Tuesday, March 26, 2024

الستر .. له تفسيران:

الستر له تفسيران سياسي يتعلق بمصالح الطبقة السياسية حيث يجب التستر على الفضائح و طمطمتها؛ و ستر قانوني يتعلق بمن يقف مقابل فساد الطبقة السياسية .. يعني يجب التستر على الفاعل و فضح الشاهد و معاقبته بأشد العقوبات. الستر له تفسيران في مبادئ الساسة المتحاصصين؛ فإذا كان يتعلق بأخلاق و شرف المسؤول المتحاصص كفضيحة عميد جامعة البصرة ؛ فأن الأمر هنا يختلف و يجب التستر على الفضيحة لحفظ ماء وجه الرئيس .. أما لو كان الأمر يتعلق بمعارض أو مظلوم يطالب بحقه ؛ فيجب التشهير به بل و قتله إن أمكن بلا فضائح ..و هنا لا معنى للستر .. لأنه عمل فضيع يمس مصالح الطبقة السياسية. هذا الأمر يذكرنا بمسألة سرقة أموال البلاد و العباد خلال العقدين الماضين و بعد ما إنكشف ديدن الطبقة السياسية بكونهم أناس حرامية ؛ نراهم إبتدعوا فتاوى لا تقبلها كل الأديان و ليس الأسلام فقط ؛ بكون الأموال المسروقة أموال لا يعرف صاحبها .. و الحال أن تلك الأمول عائدة لخمسين مليون مواطن يشتركون فيها لأنها من بيت المال و هنا يكون الامر أصعب بكثير فيما لو كانت السرقة من شخص أو من جماعة معينة!. مثلما في السابق روّجوا لفكرة ” المال العام صاحبه مجهول “حتى يشرّعنوا لعمليات نهب المال العام من قبل أحزاب المحاصصة الطائفية الفاسدة ، فالآن أخذوا يروّجون لفكرة ” الستر ” * بعد انفجار دوي لفضيحة عميد كلية الحاسوب في جامعة البصرة وهو مختلي بطالبة جامعة في وضع جنسي ساخن ــ حسب الفيديو ــ ، مطالبين بالسكوت عن هذا السلوك الإجرامي الشائن تحت ذريعة ” الستر” ** ، وبالطبع ليس بسبب روحية التسامح والنزعة الإنسانية المفرطة ، إنما لكون هذا العميد محسوب على هؤلاء الإسلاميين .. بينما المسألة هنا ليست مسألة أخلاقية فقط قد تمس شرف الطالبات فحسب وإنما قد تشكل تهديدا خطيرا على مستوى التربية و التعليم في المدارس والجامعات العراقية ، إذ أن الحصول على الدرجات العالية والشهادات الجيدة ستكون مرهونة بتقديم ” خدمات جنسية ” للاستاذة من قبل الطالبات الجامعيات بهدف النجاح ، لتكون بديلا عن الدراسة الجادة والشهادة العلمية الحقيقية المُحرِزة عن جهد وتعب ومثابرة مطلوبة وضرورية في كل الأحوال .. أما التصدي لهذا السلوك الإجرامي بمزاعم الستر ى والسكوت عنه مرضاة لوجه الله ، حسبما يزعمون ، فما هو في حقيقة الأمر إلا امتدادا بل ودليلا لممارسات وخطوات مقصودة تصب في تخريب كل ما هو قد يكون جيدا ومفيدا للعراق ، بما في ذلك حقل التربية والتعليم ، مثلما جرت سابقا عمليات تخريب متعمدة في قطاع الصناعة والزراعة والثقافة والفنون وعلى مستوى السلوك العام و الثوابت والقيم الاجتماعية المعتدلة .. أم أنهم نسوا كيف كانوا يقتلون قبل سنوات قريبة نساء و فتيات لمجرد كونهن سافرات و متبرجات أو عاملات في صالون الحلاقة النسائية ؟.. ولكن الستر و ما أدراك ما الستر ؟ ، عندما الأمر يتعلق ب”أخوة مجاهدين إسلاميين أقحاح ” من لصوص ومديري ملاهي الليل و ناشري الفساد في الجامعات .. هوامش ومتون : ( عن الامام الصادق عليه السلام ( من ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدنيا والآخرة) **(فضيحة العميد” تهز الشارع العراقي.. رئيس جامعة البصرة يعلق l 24 مارس 2024 – 16:56 بتوقيت أبوظبي علق رئيس جامعة البصرة على الفيديوهات المنتشرة، والتي تظهر عميد إحدى كليات الجامعة، وهو في أوضاع مخلة مع طالبات، في واقعة هزت الشارع العراقي الأسبوع الماضي. وعلق رئيس جامعة البصرة، مهند جواد كاظم، على الحادثة، في بيان: “شاهدنا استخدام صور لشخصيات من نساء الجامعة تؤدي عملها في الوظيفة أو التدريس أو الدراسة، وقد تم استخدامها بطريقة غير ملائمة على منصات التواصل الاجتماعي”. وعبر كاظم عن رفض الجامعة القاطع “لهذا التقليد والتزوير في استخدام الصور لهذه الأغراض الدنيئة”. واعتبر أن “هذا العمل انتهاك صارخ للحقوق الشخصية والمهنية”، مؤكدا اللجوء إلى الجهات المختصة لـ”اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة ضد أي شخص أو جهة تقوم بالتشهير أو استخدام الصور بشكل غير مشروع”. وطالب وفق البيان، بـ”إزالة الصور فورا من المنصات التي تم نشرها عليها، داعيا جميع الأطراف المعنية إلى التعاون والامتناع عن إساءة استخدام الصور بطريقة غير مشروعة”.

أنصاف المثقفين سبب دمار المجتمع الأنساني :

أنصاف المثقفين سبب دمار المجتمع الأنساني؛ كان الحق تماماً مع إفلاطون و إستاذه سقراط حين حدّدا شخصية السياسي يجب أن تكون مميزة من الناحية الفكرية و العلمية, و وجه الحقّ في رأيهم يبدء من كونهم إن أخطؤوا في قرار و لو صغير و محدود ؛ فأن تبعاته و تأثيراته و إنعكاساته سيتعمم على الجميع .. و ربما يشمل كل المجتمع البشري, حتى يتم كشفه بعد الأدلة المؤيدة لذلك, لكن لا يمر الأمر (الخطأ) كما هو الحال مع عامل أو موظف عادي و الذي يمكن تدارك خطئه و فساده بأقل الخسائر المادية و المعنوية و ربما حتى بدون خسائر .. إن فساد المسؤول أو النائب أو الرئيس يتعدى أحيانأً الكثير من المساحات التي تأثرت بذلك القرار الخاطئ , بحيث يؤدي إلى التفرقة في الأمة و تقطيع أوصالها و بآلتالي هزيمتها أمام أبسط عدوان أو حادث أو تطور معي, وهذا ما حدث مع الكثير من الأمم التي كانت في وقت معين موحدة لكنها تفرقت و أصبحت شيعا و أحزاب بسبب السياسيين أنصاف المثقفين, وهذا ما حدث مع أمتنا العربية و الأسلامية, و للآن هناك عداء و خصام خصوصا بين القوميات المختلفة الأسلامية كآلعرب و العجم و الترك و الديلم و غيرهم .. كل ذلك بسبب عدم وضوح الرؤية و بآلتالي القرار الذي يصدر و يحاول الناس و في مقدمتهم الحكومات من تطبيقها ؛ فإذا بهم يتسببون في كوارث لا تحمد عقباه .. بل قد لا يبق لها حلّ!؟ إن افتراق الأمة كان بسبب هؤلاء "المُنَصِّـفين" الذين يأخذون بالنصف ويتركون النصف الآخر، فالخوارج مثلاً أخذوا آيات الوعيد وتركوا آيات المغفرة، والمرجئة أخذوا آيات المغفرة وتركوا آيات الوعيد .

الشر السياسيّ : من إيريك ديسيل إلى بول ريكور .

مبحث الشرّ السياسي: من إيريك ديسيل إلى بول ريكور. قراءات ودراسات ترجمة: عبد الوهاب البراهمي 1- الفساد الأصلي للسياسة- إيريك ديسيل [ 1.1.1] من الضروريّ حتى نوضّح المجال الوضعي، أن نلج النقاش بفحص السياسيle politique فيما “ليس هو “. ليس السياسيّ أيّ مكوّن من مكوناته، بل هو الأحرى مجموعها. فليس المنزل بابا وحائطا أو سقفا فحسب. وأن نقول بأنّ السياسيّ هو أحد مكوّناته معزولة، فذاك يمثّل اختزالا ملتبسا، بل وجب وصف السياسيّ في كليته. لكن، حتى لو اعتبرناه في كليته، فذلك لا يعني أن توجد منازل سيئة، منازل لا يمكننا العيش فيها، منازل صغيرة جدّا، وغير صالحة الخ..وكذا الحال في السياسة. [1.1.2] إنّ السياسيّ بما هو كذلك يلحقه الفساد بوصفه كليّة عندما تشوّه وظيفته الأساسية أو تدمّر من أصلها، في منبعها. ومن الضروريّ، استباقا لما سنفسّره فيما بعد، أن ينتبه أولئك الذين يبدؤون التفكير في معنى السياسيّ، إلى انحرافه المبدئيّ الذي قد يؤدّي إلى فقدان كليّ لوجهة كلّ عمل أو مؤسّسة سياسيّة. [1.1.3] إنّ الفساد الأصلي للسياسيّ، الذي نسمّيه صنمية السلطة fétichisme du pouvoir ، يتمثّل في أنّ الفاعل السياسيّ (أعضاء المجموعة السياسية، سواء أكانوا مواطنين أو نوّابا) يؤمن باستطاعته الإقرار بأنّ ذاتيته الخاصّة أو المؤسسّة التي يؤدّي فيها وظيفة (والتي تخوّل له أن يسمّى “موظّفا”، سواء كان رئيسا، نائبا برلمانيا أوقاض أو عسكريّ أو شرطيّ، هو حيّز أو مصدر السلطة السياسيّة. إذن، فالدولة مثلا ، التي تدّعي بكونها ذات سيادة، وبكونها الهيئة العليا للسلطة تمثّل صنمية سلطة الدولة وفساد كلّ الذين يزعمون ممارسة سلطة الدولة بهذا المعنى. وإذا كان أعضاء الحكومة مثلا، يعتقدون أنّهم يمارسون السلطة بموجب نفوذهم الذاتيّ المرجع autoréférentielle (أي يردّ إلى ذواتهم)، فإنّ سلطتهم إذن فاسدة. [1.1.4] لماذ؟ لأنّ ممارسة السلطة لكلّ مؤسسة (من الرئيس إلى الشرطيّ) أو لكلّ وظيفة سياسيّة (حينما مثلا، يتجمّع المواطنون في “تجمعات مفتوحة” أو ينتخبون ممثّلا لهم) له مرجعية أولى ونهائية هي سلطة الجماعة السياسيّة (أو الشعب بالمعنى الدقيق). فعدم ردّ علاقة الممارسة المفوّضة للسلطة المُحدّدة لكل مؤسسة سياسيّة، إلى السلطة السياسية للجماعة (أو الشعب) بل استبعادها، وقطعها، يؤدّي إلى إطلاقية، وتقديس وفساد ممارسة سلطة الممثّل représentant وأيّ كانت وظيفته. [1.1.5] الفساد مزدوج: فساد الحكومة التي تعتبر نفسها بمثابة الموقع السيادي للسلطة، وفساد الجماعة السياسية التي تسمح به، وتقبل به وتصير خادمة له بدل أن تكون فاعلة في هدم السياسيّ (أعمال، مؤسسات ومبادئ). إنّ النائب الفاسد بإمكانه استخدام سلطة مؤلّهة من أجل لذّة تكريس إرادته، بوصفها غرورا متباهيا، وتسلّطا استبداديا، وسادية تجاه أعداءه أو بوصفها تملّكا غير قانونيّ للخيرات والثروات. وأيّ كانت المنافع الظاهرة المتاحة للقائد الفاسد إذ لا يكمن الأسوأ في الخيرات المكتسبة، على نحو مشروع، بل في انحراف قصده بوصفه ممثّلا: ذاك الذي يستخدم أو يمارس السلطة على وجه الموالاة لصالح الجماعة، ليتحوّل إلى “مصّاص دماء” ، إلى طفيليّ يضعف الجماعة السياسيّة إلى حدّ إخمادها. إنّ كلّ كفاح يخاض من أجل منافع خاصّة (سواء تعلق الأمر بفرد مثل ديكتاتور؛ أو بطبقة مثل البورجوازية؛ أو بنخبة مثل “البيض المولودين في المستعمرات”créoles أو بـ” قبيلة” مثل ورثة تسويات سياسية قديمة) يتعلّق بالفساد السياسي.”. إيريك ديسيل “عشرون أطروحة في السياسي” (المقدمة الأطروحة 1 )– ترجمة مارتين لوكور- شونتوكاي ونوهورا غوماز- فيللامارين- هرتمان 2018 2- السلطة والشرّ – بول ريكور هناك اغتراب سياسي مخصوص لأن السياسي مستقل. إنه الوجه الآخر للمفارقة التي لابدّ من توضيحه الآن: بيت القصيد هو أن الدولة إرادة . يمكن أن نلحّ قدر ما نشاء على المعقولية التي يمنحها السياسي للتاريخ ـ هذا حق ـ؛ لكن إذا كانت الدولة معقولة الغاية، فإنها تتقدّم في التاريخ بفعل القرارات. ليس من الممكن أن لا نُدخل في تعريف السياسي فكرة القرارات ذات المدى التاريخي، أي تلك التي تغيّر بصورة دائمة مصير جماعة إنسانية تنظمها الدولة وتوجّهها. فالسياسيّ تنظيم معقول، والسياسي قرار: تحليل محتمل للأوضاع، ورهان محتمل على المستقبل. لا يستقيم السياسي دون سياسة. يحمل السياسي معناه بعد أن يفوت أوانه، في التفكير، في “الاستذكار”، في التنقيب، في المشروع، أي في قراءة محتملة للأحداث المعاصرة وفي الآن نفسه في حزم الحلول. لأجل ذلك إذا كانت الوظيفة السياسية والسياسي بلا تناوب، أمكن أن نقول في معنى ما أن السّياسي لا يوجد إلا في اللحظات الحاسمة، في “الأزمات”، في “المنعطفات”، وفي مفاصل التاريخ. ولكن ليس من الممكن تعريف السياسي دون إدراج اللحظة الإرادية للقرار. وليس من الممكن أبدا الحديث عن ” قرار سياسي” دون التفكير في السلطة.من السياسيّ إلى السياسة، نمر من تولّي السلطة إلى الأحداث، من السيادة إلى صاحب السيادة، من الدولة إلى الحكم، من العقل التاريخي إلى السلطة. هكذا تظهر خصوصية السياسي في خصوصية وسائله؛ فالدولة منظورا إليها من جهة السياسة، هي الحكم الذي يحتكر الإرغام الفيزيائي الشرعي؛ وتشهد صفة شرعي بأن تعريف الدولة بوسيلتها المميّزة يحيل إلى تعريف الدولة ذاتها بغايتها وشكلها؛ ولكن، إذا حدث أن تطابقت الدولة، صدفة، مع أساس شرعيتها، ـ كأن تصير مثلا سلطة القانون ـ فإن هذه الدولة ستكون أيضا محتكرة للإرغام. ستكون أيضا سلطة البعض على الجميع؛ وستضمّ أيضا شرعية، أي سلطة أخلاقية للإلزام، وعنف لا راد له، أي سلطة مادية للإرغام. هكذا ندرك فكرة السياسة بالذات في كل اتساعها؛ نقول إنها مجموع الأفعال التي موضوعها ممارسة السلطة، وبالتالي الاحتكار والحفاظ على السلطة أيضا؛ ورويدا رويدا قد يصير سياسة كل نشاط تكون له غاية أو حتى ببساطة نتيجة هي التأثير على توزيع السلطة. إنها السياسة ـ السياسة محددة بالرجوع إلى السلطة ـ هي التي تطرح مشكل الشرّ السياسي. يوجد مشكل الشر السياسي لأن هناك مشكل مخصوص للسلطة. و ليس لكون السلطة هي الشر، بل لأن السلطة تعني عظمة الإنسان وهو خاضع تماما للشرّ؛ وقد يكون في التاريخ أكبر مناسبة للشرّ وأكبر برهنة عليه. وذلك لأن السلطة شيء عظيم؛ ولأنها (أي السلطة) هي أداة المعقولية التاريخية للدولة. ولا يجب في أي حال من الأحوال إسقاط هذه المفارقة. إن هذا الشرّ المخصوص للسلطة قد أقر به أعظم المفكرين السياسييين ومعهم مجموع هائل. أنبياء بنو إسرائيل وسقراط القورجياس يلتقون في هذه النقطة؛ أمير ماكيافللي، نقد ماركس لفلسفة الحق لهيجل، الدولة والثورة للينين، و….تقرير خورتشوف، هذه الوثيقة الممتازة عن الشر في السياسة- جميعها تقول نفس الشيء، في سياقات لاهوتية وفلسفية مختلفة جوهريا. ويشهد هذا التقارب ذاته باستقرار الإشكالية السياسية عبر التاريخ والذي نفهم نحن، بفضله، هذه النصوص كحقيقة لكل الأزمان. والملفت للنظر أن أقدم نبؤة توراتية مكتوبة، نبؤة “آموس” تدين بالأساس جرائم سياسية لا أخطاء فردية. وحيثما يستهوينا النظر إلى ذلك كمجرد آثار لفكرة فاسدة للخطيئة الجماعية، سابقة لفردنة العقاب والخطأ، يجب معرفة حصريا إدانة شر السياسة كشر للسلطة؛ إن الوجود السياسي للإنسان هو الذي يمنح للخطيئة بعدها التاريخي، قوتها المكتسحة، وإذا أمكن أن نقول، عظمتها. يمر موت المسيح، كما موت سقراط، عبر فعل سياسي، بمحاكمة سياسية، إنه حكم سياسي، ذاك الذي هو ذاته يضمن بنظامه وهدوءه النجاح التاريخي للإنسانيhumanitas والكوني، luniversalitas، إنها السلطة السياسية الرومانية هي التي رفعت الصليب: ” لقد عانى تحت جكم “بونس بيلات” ponce pilate” وهكذا تظهر الخطيئة في السلطة وتكشف السلطة طبيعة الخطيئة التي ليست متعة، بل كبرياء القوة، داء التملك والسلطة. لايقول الجورياس شيئا غير هذا، بل يمكن أن نقول إن الفلسفة السقراطية والأفلاطونية نشأت في جانب منها عن التأمل في “الطاغية”، أي عن الحكم بلا قانون ودون رضا من قبل الرعايا. كيف يكون الطاغية- نقيض الفيلسوف- ممكنا؟ إن هذا السؤال يمسّ صميم الفلسفة لأن الاستبداد ليس ممكنا دون تزييف للكلام، أي لهذه السلطة الإنسانية بامتياز، سلطة قول الأشياء والتواصل مع البشر. يرتكز كل الحجاج الأفلاطوني في القورجياس على التقاطع بين انحراف الفلسفة الذي تمثله السفسطة وانحراف السياسة التي يمثله الاستبداد. يشكل الاستبداد والسفسطة زوجا مريعا. وهكذا يكتشف أفلاطون وجها لشر السياسة مختلفا عن القوة، ولكنه شديد الصلة بها، هو” المغالطة”، أي فنّ اغتصاب الإقناع بوسائل أخرى غير الحقيقة؛ وهذا يذهب بنا بعيدا، فإذا صحّ أن الكلام هو الوسط، مميّز الإنسانية، اللوغوس الذي يجعل الإنسان شبيها بالإنسان ويؤسس التواصل، فإن الكذب والتملق، واللاحقيقة- الشرور السياسية بامتياز- تهدم الإنسان إذن من الأساس الذي هو كلام، خطاب وعقل. هذا إذن تأمل مزدوج في كبرياء القوة وفي اللاحقيقة اللتان تكشفان عن شرور متصلة بماهية السياسة. غير أني أجد هذا التأمل المزدوج في هذين الأثرين العظيمين للفلسفة: الأمير لماكيافللي والدولة والثورة للينين، اللذان يشهدان باستمرار إشكالية السلطة عبر حقيقة أشكال الحكم، بتطور التقنيات وتحولات التشريطات الاقتصادية والاجتماعية. فلمسألة السلطة، وممارستها وامتلاكها ودفاعها واتساعها، استقرار مدهش يحمل على الاعتقاد في استمرار طبيعة إنسانية. قد قيل الكثير عن “الماكيافللية”، ذمّا؛ ولكن إذا شئنا أن يحمل الأمير، كما يلزم، على محمل الجدّ فسنكتشف أننا لن نتجنب بيسر مشكله الذي هو بالتحديد تأسيس سلطة جديدة لدولة جديدة. إن الأمير هو المنطق العنيد للعمل السياسي؛ إنه منطق الوسائل، التقنية الخالصة للحيازة والمحافظة على السلطة؛ وهذه التقنية تهيمن عليها تماما العلاقة السياسية الأساسية صديق- عدو، العدو الذي يمكن أن يكون خارجيا أو داخليا، شعب، نبالة، جيش أو مستشار وكل صديق يمكن أن يصير عدوا والعكس بالعكس؛ وتتحرك هذه التقنية فوق مجال واسع يبدأ من القوة العسكرية إلى مشاعر الخشية والاعتراف، الانتقام والوفاء. إن الأمير بمعرفته كل نتائج القوة، الجسامة والتنوع والألاعيب المتباينة لبطانته ،سيكون خبيرا استراتيجيا وعالم نفس، أسد وثعلب. هكذا يطرح ماكيافللي المشكل الحقيقي للعنف السياسي، الذي ليس هو بعنف عقيم ،عنف الاعتباطي والجنون، إنما عنف محسوب ومحدود، مقدر بالذات بهدف تشييد دولة مستمرة. ومن شك يمكن أن نقول، أنه بهذا الحساب يخضع العنف المؤسس لحكم الشرعية المؤسسة؛ غير أن هذه الشرعية المؤسسة ، هذه “الجمهورية” تتّسم منذ النشأة بالعنف الذي نجح. هكذا نشأت جميع الأمم، كل السلطات وكل النظم؛ و انصهرت نشأتها العنيفة في الشرعية الجديدة التي ولدتها، إلا أن هذه الشرعية الجديدة تحتفظ بشيء ما من العرضي، من التاريخي تحديدا، لا تكفّ نشأتها العنيفة عن إفادتها به. لقد كشف ماكيافللي للعيان علاقة السياسة بالعنف؛ وهنا تكمن نزاهته وصدقه. وبعد قرون عديدة يعود ماركس ولينين إلى مبحث يمكن أن نقول إنه أفلاطوني، مشكل “الوعي الزائف”. ويبدو لي بالفعل أن أهم ما في النقد الماركسي للسياسة والدولة الهيجيلية، ليس تفسيرهما (أي ماركس وليين) للدولة بعلاقات القوة بين طبقات، وبالتالي اختزال الشر السياسي في شر اقتصادي – اجتماعي، إنما وصف هذا الشر كشر خاص بالسياسة؛ بل أعتقد أن أعظم بلية تصيب كل عمل الماركسية- اللينينية وترزح على كل النظم التي ولدتها الماركسية، هي هذا الاختزال للشر السياسي في شر اقتصادي؛ من هنا جاء وهم مجتمع متحرر من تناقضات المجتمع البورجوازي سيتحرر أيضا من الاغتراب السياسي. غير أن الأساسي في نقد ماركس (ج.و.كالفاز” فكر كارل ماركس، الفصل المتعلق بالاغتراب السياسي.) هو أن الدولة ليست هي ما تدعيه وما لا تقدر أن تكونه. ماذا تدعّي؟ إذا كان هيجل على صواب، فإن الدولة هي المصالحة، المصالحة في حقل أرفع من المصالح والأفراد، غير القابلة للتوفيق بينها في مستوى ما يسميه هيجل المجتمع المدني، لنقل مصالحة على الصعيد الاقتصادي- الاجتماعي. إن عالم العلاقات الخاصة غير المنسجم محكوم ومعقلن بالحكم الأعلى للدولة. فالدولة هي الوسيط وهي إذن العقل. ويدرك كل منا حريته كحق من خلال حكم الدولة. هذا ما يعنيه سياسيا أنني حرّ. وفي هذا المعنى يفهم هيجل أن الدولة نيابية: توجد في التمثيل والإنسان يمثل فيها. إن الأساسي في نقد ماركس هو فضح وهم قائم في هذا التمثيل؛ كون الدولة ليست العالم الحقيقي للإنسان، ولكن عالم آخر لاواقعي؛ لا يحل التناقضات الواقعية إلا في حق خيالي هو بدوره في تناقض مع العلاقات الواقعية بين البشر. وانطلاقا من هذا الأكذوبة الأساسية ، من هذا التنافر بين الإدعاء والموجود الحقيقي سيعثر ماركس من جديد على مشكل العنف. ذلك أن السيادة ليست كون الشعب في واقعه العيني إنما في عالم آخر منشود، ملزم بأن يسند بدعامة صاحب سيادة فعلي، عيني، ملموس.فمثالية الحق لا يحتفظ بها في التاريخ إلا بواقعية الاعتباطي لدى الأمير. هذا هو مجال السياسي الذي ينقسم إلى مثالي السيادة وواقع السلطة، إلى السيادة وصاحب السيادة، إلى الدستور والدولة، بل الشرطة. ولا يهم كثيرا أن ماركس لم يعرف إلا الملكية الدستورية؛ فتفكك الدستور والملكية، وتفكك الحق والعرضي، هو تناقض داخلي لكل سلطة سياسية. ويصدق هذا أيضا على الجمهورية. انظروا كيف أنه في السنة الماضية سلبت أصواتنا من طرف سياسيين بارعين قلبوا السلطة القائمة ضدّ سيادة الجسم الانتخابي؛ يميل صاحب السيادة دوما إلى التحايل على السيادة؛ إنه الداء السياسي الجوهري. لا توجد دولة دون حكم، دون إدارة وشرطة؛ ثم ألا تخترق ظاهرة الاغتراب السياسي كل الأنظمة، عبر كل الأشكال الدستورية؟ والمجتمع السياسي هو الذي يحمل هذا التناقض الخارجي بين عالم مثالي لعلاقات الحق وعالم واقعي لعلاقات جماعية وهذا التناقض الداخلي بين السيادة وصاحب السيادة، بين الدستور والسلطة، وفي النهاية الشرطة. إننا نحلم بدولة يحل فيها التناقض الجوهري الذي يوجد بين كونية تنشدها الدولة وبين ما يلحقها في الواقع من الجزئية والعرضي؛ والداء هو أن هذا الحلم صعب المنال. ومن المؤسف أن ماركس لم يلحظ الطابع المستقلّ لهذا التناقض؛ لقد رأى فيه مجرد بنية فوقية، أي تغيير موضع، على صعيد مضاف، لتناقضات تنتمي لمستوى تحتي للمجتمع الرأسمالي وفي النهاية أثرا لتناقض الطبقات. فالدولة ليست إذن إلا أداة عنف الطبقات، في حين أن للدولة دوما هدفا، مشروعا يتجاوز الطبقات وأن تأثيرها السيئ هو المقابل لهذا الهدف العظيم. ولكون الدولة مختزلة هكذا في أداة قمع بيد الطبقة المهيمنة، فإن وهم الدولة في أن تكون مصالحة كونية ليس إلا حالة خاصة لهذه العلة للمجتمعات البورجوازية التي لا تقدر على تحمّل فشلها أو حلّ تناقضاتها إلا بالهروب إلى الحلم بالحقّ. وأعتقد أنه يجب أن نحتفظ، ضد ماركس ولينين بأن الاغتراب السياسي ليس قابلا للاختزال في غيره، ولكنه مقوم للوجود الإنساني، وفي هذا المعنى، فإن نمط الوجود السياسي يحتمل انفصال الحياة المجردة للمواطن عن الحياة العينية للأسرة والعمل. وأعتقد أيضا أننا ننقذ هكذا أفضل ما في النقد الماركسي، الذي يلتحق بالنقد الماكيفللي، الأفلاطوني والتوراتي للسلطة. ولا أريد من حجة على هذا غير تقرير خورتشوف؛ وما يبدو لي أساسيا، هو أن النقد الذي قام به ستالين ليس له من معنى إلا إذا كان اغتراب السياسة اغترابا مستقلا، غير قابل للاختزال في اغتراب المجتمع الاقتصادي. وإلا، فكيف يمكننا نقد ستالين والاستمرار في استحسان الاقتصاد الاشتراكي والنظام السوفيتي؟ فلا إمكان لتقرير خورتشوف دون نقد للسلطة وعيوبها. ولكن بما أن الماركسية لا تترك مكانا لإشكالية مستقلة للسلطة، نلجأ إلى الحكاية وإلى النقد الأخلاقوي. لقد كان توقلياتي صريحا جدا يوم أن قال إن تفسيرات خورتشوف لا ترضيه وأنه يتساءل كيف أمكن أن توجد ظاهرة ستالين في النظام السوفيتي. ولا يمكننا أن نمنحه الجواب على هذا التساؤل، لأن الجواب لا يمكن أن ينتج إلا عن نقد للنظام الاشتراكي الذي لم يحدث والذي قد لا يحدث في إطار الماركسية، على الأقل بموجب أن الماركسية تختزل كل أشكال الاغتراب في الاغتراب الاقتصادي والاجتماعي. أود أن يكون واضحا مرة واحدة إلى الأبد أن مبحث الشر السياسي الذي وقعت إثارته لا يعبر بالمرة عن نزعة”تشاؤمية” سياسية و لا يبرر أيّ “انهزامية” سياسية. زد على ذلك، فالنعوت “تشاؤمية” “وتفاؤلية” لابد أن تستبعد من حقل التفكير الفلسفي. والتشاؤمية والتفاؤلية هي أمزجة ولا تعني إلا علم الطبائع أي أنه لا دخل لها هنا. غير أن الشفافية إزاء شر السلطة لا يمكن أن تنفصل عن تفكير شامل في السياسي؛ بيد أن هذا التفكير يكشف أن السياسة لا يمكن أن تكون مجالا لأعظم شر بموجب مكانتها البارزة في الوجود الإنساني.إن عظمة الشر السياسي هي بقدر الوجود السياسي للإنسان. وإنه يجب، أكثر من أي شيء آخر، على تأمل في الشر السياسي يقربه من الشر الجذري والذي يجعل منه التقريب الأقرب ما يكون منه، أن يظلّ غير قابل للفصل عن تأمل في دلالة للسياسة هي جذرية بحد ذاتها.وكل اتهام للسياسة بالسوء، اتهام في حد ذاته باطل، مغرض، سيء، سها عن حذف هذا الوصف في بعد الحيوان السياسي. إن تحليلا للسياسة كمعقولية للإنسان شغالة، ليست ملغاة، ولكن مفترضة باستمرار من قبل تأمل في الشر السياسي. بل إن الشر السياسي على النقيض، لا يكون جديا إلا لأنه شر هذه المعقولية، الشر المخصوص لهذه العظمة المخصوصة. إن النقد الماركسي للدولة بشكل خاص لا يلغي تحليل السيادة، من روسو إلى هيجل، إلا أنه يفترض حقيقة هذا التحليل. فإذا لم يكن هناك حقيقة للإرادة العامة (روسو)، وإذا لم يكن هناك غائية للتاريخ عبر “إجتماعية غير قابلة للاجتماع” وبواسطة هذه “الحيلة للعقل” التي هي المعقولية السياسية (كانط). وإذا لم تكن الدولة ممثلة لإنسانية الإنسان، فلا خطر للشر السياسي. ذلك لأن الدولة هي تعبيرة ما لمعقولية التاريخ، انتصار على أهواء الإنسان الخاص، على المصالح”المدنية” وحتى على المصالح الطبقية، إنها عظمة الإنسان الأكثر عرضة، المهددة أكثر ، والأميل إلى الشرّ. إن “الشر” السياسي، في معناه الحقيقي، هو جنون العظمة، أي جنون ما هو عظيم ـ عظمة وإثم السلطة ! حينئذ لا يمكن للإنسان تجنب السياسة تحت طائلة تجنب إنسانيته الخاصة. يكون الإنسان، وعبر التاريخ وبواسطة السياسة مواجه لعظمته ولجرمه. كيف لنا أن نستنتج” انهزامية” سياسية من هذه الشفافية؟ إن ما يؤدي إليه هذا التفكير هو بالأحرى اليقظة. يلتحق التفكير هنا، وقد استوفى دورته، بالراهنية ويتقدم من النقد إلى الممارسة. الحقيقة والتاريخ (بول ريكور) ص 298 -306 دار سيراس للنشر 1995

قصيدة رائعة على الدنيا الفانية :

قصيدة رائعة لشاعر يمني : الأمر جد وهو غير مزاحِ فاعمل لنفسك صالحاً يا صاحِ كيف البقاء مع اختلاف طبائعٍ وكرور ليل دائمٍ وصباحِ تجري بنا الدنيا على خطرٍ كما تجري عليه سفينة الملاحِ تجري بنا في لج بحرٍ ما له من ساحل أبداً ولا ضحضاح وملوك حمير ألف ملك أصبحوا في الترب رهن ضرائح وصفاحِ

حول لقمة الحرام :

حول لقمة الحرام: https://www.youtube.com/watch?si=Wb_FXJi021l-hQKa&v=xlrA3_JGL_g&feature=youtu.be

أخطر ظاهرة في الحكم و السياسة أنصاف المثقفين - الحلقة الرابعة :

أخطر ظاهرة في الحكم و السياسة: أنصاف آلمثقّفين : الحلقة آلرّابعة : أخطر ظاهرة في الحكم و السياسة: أنصاف آلمثقّفين : الحلقة آلرّابعة : ملامح وظلال (أشباه المثقفين) الذين يشكّلون العمود الفقري للنّخبة السياسية العراقية و حتى العربية و العالمية، هي أنّهم قد قادوا حركتهم نحو (النهاية الحزينة) و التي باتت معروفة و كما توقعت ذلك منذ عقود في فلسفتي الكونية العزيزية, على أنّ (شبه المثقف) الذي أنتجته على نطاق واسع ظروف التفرغ المموّل غير المنتج في صفوف الأحزاب والمنظمات والتيارات و الحكومات المختلفة كدعاة اليوم في العراق الذين توكّؤوا على دماء الشهداء لنهب أموال البلاد و العباد كمستهلكين طفيليين و الاخوان المسلمين في مصر و حركة الغنوشي في تونس وحركات و نهضات باقي بلادنا؛ و قد أصبح ظاهرة عربية - عالمية, و إنتقل هذا الفيروس المعدي لصفوف النّخب و النخبة العراقية - العربية خصوصاً بشكل غريب بعد 2003م أضافت بدورها أسوأ صفاتها لهذه الظاهرة التي تقترب لرؤية غرامشي, و نظريته الحديثة في المنهج النقدي بخصوص إدارة الدولة و العلاقات الدولية و تستكشف واجهة الأفكار و المنشآت و القدرات المادية أثناء تشكيلها لمعالم هيئة الدولة, و تشمل كيفية تحديد مجموعة معينة من القوى الأجتماعية لتحاصص مراكز القوى و الحفاظ عليها, بل و تكسر الغرامشية الجمود القائم بين المدارس الفكرية الواقعية و النظريات الليبرالية عبر إضفاء طابع تأريخي على الأساسات النظرية للأتجاهين كجزء من نظام عالمي معين و يجد العلاقة المتشابكة بين البنية و الفاعلية, إضافة لذلك ؛ يصنّف كل من كارل بولانبي و كارل ماركس و ماكس فيبر و نيكولو ميكيافيلي و ماكس هوركهايمر و تيودور إدورنوا و ميشال ؛ على أنهم مصادر رئيسية في النظرية النقدية للعلاقات الدولية. عموماً النظرية الغرامشية فيها جوانب إيجابية و سلبية يجب الأستفادة من جوانبها الأيجابية و ترك الجوانب السلبية(1). شبه المثقف إنسان مريض يُعدي الآخرين, وهو ليس وصفاً في نزع المهارة، مع أن شبه المثقف يكون على الأرجح، غير ماهر أيضاً؛ ولكنه وصف في نزع المرجعية المبدئية عنه والتفاعل الإبداعي بين الذات والمجتمع, و بآلتالي فهو أخطر من الجاهل في أي مكان كان. في الحالة العراقية كما البلاد العربية؛ توجد دولة يتطلّب تسييرها مهارات غير إعلامية، قد يكون شبه المثقف، على العموم، (مثقفاً) من الناحية التقنيّة - الأبجدية، لكنه يفتقر للقدرة الإبداعيّة سواء على مستوى المعرفة أو الفن ـ بكل تجلياته ـ أو على مستوى الممارسة السياسية والاجتماعية والثقافية و الأقتصادية و حتى العسكرية. ومردّ ذلك هو افتقاره للموهبة أو إلى ما يُعوّض الموهبة من الرؤى الشمولية والالتزام بقضية عامة تتجاوز الذات و المصالح الخاصة و الحزبية؛ إلتزام يتمحور عليه كلّ النشاط الشخصيّ. فالثقافة؛ رؤية شاملة للعالم و إلتزام نقدي بأولويات المجتمع والإنسانية و كدح دؤوب في معاناة الكلمة/الفعل لتحقيق المصلحة العامة. المُثقف، بالنظر لامتلاكه الرؤية والتزامه بها؛ يصبح قادراً على فرض حضوره بمعزل عن دعم السلطة أو حتى على الضدّ منها لكونه مسلّح برؤية متكاملة وأهداف واضحة و مستقلّ في معيشته و راتبه. و هي فكرة يجدها المثقف التقليدي غير معقولة لقصوره الفكري و محدودية أفكاره، و بآلتالي عجزه عن استبصار المجالات المتعددة للسلطة غير السلطوية/الحكومة، لأنها تعتمد الهيمنة الفكرية والمعنوية بـ (المفهوم الكوني العزيزي). فالمثقف، باتحاده مع وعيه إلى سلطة كائنة مستقلة لها مساحة هي مساحة (القول/الفعل)، أيّ الكلمة بوصفها كشفاً عن اللحظة المطابقة للاحتياجات الاجتماعية التاريخية، قادرة على صنع تأثيرها على جمهور يسير في سيرورة بناء الثقة مع صاحب القول, وسيكون من شروط حيازة هذه السلطة التعفف عن أيّ أطماع أو سلطة أو منافع أخرى، أو ممارستها عند الضرورة بوسائل هي على النقيض من طابعها السلطوي. (شبه المثقف) لوحده عاجز عن الحضور إلّا بالعلاقة مع سلطة مّا خارجه لتضمن له(لشبه المثقف) لتُحضره .. بل و تُوجّهه في نطاقها، فإذا عافته أو إنفصلت عنه انتهى حضوره, بمعنى ليس أصيلاً في حركته الثقافية الفكرية و كما هو حال كُتّابنا و إعلاميّنا و حتى ساستنا! وتبدأ هذه السلطة التي يتكئ عليها شبه المثقف إبتداءاً من العائلة وعند المعلم، حيث الطلبة مضطرون للإصغاء تحت تهديد الامتحان. لكنها على العكس من سلطة المحاضر العام الذي يمارس سلطته بحضوره الشخصي لا بقدرته على منح علامة النجاح. ومن نمط السلطات نفسها سلطة خطيب الجمعة أو الكنيسة و المعبد؛ حيث يكون الكلام جزءاً من الطقس محمولاً على الصلاة لا على مضمون الخطبة و شخصية الخطيب. شهوة (أنصاف آلمثقفين) و الذي يشمل الأعلاميين أيضاً - الدائمة و الخطيرة هي للتّقرب من السّلطة السياسيّة و الذوبان بها وخدمتها, و هو ما يشطب جوهر الممارسة الثقافية و الفكريّة و الفلسفية، و يُحوّل أشباه المثقفين إلى أدوات على درجات أو طبقات .. بين أولئك الذين ينخرطون في خيانة ذواتهم لقاء بضعة مكاسب تافهة كمرتزقة، و بين أولئك الذين يحصلون على المواقع أو المناصب العليا. في المنصب سواء جاءه بالتعيين أو بالانتخاب؛ يتحوّل (شبه المثقف) لديكتاتور من نمط تقليدي يتلذّذ بالسلطة ويتوهّم ألانشغال والإنتاج ويتوقف عن الإصغاء، و يتنكّر للأصدقاء، ويغرق في التفاصيل والمظاهر، و يعجز، كما هي طبيعته، عن الحوار أو عن تصوّر حلول إبداعيّة شمولية للمشاكل ويواظب على إصدار الأوامر الفوقيّة ويمحور كلّ اهتمامه و وقته حول مهمة واحدة هي إرضاء نوازعه الذاتية بما فيها شهوة الحضور تحت الأضواء و الكامرات وإرضاء السلطات .. فمن دونهم يتيه و يتوهم أو يقتلهُ مرض التّوحد, يحدوه دائماً ألحسد و هوس الانتقام من المُثقفين الموهوبين، بينما يكف نهائياً عن أيّ توسل للرأي الآخر أو الميل إلى التوافق مع المجتمع. هذه حقيقة مرّة تكلف الشعوب عادة الكثير من المال و الوقت و الجهود بسبب الجهل و شهوة العلو وشيطان النفس, بالطبع هذا ليست دعوة للعدميّة إزاء انتزاع مواقع في إدارة المجتمع بل العكس, إنّها نزوع إلى شرطين لا بد من تحقّقهما لتلافي سقوط المثقف، هما : ــ المشاركة من موقع حزبي جماعي لا موقع فردي, و هذا واقع هو واقع الحال في بلادنا و حتى بلاد العالم, لفقدان المقياس الكوني . ــ الحفاظ أثناء المشاركة بالإدارة؛ على الالتزام بالقيم و مبدء العدالة وقوة الوجدان و الضمير إزاء الفئات الاجتماعية التي انتدب المثقف نفسه لتمثيلها. العلة الأساسيّة المسببة لتلك آلتبعيّة في (أنصاف المثقفين) التي أشرنا لها كخطر كبير يهدد المجتمع كله قبل الحاكم أو الحكومة أو حتى المثقفين؛ هي فقدان المقياس الكوني و (إلأصالة الفكرية) في ثقافتهم, و المعيار الكوني هو: التدرج الفكري و يبدأ بـ : [قارئ؛ مثقف؛ كاتب؛ مفكّر؛ فيلسوف؛ فيلسوف كوني؛ عارف حكيم],هذا التدرج يجب أن يتلازم مع حسن سير السلوك للوصول إلى الله بعد عبور مدن العشق السبعة و هي: [الطلب؛ العشق؛ ألمعرفة؛ التوحيد؛ الأستغناء؛ الحيرة؛ الفقر و الفناء](2). إن مجرد إكتفاء شبه المثقف بما كان قد قرأه في صباه أو حتى بعد صباه، ثمّ تحوّله كلياً إلى الثقافة السماعية، نُتَفاً يأخذها من هنا و هناك، و يستخدم الدارج منها في لعبة القول الفارغ و العناد الأبله، معتقداً بأنّ أيّة تضحية سبق أن قدمها في زمان غابر، تمنحه صك غفران نهائي عن كل الموبقات و التنازلات والصمت الذليل الذي يخضع له. إنه يبحث عن الاعتراف به، لا من جمهوره المفترض، و لكن من السلطة المعنية، و يداري كَسَلَهُ المُملّ بافتعال معارك مع الموهوبين. أشباه المثقفين ظاهرة ولدت ولا زالت مع التعليم الجامعيّ وتوسّعت بتوسّعه, فقد أصبح لدى شبه المثقف شهادة رسميّة على أنه (مثقف)! وإذا كان حظّهُ جيداً و كتب كلمتين أو مقال أو كتاب كَتَبَ معظمه ونقّحه آخر؛ فإنه ينتهي إلى الإحساس بأنهُ شخصيّة مهمة للغاية, وهو إحساس يملأ شبه المثقف، فلا تشغله القضايا والأفكار الجديدة أو الدور الاجتماعي ـ السياسي المطروح على جدول أعمال المجتمع, ولعل هذا هو السبب الرئيسي في إنحراف السياسيين و فسادهم, حين يتصدى للقيادة أو الرئاسة, و في بلادنا أمثلة كثيرة على ذلك. أشباه المثقفين منتشرون في حياتنا, وهم موجودون في حقل الإدارة الحكومية والنقابات والحياة السياسية والثقافية و الأعلامية، في الموالاة والمعارضة، لدى الوطنيين الوسطيين وأنصار الحكومات المتعاقبة كما لدى الإسلاميين والقوميين واليساريين, وعلى خلفية مكونة من هؤلاء يمتنع النقاش، و ندخل في باب الأمراض النفسيّة، حيث يتركّز القول و الفعل على ذات متضخمة لا يُمكنها حكماً؛ التفكير العميق أو رؤية الواقع أو التفاعل مع الآخرين. ومن (أنصاف المثقفين)، يأتي أسوأ و أفسد المسؤولين وأسوأ المعارضين والقادة النقابيين والنواب الحزبيين أيضاً وأن السلطات كما الجماهير كما المستكبرين؛ يُفضّلون أنصاف المثقفين المستعدين للخنوع للرأي العام أو تكرار المواقف المعروفة على أولئك المثقفين أصحاب الرأي المستقل, في بلادنا اليوم مئات الآلاف من آلكُتّاب و المؤلفين و الأدباء؛ لكن كم منهم مبدعين ومصلحين ومنتجين!؟ أشباه المثقفين لا يمثّلون نخبة وطنية أو فكرية قادرة على إعادة تعريف ذاتها و وطنها و تحديد الرؤية الكونيّة للناس زمكانياً!؟ و يتضح ذلك العجز جليّاً في إحجام النخب (البورجوازية) عن تمويل النشاطات المدنية و الفكرية, وهو ما يدفع الهيئات و الناشطين إلى تسوّل المساعدات الأجنبية أو الحكومية المشروطة, و هكذا تنعدم الرؤية الكونيّة و حيوية العمل والأنتاج باعتبارها مشاركة مدنية تُعبّر عن استقلال المجتمع وتطلعه للحرية والازدهار الحضاري و المدني المبني على القوّة الروحيّة والثقافية الكونيّة المستدلة. البورجوازي العراقي و العربي ليس بورجوازياً بالمعنى الثقافي؛ إنّما هو مجرّد فلاح بخيل أو بدوي فردي أو كلاهما معاً، و ليست لديه القدرة النفسيّة - ألرّوحية على التخلي ولو بجزء ضئيل من ثروته أو دخله للعمل العام أو طبع كتاب مفيد, ولو طلبت من أحدهم تبرّعاً ثقافياً أو إجتماعيّاً؛ فإنه يتهرّب أو يمنحك القليل، لكنه مستعدّ لأن يُولم لمناسبة سياسية أو اجتماعية ما يكلفه الكثير, بل يأتي أبناء بعضهم لإحياء مناسبة زواج أو ولادة لينثر الملايين من الأموال على رؤوس الحاضرين لأحياء تلك المناسبة العابرة, وهذا ليس كرماً؛ إنما استثمار مأمول في مكسب أو وجاهة, و قد تتذابح مع عراقي كريم على دفع فاتورة المطعم، لكنهُ غير مستعد للتبرع بالمبلغ نفسه لإحياء المعرفة أو حتى للخط السياسيّ الذي يُؤيّده أو النشاط الذي يعتقد بأنه مهم للمجتمع, فالكرم في تسديد فاتورة المطعم أمرٌ يعود إلى شأن ذاتيّ خاص، لكن التبرع العام شيء غير مفهوم بالنسبة إلى تكوينه الثقافي, وهو يعتقد أن تأييده اللفظي لنهج سياسي تبرّع ثمين بحدّ ذاته, أمّا الأغلبية، تريد لقاء ذلك الموقف اللفظي مكافآت, انعدام القدرة النفسيّة الثقافيّة على التبرع بالمال لغايات فكريّة أو مدنية، سوف تتّسع إذن ليشمل انعدام القدرة تلك على التطوّع حتى بالوقت أو الجهد أو أية تضحيات من أجل التقدم. لدينا، ككل المجتمعات العربية و المسلمة، نزوع للعمل الخيري تحت تأثير و ضغط الوازع الدّيني، خصوصاً في مناسبات الأتراح الشخصية أو المناسبات والأعياد الدّينية, وقد أفاد الإسلام السياسي من هذا النزوع للتوسط بين الخيّرين والمحتاجين، والحصول على مكاسب سياسية، وفي الوقت نفسه تمويل نشاطاته ومنظماته وهذا قد تجسّدَ في العراق مع أحزاب السلطة كحزب الدعوة وغيره, لكن تقاليد التبرع للعمل العام هي شيء آخر غير العمل الخيري, وهي لا تستهدف إرضاء الضمير الديني الذي هو في النهاية ضمير شخصي و لكنها تنبع من الضمير الاجتماعي ـ السياسي. تحتاج بلادنا للكثير من الجهود الفكرية والعمل الفكري و الثقافي المشترك والتضحيات من آلجميع, و هذه ليست قضيّة عقائدية و أخلاقيّة و إنسانيّة فحسب .. بل قضيّة تتعلق بوجودنا و عاقبتنا, وتحرّرنا وإختيارنا لنهج الصالحين, فالمرتزق و البخيل و الأنانيّ و آكل لقمة الحرام؛ لا يُمكنه أن يكون حرّاً و مشاركاً فاعلاً في القرارو البناء، والبلد لا ينهض بدون تضحيات والتضحيات لا تأتي إلّا بآلفكر وآلوعي, و الفكر و الوعي يحتاج للمؤسسات و للمنتديات الفكريّة و المنابر الهادفة لا التقليدية. عزيز حميد مجيد ــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أصول المنظور الغرامشي الحديث يُوعز في بداية نظريته الحديثة وكما ورد في مقالة الأستاذ المتقاعد في جامعة يورك، روبرت دبليو كوكس بكندا؛ إلى مجموعة مباحث [قوى إجتماعيّة؛ الدول وأنظمة العالم؛ نظرية ما بعد العلاقات الدولية] في الألفية الأولى سنة (1981) ومقالة (غرامشي)؛ والهيمنة؛ والعلاقات الدولية؛ مقالة عن النظرية], في المقالة التي كتبها عام 1981، يطلب كوكس دراسة نقدية للعلاقات الدولية بطريقة تعارض نظريات (حل المشكلة) المعتادة، التي لا تبحث في الأصل و الطبيعة، و تطور البنى التاريخية, و لكنها تتقبل على سبيل المثال فكرة الدول و العلاقات الفوضوية فيما بينها و بداخلها كما في المفهوم التجريدي لإيمانويل كانت. (2) لمعرفة التفاصيل عن تلك المحطات الكونية راجع كتابنا الموسوم بـ : تحميل كتاب ألأسفار الكونية ألسبعة pdf - مكتبة نور (noor-book.com)

Monday, March 25, 2024

أخطر ظاهرة في الحكم و السياسة أنصاف المثقفين - القسم الثالث.

أخطر ظاهرة في الحكم و السياسة أنصاف ألمُثقّفين – القسم الثالث : قضية المحاصصة ليس مطلباً للأحزاب و القوى المختلفة و من ورائهم أنصاف المثقفين و المرتزقة فحسب؛ إنما بآلأساس مطلبٌ إستكباري قبل ما يكون مطلبهم لإدامة تسلطهم و تبعيتهم, لذلك تدافع عنها(عن المحاصصة) كل القوى من خارج الحدود لتحقيق منافعها, بوجود حكومة متحاصصة ضعيفة على ساحة الشعب المشتتة, لذلك لا تريد تلك القوى تحقيق الوحدة التي تمنع أياديهم من السرقة, لهذا تفسح المجال للطبقة السياسية و تدافع عنهم لادامة الفساد بسرقة الناس!؟ وحدة الشعوب باختلاف أنواعها ومكوناتها وألوانها و معتقداتها اساس بناء الدول والحضارات والمغزى من وجود الحكومة؛ هي لأجل محو الفوارق الطبقية وتحقيق العدالة و الرفاه للشعب, لهذا تعتبر الوحدة أخطر ظاهرة على مصالح المستكبرين وحكوماتهم العميلة, و ليس العكس كما هو واقع بلاد العالم, و التي ولّدت الفوارق الطبقية بين الناس و الحكومات!؟ فالدولة عبر(الحكومة) التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع شعبها وتكسب حبهم و ودهّم وتحميهم من كل أنواع الظلم والفساد والفقر والفوارق الطبقية والحقوقية وتجعلهم كتلة واحدة وتتعامل معهم بسواسية, أي على قدم المساواة والعدالة الاجتماعية وتحاول تضييق الفجوة والفروقات بينهم؛ هي الدولة العادلة مهما كانت مبادئها و دينها و مدّعياتها وهي الدولة التي ستبقى و إن كانت كافرة بينما الدولة الظالمة لا تبقى و إن كانت مسلمة!؟ ألمهم في المعادلة هو عدم فقدان الثقة بين الشعب و الدولة, بل وعليها ان تزرع في قلوبهم حب الوطن والكرامة والحرية والعدالة واحترام الذات والمقدسات والانسانية والانتماء الوطني كي لا تقف على حافة الهاوية و تكون اقرب الى الانهيار, و هذا ما تعيشه شعوبنا و حتى شعوب العالم, خصوصاً عندما ترى الحاكم و المسؤول يضرب بآلملايين و يسرق بكل وسيلةإلى جانب الفروقات الكبيرة في الحقوق و الإمتيازات, وحكومة كهذه لا قيمة لها مقابل شعبها و ستنهار في أية فرصة ممكنة! الشعب المخلص هو الذي يقاتل من أجل وطنه ويضحي بكل شيء لبقائه شامخاً ولنا في التاريخ أمثلة كثيرة لشعوب وقفوا وناضلوا حتى النصر ورفعوا وطنهم تاجاً على روؤسهم خاصةً في اوقات الحروب والأزمات والكوارث ومنعوا الانهيار ان يقترب منهم, و صمدو بوجه الخونة الذين باعوا وطنهم للأجانب مقابل بناء بيوتهم و أحزابهم. فكم من دولةٍ وحضارةٍ كانت ضحية لخيانة أحد أبناءها والمسك بيد اعدائها الذين مسحوها من الوجود مهما بلغت قوتها، واحتلال الصين لثلاث مرات على الرغم من بناء سورها العظيم لخيانة الحراس خير مثال. إذاً بناء الإنسان على قيّم الإخلاص و حب الوطن والدفاع عنه والوفاء للتاريخ والتضحيات والتمسك بالأرض والمقدسات والعَلَم خير سند لديمومة الدول واستقرارها من الاهتزازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعددة, و يحتاج هذا لعمل توعوي – فكري مشترك من قبل النخبة المثقفة و فوقهم الفلاسفة, لا انصاف النخبة المثقفة! – إن الحياة صراع من أجل البقاء, حتى بدون هدف كوني, وما بناء الجيوش والملاجئ العسكرية والأجهزة الأمنية والبنية التحتية الاقتصادية والمجتمع السليم ؛ إلّا أدوات من أجل البقاء و تحقيق المزيد من الاستقرار والازدهار, أما في أوطاننا فهي العكس حتى في هذا؛ حيث مهمة الفصائل المسلحة و الجيوش لقهر الشعب وليس العكس, خصوصاً قتل المفكرين والمثقفين. الشعوب والدول التي تحمل في نفسها أهدافاً كبيرة وطموحات أكبر تضع برامج ومخططات بمستوى اهدافها، فالدولة التّي لديها افكاراً عالمية وتحلم ببناء الإمبراطورية تكون قادرة على البقاء اطول ومواجهة التحديات الكبرى بصلابة وقوة، أما الدولة التي لا تحمّل أهدافاً كبيرة تبقى رهينة للغير يفعل بها ما يشاء! وفي الحالتين تعتبران دول غير إنسانية و كونية. لأن الدولة الأنسانية في (الفلسفة الكونية العزيزية) بعكس الدولة التي أشار لها (إبن خلدون) في تأريخه؛ أنها الدولة التي تسعى لنشر الأمن و السلام و العدالة و التواضع, و ليس لا العكس! كما لا يتحدّد هذا الأمر داخل شعبها فقط بل تشمل كل الشعوب, فكم من شعب غيّر أهدافه من اهدافٍ سماوية إلى الرضا بالقليل ولقمة العيش، فكان نصيبه الزوال والنهاية. الصراع لا يرحم وبين الأقوياء يكون أشد وأشد ويصنّع الكبار والقادة القادرين على التغيير والتغلب ويميزهم عن الصغار الذين لا همّ لهم سوى الاتباع والتقليد الاعمى و يبقى الرأي الخالد بهذا الشأن للعلي الأعلى الذي حدّد زوال الدول بإربع: ed بناءً على رأي الإمام علي (عليه السلام)، هناك أربعة أسباب رئيسية لزوال الدول : . قلة الغفلة :عدم اليقظة والانشغال باللهو والتفرغ للأمور العابرة يؤدي إلى ضعف الدولة . الظلم : إذا ارتكب الحكام الظلم و أذواقوا رعاياهم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زوال الدولة الظلم يؤدي إلى الهزيمة : عندما يظلم الحاكم رعيته، يجد أعداؤه فرصة للتمرد والهجوم، مما يؤدي إلى ضعف الدولة. ألظلم يُدمّر الديار : الظلم يؤدي إلى تدهور الأمور وتراجع الازدهار و تدمير الديار ، مما يؤثر على استقرار الدولة. إليكم النصائح الأساسية العامة و التي تعكس حكمة الإمام علي (ع) في الحفاظ على الدولة وتجنب الأخطاء التي تؤدي إلى زوالها, و هي بإختصار جملة أسباب تؤدي لذلك أهمّها : أوّلاً : تضييع الأصول : و هي فقدان حقوق الفرد و المجتمع, و لعله أهمّ عامل من بين كل العوامل. ثانياً : ألتمسك بآلغرور : و هو الإستبداد و التفرّد بآلسلطة, بسبب أنصاف المثقفين الذين يحسدون المثقفين الحقيقيين. ثالثاً : ألأستئثار : التكالب على المنصب بكل وسيلة ممكنة و يؤدي إلى الحسد و البغضة و الفقر و الضعف. رابعاً : سوء الظن ببقاء الدّولة : عدم ثقة أنصاف المثقفين بديمومة الدولة مما يؤدي لزوالها و فقدان النعمة. خامساً : تقديم الأراذل : حيث يتقدّم أنصاف المثقفين على المثقفين والمفكرين بشكل مقصود بتشجيع الرؤوساء و إنانيتهم . سادساً : تأخير الأفاضل, ويُمنع المثقف و المفكر الحقيقيّ والفيلسوف من الحكم, لخوف الرئيس والمسؤول خسارة مكانه. في الختام، يجب أن يكون للدولة قيم و معايير كونيّة لتبقى و تدوم و أهمها تلك التي وردت في النقاط أعلاه, و التي تؤدي لسياسية و خلق نظام يحقق العدل والاستقرار، و أن يكون للحكام الحذق واليقظة في الإدارة. اتمنى أن أكون قد وفقت وتمكنت بفضل الله تعالى من إيصال الرسالة الى كل من يعنيه الموضوع ليستفيد منها و ليكون محركاً هادئاً للأفكار والرؤى التي تُخلصنا من الفساد الذي دبّ في كل مرافق الدّولة و في شخصية العراقي و أخلاقه, بحيث بات لا يعرف حتى معنى و فلسفة الحب و قوانين الجمال للأسف .. لنتخلّص منها و نرتقي بمجتمعاتنا نحو الأفضل. ليبقى وطننا آمناً ومزدهراً ونجماً لامعاً في سماء الدنيا، لأننا أصحاب تاريخ وحضارة عظيمة . عزيز حميد مجيد

Sunday, March 24, 2024

طفل أبكى العالم بتلاوة القرآن :

طفل أبكى العالم بتلاوة القرآن : لا تعتقدوا بأنّ المسلم و حتى (المؤمن) هو من آمن بآلله بلسانه و مظهره و صلاته و صومه و حجّه و طول جبّته و عمامته و سيدخل الجنة حتماً!؟ ليس الأمر كذلك .. فكثير من هؤلاء عباداتهم لا تصل لباب دورهم .. و لا يتقبل آلله منهم خصوصاً من ذلك الذي في قلبه ذرّة كبر أو شيئ من الخُيلاء بسبب ماله أو جاهه او سلطته أو يعتقد بأنه مُنتخب من قبل الأمّة أو عالم و مرجع أو أيّ دليل ممكن!؟ و ربما آخر في المقابل غير مسلم أو من ديانة أخرى أو حتى بغير دين .. لكنه يحمل قلباً طيباً طاهراً ممتلئ بآلحب و المعرفة و فطرة نظيفة و متواضع حتى مع الحيوان و النبات يكون موضع تقدير من قبل رب العباد؛ و ربما يتقبل الله منه بقبول حسن و يرزقه من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب! في مساجدنا و حُسيّنياتنا و بيوتنا و بداخل أوطاننا الأسلامية و للأسف كثيراً ما يقرؤون القرآن و الأدعية ووو ؛ لكن كم من المستمعين ينصتون لما يُقرأ .. أو تقشعر جلدوهم أو تجلّ قلوبهم لذكر الله .. أو تهتز ضمائرهم .. أو تبكي عيونهم من خشيته تعالى!؟ أنا شخصياً لم أشهد مسلماً واحداً يبكي عند سماعه القرآن .. بل أكثرهم لا يعيرون أهمّية لذلك و بعضهم يتحدث مع صاحبه فيما بينهم بأحاديث مختلفة و هم في واد يهيمون و كأن الله يُحدّث الموتى بآلمقابل!؟ بينما لو كان المتحدث رجلاً أو حتى طفلاً و قاطعته بعمد ؛ فيعتبرونه ذنباً لا يُغتفر بسهولة و قد يقام الحدّ عليه ؟ فكيف لو كان المتحدث هو الله و المسلمون لا يُبالون و لا ينصتون لكلامه تعالى!؟ إنظر لهذا الطفل كيف أبكى غير المسلمين بتلاوته للقرآن من اعماق وجوده, رغم إن أكثرهم لا يعرف العربية و لا يفهم معانيه بدقة .. لكن فطرتهم البيضاء دلّتهم لذلك و عكست ما بداخلهم فسالت دموعاً حرّى على وجناتهم.. فهل هؤلاء هم المسلمون حقّاً و نحن الداعين للأسلام غير مسلمين بل مجرّد هياكل لحمية و عظمية و عروقية!؟ أنصتوا بقلوبكم لا بعقولكم و بتأمل: https://www.youtube.com/shorts/DmYLLczD9No

Saturday, March 23, 2024

تعميم الكفر في العراق !

تعميم الكفر في العراق ! يا رئيس الوزراء المحترم : و يا سيّد سرمد الوضاح الحميداوي : و يا كل وزير و نائب و مدير و مسؤول : و كل موظف و عسكري و مدني و عامل : و كل مرتزق مريد لا يهمه سوى الرواتب الحرام : و يا كل عراقيّ لم يدنس عقله و روحه و قلبه بنفاق و ثقافة الأحزاب و الحكومات : إعلموا : أنّ التواضع الحقيقيّ ليس كما يُحاول رئيس الوزراء السوداني و أمثالهُ من الساسة الجهلاء؛ إظهاره و التغطية على الحقّ .. من خلال اللقاء بآلعمال أو الموظفين - و إن كانوا أشرف الناس و يشرف الشريف منهم - من وزير و رئيس و نائب و حزب و قاض في الحكومة ... إلخ لقد أصبحت تلك التصريحات و الوسائل الأعلاميّة المغرضة عبر إظهار التواضع الشكليّ في الأعلام رخيصة و قديمة جداً .. و قد فعلها العثمانيون و هارون و شمعون و المنصور و (المتوكّلون) و قبلهم الأمويون و حتى في صدر الأسلام, عندما تصنّعه الخليفة و الوالي لسرقة الناس و البقاء على الكرسي لأجل مقرّبيهم في الأحزاب و العشائر و الأنتماآت!؟ و للأسف و رغم مرور الأزمان و تطور العقل و التكنولوجيا ؛ ما زالت تلك الوسائل الماكرة فاعلة و تؤدي دورها الشيطاني و لها أرضية و أثر مبين وسط الناس, حتى يمجّدها البعض من العامة بسبب الجّهل المنتشر في كلّ حدب و صوب نتيجة العزوف عن القراءة و تأسيس المنتديات الفكرية! و إعلموا أيها المعنيّون أيضاً : بأنّ جميع أهل البصيرة و إنْ قلّوا و ندروا؛ يعلمون بأنّ تواضعكم الظاهري ذاك؛ هو تواضع مصطنع و ممقوت لدى الله و أهله و المؤمنون و حبله قصير ولا مستقبل لكم في العراق.. حيث يُشمّ منها و من بُعد رائحة المكر و الخديعة و التمثيل بكلّ وضوح و بكل كلمة و حركة تؤدونها لسرقتهم و أقوات الناس و ذر الرماد في عيونهم للأستمرار بآلفساد عن طريق الديمقراطية المشبوهة المطعّمة بآلمال الحرام و لا كرامة لشهر رمضان عندكم قيد أنملة .. إنّ التواضع الحقيقي يا رئيس الوزراء و يا كل رئيس و نائب؛ هو أن تكون معيشتك و راتبك و حياتك و حقوقك و موائدك كمعيشة آلعمال و الفقراء بلا تميّز أو فوارق على كل صعيد..!؟ لكن متى تدركوا و يدرك العراقيون و حتى المثقف منهم فلسفة الوجود و هذه الحقيقة الكونيّة .. و معظمهم - إن لم أقل كلّهم - أنصاف مثقفين و متعلمين كما بَيّنا في حلقات عدّة و سنزيد بإذن الله لبيان جذور المحنة بكشف سياساتكم الماكرة المتبعة التي تنشرون معها الكفر و النفاق بين العراقيين لتجهيلهم و سرقتهم بسهولة و إنسيابية من قبل الأحزاب المتحاصصة و الحكومة و البرلمان و حتى القضاء ألذين لم يعيروا أية أهمية حتى لتوصيات المرجع الأعلى السيد السيستاني لأنها تخالف فسادهم السري و العلني. [و يقول الذين كفروا ؛ لست مرسلاً , قل كفى بآلله شهيداً بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب] (الرّعد /43). و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم. و إنا لله و إنا إليه راجعون و العاقبة للمتقين. عزيز حميد مجيد

Friday, March 22, 2024

العقل و العاطفة :

لا يوجد إنسان عاقل يصدق الكلام الكاذب والكلام غير المعقول وغير المنطقي وخاصة إذا كان هذا الكلام يخرج من شخص أشتهر بالكذب ، هذه بديهية من بديهيات الحياة التي جعلت من الإنسان كائناً راقياً يمتلك جوهرة العقل ليفرز ماهو معقول عن ما هو غير معقول ، لكني ومن خلال التجربة أدركت بأن كثير من الناس للأسف يمكن إقناعهم بالأفكار والكلمات غير المعقولة ويمكن ملء أدمغتهم بالخزعبلات ويمكن ترويضهم لقبول مالا يعقل ، وهذا الكلام لا ينطبق فقط على الإنسان العاقل والجاهل بل ينطبق أيضاً على العقلاء الذين حازوا على تحصيل دراسي أكاديمي عالي المستوى . كيف يحصل ذلك ؟ يحصل ذلك من خلال ثلاثة عوامل ، العامل الأول ، عندما يتربى هذا الإنسان العاقل السوي داخل بيت ووسط مجتمع يتناقل المفاهيم الخاطئة المشبعة بالعاطفة بعيدة عن العقل فتصبح هذه العادة جزءاً من شخصية هذا الإنسان يميل ويحن إليها كلما مرت السنين لأن فيها ذكريات الطفولة الجميلة ، ولأنه لا توجد مفاهيم خاطئة مقبولة بدون سيل عاطفي عارم وهذا شبه قانون ثابت في حياة الإنسان ، لذلك ستبقى الصورة جميلة بالذاكرة ولا يمكن التخلي عنها ، العامل الثاني ، عندما يكون اصحاب السلطة ( الحكام ) مصابين بعوق نفسي فيعملون جاهدين في البقاء بالسلطة مما يضطرهم إلى ظلم الناس وتعنيفهم وسلب حقوقهم ، فيرتفع سقف ظلمهم إلى مالا يطاق ، ذلك الظالم سيدفع الناس للبحث عمن يخفف عنهم الآلام فيجدون ضالتهم و التعاطف والمودة والمساندة من الدجالين الذين يتربصون بمشاكل الناس ، أكيد سيصبح الدجال أب روحي عطوف لهؤلاء المظلومين يواسيهم ويعطيهم الأمل بالخلاص والنجاة فتصبح فرصته سانحةً لكسب ودهم والتقرب إليهم ثم التلاعب بعقولهم . العامل الثالث ، عندما تكون جميع الأفكار العفنة هي موروثات اجتماعية وهي جزء من عقيدة وتقاليد وثقافة المجتمع ، فالعودة إليها مع ضغوطات الحياة تصبح مرغوبة وحلوة لإنها مزروعة بالنفوس ولها جذور عميقة ، من خلال هذه العوامل فأن كل ما يضاف من كلام كاذب ودجل وشعوذة يكون مقبولاً عند هؤلاء الناس ، فهي لم تك سوى إضافات لمترسبات سابقة تقبلها العقل وأدمن عليها سابقاً ، فليس في الأمر شيء جديد . ويستطيع أي إنسان واعي إختبار حقيقة هذه العوامل المسببة لتلوث العقول عند الناس بسهولة مطلقة من خلال إعلان معاداته لهذه الأفكار ورموز هذه الأفكار سيجد صدود الناس عنه وتعرضه للإزدراء والكراهية بشكل غير طبيعي ، ونفور من قبل المجتمع على هذا الشخص الذي تجرأ على الطعن بأفكار الرموز المعتبرة ، أو على الشخص الذي تجرأ الإساءة لما هو خط أحمر كما يسمونه . أن القدرة على عدم تصديق الكلام غير المنطقي موهبة يتحكم بها العقل لا يمتلكها إلا القليل من الناس ، وتزداد نسبة من لهم هذه الموهبة في المجتمعات المتطورة ، لذلك تطورت تلك المجتمعات وسميت مجتمعات متطورة ، فهل اعتباطاً صارت مجتمعات متطورة ، لم تتطور المجتمعات مالم تكن هناك قدرة على التمرد ضد كل موروث خاطىء . أنا أظن بأن الفارق الزمني بين المجتمعات المتطورة والمجتمعات المتخلفة كانت ضئيلة قبل قرن أو أكثر ولكنها اليوم توسعت ومن المحتمل أن يصبح الفارق شاسع بحيث تصبح كرتنا الأرضية في يوم من الأيام تحوي عالمين من البشر ، عالم راقي وعالم واطىء ، عالم يسبح في الفضاء والعلم والتكنلوجيا والفضيلة والعقل وعالم يسبح في التخلف والرذيلة والمسخ العقلي ، عالم يقل فيه الكلام إلا ماينفع ويكثر فيه الفعل والإنتاج والسرعة وعالم يكثر فيه الكلام الذي لا ينفع ويشح فيه الفعل والإنتاج ، والسبب كله يعود للقدرة أو لعدم القدرة على تصديق مالا يعقل .

Sunday, March 17, 2024

أزمة المثقفين في بلادنا :

أزمة المثقفين في بلادنا : مقدمة : أزمة المثقفين العرب موضوع مؤلم يثير الكثير من النقاشات والتأملات, خصوصاً في القرن الأخير، حيث شهدت العلاقة بين المثقفين العرب وشعوبهم انفصاماً كبيراً, ممّا أدى إلى وقوع المثقف العربي المعاصر في أزمة فعلية. هذه الأزمة تتجلى في تحديد الهدف المحدد والواضح، و لكن الطريق إليه مسدود. يعاني المثقف العربي من توترات بين الرغبة في نشر الأفكار والعقائد لتطوير الحياة والعقبات التي تعترض ذلك النشر. المثقف العربي يحمل في رأسه أفكارًا، ويرى أنه يجب نشرها لتطوير المجتمع، ولكنه يواجه عوائق تحول دون ذلك، سواء كانت من صنع الآخرين أو حتى من نفسه. هذه الأزمة تتطلب تحليلًا عميقًا للخلل الثقافي والفكري الذي أثر على المثقفين العرب. بالرغم من هذه الأزمة، لا يمكننا تجاهل الجهود الرائعة التي قام بها بعض المثقفين العرب، الذين حولوا عالمهم الافتراضي إلى واقع، وظلوا يحملون شعلة التنوير والتحرر رغم التحديات3. يبقى السؤال: من هو المثقف؟ وما هي الثقافة؟ وكيف يمكن للمثقفين العرب التغلب على الأزمات والمشاكل التي يواجهونها؟ من أين نجمت الأزمة!؟ أزمة المثقفين في بلادنا ناجمة عن الحكومات التي تضع نفسها فوق الثقافة, بينما المطلوب هو العكس, لذلك أزمتنا تبدأ من هنا .. فبدل أن تشجع الحكومات و تدعم الثقافة و المثقفين نراها تحاربهم و تضيّق الخناق حولهم و حتى على معيشتهم .. لأنّ إنتشار الوعي يضرّهم و يقطع دابر فسادهم .. من حيث أن الثقافة تسبب الوعي بين الجماهير ؛ و زيادة الوعي تعني مطالبات الناس بحقوقهم و بألتالي قطع أيدي الحاكمين من السرقة - من الفساد و إفشال كل خططهم الشيطانية في سرقة الفقراء و عامة الشعب !؟ في العالم العربي، أزمة المثقفين تمثل موضوعاً مهماً ومعقداً. دعوني أقدم لك بعض النقاط المتعلقة بذلك و تأثيرها على المجتمع: الأزمة الثقافية والسياسية: يعيش المثقفون العرب في زمن تحولات سياسية واجتماعية ملحوظة. تأثير هذه التحولات يظهر في تفاعل المثقفين مع الأحداث والتحديات. الأزمة الثقافية تتجلى في تباين الرؤى والمواقف بين المثقفين، و تأثيرهم على الرأي العام. التحديات التي تواجه المثقفين: التواصل مع الجماهير: المثقفون يجدون صعوبة في التواصل مع الجماهير وتقديم رؤاهم بشكل فعّال, للأسباب التي أشرنا لها آنفاً. التحديات الاقتصادية والاجتماعية: الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة تؤثر على دور المثقفين وقدرتهم على تقديم الحلول. التحولات الثقافية و التعليمية: يواجه المثقفون تحديات في تحديث أساليبهم و مهاراتهم للتأثير على المجتمع. النقاشات حول الهوية والتراث تؤثر على توجهات المثقفين. المثقفون و السلطة: يجد المثقفون أنفسهم في مواجهة مع السلطة، و يحاولون الحفاظ على استقلاليتهم و تقديم رؤاهم دون التأثير المباشر من السلطة. التحديات الفكرية والتحولات الثقافية: يجب على المثقفين أن يكونوا على دراية بالتحولات الثقافية والفكرية الحديثة للتأثير بشكل فعّال. في النهاية، يجب أن يكون لدى المثقفين القدرة على التأقلم مع التحولات والتحديات المعاصرة للمساهمة في تطوير المجتمع وتحقيق التقدم. و للأسف بآلنسبة لي .. كلما حاولت نشر هذا المقال و مثيلاته بشأن الفكر و القيم؛ ظهر لي التحذير التالي من الحكومات حتى العالمية : In response to Canadian government legislation, news content can’ t be shared. في حلقة اليوم، سنتناول موضوعًا مهماً وخطيراً: أنصاف المتعلمين في الحكم و السياسة؛ هؤلاء الأشخاص يمثلون قادتنا وحكامنا ورؤساء الأحزاب في بلادنا وحتى في العديد من دول العالم. لقد أصبحت هذه الظاهرة خطيرة جدًا وأسفرت عن الكثير من الخراب والفساد والظلم. ما يميز هؤلاء الأنصاف المتعلمين؟ هم الذين يمتلكون بعض المعرفة والثقافة، ولكنهم يفتقرون إلى الفهم الكامل والقوانين الأساسية. هم يمكن أن يكونوا مثقفين في مجال معين، لكنهم يفتقرون إلى الرؤية الشاملة والتفكير الاستراتيجي. أنصاف المثقفين يمكن أن يكونوا أخطر من الجهل نفسه. لماذا؟ لأنهم يمتلكون أدوات المعرفة، لكنهم لا يستخدمونها بشكل صحيح. قد يكونوا قادرين على الكلام بمصطلحات العلماء، ولكنهم يفتقرون إلى فهم عميق لهذه المصطلحات. أنصاف المثقفين يمكن أن يكونوا مدمرين للأُسر و الحكومات و المجتمعات معاً. قد يكونوا أطباءً يعرفون الدواء، لكنهم لا يعرفون قوانينه و التأثيرات الجانبية. قد يكونوا مهندسين يخططون لبناء مشاريع، لكنهم يسببون الخراب بسبب نقص المعلومات فيما يخص علاقة المشروع بتطورات المستقبل والعوارض. قد يكونوا سياسيين يستخدمون مصطلحات العلماء، لكنهم يفتقرون إلى الرؤية الشاملة و العواقب و الأفرازات الممكنة. لذا، يجب أن نكون حذرين و نعمل على تعزيز التعليم و الفهم العميق للقوانين والمفاهيم. إن افتراق الأمة وتشتتها قد حدث بسبب هؤلاء “النّصف أو أنصاف المتعلمين” المنخرطين في صفوف الحكومات و الأحزاب الحاكمة الذين يأخذون بالنصف و يتركون النصف الآخر, إضافة إلى تحديد و ربط علاقات تخصصهم مع الإختصاصات الاخرى. دعونا نسعى لتحقيق التوازن والتفكير الشامل و الكامل في كل مجالات الحياة(1). في العالم العربي، أزمة المثقفين تمثل موضوعاً مهماً و معقداً. دعوني أقدم لك بعض النقاط المتعلقة بأزمة المثقفين وتأثيرها على المجتمع : الأزمة الثقافية والسياسية: يعيش المثقفون العرب في زمن تحولات سياسية و اجتماعية ملحوظة. تأثير هذه التحولات يظهر في تفاعل المثقفين مع الأحداث والتحديات. الأزمة الثقافية تتجلى في تباين الرؤى والمواقف بين المثقفين، وتأثيرهم على الرأي العام. من أكبر التحديات التي تواجه المثقفين, هو التواصل مع الجماهير: المثقفون يجدون صعوبة في التواصل مع الجماهير وتقديم رؤاهم بشكل فعّال. التحديات الاقتصادية والاجتماعية: الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة تؤثر على دور المثقفين وقدرتهم على تقديم الحلول. التحولات الثقافية والتعليمية: يواجه المثقفون تحديات في تحديث أساليبهم ومهاراتهم للتأثير على المجتمع. النقاشات حول الهوية و التراث تؤثر على توجهات المثقفين. المثقفون والسلطة: يجد المثقفون أنفسهم في مواجهة مع السلطة، ويحاولون الحفاظ على استقلاليتهم وتقديم رؤاهم دون التأثير المباشر من السلطة. التحديات الفكرية والتحولات الثقافية:يجب على المثقفين أن يكونوا على دراية بالتحولات الثقافية والفكرية الحديثة للتأثير بشكل فعّال. في النهاية، يجب أن يكون لدى المثقفين القدرة على التأقلم مع التحولات و التحديات المعاصرة للمساهمة في تطوير المجتمع و تحقيق التقدم, و يتحقق ذلك من خلال البصيرة النافذة التي تستطيع ان ترى العواقب و مدى الأرتباط الإيجابي مع الإختصاصات الأخرى لنحقق الحالة المثلى في الأنتاج على كل صعيد .. بشرط توافق الأحزاب الحاكمة التي تقود الحكومات, و من هنا تبدأ المشكلة للأسف لأنّ ثقافة الأحزاب و طبيعة البشر الميّال للمادة و الحواس الظاهرة تؤثر في ذلك .. مما يحتاج إلى أحداث عملية التغيير التي تبدأ من النفس, و هنا أيضا مشكلة كبيرة .. لصعوبة هداية البشرية التي لا تسعى للأنتقال إلى الأنسانية و من ثم الآدمية. فهل الحلّ الناجع يكون بتأسيس أحزاب مثقفة !؟ أم عبر المحطات الفضائية و تحتاج للمال و الأمكانات!؟ أم فقط عبر المنتديات الفكرية الشعبية التي لا تحتاج لجهود و أموال!؟ و المشتكى لله و للخلق خصوصا المثقفين المتميزيين و المفكرين الحقيقيين و فوقهم الفلاسفة.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) صوت العراق | أخطر ظاهرة في الحكم و السياسة أنصاف المتعلمين ؛ الحلقة الأولى]. ا.(https://www.sotaliraq.cm/2024/03/11/%d8%a3%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%85-%d9%88-%d8%a7%d9%84 الحقيقة المرة و للأسف هي أنه : كلما حاولت نشر هذا المقال و مثيلاتها فيما يخص الفكر الكوني؛ ظهر لي تحذير حكومي بمنع النشر, لأن الحكومات تريد نشر ثقافة خاصة تأتي بثمارها لهم بحيث تناسب أهداف و مصلحة (المنظمة الأقتصادية العالمية)!؟ 1📷sotaliraq.com2📷ahewar.org3📷sotaliraq.com عزيز حميد مجيد
كيف تحول الشيعة العرب الى سنّة .. على يد قادة أتراك وأمازيغ وأكراد خلال القرنين 15 و16 الهجريين وتحديداً بين العامين 410 ـــ 610 للهجرة، أي خلال (200) سنة، تحوّل أغلب العرب من شيعة الى سنة، ولا فرق في ذلك بين زيدية وإسماعيلية وإثني عشرية، ولا فرق أيضاً بين شيعة بلدان آسيا العربية أو بلدان أفريقيا العربية؛ فقد طالتهم جميعاً عمليات الإبادة والاجتثاث المنظمة الجماعية، وهي تشبه الى حد كبير التصفيات الشاملة التي تعرض لها 85 بالمائة من سكان أمريكا الأصليين (ما عرف بالهنود الحمر)، خلال (300) عام. ولم تقتصر تصفية الشيعة العرب على البعد الاجتماعي والبشري، إنما طالت التشيع نفسه، كمنظومات حديثية وعقدية وفقهية وشعائر وطقوس وعادات وتقاليد. والمفارقة؛ أن عمليات اجتثاث التشيع في البلدان العربية، وتصفية الشيعة العرب، وتحويل من تبقى منهم الى التسنن، وإسقاط الدول الشيعية العربية، وتغيير خارطة المذاهب في البلدان العربية لصالح الفرق والمذاهب السنية، ولصالح قيام دول سنية غير عربية، تمت على يد غير العرب، وتحديداً على يد قادة أتراك وأمازيغ (بربر) وأكراد، والذين أسسوا على أنقاض الدول العربية الشيعية في المغرب العربي ومصر وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق، دولاً سنية أمازيغية وتركية وكردية. وأبرز عمليات الاجتثاث هذه: 1- عمليات اجتثاث المعز بن باديس الصنهاجي في بلدان شمال أفريقيا: بدأت مجازر القائد الأمازيغي (البربري) المعز بن باديس الصنهاجي وحملاته الاجتثاثية ضد الشيعة العرب في بلدان شمال أفريقيا في سنة 410 ه، ولم تقتصر أعماله على إسقاط الدول والإمارات الشيعية، وخاصة الإدريسية والفاطمية اللتين حكمتا أغلب شمال أفريقيا، إنما توسعت بشكل يعجز المؤرخ عن تصويره؛ إذ اجتث ملايين الشيعة، وأجبر من تبقى منهم على اعتناق العقائد والمذاهب السنية، ولذلك ليس غريباً أن تجد الأغلبية الساحقة من الأُسر العلوية العربية (السادة الأشراف) هم اليوم من السنّة، بعد أن كان أجداهم شيعة، حتى ذكر المؤرخون أن حجم مجازر المعز بن باديس تسبب في انقراض الشيعة هناك، ولذلك يصفه الطائفيون بأنه ناصر السنة وقاهر الشيعة. 2- عمليات اجتثاث طغرل بيك السلجوقي في العراق: بدأ طغرل بيك السلجوقي التركي وقواته التركية، مجازره في العراق في سنة 450 هـ، بناء على طلب الخليفة العباسي، الذي استدعاه واستنجد به لتخليصه من الشيعة والبويهيين، مقابل تسليمه السلطة، أن كانت بغداد مقراً تأسيسياً للنظام الاجتماعي الشيعي؛ فقام السلاجقة بذبح الشيعة وإحراق دورهم ومكتباتهم، ودفع السنة في بغداد لقتل الشيعة وتهجيرهم، وخلال ذلك هاجر الشيخ الطوسي (زعيم الشيعة) إلى النجف الأشرف، وأسس حوزتها العلمية. 3- عمليات اجتثاث نور الدين زنگي في بلاد الشام وشمال العراق: طالت مجازر نور الدين زنگي وقواته السلجوقية التركية، عدداً هائلاً من الشيعة العرب في شمال العراق بلاد الشام، بدءاً من العام 541 ه، بعد أن كانت الدولة الحمدانية الشيعية العربية، بعاصمتيها: الموصل العراقية وحلب السورية، تحكم المنطقة الممتدة من شمال العراق وحتى سوريا وفلسطين، وأعقبتها الدولة الفاطمية في حكم بلاد الشام إضافة الى مصر. وأسس على أنقاض الدول والإمارات الشيعية العربية في شمال العراق وسوريا ولبنان، دولة سنية كردية. 4- عمليات اجتثاث صلاح الدين الأيوبي في مصر وبلاد الشام: تعد عمليات الاجتثاث الكبرى التي قام بها صلاح الدين الأيوبي وقواته الكردية ضد الشيعة العرب، هي الأعنف والأوسع والأكثر عمقاً في تاريخ المسلمين، ولم يقتصر فيها على مذهب شيعي دون آخر، بل شمل الإسماعيلية والزيدية والإثني عشرية في حملاته التي بدأها في مصر في العام 567 ه، وصولاً الى جميع بلاد الشام وبعض مناطق شمال العراق؛ إذ يُقدّر عدد من قتلهم أو استعبدهم أو شرّدهم حوالي 25 بالمائة من سكان مصر وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين وشمال العراق، وهو رقم يعادل 80 بالمائة من شيعة هذه البلدان، فيما تم اجتثاث البقية الباقية من شيعة هذه البلدان، أو دفعهم نحو الاستحالة المذهبية، خلال المائة عام اللاحقة، على يد أولاد وأحفاد صلاح الدين الأيوبي الذين استخلفوه. وقد تمكن صلاح الدين الأيوبي من خلال عمليات الاجتثاث والتصفية من تغيير حقائق الجغرافية السكانية المذهبية في شمال أفريقيا وغرب آسيا؛ إذ لم يقضى الأيوبي على الدولة الفاطمية أو يجتث شيعة مصر عن آخرهم، وأغلب شيعة بلاد الشام وإماراتهم، بل قضى على المذاهب الشيعية في مصر بالكامل أغلب بلاد الشام، لذلك؛ يحظى صلاح الدين الأيوبي بأرفع تمجيد وإشادة من النخب الدينية والسياسية السنية، وكذلك المؤرخين السنة العرب، على مدى التاريخ، ويعدونه البطل العظيم الذي اجتث الشيعة وغير خارطة المذاهب، ولكن عادة ما يتسترون وراء وهم تحرير صلاح الدين للقدس، لكن السبب الحقيقي وراء ذلك التعظيم هو سبب طائفي متجذر. وهكذا نلاحظ؛ أن الخارطة الاجتماعية ــ السياسية للمذاهب الإسلامية في البلدان العربية، كانت خلال القرن الرابع الهجري تميل لمصلحة الشيعة بالكامل، حيث كانوا يشكلون المجتمع الغالب في العراق وبلاد الشام ومصر وبلاد المغرب العربي، لكن هذه المعادلة تخلخلت خلال القرن الخامس الهجري، ثم تغير كل شيء في القرن السادس الهجري، بفعل ما قام به أربع شخصيات فقط، هم المعز بن باديس وطغرل بك ونور الدين زنگي وصلاح الدين الأيوبي. أي أن الذي حوّل العرب من التشيع الى التسنن، في كل البلدان العربية، هم أربعة قادة غير عرب: أمازيغي وتركيّان وكردي. وينبغي هنا الالتفات الى ثلاث ملاحظات: 1- إن عمليات الاجتثاث هذه لا تدخل في إطار الصراعات السياسية السلطوية بين الدول السنية والشيعية وسلاطينها، وإنما تدخل في إطار الاجتثاث المجتمعي الطائفي الذي كان يقوم بها الحكام المنتصرون ضد عموم الشيعة، حتى ممن لا علاقة له بالسلطة والسياسة، والعمل على اجتثاث المذهب الشيعي عقدياً وإنسانياً، وليس مجرد القضاء على الحاكم الشيعي أو الدولة الشيعية أو السياسيين والعسكريين الشيعة، لأنهم قلة عددية، بل كانت عمليات الإبادة الجماعية تستهدف المجتمعات الشيعية والناس العاديين، وهم الكثرة الكاثرة، وهو ما لم يكن يحصل عند قضاء حاكم سني على حاكم سني آخر؛ إذ لا يتعرض الحاكم السني المنتصر الى الناس العاديين السنة ولا الى المذهب الرسمي السني للدولة. 2- إنّ الملايين من الشيعة الذين تعرضوا للاجتثاث والانقراض في شمال أفريقيا ومصر وبلاد الشام، كانوا من العرب الأقحاح، وكثير منهم علويون، أما الذين استعانت بهم السلطة العباسية في اجتثاث الشيعة والتشيع؛ فكانوا من غير العرب، وهم القادة الذين مر ذكرهم، والذين تحوّلوا الى (أيقونات) مقدسة في الخطاب العباسي ثم العثماني ثم القومي العربي؛ فالقوميون العرب يضعون صلاح الدين الأيوبي ــ مثلاً ــ بمصاف الأنبياء والصلحاء المقدسين، ليس لإنجازاته الإنسانية والإسلامية والقومية والعلمية، وليس لأنهم أوهموا الناس بأنه حرر القدس، بل لأنه اجتث الأكثرية السكانية الشيعية في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر ولبنان وفلسطين وسوريا والأردن وشمال العراق، رغم أن القوميين العرب لا يحبون الأكراد ولا يحترمونهم. وفي الوقت نفسه؛ يشن القوميون العرب أبشع حملات التعريض ضد القادة الشيعة العرب الإدريسيون والفاطميون والحمدانيون، لمجرد أنهم شيعة، رغم أنهم مسلمون وعرب، وكثير منهم من ذرية الرسول محمد، وهو ما يثبت تجذر طائفية المشروع القومي العربي. 3- فشلت حملات الاجتثاث الطائفية في اجتثاث شيعة جنوب العراق ووسطه؛ إذ صمد التشيع فيه بفضل جذوره الإنسانية والاجتماعية الضاربة، وبفضل وجود مركز النظام الاجتماعي الديني الشيعي في النجف. وكذلك الحال بالنسبة لصمود شيعة إيران بوجه محاولات الاجتثاث الطائفي التي قام بها الترك والأوزبك والأفغان والعثمانيون، ولعل من أهم أسباب الصمود هذه الحضور القوي للعلويين والعرب الشيعة في إيران، ودعم واحتضان الإيرانيين لهؤلاء المهاجرين والمهجرين المضطهدين، منذ العصر الأُموي.

Saturday, March 16, 2024

بعض حكومات العالم تضررت بسبب أنصاف المثقفين! القسم الثاني .. أو الاول

في حلقة اليوم، سنتناول موضوعًا مهمًا وخطيرًا: أنصاف المتعلمين في الحكم والسياسة. هؤلاء الأشخاص يمثلون قادةنا وحكامنا ورؤساء الأحزاب في بلادنا وحتى في العديد من دول العالم. لقد أصبحت هذه الظاهرة خطيرة جدًا وأسفرت عن الكثير من الخراب والفساد والظلم. ما يميز هؤلاء الأنصاف المتعلمين؟ هم الذين يمتلكون بعض المعرفة والثقافة، ولكنهم يفتقرون إلى الفهم الكامل والقوانين الأساسية. هم يمكن أن يكونوا مثقفين في مجال معين، لكنهم يفتقرون إلى الرؤية الشاملة والتفكير الاستراتيجي. نصف المثقفين يمكن أن يكونوا أخطر من الجهل نفسه. لماذا؟ لأنهم يمتلكون أدوات المعرفة، لكنهم لا يستخدمونها بشكل صحيح. قد يكونوا قادرين على الكلام بمصطلحات العلماء، ولكنهم يفتقرون إلى فهم عميق لهذه المصطلحات. نصف المثقفين يمكن أن يكونوا مدمرين للأسر والحكومات والمجتمعات. قد يكونوا أطباءً يعرفون الدواء، لكنهم لا يعرفون قوانينه. قد يكونوا مهندسين يخططون لبناء مشاريع، لكنهم يسببون الخراب. قد يكونوا سياسيين يستخدمون مصطلحات العلماء، لكنهم يفتقرون إلى الرؤية الشاملة. لذا، يجب أن نكون حذرين ونعمل على تعزيز التعليم والفهم العميق للقوانين والمفاهيم. إن افتراق الأمة قد حدث بسبب هؤلاء “المنصفين” الذين يأخذون بالنصف ويتركون النصف الآخر. دعونا نسعى لتحقيق التوازن والتفكير الشامل في كل مجالات الحياة1. 1: [صوت العراق | أخطر ظاهرة في الحكم و السياسة أنصاف المتعلمين ؛ الحلقة الأولى](https://www.sotaliraq.com/2024/03/11/%d8%a3%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%85-%d9%88-%d8%a7%d9%84 Learn more 1 sotaliraq.com 2 ahewar.org 3 sotaliraq.com Glad you liked this answer! You أخبرني بالمزيد عن حكومات تضررت بسبب أنصاف المثقفين. Copilot في العالم العربي، أزمة المثقفين تمثل موضوعًا مهمًا ومعقدًا. دعوني أقدم لك بعض النقاط المتعلقة بأزمة المثقفين وتأثيرها على المجتمع: الأزمة الثقافية والسياسية: يعيش المثقفون العرب في زمن تحولات سياسية واجتماعية ملحوظة. تأثير هذه التحولات يظهر في تفاعل المثقفين مع الأحداث والتحديات. الأزمة الثقافية تتجلى في تباين الرؤى والمواقف بين المثقفين، وتأثيرهم على الرأي العام. التحديات التي تواجه المثقفين: التواصل مع الجماهير: المثقفون يجدون صعوبة في التواصل مع الجماهير وتقديم رؤاهم بشكل فعّال. التحديات الاقتصادية والاجتماعية: الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة تؤثر على دور المثقفين وقدرتهم على تقديم الحلول. التحولات الثقافية والتعليمية: يواجه المثقفون تحديات في تحديث أساليبهم ومهاراتهم للتأثير على المجتمع. النقاشات حول الهوية والتراث تؤثر على توجهات المثقفين. المثقفون والسلطة: يجد المثقفون نفسهم في مواجهة مع السلطة، ويحاولون الحفاظ على استقلاليتهم وتقديم رؤاهم دون التأثير المباشر من السلطة. التحديات الفكرية والتحولات الثقافية: يجب على المثقفين أن يكونوا على دراية بالتحولات الثقافية والفكرية الحديثة للتأثير بشكل فعّال. في النهاية، يجب أن يكون لدى المثقفين القدرة على التأقلم مع التحولات والتحديات المعاصرة للمساهمة في تطوير المجتمع وتحقيق التقدم.

مصير الخائن !؟

مصير الخائن !؟ بدوي زار فلاح فلاحظ وجود طائر حجل عنده ويهتم به بشكل كبير! قال البدوي؛ لماذا تهتم و تبالغ بهذا الطائر بهذا الشكل؟ قال له الفلاح: غداً ساخبرك!؟ في اليوم التالي ذهبوا إلى الجبل المحيط بهم, و وضع الفلاح الطائر على رأس الجبل و أخذ يغرّد و ينعمق و يتكلم حسب لغتهم! و بعد فترة اجتمعت طيور الحجل حوله! عندها أطلق الفلاح النار عليها فاصطاد أغلبها!! قال البدوي للفلاح أريد أن أشتري هذا الطائر فوافق الفلاح وبعد ذلك أطلق النار عليه فتله! فقال الفلاح مستهجناً فعل البدوي : لماذا فعلت هذا !؟ قال البدوي هذا الطائر خائن و يستحق الموت !!! خان أهله فاستحق الموت!؟ و الآن .. كم منّا يستحق الموت, خصوصاً السياسيين الذين نهبوا و باعوا العراق و من ورائهم من المستكبرين, و كما فعل الأطاريون عندما وقّع علّاقهم عشرات الأتفاقيات بشأن واردات النفط و الدولار لصالح البنك الفدرالي ؟ , و (إن الله لا يحب كل خوّان كفور) الحج /38. و قال الرسول(ص) : [ليس منّا مَنْ غشّنا] . عزيز حميد مجيد

هل حقا الناس لا تحب الحقيقة!؟

هل حقا الناس لا تحب الحقيقة !؟ روّاد الحقيقة يدورون وباقون بنفس الدوامه .. لانّ السلطة الحاكمة هي المسيطرة على زمام أمورنا ترشدهم سلطة أقوى في الخفاء من فوق .. يعني الحكم والسلطة بيد الشرّ .. و هكذا كانت الأزمان للأسف. نحن(اهل الفكر) وروّاد الفلسفة الكونيّة؛ نشكل خطراً بالنسبة لهم(للحكام) والناس بآلمقابل لا تحبّ من يرشدها الى الصواب مثل ما قال (نيتشه) الالماني ؛ ‏[لا تقع ضحية المثالية المفرطة و تعتقد بأن قول الحقيقة سوف يقرّبك من الناس]، الناس تحبّ و تكافئ من يستطيع تخديرها بالأوهام كما مجالس العزاء و الأحياء في هذا الشهر الفضيل أو في عاشوراء و غيرها، و هكذا كان البشر منذ القِدم, لا تُعاقب إلاّ من يقول الحقيقة و يحمل الفكر. إذا قدرت أيها الآدمي المفكّر البقاء مع الناس شاركها أوهامها و سذاجتها! الحقيقة يقولها من يرغبون في الرحيل ... و الناس تريد قضاء يومها كيفما كان و كفى... ولا يريدون من أين و إلى أين و مع من و لماذا خُلقوا و إلى أين يرجعون!؟ و أكثرهم على ما يبدو لا يريد حتى سماع الحقيقة و رؤية الجّمال و الجوهر لأنها تجرحهم و تحرجهم و تُتْعبهم! و هنا نتسأل وسط هذه المحنة البشرية الكبرى : هل من معين يُعيننا بورع و أجتهاد و عفة و سداد على الحلّ البديل بإستثناء المنتديات الفكرية!؟ خصوصا إذا علمنا بأن 124 ألف نبي و مرسل إضافة إلى الأئمة و الأوصياء و الفلاسفة قد فشلوا في تحقيق مراد الله في إقامة العدل في الأرض؟ خصوصاً في العراق و بلادنا الإسلامية التي فيها المثقف و المفكّر مشبوه و غير مقبول عند اغلب الناس كما يقول صديقي (المعلم) , لانّ حسد الناس و إنشغالهم بآلدولار و السلطة لا يسمح لهم برؤية شخص يطور نفسه ويصير افضل منهم .. فهم يعرفون الصح من الخطأ و كل شيء للتسلط و آلمغانم المادية و ذنوبهم هي التي قتلتهم .. قتلت بصيرتهم لرؤية آلجمال و آلغيب و حقّ اليقين!؟ عزيز حميد مجيد

Friday, March 15, 2024

عزيز : تأريخ يتحدث بين ماض ثر و حاضر غرّ !

عزيز؛ تأريخ يتحدث بين ماض ثر وحاضر غر أحمد الحسني رفع منسوب الكرامة، صوت هو ألأعلى وفكر هو ألأقدر، تفوق على كل الظروف، فخلق واقعاً أعاد للذاكرة حضارة وهوية أمة، ذراع أمتد ليحمي الثوابت، ومحراب صلاة ليؤم المبادئ، وقلب ينبض بالثقة، أحسن قراءة الماضي وأستوعبه، وأجاد درس الحاضر فأتقنه، سلوك وخطى وأهداف، فكان قيمة تأريخية تتحدث. عزيز العراق، سيرة زاهرة، ومسيرة زاخرة، ومواقف نادرة، قائد رفض التسلق والتسلل، إلا في الميدان والمباغتة، أتخذ القرار في وقت تردد فيه الجميع، فجعل من الصعاب خطوات الى النجاح. مصل من دماء طاهرة حين لحظة ضعف وسكون، أسقط تقنية السلاح أمام تقنيات الرجولة، وصوت تنقل في المحافل، فعلا رافضا طمس الحقيقة أمام دكتاتور لم تحكم أو تحد من جرائمه أي حدود منطقية أو أخلاقية، فأنتزع من الطاغية زمام المبادرة، فكانت المواجهة منه ولادة من رحم الماضي، بالرغم من محاولات أخفاء صوت رصاصته. في ظروف قاسية ووسطٍ دولي مضطرب وآخر سياسي معقد ممن شطح بعيدا عن ديمومة المواجهة، أراد صناعة تأريخ من وهم، فإنعدمت لديه المواقف، وعاد ببضاعة من الخيبة ويدين خاليتي الوفاض، فالمواقف لا تصنعها الأقلام، وأمام التأريخ أبتلعوا السنتهم، فتبسمت أسنانهم، وأسودت قلوبهم غلا وحسدا، فكانوا بين متلعثم ينتمي الى عالم من الدجل، التحف الذل فجبينه جاف بلا كرامة، وفوج بناة سدود من الباطل لمواجهة طوفان من الحق. إختاروا مشوار مجهول بلا جدوى، وخسروا الجهد والمحصول بلامعرفة، وتنكروا لموعظة الرفيق والصديق، وأستغنوا عن زاد الروح وضاعوا بين تعدد الطموح، وتعلقوا بحلم ليس لهم، فكان زرعهم بلا ثمر، خيّم علّيهم اليأس وجعلوا صفحات التأريخ خلف ظهورهم، وخابت آمالهم الخداعة فحجبت النور عن عيونهم، ينتقلون من مرحلة دماء متجانسة الى إنشطار مضعف، ومن صفوف متراصة متماسكة الى تشضيٍ محزن، بعد ماغادروا الجذور والساق والفرع، وباتوا يتكؤون على جدران صامتة مشيدة بالفشل. يحاكون ألإنزواء بالخداع، ثم يغوصون بمياه آسنة من ركود سياسي أنتهى بهم الى موت الضمير، فطمسوا بوقاحة علنية في محاولات لإلغاء التأريخ، أرتضوا الغفلة عند الصحوة، والولوج في السكرة، والغياب عند الإستغاثة، في أخس مثلٍ للتعبير عن مابهم من ضمور وطني ورمد بصر سياسي، فكان شق الصف قمة تعبير تراجيدي عن عوقهم الفكري، وهي أزمة ترجع جذورها الى معضلة أخلاقية ووطنية فيهم مزمنة منذ أطلاق أول رصاصة وفي أول مواجهة وعند أول مثابة كان أبطالها أبنائك سيدي. إنه التأريخ الذي خطته سواعدكم سيدي، فأصدقه فيض دمائكم ومن لحق في ألأثر من سنخ دمائكم، حري على الجماهير قراءة فصولها والوقوف على عمق مفاصلها، لما تمثله من ماض ثر وحاضر غر.

أوضع الحديث ما ظهر على اللسان و أرفعه ما ظهر على الجورح :

أوضع الحديث ما ظهر على اللسان وأرفعه ما ظهر على الجوارح : أخيراً و بعد ما خرّب المتحاصصون أخلاق و حياة الناس و لقمتهم ؛ قرّرت وزارة التربية، إضافة مادة “التربية الأخلاقية” إلى مناهج طلاب الصف الأول ابتدائي والأول متوسط والرابع الإعدادي، خلال العام الدراسي المقبل 2024 – 2025، بعد أن أكملت تأليف وطبع المقرر!!؟ هذا بعد ما بلغ السيل الربى كما يقولون و إنتشر الفساد الاخلاقي و زنى المحارم التي قد لا تفعلها حتى الحيوانات و سرقة المال العام بشكل مقرف و منبوذ حتى من قبل الملحدين و الكفار و المنافقين ؛ حيث بدأت الحكومة بوضع منهج أخلاقي لتدريسه في المدارس معتقدة بأن ذلك سيحدّ من آلعنف و الفساد الاخلاقي والسلوكي الذي باتت كظاهرة في المجتمع بسبب تعامل و سلوك مسؤولي و رؤوساء الأحزاب و الوزارات و النواب المتحاصصين لقوت الفقراء الذين سرقوا أموال الناس بإسم الدّين و الجهاد و الوطن ووووإلخ !!؟ فهل ينفع الوعظ و الأرشاد و تدريس كتاب أخلاقي - بغض النظر عن مدى صحة و سلامة المحتوى - مع هذا الوضع الذي يحتاج إلى سلوك و واقع عملي يترجم من خلاله الرؤوساء و المسؤوليين الفاسدين جميعاً الأخلاق العالية العملية من خلال مشاركة الشعب محنه و لقمته و إقتصاده, و يكفيك أن تعرف بأن رواتب طبقة المتقاعدين الذين ضحوا بكل شيئ في سبيل الناس لا تكفي لسد رمقهم و شراء أدويتهم و علاجهم .. و قس على ذلك, بينما في المقابل رواتب الطبقة ا لسياسة الفاسدة بعشرات الملايين بل مئات الملايين! و فوقها يريدون نشر الأخلاق الفاضلة !؟ المشكلة في سلوك و قوانين الدولة التي تسببت في الفساد الأخلاقي و الأقتصادي و المالي و أنتجت الفوارق الطبقية و الاخلاقية و التي لو لم تصلح لما أفاد الناس شيئ آخر .. لانهم يصدقون الأفعال لا الأقوال ,و الأقوال رخيصة كما يقول المثل الأنكليزي المشهور[TALK IS CHEAP].. و خير الكلام ما ظهر على الجوارح كما تقول الأحاديث و الآيات السماوية . لذلك لا نعتقد بأن دراسة(الترية الاخلاقية) و معه كل كتب الأخلاق من قبل المشرفين؛ ستنفع الناس حتى لو بدأت من الروضة لا من آلصفوف الأولى من مرحلة الأبتدائية أو الأعدادية و حتى الامعة!؟ و قال متحدث الوزارة كريم السيد الذي يمتص دماء الفقراء عبر رواتبه و مخصصاته المليونية كما كل الوزراء و النواب و الرؤوساء الظالمين و بشكل رسمي , قال خلال تصريح للصحيفة الرسمية، [إن الوزارة ومن خلال حرصها على النهوض بالواقع التربوي والسلوكي للتلاميذ والطلبة، أكملت عملية تأليف وطباعة مادة التربية الأخلاقية، التي ستكون ضمن المناهج الدراسية للعام الدراسي المقبل 2024 2025م ]! و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم مع هذه الأمية الفكرية و النفاق و الدجل الذي إنتشر في العراق و في معظم البلاد خصوصا الأسلامية و للأسف الشديد, و الحديث الشريف يقول بكل وضوح و صراحة: [مثل الحاكم أو(العالم) في الأمة ؛ كمثل الرأس من الجسد, إذا فسد الرأس فسد الجسد و إذا صلح الرأس صلح الجسد]. أو بتعبير أبسط و أوضح : هذه آلقضية(درس الأخلاق) تشبه ذلك الأب الذي يوصي أبنائه بعدم التدخين لكنه يدخن أمامهم. عزيز حميد مجيد.

Thursday, March 14, 2024

الأحزاب أفلست شعبياً :

الأحزاب أفلست شعبياً : الأحزب و بعد كل جرائمها و سرقاتها للمال العام و فضائحها المخزية و إعتذاراتها المتكررة بلا جدوى علناً و نفاقهم و كذبهم؛ قد فقدت تماماً كل شعبية و إحترام حتى بين مرتزقتهم الذين إنضموا لأحزابهم لاجل الرواتب الحرام .. و لذلك لا و لن تفوز بعد في أية إنتخابات شعبية قادمة و لن تنفعهم تلك الدعوات الباطلة الكاذبة بمجيئ البعث أو مجيئ (السعلوات) و غيرها من التهم و النفاق في محاولة لذر الرماذ في العيون .. و كما فعلوها عدة مرات إستطاعوا بها إستغفال السذج لأنتخابهم مجدداً و بآلتالي إستمرار فسادهم .. منذ متابعتي و كتاباتي الدقيقة مع الشواهد عن تصرفات و أفعال السياسيين و أحزابهم "المعارضة" التي كنت اتوقع أن ينهجوا طريقاً مخالفاً لمناهج الآخرين الذين سبقوهم في الحكم و أفسدوا و جعلوا أكثرية - إن لم أقل كل الشعب العراقي بإستثناء ثلة قليلة مقهورة منهم ؛ لا يستحي و يرتكب الجرائم اللاأخلاقية اليوم كتحصيل حاصل بحيث صار كل حرام مباح من الموبقات كزواج المحارم و السرقة وقتل الزوجة لزوجها أو العكس أو قتل الأبن لوالده و إغتيال المثقفين و تشريد الفلاسفة .. حتى بات أكثر الناس و البسطاء منهم؛ لا يقبل حتى النقاش في حرمة ذلك .. لانه و لمجرد ما تحاول إنتقاده أو النقاش معه على فعله أو تصرفه الحرام و الشاذ ؛ يُقاطعك و يدين الطبقة السياسية التي تدعي الدّين و الدعوة لله و فعلت ما لم يفعل الكثير من عمالقة الأجرام في العالم و منهم صدام قائلاً بصراحة : [أنت تحاسبني على هذه الصغائر و اللمم و أمامك جيش من الفاسدين في الأحزاب و الحاكمين يسرقونني بلا حياء منذ ربع قرن و قبلهم كان صدام الذي لا نعتب عليه لأنه فاسد و متهالك على السلطة لا غير حتى أوصلونا لهذا الحال ., هذا و لا يتطرق لسقوط الأخلاق التي هي الطامة الكبرى اليوم]!!؟؟ أما نجاح السياسيين بعد السقوط فقد كان بدعوى الأسلام و العمل و الدعوة لله و لعدالة عليّ(ع) .. و التي لولاها لما إستطاع خيّرهم أن يكسب ألف صوت الآن حتى من مرتزقته الذين حوله من النفعيين!؟ إنما غرّروا الناس و ضحكوا على الذقون بغطاء الإسلام و الشهداء, فنجحوا في الأنتخابات السابقة, و لكن في الأنتخابات اللاحقة سترون العجائب و الغرائب و كيف إن سيّدهم لن يحصل على عشرة أو خمسة مقاعد مهما صرف من الأموال الحرام التي سيبذرها و التي سرقها من دم الفقراء و رغم الحيل و المدّعيات الكاذبة .. و هذا وعد سترونه كيف يتحقق بحسب الإستقراآت الكونية المستدلة الثابثة ..!!؟؟ و أقسم بآلثلاث؛ لو أن حزباً واحداً من الأحزاب المتأسلمة أو المتعلمنة أو أي كيان أو حزب حكم أو ما زال في الحكم و قد سرق ما سرق حتى وصل المال المفقود لأكثر من ترليوني دولار بسببهم : لو أن أيّ منهم رشح نفسه أو حزبه هذه المرة سوف يسقط في وحل الهزيمة و العار و سيعاقبون لا محال, و المحاكمة ستتحقق بشرط أن تستقل المحكمة الأتحادية و تتوحد الدولة تحت راية وطنية عادلة واحدة و يأتي شريف - يجعل حتى تجربة التشارنة النصف ناجحة أمامه - و الامر لا يحتاج سوى أن يتعهد الرئيس الشعبي بجعل الحقوق و الرواتب متعادلة و مناسبة و مشتركة بين جميع الستة ملايين موظف العاملة في الدولة بدءاً بالرؤوساء و الوزراء و النواب و المدراء حاله كحال أي موظف أو مدافع عن هذا الوطن .. و عندها ستجد خلو الساحة من متطوعين للعمل أو تحمّل أية مسؤولية و لن تجد من يتصدى لمنصب صغير في الدولة ناهيك عن قيادة آلحكومة و البرلمان و القضاء إلا النادر .. و مهما حاولت البحث فأنك لن تفلح عن شخص مؤهل شريف مخلص ليكون رئيس وزراء أو وزير أو نائب أو مدير عام أو قاض! فقد ثبت أن جميع الذين أتوا و صاروا رؤوساء و وزراء و نواب و مدراء و مستشارين و قضاة إنما أتوا للحكم لأجل الرواتب و المخصصات و السرقات القانونية العلنية و السرية للأسف الشديد! وسترى عزوف الناس عن ذلك و إنتهاء الخصومات بين التيارات بحيث لا تجد من يتقدم رغم توسلك بهم ليكونوا خُدّام حقيقين للشعب كما إدعى أكثر الفاسدين للآن لا لاجل الأمتيازات و الرواتب المليونية و الحمايات و المكاتب و غيرها .. ألمشكلة في بلادنا و معظم بلاد العالم تقريبا اليوم ؛ أن هذا البشر الجاهل فكرياً لا يفهم حقيقة الخلق و جواب [الاربعون سؤآل] ليكون عضواً آدمياً فاعلاً لبناء الحضارة و الحياة و إنقاذ الفقراء و الشعوب من العوز و الموت لتحقيق السعادة ؛ الجميع فهموا و للأسف بأن غاية الحياة هي جمع المال,, عندها و بتطبيق هذا القانون الكوني؛ ستظهر معادن كل الرجال الذين إدّعوا الدين و التاريخ و العراقة ووووو معهم كل المدعين للأيمان .. و بآلتالي سهولة محاكمتهم و سحب كل الممتلكات المنقولة و غير المنقولة منهم. و بهذا نثبت عملياً و ندين ضمنياً كل الرؤوساء و الوزراء و النواب السابقين الذين سرقوا الملايين بل المليارات و ما زالوا مصرين على فسادهم و بقائهم بلا حياء و دين .. و خلفهم مليشيات مصلحية سينهزمون من أول إطلاقة!؟ و بآلتالي ستقام الحدود و ترتاح البلاد و العباد و تشتد الوحدة بين الحكومة و الشعب بشكل لم يسبق له مثيل ؛ بحيث ليس فقط ستنسحب القوات الأجنبية من العراق بل و تتخوف كل الدول و الإستكبار العالمي ليس بتهديد أو بضرب أو أحتلال العراق ؛ بل مجرد ألأعلان عن العداء .. إن سبب ذلة السياسيين و مسكنتهم و توسلهم بآلمستكبرين الذين أتوا بهم للحكم و تعهداتهم بتوقيع أية إتفاقية مقابل مسامحتهم وإعتبارهم أصدقاء لهم و لا عداء بينهم و كما صرح ذلك الجميع سراً و علانية مع إختفاء العصابات و المافيات الذين جعلوا رؤوسهم في التراب كآلنعامة؛ إنما حدث كل هذا .. لانهم خسروا ثقة الشعب ولا يوجد لهم قواعد حتى من بين مرتزقتهم الذين خصصوا لهم الملايين من الرواتب الحرام, فقد إداروا بظهورهم عنهم بعد ما عرفوا حقيقتهم رغم فوات الأوان ليفهموا تلك الحقيقة التي أعلناها منذ عقدين(بداية السقوط) بل والله قبل ذلك بأربعة عقود و المشتكى لله. عزيز حميد مجيد

حول قدرة السوداني ضبط الفصائل المسلحة :

هل بإمكان السوداني ضبط حركة و فاعلية الفصائل المسلحة التي نعتها بآلأرهابية !؟ هذه واحدةٌ من الأَزمات المُستدامة والمُستعصية التي يعيشها العراق منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن. فعلى الرَّغمِ من أَنَّ كُلَّ الحكومات التي تعاقبت على السُّلطةِ في بغداد وعدَت بحصرِ السِّلاحِ بيَدِ الدَّولة إِلَّا أَنَّ الفصائِل المُسلَّحة التي تعمل خارج سُلطة الدَّولة والتي أَسماها القائد العام للقوَّات المُسلَّحة بالعِصاباتِ ووصفَ نشاطها بالأَعمالِ الإِرهابيَّة، إِنَّ هذهِ الفصائِل تزدادُ يوماً بعد آخر عدداً وتسليحاً وجاهزيَّةً بل وحتَّى نُفوذاً في مؤَسَّسات الدَّولة الرسميَّة وحولَ مكتب القائِد العام لتُشكِّلَ الدَّولة العميقة. على الرَّغمِ من أَنَّ السيِّد السُّوداني وعدَ في برنامجهِ الحكومي بتفكيكِ هذهِ الفصائِل وحصرِ السِّلاح بيَدِ الدَّولةِ، ولكنَّهُ لم يغعل بسببِ عجزهِ وتغوُّلِ الفصائل التي باتت في بعضِ الأَحيانِ تمتلك سِلاحاً متطوِّراً يفوقُ حتَّى سلاحِ القوَّات المُسلَّحة!. ولو كانَ قرارُ الفصائل وطنيّاً [عراقيّاً] لهانَت مُهمَّة السُّوداني بعضَ الشَّيء إِذ كانَ بإِمكانهِ أَن يتفاوضَ معهُم فيُقنعَهم ويصِل معهُم إِلى حلولٍ وسطيَّةٍ تحمي سيادة الدَّولة وهَيبة سُلطة القائد العام، إِلَّا أَنَّ ارتباط قرارَها خارج الحدُود [السِّلاح والوَلاء] كما يُعلِنُ ذلكَ المُتحدِّثونَ باسمِها ولذلكَ فإِنَّ المُهمَّة مُعقَّدة جدّاً إِذ أَنَّ عليهِ في هذهِ الحالةِ أَن يتفاوضَ مع طرفٍ ثالثٍ لإِقناعهِ بالضَّغطِ على وُكلائهِ لوقفِ هجماتهِم!. أَنا شخصيّاً لا أَظنُّ أَنَّ السُّوداني يمتلكُ خياراتٍ ما بهذا الملفِّ، فإِما أَن يفي بما أَعلنَ عنهُ ووعدَ بهِ الرَّأي العام العراقي من أَنَّهُ سيتعقَّب عناصر العِصابات الإِرهابيَّة التي تُعرِّض المصالِح الوطنيَّة العُليا للخطرِ ويعتقلهُم ويُقدِّمهُم للعدالةِ، على حدِّ قولهِ في عدَّةِ بياناتٍ، لإِثباتِ جدارتهِ ولحمايةِ سُلطتهِ الدستوريَّة كقائدٍ عامٍّ للقوَّات المُسلَّحة، ليُظهرَ شدَّةً وحسماً أَكبر، أَو أَنَّ العراق سيتعرَّض للمزيدِ من التَّصعيدِ في ظلِّ حالةِ القلقِ والتشنُّجِ التي تعيشها المَنطقة والتي تزدادُ فيها حرُوب الوِكالة، والعراق، للأَسفِ الشَّديد، مُهيَّأٌ لها بشَكلٍ واسعٍ وواضحٍ.

لماذا أختار الله الجزيرة العربية مهدا للأسلام؟

الحكمة من اختيار العرب وجزيرتهم مهداً للإسلام 53700 67836 29/07/2004 2035 التصنيف:الجزيرة العربية قبل البعثة الحكمة من اختيار العرب وجزيرتهم مهداً للإسلام قبل الحديث عن الحكمة من اختيار العرب وجزيرتهم مهداً لرسالة الإسلام، من المناسب أن نلقي نظرة سريعة نتعرف من خلالها على واقع أمم الأرض حينئذ، وما كان من أمرهم وحالهم، وهل كانت تلك الأمم مؤهلة لحمل رسالة عالمية تخرج البشرية من طريق الغي والضلال الذي تعيش فيه إلى طريق الحق والرشاد...ثم لنعلم على ضوء ذلك أيضاً المؤهلات والمقومات التي جعلت من العرب وجزيرتهم صلاحية لحمل رسالة الإسلام. كان يحكم العالم دولتان اثنتان: الفرس والروم، ومن ورائهما اليونان والهند. ولم يكن الفرس على دين صحيح ولا طريق قويم، بل كانوا مجوساً يعبدون النيران, ويأخذون بمبادئ مذهبي : الزرادشتية والمزدكية، فكلاهما انحرفتا عن طريق الفطرة والرشاد، واتبعتا فلسفة مادية بحتة لا تقر بفطرة ولا تعترف بدين، فالزرادشتية مثلاً تفضل زواج الرجل بأمه أو ابنته أو أخته، والمزدكية من فلسفتها حلّ النساء، وإباحة الأموال، وجعل الناس شركة فيها، كاشتراكهم في الماء والهواء والنار والكلأ. أما الروم فلم يكن أمرهم أفضل حالاً، فعلى الرغم من كونهم على دين عيسى عليه السلام بيد أنهم انحرفوا عن عقيدته الصحيحة، وحرفوا وبدلوا ما جاء به من الحق، فكانت دولتهم غارقة في الانحلال؛ حيث حياة التبذل والانحطاط، والظلم الاقتصادي جراء الضرائب، إضافة إلى الروح الاستعمارية، وخلافهم مع نصارى الشام ومصر، واعتمادهم على قوتهم العسكرية، وتلاعبهم بالمسيحية وفق مطامعهم وأهوائهم. ولما كان الأمر كذلك لم تكن القوتان الكبيرتان في العالم آنذاك قادرتين على توجيه البشرية نحو دين صحيح، ولم تكونا مؤهلتين لحمل رسالة عالمية تخرج الناس من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن ظلم العباد إلى عدل الواحد الديان. أما اليونان وشعوب أوربا فقد كانت تعيش حياة بربرية، تعبد الأوثان، وتقدِّس قوى الطبيعة، فضلاً عن كونها غارقة في الخرافات والأساطير الكلامية التي لا تفيد في دين ولا دنيا. أما بقية الشعوب في الهند والصين واليابان والتبت، فكانت تدين بالبوذية، وهي ديانة وثنية ترمز لآلهتها بالأصنام الكثيرة وتقيم لها المعابد, وتؤمن بتناسخ الأرواح. وإلى جانب تلك الأمم كان هناك اليهود، وكانوا مشتتين ما بين بلاد الشام والعراق والحجاز، وقد حرفوا دين موسى عليه السلام , فجعلوا الله - سبحانه وتعالى - إلهاً خاصاً باليهود , وافتروا الحكايات الكاذبة على أنبيائهم مما شوَّه سمعتهم, وأحلَّوا التعامل مع غيرهم بالربا والغش, وحرَّموه بينهم . ونتج عن ذلك الانحلال والاضطراب والضلال فساد وشقاء، وحضارة رعناء قائمة على أساس القيم المادية، بعيدة عن القيم الروحية المستمدة من الوحي الإلهي. أما جزيرة العرب فقد كانت في عزلة عن تلك الصراعات والضلالات الحضارية والانحرافات، وذلك بسبب بعدها عن المدنية وحياة الترف، مما قلل وسائل الانحلال الخلقي والطغيان العسكري والفلسفي في أرجائها، فهي - وعلى ما كانت عليه من انحراف- كانت أقرب إلى الفطرة الإنسانية، وأدعى لقبول الدين الحق، إضافة إلى ما كان يتحلى به أهلها من نزعات حميدة كالنجدة والكرم، والعفة والإباء، والأمانة والوفاء. هذا إلى جانب موقع جزيرة العرب المميز؛ إذ كان موقعها الجغرافي وسطاً بين تلك الأمم الغارقة التائهة، فهذا الواقع والموقع جعلها مؤهلة لنشر الخير وحمله إلى جميع الشعوب بسهولة ويسر. وبهذا تجلت الحكمة الإلهية في اختيار العرب وجزيرتهم مهداً للإسلام، إذ كانت بيئة أميّة لم تتعقد مناهجها الفكرية بشيء من الفلسفات المنحرفة، بل كانت أقرب لقبول الحق، والإذعان له، إضافة إلى أن اختيار جزيرة العرب مهداً للإسلام فيه دفع لما قد يتبادر إلى الأذهان من أنّ الدعوة نتيجة تجارب حضارية، أو أفكار فلسفية. ناهيك عن وجود البيت العتيق، الذي جعله الله أول بيت للعبادة، ومثابة للناس وأمنا، واللغة العربية وما تمتاز به، وهي لغة أهل الجزيرة. ولا بد من الإشارة إلى أن الله اختار العرب وفضلهم لتكون الرسالة فيهم ابتداء، وهذا تكليف أكثر مما هو تشريف؛ حيث إن من نزل عليه الوحي ابتداء مكلف بنشره وأخذه بقوة، وليس هذا أيضاً تفرقة بين العرب وغيرهم بل الكل لآدم وآدم من تراب، وأكرم الناس أتقاهم لله، ولهذا كان في الإسلام بلال الحبشي، وسلمان الفارسي...الخ. لذلك كله وغيره كان العرب أنسب قوم يكون بينهم النبي الخاتم، وكانت جزيرتهم أفضل مكان لتلقي آخر الرسالات السماوية، فالحمد لله الذي أكرم العرب بهذا الدين العظيم، وشرَّف جزيرتهم، فجعلها مهبط الوحي المبين.

Tuesday, March 12, 2024

ثقافة الشعب من ثقافة النخبة :

ثقافة الشعب من ثقافة النخبة : و النخبة لو كانت غير مثقفة فأنها ستسبب ألمخاطر في الحكم و السياسة و حتى مع العائلة و مع نفسه أيضا : و بما أن بلادنا حكمها و يحكمها للآن أنصاف المثقفين الفاقدين للوجدان و الأميين فكرياً و أبجدياً لهذا إنتهى العراق و لا يتطور بعد!؟ ملاحظة : قبل بيان الموضوع؛ لا أعني بآلتطور بناء شارع أو تبليط رصيف ؛ إنما أعني العدالة و آلحرية و كرامة العراق كله ! و إليكم التفاصيل: بعد ثورة تموز عام 1958 م عملت الدولة على نشر التعليم والثقافة والوعي الصحي بشكل خاص بين صفوف الطبقات المحرومة ، فكانت من خطوات الثورة إرسال فرق سينمائية للمناطق المحرومة لعرض الأفلام السينمائية بالمجان على شاشات عملاقة في ساحات مفتوحة لتسلية الناس والترفيه عنهم من ناحية وبث الوعي والثقافة من ناحية ثانية ، فصادف أن وصل فريق ثقافي سينمائي لعرض أحدى الأفلام على شاشة من القماش تعلق على الحائط فتتجمع العوائل والناس من مختلف الأعمار نساءاً ورجالاً تفترش الأرض الترابية لمشاهدة أحداث الفلم ، وكانت الدولة حينها تهدد بالعقوبات الشديدة ومحاسبة من لا يحضر العرض السينمائي ، فكانت الناس تحضر مجبرة وبنفس الوقت متلهفة لمشاهدة شيء لم يعتادوا مشاهدته من قبل ، فكلنا نعلم أن الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي لم يعرفوا ولم يسمعوا بالسينما والتلفزيون في ذلك الوقت ، فمع تجمع مئات العوائل الجالسة على الأرض الترابية وكان الوقت مساءاً تم عرض فلم مصري قديم عن حياة عنترة بن شداد ، كانت أحداث الفلم تتحدث عن شجاعة وبطولات عنترة وكانت العوائل رجالاً ونساءاً منبهرين وهم يشاهدون لأول مرة في حياتهم احداث فلم امام شاشة عملاقة وكان ظن الجميع أن ما يحصل على الشاشة احداث حقيقية ، ففي أحدى لقطات الفلم سقط عنترة من حصانه فصرخ يستنجد بأخيه بعد أن تجمع عليه الأعداء ، ولكن المفاجأة قبل أن يأتيه أخيه ، هبت الجموع الجالسة التي كانت مندمجة مع الفلم وهي تتفرج هبت لنصرة عنترة فصار الهجوم على الشاشة وهم يهتفون ( أحنا أخوتك عنترة ) فتم تمزيق الشاشة وتوقف الفلم وعمت الفوضى وانتهى العرض ، نعم هذه حقيقة ثقافة الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي قبل حوالي 65 عاماً ، أي بعد الثورة وأسقاط النظام الملكي ، هذه الحادثة القديمة جداً حضرت في ذهني وأنا أتصفح فديوات اليوتيوب فوجدت فديو قد لا يختلف كثيراً في احداثه عن عام 1958 م ، هذا الفديو تم تصويره وبثه في العام 2023 م ، الفديو يصور ساحة ترابية يمثل فيه مجموعة ممثلين محليين في أحدى المحافظات العراقية واقعة يوم العاشر من محرم ومقتل الحسين أي واقعة معركة الطف ، الجموع البشرية التي حضرت مبكراً لمشاهدة هذا العرض التمثيلي كلهم يعرفون بأن ما يحدث أمامهم هو تمثيل أو مايسمى ( بالتشابيه ) فان حضورهم هذا العرض التمثيلي لفهم حيثيات الحدث التأريخي ، ولكن المفاجأة بدأت عند لحظات مقتل الحسين حسب تصوير الفديو ، الناس يهجمون بالمئات وبأندفاع عاطفي كبير بشكل جماعي صغاراً وكباراً على الممثلين الذين قتلوا الحسين وأشبعوهم ضرباً مبرحاً و أدموهم وتم نقل بعضهم إلى المستشفيات القريبة وهم في حالة خطرة وكأن صورة ما حدث قبل أكثر من ستة عقود تعاد بشكل حي مع فارق وحيد وهو عدم وجود ضحايا قبل ستة عقود وهنا وجود عشرات الضحايا . السؤال الذي خطر على بالي وأنا أشاهد هذا الفديو ، ماذا تطور من العراق ؟ خلال فترة زمنية أكثر من نصف قرن ، هذه هي عقلية الناس وهذا هو مستوى وعيهم . وهؤلاء هم غالبية الشعب العراقي شئنا أم أبينا ؛ ( طيبة + جهل + عاطفة + سذاجة + حرمان ) ماذا تغير ؟ شعب لا يميز التمثيل عن الحقيقة! كيف سيميز بين العدو والصديق ؟ عليك السلام ياعراق !؟ ملاحظة أخيرة : بعض مقاطع و أخبار المقال منقولة بتصرف ..

أكبر جريمة في تأريخ العراق بعد مقتل أهل البيت (ع) فيه :

أكبر جريمة في تأريخ العراق بعد مقتل أهل البيت(ع) فيه: أكبر جريمة في تأريخ العراق بعد قتل الأمام عليّ(ع) و أبنائه على أرض العراق: هي الجريمة الأطارية التنفيسية التالية : يداية ؛ يجب أن تعلموا بأن كل جريمة و نهب و سلب و قتل حدث في العراق للآن يمكن إعتبارها بسيطة و لا تختلف عن عشرات بل مئات الأتفاقيات و العقود التي وقعتها الحكومات قبل و بعد السقوط؛ لكن المشكلة الكبرى التي فعلها الأطار التنفيسي هي ؛ بيع كل كرامة و موارد و أموال العراق و وضعها رسمياً بيد ألبنك الفدرالي يتصرف بها الأعداء عبر توقيع عشرات الأتفاقيات قبل أكثر من شهرين في الأردن/عمان بحضور ممثلين من الجانبيين (العراقي و البنك الفدرالي) .. بحسب مراد و مرام إدارة البنك الفدرالي الأمريكي فيما يخص البيع و الشراء و تبادل العملة الصعبة و كيفية التصرف بها من قبل إدارة البنك حسب ما تتفق و مصالحها إضافة إلى أنّ الحكومة العراقية لا تستطيع صرف دولار واحد الآن خصوصا في مسائل التجارة الخارجية(الإستيراد) إلا بعد إستعلام و موافقة مباشرة من البنك الفدرالي و تقديم الأدلة والحاجة لذلك .. مع شهادة أربعة دول هي الأردن و الأمارات و الهند و أعتقد الرابعة مصر!!؟؟ يعني العراق مجرد كيان وهمي و إبن صغير الآن في عائلة البنك الفدرالي .. و يعني أن الماضي و الحاضر و المستقبل و كرامة العراق ذهب بتوقيع حكومة الأطار الجاهلية بإمتياز عن طريق السوداني و ممثله علي العلاق الفاسد لرضا المستكبرين .. ولبقائهم في السلطة يوم إضافي آخر لنهب الفقراء و إمتصاص دمهم لمصالحهم الشخصية و الحزبية و المشتكى لله. عزيز حميد مجيد

Monday, March 11, 2024

أخطر ظاهرة في الحكم و السّياسة أنصاف المتعلمين - الحلقة الأولى

أخطر ظاهرة في الحكم و السياسة أنصاف المتعلمين ؛ الحلقة الأولى : أنصاف المتعلمين الذين يمثلون كل سياسينا و حكامنا و رؤوساء الأحزاب و الحكومات و حتى القضاة في بلادنا و معظم بلاد العالم, بحيث باتت ظاهرة خطيرة ولّدَتْ كل الخراب و آلفساد و الظلم الواقع و الجاري للأسف على جميع الفقراء بشكل خاص .. .. أنها ظاهرة أخطر من ألف داعش وداعش وكافر وملحد و منافق لأنها تمتد و تستمر مع الأجيال, بينما داعش تنهزم فجأة بعد ظهورها!؟ لقد بان بالاستقراء بأن معظم المشكلات في المجالات الحياتية المختلفة حتى في الحياة الشخصية و الزوجية و تربية الأطفال ناهيك عن المدارس التعليمية و الأقتصادية و السياسية و الأجتماعية و النفسية و التنظيمة؛ سببها أنصاف المثقفين؛ العلماء؛ المهندسين؛ أنصاف الأطباء؛ أنصاف الاقتصاديين و هكذا غيرهم في كافة المجالات! فالجاهل النصف مثقف لا يستطيع أن يصنع سفينة أما العالم فيصنع أمتن السفن لأنه يملك أدوات المعرفة وجوهر قوانينها وفلسفتها ! أما النصف عالم (مثقف) فيصنع لك سفينة لتغرق بها و من ركبها في منتصف البحر! فهو يمتلك أدوات المعرفة لكن لا يملك قوانينها. أين تكمن العلة؟! الجاهل لا يؤذي إلا نفسه! الجاهل لن يضرك كثيراً فهو لا يستطيع حتى أن يبرهن على أقواله؛ أما نصف المثقف فهو أشد خطراً من الجاهل و حتى المنافق بل و حتى الشيطان! ونصف الثقافة أو المعرفة أو الفلسفة أشد خطراً من الجهل و حتى المجنون! فالجاهل قد يحثه جهله على التعلم، و قد يشفى المجنون أو يتعقل يوماً .. لكن النصف مثقف أو النصف سياسي أو المتعالم الذي حاز على القشور وترك اللب؛ أو عرف شيئا و غاب عنه أشياءاً فظن أن العلم هو هذا فقط! فإنه يسبب دمار العائلة و الحكومة و حتى المجتمع كله .. فلا هو عالم لينتفع بعلمه ولا هو جاهل في نظر نفسه فيتعلم. نصف مهندس أو طبيب أو سياسي أو فيلسوف؛ هو من قرأ كتابا أو كتابين أو حتى دورة كاملة ليحصل على شهادة في الطب .. فصار يعرف الدواء لكنه لا يعرف قانون الدواء! و يعرف المثلث و الدائرة لكنه لا يعرف كيف يستفيد بربطه بمعادلة إنشائية و بنائية لتحقيق هدف معين .. ترى المهندس يخطط لبناء شارع أو عمارة سكنية فإذا به يُخرب منطقة زراعية بآلكامل .. أو طبيب يخلط الدواء بعضه ببعض فيقتل مريضه بالتسمم أو بالوفاة، ونصف الشيخ هو من قرأ مجلدا أو مجلدين فصار يعرف الحكم لكنه لا يعرف حال المخاطب أو أرض الواقع! فيخلط حالا بحال وأصلا بأصل، حتى أنصاف القراء أنفسهم ممن إذا قرأوا سطرا لم يكملوه أو إذا قرأوا سفرا لم ينهوه أو إذا قرأوا كتابا ظنوا أنهم أحاطوا بمجامع العلم وأتقنوا صنوفه، لكنه في الحقيقة هم كحسو الطير، ينقر هنا مرة وهنا مرة. إن افتراق الأمة كان بسبب هؤلاء "المُنَصِّـفين" الذين يأخذون بالنصف ويتركون النصف الآخر، فالخوارج مثلاً أخذوا آيات الوعيد وتركوا آيات المغفرة، والمرجئة أخذوا آيات المغفرة وتركوا آيات الوعيد. وهنا تكمن المشكلة و علة العلل! فنصف المثقف يستطيع خداعك بمصطلحاته التي لا يفقهها بنفسه! فتراه يتكلم باصطلاحات العلماء لكنه متخبط في فحواها لا يفهم لها معنى، وغالباً ما نضطر إلى تصديقه لأنه يتكلم بلسان العلماء! أو بالأدق يسرق مصطلحاتهم! فلا نستطيع -كعوام- أن نعرف إن كان حقا عالما أم مخادعاً؟! فمثلا تجد نصف الطبيب يستخدم نفس مصطلحات الطبيب كمصطلح (التداخل الدوائي) لكن في الحقيقة هو لا يعرف معناه أو في أحسن الأحوال قرأه في مقالة على أحد المواقع! ونصف الكاتب أو (المفكر) يستخدم نفس مصطلحات الفيلسوف أو الفقيه كمصطلح (مفهوم الخطاب) أو (العادة محكمة) لكنه في الحقيقة لا يعرف مواطن توظيفها و ربطها و الأستفادة منها! ولا تنسى أن شيوع الفساد و الأنحراف في الامة و حتى العالم هو بسبب الفرقة و الأختلاف بين الأمة الواحدة و بين الشعوب و الأمم , و كله كان و وقع بسبب هؤلاء "المُنَصِّـفيّن[الذين يأخذون بالنصف ويتركون النصف الآخر] كما يقول ذلك المختصون بهندسة العقل! فالخوارج مثلاً أخذوا آيات الوعيد و تركوا آيات المغفرة، و المرجئة أخذوا آيات المغفرة و تركوا آيات الوعيد، وهكذا الحال مع المعتزلة أخذو جانباً من التشريع و حذفوا أو تركوا الباقي, و جميع المذاهب و الطوائف و للأسف أخذوا جانباً من القرآن وأغفلوا جوانب أخرى! وهذا ما نبّهنا لها الله تعالى و أكدها سبحانه في آيات كثيرة و بآلأخص على هذا المعنى فقال : [الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا] (الفرقان: 59). فلا تسأل متعالما عن الله عز وجل, فإنه حتماً مضلك! و لا تسأل أنصاف المتعلمين أو السياسيين و لا أنصاف القراء! وهكذا في كل مجالات الحياة و فروعها! عليك بأهل الخبرة و العلوم الكاملة الملمين بجوانب و فلسفة الحياة و البناء و الإعمار و التغيير ، ودعك من هؤلاء المتعالمين المدعيين للدين و العلم و الفلسفة و للثقافة زوراً. الخطر الحقيقي وراء هذا النوع من المثقفين أنه تحوّل إلى ظاهرة خطيرة جداًً (ظاهرة أنصاف المثقفين) والتي أدّت بدورها إلى (تدمير المهنة) و (قلة احترام التخصص) و بآلتاي تدمير المجتمع الصغير و كذا المجتمع الكبير و كذا العالم كله و كما نشهد اليوم و على كل صعيد! كثيراً ما تجد من قرأ مقالاً في الفلسفة أو الهندسة أو الطب و ظن نفسه طبيباً ماهراً ! و من قرأ مقالاً في التربية أو الفقه و ظنّ نفسه مربّياً أو فقيهاً أصولياً! ومن قرأ مقالاً في السياسة ظن نفسه سياسياً محنكاً! و من إنضم إلى حزب صار قيادياً و منظراً .. و هكذا صار الجميع سياسيون و مهندسين و أطباء و فقهاء والجميع يعرف كل شيء عن كل شيئ! فلا تكاد تعرض مسألة أو حادثة إلا والجميع يدلي بدلوه! فلا أحد يحترم المهنة ولا أحد يحترم التخصص, هنا في الغرب و بغض النظر عن سريان بعض تلك القوانين التي أشرنا لها ؛ لكنك ترى في الطب أو الهندسة مثلاً عندما تسأل هؤلاء المختصين سؤآلاً لا يجيبك على الفور ؛ إنما يتمهل و يتمحص الأمر و يراجع الخلفيات و في النهاية مع كل هذا قد لا يجيبك أو يقول لك [سؤآل جيد] و هذا ما حدث معي مرات و مرات. تصور في بلادنا و رغم كل هذا عندما عرضت على البعض بوجوب فتح المنتديات الفكرية في كل مؤسسة و جامعة و مدينة و محلة ؛ لم يسمح ولم ينفذ ذلك إلا القليل القليل منهم كأخوتنا في شارع المتنبي و في بعض المدن و العواصم الأخرى و اشكرهم على ذلك رغم إجحافهم معنا و عدم تدارك التفاصيل حول الأهداف الكبرى لهذا الأمر ..!! لكن ما السبب في كل هذا .. وكيف العلاج؟! العلة الحقيقية وراء هذه الظاهرة يمكن حصرها في ثلاثة أسباب أساسية: [قلة أو ندرة الفلاسفة و العلماء و المفكرين] [المحسوبية الحزبية والولائية و العشائرية الطاغية في الحكومات]. [سهولة تناول العلم في جامعاتنا .. طبعا قشور العلم كما أشرنا لا جوهرها و غايتها و تطبيقاتها]. فقلة العلماء و ندرة الفلاسفة أدى إلى ظهور هذا النوع من المثقفين المتجزئين و المجترين على القول بغير علم, حيث ينقلون العبارات من هنا و هناك لبعض العلماء و الفلاسفة ولا يعرفون غاياتها بآلضبط و الكمال , و بآلتالي خراب العباد و البلاد! وقد أخبر النبي(ص) عن ذلك بآلقول : [إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَ لَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا] . من قرأ مقالاً في الطب ظن نفسه طبيباً ماهراً !، و من قرأ مقالاً في الفقه ظن نفسه فقيهاً أصولياً! ومن قرأ مقالاً في السياسة ظن نفسه سياسياً محنكاً, و هكذا من قرأ مقالا في الفلسفة ظن نفسه فيلسوفاً للأسف و قد لا يعرف حتى تعريفا صحيحا للفلسفة؟! والمحسوبية و المنسوبية هي من خيانة الأمانة، فصار الحاكم حاكماً بسلطانه لا باستحقاقه أو إنتمائه الحزبي, أو أصبح عضوا في برلمان بإنتخابات شكلية مدعومة بآلمال الحرام المسروق من الفقراء بأصوات ضعيفة و قليلة لا تأثير لها! وصار الفقيه فقيهاً بمجاملاته و نسبه و حسبه! فتسلط الجهال من أنصاف المثقفين على سدة الفتوى و القرار .. بينما أهل الكفاءة في الزوايا لا مكان لهم في ميزان المحسوبيات و الرشاوي و المليارات الحرام .. بل بعضهم أو أكثرهم(العلماء و الفلاسفة) يعاني الجوع و الغربة و العيش بسلام بسبب التهديدات من هذا الحاكم و ذاك الحزبي و أسياده في البلاد الكبرى!!؟ ولهذا قال النبي(ص) : [إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة]. وقوله(ص) : [إذا تقدم قوم شخص و فيهم من هو أفضل منه فأمرهم إلى سفال]. و هذا ما هو الواقع في بلادنا , و في العراق خصوصاً! وسهولة تناول المعرفة و العلم(يعني الشهادة ودرجة الأجتهاد) حتى صار ورقة العلم في متناول الجميع، فمع وجود المصادر المفتوحة والإنترنت؛ تستطيع أن تجمع عشرات المقالات في ثوان معدودة فتأخذ منها ما تحب و تترك ما تشاء بدون أسس علمية أو مناهج بحثية متخصصة و عدم ذكر حتى المصدر أو صاحب النظرية! و هنا أتذكر مقولة لأحد العلماء القدامى ؛ [لا تُعلموا السفلة العلم]. و السبب في ذلك أنهم يأخذون من بعض العلم فيوظفوه بعيداً عن مقصده(للمال عادة), و ربما لمصالح خاصة و حزبية و فئوية وووو . وهناك أضافة لما أسلفنا ظاهرة مقززة و مسببة للكثير من الفساد و الخراب أيضا ؛ و هي ظاهرة النقل و الأخذ من أفكار و تقريرات الآخرين؛ فترى هذا البعض و بلا حياء أو شعور أو وجدان ينقل من البعض نصوصهم من دون أن يشير للمصدر .. و هذا شائع أيضا بين السياسيين حيث يصرحون بها من دون الأشارة للمصدر مما يتسبب بآلفوضى و العشوائية و الخراب لأنه نفسه (المصرح) لا يعرف كيفية توظيف تلك المقولات أو تطبيقها على أرض الواقع , فيعتمد على مستشارين أو أنصاف مستشار .. الذي بدوره يسبب الخراب و الفساد و التزوير أيضا ..و هكذا و للأسف فإنّ حكومات الدول الإستعمارية و المتحكمة ببلادنا ترتاح لمثل تلك الحكومات النصف مثقفة و تدعمهم و تحاول إبقائهم في الحكم مدة أطول لتحقيق مصالحها, و بآلمقابل ترفض و تحارب العلماء و الفلاسفة الحقيقيين!؟ إن علاج هذه الظاهرة يكمن في إتباع نهج الله تعالى الذي أمرنا بتغيير أنفسنا قبل كل شيئ و إرجاع حقوق الناس كشرط أولي للتغيير! : - إصلاح أنفسنا أولاً و قبل كل شيئ بآلتنزه عن الكذب و الغيبة و كبح جماح النفس و تزهيده و ترويضه على الدوام بأن هناك من يراقبه من الغيب.وطرد الأنتهازيين و أنصاف المثقفين ثانياً. فعلاج النفس هو بتأهيل الذات عبر (التزام الحدود و احترام (التخصص و المتخصص) مع الاستزادة من الثقافة المستدامة. و قد قال الأمام علي(ع) : [علمٌ لا يصلحك و(الامة) ضلال]. و قال الامام الصادق(ع) : [رحم الله امرءا عرف قدر نفسه]، و غيرها من المقولات العديدة بهذا الشأن. و على الأنظمة السياسية و الأوساط العلمية قطع دابر هؤلاء المتعالمين و عدم تقديرهم أو وضع لهم شأناً! و على الجميع أن لا يلقوا لما يقولون بالاً، و لا تقفوا لهم على باب. و احرصوا على متابعة أهل الفكر و التخصص، و اتركوا عنكم المتعالمين أهل التلصص، و قديما قالوا : [من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب], و الخطر كل الخطر , يأتي من أنصاف المتعلمين, و هذا ما وقع و يقع في العراق اليوم .. و فوقها يأتي السياسي النصف المثقف و يعترف بلا حياء أمام الناس و في وسائل الأعلام قائلا ً : [لقد أخطئنا و أخطأ الجميع ممن معي و نعتذر للشعب و الأمة]. هذا السياسي الذي إعترف بخطئه لا يعرف أيضاً ؛ بأنّ إعترافه ذاك هو جرم كبير آخر بحق الله و رسوله و الأمة .. لأن خطأ المسؤول يكلف كثيراً و ليس كخطأ المواطن العادي .. لإن خطأ الإنسان العادي أو الموظف الصغير يمكن تداركه و علاجه و تصحيحه ربما بلا خسائر تذكر أو ربما خسائر سطحية جداً .. لكن خطأ و تصريح المسؤولو تبعاته يكلف كثيرا ً.. قد يكلف خزينة الدولة و حقوق الأنسان و حتى مصيرها و يصعب عادة أو لا يمكن جبرها بسهولة .. و هذا أمر خطير لا يعرفه أحزابنا و حكامنا و سياسينا خصوصا رؤوساء ألأحزاب المتحاصصة بشكل خاص و للأسف لمعرفتي الدقيقة بمستوياتهم, لهذا فإن الخراب يستمر و سيتعمق يوما بعد آخر مع تعنت هؤلاء المتجزئين من أنصاف المثقفين؛ ما لم نقف أمامهم و نقطع دابر فسادهم! و من هنا أيضاً أفكر أحياناً و أميل إلى جانب المرجعية التقليدية التي لا تؤمن ببناء دولة في عصر الغيبة الكبرى هذه .. لكن يعترض هذا التفكير إشكال كبير يتعلق عند عزوفنا عن تأسيس دولة عادلة أو شبه عادلة يتسبب في تسلط الظالمين علينا وعلى الأمة ..!؟ و إنا لله و إنا إليه راجعون, و لا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم. عزيز حميد مجيد

أخطر ظاهرة في الحُكم و السّياسة أنصاف المتعلمين _ الحلقة الثانية

أخطر ظاهرة في آلحكم و آلسّياسة أنصاف ألمتعلمين – الحلقة الثانيّة : في الحلقة الأولى من هذا البحث الهام و الخطير جدّاً جداً, بيّنا خطورة أنصاف المتعلمين و آلمُدّعين للدِّين و الثقافة و العلم وووو...إلخ. و بيّنا صفات المُـتعلّم العارف ألواجب تكريمه و أطاعته لكون : [المُتعلّم العارف يختلف عنِ(أنصاف المتعلمين) بقدرِ اختلافِ ألحيّ عن الميّتْ]. لقد إبتلى بلادنا اليوم و على طول التأريخ خصوصا الحكومات والبرلمانات والقضاء و مؤسساتهم فيها بجيوش من (أنصاف المتعلمين) المصابين بـ (آلأمية الفكرية) و حتى (الأمية الأبجدية) الذين يمثلون معظم إن لم أقل كل السياسيين و الحكام و المسؤوليين في العراق اليوم, خصوصاً رؤوساء الأحزاب و مرتزقتهم و حكوماتهم حتى في باقي بلاد العالم, بحيث باتت ظاهرة خطيرة ولّدت الشقاء و الفساد و الحروب والخراب وآلظلم و الفوارق الطبقية, وتوصلنا في ختام الحلقة السابقة أيضا إلى أن تصدي أنصاف المتعلمين للسياسة والوزارة والبرلمان و القيادة تعدّ ظاهرة أخطر من ألف داعش و داعش و كافر و منافق و حتى من أقوى اساطيل العالم العسكرية و أكثر خطورة على السلم الدولي والعالمي ومصير الشعوب!؟ في هذه الحلقة نبيّن لكم بإختصار بليغ, رأي أكبر عقل في العالم بعد الفيلسوف الحكيم سقراط و الرّسول الخاتم(ص) و الأمام عليّ(ع) و هو (آلبرت آينشتاين), حيث يقول و يُبيّن .. مصدر الخطر الحقيقيّ على الشعوب و البشرية و النظام العالمي إلى أنصاف المثقفين قائلاً : [إنّ نصف مثقف أو(عالم) أو حامل القليل من الثقافة خطير, و هكذا الذي يحمل الكثير من العلم]! [A LITTLE KNOWLEDGE IS DANGERROUS THING. SO IS A LOT], (ALBERT EINSTEIN). أما نظرنا بشأن هذا (الإستيتمنت) أو التقرير الآينشتايني الخطير .. فهو : نعم .. (نصف المُتعلم أو المثقف الذي قد يحمل شهادة إختصاص أو حتى فنّ مُعيّن أو شهادة فوق الأختصاص كشهادة (دكتورين) خطير فعلاً ولا شك, وقد أثبتنا هذه الحقيقة في الحلقة الأولى من البحث, لكن أنْ يكون (العالم الحكيم) أيضاً خطراً؛ فهذا فيه نظر, و نظرنا هو: يكون (العالم الكامل) خطيراً أيضاً حسب رأي الفيلسوف(آينشتاين) كما (النصف المثقف) في حال فقدانه للتقوى و الأيمان بآلغيب و الوجدان, لكن لو كان يُؤمن و له وجدان و إيمان بآلغيب ؛ فأنه هو المطلوب الذي يجب أن يحكم البلاد و العباد أينما كان و في أية دولة أو قارة, وهذا ما أشار له الأمام عليّ(ع) الذي وضع شرطين أساسيين للذي يُريد أن يحكم و يقود و يقرّر مصير الشعب و الأمّة و هما : ألأمانة ؛ و الكفاءة. و الكفاءة هي ما تكلمنا عنها في (فلسفتنا الكونية العزيزية) بكونه ملماً بكل الجوانب و الأختصاصات المرتبطة بإختصاصه و نظرته للوجود, و بآلتالي يقل نسبة الخطأ في قراراته إلى ما يقرب من الصفر! فإنتبهوا يا أخوتي, خصوصاً المختصّين والأساتذة والعلماء ومراجع الدّين جميعأً لئن يكونوا مِمّن يحمل العلم الكامل ويعلم بالعلاقة العلمية بين إختصاصه والأختصاصات الأخرىً من جهة و بآلواقع و الظروف المحيطة بآلمسألة المراد حلّها, خصوصاً في العلوم الأنسانية و الأجتماعيّة والنفسية والدينية و الصناعية و التكنولوجية والطبية. فعند تكامل آلمعرفة و العلاقة بين الأختصاصات في وجود القائد يكون عالماً قديراً حقّاً و يمكنه عنذئذٍ أن يكون رئيسا و سياسياً رائداً يقود البلاد و العباد إلى شواطئ الأمان والسعادة بعكس القادة و الرؤوساء الحاليين الذين قادوا و يقودون البلاد للهاوية و الدمار لأنهم لا يحملون تلك المواصفات الفكرية الجامعة ولا حتى جزء منها. وخير الكلام ما قلّ و دلّ, أما تفاصيل هذه القضية و طرق ألتّخلص من الأميّة الفكريّة ثمّ إستنباط القوانين تجدونها في (الفلسفة الكونيّة العزيزية). عزيز حميد مجيد. يُتبع

الخلاف الديني على الأنتساب لإبراهيم(ع) بين الأديان :

الخلاف الديني على ألأنتساب لإبراهيم (ع) بين الأديان:ـ تنازعت الطوائف الدينية في إبراهيم -عليه السلام- فكل طائفة ادّعت انتسابها إليه وسيرها على طريقته، وما ذلك إلا لمنزلة إبراهيم -عليه السلام- في التاريخ والدين والحياة فهو أمة، وجعله الله إماماً وجعل في ذريته النبوّة والكتاب. وأشهر الطوائف التي ادعت انتسابها إليه ثلاث: اليهود، والنصارى، والعرب المشركون، مع أن هذه الطوائف الثلاث بعيدة عن دين إبراهيم عليه السّلام. ويدّعي اليهود الانتساب لإبراهيم؛ لأنهم نسل ابنه إسحاق عليهما السّلام، ويدّعي النصارى الانتساب إليه؛ لأنهم يزعمون أنهم على دينه، ويدّعي العرب الانتساب إليه لأنهم أبناء إسماعيل ويحجّون البيت الذي بناه إبراهيم -عليه السلام- وقد تحدثت آيات القرآن عن هذا الموضوع، وسجّلت بعض مزاعم اليهود والنصارى والمشركين، ثم نقضتها وردّت عليها وبينت حقيقة دين إبراهيم والذين ينتسبون إليه حقا، ويسيرون على طريقه فعلاً [صلاح الخالدي، القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث، (1/451)]. كان إبراهيم -عليه السّلام- حنيفا مسلما، وأوصى بنيه بذلك وساروا على نصيحة والدهم وكذلك حفيده يعقوب -عليه السلام- وأولاده، فقد كانوا جميعا مسلمين، وليس كما ادّعى اليهود والنصارى فيما بعد، أنهم كانوا يهوداً أو نصارى، لقد كذب اليهود عندما قالوا للناس كونوا يهودا تهتدوا، وكذب النصارى عندما قالوا للناس كونوا نصارى تهتدوا. والخلاصة التي بينتها الآيات الكريمة في سورة البقرة {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين} [آل عمران: 67] أن الطوائف الدينية السابقة تتنازع في إبراهيم -عليه السلام- وتدّعي كل واحدة أن إبراهيم كان منها وعلى دينها وكلهم كاذبون في ذلك. فإبراهيم وأبناؤه (الأنبياء) لم يكونوا يهودا، ولم يكونوا نصارى، ولم يكونوا مشركين، وإنما كانوا مسلمين حنفاء، وكل منهم كان يوصي أولاده -وهو على فراش الموت- بالإسلام. وكذلك جاءت آيات كريمة في سورة آل عمران في جدال ومحاجة اليهود والنصارى، الذين زعموا أنهم على طريق إبراهيم عليه السلام ودينه وأبطلت الآيات هذا الزعم وبينت من هم أولى الناس بإبراهيم، قال تعالى: {يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون (65) ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (66) ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين (67) إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (68)} [آل عمران: 65-68]. إعلان AD وإن هذه الآيات تنكر على أهل الكتاب من اليهود والنصارى جدالهم بشأن إبراهيم عليه السلام وتبطل انتسابهم إليه وتكذبهم في زعم أن إبراهيم منهم، وقد بيَّنت الآيات الكريمة أن التوراة أنزلت على موسى -عليه السلام- وموسى جاء بعد إبراهيم بعشرات السنين إن لم تكن مئات السنين، فكيف يزعم اليهود أن إبراهيم كان يهوديا وإبراهيم قبلهم بمئات السنين [القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث (1/454)]. أفلا يعقل اليهود ويتخلون عن هذا الزعم الذي يكذبه التاريخ؟ وألا يعقل النصارى أيضا ويتخلون عن هذا الزعم: {يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون} [آل عمران: 65]. وصرّحت الآيات الكريمة بتكذيب اليهود والنصارى في مزاعمهم، ونفي كون إبراهيم من أي الطوائف الثلاث الكافرة، اليهود والنصارى والعرب المشركين وتقرر بصراحة أنه كان حنيفا مسلما، وأن دينه هو الإسلام: {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين} [آل عمران: 67]. وبعد أن تجرد الآيات الطوائف الثلاث -اليهود والنصارى والمشركين- من الانتساب إلى إبراهيم، وأنهم ليسوا معه ولا على طريقه ولا متبعين لدينه، وأنهم كافرون ضالّون، بعد هذا تبين من هم أتباعه الحقيقيون، المنتسبون إليه فعلاً، الذين على دينه الحنيف وتحصرهم بأنهم ثلاثة أصناف: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} [آل عمران: 68]. إنَّ أولى الناس بإبراهيم -عليه السلام- هم الذين اتبعوه، أي هم المؤمنون الصالحون الذين عاصروه، وعاشوا معه، واستجابوا لدعوته ودخلوا في دينه، سواء كانوا في المرحلة الأولى من دعوته في العراق أو في المرحلة الثانية من دعوته في فلسطين [القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث، (1/456)]. واللام في قوله: {للذين اتبعوه} هي اللام المزحلقة، التي انتقلت من اسم {إِن} إلى خبرها: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}، وأصل الجملة هكذا: لأولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه، فدخلت لام التوكيد على المبتدأ {أولى} لكن لما دخلت {إن} على الجملة، دخلت على المبتدأ {أولى} و{إن} تدل على التوكيد، واجتماع حرفين للتوكيد في محل واحد غير ممكن، فلا بُدَّ أن ينتقل الحرف الأضعف إلى مكان آخر، ليحلّ محلّه الحرف الأقوى، وبهذا تنتقل اللام -أو تُزحلق- من المبتدأ إلى الخبر، وبهذا تسمّى اللام "اللام المزحلقة" وقوله {للذين اتبعوه} تركيز على موضوع الاتباع الصحيح الصادق للنبي، لا يكفي مجرد الانتساب الجنسي الوراثي، بل لا بد من حسن الاتباع. والصنف الثاني الأولى بإبراهيم هو {وهذا النبي} والمراد به رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- والصنف الثالث الأولى بإبراهيم هم: {والذين آمنوا} والمراد به المؤمنون الصالحون أتباع محمد -صلّى الله عليه وسلّم- إنهم هذه الأمة الإسلامية، أمة الشهادة والرسالة والخلافة والدعوة حتى قيام الساعة، وهم أولى الناس بإبراهيم لأنهم على دينه، فهم مسلمون حنفاء، وإبراهيم حنيف مسلم، وهم متبعون لخاتم النبيين محمد -صلى الله عليه وسلّم- والرسول الذي بشّر به إبراهيم عليه السّلام [القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث، (1/458)].