صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Monday, October 27, 2025
دمارنا من المتأسلمين السّختجية لا الكفار !؟
دمارنا من (المتأسلمين) السّختجية لا الكفار:
الوصية الثانية قبل التوجه للأنتخابات؛
رغم يقيني بأن أكثر من 99% من الشعب العراقي لم يدرك أبجدية (الوصيلة الأولى قبل الأنتخابات) للأسف(1), لكني أقدم الوصية الثانية مضطراً لأن الزمن أدركنا و لم يبق من العمر الكثير:
ألرئيس الفرنسي السابق (نيكولا ساركوزي) أودع السجن بتهمة التمويل الخارجي الذي حصل عليه لحملته الانتخابية. الخبر لم يكن صادماً للفرنسيين ولا للمجتمعات الحُرة المتحضرة لأن المجتمعات الدّيمقراطية تؤمن و تثق بمؤسساتها القضائية العادلة لكن الصدمة للمجتمعات التي لا تفهم الدّيمقراطية ولا تعرف معنى القضاء العادل فتتساءل بتعجب : (كيف يُسجن رئيس الجمهورية !؟).
في مجتمعاتنا عندما يخطأ المسؤول الأوّل في الدّولة؛ نفس الخطأ الذي وقع فيه (الرئيس ماكرون) فأنه سيحصل على "حسنة" واحدة بدل "الحسنتين" لأن القضاء عندنا متمسّك بجذوره الفقهية الدّينية التي تمنح الحسنات للحاكم عندما يصيب في عمله و عندما يخطأ! لهذا السبب نحن نرفض التعاليم الخاصة بالدّيمقراطية و نعتبرها مخالفة للشريعة ، وكلمة (نحن) لا تعنى الشعب؛ لأن الشعب لا قيمة لرأيه و حتى وجوده, و إنما نحن بمعنى شيوخ العشائر والوجهاء و رجال الدِّين و أصحاب النفوذ الذين تقف وراءهم دول إقليمية و عظمى, فهؤلاء هم من ينطقون نيابة عن الشعب. فتوى واحدة تسكت الشعب و تسلب حقّه في إبداء رأيه أو حركة استعراضية واحدة لمجموعات مسلحة مبرمجة حسب الطلب في الشوارع تكفي لأسكات الشعب وقطع لسانه, والشعب سيستجيب للفتوى أو لرأي الشيخ أو للسلاح لأنّ الشعب على يقين بأن رأيه يتوقف عند هذه الموانع . أما الديمقراطية التي يتبجح بها أصحاب الشأن فهي الفسحة الزمنية قبل الانتخابات ليتعرف فيها الناخب على مرشحيه و يتعرف على صورهم في كل مكان ثم النزول إلى الشوارع زرافات زرّافات لإعلان البيعة لا أكثر .
بهذه المناسبة لو سألنا مواطنينا و حتى مسؤولينا في الدولة ؛ (ما هي الدّيمقراطية التي نحن عليها)؟
سيكون الجواب (انتخابات حرة و خروج الناس للشوارع بحرية لممارسة طقوسهم), يعني إدلاء صوته فقط و الباقي كآلاموال و الرواتب و الحصص لا علاقة للمواطن بها, فهي لنا نحن الحاكمين وحدنا!!
أما خروج الناس على طريقة (ثوار تشرين) لأجل لقمة خبز أو وطن مسلوب أو عدالة؛ فهو تمرّد و خيانة و استجابة لمؤامرات السفارات !
وأما ملاحقة المسؤولين عن الفساد قضائياً فستنعكس بملاحقة مَنْ يُحرّض على ملاحقتهم, فالقضاء طوع أيديهم, أو حتى تعذيب مواطن-ه أمام أنظار العالم فليست جريمة المهم بقاء المسؤول المفسد القاتل, و القضاء له الحق أن يعفوا عن الجلادين مهما كانت الجريمة بشعة لبقاء العملية السياسية للنهب و بناء الأمبراطوريات المالية و تعميق الطبقية و الفوارق الحقوقية!
من المؤسف جداً أن نعيش مغفلين إلى هذا الحد من الغباء و نتقبل الخطأ دون أن ندرك مضاره لِتَمُرّ علينا الأيام و السنين و نحن في معزل عن معنى الحياة الحرة الكريمة و فلسفة الحُبّ و الحرّية و الأمن, لتولد الأجيال و هي تعيد نفس هموم الآباء!
هل يعلم الناس بأن المسؤولين في الدول الدِّيمقراطية يخشون الشعب و يهابونه و يعملون جهد إمكانهم لإرضائه و يخشون الصحافة و الإعلام لأنها تكشف ما لا يتم كشفه من خفايا المسؤولين و يخشون القضاء لأن المؤسسة القضائية سيف قاطع بتار لا يرحم الفقراء فقط، فيما عندنا المسؤول هو من يخشاه الناس ويرتعبون منه والإعلام يتزلف إليه والقضاء مسامح كريم ، هذه ديمقراطية .. و تلك ديمقراطية !؟
المسؤول عندنا ليس قوياً لكي يخلق لنفسه كل هذه الهالة من الرهبة؛ بل هناك المؤسسة الدينية الحاضنة و الأطارات التي يتكأ عليها, وهناك المؤسسة العشائرية التي ترسخ أقدامه, وهناك الخوف والجهل الموروث عند الناس تزيد من سطوته! و هذا هو الفارق بين المياه الراكدة الآسنة و المياه الجارية العذبة، نعم تلك مجتمعات كالمياه الجارية العذبة تستذوق طعمها و ترّوى ضمأ العطشان لأن حضور الناس بمجمل فعاليات الحياة عن وعي تعطي هذه النكهة للحياة ، أما عزوف الناس و تحييدهم عن جهل لمجمل فعاليات الحياة تجعل طبيعة مجتمعاتنا كالمياه الراكدة الآسنة الخطيرة بجراثيمها.
من العيب أن نسأل لماذا الفوارق الطبقية والحقوقية كبيرة بحيث يرفضها حتى الشيطان الرجيم, و بآلتالي مجتمعاتنا متخلفة!؟ لأنّ الإنسان عندنا يعيش أزمة عقل و متخلف طوعاً و كرهاً (إختار التخلف طوعاً لعدم معرفته بأهمية دوره في مستقبل بلده ومستقبل أجياله المظلومين, و فرض عليه الجهل كرهاً ليبقى بعيداً عن الوعي, ليس له تأثيراً يذكر مشغولاً بهموم حياته), لهذا إحذر إن أردت أن تنتخب بعد أيام!؟
لو كان الرئيس الفرنسي هذا حاكماً في ديارنا و يقضي فترة وجوده في السلطة وعليه تهمة واحدة تافهة ( مجرد تمويل خارجي لحملته الانتخابية, أو مال سياسي مسروق إستخدمه ) لوضعناه بمصاف الأولياء الصالحين, لأن مثل هذا الإنسان في مقاساتنا ملاكاً يمشي على الأرض!؟ محنتنا عظيمة و أكبر من كل تصور ولا أقول (الله يستر من الجايات لفساد الأحزاب والمسؤوليين) بل وقع العذاب وحق الحقّ!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إقرأ الوصية قبل التوجه للأنتخابات – صوت الامة العراقية
إقرأ الوصية قبل التوجه للأنتخابات: رسالة الإمام علي عليه السلام لأحد ولاته – صوت الجالية العراقية
Subscribe to:
Comments (Atom)