Sunday, March 29, 2020

صدور كتاب: أكبر شـهيد مظلوم في آلأرض:

صدور كتاب: أكبر شـهيد مظلوم في آلأرض هو  محمد باقر ألصّدر؛ بسبب ألأعداء وآلمُدّعين:

أهديّت هذاّ آلكتاب عمداً - بعد ما أنطقني الله آلذي أنطق كلّ شيئ - لمراجع ألدِّين و آلمُفكريين وأرباب ألمعرفة, آملاً منهم و من طلبتهم في آلحوزة و آلجّامعة و أهل آلعلم و آلقلم و آلمثقفين ألكبار ألتّمعن بمضمون و غاية آلرّسالة التي هي رسالة (الله) عبر الصدر لإيصالها إلى آلناس.

إنّه (كتاب) يحكي قصّة أكبر مظلوم على آلأرض بعد عليّ و آلحُسين و أهل البيت(ع) في عراق آلمأساة و العالم, بسبب الجّهل ألذي هو قرين آلظلم, لأنّك [أينما وجدتَ آلظّلم و الفوارق الطبقيّة؛ وجدّتَ يقيناً (ألجّهلوآلشّهوة) قد سبقهما (آلظلم والقسوة) في آلزّمكاني.

 محنة آلأنسان ألمعاصر و مآسي الأمّة الأسلاميّة و آلعربيّة بشكلٍ خاصّ – ما زالتْ كثيرة و قائمة و مُتفاقمة و ستتفاقم أكثر لأسباب فصّلناها .. أدّت لفقدان دور ألمُفكريين وآلأدباء ألحقيقيين و آلأساتذة ألهادفين؛ ألمُخلصين؛ ألمسؤوليين عن نشر و تعميم نتاج علوم و معارف ألمُنتجين لها كآلشهيد المظلوم الصّدر بسبب مُحاصرتهم و تشريدهم و تجويعهم و قتلهم ليحتجب آلنّور عن آلنّاس و يبقوا في الظلام بشكل طبيعيّ بعد غيابهم – أي الفلاسفة – و معهم الشريحة ألمثقفة الوسيطة بين (ألمنبع) و بين (ألناس), و سبب إيجاد هذا الفاصل؛ هم الحاكمون ومَنْ حولهم مِن المعتقدين بأنّ المعرفة هي معرفة(البطن و ما دونه و إن لم يُصرّحوا بها) و تخوّفهم من إنتشار آلفكر و العدالة وآلمحبة, و بآلتالي إستنهاض الأمة ضدّ الظالمين ألذين لا يعرفوا ولا يريدوا أن يعرفوا قيم العدالة الكونيّة!

فنتجَ عن هذا ما نشهده اليوم من المآسي و الظلم و القتل و النهب وآلفوارق الطبقية, حيث جهزوا آلجيوس وقوات التدخل البطيئ و السريع للأنقضاض على كلّ صوت كونيّ هادف يُريد تحقيق السعادة و الهدف من الحياة التي يُريدها المستكبرون حصراً لهم!

وأستاذنا الفيلسوف (ألصّدر) ألمجهول رسالته لدى آلأعداء وآلمُدّعين لنهجه و لحد الآن؛ كان ضحيّة تلك آلمحنة وآلسّياسة الإستكباريّة التي نفّذتها الحكومات ألممتدة ألتي تُمارس و تنشر الجّهل بعنوان ألعلم و التّقدم و الليبراليّة و الدّيمقراطية و التكنوقراطية و الشورى وحتى (الأسلام ألمؤدلج), بل بعضهم يحمل صور الفلاسفة والشهداء كآلصّدر لذرّ الرّماد في عيون الناس ألفقراء والبسطاء .. وهكذا كلّ حزب و نظام و دولة بحسب ظروفها و وضعها آلّذي يُحَدّد من قبل أللجان المختصة في أكاديميات ومركز القرار ألتابعة (المنظمة الأقتصادية العالمية).

لذا فإن إحياء الناس بكشف الحقائق لهم يكون من خلال المنتديات الفكرية و الثقافية و الوسطية فقط؛ كإمتداد لوصيّة أرسطو ثمّ آلصّدر بنشر آلحقّ الذي هو آلرّحمة و المحبّة و آلعدالة بمواساة الناس عمليّاً خارج الحوزة و آلجامعة و الوزارة بتحطيم الجّهل الذي أصاب الناس لإنعزال وإنطواء أهل المعرفة عنهم, فتحوّلت ألمنابر الحوزوية و آلمنصّات.. مراكز لنشر الجّهل و الأوهام و آلنفاق و العزوف عن القراءة بسبب آللهوث على لقمة خبز مقابل الكرامة – أيّ تصبح ذيلاً لهذا أو ذاك المكون أو تشقى للأبد. وآلمُنتديات هي الحلّ لدرء المحن و المصائب و نشر المعرفة الكونيّة و عدمها يعني إختيار الناس للجهل .. للتفاصيل عبر:
 https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4-%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B8%D9%84%D9%88%D9%85-%D9%85%D8%AD%D9%85-%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%82%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5-%D8%AF%D8%B1%D8%9B-%D9%81%D9%82%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87%D8%A7%D8%A1-%D9%88-%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%81%D9%87-pdf

 ألفيلسوف الكونيّ : عزيز الخزرجي

(ألجُعالة) بدل (أموال مجهولة المالك)!
أصبح الفساد في العالم عموما وفي العراق خصوصا شبه لعبة يحصل المتحاصصون على المال أكثر بسببها .. مَنْ يُتقن اللعبة و يتفنّن فيها أكثر من خلال وجود حلول و مخارج تسهّل و تُشرعن أمر فسادهم حسب تقريرارتهم الحزبية الشيطانية!

و بعد كشفنا لحبائل الفاسدين ألمُتحاصصين و للكثير من وجوه الفساد التي تمّت بعنوان(أموال مجهولة المالك) والتي أوصلت العراق و الأجيال التي ستأتي إلى الفناء و الدمار و العوق و هم لم يلدوا بعد, إنشرح الفاسدون بفرح في قصورهم لتصورهم بأنهم إستطاعوا إيجاد مخارج لفسادهم .. و هم يتصوّرون بأنهم خالدون في هذه الدنيا و لا حساب ولا كتاب .. لسفاهة عقولهم و نفاقهم قلوبهم و خلو وجودهم من ذرة من الأيمان العملي بآلله!

فقد كتبنا آخر مقال بهذا الشأن قبل شهرين(حول الأموال المسروقة بعنوان "أموال مجهولة المالك")(1) و ختمنا الموضوع بفتوى المرجعية العليا التي أفتت بحرمة أيّ راتب أو مال يُؤخذ من بيت المال بذريعة أموال مجهولة المالك, لكن الجديد الذي حصل و بعد إسكاتهم و دحض جميع حججهم و تبريراتهم الواهية الشيطانية التي ما أنزل الله بها من سلطان بل العكس .. سوى إعتمادهم على أقوال و أحاديث لا أساس لها من الصحة في مذهب الأسلام ولا أي مذهب إنساني؛ نراهم أخيراً .. خرجوا لنا بمسألة غريبة أخرى و تحوير واضح لسنن الله, ومن خلال (قوانة) جديدة و هي تبرير فسادهم المالي بـعنوان: "الجعالة" ألتي ربما تفوت و تعبر على آلبعض حتى المثّقفين و الكُـتاب منهم لعدم معرفتهم بحقيقة (الجِعالة) و مرادفاتها, لهذا سنلقي الضوء على هذا المفهوم المغرض أيضا, لنكشف الحقيقة للناس, و هذا من صلب مسؤولية المُفكر و آلفيلسوف الذي أهمية وجوده يبرز من خلال هذه المفارقات الخطيرة , و بغيرها ستهضم حقوق الأمة والناس و تتفاقم القضايا و تتعقد الامور من قبل الصداميين و الأسلاميين و القوميين و الديمقراطيين و الشيوعيين و اليساريين و الشماليين و الجنوبيين و التكنوقراطيين وووغرهم , لكون الأموال و النعم التي حباها الله لبلد أو لشعب بآلأساس هي ملك الجميع بآلتساوي .. بل و ملك الأمة .. وحتى مُلك للناس آلآخرين, إن كان حصراً, حيث لهم الحق فيها إذا كانوا محتاجين لذلك!

فما هي حقيقة و مفهوم و أركان و أحكام (الجُعالة) في جميع المذاهب و ليس في مذهب (الشيعة) فقط لأنهم يأخذون أحكامهم مباشرة من إمام العلم و الفقه الأمام الصادق(ع) و الذي لا يُجوّز حتى أخذ مال وجدته بآلصّدفة في طريق عام حتى لو كان درهماً ؟

فما هو آلجُعل(ألجُعالة)؟
و ما هي أحكامها؟

لغة الجُعل - بالضم -: الأجر، يقال‏:‏ جعلت له جُعلًا، والجِعالة بكسر الجيم - وبعضهم يحكي التثليثَ -: اسمٌ لما يجعل للإنسان على فعل شيء.

والجَعيلة مثال كريمة لغة في الجعل، وعرَّفها المالكية‏:‏ بأن يجعل الرجلُ للرجل أجرًا معلومًا، ولا يَنقُده إيَّاه؛ على أن يعمل له في زمن معلوم أو مجهول، مما فيه منفعة للجاعل، على أنه إن أكمل العمل كان له الجُعل، وإن لم يتمَّه فلا شيء له، مما لا منفعة فيه للجاعل إلا بعد تمامه‏.‏
وعرَّفها الشافعية‏:‏ بأنها التزامُ عوض معلوم، على عمل معيَّن معلوم، أو مجهول يَعسُر ضبطه‏.‏
وعرَّفها الحنابلة‏:‏ بأنها تسميةُ مال معلوم لمن يعمل للجاعل عملًا مباحًا، ولو كان مجهولًا، أو لمن يعمل له مدة ولو كانت مجهولة‏
و قد عرَّفها المالكيةبأنها الإجارة على منفعةٍ مظنون حصولُها؛ مثل قول القائل: مَن ردَّ عليَّ دابَّتي الشاردة، أو متاعي الضائع، أو بنى لي هذا الحائط، أو حفر لي هذا البئر حتى يصل الماء، أو خاط قميصًا أو ثوبًا - فله كذا.صيغتُها أو لفظها أن يقول: مَن ردَّ لُقطتي، أو ضالَّتي، أو بنى لي هذا الحائط، فله كذا، فمن فعل ذلك استحقَّ الجُعْل.
شرعًا .. معناه : التزام عوضٍ معلوم، على عمل معيّن، بقطع النظر عن فاعله.
مثاله أن يقول: مَن وجد سيارتي المفقودة، فله ألف دينار.
: ألجُعالة هي عوضٌ معلوم، يُؤخذ على ردِّ الضّالة، وهو شرط بين طرفين, والأصل فيها قوله تعالى
﴿ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ﴾ [يوسف: 72]؛ ولأن الحاجة قد تدعو إليها, ودليلها من السُّنة النبوية حديثُ اللَّديغ، وقد ورد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيد: [أنهم نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأَبَوْا، فلُدِغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء، فأتوهم فقالوا: هل عند أحد منكم من شيء؟ قال بعضهم: إني والله لأرقي، ولكن واللهِ لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعلًا، فصالحوهم على قطيع غنم، فانطلق ينفُث ويقرأ عليه، ويقرأ:
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، فكأنما نُشِط من عِقال، فأَوفَوهم جُعلهم، وقَدِموا على النبيِّ (ص)، فذكروا له ذلك، فقال: (أصبتم، اقتسموا، واجعلوا لي معكم سهمًا)].
فمن عمل العمل الذي جُعلت عليه الجِعالة بعد عِلمِه بها، استحقَّ الجُعل؛ لأنّ العقد استقرَّ بتمام العمل، وإذا قام بالعمل جماعة، اقتسموا الجُعل الذي عليه بالسَّوية؛ لأنهم اشتركوا بالعمل في العمل الذي يستحقُّ به العوض، فاشتركوا في العوض، فإن عمل العمل قبلَ علمه بما جُعل عليه، لم يستحقَّ شيئًا؛ لأنه عمل غير مأذونٍ؛ فلم يستحق به عوضًا، وإن علم بالجعل أثناء العمل، أخذ من الجعل ما عمله بعد العلم
والواقع والعقل يؤيِّدان قول جمهور العلماء، فالحاجة تدعو إلى الجعالة، مِن ردِّ ضالة أو آبقٍ ولا يقدر عليه صاحبُه، فجاز بذلُ الجعل؛ كالإجارة والمضاربة، إلا أن جعالة العمل والمدة لا تضرُّ، بخلاف الإجارة؛ لأن الجعالة غير لازمة، والإجارة لازمة، وتَفتقر إلى تعيين المدة.
و تتحدّد الجُعالة بشروط و مبادئ تتعلق بـ :
أركانها:
الصيغة:
: العاقدان
العمل:
الجعل:
و هذا يختلف جملة وتفصيلا عن موضوع (الفساد) الذي حصل بعد فتح العراق, ولا علاقه لها بآلجعالة لا من قريب ولا من بعيد!
أحكام متعلِّقة بالجُعالة:

1- الجعالة عقدٌ جائز لكل من الطرفين فسخُه، فإن كان الفسخ من العامل، لم يستحق شيئًا من الجعل؛ لأنه أسقط حقَّ نفسه، وإن كان الفسخ من الجاعل، وكان قبل الشروع في العمل، فللعامل أجرةُ مثل عمله؛ لأنه عمله بعوض لم يسلم له.
2- أن يكون العمل مباحًا، فلا تصح على محرَّم؛ كغناء، أو صناعة خمر، أو نحوهما.
3- ألا يُوقَّت العمل بوقت محدد، فلو قال: من رد جملي إلى نهاية الأسبوع فله دينار، لم يَصحَّ.
4- أهلية التعاقد: يشترط عند الشافعية والحنابلة في الجاعل مالكًا كان أو غيره أن يكون مُطلق التصرف؛ (بالغًا، عاقلًا، رشيدًا)، فلا يصحُّ من صبيٍّ، ومجنون ومحجور سفه، وأما العامل: فإذا كان معينًا، اشترط فيه أهليَّة العمل؛ فلا يصح كونه عاجزًا عن العمل؛ كصغير لا يقدر على العمل؛ لأن منفعتَه معدومة، وإن كان غير معين مبهمًا، كفى علمُه بإعلان النداء على الجعل، وتصحُّ الجعالة عند المالكية والحنفية من المميِّز، أما التكليف فهو شرط لزوم.
مسائل متعلقة بالموضوع أيضا:

الزيادة والنقص في الجعل: يرى الشافعيَّة والحنابلة[13] أنه يجوز للمالك الجاعل أن يزيد أو ينقص من الجعل؛ لأن الجعالة عقد جائز غير لازم، فجاز فيه ذلك كالمضاربة، إلا أن الشافعية أجازوا ذلك قبل الفراغ من العمل، سواء أكان قبل الشروع أم بعده، كأن يقول: من ردَّ متاعي الفلاني فله عشرة، ثم يقول: فله خمسة، أو بالعكس، وتظهر فائدة ذلك بعد الشروع في العمل، فتجب حينئذٍ أجرةُ المثل؛ لأن هذا التعديل بالزيادة أو النقص فسخ للإعلان السابق، والفسخ من المالك يقتضي الرجوع إلى أجرة المثل، وقيد الحنابلة هذا التعديل بما قبل الشروع في العمل؛ فيجوز، ويُعمَل به.
حكم اختلاف المالك والعامل:

إذا حدث اختلاف بين المالك والعامل، فأيهما يصدق بيمينه؟

في الأمر تفصيل:

إن اختلفا في أصل اشتراط الجُعل؛ بأن أنكره أحدهما، فيصدق المنكر بيمينِه، كأن يقول العامل: شرَطْتَ لي جعلًا، وأنكر المالك، صدق المالكُ بيمينه؛ لأن الأصل عدم اشتراط الجعل، وإن اختلفا في نوع العمل كردِّ السيارة الضائعة، أو المتاع الضائع، أو اختلفا فيمن قام بالعمل، يصدق صاحب العمل بيمينه؛ لأن العامل يدَّعي شيئًا، والأصل عدمُه، فيصدق المنكر بيمينه.
وكذلك يصدق المنكر إن اختلفا في سَعْيِ العامل، بأن قال المالك: لم تردَّه، وإنما رجع بنفسه، يصدق المالك؛ لأن الأصل عدم الرد و فسخ العقد.
وإن اختلفا في قدر الجُعل أو في قدر المسافة أو المكان المحدد لوجود الضائع، فقال المالكية والشافعية: تحالف الطرفان، ووجب أجرةُ المثل، كما لو اختلفا في عقد الإجارة.
وقال الحنابلة: القول قول المالك بيمينه؛ لأن الأصل عدمُ الزائد المختلف فيه؛ ولأن القول قوله في أصل العوض، فكذلك في قدره، كربِّ المال في المُضاربة؛ ولأنه منكِرٌ لما يدَّعيه العامل زيادةً عما يعترف به، والأصل براءته منه، ويحتمل أن يتحالفا كالمتبايعين إذا اختلفا في قدر الثمن، والأجير والمستأجر إذا اختلفا في قدر الأجر، فإن تحالفا فسخ العقد، ووجب أجرُ المثل.
أوجه الاختلاف بين الجعالة والإجار:

تختلف الجعالة عن الإجارة من خمسة وجوه؛ وهي:

1- تصحُّ الجعالة مع عامل غير معين، ولا تصحُّ الإجارة من مجهول.
2- تجوز الجعالة على عمل مجهول، أما الإجارة فلا تصح إلا على عمل معلوم.
3- لا يشترط في الجعالة قبول العامل؛ لأنها تصرُّف بإرادة منفردة، أما الإجارة فلا بدَّ من قبول الأجير القائم بالعمل؛ لأنها عقد بإرادتين. 4- الجعالة عقد غير لازم، أما الإجارة فهي عقد لازم، لا يفسخها أحد العاقدين إلا برضا الآخر.
5- لا يستحق الجعل في الجعالة إلا بالفراغ من العمل، ولو شرط تعجيله فسدت، وفي الإجارة يجوز اشتراط تعجيل الأجرة.
بإختصار مفيد:

كلُّ ما جاز أخذ العوض عليه في الإجارة من الأعمال، جاز أخذه - أي: العوض - في الجعالة، وما لا يجوز أخذ العوض عليه في الإجارة؛ كالغناء، والزمر، وسائر المحرمات - لا يجوز أخذ الجعل عليه؛ لقوله تعالى:
﴿ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ المائدة:2.
بآلله عليكم .. أيها الواعوون حتى قليلاً و بعد هذا البيان و التوضيح:

ما علاقة هذا المفهوم – المبدأ – بسرقة أموال الناس و نهب بيت المال باسم الدين و الدّعوة و السياسية الأسلامية!؟
هل فعل الرسول (ص) أو إمام من أئمتنا وعلى رأسهم الأمام عليّ(ع) مثلما فعل الفاسدون بعد صدام المجرم!؟

فهل (ألجعالة) تجيز للفاسدين المتحاصصين, خصوصا الرؤوساء و الوزراء و النواب و المستشارين و المدراء من التصرف ببيت مال المسلمين و كما فعلوا كونها (جعالة)!؟
أية جعالة .. و الجعالة كما بيّنا عقد بين طرفين مع الفروقات الواضحة بينها و بين الأجارة كما أشرنا!؟

و كلمة أخيرة سابقة: في فقه اهل البيت(ع) لا يجوز حتى لو وجدت مالاً أو سلعة بلا صاحب التصرف بها كيفما تشاء بحسب حاجتك, بل على حاكم الشرع (الولي الفقيه) أو المرجع الأعلى الأفتاء بذلك, أما إذا كان المال يتعلق بدولة و شعب وأمة ؛ فهذا أمرٌ خطير و له تبعات أقلها جهنم في حال أخذها بلا وجه حق .. و كما في مسألة (أموال مجهولة المالك) حيث لا يوجد مال مجهول المالك خصوصا داخل وطن كبير و شعب ودولة, أو بعنوان (إلجعالة) كما بيّنا آنفاً, بل العكس صحيح تماماً لوجود الملايين بل عشرات الملايين على تلك الأرض و هذه الدولة.

لذلك على الفاسدين إرجاع جميع الأموال أولا .. ثم محاكمتهم على فسادهم .. لانهم شوّهوا سمعة و تأريخ أهل البيت(ع) لأنهم أبرياء مما فعلوا, و لا حول ولا قوة إلا بآلله .. أللهم إني قد بلّغت .. أللهم فإشهد.
الفيلسوف الكوني : عزيز الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


http://shia.com.au/asgp.php?action=view&id=71972 (1) لماذا لا تذكر المواقف الكونية؟

Saturday, March 28, 2020

صدور كتاب؛ أكبر مظلوم على الأرض!


صدور كتاب أكبر شـهيد مظلوم في آلأرض:
محمد باقر ألصّدر بسبب ألأعداء وآلمُدّعين:
صدور كتاب أكبر شـهيد مظلوم في آلأرض:  محمد باقر ألصّدر؛ بسبب ألأعداء وآلمُدّعين: أهديّت هذاّ آلكتاب عمداً - بعد ما أنطقني الله آلذي أنطق كلّ شيئ - لمراجع ألدِّين و آلمُفكريين وأرباب ألمعرفة, آملاً منهم و من طلبتهم في آلحوزة و آلجّامعة و أهل آلعلم و آلقلم و آلمثقفين ألكبار ألتّمعن بمضمون و غاية آلرّسالة التي هي رسالة (الله) عبر الصدر لإيصالها إلى آلناس.

إنّه (كتاب) يحكي قصّة أكبر مظلوم على آلأرض بعد عليّ و آلحُسين و أهل البيت(ع) في عراق آلمأساة و العالم, بسبب الجّهل ألذي هو قرين آلظلم, لأنّك [أينما وجدتَ آلظّلم و الفوارق الطبقيّة؛ وجدّتَ يقيناً (ألجّهلوآلشّهوة) قد سبقهما (آلظلم والقسوة) في آلزّمكاني.

 محنة آلأنسان ألمعاصر و مآسي الأمّة الأسلاميّة و آلعربيّة بشكلٍ خاصّ – ما زالتْ كثيرة و قائمة و مُتفاقمة و ستتفاقم أكثر لأسباب فصّلناها .. أدّت لفقدان دور ألمُفكريين وآلأدباء ألحقيقيين و آلأساتذة ألهادفين؛ ألمُخلصين؛ ألمسؤوليين عن نشر و تعميم نتاج علوم و معارف ألمُنتجين لها كآلشهيد المظلوم الصّدر بسبب مُحاصرتهم و تشريدهم و تجويعهم و قتلهم ليحتجب آلنّور عن آلنّاس و يبقوا في الظلام بشكل طبيعيّ بعد غيابهم – أي الفلاسفة – و معهم الشريحة ألمثقفة الوسيطة بين (ألمنبع) و بين (ألناس), و سبب إيجاد هذا الفاصل؛ هم الحاكمون ومَنْ حولهم مِن المعتقدين بأنّ المعرفة هي معرفة(البطن و ما دونه و إن لم يُصرّحوا بها) و تخوّفهم من إنتشار آلفكر و العدالة وآلمحبة, و بآلتالي إستنهاض الأمة ضدّ الظالمين ألذين لا يعرفوا ولا يريدوا أن يعرفوا قيم العدالة الكونيّة!

فنتجَ عن هذا ما نشهده اليوم من المآسي و الظلم و القتل و النهب وآلفوارق الطبقية
, حيث جهزوا آلجيوس وقوات التدخل البطيئ و السريع للأنقضاض على كلّ صوت كونيّ هادف يُريد تحقيق السعادة و الهدف من الحياة التي يُريدها المستكبرون حصراً لهم!

وأستاذنا الفيلسوف (ألصّدر) ألمجهول رسالته لدى آلأعداء وآلمُدّعين لنهجه و لحد الآن؛ كان ضحيّة تلك آلمحنة وآلسّياسة الإستكباريّة التي نفّذتها الحكومات ألممتدة ألتي تُمارس و تنشر الجّهل بعنوان ألعلم و التّقدم و الليبراليّة و الدّيمقراطية و التكنوقراطية و الشورى وحتى (الأسلام ألمؤدلج), بل بعضهم يحمل صور الفلاسفة والشهداء كآلصّدر لذرّ الرّماد في عيون الناس ألفقراء والبسطاء .. وهكذا كلّ حزب و نظام و دولة بحسب ظروفها و وضعها آلّذي يُحَدّد من قبل أللجان المختصة في أكاديميات ومركز القرار ألتابعة (المنظمة الأقتصادية العالمية).

لذا فإن إحياء الناس بكشف الحقائق لهم يكون من خلال المنتديات الفكرية و الثقافية و الوسطية فقط؛ كإمتداد لوصيّة أرسطو ثمّ آلصّدر بنشر آلحقّ الذي هو آلرّحمة و المحبّة و آلعدالة بمواساة الناس عمليّاً خارج الحوزة و آلجامعة و الوزارة بتحطيم الجّهل الذي أصاب الناس لإنعزال وإنطواء أهل المعرفة عنهم, فتحوّلت ألمنابر الحوزوية و آلمنصّات.. مراكز لنشر الجّهل و الأوهام و آلنفاق و العزوف عن القراءة بسبب آللهوث على لقمة خبز مقابل الكرامة – أيّ تصبح ذيلاً لهذا أو ذاك المكون أو تشقى للأبد
. وآلمُنتديات هي الحلّ لدرء المحن و المصائب و نشر المعرفة الكونيّة و عدمها يعني إختيار الناس للجهل .. للتفاصيل عبر:
 https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4-%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B8%D9%84%D9%88%D9%85-%D9%85%D8%AD%D9%85-%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%82%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5-%D8%AF%D8%B1%D8%9B-%D9%81%D9%82%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87%D8%A7%D8%A1-%D9%88-%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%81%D9%87-pdf ألفيلسوف الكونيّ : عزيز الخزرجي

Thursday, March 19, 2020

ضحايا التأريخ

ضَحَايَا آلتّأريخ ..
كتاب آخر يكشف محنة الأرض الكبرى بعد فشل آلرّسالات السّماوية – الأصلاحيّة و الأصدارات المليونية لهداية الناس, بسبب أصل الشرّ (ألنفس) ألمُلهم بعقد يصعب - إن لم أقل يستحيل - تهذيبها و تنظيفها من وجود البشر ألمغروس بأعماقهم, خصوصا ألذين لا يسعون لتهذيبها بآلحِكم و آلمواعظ و التواضع و الأدب و الشعر العرفاني الذي يكاد يخلو منها جامعاتنا و مكاتبنا, و أهم تلك القوى المدمرة, هي: [ألشهوة؛ حب التسلط؛ حب التكبر؛ و الأنتقام و السخيمة و الضخيمة و النفاق و شهوة البطن]!

و قد قمتُ بجرَد الكتب و الأصدارات الخاصة بآلجانب التربوي و الأجتماعي و آلأدبي من الشعر و النثر و الرواية و القصص و الدواووين و المجلات التي وصلت لأكثر من نصف مليار مؤلف و صحيفة مختلفة صدرت و تصدر بعضها مرتان في اليوم و التي أُلّفت في هذا المجال لهداية الأنسان و تقويم و ترويض سلوكه؛ لكن جميعأها على ما يبدو لم تؤثر ولم تغيير الواقع لسببين:
ألأوّل: ألسّطحية و التراكمية و التكرارية في معظم إن لم أقل جميع تلك الأصدارات إلا ما ندر, بحيث سبّب عزوف الناس عن القراءة و لهوثهم على لقمة العيش و راحة البدن بدل راحة الروح التي تخبو أمام المادة و التكنولوجيا.

ألثّاني: تنمرّ نفس و مرام و غايات الكاتب في مؤلفه عبر كل صفحة و عبارة لا بل كل جملة من جمل الأصدارات التراكمية - ألتكرارية - السطحية التي ليست فقط فشلت في أداء ما عبر عنها عناوينها؛ بل و أدّت لأنحراف الناس و تعبيدهم للظالم و الشهوة و الأنحراف الأخلاقي و الأدبي, مما يعني كل هذا خراب العقول و البلاد و الدمج الثقافي بسبب عدم إطلاع الناس على مبادئ الفلسفة الكونية التي ترشدهم للحقّ و للحقّ فقط!

إنّ ألقانون ألأساسيّ ألكونيّ .. ألذي أقرّهُ آلباري تعالى للبشريّة؛ هو ما لخّصَتهُ الآية العظيمة (يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى و جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم)
و الحكمة التي تقول: (ألصّدق؛ هو آلفَصْل ألأوّل من كتاب ألحِكمة) و التي تحثّ على المحبة و آلصّدق و آلتعاون و التآلف و التعارف بين آلجّميع, إلّا أنّ بعض القوميّات وآلمذاهب خصوصاً (ألصّهاينة) قد خرقوا و حوّروا آيات الله التي أكّدت في توراتهم على المحبة و التعاون كما بقية الأديان إلى العكس .. بإثارة ألحروب و آلخصام و آلفتن و تهجير الشعوب كآلفلسطينيين و آلكرد الفيليين و مسلمي ألروهينجا و آلشعب اليمني و الهنود الحمر و الشعوب العربية و غيرها من الشعوب الأصيلة التي تريد آلحفاظ على قيمها و آلصّدق مع مبادئها التي تمنع إستعمارهم و تدميرهم بدل تثوير آلمحبّة و التعارف و إحترام حقوق الأنسان للتسلط عليهم و نهب حقوقهم ..

و هكذا يحاولون قلب الموازيين الكونيّة و تدمير شعوب الأرض و العلاقات ألدّولية و العالميّة و الشعبية طبقاً لما ورد في بنود (بروتوكولات) حكماء صهيون ألتي وصلتنا بشكلٍ لا يُصدّق بعد تضحيات كبيرة سنعرضها لاحقاً, و ألتي رغم تأثيراتها العميقة؛ لم تكن إلا جانباً محدوداً من خططهم الجهنمية لحكم العالم, و تعبير بسيط عن رأيهم بغير اليهود(ألجّويم) من شعوب العالم. إنّهم يُخططون لأبادة 5 مليار من آلبشر بطرق حديثة و مخيفة لا تُكلف كثيراً كإستخدام الفايروسات كفيروس كورونا و سارس و الأوبئة و الحروب الداخلية و الأغذية الفاسدة و الطعام الردئ لتضعيف الممانعة الجسدية و من ثم الموت البطيئ, و لعلّ مدينة (هاآراب) بمقاطعة كاليفورينيا مركز التجارب الغريبة و الخطيرة للسيطرة على المناخ و الناس خير شاهد على ذلك, و قد كتبنا مقالات بهذا الشأن سابقاً.
و سنُلقي الضوء في هذا الكتاب على النقاط الخطيرة التي تخصّ و جود و كرامة الأنسان و مستقبل الأرض و آلشعوب المضطربة القلقة التي تعيش المحن و الأوبئة عليها بسبب تلك المخططات التي تُنفّذ بحسب الحاجة و الظروف, هذا بعد ما تحقّق الكثير منها على أرض الواقع طبقاً لبروتوكولاتهم حتى (صفقة القرن) المعروفة تبعتها نشر فايروس خطير بدأ ينخر الشعوب من الأعماق, و بذلك إزدادت الحاجة لمعرفة ما خططوا للمستقبل على الأرض نتيجة تشابك الأوضاع و توالي الكوارث علينا, بل رأيت من الواجب بيان ذلك ضمن إصدارات (السّلسة الكونيّة) التي أصدرنا للآن أكثر من 10 كتاب منهجي هام لتنوير العالم و الساحة العراقية و العربيّة و الأسلاميّة خصوصا بهذه القضية الهامّة, علماً أنني كتبتُ مقالات مُتعددة بداية الألفية الثالثة رافقت إعلان الأمم المتحدة بخصوص دولة الولاية العلويّة الكونيّة كأفضل حكومة في التأريخ بلا منازع, و على حكومات العالم إتّباع نهجها, و قد لخّصنا و عرضنا قدر الأمكان ألنقاط الهامة بخصوصها, كمقدّمات وعناوين كبيرة لموضوعات مختلفة أتمنى من الأخوة الكُتّاب والباحثين الحقوقيين و المفكريّن التّوسع في بيانها و عرض الأخطار المختلفة التي وقعت و تقع بسببها مع آلشكر و التقدير للقُرّاء المحترمين, و إليكم الرابط للأطلاع:
على حقيقة الأمر:


https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B6%D8%AD%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA-%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-pdf

Sunday, March 15, 2020

محنة الفلاسفة عبر التأريخ واحدة!

محنة الفلاسفة عبر التأريخ واحدة!
حكم ملك (اثينا) على سقراط بالاعدام حتى الموت و خيّرة بين طريقتين للموت.
الأولى: اما شنقاً بالحبال.
و الثانية: بتناول السّم ؟
فاختار سقراط ألسّم على الحبال, و أعطاه الملك ان يختار شخصاً قبل ليلة واحدة من الأعدام .. مِمّن يُحبّ أن يراهُ و يستأنسه قبل آلموت بآلمكوث معه طوال الليل حتى ساعة الصفر في الصباح, فاختار سقراط تلميذه المُفضل (أفلاطون)!
 ذهب رسول الملك الى افلاطون واخبره بآلأمر .. بكون سقراط اختاره من دون الناس ليسامره في ليلته الأخيرة من عمره قبل شرب السّم؟
 فلبى افلاطون الطلب على الفور, و أسرع ملهوفا لمقابلة استاذه في اخر ليلة من حياته, فدخل افلاطون على استاذه مسرعأً وعانقهُ بلهفة و صدق و أجهشا بالبكاء تعبيراً لشوقهم و حبّهم لبعضهم حتى سقطا على الارض!
 و أوّل جملة قالها افلاطون لاستاذه سقراط و بلا مقدمات:
دعنا نغافل الحرس او نغريه بمبلغ من المال لاخراجك من هذا السجن و آلهرب بعيداً  نحو الجبال والغابات!؟
لكن سقراط رفض الطلب على الفور .. فقال له تلميذه افلاطون مُتعجباً:
و لماذا ترفض يا استاذنا و انت فيلسوف عظيم و وجودك بين الناس امرٌ هـام للغاية لهدايتهم؟
قال سقراط: أكون استاذاً عظيمأً للناس حين أموت مسموماً و ليس عندما أهرب لنجاة نفسي!؟
قال افلاطون : وكيف يكون ذلك؟
قال سقراط: إذا هربتُ .. فيكون هروبي إعترافاً صريحا بانّ جميع العقائد التي آمنت بها و أعلنتها و حكموا عليّ بالاعدام بسببها؛ هو كذب و نفاق.
قال افلاطون: كيف يكون كذب و نفاق و سيرتك آلنظيفة لا يشكّ بها أحد؟
قال سقراط: لأنهم - أيّ الحُكّام - سيقولون للناس بعد هروبي؛ أ لّم يقل لكم (سقراط) بانّ هناك حياة أبدية بعد الموت وعالم مثالي قائم على العدل المطلق وآلسعادة الابدية!؟
عندها سيقول الناس: نعم سمعنا هذا منه مراراً!
عندها سيقولون: اذن لماذا لم يختار آلموت ليذهب الى ذاك العالم الرحب ألآمن ويتنعم فيه بحسب قوله؟
سيقول الناس بعدها: لا ندري!؟
عندها سيقول حماة النظام و شرطته: لأنه - أيّ سقراط - كذّاب و منافق و كما قلنا, و لا يوجد عالم ممّا ذكر للخلود و البقاء.
فقال افلاطون لاستاذه سقراط: يا استاذي المبجّل سقراط :
اوصيني إذن بما تريد ان افعله بعدك؟
قال له: عليك بنشر اقوالي بين الناس.
قال افلاطون يا استاذي وهل هذا الأمر يحتاج ان توصيني به!؟
فكرّر سقراط القول ثلاثاً؛ (أوصيك يا أفلاطون بنشر اقوالي), فتعجّب افلاطون من ذلك التكرار و الأصرار, وقال يااستاذ: إذا لم تثق بي فلِمَ اخترتني لمجالستك من دون الجميع؟
فبكى سقراط واعتنق أفلاطون وقال ياتلميذي الغالي انا اخترتك على ولدي و أهلي و أصدقائي لأننا أصحاب قضية!
قال اذن لِمَ تُكرّر الوصية و كأنك تشكّ بي خوفا من نكرانها؟
قال سقراط: لأنك لا تعلم كم سأكون مخيفاً لهؤلاء الظالمين بعد موتي!؟
فتعجّب افلاطون من كلام سقراط, وقال:
و انت يااستاذي .. عظيمٌ و انت حي ومخيف لهم و أنت خائف ..
قال سقراط: بل بعد موت جسدي ساكون اكبر خطورة و أعظم أثراً بكثير .. فيشددون عليك أيما تشديد حتى تترك كلامي, لأنهم .. انما حكموا عليّ بالاعدام ليعفوا أثري!
لكنهم لا يُدركون بانّ الذي سيحصل هو العكس تماماً .. فعاهد افلاطون استاذه من انه سينشر اقواله مهما كلّف الثمن ولو حياته, وظلّ سقراط وتلميذه افلاطون يتسامران طوال تلك الليلة الأخيرة حتى اصبح الصباح و دخل السجانُ على سقراط و بيده كأس السّم و امر سقراط بأن يشربه فوراً فصار سقراط ينظر في الكأس (كأس ألمنيّة) ودموعه تنحدر على خدّيه وافلاطون يقول: وا أسفاه عليك يااستاذي .. اراك تشرب سمّ الموت ولا استطيع ان افعل لك شيئاً .. وهكذا شرب سقراط كأس السم وصار يحدّق بوجه افلاطون .. وافلاطون يبكي بمرارة .. و بدأ السم يسري في جسد سقراط ألنحيف وهو يتقلّب يميناً وشمالا .. فقال له افلاطون يا استاذي العزيز لماذا اخترت السّم على الشنق .. و الشنق أهون عليك واسرع؟
قال سقراط لامرين؛ قال افلاطون وما هما؟
قال: حتى أثبتْ لهم أنّي على يقين ممّا اقول .. و آلسبب الاخر, هو:
إني احببتُ أن اراكَ لأوصيك بحمل رسالتي من بعدي, لعلمي انهم سيعطوني فرصة لقاء أخيرة مع إنسان احبّه و عزيز عليّ, فاخترتك!
ثمّ انقطع كلام سقراط وفاضت روحه آلطاهرة الى بارئها!
(قصة مؤلمة وممتعة في ان واحد)!
تلك هي نهاية الفلاسفة الحقيقييون و كما كانوا يتعاملون معهم عبر التأريخ و إلى عهد قريب ..
أما الآن فآلتعامل قد تغيير نحو الأسوء؛ فلم يعودوا يقتلون الفيلسوف الذي عدة ما لا يضّر حتى نملة على الأرض؛ بل بآلعكس يسعى لأحياء الخلق جميعأً بآلمعرفة.. أما الآن فآلتعامل مع الفلاسفة بات أكثر إيلاماً و قسوة و إجحافاً, حيث يحاصرونهم و يقطعون أرزاقهم و لا يسمحون لهم بأخذ دورهم القيادي في الفكر و المعرفة لأحياء المجتمع بدعوى الديمقراطية و الشرع و آلقدسية و الأعراف و العشائريات و القوانين الحكومية التي تصب في جيوب الحاكمين.
بل في بعض الدول الغربية الرائدة في مجال الصناعة و التكنولوجيا فقط؛ أرادوا قبل سنوات غلق حتى قسم الفلسفة في الجامعات, بل حالها اليوم شبه معطلة. لأن الناس لم يعودوا يرغبون دراسة الفلسفة حيث لا أحد يعير أهمية لهم و لإختصاصهم لعدم وجود فرص للعمل, فمال الناس للأختصاصات التي تروج لها المنظمة الأقتصادية الحاكمية كآلهندسة و الطب و التكنولوجيا و ما شابه ذلك ..
و آلدّرس الكبير الذي نتعلّمه من ذلك, هو: [رغم كل هذا الظلم و الأجحاف بحقّ الفلسفة و الفلاسفة؛ هو السعي لتبليغ رسالة الأخلاق و الحقّ للناس رغم أنه قد يكلفنا حياتنا للأسباب المعلنة, لكن الحياة بدون العقيدة و الأيمان بآلوجود لا معنى له حتى لو تمّ تشّيد قصور و أبراج تعلو ناطحات السحاب!
حياتنا هذه لا يمكن أن نخلد فيها ببرج مشّيد أو سيارة روز رايز أو عمارة برجستون؛ بل بآلمحبة و بآلصدق مع ما نؤمن به .. لا التظاهر بآلعقيدة و كما يفعل أكثر الناس لأكل الدنيا بتلك المظاهر!
لهذا أصدرنا خلال هذه الأيام كتاباً هاماً يُساعد المبلغ و الكاتب و المثقف و الأستاذ والمفكر و الفيلسوف لإيصال رسالة الحقّ للناس .. كل آلناس!
و توكّلوا على الله و إبدؤوا بتحقيق رسالة الفيلسوف لأداء ولو جزء من الوفاء الذي يستحقونه, لأن عدمه يعني جفائكم و نكرانكم للحق و الذي له إنعكاسات سلبية قوية على أرواحكم و مصير من يتعلق بكم .. و الحمد لله أولا و أخيراً .

ألفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي

Saturday, March 14, 2020

توضيح حول الكتاب المنهجي ؛ فنّ الكتابة و الخطابة


صـدور ألكِتاب ألمنهجيّ: فنّ آلكتابة و آلخطابة:
ألكتابة؛ أسمى ما توصّل إليها آلأنسان, فـ "آلوصيّة" ألتي أتى بها آدم(ع) من آلجنّة و وصلت لسيّدنا نوح(ع) و لجميع ألمرسلين فيما بعد للتّبرك بها لدفع الشرّ كأساس و محور لتبليغ رسالة ألكون إلى آلخلق .. قد تمّ العثور عليها مع بقايا أنقاض سفينهِّ من خلال تنقيبات العلماء ألسّوفيت في خمسينيات القرن الماضي؛ وهي أول وثيقة مكتوبة على آلأرض بآللغة الآرامية ثان أهم لغة في الوجود, لتصبح آية للعالمين لكونها أوّل نصّ مقدّس عَرَضَ هويّة الأنسان ألكونيّ الهادف و الذي جعلناه كأساس لفلسفتنا الكونيّة.

وهكذا قرّر الباري تعالى بجعل (الكتابة و آلقراءة) ألمعجزة ألأولى من خلال تلك (الوثيقة) و كذالك المعجزة الخاتمة من خلال (القرآن) الذي ضمّ كل المعاجز الأخرى ليبقى خالداً للأبد, بل أكّد الباري على (ألقراءة و الكتابة) أيضاً بجعل أوّل آية نزلت من السّماء على رسولنا الكريم محمد بن عبد آلله(ص) كمفتاح حين خاطبه تعالى؛ [إقرأ باسم ربك الذي خلق].

ثم تطوّر ت القراءة و آلكتابة و تنوعت حروفها و سرعتها و أشكالها و رسمها و فنونها عبر أكثر من 10 آلاف عام حتى أصبحتْ من آلفروع ألأختصاصيّة في آلجامعات ألعالميّة ألمعروفة اليوم, لكنّ آلموضوع ألأهم  بخصوص (الكتابة و القراءة) و التي ضلّت مجهولة حتى عند العلماء و الفلاسفة, هو:
(معرفة فنّه و أصوله و ترتيبه, و آلأهم من ذلك هو آلبدء و الأنتهاء من آلكتابة لإيصال الأفكار للناس بإسلوب واضح و سلس و بليغ و رصين يفهمه جميع المستويات العلمية بدءاً بآلأبتدائية و حتى ما بعد الجامعية!

و قد إنتبه الناس لأهمية و دور الكتابة و القراءة بوضوح في عصرنا هذا, حين علموا بأن سرّ التطور الحضاري و التكنولوجي إنما كان بسبب إلحروف و الأرقام , بعد ما كشف الخوارزمي و البتاني طريقة علمية لرسم الأرقام الرياضية, حيث يُعتمد اليوم قاعدة لعمل (الباينري) ألذي يفهم رقمين فقط هما (0 و 1) لأنّ عقل الكومبيوتر لا يستطيع أن يعمل إلا بواسطة هذه الرقمين و اللذان لم يُعرفا من قبل حتى زمن الرينوسانس (الثورة العلميّة) بعد أكتشاف الأرقام (الهندسية) التي باتت تُحدّد بعدد الزوايا بعد ما كانت في السابق مجرد خطوط وهمية يستخدمها الأميين في الحساب و الكتاب!

لذا فأنّ مثل هذا الموضوع الذي نريد بيانه ليس سهلاً, و آلبدايات صعبة عادةً خصوصا في هذا الموضوع, لأنك بإسلوبك و خطابك البليغ الموزون ألمُكثّف بآلمعلومات القيمة وآلأفكار الجديدة؛ تُحوّل ألخيال إلى حقيقة و آلغيب إلى واقع ملموس وآلأحكام الظاهرية إلى باطنية تغيير القلب و تنعكس على الحواس و الأفكار الراقية إلى أعمال راقية و آلشهوة إلى حُبّ مقدس يُمارسها الناس كسلوك و نهج في الحياة, و يُؤسفني أن أصارحكم بأني حين كنت أطالع القصص و آلروايات وبعض الكتابات أيام طفولتي و في مرحلة الأبتدائية كروايات مصطفى لطفي المنفلوطي و كتابات سلامة موسى و آلتركلي و العقاد و أمثالهم؛ كنت أحس بآلضيق و الضجر و الغثيان بسبب طريقة كتاباتهم الشكلية التي تكاد لا تجد لها بداية صحيحة أو نهاية منطقية كما الأفلام الروسية, رغم إني كنت أصرف الكثير من وقتي لِلَملمة الموضوع المطروح, و كنت ألوم نفسي و أؤأنبها أحياناً لصغر سني بكون تجربتي و وعي هو السبب في عدم إدراكي لهذا الكتاب أو ذاك .. لكن حتى و أنا كبرت و درست العلوم و العوالم و الفنون و الأسفار, و راجعت مرات لمعاينة تقيّمي لنفسي و لتلك الكتب و لمستوى الكُتّاب و الأدباء و الروائيين خلال القرن الماضي؛ رأيت أنني أحكم على نفسي بنفس الحكم و النتيجة بكونهم كانوا يفتقدون طرق الكتابة و الخطابة العلمية, لهذا كتبت هذا الكتاب قبل عقود كمقالات نشرت في صحيفة الشهادة التابعة للمجلس الأعلى في بدايات ثمانينات القرن الماضي و غيرها ثمّ جمعتها قبل عقدين, ليصدر أخيراً في هذا الكتاب القيّم الذي أوصي الجميع بدراسته لا قرائته فقط,
و يتكونةمن جزئين:
ألأوّل: يختَصُّ بفنِّ و أصولِ ألكتابة ألعصريّة ألمناسبة للحركة الفكريّة الحضاريّة – ألمدنيّة لمواكبة التطور و عصر السرعة.

وآلجزء الثاني؛ يختَصُّ بفنِّ و أصولِ و آليات الخطابة و إلقاء ألمحاضرة ألحديثة وطرق التدريس و يفيد أيضاً الصحفيين و المراسلين و المذعين و الكُتّاب لإيصال المعارف ببلاغة و بأقل جهد و كلفة و بسرعة لبناء آلمجتمع ألسّليم ألسّعيد ألمُعافى ألمُسالم ألمُحبّ لتمهيد ألأرضيّة للخلافة ألألهيّة ألموعودة من أجل العدالة بقيادة ألمصلح ألكبير ألّذي وعدنا به آلباري تعالى في كتابه آلمبين:
[و نُريد أن نمُنّ على آلذين إستضعفوا في آلأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين]( ألأحزاب/75 ).
نتمنى لكم الموفقية في طريق البحث و العلم و الرّقي الروحي أولا ثم المادي عبر فن الكتابة و الخطابة عبر الرابط:

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D9%87-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D9%87-pdf
ألفيلسوف الكونيّ عزيز الخزرجي

Friday, March 13, 2020

حين نفقد الولاية نفقد كل شيئ حتى الوطن


حين نفقد الولاية نفقد كل شيئ حتى الوطن!
خلاصة الموضوع:
[حين نفقد الولاية؛ نفترق و يتفرق الجّمع(كل حزب بما لديهم فرحون) و يتشتت الشمل و نفقد كلّ شيئ حتى الوطن! بل يُدمّر العراق بآلمظاهرات و كما شهدنا .. بل يخرج ألنّاس من ولاية الله إلى ولاية أنفسهم و أحزابهم و عشائرهم الخانعة الخاضعة للأستكبار ألذي هو الشيطان الأكبر؟
لكن:

ما هي معيار الولاية التي توحدنا في فلسفتنا؟:
معيار ألولاية في الفلسفة الكونيّة؛ تتحدّد و تنطلق أساساً من ولاية الله ثم الرسول(ص) ثمّ الوصي(ع) و من تبعه بشرطها و شروطها و أهم شروطها؛ ألتمسك بتلك ألولاية عملياً, لأنها وحدها تُوحّد صفوف الناس و الشعوب و القبائل تحت راية واحدة .. لا ولاية الشيطان و أذنابه الذين يفرقون الصفوف و يُعمّقون آلتفرقة و يُكثّرون الرّايات لأجل التسلط علينا.

راية الله تضم جميع المؤمنين كَيَدٍ واحدة, هدفهم تعبيد الجميع لله من أجل كرامتهم و عزّتهم و سعادتهم.
أمّا راية الأسـتكبار فتسعى لتكثير عدد الرايات من أجل إثارة الخلافات و تفريق الصفوف لتحكمنا من أجل منافعها.

إنه من الصعب ؛ إن لم يكن من المستحيل تفريق صفوف الجمع الموحد تحت راية (لا إله إلا الله) لتسخيرهم لمنفعة الطبقة الأقتصادية الحاكمة, و الشعب الإيراني المتوحد تحت راية الولاية .. خير مثال على ذلك, حيث عجز الأستكبار كله من أجل إخضاعهم رغم مرور نصف قرن تقريباً,

و بآلمقابل من السهل ألتّحكم بآلجماعات المتفرقة و الشعوب المتخالفة المتناحرة و الجيوش المتقاتلة و ألأحزاب المستبدة لأجل السلطة و لقمة أدسم على حساب حقوق الناس و الوطن, و هو ذنب عظيم .. بل يعتبر في فقه العلماء العرفاء من أكبر الكبائر. بمعنى يُحرم من الشفاعة!


و من المتأكد هنا بأن الشعب العراقي كمثال آخر سينتصر على (الفايروس كرونا) حتماً .. لكن بعد إعلان وحدتهم وإنسجامهم و تعاطف بعضه مع البعض الآخر, خصوصا المتظاهرين مع الحكومة والقوات الأمنية و آلأحزاب الأخرى و بآلعكس, و هكذا يمكنهم القضاء على الفساد و الظلم و إستقامة الحكومة مع الناس لتطبيق العدالة من أجل البناء و التطور بشرط إتحادهم وتعاون الجميع فيما بينهم لا الخروج بمظاهرات مع آلقتل و آلعنف و آلإشاعات و آلدعايات و نشر الفوضى و حرق المحلات و البيوت وغيرها من الأعمال التي تُوسع الخلافات و التناحرات التي تُؤخّرعملية الأصلاح و البناء وتسبب المزيد من الخسائر على كل صعيد و من دون نتيجة مرضية.

لهذا أرجو أن يكون محور و هدف كلّ عراقي في هذه الوقت خصوصا سواءا كان حاكما أو مسؤولاً أو نائباً أو مواطناً عاديّاً خارج الحكم ؛ عليهم جميعاً التوحد و آلتعاون تحت راية واحدة بعيداً عن آلخصام و العنف على الأقل لمصلحة الأجيال القادمة ألمسكينة التي ه!

و يتطلب من الحكومة؛ فسح المجال أمام المخلصين و هم كثر للمشاركة في بناء العراق الجديد, و لا يتحقق ذلك إلا البدء بمحو الطبقية و المحسوبية و المنسوبية, و قد بينا ذلك في مقالات مفصّلة, و أهمها أن يلاحظ الموظف و المسؤول و الرئيس أنه من غير الممكن تعاون المواطن الجائع و العاري و المريض و المكابد مع الشرطي و الموظف و برامج الحكومة بإخلاص؛ ما لم يتمّ مشاركته لقمة الخبز و الدواء و العلاج و الخدمات المتيسرة, و هذا هو حكم (الولاية) لتحقيق الوحدة و الأنسجام, وإلا فأن المؤآمرات و الفوضى ستزداد و الشرخ سيكبر بين أبناء المجتمع و ستبقى الأحزاب كما هي .. كل يحمل رايته فرحا بما إغتناه.

و ألولاية الكونيّة ألتكوينيّة التي نعنيها تختلف عن معايير الفلسفات و المذاهب و العقائد و الأحزاب الأخرى, و بآلذات في كيفية الإتيان بها عملياً و تطبيقها في آلواقع, و هي أهمّ من عامّة العبادات كالصّوم و الصّلاة و الحجّ و الخُمس, لأن بفقدانها؛ نفقد كل تلك العبادات بآلأضافة إلى فقدان الوطن.

يقول الحديث الشريف: [بُني الأسلام على خمس؛ على الصّوم و الصّلاة والحجّ و الخمسّ و آلولاية, و ما نودي بشيئ مثلما الولاية], لأنها القاعدة و الأساس و مفتاح الفلاح في الدّارين, حيث تؤمرك بأن تعيش متواضعاً منتظراً اليوم الموعود كعابر سبيل؛
أيّ عش من دون آلتعلق القلبيّ بشيء .. لتموت سليم القلــب, و آلويل و العذاب الأليم للمؤمنين ألّذين يتّخذون أرباباً من دون ا لله خصوصا عندما يتّخذون اليهود بطانة من دون الله!

يصف القرآن الكريم حال الناس يوم القيامة:
[(يوم لا ينفع مالٌ و لا بنون ( 88 ) إلا من أتى الله بقلبٍ سليم(89)] (ألشعراء).
أيّ سليم من جميع العلائق و الأمراض .. ليس فيه إلّا الله الذي لأجله كره و أحبّ و تحملّ الصعاب و ما نوى أمراً إلا و كان الله أمله من البداية وحتى النهاية .. و تلك هي الطهارة الإسلاميّة والتوكل عليه تعالى بمعناها العميق.

يقول نبينا(ع): [من تعلّق بشئ وُكِّلَ إليه].
أيّ إذا تعلّقتَ بغير الله – لمجرّد تأمّلك آلخير من غيره - خرجتَ من ولايته بمقدار إنحيازك.

فــأين نحـن آلآن من هـذه الذُرى ألكونيّة الرّفيــعة!؟

[من كان يُريد حرث الآخرة نزد له في حرثه و من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها و ما له في الآخرة من نصيب].

إذا ردَّ عليكَ بشتيمةٍ فهو[قافل] وإِذا إتّهمك فهو واهم, وإذا ردَّ عليكَ بتهديدٍ فهو [جوكر], يستقوي عليكَ بميليشيات أَحزاب آلجهل والمحاصصة الظالمة و الفاشِلة، وإِذا ردَّ عليكَ بجهلٍ فتأَكَّد بأَنَّهُ [ذيلٌ], أمَّا إِذا أَخذ يهذي فتأَكَّد بأَنَّك أَوجعتهُ بمنطقِكَ وحُجَّتِكَ الدَّامغة وأُسلوبك آلكونيّ الرَّاقي ولُغتك السَّليمة ألسّامية!

تُرى؛ لماذا يرفُض [القافُل ألوهم] أَن يُصغي ؟! أنّ يُصغي فقط؟!

يقُولُ ألحُسينُ السِّبطُ (ع)؛ [وَيلكُم ما عليكُم أَن تنصتُوا إِليَّ فتسمعُوا قَولي؛ وإِنَّما أَدعوكُم إِلى سبيلِ الرَّشاد، فمَن أَطاعني كانَ مِنَ المُرشَدين، ومَن عصاني كانَ مِن المُهلَكين، وكلُّكُم عاصٍ لأَمري غَير مُستمعٍ قَولي فقد مُلِئت بطونكُم مِن الحَرامِ، وطُبِعَ على قلُوبِكُم، ويلكُم أَلا تنصُتُونَ؟! أَلا تسمعُونَ؟!]

هيَ معادلةٌ إِذن؛ أَكلُ الحرامِ سببٌ في الطَّبعِ على القلبِ، و الذي يحولُ بينَ المرءِ و الحقِّ، وإ ِنَّ أَوَّل علاماتهِ الإِمتناعُ عن الإِستماعِ للرَّأي الآخر، و الإِصغاءِ لكلامِ النَّاصحِ الأَمين، لأَنَّ الإِصغاءِ أَوَّل دافع لإِعادةِ النَّظر في الثَّوابت الوهميَّة والمتينَّيات المُستنِدةِ إِلى المصالحِ الذَّاتيَّة [الأَنانيَّة].

ولذلك فليسَ بمُستغرب أَبداً أَن لا تُصغي [العصابةَ الحاكمةِ و الشعب] و آلذيول المتجحفلة مع أَبواقها في أوساطهم إِلى قَول الحقّ ونصيحة الخطابِ ألكوني - الولائي بشأن تولي ولاية عليّ كنهج في الحياة و الحكم، والعِلّة تكمن في أَن بطونهُم مُلئت بالحرام.
و فصل الخطاب في الولاية هو: [أن تُصانع وجه الله - يعني تجعل عينك بعين الله – و تأمل فضله تعالى في كل شيئ و في كل زمان و مكان, بدل الواساطات و الرشاوى و العشائريات و القوميات و الوطنيات و آلحزبيات وآلحكوميات, و تلك هي الولاية الكونيّة التي تُغنيك عن كلّ شيئ وتُؤمّن لك الجنان و الخلود].

بإختصار وجيز و بليغ وكما جاء في المقدمة:
حين نفقد الولاية؛ نفترق و يتفرق الجمع و يتشتت الشمل و نفقد كلّ شيئ حتى الوطن!
ولا يتوحّد العراق بآلمظاهرات و كما رأينا .. بل العكس يُدمّر حياة الجميع حيث يخرج ألنّاس من ولاية الله إلى ولاية أنفسهم و أحزابهم الخانعة و الخاضعة للأستكبار ألذي هو الشيطان؟
ولا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.



الفيلسوف الكونيّ عزيز الخزرجي