صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Wednesday, October 15, 2025
موضوع مكرر بعض مضامينه ؛ لكنه هام جداً: دور الحرية في نهضة المجتمع!
موضوع مكرّر بعض مضامينه؛ لكنه .. لكنه هام جداً :
دور ألحرية في نهضة المجتمع:
مقدمة :
إن تمكن الإنسان من السؤآل والنقد الهادف و الحوار البنّاء بحرية و أمان داخل منتدى فكري أو جامعة علمية أو حتى مجلس عادي أو مقهى ثقافي إلى جانب وجود حكومة منصفة و منهج علمي أمثل كداعم في نظام عادل تحكمه المساواة في الحقوق ألطبيعية والرواتب؛ سيكون ذلك الكفيل في نهضة الأمة و تطورها و سعادتها, لأنّ أإدارة الموارد و توزيع الثروات بشكل صحيح و توازن الحقوق و الحريات هو المعيار الأوّل لنزاهة النظام أو ظلمه في حال وجود الفوارق الطبقية و الحقوقية, و ما دامت الأسئلة حيّة و تتجدّد بحرية، يبقى العقل يقظاً و فاعلاً لا منفعلاً، والمجتمع قادراً على تطوير نفسه لكن حين يُغلق باب السؤال والفكر و تكبح الحريات و تسرق الحقوق و تختال الصفقات؛ يصبح كلّ شيء مكروراً و عفناً كآلماء الراكد في بركة يتعفن بعد فترة من ركوده، ليصبح مصدراً للجراثيم و الأمراض و بلا روح ولا طعم و لا فائدة، كما لو أننا نعيش حياة مؤجلة, وفي عالمنا العربي، يكاد السؤال يغيب و النقد خط أحمر، أو يظل معلقاً بين الخوف والجرأة, أو بين الوجود و اللاوجود.
دور ألسؤآل في تطوّر الفكر: – صوت الجالية العراقية
iraaqi.com/news/%d8%af%d9%88%d8%b1-%d8%a3%d9%84%d8%b3%d8%a4%d8…
في الآونة الاخيرة و بعد شلل الأوضاع و خراب البلاد و العباد, و صدور قرارات مجحفة من القضاء و البرلمان الفاسد و الحكومة السوداوية البعثية الأطارية الجاهلية المعيدية؛ منعوا الرأي الآخر و شدّدوا العقوبات على كل من يسيئ للدولة أو للمسؤوليين و المؤسسات؛ لتكون الحكومة قد قرأت على نفسها السلام, و ما هي إلا أيام و يتم تغييرها كما هو المتوقع وكل المؤسسات الفاسدة والمسؤوليين السارقين لحقوق الله و الشعب!
لأن منع السؤآل -الذي هو مفتاح التغيير – و تفعيل العقل و تثوير المعلومات و إغنائها؛ يسبب تخلف المجتمع ليعيش ذليلاً و يبقى كما كان في عهد البعث الرجيم و أسوء, إضافة إلى نزيف الأدمغة الذي يكون من باب تحصيل حاصل!
إنّ تمكن الإنسان من السؤآل والنقد و الحوار البنّاء و بلا قيود داخل الجامعات و آلمنتديات الفكريّة أو حتى مجلس خاص أو مقهى عام إضافة إلى وجود حكومة منصفة و لو نسبياً و منهج أمثل في نظام عادل تحكمه المساواة في الحقوق ألطبيعية والرواتب؛ هو الضامن و الكفيل في نهضة الأمة و تطورها وسعادتها, لأنّ وجود الحرية و توزيع الثروات هو المعيار و الشرط الأول لنزاهة النظام أو ظلمه في حال عدمه, و ما دامت الأسئلة حيّة و تتجدّد بحرية، يبقى العقل يقظاً، والمجتمع قادراً على تطوير نفسه لكن حين يُغلق باب السؤال والفكر والحريات و تسرق الحقوق؛ يصبح كلّ شيء مكروراً و عفناً كآلماء الراكد في بركة يتعفن بعد فترة من ركوده، ليصبح مصدراً للجراثيم و الأمراض و بلا روح ولا طعم و لا فائدة، كما لو أننا نعيش حياة مؤجلة, وفي عالمنا العربي، يكاد السؤال يغيب و النقد خط أحمر، أو يظل معلقاً بين الخوف والجرأة.
لقد تحولت الثقافة إلى دائرة مغلقة و ممنوعة ليستمر الفساد، تدور حول ذاتها ولا قيمة لها بسبب تعميق الجهل، تكرار ما قيل، و إعادة إنتاج ما أستُهلك من النصوص التي كان يمكن أن تكون فضاءً للتأويل والانفتاح و الوعي؛ أُغلقت في وجه المخيلة، و صارت الحقيقة محصورة في قراءة واحدة، جامدة، لا تحتمل النقاش. وكأننا صدّقنا أن الفكر جريمة، وأن الخيال خطيئة, هكذا يموت المعنى، و يذبل العقل، و ينكمش الحاضر و العقل و المحبة حتى بين الزوجين و بداخل العوائل ليصبح نسخة باهتة من ماضٍ بعيد.
غير أن التاريخ يذكّرنا بأنّ الجرأة ممكنة, فسقراط أُعدم من أجل حقه في أن يسأل، و المتنبي عاش بطموحٍ يساوي الملوك، وابن عربي فتح قلبه لكل المعاني حين قال: [قلبي قابل لكل صورة، فهو مرعى لغزلان، ودير لرهبان، وكعبة للطائفين], أما الحسين بن منصور فقد تجاوز كل مدارات و مدارس الأدباء و العلماء حين تشحّط بدمائه و توظأ بها مبتسماً لم ترهبه و لم تؤلمه كل الضربات و السيوف إلا وردة أبكته رماها أحد طلابه حين كان يصارع الطغاة من على حبل المشنقة!
كلماتهم كانت أشبه بنوافذ في جدار مانع و كثيف، نوافذ تقول لنا إن الإنسان أوسع من كل قيد، وإن المعنى لا يُختصر في صيغة واحدة أو عقيدة منخورة.
لكن هذه الأصوات بقيت يتيمة و غريبة، نجوم تتلألأ في ليل طويل دامس. لم نملك الشجاعة لنحوّل جرأتهم إلى تقليد حي، ولا الأسس التي تجعل السؤال مؤسسةً لا استثناء, لذلك تبدو مفارقتنا اليوم مؤلمة: نحن ورثة تراث حافل بالتمرد و الظلم، لكننا نعيش واقعاً خانعاً خائناً لا يملك سوى اجترار الماضي والخوف من المستقبل فآلنفوس هي الحاكمة ولم تتمكن جحافل الأنبياء الـ 124 ألف و بقدرهم من الأولياء و الأوصياء مع ملايين الشهداء من تغييرها, و لعلّ هنا يكمن سرّ الوجود و سبب الخلق!؟
أجسادنا ممزقة، و مؤسساتنا هشّة و مغرضة لمصالح الأحزاب و الحاكمين، و فضاءاتنا الثقافية ضيقة إلى حدّ الخنق, بل و تعتبر خطيرة في بلادنا, لأنها قد تؤثر في سير فسادهم و نهبهم لحقوق الناس, لهذا يخافون الفكر و يتهربون من السؤآل!
الكتاب و المنشور و المقال و حتى الحكمة ما زالت تواجه الرقابة والحدود و المنع، والفكرة تُوزن بميزان الولاء لهذا الحزب أو الشخص المسؤول أو التيار, لا بميزان قيمتها بموازيين الفكر و العقل الكوني الغائب و إلا هل من المعقول أن يأتيني سؤآل حول فلسفتي الكونية مفاده : [هل الفلسفة الكونية العزيزية دين أم ماذا]؟
نعم لهذا الحدّ تعمق الجهل فينا, بحيث لا يعرف كوادرنا المثقفة (الفرق بين الفلسفة و الدِّين) و دور كل منهما في تقدم المجتمع!؟
في مثل هذا الواقع يصبح الصمت قانوناً مفروضاً، وتغدو الجرأة مغامرة شخصيّة معزولة, وكما قالت (هانا أرندت):
[الخطر الأكبر ليس الشّر، بل تفاهة الشّر].
و نحن نعيش في تفاهة يوميّة تستبطن العجز و تُكرّس الإمتثال للسلطة؛ للرقابة؛ لصوت الجماعة الذي يخنق صوت الفرد.
لهذا أكرر سؤآل سقراط و همّ عليّ بن أبي طالب ؛ [هل من سبيل لتوعية الناس لتعريفهم بآلحقيقة التي تلوثت و أستغلت]!؟
فالنهضة لا تولد من ترديد الشعارات؛ و كثرة المكاتب؛ و التصريحات, بل من شجاعة المواجهة و النقاش الهادف الحُر؛ من إستعدادنا لأن نُفكر معاً؛ و نختلف معاً؛ و نعمل معاً و مقياس التقييم هو الفكر و الإنتاج، دون تهديد أو خوف من السقوط!؟
ربما نبدو الآن عالقين في صمت طويل، لكن يكفي أن يتحول القلق الفردي إلى وعي جماعي حتى يبدأ التغيير مع المحبة, و ما يستحق الحياة حقاً، كما قال الحكيم المعاصر؛ أن نكون أحراراً؛ أن نختار؛ أن نحب؛ أن نحلم؛ أن نجرؤ و نبدع السؤال, فحين يستعيد العقل نشاطه، تستعيد الأمّة قدرتها على أنتاج الفكر و بآلتالي قدرتها على صناعة أدواتها و بناء المستقبل و الأستقلال لني السعادة.
لكن مع هذا الوضع السوداوي الدكتاتوري ومنع الحريات والسؤآل والنقد وتعميق الفوارق الحقوقيّة و الطبقيّة و الأجتماعية والعشائرية؛ لا يمكن أن يتحقق أيّ تقدم أو بناء, بل سيؤدي إلى تضعيف الدولة و الأمة معا و بآلتالي سهولة إخضاعنا .. بل و جعل الحكومة الدكتاتورية كحكومة العراق الظالمة الناهبة تتوسل بآلقوى الكبرى لقبولهم كعملاء ليبقوا في السلطة لا لاجل العدالة؛ بل لبناء ألأمبراطوريات ألمالية الشخصية و الحزبية و تعميق الطبقية لتدمير الشعب و الأمة و كما يجري في بلادنا, و كأن فلسفة السلطة هي لجمع المال والقصور و الظهور بينما الحقيقة هي العكس أي تساوي الحقوق الطبيعية وإلا مهما إدّعت الحكومة ورفعت من شعارات جهاديّة براقة, كما فعل البعث بآلأمس و حزب الأطار والمتحاصصين اليوم؛ فأنها ظالمة و تسبب إشاعة الفساد و المالي و الأخلاقي و الصناعي و الزراعي!
عزيز حميد مجيد
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment