Sunday, January 06, 2019


هل تعود ألدّعوة بعد تفسخها؟
بعد ما إنتهي وجود حزب الدعوة عملياً على يد "دعاة اليوم" و فشلهم في قيادة العراق؛ إنبرى بعض المفلسين فكرياً وسياسياً وإجتماعياً بآلدّعوة لعقد مؤتمر عام لأعادة الروح إليها بتشكيل قيادة جديدة كمحاولة لأستلام الحكم مستقبلاً, ولا ندري كيف و من أين و لماذا يستلمون الحكم و هم لا يعرفون فلسفة الحكم في الأسلام؟

فآلقيادات"النّخبة" التي تصدّت جميعها للحكم باءت بآلفشل لدرجة إتهامهم بل ثبوت ألفساد و النهب العلني عليهم و بلا حياء بسبب ضعف الأيمان وفقدان التدبير والمراوغات السياسية لأجل الكرسي وفقدان الحكمة و البصيرة والفكر و الثقافة و العقيدة الصافية في عقولهم لدرجة أنهم تعاونوا بلا حياء مع رأس النفاق البعثي المدعو راعي الغنم خميس الخنجر و جماعته الأرهابيين الذين لم يكتفوا بذبح الصدر والدعاة الميامين بآلامس؛ بل إغتالوا أيضا قرب منصة الأعتصام بالرمادي بعد السقوط وعلى الشارع العام أمام الملأ بحدود 500 عراقي برئ لعدم إنتمائهم لمذهبهم !؟

فهل ينفع هذا المؤتمر الذي سيولد ميتاً بشئ .. خصوصاً بعد ما تمّ قتل نهج و فكر الصدر الأول المظلوم عملياً طوال 15 عاماً بآلرغم من وجودهم على رأس الحكم بسبب إنشغالهم بتعبئة الأموال لأرصدتهم ونهب الفقراء المحتاجين وبناء القصور و السفرات وآلتستر على فساد وقواعد الأمريكان بدل دعم وتشخيص الدّعاة الحقيقيين الصّالحين الذين كانوا عماد التحرك قبل و بعد 2003م وآلذين حملوا فكر و فلسفة الصدر بأمان و بأخلاص و لم يبيعوا دينهم بثمن بخس و كما فعل دعاة اليوم بقتلهم لفكر و نهج الصدر؛ بينما صدام على أجرامه وساديّته لم يستطع سوى قتل جسده الطاهر(رض) فقط! فإنا لله و إنا إليه راجعون, و اللعنة الدائمة على دعاة السلطة الفاسدين المتشبثين بإسم الدّعوة التي تفسخت تماماً لفساد مَنْ مثّله للآن لأجل المال والرّواتب و التقاعد الحرام بعيداً عن الفكر والتخطيط الأستراتيجي الذي لا يعرف دعاة اليوم حتى تعريفها و أبجدياتها ناهيك عن طرق تنفيذها و تفعيلها؟

ورغم إننا قدّمنا على مدى الأعوام الماضية سبل النجاة و مناهج العمل المطلوبة تنفيذها, إلا أنهم لم يفقهوا شيئا منها لأميتهم الفكرية, و اليوم الحل الوحيد بنظرنا بعد تفسخ حزب الدّعوة و خراب البلاد والعباد بسببهم؛ هو محاكمة جميع الدُّعاة الذين مثّلوها في الحكم بغير حقّ و الذين لم يكونوا فقط أهلاً لها؛ بل وجهوا طلقة الرحمة لنهجها المتمثل بنهج الصّدر الأول والأمام الرّاحل الذي لم يبق له اليوم للأسف أيّ ذكر و إحترام حتى في أوساط العراقيين البسطاء بسببهم, وآلمظاهرة الأخيرة التي إنطلقت في مركز مدينة النجف التي تأسست فيها الدعوة لم يحضرها سوى 10 أعضاء ممّن أسميناهم بدعاة الرواتب و المخصصات و يُمكنك قياس بقية المدن على ذلك النمط ولا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم!
الفيلسوف الكونيّ


ألأسفار الكونيّة(2): ألقسم آلأوّل
ألوادي ألثّانيّ من آلمحطات ألكونيّة – ألعشق
بعد عرضنا لسبل الوصول إلى آلمحطة الأولى في طريق ألأسفار الكونيّة السّبعة وهي (الطلب)(1) نريد آلآن ألتّمهيد لوصول ألمحطة الثانيّة و هي وادي أو محطة (العشق), فما هو آلعشق و كيف يتحقق وجوده في المخلوق للخلود إلأبديّ؟
(ألعشق): حالة تُصاحب (ألمحبّة) وتظهر أحياناً بقوة, و تخبو في أحيانٍ أُخر, لكنّ درجتها تفوق شدّة المحبّة بحسب مؤثرات الزمكانيّ وهو ما عبّر عنه الله تعالى في القرآن بـ (الحُبّ ألشّديد), ويُعتبر من أسمى وأرقى المشاعر (الآدميّة) في الوجود و تتجلّى حين يُؤْثر صاحبه على نفسه بما يُحب .. أو يكظم غيضه أمام الأذى و الجفاء و الحيف الذي يلاقيه من المقربين والناس من حوله ليَسْمو في الوجود ويرتقى مدارج العرفان بصبره و حلمه وإستقامته حتى يصل أبعد نقطة في أسرار الوجود, لذلك فأنّ الظاهرة المؤلمة التي ترافق العاشق كقدر لا مناص منه؛ هي الحرقة والمعاناة على الدّوام, وليس سهلاً أن تكون عاشقاً فما لم تكن ورداً لا تتحسس وخز الأشواك.

إنّ الحياة الخالية من العشق و الحبّ خصوصاً بين أعضاء العائلة أو في محيط العمل أو المدرسة أو في الأنسان نفسه؛ تكون جامدة وشبه ميّتة لا معنى ولا قيمة ولا روح فيها, بل يُمكن ألقول بموت محتوى وقلب الموجود ألمُجرّد من المحبّة والعشق, والحبّ لا ينحصر بعالم الأنسان, بل الوجود(الأكسستن) كلّه قائم به ويشمل عوالم جميع المخلوقات والكائنات من الحيوان والنّبات والجّماد و الأحياء و الجن والأنس و الملائكة والماء و التراب و الهواء والنار حتى مكونات (الذّرة)
لأنّ جميعها وجدت بالحُبّ وللحُبّ و لأجل الحُبّ, فبحسب تجربة علميّة أثبتَ العلماء وجود علاقة حُبّ ذاتيّه تكوينية حتى بين مكونات ألذّرة, كآلنيوترونات والألكترونات الدائرة في مدارات الذرة و حول نفسها وهي أصغر المخلوقات في الوجود, فلو فصلنا أحد الألكترونات المزدوجة في مدار ذرّة ما يدور في محورها بإتجاه عقرب السّاعة مع إلكترون آخر بآلمقابل يدور طبعاً عكس إتجاه عقرب الساعة في نفس ألمدار كعلاقة ذاتية تكوينيّة و فصلنا أحدهما عن الآخر بوضع الأولى في أبعد نقطة في الأرض و الآخر في نقطة مماثلة وقمنا بتغيير حركة دوران الألكترون الأول المحورية بعكس إتجاه عقرب الساعة .. لرأينا الألكترون الثاني في المقابل يُغيير حركته أتوماتيكياً بعكسها في نفس اللحظة, هذه العلاقة الثنائية الظريفة للغاية لا يتحسسها إلّا العالم العارف الكونيّ الذي يعرف قيمة العلم و معنى و حقيقة الحُبّ و العشق بينهما، لهذا لا ينحصر مفهومه – أيّ ألحُبّ – بالبشر فقط ألّذي أكثرهم يفسّرونهُ ماديّاً للأسف بكونهِ يُعادل الشّهوة و العمية الجنسية للأسف و إن عبّروا نظريّا بغير ذلك بإلسنتهم و دواوينهم وأشعارهم و رواياتهم لتكريس ذاتهم بدل محوها ليحلّ الحبّ فيه بدل (الأنا)، بل نجده – أيّ الحُبّ - يتجلّى بوضوح أكثر وقوّة أكبر بين كثير من المخلوقات الأخرى كالكلاب و القطط والعصافير و الدّيدان؛ بين الحيوانات المفترسة كآلحيتان والأسود والضباع؛ بين الجمادات كما يُصطلح عليها بـ(آلخطأ) لكونها مخلوقات لها روح وحياة و ملكوت لا نفقه كنهها .. كحبّ الأرض للمطر؛ و ورق الشّجر لقطرات الندى؛ و حُبّ النبات للشمس، و الزهور للنحل و بآلعكس، و تلك العلاقات تفوق بقوّتها و سموّها (الحُبّ) المجرّد الموجود بين آلبشر بدرجاتٍ كبيرة خصوصاً ذلك النوع الأرضي - الماديّ المنتشر في بلادنا فنادراً مّا تجد ارباب عائلة (أقصد الأم و الأب) يُربّيان أبناءاً صالحين لخدمة المجتمع تتجسّد فيهم معانيّ آلحُبّ الآدميّة – الكونيّة لا البشرية, لذلك كان طبيعياً إمتلاء العالم بآلأرهابيين و الحكومات الفاسدة  لفقدان الحُبّ أو بتعبير أدقّ بسبب الفهم الخاطئ لمعنى الحب ومسالكه, لذلك توارث الأرهاب و الظلم عبر الأجيال متمثلة بآلحكومات كنماذج يتمّ ترشيحها من قبل الشعب الذي فقد ألبصيرة و معنى الحياة لينتشر الفساد والعنف والتكبر والخيانة والظلم و الرّشوة بأسوء صوره في أوساطهم ..

الحُبّ عالمٌ جميلُ رقيق لا يعرفه إلّا الأنسان ألسّوي الشّفوق - الآدمي بعكس البشر المنغمس في الحالة البشريّة التي تصل لما دون الحيوانيّة حين يُبتلي صاحبه بآلأنا الذي يعدُّ أسوء من آلفجور لأنّهُ يُعطل
القوى الرّوحية والوجدانية مع قوّة العقل الباطن!

الحُبّ الحقيقيّ لا المجازي يضفي على حياتنا الفرحة والسّعادة و العطاء؛ إنّهُ غذاءٌ لأرواحنا العطشة المقفرة المنقطعة عن الغيب(الأصل) خصوصا في هذا العصر الذي يُحدّد سياساته العليا في الجانب التربوي و الأجتماعي و الأقتصادي بشكل خاص منظمة إرهابية مدعومة بآلأساطيل العسكرية تسيطر على العالم تسمى بـ(المنظمة الأقتصادية العالمية) التي جعلت البشريّة كأجساد تتنفس و عبيداً لا قيمة لهم يلهثون العمر كله وراء لقمة خيز وبأيّ ثمن حتى يخرجون من الدّنيا و هم لم يروا سوى الأجسام والأحجار والأشجار, ويلغب الوالدان دوراً في هذا المصير بإعدادهم و تربيتهم لأطفال بمبادئ ورثاهما من الأجداد بجانب مناهج التربية و التعليم الحديثة المستهدفة الخالية من الاخلاق و القيم الكونيّة مقتصرين على مبادئ الديانة الشكلية الجامدة بجانب القوانين الحكومية المستهدفة في الدساتير الوضعيّة الأرهابيّة التي تضمن بآلدرجة الأولى مصالح و رواتب الحُكّام والنواب و القضاة و من يتبعهم من المدراء, لهذا لا يبقى مجالاً للحُبّ و الرّحمة و الأنسانيّة, بل باتت من المنسيات سوى لقضاء الحاجة الجنسية, بل وصل الحال لأنْ يعتبر البعض الرّحمة و التواضع عيباً وشيناً و ضعفاً طبقاً لنظرية نيتشه!
ألحُبْ؛ نداءٌ داخليٌ من الأعماق الدافئة، فكيف تصفى الحياة بغير قلب شفوق متواضع يذوب لله تعالى ويأمل لقائه في كلّ آن؛
ألحياة التي تخلو من المحبة و التواضع و الرّحمة و الحياء تتحوّل إلى خصام و عنف و حطام وحرب وخبث و شكوك و لا قرار ولا إستقرار و كما نشهده في معظم إنْ لم نقل كلّ البيوت في بلادنا التي تحولت لسجون داخل أقفاص طينية و نحاسية وحتى ذهبية؟ أمّا في بلاد الغرب فأنهم أراحوا أنفسهم من الأساس برفضهم للزواج والعائلة التي يعجز الآباء تشكيلها, ولم يعد هاماً حاجة البشريّة لأبناء صالحين يخدمون النّاس بعلومهم وإبتكاراتهم وقضاء الحاجة الجنسية متوفرة على الدوام!

إنّ مشاعر الحبّ طاهرةٌ نقية مثل قطراتِ الندى المجتمعة على أورق الشجرِ صباحاً، لبعث الحياة والانتعاش والفرح و الجاذبيّة والجّمال في آلوجود.

وحُبّ الزّوج لزوجته وبآلعكس؛ و الأمِ لابنها و إبنتها؛ وحبُ الإبن لأمّه؛ وحبّ الصّديق لصديقهِ؛ وحُبّ الأخ لأخية؛ وحُبّ الشخص لبيته وعمله؛ و حُبّ العامل لمعمله؛ و حُبّ الموظف لدائرته؛ وحُبّ الذكور للإناث و الأناث للذكور؛ وحُبّ الناس للنّاس، هي أعظم نعمةٌ من الله للخلق على هذهِ الأرض، ولولا الحُبّ لما كان هناك إنتاج و عطاء وإستمرار, بكلمة واحدة:
لولا الحُبّ لما كان للحياة طعمٌ ولا لون ولا رائحة ولا أمان و لا وفرة و لا أنتاج، فالحبّ هو الماء و الهواء و الغذاء، هو اللذة و الحياة .. به يتجسد فلسفة الوجود, و بآلتالي الفوز بنعيم الخلود, لأن العاشق لا يموت أبدأً!
و قلد قلت في همسة من الهمسات الكونيّة: [ألأشجار تتكأ على الأرض لتنمو و تُثمر, أما الأنسان فيتّكأ على الحُبّ لينمو و يثمر].

لكن هناك فرقٌ بين (الحُبّ) و (العشق)؛
(ألحُبّ)؛ ميلٌ طبيعيّ لقلبٍ إلى آخر، أو تعلّق قلبٍ بقلبٍ أو موجود آخر، ويكون ذلك باجتماع مشاعر قويّة داخليّة دافعة لشخصٍ مّا ساعدت عوامل عديدة لتنميتها, وتفسير الحُبّ مادّياُ بحسب العلم, يكون بسبب إفراز المُخ لهرمون (
ألأوكسيتوسين) (2) الذي يُفعّل بدوره مادة (الكورتيزون) و (ألتستوستيرون) في عضلات الجسم لتُضيف شحنة هائلة للجسد و تُنشط بعض مواضع البدن بشكل رئيسي, حيث يندمج مع هرمونات الجسد بطريقة معقدة, لا تستوعبها العقل ولا التكنولوجيا!
وهذا الهرمون يزداد إفرازه كلّما زادت الأثارة و حُبّ الشيء و تطورت العلاقات ويسري في الدّم من دونِ تدخل العقل بل تُعطّل قوى التفكير تماماً، فيدخل المعشوق بحالةٍ هستيريّة لا يُعير أهميّة للعلّة و المعلول و الحساب و الكتاب و المستقبل و النفع و الضرر, ليتفاعل (الأوكسيتوسين) مع هروموناتِ الجسد، لتولّد رغبةً قويّةً لا يُوقفها أحد.
أما(العشق) فهو مرحلة من مراحل الحبّ القوية المتقدّمة كما أشرنا في البداية فالحُبّ يمرّ بمراحل من النظرة الأولى تليها الأبتسامة و السلام والكلام فآللقاء أخيراً, هذا بآلنسبة للعشق المجازي, لكن ظهور ألعشق الحقيقي إنما يتجسّد نحو المعشوق الأزلي بحسب الآتي:
الهوى - ثمّ الصبوة - ثمّ الشغف - ثمّ الوجد - ثمّ الكلف, لتصل درجة العشق التي تظهر و تخبو بحسب المواقف و المؤثرات حتى الفقر و الفناء كآخر مرحلة من مراحل السفر الكوني.

وآلعشق نوع من الجنون تصحبه علامات و خصوصيات و تصرفات لا إرادية كآلتفكر والشّرود الذهني وإدمانُ التأملِ في المعشوق؛ الانقياد الروحي وتحقيق الوصال المجرّد؛ ترك آثار شاخصة على وجه العاشق؛ عدم تأمّل ذات المعشوق أو النظر للمحبوب وتغاظي النظر خجلاً منه؛ بذل ألجُّهد في رضاه؛ الاندهاش والفرح و سرعة دقات القلب عند مواجهته أو سماع ذكره؛ كره المحبّ لما يكره المحبوب؛ وحبّ ما يحبّه؛ إحساسه بالفرح و آلغبطة عند ذكره؛ الإقلاع عن الأكل والشرب؛ البكاء من غيرِ سبب؛ ألكآبة و الحزنُ الشديد؛ السهرُ ليلاً وعدم النوم؛ كثرة شرود الذهنِ والتفكير والأنقطاع عن العالم؛ الشعور بالهمِ والترقب دائماً, الأنزواء في أكثر الأحيان, هذا من حيث العلامات التي تصاحب العاشق ولعل المعشوق يتأثر ببعض تلك الحالات! أما من حيث النوع فإنّ هذا النوع من الحُبّ يدخل ضمن الحب أو العشق المجازي الذي عادة ما يكون في النهاية باباً للحب الحقيقيّ الذي يخصّ حُبّ الله عزّ وجلّ: وهو منبع الحبّ  الخالص الذي يُسبب القيام بالأعمال الصالحة في محبة الله لا غير .. كلطلب الجاه وآلمال والمنصب, بل يكون كل حُبّ بعده لمخلوق أو شيئ بمحبة الله لنيل ثوابه و رضاه وآلتعبد له, وبحسب الحديث القدسيّ عن النبي الخاتم(ص): [
ما تَقرّب لي عبدي بشيء أحبُّ إليّ ممّا إفترضته عليه, ومازال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحِبّهُ, فإذا أحببتهُ, كنتُ سمعهُ الذي يسمعُ به وبصرهُ الذي يبصر به ويدهُ التي يبطشُ بها وقدمهُ التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينهُ وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذتهٍ](3) وهذا هو العشق الحقيقي الأيجابيّ الذي يثمر في الدارين وعلينا الحذر من العشق المجازي لو حصل إلا برضا الله تعالى, كي يبعدنا عن النار, حيث حذّر الكافرين بقوله: [وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَٰتِكُمْ فِى حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وإستمتعتم بها فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ](4) والعاشق يفهم أبعاد وسرّ القضية!
ويحتاج تهيئة مُقدمات صحيحة و فاعلة من قبل الوالدين لتربية وإعداد الأبناء حتى قبل ولادتهم ببيان آلمحبة بينهما وإشاعة الأخلاق وتناول أطعمة خاصة من منابع محللة و قراءة أدعية و تلاوة القرآن وغيرها لتلقين الجّنين وبعد الولادة ايضاً حتى سنّ الرُّشد بإتباع حديث(ألسّبعة) لتنشئة جيل مُحبّ ومنضبط ومتعلم ومنتج، والخلاص من مطبات الحُبّ و(العشق) التي يبتلى بها الشباب عادةً في سن المراهقة خصوصاً فتُقعدهم عن أداء وظائفهم بأقلّ الأضرار المُمكنة، فمخاطر العُشوق المجازيّة طبعاً لا تتوقّف عند الحزن والبكاء و التّمرد والفشل في الدراسة و العمل و إّنما قد تصل أحياناً إلى آلجنون والانتحار، فلا بُدّ من طرق ومقومات للعلاج، ويُمكن حصرها: بآللجوء والتقرّب لله عزّ وجلّ؛ الأستعانة بآلصبر وآلصّلاة والصوم؛ ألابتعاد عن الكسل؛ إجعل يومك حافلا بالأعمال لأبعادك عن وضعك الحالي؛ الابتعاد عن التقليد الأعمى خاصّة تقليد ما يتمّ نشره في وسائل الإعلام؛ نصح العاشق وهدايته للخروج ممّا فيه؛ السفر الأرضي للابتعاد عن المعشوق؛ الجلوس في مجالس العلم و الفرح و الأنس الشرعيّ؛ محاولة الجّمع بين العاشق ومعشوقه  بالزواج كآخر حلّ.

حين تتحرّر من العشق المجازيّ المحدود مادّياً و معنوياًّ يظهر و يكبر العشق الحقيقي في كيانك ليصبح بحجم الوجود؛ و عندها يختلف كلّ شيئ في نظرتك للأمور .. و ترتقي لمراتب عليا لا تعد كآلبشر وحتى كالأنسان .. بل تدخل في فضاء الآدميّة الرحبة(الأنسان الكامل) لأنك تواجه كلّ المحبة و اصل العشق, لترى كلّ شيئ له معنى و غاية تنسجم مع خلقه و وجوده و هدفيته ضمن نظام كوني دقيق مترابط مانياً ومكانياً يصعب معرفة تفاصيله و إنسجامه, وقد نتعرف على ظواهرها أن كنا عارفين حقاً لمراتب الوجود كآلأنبياء و الأئمة والعرفاء و الفلاسفة الحكماء كأرسطو وأفلاطون و جلال الدين الرّومي و الحلاج و أبو سعيد أبو الخير و السهروردي والأمام الراحل, وهناك قواعد تُحدّد مسار العاشقين, منهم من قسّمها لعشرة وبعضهم لعشرين وآخرين لثلاثين و أربعين و حتى الخمسين و هكذا!

ويعتقد العرفاء الحقيقيون كآلرّومي والسّهروردي و با يزيد البسطامي و الحلّاج وغيرهم؛ بأنّ الطريقة التي نرى الله من خلالها ما هي إلا إنعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا, لذلك قال ملك العدالة الكونيّة: [من عرف نفسه فقد عرف ربّه] و كلّ إنسان له طريقته لمعرفة الله, حيث إن الطرق إلى الله بقدر أنفاس الخلائق, فإذا لم يكن الله يجلب لعقولنا سوى الخوف والملامة، فهذا يعني أن قدراً كبيراً من الخوف والملامة يتدفق من نفوسنا و للدين دور كبير في تصوير هذا المنظر .. أمّا إذا رأينا أن الله مفعماً بالمحبة والرحمة، فإنا نكون كذلك, المهم علينا أن نعرف بأنّ الطريق إلى الحقيقة يمرّ من (القلب) ليكون باقياً و مستمراً حتى اللقاء مع المعشوق، لا من الرأس(العقل) القاصر الذي يغيب بسهولة لأنه يعيش على الهامش .. فاجعل قلبك الباطن دليلاً و ممرّاً للحقيقة .. لا عقلك الظاهر، و ليس سهلاً .. لأنك ستُواجه، وتتحدَّى، و تنهزم ربّما في محطات كثيرة .. لكنكَ ستتغلب في نهاية المطاف على (النفس) بقوّة قلبك الباطن و بصيرتك.
إن معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله.
في القسم ألثّاني سنُبيّن آفاق مدرسة العشق بإذن الله لنختم المحطة الثانيّة من مدن العشق ألسّبعة للأستعداد إلى المحطة الثالثة.
A cosmic philosopherالفيلسوف ألكونيّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=620165(1)
(2) هرمون ( الأوكسيتوسين):
هو الهرمون الذي يفرز في القسم الأسفل من الدماغ؛ و يُسمّى بهرمون الذكورة، ويُوجد في جسم كلا الجنسين، ولكن عند الإناث بكميات ضئيلة ويفرز في الرّحم، وعند الذكور بكميات كبيرة ويفرز في الخصيتين، ويرتبط مستوى الهرمون في جسم الذكر بقدرة أدائه الجنسيّ نتيجة تنشيط مادة  .
Cortisoneالكورتيزون
حيث يسبب نمو العضلات و الشعر، وقوة الإنجاب، و زيادة كتلة العضلات وهذا ما يُفسّر تناول لاعبي كمال الأجسام و الأثقال وغيرهم لهذا الهرمون(عملية الدوبين)، ويزداد مستوى هذا الهرمون في جسم الرجل في سن الأربعين، و ينخفض مع التقدم في العمر, و من أعراض نقص هذا الهرمون؛ برود وضعف في الرغبة الجنسبة؛ غياب أو ضعف في الحيوانات المنويّة؛ فقدان القدرة على التركيز وغالباً ما يرافقه الإصابة بالاكتئاب؛ زيادة وتضخم في حجم الثدي لدى الذكور؛ نقص في كتلة العضلات, وسقوط شعر الجسم, لكن أهم سبب في نقص الهرمون في الجسم هو التقدم في السِّن؛ إصابة الغدد التناسلية المسؤولة عن إنتاج هذا الهرمون بالالتهاب الحادّ؛ الإصابة بمرض السّرطان؛ الإصابة بأمراض الغدة النخامية، و الأمراض التي تسبب خللاً في الكروموسومات.

أما دور (ألكورتيزون) و (التستوستيرون) لدى آلأناث؛ فله وظائف عديدة هامّة للغاية تؤثر حتى على السلوك, يتمّ تصنيعه في الدماغ كما أشرنا، في منطقة مّا تحت المهاد ، ويتم نقلها وافرازها بواسطة الغدّة النخاميّة، والتي تقع في قاعدة الدماغ, كيميائياً يعرف بأسم (تساعي البيبتيد) ويحتوي على تسعة من الأحماض الأمينيّة، وتؤثر سايكلوجياً و بيولوجياً على البشر باعتبارها يعمل كناقل عصبيّ في الدّماغ, وإن افراز الأوكسيتوسين من الغدة النخاميّة يعمل على تنظيم وظيفه الإنجاب لدى الإناث والتي تشمل الولادة.
كما له دور في الرضاعة الطبيعية بتحفيز توليد الحليب لرضاعة الطفل, كما يتمّ افراز الهرمون أثناء المخاض ليزيد من انقباضات عضلات الرحم مع سوائل خاصة، بعبارة أخرى؛ يزيد من حركية الرحم و يتمّ تحفيز إفراز الأوكسيتوسين من قبل اتساع عنق الرّحم والمهبل أثناء المخاض ، وبدوره يزيد هذا التأثير من قبل الانقباضات المتتالية, يمكننا القول بأن الدور الرئيسي للأوكسيتوسين يتلخص بـ"افراز كميات كبيرة من الاوكسيتوسين أثناء المخاض وبعد التحفيز من الحلمات، وهو ميسر للولادة والرضاعة الطبيعية" و للأوكسيتوسين آثار على العاطفة و الميول الداخلية, حيث يتمّ تحرير كميات منه في مجرى الدَّم لإنتاج الآثار البايلوجية الكلاسيكية على الرحم والثدي، ويُؤثّر في السلوكيات العاطفية والمعرفية والاجتماعية.
(3)
The most beloved thing with which My slave comes nearer to Me is what I have enjoined upon  him; and My slave keeps on coming closer to Me through performing Nawafil (prayer or doing extra deeds besides what is obligatory) till I love him. When I love him I become his hearing with which he hears, his seeing with which he sees, his hand with which he strikes, and his leg with which he walks; and if he asks (something) from Me, I give him, and if he asks My Protection (refuge), I protect him".
(4) سورة الأحقاف/ آية 20.

Monday, December 31, 2018


ألكُلّ متّهمون بآلخيانة العُظمى:
وصل الحال ببعض المخلصين في العراق درجة لا يُمكن التعبير عنه إلا من خلال القصّة الحقيقية التالية التي تُدمي القلب و التي وقعت في سجن الفضيلية, على لسان الدكتور (أبو الكفل الموصلي) ألذي كَفَرَ بآلوطن و بكلّ المقدسات العراقيّة بسبب الحاكمين, بعد ما تعرّضَ لأهانات كبيرة حتى السّجن و التعذيب بسبب عملية جراحيّة أجراها ليد مريض في مستشفى مدينة الطب و بعد إنتهاء العملية لم يستطيع المريض تحريك يده بسبب عصب لم يتم وصله, فقال له الدكتور أبو الكفل:
[ألمسألة بسيطة جداً لعدم إتصال العصب و سنعيد ربطه من جديد بسهولة لتعود اليد إلى حالتها الطبيعية الأولى, و تبيّن أنّ هذا المريض من أقرباء أحد العاملين في قصر صدام من عشائر البدو في تكريت!
ممّا أدى إلى سجنه بلا ذنب, رغم تعهده بإجراء العملية بنجاح في غضون ساعات!
في السجن و خلال إمسية من أماسيه الحزينة؛ حكى أحد السّجناء حكاية عن آلشاعر (محمد مهدي الجواهري), بكونه أخذ معه قليلا من التراب عند مغادرته للعراق, مُدّعياً أنه حين يشتاق يشمّه, و ما إنْ سمع الدكتور بهذا الكلام قال منتفضاً: [أمّا أنا فلو وفّقتُ للخروج من العراق سآخذ معي حفنة من ترابه أيضاً, و كلّما تذكرت أو إشتقت للعراق أخرجه لـ (أتبوّل) عليه]!
أيّ بلد هذا المسمى بالعراق حين يصل حال مواطنيه فيه لهذه الدرجة بسبب الحُكّام الفاسدين؟ حيث لا كرامة ولاعدالة ولامساواة بين المواطنين, بل وجود فوارق طبقية و حقوقية كبيرة بين الجميع تقريباً مثبت في الدستور؟

علّة ذلك, هو: إن الأجنبيّ و الفاسد مُفضّل على المواطن بل هو السيّد ألرّئيس عن طريق الحاكمين العملاء ... و الأدلة و الأحداث كثيرة, و للبرهان على ذلك إستمع للقصة المؤلمة التالية:
من الأحداث التي رويت عن القائد الفرنسي (نابليون بونابرت)، أنه عندما شنّ حربه على ألنّمسا، كان هناك ضابط  يتسلل بين الفينة والأخرى الى نابليون قائد الجيش الفرنسي القصير القامة، يفشي له اسرار جيشه، وكان نابليون يرمي لهذا الضابط - بعد أن يستمع الى ما يفيده من أسرار عدوه - صُرّة نقود على الأرض ثمناً لبوحه أسرار جيشه.
ذات يوم وكعادته بعد ان سرّب الضابط لنابليون معلومات مهمّة، هَمّ نابليون برمي صرّة النقود له، فما كان من الضابط إلّا أنْ قال:
[ياسيادة الجنرال، ليس المال وحده غايتي، فأنا أريد أن أحظى بمصافحة نابليون بونابرت] .. فردّ عليه نابليون:
[أما النقود فإنّي أعطيكها .. كونك تنقل لي أسرار جيشك، و أما يدي هذه؛ فلا أصافح بها من يخون وطنه]!
وقال مقولته المشهورة: [مثل الخائن لوطنه كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص .. فلا أبوه يُسامحهُ ولا اللصوص تشكرهُ].

في قصة حقيقية أخرى .. حين عبر (الإسكندر المقدوني) مضيق الدردنيل وحارب الفرس في غرانيكوس (334 ق.م) ثمّ في معركة إيسوس (333 ق.م) وانتصر عليهم؛ عيّن الأسكندر جائزة كبيرة لمن يستطيع القبض حيا أو ميتاً على الملك المهزوم (داريوش الثالث) بإتجاه أفغانستان حيث إستطاع أحد الإيرانيّين من قتله و إلأتيان برأسه للأسكندر لنيل الجائزة, لكن الأسكندر وبّخَهُ بدل تكريمه قائلاً لهُ: أنتَ حينَ خُنْتَ مَلِكَ وطنكَ .. لا يُمكن أن تكون وفياً لغيره .. و في رواية أخرى أمر بقتله!؟

من هذه المواقف تنكشف لنا خسّة مَنْ لا يكنّ لبلده الولاء و الوفاء .. و لله الوفاء و كلّ الولاء الحقيقي قبل هذا .. والذي ذكرني بآلأسكندر المقدوني و بنابليون واحتقاره الضابط النمساوي؛ هو ما حدث و يحدث في ساحة العراقيين على يد ساسة وقادة اتّخذ بعضهم من العراق - وهم عراقيون يدّعون ما يدّعون - سوقاً للتجارة، و وسيلة للربح، وطريقاً لمآرب أخرى، نأوا بها عن المواطنة والولاء والإنتماء للوطن، فهم أناس لا أظنهم يختلفون عن ذاك الضابط الخائن بل أستطيع القول بجرأة بأنّ كل العراقيين باتوا هكذا ينتهزون الفرصة تلو الأخرى للحصول على جائزة العمالة على حساب الوطن المواطن، و ما تسليم العراقي الجّمل بما حَمَلْ بعد إنتخابهم للفاسدين الذين هم منهم، وتحكيمهم على أمل حصول الفرج على أيديهم للتعويض عن سني الحرمان التي لحقت بهم إلا دليل على ذلك، فحقّ عليهم جميعاً قول الشاعر:
إذا أنت حمّلت الخؤون أمانة .. فإنك قد أسندتها شرّ مسند
وباستطلاع وإستقراء لما جرى في العراق خلال الأعوام الخمسة عشر الأخيرة و ما قبلها، يتبين كم هو بليغ تأثير خصلة خيانة الوطن، لا سيما حين تكون صفة لصيقة بالشخصيات القيادية في مفاصل البلد الحساسة، والشواهد كثيرة، ليس أولها ماحدث في محافظات الموصل والأنبار قبل أربع سنوات، كما أن آخرها لا يقف عند زيارة ترامب للعراق من دون إذن أو حتى تنسيق, بل رفض حتى اللقاء برئيس الوزراء, وحتى قبل رئيس الوزراء الحالي السيد عبد المهدي .. نرى الخائن العبادي ليس فقط عمل كجاسوس للأجانب؛ بل تستر حتى على قواعدهم في شرق و شمال و غرب البلاد, حيث أعلن مراراً بعدم وجود عسكريين على الأرض العراقية و ما موجود مدربون لأغراض التدريب, بينما أثبت الواقع وجود أكثر من خمسة آلاف عسكري محارب في قاعدة واحدة فقط هي عين الأسد بجانب آلآلاف الاخرى في معسكرات وقواعد عدّة!

أخيراً .. هل يعلم الخائنون حجم المآسي و الأضرار التي يتركها عدم ولائهم للوطن؟
وهل يعون و يدركون عظم الآثار والعواقب المعنوية و المادية التي تترتب على العراقيين بكل شرائحهم، وعلى الوطن بكل جوانبه، من جراء ضعف انتمائهم له؟
وهل يعرفون أنّ قدرهم عند المواطن الواعي طبعأً بات كقدر ذلك الضابط النمساوي عند نابليون؟
أو كقدر صدام عند آلأنكلوإمريكان حين وصل الحال به – بصدام - لأنّ يتوسل بمبعوث بوش في آخر لقاء جمعهم في الموصل قبيل بدء الحرب, حيث نقل الكاتب (سالينجر) الذي رافق المبعوث في كتابه المعروف (ألأسرار الخفيّة لحرب الخليج)؛ [الأمر بيد الرئيس و القيادة الأمريكية, و سننقل لهم طلبك].
أمّا علّة العلل في كلّ ذلك الفساد و الذلة و الخيانة العظمى, هي: فقدان الفكر و مبادئ الفلسفة الكونية في عقول السياسيين و الحاكمين الخائنين, لهذا حلّلوا بيع الوطن والعمالة و الكذب والنّفاق لأجل الرواتب و المال الحرام.
و لاحول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم, و الله يستر من الجايات.
الفيلسوف الكوني.

Saturday, December 29, 2018


لماذا البرلمان العراقي فاسد ومفسد ويجب محاكمة كلّ عضو سابق و لاحق؟
البرلمان كبقية المؤسسات و أركان الحكم في عراق الفساد لا يستطيع أن يكون برلماناً نظيفاً مُنتجاً و مُفيداً لتحقيق مصالح ألأمة و حتى الشعب العراقيّ, والدّورات السّابقة أثبتت ذلك عملياً .. حيث سبّبت دمار البلد وحتى مديونته للأسباب التالية:
أولاً: الدستور العراقي وبآلذات الفقرات الخاصة بأعضاء البرلمان وإمتيازاتهم وتقاعدهم بآلأضافة إلى القوانين الأخرى العديدة المتعلقة بالبرلمان والحكومة كقانون رقم 9  يُؤكّد على المحاصصة في قوات الجيش والأمن وهي أهمّ المؤسسات الحكومية, حيث ينص القانون على ضرورة ملاحظة التوازن في توزيع المناصب فيها بشكل عادل!
ثانياً: جميع القوانين التي شُرّعت لم تخدم المواطن في نهاية المطاف خصوصا تلك المتعلقة بآلأموال و المشاريع و الرواتب والعدالة الأجتماعية, و من تلك القوانين؛ قانون صرف رواتب (رفحا) و رواتب (الدّمج) و(البعثيون) و غيرهم حيث صرفوا مئات المليارات منها ولا يزال كرواتب مستمرة و مخصصات و إكراميات بلا خدمات أو مقابل لكون المشمولين كانوا خدماً في جيش و مؤسسات صدام دفاعا عن عرشه حتى نفذوا عتادهم و حاصرهم الجوع و العطش فهربوا من العراق, و بعدها و في بداية هذه الدورة تمّ إلغاء قسم منها من قبل القضاء العراقي و البقية آتية, و إدانة المصوتين والمستلمين لها, و ربما تجريمهم أو تقسيط الموال والرواتب التي سرقوها على مدى أكثر من خمس سنوات لأعادتها للفقراء و المحتاجين أو فك ديون العالم, و هكذا معظم القرارات الفاشلة!
ثالثاً: لم يُنفذ طوال دورات البرلمان الثلاثة و هذه الرابعة أيّ مشروع وطني يفيد العراق, برغم صرف أكثر من ترليوني دولار من أموال النفط.
رابعاً: طريقة ترشيح الأعضاء والوسائل المتبعة لأنتخابهم و الأموال الحرام التي تلعب دورها في إنتخابهم, بجانب الحزبيات و المليشيات و الطائفيات التي تختارهم؛ كلّ ذلك تخالف مبادئ وأسس الديمقراطية و في كل دول العالم وفي كل المقايس.
خامساً: مقايس و ثقافة وتربية العضو, ليست علميّة و لا تعتمد على المعايير الدّوليّة والعالميّة والأنسانيّة, بل أكثر العراقيين يجهلون حتى تعريف الثقافة والفكر ناهيك عن الفلسفة والأدارة الكونية, فكيف يُمكن لعضو بهذا المستوى أن يكون رئيسا أو وزيراً أو مديراً ينتج الفكر والرؤى والتنظير؟
سادسا: طريقة إنتخاب الرئيس وحتى المساعدين في البرلمان خاطئة و غير مفيدة و مجدية,لأنها تعتمد على المحاصصة. لا الدّيمقراطية والأنتخاب, و لك ان تقيس بقية الأمور و هكذا عرّضوا مستقبل العراق و الأجيال المسكينة التي لم تلد بعد لأخطار و كوارث من خلال نظام مبتذل منافق ناهب لحقوق العراقيين و الأمة!؟
بناءا على هذه المؤشرات الخطيرة الواضحة و التي تخالف أسس الدّيمقراطية القديمة و الحديثة ناهيك عن مبادئ الديانات السماوية و الأنسانية و العدالة التي لا وجود لها ألبته في الدستور حتى نظرياً ولا في ضمير أيّ مسؤول عراقي؛ فأنّ البرلمان العراقي كما كل البرلمانات العربية و حتى العالمية فاسدة مع الفارق و يجب محاكمة كل عضو سابق و لاحق, كي يتمّ سنّ قوانين جديدة و دستور عادل وإنتخابات نزيهة و بعدها قد ينتهي الفساد و الظلم و نبدء بآلعمل الحقيقي من جديد.
حكمة كونيّة:[كل عراقيّ داعشي بموقعه و حجم مسؤوليته و إن لم ينتمي لداعش, أبسط مصداق؛ ألعراقيّ داعشيّ على زوجته وأبنائه بإستثناء من لم ينتمي لسلطة ألظالم و بآلتالي لم تسنح له الظروف ليكون كصدام و فرعون وهامان].
الفيلسوف الكونيّ

Monday, December 24, 2018


ألعيب بآلعراقيين لا بأسيادهم!
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ – يونس/71.
والله وكما يعرف الكثير داخل العراق و خارجه وفي أكثر من دولة و جامعة معروفة؛ بأنيّ - و أعوذ بآلله من آلأنا - منذ طفولتي أحبّ الخير و الحُبّ للحُبّ الذي هو سرّ أسرار الوجود حتى بين الكائنات و المخلوقات الأخرى وما زلت أبكي على الأنسانيّة وأتألم للفقير وآلمظلوم أينما كان وأحاول الأنتصار له ما إستطعت لأنّ الله أودع فيَّ قلباً عطوفاً شفوقاً وفطرة بيضاء لم تُلطّخها الحرام حتى العوز لأنها تتّكأ على الصّبر وآلحقّ, وآلآن ناهز العمر السبعين, قضيتُ نصف قرن منه بالغربة, بل كنتُ غريباً قبلها في بلادي لإختلاف عقيدتيّ مع الناس والعالم, برفضي للظلم و الرّشوة و الفساد والخيانة و التسلط ليس في العراق فحسب بل في بلاد العالم!
ومصداقي؛ أنّي رغم حقوقيّ القانونيّة وآلشّرعيّة والعرفيّة والعالميّة والكونيّة التي أقرّتها حتى الحكومات الأرضيّة كسجين ومفصول سياسيّ و معارض و مُتقاعد ومُلاحق ومُجاهد في كلّ الجبهات ولحدّ ألآن؛ لكنّي والله ليس فقط لم أستلم و لم أحصل على دينارٍ من رواتبي وحقوقي منذ عام 1979م وهي سنة تعيّني مسؤولاً في قسم التأسيسات الكهربائيّة في مركز التدريب المهني التابع للمؤسسة العامة للكهرباء, بل رفضت أعطاء الرشوة للحصول عليها حين طلب المعنيون ذلك وقلت لهم: [أنا جاهدت ضد الرشوة و الخيانة كل عمري و الآن بعد سقوط صدام أدفع الرشوة .. ما لكم كيفي تحكمون]!
وبعد ما تعرضتُ للملاحقة و الأعدام ثم خروجي من العراق قسراً, بآلأضافة لكل هذا .. كنتُ أعيل فترة الحصار الظالم وقتها عشرات العوائل المنكوبة, وكان الشعب العراقي الذي خطّ أقداره الهوجاءُ بيديه مع مراجعه الفكرية و بإصرار يَغطّونَ بنومٍ عميق مُؤيّديين صدام وحزبه كل بحسب موقعه بسكوتهم على الأقل حتى لم يبق نصير للحقّ سوى الله بعد إعدام الدّعاة المائة في نفس عام 1979م وبعده ولم يبق لي مكان آمن ألتجأ إليه لأنّ أكثر العراقيين باعوا ضمائرهم لصدام وحزب البعث وبدؤوا يقتلون حتى أبنائهم ويكتبون التقارير على المؤمنين للحصول على الغنائم, والعجيب أنّني حين رجعتُ عام 2003م بعد سقوط النظام رأيتُ كلّ الشعب العراقيّ يدّعي الجّهاد ضدّ النظام البعثي و يدعي المظلومية و السّجن ووو... للحصول على المناصب؛ فبقيتُ مبهوتاً حائراً وسط جيوش المنافقين حتى قلتُ لبعض المقرّبين؛ أ تذكرون سني السبعينات حين بقيتُ وحدي في بغداد أواجه جيوش صدام ولا أحداً يدعمني لأيصال مجرد رسالة فقط .. ولم أجد عوناً منكم, فأين كان هؤلاء المدّعين؟
فغاضني تلك المواقف و إشمئزت نفسيّ من كل العراق الذي لم يعد يستسيغ إلا المؤيدين للباطل والقسوة والعنف ..
لذلك هاجرت بعد ما بقيتُ وحدي بلا صديق وما زلت مهاجراً بسبب الظلم و النفاق .. لا ,خوفا و لا جبناً .. بل لمصداقيتي و عدم قدرتي على مهادنة الظلم وكما فعل الجميع للحصول على الرّواتب وآلغنائم باسم الصدر و الجهاد بلا حياء أو دين وإبتليت الآن بأنواع العاهات و الأذى وما مددّتُ يدي لأحد, و بعد كل هذا .. صِرتُ أنا المهزوم .. والمنافن هو الفائز!
وبعد خراب العراق على أيدي الفاسدين الجُّدد بمظلة الدّيمقراطيّة المُستهدفة وجعله مديناً بمئات المليارات من الدولار لتغطية رواتب الفاسدين ومن إنضمّ معهم من جيوش المنافقين الذين إنتصروا لصدام بآلأمس حتى الرّمق الأخير كآلرّفحاويين, وآلآن ورغم كل هذا التباين و الفساد و النفاق الذي صار حلالاً و جهاداً؛ بآلله عليكم:
لو أقَدّمُ نفسيّ مرشّحاً لرئاسة العراق لتغيير الأوضاع من الجذور خصوصاً مسألة  الرّواتب والقوانين المُتحيّزة لمحو الطبقية من الجذور عبر انتخابات شرعية وشعبية؛
فهل ستَنْتخبوني .. أم ستنتخبون الفاسدين ألّذين جرّبتموهم لتُبرهنوا للمرّة العاشرة أمّيّتكم الفكريّة والعقائديّة و عدم إكتراثكم بمستقبل الأجيال المسكينة القادمة الذين سيلدون و هم مَدِينين للعالم بمئات الآلاف من الدولارات!؟
ولتُثبتوا بذلك و بما لا يقبل الشّك في النّهاية بأنّ العَيبَ بكُم .. لا بآلفاسدين!
إذا كان الغراب دليــــل قوم .. فعيب القوم لا عيب الغراب
لكن إطمئنّوا و تأكّدوا وأقسم بآلله بأنّيّ لنْ أرشّح نفسيّ بعد الذي رأيته, خصوصاً من قبل الرؤوساء الذين معظمهم يعرفونني لأنكم (لا تستحقّونيّ ولا أنا أستحقّكم) لموت الأنسانيّة والرّحمة و المحبة في قلوبكم و تَنَمّر الشّهوة بدل ذلك في وجودكم, وسأبقى غريباً لأبَيّن لمن يعيّ الآن و للأجيال المقبلة فلسفتيّ الكونيّة حتى يكتب لي الله أحدى الحُسنيين, إنّهُ ربّي وربّ الحسين(ع) و[إن تكذّبونيّ فقد كذّبتُم رُسلاً من قبل وإلى الله تُرجع الأمور].
A cosmic philosopherالفيلسوف ألكونيّ


Sunday, December 23, 2018

كُلّكم مسؤولون ولو ألقيتم المعاذير
كلّ مسؤول أو رئيس أو مدير أو موظف يستلم ألرواتب ألمجزية من جيوب و بطون و حقوق الفقراء و جوعهم و عريهم - طبعا يستلم الرّواتب مع البطالة المقنعة بدون إنتاج - و يتمتع هؤلاء الفاسدون أيضاً بآلأمتيازات الكثيرة و المتنوعة بجانب الرّواتب؛ كل هذا يعتبر حرام من حرام في حرام للحرام شرعا و قانونا و عرفاً و إنسانيةً و بكل المقايس الكونية و حتى الأرضية الدّنيوية .. بسبب وجود عشرات الآلاف من الأطفال الذين يعيشون حياةً مأساوية و هم لا يملكون الغذاء الكافي و لا اللباس أو الحذاء الذي يُقيهم من شرّ البرد و حرارة الشمس .. ناهيك عن السكن الذي عادة ما يكون من الصفيح أو الكارتون حتى في العراء يفترشون الأرض, هذا بجانب الملايين من اليتامى و الأرامل الذين يعانون المرض و العوق الروحي و الجسمي بسبب الظلم و الفوارق الطبقية و فقدان الحق الذي لا يفهمه العراقي بسبب لقمة الحرام التي فعلت فعلها في الأبدان والأرواح!

فوق كل هذا الظلم و الفوارق الطبقية التي غيّرت مصائر الشعوب و الأقدار نحو الأسوء بحسب السُّنن الألاهية الواضحة؛
أ تَعَجَّبْ كيف يواجه الله من يدعي الأسلام و يُصلي حتى أمام الناس كالرئيس و آلوزير و النائب و المدير و الموظف و المُعمّم مع وجود هذا الظلم المبين أمام عينه و الذي هو مسببهُ و موجده كل بحسب دوره السلبي الذي سفّه عقول الناس و جعلهم كآلشياطين يأكل بعضهم بعضاً!؟
و فوق هذا يقف يومياً أمام القبلة خمس مرات أو أكثر حين يصلي (صلاة الليل) ليناجي ربه بآلعبادة و الدعاء مُتوهّماً أنّه بهذه الظواهر سيوهم الله تعالى و ليس فقط ستغفر ذنوبه بل سيحصل على الدرجات العلى!!؟
و هكذا الوطني و الماركسي و البعثي و القومي و العشائر ووو غيرهم؛ حين يكتب أو يستلم الميكرفون ويُسطر المقالات و ُينادي حتى يبح صوته .. إننا ... و نحن... و سوف ووووو كلام فارغ و في فراغ لا أصل و لا معنى واقعي له سوى تشويه أذهان الناس لأدامة فساده!!!
و هكذا بقية المسؤوليين الجّهلاء فكرياً .. ألأغنياء مادياً بسبب الرواتب و السرقات, لعدم معرفة العراقي و غيره معنى الحقّ و آلباطل و الشجاعة و الجبن و الصلاح و الفساد, و لو فرضنا ظهور مَنْ يعرف معانيها إستثناءاً؛ فأنّهُ أيضاً لا يعرف السبيل لتطبيقها بحسب قوانين الحقّ و العدالة التي أساساً يجهل تفاصيلها!
و لو جمعت كلّ ميكرسكوبات العالم للبحث عن خلية حلال سليمة واحدة في بدنه الكسيف لما كنت قادراً الحصول عليها و مشاهدتها!؟
ولا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
أكرر .. بأن سبب كل هذه المأسي هي:
[الأميّة الفكرية لا الأميّـة الأبجدية (المدرسية)].
لذلك ؛ [كُلّكم مسؤولون ولو ألقيتم كلّ المعاذير].
الفيلسوف الكوني
وإليكم ظاهرة من بين ملايين الظواهر و المشاهد التي تتكرر في العراق:
https://www.youtube.com/watch?v=iqHcyeZdefs

Tuesday, December 18, 2018

متى يرتقي البشر لمستوى الحيوان؟
وفاء الكلاب و دموعهم أعمق و أصدق من وفاء البشر بكثير و حاشا الكلاب أو الحمير أو السّناجب أن تكون كآلبشر الذي يسرق الناس و يظلم و يستغيب و ينافق ثم يذهب للمساجد و يقف أمام القبلة مدّعيا الصّلاة و الصّوم و التدين .. خصوصاً الحزبيين والمُدّعين للثقافة و الأدب في بلادنا حيث ينهبون الرواتب و يسرقون حقوق الأطفال التي تموت أمامهم و يُهان المُثقّف ألمتواضع في أوساطهم و يُنبذ الفيلسوف الحقيقيّ الذي يذوب كآلشمعة مضحّياً بكلّ وجوده للحقّ و العدالة التي لا يفهمون و الناس حتى مبادئها و معانيها و تطبيقاتها لتربيتهم العائلية والمدرسية والدّينية الخاطئة الناقصة ولهوهم وفسادهم, حيث يكتبون التقارير ضدّهم لمحاصرتهم وقتلهم بلا رحمة ثمّ تشريدهم ظنّا منهم أنّ الحياة ستحلوا لهم وينعمون بغيابهم, فياليت هؤلاء الأصلاف العارين من الوجدان و العقل الذين أخطؤا حتى في معرفة معنى الوفاء و الشّجاعة وآلرّجولة حينَ ظنّوا أنّها تُقاس بآلعضلات و القنص والغدر وهكذا جهلهم بمعنى الكرامة ناهيك عن الأنسانيّة التي مُسخت والمحبة والوجدان من وجودهم و باتوا أبداناً و مظاهر لا أكثر حتى الأدب و الشعر و الرّوابات والأفلام و المقالات باتت مجرّد تلقينات و تقريرات لأرضاء الذّات و شكليات و ومظاهر للتعالي بين الناس لأنّها لا تخرج من مدار الحواس الماديّة, لذلك لم تُغن لهم شيئا, بل هذا النمط التربوي والثقافي ألذي إنتشر خلال القرن الماضي ولا زال؛ قد أبعد الناس شيئا .فشيئاً عن الوفاء و المحبة و القيم الكونيّة, فظلّ العراق كما بلاد العالم أسيرة الشهوات والرواتب و الدولار الذي يتحكم بطبعه الظالمين الذين حلّوا بدل المثقفين و الفلاسفة الحقيقيّن.

و علّة العلل في كلّ ذلك الفساد و الظلم , هو آلجهل و ميل الناس للحواس الماديّة الظاهريّة و ترك التّفكر و الأسفار لأنهُ يرتبط بآلعقل الظاهر وكذا العقل الباطن الذي وحده يُوصلنا للغيب و عالم المعنى و الرّوح الخالدة التي وحدها تُحقّق سعادة الأنسان حتى لو لم تكن هناك أموال و عمارات و مصانع و أبراج عاجيّة, فما فائدتها وآلبشر قد ضيّع هويته الأصلية!
فمتى يرتقي البشر لمستوى الحيوان على الأقل!؟
[أيها الناس قد جاءكم الحقّ من ربّكم فمن إهتدى فأنما يهتدي لنفسه و من ضل فأنما يضل عليها و ما أنا عليكم بوكيل] سورة هود 108.
https://www.youtube.com/watch?v=AfalaLnUAIk
خلاصة القصّة المعروضة في الفيدو وكما وردت بآللغة الأنكليزية: هي أنّ صاحب هذا الكلب قد توفى بينما كان الكلب ينتظره كعادته كل يوم في مكان معين بآلقرب من محل عمله, حيث كان يرافقه يومياً ثم ينتظره حتى إنتهاء الدوام و الخروج للعودة معاً, لكنه توفى ذات يوم, و إنتظر طويلا قدومه حتى جنّ الليل .. و لم يأتي صاحبه .. فظنّ الكلب أنهُ (صاحبه) رجع للبيت وحيداً .. لكن بعد رجوع الكلب للبيت أيضا خاب ظنه, و لهذا كان كل يوم يعود لنفس آلمكان الذي إفترقا فيه أخر مرّة  منتظرا ًعودته من دون فائدة, و ظل على هذا الحال حتى توفي هو الآخر كمداً و ألماً من الفراق.!
حكمة كونيّة: [ليتني أستطع جعل كلّ الناس أغنياء؛ لأثبت لهم بأنّ المال لا يُحقق السّعادة].
ألفيلسوف الكونيّ

Saturday, December 15, 2018

و من يتوكل على الله فهو حسبه

بسم الله الرحمن الرحيم:
و من يتوكل على الله فهو حسبه
لا أميل كثيراً للشِعر الشّعبي و الدّبجات و الهوسات و غيرها .. لأنّ طبعي و بعكس الناس منذ الصغر كان يميل للهدوء و التّفكر و التأمل دائماً لأعمل بصوت عالٍ يسمعه كلّ أهل الأرض وآلسّماء .. هكذا طبّعني الله بطابعٍ خاصٍّ و قلبٍ رقيقٍ يتحسّس حتى معاناة نملة أو حشرة صغيرة و لا يزال .. حتى إني أضطرب لخطأ و أتحسس همس المجروح و نظرته حتى لو كان عفوياً لمساعدته و لأصلاحه, لكن بعض الشِعر يسحرني أحياناً خصوصا حين يلامس الواقع و يكون من القلب؛
أصفن على العمر خلّصته بس هموم ..
وأباوع ع الزّمن و شلون جازاني ..
أثاري بها الوكت ما ينفع الطِيب ..
و الطّيب يظل كل عمره وحداني ..
و اليمشي عدل ع النيّة وى الناس
يظل طول العمر مجروح و يعاني ..
فكيف يُمكن لعاشق على نيّته أن يعيش مع شعب بل شعوب لا تؤمن بالنّية الحسنة و الطيبة!؟
مع محبتي للجّميع رغم الجفاء والخذلان و هذا الحال الذي أنا فيه و الحمد لله, و أرجو المخلصين إن وجدوا؛ أنْ يعلموا بأنّي رغم كلّ الأذى و الجراح و التضحيات لشعبٍ تبيّنَ أنهُ لم يكن يستحق عُشر ما ضحيته لهُ قد ذهبت هباءاً في هذه الدّنيا اللعينة .. حتى أحسستُ بأنيّ أضرمتُ النار بنفسي وعائلتي من أجل من لا يكن أيّ إحترام للحق وللقيم و الأنسان .. بل يعبد هو وساداته و شيوخه الدولار بغباء مطلق كسيّد و حاكم أوحد .. لتقرير موقفه بعيدا عن الحقّ المجهول أساسا في أوساطهم, و لذلك قتلوا وشردّوا العارفين ونصروا وتمسّكوا بنهج آلظالمين و للآن ينصرون الظالم؛ لكني رغم كلّ هذا الجفاء و الجروح؛ رضيتُ من الأعماق بما رضى به الله و إختاره لي وكنتُ دائماً أتوكّأ على قرار القلب و أحكامه أو إستخارة القرآن إن لم أصل لجواب من القلب في المنعطفات الخطيرة كآلسفر و الزواج و الشراكة وغيرها, و لم أحكم العقل الظاهر يوماً .. و لم أهتم بهذا أو ذاك مهما كانت قوته و سطوته و موقعه في السلطة للتوسط لديه أو طلب المساعدة منه, و لهذا فأنا الآن مطمئن بآلنصر و العاقبة الحسنى رغم كل الأذى و المعاناة .. و من يتوكل على الله فهو حسبه, إنّهُ نعم المولى و نعم النصير.
و العاقبة أبداً للمتقين.
الفيلسوف الكونيّ

Friday, December 14, 2018

مقدمة خامسة لكتابنا:
[ألسّياسة و الأخلاق؛ مَنْ يَحْكُمُ مَنْ؟]
خلاصة كتابنا الموسوم أعلاه و الذي تمّ كتابته عام 2003م, هو: [ أكبر جرم إرتكِب في تاريخ البشرية، هو (فصل السياسة عن الأخلاق), أو (فصل الدِّين عن الحُكم)]!
وقد أثبتنا من خلال 12 مبحثاً بآلأضافة لغيرها(1) هذه الحقيقة المرّة التي دمّرت البشريّة و أوصلته للحضيض حدّ ألمسخ ألكامل .. لأجل سعادة مجموعة صغيرة مستكبرة على الحقّ ترى الظلم أفضل وسيلة قانونية للأثراء و التسلط.

في كتابه مناهج الفلسفة، كتب المفكر الأمريكي (ويليام جيمس) قائلاً: [إنّ هناك أكثر من ستين ألف مادة قانونية يتم إضافتها سنويًّا إلى القانون في أمريكا]ٍ، و هكذا كندا و بقية الدول الغربية لعدم معرفتهم بفلسفة القانون و بشكل أدق لجهلهم بحقيقة الأنسان الذي خلقه الله الذي وحده يعلم أسراره و ما يحقق سعادته و شقائه, و كل تلك الدول تحتاج للأخلاق لا القانون, أو بعبارة أفصح تحتاج لنهج الفلسفة الكونية كي تُغذي مفاهيم و فلسفة القانون, لنكشف من خلالها الأهداف التي تريد تحقيقها.

و لعلّ هذه الإشكالية تقارب الإشكالية التي أرّقت الفيلسوف شيلر، حين أراد العودة إلى سياسة الذات، فعكف في:"الرسائل الأولى من التربية الجمالية للإنسان"على فكرة الدولة كما كانت تتشكل في زمانه، فقد كان شيلر روسي الطبع، كانتي الفكر و التطبّع، فكتب قائلاً حين رأى إنهيار القيم الإنسانية على أعتاب الفظائع الدموية الوحشية للحزب الشيوعي السوفياتي: [لايأتي البناء من السياسي ولامن رجل الدين، ولكن من القدرة على الإرتفاع نحو الروح والجمال، فعندما يضع السياسي أو رجل الدين نفسه في الواجهة على سبيل الشهرة والنجومية، فهو يضع نفسه في الخلف باستخدامه لوسائل الإكراه، القهر، الإبتزاز والترهيب و الترغيب، بيد أنه عليه أن لا يقود بل أن يصاحب، ولا يقول هؤلاء تحت وصايتي و سلطتي، بل يقول هؤلاء إأخواني و بجانبي، فلا يتكلم بمنطق الفَوقية بل بمنطق المَعِيّة].

صحيح أن الفيلسوف أو النبي الذي يعجز عن أداء رسالته من خلال تسييس ذاته ثم فلسفته في المتمع؛ فإن هذا لا يعني عجزهما - أو بتعبير أدق عدم جدوى فلسفتهما - لإنجاح وإدامة الدولة, بل الخلل و كما أثبت التأريخ مرّات و مرّات هو بسبب الشعب نفسه و الذين يحثون الناس بطرق خبيثة نحو مسالك الشيطان من فوق و التي تتجسد اليوم من خلال (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي تحكم العالم عن طريق الأقتصاد بمعونة الأساطيل و التكنولوجيا و المال(الدولار).

نحتاج لأنجاح أي مشروع إلى ثلاث عوامل تعمل معا لتحقيق الغاية من الفلسفة التي لا بد و أن يُنَفّذ من خلال نظام إجتماعي متكامل يتساوى بظله الرئيس و المرؤوس و القائد و الجندي لتتحقق السعادة بين جميع البشر و ليس شعب واحد.
الأول: وجود قائد أعلى أمين على الفلسفة الكونية.
ألثاني: وجود فلسفة كونية شاملة تضم المفاهيم و الأهداف و طرق التنفيذ.
الثالث: وجود النخبة التي ترتبط بآلقيادة من جانب و بآلشعب من الجانب الآخر و تعي و تدرك جيداً أبعاد الفلسفة الكونية و فن تحقيقه.

و بذلك يمكننا القضاء بشكل طبيعي على نظام الرأسمالية الظالم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي أسّست أسس الفلسفة البراغماتية السياسية، التي تُعرّفت الحقيقة بأنّها الفكرة التي تنجح، وليست الفكرة ذات القيمة الأخلاقية التي تريد تحقيق السعادة للجميع، فصارالتخطيط لسرقة أموال الفقراء مسألة شرعية و قانونية لا يحق لأحد إنتقادها، وهو بنظرها أنجح وسيلة للثراء الذي يصاحبه الظلم والقهر والإستبداد كنتائج طبيعية للحرية بآلمفهوم الرأسماليّ

و تلك هي أنجح وسيلة لتحقيق السلطة، فالعالم مجرّد سوق، والإنسان فيه مجرّد بضاعة و أداة للإنتاج والإستهلاك، ولذلك و بسبب فقدان مبادئ الفلسفة الكونية؛ فقد ركبت الكثير من الدول الإسلامية رغم تأريخها وعقيدتها في المنطقة العربية؛ موجة البراغماتية(الرأسمالية) و كان العراق سبّاقاً في هذا المصير الأسود، وعلّقت دواليب الحكم بتلابيب أمريكا و من معها، ماجعلها تربة خصبة للإبتزازات المالية، التي تثري خزائن النظام الدولي، ليستمر في طغيانه وإجرامه، وليحمي أقدم الأنظمة الأجرامية في المنطقة و العالم، حتى أنعكست المفاهيم بحيث أصبح المقاوم إرهابيا و الأرهابي إنسانياً، حتى تحققت مقولة "مصطفى محمود" في كتابه "إخلعوا الأقنعة أيها السادة"حين قال: [عصرالتجارة بالكلمات، التخدير بالشعارات، التنويم المغناطيسي بالعبارات، وقيادة الشعوب المتخلفة بهذا الحذاء الساحر..].

و اليوم أخمدت حركة الشعوب من قبل أنظمتها التي تتحكم بها الأحزاب و الأئتلافات و المنظمات التي تريد المال لرؤوسائها و توقع على الصكوك البيضاء بإسم الوطن و المواطن مقابل ضمان السيولة النقدية و الأرباح و الرواتب لجيوبها على حساب جيوب و حقوق الشعب, لتعيش كل شعوب العالم ألأمرين من الأنظمة الإستبدادية تحت غطاء الديمقراطية التي تهدف للتحكم بآلأموال و الرواتب والمخصصات و الجيش و الشرطة، و هذا هو مأزق النظام الدولي العاري من القيم الأخلاقية!

لقد وصلت الصّلافة و فقدان الحياء درجة باتت أعتى الدّول الدّيمقراطيّة في العالم تدعم الحكومات الأرهابية لقتل الناس و الأطفال الأبرياء .. بل وتحتقل سنويّاً بآلحروب العالميّة الدّمويّة التي راحتْ ضحيّتها الملايين من البشر, ممّا يعني تحاوز اللاإنسانية إلى الوحشية, بدل أن تخطط للأنتقال بآلناس من حالة (البشريّة) إلى
(آلأنسانية) و من ثم (الآدمية) التي معها يتحقق الفناء, التي هي أسمى درجات العلو الكونيّ بحسب الفلسفة الكونية العزيزية الذي يؤمن بآلتغيير كصفة إنسانية .. لكن بتزكيتها للأعلى لا بدسّها للأسفل عن طريق شحن النفوس بالأخلاق الفاضلة التي يؤكدها ألدِّين فقط لا المدارس السّياسة التي تؤكد على الكذب وآلظلم و النفاق و التحالفات المشبوهة لسرقة الناس!
و لا حول ول ا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
الفيلسوف الكونيّ
رابط ألأنضمام لصفحة كروب (الفلسفة الكونية العزيزية): https://www.facebook.com/groups/1637330213025598/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بآلأضافة لذلك الكتاب الموسوم بـ [ألسّياسة و الأخلاق؛ مَنْ يَحْكُمُ مَنْ], ألّفنا كتاباً آخر يضاهيه في المعنى و يعلوه في التمدن حيث نظّر للمستقبل من خلال معطيات عديدة, و الكتاب بعنوان: [مُستقبلنا بين آلدِّين و آلدِّيمقراطية].