Saturday, October 11, 2025

لن نحيد عمّا وجدنا عليه آبائنا !؟

لن نحيد عمّا وجدنا عليه آبائنا !! و ليكن مصير العراق ما يكن؛ ما دامت رواتبنا جارية و ملياراتنا محمية و ضامنة لعشرة من أجيالنا!! جلست أفكركعادتي و أنا عليل في غربتي الممتدة منذ أكثر من نصف قرن بسبب فساد العراقيين و لا يزال, لأنهم لا يرتضون إلا الأحزاب العلمانية الفاسدة و أخطرها تلك التي تتحرك بإسم الإسلام و الصدر و هم لا يعرفون حقيقة الصدر و حتى كتاب واحد من كتبه و مواقفه!؛ جلست أفكر بمصير العراق الأسود؛ الأظلم؛ ألمجهول تحت تخبطات العصابات و الأحزاب الفاسدة التي لا يهمها سوى جيوبها و بنوكها و إمبراطوريتها المالية وقصورها و تقاعدها الذي يحلم به نواب الدول العملاقة و محاصصة أموال الفقراء كما فعل صدام اللعين و تبعه ألزّمر و الأحزاب الحاكمة بظل الأجانب, فهم أجبن من أن يقفوا أمام طاغوت أو ظالم فاسد أو مواطن مغدور حقه, بل كل جهة تريد النار لقرصها و كأنها يوم القيامة!؟ لقد أُنهك العراق للحدّ الذي جعلوا جميع العالم حتى السيريلانكيين و الهنود و الباكستانيين و الأفارقة يطعمون في نهبه, لذا تراهم يحومون حولنا كي يضربوا ضربتهم الأخيرة لنهش جسد آلعراق الذي يعيش في أدنى مستوياته المادية و الفنية و الأقتصادية و الفكرية و الثقافية و العلمية و الحصارية بسبب الجهل و السطحية التي تركتها الأحزاب الحاكمة .. معتقدين أن السلاح الذي بإيدهم وحده كفيل بردع المغرضين الطامعين و طائرات 35إف و القنابل الثقيلة التي واحدة منها تعادل قنبلتين ذرّيتين بإمكانها هدم مدينة كاملة !!؟ و إن العلم و الفكر بآلمقابل؛ مجرد ترفه فكري لا أهميّة له, بل و يعتقدون أنه يجب القضاء عليه, و عدم نشر أي موضوعات علمية و فلسفية و ثقافية و فنية لأنها تُبان و كأنها دين آخر يزاحم ديننا الذي تعودنا عليه منذ القرون الأولى, و التي تعودنا أن نتكأ عليه عشرة أيام في السنة, إضافة للركون إليه 30 يوماً في شهر رمضان .. هذا إذا أقمنا الصوم و الصلاة و كفى .. و هذا هو الدين الذي لا نريد أن نتطور فيه يلقيها علينا معممين و شيوخ لا يتقنون سوى : [يا ليتنا كنا معك يا أبا عبد ا لله لنفوز فوزاً عظيماً], و هذا هو كل ما يعرفونه عن الأمام الحسين(ع)!!!! مصير الفكر في العالم: إخترنا (الفكر) دون المسمّيات الاخرى؛ لأهميته .. كونه يُمثّل حقيقة الانسان وجوهره، وما باقي وجوده سوى مجموعة من العظام والشعر واللحم والدم والجلد والعروق، لذا سلامة الفكر يتقدّم على الجميع .. فما هو الفكر وكيف نبنيه و نُنمّيه لنرتقي المجد والخلود في هذا الوجود؟ المقدمة: اسأله تعالى انْ يُوفقكم خصوصا الذين عبروا المرحلة الثالثة من مراتب الوجود السبعة لنيل ثمرة الاسفار الكونية لتحقيق اهدافكم التي هي اهداف كلّ عارف حكيم مُريد و التي إختصرناها لكم سابقاً في ثلاث محاور هي : _ معرفة ألعلم والتعمق فيه _ معرفة الجّمال والتّبحر فيه. _ معرفة ألخير والعمل فيه. و تلك المبادئ الكونيّة تتوائم مع آلفكر ألكونيّ الذي وحده يحقق فلسفة الوجود! فما المقصود من عنوان هذا البيان : غياب ألفكر في شارع ألمتنبّي؟ (شارع المتنبي) يُعتبر عقل العراق و مقياس لمدى تطور الفكر و العلم و الثقافة المجتمعية في بلادنا .. من خلال الكتب و النتاجات المعروضة في اكثر من ١٠٠ محل ومكتبة في ذلك الشارع ... إنتهزته كفرصة لوجودى في بغداد للبحث في شارع المتنبّي _ و هو مكانيّ المفضل في العراق/بغداد _ عن كتابين هامّين للغاية تعدلان في آلمعايير الفلسفية الكونيّة العزيزيّة كلّ المُؤلّفات الأخرى و الدّراسات الجامعيّة ألمنشورة للآن في آلمجال العلميّ و الفكريّ _ ألكونيّ و هما؛ (في ضيافة افلاطون) و (فصوص الحكمة للفارابي) ، يضاف لهما كتاب ثالث هو؛ (مراتب الوجود للقونوي)، لكن للأسف وفي النهاية ليس فقط لم أجدهُما _ كما لم اجدهما في كربلاء و النجف اكبر المراكز الداعية للمعرفة ؛ بل فوق تلك المحنة هي انّ جميع بائعي و اصحاب المكتبات و المعارض تنكّروا ايضاً من وجودها اصلا و لم يسمعوا بهما .. رغم إنّ معظمهم بالمناسبة كانوا من أساتذة الجامعات ألمتقاعدين! هذا و قد سبق لي البحث عنهما في مكتبات العتبات المقدسة بلا نتيجة ايضا .. لأنتشار الجّهل فيها بدل الفكر و العلوم الحقيقيّة!!؟ فماذا يعني هذا التخلف الفكري و الثقافيّ المُمتد لأكثر من ٤ آلاف عام، أيّ من زمن تأليفها تقريباً ويدّعون انهم اصحاب حضارة !!؟؟ و إلى ماذا يُؤشّر اساساً هذا الوضع الكارثي المُخيف و الخطير الذي يتجاهله حتي اساتذة الجامعات و مراجع الدِّين!؟ بل ماذا يعني فقدان مكتبات بلاد الرافدين لأهمّ و أعظم الكتب التي على مبادئها تأسست الحضارات و تَقَدَّمَ الانسان الغربيّ و بنى الناس أفكارهم و ثقافتهم و مدنيّتهم عليها .. بل بدونها تفقد الأمم كما فقد العراق وبلادنا و الأمّة - بل الأمم أسس الاخلاق و الفكر الأنسانيّ و نهج العلم وعمل الخير و معرفة الجّمال؟ و بالتالي يعني ذلك بالمقابل ؛ إنتشار الأرهاب و الظلم و الطبقيّة و تسلّط الاحزاب و المتحاصصين لقوت الشعب .. وكأنّ الفساد وسرقة الفقراء مسألة طبيعيّة و دستورية وعند بعضهم جهاد في سبيل الله!؟.. نعود و نؤكّد و للمرّة الالف بأنّ سبيل الخلاص هو تعميم الفكر الكونيّ و التفسير الموضوعي بدل التجزيئي و المناهج السياسية و الحزبية والتحاصصية و الاستكبارية الجاهليّة - الوضعية التي عطّلت الحياة و عمّقت الجّهل و محت الاخلاق والقيم و عمل الخير و قَوَّت الفساد و عمّقَت الطبقيّة التي ضحّى لمحوها كلّ الانبياء والائمة و الفلاسفة و الشهداء. وأخيرا المحنة لا تتوقف عند هذا الحد بل هناك طبقات أخرى تنتظر في ا لمسير .. و العالم كله يتّجه نحو الظلم والفساد بسبب الحكومات والمناهج التعليمية الاحادية الجانب التي نتجت التكبر والغرور و لقمة الحرام بعد ما اهملت دور الروح والقيم والأخلاق في تقويم الحياة .. ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم. حكمة كونية : ( الأمّة التي لا تنتج أفكارها لا تنتج أدواتها ). لهذا بات العراقيون بسياسة الأحزاب المتحاصصة شعب طفيلي مستهلك بلا إنتاج للأسف! العارف الحكيم : عزيز حميد مجيد الخزرجي

دور السؤآل في تطوّر الفكر :

دور ألسؤآل في تطوّر الفكر: في الآونة الاخيرة و بعد قرارات مجحفة من القضاء و البرلمان الفاسد و الحكومة السوداوية السودانيّة الجاهلية المعيدية؛ منعوا الرأي الآخر و شدّدوا العقوبات على كل من يسيئ للدولة أو المسؤوليين و المؤسسات؛ لتكون الحكومة قد قرأت على نفسها السلام, وما هي إلا أيام ويتم تغييرها كما هو المتوقع وكل المؤسسات الفاسدة والمسؤوليين السارقين لحقوق الشعب! لأن منع السؤآل الذي هو مفتاح التغيير وتفعيل العقل و تثوير المعلومات و إغنائها؛ يتسبب بتخلف المجتمع ليعيش و يبقى كما كان في عهد البعث الرجيم و أسوء! إن تمكن الإنسان من السؤآل والنقد و الحوار البنّاء داخل منتدى فكري أو حتى مجلس عادي إضافة إلى وجود حكومة و منهج أمثل في نظام عادل تحكمه المساواة في الحقوق ألطبيعية والرواتب؛ هو الكفيل في نهضة الأمة و تطورها و سعادتها, لأن توزيع الثروات هو المعيار الأول لنزاهة النظام أو ظلمه, و ما دامت الأسئلة حيّة و تتجدّد بحرية، يبقى العقل يقظاً، والمجتمع قادراً على تطوير نفسه لكن حين يُغلق باب السؤال والفكر والحريات و تسرق الحقوق؛ يصبح كلّ شيء مكروراً و عفناً كآلماء الراكد في بركة يتعفن بعد فترة من ركوده، ليصبح مصدراً للجراثيم و الأمراض و بلا روح ولا طعم و لا فائدة، كما لو أننا نعيش حياة مؤجلة, وفي عالمنا العربي، يكاد السؤال يغيب و النقد خط أحمر، أو يظل معلقاً بين الخوف والجرأة. لقد تحولت الثقافة إلى دائرة مغلقة و ممنوعة، تدور حول ذاتها، تكرّر ما قيل، وتعيد إنتاج ما استُهلك, النصوص التي كان يمكن أن تكون فضاءً للتأويل والانفتاح و الوعي؛ أُغلقت في وجه المخيلة، وصارت الحقيقة محصورة في قراءة واحدة، جامدة، لا تحتمل النقاش. وكأننا صدّقنا أن الفكر جريمة، وأن الخيال خطيئة, هكذا يموت المعنى، و يذبل العقل، وينكمش الحاضر و العقل و المحبة حتى بين الزوجين و بداخل العوائل ليصبح نسخة باهتة من ماضٍ بعيد. غير أن التاريخ يذكّرنا بأن الجرأة ممكنة, فسقراط مات من أجل حقه في أن يسأل، والمتنبي عاش بطموحٍ يساوي الملوك، وابن عربي فتح قلبه لكل المعاني حين قال: [قلبي قابل لكل صورة، فهو مرعى لغزلان، ودير لرهبان، وكعبة للطائفين]. كلماتهم كانت أشبه بنوافذ في جدار مانع و كثيف، نوافذ تقول لنا إن الإنسان أوسع من كل قيد، وإن المعنى لا يُختصر في صيغة واحدة. لكن هذه الأصوات بقيت يتيمة و غريبة، نجوم تتلألأ في ليل طويل دامس. لم نملك الشجاعة لنحوّل جرأتهم إلى تقليد حي، ولا الأسس التي تجعل السؤال مؤسسةً لا استثناء. لذلك تبدو مفارقتنا اليوم مؤلمة: نحن ورثة تراث حافل بالتمرد، لكننا نعيش واقعاً خانعاً، لا يملك سوى اجترار الماضي والخوف من المستقبل. أجسادنا ممزقة، ومؤسساتنا هشّة و مغرضة لمصالح الأحزاب و الحاكمين، وفضاءاتنا الثقافية ضيقة إلى حدّ الخنق, بل و تعتبر خطيرة في بلادنا , لأنها قد تؤثر في سير فسادهم و نهبهم لحقوق الناس! الكتاب و المنشور و المقال و حتى الحكمة ما زالت تواجه الرقابة والحدود و المنع، والفكرة تُوزن بميزان الولاء لهذا الحزب أو الشخص المسؤول, لا بميزان قيمتها بموازيين الفكر و العقل الكوني الغائب و إلا هل من المعقول أن يأتيني سؤآل حول فلسفتي الكونية مفاده : [هل الفلسفة الكونية العزيزية دين أم ماذا]؟ نعم لهذا الحدّ تعمق الجهل فينا, بحيث لا يعرف كوادرنا المثقفة الفرق بين الفلسفة و الدين و دور كل منهما في تقدم المجتمع!؟ في مثل هذا الواقع يصبح الصمت قانوناً مفروضاً، وتغدو الجرأة مغامرة شخصية معزولة, وكما قالت (هانا أرندت): [الخطر الأكبر ليس الشر، بل تفاهة الشر]. ونحن نعيش في تفاهة يوميّة تستبطن العجز و تُكرّس الإمتثال للسلطة؛ للرقابة؛ و لصوت الجماعة الذي يخنق صوت الفرد. لهذا أكرر سؤآل سقراط و همّ عليّ بن أبي طالب ؛ [هل من سبيل لتوعية الناس لتعريفهم بآلحقيقة التي تلوثت]! فالنهضة لا تولد من ترديد الشعارات؛ و كثرة المكاتب؛ و التصريحات, بل من شجاعة المواجهة و النقاش الهادف الحر؛ من إستعدادنا لأن نُفكر معاً؛ و نختلف معاً؛ و نعمل معاً و مقياس التقييم هو الفكر و الإنتاج، دون تهديد أو خوف من السقوط!؟ ربما نبدو الآن عالقين في صمت طويل، لكن يكفي أن يتحول القلق الفردي إلى وعي جماعي حتى يبدأ التغيير مع المحبة, و ما يستحق الحياة حقاً، كما قال حكيم؛ هو أن نكون أحراراً؛ أن نختار؛ أن نحب؛ أن نحلم؛ أن نجرؤ على السؤال, فحين يستعيد العقل نشاطه، تستعيد الأمّة قدرتها على أنتاج الفكر و بآلتالي قدرتها على صناعة أدواتها و بناء المستقبل و حتى الأستقلال. لكن مع هذا الوضع السوداوي الدكتاتوري ومنع الحريات والسؤآل والنقد وتعميق الفوارق الحقوقيّة و الطبقيّة و الأجتماعية والعشائرية؛ لا يمكن أن يتحقق أيّ تقدم أو بناء, بل سيؤدي إلى تضعيف الدولة و الأمة معا و بآلتالي سهولة إخضاعنا .. بل و جعل الحكومة الدكتاتورية كحكومة العراق الظالمة الناهبة تتوسل بآلقوى الكبرى لقبولهم كعملاء ليبقوا في السلطة لا لاجل العدالة؛ بل لبناء ألأمبراطوريات ألمالية الشخصية و الحزبية و تعميق الطبقية لتدمير الشعب و الأمة و كما يجري في بلادنا, و كأن فلسفة السلطة هي لجمع المال والقصور و الظهور بينما الحقيقة هي العكس أي تساوي الحقوق الطبيعية وإلا مهما إدّعت الحكومة ورفعت من شعارات جهادية براقة كما فعل البعث بآلأمس و حزب الدعوة والمتحاصصين اليوم؛ فأنها ظالمة! مع فارق واحد هو: [البعثية ومن تحالف معهم سيعاقبون ضمن قائمة الكفار الظالمين, أما مَنْ حشر نفسه بإسم حزب الدعوة كما هو حال أعضاء الحزب الحالي اليوم بمن فيهم المالكي و من تحالف معهم فيعاقبون ضمن قائمة المنافقين, لأنّ الموالي الحقيقي يسير على نهج عليّ(ع) عملياً الذي كان يترأس عشرات الأمصار و الدول لكن راتبه و حقوقه الطبيعية لم تتعدى راتب وزير أو فلاح أو حارس أو حتى فقير مسلم أو يهودي أو مسيحي في أوساط الأمة, و أتمنى أن يكون دعاة الحزب اليوم على خطى (المرحلية) المقتبسة من الأخوانية ؛ لا على خطى (الولاية) فتكون عقوبتهم أشد و أقسى يوم الحساب في الدارين! عزيز حميد مجيد