صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Wednesday, April 16, 2025
أسباب تدوير النفايات السياسية في العراق:
متلازمة تدوير النفايات السياسية العطنة في العراق
متلازمة تدوير النفايات السياسية العطنة في العراق
يُكاد يكون العراق البلد الوحيد في العالم ، الذي تجري فيه عملية إعادة تدوير النفايات السياسية العطنة الفاقدة لصلاحياتها حتى قبل أن تبدأ عملية استعمالها التخريبية الخطرة ..
بالطبع إن الغاية معروفة من عملية التدوير لهذه النفايات السياسية ” مجددا ..
إلا وهي محاولة الدخول إلى مواقع النفوذ السياسي مجددا ، وذلك تمهيدا لتبوء المناصب السيادية أو التشريعية ذات الامتيازات الملكية .. ..
و كأن مظاهر الفساد وعمليات التخريب والإهمال و زيادة نسبة الفقر والبطالة وتردي الخدمات الضرورية والمهمة لا تكفي ، والتي تواصلت بوتيرة أسرع تحت سلطة هذه النفايات السياسية عندما كانت تمارس السلطة من مواقع سيادية متقدمة أو تشريعية متنفذة ..
وما من منهم حكم و ثم مضى متخليا عن السلطة مجبورا ، إلا و تارك خلفه ركاما من قضايا وجرائم السرقات الكبيرة للمال العام وتلكؤ متزايدا في الخدمات و شدة التدهور على كل صعيد وناحية في أحوال البلاد والعباد ..
وهذه الجرأة والوقاحة للشروع والقيام في تدوير هذه النفايات السياسية لنفسها مجددا ، من أجل الحصول على المناصب والمغانم ، لما كانت ستُحدث ، لو وجُدت هناك مؤسسات دستورية وتشريعية وقضائية نزيهة بقوة وعيها الوطني الأصيل والمهني الشريف ، في تطبيق مواد و فقرات القانون على صعيد المساءلة والمحاسبة بحق كل مسؤول تورط في الفساد المالي و الإداري أو التواطؤ معه لتحقيق مصالح الخاصة ، و كذلك بذنب الفشل الذريع في إدارة شؤون الدولة والحكومة و التفرج السلبي من قبل هذا المسؤول الكبير أو ذاك على معالم الخراب والتأكل و التدهور المريع و الكبير في مرافق الدولة ومؤسساتها المهمة والحيوية الضرورية في تمشية أمور وشؤون المواطنين ، من ناحية توفير الخدمات الصحية والتعليمية فضلا عن خلق فرص العمل لكل مواطن له رغبة في العمل والعيش الشريف ..
بل ……………….
نستطيع القول إن العراق هو البلد الوحيد الذي يرجع اللص السياسي و القائد الحزبي التابع والعميل للأجندة الأجنبية ، كذلك المسؤول الفاسد والفاشل بكل المقاييس ، ليمارس نشاطه السياسي مرة أخرى و أخرى ، بصحبة جمهور صغير ، انتهازي بائس مع إعلاميين وصحفيين مرتزقة ، دعاية و ترويجا لنفسه ليتبوأ منصبا سياديا من جديد ..
و كأن شيئا لم يكن ..
و كأنه لم يساهم في تعميق مظاهر الفساد وسعة مساحات الخراب في حياة وتاريخ البلاد ..
لهذا لا نستغرب عندما نرى زعيما سياسيا على وشك الانقراض ، أو رئيس حكومة أو وزير سابق تحوم حوله شبهات عشرات من قضايا الفساد يخرج إلى الشارع ليروّج لنفسه زعيما عظيما و قائدا مخضرما ! ..
طبعا بدون أي شعور بخجل أو عار .
و أهم سببب في تكرار تدويل النفايات السياسية ؛ هي عزوف الناس عن القراءة و حالة الملل و الضجر و المصائب التي ألمت بآلشعب بحيث يئس الناس من التغيير و العياذ بآلله
Monday, April 14, 2025
تأريخ و دور المنتديات الفكرية في العالم :
تأريخ و دور المنتديات الفكرية في العالم :
قد خلقَ الله الإنسان َ ، وبثَّ فيه الروح ، وزرع في فؤادهِ نزوعاً إلى التسامي والكمال ، وفي نفسه رغبةً بالإنفراد وتحقيقِ الذات ، وفي وجدانه حاجةَ اللقاء مع الآخر .
ومنحهُ العقل ليربط بين هذه المزروعات ويجمعها مفيداً منها في شؤون حياته ومتطلبات معاشه ، وكذا عاش على التوازن بينها سوياً وحيوياً وخلاّقاً .
والإنسان السوي منذُ وُجدَ على هذا الكون يسعى لإثبات وجوده مبدعاً وحيّاً جديراً بالحياة . ومذ واجهته الطبيعة بنواميسها ، ودعته للخوض فيها ، والانتصار عليها ، علمَ أنه خليفة الإله على الأرض ، فأراد الحصول على الأشياء ، وتطويعها لصالحه ـ فأيقن بضرورة تعاونه مع نظرائه ، وأدرك أنه بحاجةٍ ماسّةٍ إليه ، وهكذا نما فيه حب الإجتماع ، واعترف بنقصه فراحَ يكمله ، ومن الإعتراف وُلدت المعرفة ،، فالحقائق ليست ملكاً لفردٍ واحدٍ ، والتجمّع يُولّد التفكير عبر الحوار ، ويُنتج المعارف التي يُجمع عليها المجتمعون مُغمّسةً بالتجربةِ الجماعية ، والممارسات الفردية ، بعد الغوص في معانيها ، والخلوص منها إلى فوائد ، واستنتاج العبر والحكم فيها
، فتتشكّل المعرفةُ الإنسانية .
التجمّعات الأم .
وإذا كانت المعرفة نتاج التجارب الحياتية ، وخلاصات المعاشِ الإنساني ، فإن الثقافة هي بالتالي جُماعُ هذه التجارب وتلك الخُلاصات .
وما دامت المعرفة قد وصلت إلى الإنسان ، وعاشت في حياته تأثّراً وتأثيراً ، فلا بدّ له من نقل معرفته وتجربتهِ إلى الآخرين ، سواءٌ أكان القصدُ من هذا النقل إفادة الآخرين ومساعدتهم على فهم الحياة ، أم بحثاً عن خلوده وخلود تجاربه ومعارفه ، وبخاصّةٍ حينما مُنيَ بالموت ، فكان سبيله إلى ذلك كامناً في التوجّه إلى الآخر .
ولعل أول تجمّع معرفي \ ثقافي للإّنسان القديم كان في الكهف القديم ، حيثُ يتحلّقُ سكّان الكهف متحدثين ، فتمتزج المعارف وتتلاقح التجارب معروضةً أمام الجميع ، فيبدي الكبار آراءهم ، ويفيد الصغار في تنمية معارفهم وتقويم تجاربهم .
ولا جَرَمَ في أن يكون الكهف أول تجمّعٍ ثقافي ، ولا نظنّ أحداً يُخالفنا في هذا القول ، وإنْ وُجِدَ فإنّا نَزيدُهُ ونقول : بل إن الكهف هو أول صالةِ عرضٍ فنّية للمنحوتات والرسومات ، وما دام صالة عرضٍ فني ، فهو صالونُ إجتماعٍ ثقافيٍ وعرفي .
ومع تقدّم الأيام ، وتطوّر الحياة ، وبناء الحضارة ، كان لا بدَّ للإجتماعات الإنسانية الثقافية أن تتطوّر ، وهذا ما نلاحظه في إجتماعات العرّافين والكهّان والمعلمين والفلاسفة على مر العصور ، وشيئاً فشيئاً بدأت تتضح وتأخذ ملامحها الميّزة ، فيما يُسمّى : جمعية أو نادياً أو
صالوناً أدبياً .
الجمعية والنادي والصالون في معاجم اللغة .
ونُعرّجُ على معاجم اللغة لنفيد من الكشف عن معاني هذه التسميات ، فلقد جاء في لسان العرب ( جمعَ الشيء عن تفرقةٍ ، يجمعه جمعا ، وجمّعه وأجمعه فاجتمع واجتمع ، وكذلك تجمّع واستجمع ، والمجموع الذي جُمع من ههنا وههنا ، وتجمّع القوم أي اجتمعوا أيضاً من ههنا وههنا ، والجمعُ هو إسمٌ لجماعة الناس . والجمع أي المجتمعون ، وجمعه جموع .
والجماعة والجميع والمجمع كالجمع ، وقومٌ جميعٌ مجتمعون ، والجمع يكون إسماً للناس والموضع الذي يجتمعون فيه ، وأمرٌ جامع يجمع الناس ، والمجْمَعَةُ : مجلسُ الاجتماع ، قال زهير:
وتُوقَد نارُكم شرراً ويُرفع
لكم في كُلِّ مَجمعَةٍ لِواءُ .
والمسجدُ الجامع : الذي يجمع أهله ، نعتٌ له لأنه علامةٌ للاجتماع . والجُمّاعُ : أخلاط الناس ، وفَلاةٌ مُجمِعَةٌ ومجمِعّةٌ : يجتمع فيها القوم ، والجمْعّةُ والجُمعُةُ والجَمعَةُ وهو يوم العَروبةِ ، سُميّ بذلك لاجتماع الناس فيه ، وقال ثُعلُبْ : إنما سُميّ يومَ الجمعة لأن قريشاً كانت تجتمع إلى قصي بن كلاب في دار الندوة ) .
وأمّا كلمة النادي فقد جاء في لسان العرب ( ندا القوم ُ نَدْوَاً وانتدوا وتنادوا : اجتمعوا . والندوة : الجماعة ، ونادى الرجلَ : جالسه في النادي ، وناديته جالسته ، والندّي : المجلس ماداموا مجتمعين فيه . فإذا تفرقوا عنه فليس بنديّ . وقيل النديّ : مجلسُ القومِ نهاراً ، والنادي كالنديّ
ولا يُسمّى نادياً حتّى يكون َ فيه أهلَه .والجمع : الأندية ، والنادي مجتمع ، وأهل المجلس ، فيقع على المجلسِ وأهلهِ . يُقال : ندوتُ القومَ أندوهم إذا جمعتهم في النادي ، وبه سُمّيت دار الندوة بمكة التي بناها قصي . الجوهري : النديُّ ، على فعيل : مجلسُ القوم ومتحدّثهم ، وكذلك الندوة والنادي والمنتدى والمتندى ) .
أمّا كلمة الصالون فقد ورد في معجم اللغة الفرنسية أنه البهو أو الردهة الكبيرة ومكان التجمع والاجتماع . وفيما يتعلق بالصالونات الأدبية نقرأ للأديب الشاعر عبد الله يوركي حلاق في مجلته الضاد : إن الصالونات الأدبية نشأت في فرنسا ، وأول من أسسها كانت كاترين دوفيفون ، وفي سنة 1608 جذب صالونها طبقةً مختارة ممن كانوا يرتادون البلاط الملكي ، وجمهرة
من رجالات الفكر والأدب والشعر والفن . ثُمّ يُعدد الصالونات الأدبية في القرن الثامن عشر والتي كانت مراكز للحياة الأدبية والفكرية فيذكر :
صالون الدوقة ديمين – صالون المركيزة دي لابير – صالون السيدة دي تونسان .
العرب والصالونات الأدبية .
__________________
نتساءل : هل عرفت العرب الصالونات الأدبية ؟ .
نجيب ونؤكّد إن العرب سبقوا فرنسا في هذا المجال بعدة قرون ، فلقد كان للشريفات المترفات من سيدات قريش منتديات يسودها الأدب والطرب . ونذكر صالون ولادة بنت المستكفي بالله في الأندلس ، ومجلس الأميرة نازلي فاضل في القاهرة ، وصالون مي زيادة في القاهرة أيضاً .
وهكذا نرى أن كلمات ( جمعية – نادي – صالون ) إنما المقصود منها هي تلك التجمعات التي تُعقدُ بشكلٍ خاص للثقافة والأدب ، تشدُّ أزر العلم والعلماء ، وتأخذ بيد المثقفين والأدباء ، وهي حقاً ثمرةً من ثمار الحضارة والمعرفة ، ودليل على الحريات الشخصية ، وحقوق الأفراد والجماعات في المجتمع ، وإننا نؤكّد مساهمة أجدادنا في مجال التجمعات الأدبية ، فكلنا يعلم أن الأسواق العربية في الجاهلية والإسلام كعكاظ والمربد كانت تعقد فيها حلقات أدبية كخيمة النابغة ، وكتعليق المعلقات على جدار الكعبة ، وفي صدر الإسلام كان ثمّة مجالسُ تُعقدُ في مجالس الكبراء للمساجلة والمناشدة ، وبعضها كان يعقد في مجلس إمرأةٍ أدبيةٍ كما فعلت سُكينة بنت الحسين ، وعائشة بنت طلحة ، والجارية العباسية الشاعرة والمغنية دنانير ،
ولا ننسى حلقات المناظرة في المساجد أو قصور الخلفاء والأمراء ، وكذلك جلسات العلماء من المتكلمين والمتصوّفة وإخوان الصفا وغيرهم .
التجمعات الأدبية والهدف .
لا ننسى أن تجمعات المستمعين حول الحكواتي في مقاهينا ، وتحلّق الصغار حول الجدّات في ليالي الشتاء ، يسمعون القصص والأشعار ، أفلا يدخل كل ذلك في إطار الاجتماعات الثقافية والمعرفية ؟.
إذاً لا بدّ من التخصيص ههنا ، فنقول إن التجمعات التي نقصدها هي تلك التجمعات الأدبية التي تعقد للثقافة شعراً وقصةً نقداً ودراسةً ، في مكانٍ وزمانٍ محددين ، مادتها الأدب ، والمجتمعون أدباء ، أو مهتمون ، يدور فيها حوارٌ ويكونُ لها فعالية في الحاضرين ، بل في المشهد الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي في البلد الذي تُعقد فيه .
لقد كانت حالة الأمّة العربية صعبةً رازخةً تحتَ وطأةِ الحكم العثماني الذي خلّفَ في جسدها كثيراً من الأمراض ، من خلال الظلم والإضطهاد والاستبداد ، عانى منها شعبنا إلى أن وصلت إليه فكرة القومية العربية من الغرب ، فبدأ يعمل في سبيل تحرره وتحقيق قوميته الخالصة ، وكان لسورية الدور الطليعي في تحقيق رسالة القومية منذ منتصف القرن الماضي . ومع أن فكرة القومية ضاربةُ الجذور في التاريخ العربي ، إلاّ أنها حركةً قومية لم تتوضّح إلاّ في العصر الحديث ، وبدأت تنمو في إطار الجمعيات التي أسسها بعض الأدباء والمفكرين . ومن هذه الجمعيات جمعية الآداب والعلوم سنة 1847 في بيروت ، والجمعية العلمية السورية سنة
1857 ، اللتان ضمّتا صفوةً من رجال الفكر والأدب .
العهد العثماني والحركة القومية .
لقد تنبّهت السلطنة العثمانية في عهد عبد الحميد إلى خطورة الحركة القومية ، فلوّحت بالجامعةِ الاسلامية ، وعلى الرغم من إيمان العرب المسلمين بقيمة هذه الجامعة ، لكنهم تمسّكوا بحقوقهم العربية قوماً وحضارةً وتراثاً .
وكان الأدباء والمفكرون العرب هم الذين بذروا القومية ورعوا نبتها وسقوها بدموعهم وبدمائهم ، وما زالت هذه الدعوة تشتد إلى أن أخذ الطابع السياسي دورهُ ، فالتقى الأدبُ مع السياسة وشُكّلت الجمعيات خفيةً في بلاد الشام في جوٍ مرعبٍ من الإرهاب الحميدي ، وعلناً في مصرَ وباريس والمهاجر الأمريكية .
بعد الحرب العالمية الأولى ارتطمت سورية بمؤامراتِ الدولِ الكبرى فانطوت على نفسها تبني ذاتها من جديد ، فأنشأت النوادي والجمعيات لبثّ روح القومية عبرَ أدبٍ يُعنَى بقضايا الأمة ومصيرها .
ونؤكّد أنه من أشهر الصالونات الأدبية في أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العشرين ، صالون الأميرة الكسندرا أفرينوا في الاسكندرية ، و صالون الأميرة نازلي فاضل ، و صالون مي زيادة في القاهرة ، وصالون مريانا مرّاش في حلب ، وصالون ماري عجمي في دمشق .
وفي النصف الثاني من القرن العشرين قامت صالونات أدبية مثل : صالون شريفة فتحي في القاهرة ، وصالون زكريا الحافظ في دمشق ، وصالون ضياء قصبجي في حلب ، وصالون أنور أصفري في حلب ، ولكن هذه الصالونات تلاشت لأن مبررات وجودها تلاشت أيضاً لأسباب عديدة ومختلفة .
أهمية الصالونات الأدبية الحلبية .
لا غرو أن تناولنا للجمعيات والنوادي والصالونات الأدبية في حلب خلال مائة عام إنما يعود إلى كونِ حلب الشهباء ثالث عاصمة عربية ثقافية في الوطن العربي بعدَ القاهرة وبيروت ، وسنتناول هذه التجمعات الأدبية بحسبِ تسلسلها الزمني ، مستعرضين المعلومات التي وصلنا إليها بعد جهودٍ كبيرةٍ فعلاً ، ولا بأس أن نبدأ قبل العام 1896 ، وإن كان جرجي زيدان ينفي نشوء جمعيات أدبية قبل عام 1908 ، فلقد وجدنا وجدنا بعض هذه التكتلات الأدبية في حلب قبل هذا التاريخ .
صالون عبد الله الدلاّل 1830 :
يمكن القول أن أول صالون أدبي بحلب يعود تاريخه إلى عام 1830 على وجه التقريب ، وهو صالون الأديب عبد الله الدلال ، وهو ما يؤكّده الدكتور سامي الكيالي في كتابيه الأدب العربي المعاصر في سورية – الحركة الأدبية في حلب 1850-1950 .
إذ كان بيت عبد الله الدلال ملتقى رجالات الفكر والأدب يتدارسون الدواوين ويقرأون المقامات ، وينظمون شعر المناسبات ، ويعرضون لشؤون الدولةِ بالهمسِ و بالتلميح .
جمعية الماسون – أول جمعية 1848 :
وأمّا أول جمعية في حلب فيعود تاريخها إلى عام 1848 ، وهي نواة للجمعية الماسونية ، وقد ذكر الشيخ كامل الغزي في تاريخه ، أن أحد الثقاة أخبره أنه رأى ختماً مكتوباً عليه ” هذا ختم جمعية الماسون في حلب ” ، ويؤكّد الغزي أن وجود هذه الجمعية في حلب وبشكلٍ علني كان سنة 1885 .
صالون مريانا مرّاش ، أول صالون أدبي حديث :
مريانا مرّاش -1849-1919 ، تنتمي إلى أسرة إشتهرت بالأدب والعلم والفضل ، وهي أول أديبة سورية برزت في مجال الأدب والشعر والصحافة في عصرنا الحديث ، وظهر لها ديوان شعر عام 1893 ، ومنذ صباها بدأت تكتب في مجلة ” الجنان ” اللبنانية ، ثم مجلة ” لسان الحال ” اللبنانية ، والمقتطف ، وكانت مريانا تجمع بين الثقافتين العربية والفرنسية . وكانت هي السبّاقة إلى إحياء تقليد المجالس الأدبية في أوائل القرن المنصرم ، ولقد ضمّت الحلقة
الأدبية التي أنشأتها في بيتها صفوة المؤرخين والمفكرين ، وكان لأسرتها المرموقة أثرٌ في ظهور هذه الحلقة مع استهلال الوعي الفكري فيما بعد .
وكان صالون مريانا مراش بمثابة أول صالون أدبي في حلب على نمط الصالونات الفرنسية ، وآل المرّاش على ما يبدو كانوا أصحاب صالونات أدبية ، كما ذكر زيدان من أن بعضهم كان عضواً في جمعية زهرة الآداب اللبنانية التي تأسست في بيروت سنة 1873 ، ولقد ذكر الأديب أنطوان شعراوي أن مريانا مراش تكاد تكون المرأة الوحيدة في عصرنا التي تعاطت الشعر والأدب والفنون ، على غرار بعض الأديبات الفرنجيات الراقيات ، فلقد جعلت بيتها نادياً أدبياً
لأهل العلم والفضل ، تجول عليهم في مضامير العلم والأدب ، فتطول السهرات ، وتثور المناقشات ، وتكثر المواجيد والمطارحات .
جمعيات أوائل القرن العشرين :
ومن الجمعيات التي نشأت قبل إعلان الدستور ، جمعية النشأة التهذيبية سنة 1907 ، وظلّت مستترة حتى أعلن الدستور في السنة التالية ،فأعلنت وعقدت الاجتماعات لتحرّض الناشئة الحلبية على إنشاء الجمعيات ، فكان لكلامها وقعٌ ، ولكن أيامها لم تطل فأُقفلت بعد عام .
وفي الشهر العاشر من عام 1908 تأسست في الآستانة من أبناء العرب القاطنين هناك جمعية الإخاء العربي الإسلامي وأُنتخبَت لجنة إدارية وكان مفوضها شفيق المؤيد الذي أُعدمَ في 6 آيار 1916 ، وفي العام نفسه افتتح في خان قورت بك منتدى جمعية الإتحاد والترقي .
وفي عام 1909 أنشأ القس توما أيوب نادي الأدب ليصرف الشبيبة الحلبية عن اللهو والمقاهي ويملأ فراغهم بالمطالعة والتعليم . وفي العام نفسه أُنشىء نادي الجهاد الأدبي الذي لم يدم طويلاً كسابقه . وقد أسفرت إنتخابات نادي الأخوة عن إنتخاب أحمد سامح أفندي عينتابي رئيساً أولاً ، وطوروس أفندي شادرفيان رئيساً ثانياً ، وملازم مختار بيك رئيس مكتبة وغيرهم .
واجتمع جماعةٌ من أدباء حلب سنة 1910 فأنشأوا نادي حلب وجعلوه تحت رئاسة فخري باشا والي حلب آنذاك ، فلاقى إقبالاً كبيراً ، لكنه أُقفل بعد مدة .
وكذلك وفي العام 1910 دُشّنَ نادي التعاضد المسيحي الذي كانت غايته مساعدة الأيتام والعمال وتعليم الجهّال والاهتمام بالفنون الجميلة والرياضة ، ومن أعضائه المؤسسين إسكندر أخرس ، واسكندر أسود ، كميل حنا شمبير ، يورغاكي سالم ، وقبلَ الوالي فخري باشا أن يكون رئيساً فخرياً للنادي .
وفي العام نفسه أيضاً تأسست الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية وكان لها فروع في دمشق – القامشلي – اللاذقية – كسب – اليعقوبية – وأول رئيس لهذه الجمعية أومنيك مظلوميان ، وهو جَدُّ كوكو مظلوميان صاحب أوتيل بارون الشهير ، ومن الضروري أن نذكّر أن هذه الجمعية قد تأسست عام 1906 قبل ذلك في القاهرة .
وتقوم الجمعية بإصدار مجلات ونشرات وكتب بالأرمنية والعربية ، ولها نشاطات أدبية متنوعة بالتعاون مع الجمعيات الأرمنية الأخرى والمركز الثقافي العربي ، ومن أهم محاضراتها ، محاضرة الأرمن في جبل موسى لنديم شمسين ، ومحاضرات أخرى للعديد من الأدباء منهم : عبد الله يوركي حلاق ، وليد إخلاصي ، دريد لحام ، جورج سالم ، جورج غوستانيان ، نزار خليلي ،
عمر الدقاق ، وغيرهم .
ويتبع لهذه الجمعية نادي الشبيبة الأرمني الذي يرأسه آكوب ميخائيليان ، ويتميّز هذا النادي بمسرح أتاميان ، وكورال سانتريان ، وقام بنشاطات عديدة في المحافظات السورية والقطر اللبناني .
ويتبع لها أيضاً المعهد الموسيقي للشبيبة الأرمنية الذي تأسس عام 1993 ويرأسه رئيس نادي الشبيبة نفسه .
وكذلك يتبع للجمعية مرسم صاريان الأكاديمي الذي تأسس عام 1954 ، وهو أول مرسم أكاديمي في سورية أسسه الدكتور روبرت جابجيان و زاريه كابلان .
وفي عام 1911 أُفتتح نادي الإخاء وإتخذَ له محلاً خاصاً في جادة الخندق ، وكان مبدأه : الإتحاد ، نشر الفضائل ، معاونة الحكومة في نشر المعارف والأخلاق والوعي من خلال الكتابة والخطابة ، وكان أحمد أفندي كتخدا رئيساً لمجلس الإدارة ، وطلب عفوَهُ من هذا المنصب فيما بعد .
وفي عام 1913 أُنشئَت جمعية تثقيف الفقير التي استمرت مدةً ، وكذلك تشكّلت جمعية المقاصد الخيرية على غرار جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت ، وقد أنشأها بعضُ أدباء حلب تحت شعار ” لا حياةَ إلاّ بالعلم “.
وكذلك أُنشِئَت الجمعية الإسلامية الشرقية ، وكان هدفها السعي في ترقية العلم ونشره بمالٍ يُجمع بالاشتراك من أفرادِ الأمّة .
وفي عام 1914 تشكلت جمعية المعارف الأهلية الإسلامية وذلك نظراً لما شوهد من إنحطاط العلوم والمعارف وفساد التربية والأخلاق وغياب المدارس في حاضرة الشهباء ، حيث إجتمع فريقٌ من ذوي الغيرة في زاوية آل الكيّال وقرروا تأسيسها ، واتخذوا مقراً لها في المدرسة الحلوية ، وترأسها رضا أفندي الرفاعي ، ونائبه الشيخ محمد أفندي طلس ، والكاتب الأول الشيخ راغب أفندي الطباخ ، والكاتب الثاني عبد الوهاب أفندي ميسّر ، وغيرهم .
وفي التاسع عشر من تشرين الأول عام 1918 تحزّبَ حزبٌ من الشبيبة العربية وأتوا مكان جمعية الإتحاد والترقي المعروف بإسم ” قلوب ” ووضعوا أيديهم عليه وعلى ما فيه من كتب والأساس وسمّوه نادي العرب و أصدروا صحيفة يومية أسموها ” العرب ” . وفي عام 1919 تشكّلت جمعية النهضة العلمية وكانت برئاسة السيد طاهر كيالي ، هدفها إحياء العلوم ونشر المعارف ، وتأسيس المدارس ، وكانت مؤلفة من أربع هيئات هي : الهيئة العمومية ، هيئة
الإدارة ، هيئة المراقبة وهيئة العمدة العلمية .
وفي عام 1920 أُسست الجمعية الديمقراطية الوطنية ، وهي جمعية علمية وإجتماعية وسياسية ، هدفها توحيد الموقف وكلمة الأمة ، وغايتها الدفاع عن حقوق الشعب والوطن ، مركزها في حلب ، ولها فروع في المحافظات الأخرى ،
وكان لها جريدة هي لسان حالها . ففي عصر يوم الجمعة التاسع من كانون الثاني 1920 أُفتتح نادي الجمعية بالقرب من أوتيل بارون بجانب خان الصندل ، ومن أعضائها شاكر نعمت شعباني رئيساً ، عبد الغني ملاح ، وصفي الروح ، جميل إبراهيم باشا ، طاهر كيالي ، صبحي قناعة ، عبد العزيز ملاح ، أعضاء .
.
وفي العام نفسه تأسست جمعية خريجي كيليكيا ، والتي عُرفت فيما بعد 1956 باسم جمعية الجيل الجديد الثقافية ، وفي عام 1965 تم تأسيس جمعية كيليكيا الثقافية تابعةً لجمعية الجيل ، وتمتد جذور هذه الجمعية منذ أن إستوطن الشعب الأرمني المهاجر من تركيا في حلب ، وقد شاركت الجمعية بالنهضة الثقافية وبخاصة من خلال مسرحها المعروف بإسم ” إنترانيك ” الذي ترك أثراً جميلاً في ذاكرة الشعب الحلبي .
ويُعدّ عام 1956 فترة تأسيس رسمي لجمعية الجيل ، حيث كان مؤسسها وأول رئيس لها مارديروس مارديروسيان ، ومن أهم نشاطاتها محاضرات وأمسيات لعدد من الأدباء منهم ” خليل هنداوي ، خير الدين الأسدي ، الشاعرة سيلفا كابوديكيان ، والشاعر فيروز خان راويان الذي تحمل مكتبة الجمعية إسمه .
أمّا فيما يتعلق بجمعية كيليكيا فقد تأسست كما أسلفنا عام 1965 وكان من المساهمين في تأسيسها غيونت قاولاقيان ، روبين ديراريان ، سيراتوس قسيس وغيرهم ، ولعل الهدف الرئيس لتأسيسها هو المحافظة على بقاء مدرسة كيليكيا لتأمين احتياجاتها المادية والمعنوية . وتولّى رئاستها الدكتور طوروس توخمانيان ، والغاية الأساسية لكلتا الجمعيتين المساهمة في النهضة
الثقافية .
وفي الثاني من آب 1924 تأسست جمعية أصدقاء القلعة والمتحف ، فكانت بذلك أول جمعية آثارية تاريخية في سورية ، ورائدة على مستوى الوطن العربي ، وقد ساهم في تأليفها لفيفٌ من الأعلام والعلماء من أبرزهم الشيخ كامل الغزي ، الشيخ راغب الطباخ ، والأب جبرائيل رباط ، والمهندس صبحي مظلوم ، والشيخ عبد الوهاب طلس ، والأستاذ أسعد عنتابي ، والسيد بلوا دورو ترو مفتش آثار المنطقة الشمالية آنذاك ، والأب جورجس منّش ، وكان سبب تأسيسها
الشعور الوطني نحو تراث الأمة وحمايته أمام إجراءات الضباط الفرنسيين الذين اتجهت أنظارهم مع بداية الانتداب على سورية إلى قلعة حلب ، وما زالت الجمعية تنادي بحماية الآثار وإنشاء متحفٍ وطني في حلب حتّى تمكّنت من إنشائه بموجب القرار 136 لعام 1926 ، ورافقه صدور نشرة آثارية عن المكتشفات في شمالي سورية ، وبعد مضي ست سنوات إقترح الشيخ كامل الغزي تغيير إسمها إلى العاديّات وذلك عام 1930 ، وقد أصدرت الجمعية منذ آيار 1931 مجلة العاديّات ، وهي أقدم المجلات الآثارية في الوطن العربي . وقد ترأس الجمعية كامل الغزي مدة ثلاث سنوات ، حيث كان مركزها المؤقت في غرفة المجمع العلمي بخان الجمرك ، وبعد ذلك رأسها الأب جبرائيل رباط 1933- 1934 ، الشيخ راغب الطباخ 1934- 1939 ، وتوقّفت الجمعية في الحرب العالمية الثانية وتوقف إصدار المجلة أيضاً ، واستعادت الجمعية نشاطها مع بداية عام 1950 ، وترأسها الدكتور عبد الرحمن كيالي 1950 – 1969 ، والدكتور أدولف بوخه 1969 – 1973 ، ومن عام 1973 – 1988 ترأسها سعد زغلول الكواكبي ، ومن 1988 – 1994 عبد الهادي نصري ، ومن ثمّ تم تقديم مبنى جميل جداً للجمعية ، عام 1988 ، وفي عام 1994 – 1996 ترأسها محمد وفا بطيخ ، ومن ثم ترأسها عدة مرات الأستاذ محمد قجّه .
أمّا مجلة العاديات فلقد أعيد إصدارها بالتعاون مع جامعة حلب ، بإسم مجلة عاديّات حلب ، وللجمعية أفعال كثيرة نذكر منها ، أنها في عام 1983 كان لها شرف توجيه الدعوة لعقد الندوة العالمية الأولى لحماية حلب بالتعاون مع الجامعة ونقابة المهندسين ، وساهمت أيضاً بتأسيس معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب ، وشاركت في جميع الندوات العالمية بتاريخ العلوم عند العرب ، وفي العديد من المؤتمرات الدولية ، والجمعية ذات نشاطات متنوعة كما تدل على ذلك لجانها في مجلس إدارتها ، وهي تقيم محاضراتها الثقافية
مساء كل أربعاء ، ومن محاضرات الجمعية الكثيرة ، ندوة عن المؤرخ الحلبي الكبير كمال الدين بن العديم ، شارك فيها الدكتور شاكر الفحام ، الدكتور شاكر مصطفى ، الدكتور سهيل ذكار ، وذلك في فبراير 1991 .
ندوة حوار بين المعاصرة والتراث بالتعاون مع جمعية أصدقاء دمشق ، شارك فيها ، الأستاذ نجاة قصّاب حسن ، الدكتورة ناديا خوست ، الدكتور إحسان الشيط ، عام 1992 .
وندوة المراكز الثقافية في بلاد ما بين النهرين في القرنين السادس والسابع الميلاديين ، للمطران يوحنا إبراهيم .
وأمسية شعرية حلبية شارك فيها أحمد ديبة ، قدري مايو ، محمد عيان الخطيب
، محمد كمال ، رياض حلاق .
ندوة أبو حيان التوحيدي في ذكراه الألفية شارك فيها الدكتور مصطفى جطل ،
الأستاذ محمود فاخوري ، الدكتور حسين الصديق .
ندوة جورج سالم أديب حلب الراحل ، شارك فيها الدكتور عبد السلام العجيلي
، الأستاذ أنطوان مقدسي ، الدكتور غسان السيد .
وفي عام 1926 تأسس نادي الشبيبة السوري الثقافي ، وإتخذ له مقراً في محلة التلل ، وكان المؤسسون : أوهانيس مليكسيثيان رئيساً ، كيورك دونويان ، هاكوب كسباريان ، آكوب إسرائيليان ، كريكور اولبكيان ، ويتابع النادي نشاطه بشكلٍ منتظم . رئيسه السابق كان موسيس فاقجيان ، وغاية النادي هي المساعدة في تهذيب وتثقيف الأفكار لدى الشبيبة وتقدمها ثقافياً ، وذلك عن طريق إلقاء المحاضرات وإقامة الندوات والعروض المسرحية ، والتعرف على التراث ، والنادي يمتلك مكتبة فخمة وقاعات واسعة للمطالعة ، وهو يدعو إلى
التعاون الثقافي العربي – الأرمني ، وله كتب مطبوعة ، ومن نشاطاته مسابقة أدبية بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب العرب .ولقد جمعت الأعمال الفائزة وطبعت تحت عنوان ” رحيل اللقالق ” .
وإقامة حفل تكريم الأديب إبراهيم الخليل ، وإقامة محاضرات وامسيات للعديد من الأدباء العرب ، منهم : وليد إخلاصي ، عبد السلام العجيلي ، إحسان الشيط ، زكي حنوش .
وفي عام 1931 تأسس نادي ” واص بروكان ” وهو يضم أرمن مرعش الذين قدموا من تركيا ، أسسه ” ستراك خراكيان ” وكان للنادي نشاطاً ثقافياً ، لكن هذا النشاط إستقل فيما بعد بنادٍ خاص هو نادي الشبيبة المثقفة وذلك في عام 1971 ، وترأسه الدكتور زاوين روبيان ، ومن ثم الدكتور باركيف انضونيان ، ثم الآنسة جاكلين قصابيان ، ومن ثم الدكتور كريكور طراقجيان .
ويقوم النادي بنشاط المحاضرات والرحلات السياحية والعروض المسرحية من فرقته الخاصة ، ويقدم النادي محاضرات أدبية بالإشتراك مع النوادي والجمعيات الأخرى ، ومع جامعة حلب وبخاصّة في معرض الكتاب الأرمني العربي بشكلٍ سنوي .
وفي عام 1937 تأسست الفرقة القومية ، وأعضاؤها هم تلامذة المدرسة الشرقية وممثلوها ، التي كانت قائمة في حي الفرافرة ، وكان يرأسها فاتح غضنفر .
وفي عام 1958 تم التوقيع على ميثاق إتحاد الأندية : الفرقة القومية ،الفرقة العربية والنادي الفني ، وتقرر تسميتها الأندية الفنية المتحدة ، ثم حُلّت وأُلغيت تسمية الفرقة القومية للتمثيل ليحلّ محلها ” نادي التمثيل العربي للآداب والفنون الذي تأسس عام 1958 ، ورأسه ظريف صباغ ، وحين انتقل مقر النادي عام 1970 إلى محطة إنطلاق الباصات الغربي بعد أن كان في حي الإسماعيلية جانب مشفى فريشو ، تابع عروضه المسرحية . وفي عام 1989 أُصيب ظريف صباغ بمرضٍ عُضال أقعده ، فكرّم ومنح وسام الشرف ، وبعد وفاته تمت دعوة أدباء ومبدعي الشهباء لانتخاب مجلس إدارة جديد ، وتم إنتخاب الأستاذ محمود فاخوري رئيساً للنادي . وللنادي نشاطات أدبية وثقافية مساء كل يوم سبت .
وفي عام 1954 تأسست ندوة الشعلة الثقافية للسريان الأرذوكس وترأسها المطران جرجس برنان ، وتقوم الندوة بنشاطات ثقافية وأدبية ، رأسها أخيراً جان وانيس ، ومن نشاطاتها محاضرة للمحامي هائل اليوسفي ، وأمسية شعرية لعمر الفرا ، و أمسية للدكتور الشاعر الياس هدايا ، وأمسية للدكتور عبد السلام العجيلي ، ومحاضرة للمطران يوحنا إبراهيم . ومستمرة في عطائها وتنسيقها مع الجمعيات والنوادي الأخرى .
وفي عام 1955 تأسس فرع جمعية المعري – تكيان الثقافية بحلب ، عن الجمعية الأساسية التي تأسست في لبنان عام 1947 ، والتي لها فروع في مختلف أنحاء العالم ، ويُعدّ آكوب ديكرمنجيان من أوائل رؤسائها ، أمّا تسميتها المعري – تكيان ، فتعود الى الربط بين الشاعر العربي أبو العلاء المعري ، والشاعر الأرمني إبراهام تكيان الذي ترجم شعر المعري إلى الأرمنية وتأثّر بفلسفته وشاعريته ، فكان أميراً لشعراء الأرمن . ومن محاضرات الجمعية ، محاضرة عن المذابح الأرمنية للدكتور سمير رفعت ، ومحاضرة القاسم المشترك بين الشعبين الأرمني والعربي للدكتور نعيم اليافي ، إضافةً إلى نشاطات ومحاضرات وأشياء كثيرة .
وفي عام 1956 كتب الأديب بدر الدين الحاضري مقالة في مجلة الكاتب بعنوان ” أزمة الأدب في حلب ” فتسببت في لقاء عتاب و ودي حولها بين خليل هنداوي وكاتبها ، تمخضت عنه فكرة تأسيس رابطة الأصدقاء برئاسة خليل الهنداوي وعضوية بدر الدين الحاضري وفاضل السباعي وعلي بدور وعلي الزيبق ، مظفر سلطان ، جورج سالم ، فاضل ضياء ، لوريس سالم وجان سالم ، يجتمعون كل شهر في منزل أحدهم فتتلى النصوص الأدبية وتُناقش ، ولعل أهم أهداف الرابطة إحياء الحركة الأدبية بحلب ، وإنفضّت الرابطة بعد قيام الإنفصال بين مصر
وسورية بسبب غياب وانشغال بعض أعضائها ، وكانت الرابطة تنشر نتاجها الأدبي في مجلات الأديب والآداب اللبنانيتين والثقافة السورية .
وفي عام 1957 تأسس نادي شباب العروبة للآداب والفنون ، ومن مؤسسيه ، الدكتور زهير أمير براق ، أحمد حداد ، غسان براقي ، محمد نور قوجه ، سميح يحيى ، ويهتم النادي بالنشاط الثقافي والأدبي والفني ، ومن الذين لهم نشاطات في هذا النادي الأدباء ، محمد جمال باروت ، الشاعر عصام ترشحاني ، الشاعر يوسف طافش ، الدكتور فيصل أصفري ، الدكتور محمد علي هاشم ، الدكتور بشير الكاتب ، الأديب وليد إخلاصي ، الشاعر محمد أبو معتوق ،
الدكتورة سحر روحي الفيصل ، وغيرهم كثير .
وفي عام 1957 تأسست جمعية النهضة الثقافية بجهود بعض الأدباء المهاجرين من مدينة أورفة التركية إلى حلب ، وتقوم الجمعية بنشاطات ثقافية وأدبية وتساهم في معارض الكتب والمعارض الفنية ، وتسعى جاهدة لتكريس التعامل الثقافي بين الأرمن والعرب .
وفي عام 1959 تأسست جمعية الشهباء ترأسها أولاً مصطفى السيد ، ثم منير برمدا ، ومن ثم عبد الرحمن الكواكبي ، وحصلت على إذنٍ خاص لإلقاء المحاضرات ، فأصبحت قناة حضارية ثقافية متميّزة . وقدمت العديد من النشاطات الأدبية بالإشتراك مع جامعة حلب وجمعية العاديات ونادي شباب العروبة .
وفي عام 1959 أيضاً تأسست الجمعية العربية للآداب والفنون من تسعة شبان مصريين وسوريين هم ، أحمد نهاد الفرا ، ناهد صقر ، وداد الفرا ، علي بدور ، محمد صبحي كردي ، دُرية رنة ، محمد العيان ، مصطفى عبد الدايم ، سعيد أحمد الناضوري ، محمد العبد منصور . إتخذت مقراً لها في بناية محمود سليمان جانب المتحف ، ثم انتقلت إلى مقرها في مركز إنطلاق الباصات الغربي ، ترأسها منذ البداية أحمد نهاد الفرا حتى وفاته عام 1994 فخلفه محمد رياض الفرا ، وكانت أهداف الجمعية تنمية ميول الشباب في القطرين المصري
والسوري فنياً وأدبياً .
قدمت الجمعية الكثير من المسرحيات ، وأسست أكثر من فرقة موسيقية ، كما كانت تقدم العديد من المحاضرات الأدبية بالتعاون مع المركز الثقافي العربي ونقابة المعلمين وجامعة حلب ، والجامعة العربية الأوروبية في باريس ، ومن نشاطاتها محاضرة بعنوان رقص السماح ، أُلقيت في جامعة مروة في إستانبول بالتعاون مع الجامعة العربية الأوروبية ، مُنح خلالها
المحاضر أحمد نهاد الفرا لقب دكتور فخري ، كما إستضافت الجمعية عدداً من الأدباء منهم : عبد الله يوركي حلاق ، محمود فاخوري ، أحمد وهبي السمان ، هند هارون ، وجيه البارودي ، عمر الدقاق وغيرهم .
وفي عام 1965 تأسس النادي العربي الفلسطيني برئاسة حفظي عبد الحميد ، ويقوم النادي بتفعيل الحركة الثقافية بحلب من خلال إقامة الندوات والملتقيات الأدبية ، وأصدر مجلة المقاومة ، من أهم نشاطاته أمسية للشاعر محمود درويش بالإشتراك مع جامعة حلب ، كما إستضاف النادي العديد من الأدباء منهم : الدكتور نعيم اليافي ، الشاعر ممدوح عدوان ، الشاعر محمد علي شمس الدين ، الأديب نبيه سليمان ويوسف سامي اليوسف .
وفي عام 1970 أُنشىء صالون بإسم الشاعر والفيلسوف الأرمني باردير سيفاك ، ترأسته الأديبة لوسي سلاحيان ، ومن الأدباء الأرمن الذين ارتادوه : أونيك سركيسيان ، فاهه فاهيان ، كيفورك تميزيان ، طوروس طورانيان ، كما زاره الأديب العالمي وليم صارويان قادماً من الولايات المتحدة . ومن الأدباء العرب الذين ارتادوا هذا الصالون : جورج سالم ، خليل الهنداوي ، وليد
إخلاصي ، فاضل السباعي ، علي بدور ، جورجيت مطر ، هيام نويلاتي ، محمود
حريتاني وغيرهم كثير .
وكان من إهتمامات الصالون تعريف الأدباء الأرمن بالأدباء العرب .
وفي عام 1971 تأسس نادي السينما ، وكان المؤسسون لهذا النادي : جورج طرابيشي ، هنريت عبودي ، بكري الناصر ، صفوان عكي ، وليد إخلاصي ، محمد نبيه قطاية ، سلمان قطاية ، جورج سالم ، ميشيل ديمرجيان ، ورأسه صادق العبسي ، قدم النادي نشاطات سينمائية متعددة أبرزها عروض أفلام ذات الموضوعات الاجتماعية والسياسية والروائية العالمية .
وفي عام 1975 أُنشئت الجمعية السورية لتاريخ العلوم ، ترأسها الدكتور أحمد يوسف الحسن ، وتضم المهتمين بتاريخ العلوم عند العرب . ومن محاضراتها : الهندسة في مساجد حلب الحديثة بين التجديد والتقليد للمهندسة نجوى عثمان . علم المخطوطات العربية وتحقيقها للأستاذ محمود فاخوري . الأرقام عبر التاريخ للدكتور خالد الماغوط .
ولا بد لنا إلاّ أن ننوّه إلى أنه منذ عام 1983 وفيما بعد ظهرت محاولات أدبية عديدة لتشكيل ما يُسمى بالمنتدى أو الصالون ، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ولم تستمر سوى أشهر قليلة ، ومن باب التأريخ نعرّج على ذكرها :
ففي عام 1983 شُكل المنتدى الأدبي الحديث من الأدباء محمد زكريا حيدر ، مصطفى الشب ، معن حوكان ، محمد علي الشريف ، خالد أعرج ، عبد الرحمن حلاق ، عبد السلام حلوم ، إبراهيم كسار ، لكنه توقّف بعد أربعة أشهر وأُعيد تشكيله بعد عامين بإسم المنتدى الأدبي بعضوية : مصطفى الشب ، محمد علي الشريف ، محمد علاء الدين ، مصطفى الحاج حسين ، محمد زكريا حيدر ، أبراهيم كسار ، وكان هدفهم تحقيق الفعالية الأدبية في المنابر الثقافية لكنه توقّف أيضاً بعد تسعة أشهر .
وفي عام 1989 دعا الفنان التشكيلي إسكندر حداد لإقامة منتداه الأدبي في منزله لكنه أيضاً لم يستمر سوى أقل من عام ، وكان من رواده ، الشاعر عصام ترشحاني ، مسلم الزيبق ، ذكرى الحاج حسين ، حسين درويش ، لينا الدسوقي .
وفي عام 1990 أقامت سميرة العايش صالوناً في منزلها إرتاده ، عصام ترشحاني ، محمد أبو معتوق ، يوسف طافش ، نظيم أبو حسان ، راضية إسماعيل ، غالية خوجة ، فائز العراقي ، أديل برشيني ، ذكرى الحاج حسين ، راضية إسماعيل ، تانيا أسعد ، لكنه لم يستمر سوى عام واحد .
في عام 1991 دعت الشاعرة إديل برشيني لإقامة منتدى أدبي في منزلها تحت إسم منتدى هديل الأدبي ، وارتاد هذا المنتدى تانيا أسعد ، عبود كنجو ، أمينة أبو شربو ، عصام ترشحاني ، نضال الصالح . ومن ثم توقف .
في عام 1994 دعا المحامي عبد الوهاب مرعشلي لإقامة منتدى في مكتبه تحت إسم منتدى حلب الثقافي ، وكان من رواده محمد جمال طحان ، عامر الدبك ، ابراهيم كسار ، محمد كرزون ، أنور أصفري ، مصطفى الحاج حسين ، واستضاف المنتدى الدكتور عبد الرزاق عيد – محمد جمال باروت في ندوة حول النظام العالمي الجديد ، الشرق أوسطي . وسرعان ما توقّف هذا المنتدى أيضاً .
في عام 1995 أسس الكاتب أنور أصفري صالوناً أدبياً أسماه ” الأدباء الجوالون ” وتميّز بأنه يستقبل الجميع ويُشركهم في الحوار والنقاش المُدار ، حيث كانت تقرأ بعض الأعمال ويتولى الحاضرون نقد هذه الأعمال من وجهة نظر المتحدث ، وكان الصالون يستعرض واقع الحركة الثقافية والأدبية والاجتماعية وحقوق الإنسان ، مما يجعل الحضور على دراية بمستجداتها ، إضافةً إلى تداول أخبار الأدب والثقافة ، وكل هذه اللقاءات كانت تتم في منزل أنور أصفري ، ولكن هذا الصالون عُرف عنه بأنه يتناول الأمور من خلال منظار يغلب عليه الطابع
السياسي المنصهر بالأدب والثقافة . حيث جمع تأسيس ” الأدباء الجوالون ” المؤسس الأديب أنور أصفري ، الشاعرة ليلى مقدسي ، الشاعر إبراهيم كسار ، الشاعر عامر الدبك . وأخذت هذه المجموعة تطوف المدن السورية وتقدم أمسياتها القصصية والشعرية التي تغني للأرضِ وللإنسان ، وقدمت هذه المجموعة أعمالاً ناجحة في العديد من المدن السورية مثل : منبج – السلمية – حماة – حمص – الرقة – ادلب – حلب – اللاذقية – معرة النعمان – جبلة ، ولكن لم يُكتب لهذا الصالون الأدبي الإستمرار طويلاً أيضاً ، حيث تلاشى بعد غياب مؤسسه عن أرض الوطن .
إضافة إلى محاولات أخرى مثل محاولة جورجيت حنوش ، ومحاولة الأديب نهاد سيريس ، الذي جمع نخبة معينة من الأدباء كانوا يتزاورون والأدب وحده هو هاجسهم الوحيد .
كل ما ذُكر مؤخراً كان يجسّد محاولات أدبية ولكنها تلاشت بسرعة وإن كان العنوان الطاغي عليها هو الأدب .
ومما لاشك فيه أن حلب الشهباء التي كانت تحتل موقعاً ثقافياُ فعالاً خلال قرنٍ كاملٍ على مستوى الوطن العربي ، حيث كانت كما ذكرنا سابقاً أنها ثالث عاصمة ثقافية في العالم العربي بعد القاهرة وبيروت .
ولا بد من مناشدة المسؤولين والمثقفين والأدباء أن يتفهموا واقع التجمعات الأدبية من حيث أهميتها ، وضرورة دعمها وبخاصة من الناحيتين المعنوية والمادية ، حيث أن كل الجمعيات والتجمعات الأدبية والثقافية تعتمد على نفسها في تمويل ذاتها ، وهذا مما يعيق استمرار الفعاليات الثقافية .
إن ظهور التجمعات بأنواعها الأدبية والثقافية إنما هو دليل صحة وعافية ، حيث أنها الرئة التي يتنفّس من خلالها الأدباء والمثقفون لينهضوا بمجتمعهم و يرتقوا به نحو سلم الحضارة والإنسانية والمحبة والمعرفة .
Sunday, April 13, 2025
لهذا يجب محاكمة الطبقة السياسية :
لهذا يجب محاكمة الطبقة السياسية:
ثلاثة أسباب لا تحتاج لأدلة و شهود تُحتم محاكمة قادة الأحزاب و الساسة المتحاصصين و معاقبة مَنْ حولهم من المرتزقة :
السبب الأول : أنهم كاذبون و مخادعين جملة و تفصيلاً, و أوضحها ما ظهر على لسانهم, حين أقسموا بآلله - بآلمناسبة (الله) بنظرهم مجرد وَهْم - بأنهم لم يسرقوا و لا يملكون ديناراً لأنفسهم و لا مالاً لتزويج أبنائهم, و أشهر هؤلاء الفاسدين المنافقين, هم المالكي و حسن العامري و عمار و زيباري و مشعاني والربيعي و خنجر و وو, ولا نحسب المرتزقة من حولهم من الخط الأول و الثاني لأنهم مجرد أجساد تتحرك لا روح ولا وجدان و لا ضمير بوجودهم, و هدفهم الوحيد هو جمع الرواتب و الأموال, و جميعهم , و لا حاجة لبيان الأدلة فقط إمتلأت بها المقالات و التقارير و الواقع يشهد بذلك!
السبب الثاني : إنهم و بقوة السلاح خنقوا كل صوت حر و حاصروا المفكريين الحقيقيين و الفلاسفة, و فسحوا المجال أمام طبقة إعلامية سطحية بائسة لا تتقن معالة واحدة من مبادئ الفكر أو تأريخ الصالحين, لهذا قدوتهم هم الطبقة الفاسدة التي تمدّهم بآلأموال مقابل الوعظ و التمجيد الكاذب, لهذا فأن هذا الأعلام تسبب في تعميق جراح العراق و إنتشار الفساد و الطبقية في كل حدب و صوب.
السبب الثالث : لقمة الحرام التي دخلت بطون أعضاء الحكومة و البرلمان و القضاء و بآلتالي اكثرية الشعب العراقي, و يكفي أن تتطلع على رواتبهم و مخصصاتهم و فسادهم الذي أزكمت الأنوف و ضج العالم بخبرهم!
و لقمة الحرام حين تدخل البطون تحتاج إلى 40 يوماً من الأعتكاف و العمل الصالح كي يتطهر صاحبه, و هؤلاء أولاد الحرام ليس فقط لا يعتكفون, بل لا يعرفون قوانين الأعتكاف و العمل الصالح خصوصا أعضاء حزب الدعوة الفاسد العار و الذين أصبحوا بحق قدوة فاسدة لتخريب أخلاق الشعب العراقي كله, فآلبعث الذي مهد لهذه العاقبة لم يكن أحد ينتقده كثيراً لأنهم أعلنوا منذ مجيئهم بأنهم جاؤوا للحكم لأجل المال و الظلم و من ينازعهم يعدمونه و هكذا فعل صدام و حزبه .. حتى عند هروبه أمام الأعداء أخذ معه كل دولارات البنك المركزي و كانت بحدود 14 صندون مملوء بآلدولار و كما شهد بذلك آخر أخوين مرافقين له محمد و أحمد عندما كان صدام مختبئاً في مزرعة الشيخ نامق تحت الأرض.
وإليكم القول الفصل على لسان الأمام عليّ(ع) الذي شوّه المتحاصصين و الساسة الحاكمين و النواب نهجهم .. حيث هدموا ما بناه الشهداء العظام و المجاهدين الحقيقيين المحاصرين بتضحياتهم الكونية عبر التأريخ حتى سنوات الجمر العراقي و للآن, ولم يطمعوا بشيئ سوى هداية الناس و تطبيق العدالة بعكس الطبقة السياسية الحاكمة تماماً!
عندما سُئل الأمام عليّ(ع), السؤآل التالي :
[كيف تُفسد العامّة من الناس؟ أجاب أروع توصيف للجذور قائلاً :
(إنَّما هي من فساد الخاصَّة ، وإنّما الخاصّة ليُقسمون على خمس :
العلماء وهم الأدلّاء على الله ، و الزهّاد وهم الطريق إلى الله ، و التجّار وهم أمناء الله ، و الغزاة وهم أنصار دين الله ، و الحكّام وهم رعاة خلق الله ،فإذا كان العالِم طمّاعاً وللمال جمّاعاً فبمن يستدل ؟
وإذا كان الزاهد راغباً ولما في أيدي الناس طالباً فبمن يُقتدى ؟
وإذا كان التاجر خائناً وللزكاة مانعاً فبمن يُستوثق ؟
وإذا كان الغازي مرائياً وللكسب ناظراً فبمن يُذبّ عن المسلمين ؟
وإذا كان الحاكم ظالماً وفي الأحكام جائراً فمن يُنصر المظلوم على الظالم ؟
فوالله ما أتلف الناس إلّا العلماءالطمّاعون ، و الزهّادالراغبون ، و التجّارالخائنون ، و الغزاةالمراؤون و الحكّام الجائرون ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون والعاقبة للمتقين)].
المصدر: ميزان الحكمة ج٣.
حقّاً ؛ إذا كان الحاكم ظالماً و في الأحكام جائراً فمن ينصر المظلوم على الظالم!!
و بغير ذلك فأن الظلم سيمتد و ينهي العراق و يجعله على مشارف الهاوية ليظهر صاحب الزمان(ع) و تكون الخاتمة على يديه بسبب هؤلاء المجرمين و مرتزقتهم الذين لا يفقهون شيئا, لا من الدّين و لا من السياسة و لا الأقتصاد ناهيك عن الأخلاق و الحُب و القيم التي محوها من صفحة العراق تماماً كنتيجة طبيعية للرواتب و للقمة الحرام.
حكمة كونية : [الكاذب لا يمكن أن يكون نزيهاً].
Saturday, April 12, 2025
هل تشهدون آثار لقمة الحرام ؟
هل تشهدون آثار لقمة الحرام
ما يجري علينا بسبب الحرام:
كثيراً ما نبّهتُ المتحاصصين و حكام بلادنا و منذ نصف قرن و بآلأخص من سُميّ بدولة القانون و الأطار و غيرهم؛ بآلحذر من سرقة الفقراء عبر المخصصات و الروابط و السرقات و الصفقات المتنوعة تحت مسمّيات مختلفة, لكنه و للأسف بات المال الذي يغتر به حتى أهل العمائم من الشيوخ و السادة ناهيك عن المليشيات و الرؤساء و الوزراء خاصة هو الامل و المنى, و ذلك لفقدان التقوى و الوجدان .. الذي لا يحصل عليه العبد بسهولة إلا بعد رياضات طويلة وعريضة مع الصبر على الكثير من الأذى ..
ومَنْ مِن أعضاء الحكومة و البرلمان والاطار والمليشيات جرّب ذلك و كان صادقا تقياً!؟
بل مَنْ منهم يعرف آثار و عواقب لقمة الحرام أساساً, تلك الآثار المدمرة الواقعة في عراق اليوم؟
ليس عدلاً ولا أنصافاً أن يُسرق شعب بأكمله لأنه غير مثقف و لا يعرف حقوقه و هدفه, بسبب الوالدين و المناهج الحزبية و التربية و التعليم الفاشل والثقافة السائدة عموماً في بلادنا, بل على كل مسؤول و لأنه مسؤول أن يلاحظ تلك الحقوق , لا أن يأتي للوظيفة بآلمال الحرام و يحصل على منصب عبر وسائل مختلفة كآلواسطة أو الحزب أو التحاصص أو بفضل وأوامر القوى الكبرى التي تعمل لها جميل الفصائل والمليشيات والأحزاب المتحاصصة في العراق و إن إدعت بأنها تعادي المحتليين و المستكبرين في العلن, بعكس ما يفعلونه في الخفاء .. و كما قال معروف الرصافي رحمه الله و هو يصف حال حُكّام العراق و وعّاظهم:
[لا يَخدعَنكَ هُتاف القومِ بالوَطَنِ .. فالقومُ في السرِّ غير القومِ في العَلَن].
يضاف فوق كل ذلك إعطاء مئات الملايين من الدولارات كرشوة لأشخاص في دول أخرى لشراء ذممهم لبقاء المتحاصصين في الحكم!
في الحقيقة لقمة الحرام و التي شاعت بل شملت كل العراق تقريباً خصوصا الطبقة السياسية بسببهم؛ قد فعلت فعلها و أضاعت بوصلة العراق و العراقي و هو لا يعلم أين الحق و مَنْ المُحق و لماذا يأكل الحرام الذي أصبح حلالاً بعد مقولة "القادة" الذين نهبوا المليارات و الملايين و إدّعوا بأنها (أموال سائبة أو مجهولة المالك) لضيق أفق عقولهم و مسخ قلوبهم الفاسدة, و هكذا سار الآخرون بمن فيهم المرتزقة و الذيول الذين باتوا عالة على اكتاف الفقراء و المجاهدين الحقيقين الذين ترك أكثرهم حتى السكن في العراق, تلافياً لمشاركة الفاسدين بالنهب و السلب و لقمة الحرام, بل وفوقها أجازت حكومة السوداني المعدانية و إطاره الجاهل؛ قتل الرجال و النساء و الأطفال و كما بان خلال المظاهرات الأخيرة في الناصرية و غيرها!
المهم لقمة الحرام لم تعد اليوم في العراق حرام أو حتى مكروه بل يعتبر توفيقاً و حقاً إغتصبه الساسة و الحكومات علناً؛ و قد أثرت على الكثير من الجوانب الحياتية و المصيرية و الأخلاقية بشكل خاص و كما نشهدها على كل صعيد , بحيث بات آكلي تلك اللقمة يعتبرون أنفسهم دهاة و شياطين و شخصيات كبيرة و كما كان .. أو و كما .. علّمهم البعث الهجين و سيدهم صدام يوم كانوا معه يحكمون العراق و يعملون لأجل بقاء صدام, بكون الهدف من الحكم هو الغنى , بينما فلسفتنا الكونية تقول و تؤكد بأن :
[مَنْ يغتني من وراء السياسة فاسد].
المهم ما يعنينا هنا عرض (المخاطر) المدمرة التي تسببها لقمة الحرام لتذكير الناس و حتى الذين وضعوا أنفسهم في قمة الهرم و هم لا يتقنون أبجدية الحكم و العدالة رغم وجود عشرات مراكز الدراسات التي أسسوها و يعمل فيها من لا يعرف شرق آسيا من غربها.. المهم حكموا بفضل المحتلين, حيث صرحوا أخيراً بعد الضغوط الخارجية بأنهم مستسلمون ولا مقاومة و يطلبون:
من (أمر..يكا) ألعفو و الرضا عنهم و مسامحتهم, هذا بعد ما أقاموا الدنيا و لم يقعدوها بجهادهم و المقاومة وآلوقوف ضدهم!
بآلضبط كما فعل أستاذهم صدام قبل سقوطه , حين قال لممثل بوش أثناء لقائه في الموصل و كانت آخر إتصال بين أمريكا و صدام, قال لممثل بوش:
[أرجو إبلاغ السيد بوش بأننا لا نعادي أمريكا و قبلنا و نقبل بكل مقرراتهم, فقط لا يهجم علينا]!!!
فما علاقة المصير والتطور والأحداث و المآسي التي تؤثر على نشأة و سعادة الأمم أو شقائها بسبب لقمة االحرام!؟
فالواقع و كما أخبرتنا الكتب السماوية و تجارب الأمم ومنها أمم الغرب و حتى الشرق؛ قد أثبت بوجود علاقة مصيرية بين الكدّ المشروع لبناء الحياة و بين التزوير والنفاق لذلك, و تجربة (الرينوسانس) خير مثال على ذلك في أوربا و كذلك تجربة كوبا مع امريكا و هكذا تجربة الثورة عام 1979م في الشرق!
ورد عن رسول الله(ص) في الصحيحين كما في مدرسة اهل البيت(ع), قوله(ص) عن إبن عباس :
تُلِيَتْ هذهِ الآيةُ عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا] (البقرة: 168)، فقام سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ, فقال: يا رسولَ اللهِ, ادعُ اللهَ أنْ يجعَلَني مُستَجابَ الدَّعوةِ؟
فقال النبيُّ (ص) :
[يا سعدُ؛ أطِب مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ، والَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ, إنَّ العبدَ لَيَقذِفُ اللُّقمةَ الحرامَ في جَوفِهِ ما يُتقبَّلُ منه عملٌ أربعينَ يومًا, وأيُّما عبدٍ نَبَتَ لحمُهُ مِن سُحت فآلنار أولى به](1).
إن تمتع الإنسان بقلب و روح سليمين و نابضين بالحيوية و الصفاء و المحبة يشبه الجذر السليم لشجرة مباركة، و يجب أن يكون للشجرة جذور سالمة حتى تكون مستقرة ومثمرة بشكل دائم. الطعام الطاهر والحلال ينير قلب الإنسان، ويزيد فيه رغبة المعرفة الإلهية والعبادة، فتزداد روح الدعاء والتضرع لله تعالى، و ينمو النشاط العملي, و من ناحية أخرى فإن الطعام الحرام يسبب ظلمة في قلب الإنسان، وبالتالي ينقاد الإنسان إلى كل أنواع الذنوب!!
فالتعصب في غير محله، و الأخلاق السيئة و العديد من الرذائل الأخلاقية الأخرى كلها نتيجة لآثار لقمة الحرام(الرواتب الحرام المليونية) التي تذهب بالإنسان إلى الهلاك و تُسلب منه نور الإيمان و الراحة من قلبه, سواءً علمنا بها أم لم نعلم، فمن يأكل طعاماً طيباً و طاهراً و حلالاً ليس كمن يأكل الطعام الخبيث والنجس والحرام قطعاً, لأن لطيب المأكل والمشرب و حليتهما أو حرمتهما آثاراً كثيرة على حياة الإنسان، بل و تتعدى هذه الآثار إلى غيره أيضاً و تنتقل إلى ذريته, فأحيانا شهدت إبتلاء البعض بآلمصائب و هو مؤمن فبحثت عن الأسباب فتبين أحدها يكون بسبب أعمال باطله إرتكبها أبويه من قبل فإنعكست عليه لهول آلحرام و آثاره!
و يعني هذا التاثير السيء على الذرية(2) : ان للغذاء الحرام تأثيراً بالغاً على مستقبل الطفل حتى قبل انعقاد نطفته، فإذا إنعقدت النطفة من الحرام سيكون ذلك بمثابة الأرض الصلبة لتعاسة الطفل و شقائه حتى الموت!
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) أنهُ قَالَ :
[كَسْبُ الْحَرَامِ يَبِينُ فِي الذُّرِّيَّةِ](3).
يسبب أيضاً :عدم استجابة الدعاء:
الطعام والشراب المكتسب من الحرام، أو المحرم في الشريعة الإسلامية أكله أو شربه يشكل مانعاً مهماً ومباشراً لعدم استجابة الدعاء مهما ألحّ الإنسان في دعائه و تضرّع إلى ربه, رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله أَنَّهُ قَالَ:
[أَطِبْ كَسْبَكَ تُسْتَجَابْ دَعْوَتُكَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَرْفَعُ اللُّقْمَةَ إِلَى فِيهِ حَرَام فَمَا تُسْتَجَابُ لَهُ دَعْوَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْماً](4).
لقمة الحرام تُولّد قساوة القلب والكذب والغيبة التي تُبعد الأنسان عن الحقّ فيمقته الله، و تحيطه بالظلمة وعاقبة السوء، بل لا يعود الإنسان قادراً على تقبّل الحقّ، ولا يؤثر فيه أيّ تحذير أو وعظ، ولا يتجنّب ارتكاب أيّ جناية، و الشاهد عليه ما قاله سيد الشهداء(ع) ضمن خطبته لجيش عمر ابن سعد يوم عاشوراء: [...فَقَدْ مُلِئَتْ بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرامِ، و َطُبِعَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَ يْلَكُمْ أَ لا تُنْصِتُونَ!؟ أَ لَا تَسْمَعُونَ؟](5).
نعم، المال الحرام لا خير فيه ولا بركة, و يجلب الشقاء و العذاب و المحن، و يبعد صاحبه عن جادة الصواب ويجعله غير مُهتم بآخرته.
نستنتج من هذا الدرس العظيم :
أنّ ألإنسان المكافح أو عائلة أو أمّة مكافحة تنتج و تكدح لِلُقمة الحلال و بناء الحضارة ستكون ذات شأن و عاقبة حسنى, و الفلاح و التّقدم والسّعادة والعاقبة الحُسنى ستكون نصيبها, وآلأنسان و العائلة أو الشعب الخانع التنبل الذي تحكمه الأنظمة الفاسدة كما العراق بأمر من الإستعمار وتجبره على الضلال والربا والفساد و الفوارق الطبقية و الحقوقية حسب إتفاقيات ستراتيجية موقعة؛
ستصيبها حتماً الشقاء والبلاء و سوء الأخلاق و التكبر و الخصام و الذل, والله تعالى قد أنزل الكُتب على الناس بآلحقّ كحُجة عليهم فمن إهتدى فلنفسه ومن ضلّ فإنما يضل عليها وما أحد عليهم بوكيل.
حكمة كونيّة : [ألأمة التي تنتج أفكارها تنتج أدواتها].
و أمتنا بسبب أحزابنا الجاهلية المتحاصصة وحكوماتنا العميلة تُحاصر ألمبدعين والمفكرين والفلاسفة و تُشرّدهم ليحلّ الخراب و الفساد و البلاء و الطفيليات و المرتزقة بدلهم, لأنهم لا يعرفون بأن أبجديات الحكم هي للعدالة و نشر القيم و الأخلاق و التواضع, و ليس لسرقة الناس و تعميق الفوارق الطبقية و كما هو واقع الحال الآن
ختام الحديث هو حديث رسول الله(ص) : (الرسول "ص" قَبَّل يدان فقط في كل عمره الشريف هُما؛ يد فاطمة(ع) و يد العامل).
عزيز حميد مجيد الخزرجي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الراوي : عبدالله بن عباس(رض) , المحدث : ابن رجب. المصدر: جامع العلوم والحكم , الصفحة أو الرقم : 260/1.
أخرجه الطبراني في (المعجم الأوسط) (6495) باختلاف يسير.
(2) بإعتقادي ؛ هناك 3 عوامل مؤثرة في نشوء و تربية الأبناء ؛ [إنعكاس العلاقة الهادئة الطيبة بين الوالدين؛ لقمة الحلال؛ و الأصدقاء].
(3) مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول (للعلامة المجلسي) / المجلد : 19 / الصفحة : 89.
(4) مستدرك الوسائل (للمحدّث النوري)/المجلد:5/الصفحه:217.
(5) بحار الأنوار (للعلامة المجلسي) / المجلد : 45 / الصفحة : 8 / الناشر: دارالاحیاء التراث – قم.
نداء جديد لفقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة :
نداء جديد لفقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة:
نداء فقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة للأمة و للعراقين الذين يواجهون محنتين أحداهما أكبر من الأخرى :
ألأولى : محنة تسلط المنافقين و المرتزقة المتحاصصين من النطائح و المترديات و المنخنقات والموقوذات والتي أكلها السبع؛ لكونها صارت ميتة و محرمة, كما أموات السلطة اليوم, الذين إمتلأت بطونهم و قصورهم بآلمال الحرام بعد ما دمروا نهج عليّ و الحسين و الصدر , حين سرقوا و دمروا و أصبحوا عملاء لكل من هبّ و دبّ للبقاء في السلطة بقوة المستكبرين و حمايتهم مقابل حقوق و جوع الفقراء و المُبتلين الصابرين و تسليمها لهم و لعملائهم في المنطقة!
و الثانية : محنة تسلط القوى العظمى على مسار البلاد و العباد و حتى على تحديد شكل الحكم نتيجة تخاذل القوى السياسيّة و الحزبية المتحاصصة بكل ذلة و خنوع و تفنّن لمن أتى بهم بعد صدام الجهل و البدوية!
لذا فأن أستاذنا العظيم الذي ظلموه و خانوا عهوده بآلأمس وهو حيّ يُرزق يُناشدكم من جديد بآلتوبة و التسلح بآلفكر و توحيد الصفوف ضدّ كلّ أؤلئك المنافقين و الجهلاء المارقين من تجار السياسة بآلثورة ضدهم و الخلاص من تبعات فعالهم التي إنعكست على حياة العراق و المنطقة و كما تشهدون.
العارف الذي رشّحتَهُ لرئاسة الأمم المتحدة :
ألعارف الذي رشّحْتهُ لرئاسة الأمم المتحدة :
فلسفتي الكونية العزيزية تأثرت في بعض جوانبها العرفانية بأفكار العارف المعاصر حسين إلهي قمشئي, و آلحق عند أهل القلوب يجب أن يقال إن كان لك أو عليك, و قد أعترفت بذلك و ذكرته في جوانب من (فلسفتي الكونية الخاتمة) و أثنيت عليه في بعض المقالات, و إليكم حقائق عن تراثه العلمي و الأدبي و الفكري الذي تركه لكل محب و عاشق للفكر و الأدب و الجمال و العرفان :
هناك الكثير من المفكرين الذين قرأت لهم و لكن القليل منهم ترك في حياتي بصمة واضحة . من هؤلاء استطيع و بكل فخر ان اشير الى الدكتور قمشئي و الذي يعتبر نادرة من نوادر زماننا . لو قيل لي ما هي الشخصية التي تختارها لتمثيل البشرية - سفير البشرية - لاخترت هذا الدكتور لانه فعلا لا يمثل بلدا معينا و لا مذهبا معينا بل يمثل البشرية في أسمى معانيها .
ولد حسين الهي قمشئي في طهران العام 1318 شـ . أكمل دراسته الاكاديمية في كلية الالهيات بجامعة طهران الى جانب دروسه الحوزوية عند والده و بعض اساتذته. ثم اشتغل بالتدريس في جامعة طهران و اصبح محاضرا في جامعات ايرانية و خارجية . بدأ التأليف و الترجمة في العرفان و الادب و قد شغل منصب رئيس مكتبة ايران الوطنية لمدة سنة . مؤلفاته كثيرة جدا و لكن يمكن الاشارة الى :
- 365 يوما مع القران الكريم .
- 365 يوما مع السعدي.
- مختارات و شرح " فيه ما فيه - لمولانا "
- مختارات " منطق الطير – لعطار "
- مقدمة و تصحيح لديوان حافظ الشيرازي .
- ترجمة " النبي لجبران خليل جبران "
- المقالات .
الجامعية :
الجامعية سمة بارزة في شخصية هذا الرجل فالذي يسمع محاضراته او يقرأ تأليفاته يجده يتكلم عن انواع الادب الشرقي و الغربي ، الاديان ، الفلسفة ، التاريخ ، الهندسة المعمارية ، الموسيقى ، المكتبات و الكتب ، الاجتماعيات و علم النفس و غير ذلك من المواضيع . هذا بخلاف ما هو رائج هذه الايام من التخصص الشديد في احد فروع العلم و عدم الانفتاح على العلوم الاخرى .
القراءة :
لقد قام الدكتور بجهود جبارة كي ينشر و يحبب ثقافة القراءة الى قلوب الشباب و الشابات و قد بدأ بنفسه فهو المثال الاكمل للشخص القارئ . في محاضراته دائما نجده يتكلم عن المكتبات و القراءة الجماعية و كيف ننظم القراءة الحرة كي نخرج بالفائدة بدلا من العشوائية . من يزور موقعه يجد انه يقدم برامجا مقترحة و مختلفة للقراءة لكل فئة عمرية . و عندما سألوه عن كيف يجد الوقت لقراءة هذا الكم من الكتب اشار الى ان المسألة فقط تحتاج الى قليل من النظم و الاستمرار.
احترام الثقافات و الأديان الاخرى :
من يقرأ مقالاتي الاخيرة في الاديان الشرقية يجد اني اتكلم باحترام عن هذه الاديان و رموزها و ذلك لمسته جلياً في شخصية الدكتور فهو على الرغم من خلفيته الدينية و تربيته في بيت تقليدي الا انه يحترم الاديان الاخرى بشكل قد لا يحتمله المحافظون و رجال الدين . ليس من الغريب ان تراه ينصح بقراءة العهد القديم او الباغافادغيتا و ذلك ليس كقراءة اطلاع و نقد بل قراءة تعلم و استفادة . نعم الكثير هم من يقرأون الاعمال العالمية و لكن اما يقرأونها لدحضها و نقدها او يقرأونها بنظرة استعلائية و القليل هو من يقرأ بنفسية المتعلم الشغوف .
الادب و الادب المقارن :
الادب هو اهم اهتمامات الدكتور فتراه حافظا لاغلب دواوين الشعر الفارسي من امثال حافظ ، فردوسي ، سعدي ، الشبستري ، العطار و غيرهم. ليس هذا فحسب بل أجده حافظا لاشعار شكسبير و اجده متأثرا بقوة بشخصيات حركة التعالي الامريكية من مثل ايمرسن ، ثورو و السيدة ايميلي دكنسون . هذا و اجده مطلعا على الادب الشرقي خاصة الهندي و لكن بدرجة اقل .
الادب المقارن ايضا من اهم اهتمامات الدكتور و جل مصنفاته و محاضراته تنطوي تحت هذا الباب. فهو يعقد المقارنات و يستخرج اوجه الشبه ليس بين شعراء الفارسية كحافظ و سعدي فحسب بل بين الاعمال الشرقية و الاعمال الغربية فتراه يزاوج في محاضراته بين اشعار شكسبير و اشعار حافظ .
الحفظ :
ليس لدي احصائيات عن مخزون هذا الرجل و لكن من يسمع محاضراته يستغرب قدرته العالية على قراءة الاشعار عن ظهر قلب لشعراء مختلفين . ما يلفت النظر انه ليس كما عادة الادباء ينشد بيتا شعريا كموضع للشاهد و انما يأتي بالقصائد كاملة او اجزاء طويلة منها. أحيانا اجد ان هذا الاسترسال يخرج المحاضرة من مسارها .
تذوق الجمال :
الجمال و تذوق الجمال و معرفة الجمال مصطلحات غريبة على مجتمعنا و ثقافتنا ( اذا استثنينا الجمال الانثوي) . لكن الدكتور لا يحاول في محاضراته ان يعلمنا الجمال المعنوي فقط بل يدعو الى معرفة الجمال الحسي ايضا هذا الجمال المفقود كليا عن مدننا و شوارعنا و ممتلكاتنا . في هذا العصر الذي يعج بالكآبة اينما تولي وجهك. اعتقد اننا بحاجة الى تعلم هذه المهارة خصوصا في هذا العصر الحزين, لكثرة الظلم و الأنتهازية وحب المال و الشهوات .
حكمة كونيّة : [مشكلة بلادنا مذ تأسست, هي تسلط حكومات لا تتقن سوى التآمر و الخيانة و سرقة الأموال, لهذا النتيجة دائماً إستنزاف البلاد و العباد]
Friday, April 11, 2025
هل تشهدون آثار لقمة الحرام في بلادنا؟
هل تشهدون آثار لقمة الحرام
ما يجري علينا بسبب الحرام:
كثيراً ما نبّهتُ المتحاصصين و منذ نصف قرن و بآلأخص من سُميّ بدولة القانون و الأطار و غيرهم, بآلحذر من سرقة الفقراء عبر المخصصات و الروابط و السرقات و الصفقات المتنوعة تحت مسمّيات مختلفة, لكنه و للأسف بات المال الذي يغتر به حتى أهل العمائم من الشيوخ و السادة ناهيك عن المليشيات و الرؤساء و الوزراء خاصة هو الامل و المنى, و ذلك لفقدان التقوى و الوجدان .. الذي لا يحصل عليه العبد بسهولة إلا بعد رياضات طويلة وعريضة مع الصبر على الكثير من الأذى ..
ومَنْ مِن أعضاء الحكومة و البرلمان والاطار والمليشيات جرّب ذلك و كان صادقا تقياً!؟
بل مَنْ منهم يعرف آثار و عواقب لقمة الحرام أساساً, تلك الآثار المدمرة الواقعة في عراق اليوم؟
ليس عدلاً ولا أنصافاً أن يُسرق شعب بأكمله لأنه غير مثقف و لا يعرف حقوقه و هدفه, بسبب الوالدين و المناهج الحزبية و التربية و التعليم الفاشل والثقافة السائدة عموماً في بلادنا, بل على كل مسؤول و لأنه مسؤول أن يلاحظ تلك الحقوق , لا أن يأتي للوظيفة بآلمال الحرام و يحصل على منصب عبر وسائل مختلفة كآلواسطة أو الحزب أو التحاصص أو بفضل وأوامر القوى الكبرى التي تعمل لها جميل الفصائل والمليشيات والأحزاب المتحاصصة في العراق و إن إدعت بأنها تعادي المحتليين و المستكبرين في العلن, بعكس ما يفعلونه في الخفاء .. و كما قال معروف الرصافي رحمه الله و هو يصف حال حُكّام العراق و وعّاظهم:
[لا يَخدعَنكَ هُتاف القومِ بالوَطَنِ .. فالقومُ في السرِّ غير القومِ في العَلَن].
يضاف فوق كل ذلك إعطاء مئات الملايين من الدولارات كرشوة لأشخاص في دول أخرى لشراء ذممهم لبقاء المتحاصصين في الحكم!
في الحقيقة لقمة الحرام و التي شاعت بل شملت كل العراق تقريباً خصوصا الطبقة السياسية بسببهم؛ قد فعلت فعلها و أضاعت بوصلة العراق و العراقي و هو لا يعلم أين الحق و مَنْ المُحق و لماذا يأكل الحرام الذي أصبح حلالاً بعد مقولة "القادة" الذين نهبوا المليارات و الملايين و إدّعوا بأنها (أموال سائبة أو مجهولة المالك) لضيق أفق عقولهم و مسخ قلوبهم الفاسدة, و هكذا سار الآخرون بمن فيهم المرتزقة و الذيول الذين باتوا عالة على اكتاف الفقراء و المجاهدين الحقيقين الذين ترك أكثرهم حتى السكن في العراق, تلافياً لمشاركة الفاسدين بالنهب و السلب و لقمة الحرام, بل وفوقها أجازت حكومة السوداني المعدانية و إطاره الجاهل؛ قتل الرجال و النساء و الأطفال و كما بان خلال المظاهرات الأخيرة في الناصرية و غيرها!
المهم لقمة الحرام لم تعد اليوم في العراق حرام أو حتى مكروه بل يعتبر توفيقاً و حقاً إغتصبه الساسة و الحكومات علناً؛ و قد أثرت على الكثير من الجوانب الحياتية و المصيرية و الأخلاقية بشكل خاص و كما نشهدها على كل صعيد , بحيث بات آكلي تلك اللقمة يعتبرون أنفسهم دهاة و شياطين و شخصيات كبيرة و كما كان .. أو و كما .. علّمهم البعث الهجين و سيدهم صدام يوم كانوا معه يحكمون العراق و يعملون لأجل بقاء صدام, بكون الهدف من الحكم هو الغنى , بينما فلسفتنا الكونية تقول و تؤكد بأن :
[مَنْ يغتني من وراء السياسة فاسد].
المهم ما يعنينا هنا عرض (المخاطر) المدمرة التي تسببها لقمة الحرام لتذكير الناس و حتى الذين وضعوا أنفسهم في قمة الهرم و هم لا يتقنون أبجدية الحكم و العدالة رغم وجود عشرات مراكز الدراسات التي أسسوها و يعمل فيها من لا يعرف شرق آسيا من غربها.. المهم حكموا بفضل المحتلين, حيث صرحوا أخيراً بعد الضغوط الخارجية بأنهم مستسلمون ولا مقاومة و يطلبون:
من (أمر..يكا) ألعفو و الرضا عنهم و مسامحتهم, هذا بعد ما أقاموا الدنيا و لم يقعدوها بجهادهم و المقاومة وآلوقوف ضدهم!
بآلضبط كما فعل أستاذهم صدام قبل سقوطه , حين قال لممثل بوش أثناء لقائه في الموصل و كانت آخر إتصال بين أمريكا و صدام, قال لممثل بوش:
[أرجو إبلاغ السيد بوش بأننا لا نعادي أمريكا و قبلنا و نقبل بكل مقرراتهم, فقط لا يهجم علينا]!!!
فما علاقة المصير والتطور والأحداث و المآسي التي تؤثر على نشأة و سعادة الأمم أو شقائها بسبب لقمة االحرام!؟
فالواقع و كما أخبرتنا الكتب السماوية و تجارب الأمم ومنها أمم الغرب و حتى الشرق؛ قد أثبت بوجود علاقة مصيرية بين الكدّ المشروع لبناء الحياة و بين التزوير والنفاق لذلك, و تجربة (الرينوسانس) خير مثال على ذلك في أوربا و كذلك تجربة كوبا مع امريكا و هكذا تجربة الثورة عام 1979م في الشرق!
ورد عن رسول الله(ص) في الصحيحين كما في مدرسة اهل البيت(ع), قوله(ص) عن إبن عباس :
تُلِيَتْ هذهِ الآيةُ عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا] (البقرة: 168)، فقام سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ, فقال: يا رسولَ اللهِ, ادعُ اللهَ أنْ يجعَلَني مُستَجابَ الدَّعوةِ؟
فقال النبيُّ (ص) :
[يا سعدُ؛ أطِب مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ، والَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ, إنَّ العبدَ لَيَقذِفُ اللُّقمةَ الحرامَ في جَوفِهِ ما يُتقبَّلُ منه عملٌ أربعينَ يومًا, وأيُّما عبدٍ نَبَتَ لحمُهُ مِن سُحت فآلنار أولى به](1).
إن تمتع الإنسان بقلب و روح سليمين و نابضين بالحيوية و الصفاء و المحبة يشبه الجذر السليم لشجرة مباركة، و يجب أن يكون للشجرة جذور سالمة حتى تكون مستقرة ومثمرة بشكل دائم. الطعام الطاهر والحلال ينير قلب الإنسان، ويزيد فيه رغبة المعرفة الإلهية والعبادة، فتزداد روح الدعاء والتضرع لله تعالى، و ينمو النشاط العملي, و من ناحية أخرى فإن الطعام الحرام يسبب ظلمة في قلب الإنسان، وبالتالي ينقاد الإنسان إلى كل أنواع الذنوب!!
فالتعصب في غير محله، و الأخلاق السيئة و العديد من الرذائل الأخلاقية الأخرى كلها نتيجة لآثار لقمة الحرام(الرواتب الحرام المليونية) التي تذهب بالإنسان إلى الهلاك و تُسلب منه نور الإيمان و الراحة من قلبه, سواءً علمنا بها أم لم نعلم، فمن يأكل طعاماً طيباً و طاهراً و حلالاً ليس كمن يأكل الطعام الخبيث والنجس والحرام قطعاً, لأن لطيب المأكل والمشرب و حليتهما أو حرمتهما آثاراً كثيرة على حياة الإنسان، بل و تتعدى هذه الآثار إلى غيره أيضاً و تنتقل إلى ذريته, فأحيانا شهدت إبتلاء البعض بآلمصائب و هو مؤمن فبحثت عن الأسباب فتبين أحدها يكون بسبب أعمال باطله إرتكبها أبويه من قبل فإنعكست عليه لهول آلحرام و آثاره!
و يعني هذا التاثير السيء على الذرية(2) : ان للغذاء الحرام تأثيراً بالغاً على مستقبل الطفل حتى قبل انعقاد نطفته، فإذا إنعقدت النطفة من الحرام سيكون ذلك بمثابة الأرض الصلبة لتعاسة الطفل و شقائه حتى الموت!
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) أنهُ قَالَ :
[كَسْبُ الْحَرَامِ يَبِينُ فِي الذُّرِّيَّةِ](3).
يسبب أيضاً :عدم استجابة الدعاء:
الطعام والشراب المكتسب من الحرام، أو المحرم في الشريعة الإسلامية أكله أو شربه يشكل مانعاً مهماً ومباشراً لعدم استجابة الدعاء مهما ألحّ الإنسان في دعائه و تضرّع إلى ربه, رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله أَنَّهُ قَالَ:
[أَطِبْ كَسْبَكَ تُسْتَجَابْ دَعْوَتُكَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَرْفَعُ اللُّقْمَةَ إِلَى فِيهِ حَرَام فَمَا تُسْتَجَابُ لَهُ دَعْوَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْماً](4).
لقمة الحرام تُولّد قساوة القلب والكذب والغيبة التي تُبعد الأنسان عن الحقّ فيمقته الله، و تحيطه بالظلمة وعاقبة السوء، بل لا يعود الإنسان قادراً على تقبّل الحقّ، ولا يؤثر فيه أيّ تحذير أو وعظ، ولا يتجنّب ارتكاب أيّ جناية، و الشاهد عليه ما قاله سيد الشهداء(ع) ضمن خطبته لجيش عمر ابن سعد يوم عاشوراء: [...فَقَدْ مُلِئَتْ بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرامِ، و َطُبِعَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَ يْلَكُمْ أَ لا تُنْصِتُونَ!؟ أَ لَا تَسْمَعُونَ؟](5).
نعم، المال الحرام لا خير فيه ولا بركة, و يجلب الشقاء و العذاب و المحن، و يبعد صاحبه عن جادة الصواب ويجعله غير مُهتم بآخرته.
نستنتج من هذا الدرس العظيم :
أنّ ألإنسان المكافح أو عائلة أو أمّة مكافحة تنتج و تكدح لِلُقمة الحلال و بناء الحضارة ستكون ذات شأن و عاقبة حسنى, و الفلاح و التّقدم والسّعادة والعاقبة الحُسنى ستكون نصيبها, وآلأنسان و العائلة أو الشعب الخانع التنبل الذي تحكمه الأنظمة الفاسدة كما العراق بأمر من الإستعمار وتجبره على الضلال والربا والفساد و الفوارق الطبقية و الحقوقية حسب إتفاقيات ستراتيجية موقعة؛
ستصيبها حتماً الشقاء والبلاء و سوء الأخلاق و التكبر و الخصام و الذل, والله تعالى قد أنزل الكُتب على الناس بآلحقّ كحُجة عليهم فمن إهتدى فلنفسه ومن ضلّ فإنما يضل عليها وما أحد عليهم بوكيل.
حكمة كونيّة : [ألأمة التي تنتج أفكارها تنتج أدواتها].
و أمتنا بسبب أحزابنا الجاهلية المتحاصصة وحكوماتنا العميلة تُحاصر ألمبدعين والمفكرين والفلاسفة و تُشرّدهم ليحلّ الخراب و الفساد و البلاء و الطفيليات و المرتزقة بدلهم, لأنهم لا يعرفون بأن أبجديات الحكم هي للعدالة و نشر القيم و الأخلاق و التواضع, و ليس لسرقة الناس و تعميق الفوارق الطبقية و كما هو واقع الحال الآن
ختام الحديث هو حديث رسول الله(ص) : (الرسول "ص" قَبَّل يدان فقط في كل عمره الشريف هُما؛ يد فاطمة(ع) و يد العامل).
عزيز حميد مجيد الخزرجي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الراوي : عبدالله بن عباس(رض) , المحدث : ابن رجب. المصدر: جامع العلوم والحكم , الصفحة أو الرقم : 260/1.
أخرجه الطبراني في (المعجم الأوسط) (6495) باختلاف يسير.
(2) بإعتقادي ؛ هناك 3 عوامل مؤثرة في نشوء و تربية الأبناء ؛ [إنعكاس العلاقة الهادئة الطيبة بين الوالدين؛ لقمة الحلال؛ و الأصدقاء].
(3) مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول (للعلامة المجلسي) / المجلد : 19 / الصفحة : 89.
(4) مستدرك الوسائل (للمحدّث النوري)/المجلد:5/الصفحه:217.
(5) بحار الأنوار (للعلامة المجلسي) / المجلد : 45 / الصفحة : 8 / الناشر: دارالاحیاء التراث – قم.
Wednesday, April 09, 2025
هل توجد في بلادنا ديمقراطية؟
هل توجد في بلادنا ديمقراطية!؟
لا يوجد في العراق أي نوع من الديمقراطية .. سوى الديمقراطية المستهدفة لأجل نهب الأموال و العقارات و لأغراض لم تعد خافيه حتى على الأمييين .. و ما دامت ألأكثرية الساحقة من الشعب العراقي غير مثقفة بل و مصابة بآلأمية الفكرية بمن فيهم طلاب الجامعات؛ فأنّ الأحزاب و الساسة خصوصا المتحاصصين منهم يسرقونهم و ينزفونهم علناً و آلشعب يهتف (بآلروح ؛ بآلدم , نفديك يا هو الجان) و (علي و ياك علي) , بينما لا يعرفون أصل القصة ولا حتى حقوقهم التي عيّنها الله عن طريق أوليائه لهم ناهيك عن الدولة الإسلامية التي أقامها الأمام عليّ(ع), و لتتعرف على الحقيقة الغائبة عن الشعب العراقي بل على كل الشعوب في العالم و على ما موجود في العراق خاصة فقد أشرنا له في المقال التالي .. يرجى قرائته(3 دقائق) لتعرف حقّك المغصوب أيها القارئ على الأقل, مع تحياتي لكم أيها الكونيون أصحاب المنتديات و المقاهي الثقافية و الفكرية و الفنية في كل أنحاء الكرة الأرضية ..
في العراق الشيئ الوحيد الرائج هي الكيبتوقراطية :
والكيبتوقراطية داء أنظمة بلادنا و العالم, و إليكم :
الكليبتوقراطية؛ مصطلح يعني (حكم اللصوص) بكل وضوح، و هو نمط الحكومة التي يُراكم و يُعاظم الثروة الشخصيّة - الحزبية - و المليشياوية والسلطة السياسيّة للمسئولين الحكوميين والقلّة الحاكمة حولهم دون باقي الشعب و الفقراء منهم خصوصاً، و المتحاصصون الذين يكوّنون الكيبتوقراط عادّة على حساب حقوق الجماهير؛ هُم مَنْ يُكوّن هذا آلنظام في تلك الحكومات التي تنشأ من الأصل ديكتاتورياً و استبدادياً ليؤدي إلى تعميق الفوارق الطبقية و الحقوقية في زمن قياسي و كما حدث في العراق بعد سقوط الصنم صدّام، و مع ذلك فقد تظهر الكليبتوقراطية في بعض النظم الديمقراطية عن طريق صناديق الأقتراع بشكل طبيعي حتى و إن إدّعت بأنها حكومة الأغلبية الوطنية...!!
و لذلك قلنا مراراً و تكراراً؛ حذاراً من الوقوع في فخ الدّيمقراطية المُستهدفة كما هو الحال الآن, و ذلك بآلأنتباه إلى مقاصدها و مفاسدها الكامنة في نهب وإستهداف أموال الدولة و حقوق الناس و هدرها للأحزاب و الرؤوساء بسبب جهلهم!
فالديمقراطية الحقيقيّة الهادفة لا تعني مجرد المشاركة في إدلاء رأيك في صناديق الأقتراع؛ إنما المشاركة في ثروات البلد و خيراته أيضاً بشكل متوازٍ و مساوي مع الرئيس و الوزير و النائب و المدير بعكس ما يجري الآن في دول العالم كلها و في مقدمتها العراق .. و بغير ذلك فأن الديمقراطية ضحك على ذقون الفقراء بسبب الأمية الفكرية التي أصابتهم بتوجيه من ثقافة الأحزاب و الحكام الظالمين الذين يخافون الوعي و المعرفة, لجهلهم بأبعادها نتيجة تسلط الشيطان على قلوبهم و عقولهم.
و إن حكومة الأمام عليّ(ع) هو النموذج الأمثل المتفق عليه في نظام الحكم المخالف لنظام الكيبتوقراطية و الديمقراطية المستهدفة, لكن مع فارق واحد يمكن تجاوزه وهي العصمة الإلهية لغياب الأمام المعصوم(ع), حيث لا سبيل سوى تأئيد من له الحق في تمثيل النهج الكوني الآن.
انظر: الملف الملحق عن "كليبتوقراطية؟!", كذلك؛ راجع : كتابنا الموسوم بـ ( الجذور الفلسفية للنظريات السياسية)؛
أو القاموس الفلسفي, أو الفلسفة الكونية العزيزية :
,download book the philosophical roots of political schools pdf
عزيز الخزرجي
download book the philosophical roots of political schools pdf
الجذور الفلسفية للمدارس السياسية كتاب منهجي حول الأنظمة و المدارس السياسية و جذورها الفلسفية يمكننا إختصار عنوان...
Tuesday, April 08, 2025
أهم الكتب و النظريات الفلسفية :
أهم الكتب والنظريات الفلسفية:
هناك العديد من الكتب الفلسفية الرائعة التي يمكن أن تساعد في فهم مختلف جوانب الفلسفة.
إليك بعض الكتب الشهيرة والمؤثرة في هذا المجال:
### 1. **"الجمهورية" لأفلاطون**
- يُعتبر هذا الكتاب واحدًا من أهم الأعمال الفلسفية في التاريخ. يتناول أفلاطون فيه مفاهيم العدالة، الدولة المثالية، والتعليم.
### 2. **"التأملات" لماركوس أوريليوس**
- كتاب فلسفي عميق يتناول مواضيع الفلسفة الأخلاقية والوجودية، مكتوب على شكل تأملات شخصية من قبل الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس.
### 3. **"نقد العقل الخالص" لإيمانويل كانط**
- يُعد هذا الكتاب أساس الفلسفة النقدية، حيث يتناول كانط طبيعة المعرفة والواقع.
### 4. **"هكذا تكلم زرادشت" لفريدريك نيتشه**
- يعرض نيتشه في هذا الكتاب فلسفته حول "الإنسان الأعلى" ويطرح أفكارًا حول الدين والأخلاق والقيم.
### 5. **"الوجود والعدم" لجان بول سارتر**
- يتناول سارتر في هذا الكتاب مفهوم الوجودية، مركزًا على حرية الفرد ومسؤوليته.
### 6. **"الأمير" لنكولو مكيافيلي**
- على الرغم من أنه لا يُصنف عادةً ضمن الكتب الفلسفية البحتة، إلا أنه يقدم رؤى فلسفية حول السياسة والسلطة.
### 7. **"الظواهر الإنسانية" لإدموند هوسرل**
- يُعتبر هذا الكتاب أساس الفلسفة الظواهرية، حيث يتناول هوسرل طبيعة الوعي والتجربة الإنسانية.
### 8. **"تاريخ الفلسفة الغربية" لبيرتراند راسل**
- يقدم راسل في هذا الكتاب نظرة شاملة حول تاريخ الفلسفة الغربية، من الفلاسفة اليونانيين القدماء حتى الفلسفة الحديثة.
### 9. **"العقد الاجتماعي" لجان جاك روسو**
- يتناول روسو في هذا الكتاب نظرية العقد الاجتماعي، ويطرح أفكارًا حول السياسة والمجتمع.
### 10. **"فيدون" لأفلاطون**
- يُعتبر هذا الحوار الفلسفي واحدًا من أشهر أعمال أفلاطون، حيث يتناول موضوعات الموت، الروح، والخلود.
هذه الكتب توفر أساسًا جيدًا لفهم العديد من المفاهيم والمدارس الفلسفية المختلفة. إذا كنت مبتدئًا في الفلسفة، قد ترغب في البدء بكتب أكثر إدخالًا مثل "تاريخ الفلسفة الغربية" لبيرتراند راسل أو "الجمهورية" لأفلاطون.
وخلاصة كل تلك الكتب و ختامها ؛
تجدونها في الفلسفة الكونية العزيزية ..
للفيلسوف الكوني العراقي عزيز الخزرجي.
Saturday, April 05, 2025
علّة مأساتنا و محنتنا :
علة مأساتنا و محنتنا :
إخواني الأعزاء : ثقافتنا السائدة بظل الساسة المتحاصصين لقوت الناس؛ لا تدعو فقط إلى ألحطّ من مكانة المعلم و عدم إحترامه و تقديره .. بل و تدعوا إلى ألحطّ ممّن هو أسمى منه - من المعلم - و هم العرفاء و الفلاسفة, الذين يُحدّدون طريق الحياة و السعادة و يضعون المناهج للمعلم و السياسي و الأقتصادي ووو ....
هؤلاء العظماء و على طول تأريخ الحكومات التي حكمت العراق تمّ سجنهم و ملاحقتهم ومحاصرتهم و تجويعهم و تضيق الخناق عليهم و تشريدهم كي لا يثقفوا الناس فيتم رفضهم و عدم إنتخابهم.
و سبب محننا و تخلفنا و هضم حقوقنا يعود أساساً إلى الشعب الذين ينتخبهم لأجل هدية (مسدس) أو راتب أو منصب للشيوخ و غيرهم ممن لا يتلذذون إلا بآلحرام .. و هذا أساسه العزوف عن القراءة و عدم آلدفاع عن اهل الفكر و العرفان ..
أكرّر ؛ السَّبب عدم القراءة الهادفة سوى قراءة الأخبار .. و كراهيتهم للفكر و المفكرين, لهذا كلما طال حكم الفاسدين تعمقت المأساة و تشعبت..
فعليكم التثقيف على القيم و المبادئ و فتح المنتديات الفكرية و الثقافية و ألادبية .
عزيز حميد
فهو الضامن لنجاحنا و تطورنا و سعادتنا
Friday, April 04, 2025
أخطر محنة في شعوبنا :
أخطر محنة في شعوبنا:
ينقل الكاتب المصري “ وديع فلسطين” في كتابه “ قضايا الفكر في الأدب المعاصر “ جانباً من رسالة كتبها الكاتب المصري مصطفى صادق الرافعي المتوفي سنة 1937م الى صديقه الأديب المصري محمود ابو ريه المتوفي سنة 1970م يقول فيها:( ان الأدب يتيم بائس لا أب له ولا نصير ورحمم الله زماناً كان يجد فيه الأب والعم والخال وابن العم ) .
وسواء كان عدم توفيق الكاتب في نقل روح الثقافة الى أحد أبنائه ، سببه رؤيته المحدودة ، أو ضعف همّته على التوفيق بين عالمه الثقافي وجوه الأسري الإجتماعي ، أو ان أدوات الزمان قد تغيرت وجاء تيار جارف أخذ الأولاد بعيداً عن الشاطئ الذي حط عنده الكاتب رحاله وألف أجواءه ؛ فإن كل ذلك يؤشر عندي الى توقف تفاعل المثقف مع أدوات عصر أبنائه وإن كان يعيش إستخدامها معهم ، لكنه لم يوفق الى آلة ربط بين زمانه وزمانهم فتجد كثيراً من الأطباء والمهندسين والكفاءات المعرفية في المجتمع هم أبناء أدباء وكتاب ومفكرين ومؤلفين ، لكنهم في الأعم الأغلب ليسوا مثقفين كما هو حال آبائهم ، فهم مهنيون ، يؤمنون بالتخصص، أو هكذا وجدوا أنفسهم , وقد يبدو ذلك ملموساً في بعض المجالس الثقافية التي يحضرها أدباء وعلماء وأكاديميون تقدم بهم العمر ، كنت نادراً ما أرى أحدهم يرافقه إبنه أو إبنته ، وإن حصل فإنهم يحضرون بصفاتهم المهنية لا بصفات ثقافية ،
وهو لا شك نوع من أنواع الخسارة التي نتجرعها على مضض.
و الحقيقة أضفت لذلكما يمكن تسميته بأم المحن: و هي عزوف الناس حتى عن القراءة و المشاركة في مجالس الفكر و البحث العلمي, لأنه لا يعرف مكانة الأدب و الفكر في الحياة الأجتماعية و العائلية و الثقافية و السياسية و غيرها.
عزيز الخزرجي
Wednesday, April 02, 2025
الكيبتو قراطية داء النظام العراقي و العالم:
الكيبتوقراطية داء أنظمتنا و العالم – عزيز الخزرجي
الكليبتوقراطية : مصطلح يعني (حكم اللصوص) بكل وضوح، و هو نمط الحكومة التي يُراكم و يُعاظم الثروة الشخصيّة - الحزبية - و المليشياوية والسلطة السياسيّة للمسئولين الحكوميين والقلّة الحاكمة حولهم دون باقي الشعب و الفقراء منهم خصوصاً، و المتحاصصون الذين يكوّنون الكيبتوقراط عادّة على حساب حقوق الجماهير؛ هُم مَنْ يُكوّن هذا آلنظام في تلك الحكومات التي تنشأ من الأصل ديكتاتورياً و استبدادياً ليؤدي إلى تعميق الفوارق الطبقية و الحقوقية في زمن قياسي و كما حدث في العراق بعد سقوط الصنم صدّام، و مع ذلك فقد تظهر الكليبتوقراطية في بعض النظم الديمقراطية عن طريق صناديق الأقتراع بشكل طبيعي حتى و إن إدّعت بأنها حكومة الأغلبية الوطنية...!!
و لذلك قلنا مراراً و تكراراً؛ حذاراً من الوقوع في فخ الدّيمقراطية المُستهدفة كما هو الحال الآن, و ذلك بآلأنتباه إلى مقاصدها و مفاسدها الكامنة في نهب وإستهداف أموال الدولة و حقوق الناس و هدرها للأحزاب و الرؤوساء بسبب جهلهم!
فالديمقراطية الحقيقيّة الهادفة لا تعني مجرد المشاركة في إدلاء رأيك في صناديق الأقتراع؛ إنما المشاركة في ثروات البلد و خيراته أيضاً بشكل متوازٍ و مساوي مع الرئيس و الوزير و النائب و المدير بعكس ما يجري الآن في دول العالم كلها و في مقدمتها العراق .. و بغير ذلك فأن الديمقراطية ضحك على ذقون الفقراء بسبب الأمية الفكرية التي أصابتهم بتوجيه من ثقافة الأحزاب و الحكام الظالمين الذين يخافون الوعي و المعرفة, لجهلهم بأبعادها نتيجة تسلط الشيطان على قلوبهم و عقولهم.
و إن حكومة الأمام عليّ(ع) هو النموذج الأمثل المتفق عليه في نظام الحكم المخالف لنظام الكيبتوقراطية و الديمقراطية المستهدفة, لكن مع فارق واحد يمكن تجاوزه وهي العصمة الإلهية لغياب الأمام المعصوم(ع), حيث لا سبيل سوى تأئيد من له الحق في تمثيل النهج الكوني الآن.
انظر: الملف الملحق عن "كليبتوقراطية؟!", كذلك؛ راجع : كتابنا الموسوم بـ ( الجذور الفلسفية للنظريات السياسية)؛
أو القاموس الفلسفي, أو الفلسفة الكونية العزيزية :
,https://www.noor-book.com/en/ebook-%D8%A3%D9%84%D8%AC%D8%B0%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-pdf
عزيز الخزرجي
Monday, March 10, 2025
ماذا يرتجي العراقيون من الأنتخابات ؟
ماذا يرتجي العراقيون من الأنتخابات؟!
هل يستطيع الصدر قلب المعادلة لصالح الشعب؟
تعاني الحكومة والطبقة السياسية من مشكلة محيرة لا تخلوا من الأحراج والخجل كما فيها من العيب الشيء الكبير و الكثير! أً لا وهي مشكلة عزوف العراقيين عن المشاركة في الأنتخابات البرلمانية القادمة المزمع أجرائها في الأول من شهر أكتوبر/ تشرين الأول القادم من العام الجاري 2025م!
حقاً إنها مشكلة محيرة و مزمنة و لا حلّ جذري لها إلا بقلع المتحاصصين و محاسبتهم على ما فعلوا و نهبوا و أفلسوا العراق و العراقيين, حيث بات مديناً بأكثر من 130- مليار دولار, إضافة إلى نقص الخدمات و الكهرباء و المستشفيات و السكن و غيرها نتيجة للفساد الأداري و المالي و التنموي و عدم نزاهة الحاكمين, و العمالة للأجانب حتى للدول المحيطة بآلعراق شرقا و غرباً و شمالا و جنوباً, و القادم أسوء إن بقي الوضع على هذا الحال لأن الدماء ستجري للركاب كما أخبرتنا الروايات بذلك خصوصا إذا تدخلت قوات الحلفاء هذه المرة بشكل أكثر جدية من الأول .. و ستستمر المأساة على نفس المنوال .. بل ستتعاظم و تبشر بحدوث ثورة عارمة أقوى من تشرين لكنس الفاسدين المتحاصصين الذين هدموا كل ما بناه اهل البيت(ع) و كذلك شهداء الحركة الإسلامية الذين ضحوا بكل شيئ و لم يحصلوا على شيئ لأعتقادهم بمبدأ دعاة الأمس [الداعية أول من يضحي و آخر من يستفيد] بعكس دعاة اليوم العار الذين باتوا أوّل من يحصلون بل و ينهبون بلا حياء و ضمير و دين لعدم إيمانهم حتى بوجود الله, من جانب آخر الصورة تتوضح أكثر فأكثر خصوصاً لو علمنا بتهدم كل جسور الثقة بين الأحزاب السياسية الحاكمة و بين الشعب خصوصا الطبقة المسحوقة بسبب تركهم و عدم الأعتناء بهم,
هذا يضاف لذلك من الجانب الآخر و رغم بيع الحكومة كل شيئ للغرب و القوى العظمى حتى المفرد و الخردة إلى جانب النفط و المال و الشرف و غيرها, لكن الطرف الآخر ما زال لا يثق بهم, لذلك فأن الأفلاس الحقيقي قد أصاب الحاكمين الذي لا ضمير و لا وجدان و لا شرف لهم ولا يعرفون معنى الحلال و الحرام و العار بسبب لقمة الحرام التي ملأت بطونهم و بطون مرتزقتهم!
و آلدليل القوي و المعيار الواضح على ما ذهبنا إليه و كشفنا ملامح المستقبل الأسود للعراق, هو ؛ نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة (2022) حيث لم تتجاوز ال 10% ! يضاف لذلك معارضة و إنسحاب الكتلة الأكبر التي حصلت لوحدها على 75 مقعداً إضافة إنزعاج المتحاصصين معهم نتيجة التحالفات المشبوهة لأجل مناصبهم لا لاجل مصلحة الشعب العراقي المظلوم المغبون .. لذلك و رحمة من التيار الوطني الشيعي الذي أحس بتآخر القوى الداخلية و الخارجية ضدها؛ بادر قائدهم الصدر الأنسحاب من كل العملية السياسية و فسح الساحة أمام المتحاصصين ليظهروا قوتهم .. ليثبوا حقيقة فشلهم الذي تحقق بأجل صورة ليصل بهم الأمر اليوم الأعلان عن نيتهم لتشكيل إقليم منفصل بعد كل ذلك الخراب و النهب و الفساد،!
و يأ للمصيبة من إفرازات الأقاليم, و التي هي أقدم قانون مدّمر للمستعمرين في العالم !!؟
و الحقيقة و بعد الذي شهدته من دعاة اليوم لأنتهازيين الذين كان من سبقهم من الدعاة كقبضة الهدى و من كان يعمل معهم ؛ كانوا من أشرف الناس و أنقاهم, و إذا بهؤلاء الدعاة الجهلاء الحثالات يثبتوا و المرتزقة بأنهم طلاب دنيا و لا علاقة لهم لا بآلدعوة و لا بآلصدر ولا بمستقبل العراق, الذي جعلوه مصدرا للإرتزاق فقط !!!
فالكل يعلم كيف تمّ تشكيل حكومة السوداني الحالية والملابسات التي رافقتها بأنسحاب الكتلة الاكبر الفائزة، وصعود الخاسر الى قبة البرلمان إضافة إلى هزيمة حزب الله و حزب الدعوة الحالية نتيجة تعاظم الفساد و السرقات العلنية عن طريق المنصات و الشركات الوهمية! وبالوقت الذي بدأ فيه الحراك السياسي للأحزاب على مستوى قيادات وأفراد للتهيؤ للأنتخابات مبكراً بعض الشيء, إلى جانب إعلان التيار الوطني الشيعي بدخول العملية السياسية و التي أقضت مضاجع طلاب الدنيا من أهل الرواتب المليونية الحرام بضمنهم المرتزقة الذين كانوا مع البعث و الجيش العراقي الجبان وقتها الذين باتوا اليوم عالة على خزينة الدولة و لقمة الفقراء و المتقاعدين!
إن المتحاصصين و من معهم من المرتزقة و في محاولة لكسر حاجز عزوف الشعب عن المشاركة في الانتخابات ، فأن الأحزاب السياسية وقادتها يحاولون تخصيص المكافآت و الهدايا النقدية و الوظيفية للمشاركين في الأنتخابات القادمة, و إتباع خطط قد تؤدي إلى تناسي السبب وراء ذلك العزوف الذي يعرفونه تماما!؟
ولكنهم يحاولون الهروب منه بسبب حقيقتة المؤلمة والمرة! . أن مشهد العراق بكل تفاصيله السياسية والأقتصادية والأجتماعية والأمنية والدينية بعد أكثر من ربع قرن تقريباً من الأحتلال ، لم تعد مرضية ومقبولة لدى أبسط مواطن ، حيث الخراب والدمار والأمية والجهل والخرافات و السحر وأنتشار الأمراض وتغول الفساد بشكل مرعب بكل صوره وأشكاله ، وتنامي دور العشائر لتكون بديلا عن القانون والقضاء وأنتشار المخدرات بشكل مخيف و انفلات السلاح و كتم الأصوات الحرة، هذا إضافة الى أستمرار وبقاء وتدوير الأزمات من حكومة الى أخرى بلا أية حلول بدءاً من أزمة الكهرباء الى أزمة الخدمات و المعيشة و البطالة و و و و غيرها من الأزمات والمشاكل ، ناهيك عن الصراعات السياسية بين الأحزاب وتأرجح الأقتصاد و الديون ا لتي تراكمت و وصلت لأكثر من 130 مليار دولار وعدم ثباته وأستقراره والتهديدات الداخلية والخارجية ( المتمثلة بتنظيم داعش الأرهابي الذي لا زال يشكل البعبع الذي يتم تخويف العراقيين منه كلما أريد لهم ذلك خصوصا بعد إنتصارهم في سوريا بقيادة الحكومة الحالية!) والوضع الأمني غير المستقر، فالحكومة (لا أقصد حكومة السوداني الحالية فقط ، بل كل الحكومات التي سبقتها) و الأحزاب السياسية هي من تقف وراء عزوف المواطن عن المشاركة بالأنتخابات, و عدم جدوى تخويف الناس من البعث و غيره!
فصورة المشهد العراقي بكل تفاصيله ، سببت أزمة نفسية لدى المواطن ليس بكره الانتخابات والسياسة والكفر بها فحسب؛ بل بكره الحياة و المعيشة في العراق بظل نظام المحاصصة!!
لقد صار المواطن يتمنى الموت للخلاص من هذه الحياة الرمادية البائسة التي يعيشها منذ أجراء أول أنتخابات برلمانية في عام 2003م ولحد الآن وهو ينتظر بصيص أمل للعيش بكرامة و أمان وبلا خوف وبلا تفكير بالغد وما ستحمله قادم الأيام من مصائب وأزمات جديدة ستواجه الأجيال القادمة رغما عنها بسببهم !؟
وبالتالي هل تستطيع الأحزاب السياسية أن تمتلك الجرأة والشجاعة أن تجيب سؤآل المواطن ألذي بدأ بطرحه : ماذا قدمتم لنا خلال فترة الربع قرن الماضية من حكمكم ، حتى تطلبون منا وتريدون أن نشارك بالأنتخابات؟
فالشعب والوطن وراء كل أنتخابات يسير من سيء الى أسوء!؟
ثم كم من فرصة منحكم الشعب من أجل أن تراجعوا أنفسكم وتلتفتوا الى مصلحة الوطن والمواطن؟ ،
حتى أن المرجعية الرشيدة قد ملّت من كثرة نصحها وتوجيهها لكم ولكن بلا نتيجة حتى أغلقت أبوابها بوجوهكم للأبد و حتى إيران طردتكم ولا تريدكم إلا للقتال إن أرادتكم مرة أخرى لا أكثر؟!
لقد كان المطلوب منكم أن تبنوا دولة قوية أولا ؛ ثم تنظروا إلى من هو حليفكم و يجب مساندته كإيران أو غيرها .. لكنكم عكستم الأمر و خربتم الحاضر و المستقبل على الشعب .. نتيجة جهلكم و لهوثكم على الدنيا و ا لرواتب الحرام بلا تخطيط أو مستقبل و هذه هي النتيجة!!
والسؤال الأهم ، ما فائدة الانتخابات وأجرائها وبالتالي لينتهي الموضوع ، داخل قبة البرلمان الى المحاصصة بين الأحزاب السياسية المتخلفين و المختلفين على كل شيء وفي كل شيء !؟
ألا بموضوع المحاصصة التي يتفقون عليها ويتمسكون بها حتى الأستقتال لأجل المناصب و الرواتب و المال و الصفقات بعيدا عن مصلحة الشعب!؟
حيث يعرف الجميع وأولهم السياسيين أنفسهم وقادة الأحزاب؛ بأن المحاصصة هي أس البلاء و هي من دمرت العراق وخربته ونهبته وأضعفته إلى أدنى نقطة .. والمحاصصة هي من أشاعة الفساد وحمته من أية محاسبة!
وبالتالي فعموم الشعب بكل أطيافه وطبقاته وملله ونحله يرون أنه لا أمل نحو الأحسن ولا جدوى من أجراء أية أنتخابات بوجود المحاصصة التي تمنع مجيء الشخص المناسب والكفوء الذي له تأريخ مشرف و أنتخبه الشعب الى المكان المناسب!
وبنفس الوقت فأن المحاصصة هي من تكبل رئيس الحكومة بقيود تمنعه من محاسبة أية وزير أو وكيل وزارة أو حتى مدير عام, لأنه بآلنتيجة يرتبط بحزب أو كتلة من الكتلة المتحاصصة على الحرام .. هذا في حال ثبوت فساده و تقصيره وعدم كفاءته, و القضاء نفسه مسيس أيضا لأبعد الحدود!
وفي الحقيقة ، أن بقاء المحاصصة تعني بقاء العراق يدور بنفس مشاكله وأزماته السياسية والأقتصادية الى بقية الأزمات والمشاكل! حتى أن غالبية العراقيين وفي حالة من اليأس لا تخلوا من التندر يقولون ومن خلال الفضائيات ووسائل الأعلام ، بأعتبار أن المحاصصة السياسية صارت أمرا واقعا لا مفر منه.. لذلك فلا داعي لأجراء الأنتخابات وصرف كل هذه الأموال و الوقت و الدول وأشغال كل هذا العدد من الموظفين و آلمليارات .. ليجلس قادة الأحزاب السياسية كل 4 سنوات و كما كان ويتشاوروا فيما بينهم ليختاروا حكومة جديدة ورئيس برلمان جديد ورئيس جمهورية جديد ليبدء النهب و الفساد بصور مختلفة و جديدة!؟
و سؤآلنا المحوري و الأخير و الأهم هو :
هل إنّ التيار الوطني الشيعي ؛ سيكون أهلاً لقلب كل تلك المعادلات الظالمة و المضرّة و المسببة لدمار العراق, و بعد فوزه الأكيد في الأنتخابات القادمة بعد أشهر؛ ليبدء بمحاكمة الفاسدين و إرجاع الأموال المنهوبة و إنهاء المحاصصة أولاً و قبل كل شيئ و تعديل الحقوق و الرّواتب و محو الطبقيّة التي أوصلتها المحاصصة إلى قمة الهرم مع تسببّها بفساد الأخلاق للأسف أقلمة نهج عليّ و آل البيت و كذلك تحديد قوانين عادلة تخصّ المؤسسات و النظام المالي و الحقوقي لتطبيق العدالة و محو الفساد؛ أم إنّهم( التيار الصدري) و لمجرد فوزهم و إستتباب الأمن و صفاء الوضع لهم - للتيار الوطني الشيعي الصدري ؛
سيطبقون نفس قوانين المحاصصة لكن مع فارق بسيط و بإسلوب و عنوان آخر مضلل لتكون نتائج الحكومة الجديدة, هي نفس نتائج و إفرازات مَنْ سبقهم في الحكم بعد 2003م .. لا سامح الله .. و على التيار الوطني الشيعي الذي صبر للآن على كل ما كان؛ أنْ يُوضح ملامح حكومتهم و ما بنيّـتهم المغايرة للحكومة آلحالية و السابقة بكل وضوح ليطمئن آلناس لهم و ليتم إسنادهم من كل الجهات و بكل ما أمتلكوا من قوة و دعم, و كان الله ناصر المخلصين الصادقين التواقين لعدالة عليّ(ع)!؟
عزيز الخزرجي
Thursday, March 06, 2025
شهدت كيف يموت الحُبّ :
شهدت كيف يموت الحُبّ؟
لعل كل البشر يعتبرون الموت العادي نهاية العمر هو الموت .. ربما إستثناآت نادرة منهم يعتبرون ذلك الموت عادياً , أو كما عبّرَ عنه القرآن الكريم بأنه تذوق لا أكثر كما نذوق الأكل أحياناً!؟
أما أنا فقد شهدته بكل تفصيل أمامي و تلمّسته بكل حواسي .. حين وثقت بمن كان يدعي بأنه مع حزب الله و مع نصر الله .. بل مع الله نفسه, ولا يهمه الدّنيا!
و لكن حين جرّبته؛ كان هو الشيطان بعينه .. لهذا أعتقد بإن يوم القيامة سوف يقتص البشر منه قبل الشيطان الرجيم, فقد تغيير تماماً بشكل لا أكاد أصدق إنقلابه حتى هذه اللحظة
هناك أشياء تتغيير و تقتل حتى الحُبّ .. و حين تتغير و تقتل الحُب، لا تعود أبدًا كما كانت .
بل تذبل و تموت فى أعماقنا بصمت .
كقلوب أحببناها بصدق ، ثم طعنتنا بلا رحمة .
فلم يعد لها مكان سوى فى صفحات النسيان .
كالثقة التى منحناها بكل نقاء ، ثم تحطمت على صخرة الغدر .
فلا تُصلحها إعتذارات زائفة .
كالأمان الذى إحتضن أرواحنا يومًا ، ثم إختفى فجأة .
ليتركنا ضائعين بين الخوف و الخذلان .
كأحلامنا التى كنا نراها مضيئة ، ثم إنطفأت واحدة تلو الأخرى .
حتى صار الحلم نفسه مؤلمًا .
كملامحنا التى ذبلت تحت وطأة الحزن .
و عيوننا التى لم تعد تلمع إلا بالدموع .
كالأصدقاء الذين كانوا يومًا وطنًا .
ثم صاروا غرباء يمرون بنا دون إكتراث .
هناك أشياء عندما تنكسر ، لا تُصلح ، لا تُنسى ، و لا تموت تمامًا .
لكنها تظل تُولمنا كلما تذكرناها!
عزيز حميد
مأساة احسين؛ ين جفاء الشيعة و ظلم السّنة:
مأساة الحُسين؛ بين جفاء الشـــيعة و ظلم ألسُّـــنّة
مُقدمة ألمأساة :
قبل عالم ألذّر .. بستّة آلاف عام ..أبْرمَ الباري ميثاقاً مع آلحُسين (ع) ليكون قدر ألكون الذي سيتحدّى به ربّ ألعباد أصل ألشّر ألذي سيظهر في آلكائنات حتى آلملائكة بسبب ألعلو و آلتّكبر ألذي أصيب به رئيسهم ألشيطان الّلعين و الذي سيُخلع من منصبه, عندما يَعترض و من معهُ من آلملائكة على خلق آدم لاحقاً:
(قالوا أ تجعلُ فيها من يُفسد فيها و يَسفك ألدّماء و نحن نُسبّح بحمدك و نُقدّس لك)(1)؟
فكان فصل ألخطاب ألألهيّ مباشرةً مع أؤلئك ألمُعترضين على خلق أبونا آدم (ع) ألّذي سقط في الأمتحان ألعملي بعد نجاحه في آلأمتحان ألنّظري .. ليكون إيذاناً بالبلاء و المحنة للأسف (فعصى آدم ربه فغوى), و لولا توبته لكان من الخاسرين - و كان فصل الخطاب آية إحتوتْ الكثير من آلأسرار الغامضة : (إنّي أعلمُ ما لا تعلمون).
فما الذي كان يعلمه الله؟
و ما هي أصل ألقصّة (ألمحنة) التي ما عرف - لا آلشّيعة و لا آلسّنة ناهيك عن أصحاب ألكتب ألسّماوية – تفاصيلها و أسرارها ألموثقة(2)؟
بعد أنْ أتمّ الباري تعالى خلق أهل الكساء ألخمسة كما إستنبطنا من الروايات و آلأحاديث والقرآن الكريم, قال تعالى للحسين (ع) : أريد تجلّياً في هذا الوجود العظيم بظهورٍ يليق بوجهي و مقامي فيه, لردم ألشّر الذي بدأ الشيطان يكتنفهُ لعلمه بخلقي لكم و إعتباركم أهل بيتي في هذا آلوجود ! فهل لك يا شُبّير (ألحسين) أنْ تكون لها؟
أجابَ آلحُسين (ع) غير مبالياً و بكل بساطة : سمعاً و طاعة .. إنّه من دواعي ألفخر و آلأعتزاز أنْ أكونَ أنا الذي منْ سيتحمل تلك الأمانة التي تبدو أنّها عظيمة جدّاً! لكن منْ أنا مُقابل عظمتك يا خالقي و ربيّ حتى تستشيرني بالرّفض أو القبول؟
ثمّ أنهُ معيَ منْ هم أولى بهذا الأمر العظيم كجديّ و أبي و أميّ و أخي, فلماذا وقع التقدير علينا؟
و ما هذا الأمر الذي يحتاج كلّ هذه المُقدمات و آلأذن و آلتحضير و أنت القاهر فوق الخلق و الكائنات و الوجود؟
قال تعالى: لِكُلّ من ذكرتَهم – جدّكَ و أبيكَ و أمكَ و أخيكَ – يوماً! لكنْ لا يومَ كيومكَ يا شُبّير!؟!
ثمّ بيّنَ تعالى أصل ألمأساة بآلقول : سأخلقُ بشراً من صلصالٍ من حمأ مسنون, و سيكون هناك مراتب و أحداث و محن, و الكثير منهم سَيَكْفرون و يستكبرون, لأنّ الذي يُقدسني حتى هذه اللحظة ذو شأن عظيم, هو رئيس ملائكتي , و قد عبدني أربعة آلاف عام و ما يزال, إلاّ أنه سيختار طريقاً آخر لأستكباره مُتأملاً نيل ما ليس من حقّه, بعدما أصيب بالعُجْب, و هو ماردٌ أقسمَ على غواية العباد إنتقاماً, لأني شئْتُ أنْ أجعلكم خلفائي في هذا الوجود بعدما أثْبَتّم صدقكم و وفائكم لي من قبل, لذلك سيسعى بكلّ كيده كي يعلو عليكم و على أتباعكم, مُحاولاً إثبات موقفه تكبّراً و علواً أمام إرادتي, و ستكون أنت يا حُسين من يتصدى لهذه الأمانة العظيمة لإثبات حقيّ بمشيئتي, و سيأتي دورك بعد خيانة القوم لجدّك و أبيك و أمك الزهراء و أخيك شبر (ألحسن), حيث سينقلب القوم على أعقابهم, لكن يومك سيكون غريباً على أهل السموات و الأرض, و وحدك من سيتحمل أمانتي و صورتي الحقيقة للأجيال في الوجود بعد شهادتك الكونية المباركة, لتكون مثلاً أعلى للأنسان ألكامل ألذي وحده سيعرف سرّ ألوجود عبر آلأزمان و آلأكوان, و ليس هذا فقط بل ستكون مُفسّراً لآياتي و أسباب خلقي لهذا آلوجود .. حيث سيعلم الكائنات تفسير: { إنّي اعلمُ ما لا تعلمون} و لا يبقى بعد ذلك من لا يعرف آلسّر و آلمعنى لو أراد!؟
قال الحسين (ع) ما آلأمر يا معبودي ؟
لقد شغل وجودك وجودي, و هواك هواي , فهل لي الخيار مقابل خيارك و أنا آلعاشق ألمُتيم؟
و هل سينقلب الكون بعد إنقلاب القوم على أعقابهم بعد رحيل جدّي ألذي أمينك و حبيبك و خاتم رُسلك و أنبيائك ؟
قال تعالى: نعم هو كذلك, لكنّك ستكون ناجياً و حائلاً عن وقوع هذا آلأمر ألعظيم ؟
قال الحسين (ع): إذن و الله فُزْتُ فوزاً عظيماً!
قال تعالى هو كذلك, لكنك ستُقتل و يُقطع رأسك ثمناً لذلك.
قال: و عزّتك و جلالك إنها أهون ما يكون عليّ ما دام في رضاك.
ثم أعقب تعالى: لكن ياشُبير (حسين)؛ ليس هذا فقط, و إنّما أصحابك آلأوفياء و أهل بيتك الأبرار و هم خير آلبريّة سيُقتلونَ أمامكَ بأبشعِ صورةٍ .. هنا أعقب شُبّير (ألحسين) بالقول:
هو و هل ذلك سيكون يا إلهي برضاهم أيضاً أم مُجبرون عليه؟
قال تعالى: بلْ بكاملِ رضاهم و إختيارهم.
ثم قال تعالى: لكن يا حسين؛ لا يتوقف الأمر عند هذا آلحدّ! بل سَيَقِتِلُ آلقومُ إخوتكَ و أوّلهم قمر آلكونين أبا آلفضل ألعبّاس.
قال آلحُسين: لقد عرفتُ هذا .. فقد أخبرني للتّو أبي, و كأنهُ يُواسيني, و تَعَهّدَ بأنْ يكونَ أخي ألعبّاس من خيرةِ ألأصلاب قويّاً شهماً ليدافع عني في تلك آلواقعة آلداميّة.
فقال تعالى: نعم و هو كذلك.
ثمّ قال تعالى: يا شُبير (حُسين) عَلَيّ أنْ أُخبركَ بشئ مَهيب و إنْ كانَ يحزّ في نفسي قوله؛ لكنّي أنا الله ألمَلكُ آلحقّ آلمُبين .. و عليّ بيانه و هو:
إنّ فصول ألمحنة لا تكتمل حتّى يستشهد أصغر جنديّ معكَ لتكون واقعة ألطّف و هو إبنك الرضيع عبد الله.
هنا نَظرَ شُبير (الحُسين) و قد تمالك وجوده آلمقدس شيئاً من آلتّوجس و آلتّرقب قائلاً: يا إلهي أ وَ يكونُ ذلك حقّاً؟
لأنّ آلطفل بكلّ ألمقايّس و الأحوال لا ذنبَ و لا جناح عليه؟
قال تعالى: إيّ و عزّتي و جلالي, بلْ إنّ أعوان ألشّيطان سيُقطّعُونَ جَسَدَكَ إرباً إرباً و سَيَسْبُونَ حَرَمَك و عيالك, و سَيَلْقونَ منْ بعدكَ آلكثير من آلأذي و آلغربة و آلذّلة؟
لأنّ تلك آلشّهادة ستَفْصَح عن ألحقّ في كلّ آلكون, و هي العَلَمُ آلذي سَتَرْفَعَها منْ بَعدكَ أُختك زينب لتثبيت خلافتي في آلسّماوات و آلأرض و لو بعد حين.
قال آلحُسين (ع) رضاً برضاك صبراً على قضائك لا معبودَ سواك .. إقضِ ما أنتَ قاضٍ, ستَجِدُني إنْ شاء الله من آلصّابرين.
و هكذا قضى الله أمراً كان مقضيا!
فصول ألمأساة:
سلام على روحكِ ألطّاهرة يا أمّاه .. و أنا أعيدُ ذكراكِ مع عاشوراء ألحسين (ع) .. ما زالت همساتك الحزينة تُراودني, و دموعك تتلئلأ لناظري .. يا مَنْ علّمتيني حُبّ الحُسين .. ذلك آلحُبّ ألحزين .. ألذي سَكَنَ قلبي و كبر معي, ليصير قدري ألّذي إحتواني بلا إختيار, حتى أسال مدامعي, و أقْرَحَ جفوني, و كم لطمتُ على رأسي و صدري و لعنت آلظالمين ألذين فصلوا ذلك آلرأس ألشّريف ألمقدس عن جسده الطاهر أيّام عاشوراء من كلّ سنة.
تصوّرت طويلاً أنّ تلك المأساة وقعتْ مرةً لتخلد أبداً مع آلتأريخ لنعيد ذكراها في موسم مُحرّم ألحرام من كلّ عام و كفى ! و هكذا تعاملنا مع تلك آلقضيّة الكبيرة بلّ ألسّر ألأعظم الذي كان سبباً لحفظ الأسلام على آلأقل في آلأطار الفكري .. و كثيراً ما سألتُ أصحاب المنابر من آلمُعمّمين الذين كانوا يأتوننا من آلنّجف ألأشرف خلال آلستينيات و بداية ألسّبعينات من القرن الماضي لأحياء "موسم" عاشوراء سنويّاً بالطرق ألتقليديّة ألتي إعتادوا عليها حتى يومنا هذا - سألتهم عن معنى و سَبَبِ تكرار مقولة؛ {يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً؟}.
و هل نحن الآن خسرنا .. لأننا لم ندرك ألواقعة؟
لكن دون جواب!
لتتحوّل أكبر قضيّة في آلكون بسبب ذلك آلتّعاطي ألخاطئ و آلمُستمر لحدّ الآن مع مرور الزمن؛ إلى مُجرّد مراسم روتينيّة حتّى تَحكّمَ في توجيهها ألطّغاة ألحاكمين و حتّى ألمُعَمّمين لمآربهم و مواقعهم و جيوبهم, مُسْتغلين عواطف ألنّاس ألغرائزية و حُبّهم الفطري و بساطتهم و أندفاعهم نحو آلحُسين (ع)!
كان بيتنا ألقديم أيّأم زمان يتحوّل إلى مأتمٍ و عزاءٍ لأكثر من عشرة أيام ليكون ملتقىً لجميع أهل محلّتنا نُوزّع خلالهُ ألدّارجين و آلشّاي و الطعام و آلسّكائر, ثم تعود الحياة لمجاريها بمجرد إنتهاء عشاء الليلة الحادية عشر من شهرِ محرّم الحرام, و التي سُميت بعشاء آلغرباء - كفصلٍ أخير لفاجعة كربلاء!
و قد يتذكّر ألكثير من آلأخوة ألمُحبّين كيف إنّ رجال ألأمن كانوا يجبرون ألقائمين على تلك آلمآتم و آلحُسينيّات لِتمجيد ألطّاغية ألمقبور صدام ألذي قتل أحفاد الحسين(ع) هو آلآخر و منع ألشّباب دون سنّ ألثّامنة عشر في بغداد و آلمُحافظات من المشاركة في مراسم العزاء رغم تقليديتها و سلبياتها .. بحُجّة ألحفاظ على هدوء و نظم ألمكان و قدسيّة ألمراسيم.
و هكذا تعاطينا مع أكبر قضيّة في آلوجود بحدود ذلك آلأطار ألتّقليدي, حتّى سنّ ألسّادسة عشرة على تلك آلوتيرة سنويّاً, و لم نكنْ نعي حقيقة شهادة الحسين (ع) و أبعاد رسالته ألعظيمة!
و تلك آلنّهضة ألفاصلة بين خط ألكفر و خط ألإيمان ..
بين آلحقّ و آلباطل ..
بين ألحريّة و آلعبوديّة ..
بين آلتّكبر و آلتّواضع ..
بكل معانيها آلتي ما تزال غامضة في آلحوزات و آلأكاديميات و الأوساط العراقيّة و آلعربيّة و حتّى الأسلاميّة رغم مرور ألقرون عليها.
لذلك إسْتمرّ آلطواغيت بإستغلال ألأنسان مستخدمين ذلك آلنّهج ألتقليدي لأستحمار آلناس و تخديرهم للتسلط عليهم إلى أبعد مدىً مُمْكن, بينما كان يفترض بآلنظام الأسلامي - كونهُ شاملاً و كاملاً لجميع مناحي الحياة - أنْ يتقدّم على بقيّة الأنظمة الوضعية التي كرّست الفساد و الظلم و الأستغلال في آلأرض!
إنّها قضيّة حياة و موت ..
فإمّا أنْ نكونَ مع آلحُسين أو لا نكون ..
و وآلله حين وَعَيْتُ موقف ألحُسين (ع) بفضل ألله؛ رأيتهُ و كأنّه يعيش معنا حيّاً, و لا يتحسّس ذلك إلاّ الأنسان المُؤمن ألصّدوق, ألّذي عاهد الله على آلحقّ و لم يُتاجر بدم ألحسين كما يفعل أهل المنابر و عديمي ألضمير!
حيث تتكرّر تفاصيل عاشوراء معنا كلّ يوم, عبر مواقفنا في الحياة .. بل في كلّ ساعة من خلال تعاملنا و تعاطينا مع مبادئ نهضة الحسين (ع) و تأثيره في واقعنا العملي, و لستُ مبالغاً إنْ قلتُ: كلّ لحظة من لحظات حياتنا و في تفاصيل تحركنا و معيشتنا و صدقنا مع آلآخرين .. و آلذي لا يتحقّق هذا آلمستوى في قلب الانسان ما لم يَقتلَ ذاته!
فآلثّبات على آلحقّ بالصدق مع آلذات في زمن ألدّجل و آلكذب و آلتزوير رغم ما يُكلّفنا هو:
موقفٌ حُسيني بإمتياز!
و تحمّل أذى آلآخرين (ألزوجة \ ألزوج) و آلحفاظ على سلامة و أمن أجواء ألعائلة و المُقرّبين لتنشئة جيل صالح واعي موقفٌ بطوليّ و شجاع!
و مُداراة ألنّاس و آلسّعي لخدمتهم و آلتّواضع لهم, خصوصاً للمُحتاجين و آلمرضى و أهل ألفكر منهم .. هو موقفٌ بطوليّ مُتقدّم يَدُلّ على كثرة ألثمر ألّذي جناهُ فاعله لأيمانه ألصّادق و آلعميق بقضيّة ألحسين(ع)!
و تعديل نظرتنا للمرأة و آلتّعامل معها أخلاقياً و إنسانياً, كما تعامل معها آلحسين (ع) و ذبّ عنها حتى و هو في أصعب و أشدّ ألمواقف حراجةً يوم عاشوراء .. يُمثّل قمّة ألتمسك و آلثبات على آلمبادئ ألّتي ضحّى بنفسه (ع) من أجلها!
و إنّ حفظ صلة ألرّحم, و آلدّفاع عن ألمظلومين .. حيثما كانوا و بمجرّد سماعنا للظليمة و محاولتنا لأسترداد ذلك آلحقّ المُضيّع بكُلّ ألوسائل و الأساليب ألمُمْكنة.. ثمّ آلسّعي لتغيّر ألمُنكر و إبداله بآلمعروف
و الحكم بما أنزل الله تعالى بين آلعباد هو إيثارٌ لا يرقى لمستواهُ شئ!
و آلصّبر على آلطّاعة و آلمعصية عند تعرضنا لهما ..
و طلب ألعلم للأصلاح لا للتظاهر و آلفخر .. هي غاية رسالة الحسين (ع)!
و لا تقلّ عن شهادة و موقف أصحاب ألحُسين (ع) ..
بل عنْ شهادة و موقف ألحسين (ع) نفسه .. مع فارق ألعصمة و درجة آلأيثار, و لا تَعِيَها إلاّ أذنٌ واعية.
فيا شيعة ألحُسين .. إنّ إمامنا آلمظلوم لم يستشهد لمآرب آنيّة؛ أو بسبب مواقف عسكرية؛ أو خلافات سياسيّة؛ أو ضغوطاً إقتصاديّة بحتة كانت وليدة وقتها؛ كما تصوّر آلخطباء و "آلعلماء" و " المراجع" ألتّقليديّون للأسف ..
و لا طمعاً بآلخلافة كهدف ..
إلاّ لإقامة ألعدل بين آلناس ..
و لا للتّظاهر بالعصمة و السّيادة و الأمامة إلاّ كونها حقٌ إلهيّ لا دخلَ و لا حقّ للبشر فيها من ناخِبينّ و وجهاء و شيوخ و أحزاب و غيرها ..
و إنّ شهادته (ع) كانت علامةً و إنذارٌ لمسألتين أساسيتين يمكننا حصرهما بآلتالي :
ألأولى:
وعي فلسفة و غاية أحكام ألأسلام و تطبيقاتها في واقعنا ألمعاش على المستوى الشخصي و الأجتماعي.
ألثّانية:
رفض ألظالمين و آلمتسلطين بالمحاصصة و الأكثرية و الأقلية و الدّيمقراطية و التكنوقراطية و الملكية و الليبرالية و المصالحة و الوطنية و آلمهادنة و التكتلات و آلتشاورات, فجميعها ليس فقط لا تعبر عن حقييقة ألعدالة و روح ألأسلام ألحُسينيّ .. بلْ تُدلّلُ معالمها و وقائعها آلّتي شهدنا عليها؛ على ألوان الأنتهازية و آلتكبر و التسلط و آلتّلاعب بحقوق و أموال ألنّاس عموماً و الفقراء ألمستضعفين خصوصاً لصالح طبقة ألأثرياء و آلأرستقراطيين بدعم و إسناد من آلليبراليين ألدّيمقراطيين و أصحاب الجاه و الخطوط المائلة.
أمّا مسألة الأرتباط بالمُستكبرين فهذا موضوع لا مجال له في قاموس ألشّرفاء و مُحبيّ ألحُسين (ع), حتى لو أقاموا ألمراثي و آلعزاء, أو تبرّعوا بشئ من المال, بل يُعتبر إصطفافاً مع آلظلم رغم كلّ المُدّعيات التي قد يدّعونها كالانتساب للشهداء أو لشيعة الحسين (ع) أو للحسين (ع) نفسه نسبيّاً, فذلك كلّه لا يؤدي سوى لتكريس مأساة الحسين (ع) و إدامتها.
حيث يستحيل أنْ يكون أمثال هؤلاء ألحاكمون و آلمُعمّمون؛ إنسانييون و منصفون في تعاملهم مع حقوق و كرامة ألأكثرية ألمُستضعفة من آلنّاس بسبب تناقض مواقفهم و لقمة ألحرام ألتي تغلغلت في خلاياهم, و آلأموال ألحرام ألّتي إستثمروها بأسمائهم و بأسماء ذويهم و مُقربيهم, و آلأهمّ من كلّ هذا هو؛
عدم إمتلاكهم لرأيهم بسبب تحكّم ألقوى ألكبرى بقضاياهم ألمصيرية و سكوتهم عن ذلك من أجل مصالحهم.
كلّ هذا لأنّ مفهوم ألسّياسة و آلحكم في فكر ألأحزاب ألسّياسية ألوضعيّة و حتّى ألدّينية ألّتي لا ترتبط بولاية ألفقيه في دولنا هو؛
أنْ تَهدم وطنك و تسرق الناس لتبني بيتك و عشيرتك و حزبك!
و كلّنا شاهدين أليوم على أمثلةٍ واقعيّةٍ واضحةٍ في إثنان و عشرين دولة عربيّة مسلمة بالأضافة إلى ثلاثين دولة إسلامية أخرى في بقاع الأرض!
بإستثناء ألدّولة الأسلامية في إيران .. ألّتي تتحكّم بقضاياها ألمصيرية و كرامة أرضها و شعبها وليّ ألفقيه ألذي ورث ألفقاهة من مدرسة ألحسين و أهل بيته(ع) بأمرٍ من آلأمام ألحجّة(عج) بحسب ألتوقيع ألمباشر عنه و الذي ورد فيه:
{من كان من آلفقهاء صائناً لدينه مخالفاً لهواه مُطيعاً لأمر مولاه فعلى العوام أن يُقلدوه].
و آلجّدير بآلملاحظة أنّ إمامنا آلحجة المعصوم(ع) لم يُحدّد ألجنسيّة للمتصدي ألفقيه, و نرجو من آلعرب ألأنتباه لذلك.
ألأمام ألحسين (ع) كما الأمام علي (ع) أرادا الحريّة و العدل و آلرّفاه و آلمُساواة بين آلنّاس, كونهم كأسنان المشط متساوين في الخلق و الأنسانية و الحقوق و لا فرق بين عالم و أمي و عامل و فلاح و تاجر و كاسب و رئيس و مرؤس و مسيحي و مسلم, لذلك فالحُسينيّ أبداً لا يُوافق و لا يُوالي ألظّالمين ألذين يتعاملون بالطبقيّة و الحزبيّة و المحسوبيّة و المنسوبيّة رغم إنّ شعاراتهم و دين دولهم قد تكون الأسلام في آلظاهر - كما هو حال عراقنا اليوم و جميع الدّول العربية – لكن ذلك لكمّ الأفواه و إسكات صوت دعاة ألحقّ ألذين يُريدون تطبيق أحكام الإسلام تحت عباءة ألمرجعيّة ألصّالحة ألممتدة من ولاية ائمة الحقّ من أهل بيت الرّسول (ص).
و هكذا فُعِلَ بعد آلسّقوط بأهل ألعراق ألذين كان أكثرهم يتلّهفُ - خصوصاً ألدّعاة الواعيين - لتطبيق هدف و سرّ ثورة الأمام الحسين(ع) - كي يكون الأسلام دين الدولة بحق .. أحكاماً و تطبيقات و ليس بالشكل و الشعار و الأدّعاء فقط, بل من خلال تفاصيل البنود و المواصفات التي ترد في مواد الدستور الثابت و من خلال سلوك و حياة و أخلاق المتصدين, خصوصاً فيما يتعلق بشخصيّة و مواصفات الحاكم و القائمين على السلطات الثلاث أو آلأربع (القضاء, ألأجراء, ألتشريع, ألأعلام) و نوع العلاقة بينها و بين وليّ الفقيه و صيغ العمل بينهما, و موقع الأنتخابات و مواصفات المُنْتَخَبين و المشرفين على الدوائر و الوزارات بالأضافة إلى القائد العام للنظام الجمهوري ألأسلاميّ ألجّديد, و الذي من المُفترض حسب مفهوم آلأمام ألحسين (ع) أن يكون للمعصوم في زمن الحضور و لوليّ ألفقيه ألذي يمثل ألأمام المعصوم في زمن الغيبة, لكنْ لمْ يحصلْ حتّى أقلّ منْ هذا في عراق الحُسين (ع).
و آلغريب أنّ ألمرجعيّة نفسها مع إحترامنا لها رجعتْ إلى عادتها آلقديمة بينما أثبتتْ ألأمّة وفائها و إستعدادها للتّضحية و آلوقوف بجانبها رغم كل سلبياتها و على آلرّغم من جهلها الواضح برسالة ألحسين(ع) .. مُضافاً لها ألمواقف ألظاهرية ألأيجابيّة للكثير من المسؤولين في النظام الجديد و زياراتهم المنتظمة لها, لكنها – أي ألمرجعيّة - إكتفتْ في بداية ألسّقوط بإصدار مجموعة من الفتاوى الإنشائيّة ألعمومية ألتي إنحصرت مضامينها في (ضبط النفس وحرمة قتل المسلم و آلصبر و التأنّي في المواقف التي قد تُتّخذْ) و كان أسوء فتوىً حين أفتَتْ بآلقول:
[لو أنّ آلسّنة ذبحوا نصف شيعة ألعراق فأنّني لن أفتي بقتالهم]!؟
و لم تتعرّض مرجعيّتنا ألعتيدة أيضاً لا من بعيد و لا من قريب؛ في رأيها و موقفها إلى تفاصيل القوانين و الأحكام المصيرية و المواقف ألشّرعيّة من آلأحداث و المحن ألمصيريّة ألتي تعرّض لها البلاد؛ من خلال أهمّ بنود ألقانون ألأساسيّ؛ كأمور القضاء و الولاية و الفدرالية و حقوق و كرامة الناس و التي هي الأهمّ و فوق كلّ شئ.
لذلك بقتْ ألكتل السّياسية في الحكومة نفسها تعمل برأيها لتتأرجح بحسب هواها و تراوح مكانها في إصدار ألقوانين و إنتخاب و تشكيل الحكومة و إنتخاب المتصدين فيها, خصوصاُ خلال أزمة ألأنتخابات لعام 2010 .. و ما تزال ألأمور تسري بين المحاصصة و الاغلبية و التكنوقراط و هيمنة القوى الكبرى و آلتدخلات ألأقليمية!
و المرجعية ألدينية لم تكن فقط ساكتة؛ بل قفلت أخيراً أبوابها و أعلنتْ مقاطعتها للحكومة و للمجتمع العراقي, و لم تُحرّك ساكناً لأنّ حقوقها و رواتبها كانت مُستمرّة و مضمونة من قبل ألمُمولين من أمريكا و أوربا, ممّا سبّبت ضياع المليارات (أكثر من سبعين مليار دولار) من أموال فقراء الأمة, لتذهب أكثرها في جيوب أعضاء البرلمان و الحكومة و أقطاب ألأحزاب ألسياسية التي ليس فقط لم تقدم ما كان مأمولاً منها بل سببت تدمير العراق, في مقابل تلك الأموال الحرام الكثيرة مع إحترامنا لبعض المخلصين.
كما إنّ ألمرجعيّة التي تدّعي إمتثالها لخط ألحسين (ع)؛ لم تتّخذْ موقفاً واضحاً و إلى الآن و لم تتدخل و لم تنطق بحرف مقابل ما يتعرض له كرامة البلاد و العباد في بلد الحسين (ع) إلى الإهانة و الظلم و الفساد بسبب أهواء المتسلطين و التدخلات الأجنيبة و عوامل الضغط الخارجي و الدّولي و الاقليمي, لتُثبتْ بذلك أنها لم تحكم بما أنزل الله ..
[و منْ لمْ يحكم بما أنزل الله فأؤلئك؛
- هم الكافرون ..
- هم الظالمون ..
- هم الفاسقون](المائدة : 44 و 45 و 47).
لقد إتّخذ ألمصلحون الثائرون أمثال ألأمام الخميني (رض) و الشهيد ألمظلوم الفيلسوف محمد باقر الصدر (قدس) و معهم الآلاف من المؤمنين ألرّساليين و المفكرين و العلماء الذين إستشهدوا -إتخذوا الولاية سبيلاً و نهجاً في الحياة بإعتبارها صمام الأمان لإجراء العدالة و آلأصلاح, و هي آلأوْلى و المُقدَمة على كلّ العبادات ألتّقليدية الأخرى حسب الرواية المشهورة عن الأمام الصادق(ع):
[بُني الأسلام على خمس؛ على الصوم والصلاة والحج والخمس والولاية و ما نودي بشئ مثلما الولاية].
يعني في حالة عدم تَحَكّم الولاية(ولاية ألفقيه في عصر الغيبة هذه) في حياتنا الأجتماعية بكلّ تفصيل فلا أهميّة و لا معنى و لا إعتبار للصّوم و الصّلاة و الحج و الخمس و العبادات الشخصية و المراثي الحسينية و غيرها.
كما أن حديث زرارة(رض) و حديث أبي خديحة(رض) ألمشهورتان و المقبولتان لدى جميع ألعلماء - هما ألحَكمُ ألفصل بين خطابنا و بين خطاب الآخرين من الذين إتّخذوا الأسلام شكلاً بلا مضمون, و شعاراً بلا تطبيق؛ ليكون غطاءاً لمآربهم و شهواتهم و أنانيتهم و تحزّبهم و نهبهم للحقوق للأسف, خارج ولاية المرجعية ألدينية المباشرة لأدراة و توجيه عملهم بما يرضى الله تعالى لضمان سيرهم على خطى آلحسين (ع), كي يُحصروا بموقفهم هذا جهلاً أو تجاهلاً مبادئ ألدّين ألأسلامي ألف سنة أُخر بين جدران المساجد و بيوت الحوزة التقليديّة التي أكل عليها الدهر و شرب.
بالطبع هذا الخطاب ألتقليدي للمرجعيّة ألدينيّة قد أفرح بآلضّمن - من باب تحصيل حاصل - إخواننا (ألدّعاة)(3) عموماً و آلعلمانيين خصوصاً كي تتفرغ ألسّاحة لهم تماماً ليفعلوا الحلال و الحرام كيفما شاؤوا و حسب أهوائهم و مصالحهم, بعيداً عن ألرّقابة ألشرعية ألألهية ألمتمثلة بمرجع تقيّ شجاع مقتدر فوق رؤوسهم ليحكم بينهم بالحق كوليّ للفقيه, يُوجه و يُحاسب المسؤولين وأعضاء الحكومة و كلّ من تُسول له نفسه مباشرةً أو عن طريق مُمثّلين أتقياء في كلّ المؤسسات و الوزارات و الهيئات العليا في الدولة لخدمة الناس بما يضمن كرامتهم و عيشهم.
أنه لَمِنَ المُؤسف جدّاً جدّاً أنْ يُسنّ دستوراً لعراق الحسين عليه السلام مكوناً من أكثر من مائة و خمسين بنداً لتحديد مصير الأمة المنكوبة فيه و هو لا يحتوي على بندٍ إسلاميّ واحد .. و المصيبة الكبرى و التناقض الفاضح هو التصويت على أنّ الدّين الرّسمي للدولة هو الأسلام كما فعل الشاه المقبور و قادة الدول الأسلامية والعربية و صدام المجرم من قبل!
إن ما ورد في مقالنا هو إمتثالٌ لخطاب الأمام ألحسين (ع) و موقفه .. ذلك آلخطاب ألذي لا يَعِي و لا يرعى علماء المسلمين التقليديون من مضمونه و موقفه - جهلاً أو جُبناً أو تثاقلاً- سوى ما يُوافق مصالحهم و فتاواهم و يُؤمّن مصادر رزقهم و حياتهم في إطار ألعبادات و آلمعاملات ألشّخصية بحدودها الضيّقة.
ليبقى المسلمين ألموالين من شيعة أهل آلبيت(ع) بسببهم مُشرّدين و مُشتّتين في العراق و دول الخليج بشكل خاص بحيث يكون وضعهم جاهزاً لكلّ الأحتمالات و آلمحن لاستمرار تسلّط المتكبريّن و المجرمين و آلأنتهازيين عليهم.
أمّا إخواننا ألسُّنة .. فمعظمهم ليس فقط لا يعرفون أصل ألقصّة إلى آلآن مع تفاصيلها!
أو آلفرق بين آلأمام ألحُسين بن علي (ع) ألمظلوم و بين يزيد بن معاوية ألظّالم!
بلْ ألمُصيبة و ألأمرّ من كلّ هذا يقولون :
[ سيّدنا يزيد قتلَ سيّدنا آلحُسين ].
و إنّ آلمُتشدّدين منهم و الذين أعمى الله قلوبهم؛ كآلطالبان يقولون:
[ سيّدنا يزيد بن معاوية ألمظلوم ألغير معروفٌ حقّهُ مظلومٌ من قبل ألمذهب ألشيعي لأنّه إجتهد في قتل الحسين فأخطأ ].
و آلأمرّ ألأمرّ إنّ آلمجرمين منهم كالوهابية يقولون:
[ بأن آلحسين بن علي قتل لأنه خرج عن طاعة خليفة ألمسلمين يزيد ].
و لهذا فأنّنا مع هذا آلوضع ألمتخلّف و آلمأساوي؛
إنْ لم نعي ثم نُجسّد مبادئ ألحسين (ع) ألأصلاحية بعد معرفة حقيقتهِ قبل كل شيئ؛
فأنّ المأساة ستستمر على آلبشريّة بين جفاء آلشيعة و ظلم السّنة.
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
عن رابطة الكتاب و المثقّفين ألمغتربيــــــن
عزيز الخزرجي
azez24_7@yahoo.ca
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة / 30.
(2) لمعرفة ألأسرار ألخفيّة لخلق آلأنسان و آلوجود, راجع ألحلقة الثالثة في الجزء الثاني من كتابنا: "أسفارٌ في أسرار ألوجود".
(3) ألحقيقة نحن نُعَذّر ألدّعاة .. فحين يهرع ألنُّجيفي و آلهاشمي و المُطلقي و الضاري و أقطاب حثالات السّنة البدو إلى أحضان الغرب و الشرق و العربان و الوهابيين و يتوسلون إليهم بأنّهم على إستعداد لفعل أي شيئ مقابل ألحصول على كرسي للحكم مرة أخرى!
من هنا نعطي ألحقّ للأسلاميين و للدّعاة الممسوخين, ألذين أخذو جانباً من آلحكم بالدّيمقراطية ألتي شرّعها القانون ألذي إرتضاه الخصم أيضاً .. بيد إن ألشيعة في هذا الوسط على غبائهم, قد أثبتوا أنّهم أكثر إنصافاً و قرباً من الحقّ و الأنسانية من غيرهم, و يستطيع المراقب أن يرى بأنّ معظم ألمناصب و الوزارات بيد ألسّنة سواءاً العرب أو الأكراد, بمعنى أكثر من ثلثي ألحكومة بيد السنة و الثلث آلآخر بيد الشيعة, بينما نسبة الشيعة إلى السنة في العراق بحدود 75%.
Wednesday, March 05, 2025
خطة ترامب في العراق نقطة الأنطلاق لعالم جديد :
خطة ترامب:”التغيير القادم في العراق” بداية تشكيل العالم الجديد!
#أولا:
أن أكبر النكبات التي أصابت العراق والمنطقة هي نكبة النظام السياسي الهجين والغريب والفاشل والتبعي الذي ولد في العراق مابعد عام ٢٠٠٣ ( اي بعد رحيل نظام صدام حسين) والذي قهقر العراق كدولة ومجتمع ومؤسسات وتأثير في المنطقة . لأن هذا النظام السياسي الذي ولد في بغداد عام ٢٠٠٣ لا مثيل له في المنطقة والعالم” وبالفعل نظام هجين ” واجهته ثنائية استبدادية ” دينية وسياسية” ولد من رحمها الإقطاع السياسي والوصفات الطائفية ونشر الجهل والخرافة وعبادة الأصنام وسرقة ثروات البلاد واصول الدولة بقيادة ( مجموعة جهلة وفاشلين وعملاء، ومجاميع مرضى بالأحقاد وكراهية العراق والعراقيين وكراهية العروبة، ويكرهون البناء والسلام، وعشاق الفساد والدونية وثقافة العنف والترهيب ) … ولهذا يكرهه الرئيس الاميركي دونالد ترامب ويعتبره أحد جرائم بوش الابن وبايدن والرئيس اوباما .وقال عنه ترامب ( العراق اصبح مصنع ل الأرهاب بظل هذا النظام السياسي في العراق ). ولهذا لم يتعامل مع قيادات هذا النظام في ولايته الاولى ( بحيث زار قاعدة الاسد في العراق واحتقر الجميع ولم يرسل عليهم ) اما اوباما فلم يزر العراق أصلا .ولا يحبذ التعامل مع هذا النظام بولايته الثانية بل باتَ من الداعمين للتغيير في العراق ودعم ولادة نظام عراقي وطني قوي !
#ثانيا :
لذا فإن التغيير السياسي في العراق أصبح حتمياً وبدعم المجتمع الدولي هذه المرة. وتقرر كل شيء للقيام بذلك . لانهم يعتبرونه عار على المنطقة و النظام العالمي والمجتمع الدولي. وعار على الولايات المتحدة لأنها أسست ودعمت ولازالت تدعم هكذا نظام سياسي ( فاشل وفاسد وفاشي ويدعم الأرهاب من وجهة نظر المجتمع الدولي ) .والقرار بالتغيير في العراق تقرر قبل وصول الرئيس ترامب لولاية ثانية . ولو كان الفوز من نصيب المرشحة “كمالا هاريس ” ايضا كان التغيير في العراق مقرر ومنتهي. ولكن الرئيس ترامب وعند استلامه طلب التريث ( قليلا ) لانه يريد التغيير في العراق مفتاحاً للتغيير الأكبر والأشمل في المنطقة والعالم . ولهذا تأخر التغيير في العراق لبعض الوقت .ولكن الزلزال قادم بنسبة ٩٩٪ !
#ثالثا:-
ان التغيير السياسي في العراق مسالة وقت ومثلما اكدنا أعلاه . ولكن الرئيس ترامب يريده مفتاح التغيير في ايران والمنطقة والعالم . ولهذا وضع استراتيجية محكمة تتكون من مرحلتين :
١-مرحلة” الاستراتيجية الآنية “
٢- ومرحلة ” الاستراتيجية متوسطة المدى “
ومن خلال هاتين الاستراتيجيتين يطمح الرئيس ترامب لتحقيق هدفين و هما:-
١-الهدف الاول:-الحصول على جائزة نوبل للسلام
٢-الهدف الثاني:- كتابة تاريخ جديد للولايات المتحدة
والهدف الاول :-قد يكون بعيد الان “ولكن هناك ادوات ناعمة تعمل على ذلك ” وقد تاخذ منحى اخر وفجأه تكون قريبه جداً وتكون من نصيب الرئيس دونالد ترامب .
اما الهدف الثاني :- فكتابة التاريخ راسخة في ذهن وعقل الرئيس ترامب و لديه خطط علنيه وخطط خفيه نوه عنها بصوره غير مباشرة ،ومنها زلات لسان ترامب السابقة في مقابلات تلفزيونية قبل دخوله عالم السياسة الحقيقي واستلامه السلطة التنفيذية.
وبالفعل أخذ ترامب يتكلم عن كندا و جرينلاند وقناة بنما وهذه جميعها واضحه للعيان.و لكن لم يتكلم عن خططه الاستراتيجية الخفيه!!!
#رابعا:-
ولكن ماهي خططه الخفية او الاستراتيجية متوسطة المدى ؟
*الجواب:-
١-أن احد اهم الخطط التي ينوي الرئيس ترامب تنفيدها هي الاستيلاء على مضيق هرمز ومضيق باب المندب. وهي الخطط المدعومة بقوة من بريطانيا وإسرائيل ودول اخرى .ونحم نعرف ان مضيق هرمز تحت السيطره الإيرانية الفارسية، وباب المندب تحت سيطرة المليشيات اليمنية التي تتحكم بها إيران .
٢-ومن هنا أمام إيران اختيارين لاثالث لهما:-
*أ:-اما الاستغناء عن برنامجها الصاروخي والنووي وحل الحرس والاستغناء عن المليشيات والاحزاب في العراق واليمن والتنازل عن مضيق هرمز بموجب اتفاق!
*ب:-او الضربة المدمرة والتي ستنهي البرنامج النووي والصاروخي والاستيلاء على هرمز، بالاضافه الى تقسيم دولة فارس الى دويلات حسب القوميات (البلوشيه والعربيه والكرديه والاذريه والفارسيه) وعلى اساس الاديان والمذاهب ايضاً .وستكون نهاية دولة ما يسمى ايران!
#نقطة نظام !
اما في العراق فسيكون تحصيل حاصل القضاء على المليشيات وقادتها والاحزاب الاسلامية الموالية لإيران بضربات انتقائيه وانزالات للقبض عليهم وانهاء وجودهم وقوتهم. لا سيما بعد القضاء على الحرس الثوري الايراني !
#خامساً:-
لماذا هرمز وباب المندب؟
#الجواب:-
١-فحين الهيمنة على مضيق هرمز سوف يتحكم ترامب ب 60% من صادرات البترول العالمية. وحينها لن تستطيع الصين استيراد برميل واحد بدون موافقة الولايات المتحده. بالإضافة الى انه ستكون هنالك جباية ورسوم على مرور السفن والناقلات تحت بند حماية المضيق وتسهيل مرورها!
٢-اما الهيمنة على ” باب المندب” فسوف تعطي الرئيس ترامب امكانية التحكم بقناة السويس ويكون شريك مع مصر. ويستطيع خنقها بالاضافة لقطع الطريق على خطوط الملاحة والتجارة الصينيه مع اوربا وبالاضافة ايضاً ستكون هناك جباية الرسوم العالية باشراف أميركي !
#سادساً :-
١-وبهذا يستطيع ترامب التحكم ب 80% من الخطوط الملاحية والطاقة والتجارة العالمية.ولهذا سعى ترامب قبل تنفيذ هذه الخطط بالذهاب إلى التقارب مع القيادة الروسية والعمل على ايقاف الحرب مع أوكرانيا مقابل احتفاظ روسيا بالاراضي التي استولت عليها، والنأي بنفسها عن الصين ليتم خنقها اقتصادياً.واعطاء ظهرها لإيران . ووافقت القيادة الروسية لا بل صرح الرئيس الروسي بانه ستعقد اتفاقية مع واشنطن بوجود ترامب بالسماح لواشنطن بالحصول على المعادن النادرة التي تحتاج اليها امريكا في الأراضي الروسية ( ويبدو هي مكافأة من الرئيس بوتين إلى الرئيس ترامب )
٢-اما المفاجأة الكبرى فهي اقناع كوريا الشمالية بضغط روسي بالنأي بنفسها عن الصين ودخولها في معسكر روسيا الذي هو يتماشى مع سياسة واستراتيجية ترامب !
٣-اما الصين:- فنعتقد إذا شعرت بانها ستكون وحيدة ومعزولة فانها قد تتهور وتحتل جزيرة تايوان لتحريك المياه الراكدة ومحاولة آشعال حرب عالمية ثالثة وبشعار عليَّ وعلى اعدائي . وان حدثت هذه الحرب العالمية الثالثة فالرئيس ترامب جمّد اقوى حلفاء الصين وكسبهم استباقيا . وبالتالي ستكون حرب خاطفة وخسائرها قليلة. او ربما تخرج امريكا من الجزيرة أصلا !
#الخلاصة :
هذا هو الذي جعل الرئيس الاوكراني وبدعم أوربي ليرفض خطة سلام ترامب في أوكرانيا ” وحدث على اثرها التلاسن بين ترامب وزيلينسكي ” فهي ورطة وقع بها زلينسكي بتخطيط أوربي .والسبب لان هناك خوف أوربي من استراتيجيات ترامب التي وردت بسياق هذا المقال وخوفا ان تكون خانعة لأملاءات واشنطن وترامب وعليها دفع الرسوم مقابل ماتحتاج اليه عبر مضيق هرمز وباب المندب ومنطقة الشرق الأوسط … الخ !
#همسة :
هل عرفتم الآن اهمية وقيمة وموقع العراق ؟ فهو قطب الرحى في منطقة الشرق الأوسط . وفيه عشرات الأوراق الاستراتيجية التي يفترض استخدامها لصالح العراق. ولكن بما ان النظام السياسي وحكوماته المتعاقبة فاشلة وتابعه لإيران فبقيت خانعة وبيضها في السلة الايرانية فكرهها الشعب العراقي والمنطقة والعالم فتقرر تغيير هذا النظام الفاشل والفاسد في العراق !
Subscribe to:
Posts (Atom)