حول إمكانية بناء الدّعوة من جديد بعد خرابها - القسم الثالث
لدرأ محنة حزب الدعوة الكبرى الكبرى التي تعيشها الآن بسبب دعاة السلطة الذين قتلوا ما تبقى من آثار و لافتات الدعوة ليُطرد من الساحة السياسية للأبد بعد خوضه لتجربة مشينة على أرض الواقع باتت مضحكة حتى للبعثيين؛ و لدرأ فساد المتصدين فيها و الأنشقاقات المتعددة و توقف الأنتاج الفكري فيها تماماً لأنّ (فاقد الشيئ لا يُعطيه) و منذ أن برزت وجوه النفاق بشكل واضح و كما ذكرنا بعضهم في الحلقة الأولى فقد قتلوا روح الدعوة, بحيث أنّ صدّام على أجرامه لم يستطع سوى قتل جسد ألدّعوة بقتله للصّدر و الشّهداء؛ لكن هؤلاء ألمُدّعين قَتَلوا روح ومنهج و فكر الصدر و الشهداء الذين كانوا يسعون للحكم من أجل تطبيق العدالة ..
لذا نحتاج للخطوات الجّذرية الجّدية التالية .. علّها تُعيد لها شيئا من الاعتبار وبناء دعوة جديدة هادفة بعد موت الدعوة الأولى على يد طلاب آلسلطة للمال و الشهوة, الذين هم أيضاً خسروا الحقّ و الخير والعاقبة الحسنى مقابل القصور, و هي:
1 - طرد ومعاقبة كل الذين إنخرطوا كقياديين في الدّعوة لتكون الخطوة و القاعدة الأساسيّة و منطلقا لكسب ثقة الناس من جديد .. خصوصا الأسماء المذكورة سابقاً و من معهم لمحاسبتهم و سحب جميع أرصدتهم التي سرقوها و الرواتب التي أخذوها ظلما بإسم الحزب ودماء الشهداء و قوت الفقراء و آلأرامل و اليتامى الذين هم محور و معيار قياس ثقف و جهاد الدعوة و الدّعاة الذين إستشهدوا .. و الحال أن (دعاة اليوم) ليس فقط لم يخدموهم؛ بل صاروا عالة عليهم بعد ما أكلوا وهدروا حقوقهم بدم بارد للأسف لنفاقهم وعدم مبدئيتهم العقائدية!
2 - إعادة صياغة فكر و أساسات الدّعوة خصوصا مفهوم الولاية و كتابة دستور واضح و رسم ثقافة رصينة و منهج قويم يربي الدّعاة بحسب ما كان يريده الأمام الصدر و أستاذه الخميني(قدس), ليكونوا أهلا لمواجهة المحن و الصعاب وزخارف الدنيا و الألقاب التي قتل من تصدى للدّعوة نفسه عليها خصوصا بعد 2003 م.
3 - ألأعلان عن حقيقة الدّعوة وما جرى للناس و بكل صدق وأمانة بلا تزوير و تدوير و أدلجة أو تبرير أو تغيير أو وجل و الأعتراف بما أشرنا له تفصيلا و بكل شجاعة عبر بيان رسميّ و منطق رصين كاشفين الأرصدة ألمسروقة والرواتب الحرام .. الهدف من ذلك؛ إعادة ثقة الناس بآلدّعاة ألحقيقيين الذين يختلفون عن من تصدى زوراً لقيادة الدعوة للآن.. تلك الثقة التي محقها (دعاة اليوم) بلا حياء لتصرفاتهم الغير الأنسانية .. ناهيك عن الدينية المنحرفة أساساً.
4 - عقد ندوات ثقافية - فكرية مركزة تضخ المفاهيم و القيم و المبادئ الكونية العظمى للناس حيث لم نشهد ولا كتاباً واحداً مفيداً منذ نصف قرن تقريباً يغذي الدعاة, حيث لم نلاحظ أية ثقافة أو فكر أو مبادئ طرحت في كل - أكرر - في كل المؤتمرات و الأجتماعات و النشرات و الجلسات التي عقدت بعد الثورة و حتى بعد 2003م سوى تلك التي كانت مُجرّد تراكمات تأريخية و مقالات أعلامية يمكننا أختَصارها بآلتالي؛ جاء فلان ... و قام فلان ... و إجتمع علّان ... و ناقش فلتان ... و إننا .... و سوف .... بآلضبط كما كان يتكلم البعثيون في إجتماعاتهم بسبب فقدان الفكر والثقافة الكونيّة في نهج وعقل الدّاعية الذي صار يقيس نفسه بآلبعثي.
5 - عدم التحالف و التآخي ووغيرها من الفعاليات مع أيّ كيان أو حزب سياسي آخر خصوصا قتلة الصدر والشهداء الذين تحالف معهم (دعاة اليوم) من أجل السلطة للأسف و بكل غباء و ذلة .. هذا مع إظهار الأحترام و المحبة و التعاون العام مع آلجميع خصوصا المُدّعين للأسلام و الوطنية والعراق وآلديمقراطية و الليبرالية و ما شابه ذلك .. رغم إنهم كاذبيين لنفاقهم من أجل السلطة.
لأن التحالفات .. و كما أثبت الواقع ليست فقط لم تعد تجدي نفعا بل باتت نقمة و فساداً علنياً بسبب النظرة السلبية الخطيرة من الشعب تجاههم و تجربة الواقع المرير الممتدة لأكثر من 15 عام و التي خلّفت الأضرار الكبرى التي نعييش نتائجها الكارثية على كل صعيد أبرزها المديونية الكبرى للعراق و هي أغنى دولة في العالم.
6 - تبني مبدأ الأكثرية في تشكيل الحكومة. و ليتفق من يتفق داخل أو خارج البرلمان.
7 - تغيير أكثر مبادئ الدستور الذي رفضه الشعب من خلال تظاهراته و رفضه العلني له لكونه دستوراً لمنفعة المستكبرين في العالم و أذيالهم في الأئتلافات العراقية المعروفة.
8 - إعادة دراسة الأرتباط بآلولاية كأساس و محور لتنفيذ السياسات الستراتيجية بحسب وصية الصدر المظلوم .. تلك الوصية التي لا يعرفها دعاة اليوم و أكثر دعاة الأمس الذين لم يبق منهم سوى واحدا أو إثنان أو ثلاثة مختفين بسبب المآسي التي وقعت .. و الحمد لله رب العالمين.
الفيلسوف الكوني
No comments:
Post a Comment