Friday, November 14, 2025

منشأ الفلسفة :

بداية يمكن القول بأن تاريخ الفلسفة ينقسم إلى أربع محطات كبرى، لكل مرحلة منها ارهاصاتها الخاصة، واهتماماتها التي تأترت فيها بالعوامل الاجتماعية التي كان يحياها عصرها. أولا: مرحلة اليونان القديمة: إن كل محاولة للإمساك بالدلالة الإصطلاحية لمفهوم الفلسفة تقحمنا في صلب الممارسات الفلسفية، خاصة حينما نعلم انه يصعب القول في هدا المجال، بوجود تعريف موحد وشامل للفلسفة، تنصهر فيه كل التعاريف المتنوعة التي عرفها تاريخ الفلسفة، فإدا حاولنا القيام يتتبع تاريخي لهده التعاريف، سنجد أنفسنا وجها لوجه أمام فكر فيلسوف بخصوصياته الثقافية والتاريخية، بنمط خاص من التفكير والتعبير والممارسة الفلسفية، فتعرف الفلسفة في كونها محبة الحكمة لداتها بعيدا عن كل منفعة مادية ، وهو تعريف له مبرراته الثقافية اليونانية، حيث كان ينظر باحتقار إلى كل عمل يروم تحقيق منفعة مادية، بل وإلى كل ما له علاقة بالتجربة المادية، والاهتمام بالفلسفة كمحبة للحكمة عمل راق، من اختصاص طبقة الأسياد. أما العمل اليدوي فهو من اختصاص طبقةالعبيد، الدي يهدف عملها إلى تحقيق وتلبية متطلبات الحياة المادية، فلا عجب وجدنا جل الفلاسفة اليونان، يدهبون منحى فيتاغورس في احتقارهم للعمل اليدوي، واهتمامهم بكل معرفة نظرية مجردة، وعلى رأسها الفلسفة، فالفلسفة عند اليونان كانت على العموم تعني " البحث عن الحقيقة والتماسها لداتها، بعيدا عن كل منفعة مادية: مادية كانت او معنوية، وفي هدا الصدد يؤخد عن فيتاغورس القولة التالية" إن حياة الناس تبقى أشبه ما يكون بهده التجمعات الكبيرة التي يلتئم شملها بمناسبة الألعاب العمومية في اليونان، حيث يحضرها آخرون للحصول على أكاليل المجد، في حين ان طائفة منهم تحضر هده التجمعات لمجرد المشاهدة، وهكدا فالناس الدين جاؤا إلى هدا العالم، يبحث بعضهم عن المجد، ويبحث فريق آخر منهم عن المنافع المادية، في حين أن طائفة قليلة منهم ، تنصرف إلى التأمل وإلى دراسة طبيعة الأشياء: وهؤلاء هم الفلاسفة"، الفلسفة بهدا المعنى هي النظر التأملي إلى العالم، والحكمة هي معرفة الحقيقة، والفيلسوف هو من يفكر ويتأمل بعمق، قصد اكتشاف الحقيقة والإهتداء إليها. وعلى العموم فإن المبحث الأساسي الدي كان يشغل بال الفلاسفة اليونان هو التساءل عن حقيقة أو مصدر الوجود.

No comments:

Post a Comment