Thursday, November 22, 2018

حول إمكانيّة إعادة بناء الدّعوة – القسم الثاني:
حزب الدعوة أصبح اليوم في آخر القائمة الأسلامية - الشيعية في العراق بعد ما كان يتصدر القوائم بلا منافس ببركة دماء الشهداء و تأريخه الممتد لسبعين عاماً .. و السبب في هذا الأنحطاط هو الفساد العلني الذي ركنه خارج "العملية السياسية" كما يسمّونها .. و لم يتسبب بدمارها سوى الجعفري و البياتي و الحلي و عبد الحليم والعلاق و الخزاعي و جواد جميل(حسن السّنيد) و سعد المطلبي و كلّ الجّهلاء الغير مثقفين ممّن تصدّى لقيادته و تمثيله و أسوأهم هو المدعو (سامي العسكري) الفاسد ألذي لا يعرف حتى تعريفاً صحيحا للأسلام, خصوصا بعد 2003م و قبله, ليحصل على عضوية البرلمان الفاسد أساسا بسبب الدستور العراقي الفاسد أيضا و البعيد عن العدالة خصوصا في مسألة الحقوق, و لأن هؤلاء الذين إنخرطوا في حزب الدعوة و حتى قيادته؛ كانوا إمّا ضمن خلايا البعث و أعرف بعضهم أو كان ينتمي للحزب الشيوعي أو التنظيمات الأخرى, و أنا شخصيا أعرف تفاصيل عنهم ثم إنتموا للحزب لمعرفتهم بمدى شعبيته وإمتداداته في الوسط العراقي .. وإنّ خروجي من حزب الدعوة منذ عام 1982م كان بسبب رؤيتي لتلك الوجوده التي كانت تمشي و تجلس و تتكلم بإسلوب و نمط بعثي - صدامي بعيد عن أخلاق و تواضع المؤمنيين رغم محاولتهم التصبغ بصبغة الله, و قد نبهتهم و قلت لهم و الحلي و أبو سعدي و الجعفري و حتى أبو بلال و عبيس و إسعيّد و غيرهم يشهدون حين قلت لهم: قيادة الدعوة للأمس القريب كانت بأيدينا في شوارع بغداد و قلب العاصمة وفي الكاظمية التي فجّرنا فيها أكبر مظاهرة كادت أن تسقط النظام لولا خيانة ("آية الله" العظمى حسين الصدر) وهكذا باقي المحافظات .. و أنتم لم نسمع بكم و لا بأسمائكم و لا بكناكم و لا بفعالية واحدة حتى إعلامية بسيطة منكم داخل بغداد أو أية محافظة عراقية أخرى ولا هم يحزنون .. فمتى صرتم دعاةً وقوق ذلك قياديين .. بل و وصلتم للقيادة العامة .. ثمّ مَنْ أوصلكم لقيادة الدعوة و كل كوادر الدّعوة (المائة) في العراق قد إستشهدوا بعد شهادة (قبضة الهدى) خصوصا خلال عام 1980م بعد نجاح الثورة و خرج خيرة العلماء من قيادته كآلسّبيتي وآلكوراني وأبو عقيل ثم الحائري الذي تم طرده .. يا للعجب .. و آخرهم الشيخ الآصفي و أكثر من هذا إيلاماً؛ حذف المجلس الفقهي الذي كان يتقدّم على القيادة العامة في الهيكل التنظيمي, و لم يبق من كوادر الدعوة في العراق سوى أربع أو خمسة من الدعاة .. أي أقل من عشرة أعضاء في أحسن الأحوال يدعون لله حقا و لا يخافون لومة لائم و هم يجوبون العراق طولاً و عرضاً و لا من ناصر أو معين ينصرهم أو حتى يأويهم و كانت لهم قصة مع الله كتبناها بآلدّم و الدموع بحيث لم نشهدها في التأريخ .. ثمّ إستشهد من تلك العشرة الباقين سبعة أعضاء منهم و لم يبق في العراق بعدهم سوى 2 أو 3 أو 4 من الدعاة فقط .. فأين كنتم أيها المُدّعون العملاء أنذاك؟
هل كنتم في الكويت؟
أم في لندن"الأسلام"!؟
أم في إيران الشاه!؟
أنا أشك بدعوتكم و حتى صلاتكم و صدقكم لعدم مصداقيتكم .. خصوصا مع الله و ولايته (ولاية الفقيه) التي كنتم تنكرونها علنا بل كفرّه مرجعكم الأعلى حين ساند شاه إيران بآلدموع و الدعاء والدم حتى إنتصار الثورة رغما عنكم ..

و هكذا تفاقمت الأحداث بعد عام 1979م ثم 1981 و 1982م و كم حاولت أصلاحهم و ردهم عن غييهم .. لكنهم لم يكونوا مثقفين و لا مؤمنين حقيقيين بل كانوا تقليديين و كانت تنقصهم حتى الثقافة العقائدية و الحركية و مصلحة الأسلام العليا و موقع الثورة و خطها الثوري بآلنسبة لأهداف الدعوة التي إنقلبت و إختلطت و لم يكن حتى الجعفري و أمثاله حينها و للآن يعرفون ترتيبها .. وموقعها المرحلي و أين يعيشون الآن طبقا لتلك المنهجية ..!؟

للأسف صديقنا أبو إسراء لم يكن هو الآخر له وجود سوى أني عرفته فيما بعد أواسط الثمانينات في بيت (الجهادية) بآلقرب من مبنى الاتحاد الأسلامي بشارع أراسته في ساحة فردوسي بطهران .. يعني بصراحة لم يكن هو الآخر في قيادة الدّعوة أيام المواجهات الكبرى الدامية مع نظام صدام .. لكنه كان أكثر إتزانا و خلقا و أدباً من الآخرين .. هذه للتأريخ ..

و حين إلتقيته في دمشق لآخر مرة في المركز الأعلامي و كان الجعفري موجودا هناك بآلصدفة لأنه كان يقيم في لندن(الولاية) و(الحماية) مع باقي الشلة كآلربيعي و المطلبي و نهر العلوم .. و أتذكر كان عباس البياتي موجوداً بآلمناسبة؛ طرحت عليهم سؤآلا و كان ذلك في عام 1995م, يبدو أنهم لم يستوعبوه .. و هو:
[أخوان بحسب قرائتي للساحة و(المنطقة الكبرى) - لكوني إعلامياً و باحثاً كما تعلمون - فإن العراق مقبل على تغيير جذري و حقيقي لكن لا من الداخل طبعا .. بل بتأثير خارجي و هجوم عسكري من الخارج بفعل تحالف دولي أقرّته أمريكا و لندن .. طيب ما هوموقفكم و برنامجكم للحكم بعد سقوط الصنم!؟
و هل أنتم أساسا تملكون برنامجاً بديلاً !؟
سكت الجميع و لم أسمع حراكاً أو شيئا إلا من الأخ السيد النوري الذي كان موجوداً برفقتنا هو الآخر وحاضرا في المركز بقوله:
[نعم .. لدينا برنامج],
قلت له على الفور أين هو لو كان حقاً!؟
هنا أنزعج و سكت مع الجميع .. و إلتفتُّ للسيد الجعفري و عبيس و غيرهم لا أتذكر .. وقد حنوا رؤوسهم خجلاً .. و ألسيد أبو إسراء تعصب قليلاً .. ولم يكن له رأي ولا أي جواب سوى إبداء إمتعاضة لم أفهم معناها .. و تلك كانت قيادة الدعوة و فهمها في أدق و أخطر قضية لم يكونوا حتى قد سمعوا بها .. ناهيك عن أن يكونوا فاعلين للتعامل معها!!!!

و ختمت الموقف بآلقول: [العراق سيُقابل بعد السقوط مع هذا الوضع المؤسف الفوضى و التيه و الدمار الكامل].
فأن كنتم أنتم .. لا تملكون برنامجاً و دستوراً و نظاماً و منهجاً للحكم و تدّعون ما تدّعون .. فمن يمكن أن يكون له ذلك بعد؟
لذلك قرأت سورة الفاتحة منذ ذلك الحين على العراق و مستقبله الأسود الذي نعيش بداياته الآن و المشتكى لله.

و هكذا وقعت الواقعة .. و شهدنا كيف كسح تيار الجّهل و الغرور ليس العراق .. بل كلّ (دعاة اليوم) الذين إنخرطوا جميعا في الحزب في ليلة و ضحاها طمعاً بآلحصول على مال و منصب و جاه و راتب و قد حصلوا .. لكن مقابل خراب و دمار الدّعوة و المدّعين الحقيقيين و العراق و العراقيين ..
و لنا كلام خاص و خاصّ جدّاً .. ربما سآخذه للقبر لأواجه الله تعالى به .. لأنه الوحيد الذي يعرف سرّ الأسرار و ما تُخفي الصدور في عالم مليئ بآلفوضى و بآلنفاق و الدجل و الكذب و التكبر الفارغ لأجل حطام الدنيا ..
و العاقبة للمتقين
حول إمكانية بناء الدّعوة من جديد بعد خرابها - القسم الثالث
لدرأ محنة حزب الدعوة الكبرى الكبرى التي تعيشها الآن بسبب دعاة السلطة الذين قتلوا ما تبقى من آثار و لافتات الدعوة ليُطرد من الساحة السياسية للأبد بعد خوضه لتجربة مشينة على أرض الواقع باتت مضحكة حتى للبعثيين؛ و لدرأ فساد المتصدين فيها و الأنشقاقات المتعددة و توقف الأنتاج الفكري فيها تماماً لأنّ (فاقد الشيئ لا يُعطيه) و منذ أن برزت وجوه النفاق بشكل واضح و كما ذكرنا بعضهم في الحلقة الأولى فقد قتلوا روح الدعوة, بحيث أنّ صدّام على أجرامه لم يستطع سوى قتل جسد ألدّعوة بقتله للصّدر و الشّهداء؛ لكن هؤلاء ألمُدّعين قَتَلوا روح ومنهج و فكر الصدر و الشهداء الذين كانوا يسعون للحكم من أجل تطبيق العدالة ..
لذا نحتاج للخطوات الجّذرية الجّدية التالية .. علّها تُعيد لها شيئا من الاعتبار وبناء دعوة جديدة هادفة بعد موت الدعوة الأولى على يد طلاب آلسلطة للمال و الشهوة, الذين هم أيضاً خسروا الحقّ و الخير والعاقبة الحسنى مقابل القصور, و هي:
1 - طرد ومعاقبة كل الذين إنخرطوا كقياديين في الدّعوة لتكون الخطوة و القاعدة الأساسيّة و منطلقا لكسب ثقة الناس من جديد .. خصوصا الأسماء المذكورة سابقاً و من معهم لمحاسبتهم و سحب جميع أرصدتهم التي سرقوها و الرواتب التي أخذوها ظلما بإسم الحزب ودماء الشهداء و قوت الفقراء و آلأرامل و اليتامى الذين هم محور و معيار قياس ثقف و جهاد الدعوة و الدّعاة الذين إستشهدوا .. و الحال أن (دعاة اليوم) ليس فقط لم يخدموهم؛ بل صاروا عالة عليهم بعد ما أكلوا وهدروا حقوقهم بدم بارد للأسف لنفاقهم وعدم مبدئيتهم العقائدية!

2 - إعادة صياغة فكر و أساسات الدّعوة خصوصا مفهوم الولاية و كتابة دستور واضح و رسم ثقافة رصينة و منهج قويم يربي الدّعاة بحسب ما كان يريده الأمام الصدر و أستاذه الخميني(قدس), ليكونوا أهلا لمواجهة المحن و الصعاب وزخارف الدنيا و الألقاب التي قتل من تصدى للدّعوة نفسه عليها خصوصا بعد 2003 م.

3 - ألأعلان عن حقيقة الدّعوة وما جرى للناس و بكل صدق وأمانة بلا تزوير و تدوير و أدلجة أو تبرير أو تغيير أو وجل و الأعتراف بما أشرنا له تفصيلا و بكل شجاعة عبر بيان رسميّ و منطق رصين كاشفين الأرصدة ألمسروقة والرواتب الحرام .. الهدف من ذلك؛ إعادة ثقة الناس بآلدّعاة ألحقيقيين الذين يختلفون عن من تصدى زوراً لقيادة الدعوة للآن.. تلك الثقة التي محقها (دعاة اليوم) بلا حياء لتصرفاتهم الغير الأنسانية .. ناهيك عن الدينية المنحرفة أساساً.

4 - عقد ندوات ثقافية - فكرية مركزة تضخ المفاهيم و القيم و المبادئ الكونية العظمى للناس حيث لم نشهد ولا كتاباً واحداً مفيداً منذ نصف قرن تقريباً يغذي الدعاة, حيث لم نلاحظ أية ثقافة أو فكر أو مبادئ طرحت في كل - أكرر - في كل المؤتمرات و الأجتماعات و النشرات و الجلسات التي عقدت بعد الثورة و حتى بعد 2003م سوى تلك التي كانت مُجرّد تراكمات تأريخية و مقالات أعلامية يمكننا أختَصارها بآلتالي؛ جاء فلان ... و قام فلان ... و إجتمع علّان ... و ناقش فلتان ... و إننا .... و سوف .... بآلضبط كما كان يتكلم البعثيون في إجتماعاتهم بسبب فقدان الفكر والثقافة الكونيّة في نهج وعقل الدّاعية الذي صار يقيس نفسه بآلبعثي.

5 - عدم التحالف و التآخي ووغيرها من الفعاليات مع أيّ كيان أو حزب سياسي آخر خصوصا قتلة الصدر والشهداء الذين تحالف معهم (دعاة اليوم) من أجل السلطة للأسف و بكل غباء و ذلة .. هذا مع إظهار الأحترام و المحبة و التعاون العام مع آلجميع خصوصا المُدّعين للأسلام و الوطنية والعراق وآلديمقراطية و الليبرالية و ما شابه ذلك .. رغم إنهم كاذبيين لنفاقهم من أجل السلطة.
لأن التحالفات .. و كما أثبت الواقع ليست فقط لم تعد تجدي نفعا بل باتت نقمة و فساداً علنياً بسبب النظرة السلبية الخطيرة من الشعب تجاههم و تجربة الواقع المرير الممتدة لأكثر من 15 عام و التي خلّفت الأضرار الكبرى التي نعييش نتائجها الكارثية على كل صعيد أبرزها المديونية الكبرى للعراق و هي أغنى دولة في العالم.

6 - تبني مبدأ الأكثرية في تشكيل الحكومة. و ليتفق من يتفق داخل أو خارج البرلمان.

7 - تغيير أكثر مبادئ الدستور الذي رفضه الشعب من خلال تظاهراته و رفضه العلني له لكونه دستوراً لمنفعة المستكبرين في العالم و أذيالهم في الأئتلافات العراقية المعروفة.

8 - إعادة دراسة الأرتباط بآلولاية كأساس و محور لتنفيذ السياسات الستراتيجية بحسب وصية الصدر المظلوم .. تلك الوصية التي لا يعرفها دعاة اليوم و أكثر دعاة الأمس الذين لم يبق منهم سوى واحدا أو إثنان أو ثلاثة مختفين بسبب المآسي التي وقعت .. و الحمد لله رب العالمين.


الفيلسوف الكوني

Wednesday, November 21, 2018

مات الأنسان في بلدي

في بلدي مات الأنسان و آلقيم؛ فكيفَ تحيا الأشجار و الأسماك و آلسلطعونات تُلوّث مياهها ؟
الفيلسوف الكوني

Sunday, November 18, 2018

الحضارة الأسلامية أكبر حضارة عرفتها البشرية - الفيلسوف الكوني

الحضارة الأسلامية أكبر حضارة عرفتها البشرية
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=260847&r=0

Saturday, November 17, 2018

كيف خسر  العراقيّ كرامتهُ للأبد؟
زمن البعث معروف حين باع العراقي كرامته لصدام بثمن بخس .. و قد ولّى على أيّ حال..
لكن لماذا يُكرّر العراقيّ (البيع) في زمن "الديمقراطية" و"الحرية" و"الأنفتاح" و"الأنتخاب" و"الدعوة"؟ 
بينما قلنا في (فلسفتنا الكونية) التي هي فوق العلم و حتى المعرفة: [لا يُوجد شيئ يستحقّ التضحية و العيش لأجله إلا الكرامة التي بها نُسعد أو نشقى] و [الكريم مُتواضع أمام الفقراء و مُتكبر أمام المُتكبرين], إلّا أننا و للأسف الشديد رأينا و نرى العراقي يخضع للقوى لذلك فقد كرامته زمن آلبعث القاسي العنيف و باعه بثمن بخس - مجاناً - حتى آنَس الوضع بحيث إنخرط في جيشه و منظماته و وزاراته و دوائره وهو يسعى و يهجم كآلذئب ليمُوت و يَقتل من أجل شخص مريض تافه مجرم كصدام, والغريب أنّ هذا آلشعب العجيب بإستثناء ثلّة قليلة جدّاً منهم قد إستشهدوا بسبب تقارير الشعب ضدّهم .. لأنّ ذنبهم الوحيد كما أنا الوحيد الباقي للآن, هو إنهم لم يقولوا كلمة(سيدي) و (رفيقي) لضابط موصليّ أو عريف ناصريّ أغبر مُتحدّين بذلك كلّ عنجهية النظام و أجهزته القمعية بدعم و غباء العراقيين ..
و يبدو أنّهم - أيّ الشهداء - كانوا من سنخ آخر و طينة أخرى لم يرتاح لهم الشعب حين صمدوا أمام تلك العبوديّة و الموجات الجاهلية لحفظ قلوبهم التي بها يُسعد الأنسان أو يشقى فقط .. فإستشهدوا جميعاً للحفاظ على كرامتهم و الخلود في هذا الوجود ..
إلا أن الشيئ المؤسف ألذي حدث بعد كل الذي كان؛ هو إستغلال و سرقة ثمن دمائهم من قبل الأنتهازيين ألمنافقين من (دعاة اليوم) و من معهم في عصرنا هذا بشكل مقرف بعد ما شرعنوا الفساد و الأنتهازية والكذب و تجاوز الفلاسفة بلا حياء .. ليُعمّقوا المحنة أكثر فأكثر لتنقلب المفاهيم على كل صعيد .. و الآن لا نريد التركيز على أحداث الماضي المؤلمة حيث كان يمكنك أن تجد رغم مآسيه هنا أو هناك مؤمنٌ رماه القدر في زاوية بستان أو سرداب أو في دولة شرقية أو غربية مختفياً فيها؛ بل نريد تسليط الضوء على ما جرى و يجري الآن على كرامة الأنسان التي فُقدت قبيل و بعد 2003م خصوصاً من مدّعي الأسلام و الدعوة في بلادنا التي تنتهك فيها الكرامات و بشتى الطرق و الوسائل ألخبيثة للفوز بآلمناصب و بآلرواتب و الصفقات من المال الحرام و المشتكى لله.
في بلادنا هدرت كرامة الأنسان بعد 2003م بنمط آخر و بشكل مؤسف للغاية من خلال الدستور الذي فصّلوه بحسب منافعهم ؛ من خلال ألمحاصصة و الفوارق الحقوقيّة و الرّواتب؛ و الحمايات؛ المخصصات؛ العلاج؛ و تكريس الفوارق الحقوقية و الطبقية و الخدمات الخاصة بالمسؤوليين و أقربائهم و بشكل أعمق مما كان في زمن البعث الهجين و في مقابلهم يعاني الناس المساكين الذين لا ينتمون للأحزاب و الأئتلافات الأمرين, و هكذا تمّت إستكمال عملية هدر ألكرامة لأنهم لا يملكون الواسطة ولا ينتسبون للمتحاصصين و لا يُحسبون على جهة معينة, و هكذا تعمّقت الفوارق و فاز بآللذات عوائل و ذوي و أقرباء مَنْ حصلوا على مسؤولية معينة ليهدروا بذلك كرامة الأمة مع تأريخها و حاضرها و مستقبلها!
لذلك .. على الشعوب المسكينة و بآلأخص الشعب العراقيّ أن يستفيق و يثور ضد الحكام و أحزابهم المؤتلفة بنبذهم و العمل و الجهاد لمحاكمتهم و للقضاء عليهم بكل السبل الممكنة, فهؤلاء أميّون فاسدون و إتكاليون هدروا كل خزائن العراق و موارده التي وصلت لأكثر من ترليون دولار و نصف الترليون منذ 2003م حيث إشتروا القصور و الفلات و المصانع و الأراضي في الدول المجاورة وفي أوربا و أمريكا و كندا و أنا شاهد عليهم بآلتفصيل مستخدمين كل ألوان الخداع و النفاق لتحقيق ذلك؛
ثمّ إعلموا أيها المغبونون .. بأنّ الرّسول(ص) و وصيّه العظيم لم يكونا يرضيان بالركود والخمول و الأتكالية بعكس سلوك الفاسدين تماماً، حيث لم يهملوا العمل ولم يتركوا السعي و الكد في طريق الأنتاج سواءاً أثناء وجودهم في أعلى الهرم الحكومي أو أثناء إعتزالهم أو إبعادهم عن مواقعهم، بل رفضا أنْ يكونا عالةً على أحد حتى على بيت المال بينما كان حقّ طبيعيّ لهم, ففي أشدّ لحظات الحياة و العوز و الجوع كانا يسعيان للعمل و السّعي حتى كعمال و فلاحين وخدم للكسب الحلال و لم ينتظرا صدقة أو راتب أو معونة أو سلفة تعطى لهم من أحد للحفاظ على كرامتهم، وكيف لا وهما اللذان شنّا حربًا ضروساً على الأستغلال و الأتكالية و التسوّل و الأعالة و القرض حتى من بيت المال المباح و الحلال، وَذَمّا في أحاديث كثيرة، و حذّرا ألأمّة و الناس منها!؟
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ! فَقَالَ:
“أَمَا فِي بَيتِكَ شَيءٌ؟”
قَالَ: بَلَى، حِلْسٌ .. نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ، وَقَعْبٌ .. نَشْرَبُ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ، قَالَ:
"إئتني بهما".
فَأَتَاهُ بِهِمَا، فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) بِيَدِهِ، وَقَالَ: 
“مَنْ يَشْتَرِي هَذَينِ؟”
 قَالَ رَجُلٌ: أَنَا، آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ، قَالَ مرّتين أو ثلاثاً: 
“مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ” 
 قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَينِ فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ، وَأَخَذَ الدِّرْهَمَينِ وَأَعْطَاهُمَا الْأَنْصَارِيَّ، وَقَالَ:
 “اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ، وَاشْتَرِ بِالْآخَرِ قَدُومًا فَأْتِنِي بِهِ“
فَأَتَاهُ بِهِ، فَشَدَّ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عوداً بيده, ثمّ قال له: 
 “اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَبِعْ، وَلَا أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَومًا“
 فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ، فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ، فَاشْتَرَى بِبَعْضِهَا ثَوبًا، وَبِبَعْضِهَا طَعَامًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : “هَذَا خَيرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ الْمَسْأَلَةُ نُكْتَةً فِي وَجْهِكَ يَومَ الْقِيَامَةِ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَو لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَو لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ".
وفي هذا الصّدد يقول النبي الأكرم (ص) أيضًا:
 .“اَلْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى“
وهنا استخدم عليه الصلاة والسلام أسلوب الكناية، مشيرًا إلى أن اليد التي تعطي خير من اليد التي تأخذ، وكأنه يقول محفّزًا المؤمنين على أن تكون أيديهم هي العليا, بل قَبّلَ رسول الله(ص) يَدَيّن؛ [الأولى يد فاطمة و الثانية يد العامل]:
أيّها الناس: لا تُقلّلوا من كرامتكم وعزّتكم الإنسانية بالتزلُّف والتودُّد للحكام و من يتبعهم فأنها بمثابة قتل النفس، وما دمتم تمتلكون يدًا تعمل ورِجلًا تمشي و عقولاً تُفكّر؛ فاعملوا على تأمين معيشتكم بأنفسكم و إبدعوا في كل مجالات العمل و العلم، ولا تكونوا عالةً على أحد، ومع هذا فقد أجاز الإسلام التسوّل عند الضرورة القصوى فقط، ويزولُ الجوازُ بزوالِ الضرورة؛ مثل الجوع والعطش ألشّديدين، فيجوز التكفّفُ بالقدرِ الذي يدفع عن الإنسانِ الضررَ والهلاك، وما سوى ذلك فلا، كما أن القرآن أباح حتى أكلَ لحم الخنزير لِمَنْ وقع في خطر محقّق، ولكن بالقدر الذي يحفظ به حياته ليس إلّا، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (سُورَةُ البَقَرَةِ: 173/2)، فانتفى الإثمُ عن المضطرّ على قدرِ ضرورته فقط.
أيها الأنسان؛ أنتَ لست مخلوقًاً حقيرًا يُشترى ويُباع بالمال الحرام من الحكومات المستكبرة الفاسدة كحكومات العراق وغيرها من الدول العربية والعالمية!
فالنبي (ص) لم يَشْكُ لغيرِ خالقِه و لم يركن للدّعة والخمول، رغم ما تعرّض له من أزمات، ولم يكن عالةً على غيره، وما استعطى أحدًا، ولم يكن يقبل الصدقة والزكاة أبداً؛ حتى إنه قد حرّم الصدقة على نفسِه وآلِ بيته, وإذا ما جاءته هديّة وزعها على الآخرين، حتى إنه قبل أن يرتحل لملاقاة معشوقه الأزلي؛ إشترى طعامًا بأجلٍ من يهوديّ ورهن درعه المبارك؛ حتى يفي بحاجيّات أهله عوضا عنه.
  .“"تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) و هو سيد الكونين وَدِرْعُهُ مَرْهُونٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، بِثَلاَثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِير.
و هكذا كان علياً (ع) : الذي كان يشكو التعب و الأرهاق من عمله في مزرعة أبو الدرداء اليهودي, لكنه ما سرق و ما أخذ من بيت المال و لا من أحد راتباً حفظا لكرامته و سمعته التي تألقت كلما مرّ الأزمان و تعاقب الدهور ..
أما المدّعين اليوم للدعوة و الأسلام؛ فأنّهم سرعان ما لحقتهم اللعنات و هم أحياء و يحكمون لكثر ما فسدوا و العياذ بآلله من سوء عاقبتهم!؟
لهذا يجب أنْ تكون القلوب المؤمنة في عصرنا هذا أكثر حساسيّة في هذا الموضوع و مسألة الخضوع و التزلف لدى المنافقين الذي يتفضلون عليهم من المال الحرام لدرأ اللعنات و الشبهات.. ويجب على أهل القلوب المؤمنة أن تهتمّ وتنتبه لأنْ تعيش حياتها شريفةً عزيزةً غير تابعين لهذا و ذاك و كما شهدناهم و هم يبيعون كل شيئ لأجل بطونهم و شهواتهم، وعليها أ لّا تتشوَّقّ إلى أيِّ شيءٍ في أيدي الآخرين مهما كان بسيطًا، وأ لّا تضطرّ لدفع بدل ومقابل لأيِّ إنسانٍ .. أجل، ينبغي لهم باعتبارهم أبطال العفة ألّا يتذلّلوا لأحدٍ ولا يَهِنوا، و إلَّا فإنَّ شباك المنفعة والمصلحة المتعددة تُخضعُ إليها هؤلاء الساعين في سبيل الدِّين وتستَعبِدُهم، ثم يأتي يوم تجبرهم فيه على التنازل عن كرامتهم و دينهم و شرفهم.
ومن المؤسف جدًّا أننا نرى كثيراً من الأمثلة المؤلمة لهذا في عصرنا .. أجل نرى ونحن نتقطع ألماً ومرارةً .. أن البعضَ يتمّ شراؤهم ثمّ استغلالهم بمختلف الطرق وشتّى الوسائل بآلترغيب والترهيب، في حين أنّ الإنسان ليس مخلوقًا يُشترى ويُباع بالمال، ولا ينبغي أن يكون كذلك، فقيمته وثمنه لا يعادل إلا بالجَّنة، وذروته الفوز برضا و عشق الله والنظر إلى جماله، وما عدا ذلك لا قيمةَ له مقابل الكرامة .. أجل، حتى وإن قُدّر أن تكون الدّنيا ثمناً مقابل آلإنسان فيستحيل أن يكون هذا أيضًا ثمنًا عادلاً لقيمته، أيّ إنّه حتى لو قُدّر أن تُعرض الدّنيا ثمناً لبيع كرامة إنسان واحد فعليه ألّا يرضى بذلك، لأن عزة الإنسان وشرفه و كرامته أسمى وأعلى و أغلى بكثيرٍ و لا يعادلها إلا الجنة.
وإن لم نعترف أنّ البعضَ مِمّن في هذه الدائرة القدسيّة قد وصل إلى صفاء الروح بهذا القدر؛ لكان هذا جحدًا ونكرانًا للحقيقة، غير أنه يجب علينا أن نسعى من أجلِ إيصال الجميع إلى هذه الحالة الرّوحية، ونُبَيّنَ للناس قيمة الكسب من عمل اليد و جهد الفكر الكونيّ، وحماية السمعة، وقيمة العيش في عزّةٍ وكرامة؛ لأنّ اختيار سيدنا رسول الله(ص) أن يكون عبدًا رسولًا يُظهرُ أنّه يُمكنُ دائمًا تمثيلُ منهج الخدمة - التي تعتبر امتدادًا لمنهج ومهمة الرسالة- وأداؤه بنفس الحالة الروحية.
وخسارة الكرامة تقع و تتوسع و تتجذّر حين يخطف المسؤوليين و الرؤوساء الحاكمين شهرياً راتباً و مخصصات تُعادل رواتب عشرات العوائل الفقيرة المعدمة, و بآلمقابل تتعظم الكرامة  حين يضحي الحاكم و المسؤول بما لديه مهتدياً يسيرة رسول الأنسانية و وصيه الذي قال: [أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفظة عنز] - عن العلامة المجلسي. بحار الأنوار، ج29، ص499.
[مرة رآه (سعيد بن قيس الهمداني) في شدة الحر في فناء حائط. فقال له: بهذه الساعة؟].
فقال: [ما خرجت إلّا لأعين مظلوماً أو أغيث ملهوفا].
وأهمّ قضية مركزية في حياة الأمام عليّ كانت مسألة القضاء على الفقر بتطبيق آلعدالة، فقد قال:[ولعل في الحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع]، فأيّ حاكم هذا الذي يجعل همّهُ أقصى البلاد و الدول التي يحكمها شرقاً وغرباً و جنوباً وشمالاً، حيث يخاف أن يكون هناك من لا يجد قوت يومه، أو من يبيت جائعا محتاجاً؟
و فوق هذا لم يُعطي لأخيهِ عقيل الذي كان ضريراً و يُعيل عائلة كبيرة مكونة من 11 فرد مالاً إضافياً, بعد أن رجاهُ كي يزيد حُصّته من بيت المال لأسباب منطقيّة كما أراهُ عقيل لأخيه علي(ع) آلخليفة الذي كان يحكم 12 دولة في وقتها ضمن الأمبراطورية الأسلامية, قائلا له:
ليس لك يا عقيل إلا ما لأي إنسان بغضّ النظر عن معتقده و دينه !
لذلك فنحن بحاجة إلى قراءة نهج و فلسفة علي (ع) و أبنائه في الحكم قراءةً واعيةً فاحصة لتطبيقها في النظام الأقتصاديّ و الماليّ و ألأجتماعيّ و التربويّ و لنا في حياة وفكر محمد باقر الصدر و مبادئ (الفلسفة آلكونية) خير بيان في عصرنا هذا, فبدون ذلك النهج ستستمر هدر الكرامة الأنسانية و تكريس العبودية و الدعوة للشيطان لا الدعوة لله و كما كان سارياً عبر التأريخ سوى سنوات معدودة .. من حيث لا يمكن أنْ تُطبّق العدالة في الأرض بحسب إعتراف حتى رئيس هيئة الأمم المتحدة كوفي عنان بداية الألفية الثالثة ما لم يُطبّق النهج العلويّ في الحكم. 
الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي.

Friday, November 16, 2018

حول إمكانية إعادة بناء (الدعوة) بعد خرابها - القسم الأول
فلتعذر اللهم حرفي إن تعذّر أو تجمّد في فمي .. فآلجّرح ليس قصيدة تُتلى و لا قولا يقال.!! إخواني الأعزاء: بعد السلام و الأحترام .. طلب بعض الأخوة كتابة موجز مفيد عن حقيقة(حزب الدعوة) الذي أصبح بعد جهاد و تأريخ طويل شماعة المنافقين بعد 2003م للحصول على الرّواتب و الأمتيازات على حساب جهاد و دماء الشهداء العظام الذين ضحّوا للعدالة .. لا الرواتب و المخصصات و القصور و السفر و السياحة و كما فعل و يفعل المنافقين المدّعين الذين حسبهم الناس دُعاةً لله و من خلالهم حكموا عليه! و إليكم المقدار الذي أسعفنا به الوقت لبيان الحقيقة كمقدمة لمبحث هام لا بد من نشره رغم إني كشفت صفحات مؤلمة و حزينة عن هذا الموضوع قبل أكثر من عشرة أعوام في سلسلة بعنوان: [الصّدر و دُعاة اليومٍ]:
أ تَعَجّب و العجائب كثيرة في زماننا كما كلّ الأزمان بسبب طبيعة (البشر) الحيوانية التي تنتصر دوما لنفسها لا للحقّ المبين؛
فكيف يمكن إذن أن يُؤتمن هذا البشر على مصير و حال و مال الناس .. مَنْ لا يُؤتمن حتى على مُجرّد نقل"قول أو بيان و مقال"؟
سبحان الله كيف إنّ البعض وبعد كلّ الذي كان من فساد ونهب ودمار للعراق والأمّة, يتساأل؛ كيف وماذا علينا أن نعمل لأنقاذ الموقف المأزوم وتخليص حزب الدعوة"أمل الأمّة" من المحنة الكبرى التي أحاطت به بسبب سلوك و تصرفات و مواقف آلدُّعاة أنفسهم و بآلذات القيادات الفاسدة التي تسلطت عليه للآن و التي تتلذّذ بلقمة الحرام?
و نُعذّر هؤلاء السائلين؛ لأنّ مُجرّد سماعهم و الناس خصوصا العراقيين لكلمة (ألدّعوة) فإنّ أذهانهم سرعان ما تدورو تتّجه بلا إرادة نحو الشهداء و الشهادة و الأستقامة و التضحية لأجل الحقّ .. هذا في السابق, أما الآن فآلصورة قد إنقلبت للأسف لمجرد سماعهم بكلمة "حزب" و بشكل خاص "الدعوة" لتصرفات و خباثة الّذين إدّعوا إنتمائهم لها بعد 2003م, حيث يمكنك وصفهم بأية صفة إلا الأيمان و التقوى العملية! في الحقيقة لا ندري من أينَ نبدأ؟ و كيف نبدأ؟ لِلَملَمة الجراح التي أصابت كل الجسد ألحركي العراقي حتى قبل وقوع هذه الكارثة الكبرى اليوم كنتيجة طبيعية لما سبقها من مُقدمات .. لتصبح أخيراً خارج مدار الحكم تماماً و القادم أسوء بكثير بسبب جهل و تعنّت و غرور وتصرفات المدّعين لقيادة و رأس الدّعوة بآلذات, لأنّ [مَثَلَ الرأس في الأمة(الجماعة أو الحزب) كمثل الرأس من الجسد, إذا فسد الرأس فسد الجسد و العكس صحيح]? و المشكلة المؤلمة أنّك حين تشهد "دعاة اليوم" و مستوياتهم الفكرية و الأخلاقية و هم لا يُؤتمنون حتى على نقل (موضوع) أو (حكمة) أو (مقال) كتبته بعد ما صرفتَ عليه عصارة فكرك و سعيك لهداية آلناس بأمانة وصدق و وضوح؛ فكيف يُمكنكَ وهذا الوضع أنْ تثق بهم وتأمَنَهُم على القضايا المصيرية كأموال وأعراض الناس!؟
صحيح أنّ [(ألكلمة) مُلك لكَ, ما إنْ خرجتْ من فمكَ دخلت مُلك غيرك], لكن حين يكون الأمر إعتبارياً و يتعلّق بمصير الأمة فآلأمر يختلف تماماً - لأن (الحكمة) لا يُفسّرها بدقة و وضوح إلا حكيمها - لذلك كثيراً ما يُسبب مجرد نقل الكلمات و المقالات ثمّ تفسيرها من قبل المتطفلين على الفكر كارثة بل كوارث كُبرى و كما حصل و شهدناها مع القيادات التي فعلت ذلك للظهور و التباهي و العلو أمام الناس و الأعلاميين بغير حقّ - لذلك أوجبنا .. بل لا بد عند ذكر مقال وموضوع أو مقولة خصوصاً لو كانت تدخل ضمن منهج الحكم على مقدرات الأمة و مصيرها .. لا بد من ذكر قائلها أيضا و عدم نسبتها لغيره للتشبث بها, لأنها قضية خطيرة تعدل ثمنها الكثير الكثير و تتعدى حتى كوارث الحروب العالمية بنتائجها على المدى البعيد! من هنا بدأت مشاكلنا تتعقّد و تتعمّق و تتشابك حتى فقد المؤمنون معها الثقة ببعضهم البعض, فحين كنتُ أعتبُُ و كم عتبتُ على بعض"الدّعاة" لعدم ذكرهم حتى مصدر المقولات و الحِكَم التي كانوا ينقلونها و يتداولونها في مقالاتهم و لقاآتهم و خطبهم أمام الأعلام و بلا حياء .. حدّ تنسيبها لأنفسهم مستهترئين و متكبرين على الحق وكأنهم لا يدركون معنى و فلسفة الأمانة كقيمة عليا و الفرق بينها و بين الخيانة و الظلم؛ فكيف يُمكن وهذا الحال .. أن يوفقنا الله و يبارك بعملنا و سعينا لتحقيق الوصال .. إذا كان (الدّعاة) الذين نصبوا أنفسهم أدلاء و قادة قواميين وهم لا يُؤتمنون حتى على ذكر مصادر الأقوال أو (جملة) أو حكمة أو حتى كلمة بأمانة .. بسبب الأنا و عبادة الذات و حبّ الظهور و الطمع و الجشع للحصول على آلمال و المنصب و السلطة بغير حقّ من أجل الدنيا التي بسببها نسوا الآخرة تماماً فدمروا القيم و حتى إعتبار العمل و الدعوة لله كلها!؟ يُضاف لذلك .. و بعد وقوع عملية المسخ التي شملت العراق كله بسببهم وللأسباب المذكورة أعلاه وصل الحال بهم إلى؛ إكرام البعثيين و قتلة الصدر و كأنه شيئ عادي وصل حدّ الجلوس و التباحث معهم و إحتضانهم بدعوى تلافي الخصومات و العنف؛ بينما في المقابل يهضمون حقوق الدّعاة الحقيقيين وحين ترسل لهم على العام و الخاص رسائل تطالبهم بذلك لتجنب المحرمات و احقاق الحق؛ لا يلتفتون لها .. بل يتعذّرون بكل وسائل المنطق و التبريرات لأجل التخلص من أداء الحقّ, بينما للباطل يهرعون و للقتلة ينفّذون .. و هكذا إلى أن حلّت الطامة الكبرى, لتبدأ عملية الأستبدال الألهي الذي وعدنا به القرآن الكريم .. و من أخطر الأمور التي لم ينتبه لها الداعية .. أو ربّما أساساً لم يطلع عليها و لم يقرأها لضعف المنهجية الثقافية و الخلل الفكري في نهج القيادة؛ هي مسألة الرئاسة في الأمة و كيفية و شروط و مواصفات رئيس الدولة و القيادة المرجعية, و كما ورد في أحاديث عديدة عن المعصومين كحديث زرارة و أبي داوود و التوقيع المشهور, بل بيّنوا حتى عاقبة التقدم على الأحقّ في آلرئاسة, بما مضمونه: [من نَصَبَ نفسه على الناس إماماً و فيهم من هو أفضل(أعلم) منه فإن أمرهم إلى زوال]. و ليعلم المؤمن و الدّاعية الحقّ خصوصاً؛ بأنّ الحكم لله .. لا للديمقراطية و لا للرأسمالية و لا للعلمانية و لا للحزبية و لا لأية جهة أو قوة .. بل هو لله, بحسب عدد كبير من الأحاديث و الوقائع و الآيات القرآنية الصريحة و منها: [إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ] و قوله تعالى: [ما الحكم إلا لله] حيث حصر الحكم و تعيين الحاكم بآلله لا غيره مهما كان و واقعة (ألغدير) هو الحكم الفصل. و هذه مسألة مصيرية لا يجوز لأيٍّ كان أنْ يتلاعب أو يفتي بشأنها, خصوصاً العلماء و المسؤوليين وبما يُخالف شرع الله حتى في أصغر الصغائر لأنّ نتائج كلمة خاطئة أو موقف خاطئ من مسؤول أو رئيس أو عالم مهما كانت صغيرة إن لم تكن دقيقة؛ فأنّها تجلب الكوارث وتسبّب المآسي الكبرى و تترتب عليها زوال الدول و المجتمعات, لكننا رأينا في العراق؛ كيف يدّعون ما يدّعون و يتحايلون حدّ إعطاء الرشوة بعضهم لبعض للحصول على المناصب و الوزارات و عضوية البرلمان و حتى على وظيفة صغيرة. و لذلك كان لا بُدّ من تلك الثقافة و المعايير التي سادت؛ أن تتفاقم الأوضاع و تتشابك المشاكل و تتعقد أكثر فأكثر خصوصا حين يتصدى للقيادة من هو ليس بأهل لها و يعمل لصالح الأجنبي لبناء بيته و شراء قصوره .. لتشمل المحنة الجميع حتى الذين سرقوا و خزنوا المليارات في دول الجوار و الغرب .. والتي باتت أموالهم بحاجة إلى غسلها و تبيضها كي يتسنى لهم تداولها رسمياً.. و سنقدم لكم في الحلقات القادمة بعض النقاط الهامة لتكون محاور أساسية في طريق ألدّعاة المخلصين و ما أقلّهم في هذا الزمن المالح الذي كثر فيه الظلم و آلنفاق حتى سبّب إنزوائهم و تكترهم و إنسحابهم من الساحة بعد ما تكالب و إزداد جيوش المنافقين, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم. الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي
حول إمكانيّة إعادة بناء(الدّعوة) بعد خرابها!؟ القسم الأول:
https://www.sotaliraq.com/2018/11/16/%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A5%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%A8/

Saturday, November 10, 2018

حقيقة العراق: 
وَصَفتُ العراق بعد سقوط ألصّنم صدام و بعد ما رأيت العجب العجاب من أخلاق الصّفوة السّياسية التي تعاقبت منذ تشكيل مجلس الحكم و للآن؛ وصفتهُ بكلامٍ يحتاج لتأملٍ عميق و لساعات و أيام و ربما سنوات كي يُدرك أبعاده, وأعرض لكم خلاصتهُ من آلبحوث و آلدراسات العديدة ألمُعممقة .. و بعنوان رئيسي تضم قضايا كبيرة وقعت و سنشهد إفرازاتها الواقعية ألمُدمّرة في المستقبل القريب والعنوان هو: 
[حذاء البعثيّ يُشرّف كلّ دعاة اليوم و مَنْ مَعَهم من المتحاصصين المنافقين]!
لأنّ البعثي كان صادقا في ترجمة ثقافتهِ الوحشيّة وعمله المُعبّر عن واقعه الحزبيّ البدوي العشائري القاسيّ ألعنيف, وهو؛ ملاحقة و سجن و تعذيب و قتل كلّ معارض يقف بوجههم لضمان آلبقاء في الحكم بأية وسيلة ممكنة, أمّا دُعاة اليوم و معهم المتحاصصين و كما شهدنا و العالم؛ فإنّهم (منافقين) مع سبق الأصرار .. لأنهم يفعلون عكس ما يقولون أو خليط من هذا و ذاك بعكس مرام الشهداء العظام الذين إستشهدوا للعدالة .. و هذه حالة لم أشهدها و لم أقرأها في  آلتأريخ سوى من بعض الذين خانوا الأنبياء بعد وفاتهم لأجل الحكم و المال و الشهوة و القصور!
 فبينما يدّعون إنتمائهم لحزب الدّعوة و مرجعية الصّدر الأوّل الذي مات عطشاناً و جوعاناً و عرياناً كما الحسين(ع) و عائلته و صحبه لأجل دعوة الحقّ و السلام و المحبة و تطبيق العدالة, إلّا أنهم - أيّ دعاة اليوم و من معهم يأكلون و يلبسون و يسيحون و يضربون بآلرّواتب و القصور و البيوت والمال الحرام على حساب شرف و دماء و جهد و ثقافة الشهداء و مبادئ العدالة التي أصبحت في خبر كان .. بسبب النفاق و الكذب و تزييف الحقائق و بأيّ ثمن حتى لو كان الثمن كرامتهم مُتقمّصين شخصيّة الدّاعيّة المؤمن الوقور صاحب التأريخ لتصورهم الواهي بأن الناس ما زالوا أغبياء لا يدركون نفاقهم و فسادهم .. بينما دعاة الأمس جاهدوا الظلم و قدموا كل شيئ حتى  آلتضحية بلقمة الخبز التي كانوا يُحرمون أنفسهم و عوائلهم منها لأشباع فقير .. بعكس دعاة اليوم الذين يحللون كلّ حرام لأجل الرواتب و سرقة المال العام و خزنه في دول الجوار بأشكال مختلفة و لذلك لم يأمنهُم الناس اليوم ليس على مال أو عرض أو أمانة .. بل حتى على نقل (جملة) أو (كلمة) شفهية بأمانه و صدق و أخلاص .. لأنهم سرعان ما يضيفون لهُ مقدمة و متوسطة و مؤخرة أو يقتطفون كلمة واحدة أو جملة فقط من حديث أو موضوع أو مقال طويل ليظهر بحسب مرامهم و ينسبوه لك .. لعرضه على عالَمٍ باتَ هو الآخر و بسبب الجهل لا يعرف فلسفة القيم و معاير الحقّ و القضاء و الأخلاق بسبب معاداتهم  للفلسفة الكونية, لهذا يحكمون على الفور بلا وعي و فهم و إيمان ليختلط الحابل بآلنابل و هي أسوء حالة يُصاب بها الناس بسبب النفاق, بحيث يستنبط السامع منهم شيئ آخر يُخالف أصل المقصود و آلمبغى ليتعمم الخبث و النفاق و الفساد و السرقة و الرشوة و الرّواتب التي جعلت العراق البلد الأغنى أفقر بلد في العالم بمديونية تزيد عن ربع ترليون دولار للبنك الدولي و حكومات العالم!
ولذلك نراهم .. فوق هذا يأكلون حقيّ وحقوق الناس واليتامى والمرضى والمعوقين بدم بارد و بشتّى الوسائل و بهوى أنفسهم و بآلقانون الوضعي و بعناوين مختلفة تحت
يافطة آلصدر و آلدّعوة و الجّهاد و السفر والسياحة بإسم الدعوة!
بينما جميعم لأنهم لم يكونوا "دعاة حقيقيين" و لم يكونوا بحسب تأريخهم سوى موظفين أو جنود و ضباط بعثيين يدافعون عن النظام كل بحسب موقعه, ثمّ فرّوا من العراق هرباً من الجوع و الموت المحتوم .. لذلك:
(حذاء البعثي على وحشيته و أجرامه المعروف  يُشرّفهم و يُشرّف كلّ منافق علّمهم ذلك الدِّين القشري الفاسد الذي مسخ الناس .. كل الناس), لأنّ "معلم البعثيين" على أجرامه و إنحرافه و خبثه ما فعل عشر ما فعله هؤلاء المنافقين الممسوخين الجّهلاء الناكرين للحقّ من أجل آلسلطة تحت يافطة الدعوة و الأسلام, و صدّام على كفره و نفاقه ما إستطاع سوى قتل جسد الصّدر و الشهداء .. أما هؤلاء الخبثاء المنافقين فقد قتلوا و خنقوا روح و رسالة و هدف آلشهداء و شربوا نُخب دمّهم بمشاركة كل المتحاصصين,  لذلك فأنّ عاقبتهم ستكون أشدّ من عاقبة صدام و حزبه في الدّنيا و كما شهدنا ملامح بدايته في نبذهم و خزيهم و طردهم من الحكم من قبل الشعب العراقي نفسه على كفره و نفاقه هو الآخر .. أما آخرتهم في (الآخرة) فالله وحده أعلم بها.
و إذا كان حال "دعاة" اليوم و مصيرهم بهذا الشكل و المستوى من الخبث و المكر و الظلم و الجهل و التيه؛ فما حال الباقين في عراق فيه كل شيئ إلّا الأسلام بسبب آلصّورة السّيئة التي قدّمت من قبل المدّعين و التي لا يصلحها بعد إلا المصلح الموعود؟
لذلك نرجو تكرار قراءة سورة الفاتحة مع التوحيد عشراً على العراق و العراقيين و حتى الدّعوة الحقيقية بشكل خاص .. تلك الدّعوة الأسلامية المظلومة التي ماتت و إنتهت بسببهم والتي لا ولن تعود لتحكم بعد اليوم و للأبد وآلمشتكى لله.
و (إذكر أخا عادٍ إذ أنذ ر قومه بآلأحقاف و قد خلت النُّذور من بين يديه و من خلفه, أ لّا تعبدوا إلا الله  إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) الأحقاف :21.
الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي

Tuesday, October 30, 2018

تعليق كونيّ - الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي

تعليق كونيّ:
تعليق عجبني رغم إني كتبتهُ بنفسي في موقع ليبرالي في (الفيسبوك) و هو؛
جواب و ردٌّ على أحد قُرّائي الذي تساأل بما معناه : [لماذا تنشر صورتك؟]؛
أخي سعد أسعده الله : أنا أعتزّ بنفسي و وجهي الذي يحمل أحزان السنيين .. أحزان التأريخ و الأنسانية .. بل فلسفة وأسرار كل هذا الكون .. خصوصا في سنوات الضّيم و الجّمر العراقي .. التي بقيت فيها وحيداً بلا ناصر و معين .. و ما قلتُ فيها لبدويّ ولا حضريّ كلمة (سيديّ) .. تلك الكلمة التي تفاخر بها العراقي المسكين عندما كان يحني رأسه بذلة أمام ضابط موصلي أو عريف ناصري في جيش فيه كلّ شيئ إلّا الكرامة بسبب مُهيب رُكن لم يكن يعرف كيف يمسح نفسه .. تلك المواقف الكونية كانت بآلنسبة لي تُمثّل سنوات الجّمر التي حَمّلتني الكثير الكثير .. و ما أدراك بتلك السّنين التي ما تركت لي عضوا سليما في بدني المسجى ألآن على فراش المرض و في غربة عانيت فيها من كل شيئ و ما رضخت .. غربة طالت لنصف قرن تقريباً - يعني معظم حياتي - كنت خلالها أحيانا أفترش الأرض وألتحف السماء .. لكني ما قلت كلمة (سيّدي) ناهيك عن (رفيقي) صائناً بذلك كرامتي و إنسانيّتي و ربّما أنا العصاميّ العراقيّ الوحيد وسط الشعب الضائع .. المضيع التائه في صحراء الجهل لم أُذلّ نفسي المقدسة .. التي أحبها لأنّها صبرت و صمدت أمام الشهوات التي طالما طبّل و خضع لها أدباء و مثقفي العراق و العرب و هم يمدحون مع التحية أصنامهم و هبلهم .. لجهلهم بحقيقة الوجود .. والحمد لله الذي أعانني كي لا أنطق إلا بالحقّ أمام السلاطين الجائرين ..
و بآلعرفان و الفلسفة بكل تواضع أمام المؤمنين و ما أندرهم في هذا الوجود .. بعد ما إنحرف العراق كلّه من أقصاه لأقصاه و حتى العالم اليوم ..
نفسي العزيزة أحبّها و أحترمها و أكرمها .. لكن بعد حبّي لله الذي صار معشوقي الوحيد في هذا الوجود و لمن يُحبّهم الله ..
فما ضير ذلك يا عاذلي .. و لكلّ شأنهُ و مداهُ في هذا الوجود ألذي لا بد و أنْ يكون محدوداً لكنّهُ في ينبسط و يتمدد بإستمرار لعظمة وقدرة خالقه .. و كأنه تعالى يعلن للخلق وجوده وسيطرته الكاملة على هذا الكون.



حكوماتنا الأسوء في العالم
كلّ حكومات العالم خصوصاً العربيّة منها تسرق قوت شعوبها علناً و بآلقوانين التي تشرّعها بتأئيد شعوبها و قادة مذاهبها على مقاس جيوبهم .. مقابل تسخير منابعها الأقتصادية و المالية و جهود شعوبها من قبلهم للمستكبرين .. و حكومات العرب تميّزت منذ الأزل بسوآتها من بين جميع حكومات العالم بسبب الثقافة و الشعر و الأدب العربي المنحط و التربية والتعليم الفاسد المُتّبع في بلداننا بجانب التعصب و الإنغلاق و الغباء المقدس المنتشر على كلّ صعيد لمن يؤمن بدين أو مذهب أو عقيدة أو حزب .. فرواياتنا و دواوين أشعارنا و أدبنا و مقالاتنا و قصصنا كلها تُختم و تصب في نهاية المطاف بالبطن و الشهوة و تخصيب الخيال من أجلهما كهدف أكبر لحياتنا في هذا الوجود حتى الحبّ و العشق تتلخّص في ختام رواياتنا بآللقاء لأجل (البطن والشهوة) ليتم تكريم الأسوء من بين الروائيين بجائزة محلية أو عربية أو دولية و الدِّين السائد هو الآخر ليس بريئاً حين سُخِّرَ لذلك أيضا و للأسف من قبل المستفيدين المخدّرين وتلك هي خلاصة آلدّين و الرواية العربيّة المنحطة و الثقافة التي لا تعبر حدود تلك المساحات الضيقة التي يعتبرها الأديب أو الشاعر العربي مدار الكون كله للأسف بسبب فقدان التفكير السليم ومبادئ الفلسفة الكونية من وجودهم و محدودية المتبنيات الفكرية المطروحة في مقالهم وأدبهم, و من هنا تكالب الناس على تأسيس الأحزاب منذ بداية القرن الماضي و حتى قبله من أجل الحكم لتأمين الأموال اللازمة من خلال ذلك لتحقيق ما أشرنا له.

لكن المشكلة الأخرى بجانب تلك المحنة و الكارثة الفكرية الكبرى في أمّة العرب و مثقفيها بآلخصوص؛ هي أن حكوماتنا التي ترعى تلك الأنماط الثقافيّة ألشعرية و آلرّوائية ألمحدودة بقصد واضح - ليس الآن .. بل منذ عصر الجاهلية الأولى وقبلها و لليوم - لا تترك من يُعارضهم خصوصا المفكريين الحقيقيين بل تُعاقب حتى ألشّاذ و المعارض منهم و ترجمهم بأنواع الحصار و التعذيب و العنف و القسوة و التجويع و السجن و الملاحقة و حتى الذبح و التقطيع إرباً أربا .. و ما قضية المقتول الخاشقجي إلا أقل و أبسط مثال أقاموا الدّنيا ولم يقعدوها بقصد واضح لا لأجله بل لتخفيف النظر عن الوقع المؤلم في اليمن و سوريا وغيرهما, حيث كان ذلك المقتول نفسه يدعم و يُنفّذ مخطط داعش بغباء مقدّس حدّ الأفراط و لم يكن يدافع عن الحقّ .. و هنا تكمن الطامّة الكبرى في بلادنا خصوصاً حين يختلط الحق بآلباطل ثمّ يؤمن صاحبه بإله أو حزب أو منظمة أو مذهب يصبح إله الآلهة في وجوده, وينقلب ليس فقط على النظام الحاكم بل على كل الدنيا أخيراً من أجل تلك الثقافة الهجينة "البطنية" الغائمة و لذلك حين إصطف "الخاشقجي" مع تركيا و قطر بعد كل الذي كان؛ عُوقب أشد العقاب وعلى النمط الفرعونيّ الوهابيّ من قبل ولي العهد السعودي!

لذلك ندعوكم لتوقيع وثيقة أفّاز لتغيير الوضع في السعودية على الأقل لتصبح حكومة عربية قذرة على غرار حكومات العرب القذرة و حكومات العالم الأخرى الممسوخة بدل الحكومة الوهابية الفرعونية الحالية, و المشتكى لله على هذا الوضع العربي العالمي المخيف المغطى بآلديمقراطية و الشعارات الباهرة التي تخطف العقول نحو الأنحطاط و الرذيلة
!
https://secure.avaaz.org/ar/khashoggi_loc_fr_pa/?aFRnKab
ألفيلسوف الكونيّ/عزيز الخزرجي

Monday, October 29, 2018

حقيقة (الفلسفة الكونيّة العزيزيّة):
تهدف فلسفتنا الكونيّة إلى بيان ألأسس ألنظريّة المعرفيّة لتحديد و رسم ماهيّة القوانين و الدّساتير على أساس المساواة والعدل و القيم الكونيّة لحفظ الكرامة الأنسانيّة المهدورة بدل الدّساتير الحاليّة التي تهدف سلب الكرامة الأنسانيّة و تعميق الطبقية لتحقيق مصلحة الحاكمين في الأحزاب و المنظمات, إن الهدف ألنهائي من فلسفتنا هو: [إنقاذ العالم وتحويله لمجتمع (آدَميّ) مُسالم مؤدّب مُحبّ مُتسامح كريم بدل الشهوة وتكريس الأنا و الذّات التي حوّلتهم لمجتمع مادّي يخلو من آلكرامة الأنسانيّة لتسبب آلمآسي على كل صعيد و في كل مكان] ويتطلب هذا تجاوز ألحالة (الحيوانيّة) التي وصلها الناس إلى الحالة (البشريّة) ثمّ (الأنسانية) كمقدمات لتَحَقُّق الحالة (الآدميّة) التي عندها ننتصر على الشيطان للتّخلص معها من التكبر و الفوارق الحزبية و الطبقية والحقوقية وحالة التكبر والمسخ التي تعرّضوا لها لفقدانهم ألنظام الأجتماعيّ الأمثل ألمُسيّر بالقوانين العادلة التي تستند على (ألفلسفة الكونيّة العزيزية) لضبط الوضع الأجتماعيّ والأقتصاديّ والسّياسيّ والعلميّ والماليّ والتربوي المحكوم حالياً بقوانين (المنظمة الأقتصادية العالميّة) لتحقيق منافع المستكبرين.
إنّ معرفة الناس بواقعهم وحقوقهم وكرامتهم وسبب وجودهم في الدُّنيا ومصيرهم بدقّة بجانب الأسئلة الكونيّة الأخرى؛ تُعينهم على الوقوف بوجه الأستغلال الذي تُنفّذهُ ألأحزاب في الحكومات التابعة في 256 دولة في العالم, لذا نُهيب بالمثقفين والأعلامييّن والأكاديمييّن ألذين إبهرتهم أيضاً و للأسف الرواتب والأمتيازات وباتوا يأملون بل و ينتهزون الفرص كغيرهم للفوز بالمناصب لتكرار و تعميق نفس الفجائع والمصائب لجهلهم بآلحقيقة, لذا نتمنى ألأرتقاء لمستوى (الآدميّة) لدرك (فلسفتنا الكونيّة)(1) وآلسَّعي لتحقيقها تمهيداً لدولة ألمُنقذ ألموعود.
و قبل خوض غمار هذا آلسِّفر العظيم, لا بُدّ من تحقيق الوصال مع أصل الوجود عبر المحطات الكونيّة السّبعة للوصول إلى مدينة العشق الأبديّة, و هي:
الطلب - العشق - المعرفة - التوحيد - ألأستغناء - الحيرة - الفقر و الفناء.
الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للأطلاع على مبادئ و أسس الفلسفة الكونية العزيزية؛ إقرأ سلسلة مباحثنا بعنوان: [محنة الفكر الأنساني] ثم [فلسفة الفلسفة الكونيّة] و [أسفارٌ في أسرار الوجود] و [ألسّياسة والأخلاق؛ مَنْ يحكُمُ مَنْ] مع المقالات الأخرى المتعلقة, و لعلّ الأنتماء لكروب [الفلسفة الكونية العزيزية] في الفيس تساعدكم على إختصار المسافات لدرك أفضل و شكراً.


Saturday, October 27, 2018

لماذا نزور الحسين(ع)؟

لماذا نزور الحسين(ع)؟
يعتقد المدّعون للتّشيع وآلتسنّن و طوائف أخرى بضمنهم حُكام و مُدراء و مسؤوليين من بغداد و غيرها و كما رأيتهم .. بأنّ زيارة ألأمام الحُسين في الأربعين تغفر الذّنوب جميعاً مهما كانت عظيمة .. بل و تضمن لهم الجّنة و قد سمعت و شهدت هذا كثيراً و من قرب مِمَّنْ يدّعون العلم و المرجعية التّقليدية .. حتى قال بعضهم الشعر و النثر و المقولات بل و ألف الكُتب و مئات آلمجلّدات في ذلك كقول أحدهم؛ كَيفَ تَبقـىٰ لـِلعـّاشِقـِينَ ذُنوبٰ .. وَ هيَ مِـنْ حُرقة حُبْ الحُسيِنِ تذوب؟ بل سمعت من بعضهم يقول: كل خطوة للماشين إلى الحسين(ع) فيها ثواب عظيم لا يعدلها إلا الجنة!
و حقيقة الأمر ليست كذلك بل خلاف الحقّ تماماً .. لأنّ أصل و أساس شهادة الأمام الحسين(ع) و تضحيته حتى بآلطفل الرّضيع و بكرامة و شرف أطهر بيت في الوجود و هم آل الرسول(ص)؛ لم تكن كما قال المسيحيون أيضا بكون "شهادة" المسيح إنما كانت لأجل غفران ذنوبهم مهما كانت عظيمة؛ و هكذا يُريد هؤلاء المدّعين للتّشيع و الدّين بجعل شهادة الحسين(ع) أيضا لأجل غفران ذنوب الشيعة و جرائهم مهما كانت .. وهنا نغضّ النظر الآن عن معنى و حقيقة التّشيع الحقيقي .. فتلك مسألة أخرى لا تقل أهمية عن فلسفة تلك الشهادة الكونية العظيمة .. حيث يكفي الأنسان السليم الفطرة أن يقرأ حديث الأمام الصادق لجابر الجعفي حول معنى الشيعي و التشيع, ليرى بعدها هل يوجد شيعة في العالم!؟

خلاصة النهضة؛ هي ثورة من أجل تثوير الفكر و تحقيق العدالة العلوية الكونيّة لا من أجل أن يكون تبريراً و سببا لغفران ذنوب الفاسدين و المخطئين بحقّ الناس و سرقة الفقراء و المرضى و الثكلى, و إن ذلك المفهوم الخاطئ .. ألضّيق ألّذي أشاعهُ مدّعي الدّين و المرجعية و الأحزاب الحاكمة للأسف؛ إنما يُمثل المورفين .. بل قتل و تحجيم فكر و نهضة الحُسين و هو أسوء بكثير من قتل بدنه حين فصل (الشمر) اللعين ومن معه رأسهُ العظيم عن جسده الشريف لأنها كانت لمرة واحدة في يوم عاشوراء عام 60 للهجرة أما هؤلاء الفاسدين أحزاباً و مراجع و تابعين فأنهم يقتلونه كلّ يوم و موسم و زيارة معتبرين شهادته بأنها كانت لأجل أهداف محدودة .. و لا علاقة لها بآلعدالة و تطبيق النظام والمساواة بين الناس, أما السّبب الحقيقي لأشاعتهم تلك المفاهيم الضيقة؛ فأنها لأجل إبعاد التهمة عن أنفسهم و أحزابهم و طبقتهم التي تتمتع بآلمليارات و الأمكانات و الأرصدة الضخمة المودعة في بنوك الشرق و الغرب بجانب المواقع السلطوية و الدينية و الأجتماعية .. لهذا لا بد من تحجيم تلك الثورة الحسينية الكونية ضمن تلك الحدود الجاهلية التي قتلت الحسين ألف ألف مرة لأجل جيوبهم و منافعهم و بيوتهم.. من حيث يعلمون أو لا يعلمون و المشتكى لله.

إنّ الطبقية التي كرّسها هؤلاء المدعين للتّشيع و التحزب و آلعلم .. بجانب تواطئهم مع الحاكمين بدعوة الناس و الشعوب الجاهلة لأنتخابهم بآلدّيمقراطية كلّ مرّة هي التي في الحقيقة سبّبت دفن ثورة الحسين وقتل فكر الحسين على أرض الواقع العملي و بقائه مزاراً و قبوراً للزيارة و الدعاء و الفاتحة في العتبات"المقدسة"..
و ليتكم تدركون يا ناس قولنا العظيم هذا .. و الذي بيّناه تفصيلاً مرّات و مرّات منذ نصف قرن و للآن ..
فالبكاء؛ اللطم؛ الزيارة؛ القامات, أبداً لا تُسبّب غفران ذنوب الخاطئين بحقّ الآخرين ناهيك عن تطبيق النظام الكوني العلوي .. لأن عدالة الحسين(ع) تأبى ذلك و شهادته كانت لأجل حقوق الآخرين و خلاصهم من الطبقات الحاكمة الناهبة لحقوق الناس عبر الرواتب و المخصصات و الهبات والعطيات .. و لم تكن لبكائهم و حزنهم وزيارتهم في المواسم, و يؤكد قولنا هذا حديث (الحقوق) المعروفة لدى العارفين والمُسند في الأحاديث القدسية بآلأضافة إلى آلأئمة المعصومين .. و آخراً: أُحَيّ الثائرين الّذينَ يُقاسون الأذى و الغربة و الكفاح و الجّوع والتشريد و الحصار لأنهم أبوا إلّا أنْ يكونوا كآلحسين(ع) لا أقل ولا أكثر من ذلك و سواءاً كانوا زائرين له أو مُقيمين في أيّة بقعة من أرض الله و هم يقفون كإمامهم من أجل العدالة و المساواة بوجه الحُكّام المتحزبين المتحزمين بآلأستكبار الظالم
الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي
حكمة كونية: [المحبة حتى لو بلغت درجة العشق .. إنْ لم تُقترن بآلعمل الصالح فهي شهوة و تنفيس للذّات و ستجّر صاحبها للفساد].

Sunday, October 21, 2018

                                    نظريّة ألمعرفة آلكونيّة
ألمُقدّمَةٌ .. خلاصتها؛ لا حضارة و لا مدنيّة بدون نظريّة آلمعرفة
سعى آلفلاسفة منذ عصر الأغريق للوصول إلى تعريف معقول للمعرفة, فوصفها "أفلاطون" بأنها[إعتقاد مُبرّر و صحيح], مُشترطاً تحقّق ثلاث شروط في أطروحة ما و هي: أن تكون صحيحة؛ مُبرّرة؛ تشمل ألقضايا ألميتافيزيقيّة.

ثمّ قدّمتْ ألرّسالات ألسّماويّة تتراً تعاريف وإشارات عامّة تستبطن ألكثير من آلأسرار و آلمعارف, و تَفَرّد آلقرآن الكريم من بينها برؤية أوضح وأدق وأشمل وإن كانت مُتشابهة و مُتناثرة بين آلسّور, حيث لم يتمّ ألأعتناء بها وتنظيمها من قبل المفسرين و ألمفكّرين كما كان مطلوباً لأستنباط أسس و آفاق نظريّة المعرفة بإسلوب رصين كأساس لسنّ القوانين لتنظيم الحياة المدنية.

ثمّ جاء دور فلاسفة عصر النهضة بعد إنحراف الأديان كَـ "كانت" و "لوك" و "بيكون" و "هيوم" و إنتقدوا تعريف أفلاطون لعدم تقيّده بآلحسّ ألبشريّ, فعرّف "لوك" ألمعرفة بأنّها؛ "إدراك ألصّلة و الموافقة أو أللاموافقة بين آلأفكار", و إعتبر الأحساس إنعكاس للحواس, و حدّد لوك طرق المعرفة بـ : ألأدراك ألتلقائي؛ ألتعليمي؛ ألأحساسيّ.

لقد أتمّ "لوك" عمل "فرانسيس بيكون" في إرساء أهمّ أصول المنهج العلمي ألتجريبي, و أتى "ديفيد هيوم" أحد المعاصرين لـ"لوك" ليتم أصول ذلك آلمنهج ألفكري بآلخلاف ألشّهير ألذي وضعه مع مبدأ ألأدراك التلقائي, حيث إعتقد "هيوم" أن إدراك ألوجود غير مُمكن في ظل المبادئ ألتي أرساها "لوك" نفسه, إذ أنّ إستثناء إدراك هذا آلوجود من إشتراط وجود أدلة عليه غير مُبرّر.

أمّأ "برتراند راسل" هو آلآخر لم يتوصل إلى نتائج شاملة, رغم كونه واحد من أهمّ فلاسفة زمانه؛ فقد كَتَبَ عن هذه ألأشكالية قولهُ؛ [لسوء ألحظّ إنّ آلتّوصل لتعريفٍ لِلمعرفة أمرٌ بالغ الصعوبة], و يقسم "راسل" تبعاً لـ "كانت" ألمعرفة إلى قسمين؛ ألأول: معرفة الأشياء بإستخدام ألحواس, و آلثاني: معرفة آلحقائق بغير الحواس و يتأتّى عن طريق ألأستنباط, و هو ما يفتقر إلى آلصحة ألمبدئيّة أساساً, لأنّهُ نشاطٌ عقليّ محض خاضع لقواعد ألمنطق لا العلم ألتجريبي و مستقلّ و رافض تماماً للميتافيزيقيا, إلّا أنّهُ - أيّ راسل - الذي يُعتبر أشهر فلاسفة الألحاد في القرن العشرين أكّدّ على إمكانيّة إدراك حقائق الكون العليا عن طريق ألمنطق و الأستنباط للأستقراء.

ألقاسم ألمشترك بين جميع آلفلاسفة هو إيمانهم بآلغيب و إن بدى الأنكار الظاهري على بعضهم, كل ما في الأمر هو إعتقادهم بإفتقار ألأستنباط إلى آلصحة المنطقية من آلأساس, إذ أنّ آلأستنباط ألتجريبي يقود إلى فرضيات أو "نظريّات" يحول بينها و بين إعتبارها"حقائق عليا", إن الموانع العديدة إلتي تحول بإستحالة ألأثبات الحسيّ و تنتهي بعدم القدرة على التعميم الكلي لهذه الفرضيات بآلنسبة للزمن و الأدراك.

كلّ ما يمكننا قوله على الرغم من كثرة البحث و آلتأليف خلال رحلة الحضارة إلى يومنا هذا هو؛ ألتعامل ألتجزيئي مع نظريّة ألمعرفة الشاملة, حيث إفتقدت ألشمولية في ألمدارس ألفلسفيّة ألتي تطرّقت لها الفلاسفة, بمعنى عدم وجود تعريف متّفق عليه و حاسم حول  آلموضوع, لهذا جاءتْ نظريّتنا لتُقدّم تعريفاً علمياً شاملاً للوجود و ما في هذا الوجود!

أمّأ نظريّتنا ألمعرفيّة:
فقد عَرَضْناها بإسلوبٍ علميّ سلس و تتضمّن ألمفهوم ألفلسفيّ ألجّوهري ألجّامع للعالم كمنطلقٍ لسائر ألأبحاث آلفلسفيّة ألأخرى, فبدونها لا يُمكن معرفة فساد أو صلاح أيّ فكرٍ أو قضيّة أو قانون أو مذهب, و هو آلأساس ألصّحيح لبناء منظومة مُتكاملة عن فلسفة ألقيم وألحياة و آلكون و ألأنسان و تطبيقهُ عبر دستورٍ و خطط ستراتيجيّة للتّنمية على كل صعيد و تحقيق ألكمال ألأنسانيّ و ألسّعادة في آلمجتمع.

لم يَسْتطعْ أحد للآن أن يُتَرْجِمَ موضوعاتِ ألعالم ألخارجيّ – ألطبيعيّ و آلأنسانيّ - عبر نظريّة معرفيّةٍ شاملة لبرنامج تطبيقي للتأمل وآلممارسة وآلأنتاج ألفكري ألمُثمر على صعيد ألواقع ألعمليّ؛ مثلما بيّنتْ نظريّة ألمعرفة الكونية ذلك من خلال 12 أساساً رصيناً!

حيث لا فائدة في عالمٍ و فقيهٍ أو مفكّرٍ أو هيئة أو جامعة إن لم يُقترن كلامهم و برنامجهم بواقعٍ عمليّ! و هذا هو آلفرق بين الجامعات و آلمرجعيّات الأنسانيّة ألصّالحة الهادفة و بين الجامعات و آلمرجعيّات ألطبقيّة ألعرفيّة ألتقليديّة ألمُتَحَجرة ذات الأهداف الشخصية المحدودة!

ألفائدة آلعُظمى تَتَجسّدُ عمليّاً بآلفكر ألّذي يُنظّم حياة ألأنسان و آلمُجتمع على كلّ صعيدٍ و في مُقدّمتها؛ ألصّعيد الثّقافي و ألسّياسي و آلأجتماعيّ و آلأقتصاديّ و آلتربويّ و الأداريّ و آلفنّيّ و آلعسكريّ, و إلّا فَبِدون ذلك .. يُعْتَبرُ فكراً هدّاماً و فقهاً ناقصاً لا يُغني و لا يُسمن من جوع و فيه أنانيةٌ و أغراضٌ دنيئة لا تخدم سوى طبقة خاصّة طُفيّليّةً تعتاش عليه و كما هو الحال في الأحزاب وآلحُكّام!

أنّ آلعطاء و آلأبداع و آلأنتاج ألعلمي لا يأتي إلّا من أصحاب ألفكر و آلمعرفة ألمُخلصين, و في ذلك فليتنافس ألمُتنافسون كما حثّ آلقرآن ألكريم و وبخ بآلمقابل الخاملين و المتحجرين ألّذين يعتمدون ألتكرار و آلأجترار و آلتّراكم و آلدّوران في حلقات مُفرغة و قد جعل الله ألرّجس على آلذين لا يعقلون؛ لا يُفكّرون؛ لا يتدبّرون؛ لا ينظرون؛ لا يعملون!
إنّ ألأنسان و بآلتّالي ألمجتمع لا يتطوّر تطوراً حقيقيّاًّ بتفكيرٍ سقيمٍ أو ناقصٍ أو أنصاف حلولٍ و ثرثراتٍ أو فرضيّاتٍ و آمالٍ مُبعثرةٍ أو نظريّاتٍ قوميّة ٍأو عنصريّة أو طائفيّة أو حزبيّة تتحرك عملياً خارج مدار ألتوحيد و آلأجتهاد ألمنفتح طبقاً للزّمكاني.

ألتّطور ألحقيقيّ و آلنّهضة ألشّاملة تَتَحَقّق حين يستندُ نظامُ ودستور ألمُجتمع على نظريّة توحيديّة معرفيّة مُتكاملة آلأبعاد ترفض ولاية ألطواغيت و ألمستكبرين في آلمنظمة ألأقتصاديّة ألعالميّة جملةً و تفصيلاً و ترتبط من آلجانب ألآخر بآلسّماوات ألعُلى عبر آلولاية ألّتي هي ولاية الله تعالى .. ولاية ألمحبّة و آلعشق وآلتّضحية و إنتاج ألوعي ألمعرفيّ و تنمي

Wednesday, October 17, 2018


لا أمن إلاّ بآلمعرفة:
لم أشعر بآلأمن وآلأمان  منذ صرختي الأولى لهبوطي على الأرض و للآن ما زلت أصرخ في دُنْيَاً ما رحمت حتى الأنبياء والأئمة والصّدّيقين والأولياء و هم أشرف و أتقى و أنقى الناس فكيف بآلغير, و ما زلت أحثّ الخطى نحو العلى للوصول إلى الأصل الذي صار قاب قوسين أو أدنى للقاء المحبوب مجدّداً بعد الهجر!

لذلك كان قدري  في هذه الدُّنيا المُـتعبة المملوءة بآلمآسي منذ الطفولة؛ هو الجّهاد و  الصبر و التأمل و آلتّفكر لمعرفة النفس و سبب ذلك الهبوط ألأضطراري ... و ليس سهلاً أن تعرف نفسك .. لتضمن النجاة من المخاطر و آلبقاء و الخلود ألأبدي على خط الأستقامة بسبب الأسفار و الأخطار والمُلاحقة و الأجحاف و الهجر و آلخيانة و اللاأمن  حتى من المقرّبين ...

و أينَ الأمن في بلادٍ  تعجّ بآلظلم و الفوارق كآلعراق .. و في أرضٍ ما رحمت حتى قلب آلحُسين الظريف الذي كان يُنادي بآلرّحمة و الأنسانيّة و المحبة و يُجاهد ضد الحُكّام للعدالة و المُساواة في الحقوق و الرّواتب ولقمة العيش بين الجّميع .. لِلحدّ الذي حَزَنَ و بكى قُبَيّلَ مقتلهِ يوم عاشوراء على قاتليه ألّذين جهلوا حقيقة الدِّين بعكس مُدّعياتهم و بعد ما يأس من هداية الجيش الذي كان يُحبّ الإمام بقلبه و يُريد ذبحه في نفس الوقت؛ سالت دموعه(ع) مدراراً عليهم لِعِلْمِهِ بأنّ جميعهم سَيُدخلون النار بمقتلهِ عبر تراجيديا مؤسفة وحزينة لا ولن تتكرر حتى يوم القيامة!؟

هكذا كان العراق منذ الأزل .. منذ أن قتل قابيل هابيلاً .. ثم توالت المظالم و القتل و التسلط و الهمجية و الوحشية و القسوة و العنف و الشّك و النفاق حتى مع أنفسهم و لم يعد الدِّين عند الناس سوى غطاءٌ و موسم مُقدّس يتوزّرونه, و الأسوء من كلّ هذا عدائهم المفرط لأهل آلفكر و الفلسفة و حُبهم للسياسة والتحزب والقيل و القال أملاً بمنصب و راتب يُؤمّن لهم الشهوات!
 فإنّا لله و إنّا إليه راجعون ورحم الله من قرأ الفاتحة على بلادنا ما لم يتوبوا و ينتخبوا المفكر أو الفيلسوف الكوني إن رضي!
حكمة كونيّة: [ من عرف نفسهُ أصبحَ فيلسوفاً]
الفيلسوف الكوني / عزيز الخزرجي