Thursday, May 13, 2021

سألوني لماذا لا تنهض المرجعية؟

سألوني لماذا لا تنهض آلمرجعية!؟

سألوني عن سبب تقوقع المرجعية ألتقليدية !؟

لماذا المراجع لا ينهضون لقيادة الشعب لبر الأمان خصوصا و إن جيوشا و حشوداً مسلّحة تحت أوامرهم و معظم الشعب معهم حتى الأديان الأخرى و كما كان يفعل الأئمة العظام و الأمام الراحل أمام أعينهم .. على الأقل للتخلص من المتحاصصين الذين بدؤوا يستخدمون اليوم إسلوبا آخر و هي سكب الدموع الكاذبة أمام الناس لدر عواطفهم للحالة المأساوية التي يعيشها الشعب على كل صعيد!؟

أجبتهم:

[وهل تعتقدون بأن المراجع يُقحمون أنفسهم في هذا العمل الجهادي الشاق و العظيم الذي يشبه عمل الأنبياء و العظماء  لأنه يحتاج للتضحية و السهر و مقاومة الفساد و التغرب و السجن و التشريد و مواجهة الفاسدين, بل يعتبرون ذلك بمثابة (رمي النفس بآلتهلكة)!؟

ثم لماذا يفعلون ذلك ؛ إذا كانت الدّنيا لهم و الاموال تصبّ عليهم من كلّ الجهات و الجبهات و تقبيل أياديهم الناعمة كآلقطن من قبل "إمحيسن" و الأبهة و الفلاّت و القصور و التعظيم لأبنائهم في كل دول الجوار و لندن خصوصا لوجود البنوك ألرّبوية الآمنة فيه عن طريق أحفادهم و بناتهم و ذويهم و طلابهم ..

لماذا و كيف يتركون كل هذا الخير الوفير و الراحة التي قد لا يشهدوها حتى في الجنة و يُورّطون أنفسهم في ذلك العناء و طريق ذات الشوكة!

هل تعتقد بأن عاقل يترك هذه الدنيا الوفيرة و يُقحم نفسه في خط الحسين الدامي!؟

أنصفوا مراجعكم العظام جدا .. جداً فوجودهم أمان لمصالح آلمستكبرين الستراتيجية و للفاسدين لأدامة فسادهم و كما هو حال العراق!

و حقا .. أمثال الأمام الراحل و الصّدر لا يلدون سوى مرّة كل قرن .. لأنهم يؤمنون بكرامة الأنسان و يعرفون معنى الوجود و الألم و المرض و الجّوع و نبض الكلام ولا يسمحون لأنفسهم بآلسياحة لأوربا و كندا وامريكا لعلاج وكعة صحية بمئات الآلاف من الدولارات!؟

و هؤلاء المراجع بآلعشرات بل بآلمئات و خلفهم معممين بآلآلاف و مليشيات تبحث عن معاش و نكاح و قبلة على ايديهم و تعظيم على الجبين من قبل "إمحيسن"!

فلا تسألوهم عن الجهاد و رفع الظلم و اليتامى و الثكلى و الجياع لأنها تدخل في السياسة و الإجتماع و الأقتصاد و الكرامة التي لا علاقة لها بآلأسلام و بخلق الأنسان .. ثمّ إن مثل هذه الأمور تُكدّر صفو حياتهم و تضعف التناسل بينهم .. و لكم ا لحق أن تسألوهم عن بداية الشهر الهجري العربي و نهايته كي لا تنسوا الخمس, و هلال العيد .. و آه من العيد ..

قد يدّعي البعض بثورة العشرين و قيادتها الحوزورية التقليدية؛ لكننا نسأل أيضا؟

بآلله عليكم ماذا جنينا من ثورة العشرين حتى مع إنتصار عشائر إمحيسن و الشهداء الذين ضحوا بلا رياء و أجر ليصب ثمرة جهادهم في تثبيت الدولة العثمانية الظالمة بعد تشكيل حكومة تفيد و تؤمن مصالح الأنكليز و الأستكبار!؟

و بآلمقابل هناك صورة أخرى .. و لا أذكرك بغيرها أو بشيئ اكبر و أعمق و أكثر وقعا منها في تأريخنا المعاصر و هي:

في يوم واحد و ساعة واحدة قتل السافاك الأيراني ما يقرب من 15 ألف شهيد بينهم مئات العلماء و المجتهدين في المدرسة الفيضية .. و كانت لوحدها ثورة و حرباً كلهم لأجل المظلومين و الفقراء و الجياع و الشهداء؛

هل ترك الأمام الراحل دمائهم تسيل .. أم  زاد عزما و إصرارا لدحر الظالمين و قد  فعل .. ليكونوا أقوى دولة في العالم بعلمهم و أدبهم.
عزيز حميد مجيد

 


إضاءة للكونيين

 

إضاءة للكونيين
أيّـها آلكونيّون :


شكراً لتهانيكم آللطيفة التي بعثّموها لنا , لكن :  

أيُّ عيد أتمنّاهُ لكم و لأربعين مليون (إمْحيسِن), ناهيك عن مليار مُتأسلم قابيليّ سلّط الله عليهم شِرارهم برضاهم !؟  

بعد تلك التهنئة الفلسفية؛ طرحنا السؤآل التالي :  

هل ألكلب أفضل من هذا البشر المعجون بآلظلم و الخيانة؟
و إذا كان أفضل على سبيل الفرض ؛ فلماذا لم يخلق الله كلاباً بدل هذا المخلوق اللعين لأنهم من نسل (قابيل) ألذي قتل هابيل و لم يترك ذرّية من بعده!؟
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
 

ملاحظة: لست أوّل من تمنى على الله تعالى أن يخلق الكلاب بدل البشر الذي لا يمكنه أن يكون إنساناً .. ناهيك عن آدميّ كما بيّنا في فلسفتنا الكونية؛ بل سبقني اية الله العظمى ألسّيد عبد الكريم الحائري مؤسس حوزة قم و غيره في هذه الأمنية .. بل ذهب أبعد من ذلك حين قال و كما أكده الأمام الراحل أيضا: [... من السهل أن تكون عالماً و تصل حتى مرتبة الشيطان في العلم والعبادة؛ لكنه من المستحيل أن تكون إنساناً], و فوق هذا كله سبقنا جميعاً في ذلك ملائكة الله المقربيين, بقولهم: أ تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ... و الله الأعلم؟

Tuesday, May 11, 2021

قالوا و قلنا ؛ و هل غير قولنا ألحقّ؟

 قالوا و قلنا: و هل غير قولنا الحقّ؟


مقاطعة إنتخابات 2018 من قبل أكثر من 77% من أبناء الشعب العراقي على جهل و غباء أخوة (إمحيسن), قد عرّت و اسقطت الساقطون, و انجزت مهمتها على احسن وجه, الآن و بعد ذلك السقوط السياسي و الأجتماعي و الأخلاقي و المعنوي و إفلاس الدّولة على كل صعيد سيكون القادم أسوء, بسبب أطراف العملية السياسية كاملة, بعد ما طرأت متغيرات جذريّة, على مزاج المجتمع "الإمحيسني", رافقها اتساع كبير في مساحتي الرفض والوعي عبر المواجهة السلمية, الى جانب المراهنة المجتمعية - رغم إنتشار الجهل بشكل مخيف مع النفاق - على ثوار الأول من تشرين, و المستقبل "الوطني" الذي قد يشرق ليرجع العراق على الأقل على ما كان عليه من الظلم و الفساد زمن الطواغيت!


من ساحات التحرير و ليس سواها؛ ستتحقق المراهنة على اكاذيب مصطفى الكاظمي و أشباهه السابقين .. و التي كانت اشبه بمن يحرث البحر كما يقولون, أمّا المراهنة على الأحزاب التاريخية المؤدلجة, بالأنتهازيّة و تسلق الموجات لكسب المال؛ كمن يراهن على متهالك البغال, في مسابقة الخيول المتمرسة, وسيبقى الأول من تشرين, الجيل المخبوط الإمحيسني الذي سيستعيد بهم العراق, من اموات الأمس, وفي اصواتنا وطن لا أعتقد بأنه سيكون وطن كما لم يكن وطن من قبل.


و المواجهات و كذا المقاطعة الواسعة ستزداد بسبب الأغتيالت التي جرت أخيراً بلا وجه حقّ و بلا دليل للناشط المدني في كربلاء المقدسة و على غرار ما حدث للهاشمي الذي كان أكثر إتزاناً من جميع الأعلاميين.


حكمة كونية: [ألأمية الفكريّة بلاءٌ و شقاءٌ .. و التعليم سعادة و حضارة و الأمم المسلحة بآلعلم و آلأخلاق و المحبة و التواضع لا تُقهر و لا تشقى].

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد


Monday, May 10, 2021

 


كيف تعرف ألحقيقة؟(ألنسخة الأصليّة)
بقلم عزيز حميد مجيد
لماذا يوجد في العراق 40 مليون (إمحيسن) يتقدمهم أعضاء الاحزاب المتوزّرين عباءة الصدر و بعضهم عباآت أخرى للتستر على جهلهم وتأريخهم الأسود و دورهم في نشر الظلم و الجهل بأسماء و عناوين شتى


إستغربت من بعض الذين يستهزؤون بآلقلم و الكتابة و الفكر و يدّعون ما يدّعون من الإمحيسنيات, و بلا أدب و حياء محاولين التقدم على المفكرين و الفلاسفة بل و يتحايلون ليقحموا أنفسهم بآلكذب و النفاق و الخبث للوقوف على حرف جر أو مدّ أو نقطة كذريعة لنفي الحقّ المبين بكل وسيلة جملة و تفصيلا واضعين أنفسهم بمستواهم ؛ بل وأعلى من ذلك كمسؤوليين وحاكمين للتستر على فسادهم!

لذا قلت في فلسفتي الكونيّة:
عجباً لمدى جهلكم أيها الناس؛
كيف و بماذا تعرفون حقيقة الله أذن – لا أقصد جماعة إمحيسن فقط - بل الأكاديميون و العلماء أيضا لجهلهم بعلاقة العلم مع الثقافة وووو!؟
هل بشرح 300 آية أو يزيد قليلاً من آيات الأحكام يمكن فهم الحقّ و ترك باقي آلآيات على رفوف الحوزة و البيوت طبعاً؟
أم بعدد الخرطات التسعة و معرفة الشك في الركعة الأولى و الثانية و الثالثة كما موضح في (الرسالة) كغطاء للأعلمية!؟
أم ببداية و نهاية كلّ شهر هجري بشرط تأييد ذلك من قبل ألوليّ بلندن؟
كيف يمكن أن تعرفوا الحقيقة كاملة و علماؤكم يجهلون الحدود وآلدّيات؟
قولوا لي بآلله عليكم ؛ بأيّ شيئ تعرفون حقيقة الحكماء و الفلاســفة الذين يفوقون "الفقهاء" بدرجات و مراتب!؟
كسقراط و عليّ و الأئمة و الملا صدرا و الأمام الراحل و و....؟
و بفضل مَنْ تحقّقت المدنيّة على علّاتها و مساوئها؟
و كيف يمكنكم معرفة معنى و أسرار الحُب والعشق؟
و بآلتالي بدء الأسفار الكونية التي بدونها ستبقون للأبد مجرد خدم و صعاليك و فدائيين لكل من هبّ و دبّ؟
ثمَّ أَ لَا تَنظرون لِعلّة المحن و الفساد و الظلم و الجوع في العالم و من وراء ذلك؟
أَ لَم تكن بسبب أؤلئك الجهلاء و الأحزاب ألتي حكمت الناس و تسلطت بغير حقّ لنهب خيرات الفقراء من أجل رواتبهم و حماياتهم !؟
لذا لا تستغربوا ما جرى  و يجرى عليكم .. و سيجري الأسوء لا محال  كنتيجة لجهلكم و نفاقكم و تفكيركم ألسّاذج و خضوعكم للباطل.
إنتبهوا لا يغرّنكم المظاهر و المدّعيات .. بل إنظروا لمعيشة و حال المتصدي و تأريخه, فآلمظاهر خداعة و كاذبة ....

وقَفَ ذات يوم رجل وسيم المنظر و القدّ و آلأناقة و الهندام أمام الفيلسوف سقراط يتبختر و يتباهى بطوله و لباسه و حذائه و حمايته, فقال له سقراط: [تكلّم حتى أراك!]؟
حيث عنى بذلك؛ أن الألقاب و الزعامات و الحمايات و الشكليات و المظاهر لا قيمة لها حين نريد أن نقييم إنساناً .. بل الفكر و آلخطابة و الكتابة الهادفة المُبدعة - لا الأجترارية المكررة و الفتاوى التقليدية .. التي تصدر من مراجعنا و خطبائنا – نعم الفكر و الكتابة المبدعة هي التي تحدّد حقيقة فكر و ثقافة و صدق ألمرجع أو الحزب أو الحركة ومستوى الأنسان الفكري و بآلتالي تحرّر و رفاه و سعادة الأمّة!

لكن مآلعمل في وطن يعيش فيه 40 مليون (إمحيسن) لا يعرفون الفكر و يكرهون ليس الفكر و المفكريين فقط بل حتى القراءة المنهجية بإستثناء الكونيّون, الذين لا يُخفى عليهم بأن هناك مرحلة أبعد من مجرّد الأختصاص و المعرفة؛ و هي (البصيرة) التي يعتبروها مرضاً و ثقلاً ينكد حياتهم لأن حصولها يحتاج للفكر؛ و ألحال أنه علينا معرفة ما يكنه المتصدّي بداخله ولا يستطع بيانه لنعرف حقيقته التي لا يكشفها بالخطابات و الكتابات و الدّعاوى و الفتاوي و هذا حال من يدّعي الوطنية و الدّين و الحُب لبطنه و ما دونه, وآلعدالة لا تتحقق إلا بآلبصيرة بعد ما بات مشوها للغاية في العراق!

و هنا تكمن محنة آلمحن و إلا لما حال عالمنا خصوصا في العراق و المنطقة و باقي العالم الذي بات مدّعي الثقافة و السياسة و الدِّين فيه لا يطربهم إلا مقدار الحصص والكراسي و آلخمس و سماع مَنْ يُؤمّن معيشتهم و رواتبهم ومراتبهم و قدسيتهم وعسى الناس كلهم (نارهم تاكل حطبهم) كما يقول المثل العراقي القديم, لذا يستحيل عليهم نقد أو معارضة من يتفضل عليهم بآلقتات – و كأن المسؤول يعطيهم من إرث آبائه – معاشهم و قتاتهم و ما تفضل به ..  لهذا يخرس ولا ينطق بكلمة ولا بإشارة حتى لو كفر و ظلم و سرق علناً و كما فعل أعضاء الأحزاب و الأئتلافات التي حكمت, بإستثناء الفقراء و الجياع الذين يخرجون مظاهرات لأجل البطن بين الحين و الآخر!؟
لهذا لا أمل في الحرية و الحبّ و السعادة و الأمان وكرامة الأنسان في بلد يضحون بالوطن والدين والقيم في سبيل البطن و ما تحته.
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم
.
أللهم إشهد إني قد بلّغت أللهم فإشهد.

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

Friday, May 07, 2021

الطبابة الكونية ؛ كيف نبني الفكر؟

 تقبل الله أعمالكم .. و كل عام و انتم بخير .. و بعد:

إليكم التالي للدراسة و البحث في الحوزات والجامعات و المراكز و المنتديات الفكرية و الثقافية:


ألطبابة آلكونيّة أو أسفار ألرّوح؛ ألبناء آلفكريّ أوّلاً:


قد يكون الأنسان إستاذاً أو متخصصاً في علم من العلوم ؛ لكن لا يمكن أن يكون منتجاً للفكر ثمّ فيلسوفاً كونيّاً أو عارفاً حكيماً(1) من دون المعرفة الكونية التي يحصل عليها بآلقراءة و البحث و المطالعة و التفكّر العميق و خوص التجارب مقروناً بآلتقوى لإنتاج العلم من منابعه و هي ألذاتية و آلتربية و التعليم و الأعلام الذي يشرف و يؤثر عليه ماهيّة النظام ألأجتماعي ألحاكم و بآلتالي لا يُمكن للأنسان بناء القواعد الفكريّة ألكونيّة كمقدمات لتفعيل دور الخيال لأنتاج العلم و تفعيله عبر البرامج و السياسات التي نبني بهاالحضارة و المدنيّة؛

ما لم يكن بشرطها و شروطها و النظام العادل من أهم شروطها, لذا تقوية و تفعيل دور الخيال, الذي يتغذى من خلال آلبصيرة أو العقل الباطن؛ هو آلأهم في وجود الأنسان و سعادة المجتمع!


 فكيف نبني ألفكر أوّلاً ؟

و ما آلموانع التي تُضعف ألفكر ثانياً؟

و ما آلفرق بين آلفكر و آلرّؤيا و آلخيال ثالثاً؟

و إليكم كيفية بناء الفكر أولاً :

بداية .. يجب التفريق بين الفكر و الخيال .. لنكون على دراية بذلك لبحث و تركيز العلاج الكونيّ ليس فقط للشفاء من الأمراض الرّوحيّة و النفسيّة و الجّسديّة ؛ بل للأنتاج العلميّ و لبناء الحضارة و المدنية أيضاً.


يعتقد البعض غالباً ما بسبب الخلط و التشابه الظاهر بينهما ؛ بأنّ (الفكر) يُقابل (الخيال), و هذا ليس صحيحاً, بل هناك زاوية فنيّة تُحدّد المعنى و المسافة و الوظيفة بينهما, و يجب أن يكون مفهوماً مع الاختلاف, و يشير الفكر إلى الانطباع العقليّ أو العملية العقليّة التي لا تزال تحدث ما لم يتمّ التحكم فيها, من ناحية أخرى الخيال هو التفكير الطوعي الذي يتمّ بَذلَهُ من قِبل مُحاولهِ الذي عليه أن يبذل جُهداً كبيراً لتخيّل ألأشياء, إما جبراً أو تفويضاً و بسلاسة, و يُمكن القول بأنّ (ألخيال) هو التفكير القويّ المركّز بعد تجميع جزئيات الأفكار إلى قوالب و نظم و مناهج خياليّة, و كما يتمثّل في خيال شخص إعتقد بقوة أنه يطير في السماء, أو كآلتي إعتقدت بأنها تعيش في قصر كبير, أو كآلمهندس الذي يتصوّر بناء مجمع سكني أو مستشفى نتيجة المقدمات الفكرية التي جمعها, المهم  ألظاهر هو أن نلاحظ أن الخيال يجب أن ينتهي لنهايته في وقت ما بنتاج عملي يظهر على سلوك أو عمل أو إنتاج أو بناء معيّن.


الأفكار تحدث و تتراكم و تستمر قبل ولادة الجنين و فترة الحمل و حتى إكتمال النمو بعد الولادة و تتم السيطرة عليها – الأفكار - تماماً من خلال التخيّل الذي يعكسه صاحبه لفعل أو مظهر أو سلوك إو إنجاز أمرٍ مّا.


لهذا نرى آلحكماء دائماً يبذلون قصارى جهدهم للسّيطرة على أفكارهم و تقويتها و إستقامتها لتحويل مجرد الفكر (الفكرة) إلى محيط الخيال الخصب ليظهر و يُخلق كواقع نستفيد منه في نهاية المطاف بشكل عملي بعد تحويل النظريّة إلى إنتاج علمي ثم لعمل إيجابي يُفيد البشرية جمعاء.


و قد يكون التفكير أو مقدمات التفكير مبنيّاً على أسس خاطئة و غير عادلة أو إنسانيّة؛ و في هذا الحال يكون الناتج سلبياً بعكس الأول .. لينتهي بصاحبه إلى الفساد و القتل و العنف و الشقاء و الوباء, لهذا نؤكد على البناء الفكري أوّلاً, و يبدأ قبل ولادة الأنسان في الرحم و في مرحلة الحمل ثم الولادة حتى نشأة الطفل  التي يجب أن تكون على ثلاث مراحل؛ 

في السنوات (ألسّبع الأولى) يجب أن يكون فيه الطفل كآلملك يحكم ويفعل ما يشاء و تعطى له الحريّة الكاملة مع حفظ سلامته يرافقه تعليم الأولويات و أسماء الأشياء و هي مرحلة (الروضة).


في السّنوات (السّبع الثانيّة)؛ يكون فيه تلميذاً يتعلّم من المعلمين و المربيين و الأبوين خصوصاً قوانين الحياة الأساسية في التعامل و العشرة و الآداب و غيرها.


في السنوات (ألسبعة الثالثة) يكون فيه وزيراً يُكلّف ببعض الصلاحيات لأنجاز أعمال خاصة بشؤون العائلة و المحيط برعاية و هداية الأبوين و المربيين ليخوض التجارب, و يكتمل عنده الأسس الفكريّة لدخول المجتمع.


كيف نبني ألفكر أوّلاً:


في البناء العادي الذي نستخدم فيه الطابوق و الطين و الأسمنت و الجص و الحديد و الألمنيوم ؛ هناك مسألة هامّة يلتفت لها بعض الأذكياء ألمُرفّهين ألميسورين و من البداية قبل و أثناء بناء الأساس (Basis) و هو وضع مُضادات كيمياوية و سموم قاتلة للديدان و آلحشرات الضارة و (العث) مع طلاء الأساس بالقير و مواد بلاستيكية مقاومة لحمايته من النخر و الحفر و الدمار و الرطوبة و التكلسات المحتملة بمرور الزمن, و هذه الأحترازات و إن كانت مكلفة قليلاً .. من شأنها إدامة و حفظ عمر البناء لأكثر من قرن كإستندارد و كحدّ أعلى لعمر البناء وهو مستخدم الآن في أكثر بلاد العالم التي تتبع قوانين العلم, و صاحبه – أي الباني - لا يبدل مثل هذا البيت (البناء) ألمُحصّن حتى بـ (آلبنتاكون), لعلمه بتفاصيل الأساس و البناء و الديكورات الجميلة التي أختارها, فيستمر معه و يعيش فيه كل العمر.


هذا الامر يصحّ أيضا في البناء الفكري إلى حدّ بعيد, أي بناء ثقافة مركزة في ضمير الأنسان و عقله الباطن, فكلما كان البناء محصّناً بآلبراهين و مقاوماً؛ كلما كان صاحبه أبعد مدى و نظر, و بآلتالي مركزاً للخير و العطاء و الأنتاج العلمي الذي هو أعلى و أرقى منتوج, لذا يجب أن نراعيه حين نريد بناء عقول أبنائنا الذين هم أنفسنا و هذه أكبر و أكثر صعوبة و حساسية و إرهاقاً من البناء المدني و العمراني و التكنولوجي .. لان التعامل مع الفكر ليس شأن الجّميع و لا يشبه التعامل مع الحجر و الحديد و الحساب و التكنولوجيا التي تحددها معادلات و قواعد محدودة و معلومة!


كيف نبني و نتعامل مع ألفكر ليكون منطلقا للسّعادة؟


هناك طبقة خاصة مِمّن أحَبّهم الله - و هذا بحدّ ذاته سرّ و كرامة بين (العاشق و المعشوق) لا يصلها و لا يعرف كنهها و قوانينها و كيفية خوضها حتى الأكاديميون و آلعلماء و المراجع ناهيك عن العوام - و العرفاء وحدهم و بعد عبورهم مرحلة الأجتهاد و الفتوى و ما إلى ذلك؛ وحدهم يعرفون سرّ ذلك و مسالكها بسبب الفيض الكونيّ الذي يلازم الأخلاص ثمّ التسديد الإلهي الذي يتحقق بعد تحقق العشق في وجودهم فيراعونها و يواضبون عليها لأنهم يعرفون قيمتها و دورها و عاقبتها في سعادة الأنسان, لذلك فإن هذا المقال يعني أؤلئك الذين يعرفون قيمة الوجود و العلم و الفلسفة و العرفان و الفرق بينهما .. أيّ الفرق بين (العلم و الثقافة) عموماً, و بين (العلم و الفلسفة) من جهة, و بينها جمعياً و بين (العرفان و الحكممة) من الجهة الأخرى, و قبل هذا كلّه قيمة و معنى (الحُبّ) و دور و قوانين الجّمال الذي بدونه نفقد التقييم و بآلتالي تفقد الحياة معناها و عمقها و فلسفتها, حيث يُمكنهم مطالعة (الفلسفة الكونيّة ألعزيزية) التي هي أمّ الفلسفة و ختامها و بآلتالي العلوم المرتبطة للوقوف على حقيقة ذلك .. بعد كشف تفاصيل هذا الامر الأعظم ودوره في الوجود لتعلقه بسعادة الانسان و مصيره و عاقبته و سبب آلخلق أساساً.


فما المطلوب قبل البدء بآلبناء الفكريّ - ألكونيّ ليس بواسطة العقل الظاهر فقط - لأنّه ليس أكثر من وعاء ظاهري بدائي تعمل مع الحواس الظاهرية الأخرى لتحديد الحساب و الكتاب لوجود الأنسان؛ بل بواسطة العقل الباطن ألذي يمثل أساس حقيقة الأنسان .. لكن هذا العقل الباطن ألذي يسمّيه البعض بـ (ألوجدان) أيضاً, هو أسّ الأساسات و حاضنة و مُختبر معقد لكل السلوك و النتاجات العلمية التي تتداخل معها علم (الكَوانتوم), و لهذا قلنا؛

(ليست حقيقة الأنسان بما يظهره لك .. بل بما يضمره و لا يستطيع إظهاره, لهذا لو أردت أن تعرفه, فلا تصغ لما يقوله؛ بل لما لا يقول .. أو بما لا يستطيع إظهاره).


كما نُحذّر من خلط الفكر بمواد و مبادئ فاسدة في ذلك المختبر كي لا تُفسد النتائج, و يتحقق البناء على أساس سليم.


ففي البناء العادي الماديّ كما أشرنا آنفاً نضع السموم و المضادات و القير و الموانع الصناعية أحياناً لحماية و منع الحشرات و الرطوبة و غيرها من تدمير أساس البناء و فاعليته و تعريض سلامته للخطر و الهدم .. ذلك الأساس يُعادله في البناء الفكري - العقليّ الباطنيّ؛ ألجمال و ألطهارة و النيّة و العقل الأيجابي و القلب المطهّر من الأدران و الأفكار التي تمنع القوى الشّيطانيّة و أبوابها الرئيسيّة التي هي (الدولار) و ( الجنس) من تسميمها حث تدور حول الأنسان على الدوام كل ثانيتين لتحريفه عن مساره, و هذا حال أكثر - إن لم نقل كلّ البشر حتى الذين يحاولون الأنتقال بملل من الحالة البشريّة للحالة الأنسانيّة الأرقى بعض الشيئ - خصوصا في أجواء بلادنا, فحين يكبر آلشّخص و يصل مرحلة الجامعة و تحمل المسؤوليات تراهُ مشحوناً و ملغوما بطاقة منتجة وقودها المبادئ و الأفكار الفاسدة و العنيفة و المتناقضة ذات الأتجاهات المختلفة و العقائد المشوّهة .. فيكون عنصراً هدّاماً لا بنّاءاً.


لذا تراه يتقبّل بسهولة و بلا تردّد لئن يكون فاسداً و مخرّباً و مجرماً بعثياً أو منتمياً لحزب أو إئتلاف هدفهم السلطة و المال ليكون ذيلاً لتحقيق أطماع الرؤوساء بإسم الشيوعية و آلوطنية و الأسلام و الدّعوة لله, لأنه يحمل بوجوده بذور الأنحراف و آلقابليّة على التأقلم مع التقلبات و التبدل السريع لأسباب مادّية على حساب المبادئ, و يتعاظم هذا أيضاً لأسباب مكملة و هي الجينات الوراثية و التربوية لكلّ مذهب و عقيدة و فكرة و نشاط سلبيّ يلتقطه سواءاً كان إيجابيّاً أو سلبياً و ليس من الغرابة أن تره أخيراً يصبح فاسداً بسهولة و يُسر و يسرق حتى حقوق العميان و الثكلان و العريان و بلا رحمة لخلو قلبه من آلرحمة  .. بل فوق كلّ ذلك؛ قد يعتبرها جهاداً في سبيل ربّه الذي يؤمن به و هو لا يعرف حتى صفة واحدة من صفات الربّ الحقيقيّ الذي بات مجهولاً بين البشر اليوم بعد أن حلّ بدله الأرباب!


الذي قد يكون الرّب دقيانوس أو فرعون أو صدام أو نهيان أو محكان او برزان أو رئيساً للحزب الذي يغذيه و قد يكون "آية الله" بآلإسم, ليبقى الرّب الذي يُوثق به هو (الدّولار) كعنوان على العملة [In Gode we trust] !


إذن ألنّية والطهارة و الفكر الإيجابي الذي يُشكّل الضّمير(الوجدان) الواعي مع التواضع و لقمة الحلال متلازمة كمضادات حيويّة تسبق و تدعم البناء الفكريّ في أي مجال لصدّ موجات الفساد و المنكر و العنف و القهر و القسوة و الظلم, و ما يليه من البناء الفوقي المحميّ – الذي يجب تطعيمه بزرع المحبة و الرّحمة و قوانين معرفة الجمال ليحلّ محلّ تلك العقائد و المتبنيات ألتربوية و ألنفسية و الحزبية و القوميّة الجاهليّة المُتنوعة من آلثقافات الشيطانية التي إنتشرت في الأرض, لأنّ المحبة والرّحمة و الجّمال لغة عالميّة لا تحتاج لمترجم ولا تختص بوطن أو حدود أو دين أو مذهب دون آخر, و قد تجده عند ملحد أو كافر أو ممّن لا دين له أساسا, لأنّ الأنسان - أيّ إنسان - يولد على الفطرة ثم التربية من قبل الوالدين هي التي تُحدّد شخصيته و دينه و طبيعة ثقافته و أفكاره.


ألمهم أن يكون أنساناً لا يؤذي الآخرين خصوصاً ألمُقرّبين عبر الأجتهاد برأيه خصوصا في المجال المالي و الأقتصادي و الحقوقي ثم يحسب نفسه أنه يحسن صنعاً, و عليه أن لا يأكل الحرام بل من كدّ يده أو كدّ والديه أو مَنْ يُعيله في حال عجزه, و بعد ما يصل و يُحقّق هذه المرحلة بسلام, يمكنه البحث عن التفاصيل التي تحيط و تصقل تلك ألرّحمة و المحبة و العشق ليكون أساس عقيدته من الأعماق ليشيد فوقها بنائه آلرّاقي السليم و بخطوات و منهج ثابت يكون نافعاً و منتجاً سخياً مع المحبة التي تستحقها العائلة و المقربيّن و كل الخلق, لهذا العرفاء يعرفون طيبة أو فساد الرّجل من خلال تعامله مع عائلته و أهله؛ زوجته أو والديه أو أبنائه أو مقرّبيه, لا مستهلكاً طفيليّاً, كما هو حال معظم شعوبنا الضائعة المستعمرة, و لا مستجدياً للحُب, بل هو مَنْ يعطي و يشع الحُبّ من وجوده ولا يعتمد على جهود الآخرين و لا يهمه كسب ودّهم بسخط الله, و بهذا يؤدي رسالته مقابل هذا الوجود بنحو تام يرضي المعشوق الأزلي.


إنّ ما يجري الآن خصوصا في أوساط مَنْ يسمون أنفسهم أو يُسمّيهم النّاس ألجّهلاء بآلقيادات وآلرّؤوساء و المدراء والحكومات في العالم و في بلادنا بلاد الجهل و المآسي بآلذات لا أستثني أحداً كلّ أعضاء الحكومات و الأحزاب؛ هم طفيليون لا يملكون فكراً إنسانياًّ عادلاً و يبحثون عن مسؤوليّة أو منصب و كرسيّ للسلطة بشتى الوسائل و الواسطات لضمان لقمة أدسم و أموال أكثر بآلفساد و بآلحرام من دون التفكير بآلغد و العاقبة أو العمل المثمر أو أنتاج شيئ مفيد للناس و للأجيال, هذا مع أن أكثرهم قد لُعن لكونه يعلم وجود من هو الأتقى وآلأكفأ منه في الإدارة و العمل!


و الحال أنّ فلسفة الحياة و سبب وجودنا مبنيٌّ أساساً على الأنصاف و آلعدالة و ألمحبّة كمعيار, و لا يتأتى ذلك؛ إلا بآلمعرفة التي تدفع صاحبها و بقوّة نحو النزاهة و الأنتاج و عمل الخير بفعل الوجدان بدل البحث عن حزب أو منفذ أو كرسيّ يستنزف من خلاله قوت أبناء جلدته وأخوته في الدّين أو نظرائه في الخلق بلا رحمة لانه فاقد للرّحمة و هذا هو واقعنا اليوم خصوصاً في الأحزاب و الحكومات التي تحاصصت الحرام و كلّها فاسدة و بكل المقايس و كما ثبت الواقع ذلك ..


حكمة كونية: [ألعمل سبب سعادة الإنسان] الأمام عليّ(ع) .. نعم العمل المنتج ألمفيد لا التخريب والفساد و الدسائس وآلأئتلافات لأجل النهب, كما هو حال حكوماتنا العاطلة إلا عن الفساد.


لذا أوصي جميع أصدقائي و طلّابي؛ بأن يكون كلّ همّهم؛ إرتقاء مجتمعنا و وطننا, وتستوجب بناء آلنّفس عبر بناء الفكر لتنميّة الخيال الخصب على أسس صحيحة و مقاومة, ليتسنى إتّخاذ و تطبيق رسالة العلم و آلمعرفة كما وضّحها المصلحون الألاهيون و الأرضيون أمثال"بيكون" و "آينشتاين" ألذين أكّدو على أهميّة تقوية آلأحساس ألعرفانيّ بالعقل الباطن, لنحقق عملياً الأوبتيمم(الحالة المثلى) لكشف العلوم وتحقيق ألسعادة تسبقها الشفاء من الأمراض.


ملاحظة : يجب معرفة معنى و مواصفات (الأنسان) و فرقه عن مواصفات (البشر) و كذلك فرقهما – أيّ (البشر و الأنسان) - عن (الآدميّ) و مواصفاته, حيث بدون هذه المعرفة الكونيّة .. يستحيل عليك أيّها الباحث ألعزيز و مهما كنت عالماً و بارعاً حتى بمستوى علم إبليس؛ فهم و درك؛ أهمّ آية قرآنية تعتبر بمثابة العمود الفقري لخلق و لوجود الأنسان , و هي :

[و كرّمنا بني آدم], و مرادفاتها من الآيات و الأحاديث بشأن ذلك ليكون خليفة الله و هي أعظم مرتبة في جميع المخلوقات بما فيها الملائكة و الجن و المخلوقات, فحذاراً أن تتجاوز على حقوقه تحت أية مظلة أو سبب !

ولمعرفة الفروقات الجّوهريّة تفصيلا لتلك المراتب؛ راجع فلسفتنا الكونيّة في كتاب [فلسفة الفلسفة الكونية]ٍ وغيره.


خلاصة الكلام لا بدّ من بناء الفكر أوّلاً ثمّ إستثماره بقوّة الخيال لأنتاج العلم و تطبيقه على ارض الواقع كي نُمهّد لحياة طيبة سعيدة خالية من الأمراض و الوباء و الفايروسات و آلعنف و المؤآمرات على أسس كونيّة عادلة و هذا ما سنناقشه في الحلقة القادمة إن شاء الله.


و سنطرح بعد بيان كيفية بناء الفكر و تنميته؛ طرق إستثمار الخيال كنتاج للفكر بإذن الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مراتب الفكر و العلم في الفلسفة الكونية التي من خلالها يتحدّد مستوى الأنسان هي:

قارئ؛ مثقف ؛ كاتب ؛ مُفكّر ؛ فيلسوف ؛ فيلسوف كونيّ ؛ عارف حكيم.


Wednesday, May 05, 2021

 

ألطبابة الكونيّة أو أسفار ألرّوح
بعض أسفار ألعرفاء ألحكماء :

بقلم عزيز حميد مجيد
قلنا في مباحث سابقة و كتب و مقالات عدّيدة .. في باب معرفة الأنسان؛ [عدم وجود خط فاصل مرسوم بين البدن و الفكر و الرّوح] و إنّما تتداخل بعضها ببعض لأداء وظائف معينة في نظام معقد لا يعرف كنهه و قوانينه إلا الخالق تعالى , لعدم قدرة أيّ منها العمل على إنفراد بدون الآخر و بدون الطاقة الكونيّة التي نحن بسبب حفظها و بيانها, فآلجّميع يعمل ضمن نظام معقد مشترك لأداء وظائف خاصة تنتهي إمّا بعمل الخير أو الشرّ, و بذلك فإنّ ردود أفعال أي شخص مقابل الوقائع تُبيّن شخصية أو جزء من شخصية الفاعل.

شخصيّت أيّ إنسان
تتكوّن من قسمين أساسيين؛
- العقل الواعي أو الظاهر.
conscious mind,
 العقل أللاواعي أو الباطن.- unconscious mind,
 كبعد ثالث في تشكيل الشخصيّة. Conscienceو آخرين أضافوا (الوجدان)  
و المشكلة أن البشر حتى المتعلمين و المثقفين و المفكريين و الأكاديميين عادة ما يتميّزون بشخصيّتين في حياتهم و تعاملهم اليوميّ بحسب الظاهر و هما؛
الأولى : الشخصية الظاهريـة و يسعى صاحبها الظهور بمظهر حسن و لائق و مقدّس أمام الناس للتستر على ذاته.
ألثانية : ألشخصيّة الحقيقيّـة : و هي التي يخفيها صاحبها خلف الأولى و لا تظهر إلا عند الأمتحان أو فلتات اللسان.
و علة هذا النفاق هو عدم سعيه لكشف ذاته و معرفته و بآلتالي ألسعي و الجهاد لتطهيرها من الخبائث ليعيش كما هو و بإرتياح أمام الناس و خلفهم و في كل الاحوال.

 فآلعقل ألواعي أو ألظاهر مسؤول عن كلّ نشاط فكريّ و عقليّ و إداركيّ, حيث يعي الشخص كلّ تلك الفعاليات بشكل مباشر و في مجال و موضوع محدود و معروف له قواعد رياضيّة و حسابيّة و منطقيّة, و تخضع لإرادة و سيطرة الفاعل.

أما العقل الغير الواعي أو الظاهر(الباطن) و يصطف معه الضمير المكون لشخصية الأنسان ألسالك؛ يتحقق كلّ عمليّة تفكير أو تقرير بلا سيطرة أو تفكير مُركّز لسعة المساحات المتحركة التي تشمل الموضوع و التي تصل لمدار الكون كلّه لوحدة الوجود, لذلك من الصعب وعي جميع الفعاليّات و الجزئيّات .. حيث أنّ التقريرات و المواقف ألنّاتجة من هذا آلمنطلق يكون عميقاً و هامّاً و مصيرياً, لهذا فإنّ العقل الظاهر ليس بمقدوره حلّ مثل تلك المعضلات, بل العقل الباطن اللاواعي الذي يكتنز المعارف الكثيرة كمركز للبصيرة, و لهذا فإن عبادة الله الصادقة لا تتحقق في وجودنا ما لم نعي حقيقة الآية القرآنية التي تقول : [ما خلقت الجن و الأنس إلّا ليعبدون .. يعني ليعرفون كما يقول الأمام الصادق(ع)], فآلمعرفة هي المحرك لتفعيل العقل الباطن الذي يُحدد النوايا و الأعمال و المصير من خلال ثلاثة أركان معرفيّة واجبة هي (ألجّمال) و (آلعلم) و (عمل الخير)!
و لو فقدنا أيٍّ من تلك الأسس الكونيّة التي تُحدّد سعادة الأنسان في الوجود بتوفيق الله و رعايته؛ فإنّ آلعناء و آلشقاء و المحن ستحكم حياتنا التي تتحول إلى عبث و تكرار مملّ و كما هو حال البشر اليوم للأسف!

فآلجمال : لا يتحدّد بآلقواعد و الألوان الصريحة التي أشيعت منذ أزمان؛ إنّما الجّمال عبارة عن ألوان وحالات غير صريحة يختبئ ورائها عوالم شفافة و مسحة لا يراها سوى من تسلّح بالمعارف ألمُمتدة في أعماق الوجود و المخلوقات و يحتاج هذه النظرة الكاشفة إلى رؤية جميلة لا عينيين جميلتين؛ رؤية عميقة تخترق الظواهر نحو بواطن النفوس والمخلوقات.

و العلم : هو العلم الذي يجعل الكّوانتوم أهم معادلة في تحديد المسار أو الكشف العلمي, وبدون الكَوانتوم يبقى العلم محدوداً بقوانين نيوتن و كوبرنيكوس و غاليلو .. و لعل آينشتاين هو أوّل من أشار لهذا العلم قبل قرن تقريباً, حيث صرّح بأننا لا يمكن أن نحقق المزيد في مجال العلم ما لم نستخدم قوانين الكَوانتوم التي تضفي بُعداً كونياً على الموضوع المراد بحثه.
فمثلاً الأيمان بآلله يحتاج إلكثير من البحث و التحقيق و الصبر ليتحقق علم اليقين ثم عين اليقين ثمّ حقّ اليقين, بحيث لو كُشف له الغطاء ما إزداد صاحبه يقيناً بعدها.

و عمل الخير : هو آلعمل الذي لا يستفيد صاحبه (عامله) من أيّة منفعة ماديّة أو معنوية أو مصلحة إجتماعية للظهور أمام الناس أو أمام شخص معيّن .. بمعنى يكون خالصا لوجه الله تعالى المعشوق الأزلي ولا ينتظر عامله أية نتيجة من المنتفع بذلك العمل, فآلمعروف في هذا المجال؛ هو أنّ كل عملِ معروف إنما يكون معظمه لدوافع مادية أو شهوية أو سلطوية وإن كان أحياناً يتحقق باسم الله و أوليائه في الظاهر, بينما الحقيقة غير ذلك في نفس فاعله للأسف لهذا فإن الصدقات و أعمال الخير لا تنفع عموماً فاعليها لأنها لا تكون خالصة لوجه الله ويشوبه جماح النفوس و المنة و الأذى و غيرها.

إنّ العرفاء ألحُكماء قد حدّدوا لنا طرقاً و مسالك للوصول إلى تلك المعرفة اليقينيّة التي معها يتحقق المطلوب, و أبرزها:

 

- أسفار الشيخ (إبن عربيّ) : الذي لقبه الأمام الرّاحل(رض) بآلشيخ الأكبر, حيث حدّد 27 مرحلة بحسب رسالات الأنبياء الذين ذكرهم الباري في القرآن الكريم بآلأسم, حيث يجب دركها لتحقيق المطلوب و الهدف من الحياة الدّنيا و كما جاءت تفاصيل ذلك في كتابه المعروف (فصوص الحكم)(1), حيث يقول عن قصّة (الكتاب)؛ بأنّ الرسول(ص) هو الذي علّمني في آلرّؤيا ذلك و أمرني بكتابته, و يبدأ بـ :

ألفصّ الأوّل؛ حكمة إلهية في كلمة آدميّة .. و ينتهي بـرسولنا الخاتم بتسلسل 27  وهي (حكمة فرديّة في كلمة محمديّة), ثمّ؛
ألفصّ الثاني؛ حكمة نفثيّةٌ في كلمة شيثيّة.

و هكذا تتوالي الفصوص كما عرضناها أدناه حتى آلفصّ الأخير ..
حيث ينتهي كلّ فصّ بحكمة ألكلمة التي تُنسب إليها, فإختصر الشيخ الأكبر على ما ذكرنا من هذه الحكم في ذلك الكتاب على حدّ ما ثبت في امّ الكتاب بحسب تقريره, الذي يدعي بأنه أورده بحسب ما رسمه له الرسول الكريم(ص) و إمتثل لوصيته.

1-  ألفصّ الأوّل؛ حكمة إلهية في كلمة آدميّة .. و ينتهي بـرسولنا الخاتم بتسلسل 27  بـ (حكمة فرديّة في كلمة محمديّة).
2- ألفصّ الثاني؛ حكمة نفثيّةٌ في كلمة شيثيّة .. و هكذا تتوالي المراحل بحسب ألأنبياء تبركاً بأسمائهم الواردة في القرآن.
 
و فصّ كل حكمة تتبع صفة ألكلمة المنسوبة لها, فإختصر الشيخ الأكبر على ما ذكرنا من هذه الحكم في هذا الكتاب على حدّ ما ثبت في امّ الكتاب بحسب رؤياه, و يدّعي بأنه أوردها إمتثالاً لما سمعه و رسمه له الرسول الكريم(ص).

- أسفار ألملا صدرا : و هو صاحب الأسفار ألأربعة(2) و التي ضمّـت الحكمة المتعالية و تتحقّق بعد تحقق أربعة مراتب,  هي :

1- سير آلخلق إلى الحقّ؛ و هو آلسّير و السّعي لطلب المعشوق الحقيقي بديلاً عن العشوق المجازية بالتجرد عن الماديات.
2- سيّر بآلحقّ في الحقّ؛ و هو السّير عبر أسفار الأنسان لمعرفة الحقّ بشكلٍ مُبرهن و مشهود ليكون مؤهلاً لهداية الناس.
3- سيّر من الحقّ إلى الخلق بآلحق؛ و هي العودة إلى الخلق بعد معرفة الحقّ بشكل واضح و مبرهن.
4- سيّرٌ في الحقّ بآلحقّ؛ و هو الذوبان في المعشوق و الرجوع بعد نهاية الأسفار الكونية التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم.
بإختصار شديد لقد عرض بوضوح (الحكمة آلمتعالية) عبر الأسفار العقلية الأربعة, و كان صدر الدّين محمد الشيرازي (1572-1640م) بحقّ عارفاً حكيماً جمع أسفاره الأربعة العظيمة في 9 مجلّدات.

- أسفار فريد آلدّين العطار النيشابوري : و يتحدّد أسفارهُ بسبعة مراحل جمعها في كتابه المشهور  بين العرفاء بمدن أو أسفار العطار ألسّبعة,  و هي:

ألطلب – العشق – ألمعرفة – ألتوحيد – ألتوحيد – ألأستغناء – الحيرة - ثم الفقر و الفناء,
و لمعرفة حقيقة و تفاصيل كلّ مرحلة(مدينة)؛ راجعوا كتابنا الموسوم بـ [ألأسفار الكونية السّبعة] للتفاصيل(3).

- أسفار ألشيخ ألخواجة عبد الله الأنصاري(4), و قد حدّدها بإثنين و خمسين مرتبة تيمّناً بعدد الركات اليومية و نوافلها والمعروفة بصلاة 52 أو 51 بإعتبار ركعتيّ (الوتيرة) بواحدة لأنها تُؤدّى جلوساً, و ليس سهلا أن يُداوم الطالب على  النوافل اليومية.

- أسفار ألحكيم محمد باقر الصدر : حيث  حدّد مراحل السّفر بثلاثة شروط هي:
- معرفة الله - ألتوحيد – ثمّ حُبّ الله(5).

و لكل مرحلة تفاصيل و شروط خصوصاً ألتوحيد الذي إقترنه بآلمعرفة و طبقه عملياً و لم يتنازل لواغيت و لم يرهبه أساليبهم بل واجههم بصلابة على عكس الآخرين الذين ذهبوا بأرجلهم على أعتاب قصورهم, حيث إعتبر(رض) مُجرّد الأبتسامة بوجه الظالم شِركٌ بآلله تعالى ناهيك عن زيارتهم أو أفعال الذين باعوا دينهم بمنصب أو براتب حرام!
و لمعرفة نهجه الكونيّ الذي جدّد به نهج و دين الحوزة التقليدية؛ لا بد من دراسة سيرته و مسيرته و كتبه حتى شهادته و أخته المظلومة بنت الهدى فكانا بحق حسين العصر و زينب العصر.

و لكل إنسان نهج و طريق للسفر و معرفة الله, لأن (الطرق إلى الله بقدر أنفاس الخلائق) كما يقول الحديث ألقدسيّ الشريف, لكن الحقائق الكبيرة التي أوردناها لا تتحقق مضامينها في الأنسان السالك؛ ما لم يتجاوز آلذات و يخلص لله سبحانه من خلال إخلاصه للخلق دون أية توقعات منهم كما يحب لنفسه و صدقه مع الذّات, و ليس سهلاً أن تكون صادقاً مع ذاتك, لأنه يحتاج إلى قتل الذات و هدم اللذات بداخلك لتُصانع وجهاً واحداً هو الله من دون كلّ الوجوه لأجل المنافع و المطامع, و لم أرَ هذا المستوى يتجسد حتى بين مراجع الدِّين إلا عند نوادر مثل أستاذنا الشهيد الصدر الفيلسوف و الشيخ عبد الله الأنصاري و روح الله و الشهداء الذين صدقوا مع الله و مع أنفسهم و تسلحوا بالنهج الذي يستند على الولاية .. ليكون خليفة الله في الأرض بحقّ, و لهذا فإنّ الحكماء العرفاء يحدّدون معايير خاصّة للسائرين تتجاوز أن يكون قدّيساً و إنساناً حرّاً و له ملكات  فقط, فلا بد أن يكون متصلاً بآلله عن طريق ولاية محمد المهدي الذي هو خاتم الأولياء و الأنبياء!

نتيجة البحث؛ هي أنّ الأسفار تؤدي إلى سريان  صفات الحقّ تعالى في الأنسان بإستثناء ألصّفات الثبوتية الذاتية ليكتمل من كل الوجوه ليصبح خليفة الله ويعود إلى الأصل الذي تفرّق عنه فتحقق وحدة الوجود بعد ما يتمثل الحق في صور الموجودات, و يمكننا التعبير عن حقيقة وحدة الوجود  من خلال صورتين: الأولى؛ لو رأينا الحقّ ظاهراً فإننا نرى الخلق قد تستر فيه, و لو رأينا الخلق ظاهراً فإن الحقّ يكون مستوراً و مخفياً فيه, بمعنى وجود علاقة موحدة و متداخلة بين الحقّ و الخلق, بإستثناء آلصّفات الذاتية الثلاثة(6) التي تختصّ بآلحقّ تعالى, و من هنا أثبتنا خطأ و نفاق مذهب واصل بن عطاء تلميذ البصري الذي إبتدع مذهب التفويض بخلاف إستاذه الذي كان يؤمن بآلجبر, و قد إستغل سلاطين بني أمية هذا المذهب لمنافعهم الشخصية السلطوية, بكون حكمهم مفروض الطاعة و لا يجوز القيام ضدهم و الأيمان بآلقلب يجزي و يستوجب الجنة, و صفات الله .. بل القرآن كله مخلوق ولا إصالة له, بمعنى أنها قابلة للتغيير و لا يلزم التمسك و العمل بها, لأنها قابلة للتغيير و قد تنقلب بأمر الله تعالى , هذه العقائد الفاسدة هي السبب في تحريف مسار الأمة و عن هدفها للوصول إلى الحق, و إن الله تعالى لا يمكن أن يكون له وجود في الأرض و الكون ما لم يتصف المخلوق بصفاته!

و إعتقد (كانت) في فلسفته، بأنّ [المعرفة نتاج العلاقة بين الذّهن والأحساس في زمكاني مُعَيَّن]، لذلك إتّخذتْ فلسفتهِ من (العقل والأدراك) أصلاً لكلّ الفلسفة على مذهب (هيوم) إلى يومنا هذا وحاول تطبيق الأشياء عليها وليس العكس كما ادّعى الفلاسفة من قبله و ربما من بعده، و بذلك أبْطَلَ البراهين التقليديّة التي ما زالَ بعض العُلماء يعتقدون بها، مُعتبراً كُلّ الأدلة الواردة حول إثبات (الله)و من ثم الوصول إليه ليست تامّة وليست حُجّة، ومن المستحيل (إثبات أصل الذات – الدّليل الوجوديّ – الذّهنيّ أو بقاء النفس أو الأختيار)؛ عن طريق الأستدلال العقليّ، لذا حين لا يكون الذّهن و الوجود دليل كافٍ على الله، فلا بُدّ من وجود دليل ثالث وهو الأخلاق!

فما هي الأخلاق التي تكون مقدمة للتّدين و لوجود الله؟

هذا سؤآل صعب .. و ليس بآلأمكان الأجابة عليه بسطر أو كتاب أو حتى مجلدات, بل يحتاج لمعرفة و دراسة الهدف من الرسالات و روح القرآن بآلذات, و الغاية من بعث الرسالات بآلأساس, و دراسة العِلل الأربعة للوجود ككل, و هي : العلة (الشكلية و الفاعلية و المادية و الغائية) .. للتفاصيل راجع (فلسفتنا الكونية).

لذلك لا تتحقق الأسفار في وجود السالك ما لم يتحلى و يتصف بالفضائل و آلأخلاق الحسنة – بعد التّجرّد من الخبائث والتّحلي بالطيّبات لنكون مُتديّنيّن، وهذا يعني بطلان إدّعاء الدِّين مِنْ أيِّ كان حتى لو كان شعباً أو مرجعاً دينيّاً وهو لم يُهذّب أخلاقهُ – ألعملية – و سيرته و رزقه بعد تطهير ذاته من النّفاق والكذب والنّميمة والفساد والتكبر و لقمة الحرام و المناصب الحرام، و بالتّالي و بحسب نظر هذا الفيلسوف الكبير يُعتبر كلّ مُتديّن لم يُزكيّ نفسه و لم يعرف حدودهُ و روح ارسالات السّماويّة – كلّ الرّسالات لا فرق – خارج عن التّديّن و الدِّين!

و مجمل هذه الفلسفة تتوافق مع النّبأ العظيم على لسان الخاتم (ص)؛ [إنّما بُعثّتُ لأتمّمَ مكارم الأخلاق].
هكذا اعتقد (كانت) بأنّ الأخلاق(7) هي التي تصنع الدِّين و تعكس وجود الله تعالى، والعقل العمليّ(8) هو الذي يصنع الأخلاق و التي بها يكون الله موجوداً على الأرض من خلال الملتزمين بها و الدّاعين لها!

خلاصة نظريّة هذا الفيلسوف هي: [بدون اعْمالِ الأخلاق في الحياة يغدو كلّ ما يتظاهر به ويدّعيه أو يُمارسه الأنسان في مرضاة الرّب زَعْمَاً دينيّاً وعبوديّةً كاذبة ومُفتعلة]، و هذا هو حال المُدّعين اليوم.

 
و سنُين مستقبلاً في فصول هذا آلكتاب شروط تحرير الطاقة آلخفيّة و تنميتها في الأنسان و كيفيّة إستخدامها في الطبابة العرفانيّة بحسب قوانين ألفلسفة الكونيّة .. إن كان في العمر بقيّة إن شاء الله, لنُبيّن للناس كيفية تجاوز ألدِّين القشري السائد اليوم.

ألعارف الحكيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (محي الدِّين بن عربي 1165- 1240م), فصوص الحكم – منظمة الطباعة و النشر, إيران/طهران, 2000م, ط2 ص 530 و 531.
(2) راجع الأسفار الأربعة لصدر الدين محمد الشيرازي. (1572 – 1640م), دار إحياء التراث الإسلامي 9 أجزاء.
(3) راجع: كتاب الأسفار الكونية السبعة في الرابط أدناه, لمعرفة كيف إن الوصال مع المعشوق لا يتحقق بسهولة :

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3-%D8%A8%D8%B9%D9%87-pdf
(4) (الأنصاري, عبد الله 1640م-1572م), كتاب منازل السائرين, دار الكتب العلمية, 1988م. ط1.
(5) ورد مضمون تلك المراحل في كتاب المدرسة الإسلامية.
(6) و هي؛ (العلم و البقاء و القدرة).
(7) لأخلاق؛ هي دراسة معياريّة للخير والشّر تهتمّ بالقيم المُثلى، وتصلُ بالإنسان إلى الارتقاء عن السّلوك الغريزي بمحض إرادته ألحرّة؛ بعكس الّذين قالوا؛ بأنّ الأخلاق ترتبط بما يُحدّدهُ ويفرضهُ الآخرون، وترى أنّها تخصّ الإنسان وحده، ومصدرها ضميره ووعيه، ويعتقد أفلاطون بأنّ الأخلاق تتمثّل في كبح شهوات الإنسان، والتّسامي فوق مطالب الجسد بالالتفات إلى النفس والرّوح وتوجيههما لتحصيل الخير والمعرفة ومحاربة الجهل، أمّا (الأخلاق) بنظر الأنبياء وأئمة المسلمين (ع)، فإنّها تُوجه عقل وروح الأنسان لأن تحفظ في النهاية الكرامة الأنسانية، من خلال القول والفعل والنيّة، ولهذا يمكن إعتبار تعريف (أفلاطون) ثمّ (كانت) و(شوبنهاور) وغيرهم: بأنها خلاصة ما جاء به العرفاء والأئمة والأنبياء وهي (إتمام مكارم الأخلاق)، لكن مع فاصل الزمن بين الفئتين.
(8) العقل النظري والعقل العملي، مصطلحان يُستخدمان في بعض العلوم؛ فالعقل العمليّ في اصطلاح المناطقة هو المعبَّر عنه (بالحسن والقبح) عند المتكلّمين، والمعبَّر عنه (بالخير والشرّ) عند الفلاسفة، والمعبَّر عنه (بالفضيلة والرّذيلة) في اصطلاح علماء وأئمة الأخلاق، أما المراد من العقل النظري فهو العقل المُدرك للواقعيات التي ليس لها تأثير في مقام العمل إلاّ بتوسّط مقدّمة اخرى، كإدراك العقل لوجود الله، فإنَّ هذا الإدراك لا يستتبع أثراً عملياً دون توسّط مقدّمة اخرى كإدراك حقّ المولويّة وانَّ آلله هو المولى الجدير بالطاعة، والمراد من العقل العمليّ هو المُدرك لما ينبغي فعله وايقاعه أو تركه والتحفّظ عن ايقاعه، فالعدل مثلا ممّا يُدرك العقل حُسنهُ وانبغاء فعله والظلم ممّا يُدرك العقل قبحه وانبغاء تركه، وهذا ما يُعبِّر عن إنّ (حسن العدل وقبح الظلم) من مُدركات أو بديهيات العقل العملي وذلك لأنَّ المُمَيّز للعقل العمليّ هو نوع المدرَك فلمَّا كان المُدرك من قبيل ما ينبغي فعله أو تركه فهذا يعني انَّه مدرك بالعقل العمليّ هذا ما هو متداول في تعريف العقل العملي، وجاء السيد الصدر بصياغة اخرى لتعريف العقل العملي وحاصلها؛ إنَّ العقل العملي هو ما يكون لمُدركه تأثير عملي مباشر دون الحاجة لتوسّط مقدّمة خارجيّة.

Thursday, February 25, 2021

 

إلى جميع ألمراكز الثقافيّة و المنتديات الفكرية في العالم:

ألسلام عليكم و رحمة الله و بركاته :

أما بعد .. أيها الأخوة ألأعزاء الذين إختاروا طريق المعرفة لتنوير ألنّاس و هو نهج الأنبياء و أوصيائهم, فليس من السهل أن تكون مبلّغاً أو كاتباً بشرطها و شروطها حتى لو كنت متخصصاً أو مرجعاً فكرياً أو دينيّاً لعشرات السنين لأنه يحتاج لمؤهلات خاصّة!
و إليكم
أدناه مواصفات و معايير المسؤول ألمُثقّف ألعادل بحسب منهج و معايير الفلسفة الكونية:

أقدّم لكم .. خلاصة جلسة من جلسات المنتدى الفكري بكندا/تورنتو كما وصلنا لدراسته و مناقشته في منتدياتكم و مراكزكم .. على أمل تطبيقه و لو في بيوتكم و مراكزكم و مدنكم و دولتكم، حيث تمّ مناقشة و بحث ألمبادئ الكونيّة العلويّة كمعايير  في السياسة و الحكم و مواصفات ألمسؤول المطلوب و المرشح للأنتخابات أو أي منصب و مسؤولية، بعد إنتشار الفساد المالي و الإداري و الأقصادي و الزراعي بسبب آلرؤوساء الفاسدين من الأحزاب المتحاصصة التي قسّمت المناصب كحصص و كأنهم بشأن تقسيم غنائم حرب بإسم الإسلام والوطن و الدّعوة و الدّيمقراطية و العلمانية و المحسوبية و المنسوبية و العشائرية و غيرها؛ حتى جعلوه بعد عقدين تقريباً إسيراً و رهيناً و مفلساً و لعبة بيد الأستكبار العالمي، و آلذي نأمله من الأخوة الواعيين المخلصين في جميع المراكز الثقافية و الفكرية و حتى الأليكترونية تكرار مثل تلك الجلسات في مراكزهم و منتدياتهم لبناء الفكر و تعميم الفائدة و توعية الناس على حقوقهم المهضومة, و على منهج العليّ الاعلى كأساس للعمل لتحقيق سعادة الناس بعد ما إتفق العالم بحسب تقرير هيئة الأمم المتحدة بأن حكومة الامام عليّ(ع) هي أفضل و أعدل حكومة في العالم يرجى تطبيقها, و ليس هذا فقط .. بل معرفة أصول هذا المنهج يُفيدنا على الأقل في كيفية التعامل مع أنفسنا وأزواجنا وعوائلنا وأصدقائنا, إذا لم يكن بآلأمكان على سبيل الفرض تطبيقه على مستوى دولة.

يقول سيّد العدالة الكونيّة: (من علامات زوال ألدّول هو الظلم ألذي يُجَسَّد من خلال أربع مُؤشرات) هي:

[ترك الأصول و آلعمل بآلتكبر و تقديم ألأراذل و تأخير الأفاضل]. و الحقيقة إن هذا الأمر واقع في أكثر بلاد العالم و منها العراق].

و حديث أورده الريشهري و آخر ورد في بحار الأنوار و غيره من المصادر يُبرز أهمية و عظمة العدالة عند الله, هو :
[
الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، و لا ينصر الدّولة الظالمة ولو كانت مسلمة].

و قد تحققت العلامات ألعلوية الأربعة(ترك الأصول و آلعمل بآلتكبر و تقديم ألأراذل و تأخير الأفاضل) التي وردت أعلاه في العراق بوضوح و تفصّيل بسبب الجهل و الأمية الفكرية و جشع النفوس و طغيانها, فكلّ حكومة جديدة كانت تأتي رغم إنتخابها "ديمقراطياً"و لعنة الله على الديمقراطية؛ كانت سرعان ما تزول, بل وصل الحال - بعد تمرّس قيادات الأحزاب على النهب السريع و الدقيق و بلا رحمة اليوم - لأجراء إنتخابات مبكرة لتشكيل حكومة جديدة بعد فشل 6 حكومات خلال الفترة الماضية آخرها بعد أشهر.
كما إن تحقّق آلنّصر للدّولة (الكافرة) مسألة طبيعية, لأنّها كانت عادلة وبآلمقابل لم تنصر الدّولة المسلمة لأنها ظالمة كدولة العراق.

و تحقيق المبادئ (ألعلويّة الأربعة) أعلاه يكون بمعرفة الأصول و المبادئ الواردة أدناه و لجميع المستويات, بدءاً بمرشح رئاسة الجمهوريّة و البرلمان و الحكومة أو وزير أو عضو برلمان وحتى مدراء المؤسسات الأخرى؛ حيث يجب أن يحمل و يعرف كلّ رئيس و مسؤول الأختصاصات الأساسيّة ألتالية لإدارة ألوزارات و اللجان ألحكومية أو المحافظات أو مؤسسات ألدّولة أو حتى دائرة فرعية, لأنّ معرفة رئيس الجمهورية أو باقي الرؤوساء لتلك المبادئ من شأنها تحصينهم لدرء الفساد و الفشل الذي تكرر عشرات المرات و سرقة الأموال من خلالها بمشاركة المسؤول والوزير و النائب الفاقد لتلك الأختصاصات, لأن المعرفة ألواعية(1) يؤدي إلى التقوى , و بغير تلك الكفاءة و آلأمانة ؛ فإنّ الفساد سيستمر كما الآن و كما شمل جميع المرافق و المؤسسات و ما زال قائما و يتفاقم و لا يستطيع المستشارون ولا المعنيون و لا أكبر قوّة أنقاذ الموقف و الله يستر من المستقبل إن لم تطبيق هذه آلمواصفات الكونية وهي:

معرفة أسس و مبادئ الفلسفة الكونيّة
.
معرفة أصول العدالة العلويّة الكونيّة
.
قواعد ألأدارة الحديثة.
مبادئ الهندسة الصناعيّة و الزراعية.
إدارة و تنظيم القوى الأنسانيّة.
تنظيم ألميزانية و الأمور المالية و مراعاة الأولويات.
ألتخصص في التأريخ و معرفة السُّنن.
كيفية تنويع مصادر الأنتاج و تطوير الأنتاج و الأستفادة القصوى من السياحة و الموارد الأخرى
معرفة علم النفس الأجتماعي.
مبادئ ألسّياسة و الأقتصاد الأسلامي و فرقه عن الرأسمالي.
التخطيط و البرمجة ألأستراتيجيّة للخطط الخمسيّة والطويلة الأمد.
معرفة جواب (الأسئلة الأساسية ألستة) لترسيخ الأمانة بجانب الكفاءة.

نتمنى تحقيق و إيجاد تلك المواصفات ولو نصفها في المرشحين و المسؤوليين خصوصا رئاسة الجمهورية و الحكومة و البرلمان .. حتى لو كان ربعها .. لا و الله بل إثنان منها .. لقد كانت لحد اليوم مفقودة في شخصيّة كلّ مسؤول عراقيّ حكم في الدولة او البرلمان و القضاء و حتى الوزارات و المؤسسات .. ليستحق أن يكون رئيساً أو وزيراً أو برلمانياً أو محافظاً أو مسؤولاً لمؤسسة؟

لقد تمّ تقسيم المناصب بحسب الحصص .. لذا الجميع تقريباً نُصبوا و عُيينوا بآلمحاصصة و الواسطات و الحزبيات و العشائريات, فكانوا سببا في نهب العراق و تدميره!؟

إن نشر و دراسة و بحث و مناقشة تلك الأسس الكونية لمشخصات المسؤول و التي وردت أعلاه من شأنها لفت نظر الأكاديميين و وزارة التعليم العالي و تنبيههم لوضع برامج و مناهج لتحقيقها في الكوادر العلمية المتخرجة, ليحل وضعا جديداً يرضى الله و الشعب بدل المحاصصة و الواسطات التي حكمت و كما شهدناه عملياً في أفواج من الفاسدين الذين توالوا و شكّلوا الحكومات و البرلمانات و رئاسة المحافظات المختلفة و تصدّوا للمديريات و المؤسسات و الرئاسات والوزارات و البرلمان بعد 2003م, و لا نتحدث عن زمن حكومات البدو البائدة وثقافة القرية بقيادة حزب البعث الجاهل!

و فوق هذا أَ تَعَجَب .. كيف إن السّادة ؛ هاشمي؛ علاوي؛ حلاوي؛ جعفري موصلي؛ عبادي؛ مالكي نُجيفي؛ جبّوري؛ مشهداني؛ طالباني؛ بارزاني؛ صالحي؛ خزاعي؛ حلبوسي؛ كاظمي,؛ علّاقي؛ شبّريّ و أمثالهم من المتحاصصين مع أنواع و أشكال أخرى من الوزراء و آلنواب و معهم دعم من مراجع دين سمحوا و يسمحون لأنفسهم بتحديد المسؤوليين و المسؤوليات و هم يجهلون أسس و قواعد تلك آلمبادئ الكونية و حقيقة العلوم و فسفة الحكم التي أكّدها النهج آلكوني و القرآن المهجور لأدارة الدولة بل لإدارة حتى شركة أو بيت صغير لتلافي ألفساد و الظلم  الأقتصادي و الإجتماعي و غيرها, حيث رشحوا و تقدّموا .. بل و قتلوا أنفسهم عبر التآمر للفوز بقيادة الدّولة و الأحزاب و آلحكومات و الوزارات و المجالس النيابية بلا حياء و دين و أنصاف لنهب و سرقة دولة بأكملها لضرب (ضربة العمر) لعلمهم بأنهم لن يأتوا بعدها ؟

لذا كانت ألنتيجة كما شهدتم و ما كانت لتكون أسوء ممّا كان؛ حيث تسبب أخيراً في مسخ الشعب و فقدان الثقفة بينهم و حتى بين أنفسهمكل هذا بسبب فقدان المعرفة و الثقافة من بين أهل العلم .. فهناك بون شاسع بين الدكتور و المهندس و حتى عالم الدين و بين الثقافة, يعني العلم شيئ و الثقافة التي هي ألاهم شيئ آخر(للمزيد راجع الفلسفة الكونية):

و لذلك يعيش العراق كله اليوم:

خراب ؛ فساد ؛ ظلم ؛ نهب ؛ سلب ؛ قتل ؛ عمالة ؛ نذالة ؛ تكثير الدّيون المليارية ؛ تكثير الجواسيس؛ سرقة الاموال؛ تحطيم القوى الأنسانيّة؛ تشريد الفلاسفة و المفكريين و المختصين المخلصين؛ هدر طاقات الشباب؛ هدر الميزانيات, و هو الأهم و الأخطر من كل ذلك لأنه يتسبب في تخريب القيم الأجتماعية و تشويه ثقافة الناس و تسطيح فكرهم و كما حدثت البدايات من زمن صدام و قبله و بعده و سيستمر لو لم يعلن الفاسدين توبتهم و محاكمتهم لإرجاع الأموال المنهوبة!

يجب في خضم الأوضاع ألرّاهنة إبتداءاً : إجراء إختبار علميّ و عقليّ و روحيّ وإختصاصي مع إجراء جرد للأموال المنقولة و غيره المنقولة لمرشحي للبرلمان و آلحكومة و الرئاسة و الوزارات و غيرها و ضبط حساب جميع ممتلكات المرشح أو المسؤول قبل البدء و الموافقة حتى على التشريح و المشاركة لنيل منصب معين و العارف الحكيم لديه الأمكانيات و الآليات الفنيّة و الكونيّة اللازمة لعبور المرحلة الراهنة ولتحقيق المطلوب من خلال فريق متخصص يمتاز بآلأمانة و الكفاءة معاً ولا حول ولا قوّة إلا بآلله ألعلي العظيم.
بقلم - العارف الحكيم : عزيز حميد مجيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ألمعرفة الواعية: يعني بحسب تعريفنا؛ أنّ المسؤول لا ينقطع عن ربه لحظة, بل يجعله نصب عينيه كرقيب عليه في كلّ شيئ خصوصاً حين تستأسد قوى الروح(كقوة الشهوة)و(التسلط) فيرتكب جريمته, لأن الأنسان لا يسرق إلا حين ينقطع عن ربه ولو دقيقة.

Friday, February 19, 2021

بسم الفكر الرّحيم

 

بِسم ألفكر ألرَّحيم
و بشّر عبادي آلذّين يستمعون القول فيتّبعون أحسنهُ .. أيّها المجاهدون في طريق الفكر والحكمة؛ إنّ رحمة الله قريبة منكم فإغتنموها!
 بشارة أخرى نزفّها لكم بعد ما سقط العالم في بؤرة الموت بسبب كورونا, فبينما كُنّا مغمورين نعيش نشوة ألأنتصارعلى آلجّهل ألمركب ألذي خلّفهُ الأحزاب المختلفة والمتحاصصون في حكومات بلاد العالم والعراق خصوصاً, إذ وصلتنا بشارة آخرى بذلك الشأن ليضفي لوناً جديداً لثورتنا الفكريّة الكونية بإفتتاح مركز آخر في القارة البيضاء ألشمالية بوسط  مدينة تورنتو/أونتاريو ألكندية بعد إنحسار دور المساجد و موت الأحزاب بعد كشفنا لحقيقتهم ألفاسدة التي أودت بهم لذلك المصير الذي جعلهم يعتبرون الكذب والغيبة والنفاق و أكل لقمة الحرام ونهب الفقراء و سرقتهم بشتى العناوين و الشّعارات و السّبل؛ ثقافة, و تركوا جوهر آلدّين و تمسكوا بآلظواهر فتنمّرت نفوسهم و شهواتهم بسبب الجّهل و الأميّة الفكريّة التي أماتت ضمائرهم .. وما إرتاحت ولا إنشرحت إلّا للمال و الرّواتب الحرام!

طبعاً هذا المصير ألأسود لم يُواجهه الدُّعاة و الأحزاب القرينة التي كان الناس يعتبرونها الأطهر و الأفضل فقط؛ بل العراق كلّه يُعاني اليوم من أزمة الجّهل بسببهم و قد برهنتُ خطورة الأمر لجميع ألعتاوي منذ السبعينات حتى تُرجم عملياً بعد 2003م, لأن زراعة الخير والمعرفة ليست كهدمها بلحظة ليتحقق الخراب بجهد ووقت قليل, فالتنميّة الأنسانية تحتاج لأجيال لتحقيقها بينما الهدم يحتاج لأيام!

إنّ أزمة الجّهل و ثورة الشّهوات و الفساد ألّذي تأجّج حتى ضرب شرائح واسعة من المجتمع حتى جعلتهم يتحركون بلا وعي و لا حكمة وهم أساساً يجهلون معنى آلحكمة و المعرفة و العلم و الثقافة؛ فكيف يُؤمنون بها و يطبقونها مع التواضع كشرط للتنمية!؟

إنّ أحد أخطر نتائج الجّهل هو آلفساد و العنف و القتل, وسبق أن قلت في محاضرة؛ [35 عاماً من حكم الجّاهل صدام لم يسفك العراق دماً ومالاً كآلذي يسفك في شهر واحد بعد 2003م] مع فارق النوعية و الطريقة, وبآلحقيقة هذا لا يُبيّن أفضلية صدام على الحاكمين من بعده(هالكعك من هالعجين), فصدام علمانيّ مجرم و جاهل ساديّ لا يختلف عليه عراقيان؛ لكن الذين أتوا من بعد 2003م كانوا يحملون شعار الدّعوة للأسلام و العدالة و يتوزّرون عباءة الصدر لكنهم عكسوا عنه صورة سيئة للغاية, بعد ما هجموا كآلذئاب يقتل بعضهم بعضا على المال و المنصب ليزداد الطين بلّة بجانب تدخل الأجانب لتدويل العراق بترحيب العتاوي "ألزّومبيّة" حسب مرام ألمستكبرين؟

خلاصة الكلام ؛ بلدنا اليوم و العالم أجمع في قبضة (ألزّومبيّة) كما يقولون(1) ألذين تسبّبوا في سلب كرامة الانسان و إغتصاب آلحقوق و تغيَّبَ العدل فيه, ممّا يدلّ على جهل مطبق للقتلة الفاسدين الذين لا يقيمون أهمية و وزناً لحياة و مصير و كرامة الأنسان, لأنه مسخ؛ مختل عقلياً مستفيدين من القانون ألمؤدلج و حماية الأحزاب و العشيرة .. فتفاقمت الأمور و إستمر الفساد يتضاعف و الأجرام يتوسع.

لقد جمّدوا آلعقل وفعّلوا الشّهوات لطبيعة الثقافات الحزبيّة التي غَذّت الناس بالجشع و العنف بدل آلجّوهر والتواضع والمعرفة و المحبة!
و دوافعها الأساسية في ذلك هو الجّهل ألمُتراكم ألّذي أنتج هؤلاء ألمرضى ألعصابيين, لذا يستحقون سجنهم وإدخالهم بمصحّات نفسية و روحية وفكرية للحفاظ على المجتمع من لوثاتهم و خرابهم, و من هنا باتت مراكزنا و منتدياتنا التي بدأت تنتشر في كل آلعالم؛ واجبة وضرورية لبناء ألإنسان بعد ما زَمْبَلهُ آلعتاوي بشكلٍ مُخيف والحمد لله الذي لا يكلف نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فإعدلوا وبعهد الله أوفوا.
يمكنكم ألأتصال ألمباشر بآلحاج المهندس أزور على الرقم:
Azwar:كندا / مركز تورنتو العاصمة  416 400 8440
Azwar ألبريد : Shiatoronto@gmail.com
ألعارف الحكيم ؛ عزيز حميد مجيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصطلح مشهور بين العلماء و يعني المجنون أو المختل أو المصاب بعاهة عقليّة وفاقد لخصوصية التعقل وقد عكسه الكثير من المخرجين للأفلام في هوليود.  (  ألزومبي Zombie)‏(1)
لأنه يعني عملياً ألأبدان ألمتحركة التي تأثرت بذلك و عادت للحياة بوسائل سحريّة أو ظروف غير طبيعية بعد موته, ويشمل ذوي العاهات العقلية, وغالبا ما يطبق هذا المصطلح لوصف شخص مُنوَّم و مُجَرَّد من الوعي الذاتي, ومنذ أواخر القرن 19 اكتسبت شخصيّة الزومبي شعبيّة وشهرة كبيرة خاصة عند المتطفليين والمراهقين, وتمّ تجسيدها في افلام عديدة لتعبر عن الاشخاص غير الواعين, الذين يُمارسون الخشونة و العنف حسب توجيهات مثبتة في عقلهم, هذا المصطلح (ألزّومبي) يُعادله في الثقافة العراقيّة الشعبيّة (أبو الزُّمّير) ألذي يسمى بقط السّمك كأنسب تقارن, لإتصافهِ بصفات عتاوي البحر, والتي تتطابق مع خصوصيات القط البري الذي بات صفة المتحاصصين في ساحتنا السياسية العراقية, وقد أشرنا لذلك سابقاً.

Wednesday, February 17, 2021

و لهذا يجب محاسبة العتاوي المعتدين

 و لهذا يجب محاكمة العتاوي ألمعتدين:

و هم 500 عتوي كبير كانوا رؤوساء للجمهورية و الحكومة و البرلمان و القضاء, بآلإضافة إلى 5000 سلبوح صغير كمنافقين من حولهم كانوا يحمونهم في ذلك ..

و الادهى من كل ما ذكرت خلال مقالاتي السابقة هذا الشهر؛ هو أن الأقليم يطالب الحكومة المركزية بتسديد ديون مالية كبيرة بذمتها كما يدعي بلغت 128 مليار دولار بحجة ان الاقليم استقبل النازحين والمعارضين ضد الحكومة المركزية وآواهم في اقليم كردستان, علماً أن حكومة عادل عبد المهدي الفاسدة هي الأخرى زادت الطين بلّة حين سمحت لكردستان بإستلام قرض مقداره 29 مليار دولار على الحساب على أمل تسديد الباقي فيما بعد هذا بآلأضافة إلى أن دفعات عديدة تمّت تسليمها لوفود كردستان و رئاسة الأقليم في كل زيارة قاموا بها بعناوين مختلفة منها على ما أذكر لأجراء إنتخابات حيث سلّمهم عادل عبد المهدي خلال ساعات 50 مليون دولار و غيرها !

اما الفقراء والمعدمين و هم أكثرية الشعب, خصوصا من ابناء الجنوب والوسط فانهم ضحية السياسات الخاطئة للحكومات السابقة و الحالية لأنهم خارج المعادلة في كل الحالات ولا يعلمون حتى الذي يجري عليهم من فساد!

فأن ارتفع سعر بيع برميل النفط و أرتفعت الايرادات المالية كون اقتصاد العراق هو اقتصاد ريعي فهي تذهب لجيوب الفاسدين و القابضين على السلطة و إن انخفظت أسعار بيع النفط فإن الحكومة والبرلمان يقومان بفرض الضرائب والرسوم و الأستقطاعات على المواطنيين والموظفين على حدّ سواء .. لا بل وصل الامر الى حدّ استقطاع جزء من رواتب المتقاعدين التي لا تزيد عن 500 الف دينار بحجة سد العجز المالي في زمن حكومة العبادي و الحكومات التي جاءت بعده, لعنة الله عليهم أجمعين.

ألعارف الحكيم : عزيز حميد مجيد.