 هو استخدام القوى السياسية ورقة التوظيف للحصول على مكاسب انتخابية خصوصا في التوظيف الأمني، والتي ساهمت في رفع فاتورة الرواتب، فضلاً عن أن التوظيف غير مدروس وتحت ضغوط سياسية، مما حمل العراق فاتورة أكثر من 50 مليار دولار يدفعها سنوياً كرواتب موظفين». الموارد البشرية: عضو اللجنة المالية في مجلس النواب السابق عبد الهادي السعداوي، قال إن «إدارة الموارد البشرية في وزارة المالية إدارة غير مدروسة، و هناك فائض وظيفي في بعض الوزارات والدوائر، فضلاً عن وجود قلة في الموارد البشرية لوزارات أخرى»، فيما ارجع ذلك الى «سوء التخطيط في وزارتي التخطيط والمالية بتوزيع الموارد البشرية على وزارات الدولة ودوائرها والمحافظات». وأكد السعداوي أن «فائض التوظيف المتراكم أدى إلى إرباك كبير لأن المصاريف التشغيلية أصبحت تساوي 80 بالمئة من الموازنة الاتحادية رغم أن الموارد الاستثمارية قليلة جداً، والمشاريع الاستثمارية تصل إلى 20 بالمئة». سوء الإدارة: وأشار عبدالهادي السعداوي إلى أن الأزمة المالية التي شهدها العراق وخاصة بعد سنة 2014 اضطرت الدولة إلى الاقتراض الداخلي والخارجي، حيث أرهق كاهل الدولة بشكل كبير جداً بسبب سوء الإدارة. وبين السعداوي أن الجانب الاستثماري معطل في العراق ويحتاج إلى دراسة شاملة للنهوض بالواقع التنموي وتحقيق تنمية شاملة في جميع المجالات، معتبراً أن ضعف الجانب الاستثماري يعود إلى ضعف الأمن والاستقرار منع الاستثمار الخارجي من الدخول الى العراق، داعياً إلى «إعادة النظر ببعض القوانين وضرورة تفعيل قانون التقاعد في القطاع الخاص رغم وجوده في وزارة العمل، لإتاحة الفرص للقطاع الخاص بالتالي يقل الإقبال على القطاع الحكومي». التأثير الحزبي: من جانبه، يرى الصحفي العراقي إيهاب الركابي أن «الترهل الوظيفي له عدة أسباب، منها المحاصصة الحزبية التي دخلت في إدارة أغلب الأقسام والشعب والإدارة المؤسسات»، مؤكداً أن «هناك جهات تعمل بالاعتماد على إدارة أشخاص غير معنيين و ليسوا ذوي اختصاص، ممّا أدى إلى حدوث الترهل الوظيفي». وأكد الركابي لـ(المدى) أن «هذا الترهل ترك انعكاسات كثيرة في مقدمتها قلة الإنتاج وضعف الطاقة الانتاجية في المصانع التي تم إيقاف الكثير منها بشكل متعمد، وعدم إعادة تأهيلها بالشكل الصحيح»، موضحاً أن «حديث وزير المالية عن عدم امكانية دفع الرواتب حديث قديم، لأن العراق يعتمد كلياً على النفط وليست له واردات أخرى سوى المنافذ الحدودية، ويجب إعادة النظر في القوانين التي تحد من عمليات الاستثمار وتفعيل القطاع الخاص للنهوض بالواقع الوظيفي وتشغيل الموارد البشرية وفق الموارد المتاحة». جيوش من العاطلين: وفي إحصائية رسمية حصلت عليها الـ(مدى) فإن عدد العاطلين عن العمل في العراق المسجلين لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بلغ 1,717,988 مواطنا، فيما كشفت البيانات الرسمية ارتفاع معدلات البطالة في العراق إلى مستويات غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود، بالرغم من الثروة النفطية الهائلة التي يملكها العراق، وتحقق ايرادات كبيرة يمكن أن تعالج الكثير من المشاكل وفي مقدمتها البطالة والفقر. وفي آخر الإحصاءات الصادرة عن البنك الدولي فأن مستوى البطالة في العراق بلغ 13.7 في المئة، وهو المعدل الأعلى منذ عام 1991، ما ينذر بتفاقم معاناة المواطن العراقي. و الله يستر من الجايات ..

Thursday, January 06, 2022

حزب الله يقتفي مسير حزب الدعوة:

حزب الله يقتفي مسير حزب ألدّعوة: للأسف يصل الوضع بحزب الله أخيرأً لتلك الدرجة من الخيانة بعبادة الدولار بدل الله عملياً .. لتكون بداية سقوط حزب الله حقاً .. لذلك فقدت ثقتي ليس بحزب الله .. بل بكل اللبنانيين .. فإذا كان حزب الله و يكفيه إسمه يصل الوضع بقيادته كنصر الله و كأنوار الساحلي و معظم قيادات هذا الحزب لهذا الوضع البشع من الدّعارة و الإنحطاط و بكل المقايس و هم يتصرفون بأموالنا لسفراتهم و موائدهم و في هذا الظرف الذي لا يحصل فيه الناس حتى على الكفاف من العيش؛ فلماذا نعتب على الحكومات العربية و الأسلامية! و إذا كان حزب الله الذين يؤمنون بنهج أهل البيت المظلومين و بآلشهادة بحسب المدعيات الأعلامية ثمّ يأكلون قوت الناس علناً و يحطمون آمال الفقراء فما حال باقي اللبنانيين من الجهات الأخرى!؟ و لماذا أحَرّم إبنتي و إبني العزيزين من أقامة حفلة بسيطة لمناسبة قرانهم أو زواجهم بدعوى وجود أناس جياع هنا و هناك و علينا مساعدتهم .. بدل صرفها في حفلة عشاء ستنتهي !؟ ليأتي من سمى نفسه قائد في حزب (الله) و الله بريئ منهم دنيا وآخرة ليستفيد من تلك الأموال التي حرّمناها على أنفسنا و أبناءنا بكل قباحة و بلا حياء! نعم إنها بداية ألنهاية و الأنحطاط و آلأنحراف لهذا الحزب الذي كان يدّعي حبّ الحسين و نهج أهل البيت(ع) و إذا به يفعل العكس عندما حلّ الرّب الأعلى (الدولار) ففقد شعبيته بآلكامل .. إنها تشبه قضية حزب الدعوة الفاسد الذي كان إسلامياًّ سابقاً و صار علمانياً في ليلة و ضحاها لمجرد ما حلّ الدّولار أيضاً بدل الله في عقيدتهم و موائدهم في العراق حتى إنقلبت الأمور .. أعضاء هذا الحزب الذي لم يبق من دعاته المرتزقة إلا النادر المنزوي هنا و هناك بعد فضائح قيادته المجرمة بحقّ الدّين و الدّولة و الشعب, هؤلاء الذين كانوا في زمن صدام يظهرون أشرف الناس؛ لكن لمجرد ما وصلوا للسلطة بإسم الصدر المظلوم و آلشهداء ؛ سرقوا كلّ شيئ ولم يبق عضو من الخط الأول و الثاني و من يحيط بهم من المرتزقة لم يصبح صاحب عقارات و قصور و رواتب حتى مسخوا تماماً بحيث لو تدقق في وجوههم لرأيت من بُعد ألجهل و النفاق و قلة الحياء تتقطر منها .. ألفرق الوحيد - الذي توصلت له و كشفت حقيقة الإسلام في العراق ولبنان بعد إنتصار الثورة الإسلامية, و بآلذات الفرق - بين ألحزب اللبناني "الذي كان يسمى بحزب الله" و بين آلحزب العراقيّ"الذي كان يسمى بحزب الدعوة" هو أنّ نهج حزب الدعوة و لمجرد ما إطلعت على ثقافته بتأنٍ بداية الثمانينات و أخلاق"الشخصيّات" التي عرضت نفسها كقيادة له عام 1980م في إيران طبعاً لعدم وجود أثر أو حتى تأريخ لهم في العراق, يضاف لذلك أنهم"دعاة العار" حذفوا فقيه الدّعوة آلسيد الحائري فإنشقّ الحزب إلى أكثر من 10 تيارات وكذلك مواقفهم السلبية تجاه آلدولة الإسلاميّة وفسادهم و أنحرافهم عن خط الأسلام حينها نظرياً وآلآن عمليّاً عبر السلطة والدولار بعد هذا (آلسّفر) قرأت الفاتحة عليهم وإعتبرتهم كأي حزب عربي وهكذا حزب الله و رمزه أنوار الساحلي و ما خفي أعظم و أكبر و أمرّ و الله! و ما رجعوهم الأخير لأحضان الدولة إلا خوفا و طمعا لحمايتهم من الزوال بعد ما فقدوا كل إعتبار نتيجة فسادهم. إن الكارثة الكبرى التي حلّت بآلشيعة عموماً و بقيادتها خصوصاً؛ هي أنهم يأكلون الدّنيا بآلدّين .. لكني رغم كل تلك المأساة و النتائج لم أكن أعتقد لحظة .. أو حتى أسمح لنفسي أن أسيئ الظن يوماً بـ (حزب الله) اللبناني الذي له أيضا تأريخ حيث لا يعرفون غير القتال والقتال طبعاً من(أولاد الخايبة أكثرهم) .. و إن النفاق و الدّجل و عبادة الدّولار؛ لا ينكشف بسهولة في أحيان كثيرة خصوصاً إذا كان الحاكم كمعاوية و أقرانه,ممن يلبسون العمام العريضة المزركشة و هذه هي من عجائب الحياة التي غيّرت بآلأمس حتى أقرب المقربيين للرّسول(ص) من الذين كانوا يسمعون همسات الوحي و آيات الله و لم تؤثر فيهم بل سرعان ما نسوا ذلك؛ فما قيمة حزب صعلوك مرتزق كآلدعوة أو حزب منافق كحزب الله أمام تلك القامات الشامخة آلتي سرعان ما إنحرفت لأجل المال و السلطة أيضا .. و ما حدث و يحدث الآن هو تكرار للتأريخ بآلضبط لكن بأسماء و عناوين و إزمنة مختلفة! لعن الله الدولار الذي حلّ محل الله في عقائدهم, و هذا ما أشار له النبي الخاتم و أئمة أهل البيت(ع): [أخوف ما أخافه عليكم هو حب الدّنيا] بسبب ثقافة مدّعي الدِّين خصوصاً على الصعيد العمليّ و المشتكى لصاحب الأمر (عج), و إنا لله و إنا إليه راجعون. الفيدو التالي يبيّن الحقيقة المرة التي كشفناها مؤخراً .. و كيف إن هذا القيادي البارز في حزب "الله" ينسى كل شيئ و يتمتع حتى بآللهو و الشراب و الدعارة الحرام: مع ملاحظة أخيرة قبلها هي: [هذه المصائر و العواقب السيئة سببها الأول هو كره آلناس للحقّ و قضايا الفكر والفلسفة و تعاظم النفوس بآلسعي للقمة الحرام دون تقديم شيئ بآلمقابل وإنّ أكثر من 5 ملايين عامل و موظف بجانب 500 حزب طفيلي كحزب الدّعوة و البعث و آلجميع يلهث وراء الدّولار و العقارات؛ لَأكبر دليل على ذلك وحقاً ما قاله الرسول(ص): [إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الامل !], و في روابة أخرى [حبّ آلدّنيا], و القتال الذي تراه أحيانا يتأجج في الجنوب أو الشمال أمر مفروض عليهم وليس بإختيارهم, وإن حزب الله لا يتقن أعضائه مهنة شريفة يفيدون بها حتى لبنان ناهيك عن ّ الأسلام .. سوى الحرب و القتال و هذا إن تمّ تأديته بشكل صحيح بشرطها و شروطها فأنه لا يتعدى أن يكون في نهاية المطاف سوى (الجهاد الأصغر)! ألعارف ألحكيم : عزيز حميد مجيد. https://www.youtube.com/watch?v=GRrKYX1bxuE&ab_channel=BBCNews%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A

Monday, January 03, 2022

أصول الحوار الكونيّ

صدور كتاب جديد بعنوان؛ (أصول آلحوار ألكونيّ) : يُفيد بشكلٍ خاصّ ألمُثقفين و الباحثين و أساتذة آلتعليم من آلروضة حتى الجامعة و آلرؤوساء و الديبلوماسيين و السياسيين و الأداريين و الكُتّاب و الأعلاميين و حتى المُربّيين و الأزواج للتعامل فيما بينهم و مع أبنائهم, و بين العُشّاق و آلتّجار و كلّ فئات و طبقات المجتمع, ليتمكّن كل منهم أداء واجبه على أتمّ و أكمل و أجمل وجه؛ https://d1a3ry6jlypk6c.cloudfront.net/publice/covers_cache_webp/2/3/c/7/e6a4eef1123c7e6fec89e4d699414259.png.webp file:///C:/Users/Azez/Downloads/Noor-Book.com%20%20%D8%A7%D8%B5%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A.pdf

Tuesday, December 28, 2021

المراتب العقلية في المعرفة الكونية

ألمراتب ألعقلية في المعرفة ألكونيّة: فيثاغورس هو الفيلسوف ألوحيد ألذي حدّد الفرق بين (الفيلسوف) و (الحكيم) بتقديمه للحكيم على الفيلسوف درجة, بإعتبار ألأوّل(ألفيلسوف) يدرس و يبحث ما كتبه (ألعارف ألحكيم) الذي يكون بعض من علومه لَدُنيّة تضاف للإكتسابيّة, و نحن في (فلسفتنا آلكونية) فصّلنا مراتب المعرفة العقلية بِبُعديه (الظاهري و الباطني) بحسب ألتالي ضمن تعريفات مُحدّدة و علميّة مبرهنة في بحث(فلسفة الفلسفة الكونيّة), و هي : [قارئ - مثقف - كاتب - مفكر - فيلسوف - فيلسوف كوني - عارف حكيم]. فآلقارئ : هو الذي يقرأ ما يكتبهُ مختلف الكُتّاب الأعلاميون و المفكرين و الفلاسفة بمقدار إستيعابه(القارئ) للمعنى و المفاهيم المطروحة و التي تتبلور عنده بمرور الزمن ليكون مثقفاً فيما بعد. أما (آلمثقّف): هو الذي يقرأ ثمّ يصنّف ثمّ يدقّق في الكتابات و النّصوص و آلآراء و ربما يميل لإختصاص أو إتجاه معيّن منها فيركّز عليه أكثر من غيره و قد يحصل على درجة الدّكتوراه فيها ليكون أستاذا في المدرسة أو الجامعة. الكاتب : هو الذي يعتمد بكتابة مقالته أو موضوعه على مطالعة مجموعة من المقالات و الأفكار و النصوص ذات العلاقة بآلموضوع المطروح الذي يريد تسليط الضوء عليه ليخرج بمقالة مُرتّبة و مقبوله لبعض الحدود في مجال تقرير الواقع .. و عادّة ما أغلبية الكُـتّاب لا يذكرون المصادر التي يبنون عليها رأيهم في مقالاتهم لظنهم آلخاطئ ؛ بأنّ ألقُرّاء لا يكشفون إعتماده على آلنقل من مصدر أو مصادر معيّنة, بينما الحقيقة تظهر لا محال ولو بعد حين ناهيك عن المفكريين والفلاسفة والحكماء الذين يعرفونها تفصيلاً, و المصيبة الأعظم بعد محنة كُتّابنا و دورانهم في دائرة مغلقة؛ هي فساد (السياسيين) و (الحزبيين) منهم, بسبب الأميّة الفكرية التي ميّزتهم بوضوح, فهؤلاء هم الطامة الكبرى و سبب تخلف بلداننا و العالم, لانهم يعتمدون على (الكُتّاب) الذين أصلاً لا ينصفون ولا يذكرون آلمصادر, و هكذا عمّت الفوضى و الظلم و ستعم جميع البلدان خصوصا العراق! ألمُفكّر : هو آلذي يقوم بموازنة المقالات ألمعتبرة و تبويبها و تصنيفها من بعض الكتاب الاكاديميين المعروفين ألذين يثق بهم لكونهم يعتمدون الصّدق و النزاهة و ذكر المصادر في كتاباتهم لدراسة موضوع معيّن و بآلتالي الخروج برؤية جديدة للعالم. ألفيلسوف : هو آلذي يدرس الرؤى التي توصل إليها آلمُفكّر و يُقارنها و يُقييمها و يُمحصها للوصول إلى تقنين رؤية جديدة و متقدمة يمكن إعتبارها مميّزة أحياناً, لتكون قانوناً و رؤية معتبرة للباحثين و الأكاديميين. ألفيلسوف الكونيّ : هو آلذي يبدأ من النقطة التي إنتهى إليها الفلاسفة طبقاً لنظريّة معرفيّة إعتمدها لنفسه ليتميّز بها عنهم جميعاً, ثمّ دراسة و مقارنة النتائج الفيزيائية و الميتافيزيقية مع آلأبعاد (الكَوانتونوميّة) ليخرج بنظرية كونيّة جديدة و مبدعة في مجال المعرفة الكونيّة. ألعارف الحكيم : هو آلذي يربط النظريات(الكَوانتونومية) الكونيّة التي توصل لها الفيلسوف الكونيّ لإنتاج نظرية كونيّة جديدة تنتهي عندها مسالك المعرفة لتكون بمثابة القانون (الدّستور) الذي يُعتمد عليه لرسم القوانين و المناهج و الخطط الستراتيجية .. و تعني ؛ الحكمة التي تتحقق بها البناء الحضاري و المدني واضعاً ثلاث مسائل أساسيّة في نظره لتحديدها و هي : ألجّمال ؛ ألعلم ؛ عمل ألخير, لتحقيق سعادة الأنسان و المجتمع. عزيز حميد آلخزرجي

Thursday, December 23, 2021

بيان آلفلاسفة لِسَنة 2022م : كآلسّنين الماضيّة أصدرنا بآلنيابة عن فلاسفة ألعالم ألبيان ألكونيّ لِسَنة 2022م و تضمّنَ قضايا آلعالم ألأساسيّة آلرّاهنة : جذورها ؛ عِللها ؛ مستقبلها ؛ إفرازاتها عبر العناوين التالية : لماذا يزداد آلفساد و الظلم في البلاد مع تقدّم آلتكنولوجيا؟ لماذا أعلنت الصين فساد الديمقراطية وتدميرها للشعوب؟ دور ألسّياسة ألمُجرّدة عن ألقيم في فسـاد و مسخ العَالم؟ معنى آلسّياسة و آلعَمل ألسّياسيّ في (آلفلسفة الكونيّـة)؟ وهم ألمعرفة "المزيفة" التي إكتسحت العالم بسبب الأعلام؟ ماهيّة و مفهوم ألفلسفة الكونيّة لتحقيق العدالة بدل الطبقيّة؟ مشكلتنا في آلفكر و قضايا آلمنهج بعد ما تمّ أدلجتها للحاكمين؟ قلق ألأسئلة و غياب المنطق؛ أزمة كبرى شوّهت الأنسانيّة!؟ ماهيّة ألجّمال في الفلسفة الكونيّة ألعزيزيّة؟ لماذا آلجّمال مجهول حتى عند آلعلماء و الطبقة ألمثقفة؟ كشف ألجّمال أفضل نهجٍ لمعرفة ألأسرار ثمّ آلعشـق لوصول مدينة السلام؟ ألفلسفة الكونيّة ؛ لا تؤمن بآلجغرافيا, و لا بحدود ألفكر .. لأنها تبغي تحقيق السّعادة بعد آلتّخلص من آلكثرة بإتجاه الوحدة؟ و في آلخاتمة عرضنا سرّ همّ وغاية الرّسول الخاتم(ص) وسبب بكائه ألمتكرّر و شكوكه في تحقيق ألإستقامة بهداية الناس بعد أن فرضه الله لضمان مستقبل الأمّة و عزّتها, حيث نرى اليوم قد وقع العكس للأسف, بينما (الأسلام) و كما قال آينشتاين؛ (إنّ الآسلام هي آلقوة التي خُلقت ليحل بها آلأمن و السلام في العالم) , و هكذا كان سقراط يبكي في لحظاته الأخيرة قبل أعدامه لخوفه على الأمانة أن تبقى بلا حامل و محمل لهداية الناس, لهذا تأمّلنا في النهاية بكلّ تواضع و رجاء الأساتذة و الجّامعييين و المُثقفين و الكُتّاب و المفكريين و الفلاسفة بدراسته و تفعيله و نشره عبر الحصص و الدروس و المنتديات الفكريّة و وسائل الأعلام التي باتت تُمثّل منابع آلفتنة و الفساد في العالم بعكس ما يدّعون ويشيعون في الظاهر أنهم يريدون تحقيق التواصل بين الناس بكل وسيلة ممكنة إلّا القيم الإنسانية العليا! لأنهم في الحقيقة يبغون تحقيق الفساد بمسخ قلوب الناس و توجيههم نحو المادة و الجنس بقيادة آلشركات الخمسة الكبرى : (الفيس بوك وتويتر وكَوكَل وأمازون ومايكروسافت), و للأطلاع على تلك الحقائق الكبرى مع تفاصيلها عبر آلرّابط آلتالي : https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%81%D9%87-%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%87-2022%D9%85-pdf#rating ألعارف ألحكيم عزيز حميد مجيد
رأي ألفلاسفة بآلإسلام؟ يقول (آلبرت آينشتاين), [ان الآسلام هي القوة التي خُلقت ليحلّ بها السلام و الأمن في العالم]! https://www.youtube.com/watch?v=xeIoyRxp3nI نشأ انشتاين يهوديآ, غير إنّه وجد مئات الأعداد من أسفار التوراة تأمر بالقتل و الإرهاب, فترك الدّيانه اليهوديّة!؟ و عندما قرءَ الأناجيل وجد فيها أيضاً نصوص للإرهاب أو قصص بعيدة عن الحقيقة كمضاجعة الأنبياء لبناتهم و أرحامهم .. حكايات مماثلة لما ورد فى التوراة!؟ فضلآ عن وجود الخرافات و التحريفات فيها و التي لا يتقبلها الطفل الرضيع فترك التديّن!؟ ترك انشتاين ألتديّن و باتَ يُؤمن بالله الواحد ألآحد من غير إنتمائه لأيّ دين!؟ الى أن أهدى اليه المرجع الإسلامي الأعلى الآيراني آية الله حسين البروجردي في زمانه نسخه من القرأن الكريم باللغه الآلمانيه!؟ و ذلك من خلال البروفيسور الآيراني (محمود حسين حسابي) الذي تتلمذ على يد آنشتاين حتى فاقه في الفيزياء و غيره, و يعتبر أب و راعي العلوم التكنولوجية في إيران حيث كان له دور أساسي في تأسيس جامعة طهران التي تعتبر من أهم و أعرق الجامعات الإيرانية وكان له الدور الرئيسي في تأسيس المحطات الكهربائية وغيرها.. هذا بعد رجوعه لإيران!؟ و بعد فترة وصلت البروجردي رساله من آينشتاين باللغة الألمانية يقول فيها : [إن الاسلام هو دين العقل والمنطق]!؟ و أسلم انشتاين إثر ذلك و إعتنق الآسلام!؟ و هكذا كان الحال مع الفيلسوف (هنري كاربون) و زميله (روجيه غارودي) اللذان أسلما أيضا بعد مطارحات و مناقشات و أسفار مع علماء الشرق من قبلهما خصوصاً مع آية الله حسين الطباطبائي, وقد تناوبا رئاسة قسم الفلسفة بجامعة السوربون بفرنسا.. أما أنا - و أعوذ بآلله من الأنا - فقد آمنّا بآلإسلام بعد المرحلة (الفطرية) لإيماننا به وراثياً .. حيث بدأت بمطالعة كتب التأريخ منها (تأريخ وول ديورانت) بعدة لغات و كذلك أشهر وأهمّ النظريات الفلسفيّة و تأريخها و دورها منذ آدم (ع) ثمّ زمن اليونان القديم و بشكل خاص (أرسطو) الذي أثرّ حتى على علماء الدِّين و المرجعيات في الحوزات العلمية و إن كانوا ينكرون فضله و لا يشيرون حتى لإسمه .. بسبب كتابته لكتاب (المنطق) الذي ما زال يُدرّس كأساس و منهج للأجتهاد في الحوزات و المدارس الدينية, رغم تسميته بـ (المعلم الأوّل) بسبب ذلك الكتاب, و كذلك دورهم (الفلاسفة) في النهضة الأوربيّة و توعية الناس و رسم المنهج الآمن الذي كان السبب لما وصلت إليه المجتمعات الغربية اليوم من تطور مدني و حضاري لكن تمّ تضيعف الدّور الحضاري في المجتمع الغربي مؤخراً بسبب تأثير (المنظمة الأقتصادية العالمية) لاهداف كبيرة تتعلق بآلمال و الشركات و منابع الطاقة, بعد تلك المرحلة آلمرهقة التي إمتدت سنواتها من المتوسطة و الأعدادية وحتى الجامعة؛ آمنتُ بأنّ (الفكر) و النظام الإسلامي؛ هو أمثل و أفضل نظام ليس للألتزام الديني الشخصي فقط و كما يُشيع المبلغون الإسلاميون لذلك؛ بل نظام يفيد لهداية المجتمع و إقامة العدل به لجميع الناس في العالم! و السؤآل الذي يطرح نفسه هو : لماذا كلّ ذلك الأيمان و التغيير العكسي في أكبر العقول العلميّة و الفلسفية الواعية في العالم بإتجاه الإسلام؟ ألجّواب بكل بساطة و يُسر و وضوح : هو لأنّ الأسلام دين السلام و الرّحمة و العدالة و الأنسانيّة. حيث قال خاتم الأنبياء محمد (ص) : [لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا]!؟ وقال (ص) : [أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؛ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ] عن المعصوم(ع). وقال (ص) أيضا : [لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيهِ ما يُحِبُّ لنفسه], رواه جميع أئمة المذاهب. وقال (ص) : [و الله لا يؤمن, مَنْ باتَ شبعان و جاره جائع] رواه الطبراني عن أنس بن مالك . و قال الأمام (ع): [ الناس صنفان إمّا أخٌ لك في الدّين أو نظيرٌ لك في آلخلق] (نهج البلاغة) ! و قال آلرّسول الكريم العظيم : [ حُبّ لأخيك ما تُحبّ لنفسك و إكره له ما تكرهه لنفسك ]. و قال : [وَ اللَّهِ لا يُؤْمِنُ من لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ] رواه مسلم , و أنس عن الأمام عليّ (ع). بَوَائِقَهُ = شَرُّهُ. تلك الأحاديث وغيرها كثيرة ؛ هي التي تسببتْ في دفع كبار آلعقول من الفلاسفة لقبول الأسلام. و للأسف نرى أنّ المسلمين بقيادة أئمة مذاهبهم و مراجعهم قد تسببوا في تخريبه و تشتيته!؟ ألعارف الحكيم : عزيز حميد مجيد

Wednesday, December 22, 2021

الفلسفة بنظر الفلاسفة:

...ألفلسفة بنظر ألفلاسف الفلسفة هو المنهج لدراسة العلوم الإجتماعية و النفسية و الفكرية الذي يحبه ويدرسه الكثيرون. هي علم يهتم بدراسة جميع المشاكل الأساسية التي تتعلق بأمور الوجود والمعرفة والقيم وغيرها من الأشياء. علم الفلسفة يعني اصطلاحياً حبّ الحكمة، حيث يميل هذا العلم إلي خوض غمار المجاهيل و التدقيق في كل شيء بالتفصيل والبحث عن ماهية الأشياء و منابعها و جذورها و مختلف مظاهرها و قوانينها و تأثيراتها الأجتماعية و السياسية، لذلك يطلق الكثيرون علي علم الفلسفة (علم التفكير في التفكير) أي الإيبستيمولوجيا و محاولة الإجابة عن الأسئلة الأساسية التي يطرحها الوجود و الكون علي العقل. ويُعتبر اليونانيون القدامى هم أول من اكتشفوا علم (الفلسفة) في قديم الزمان، حيث أن اول فليسوف هو الإغريقي فيثاغورس الذي حدد المراتب العلمية، و تطور الإغريق في علم الفلسفة تطويراً كبيراً جداً، ثم انتقل العِلم بعد ذلك إلي المسلمين ؛ حيث يوجد في المسلمين فلاسفة كبار كمحمد الفارابي وعرفاء عظام كالخوارزمي و ابو سعيد أبو آلخير و البتاني و إبن سينا و غيرهم. و للفلسفة فروع كثيرة، كعلم المنطق الذي يحكم علي صحة و معقولية حجج العقل، و يوجد علم إبيستمولوجيا(معرفة المعرفة) الذي يبحث في طبيعة المعرفة، و يوجد علم الأخلاق الذي يبحث في الفرق بين ما هو معقول أخلاقياً وما هو خاطئ، و علم الجّمال الذي يبحث في ما هو الفن؟ وما هو الجمال؟، و معايير الذوق؟ و كيف يؤثر في أنفسنا؟ و غيرها من الفروع, و من أشهر فلاسفة العالم و أهم أقوالهم هو : أرسطو : علمتني الفلسفة أن أفعل دون أوامر ما يفعله الآخرون خوفا من القانون. جان جاك روسو : إمتلأ الفكر الفلسفي بترهات يخجل منها المرء إذا نزع عنها زينتها الكلامية جان جاك روسو : كيف يمكن للإنسان أن يتخذ الشك عقيدة ويلتزم بها عن حسن نية ؟ هذا ما لا أستطيع فهمه . هؤلاء الفلاسفة الشكاكون إما لا وجود لهم وإما هم أشقى سكان الأرض . الارتياب في أمور تهمنا معرفتها وضع شاق بالنسبة للعقل البشري . لا يتحمله طويلا يلزمه الاختيار فيفضل أن يخطئ على ألا يؤمن . كارل ماركس : لفلاسفة فسرو العالم بأشكال مختلفة ، الآن حان الوقت لتغييره. ابن سينا : حسبنا ما كُتِب من شروح لمذاهب القدماء، فقد آن لنا أن نضع فلسفة خاصة بنا. أرسطو : علمتني الفلسفة أن أفعل دون أوامر ما يفعله الآخرون خوفا من القانون. ألبير كامو : من تنقصهم الشجاعة يجدون دائما فلسفة يفسرون بها ذلك ماجد الكيلاني : إن الفلسفة التاريخية تقوم على مبدأ هام .. و هو أن كل مجتمع يتكون من ثلاث مكونات : الافكار ، و الاشخاص ، و الاشياء .. وان المجتمع يكون في اوج صحته و عافيته حين يدور الاشخاص و الاشياء في فلك الافكار الصائبة … و لكن المرض يصيب المجتمع حين تدور الافكار و الاشياء في فلك الاشخاص، و ينتهي المجتمع الى حالة الوفاة حين يدور الافكار و الاشخاص في فلك الاشياء ألبير كامو : ليست الرواية سوى فلسفة تمّ تصويرها. فرانسيس بيكون : إن قليلاً من الفلسفة يجنح بالعقل إلى الإلحاد ، و لكن التعمق في الفلسفة خليق بأن يعود بالمرء إلى الدّين . شيشرون : القتلة لا يبحثون عن فلسفة ، بل يبحثون عن أجورهم جون كولنز : الحقيقة هي روح الفلسفة ، و لكن الفلاسفة عادة ينسون ذلك جبران خليل جبران : الفلسفة والأدب والفن لغات، واللغة وعي واقعي للأفراد وللأمم. فمن خلال اللغة تعي الأمة نفسها بأنها واعية. الفلسفة والآداب والفنون، إن هي إلا أبجدية التساؤل، نتعلمها طول العمر، إذ لا مكان، في خريطة التقدم المعاصر، لأية أمة دون فن ودون آداب، ودون فلسفة والآداب والفنون، إن هي إلا أبجدية التساؤل، نتعلمها طول العمر، إذ لا مكان، في خريطة التقدم المعاصر، لأية أمة دون فن ودون آداب، ودون فلسفة. أحمد خالد توفيق : الفلسفة هى فن التحدث عن التفاحة بدلا من أكلها. أمل مبروك : وكما عرف سقراط الفلسفة بأنها معرفة الموت فإنه بدون الموت لا يمكن للبشر أن يتفلسفوا. أنيس منصور : لو سُئلت :ماالذي تتمنى أن تشربه دون أن تفيق ؟، لقلت : عصير الكتب ، خلاصة الفكر ، مسحوق الفلسفة. إيفان تورجنيف : فإنك لا تستطيع أن تتحاشى في براعة كل أنواع الهراء بتفسيره على ضوء الفلسفة . جوستاين غاردر : الفلسفة لم تكن يوما لعبة اجتماعية ! إنها تتحدث عمن نكون نحن ومن أين جئنا . جوستاين غاردر : كم هو خطير أن يظل الرجال مسيطرين تماماً على الفلسفة والعلوم جوستاين غاردر : وصلت صوفي إلى أن الفلسفة ليست شيئاً يمكن تعلمه، وإنما يمكن تعلم التفكير بطريقة فلسفية. شيماء فؤاد : مهمة الفلسفة أن تعصف بالمقاييس ! طه حسين : إذا أسرف الشيء في الوجود فهو غير موجود، سواء رضيت الفلسفة عن هذا الكلام أم لم ترض. إنّ الديّن لم يكن أصدق عقيدة و كفى ، بل كان كذلك أصدق فلسفة . عباس محمود العقاد عبد الجبار عدوان : أريد فهم إن كان المنع يتم لأن الفلسفة زندقة أم أن الحكام يتقربون للرعية بمنع الفلسفة؟ علاء الديب : ليس مثل الفلسفة شيئاً يجعل من هذا الواقع الضيق عالماً بلا حدود. علي بدر : فالفلسفة هي فن الكلام، فن الثرثرة مع فتاة جميلة مثلها علي عزت بيجوفيتش الفن هو معرفة الخاص والفلسفة والعلم معرفة العام. عمر طاهر : ضاع مني عمري في فلسفة حالي لا ملت مرة .. ولا عدلت الميل غازي عبد الرحمن القصيبي : في الفلسفة لا ينمو شيء إلا بهدم شيء غوستاف لوبون : آخر ما وصلت إليه الفلسفة أنه لا قدرة للعقل حتى الآن على فهم أسرار العالم. فرناندو بيسوا : أن نعمل بنبل، ونأمل بصدق، ونحب البشر بحنوتلك هي الفلسفة الحقيقية مصطفى محمود : وفى محيط الفلسفة لا يختلف الأمر كثيرا..فالشبه قريب ..بين الوجودية والكنافة..كلاهما حاجة ذاتية نجيب سرور : لا تصدق من يجيد الفلسفة ليست العقدة أنا سنموت بعد أن نحيا ..و لكن أن نعيش قبل ان نصبح موتى فرنسيس باكون : إذا كان قليل من الفلسفة يُبْعد عن الله فالكثير منها يردّ إلي الله. نيكانور بارا : أنا رجل عملي لا أعترف بفلسفة سوى فلسفة رئيسي و حتى أرضي رؤسائي فإنني قادر على الوقوف على رأسي ياسر حارب : الثورات التي تنبثق من عقول الفلاسفة خيرٌ من الفلسفة التي تنبثق من عقول الثوار. يمنى طريف الخولي : الفلسفة ليست احترافا أو تخصصا ، إنها انشغال ومعاناة. يمنى طريف الخولي : كانت الفلسفة قديما الأم الرؤوم التي تطوي جناحيها على سائر العلوم. عزيز الخزرجي : ألفيلسوف الكوني هو الوحيد الذي يستطيع رسم هوية العالم لبناء الحضارة الأنسانية و سعادتها.

Sunday, December 19, 2021

سؤآل كونيّ :

سؤآل كونيّ : لماذا قال آلرسول الكريم ألرّحيم (ص) : [شيّبتني سورة هود و صالح]؟ و آلذي طالما كان يبكي عند تذكره لتلك الآية المقصودة التي وردت في آلسّورة!؟ و هكذا هو حال العارف الحكيم اليوم بعد النبيّ(ص) الذي يتحمّل مسؤولية التغيير عبر نهج كونيّ و نصوص تستحقّ الحياة بعد تركه (ص) للأمانة بأعناقهم.. لأنهُ يعرف سرّ آلعشق و آلوجود و مستوى آلكُتّاب و آلقرّاء و منسوب ألوعي بين آلناس و ميلهم للحقّ المجهول - بل المقلوب عندهم - و الذي يعرف أسراره الفيلسوف الحكيم فقط و لأبعد الحدود مع تفاصيل ألمُقوّمات ألثلاثة (ألجّمال؛ ألعِلم؛ عمل ألخير) و شروط نيلها و تطبيقها, و الفكر ألكونيّ محفوفٌ بآلمفكريّن و آلعشاق التّواقين لنشر المعرفة و الحكمة بين الناس. ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

Thursday, December 16, 2021

هذا هو الأيمان بآلحقّ يا ناس:

هذا هو الأيمان بآلحقّ: لا الشهادة ؛ لا المال ؛ لا آلعِلم ؛ لا آلجاه ؛ لا الأنساب ؛ لا الأحساب ؛ لا الألقاب ؛ و لا المسؤوليات ؛ و لا الرئاسات, تعطي قيمة الأنسان أو تُحسن عاقبته؛ إنما الصدق مع الذات .. و من يعرف فلسفة الصدق مع الذات .. بل مَنْ يطبّقه: إنظروا يا ناس ؛ يا رؤوساء العالم ؛ يا سياسيون ؛ يا معممون ؛ يا آيات الله ؛ يا من تدعون الأيمان و القيم و الجاه و النسب؛ كيف إنّ هذا الحاج المؤمن الشريف المتواضع و الأهم (الصادق) الذي لا يملك سوى خمس جنيهات في جيبه و قد لا تكفى لأجرة عودته للبيت .. و المفاجأة أنّ الهدية التي قُدمت له من برنامج تلفزيوني ليست بكبيرة ولا كثيرة .. لعلها تكفي لمصروف أيام أو شهر فقط .. و رغم ذلك .. و رغم العوز .. و الحال الذي تشهدونه؛ لكنه يتساآل من مقدّم البرنامج؛ [هل هذه أموال حلال تهديها لي] .. و يكرر سؤآله ليطمئن قلبه .. كي لا يحاسبه الله يوم القيامة لمجرد وجود شبهة أو قسم من الحرام فيه بل و فوق ذلك يتساأل : [ ... يا عمي و من أين آتي بهذا المال غداً إن كان فيه شيئ من الحرام لا سامح الله؟] ألله أكبر .. ألله أكبر على كل رئيس و موظف و تاجر و وزير و نائب و مدير و محافظ و كل مسؤول يضرب بآلرواتب المليونية من قوت هؤلاء المؤمنين المستضعفين .. و لعنة الله عليهم من الاوليين و الآخرين و إلى يوم الدين خصوصا مرتزقة الاحزاب الضالة التي توزت الدين و الأئمة و الصدر لسرقة هؤلاء الفقراء و المحتاجين بلا رحمة و لا دين لأنهم ممسوخين قلباً و قالباً ! و الله سيحرقكم الله في الدنيا قبل الآخرة .. و كيف لا .. إذا كان الله العظيم قد نظّم الأمور و قضايا الوجود التي لا يعرف مليار عقل مثل عقل الفلاسفة أو آينشتاين ؛ كيف أنه نظم كل تلكل العلاقات من الذرة و حتى المجرة ناهيك عن الثقوب السوداء و الفضاآت اللامتناهية بعد كل تلك الأكوان التي لا نستطيع حتى تصورها (تخيلها)!!؟ كيف يمكن لرب عظيم بتلك الوسعة من العلم و الحكمة و التكوين أن يتجاوز عن ظالم أكل حقّ ال البيت و الناس بنهب الفقراء و اليتامى بآلرواتب المليونية المسروقة بقانون بريمر أو إمحيسن أو إحميّد أو هذا الرئيس الصعلوك و ذاك المنتوف أو هذا الحزب و ذاك؛ و هو لا يعرف أبجديات المحبة و الفلسفة و العلم و الثقافة و لا حتى بآلضبط كيفية الخرطات الثلاثة ناهيك عن التسعة!؟ ألعارف الحكيم https://www.facebook.com/100000139786686/videos/814969465942726/