Wednesday, December 10, 2025

في مطلع بوابة الأختيار :

في مطلع بوابة الاختيار في لحظةٍ ما .. من العمر، و عند بوابة الأختيار يقف الإنسان كمن يقف على حافة جسرٍ معلق بين ضفتين: ضفةٍ يعرفها حدَّ الملل، وأخرى لا يعرف عنها سوى أنها ممكنة. وظيفة جديدة تلوّح من بعيد، فكرة زواج تُربك القلب، طفل يُعيد ترتيب الحياة من جذورها، طريق دراسة، هجرة، أو حتى قرار بالبقاء كما نحن… لحظات تبدو عادية في ظاهرها، لكنها في العمق زلازل صغيرة تُعيد تشكيل الخرائط الداخلية للروح. العلم يقول لنا، بلا مجاملة، إننا نُبالغ كثيراً حين نظن أن القرار وليد العقل وحده. ما يحدث داخل الرأس لحظة الاختيار أقرب إلى معركة صامتة بين الذاكرة والعاطفة، بين الخوف والرغبة، بين ما تربّينا عليه وما نحلم أن نكونه. الدماغ، في تلك اللحظة، ليس قاضياً عادلًا بقدر ما هو ساحة مزدحمة بالإشارات المتضاربة. يشرح علماء الأعصاب أن مراكز التخطيط في المقدمة من الدماغ لا تعمل وحدها، بل تتشابك مع مناطق المشاعر كأصابع متداخلة. الخلل البسيط في هذا التوازن قد يصنع منا متسرعاً يندم سريعاً، أو متردداً يدفن عمره في الانتظار. القرار، ببساطة، ليس معادلة رياضية، بل وصفة عاطفية معقّدة. وحين يدخل التوتر على الخط، يصبح المشهد أكثر ارتباكاً. الخوف يشعل أضواء الطوارئ في الدماغ، فيُعيد برمجة الأولويات: السلامة قبل الحلم، والثبات قبل المغامرة. لهذا يتمسك كثيرون بوظائف تسرق أعمارهم، أو بعلاقات تُنهك أرواحهم، فقط لأن المجهول، مهما بدا واعداً، يظل أكثر رعباً من ألمٍ اعتادوه. منطق البسطاء هنا قاسٍ وصادق: الذي نعرفه، ولو كان موجعاً، أرحم من الذي لا نعرفه. العقل البشري، كما يصفه الباحثون، مُدرَّب بالفطرة على تجنُّب المجهول، لا على ملاحقة الاحتمال. التطور لا يُجيد الاستئذان، بل يقتحم حياتنا عبر قرارات جريئة، غالبًا ما تُتخذ ونحن نرتجف. المفارقة أن النجاة التي نبحث عنها في الأمان، لا تتحقق أحياناً إلا بالقفز خارجه. تُظهر الصور الحديثة للدماغ أن القرار يمر بثلاث محطات: أولًا جمع المعلومات، ثم ميزان العاطفة الذي لا يرحم، وأخيراً لحظة التنفيذ التي تُنهي الجدل وتبدأ الحكاية. لكن المثير حقاً أن بعض العادات البسيطة، كالتأمل أو الكتابة اليومية، تُعيد ترتيب هذا المشهد من الداخل. من يكتب أفكاره، كأنه يفرغ الضجيج من رأسه على الورق، فيرى الطريق أقل تشويشاً، وأوضح ملامح. تجارب حديثة أثبتت أن تدريباً قصيراً على التفكير التأملي قادر على تحسين جودة القرارات بشكل ملحوظ، كأن الإنسان حين يتعلم الإصغاء لنفسه بصدق، يخفّف من صراخه الداخلي، ويُحسن التمييز بين ما يخافه حقًا وما يتوهّمه. ولم يعد القرار شأناً فردياً فقط. في زمن الأزمات، يتحول القرار إلى عدوى. الناس تقلّد قبل أن تفهم، وتخاف معًا قبل أن تسأل. في الجائحة، لم تكن الفيروسات وحدها هي التي تنتشر، بل القرارات أيضاً: هلعٌ جماعي، سلوكيات متشابهة، وخيارات تُتخذ بدافع الخوف لا بدافع المعرفة. القطيع يسير حين تخفت البوصلة. وربما أجمل ما في هذه الحيرة المزمنة التي ترافق مفترقات الطرق، أنها دليل حياة. لو كنّا آلات، لاخترنا بلا تردد. لكننا نفكر، نتلعثم، نرتبك، نخاف، ثم نمد أيدينا إلى قرارٍ لا نعرف إن كان نجاة أم درساً مؤلماً. نحن نختار، لا لأننا نملك اليقين، بل لأننا لا نملك رفاهية البقاء خارج الاختيار. وفي النهاية، قد نكسب، وقد نخسر، وقد نربح الخسارة نفسها على هيئة حكمة متأخرة. هكذا تسير الحياة: قرار وراء قرار، وخطوة تهزّ ما بعدها، وقلبٌ عراقيٌّ عنيد، يعرف جيداً أن الطريق، مهما اشتدّ ظلامه، لا يُفتح إلا بخطوة.

ماهية البيان الكوني بداية كل عام ...

ماهية البيان الكونيّ بداية كلّ عامّ: أبدأ بسلامي و تحياتي للجميع خصوصا رؤوساء التحرير المثقفين منهم خاصة و الناس عامّة .. وددّت في هذه الإشارة الهامة و السريعة؛ بيان ماهية (البيان الكوني) الذي نصدره بداية كل عام لتسهيل مشاركة من يرى القدرة في عقله فيه, لتنوير الناس وهدفه الذي يتلخّص؛ بالتمهيد لتحقيق السعادة عبر المنقذ الذي آلمنا إفتقاده طويلاً والله بعد تقويض الشّر والحروب والفساد! الحقيقة (البيان الكوني) الذي يصدر كلّ عام من قبل فلاسفة العالم؛ هو منهج أساسيّ لحلّ مجمل القضايا خصوصاً المصيريّة التي تواجه البشر والدول والحكومات و الناس عامة قبل ما يكون نقداً أو خلطاً للدِّين في السياسة لأغراض شخصيّة وحزبية وفئوية, أو حزباً يريد تشكيل حكومة محدودة الأهداف و كما هو السائد اليوم في معظم بلدان العالم, وقد سبق أن أثبتنا ذلك من خلال العديد من آلبيانات و المقالات في السنوات الماضية تحت عنوان (ألبيان الكوني للفلاسفة لعام .....), حيث بيّنا فيها أهم القضايا المصيرية التي يواجهها العالم لتنوير الناس على الحقيقة الضائعة نتيجة الثقافات الحزبية و المذهبية و غيرها! حيث يجب التأكيد عليها(القضايا المصيرية وآلكرامة الأنسانية المهدورة نتيجة الطبقية) لحلها بمحو مسبباتها وسلبياتها وتكثيف إيجابياتها حسب الأنظمة والمناهج الكونية - العلميّة, و يمكنكم مراجعة تلك البيانات والوقوف عليها بدقة عبر عشرات المواقع في النت في صفحة (موقع نور) و غيره, ولم نؤكد على النقد المجرد بلا حلّ أو عنوان و دليل, وإن ورد نقداً أو إشارة لمسألة مصيريّة فمن باب التنبيه لها مع ذكر الحلّ الكوني مباشرة و عدم تركه بلا حلول و كما يفعل الكثير من الكتاب للأسف! أما (حشر الدِّين في السياسة ومع الديمقراطية) فهذا أبعد ما يكن عن كل بياناتنا الكونيّة, وإن أشرنا لذلك في بيان معين؛ فقبل الإشارة نبذنا السّياسة الواقعية المتبعة اليوم بحسب توصيات (ميكيافيللي) و غيره من مناصري الرأسمالية و الحكم الواحد؛ لأعتقادنا بأن كل مشاكل العالم هي نتيجة تلك السياسات المغرضة التي يسعى العاملون فيها الثراء و التسلط على الناس بغير العدالة و الحق, و يمكنك الوقوف على ذلك بنظرة سطحية لجميع البيانات التي صدرت للآن خلال أعوام الألفية الثانية. إننا نعتقد بأن آلمهم و الأصل الأول في السياسة التي نعنيها لأدارة البلاد أو حتى مؤسسة صغيرة بل حتى إدارة بيت صغير؛ فإن الأصل الأول,هي العدالة في الحقوق و الأموال التي تخرج من طرف المسؤول أو الدّولة .. لا من جهة أموال الشعب أو الأمة المعنية, فتلك الأموال التي تخرج من طرف الدولة ليست مجهولة المالك كما يعتقد العلمانيون و الإسلاميون ذلك للأسف لأجل سرقها و التصرف بها حسب مخططاتهم التي لا تنفع كل الناس, بل يتم فيها هضم حقوق الشعب و كما فعلها الحاكمون في العراق و كل البلاد .. إنما بآلعكس تماماً ؛ هي أموال لها مليون و مليار مالك , و ليس لأحد التفرد بها أو التصرف فيها حسب مصالحه الشخصية الخاصة و الحزبية أو الفئوية, إنما ملك كل الناس بجميع أديانهم و معتقداتهم و مبادئهم و ليس من حقّ حتى شخص واحد أو حزب واحد أو مجموعة متحاصصين أو مساهمين في كيان أو دولة معينة التصرف بها. و كما هو السائد في العراق بشكل فاضح نتيجة الأحزاب الفاسدة الحاكمة و هكذا في البلاد العربية و الأسلامية. إذن بياننا الكوني؛ هو منهج كونيّ يضم أهم القضايا الكونية - المصيرية التي يجب معرفتها و عرضها و تثقيف الناس و تشويق الحكومات للعمل بها عبر كل الوسائل الممكنة؛ جامعية ؛ مراكز عبادية ؛ منتديات ثقافية و فكرية و حتى مقاهي ثقافية, لتحقيق العدالة و محو الفوارق الطبقية و الأجتماعية و الحقوقية التي سببت الشقاء و الفساد و الظلم بحيث تبرأ الشيطان منها. تلك هي خلاصة الأسس و المفاصل التي نسعى و مجموعة من الفلاسفة و المفكرين و المثقفين لعلاجها .. فإن كان لكم أيها المثقفون و المفكرون و الفلاسفة في كل مكان رأي آخر ربما معاكس أو عدم إيمانكم بهذا الأصل؛ فآلحق معكم في عدم المشاركة و التفاعل و البقاء على حالكم الذي أنتم عليه فآلحرية هي الأصل في الأختيار الذي وهبه الله للجميع حتى للحيوانات و الأشجار و الطيور و كل المخلوقات كل حسب عالمه .. و إن لا فنرجوا إن أحببتم المساهمة في طرح أهم قضية أو مبدأ تعتقدون بوجوب عرضه لتعريف العالم به في هذه السنة الجديدة2026م لتحقيق سعادة البشرية بدل الشقاء و الحروب و الكراهية التي يعانونها الآن بإذن الله. و شكرالوعيكم و تبنيكم لعملية التغيير الكونية التي نسعى لها و نراها صعبة التحقيق نتيجة إنتشار الجهل و اللهوث على تحقيق مطامح البطن و ما دونه من قبل معظم الناس و أكثرهم للأسف! و لا يتحقق مضمون هذه الرسالة العظيمة من خلال عرض مقالات أو بيانات و تواريخ حتى الكونية منها عبر الأعلام فقط؛ إنما يتحقق بشكل فاعل من خلال تشكيل المجالس و المنتديات الفكرية و الجامعية و الأكاديمية من قبل الفلاسفة و المثقفين بشكل دوري و ممنهج من قبل كل من له إمكانية ثقافية و فكرية عالية و عبر كل المنصّات حتى منصّة البيت و هو أضعف الأيمان, وشكراً لكم أيها الأعزاء الهادفين في حياتكم لأنكم لستم بشراً مجرّدين همكم ملأ البطن بآلحلال أوالحرام وتفريغه ليلاً. أخوكم : عزيز حميد مجيد azez24_7@yahoo.ca