متى يرتقي البشر لمستوى الحيوان؟
وفاء الكلاب و دموعهم أعمق و أصدق من وفاء البشر بكثير و حاشا الكلاب أو الحمير أو السّناجب أن تكون كآلبشر الذي يسرق الناس و يظلم و يستغيب و ينافق ثم يذهب للمساجد و يقف أمام القبلة مدّعيا الصّلاة و الصّوم و التدين .. خصوصاً الحزبيين والمُدّعين للثقافة و الأدب في بلادنا حيث ينهبون الرواتب و يسرقون حقوق الأطفال التي تموت أمامهم و يُهان المُثقّف ألمتواضع في أوساطهم و يُنبذ الفيلسوف الحقيقيّ الذي يذوب كآلشمعة مضحّياً بكلّ وجوده للحقّ و العدالة التي لا يفهمون و الناس حتى مبادئها و معانيها و تطبيقاتها لتربيتهم العائلية والمدرسية والدّينية الخاطئة الناقصة ولهوهم وفسادهم, حيث يكتبون التقارير ضدّهم لمحاصرتهم وقتلهم بلا رحمة ثمّ تشريدهم ظنّا منهم أنّ الحياة ستحلوا لهم وينعمون بغيابهم, فياليت هؤلاء الأصلاف العارين من الوجدان و العقل الذين أخطؤا حتى في معرفة معنى الوفاء و الشّجاعة وآلرّجولة حينَ ظنّوا أنّها تُقاس بآلعضلات و القنص والغدر وهكذا جهلهم بمعنى الكرامة ناهيك عن الأنسانيّة التي مُسخت والمحبة والوجدان من وجودهم و باتوا أبداناً و مظاهر لا أكثر حتى الأدب و الشعر و الرّوابات والأفلام و المقالات باتت مجرّد تلقينات و تقريرات لأرضاء الذّات و شكليات و ومظاهر للتعالي بين الناس لأنّها لا تخرج من مدار الحواس الماديّة, لذلك لم تُغن لهم شيئا, بل هذا النمط التربوي والثقافي ألذي إنتشر خلال القرن الماضي ولا زال؛ قد أبعد الناس شيئا .فشيئاً عن الوفاء و المحبة و القيم الكونيّة, فظلّ العراق كما بلاد العالم أسيرة الشهوات والرواتب و الدولار الذي يتحكم بطبعه الظالمين الذين حلّوا بدل المثقفين و الفلاسفة الحقيقيّن.
و علّة العلل في كلّ ذلك الفساد و الظلم , هو آلجهل و ميل الناس للحواس الماديّة الظاهريّة و ترك التّفكر و الأسفار لأنهُ يرتبط بآلعقل الظاهر وكذا العقل الباطن الذي وحده يُوصلنا للغيب و عالم المعنى و الرّوح الخالدة التي وحدها تُحقّق سعادة الأنسان حتى لو لم تكن هناك أموال و عمارات و مصانع و أبراج عاجيّة, فما فائدتها وآلبشر قد ضيّع هويته الأصلية!
فمتى يرتقي البشر لمستوى الحيوان على الأقل!؟
[أيها الناس قد جاءكم الحقّ من ربّكم فمن إهتدى فأنما يهتدي لنفسه و من ضل فأنما يضل عليها و ما أنا عليكم بوكيل] سورة هود 108.
https://www.youtube.com/watch?v=AfalaLnUAIk
خلاصة القصّة المعروضة في الفيدو وكما وردت بآللغة الأنكليزية: هي أنّ صاحب هذا الكلب قد توفى بينما كان الكلب ينتظره كعادته كل يوم في مكان معين بآلقرب من محل عمله, حيث كان يرافقه يومياً ثم ينتظره حتى إنتهاء الدوام و الخروج للعودة معاً, لكنه توفى ذات يوم, و إنتظر طويلا قدومه حتى جنّ الليل .. و لم يأتي صاحبه .. فظنّ الكلب أنهُ (صاحبه) رجع للبيت وحيداً .. لكن بعد رجوع الكلب للبيت أيضا خاب ظنه, و لهذا كان كل يوم يعود لنفس آلمكان الذي إفترقا فيه أخر مرّة منتظرا ًعودته من دون فائدة, و ظل على هذا الحال حتى توفي هو الآخر كمداً و ألماً من الفراق.!
حكمة كونيّة: [ليتني أستطع جعل كلّ الناس أغنياء؛ لأثبت لهم بأنّ المال لا يُحقق السّعادة].
ألفيلسوف الكونيّ
No comments:
Post a Comment